خدمة تيلغرام / الدكتورة : كفاح أبو هنود @drkefah Channel on Telegram

خدمة تيلغرام / الدكتورة : كفاح أبو هنود

@drkefah


Promotional Article for Telegram Channel 'drkefah' (Arabic)

تعتبر خدمة تيلغرام من أهم وسائل التواصل الاجتماعي في العصر الحديث، حيث تتيح للمستخدمين التواصل بسهولة وسرعة مع الآخرين عبر الرسائل النصية والمرئية. ومن بين القنوات الهامة التي يمكن الاشتراك بها على تطبيق تيلغرام هي قناة 'drkefah'

الدكتورة كفاح أبو هنود هي الشخصية المسؤولة عن هذه القناة، وهي طبيبة متخصصة في مجال معين. تقدم الدكتورة كفاح محتوى قيم وموثوق عبر قناتها على تيلغرام، حيث تشارك مع متابعيها معلومات طبية مفيدة ونصائح صحية متنوعة

إذا كنت تبحث عن مصدر موثوق وموثوق للمعلومات الطبية، فإن قناة 'drkefah' هي الخيار الأمثل. انضم إلى القناة الآن لتحصل على تحديثات يومية ومستمرة حول كل ما يتعلق بالصحة والعافية

لا تفوت فرصة الاستفادة من خبرة الدكتورة كفاح وتواصل معها ومع مجتمع الصحة على تطبيق تيلغرام. اشترك اليوم واستمتع بفوائد الحصول على معلومات طبية موثوقة وأسلوب تواصل مميز وسلس.

خدمة تيلغرام / الدكتورة : كفاح أبو هنود

24 Sep, 15:39


من يكتب لن يموت أبداً .. لهذا كتبت ! ..
و لأن #فقه_بناء_الإنسان_في_القرآن مهمتنا كي نبدأ الإصلاح و #في_صحبة_الأسماء_الحسنى بها نملك مفاتيح خزائن كل ما نريد #وعلى_خطى_إبراهيم سبيل من أراد رفع قواعد الدين و #في_صحبة_الحبيب به نبلغ #منهجية_السير_إلى_الله .. لأجل ذلك كله حملت قلمي و رسمت الطريق !

خدمة تيلغرام / الدكتورة : كفاح أبو هنود

23 Sep, 05:50


يصدر عن دار عصير الكتب

📚كتاب: منهجية السير إلى الله
🖋تأليف: د. كفاح أبو هنود

كتاب منهجية السير إلى الله تعالى هو محاولة للإجابة عن سؤال؛ هل نحن على الصِّراط المستقيم؟
ومِن أين نبتدئ المسير؟ وما غاية التَّديُّن؟
لماذا نبقـى عالِقيـن فـي الوعـود لله.. ثُـمَّ ننكثها على حين غفلة؟
ولماذا تتشابه علينا السُّبـُل ونظَـلُّ في ارتباكِ الحائرين؟
لماذا لا نمتلكُ لحظةَ الصَّواب للبَـدء؟
هل عجزنا عن استلالِ خَيطِ البداية؟
وكيف نستلهم أسباب الثَّبات، وخطوات الوصول؟
وكيف نبـدأ هذا السَّـفر إلـى الآخـرة؛ قبلَ أنْ نكـونَ مِمَّن تاهت بـه الطُّـرُق!
لقد وُلد هذا الكتاب كمحاولة لكتابة مدوَّنة في السلوك.. وخطَّة طريق في السفر للآخرة.. وخُطى موسومة في رحلة السائر نحو الله تبارك وتعالى.
أملت فيه أن يكون دليلًا تربويًّا للأجيال..
وخريطة الطريق.
___

🛒 لطلب الكتاب من خلال موقعنا:
https://www.aseeralkotb.com/ar/books/44945

●يتوفر بمعرض الرياض الدولي للكتاب، جناح عصير الكتب C 111

● يتوَّفر الكتاب في جميع مكتباتنا وفروعنا في مصر ومختلف الدول العربيَّة.

خدمة تيلغرام / الدكتورة : كفاح أبو هنود

26 Aug, 09:47


https://www.facebook.com/share/v/WBNcVc8rByJ8rmrX/?mibextid=WC7FNe

خدمة تيلغرام / الدكتورة : كفاح أبو هنود

06 Aug, 21:22


للمرة الأولى سأشرف بالمشاركة في #معرض_اسطنبول_الدولي_للكتاب.. و كلي شوق لكم و لشيء عميق أعثر عليه كلما التقيت القراء .. كلما حاورتهم و كلما سمعت نصوصي في حكايات حياتهم !
أنتظركم في أول حفل توقيع في تركيا .. أو ربما أول لقاء حقيقي على أسطر الكتب ..

في الأيام من ١٠-٨ إلى ١٢-٨ يوميا من بعد الظهر في جناح عصير الكتب

د.كفاح أبوهنود

خدمة تيلغرام / الدكتورة : كفاح أبو هنود

15 Jun, 15:50


اليوم عرفه ..

يَتَراصّ الحَجيج على الرّواحل ، ويَتدفّقون إلى عَرفه ..
فاليومُ .. سَتُتلى لهم فاتِحة البَدء مِن حَكاية فضلٍ لن تَنتهي !

يَمدُّ الحَجيج الخُطى ..
ومابين النّبضة والنّبضة ؛ تَخفِقُ أرواح !

مابينَ النّبضة والنّبضة ؛ يَطيرُ حمامُ القلبُ إلى عَرفه !

فاليومُ المَوعد مَعَ الله !

فيا مَكّةَ الله ..
يا بَلدةَ اللهِ فاضَ الفَضلُ فانْهَمِري !

يَلتَفِتُ الحَجيج اليوم إلى ثِيابهم ؛ هل اكْتَمَل الإحرامُ مِن بياضِ الحَلال ؟!
يَتمضْمَضون تاريخاً مِن الشّوك ؛ فقد ابْتَلَت الأفواهُ كثيراً مِن أعراضِ النّاس !

ينتَحّي حَاجٌّ ويَبكي :
" يا رَبّي .. احْدَودَبَت أرواحُنا مِن ثِقَل ما فِيها ..
يا َربّي .. إنّ علَينا مِن شَعَث الجَاهِلية هُموما وهُموما ..
يا رَبّي .. أدْعوكَ وشَوكُ المَعاصي على شفتَي ..
يا رَبّي .. لا تَجعل رُجوعي مِن هُنا مُرّا "ً !

يغرَق الحَجيج في أسرارِ صَمت تُنبؤُك َ؛ أنَّ في الخَوابي دَمعٌ يُخفيه القَوم !

يُداري شابٌ اخْتِنَاقه ..
ما أصدق الدّمع وهوَ يفضَح ُصاحِبه !
ما أصدق النداء من الجموع ..
غ زة يا الله .. فرج كربهم و اخلف عليهم بخير و مكن لهم ..
وانصرهم نصراً عزيزاً .. و انتقم ممن ظلمهم ..

يَنتَبِذ رجلٌ عَن خَيْمَتِه في نَوْحٍ شَهِيّ :
" يا رَبِّ .. هَبْ ضَعفي يداً بَيضاءَ مِن غيرِ سُوء تَمتَدّ إليكَ .. و ادّخِرني لَدَيك " !

تَرْتَجّ البِقاع .. ويَشتَدّ النّاس في الوَجَل ..
وتَسمعُ هَمْس تَائِب :
" يارَبّي سُفُني مَثقوبة ..وأشْتَهي الإبحار إليكَ .. وليسَ معي إلا أشْرِعة مُمَزّقة !
يا رَبِّ .. تُذكي خَطيئتي ناراً أنتَ تَعْلّمُها .. فأطْفِئ أُوار النّار " !

تَلْمَحُ عبْداً يَتأرْجَح بينَ احتراقٍ وَرغبةٍ في انْعِتاق ..
فيا للهِ ؛ كيفَ يَهتَزّ العَرشُ لِبَعض الدّعوات ؟!

تطرُق الأرواحُ ، ويَفيض وَهْجٌ خَفِيّ ، ويَهتَزُّ عابدٌ مِن شِدَّة الوَجْد ويَصيح :
" يا عافِية العَليل يا عَرَفه ..
يا الله .. لا تَترُكني مُلقىً دونَ طَريق !
يا ربِّ .. لا مَسافةَ بينَ الكافِ والنُّون .. لا مسَافةَ إلا في وَهْمِي .. لا مَسافةَ إلا مِن ذَنْبِي ..
فيا مولْاي ؛ أنتَ الحَبيبُ وأنتَ الحُبّ يا أمَلي ، مَـن لي سِـواكَ ، ومَن أرجوهُ يا ذُخري " !

يا رَبِّ ..
في مَوِقفِ عرَفه ؛ أعمارٌ هي ثلاثونَ أو أربَعون أو سِتُّون انتظاراً .. فامْنُن عليها بِدَهشةِ الفَضْل !

في نَاحِيةٍ بَعيدة .. تَسيلُ عينُ حاجٍّ وهُوَ يقولُ :
" يا رَبِّ قَد كََبُرتُ فأعْتِقني ..
يا وَيلاهُ ؛ كيفَ قَيَّدْتُ في الهَباء طَريقي " !

فيا لازدحام ِالدّعوات ..
ويا لازدحام الدَّمَعات ؛ تُرَتِّل أسماءَ أصحابِها .. و ( دَمَعاتُ أهل العِشق تَرتِيل ) !

يقومُ عاشِقٌ في عرَفه يَشتهي أن تَقع قَدَمٌ على قَدم .. وهو يقولُ : " قليلَ مِن يَدِ اللهِ كَوْثَر "..
فكيفَ واليومُ هو يومُ الكَثير !

صَدَق الثّورِيُّ إذْ قالَ :
" أخْسَرُ النّاس صَفقةً ؛ مَن ظنَّ أنّ اللهَ لا يَغْفِرُ لِهَؤُلاء " !

تلوحُ خُيوط النّعيم ؛ تَنْسِجُ للحَجيجِ بُردة المَغفرة ..
عَبَقٌ شَهيٌّ يَغمُر المَكان ..
تُظَلّل السّكينة غُربة التّائهين ..
لا قَلَقَ بَعدَ اليوم ولا سَراب ..
يَخِفّ وَجيبُ القُلوب لحظةَ الاقتراب الإلهيّ ، وتُمسُّ الأحلام ؛ فَقد استُجيبَ الدُّعاء !

يَبكي لاجِئٌ يَمَنِيٌّ ؛ يارَبّ مُنّ عَلينا بِزَمنٍ { فيهِ يُغاثُ النَّاسُ وفيهِ يَعصرُون } ..
فَيَردُّ عَليه صَبِيّ مِن الشّام ؛ يا رَبّ آمِين !

يَمنحُ رِجلٌ مِن القُدسِ مِنديلَ ش ه ي د ؛ لِسَيّدة مِن العِراق ويقولُ لَها :
لَنْ يَجِفّ زَمنٌ فيهِ عرَفَه ..
لولا دُعاءُ عرَفَه لصارَ العَالَمُ خراْباً !

تَصْفرُّ الشّمس ..
وتُصبح عَرَفه ساحةَ عُرسٍ مُبَلَّلة بالنّدى ..
الغُيومُ في أيدِي الحَجيج ..
وفي قُلوبهم مَطَر ..
يَبتَسِمون للسَّماء ..
ثَمَّة ضوءٍ يُعيدُ تَرتِيبهم .. فَقد اكْتَملَ الشَّفَقْ !

(أيها الطيبون لاتنسونا اليوم من صالح الدعاء)

🔹د.كِفَاح أَبو هَنّود
من كتاب ( على خطى إبراهيم )

خدمة تيلغرام / الدكتورة : كفاح أبو هنود

14 Jun, 20:30


يا الله ..
رُبما يُصبح العُمر زمناً راكِدا ..
نَجمةً مُنطفئة على حَافّة الوُجود .. لكني أعوذُ بكَ من أن يشدّني العُمر نحو التُراب ؛ وليس لي فوقَ التُراب مئذَنة تصدحُ بالكَلمات !
فاستجاب له الله { قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا } ..
{ قال } .. بكُلّ أدوات التَأكيد ..
وكانَ ذلك يكفي ؛ كيْ يُصبح إبراهيم حكاية الأمة وحكاية القَدر !

خدمة تيلغرام / الدكتورة : كفاح أبو هنود

14 Jun, 20:30


،لماذا كان قدر إبراهيم هو الابتلاء
لماذا تسطر الآيات موجز الرحلة بقوله تعالى { وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ } ..
الابتلاء .. تلك هي قصّة بناء الكَعبة .. ومنها ابتدأت الحكاية
فَمِن جُرح إبراهيم .. ومِن مُنتهى الألم .. ومن مسيرة التضحية؛ كان التِئامُ حجارة البَيت !

{ وَإِذِ ابْتَلَىٰ }..
تُنَتبِّه الُّلغة هنا إلى عُمق المَعنى ..
فالإبتلاء اختبار الله لكٌ يفتح به أبواب سِرّك حتى تَشفّ الحَقائق ، ويَفنى الوَهْم ويَفنى الخَيال !

يبدأ الإبتلاءُ في عمرك؛ ثمّ تراه يضيقُ عليك .. لماذا ؟ .. حتَى يفيض القلبُ بما خبّأتهُ السّنون ..
ويخرج الله بالابتلاء الخفايا !
يشتَدّ الابتلاء ؛ حتى تُحدِّق العين فلا ترى إلا مَلامح ما استكان في خَفايا الرُوح !

ما أعجبَ الإبتلاء .. إذ جعله الله أول عنوان قصة إبراهيم ..
لماذا؟ .. لإن هو من يكشفُ ثقوبنا ؛ لكنّه سُرعان ما يخيطُ فتوق الرُوح !
فالله يبتلي ليهذب ولا يبتلي ليعذب ..بل يعيد تشكيل القلب والروح والخطى

ما أعجبُ الإبتلاء .. وهو ينقلُ المرء من هامِش المَنافي ؛ إلى نصّ التّمكين ..
من الغيابِ إلى الحُضور في سِفر الخالدين !
وقد قالها الإمام أحمد لا يمكن للعبد حتى يبتلى !

يكونُ الفَراغ قبل الإبتلاء ؛ ثمّ إذْ فاجأكَ.. خطّك الإبتلاءُ سَطْراً أبدَ الدّهر مَذكوراً !
ألا تلمحُ كيف تفيضُ حروف إبراهيم في الآية؛ كأنّها كُتبت بريشةٍ لا صَدىً فيها للذّبول !

{ وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ } .. كأنها تقول لك أُمِّيٌ وُجوده ..
كُلّ مَن لمْ تمرّ به من الله الكَلمات !

{ وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ } ..
تلك الكلماتُ والتضحيات صارَت خيوطاً نسجت له بُردة الإمامة .

{ فَأَتَمَّهُن }َّ .. تَرتعشُ الكلمات جَلالاً .. فهذه شهادة اللهُ لإبراهيم !

أنه لمْ تنفلت عُروة واحدة من قميص الإبتلاءْ ..
لمْ تنفرط عُقدةٌ من عُهود الثَبات .
يا لله .. ثَمّة خيط خفيّ موصول ؛ كان يُمسك القلب كلّما تَخطّفَ الإبتلاءُ شعبةً منه !
.
{ فَأَتَمَّهُن }َّ .. تتوهّج جروحه ألماً بتلك التضحيات ؛ فتُصبح لنا نُجوماً نستهدي بها !

{ فَأَتَمَّهُنَّ } .. يضيقُ على إبراهيم قميصُ الإبتلاء ؛ فلا يفيضُ إلا ثباتاً !

وكلما كان القميصُ يضيقُ عليه ؛ كانت تتّسع له بُردة الإمامة !

يُبالغ الإبتلاءُ في عَتمته ..
يتكدّس في الروح ؛ حتى يكاد يُثقلها ..
فإذا بالصَبر يتنامى من إبراهيم على أطراف الإبتلاء كُلَما أمتدّ !

هلْ كان إبراهيم حينها مُرهَقاً وهو يُجاهد هذا الألَم ؟!
أمْ كان لُطف الله يلتقطُ من عُمره أثرَ الجراح ؛ فإذا بالسَكينة وارفةً في الصَدر الجَليل !
لاشك أن الله كان معه .. وعلى قدر حال قلبه كانت المعونة ..

يا لإبراهيم وهو يُتِمّ الكَلمات ..
يا لإبراهيم في غُربته ؛ ولا أحدَ يَهُشّ عنه ليلَ الوَحدة في سَفَر الإبتلاء !
ربما كان وحيداً لأنه ( إذا عَظُم المَطلوب .. قَلّ المُساعد ؛ وقَلّ الرَّفيق ) !

ترى هل كان إبراهيم يتألم ..
دوما للإبتلاء حاشِية الوَجع ، و مِلؤه فَيض الدّمع والأَلم ..
ومِن مِلح الدمع ؛ كانَ يتَهجّى إبراهيمُ تلك { الكَلمات } ! تلك التضحيات

نتساءل مَن أوقَد رُوحك العُلوية ؛ حتَى كُلّما مَسّها التعب أطفَأه !

لقدْ كان عُمر إبراهيم ؛ مثل صلاةٍ توضّأ لها بماءِ الإستسلام ..
عُمره ؛ كان آية { إنَّ إبراهيمَ كانَ أُمّة } !

عُمره كان مَعنى {وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ} ..
عُمره كان دليلاً على { وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِين} !

كيف ثبتت في ابتلائك ..
هل كانَ إبراهيمُ يَسمع في خضم الإبتلاء ؛ صَوت الكَلمات { إنّي جاعِلكُ للنَّاس إمَاما } ..
ربما .. ويقيناً أن تلك الكلماتُ التي امْتنَحْتَ بها يا إبراهيم .. هي التي بَلغتْ بكلماتك المَدى حتى صار لها أبدَ الدّهر خُلود الصَدى !

تتكرر الشهادة له من الله ..{ وإبراهيم الذي وَفّى } ..

فيا للإسمِ ..
إذْ يكتبه القَلم في الّلوح المَحفوظ ؛ لم تُسقِطه كَبوة ! شهادة من الله

يا للإسمِ ..
إذْ تكتبهُ ريشة مَلَك غُمِست في قبَس النُور فلا ينطفئُ أبدا !

يا للإسمِ ..
إذْ ظَلّ يُتلى في كتابٍ ؛ لنْ يمحوه التاريخ ! ظل يتلى في القرآن

كيفَ بَلغْتَ ذلك يا إبراهيم ؟!

كانَ إبراهيمُ يُرابط على نِيّاته في كل أدعيته ، ويتَعوّذ برهبة مِن زَللٍ يُباغت الخطوات .. ومِمّا يُخذِل الخطوات ؛ يتعوَذ من ما يستَتر في الخَفايا !

ظَلّ قلبُه يُرابط على الغايات ، وظَلّ يَدعو :
خُذْ بِقَدمي ياالله إلى أرضٍ تَظلّ الآثار بها باقية .. وخُذْ بمَقامي إلى حَيثُ سِدرة المُنتهى .. وخُذْ بِسَعيي إلى حيث تَتوق الملائكة أنْ تبلُغ !

يا ربّ .. وجَهتُ إليك مآربي ..
املأ يدايَ بالعَطاء الذي لا ينقطع ؛ فقدْ أوجعني هذا الفَراغ !

خدمة تيلغرام / الدكتورة : كفاح أبو هنود

10 Jun, 22:03


‌‎💠 { وليالٍ عشر } ..

‌‎ الَّليلةُ الرابعة

‌‎{ ربّي إنّي أسكنتُ من ذُريتي بِوادٍ غَير ذي زَرعٍ عِندَ بَيتِكَ المُحرّم ربّنا لِيقيموا الصلّاة } ..

‌‎كـَانَ السّاكنُ ولداً واحداً ..
‌‎و كَـانَ الدُّعاء ؛ لِيقيموا " بواو " الجَماعة .. فكيفَ يتَّسِق ذلك ؟!

‌‎كيفَ يَصِحّ أن يودِعَ إبراهيمُ طِفلاً ؛ ثُمَّ يَنوي بِه فِعلَ الجماعة ؟!

‌‎الحقيقة ُ..
‌‎أَّنهُ لم يَكن لإبراهيم ساحِلَ في ُطموحه .. إذ رأى في الرّضيع ؛ فِعلَ أُمّة !

‌‎{ لِيقيموا الصلّاة } ..
‌‎ تُرى هل كانت تُؤرِقُكَ إقامةُ الصّلاة يـا إبراهيم ؛ في هذا الفراغ الهائل من الصّحراء الصامتة ؟

‌‎ بِمن سيُقيمُ إسماعيلُ الصّلاةَ ؟
‌‎ و على أيِّ قِبلةٍ سيتّجه ؟!

‌‎كان إبراهيمُ في دُعائِه ؛ يَنسَكبُ أنهاراً من الفَهم ..
‌‎ كان يُخبّىءُ مكنونَ أُمنية ؛ أن يصّطَفي اللهُ إسماعيلَ لِبناءِ البَيت !

‌‎و يُحّيي به مَواتَ الحَياة ..
‌‎ فتولدُ بِميلادِه خَيـرَ أُمـّة !

‌‎ما أبدعَ القُرآن ..
‌‎إذ تصّطَفُ الحَقائق فيه ؛ لِتُنهي عصراً كانت الأُمنياتُ فيه ضَئيلة !
‌‎إنّهُ يقولُ لك ..
‌‎ ما أوهنَ الذُّريّة ؛ وما أسرع ذُبولها يومَ تكونُ { زينَةُ الحَياة الدُّنيا } !

‌‎و للزّينة مَواسم ..
‌‎ و المواسمُ لا تَدوم !

‌‎ها هو يَقلِبُ التّاريخ ؛ و يصنع زمناً جديداً .. زمناً فيه معنى : { إنّي نَذَرتُ لَكَ ما في بَطني مُحرراً } ..
‌‎و مهمّة جَليلة : { ليُقيمـوا الصّـلاة } !

‌‎و مَقاماً في الحَياةِ رَفيعاً : { و إذ يرفعُ إبراهيمُ القَواعدَ مِن البَيتِ وإسماعيلُ } !

‌‎{ وإذ يرفعُ } ..
‌‎بِيَدٍ تَخّتَزِنُ دُعاء الأبِ الصّالح ، و تتّسع لِقدرٍ إختارها اللهُ لهُ ..
‌‎ " وبياءِ " المُضارع ؛ حتّى كأنَّ الفِعلَ لا زالَ حيَّاً !

‌‎سُبحان الله ..
‌‎أيّ حياةٍ هذه التي لا تَمـوت !

‌‎ حتّى كأنَّ دُعاءَ إبراهيم { رَبِّ اجعلني مُقيمَ الصّلاة و من ذُريتي } ؛ حُفرَ في مَسامِعِ السّماء .. فَلَم يبقَ الا أن تَنهمرُ لهُ السّماء إجابةً و عَطاء !

‌‎من يَقدِرُ ؛ أن يَنوي في الطِّفل القادم غَير فَرح نَفسه ؟!

‌‎ من يَقدِرُ ذلك ؛ يَجمعَ اللهُ له في الطّفل مَدائنَ الأَفـراح !

‌‎مالِحة هي النِيّات ؛ إن لَم تَكُن للغاياتِ الجَليلة ..
‌‎ نَتَجرّعها ؛ و لا نكادُ نُسيغُها !

‌‎و ربّما نَقطِفها ؛ مَثل عُمرِ الوَردِ القَصير ..
‌‎ربّما لم يَلمس إبراهيم يَدَ الصّغير ؛ و لم يُناغِيها ..
‌‎ لكنَّ اللهَ خَبَّأها لهُ ؛ ساعداً شَديداً ترفًعُ مَعَهُ أَعمِدةَ البَيت !

‌‎و يا للمُفارقةِ في التَّعبيرِ القُرآنيّ .. اذ يَصِفُ اللهُ سَريرةَ إبراهيم في إسماعيل بِقولهِ { ليِقيموا الصّلاة } ..
‌‎ و في الإقامةِ ؛ مَعنى رفع البِنيانِ حتّى يكتمل !

‌‎ثُمَّ يَصفُ فِعلَ إسماعيلُ : إذ كَبّر بِقوله { يرفعُ } ، {القَواعدَ} ..
‌‎ فَيظـَلُّ بِذلك { عنـدَ رَبـِّهِ مَـرضيّاً } !

‌‎لَكَأنَّ إبراهيمُ أرادَ من رَبّه طِفلاً لِكلّ العُصور ؛ و كلّ الدّهور ..
‌‎ طفلاً يَكبرُ ؛ فَتكّبُرُ مَعَهُ سَنابلُ القَّمحِ ، و يعرِفُ كيفَ يَنشُر العَبير !

‌‎يَـا إبراهيم ..
‌‎في سَريرتِكَ كُنتَ تصّنعُ لَنا إيقاعاً جَديداً ؛ لا نَعرِفُ عَزفَه ..
‌‎ و كنتَ تُعلّمنا ؛ أنَّ البُطولةَ أنْ تتفَرِدَ في إيقاعِك !

‌‎قيلَ يومـاً :
‌‎{ عُلوًّ في الحَياةِ و عُلوًّ في المَمَات } ..

‌‎وانا أقـولُ :
‌‎إنَّ عُلوَّ النِّياتِ ؛ يَنفي عـن صاحِبِها المَمَات !

‌‎ألا تَسمعُ صَوت زَمزم كَيفَ ظـَلُّ يفـور !

‌‎ألَا تَرى البَيتَ ؛ و هُوَ يَكّتَظُّ بِالحَجيج !

‌‎أَلا تُبصِرُ نَسلَ إسماعيل ؛ يَنساحُونَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَميق !

‌‎مَن أرادَ صَهيلَ الخُلود في الملأ الأعلى ؛ فَليركب خَيلَ { كـانَ أُمَّـةً }

من كتاب #على_خطى_إبراهيم
#د_كــِفاح_أبوهَنّـود
#وليالٍ_عشر‏

خدمة تيلغرام / الدكتورة : كفاح أبو هنود

09 Jun, 19:54


💠 { وليالٍ عشر } ..

الَّليلةُ الثالثة

{ و إذ يرفـعُ إبراهيم القَواعـدَ مِـن البيت } ..
كم هوَ عُمرك يا إبراهيم ؟

هِجرات ثلاث ..
و سنوات ممتلِئَة بالتّضحيات ..
و بناء بيت للهٍ ..
و مشاهدَ لا تُحصى ؛ مـِن مواقفِ الثَّبات !

بهذا تُقاسُ الأعمارُ يا سيّدي ..
بِعُمقها ؛ و ليس بِطولها !

تسكـنُ قاماتُ النّخيل العراقيّ فـي عُمرك ..
و تتجذَّر أفعالك ؛ كأنَّها جُذور شجرة زيتونة مقدسيّة ..
و يتّسع عُمرك ؛ كأنـّه صحراء الجَزيرة التي بَنيْتَ للهِ فيها بيتاً ليس لهُ مثيل !

ما أطولَ عُمرك يا سيّدي ..
فَرُبَّ عُمر اتّسعت آمادهُ ، و كثُرت أمدادهُ ، و أمطرت غيماته الى قيام الساعـَة !

رَفَعْتَ بيتاً لله ؛ فَرَفَعَ اللهُ لك ذِكّرَكَ ، و رفَعَ مَقامك ..
فلم يَلقاكَ مُحّمدٌ ﷺ الا في السّماء السّابعة ؛ مُسنِداً ظَهرَك إلى البيتِ المَعمور ..
و وَحدكَ دُون الخلائِقِ ؛ امتلَكتَ هذا الشَّرف الجَليل !

مِـن عُمرك ؛ انبَثَقَت يَقَظةُ الإنسان يـا سيّدي ..
فأنتَ مَن نَزع الحُجُب عن العَقلِ ، و أثارَ كلّ تِلك التَّساؤلات ، و علَّمَنا كيف يكونُ الإيمان مبصِراً و واعياً !

كانت آمالُكَ كُلَّ مساء ؛ تَتَبخّر الى السَـّماء ..
تجمَعُها لك إرادةُ الله ، و تكتُب لك بها مَواعيدك مَع غيثٍ ؛ ستَرتوي منه البشريّة جمعاء !

كم هي المسافةُ بيننا و بينك ؟!
كما هي المسافةُ بين أصواتِنا و صوتك ؛ إذ تُؤذّن { في النّاس بالحَـج } .. فتخلو الآفَاق الا مِن صَـدَى كلِماتِك !

كم هي المسافةُ بين أعمارِنا و عُمرك ؛ الذي يزدَحِمُ بالأحداثِ ، و يَسهر كلَّ ليلةٍ على الأمنياتِ الجليلة ؛ حتى استحقَّ أن يُسطِّره اللهُ على صَفَحاتِ القُرآن !

كَـم كان عُمرك ..
يوم كنتَ ترفَعُ القواعدَ من البيتَ بِيدكَ التي أورقَت بناءً شامخاً ؛ لم تُغيّره الدُّهور !

لَم يكُن ابراهيم يَشيخُ ..
ولَم يكُن لديه وقتٌ للنّهايات الذابلة ؛ فقد كان يعيشُ بقلبٍ يَستمّد زَيتَه مـِن نُـورِ السّـماوات و الأرض !

كان ابراهيمُ موطناً لـ { رَحمةَ الله و بركاتـه عليكُـم أهْـلَ البَيـت } !

كانَ إبراهيمُ يخلَع من خُطوته كًلَّ التَّوافِه ؛ و يُبقي قَدمه على العَتَبات الثَّقيلة !

وكان وحدَه مَن يستحقّ أن يُقال له : ( مَرَّ وهذا الأَثَر ) !

يَـا إبراهيم ..
على قدرِ نِيّتك ؛ اتَّسَعت لَـك الأرض ..
فأَنتَ حاضرٌ اليومَ في صلاةِ الأمّة ، و في مناسِكِها ، و في كُلّ لحظةِ التقاء بالبيتِ العَتيق !

لِـخيرِ هَذه الأمّـة و خيرنا ..
أنتَ رَحلـت ..
و اعتَلَيتَ الصَّخرَ ؛ و بَنَيت ..
و كَتمتَ الدَّمع ؛َ و مَضَيت ..
و غادَرتَ العٍراق ؛ و ما جَزِعت ..
و تَركتَ للهِ جارية و طفلاً ؛ و ما انحَنَيت !

لِـخيرِنا ..
تطاوَلَت كَفّكُ ؛ حتى اغتالَت كُلّ أوثانِ الضّلال ..
و رَسَمَت لنا بعدَها ؛ ميلادَ أمـّةَ الهِـلال !

و لِـخيرنا ..
لَـم تنكسرَ نِصفين ؛ أمام هَولِ النـّار !

لِـخيرنا ..
لم تتمزّق أمامَ جَفاف الخَريف ..
و كنتَ كبيراً في حُزنك ، و في سُؤلِك ، و في انتظارِ الرَّبيع !

و اليوم
لِـخيرِنا يـا موطِنَ الخَليل ..
يـا بَقيَّةَ الخَليل ..
ابقَوا على الرِّبـاط ..
ابقَوا على الطريق ..
‌‎
من كتاب #على_خطى_إبراهيم
#د_كــِفاح_أبوهَنّـود
#وليالٍ_عشر

خدمة تيلغرام / الدكتورة : كفاح أبو هنود

08 Jun, 19:43


💠 { وليالٍ عشر } ..

الَّليلة الثانية

اسـأَل رِمالَ مكّة عن آلامِ خُطى هاجرَ و هي تتماسك ؛ كي لا تلحق بإبراهيم !

يَقولون يـا هاجَـر ..
إنَّ إحساسَ المرأة بالحزن و الألم ؛ يَعدِلُ ثمانيةَ أضعاف إحساس الرجل !

فكيفَ صَمتَ الوجعُ فيكِ ؛ و إبراهيمُ يرحـلُ عنكِ و عـن الرّضيـع ؟!

لا شيء كان يُخيف هاجرَ في هذه الصّحراء ؛ مثلَ مَغيبِ الشّمس في هذا المكان !

ترتعشُ هاجَـر في هذه الصّحراء الشاسعة ..
وماتدري أن اليباسَ تحت قدميه سيغدو سقاية الحجيج أبدا !

تهَرع إليه !
يـا إبراهيمُ ..
كيف تجمعُ عَلينا غِيابان ..
غيابكَ أنتَ ، و غيـاب الشّمس ؟!

هل نَذرتَنا للفَناء ؟!
صدّقني لا شَـيء يوحـي بغيـرِ ذلـك !

آاللهُ َأمرَكَ بذلك يـا إبراهيم ؟ فأجابَ : نعَـم !

كَـان اللهُ فـي عَليائِه يَشهدُ تِلكَ اللّحظـة ..
لحظة اختيارٍ بين خطوتَين ..
نَحو ابراهيم أو نحوَ الله !

لحظةً ..
سُجّلت لِهاجرَ في تاريخ الكون ، و بها اعتَلَت المَـرأةُ مكـان الشّمـس !

تسامَت على ضَعفِها ؛ حتى كأنَّها أُسطورةُ من خيال التاريخ !

أيُّ دينٍ هذا الذي يوقِظُ النِّساءَ ؛ كي يَصّعَدنَ من السَّفحِ الى حيثُ تُقيمُ النُّسور !

كَـي يُصبحنَ أيقونةَ الفِداء ..
كي يملأَنَ الصُّخورَ المتشقِّقة من الجَفافِ ؛ بماءٍ لا ينقَطِع !

كانت الدُّروبُ الصّامتةَ ؛ تَسمع وَقعَ أقدام ابراهيم مثقلة بالرَحيل !

{ ربّي إنّـي أسكنتُ مـن ذُريتي بوادٍ غيـرِ ذي زَرع } ..
كم مرةٍ تهدَّجَ صوتُك ، أو تقطَّعَ ، أو تحشّرَجَ يـا خليلَ الله بين الكلماتِ ؟

مَشهدٌ ..
تئنُّ لهُ السّماواتُ ؛ و لا تئنُّ له جارية في مُقتبل العُمر !

كَـان الرّعبُ يحيط بها ؛ الرعب في إنتظار العَتمَة الآتية ، و في بُكاءِ طفلٍ يُحرّكُ سُكونَ الصّحراء المخيفة؛ لتُلقي بأثقالِها في وجهِ الجارية !

تَنحني هاجرُ على الصغير فتبدو أمامها الحقيقة عاريةً ؛ لا شيء الا صُراخ الرّضيع !

تتشبّث بـاليَقيـنِ :
( أنَّ اللهَ لـَن يُضيّعَنا ) !

تَشُدّ اليَدَ الغارقة في عَرَقِ الخوفِ على حبلِ الثّقةِ بالله ؛ ومثلِ لِبؤةٍ مَفزوعة تَهرعُ بيـن الجَبَليـَن !
تهرعُ بين الصفا والمروة ..

ثمَّةَ ما يستَحِقُّ الحَّياة ..
ثَمَّةَ ما يستحِقُّ السَّعي ..
ثَمَّةَ حِكمة وراءَ كلِّ هذا الهَول !

كانت الأنفاسُ المُتلاحقة في هَروَلة الخطوات تَستبيحُ الصَّدرَ المُضطَّرب بالخوفِ المُشتَعِل !

هنا الوِحدة و الوَحشة ..
و مَـوتٌ يفتَرِسُ الطِّفلَ ..
و رَمـلٌ ينتَثِرُ في عَينَيها ؛ كأنَّهُ اللَّهَيب ..
و لا إبراهيمُ يُؤنِس الطَّريق !

ترى هَـل بَكـَت ؟
لم تُسجِّل ذاكرةَ الصَّحراء ؛ الا ارتفاعاً في صوت اليَقين !

هل كَتمَت صرخَتها ؟
لم تَشهد السَّماءُ ؛ الا صَمتَ المُوقِنين !

هل شَكَت ؟
لا ..
إذْ عَلَّمَها إبراهيمُ ؛ أنَّ النّورَ لا يَعبُر الا بعدَ اكتمالِ اللَّيل !
..وعَلَّمَها إبراهيمُ ؛ أن كل مايحجب الثقة بالله خطيئة !

تلك جراحٌ نزفت ..
فأضاءت للأمـّة الطريـق !

يـا هاجَـر ..
لو تَعلمين : أنَّ عَتمة الصّـحراء مـِن يَقينك تكادُ تُضـيء !

كَـانت زمـزم حينها ؛ تنتظـرُ ضَربَةَ قـَدَم الصَّغيـر ..
و كانَ لا بُدَّ لذلك من اكتمالِ مَشهَد التَّضحية ، و تقديمِ كلِّ القَرَابين !

(وعند انسـداد الفـُرَج ؛ تبدو مَـطالع الفَـرج ) !

تَسعى الحَجيجُ اليوم على الخُطى الجَليلة ..
على خُطى جاريةٍ ؛ كَتَبَت من خوفِها انتصار إرادةِ اللهِ عَبرَ امرَأة !

( هَـاجـَرُ ) ..
لكِ من اسمِك أوفر النَّصيب في هِجرَةٍ ؛ تَمَّت للهِ وَحدَهُ ..
هـِجرة لم يلتفت فيها القلب !

أيـا سَيِّْدَةَ المَعاني الكبيرة ..
[ مِنكِ تَستَلهِمُ المُرابطاتُ اليومَ في حَرَمِ الأقصى ؛ حكايَةَ النَّصرِ القَريب ..
ومِنك تستلهم الأسيرات في سُجون الظُلم ؛ مَعاني الثّبات ] !

من كتاب #على_خطى_إبراهيم
#د_كــِفاح_أبوهَنّـود
#وليالٍ_عشر

خدمة تيلغرام / الدكتورة : كفاح أبو هنود

07 Jun, 18:53


💠 { وليالٍ عشر } ..

الَّليلة الأولى

حيـنَ تتّجهُ الى الكعبةِ ..
تلتقي عيناكَ بِقدَمِ ابراهيم هادئةً في المقام .. فقد انتهى السّفرُ هُنـاك !

تراها ضاربةً جُذورها في عُمقِ التّاريخ .. تقتربُ منها .. تحاولُ ان تَفهَمَ خَبايا أسرارِها !

فتراها صامدةً كلحظتِها ؛ يوم تَقَدَّمَت نحوَ النّار دون تَلَكُّؤ ..
فقد كانت قَـدم إبراهيم ؛ قَـدمَ صـِدق !

كانت الجِهات يومها في حـسّ القومِ كُلّها منهارةً ؛ الا فـي بصيرة إبراهيم ..
فقد كان يُردّد :
{ أنّي وجّهتُ وجهيَ للذي فَطَرَ السّماوات و الارضَ حنيفاً } !

يومها ..
بدأ الابتلاء { وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ } ..
وَقدر المسافاتُ للغايات الجليلة أن تكـون ؛ طويلة !

فانطَلَقَ ابراهيمُ وحدهُ خارجاً من حُدوده ؛ كَـي يبلُغ المقام !

انطلق إبراهيمُ مـِن العراق الى فلسطين ؛ حتى يبلُغ الكعبة ..
فهـل تَعني لك هـذه الخارطـة شيئاً ؟

هل تمتلكُ هذه الرّحلة ؛ سِرّاً أو رمزاً ، أو رسالـةً لـك أيّها المُسلم ؟

ماذا كان يحمِلُ هذا المُهاجرُ في حَقيبةِ سَفَرِه .. في سرِّ صدره ..
في خُطاهُ المرسومة بحكمةِ الأقدار ؟!

وبماذا كان يبوح في كلّ حِواراتِه مع الشمس و القَمر و النّجوم ؛ فقد كان ابراهيمُ لا يُتقِنُ النّظر الاّ الى النّجوم !

كـان قلبُه هناكَ عالياً ؛ حيثُ العَـرش ..
و كَْان عبـداً كثيـرَ التـأوّه و الدّعـاء ..
إذْ كان يوقـِنُ :
( أنّ الأقدار التي تأتيكَ بعد الدّعاء .. لا تَدعك حيث ُوجَدَتكَ ) !

كان إبراهيم في تِرحاله يَنزِفُ كثيراً ؛ كي يَمنحنا الكثير !

كلّ رِحلاته ..
كانت غارقةً في التّضحية !

كانت قدمهُ تَسعى من فلسطينَ الى مكّةَ ؛ أتدري لماذا ؟
كي تُودِع الصغيرَ للصحراء !

تلك رحلة الفناء عن الذات لله ..
ومَـع كلّ خطوةٍ :
كـَان ابراهيمُ يقترِبُ مـِن مَقـام الخَليل !

رحلة كلّما تقدّمتّ فيها يا إبراهيم إلى مكّة ؛ كان الدّرب يفرغ ..
فَوحدَكَ أنت الزّحامُ ..
و وحدَكَ انت بكلِّ الأنـام !

كلّ خُطوةٍ له ؛ كانت تعدِل مَسيـر أمـّةً ..
كلّ خطوةٍ ؛ كانت ترفَعُكَ الى حيثُ البيت المعمور في السماء السََابعـة !

مَن غَيرَكَ يا ابراهيمُ يُطيقُ ؛ أن يُودع طفلهُ للمَجهـول ؟!

طفلُ السّنوات ..
التي أجدَبَت طويلاً دون صوتٍ كانت تشتاقُه فِطرَتُك العميقة !

إسماعيل هو طفلُ السّنوات ..
التي اشتَهَت ضمّةَ الصّغير ، و احدّودّبّ الظّهرُ دونها !

يحمِلهُ إبراهيم لله دون أنْ يَتعثّرَ ..
فَقَدَمُ ابراهيمُ ؛ لا يليقُ بها إلا الثّبات ..
لذا ؛ ظلَّ الّنور يمضي حيث تمضي يَـا إبراهيم !

كانت لِخطوَتِه على الرّمل المُنساح في الصّحراء ؛ دويّ في السّماء ..
فقد كانت تُمهّد الطّريق بينَ القبلتين !

تلك خَطوات ..
ستَبقى في ذاكرةِ الخُلـود !

يَـا ابراهيم ..
هل تعلم أن عيد أمّة بأكملها ؛ سيبدأ من خُطوَتِكَ تلك نحوَ مكـّة !

لقد سطَّرتَ بِقَدَمِكَ ميلادَ فِكرةٍ ..
فحُقَّ لِقدمك أنْ ترتاحَ في ظـِلّ البيتِ أبداً !

وحـُقَّ لك ..
أنْ يجعل الله لك { لسانَ صِدقٍ في الآخرين } يُقتدى بك ..
فبقيتَ حيّـاً يـا أبراهيم ؛ وَقـدْ مَـات القَـومُ و جَفـّوا !

يَـا لِرَهبةِ الأقدار ..
كيف يُولدُ الصّغير من عطشِ الشّوق اليه ؛ ثم يُحمل الى عَطَشِ الصّحراء !

فيبكي الوَليدُ شوقاً لِقَطـرة الحيـاة ..
فَتنهمِـرُ زمـزَمَ فوّارة أبَـد الدّهـر ..
و يُبنى البيت ..
ليُعلّمنا اللهُ :

( انّك إن صَدَقتَ ؛ فَستَختَبِئُ لك المُعجزات في الأسباب المُستحيلة ) !

{ ليالٍ عشر } ..
هـي مَدرسـةُ إبراهيـم ..
فتأمـّل !

من كتاب #على_خطى_إبراهيم
#د_كــِفاح_أبوهَنّـود
#وليالٍ_عشر

خدمة تيلغرام / الدكتورة : كفاح أبو هنود

07 Jun, 18:44


كتاب #على_خطى_إبراهيم في أيدي الحجيج
الكتاب الذي أتمنى أن يقرأه كل مسلم في هذه الأيام المباركة
أيام العشر من ذي الحجة
هنا مدرسة إبراهيم وهنا معنى المناسك وهنا الشعائر والمشاعر و عيش خاص مع إبراهيم عليه السلام

خدمة تيلغرام / الدكتورة : كفاح أبو هنود

29 May, 21:31


https://www.facebook.com/share/r/kveRzP8wVMQxjzMn/?mibextid=WC7FNe

خدمة تيلغرام / الدكتورة : كفاح أبو هنود

30 Apr, 08:57


يابُـنيّ ..
إنْ مَـسّ قلبك التّعب ، وَبلغَتْ آهَ الحُـزن مَبلغها ؛ فادخُـل إليه مِن حَولك بالتّـبرّي ، ثمّ اسأله ما شِئتَ بالتَّرجّـي .. والزَم الحَوقلة !

اخلَـع حَولك بينَ يديه ؛ يَهبَك ما أعجَـزك .
سبحانه ..
يُضعِفكَ ؛ كَـي يَدُلّـك عليه ..
فإذا فهمتَ المعنى ؛ فقد أرادك ..
فقُـل : أنتَ القويّ وأنا فقيرك ، طلبناكَ بقوّتك ، وسألناكَ بِضَعفنا ؛ فأتنا بِحوائجنا ، نحـن الفقـراء إليك !

من كتاب في صحبة الاسماء الحسنى

د.كفاح أبوهنود

خدمة تيلغرام / الدكتورة : كفاح أبو هنود

28 Apr, 17:23


المتابعون الكرام
أحتاج دعمكم لصفحتي الرسمية عبر متابعتها و التعليق على منشوراتها
لأن إدارة الفيس قد هددت بإغلاقها بسبب كتاباتي عن غزة لذا أرجو دعمكم وتعليقكم على منشورات الصفحة
ولكم كل التقدير

https://www.facebook.com/share/p/PpqQzhPFRtgWdbYX/?mibextid=WC7FNe