أنشره تعميمًا للفائدة:
ــــــــــــــــــــــــــــــ
قال ابن تيمية: «هل أحد أراد الله بصدقٍ، فلم يرده الله؟!» اهـ
فالله أكرم وأجل وأعظم من أن يصدق عبد في طلب مرضاته، ثم لا يوفقه إلى أسباب ذلك! وقد قال الله تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) هذا أولاً.
ثانيًا: قال تعالى: ﴿ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم﴾ وقال: ﴿ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم﴾ فليراجع المرء نفسه، وليفتش عن أسباب ما طرأ عليه بعد صلاح وإيمان، هل هو ذنبٌ يقارفه؟ أم تقاعس عن الأسباب أركسه؟ أم عينه مُدَّت إلى عصاةٍ عُجلت لهم متعهم؟ وقد قال الله ﴿ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى﴾ أم مصاحبة غافل قلبٍ وإعجاب به ﴿واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا﴾
فالخلاصة، ليلجأ إلى الله طالبًا الهداية والثبات، وليفتش نفسَه عن الثغرة التي منها أُتِي، وليبذل أسباب الصلاح والعمل، وليشغل نفسه بالنافع؛ فإن النفس إن لم تشغلها بخير أشغلتك بشر! وليرقي نفسه ليل نهار؛ فكل ذلك إن شاء الله مما يعيده إلى بر الأمان، ويأخذ بيدِه إلى جنّة الرضوان.