في الصحيحين: " لما زنى يهوديان رجل بامرأة فتحاكموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأقام عليهما حد الرجم ".
قال عبد الله بن عمر: " كنت فيمن رجمهما فلقد رأيت الرجل يحني على المرأة يقيها الحجارة بنفسه ". وفي رواية الطبراني عن ابن عباس: " فلما وجد مسّ الحجارة قام على صاحبته يحني عليها يقيها الحجارة حتى قتلا جميعاً ".
فقلت لنفسي: فلماذا يدافع عنها ويحيطها بنفسه ، يحميها من الحجارة، ويتلقاها هو بدلها حتى تقع الحجارة كلها عليه في مثل هذا الظرف الذي ينتهي بقتلهما معاً ، مع أنها ليست زوجته ولا ابنته، بل هي عشيقته التي زنى بها؟!!
فبحثت عن كلام لأهل العلم عن الحكمة في ذلك؟!!
فوجدت بعض أهل العلم يقول:
" ما زال حبُّـها في قلبه حتى في هذه الظرف الذي فيه مفارقة الدنيا، بأبشع وسيلة للقتل وهو الرجم، فلا شك أن الشيطان إذا زيَّن واستشرف المرأة، وأدخل حبها شغاف القلب، يتعلق الرجل بها، وهذا في مثل هذا الظرف يجنأ عليها، ويقيها ويحميها، ويحني عليها، نسأل الله السلامة والعافية.
قلتُ: فانظر ماذا يفعل العشق بأهله!
ووالله لأن يحنو الرجل على امرأته وعلى ابنته إذا أصابها مكروه وأن يقيها فتن الدنيا وعذاب الآخرة خير وأولى ألف مرة من اتقاء هذا الرجل الحجارة عن صاحبته قبل قتلهما ، وهذا مصداق قوله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً ).
✍️ أحمد القرني
تليجرام
https://t.me/sobolalsalam1