قناة أحيمد

يا رب عفوك

أهمية القراءة في أبواب الزهد والرقاق

أفضلت فعمّ إفضالك
وأنعمت فتمّ نَوالُكَ
وسترت الذنوب فتكامل إحسانك
وغفرت العيوب فتواصل غفرانك
 اللهم لك الحمد كله

مبتغى تجلّد الكرام!

‏قال سعيد بن العاص -رضي الله عنه- لابنه:
‏«يا بُنيّ، إن المكارمَ لو كانت سهلةً يسيرةً لسابقكم إليها اللئام، ولكنها كريهة مُرة لا يصبرُ عليها إلّا من عرفَ فضلها ورجا ثوابها».

[مكارم الأخلاق، لابن أبي الدنيا (٣٠)]

مذ عرفت هذا المتجر وأنا أتابعه كما يتابع المرء نبض شيءٍ يحبه. لم يكن متجرًا عاديًا، ولم يكن صاحبه بائعًا وحسب؛ بل هو وصيٌّ على الكتب، حارسٌ لرهافتها، عاشقٌ يرى فيها حياةً نابضة، ويعاملها بما تستحق..

كلما قرأت كلماته، شعرت أني أمام إنسان أدرك أن الكتاب ليس مجرد ورقٍ وغلاف، بل كائنٌ رقيقٌ يعيش بين أيدينا. أن يقول أمام كتاب غارق: “لكنه كتاب!” دليلٌ على وعيه بقيمتها، واعترافه بمكانتها، بعيدًا عن لغة المال والأرقام. استلطفت تسميته للكتب التالفة بـ”النبلاء قليلي الحظ”، وكأنها تحمل قصصًا خاصة تستحق أن تُروى، لا أن تُهمَل.

يعامل الكتب كما تُعامل الأرواح، يخشى عليها من البلل والمطر، ومن الجفاف والحر، بل ومن سوء الترتيب والتخزين. كأن الكتب أمانةٌ بين يديه، لا تُباع ولا تُشترى إلا بروح الاحترام. وها هو يخطط لجمع تلك الكتب التي أصابتها الأقدار، ويعرضها كما هي، بلا شروط، مثلما يُقدّم الحب.

صاحب المكتبة هذا ليس مجرد بائع، بل عاشق للكلمة، يبني بينه وبين القراء جسرًا من الرهافة. أين هذا من بعض باعة الكتب الذين لا يقرأون ما يبيعون، ولا يميزون بين النفيس والرديء، فتراهم يعرضون الكتاب كما يعرض التاجر بضاعته في السوق، لا يعنيهم منه إلا ما يدر الربح، ولو أدركوا قيمته لما استهانوا به..

حفظ الله كتبك من كل سوء، فهي ليست مجرد أوراق تُباع وتشترى، بل هي قصص خالدة، تمدنا بما يعيننا على صلابة الحياة رغم رهافتها..

لم أزل منذ أيام أجرِّب في هذا العفريت، وأمتحنه فأبعث إليه بشيءٍ يترجمه، وأتخير من الكتب ما كانت له ترجمةٌ مطبوعة حتى أقايس بين ترجمته وترجمة المترجم المقدَّم في صناعته. ولم أزل والله أعجب من فعله، وحسن ترجمته وأدائه للمعاني، وتأمل هاتين الترجمين من كتابين من كتب فلاسفة الإفرنج، وقد بعثتُ إليه بالكلام الأعجمي في مجلس فترجمه وأتى بالعجب، ثم بعثتُ به إليه في مجلسٍ آخر فسألته أن يزيده تهذيبًا وتشبهًا بالأوائل.
وأورد لك كلامه هنا كلامه على صورته التي خرج عليها، لم أتعقبه بإصلاح، ولم أمسسه بتغيير، وليس لي فيه من عملٍ إلا مراجعة هذا العفريت ومناقشته، ثم تخيُّر ما استجدتُ من تراجمه. وفي الترجمة شيءٌ يسير من التوسع والتحريف لا يخفى عليك، ولا يشق عليك إصلاحه.
وأورد لك معه الترجمةَ المنشورة للكتاب الأعجمي، حتى تعلم فضلَ هذه الآلة، وتعلم أنَّ كثيرًا مما يبهم ويثقل في تراجم كتب الفلسفة إنما أُتينا فيه من ترجمته، وأرى لك أن تبتدئ بقراءة الترجمة المطبوعة، فترى ما تفهمه منها، ثم تثني بترجمة صاحبنا أدام الله فضله ونفعنا بعلومه :)

هذه النقطة من أوائل ما يلتفت إليه عند السؤال عن خاطب أو عند البحث عن مخطوبة.

والنظر إلى الخاطب أو المخطوبة يكون من عدة جوانب لا بد من العناية بها، ومنها ما هو في الخاطب نفسه، دينه وخلقه وخلقته وحاله، وهذه قد تعرف بسؤاله أو من حوله، وبالنظر إلى تصرفاته وصلاته وسمعته إلى آخره..
ومن الأمور المهمة ما لا يتصل بنفس الخاطب مباشرة ولكن لها تأثيرا في حياته كطبيعة عمله وبيئتها، وسكنه وما إلى ذلك مما يؤثر على معيشته ومكان سكنه، ومنها ما هو أخطر من ذلك وأكبر:
أسرته والديه وإخوانه، وبيئته القريبة؛ فإن الإنسان يتأثر ببيئته تأثرا يصعب الفكاك منه، لاسيما وهو نتاج والديه وصنعتهما، تربى على يديهما، ونشأ في كنفهما، فهو متأثر ولا شك في نفسه وخلقه وقناعاته، ثم بعد ذلك فإنه بعد الزواج مرتبط بهم لا ينفك عنهم، فأثبت العلاقات وأدومها علاقة الإنسان بأصله ومن هو مرتبط بهم رابطة دم لا تنقطع، وإن قطعها محقت بركت عمره ورزقه، فصلة الرحم أصل جاءت به الشريعة قطعه كبيرة أعاذنا الله وإياكم.
والزوجة تكون في حكم زوجها لا تنفك عن حمولته، وترتبط بهم وأبناؤها أبناؤهم، فهم عمومته، ويجب الحرص على بيئتهم، كما أن الرجل يختار خؤولة أبنائه كما يختر والدتهم.

فهذه أهمية هذا الجانب، ولكن هل يبنى القرار قبولا ورفضا بأدنى شيء؟
قطعًا لا.

فالإنسان يوازن،
يوازن هذا الجانب مع غيره من الجوانب المطلوبة في الخاطب، ويوازن المحاسن والمآخذ كذلك، فقد يعلم عنهم ما يزعج ولكن تبتلعه محاسن أخرى، فما من بيت إلا وفيهم ما يكدر صفوهم والبيوت قائمة على ما فيها. ثم إن الرجال ليسوا سواسية، فهم متأثرون ببيئات ومجتمعات غير أسرتهم، ومنهم من هو قوي في نفسه متجاوز لما كان في أسرته يميز الحسن من غيره، ومنهم من هو ابن بيته لا يعرف غيره..
وقد يقبل إنسان بأمور لا يرتضيها غيره ويرتضي الثاني ما لا يكون مرضيا عند الأول.

يسر الله أمورنا وأموركم..

مبطين

https://tellonym.me/ahmed98.19/

الحمد لله وحده!
صباح خير وسرور وسعادة!!

"ليس علينا أن نتطلع الى هدف يلوح لنا باهتا على البعد، وانما علينا أن ننجز ما بين أيدينا من عمل واضح بين". توماس كارليل
هذه الكلمات قرأها شابٌّ قلقٌ في ربيع عام ۱۸۷۱م، ومع بساطتها لكنها نبهته إلى أمر مهم، وكم نحتاج إلى التنبيه إلى ما هو واضح أحيانًا، وكانت بعد الله ما أعانه على أن يبدأ حياة جديدة ناجحة بالانشغال بالعمل الحاضر وعدم الانشغال بمستقبل يشوبه القلق.
هذا الشاب كان طالبًا يدرس الطب في مستشفى مونتريال العام بكندا، وحين أوشك على دخول الامتحان النهائي، ساوره القلق على مستقبله، ولم يدر ماذا يفعل، ولا كيف يكتسب خبرة، ولا كيف يكسب رزقه فيما لو تخرج. وحين قرأ تلك العبارة في ذلك الوقت علم ما الواجب الحقيقي عليه، وهو ليس العيش في المستقبل قب قدومه، كما يقول الصينيون: "لا تعبر الجسر قبول أن تأتيه"، وإنما التركيز على ما بين يديه. يقول ديل كارنيجي أنَّ هذا الشاب هو السير أوسلر، الذي أصبح أشهر طبيب في جيله، وهو الذي أسس مدرسة (جونز هو يكنز) للطب، ذات الشهرة العالمية، وتربع زمنًا على كرسي الأستاذية في الطب بجامعة اكسفورد، وانعم عليه ملك انجلترا بلقب السيد. وحين توفى نشرت سيرة حياته في مجلدين كبيرين من ١٤٦٦ صفحة!

رفاق سرب ♥️


تجدون جميع مقاطعنا المرئية بأعلى جودة على قناتنا في اليوتيوب 🎬

https://youtube.com/@iSarab4



نسعد بمشاهدتكم وتعليقاتكم واشتراككم في القناة ✅

هناك من إذا استيقظ لم يفكر إلا بنفسه، ولم يهتم إلا بذاته، يحدث نفسه: مصلحتي، فرحي، ماذا لي، همي، مخاوفي…، حبس نفسه دون وعي في قفصه الضيق، فصار أسيرًا في حلقة مغلقة، همه ينتج همًا، وخوفه ينتج خوفًا، وقلقه ينتج قلقًا، وهكذا يستمر يولد من ذاته قيودًا وسلاسل تربطه وتجره إلى القاع!
وهناك من يستيقظ وبجوار تفكيره في نفسه، وربما قبل ذلك، يحدث نفسه: ماذا يحتاج أبي؟ ما الذي ينقص أمي؟ كيف أسعدهما؟ ماذا عن إخواني وأخواتي؟ كيف أدخل إلى قلوبهم الفرح؟ كيف أمد ظلي إليهم وأكسب رضاهم؟ ماذا يمكن أن أقدمه لصديق مخلص؟ كيف أسعد من أحبهم ويحبونني؟ كيف أكون قريبًا منهم؟
فرق عجيب بين النفسيتين والهمتين، والأعجب الفرق العظيم في النتائج. فالأول يقع ضحية آلام المبالغة في التمحور حول نفسه، وتعود عنايته المفرطة بذاته وبالاً عليه، أما الآخر ففرحه بفرح الآخرين يحرره من عبوديته لذاته، وبخرجه من سجن ذاته إلى ساحة واسعة من الفرح والسرور مع من حوله.

قلت يوما في مجلسي: لو أن الجبال حَمَلت ما حُمّلت لعجزت؛ فلما عدت إلى منزلي، قالت لي النفس: كيف قلت هذا، وربما أوهم الناس أن بك بلاء، وأنت في عافية في نفسك وأهلك؟! وهل الذي حملت إلا التكليف الذي يحمله الخلق كلهم ؟! فما وجه هذه الشكوى ؟!

فأجبتها: إني لما عجزت عما حملت، قلت هذه الكلمة، لا على سبيل الشكوى، ولكن للاسترواح، وقد قال كثير من الصحابة والتابعين قبلي: ليتنا لم نخلق ! وما ذاك إلا لأثقال عجزوا عنها، ثم من ظن أن التكاليف سهلة فما عرفها.

ابن الجوزي.

قناة الدكتور جميلة ممتعة

تبدأ الحياة من نعومة لحاف المولود إلى خشونة لحاف الموت، وبينهما -طال العمر أو قصر- يمر الإنسان بنعومة العيش وخشونته، متقلبًا بينهما مرتفعًا تارة وهابطًا تارة أخرى، لينتهي به المطاف إلى وداع ذلك كله، وإلى الفراق والوحدة، ليظهر أمام أقرب الناس إليه جامدًا صامتًا ما كأنه كان حيًّا!

قضينا من هالموقع
ساعات ويقفل بشكل نهائي 😁


عدد كبير من النقاط والرسائل ما قدرت أرد عليها لنقص فيّ عن الكلام فيها، وبعضها تجرأت على الكلام فيها والله أسأل أن يتوب علي جرأتي، وبعضها أطلت تأجيلها حتى فات ميعادها، والله المستعان.

وما تركت رسالة تقليلا من أهميتها أو استسخافا بصاحبها - حاشا - ولكن هي الأيام تنفرط من يد ابن آدم حتى لا يمسك طرف نهار إلا وغشّاه ليل فإسفار فيوم جديد، فأسبوع فسنة!

شلون صرنا بشهر 3!!

يا رب لطفك

أعلل النفس بالآمال أرقبها..
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل!

طريقة الاحتفاظ بنسخة من محادثة تليجرام على جهازك
(الطريقة تصلح لأجهزة windows فقط)

هذا جدول كنت أعددته لنفسي قبل سنوات، وأعيد إرساله لمن طلبه؛ ويوجد اليوم في أكثر تطبيقات المستندات جداول أكثر ترتيبا وجمالية والناس تختلف فيما يناسبها..

١٤٤٦/١/١

بدأت اليوم بكتابة الملاحظات وكان على طرة الصفحة الجديدة تاريخ اليوم. ما انتبهت بأن السنة ١٤٤٦، وأننا لا نعيد السنة بعد انتهائها!

صباح الخير،
ثم:

يأخذني الحديث أحايين؛ فأقول كلمة ما قلبتها في رأسي، وما توقفت هنيهة أسائلها عن منزعها، ولكن لأمر في النفس فلتت من لساني، فذهبت أجرجر لأواءها، وأعالج ندوبها أزمنة متطاولة، وأراجع وأتندم على كلمة بدت لي أنها حق، أو فيها بعض حق وقيلت لغير مصلحة راجحة تبرّح طريقها وتسهله.
وقديما قيل: رب كلمة سلبت نعمة، وجلبت نقمة!

كم من صحبة تأثرت، وعلاقة هرئت، وأمور تعطلت لكلمة قيلت لغير هدف وبغير بال، أو لحظة غضب وانفعال، ثم ذهب صاحبها يبحث عن من يقيله ويجيره، ولو أنه أمسك لسانه لكان خيرًا له.

الوصية الصغرى لابن تيمية