فطلبت منه المهلة للجواب ثم بعد ساعات قليلة كتبت له، فأثنى على المكتوب فاحببت نشره لعله يفيد ان شاء الله سبحانه وتعالى.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، شيخنا العالم العامل محمد هذا ما خطر لي في الإجابة على الاختبار الذي كلفتموني به:
انه ثم فرق واضح بين كون نفس طيبة القلب مشكلة وبين كون طيبة القلب توقعنا في مشكلة، اما الأول فباطل، إذ سيد الخلق صلى الله عليه وسلم كان طيب القلب ولم تكن طيبة قلبه مشكلة بل كانت من أسباب محبة الناس له، ثم إن طيبة القلب غير نفس القلب وهي عارضه له، ( وإن قلنا بأن الطيبة امر وجودي ) فهي من قبيل الكلي المشكك إذ طيبة قلب النبي صلى الله عليه وسلم أشد من طيبة قلب غيره، وطيبة قلبك أشد من طيبة قلبي وهكذا.
لكن طيبة القلب قد توقعنا في مشكلة كما إذا تعاملنا بطيبة القلب مع من لا يستحق، فليست المشكلة في نفس طيبة القلب بل في استعمالها، فإن الذي يعفو كثيرا ولا ياخذ موقف ممن هو مصمم على اذيته فقد جعل طيبة قلبه سببا لاذيته وهذا إنما هو بسبب سوء استخدام طيبة قلبه، فطيبة القلب تحث على التسامح والنية الحسنة والتواضع وحب الناس، لكن طيبة القلب لا تقول لك طبق هذا على كل شخص بل لا بد من مدخل لعقلك في ذلك، تنظر هل هذا يستحق أن اطبق عليه طيبة قلبي ام لا، وطيبة القلب قد تكون سببا في وقوعنا في المشكلة، وهذا في ما لو عطلنا عقولنا وجعلنا العواطف تتحكم كيف تشاء، فتكون قلوبنا تملي علينا ما نفعله رغم عدم ادراكها لحقيقة الموقف بل غاية ما هنالك ان طيبة القلب تحث على التسامح... الخ، لكن إن اضفنا الشرع والعقل لجانب الطيبة ما وقعنا في هذه المشاكل، واغلب مشاكل أهل الدنيا في ما بينهم خصوصا الاطياب منهم سببه سوء استخدام طيبة القلب، فعلم من ما سبق أن طيبة القلب قد تكون سببا في الوقوع في مشكلة وذلك من خلال سوء استخدامها، وبسبب سوء الاستخدام يأتي الواحد منا يقول مشكلتي اني طيب القلب وليس هذا صحيح بل مشكلتك انك أخطأت في استخدام طيبة قلبك، هذا حاصل ما خطر لي سيدي ارجو ان اكون قد وفقت في البيان.