أَدِيـمْ ..

@adeem8795


بين بَياض النهار، وعتمةِ الليل، ووجهِ الأرض، وظهرِ السماء.. قلمَان يبعثهما همٌّ..

أَدِيـمْ ..

22 Sep, 10:31


أبغض المبالغة كما لا أبغض شيئا في الوجود.
ولا شيء أنفع للإنسان من القصد، فنحن مأمورون أن لا نسرف ولا نقتر في الأموال، وهذا ينطبق على المشاعر أيضا..

فالمبالغة في المشاعر الجميلة هي السهم المسموم الذي سيصيبها في مقتل حتما، والمبالغة في المشاعر السيئة هي غشاوة البصائر وران القلوب.

القصد جُنّة، يحميك من نار الظلم، ويأخذ بيدك نحو الإنصاف.. يحفظ عليك ميزان التعقل، وينجيك من أرباب التطفيف.

القصد جَنّة، يسقيك جمال الحقائق بكأس صافية، ويطعمك شهد الحكمة بتؤدة الفكر.

ربما لا يروق هذا أناسا قلوبهم كالفراشات، يحبون التحليق في سماوات الأحلام بأجنحة ضعيفة، فإذا أرهقتهم الريح سقطوا.. والسعيد من اعتبر.

أَدِيـمْ ..

02 Sep, 21:58


طالب العلم ومتذوق العلم.
متذوق العلم شخص له حب للعلم ومعرفة ببعض مسائله وكتبه وأعلامه، وقد يكون مخالطًا للعلماء أو طلبة العلم، لكنه ليس طالبا للعلم.
أما طالب العلم فهو من يجدّ فيه ويتعب، ويواظب ويستمر، ويمشي فيه على طريقةٍ وجادّة، ينهي الكتب تلي الكتبَ، ويرتقى ويحصّل ويلخص ويبحث ويناقش، حتى تكون له فيه ملكة.
فإذا كان غرضك العلم فلا يكن حظك من العلم مجرد ذوقه دون طلبه، ولا تكتف بمجرد المشاركة أو الفوائد أو المُلح، ثم يغرك التسويف وطول الأمل والأماني أنك طالب علم أو أن هذا طلب علم أو أنه سيؤدي بك إلى طلب العلم.
ثم ينبغي أن يعلم أن مجرد الذوق في العلم ليس عيبا، فذائق العلم خير من المثقف، ولكنه دون طالب العلم، والعلم من حيث هو أفضل من الجهل مطلقًا.
ولكن العيب هو التوهم من الذائق أنه طالب علم، لأن التوهم ينبني عليه آحكام وآثار، أهمها أن هذا التوهم يمنعه من طلب العلم الحقيقي وربما كان قادرا عليه أهلًا له، فيقعد به كسله وتوهمه، فيضيع نفسَه، وهذا داخل في معنى قول ربيعة الرأي: "لا ينبغي لأحد عنده شيءٌ من العلم أن يضيع نفسَه"، يعني بعدم تكميلها.
ومن مفاسده: أنه بتوهمه الذي يظن معه أنه طالب للعلم؛ يظن أنه مشارك معهم، وأنه له قول مسموع في العلم، فيخوض ويناقش ويبحث معهم بفطير رأيه وساذج نظره، فيقع في التعالم، وهو عامة من تراه من المتصدرين اليوم.
فلا يختلط عليك أن كون العلم من حيث هو أفضل من الجهل، لا ينافي أن الجهل قد يفضل العلم باعتبارات وجهات عارضة له، فهذا معنى قول أهل العلم إن الجهل في حق بعضهم أنفع من العلم، كالجهل في حق العالم الذي لم يعمل بعلمه، فهذا في (حق) شخص معين، يعني أنه بالاعتبار وليس أولًا وبالذات.
ومنه هذا الذي نقوله، أنه قد يكون العلم في حق هذا الذائق أقبح من الجهل في حق الجاهل البسيط الذي لا يتلبس بهذه المعايب، ولا ينافي هذا أن العلم في نفسه أحسن من الجهل، فلو وقف الذائق على حقيقة ما عنده وأنه محب للعلم وليس طالبا للعلم لكان أفضل من الجاهل بلا ريب.

أَدِيـمْ ..

28 Aug, 23:51


من أهم المفاتيح لحل المشكلات الفكرية، أن يوقن الإنسان بحقيقة مريحة بقدر ما هي مقلقة: أنت لن تستطيع فهم كل ما يحصل في هذه الدنيا.

أَدِيـمْ ..

28 Aug, 12:27


أخرج ابن أبي الدنيا بسنده عن الحسن البصري أنه ذُكر عنده الوَجَع، فقال: «أما واللَّه ما هو بِشَرّ أيام المسلم أيامٌ قُورب له فيها من أجله، وذُكّر فيها ما نسي من معاده، وكُفّر بها خطاياه».

أَدِيـمْ ..

28 Aug, 00:40


الحركات ما بعد البنيوية والنسوية تأثرت بشكل كبير بأفكار الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو 🧠، الذي رغم أنه لم يتناول قضايا الجندر بشكل مباشر، إلا أن تحليلاته للعلاقات بين السلطة، الجسد، والجنسانية 🌍 كانت محورية في تشكيل النقد النسوي.

فوكو رأى أن الجسد والجنسانية ليسا مجرد ظواهر طبيعية، بل بُنى ثقافية تتشكل عبر علاقات السلطة ⚖️. هذه الفكرة ساعدت في تحدي التصورات التقليدية عن الجنس والهوية، لكنها واجهت انتقادات من النسويات، خاصة حول قصوره في تقديم إطار واضح للمقاومة والتحرر 🛑.

ورغم الانتقادات، يبقى فوكو مصدرًا مهمًا لفهم التعقيدات التي تربط بين السلطة والجسد والهوية 🔗.

أَدِيـمْ ..

12 Aug, 11:24


في تعامل المرأة مع الرجال من غير محارمها عليها أن تعرف أنها المتحكمة في حدود العلاقة بالأساس؛ فالرجل يوضع غالبا في المكان الذي تضعينه فيه، ويستغل المسموح له به، ويمارس اختبار رد الفعل بين الفينة والأخرى، وكلما سُمح له بخطوة تقدّم.. إلا من رحمه الله وعصمه بقوة في دينه وخشية لله في غيبه وشهادته.

ولذلك إذا لم تكن المرأة في حاجة إلى معاملة الرجال من غير محارمها، فإن الأسلم لها هو أن تربأ بنفسها عن مخالطتهم؛ حفظا لنفسها وصيانة لقلبها. فإن احتاجت إلى ذلك فلا أقل من لفظ محتشم، وطرف خفيض، ونبرات راقية جادّة، ووضوح يشي بالثبات.

أَدِيـمْ ..

12 Aug, 04:15


حول معنى الاتساع..
________

عندما كنت طفلة صغيرة، كنت أفضّل السير في المساء وحدي ناظرة إلى السماء.. أتأمل سحابها، وأستمتع بالعجز عن عدّ نجومها، وأتخيل نفسي في مركبة سماوية عجيبة، تحلق بي بعيدا عن تفاهات الأرض إلى عالم آخر كبير.. ملؤه الدهشة، والتسبيح..
إن أعظم ما يبهرني في السماء هو ذلك المعنى الجليل الذي يحركني دوما نحو الأمل، والعمل.. ألا وهو معنى الاتساع.

فإنني أفرّ من الضيق حسًّا ومعنى فرار غزالة ينتظرها صغارها من أسد جائع، وأرى الرحابة ركنا عظيما من أركان الجمال. ولا تزيدني الأيام في هذه النظرة إلا يقينا كلما رأيت الضجر الذي يخلفه الانحصار في معان محددة، أو أحداث محددة، يجد المرء نفسه على أثرها سجينا خلف قضبان النظرة القاصرة. بينما المعاني أعمق والأحداث أوسع دوما مما نفكر فيه..
إذا عرجنا على مفهوم محبوب للجميع كالسعادة مثلا، سنجد أن الناس يقيدونها كثيرا بقيود لا تلزم ويشترطون لها شروطا باطلة.. بينما لو تأملنا لوجدنا أنها ليست (وضعا) له شروط يضعها الناس للفرد، بل ولا حتى يضعها الفرد لنفسه.. فكثير من الناس كانوا يظنون أنهم سيكونون سعداء بحدث ما أو مكانة ما، ولما نالوا ما كانوا يرجون لم يشعروا بالسعادة تغمرهم..
إنما السعادة لحظات كوميض الكاميرا نقتنصها من الوجود.. نسعى لها لعلها تنفذ إلى أرواحنا فتستوطنها كصور عتيقة تستوطن الذاكرة..
ويمكن القول أن أي شروط بشرية تقيَّد بها السعادة ليست لازمة لأحد على الإطلاق.. فمعناها دوما أوسع مما نعرفها به أو نحصرها فيه فيحجبنا عن جوانب منها ويحرمنا من تذوق المزيد ونحن على أحر شوق..
أعتقد أن الإنسان إذا فقد ما يظن فيه سعادته مهما كثر، فهو لم يفقد السعادة؛ فإن بين أكدار الدنيا التي لا تنتهي، تكمن دوما ألوان من السعد لا تنفد.. لا تكفي لإدراكها العينُ الباصرة، وإنما تحتاج عينا بصيرة تريد حقا أن تراها، وحين تراها لا تتغشى فرارا من الشعور الحميد بها..
في بسمة يتيم، في مداعبة نسمة، في وجه محبوب، في تفتُّح زهرة، في إضاءة معرفة، في إطعام جائع، في نجاح بسيط، أو في اكتشاف جديد.. وفي أمور تتكشف للمرء تباعا ما دام حيا، ولهذا لا يمكنه حصرها..
تماما كما كانت ماجي ماكيلوب تفعل، حين تتحدث عن الموت والنارجيلة بنفس الحماس! (*)
فدنياها لم تنتهِ بتكرار التهديدات.. وشيء مبهج بوجه ما على أدنى من مرمى حجر.. لماذا لا تحاول اكتشافه؟

كان الأمر سيكون مخزيا حقا إذا كانت فرص السعادة يقتلها الفناء في كل مرة، لأن ألوان السعادة المفقودة منها ما لا يمكن استبداله حقا، حتى وإن بقيت ألوان سَعدٍ أخرى.. لكن من مباعث اللطف أن هذه الفرص تتعلق بما لا يفنى، وهو الله سبحانه وتعالى.
فأنت لا تفقد شيئا إلا ورغبتك فيما يخلفه تتعلق بالله، وما دامت رغبتك إلى الله فأنت تستقي من معين لا يمكن أن ينضب.. فإذا فقدتَ شيئا ولجأت إليه عوضك مثله أو خيرا منه، في الدنيا أو في الآخرة أو فيهما معا..
فإذا حال التجافي بينك وبين الأسباب، وغُلقت في وجهك الأبواب، وجدت بابا للسعادة مفتوحا لا يُغلق أبدا، وهو باب صلتك به سبحانه.. فتسعد بحبه، وتسعد بقربه، وتسعد برضاه وبعبادته..

وهكذا يضفي الاتساع جماله على مفهوم السعادة.. لا باتساع ألوانها فحسب، وإنما باتساع مداها ودوامه..
تلك السعادة بمفهومها الواسع.. يمدك بها رب واسع 💗

_____

(*) لا تدخنوا النارجيلة فإن هذا لا يجوز :)
وماجي كما لا يخفى على عموم قراء د. أحمد خالد توفيق رحمه الله وأسكنه الجنة، هي محبوبة د. رفعت إسماعيل وبطلة ما وراء الطبيعة..

أَدِيـمْ ..

03 Aug, 06:51


في قلبي عُذريَّة لم تُمَسّ.. فسحة بيضاء نورانيّة لم يطأها ذنب.. تواردت عليها ذئاب كثيرة فاستقتلتُ لحمايتها.

هذه الفسحة ليست ثمينة فقط بقدر قيمتها العليا وطهرها الأصيل، ولكن أيضا بقدر الأوجاع التي مرَّت كي تبقى هكذا.. مثل وطن شامخ لم يستطع غاصب أن يكسر باب حصنه، بيد أن جنودا صابرين كُثُر راحوا له فداءً.. نعم؛ كان حيائي هو حصني، ويدي الصادَّة كل الجنود!

إنني أفاخر بتلك الفسحة -وأنا قلّما أشعر أن شيئا في هذه الدنيا يستحق المفاخرة- بينما أحمد ربي على ما حفَّني به من الرعاية والعصمة حتى حينما وقفت على حافة الهاوية.. فله الحمد والشكر، لولا فضله ورحمته ما كنتُ ولا كانت.

بيد أن الجمال لا يقتصر على تلك الصورة الرائعة، بل يساويها فيه -وربما يفوقها- فسحة أخرى حدث أن تلوثت في يوم من الأيام، لكن صاحبها قد تاب واستفاق، وعزم على استصلاح ما فسد، وتطهير ما تلوث.. وهو في ذلك ساعٍ لا يكلّ.

بلى؛ إنه مصداق قول ربنا سبحانه: "إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات"، وقول نبينا صلى الله عليه وسلم: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له".

ومع كل تأمل في تفاصيل الشريعة ندرك أكثر كيف أن الرب سبحانه هو أرحم الراحمين، ولا يهلك عليه إلا هالك!

أَدِيـمْ ..

01 Aug, 02:09


(مات مختنقًا بكلامه)

هذا سببٌ مفهوم ليموت إنسانٌ كمدًا وقهرًا، ولا يوجد كائن من المخلوقات على الأرض يميته البيان أو يحييه كالإنسان، ولا بيان إلَّا وهو محتمل لباطلٍ أو حقّ.

فالكلمة أمانةٌ لم تحتملها السماوات والأرض والجبال، وأشفقن منها، وحملها الظَّلوم الجهول، فنعوذ اللهمَّ بنورك ورحمتك وهداك من الظُّلم والجهل!

أَدِيـمْ ..

31 Jul, 03:45


رحمه الله وغفر له وأسكنه الجنة.. لا نقول إلا ما يرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون.

أَدِيـمْ ..

27 Jul, 04:16


"أم يقولون نحن جميعٌ منتصر
سيهزم الجمع ويولّون الدبُر
بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمَرّ
إن المجرمين في ضلال وسُعُر
يوم يُسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مَسَّ سقَر
إنا كل شيء خلقناه بقدَر
وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر
ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدَّكر
وكل شيء فعلوه في الزبُر
وكل صغير وكبير مُستَطَر"

الحمد لله على نعمة القرآن..

اللهم انصر إخواننا في غزة واربط على قلوبهم وأفرغ عليهم صبرا وثباتا واغفر تقصيرنا نحوهم يارب العالمين.

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

أَدِيـمْ ..

26 Jul, 00:30


@ayatqurancenter

#التذكير_بالصلاة_على_النبي ﷺ
#السراج_المنير ﷺ #صلوا_عليه ﷺ
#مركز_آيات

📿 📿 📿

أَدِيـمْ ..

19 Jul, 22:05


غدا إن شاء الله في الساعة السادسة مساء بتوقيت المغرب، والثامنة بتوقيت مكة المكرمة والقاهرة، ألتقي بأخواتي الكريمات في لقاء بعنوان: المرأة المسلمة وسؤال الحقوق.

يمكن الانضمام إلى مجموعة التليجرام من خلال الباركود المرفق في الصورة.

ونسأل الله التوفيق والسداد، وأن يجري الحق على قلوبنا وألسنتنا.. إنه سميع مجيب.

أَدِيـمْ ..

14 Jul, 22:35


غدًا التاسع من شهر الله المحرم، يستحب صيامه مع صيام يوم عاشوراء، صوموا واحتسبوا وذكِّروا من تحبون.

أَدِيـمْ ..

30 Jun, 04:36


"يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار"

هذه الحياة الآخرة.. تُرى كيف تكون؟ أو كيف نكون فيها؟

الدنيا دار قصيرة، فيها البلاء والتعب، وفيها اللهو واللعب.. والحق كله يوم يُسأل الناس عن الصغيرة والكبيرة من هذا وذاك.

إن هذا اليوم قادم، هكذا نؤمن معشر المسلمين.. نؤمن بوعد الله به دون أن نراه، نؤمن به ونخاف من عواقب لعبنا، ونرجوا الراحة فيه من تعبنا !

اللهم بإيماننا هذا.. ارحمنا، واهدنا، وهب لنا فلاحا لا نخيب بعده أبدا.

آمين.

أَدِيـمْ ..

15 Jun, 05:54


.. |[ عن يوم عرفة ]| ..

* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ" ..

فصم ذلك اليوم ما استطعت، واستحضر ذنوبك وكثرتها، وحاجتك إلى المغفرة والعفو، واعلم أن الليل مشكاة النهار، فلا تكن في ليلة عرفة من الغافلين!

ولا بأس بإفراد يوم السبت بالصيام في نحو ذلك، فمن لم يصم الجمعة فلا يمنعنه ذلك من صيام السبت.

* من فاته صوم عرفة لعذر منعه فلا شيء يمنعه عن يوم عرفة، بين يديه أعظم عبوديات ذلك اليوم، الذكر والدعاء والمناجاة والتفكر، والله، لو قُضي اليوم وأضعافه في مثل هذا لما كان كافيًا، والله، لو خرج المرء صادقًا بهذه العبادات لفُتحت له من أبواب العرفان ما يستضيء به الفؤاد وتستنير به البصيرة.

* وقال صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ" ..

فاستحضر النار وشدتها، وسل الله أن يعتق رقبتك، وتذلل بين يديه ضارعًا، قل يا سيدي ومولاي لا أقوى على النار، ولا أطيق عذابك، ولا أحتمل سخطك، فاعتق رقبتي وأعذني من أن أطرد عن بابك!

ثم استحضر لطفه وكرمه ومنّه، يباهي بفعلك الملائكة، وهو أعلم منك بذنوبك وخطاياك، يباهي بك وهو الذي أقامك من رقدة الغافلين إلى محراب العارفين!

* وقال صلى الله عليه وسلم: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيّون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"

فأطل الدعاء والمناجاة، اليوم اشك همك وبثك إلى الله، أزح الهموم عن كاهليك، وفوّض أمرك إليه، وكن على يقين من الإجابة، إما أن يعطيك ما سألت أو يعطيك ما هو خير لك منه، والله يعلم وأنتم لا تعلمون ..

وتوسل إلى بابه بكلمة التوحيد، كلمة لا يكذبها العمل، فعلق قلبك به وحده، ولا تطلب غير وجهه، ولا تقصد سوى بابه، ولا تعدل برضاه شيئًا ..

إن استطعت ألا تنزل يديك فافعل، وقد أخرج الإمام والنسائي وغيرهما عن أسامة بن زيد رضي الله عنه أنه قال: "كُنتُ رِدفَ النَّبيِّ ﷺ بعَرَفاتٍ، فرَفَعَ يَدَه يَدْعو، فمالتْ به ناقَتُه فسَقَطَ خِطامُها، فتَناوَلَ الخِطامَ بإحْدى يَدَيهِ، وهو رافِعٌ يَدَه الأخرى" ..

سأل رجلٌ الإمام أحمد رضي الله عنه قائلًا: كم بيننا وبين العرش؟! ، فقال الإمام: "دعوة مسلم يجيب الله دعوته" ..
فارتحل بقلبك إلى أبواب السماء، وإن نأى عنك البيت، فرب البيت قريب!

* اعلم أن من أجلّ فضائل ذلك اليوم التي نسجت محبته وإجلاله في نفوس الخلق أن نزلت فيه هذه الآية العظيمة والنعمة الواسعة: [اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا]، قال ابن عباس رضي الله عنهما وغيره: نزلت في يوم عيد من يوم جمعة ويوم عرفة.

فلا تنس اليوم في أوراد شكرك أن تشكر الله جل وعلا على هذا الشرف العظيم، والمنة البالغة، أن أتم هذا الدين لعباده، وأكمل لهم شرائعه، وأصلح بها قلوبهم وأحوالهم، وأنزل لهم قرانًا لا تنقضي عجائبه، وشرعة يحار العقل في وصف حسنها وبهائها وكمالها وجلالها، ومن تمام شكر نعمة الدين موالاة أهله وحفظ حق الأخوة فيه، فلا أقل من تكثيف الدعاء لإخواننا في غزة وسوريا والسودان وغيرها من بقاع العالم التي تنزف فيها جراح المسلمين، مع بذل غاية الوسع في فعل ما يستطيعه المرء من أسباب نصرتهم.

ثم لا تنس في أوراد استغفارك أن تستغفر تقصيرك في معرفة حسن هذا الشرع وجلاله وجماله، وتستغفر تقصيرك في شكر هذه النعمة السابغة والتمسك بها، وتستغفر تقصيرك في نصرة إخوانك وجيرانك في محراب العبودية لله، إن كان ثمة تقصير، والله يعفو عنا بواسع كرمه!

أَدِيـمْ ..

09 Jun, 17:17


دليل الحاج والمعتمر.. فيه صفة الحج والعمرة وشرح مبسط للمناسك وأوقاتها.

أَدِيـمْ ..

09 Jun, 17:16


‏مستند من سليمان

أَدِيـمْ ..

08 Jun, 20:03


تم بحمد الله 🤍