من ثمرات الهجمــــــة الشرسة المتسلطة على قضايا المرأة والتي تصور مظلوميتها المطلقة في المجتمعات العربية أني غدوت أكثر حبــــًــا واعتزازًا بمجتمعي (الشــــــرقي)..
صدقًــــــا هذا ماحصل معي في السنوات الأخيــــــرة ..
إذ دفعتني هذه الموجــــــة لأدقق في كثير من التفاصيل البسيطــــــة والعادات والتقاليد الشرقية بعد عرضها على ميزان الشرع ثم يذهب ذهني بعيدًا في تحليلهــــا بالإضافة إلى عقد مقارنــــــات بين وضع الأُسر التي تخلّت عن سمــــات المجتمع الشرقي والأخرى التي حافظت عليها ..
فتكشف لي فضائل كثيرة في مجتمعي الذي غدوت لا أقبل عنه بديلاً .. و لمست مواضع الجمال فيه والتي عُميت عنها بالسابق ....
◄تأملت حال عائلتي هذا العيــــــد وكم يحرص الرجال فيها بطيب نفس على زيارة محارمهم ومعايدتهن كبارًا كُنّ أو صغاراً، بل إن منهم من تفنَّن في طرق تقديم المعايدات لهن (والمتناسبة مع وضعهم المادي دون مبالغات ) وفي المقابل يبقى الذكور (اليافعين) بلا معايدات أو ينالون معايدات رمزية..
◄يصل الأبنــــــاء عماتهم في أول أيام العيد وبكل حب كما كان آباؤهم الذين رحلوا إلى جوار ربهم من قبلهم "وأعجز أن أصف لكم حفاوة والدتي بأبناء اخوتها وانتظارها لهم بلهفة في كل العيد رغم أنهم يودونها على الدوام "
◄نخرج النزهات فيحرص الأخوال على تأمين أماكن للفتيات أو مواصلات فإذا كان العدد محدودًا ولابد يستثنى من الرحلة الشباب -لأن النّساء أولى- أمّا الشباب (فدبروا أنفسكم أو خيرها بغيرها).
◄عوائل تضيق ماديًا وترفض بشدّة عمل بناتهــــــا ببيئة غير نقيــــــة ترهقها باستعبادها وتعرضها للتحرش أو التنازل عن شيء من دينها ⇦فالبنت أغلى من أن نعرّضها لمثل هذا مقابل دراهم معدودة..
◄من القريبات من فقدت زوجها وأعانها اخوتها وأقاربها وساندوها وكفلوها حتى كبر أبناؤها ولم تحتج للخروج إلى العمل ولم يضطروها لترك أولادها يتلوّعون بفقد الأم بعد أن فقدوا الأب .. بل إن احداهن بقي أخوها الفقير سندًا لها حتى بعد زواج أبنائها وبعد أن أصبحوا ميسوري الحال ..
◄إخوتي و إخوة كثير من زميلاتي لاتنقطع مهاتفتهم الدائمة للاطمئنان على أخواتهم غير المتزوجات أو أمهاتهم ..
والكثير الكثير من الروايات التي أقف عليها بامتنان ... لكن هذا ماجال بخاطري سريعًا ..
•━━❍○ ○❍━━•
وعلى صعيدٍ آخر أذكر بعض المفارقــــــات والصور المعاكسة والتي تسربت للأسر الأكثر تغريبًا :
- أُمّ ترملت مؤخرًا فنادى الجميع بضرورة خروجها للعمل لتعيل أطفالها الخمسة ولو عملت (عاملة نظافة أو أي مهنة مهما كانت كما سمعتهم يرددون ) فالشغل ليس عيبًا ...
وهذا كلام يفيد في مضمونه أن ( لاعلاقة لنا بها دعوهــــــا تتصرف وكلٌ مسؤولٌ عن نفسه).
↫أربعينية جميلة ابتليت بزوجٍ مريض نفسيًا فاضطرت للعمل في مصنع لتعيل ابنها بعد تخلّي أعمامه الأثرياء عنها بحجة أنها قادرة على العمل فتركوها ليتناهشها الموظفون المفتونون بجمالها من صغيرهم لكبيرهم ويساومونها على شرفها وهي في حال من الألم تبكي حالها صباح مساء..
↫فتاة من عائلة بوضع مادي ممتــــــاز تُحرم من المصروف لإرغامها على العمل تحت أي ظروف !!.. لتجبرها على تجاوز تحديات العمل رغم أنه أخرج أسوأ مافيها!
المهم تشتغل وأما نفسيتها فلا تعنينـــا..
↫ وأبلغ هذه المواقف قصة صديقتي العزيزة المنحدرة من أســــــرة مقتدرة سبقت إلى التغريب[أقصد تسرب إليها التغريب مبكرا ] ، طالما حلمت بالمناصب والسفر واثبات الذات وبالفعل نالت مرادها ونجحت بتحقيق أحلامهــــا فكانت مثالًا لـ #strong_independent_women
وقد لاتمر عليها ثلاثة أشهر بلا سفر و تعمل بمكان يحلم به الكثير بل هي مديــــــرة قسم كل موظفيه من الرجال ..
زارتني رفيقتي هذه من وقت قريب في مسقط رأسي فلم يتصل بها أحد من أسرتها أو يرسل لها رسالة ليستفسر عن حالها، أو ليعلم هل وصلت بسلام أم لا !!.. كما أخبرتني بنفسها !! كم آلمها ذلك التجاهل رغم أنها فتاة في ريعــــــان الشباب ..
الذكور في أسرتها تخلوا عن دورهم و انخرطوا من زمن في المدَنية الحديثة..
وهي بعد هذا النجاح تُسّر لي: "أحلم بالاستقرار مع زوج يصونني.. أغبط حتى معارفي المتزوجات وإن لم يكنّ سعيدات فيكفيهن الشعور بالأمان وأن هناك رجلا يسندهن .. " وفي حوارات أخرى تؤكد رغبتها الملحة بترك العمل وأنها ستفعل لو وجدت زوجًا مسؤولًا، لأنها سئمت العمل وعبوديته ولاتجد متسعًا لتلتفت لنفسها و تخشى بترك العمل أن تصل لحد الضيق إذ لا معيل لها ..ولاتثق بمن حولها..
فشكرا لتلك الهجمات -غير النبيلة- التي جعلتني أرى مجتمعي كما لم أره من قبل ..
مجتمعي الشرقي أرجوك لا تتغير إني أريــ❥ــدك هكــــــذا..
#الأسرة #المجتمع_الشرقي #صدق #اعادة_نشر #تغريب #تصحيح_مفاهيم #المحضن_الاسري
#كيــــــــــان http://t.me/muslimwo