مدرسة الحنابلة

تعارض القول والفعل في حقه صلى الله عليه وفي حق الأمة.
اعلم أنه إذا صدر منه - صلى الله عليه وسلم - قول وفعل كل منهما يقتضي خلاف ما يقتضيه الآخر، ففيه اثنتان وسبعون مسألة . وقد أطلت النظر في هذه المسائل عند المذهبين فوجدتُ أن معتمد المذهب الحنبلي فيها ترجيح المتأخر منهما إن علم تاريخهما، فإن لم يعلم قُدِم القول على الفعل، إلا في مسألة واحدة .
وأن معتمد الشافعية كالحنبلية إلا في مسائل فيرجحون التوقف لاحتمال الأمرين.
د. مصطفى عليان

معنى الإجزاء والقبول والصحة عندنا

ص1101 - كتاب التحبير شرح التحرير - من أتى عرافا لم تقبل له صلاة - المكتبة الشاملة
https://shamela.ws/book/6336/1100

✴️وقد نَصَّ فقهاءُ المذهب المالكي على أن #ما_جرى_به_العملُ يُقدَّم على الراجح والمشهور، وعليه فلا يجُوزُ للقاضي ولا للمفتي العُدولُ عنه إلى غيره.

✴️قال الشيخُ عيسى السكتاني: فإذا اتَّضَح لك توجيهُ ما جرَى به العملُ: لَزِم إجراءُ الأحكام عليه؛ لأن مخالفَةَ ما جرى به العملُ فتنةٌ وفسادٌ كبيرٌ.

✴️وقال ابنُ ناجي: "العملُ إذا استمر بقولٍ فلا يعوَّلُ على غيره، وصار وجودُ الخلاف معه كلا خلافٍ".

ادعى قومٌ أن غُسْلَ يوم الجمعة فريضةٌ بظاهر الحديث الصحيح: (غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم).
وجمهور الفقهاء على أنه سنة، وليس واجباً؛ خلا الظاهرية الذين رأوا وجوبه، وكأن ابن عبد البر المالكي لم يعتبر خلافهم، فحكى الإجماع على أنه ليس واجباً.

أمّا مناقشة بعضهم أن الحديث أتى فيه (غسل يوم الجمعة واجب) فإن كلمة واجب لا تؤخذ على ظاهرها.

قال أشهب: قلت لمالكٍ: غُسلُ يوم الجمعة واجب؟.
قال الإمام مالك: "ليس كلّ ما جاء في الحديث يكون هكذا".

قال ابن العربي في القبس شرح الموطأ : "وهو كلام مُجْمَلٌ بديعٌ على عادة السَّلَف، إذ كانوا يجملون في الأقوال ولا يبسطونها".

ونقل ابن رجب في فتح الباري من رواية ابن وهب عن مالك في حديث :(غسل يوم الجمعة واجب) هل هو واجبٌ؟!
فقال الإمام مالك: "ليس كل ما في الحديث : (هو واجبٌ)) يكون كذلك".

ولهذا علّق ابن رجبٍ في الفتح بقوله:
"وأما رواية الوجوب، فالوجوب نوعان: وجوب حتم، ووجوب سنةٍ وفضلٍ".

وقال ابن رجب كذلك: "وقد تبين بهذا أن لفظ ((الواجبٍ)) ليس نصاً في إلالزام بالشيء والعقاب على تركه، بل قد يراد به ذَلِكَ - وهو الأكثر -، وقد يراد به تأكد إلاستحباب والطلب.

ولهذا قالَ إسحاق: إن كل ما في الصَّلاة فهوَ واجبٌ. وإن كانت الصَّلاة تعاد من ترك بعضه، كما سبق ذكره عنه.
وسبق –أيضاً -، عن الشافعي وأحمد في لفظ: ((الفرض ما يدل على نحو ذَلِكَ، فالواجب أولى؛ لأنه دون الفرض.
ونص الشافعي –في رواية البويطي –على أن صلاة الكسوف ليست بنفلٍ، ولكنها واجبةٌ وجوب السنة.
وهذا تصريح منه بأن السنة المتأكدة تسمى ((واجباً))".
خباب الحمد

الخصائص الكبرى للمذهب الحنبلي:
■ لا يسترسل في التأويل ولا يحب المحدثات في العقيدة ولذلك حارب كل البدع الكلامية والتعقيدات الفلسفية والشطحات الصوفية.
■ الزهد في السلطان وخشونتهم مع الأمراء وهذا أحد أسباب عدم انتشار مذهبهم كما قال أبو زهرة.
■ الجرأة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولذلك ترى أكثر المجاهدين يتخذون الإمام أحمد قدوة لهم.
■ التوسع في القياس ولذلك لا تنضبط كثير من مسائل المعاملات المالية المعاصرة إلا على قواعده كما قال الشيخ الزرقا.
■ فتح باب الاجتهاد المنضبط ولذلك ترى أكثر المجددين متبعين لأصوله وقواعده كما قال د. حسن الشافعي.

ترجم له في المدخل المفصل..
وكان يسمع شرح الشيخ الشامي ثم ينظم الدليل ثم يعرضه على الشيخ الشامي فيقره.. هكذا أخبرنا أحد شيوخنا.

واتصل إسنادنا به بواسطة بالإجازة العامة بحمد الله..

( الحَنَابِلَةُ فِي الشَّامِ) :
الشَّيخُ الأَدِيبُ مُوسَى بنُ مُحَمَّدٍ شِحَادَة الرُّحَيبَانِيُّ....
وُلِدَ عَامَ {١٣٤١} تَقرِيبًا ، وَ تُوُفِّيَ فِي ٢٧ ذِي الحِجَّةِ عَامَ {١٤٢٢}.
مِن تَلَامِيذِ الشَّيخِ أَحمَدَ بَنِ صَالِحٍ الشَّامِيِّ مُفتِي الحَنَابِلَةِ فِي الشَّامِ.
لَهُ نَظمُ ( الذَّهَبُ المُنجَلِي فِي الفِقهِ الحَنبَلِيِّ) ، لَا أَدرِي إِن كَانَ مَطبُوعًا.
و لَهُ قَصَائِدُ و أَشعَارٌ مِنهَا أُرجُوزَةٌ تَحكِي قِصَةَ المَثَلِ ( أُكِلتُ يَومَ أُكِلَ الثَّورُ الأَبيَضُ)
رَحِمَهُ اللّٰــهُ رَحمَةً وَاسِعَةً.

الشيخ أحمد الشامي الدومي مع الشيخ موسى الرحيباني صاحب الذهب المنجلي رحمهما الله

الوسيط بين الإفراط والتفريط:
كتاب عظيم القدر صغير الحجم، للعلامة الفقيه محمد جميل الشطي -مفتي الحنابلة في الشام في أواسط القرن العشرين وهو ابن عم شيخنا المرحوم عصام الشطي-
كتاب ينبغي على كل طالب علم أن يقرأه، وقد ظهر الكتاب في بداية فترة ظهور الأفكار الدينية المتشددة والأفكار العلمانية المنفلتة.

"شرط المدرس في الفقه معرفة الدليل والتعليل وتفصيل الأحكام.
وإن كان في الأصول فعليه ذكر الحكم ومن قاله ومأخذه.
وإن كان في العربية فعليه ذكر الحكم ومن قاله والاستشهاد له ونحو ذلك".
*مقبول المنقول من علمي الجدل والأصول للعلامة يوسف بن عبد الهادي.

قلة العلم عند الصوفية أنتجت الشطح
وقلة العلم عند السلفية أنتجت التكفير
وقلة العلم عند الأحزاب السياسية أنتجت البراغماتية..
والفقيه التقي حاكم على هذه الجماعات لا محكوم لها ..

أصول فقه:
أكثر المذاهب عملاً بأقوال الصحابة والتابعين هو المذهب الحنبلي إذ لم يحصر التلقي بفقهاء بلد كما فعل المذهب الحنفي والمذهب المالكي إذ حصر الأول الأخذ عن أهل الكوفة والثاني عن أهل المدينة (وقد صرح فقهاؤهم أنه ليس لأبي حنيفة قول يخرج به عن أهل الكوفة وليس لمالك قول يخرج به عن أهل المدينة) كما أنه لم يقيد الفقه بفقهاء عائلة واحدة كما فعل المذهب الزيدي مع أبناء زيد بن علي ، أو كما فعل المذهب الجعفري في حصر التلقي في أئمة اثني عشر.
ولا توجد هذه الخصيصة إلا في المذهب الحنبلي والشافعي.

أطلعني أخ على كلام لشاب علماني فيه استهزاء بفقهاء الشريعة ويذكر فيما يذكر أن الإمام أحمد درس فقه الحيض سبع سنوات حتى أتقنه.
والرد على مثل هذا الشاب بأمرين:
الأول: أن نظر الفقيه المجتهد غير نظر المقلد (غير نظر الأجنبي عن العلم أصلا) فالمجتهد ينظر إلى النصوص كلها ويبحث في المتعارض والمشكل والعام والخاص والناسخ والمنسوخ والصحيح والضعيف والمرفوع والموقوف.. والمقلد يأخذ خلاصة التقريرات ويحفظها.
الثاني: أن العلماء المجتهدين في كل الفنون يمكثون سنوات عديدة في التثبت من أحكامهم والأمثلة كثيرة فهذا الطبيب اليوناني الشهير "جالينوس" وهو من كان مضربا للأمثال في إتقان صنعته مكث [[ثلاثين سنة]] وهو يتدرب على [[النبض]] مع أن النبض اليوم لا يحتاج من الطالب إلا لساعات قليلة لفهمه.

كلام متين:
قال العلامة الطوفي في الإشارات الإلهية إلى المباحث الأصولية 584:
[{فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم} [محمد: 22 - 23]
يُحتج به على جواز لعن يزيد، وقد اختلف فيها: فمنهم من منعه حسما لمادة الترقي إلى من فوقه، ومنهم من أجازه لفجوره وقطعه الرحم الواجب صلتها.
وقد حكي عن أحمد أنه سئل عن لعن يزيد؛ فقال: ألا يجوز لعن من لعنه الله في كتابه؟ ثم تلا هذه الآية. فقيل له: لم لا تلعنه أنت؟ فقال: "ومتى لعنت أنا حتى ألعن يزيد".
فمن الناس من اقتدى بفعل أحمد في الترك، ومنهم من اقتدى بفُتياه في اللعن.
ويحتمل أن يقال: من غلبت عليه الحمية لله ورسوله وإنكار المنكر جاز أن يلعنه، ومن غلبت عليه عصبية الرافضة لم يجز له ذلك؛ فليتفقد الإنسان نيته وقصده، فإنما الأعمال بالنيات] انتهى
2018

هؤلاء المشايخ: أسامة الرفاعي وشيخنا جمال سيروان ومن معهم هم ورثة أكابر علماء الشام من الشافعية والحنبلية والحنفية، واقتفاء آثارهم فيه خير عظيم للمسلمين

https://youtu.be/9C-CV_OIS5Q?si=HqAF_LkMqOofUeJx

للشيخ الرواس رحمه الله تعالى

من رامَ جمعَ النَّاسِ في مذْهَبٍ
أو مشرَبٍ فعقْلُهُ قاصِرُ

فرَّقَهُمْ في غيبِهِمْ ربُّهُمْ والسِّرُّ في تفريقِهِمْ ظاهِرُ

هذا إذا عرَّفْتَهُ : مسلِمٌ وذا إذا عرَّفتَهُ : كافِرُ

وذاكَ باطْمِئْنانِهِ رَيِّضٌ وذاكَ في غفلَتِهِ حائِرُ

وذا خَرابٌ ضمنَهُ قَلبُهُ وذاكَ قلباً سِرُّهُ عامِرُ

فسلِّمِ الأَمرَ إلى ربِّهِ فإنَّما الأَمرُ له صائِرُ

وأْمُرْ بمعْروفٍ ودعْ مُنْكراً عنه نَهاكَ الشَّارِعُ الآمِرُ

وسلِّمِ الحالَ لأَرْبابِهِ إِلاَّ إذا خالَفَهُ الظَّاهِرُ

ولا ترَ الفاجِرَ خِلاًّ فما عَزَّ خَليلٌ خِلُّهُ فاجِرُ

وكنْ حَكيماً صابِراً ذاكِراً
فالخيرُ يُعْطاهُ الفتَى الذَّاكِرُ

وارجِعْ إلى اللهِ وُثوقاً به
فإنْ دَهى ذَنْبٌ هو الغافِرُ

ولا ترَ القَدرَةَ في غيرِهِ جلَّ عُلاهُ إنَّه القادِرُ

ولا تُكَيِّفْهُ وكنْ خاشِعاً
فالوهمُ ما قد كيَّفَ الخاطِرُ

وبالعُيوبِ الْجأْ له إنَّه لكلِّ عيبٍ فادِحٍ ساتِرُ

لا تنتَصِرْ في الخطْبِ إِلاَّ به
فهو المُعينُ المُسْعِفُ النَّاصِرُ

وخذْ نِظاماً قد جَلا جوْهَراً
يعجَزُ عنه النَّاظِمُ النَّاثِرُ

وصَلِّ تعظيماً على المُصْطَفى
فهو الحَبيبُ العاقِبُ الحاشِرُ

سِرُّ الوَرَى طَهَ نبيُّ الهُدى
روحُ الوُجودِ الطَّيِّبُ الطَّاهِرُ

الشيخ موسى السيد الجيتي الحنبلي الرفاعي (١٨٧٧-١٩٧٧م) في الوسط في مدرسته الشرعية في نابلس وقد عمر مائة سنة وعلى يساره ابنه صديق الأزهري الذي صار مدير أوقاف في عمان ، ومن خلفه مشايخ صاروا أساتذة كلية الشريعة في الجامعة الأردنية منهم السرطاوي. الصورة سنة ١٩٥٨م

من أسانيد المذهب الحنبلي النابلسي الذي يتصل بالدكتور مصطفى حمدو وهو من الإجازات النادرة جدا

سنبدأ قريبا: قراءة متن الدليل ثم الزاد في الفروع
وفي الأصول: مختصر الروضة ثم مختصر التحرير..
مع فك للعبارة فقط مع الإجازة

Live stream finished (1 minute)

Live stream started

إنصاف العلماء للعلماء:
يقول شيخ الحنابلة ابن عقيل في رده على من قلل من مكانة الامام الشافعي في اللغة والأصول في معرض حديثه عن البيان قال:" ولم يفهم كلامه من اعترضه من المحدثين الذين لم يبلغوا شأو أصحابه في العلم... وذلك أن الشافعي أبو هذا العلم وأمه وهو أول من هذب أصول الفقه..."
*الواضح في أصول الفقه 1/185

«وأحمد بن حنبل كان أعلم من غيره بالكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين لهم بإحسان ؛ ولهذا لا يكاد يوجد له قول يخالف نصًا كما يوجد لغيره ، ولا يوجد له قول ضعيف في الغالب إلا وفي مذهبه قول يوافق القول الأقوى ، وأكثر مفاريده التي لم يختلف فيها مذهبه يكون قوله فيها راجحًا».

- شيخ الإسلام -رحمه الله-

«وأما تمحيص الروايات لمعرفة الصحيح من السقيم ، الراجح من المرجوح ، والناسخ من المنسوخ ؛ فأحمد أرجح الأئمة في ذلك ، لأنه أوسعهم رواية ، وأعلمهم بأحوال الرواة وعلل الحديث ، وأعلمهم بآثار الصحابة والتابعين.. وأما تمحيص النصوص لمعرفة معانيها فأحمد من أحسن الأئمة معرفة لذلك ، وهب أن غيره يفوقه في هذا ، فإنما يمحّص الإنسان ما يعرفه ويغوص فيما يجده ، فمن لم يبلغه النص فأي شيء يمحّص وفي أي شيء يغوص؟».

- المعلمي اليماني الشافعي -رحمه الله-

وَمن أَقبحِ البِدَعِ مُوَافَقةُ المُسلمينَ النَّصَارى في أَعيادِهم

ابن حجر الهيتمي

( وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم )

حُكي مرة أن ( الإمام محمد بن أبي الرجال بن علي اليونيني البعلي الحنبلي ) كان قد عزم على الرحلة إلى «حرَّان»
قال: وكان قد بلغني أن بها رجلا يعرف علم الفرائض جيدا،
فلما كانت الليلة التي أريد في صبحها أن أسافر جاءتني رسالة الشيخ عبد الله اليونيني، فعزم علي إلى «القدس الشريف»
فكأني كرهت ذلك، وفتحت المصحف، فطلع قوله تعالى : ﴿اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون﴾
فخرجت معه إلى القدس،
فوجدت ذلك الحرَّانيَّ بـ«القدس»،
فأخذت عنه علم الفرائض،
حتى خُيِّل إليَّ أني قد صرت أبرع منه فيه.

الذيل لابن رجب

مركز سلف للدراسات يعترف بأن كتب الدكتور مصطفى حمدو ملتزمة بعقيدة متكلمة الحنابلة وأنها تدعو لمعتمد المذهب في الفقه

قال في المنتهى والإقناع: "يحرم على القاضي قبول هدية ولا يحرم على مفتٍ"
قلتُ: يحرم على الأول لِأَنَّ الْمَنْعَ إنَّمَا يَكُونُ مِنْ أَجْلِ الِاسْتِمَالَةِ في الحكم فيتجه أن كل هدية تُهدَى لموظف بقصد الاستمالة في شيء ولو في المستقبل فهي محرمة وفي حكم الرشوة.

وهل المعلم يقاس على القاضي أو المفتي في الإهداء له ؟ بحاجة إلى بحث ونظر

قال في المنتهى والإقناع: "يحرم على القاضي قبول هدية ولا يحرم على مفتٍ"
قلتُ: يحرم على الأول لِأَنَّ الْمَنْعَ إنَّمَا يَكُونُ مِنْ أَجْلِ الِاسْتِمَالَةِ في الحكم فيتجه أن كل هدية تُهدَى لموظف بقصد الاستمالة في شيء ولو في المستقبل فهي محرمة وفي حكم الرشوة.

تصحيح خطأ مشهور:
إثبات أن كتاب الأم للبويطي وأن الربيع زاد فيه:
قال الغزالي في إحياء علوم الدين ٢ / ١٨٨:
"وآثر البويطي الزهد والخمول ولم يعجبه الجمع والجلوس في الحلقة واشتغل بالعبادة وصنف كتاب الأم الذي ينسب الآن إلى الربيع بن سليمان ويعرف به وإنما صنفه البويطي ولكن لم يذكر نفسه فيه ولم ينسبه إلى نفسه فزاد الربيع فيه وتصرف وأظهره".

يجوز للمحدث مس كتب التفسير مطلقا ؛ لأنه لا يسمى مصحفا

كلام الشيخ محمد السيد الحنبلي عن الشيخ ابن عثيمين

الثابتُ المجمعُ عليه عند الفقهاء أنَّ الخمر نجسة، لكن هذا لا ينطبق على استخدام العطور الكحولية الموجودة بالسوق، المشتملة على مادة الكُحول "الكولونيا "، فلا يظهر أنّها نجسة.
توضيحُ ذلك أنَّ ما يُستعمل في العطور " الإيثيلية النقية "، التي تُستخرج بمعالجات كيميائيّة؛ أشبه بمن يُحول غاز الإيثان إلى سائل كُحولي إيثيلي أو "أيثانول"؛ وليست من كُحول الخمر؛ لأنَّ الخمر مقصودةٌ بذاتها تحريماً لوجود الكحول الخاصة فيها؛ لكن إن أردنا أن نُعمِّم النظر بحكمٍ واحدٍ للكحول والنظر إلى نسبة وجودها في الأطعمة فسنجدها في كثيرٍ منها؛ مثل الخبيزة والخميرة والكعك والخبز والبسكويت؛ ففيها جميعا نسبة من الكحول.

وعليه فما يستخدم في العطور من غازات متطايرة؛ ليست من مواد نجسة؛ فيجوز استخدامها، وصلاة من تعطّر بها صحيحة؛ لأنّها ليست من الخمر ولا ما يأخذ حكمه؛ ولأنَّ المعالجات الكيميائية لم تستخرج من كحول الخمر...

وهذا القول عندي أفضل من تفريعه على معنى التطهير بالاستحالة؛ لأنَّ التطهير بالاستحالة فيه خلافٌ مشهورٌ بين الفقهاء؛ فالسادة الشافعية وأصحابنا الحنابلة لا يرون نجس العين يطهر بالاستحالة إلا الخمر إذا انقلبت بنفسها خلاً؛ لهذا قالوا أنّ الخمرة إذا أفسدت فصيرت خلا لم تزل عن تحريمها، وإن قلب الله عينها فصارت خلاً فهي حلال.
واحتجوا بنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن أكل الجلالة وألبانها؛ لأنها تأكل النجاسة، وأنها لو طهرت بالاستحالة لم ينهى عنها.
لكن القول الآخر لدى الحنفية والمالكية أن ما كان نجس عين فهو يطهر بالاستحالة؛ وهي رواية قوية عند أحمد، واختارها الإمام ابن تيمية، وقد قاس المالكية والحنفية ذلك بالنطفة والعلقة فهما نجستان، فحين تصير مضغة تطهر، فرأوا أنّ استحالة الشيء بزوال الوصف المرتب عليه.
.....
وعلى تخريج من قال بالاستحالة فيطهر؛ يجوز استخدامه.
وعلى التخريج الذي ذكرتُه أنّها ليست من قبيل الخمر ولا ما يأخذ حكمه بل شيء آخر، حيث فسّره أهل الطب المخبري الكيميائي بكونه ليس خمراً بل يُصنع بطريقة كيميائية.

خباب الحمد

كتب الدكتور عبد الحميد الكردي المتخصص في علم الكلام والمنطق:


(بين مدرستي #الأشعرية و #الحنبلية)
في هذه الأيام كنتُ أطالع كتابا من كتب الحنابلة العقائدية، وهو كتاب (الإيضاح في أصول الدين) لمؤلِفه العالم الحنبلي الكبير (ابن #الزاغوني المتوفى 527هـ).
ولاحظتُ في هذا الكتاب:
1-أنه من المصادر المهمة لبيان عقيدة أئمة الحنابلة، ومؤلفه يتّسم بالنقل الدقيق عن أئمة مذهبه، وبيان آرائهم.
2-حاول ابن الزاغوني أن يعتمد على الحجج العقلية أكثر من النقلية؛ على غرار ما فعله أئمة الكلام، وهو شيء نادر لأن الغالب على كتبهم هو الروايات والاعتماد على النقل.
3-في هذا الكتاب مسائل كلامية مهمة، شبيهة جدا بما في كتب متكلمي الأشاعرة والماتريدية، فهو بدأ الكلام ببيان العلم وأقسامه، ثم تكلّم عن النظر وأنواعه ووجوبه وبيّن أن النظر والاستدلال على معرفة الله واجب، ثم تكلّم عن تقسيم الموجودات إلى الجواهر والأعراض وتحدّث عن بعض أحكامهما، ثم تكلّم عن السوفساطئيين، وبيّن معاني بعض المصطلحات في العلوم العقلية كالمثلينِ والضدينِ والجائز والمحال وغير ذلك.
4-بل ربما يدخل في مسائل كلامية عميقة صرّح المتكلمون بأنها ليست مما يجب على المكلف معرفتها، مثل مسألة (هل المعدوم شيء؟) وهو يتفق مع رأي الأشاعرة في هذه المسألة.
5-وفي مسائل الإلهيات والصفات يؤيّد مذهب الحنابلة، ويصرّح بمخالفة الأشاعرة في بعض المسائل.
6- في هذا الكتاب ينقل ابن الزاغوني آراء المذاهب العقائدية المخالفة لمذهبه في كل مسألة، بدقة، وأمانة، وبعبارات غير مسيئة لهم.
7-كما أنه أحيانا يتكلم عن آراء الأديان الأخرى غير الإسلام. مثلا: خصّصَ فصلا لإبطال الأقانيم التي قال بها النصارى.
8-في مسألة (الكلام النفسي) يقترب شيئا ما من رأي الأشاعرة، وإن كان في عموم مسألة (الكلام) يحافظ على حنبليته.
9-والذي: لفت نظري هو أن ابن الزاغوني لا يحتكر مصطلح (أهل السنة) لمذهب الحنابلة، فهو لا يجعل مخالفيه من الأشاعرة وغيرهم خصوما لـ(أهل السنة) و(السلف الصالح) و(أهل الحديث) وأمثال ذلك، كما نجد ذلك لدى بعض المعاصرين.
10-ولا شك في أن هذه الأمور مما يقرّب المسافة بين فرقتين عقائديتين من الفرق الإسلامية؛ هما الأشاعرة (ومعهم الماتريدية) والحنابلة. أقول ذلك مع علمي بوجود مواضع في الكتاب يختلف فيها رأي الفريقين بوضوح، إلا أن تلك المسائل المختلف فيها مما يمكن أن يبقى مسائل علمية يدور البحث فيها في مجالس العلماء، ولا يثير المشاكل للمسلمين، ولا يُشغل بها العوام.
11-لكن الكارثة إنما هي فيمن سمّى نفسه بـ(محقِق الكتاب)، فقد أساء لهذا الكتاب أيما إساءة، إذ كتب أولا قبل النص المحقَق (191) صفحة؛ يعني كتابا كاملا. تكلم سيادة (المحقِق) في أول هذه المقدمة الطويلة المملة عن (السلفية) وأنها الدين الصحيح فقط، وأن هذه النسبة إنما هي نسبة للصحابة والتابعين، وأن غير السلفيين كالأشاعرة ليسوا من أهل السنة إطلاقا، وأنه استفاد لبيان مذهب السلف من كتب (ابن تيمية)؛ إذ هو خير من يمثل المنهج السلفي؛ حسب تعبير هذا المحقق! كما أنه٧ عاتب ابن الزاغوني لكونه يقترب من مناهج المتكلمين أحيانا ويبتعد عن منهج السلف.
12-وبعد قراءة الكتاب قراءةً متأنية ظهر لي الفرق الجلي بين مذهب أئمة الحنابلة ومذهب من يدعون الانتساب للسلف اليوم زورا. فلذلك أدعو أتباع المذهب الحنبلي اليوم لإنقاذ تراثهم العلمي من عبث هؤلاء، وتقديمه للباحثين بصورة علمية، وتنقيته من مثل هذه الإساءات والاستفزازات.
(د.عبد الحميد الكردي)

لماذا قال #الحنابلة بكراهة الصوم للمسافر
ولم يقولوا بكراهة إتمام الصلاة؟

قال الخلوتي:
وقد يفرق بورود النهي عن الصوم بقوله ﷺ: "ليس من البر الصوم في السفر"، بخلاف إتمام الصلاة، فإنه لم يرد عنه نهي، وأدنى مراتب النهي الكراهة.

[حاشية الخلوتي على المنتهى 2/210]

كلام العقلاء

الخلاف بين المعتزلة وأهل السنة في كون العقل يوجب ويحرم:
قال ابن قاضي الجبل: ليس مراد المعتزلة بأن الأحكام عقلية: أن الأوصاف مستقلة بالأحكام، ولا أن العقل هو الموجب، أو المحرم، بل معناه عندهم: أن العقل أدرك أن الله تعالى بحكمته البالغة كلف٤ بترك المفاسد٥ وتحصيل المصالح. فالعقل أدرك الإيجاب والتحريم لا أنه أوجب وحرم فالنزاع معهم: في أن العقل أدرك ذلك أم لا؟

فخصومهم يقولون: ذلك جائز على الله تعالى، ولا يلزم من الجواز الوقوع.

وهم يقولون: بل هذا عند العقل من قبل الواجبات. فكما يوجب العقل أنه يجب أن يكون الله عليما قديرا متصفا بصفات الكمال، كذلك أدرك وجوب مراعاة الله تعالى للمصالح وللمفاسد. فهذا محل النزاع. انتهى.
شرح الكوكب المنير ١ / ١٣٥

اللهم صل وسلم على سيدنا محمد

قال ابن الجوزي -رحمه الله تعالى-:
*واعلموا أنه ما مِن عبدٍ مسلم أكثر الصلاة على محمد عليه الصلاة والسلام، إلا نوَّر الله قلبه، وغفر ذنبه، وشرح صدره، ويسَّر أمره،*
*‏فأكثروا من الصلاة؛ لعل الله يجعلكم من أهل مِلَّته، ويستعملكم بسُنته، ويجعله رفيقنا جميعًا في جنته.*

كتاب ‏بستان الواعظين

معنى الباء في حديث: " لن يدخل أحدكم الجنة بعمله"
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى ٨ / ١٦٦
"ولهذا قال بعضهم : الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد ومحو الأسباب أن تكون أسبابا نقص في العقل والإعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع . ومجرد الأسباب لا يوجب حصول المسبب ; فإن المطر إذا نزل وبذر الحب لم يكن ذلك [ كافيا ] في حصول النبات بل لا بد من ريح مربية بإذن الله ولا بد من صرف الانتفاء عنه ; فلا بد من تمام الشروط وزوال الموانع وكل ذلك بقضاء الله وقدره وكذلك الولد لا يولد بمجرد إنزال الماء في الفرج بل كم من أنزل ولم يولد له ; بل لا بد من أن الله شاء خلقه فتحبل المرأة وتربيه في الرحم وسائر ما يتم به خلقه من الشروط وزوال الموانع .

وكذلك أمر الآخرة ليس بمجرد العمل ينال الإنسان السعادة بل هي سبب ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم { إنه لن يدخل أحدكم الجنة بعمله قالوا : ولا أنت يا رسول الله قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل } . وقد قال : { ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون } فهذه باء السبب أي : بسبب أعمالكم والذي نفاه النبي صلى الله عليه وسلم باء المقابلة كما يقال : اشتريت هذا بهذا أي : ليس العمل عوضا وثمنا كافيا في دخول الجنة بل لا بد من عفو الله [ ص: 71 ] وفضله ورحمته فبعفوه يمحو السيئات وبرحمته يأتي بالخيرات وبفضله يضاعف البركات .

وفي هذا الموضع ضل طائفتان من الناس : " فريق " آمنوا بالقدر وظنوا أن ذلك كاف في حصول المقصود فأعرضوا عن الأسباب الشرعية والأعمال الصالحة وهؤلاء يئول بهم الأمر إلى أن يكفروا بكتب الله ورسله ودينه .

و فريق أخذوا يطلبون الجزاء من الله كما يطلبه الأجير من المستأجر متكلين على حولهم وقوتهم وعملهم وكما يطلبه المماليك وهؤلاء جهال ضلال فإن الله لم يأمر العباد بما أمرهم به حاجة إليه ولا نهاهم عما نهاهم عنه بخلا به ولكن أمرهم بما فيه صلاحهم ونهاهم عما فيه فسادهم".

رسالة القضاء والقدر لطاشكبري زاده

نظم الشيخ صالح بن سيف العتيقي الحنبلي؛ ما يتحمله الإمام عن المأموم، وهي ثمانية أشياء. فقال:
ويحمل الإمام عن مأموم ثمانيهْ تُعَدُّ في المنظوم
فاتحة كذا سجود السهوِ وسترة مع القنوت المروي
وسمع الله مع السجود في تلاوة الإمام سرا فاكتفي
وهكذا تلاوة المأموم خلف الإمام فافهمن منظومي
تشهدٌ أولٌ عمن سبقْ ** بركعة من أربع فكن محقْ

قال الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي في كتابه ((العبادة في الإسلام)) ص311:"
كلمة حنبلي في أوساط العامة من المصريين توحي بالتزمت والتشدد والوسوسة ولكن الدارسين يعلمون أنَّ المذهب الحنبلي من أيسر المذاهب الفقهية إن لم يكن أيسرها جميعاً في العبادات والمعاملات ويتبين ذلك في مؤلفات الإمام ابن قدامة وشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وقد رأيت ثلاثة من أعلام الحنابلة حملوا جميعاً على التنطع والوسوسة في كتبهم حملة عنيفة لا تكاد توجد في مذهب آخر وهم: ابن قدامة في رسالته المذكورة وابن القيم في إغاثة اللهفان وابن الجوزي في تلبيس ابليس". انتهى

مما يرويه د.مصطفى عن أشياخه جواز المسح على الجوارب الثخينة لا الخفيفة والرقيقة

التفويض عند متقدمي الأشاعرة وهو مذهب السلف الصالح

قال الحافظ البيهقي في الأسماء والصفات ما نصه (فأما الاستواء فالمتقدمون من أصحابنا رضي الله عنهم كانوا لا يفسرونه ولا يتكلمون فيه كنحو مذهبهم في أمثال ذلك)، وقال في موضع ءاخر (وحكينا عن المتقدمين من أصحابنا ترك الكلام في أمثال ذلك، هذا مع اعتقادهم نفي الحد والتشبيه والتمثيل عن الله سبحانه وتعالى) ثم أسند إلى أبي داود قوله (كان سفيان الثوري وشعبة وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وشريك وأبو عوانة لا يحدون ولا يشبهون ولا يمثلون، يروون الحديث لا يقولون كيف، وإذا سئلوا أجابوا بالأثر)، قال أبو داود (وهو قولنا) قلت (وعلى هذا مضى أكابرنا) وقال في موضع ءاخر عن الأوزاعي عن الزهري ومكحول قال أمضوا الأحاديث على ما جاءت، ثم قال سئل الأوزاعي ومالك وسفيان الثوري والليث بن سعد عن هذه الأحاديث التي جاءت في التشبيه، أي ظاهرها يوهم ذلك فقالوا (أمِرُّوها كما جاءت بلا كيفية). اهـ

• كل شافعي لا يخلو من رقة وذوق.
• وكل حنفي لا يخلو من عظمة وكبر.
• وكل مالكي لا يخلو من جذبة.
• وكل حنبلي لا يخلو من زهد.
الفقيه أحمد بن محمد المنفلوطي الشافعي (ت١١١٨هـ) :

المهر المؤجل::
قال العلامة البهوتي في شرح منظومة المفردات 2/594 :"يصح أن يكون الصداق كله حالًا وأن يكون مؤجلًا وأن يكون بعضه حالًا وباقيه مؤجلًا، لأنه عوض في معاوضة فجاز ذلك فيه كالثمن ومتى أطلق اقتضى الحلول كما لو أطلق ذكر الثمن، وإن شرطه مؤجلًا إلى وقت فهو إلى أجله.
وإن شرطه مؤجلًا ولم يذكر أجله صح، ومحله الفرقة، قال أحمد: "إذا تزوج على العاجل والآجل لا يحل الآجل إلا بموت أو فرقة" وهو قول النخعي والشعبي*، لأن المطلق يحمل على العرف، والعادة في الصداق الآجل ترك المطالبة به إلى حين الفرقة فحمل عليه".
------------
*قال الموفق في المغني :"وقال الحسن، وحماد بن أبي سليمان، وأبو حنيفة، والثوري، وأبو عبيد: يبطل الأجل، ويكون حالا، وقال إياس بن معاوية وقتادة: لا يحل حتى يطلق، أو يخرج من مصرها، أو يتزوج عليها. وعن مكحول، والأوزاعي، والعنبري: يحل إلى سنة بعد دخوله بها واختار أبو الخطاب أن المهر فاسد، ولها مهر المثل. وهو قول الشافعي؛ لأنه عوض مجهول المحل، ففسد كالثمن في البيع".

تنبيه :
الجوارب العصرية في أغلبها لا يجوز المسح عليها على المعتمد في المذهب وكذلك الجوارب المخرقة والشفافة والرقيقة والصيفية
قال حرب: رأى أحمد في رجلي جوربا رقيقا قد استرخى من الساق، فقال: لا يجوز عليه المسح؛ لأنه ليس يثبت على المكان.
وهذا الصحيح كما قال منقح المذهب العلاء المرداوي في الإنصاف..
وقد أجازوا المسح على الجورب بسبعة شروط، وهي لا تنطبق على الجوارب العصرية..
ويبقى الخلاف في الجوارب السميكة الثخينة التي تُتخذ للدفء.
ولا يشترط على المذهب أن تكون غير منفذة للماء بل أن تكون صفيقة ولا يشترط أيضا المشي عليها مدة معينة أو مسافة محددة بل المشي عليها عرفا بحيث يسمى ماشيا كما قال البعلي في شرح أخصر المختصرات.
د. مصطفى عليان

ولقد أجاد ولي الله العلامة المتكلم المدقق المحقق الملا إبراهيم بن حسن بن شهاب الدين الكوراني الكردي الشافعي بالفحص عن كل ما ينسب إلى الحنابلة، فجمع رسائل عديدة وكتباً مفيدة وطالعها ودقق النظر فيها، ثم ألف رسالة في ذلك، وقال فيها: لما أمعنت النظر في رسائل القوم ومصنفاتهم وجدتهم برآء من كثير مما رمتهم أصحابنا الشافعية من التجسيم والتشبيه، وإنما القوم متمسكون بمذهب كبراء المحدثين، كما هو المعروف من حال إمامهم رضي الله تعالى عنه من إبقاء الآيات والأحاديث على ظواهرها، والإيمان بها كذلك، مفوضون فيما أشكل معناه، وهذا لا يذمه أحد من الأشعرية".

العتيرة لا تسن ولا تكره

وَلَا تُسَنُّ الْفَرَعَةُ) بِفَتْحِ الْفَاءِ وَالرَّاءِ وَتُسَمَّى أَيْضًا الْفَرَعُ (وَهِيَ ذَبْحُ أَوَّلِ وَلَدِ النَّاقَةِ) كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَأْكُلُونَ لَحْمَهُ وَيُلْقُونَ جِلْدَهُ عَلَى شَجَرَةٍ (وَلَا الْعَتِيرَةُ وَهِيَ ذَبِيحَةُ رَجَبٍ) أَيْ: شَاةٌ كَانَتْ الْعَرَبُ تَذْبَحُهَا فِي الْعَشْرِ الْأُوَلِ مِنْ رَجَبٍ لِطَوَاغِيتِهِمْ وَأَصْنَامِهِمْ
وَيَأْكُلُونَ لَحْمَهَا وَيُلْقُونَ جِلْدَهَا عَلَى شَجَرَةٍ قَالَهُ فِي الْمُسْتَوْعِبِ، لِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «لَا فَرَعَ وَلَا عَتِيرَةَ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ وَأَمَّا حَدِيثُ عَائِشَةَ «أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالْفَرَعَةِ مِنْ كُلِّ خَمْسِينَ وَاحِدَةٌ» قَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ حَدِيثُ ثَابِتٍ فَهُوَ مَنْسُوخٌ، لِتَأَخُّرِ إسْلَامِ أَبِي هُرَيْرَةَ فَإِنَّهُ كَانَ فِي فَتْحِ خَيْبَرَ فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ مِنْ الْهِجْرَةِ؛ وَلِأَنَّ الْفَرَعَ وَالْعَتِيرَةَ كَانَ فِعْلُهُمَا أَمْرًا مُتَقَدِّمًا عَلَى الْإِسْلَامِ فَالظَّاهِرُ بَقَاؤُهُمْ عَلَيْهِ إلَى حِينِ نَسْخِهِ وَاسْتِمْرَارِ النَّسْخِ مِنْ غَيْرِ رَفْعٍ لَهُ.

(وَلَا يُكْرَهَانِ) أَيْ: الْفَرَعَةُ وَالْعَتِيرَةُ؛ لِأَنَّ الْمُرَادَ بِالْخَبْرِ نَفْيُ كَوْنِهِمَا سُنَّةً، لَا تَحْرِيمُ فِعْلِهِمَا وَلَا كَرَاهَتُهُ وَلَكِنْ إذَا لَمْ يَكُنْ عَلَى وَجْهِ التَّشْبِيهِ بِمَا كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَهَذَا وَاضِحٌ لِحَدِيثِ «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ»
كشاف القناع ٣ / ٣٢

وَلَا يُكْرَهُ) أَنْ يُسَمَّى (بِجِبْرِيلَ) وَنَحْوِهِ مِنْ أَسْمَاءِ الْمَلَائِكَةِ (وَيَاسِين) قُلْت: وَمِثْلُهُ طَه، خِلَافًا لِمَالِكٍ فَقَدْ كَرِهَ التَّسْمِيَةَ بِهِمَا.

كشاف القناع ٣ / ٢٧

ثم دخلت سنة ثمان وثمانين وستمائة فيها كان فتح مدينة طرابلس: وذلك أن السلطان قلاوون قدم بالجيوش المنصورة المصرية صحبته إلى دمشق، فدخلها في الثالث عشر من صفر، ثم سار بهم وبجيش دمشق وصحبته خلق كثير من المتطوعة، منهم القاضي نجم الدين الحنبلي، قاضي الحنابلة، وخلق من المقادسة وغيرهم..
البداية والنهاية

قال المحقق الكلنبوي في حاشيته على شرح الدواني للعقيدة العضدية 2/ 240 :"لزم -على قول الجلال- تكفير المصنف -أي: العضد- ومحمد الشهرستاني وغيرهما في قولهم: "إن الألفاظ نفس كلامه الدالة عليه" وذلك أيضا باطل، فقد وقع -أي الجلال- فيما حفر لأخيه المسلم".
ودافع عن العضد بأنه اختار مذهب أهل العربية دون تدقيقِ الفلسفي.
كما قرر عدم تكفير من اعتقد أن الألفاظ الحادثة دالة على كلام الله القديم -إذا لم يعتقد أن القرآن من مخترعات بشر أو أنه مخلوق- وهو الحق عنده.
فانظر إلى تحقيق المحققين كيف يكون في المسائل المشكلة التي يلزم منها تكفيرُ مسلمٍ عند بعض المتسرِّعين.

موافقة السرهندي للعضد الإيجي في قدم الكلام اللفظي ، وأن نفي كون الكلام اللفظي كلاما لله على الحقيقة كفر..
قال:

"ويعلم أن الكلام النفسي هو هذه الحروف والكلمات كما حققه القاضى عضد [الدين] وقال إن هذه الحروف والكلمات هى الكلام القديم النفسي بلا تقديم وتأخير، وجعل التقديم والتأخير عائداً إلى قصور الآلات الحادثة".

الإمام السرهندي

قدم الكلام اللفظي متصور على أصل الأشعري:
قال الملا أحمد الجندي الحنفي في حاشيته على شرح النسفية: "أنت خبير بأن قيام اللفظ [المسموع] المنتظم المؤلف من [الحروف] مجتمعة من غير أن يكون وجود بعضها مشروطا بعدم البعض = متصور على ما هو أصل الشيخ الأشعري لأن قدرة الحق عامة ولا علاقة بين الأشياء حقيقة عنده".

رأي الإمام التفتازاني والعلامة زكريا الأنصاري في جواز مذهب الحنابلة في صفة الكلام:
قال الإمام سعد الدين التفتازاني في شرح العقائد النسفية ص 373: ((وتقدم البعض على البعض والترتب إنما يحصل في التلفظ والقراءة لعدم مساعدة الآلة وهذا هو معنى قولهم: المقروء قديم والقراءة حادثة. وأما القائم بذات الله تعالى فلا ترتب فيه حتى أن من سمع كلامه تعالى سمعه غير مرتب الأجزاء لعدم احتياجه إلى الآلة، هذا حاصل كلامهم - أي الحنابلة - ؛ [وهو جيد لمن يتعقل لفظا قائما بالنفس غير مؤلف]* من الحروف المنطوقة أو المخيلة المشروطة وجود بعضها بعدم البعض، ولا من الأشكال المرتبة الدالة عليه، ونحن لا نتعقل من قيام الكلام بنفس الحافظ إلا كون صور الحروف مخزونة ومرتسمة في خياله؛ بحيث إذا التفت إليها كان كلاما مؤلفا من ألفاظ مخيلة أو نقوش مرتبة وإذا تلفظ كان كلاما مسموعا)) انتهى كلام السعد.

*قال الشيخ زكريا الأنصاري في حاشيته :" قوله: (وهو جيد لمن يتعقل لفظا قائما بالنفس غير مؤلف) لا استحالة في ذلك وقياس الغائب على الشاهد غير مفيد".

*قلت: كلامهم هذا فيه توجيه لقول الحنابلة ومن وافقهم من الأشعرية كالعضد الإيجي والشريف الجرجاني والجلال الدواني بقدم الألفاظ وليس فيه توجيه لقول الحنابلة بقدم الأصوات، مع التنبيه على أن قول الحنابلة بقدم الصوت غير منقول عن الإمام أحمد كما قال الحافظ ابن حجر ونقله عنه المنقح المرداوي.
والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب..

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في لطائف المعارف:
"وفصول السنة تذكِّر بالآخرة، فشدة حَرِّ الصيف يذكر بحَر جهنم، وهو من سمومها، وشدة برد الشتاء يذكِّر بزمهرير جهنم، وهو من زمهريرها، و"الخريف" يكمل فيه اجتناء الثمرات، وكذلك اجتناء ثمرات الأعمال في الآخرة.
وأما "الربيع" فهو أطيب فصول السنة، وهو يذكِّر بنعيم الجنة وطيب عيشها".

مطلب : في السير حافيا وحاذيا : وسر حافيا أو حاذيا وامش واركبن تمعدد واخشوشن ولا تتعود ( وسر ) حالة كونك ( حافيا ) بلا نعل أحيانا اقتداء بسيد العالم صلى الله عليه وسلم ( أو ) سر في حال كونك ( حاذيا ) أي منتعلا يقال : حذا النعل حذوا وحذاء قدرها وقطعها .

وحذا الرجل نعلا ألبسه إياها كأحذاه .

وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه { أنه لما كان أميرا بمصر قال له بعض أصحابه لا أرى عليك حذاء قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نحتفي أحيانا } . ورواه أبو داود .

ويروى هذا المعنى عن عمر رضي الله عنه .

وأخرج البزار برجال ثقات عن ابن عمر رضي الله عنهما قال { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي حافيا وناعلا } .

قال الإمام المحقق في الهدي النبوي : { كان صلى الله عليه وسلم يمشي حافيا ومنتعلا } .

قال الشمس الشامي : أما مشيه منتعلا فهو أكثر مشيه ، وأما حافيا فذكره الغزالي في الإحياء أيضا ، واستدل له الحافظ العراقي بما رواه مسلم . [ ص: 341 ] عن ابن عمر رضي الله عنه في عيادته صلى الله عليه وسلم لسعد بن عبادة قال { : فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقمنا معه ، ونحن بضعة عشر ما علينا نعال ولا خفاف ولا قلانس ولا قمص نمشي في السباخ } والله أعلم .

( وامش ) أحيانا ( واركبن ) فعل أمر مؤكد بالنون الخفيفة واركب أحيانا ولا تتنعم كل النعم ، ولا تتقشف كل التقشف ، فتارة هكذا وتارة هكذا

غذاء الألباب شرح منظومة الآداب ٢ / ٣٤١

قال الحسن البصري:
"من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر فهو خليفة الله في الأرض وخليفة كتابه وخليفة رسوله".
أخرجه عبد الغني المقدسي في "كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" مرفوعا.
وابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ج6/ص84..

قيل للإمام الشافعي رحمه الله : أخبرنا عن العقل، يولد به المرء؟ فقال : لا .. ولكنه يلقح من مجالسة الرجال، ومناظرة الناس.

من هو الفقيه ؟
عن عمران المنقري، قال: قلت للحسن البصري رحمه الله يوما في شيء قاله: يا أبا سعيد، ليس هكذا يقول الفقهاء. فقال: «ويحك ورأيت أنت فقيها قط، إنما الفقيه الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة، البصير بأمر دينه، المداوم على عبادة ربه».
((رواه الإمام الدارمي "في سننه")).

والخلاف هنا مبني على خلاف أصولي وقد تميز الشافعية بهذه القاعدة وفرعوا عليها فروعا كثيرة...
وهي قاعدة ذكرتها في دروس علم الأصول..

حكم التنشيف بعد الوضوء ، وترك النبي صلى الله عليه وسلم لا يدل على الكراهة ، وما هو الخلاف الأصولي بين الحنابلة والشافعية الذي تفرعت عنه هذه المسألة ؟

تنشيف الأعضاء بعد الوضوء والغسل جائز عند بعض العلماء ومكروه عند بعضهم، وممن ذهب إلى الجواز الإمام أحمد، فقد نقل عنه أنه لا بأس بتنشيف الأعضاء بالمنديل من بلل الوضوء والغسل، ويروي هذا القول عن عثمان والحسن بن علي وكثير من أهل العلم، نص على ذلك ابن قدامة في المغني.
وذهب إلى الكراهة عبد الرحمن بن مهدي وجماعة من أهل العلم، واحتجوا بالحديث المتفق عليه أن ميمونة قالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم اغتسل فأتيته بالمنديل فلم يرده، وجعل ينفض الماء بيديه.
قال ابن قدامة: والأول أصح لأن الأصل الإباحة، وترك النبي صلى الله عليه وسلم لا يدل على الكراهة، فإنه صلى الله عليه وسلم قد يترك المباح كما يفعله، وقد عزى ابن قدامة للترمذي أنه قال: "لا يصح في هذا الباب شيء، ولا يكره نفض الماء عن بدنه بيديه، لحديث ميمونة" انتهى.

وهذا خلاف مبني على خلاف أصولي فما هو ؟؟
وبناء عليه لا يجوز لمفتٍ مقلد لمذهب أن يفتي الناس بخلاف مذهبه - وهو المذهب عندنا - بحجة التيسير وطلبا للشهرة ..

مركز سلف يستغرب من هذه القاعدة التي ذكرتها في أحد كتبي ، وغاب عنه أن هذه القاعدة ذكرها كبار الحنابلة كابن قدامة والبهوتي

أدب العلم والعلماء:
تصاحب الشافعي وأحمد في العلم والسنة وحفظ كل منهما حق الآخر، أما الأول فحين سافر إلى مصر طلب من الثاني اللحاق به وقال:"إلى من تتركنا يا أحمد" واعترف بإمامته على حداثة سنه في ثمانية أشياء منها الحديث والفقه والقرآن واللغة والورع. وعلم طلابه محبته وإجلاله حين رأوه يتبرك بقميصه.
وأما الثاني فظل يدعو للأول طيلة حياته ويعلم ولده محبة أشياخه ويقول:"كان الشافعي كالشمس للدنيا" وقال: "ما رأيت أفقه في كتاب الله من هذا الفتى القرشي" .
فانظر هل يطعن في هذين الإمامين عاقل! أم هل ينتفع بعلومهما طالب للدنيا غافل!

من اعلام الرحيبة وسادتها

الشيخ مصطفى بن" سعد "بن عبده
السيوطي الرحيباني
١٧٥١م-١٨٢٧ م

مفتي السادة الحنابلة بدمشق ومتولي جامعها الاموي الشريف، افتخار العلماء والمدرسين العظام ، زبدة الفضلاء والمجد والاحترام الشيخ مصطفى السيوطي الرحيباني مؤلف كتاب مطالب أولي النهى شرح غاية المنتهى .....

تولى ابنه الشيخ سعد افتاء السادة الحنابلة بعد والده ونظارة المسجد الاموي
ثم جاء من بعده
الشيخ صالح مصطفى السيوطي الرحيباني
وقام بنظارة المسجد الاموي ومفتي الحنابلة ١٧٨١م -١٨٤٠ م
ثم جاء من بعده ...
اخوه الشيخ سعيد السيوطي الرحيباني ١٨١٨م -١٨٧١م واستلم نظارة المسجد الاموي ونظارة مسجد الحنابلة ومفتي الحنابلة
ثم جاء من بعده ولده
الشيخ توفيق بن سعيد السيوطي
١٩٢٥ م فقيه حنبلي تولى قضاء وافتاءالحنابلة ..
ثم جاء من بعده ولده
الشيخ محمد سعيد بن توفيق السيوطي ١٨٨٩م - ١٩٦٥م
وهو طبيب جراح من وجوه دمشق ومن مؤسسي جمعية الهداية وكان رفيق ابن عمه مصطفى بن عدنان السيوطي وهو دكتور في الاقتصاد وهو نسابة آل السيوطي الرحيباني" آل سعد "

رحمهم الله وجزاهم عما قدموا جنات النعيم وبارك الله في ذرياتهم اجمعين

أبدع الحنابلة في مقرراتهم العقدية في المحافظة على قداسة النص مع نفي ما يحيله العقل فقالوا في العلو : لم يزل الله عاليا قبل خلق العرش وبعده ولم يلحقه تغير ولا تبدل قبل خلق العرش ولا بعده .
ولا نقول بأنه في كل مكان أو في مكان لأن الأمكنة كلها محدودة بل هو فوق السماء من غير تحيز أو تجسيم مع تفويض ما وراء ذلك (بل صرح ابن الزاغوني بأن العلو الحسي منفي عن الله)
وصرح أئمة الحنابلة بأن من وصف الله بصفة من صفات الجسمية كالتأليف والتركيب والتحيز والانتقال والزوال = فكافر

حاشية على الروض المربع لمحمد بن سعيد بن غباش المري
محمود ثروت أبو الفضل

صدر حديثا كتاب "حاشية الروض المربع"، للشيخ "محمد بن سعيد بن غباش المري" (ت 1388 هـ)، تجريد وتحقيق: "عمار بن سعيد المري"، نشر "دار طيبة الخضراء".

وهي مجموعة من الحواشي والتعليقات والنكت والفرائد على نسخة الشيخ "محمد بن سعيد بن غباش المري" (ت 1388 هـ) عددها (284) تعليقة في مجلد لطيف كتبها على نسخته من: "الروض المربع" للبهوتي، وأصله "زادالمستقنع" للحجاوي، وحاشية أبا بطين على "الروض المربع"، وقد قام باستخراجها وتحقيقها وتنظيمها في مواضعها المحقق "عمار بن سعيد بن طوق المري".

وكتاب "زاد المستقنع" وشرحه "الروض المربع" من متون الفقه الحنبلي، وقد رغب فيهما طلاب العلم غاية الرغبة، لكونهما مختصرين لطيفين، ومنتخبين شريفين، حاويين جل المهمات، فائقين أكثر المطولات والمختصرات، بحيث إنه يحصل منهما الحظ للمبتدي، والفصل للمنتهي، وقد خدمها أكثر أهل العلم من الحنابلة، وتناولوهما بالشرح والتعقيب ووضع الحواشي والتعليقات والقيود، وممن زاد الحاشية زيادات يشار إليها بالبنان: محمد بن سعيد بن غباش بن مصبح بن زائد ابن صقر بن أحمد الحنبلي الأزهري، من علماء الإمارات المجهولين.

ولد بالمعيريض في رأس الخيمة سنة 1323 هـ = 1905 م، وينتمي إلى عشيرة "آل بوراجح" من آل قيس، وهي بطن من قبيلة بني مرة. وكان لاشتغال والده بالتجارة أثر كبير في تيسير السبيل وتمهيد الطريق أمامه للسفر من أجل طلب العلم.

ودرس في طفولته في الكتاتيب، حيث كانوا يدرسون فيها القرآن والأحاديث وعلوم الدين وقد ذكر الشيخ "ابن غباش" في مذكراته أنه تلقى علومه الأولى على يد الشيخ "أحمد حمد الرجباني" القادم من نجد، فدرس على يديه كتاب التوحيد، وتفسير الطبري، وأوائل كتاب دليل الطالب، لمرعي الكرمي، ومتن الرحبية في الفرائض، والمقدمة الآجرومية.

وبعد أن أنهى ابن غباش دراسته على يد هذا العالم ألحقه والده بالمدرسة التيمية التي أنشئت في الشارقة. بعد ذلك عاد إلى رأس الخيمة، والتقى الشيخ "محمد بن عبدالله الفارسي"، فدرس عليه أيضًا.

ثم هيأ الله له أن ينطلق، نتيجة تعلقه بالعلم وحب المعرفة، إلى الأزهر للدراسة فيه. فتلقى فيه العلم على يد أساتذة لهم باع طويل في العلوم، وتلقى العلم على يد كبارهم، فدرس الحديث والمصطلح، والفقه وأصوله، والصرف والنحو، وفنون البلاغة والعروض والقوافي، وفن الوضع، وآداب البحث والمناظرة، فبرع فيها، وكان من المتفوقين.

ثم عاد إلى مسقط رأسه في رأس الخيمة، ومارس القضاء خلال إقامته في وطنه، ولكنه انطلق في أثناء الحرب العالمية الثانية من رأس الخيمة إلى السعودية نتيجة تردي الأحوال، واشتغل في السعودية بالتدريس في مدرسة ثانوية الإحساء بالهفوف، ثم عين مساعدًا لرئيس محاكم الخبر.

ثم دعي إلى قطر؛ ليتولى إدارة المعهد الديني، وبقي فيه إلى عام 1969م، ولكن القدر لم يمهله، فتعرض لحادث سيارة، نقل على أثره للعلاج في الهند، وهناك توفي بعد حياة حافلة بحب العلم والعطاء.

ومصنفاته نادرة تعد على الأصابع منها: "مذكراته"، وبحث بعنوان "قبيلة الشحوح: بطونها، سكناها، لهجتها"، وهذه الحاشية التي نعرض لها، وحاشية أخرى على كتاب "دليل الطالب" للفقيه "مرعي بن يوسف بن أبي بكر الكرمي الحنبلي".

ونجد أن صورة العرض بالكتاب يذكر فيها المحقق "عمار بن طوق المري" مكان التعليق، ثم يذكر تعليقة الشيخ "ابن غباش"، ويظهر في تعليقات الشيخ "ابن غباش" تمكنه وفقهه، وعدم تقليده، بل سعة اطلاعه وتمكنه من أصل المسألة، بل وينتقدها في بعض الأحيان، ويضيف إليها على كلام الشيخين البهوتي والحجاوي، ويظهر في تعليقاته تأثره بأئمة الدعوة النجدية ومؤلفاتهم، ونقله عنهم في كثير من الأحيان كابن عتيق وعبد الرحمن بن حسن.. وغيرهم.

العلامة ابن غباش المري كتب على نسخته وعمره حوالي ١٢ سنة ثم عاد وكتب عليها وعمره حوالي ٦٦ سنة

ونجد أنه بعد التعليقات أحيانًا يضع اسمه ويقيد التعليقة باسمه "محمد بن غباش" وهي عادته في أغلب تعليقاته. وهي تعاليق متفرقة يظهر أنها لم تكتب في وقت واحد، بل كانت خلال فترة حياة الشيخ ابن غباش يقيد على الرسالة كل ما عنَّ له حين قراءة المصنف، وهذه الرسالة من مهمات طالب العلم الحنبلي، حيث يجب على طالب متتبع الفقه الحنبلي الاهتمام بكل ما كتبه أصحابه من الحنابلة، وأي مذهبٍ كان، في مذهب أصحابه، والعناية به، وقد اعتنى المحقق ببيان مواضع استشهادات الشيخ "ابن غباش" في الهوامش، إلى جانب إيضاح مراداته ومواقع كلامه.

شبكة الألوكة

أفتى العلامة العز ابن عبدالسلام والعلامة ابن الحاجب في أهل الخيالات الفاسدة الذين يدعون رؤية الأنوار فيظنون أنها كرامات.
بأنهم أصحاب أحوال شيطانية لا رحمانية وأن الجن والشياطين تمثلت لهم.

‏" إنكم لتغفلون عن أفضل العبادة : التواضع ".
- السيدةأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

* حلية الأولياء ــ أبو نعيم الأصبهاني

(تأويل صفة العجب)
قال ابن بطة في "الإبانة": التعجب على ضربين: أحدهما المحبة بتعظيم قدر الطاعة، والسخط بتعظيم قدر الذنب، ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم:(عجب ربك من شاب ليس له صبوة) أي أن الله محب له راض عنه.

إمامة الناس بأقصر سورتين:
*روى ابن أبي داود في كتاب "المصاحف" عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأقصر سورتين من القرآن ثلاث مرات.
وفي رواية: أن تلك الصلاة: الصبح. فلما فرغ، أقبل علينا بوجهه
فقال: إنما عجلت لتفرغ أم الصبي إلى صبيها.
*وله عن عمرو بن ميمون قال: لما طعن عمر رضي الله عنه. كادت الشمس أن تطلع، فقدموا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، فأمَّهم بأقصر سورتين في القرآن: إذا جاء نصرالله والفتح، وإنا أعطيناك
الكوثر.
*وروى عبد بن حميد عن أبي سعيد - أيضاً - رضي الله عنه قال: صلى
بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الفجر سورتين في القرآن فقلت: يا رسول الله صليت بنا اليوم صلاة ما كنت تصليها؟. فال إني سمعت صوت صبي في صف النساء.

قال القاضي أبو يعلى رحمه الله تعالى في "الروايتين والوجهين": (واختلفوا في صفته: فذهب شيخنا أبو عبدالله إلى أنه نزول انتقال. قال: لأن هذا حقيقة النزول عند العرب، وهذا نظير قوله في الاستواء يعني: قعد).
ثم قال بعد ذلك: (وحكى شيخنا: عن طائفة أخرى من أصحابنا أنهم قالوا: يثبت نزولا لا يُعقل معناه، هل هو زوال أو بغير زوال كما جاء الخبر...وهذه الطريقة هي المذهب" انتهى المقصود
وعند ذكره (الاستواء) خالف شيخه، وقال: (وما ذكره أبو الحسن التميمي أصح وهو أشبه بكلام أحمد)، والذي نقله عن أبي الحسن التميمي هو قوله: (الاستواء لا بمعنى المماسة للعرش ولا مباينا له).

#سلسلة_الحنابلة_والتنزيه

||فائدة تاريخية||
حدثني شيخنا عبد الباسط الحنبلي الرفاعي وهو إمام ومفت في الرحيبة: أن ريف دمشق سكنها اثنان من أولاد الشيخ عبد القادر الجيلاني الحنبلي: فالرحيبة سكنها صالح وفيها قبره إلى اليوم، والضمير سكنها عبدالله وفيها قبره .
ثم هاجر من الرحيبة شيخ حنبلي اسمه إسماعيل الخطيب إلى دوما ونشر المذهب فيها
د. مصطفى عليان ٢٠١٦

شكَّك بعضهم في صحة نسبة القول بالحرف والصوت إلى الإمام أحمد رضي الله عنه، وهذا التشكيك مندفع بتصحيح نسبته إليه مذهبا من أصحابه ومجتهدي مذهبه، فلا نزاع بين الحنابلة متقدمهم ومتأخرهم في ثبوت ذلك عن الإمام رضي الله عنه.
قال المنقح علاء الدين المرداوي رحمه الله تعالى في "التحبير شرح التحرير" (3/1343): "هذا آخر الأحاديث التي نقلناها من جزء الحافظ ضياء الدين وغيره، المشتمل على الأحاديث الواردة في الحرف والصوت، وهي قريب من ثلاثين حديثا، بعضها صحاح، وبعضها حسان محتج بها، وقد أخرج غالبها الحافظ ابن حجر في (شرح البخاري)، وغالبها احتج بها الإمام أحمد والإمام محمد بن إسماعيل البخاري وغيرهما من أئمة الحديث، على أن الله تعالى تكلم بصوت، وهم أئمة هذا الشأن، والمقتدى بهم فيه، والمرجع إليهم، وقد صححوا هذه الأحاديث واعتمدوا عليها، واعتقدوا ما فيها، منزهين لله عما لا يليق بجلاله من شبهات الحدوث وغيرها، كما قالوا في سائر الصفات" انتهى.
وقال الشهاب ابن عطوة رحمه الله تعالى في "طرف الطرف في مسألة الصوت والحرف" [مجلة البحوث الإسلامية العدد: تسعون]: "وكلامُ الإمام أحمد وجميع أصحابه وغيرهم من أهل السنة في سائر الأعصار والأمصار بيّن لا يُدفع، ومكشوف لا يتقنَّع، بل أوضحُ من النيّرين، وأظهر من فَلَق الصبح لذي عينين: أن الله سُبحانه وتعالى تكلّم بالقرآن بحرف وصوت، على ما يليق بجلاله بلا تكييف ولا تشبيه وإنْ شك أحدٌ فيما نسبْتُ إليهم من ذلك، فلينظر بعين الإنصاف العرية عن الحسد والانحراف في المعتمد للقاضي أبي يعلى، والإيضاح لابن الزاغوني، والإرشاد لابن عقيل، والتبصرة للشيرازي، وغاية الأمل ونهاية المبتدئين لابن حمدان، والبرهان لموفق الدين، والياقوتة لابن البنا، والإيضاح لابن الجوزي، والصواعق المرسلة لابن القيم، والغنية لعبد القادر الكيلاني، وشرح الأصبهانية وتلخيص التلبيس من تأسيس التقديس للإمام ابن تيمية، وغيرها من كتب الأصحاب التي هي طافحة بذلك، فإنّه والله يظفر بالبيان، ويزن في ذلك بأرجح ميزان، ويتمسّك بأوضح برهان، فإن هؤلاء وغيرهم من أصحاب الإمام أحمد قد نقلوا المسألة المذكورة عن إمامهم وغيره من أهل السنة والجماعة، نقلا صحيحاً لا يشكُ فيه إلا جاهل.
وأيضا: فالذي نقل هذه المسألة عن الإمام أحمد، هم الذين نقلوا فقه مذهبه، فإما أن يُصدّقوا في الجميع، وإما أن يُكذبوا فيه فيتعطل مذهبه وتبطل أحكامه، وإلا كان المنكر لذلك كمن آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض.
ونرضى ممن ينكر لما ذكرنا: أن يبين لنا من طريق ثابت صحيح أنَّ أحمد أو أحدا من أصحابه خالف فيما نُسب إليهم من ذلك" انتهى.
وقال القاضي رحمه الله تعالى في "العدة" (1/185): "والكلام في اللغة: عبارة عن أصوات وحروف، وقد نص أحمد رحمه الله على هذا في كلام الله تعالى، وأن الله تعالى تكلم بصوت في رواية: يعقوب بن بختان، والمروذي، وعبدالله" انتهى.
وقال الشيخ عبدالقادر الجيلاني رحمه الله تعالى في "الغنية" (ص/131): "وقد نص الإمام أحمد رحمه الله على إثبات الصوت في رواية جماعة من الأصحاب رضوان الله عليهم أجمعين" انتهى.
وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى في "ذيل طبقات الحنابلة" (3/35) في ترجمة الحافظ عبدالغني المقدسي: "وأما إنكار إثبات الصوت عن الإمام الذي ينتمي إليه الحافظ، فمن أعجب العجب وكلامه في إثبات الصوت كثير جدا" انتهى.
وقال النجم الطوفي رحمه الله تعالى في "شرح مختصر الروضة" (2/18): "واعلم أن إضافة الصوت في الكلام إلى الله تعالى منقول عن الإمام أحمد وغيره من أئمة السلف، ولفظ الصوت ثابت في البخاري وغيره، وقد خرَّج ابن شكر المصري -وهو من فضلاء أهل الحديث ونقادهم- أربعة عشر حديثا، ذكر أنها ثابتة عن المحدثين" انتهى.
وروى أبو بكر النجاد رحمه الله تعالى في "الرد على من يقول القرآن مخلوق" (ص/31): "حدثنا عبدالله بن أحمد قال: سألت أبي عن قوم يقولون: لما كلم الله عز وجل موسى لم يتكلم بصوت؟ قال أبي: تكلم تبارك وتعالى بصوت، وهذه أحاديث نرويها كما جاءت، وقال أبي: حديث ابن مسعود: (إذا تكلم الله عز وجل يُسمع له صوت، كمر سلسلة على الصفوان)، قال أبي: فهذا الجهمية تنكره" انتهى.
وروى بسنده ابن أبي يعلى رحمه الله تعالى في "طبقات الحنابلة" (2/556) عن يعقوب ابن بختان قال: سئل أبو عبدالله عمن زعم أن الله عز وجل لم يتكلم بصوت؟ قال: بلى يتكلم سبحانه بصوت" انتهى.
قال المنقح رحمه الله تعالى في "التحبير شرح التحرير" (3/1317): "هاتان الروايتان صحتا عن الإمام أحمد بلا شك" انتهى من [التقريرات الحنبلية]

#سلسلة_الحنابلة_والتنزيه

كتبه الشيخ عبدالله محمد

الوسوسة في العقائد
قال رجل لاإمام أحمد رضي الله عنه :إني منذ خمس عشرة قد ولع بي إبليس وربما وجدت وسوسة أتفكر في الله عزوجل فقال لعلك كنت تدمن الصوم ؟ أفطر وكل دسما وجالس القصاص..
وأذكر في عام ٢٠٠٨ م أن شيخا كان يبالغ في تبديع الناس وتفسيقهم والتفكر في صفات الله حتى جاءني _مع أنه كان يبدعني جدا_وشكا لي الوسوسة في ذات الله فأمرته بهذا ولكنه لم يلتفت لي وزاد أمره حتى حلق لحيته ودار في الجبال حتى صاروا يأتونه بمن يقرأ عليه حتى عاد له عقله..ولكنه ما زال يطعن في الكل. ولا حول ولا قوة الا بالله.
د. مصطفى عليان

قال القاضي أبو يعلى الفراء في مختصر المعتمد في أصول الدين :" من اعتقد أن الله جسم من الأجسام وأعطاه حقيقة الجسم من التأليف والانتقال فهو كافر لأنه غير عارف بالله لأن الله يستحيل وصفه بهذه الصفات "
وقال : ونزوله سبحانه لا على وجه الانتقال والحركة كما جازت رؤيته لا في جهة "

مذاهب السلف هي مذاهب الأئمة الأربعة:
حفظ الله مذهب أهل الكوفة بأبي حنيفة (خاصة أقوال ابن مسعود وعلي بن أبي طالب وعلقمة والنخعي والشعبي)
ومذهب أهل المدينة بمالك (خاصة فقه الفقهاء السبعة)
ومذهب أهل الحرمين بالشافعي
ومذهب أهل الحديث بأحمد -حيث اندرج في مذهبه مذهب ابن راهويه والبخاري وأبي زرعة وأبي حاتم وأبي داود وابن ماجه والدارمي كما قال الكرجي من الشافعية-
فبحفظ مذاهبهم تحفظ علوم السلف..
انظر: رسالة "الإنصاف" للعلامة الدهلوي.

"وقد كان شيخنا أبو الفرج بن الحبال في كثرة استعمالها لقضاءالحوائج، ونجاح أمرها على أمر عظيم، بحيث إنه إذا كتب لأحد حرزا كتبها أولا، ثم قرأ عليه، ثم قرأها عند طيه، وكان إذا قرأ لأحد رسالة قرأها عليها.
وقد شاهدت أنا من نجاح الأمور بها أمرا عظيما، فقل حاجة من الحوائج تعرض لي من الحوائج الدنيوية، والأخروية، فأقرؤها عليها، إلا قضيت ونجح أمرها، وكم من حاجة تعسرت واستدت طرقها، وحال دونها الموانع، فقرأتها لنجاحها، فقضيت وعادت أتم ما كانت، وكم من أمر تعسر، فقرأتها له، فتقشعت غيومه، وزالت سحبه، وأنارت شموسه، وكم من أمر أهمنا تناوله، فأنست المقادير قراءتها لتناوله بعد أن مدت اليد لأخذه، حالت الحجب بينها وبينه، واختطف بعد أن توصل إلى اليد، فأصبح لا يرى له أثر، ولا يدرى كيف ذهب.
وهي سورة عظيمة، فعليك رحمك الله بالإكثار منها على أمورك، وحوائجك، وأدوائك، ومهماتك، وكل ما عرض لك، وتأمل ذلك تجد منه ما يظهر لك".
*الاستعانة بالفاتحة على نجاح الأمور، لابن المبرد الحنبلي.
--------------
*قلتُ: يؤخذُ من ذلك جواز ما يفعله الناس اليوم من قراءة الفاتحة عند عقد القرآن والزواج بنية التوفيق والنجاح ولا بدعة في ذلك.

من كتب الأصحاب المغفول عنها كتاب : ( تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق ) .
كتاب جليل نافع اجتمع فيه علم إمامين من أئمة الحنابلة وهما:
١- أبو الفرج ابن الجوزي رحمه الله (٥٩٧هـ) وهو صاحب التحقيق .
٢- أبو عبدالله محمد ابن عبدالهادي رحمه الله (٧٤٤هـ) وهو صاحب تنقيح التحقيق .

يعد هذا الكتاب من كتب أدلة الأحكام وكتب التخريج .
وأصل الكتاب كتاب التحقيق، وقد قصد به ابن الجوزي ذكر أدلة الحنابلة في المسائل الخلافية، حيث يصدر بذكر المسألة، ويذكر الخلاف بين الأئمة الأربعة، ثم يذكر أدلة الحنابلة، ولا سيما ما رواه الإمام أحمد نفسه، قائلا: استدل أصحابنا بكذا وكذا من الأحاديث، ثم يسردها مع الكلام عليها، ويذكر أدلة المخالفين ويجيب عنها.

ثم جاء ابن عبدالهادي منقحا، فزاد في الأدلة والتخريج، واستدرك على المصنف وتعقب، وزاد عليه وصوب، ونقل عن أئمة الحديث الأحكام والعلل، رامزًا لزياداته وكلامه بـ (ز) وخاتمًا لها بعلامة: O

تضمن الكتاب (٨٣٠) مسألة فقهية على ترتيب أبواب الفقه بداية من الطهارة وانتهاء بالعتق .
ومجمل الأحاديث والآثار (٣٢٩٦) .

الكتاب نافع للمعتني بأحاديث الأحكام وعللها .

الشام والقدس:
قيل لأبي عبد الله رضي الله عنه: فأين أحب إليك أن ينزل الرجل بأهله؟ قال: كل مدينة معقل للمسلمين مثل دمشق. وقال: أرض الشام أرض المحشر ودمشق موضع يجتمع إليه الناس إذا غلبت الروم.
قيل لأبي عبد الله: فهذه الأحاديث التي جاءت: " إن الله تكفل لي بالشام ". ونحو هذا؟ قال: ما أكثر ما جاء فيه. وقيل له: إن هذا في الثغور؟ فأنكره، وقال: أرض القدس أين هي؟ ولا يزال أهل الغرب ظاهرين: هم أهل الشام. ففسر أحمد الغرب في هذا الحديث بالشام، وهو حديث صحيح، رواه مسلم.
وإنما فسره بذلك؛ لأن الشام يسمى مغربا، لأنه مغرب للعراق، كما يسمى العراق مشرقا، ولهذا قيل: ولأهل المشرق ذات عرق.
المغني للإمام ابن قدامة 9 / 205

الأكل والشرب في الصلاة:
1- الأكل والشرب عمدا في صلاة الفرض يبطل الصلاة، قلَّ الأكل أو الشرب أو كثر؛ لأنه ينافي الصلاة قال في المبدع: وهو إجماع من نحفظ عنه في الفرض.
2- الأكل عمدا في النفل يبطلها كذلك، بخلاف يسير الشرب؛ لما روي أن ابن الزبير وسعيد بن جبير شربا في التطوع، قال الخلال سهَّل أبو عبد الله في ذلك.
وذلك لأن كثرة النفل وإطالته مستحبة مطلوبة فتحتاج معه كثيرا إلى أخذ جرعة ماء لدفع العطش، كما سومح بالنفل جالسا وعلى الراحلة.
3- الأكل أو الشرب سهوا أو جهلا لا يبطل يسيره الصلاةَ؛ لأن تركهما عماد الصوم وركنه الأصلي فإذا لم يؤثر فيه حالة السهو فالصلاة أولى.
والله أعلم وأحكم.

مكانة مختصر الخرقي:
قال ابن بدران في المدخل ص214: " ولم يُخْدم كتاب في المذهب مثل ما خُدم هذا المختصر، ولا اعتُني بكتاب مثل ما اعتُني به، حتى قال ابن عبد الهادي في الدر النقي: قال شيخنا عز الدين المصري: ضبَطتُ للخرقي (300) شرح. وقال في المقصد الأرشد: قال أبو اسحاق البرمكي: عدد مسائل الخرقي 2300 مسألة. وبالجملة فهو مختصر بديع لم يشتهر متن عند المتقدمين اشتهاره ".اهـ.

حكام الضرورة:
قال ابن عطوة: سألت شيخنا عن شيوخ بلدنا بعد أن عرفته حالهم - أي ليسوا أهلا - ؟
فأجاب: حكمهم كغيرهم من السلاطين في سائر الأوطان.
وصرح العلامة مرعي الكرمي في قتال أهل البغي: انه لو تغلب على كل ناحية إمام كزمننا فإن حكمه كالإمام.

من سب الله كفر ولا يستتاب عند الحنابلة ويستتاب عند الجمهور
من سب النبي كفر ولا يستتاب عند الحنابلة والمالكية ويستتاب عند الأحناف والشافعية
من سب صحابيا لا يكفر ولكن يعزر بليغا

خطورة الاجتهاد في دين الله ممن لم يكن أهلاً له:
قال الإمام البغوي في شرح السنة 10 / 117 :
"وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: «وَإِذَا اجتَهَدَ فأَخْطَأَ، فَلَهُ أَجْرٌ» لَمْ يُرِدْ بِهِ أَنَّهُ يُؤْجَرُ عَلَى الْخَطَإِ، بَلْ يُؤْجَرُ فِي اجْتِهَادِهِ طَلَبَ الْحَقِّ، لأَنَّ اجْتِهَادَهُ عِبَادَةٌ، وَالإِثْمُ فِي الْخَطَإِ عَنْهُ مَوْضُوعٌ إِذَا لَمْ يَأْلُ جُهْدَهُ، وَهَذَا فِيمَنْ كَانَ جَامِعًا لآلَةِ الاجْتِهَادِ، فَأَمَّا مَنْ لَمْ يَكُنْ مَحَلا لِلاجْتِهَادِ، فَهُوَ مُتَكَلِّفٌ لَا يُعْذَرُ بِالْخَطَإِ فِي الْحُكْمِ، بَلْ يُخَافُ عَلَيْهِ أَعْظَمُ الْوِزْرِ، رُوِيَ عَنْ بُرَيْدَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " القُضَاةُ ثَلاثَةٌ: وَاحِدٌ فِي الْجَنَّةِ، وَاثْنَانِ فِي النَّارِ، فَأَمَّا الَّذِي فِي الجَنَّةِ فَرَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ فَقَضَى بِهِ، وَرَجُلٌ عَرَفَ الحقَّ فَجَارَ فِي الحُكمِ، فَهُوَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ قَضَى لِلنَّاسِ عَلَى جَهْلٍ فَهُوَ فِي النَّارِ " انتهى.

أصول الحديث عند المذاهب:
يفترق الحنابلة عن كثير من الأحناف وكثير من الشافعية في أصول الحديث بأمرين:
الأول: يفترقون عن الشافعية في حجية المرسل والمنقطع، فعندنا المرسل حجة وأن رواية الثقة عن غير معروف مقبولة إن عرف أنه لا يروي إلا عن ثقة.
الثاني: يفترقون عن الأحناف في اشتراط ذكر سبب تضعيف الراوي، لأنه قد يضعفه بشيء لو ذكره لم يكن قادحا، وعند الأحناف: إذا ضعف الثقة راويا يقبل قوله من غير ذكر سبب.
المقصود من ذلك: ضرورة النظر في أصول كل مذهب عند التصحيح والتضعيف وعدم المسارعة في النقل، والحذر من إلزام المذاهب بنظر شيخ معاصر كالألباني أو غيره.
د. مصطفى عليان

حديث ابن عباس في الجمع معلول:
قال الأثرم: قلت لأبي عبد اللَّه: أي شيء تقول في حديث ابن عباس أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- صلى ثمانيًا جميعًا، وسبعًا جميعًا من غير خوف ولا سفر؟
فقال: ابن عباس كما ترى قد أثبت هذا أو صححه، وغيره يقول ابن عمر ومعاذ وغير واحد يقولون: إنه في السفر.
قال أحمد: الجمع في الحضر إذا كان من ضرورة، مثل: مرض أو شغل.
فتح الباري شرح صحيح البخاري للحافظ ابن رجب.

ترك الراجح تأليفاً للناس وتعليماً لهم:
قال تقي الدين ابن تيمية رحمه الله في: "مجموع الفتاوى" (24/195) :

«ولذلك استحب الأئمة أحمد وغيره أن يدع الإمام ما هو عنده أفضل إذا كان فيه تأليف المأمومين؛ مثل أن يكون عنده فصل الوتر أفضل بأن يسلم في الشفع ثم يصلي ركعة الوتر، وهو يؤم قومًا لا يرون إلا وصل الوتر، فإذا لم يمكنه أن يتقدم إلى الأفضل كانت المصلحة الحاصلة بموافقته لهم بوصل الوتر أرجح من مصلحة فصله مع كراهتهم للصلاة خلفه، وكذلك لو كان ممن يرى المخافتة بالبسملة أفضل أو الجهر بها وكان المأمومون على خلاف رأيه، ففعل المفضول عنده لمصلحة الموافقة والتأليف، التي هي راجحة على مصلحة تلك الفضيلة، كان جائزًا حسنًا.

وكذلك لو فعل خلاف الأفضل لأجل بيان السنة وتعليمها لمن لم يعلمها كان حسنًا؛ مثل أن يجهر بالاستفتاح أو التعوذ أو البسملة ليعرف الناس أن فعل ذلك حسن مشروع في الصلاة؛ كما ثبت في الصحيح أن عمر بن الخطاب جهر بالاستفتاح فكان يكبر ويقول: «سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك»، قال الأسود بن يزيد: صليت خلف عمر أكثر من سبعين صلاة، فكان يكبر ثم يقول ذلك، رواه مسلم في صحيحه...».

مسألة في المعاملات: جواز بيع السلع والعقود في البورصة عند المالكية والحنابلة:
قال الزحيلي في الفقه الإسلامي وأدلته:
اتفق الفقهاء من حيث المبدأ على عدم جواز بيع الشيء قبل قبضه من مالك آخر، ولكنهم اختلفوا في مدى عموم الحكم وإطلاقه وتقييده، لاختلاف روايات الأحاديث المانعة منه، أو بسبب تأويل معنى الحديث، أو للعمل بظاهر الحديث فقط.
منهم كالشافعية، ومحمد وزفر من الحنفية من منع التصرف في المبيع قبل قبضه مطلقاً. ومنهم من منع منه في المنقولات دون العقارات وهو مذهب الشيخين أبي حنيفة وأبي يوسف، ومنهم من جوزه في غير الطعام وهم المالكية، ومنهم من جوزه في غير المعدود والموزون والمكيل من الطعام (أي غير المقدرات) وهم الحنابلة، وقريب منهم الإمامية والزيدية، ومنهم من جوزه في غير القمح خاصة وهم الظاهرية.
ثم قال: وبما أن السلع التي تباع في البورصة ( بيع الكنتراتات ) هي منقولات لها مقدرات مثلية، وليست عقارات، فلا يجوز بيعها قبل قبضها عند الحنفية والشافعية.
ويكون البيع فاسداً عند الحنفية باطلاً عند الشافعية، لأنه يتم فيه البيع قبل القبض وبثمن مختلف.

الامام الاشعري هل هو على المذهب الحنبلي ؟ قال الكوثري في مقدمة تحقيق تبيين كذب المفتري ص 16 :" وفقهاء المذاهب يتجاذبون الاشعري الى مذاهبهم ويترجمونه في طبقاتهم والحنابلة أحق بذلك حيث يصرح الاشعري في مناظراته معهم أنه على مذهب أحمد ""

[من قال لا إله إلا الله دخل الجنة]
قالت طائفة من العلماء المراد من هذه الأحاديث أن لا إله إلا الله سبب لدخول الجنة والنجاة من النار ومقتض لذلك ولكن المقتضي لا يعمل عمله إلا باستجماع شروطه وانتفاء موانعه فقد يتخلف عنه مقتضاه لفوات شرط من شروطه أو لوجود مانع وهذا قول الحسن ووهب بن منبه وهو الأظهر.
قيل للحسن: إن أناسا يقولون: من قال لا إله إلا الله دخل الجنة فقال: من قال لا إله إلا الله فأدى حقها وفرضها دخل الجنة.
وقال وهب بن منبه لمن سأله أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟ قال: بلى ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك..
رسالة كلمة الإخلاص وتحقيق معناها، للحافظ ابن رجب..

من النفائس العقدية الفقهية الحنبلية :
1) قال الإمام ابن مفلح : "وله أيضا عنه مرفوعا: "ما أنزل من السماء من بركة إلا أصبح فريق من الناس بها كافرين، ينزل الله الغيث فيقولون: الكوكب كذا وكذا"، وفي رواية "بكوكب كذا كذا"، فهذا يدل على أن المراد كفر النعمة" الفروع 3/ 234. قلت: انظر قوله: (كفر نعمة)
2) قال الإمام البهوتي في شرح الإقناع للإمام الحجاوي: " وفي رواية «بكواكب كذا وكذا» فهذا يدل على أن المراد كفر النعمة (وإضافة المطر إلى النوء دون الله اعتقادا كفر إجماعا) قاله في الفروع وغيره، لاعتقاده خالقا غير الله" كشاف القناع 2/ 75. انظر: قوله: (كفر النعمة) وقول الحجاوي: (اعتقادا)
3) وقال الإمام الرحيباني في شرح الغاية للإمام الكرمي: "ومراده بالمنجم: الذي كالكافر: إن اعتقد أن النجوم فعالة بنفسها، لقولهم: إضافة المطر إلى النوء دون الله تعالى كفر إجماعا، وأما من يعتقد أن الله تعالى يخلق، عند اقتران الكوكب الفلاني بالكوكب الفلاني، لا أنهما يفعلانه، فلا" مطالب أولي النهى 1/ 811. وانظر قوله: "إن اعتقد أن النجوم فعالة بنفسها" وانظر قياسه ففيه فقه عظيم.
2018

قال الإمام ولي الله الدهلوي :

( اعلم أن في الأخذ بهذه المذاهب الأربعة مصلحة عظيمة ،
وفي الإعراض عنها كلها مفسدة كبيرة ، ونحن نبين ذلك
بوجوه :
أحدها : أن الأمة اجتمعت على أن يعتمدوا على السلف في معرفة الشريعة ، فالتابعون اعتمدوا في ذلك على الصحابة ،
وتبع التابعين اعتدوا على التابعين ، وهكذا في كل طبقة اعتمد العلماء على من قبلهم ، والعقل يدل على حسن ذلك ،
لأن الشريعة لاتعرف إلا بالنقل والاستنباط ، والنقل لايستقيم إلا بأن تأخذ كل طبقة عمن قبلها بالاتصال ، ولابد في الاستنباط من أن تعرف مذاهب المتقدمين ، لئلا يخرج عن أقوالهم فيخرق الإجماع ، ويبني عليها ، ويستعين في ذلك
كل بمن سبقه ، لأن جميع الصناعات ، كالصرف ، والنحو ، والطب ، والشعر ، والحدادة، والنجارة ، والصياغة، لم تتيسر
إلا بملازمة أهلها ، وغير ذلك نادر بعيد لم يقع ، وإن كان جائزا في العقل .

وإذا تعين الاعتماد على أقاويل السلف فلا بد من أن تكون أقوالهم التي يعتمد عليها مروية بالإسناد الصحيح ، أو مدونة
في كتب مشهورة ، وأن تكون مخدومة ، بأن يبين الراجح من محتملاتها، ويخصص عمومها في بعض المواضع ، ويقيد
مطلقها في بعض المواضع ، ويجمع المختلف منها ، ويبين علل أحكامها وإلا لم يصح الاعتماد عليها .

وليس مذهب في هذه الأزمنة المتأخرة بهذه الصفة إلا هذه المذاهب الأربعة، اللهم إلا مذهب الإمامية والزيدية، وهم أهل البدعة، لا يجوز الاعتماد على أقاويلهم .

وثانيها : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : " اتبعوا السواد الأعظم " . ولما اندرست المذاهب الحقة إلا هذه الأربعة كان اتباعها اتباعا للسواد الأعظم ، والخروج عنها
خروجا عن السواد الأعظم .

وثالثها : أن الزمان لما طال العهد وبعد العهد ، وضيعت الأمانات ، لم يجز أن يعتمد على أقوال علماء السوء من القضاة الجورة ، و المفتين التابعين لأهوائهم حتى ينسبوا
مايقولون إلى بعض من اشتهر من السلف بالصدق والديانة
والأمانة ، إما صريحا أو دلالة ، وحفظ قوله ذلك ، ولا على
قول من لاندري هل جمع شروط الاجتهاد أو لا ، فإذا رأينا
العلماء المحققين في مذاهب السلف عسى أن يصدقوا
في تخريجاتهم على أقوالهم واستنباطهم من الكتاب والسنة،
وأما إذا لم نر منهم ذلك فهيهات!

وهذا هو المعنى الذي أشار إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث قال : " يهدم الإسلام جدال المنافق بالكتاب " .
وابن مسعود حيث قال " من كان متبعا فليتبع من مضى " ) .

" عقد الجيد في أحكام الاجتهاد والتقليد " ( ص55 _ ص57 ) .
عبد الرحمن الحايطي

أول من هذب علم الأصول ودونه في الكتب:
قال في المراقي
أول من ألّفه في الكتبِ
محمد بن شافع المطلبِ...
وغيره كان له سليقة
مثل الذي للعرب من خليقة...

أثنى الشيخ علي الطنطاوي على الشيخ حسن الشطي في مواضع من كتبه، من ذلك قوله في الذكريات (١/ ٢٦٣): "صديقنا بل أستاذنا الشيخ حسن الشطي، قاضي النبك وقاضي دوما وقاضي دمشق".
وقال في الذكريات (٣/ ٢٧٣): "ويوم الفرائض يأتي بأعظم علماء الشام فيها، كالشيخ جميل الشطي والشيخ حسن الشطي..".

وقال في الذكريات (٤/ ٣٢٦): "الشيخ حسن الشطي الذي كان قاضيًا في دوما قبلي بزمن طويل من أفقه الحنابلة في الشام عندنا، ولعله أفقه من الشيخ جميل الشطي الذي كان مفتي الحنابلة".

وقال (٤/ ٣٢٨): "كان الشيخ حسن الشطي رجلًا لطيف المعشر كريم النفس محبًا للأنس والسمر ولمناقلة الحديث على الشاي الأخضر، يفتح لذلك داره ويستقبل إخوانه ويبسط لهم وجهه ويده، لكن فيه مع ذلك شدة فيما يراه حقًا" ثم ذكر الشيخ علي قصة طريفة حصلته له مع الشيخ حسن.

وقال في (٧/ ٢٨): "انتهى فقه الحنابلة في أيامي إلى المشايخ من آل الشطي فكان أجلهم الشيخ حسن الشطي".

علماء الفرائض في #الرحيبة عبر التاريخ (3):

لم ينتهي اهتمام علماء الرحيبة بهذا العلم الجليل, وواصلوا اهتمامهم به وبتعلمه وتعليمه, وفي الرحيبة اليوم أسرة من آل سويدان توارثوا هذا العلم أباً عن جد أبرزهم:
ـ الشيخ عبدو سويدان: والد الشيخ عبد اللطيف سويدان.
ـ الشيخ عبد اللطيف سويدان: العالم الزاهد الفرضي الطبيب الحنبلي الرفاعي، إمام وخطيب جامع الساحة في الرحيبة، ولد في الرحيبة عام 1903م، وأخذ العلم عن الشيخ محمد أبو زيد الرحيباني والشيخ محمد حسن الشيخ (زنوب) صاحب النظم، وعن والده الشيخ عبدو سويدان ونهل من علومهم،
ـ الشيخ الأستاذ محمد وفا سويدان أطال الله في عمره: وقد ولد في الرحيبة عام 1938م, ودرس في الثانوية الشرعية في دمشق, ودرس في جامعة دمشق في كلية الشريعة سنة ثم انتقل إلى دراسة الحقوق.
تلقى العلم الشرعي على يد والده عبد اللطيف سويدان, وعلى يد شيوخه في الثانوية الشرعية, على رأسهم الشيخ حسن الشطي, والشيخ مصطفى الزرقا, ومعروف الدواليبي, ومحمد المبارك, عبد الرزاق الحمصي, وغيرهم.
وبرع في علم الفرائض, الذي تلقاه عن شيخه حسن الشطي, حتى صار مرجعاً في هذا العلم, وعين مفتياً للمنطقة.
ومازال الأستاذ وفا يعلم الفرائض

(في إثبات صفة العلو لله بلا مكان )

قال الشيخ عبدالله العبدالله في التقريرات الحنبلية ص 237-238:

- قال ابن المبرد رحمه الله تعالى في تحفة الوصول (ص/ ۸۰) : واتفق أصحابنا أنه فوق السبع سموات ويجوز أن يقال هو في السماء؛ لنص الأحاديث على ذلك والمراد فوقها انتهى.

وقال القاضي رحمه الله تعالى في مختصر المعتمد (ص/56) : ولا يجوز وصفه بأنه في كل مكان ولا في مكان ويجوز أن يقال إنه تعالى في السماء على العرش انتهى.

وقال ابن بلبان رحمه الله تعالى في قلائد العقيان (ص/ ۱۹۷) : فمن اعتقد أو قال إن الله بذاته في كل مكان أو في مكان فکافر بل يجب الجزم بأنه سبحانه وتعالى بائن من خلقه؛ فالله تعالى كان ولا مكان ثم خلق المكان وهو كما كان قبل خلق المكان انتهى.

وقال عبدالباقي المواهبي رحمه الله تعالى في العين والأثر (ص/ 35) : فمن اعتقد أو قال إن الله بذاته في مكان فکافر يجب الجزم بأنه سبحانه وتعالى بائن من خلقه؛ فكان ولا مكان ثم خلق المكان وهو كما كان قبل خلق المكان انتهى

وقال عثمان النجدي رحمه الله تعالى في نجاة الخلف (ص/14): فمن اعتقد أو قال بأن الله بذاته في كل مكان أو في مكان فكافر بل يجب الجزم بأنه سبحانه بائن من خلقه؛ فالله تعالى كان ولا مكان ثم خلق المكان وهو ما عليه كان قبل خلق المكان انتهى.

#العقيدة_الحنبلية
منقول

فوائد درس أصول الفقه ١ :
١- دراستنا لمذهبنا لا لمحاربة المذاهب الأخرى ولكن لاعتقادنا بأنه النسخة الأصح والأقوى للشريعة الإسلامية.
٢- لكل إمام من أئمة الاجتهاد أصول مشتركة مع غيره وأصول خاصة به بحسب اعتقاده وحجيته في اللغة والحديث.

٣- واضع علم الأصول هم أئمة الاجتهاد وتميز الإمام الشافعي بالتصنيف فيه ، ولأبي يوسف وأحمد تأليف فيه.
٤- تقسيم الأصوليين إلى : متكلمين وفقهاء غير دقيق ، وهو تقسيم نشره بعض الكاتبين في أواسط القرن العشرين في مصر حين بدأوا بتيسير الكتب الشرعية. أشار لذلك شيخنا العلامة صالح الأسمري.

٥- أشهر كتب الأصول الحنابلة: الروضة للموفق ومختصره للطوفي، والتحرير للمرداوي ومختصره لابن النجار..
ومن أحسن الكتب للمبتدئين: النظم الصغير من مختصر التحرير. لأخينا عامر بهجت - المدرس في المسجد النبوي -
٦- خطأ يقع فيه بعض الدارسين للأصول فيدرس كتابا غير معتمد عند المتأخرين فلا تحصل له ملكة التفريع والتأصيل .

٧- أصول الفقه هو علم للمجتهدين أصالة وللمقلدين تبعا. فالمقلد يدرسه لمعرفة القواعد التي بنى عليها إمامه المجتهد مذهبه.. ثم ليستعمل هذه الأصول في التخريج على كلام إمامه والإجابة عن النوازل.
٨- حكم تعلم أصول الفقه: فرض كفاية على المذهب.

٩- يستمد أصول الفقه من: أصول الدين والعلوم العربية وتصور الأحكام.
وموضوعه: الأدلة والدلالات والاستدلال والمستدل (المجتهد)

١٠- العلوم ثلاثة أقسام: نقلي كعلم الحديث وعقلي كالمنطق وعقلي ونقلي كأصول الفقه ولذلك فهو أشرف العلوم - قاله الغزالي -
١١- من أهم أسباب جرأة الجماعات الإسلامية والحركات الليبرالية على الشريعة هو عدم فهم أصول الفقه..
١٢- المعلومات موجودة في الكتب لكن مفاتيح العلم بقيت في صدور العلماء. قال سيدنا عمر: ليس العلم بكثرة الرواية ولكن العلم الدراية (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم)

قال ابن رجب في فضل علم السلف:"فليس العلم بكثرة الرواية ولا بكثرة المقال ولكنه نور يقذف في القلب يفهم به العبد الحق ويميز به بينه وبين الباطل ويعبر عن ذلك بعبارات وجيزة محصلة للمقاصد. وقد فتن كثير من المتأخرين بهذا فظنوا أن من كثر كلامه وجداله وخصامه في مسائل الدين فهو أعلم ممن ليس كذلك".
د. مصطفى عليان

السيدة عائشة تصلح أن تكون خليفة
٢٧٦١- وأنا علي، ثنا محمد بن جعفر، قال: نا أبو إسماعيل الترمذي، نا أبو صالح عبد الله بن صالح، نا الليث بن سعد، أن علي بن أبي طالب ذكر عائشة، فقال: لو كانت امرأة تكون خليفة لكانت عائشة خليفة
--------
ص1521 - كتاب شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة - فضائل أمهات المؤمنين

مذهب الحنابلة في المصالح المرسلة:

قال الدكتور وهبة الزحيلي في الوجيز في أصول فقه: [حجية المصالح المرسلة]

اختلف الأئمة في حجية المصالح المرسلة واعتبارها دليلا شرعيا ومصدرا مستقلا على قولين:

القول الأول: المصالح المرسلة ليست دليلا مستقلا، وهو مذهب الشافعية والحنفية (١)، واحتجوا لقولهم بأن الشريعة راعت مصالح الناس بالنص والإجماع والقياس، فكل مصلحة لها شاهد من هذه الأدلة، وأن المصلحة التي لا يشهد لها دليل شرعي ليست في الحقيقة مصلحة، وإنما هي وهم، كما أن بناء الأحكام على مجرد المصلحة فيه فتح لباب التشريع أمام أصحاب الأهواء وحكام السوء والفساد بأن يشرعوا ما يحقق أغراضهم وأهواءهم بحجة المصلحة، ولذا فإن حفظ مقاصد الشرع تعرف بالكتاب والسنة والإجماع والقياس، وكل مصلحة لا ترجع لواحد مما سبق فهي باطلة (٢).

القول الثاني المصالح المرسلة دليل شرعي مستقل ومصدر من مصادر التشريع التي يرجع إليها المجتهد، وحجة تبنى عليها الأحكام دون أن تتوقف على دليل شرعي آخر، وهو مذهب المالكية والحنابلة (٣). انتهى

قلت: الذي نص عليه ابن قدامة والمجد والطوفي ابن مفلح والمرداوي وابن النجار أن المصالح المرسلة ليست حجة بذاتها، لكن الدكتور الزحيلي أخذ بما في كتاب المدخل لابن بدران، وهو غير دقيق.

إنصاف العلماء للعلماء:
يقول شيخ الحنابلة ابن عقيل في رده على من قلل من مكانة الامام الشافعي في اللغة والأصول في معرض حديثه عن البيان قال:" ولم يفهم كلامه من اعترضه من المحدثين الذين لم يبلغوا شأو أصحابه في العلم... وذلك أن الشافعي أبو هذا العلم وأمه وهو أول من هذب أصول الفقه..."
*الواضح في أصول الفقه 1/185

اختيار ابن حجر وجمع من الشافعية لمذهب المالكية في الماء غير المتغير/ شرح الجفري على عمدة السالك

أولياء الله يهتمون بأمور المسلمين:
قال أبو بكر المروذي : دخلت على أبي عبد الله يوم ضرب ابن عاصم الرافضي رأس الجسر ، وكان ضرب الحدّ (أي أقام الخليفة عليه الحد لإفساده في الأرض) ، فدخلت على الإمام أحمد فرأيته مستبشرا يتبين في وجهه أثر السرور فقال لي إن أبا هريرة قال : " لإقامة حدّ في الأرض خير للأرض من أن تمطر أربعين يوما " .

""ولا تجالس العامة، فإن فعلت فأدبه ترك الخوض في حديثهم وقلة الإصغاء إلى أراجيفهم والتغافل عما يجري من سوء ألفاظهم وقلة اللقاء لهم مع الحاجة إليهم. وإياك أن تمازح لبيباً أو غير لبيب فإن اللبيب يحقد عليك والسفيه يجترئ عليك لأن المزاح يخرق الهيبة ويسقط ماء الوجه ويعقب الحقد ويذهب بحلاوة الود ويشين فقه الفقيه ويجرئ السفيه ويسقط المنزلة عند الحكيم ويمقته المتقون، وهو يميت القلب ويباعد عن الرب تعالى ويكسب الغفلة ويورث الذلة وبه تظلم السرائر وتموت الخواطر وبه تكثر العيوب وتبين الذنوب. وقد قيل: لا يكون المزاح إلا من سخف أو بطر. ومن بلي في مجلس بمزاح أو لغط فليذكر الله عند قيامه. قال النبي ﷺ: "من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك".

إحياء علوم الدين للغزالي

(والأشبهُ أن سماع الملاهي إن دعا إلى حرامٍ، أو أشغلَ عن واجبٍ فهو حرامٌ، وإن دعا إلى مكروهٍ أو صدّ عن مندوب فهو مكروه، وإلا فهو مباحٌ).

"الإشارات الإلهية إلى المباحث الأصولية": 2/216، للإمام الأصولي نجم الدين الطوفي الحنبلي رحمه الله (ت 716هـ).

من الفقه الدقيق للإمام أحمد:
سئل عَنْ رجل اشترى من رجل قطعة باقلا أو شيئا من الأشياء فغرقت ثم نضب الماء عنها فصار فيها سمك لمن السمك؟ قَالَ: لصاحب الأرض.

من الشروحات المكتوبة على مختصر القدومي، شرح شيخنا الفقيه صالح الأسمري وكان قد أملاه على د.مصطفى وهو شرح موسع.

عِمَالَةُ الْهَاشِمِيِّ عَلَى الصَّدَقَةِ بِأَجْرٍ مِنْهَا:

١٣ - قَال الْحَنَفِيَّةُ فِي الأَْصَحِّ عِنْدَهُمْ، وَالْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ وَبَعْضُ الْحَنَابِلَةِ، وَهُوَ ظَاهِرُ قَوْل الْخِرَقِيِّ: إِنَّهُ لاَ يَحِل لِلْهَاشِمِيِّ أَنْ يَكُونَ عَامِلاً عَلَى الصَّدَقَاتِ بِأَجْرٍ مِنْهَا، تَنْزِيهًا لِقَرَابَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شُبْهَةِ الْوَسَخِ، وَلِمَا رَوَى عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ أَنَّهُ اجْتَمَعَ رَبِيعَةُ وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالاَ: لَوْ بَعَثْنَا هَذَيْنِ الْغُلاَمَيْنِ لِي وَلِلْفَضْل بْنِ الْعَبَّاسِ إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَّرَهُمَا عَلَى الصَّدَقَةِ، فَأَصَابَا مِنْهَا كَمَا يُصِيبُ النَّاسُ. فَقَال عَلِيٌّ: لاَ تُرْسِلُوهُمَا. فَانْطَلَقْنَا حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، فَقُلْنَا: يَا رَسُول اللَّهِ، قَدْ بَلَغْنَا النِّكَاحَ وَأَنْتَ أَبَرُّ النَّاسِ وَأَوْصَل النَّاسِ، وَجِئْنَاكَ لِتُؤَمِّرَنَا عَلَى هَذِهِ الصَّدَقَاتِ، فَنُؤَدِّيَ إِلَيْكَ كَمَا يُؤَدِّي النَّاسُ، وَنُصِيبُ كَمَا يُصِيبُونَ. قَال: فَسَكَتَ طَوِيلاً، ثُمَّ قَال: إِنَّ الصَّدَقَةَ لاَ تَنْبَغِي لآِل مُحَمَّدٍ، إِنَّمَا هِيَ أَوْسَاخُ النَّاسِ. (١)

وَفِي قَوْلٍ لِلْحَنَفِيَّةِ: إِنَّ أَخْذَ الْهَاشِمِيِّ الْعَامِل عَلَى الصَّدَقَاتِ مَكْرُوهٌ تَحْرِيمًا لاَ حَرَامٌ. (٢)

وَجَوَّزَ الشَّافِعِيَّةُ أَنْ يَكُونَ الْحَمَّال وَالْكَيَّال وَالْوَزَّانُ وَالْحَافِظُ هَاشِمِيًّا أَوْ مُطَّلِبِيًّا. (٣)

وَأَكْثَرُ الْحَنَابِلَةِ عَلَى أَنَّهُ يُبَاحُ لِلآْل الأَْخْذُ مِنَ الزَّكَاةِ عِمَالَةً، لأَِنَّ مَا يَأْخُذُونَهُ أَجْرٌ، فَجَازَ لَهُمْ
أَخْذُهُ، كَالْحَمَّال وَصَاحِبِ الْمَخْزَنِ إِذَا آجَرَهُمْ مَخْزَنَهُ..

الموسوعة الفقهية الكويتية

الحاكم المعتبر حكمه:

قال الشيخ أحمد المنقور في مجموعه 2/ 58: "إن الحاكم الذي له فسخ النكاح هو حاكم الشرع لا حكام الظلمة".
قلت: وهذا الذي قاله نصَّ عليه الإمام أحمد قال العلامة الكرمي في غاية المنتهى : (وقال الإمام أحمد جوابا عن سؤال رُفع إليه فيمن عنده مال تطالبه الورثة فيخاف من أمره ترى أن يخبر الحاكم ويرفع إليه؟ قال: أما حكامنا هؤلاء فلا أرى أن يتقدم إلى أحد منهم، ولا يدفع إليه شيئا).
قال العلامة الرحيباني معلقا: "وهذا في زمانه فكيف بحكامنا اليوم".
ثم قال الكرمي: "ويتجه وهو الصحيح وكلامهم محمول على حاكمٍ أهلٍ إن وُجِد" قال الرحيباني: "وهو أندر من الكبريت الأحمر وهذا ينفعك في كل موضع اعتبر فيه الحاكم فاعتمده واحفظه؛ فإنه مهم جدا وهو متجه" غاية المنتهى مع شرحه للرحيباني 3/ 407.قال الشيخ أحمد المنقور في مجموعه 2/ 58: "إن الحاكم الذي له فسخ النكاح هو حاكم الشرع لا حكام الظلمة".
قلت: وهذا الذي قاله نصَّ عليه الإمام أحمد قال العلامة الكرمي في غاية المنتهى : (وقال الإمام أحمد جوابا عن سؤال رُفع إليه فيمن عنده مال تطالبه الورثة فيخاف من أمره ترى أن يخبر الحاكم ويرفع إليه؟ قال: أما حكامنا هؤلاء فلا أرى أن يتقدم إلى أحد منهم، ولا يدفع إليه شيئا).
قال العلامة الرحيباني معلقا: "وهذا في زمانه فكيف بحكامنا اليوم".
ثم قال الكرمي: "ويتجه وهو الصحيح وكلامهم محمول على حاكمٍ أهلٍ إن وُجِد" قال الرحيباني: "وهو أندر من الكبريت الأحمر وهذا ينفعك في كل موضع اعتبر فيه الحاكم فاعتمده واحفظه؛ فإنه مهم جدا وهو متجه" غاية المنتهى مع شرحه للرحيباني 3/ 407.

أشهر أخطاء وقع فيها علاء إسماعيل في نقده للسادة الحنابلة:
١- أخطر ما في كتاباته تقرير قواعد من عندهه ليست في المذهب ..
ويكفي مثالا على ذلك في مناقضة إحدى قواعده أن ننقل رواية رواها اللالكائي عن الذي قرأ عند الإمام أحمد (مطويات بيمينه) وأشار بيده فقال الإمام أحمد: قطعها الله ثم قام وغضب.
ويكفي أيضا أن تعلم أن الحافظ ابن رجب الحنبلي ذكر بأن النزول ليس من الأفعال الاختيارية عند أحمد مفرقا بذلك بينه وبين بعض السلف كابن المبارك وابن راهويه..
وأن تعلم أن الإمام أحمد حذر أشد التحذير من كل قول مقتضاه أن القرآن حادث أو محدث لذا حذر من داود الظاهري وبدعه..لذا اكتفى أكثر الحنابلة بقول أحمد: لم يزل الله متكلما إذا شاء وكيف شاء.. قد يكون تفسير أبي يعلى متكلفا في نظرك ولكن تأسيس ابن تيمية لمقولته الشهيرة (قديم النوع حادث الآحاد) أكثر تكلفا..
على أن نقلك لقول المرداوي وابن النجار يحتاج لتدقيق..

هدانا الله وإياهم للصواب

طالعت سير أشهر ملوك الإسلام الذين فتح الله على أيديهم ونصرهم مثل: محمود بن سبكتكين - فاتح الهند - وطغرل بك - مؤسس الدولة السلجوقية وحامي الخلافة العباسية- وألب أرسلان - كاسر الجيوش البيزنطية في ملازكرد - ونور الدين زنكي - الذي استرد كثيرا من الديار الشامية من الصليبين - وصلاح الدين الأيوبي - محرر بيت المقدس - وقطز - هازم التتار في عين جالوت - ومحمد الفاتح - فاتح القسطنطينية - وسليمان القانوني - هازم الجيوش الأوروبية - وعالم كير - موحد الهند وناشر الإسلام فيها والآمر بجمع الفتاوى العالم كيرية الحنفية - فوجدت عندهم صفات مشتركة أهمها:
١- في العقيدة: اعتماد عقيدة أهل السنة ونشرها (ملاحظة: منهم من كان مناصرا للعقيدة الأشعرية كنور الدين وصلاح الدين ومنهم من كان معارضا لها كابن سبكتكين وطغرلبك لكن بالجملة هم على عقيدة أهل السنة) وبناء المدارس لأتباع المذاهب الأربعة ومحبة العلماء والأولياء .
٢- وفي القيادة: مباشرة الأمور المهمة بأنفسهم وعلو الهمة والحزم.
٣- وفي الأخلاق: التواضع والتعفف عن المال العام.

إنصاف العلماء للعلماء:
يقول شيخ الحنابلة ابن عقيل في رده على من قلل من مكانة الامام الشافعي في اللغة والأصول في معرض حديثه عن البيان قال:" ولم يفهم كلامه من اعترضه من المحدثين الذين لم يبلغوا شأو أصحابه في العلم... وذلك أن الشافعي أبو هذا العلم وأمه وهو أول من هذب أصول الفقه..."
*الواضح في أصول الفقه 1/185

المذهب الحنبلي هو المذهب الوحيد الذي ظل مستمرا متصلا من غير سلطان ولا دولة:
قال العلامة ابن عقيل:
إذا كانت المذاهب تنتصر بوصلة هي الدولة والكثرة، أو حشمة الإنعام، فلا عبرة بها. إنما المذهب ما نصره دليله؛ حتى إذا انكشف بوحدته ساذجاً من ناصر محتشم ومال مبذول، كان طاهراً بصورته في الصحة والسلامة من الدخل والاعتراضات؛ كالجوهر الذي لا يحتاج إلى صقالة وتزويق، والحسن الذي لا يحتاج إلى تحسين. ونعوذ بالله من مذهب لا ينتصر إلا بوصلة. فذاك الذي إذا زال ناصره أفلس الذاهب إليه من الانتصار بدليل، أو وضوح تعليل. والدين من خلص الدلالة من الدولة، والصحة من النصرة بالرجال، وقلما يعول في دينه على الرجال.

من طب الإمام أحمد في علاج الصداع:
قال المروذي: قلت لأبي عبد الله: أجد في رأسي صداعا فقال: سهل طبيعتك فإنه من يبس الطبيعة. ثم قال : أعطيك من حبٍّ أعمله فاشرب منه بالليل.
وذكر من صنعته: إهليلج أصفر وأسود ومصطكى وصبر.
قلت: والإهليلج ملك الأعشاب الهندية أخذه العرب منهم وتركه الأوروبيون كما قال الرشيدي، والصبر نبتة شريفة كان الرومان يقدسونها لكثرة فوائدها في علاج الأمراض.

إذا اجتمع حق الآدمي وحق الله تعالى:
المشهور في المذهب أنهم يقتسمون بالحصص نص عليه أحمد وعليه أكثر أصحابه.
فلو مات من عليه زكاة ودين لآدمي، أو مات من عليه حج ودين وضاق ماله عنهما أُخِذ للدين بحصته وللزكاة بحصته، وحج عنه من حيث يبلغ، نص عليه.
انظر: شرح الكوكب المنير ٦١٧

شر العلم الغرائب:
قال الإمام أحمد: شر الحديث الغرائب التي لا يعمل بها ولا يعتمد عليها.
وقال: تركوا الحديث وأقبلوا على الغرائب ما أقل الفقه فيهم...
شرح علل الترمذي ١ / ٤٠٨

معنى (فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبت يَدَاكَ)
 أي افتقرتا وأضيف ذلك إلى اليد لأنَّ التصرفات تقع بها غالبًا، ولم تر العرب بهذه اللفظة معناها الأصليّ من الدعاء بل إيقاظ المخاطب لذلك المذكور ليعتنى به وقيل معناها افتقرتا إن لم تفعل ما أرشدتك إليه.
فتح العلام ٤٢٤

عن جابر رضي الله عنه قال: لَعَنَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آكِلَ الرِّبَا ومُوكِلَهُ وكاتِبَهُ وشَاهِدَيه وقال هُمْ) أي المذكورون (سَوَاءٌ) في اللعن (رواه مسلم) وفي رواية "وشاهده".

وفي ذلك تحريم الإِعانة على عقد الربا ومثله كل باطل.

فتح العلام ٤٣٨