تمرّ بي كثيراً منشوراتٌ خادِشة، ينشرها أهلها من بابِ "الأدب" و "الجذب" .. فأتفاجأ أن تحتَها تعليقاتٍ لنسوة يتضاحَكنَ بكل تبذلٍ، بل إن بعضهنّ يشرنَ لبعضٍ، أن تعالي و ٱنظري !
هذا لا يليقُ بأي عفيفةٍ، و لا تفعلهُ حرة شَريفة .. كيف تطاوعها نفسُها أن تتفاعل و تضحكَ علناً على منشورٍ يصف أجسادَ النساءِ و أموراً تتمعر من ذكرِها في العام وجوهُ الرجال !
إن مِن واجب كل رجلٍ و ٱمرأةٍ أن تكون هناكَ حدودٌ واضحة في تفاعلهم و نشرهم، فليسَ كل ما ينشرهُ الصديقُ الٱفتراضيّ تطالبُ أو تطالبينَ بالتفاعلِ معه و التعليق !
تنشُر فتاةٌ صورتها أخيراً بعدَ أن تملَّ من طمسها و تظليلها، فتجدُ عشرات الشبابِ يتفاعلونَ بـ"أحببته" و يعلقونَ بالمديحِ و الثناء، و بدل أن تحذف تعليقاتهم، تتفاعل هيَ معها !
و تجدُ شاباً ينشر منشوراً لا ينبغي أن يتجاوزَ مجالس صعاليكِ المحاظرِ، فتجد الفتاة تضحكُ و تشير لصاحِبتها و تتفاعل مع المنشورِ !
و كما قالَ العلماء : الأُلفة تزيل الكُلفةَ .. و إنما النّار من مُستصغرِ الشررِ !
كانتِ ٱبنتا شُعيبٍ ترعيانِ الغنمَ و تكابدانِ أعمال الرجال، و مع ذلكَ ﴿قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ﴾ و ﴿جَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ﴾ .
-يوسف محفوظ
#حملة_الحياء