أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَخَلَ الخَلَاءَ ، فَوَضَعْتُ له وَضُوءًا قالَ : ((مَن وضَعَ هذا؟)) فَأُخْبِرَ فَقالَ : ((اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ في الدِّينِ)).
#الراوي : عبد الله بن عباس
#المصدر : صحيح البخاري
📖 #شـرح_الـحـديـث ✍
هذا الحَديثُ مِن فَضائلِ ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما ، وفيه يُخبِرُ أنَّه أحضَرَ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الماءَ لِيَتوضَّأَ ، فسَأَلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ -بعدَ أنْ خرَجَ من الخَلاءِ ، وهو اسمٌ يُطلَقُ على كلِّ مَوضِعٍ تُقْضى فيه الحاجةُ ؛ بَوْلًا كان أو غائِطًا- عمَّن وضَعَ الماءَ له ، فأُخبِرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه ابنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما ، والمُخبِرُ خالتُه مَيمونةُ رَضيَ اللهُ عنها ؛ لأنَّ ذلك كان في بَيتِها ، كما في رِوايةِ أحمَدَ ، وظاهرُه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لم يَطلُبْ ماءً ، وإنَّما كان ابنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما هو المُبادِرَ بوَضْعِ الماءِ فِطنةً منه وذَكاءً إثْرَ تَتبُّعِه عادةَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عندَ خُروجِه مِن الخَلاءِ ونحْوِه ؛ ولذلك دَعا له النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، فقال :
● «اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ» ، أي : ارْزُقْه الفَهمَ والفِطنةَ في مَسائلِ الشَّرعِ.
👈 ومُناسَبةُ الدُّعاءِ له بالفِقهِ في الدِّينِ حُسْنُ تَصرُّفِه الذي يدُلُّ على ذَكائِه ، وسُرورًا مِن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بانتباهِه إلى وَضْعِ الماءِ عندَ الخَلاءِ.
● وقد ظَهَرتْ على عبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنه برَكاتُ هذه الدَّعوةِ ، فاشتَهَرتْ عُلومُه وفَضائلُه ، وهو مِن الصَّحابةِ المُكثِرينَ في الرِّوايةِ عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ؛ فقد روَى ما يَقرُبُ مِن ألْفٍ وسِتِّ مِئةٍ وستِّين حديثًا ، وكان عمرُ رَضيَ اللهُ عنه يَرجِعُ إليه في المسائلِ الكبيرةِ.
#وفي_الحديث :
¤ المُكافَأةُ بالدُّعاءِ لِمَن كان منه إحسانٌ ، أو عَونٌ ، أو مَعروفٌ.
¤ وفيه : مَشروعيَّةُ خِدمةِ العالِمِ بغَيرِ أمْرِه ومُراعاتِه.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/3792