قصص في العيادة متكررة متشابهة شبه يومية:
تأتيني الكثير من النساء وهن يشتكين من أزواجهن.و في كثير من الأحيان تكون شكواهن حقيقية، ومبرراتها واقعية، لكن ما ألاحظه مرارًا وتكرارًا هو غياب التقدير من قبلهن. كأنما تعودت العيون على رؤية السلبيات فقط، حتى وإن كان الزوج يبذل جهدًا كبيرًا في أمور أخرى.
وقد يكون زوجها محبًا، مُخلصًا، يحمل هم الأسرة على عاتقه، لكن في اللحظات الصعبة، تُنسى كل تلك التضحيات. تذهب الابتسامات، واللحظات الجميلة، والكلمات الطيبة في طي النسيان، وكأنها لم تكن.
أتعجب كيف يُمكن لشخص أن يغمض عينيه عن كل خير قُدم، فقط لأن هناك زلة أو موقفًا لم يكن مثاليًا. الحقيقة هي أن كل زوج، مهما كان، لديه أخطاء، ولكن لديه أيضًا العديد من الايجابيات، كالعطاء، والحب، والشعور بالمسؤولية...الخ
وهذا المعنى قد بيَّنه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: "أُرِيت النار فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن. قيل: أيكفرن بالله؟ قال: يكفرن العشير ويكفرن الإحسان. لو أحسنتَ إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا، قالت: ما رأيت منك خيرا قط".
وهنا تحذير من نكران الجميل، فأشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن بعض النساء قد ينسين كل الخير والإحسان الذي قدَّمه الزوج بمجرد وقوع موقف واحد غير مرغوب.
والأمر المحزن أن أغلب النساء لا يَعِينَ قيمة ما كان لديهن إلا بعد فوات الأوان. حين يبتعد الزوج، أو يُنهك من كثرة النقد واللوم، تبدأ المرأة في رؤية ما فقدت، وتدرك أن تلك اللحظات التي كانت تنتقد فيها كانت مليئة بالنعم التي لم تكن تُقدَّر. حينها، قد يكون الوقت متأخرًا لإصلاح ما كُسِر.
الزواج ليس ساحة لمعركة ننتصر فيها على أخطاء الآخر، بل هو مكان نشعر فيه بالأمان، بالاحتواء، بالتقدير المتبادل قبل فوات الأوان وقبل أن يخبو الحب خلف ستار من الانتقادات والنكران.
والتقدير والاحترام بالنسبة للرجل أهم من أي شيء آخر.
وهذا الأمر ليس فقط للنساء،وانما للرجال والنساء و في كل العلاقات
وانما لحكمة ذكر سيدنا محمد هذا الأمر عن النساء لكثرته وخص الزوجة لقدسية العلاقة بين الزوجين
فالعشرة بين الزوجين أعظم عشرة والرابطة بينهما أوثق رباط.
ومن يعلم قصة المعتمد بن عماد مع زوجته يعلم معنى هذا الأبيات:
يطأْنَ في الطِّينِ والأقدامُ حافيةٌ كأنَّها لم تطأْ مِسكاً وَكَافورا
د.عمرو عرفة
#زواج #يكفرن_العشير
#كيــــــــــان http://t.me/muslimwo