سَالِمٌ التَّميميّ

كم بجيرٍ مقتّلٍ كل يومٍ
لم يقرّب نعامةَ ابن عبادِ

ليت فينا عرارةُ الجاهليّين
ولا لِينُ صاغري العُبّادِ

بعث الله خاتم الرسل فيمن
عمروا للوغى ظهور الجيادِ

إن قلب الشجاع للحق أهدى
من قلوب الحثالة الأوغادِ

أذا العرش إن الشعر في النفس قوةٌ
وَهَبتَ بها من شئته كي يؤيَّدا

ولكننا يارب في عصر عجمةٍ
فلا يفقهون الشعر إلا مُفنَّدا

عبادُ القناطير المقنطرة ارتضوا
لها أن يبيتوا راكعين و سُجّدا

قد اخشوشنت أفهامهم فهُمُ بها
كما أحرز الشوكُ المُخاشِنُ قنفدا

فخذه وأبدلني بكفيّ قوةً
بها أَذَرُ الصخْرَ الصَلَخْدَمَ رمددا

فلا ينكأ الأوباشَ إيلامُ منطقٍ
بذا العصر إلا أن يكون المهنّدا

تُمَكِّنُهُ من بعد دهر عطالةٍ
بها ظلّ يبكي في المتاحف مُغمَدا

أعضني به عن كل شعرٍ وهبتني
قوافيَهُ ؛ إني أرى نظمها سُدى

فبالصدر تغلي من ذحولي حفرةٌ
ولست أرى شعراً لها الدهر مخمدا

ولكن يداً وَلْهَى إلى كل فِقْرةٍ
تقلُّ دماغاً طالما كان أنكدا

مبرقعة تُهدي العبادَ نصائحاً
ومنذ متى تَهدي ذوات البراقع

كأن حواشي أحرف من لهاتها
نصالُ سهام في سواد الأضالعِ

جزيتِ ولكن إن تشائي نصيحتي
فقرّي فكم راءٍ بلوتِ وسامعِ

وما خلقت عيناك للنصح إنما
لتنفث سمّاً ناقعاً في المسامعِ

أمخترمي ريب المنون ولم تدر
رحى الحرب ما بين الأَلَسْكِ وواشطِ

فتلأم من رؤيا دماء شقيةٍ
جراحُ صدورٍ لا تُسدَّى بخائط

أآنَ أوان الأربعين وكالسُّدى
لياليَّ مرّت لم تُلقَّحْ قروءُها

ولم أبصر الدنيا كما ينبغي لها
ولا الروم مني أبصرت مايسوءُها

لهم كلَّ يومٍ ماتشاءُ نفوسهم
وفي كل يومٍ حالُنا طال سُوءُها

إذا ما أصابونا استقرّت جراحنا
وجرحاهُمُ منّا سريعٌ بروءُها

هذا الموشح بإنشادي ولعل فيكم من هو أجود مني وأندى لكن يتضح التوشيح بالغناء وليس بالقراءة

موشحة


يا غزالا عنّ في الحي أما
لي في قلبك بعضُ النفس

أنعشت عينك قلبي مثلما
أنعش الغيثُ هشيم اليبسِ

آه من أرواح جنات الشآم
خالطت أنفاس كحلاء الجفون

حلقت بي من هيام لهيام
وهوت بي من جنون لجنون

إن يسلني مشفق مم السقامْ
قلت كم يخلق ما لا تعلمون

بضة تفسد أسحار الدمى
ولها سحرٌ وثيق المحبس

نُصّبت تلقاءَ عيني حيثما
قالت العين سواها التمسِ


ضحكت من كل مأسور هوى
ضحك الشيخة من عبد يغوث

ليتها تضرب في سهم الهوى
معنا وهي ترى ذل المكوث

كم لها نستمطر الغيث اللوى
واللوى ليس بأهل للغيوث

أوجست من نظراتي تُهَما
وأنا من حوضها لم أحتسي

ويحها لو أبصرت ما اكتتما
من هواها بي لم تحترسِ



ظبية من طيء أو مذحج
تبتلي الصبر بقلبي والحياءْ

توقع الصقر بطرف أدعج
عاث في أنفسنا كيف يشاءْ

صوتها بين طروبٍ وشجي
يلهم الأعين إبصار الخفاءْ

ظلها في ميعة الزهو ارتمى
رَقَصاً ينبت شوك الهوس

ليت ذاك الظل فيّ التحما
لحمة الملبوس بالملتبَسِ

جمرة قامتها ذات حريقْ
نقط الخال عليها أحرفا

تفجأ العين بضحّاكٍ رقيقْ
وتعين الثغر حتى يصفا

أي قلبٍ في حشاها فيطيقْ
أن يراني من هواها تلِفا

دونك الطارقَ مني نجما
ساطعاً يوقظ عين الغلس

رائق المعنى بلفظ أحكما
كينابيع الصفا المنبجسِ


غنها بالعود يا عبدالسلام
ليس بعد العود للشعر قعود

غنها تملأ أسماع الكرام
وهي كالغادة في الذهن ترودْ

زفها للدهر في حفل الختام
قولُ ابراهيم زرياب اليهود

(هل درى ظبي الحمى أن قد حمى
قلب صب حله عن مكنس

فهو في حر وخفق مثلما
لعبت ريح الصبا بالقبس)

أما في عقول المسلمين نباهةٌ
فتهدى إلى درء السلاح المحلّقِ

أرار اتباعُ المومسات مِخاخَهم
فتسفل من حيث الأعاجم ترتقي

وأقسم لولا المهويات بيوضها
غَشَاشاً لصبّحنا الأنام بفيلقِ

ولكن أتتنا من علٍ حيث لا تُرى
فيحترز الصنديد منها ويتقي

‏كلنا ناظرٌ سنا إيماضِ
ينجلي عن صفيحة البرّاضِ

نتحرى وليت أن التحرّي
كان والعمر قائمٌ غير ماضِ

آيسٌ طرفي المنقّب فجراً
صادقاً في مدى الفجاج العراضِ

نظراتٍ يخالها من يراها
أنني بالقضاء لستُ براضِ

لم يزد مستجِدُّ كل شروقٍ
قلبي المشرئبّ غيرَ امتعاضِ

أُثبتت في مهبّ ريح عقيمٍ
حالنا فهي في مرار انتقاضِ

فاطرحتُ السؤال عما تواريه
تخوم الغد العسير المخاضِ

وتغاضيتُ والسلامةُ يهوى
ظلُّها كلَّ نابهٍ متغاضي

أستثيبُ الصفاة ندوة ماءٍ
وأُمِرُّ الوجى على الرضراض

بقوافٍ بعثتها من ثراها
كركازٍ من العصور المواضي

يتبحثن عن فؤاد يعيها
في زمان بجهله جوّاضِ

يقتنصن الحظوظ في كل حفلٍ
كاقتناص المُدان غفلة قاضِ

أبلغ بني آخر الأزمان مألكةً
عني وقد نُسِي اسمي وانمحى جَدَثي

ما فعل اللهُ باليُهدان بعد بلى
أهل زماني وما فيه من الرَفَثِ؟

فاستغفروا لي هُديتم يا بني زمنٍ
بكم تطهر من رجسٍ ومن خبث

فكم برأتُ إلى الرحمن من فتنٍ
تجوس فيه ومن لهو ومن عَبَثِ

شمتت يهود ومثلها يتشمتُ
ولها زمانٌ بالعلوّ موقّتُ

ولكم بكت والسيف يبطش والقنا
والخيل تجترف الوغى وتبيّتُ

ذلّت لأعمدة الرماح بأعصر
بهم الفرنجة بالعصيّ تشتتُ

حتى استدار الدهر في حدثانه
والدهر يفجأ آمنيه ويبغتُ

درأوا مَقاتِلَهم بكل معاقلٍ
حتى تعنّت كل سيف يُصلَتُ

مذ أغمدت عن رأس كل مُعلهَجٍ
عزّوا ومن أيدي الهوان تفلّتوا

تسائل عن أهل هذا الطلل؟
ألا لا تسلهم وعني فَسَلْ

قتيلُ يمانيّةٍ وجهها
يسبّح لله عز وجل

تكبّر عن كل حسن سواه
فدان له كل طرفٍ وذَلْ

لذيذ التأمُّل حلو التجمُّلِ
واهي التحمُّل قيدُ المُقَلْ

أقول لها وهي لا تحسن
الجدال وما خلقت للجدلْ

أصبتِ فؤادي قالت أنا
أصبتُ فؤادك؟! قلت أجلْ

فقالت إذن فلتمت أو فعش
فقلت يمانية لم تزَلْ😁

كأنّ اسمها كلما نوديت
على القلب ينقط نقط العسل

‏لقد كدت أن ألقى من الطير بارحا
تقرّ به عين المحسِّدة الخُزْرِ

ولولا رجال من تميم وخالهم
قضاعة لاستفردت في صفصف قفرِ

إذن لتهاوى كل كلب مغادرا
بشلو نزيع من ضلوعي أو ظهري

وإن امرأ يدعو قضاعة تارةً
ويدعو تميما كلما خاض في بحر

لكالصقر أرسى عشه فوق حالقٍ
له قمتّان ارتصّتا أبد الدهرِ

‏وما أنا في حيَّيْ ربيعة خائبٌ
ولا في بني عيلان أحفر في صخرِ

وكم أدركتني طيئ في ملمّةٍ
ومن مذحج كم جزتُ من حَسَك العسرِ

وللأزد فضلٌ ليس يبرح طوقه
على عنقي حتى نشوريَ من قبري

ليسا سواءً صحابيٌّ له سببٌ
إلى النبي وإن ناداهُ قال أبي

ومن أبوه صحابيٌّ ونعم به
لكنما أمه من طارف العربِ

سبط النبي شريف الوالدين معاً
بالدين إن شئت أو بالجاه والنسبِ

جرى بذا سلف يتلونهم سلفٌ
حتى رأيت عجيب العيش في رجب

أمثل جاسر يزري بالحسين ولم
يُعرف لجاسر من دين ولا أدبِ


وكم كجاسر من شبه بأظهرنا
باتوا على موعد للسيف مقتربِ

إن النواصب في معوجّ دينهم
شروى الروافض في البهتان والكذب

أجاسر لم تخلق رشيداً مكرّماً
ولكن جهولاً ناهقاً في الزرائبِ

أمدحُ الحسين السبط أضحى ترفّضاً؟!
لك الويل من كلبٍ ضليلِ المذاهبِ

أبنتَ رسول الله ترضى اتضاعها
وسبّ بنيها يا خبيث المشاربِ؟!

أبالرفض ترميني - رُفضتَ بصخرةٍ
تُدلّيكَ في قعرٍ من الأرض غائبِ

فخصمك عني الشافعي ومالكٌ
وأحمد فازحل يا أتان النواصبِ

من ذا رأى يوماً نعاماً طائراً
إن خرّ خرّ كأنه يتلطّفُ

جاءت تحجُّ لإيلياء وسربها
عن كل صيد محرمٌ متوقفُ

جابت إلى الأرض المقدسة المدى
بعلامتين بها النعامة توصفُ


تخفي النعامة رأسها لكنها
تبدي بسوأتها لمن تستهدفُ

‏إن اللئيم فلا تغررك أحرفُهُ
ولا مآقيه إن يبك المصابينا

وغدٌ دنيءٌ عن الأشعار مقلتُهُ
في باب مدح الندى مملوءةٌ طينا

يقوم إن يستمع في الجود قافيةً
كما يقوم إلى الحشر المرابونا

لَلّهُ أبصر منا أنه خَبَثٌ
فسامنا - وهو فينا- الخسفَ والهُونا

اقذفْ بنفسك لا تقرفْ مجالسنا
فطالما بيديك اغتبتَ مسكينا

علام سمّيتَ أقواماً صهاينةً
وأنت أقذر من أشياع صهيونا؟!

ألاك قومٌ أعانوا بعضهم فَعَلَوا
وأنت أمنعُ خلق الله ماعونا

دع النحيب وكن في عيننا رجلاً
يقول بالفعل لا بالقول آمينا

لما رأيتَ هجائي موجعاً زفرت
أنفاسُك الغيظَ مني يا ابن ستّينا

‏الَّلحُن ؛ هو الخطأُ في الإعراب، كأن يقول الشخص : جاء أباك ،والصواب أبوك ، أو كأنْ يقول : جلستُ مع عمَّك ، والصواب:مع عمِّك . وإليكم هذه القصة الطريفة:


دخل أعرابيٌّ على الخليفة الأمويّ هشام بن عبد الملك، فقال له هشام: ما أطيبُ العنبِ عندكم؟ قال: ما أخضرَّ عُودُه، وغَلُظَ عمودُه، وسَبُطَ عنقودُه، ورقّ لِحاؤه، وكثُر ماؤه.
فقال له كم عطاءَك؟ فقال الأعرابيّ : ألفين. فسكت هشام ساعة، ثم قال له كم عطاؤك؟ قال الأعرابيّ : ألفان. قال فلِمَ لَحَنْتَ أولاً؟ قال: لم أشتهِ أن أكون فارساً وأميرُ المؤمنين راجلٌ، لحنتَ فلحنتُ، ونَحَوْتَ فنحوتُ
وقصده أنه جارى الخليفة في خطئه مُدَاراةً له. فاستحسنَ الخليفةُ أدبَه وفصاحتَه وأعطاه جائزةً سَنيّةً.

ولما رأيت البُهْلُلِيّة أترفوا
تكسبتُ بالأشعار مع من تكسّبا

فمن مغربٍ أُهوي بشعري مشرقاً
ومن مشرقٍ أُهوي بشعري مغربا

يصيب كريماً أو لئيماً فمسعفٌ
يجودُ ارتجالاً أو مشيحٌ تهيّبا

علمت به أن الجزيرة معقلٌ
حصينٌ من الرحمن لن يتنكّبا

وأبصرتُ أيَّ الناس أنبلُ معدناً
وأيَّهُم في زعمه الجودَ أكذبا

قد كان فجراً كاذباً فانمحى
فأبشروا بصادق الفجر

أجلّنا الله فلم تلتطخْ
حرابُنا من دمه الذفْرِ

وإنما مقتله صولةٌ
تكون بين الكفر والكفر

لا جملٌ فيه ولا ناقةٌ
لنا سوى شماتة الثأرِ

ياقاتل الصبية بوءْ خاسئاً
مشتعل الأحشاء كالجمْرِ

#حسن_نصرالله

ياابن القريعين من همدان والصَدِفِ
إني وقفتُ فلو لي ساعةً فقفِ

بالأبرقين وما بالأبرقين سوى
حزائز الصدر بين النعف والطَرَفِ

النعف: ماانحدر من حزونة الجبل
الطرف :جمع طرفاء وهي من شجر الأثل

حُلّت عرى الأنس من أطناب مربعها
على يدي أحمرٍ شنآن منتجِفِ

العيوق منتجف لأنه كأنه
ينتجف أي يفرغ آخر ما في ضرع الربيع


يقول لي صاحبي أكثرت فانتعفِ
عن ذي المَجَنَّةِ إني عنك في طَرَفِ

المجنة الأرض كثيرة الجن

ملّ أبو جلهم الأطلال من كَبِدٍ
لم تطعم الحبّ إلا حسو مغترفِ

ملالَ نفسي رويَّ الفاء معترضاً
شعر المعرّض بالخطّارة الطُرُفِ

الطرف الكرام الأشراف

هجى أمية مقتاتاً بهجوهم
ما يشبع الناهق المنكبّ في العَلَفِ

قد غرّه معشرٌ غُتمٌ إذا نعسوا
سمّى أميّة فاصطكوا من الزَهَفِ

الزهف: النزق

أليس قومك من قيسٍ فما وطئت
قيسٌ فلسطين لولاهم ولم تَرِفِ

لم ترف أي لم تنزل الريف
راف البدوي الريف أي سكنه

كانت فلسطين أخماساً يمانيةً
فأقطعتها لكم مروانُ فاعترفِ

قد أكرموك بدهر كنت مغتمراً
أنت وبرغوث في لجٍّ من النُطَفِ

قومٌ إلى الصين من بشكنسِ أندلسٍ
رفّت بيارقهم والروم في شظَفِ

يستنطقون ملوك الأرض قاطبةً
بمنطق عربيٍّ غير منتكِفِ

المنتكف: كالمستنكف المتبرئ من الشيء

ثلّوا العروش بذؤبان الخيول على
حنوي مقاعدها الآسادُ في الزَّغَفِ

الزغف الدروع الواسعة المحكمة واحدتها زغفة

وأمكنوا للقوافي كلَّ آبدةٍ
وأنت شعرك بين الشوك والسَعَف

إن لم يكن ذاك من آثارهم شرفاً
فما على الأرض من مجدٍ ولا شرفِ

إذ اليهود أذلُّ الناس منزلةً
وفي زمانك قاموا بعد منخسَفِ

أسرّك اليوم أشتاتٌ مبضعةٌ
للمسلمين وقتلٌ غير منتصِفِ

إن الحسين أجلّ اللهُ مهجته
من نصر أشباهك النوكى من النَغَفِ

النغف ديدان تكون في أنوف الأنعام

ما كان مرتضياً قوماً هرابذةً
من المُثقّبة الآذان بالشنَفِ

ولا بسب أبي بكر ولا عمرٍ
ولا لعثمان بالبهتان والجنفِ

فاخسأ إليك فما أحسنتَ مدحته
ولا بهجوك قد أوجعت فانقذِفِ

يهجو أميةَ والأحقاب سافيةٌ
عليه ما قال في عصر المخانيث

هلا هجوتهم والسيف طوعهم
ولم تضع بيضها أم البراغيث

قد ديّثوا الأرض للاسلام طائعةً
وديّثتك النصارى شرّ تدييثِ

‏يا ابن البراغيث قد كنا على مضضٍ
نقول يحسنُ هذا النظمَ بالجُمَلِ

لكن أبى لك برغوثٌ يقيم على
قفاك إلا علاجَ الصفع بالنَعَلِ

إن الرعاة ترى البرغوث أولع ما
تراه ملتصقًا في سوأة الجَمَلِ

أحمدةُ قد شببتُ باسمك هائماً
ولم ألق وصلاً من يديك ولا شكرا

أحمدةُ لا بوركتِ هل من ثمالةٍ
تنيلين ذا وجدٍ بذكراكِ قد أسرى

حُثُوا الملّ في وجه القوافي فإنه
بحمدة أحرى أن تجوع وأن تعرى

شَحبتُ ومن شعري تفاخر حمدةٌ
حواسدَها وضّاحة الوجه والمعرى

فليت ابنة القرم التميميّ نوّلت
ولم تطّرحني أجتدي صلة العقرى

يقولون نقصٌ في المعادن صابَهُ
وما نقصت إلا عليه الدراهمُ

معادنُ تروي العظمَ والدمَ والحشا
إذا فسدت بالمُنغِصَات المطاعمُ

فمن يك ذا وَفْرٍ ويشكو عظامَهُ
فخير علاجٍ للعظام المكارمُ

رأيت الندى والجود للعظم قوةً
وفي الشحّ وهنٌ للمناكبِ هادمُ

https://t.me/miithaq

ونيزكٍ بالنار مصمئلِّ
في است أبي قيس وفي است الحِلّي
يا أيها النابح تحت الظلّ
لست من الأقحاح في مَحَلّ
إلا محل البقّ في الأذلِّ
أهدرت شعراً حامضاً كالخَلّ
يورثك السلّ وفوق السلّ
صحبُ النبيّ -صلّ يا مُصلّ-
حجر حرامٌ إن تبت بغلّ
كم دونهم من ضيغم أبلِّ
وأجدل ونهشل وصلّ
وقشعمٍ كالقافز المظلّي
حذارهم فالدهر ذو تولّي
إنك إن أمنته تستلِّ
وحدك مثلولاً بشرّ ثَلِّ

لعمرك ما أبو قيس رشيدٌ
ولو رشد النصارى واليهودُ

تكنّى بامرئ القيس بن حجرٍ
كما بالران يلتبس الحديدُ

أبالصدّيق تلمز ياابن تُرنى
وبالفاروق؟! قُبِّح ما تريدُ

وقبلك ما استطاعهما هرقلٌ
ولا كسرى فما تغني العبيدُ

ليغنك كل أعجم هِرْبذيٍّ
قعيد الباب إن حضر الشهودُ

ولا تجهد برأيك في القوافي
فإنك يا أبا قيسٍ بليدُ