قد يقابل الرجل نساء عدة على مدار حياته، وقد يتزوج بأكثر من امرأة، إلا أن امرأة واحدة فقط هي من تأسر قلبه، وتؤنس روحه، وتريح نفسه، وتملك عقله، وينجذب إليها كيانه، فيظل يفكر فيها،، ويتمناها زوجة في الجنة، ويتذكر تفاصيل حياته معها دوما، حتى إن مر على وفاتها سنوات طوال.
تلك المرأة هي من استطاعت بجدارة أن تكمله، فصارت نصفه الآخر وخير متاع له في الدنيا ورفيقة عمره وشريكة حياته، فهو يفضلها على نساء العالمين ويراها أروع وأجمل امرأة في الكون، وذلك لصلاحها واستقامتها على الدين وإيمانها بالله وإخلاصها في القول والعمل وأمانتها وصبرها وحسن خلقها وخِلقتها وعفتها وطهارتها وعقلها الرشيد وحسن تصرفها في الأمور.
فهي أنثى بكل ما تعنيه الكلمة، عطوفة، حنونة، رقيقة القلب، مرهفة المشاعر، عاشقة لزوجها، متفننة في إسعاده وإمتاعه، وتحقيق السكن والمودة والرحمة في البيت.
وهي لينة، سهلة، هادئة الطباع، قنوعة وراضية بما قسمه الله لها، فلا تسخط، ولا تحمله ما لا يطيق، ولا تقارن نفسها بغيرها، وإنما تصبر، وتحتسب، وتدعمه معنويا - إذا ما واجه أزمات وصعوبات، وتساعده ماديا - إن استطاعت - وتجتهد في الدعاء له بالخير كله في الدارين..
وهي من تصبر عليه عند انفعاله، وتمتص غضبه، وتخرجه من عصبيته برقتها وكلماتها الحنونة، وتتفهم صمته، وكلامه، وتتحمل معه تقلبات الحياة كلها، وتفرح لفرحه، وتحزن لحزنه، وتتقي الله فيه، وتطيعه، وتحترمه أمام الجميع، وفي قرارة نفسها، وتحفظ معروفه، وتصون عرضه وماله، ولا تفشي أسراره، وتشكره على كل ما يبذله من أجلها..
وهي الزوجة الطيبة التي لا تحقد، ولا تحسد أحدا، ولا تعيش لنفسها فقط، وإنما تحب الخير للجميع، وتشعر بآلام الناس، وتجتهد في فعل الخيرات، وإعانة المحتاجين - ما استطاعت إلى ذلك سبيلا..
وهي المتسامحة، نقية القلب، سريعة العفو والصفح، ونسيان الإساءة، والخطأ – خاصة إذا كان من جانب زوجها؛ لأنها تحبه بصدق، فلا تسمح لأحد من شياطين الجن والإنس بأن يوغر صدرها نحوه، ويكدر عيشها، ويوقع بينها وبين رفيق حياتها ليفرق بينهما، فتعمل بكامل استطاعتها على الحفاظ على صفاء علاقتها به، لاستقرار بيتها وحمايته من الانهيار..
لا ينسى الرجل الزوجة التي تدعمه، وتشجعه على النجاح والتفوق في عمله، وتزيد ثقته في نفسه وقدراته، وتعمق علاقته بكل من حوله، لاسيما ذوي رحمه – فتعينه على برهم، والإحسان إليهم، وصِلَتهم، وتفقد أحوالهم باستمرار..
هذه الزوجة لا ينساها الرجل؛ لأنها أراحته، وأسعدته في الدنيا، وستكون سببا - بإذن الله - في فوزه بالجنة؛ حيث أعانته على طاعة الله والامتثال لأوامره واجتناب نواهيه وابتغاء مرضاته وثوابه سبحانه وتعالى.
💌https://t.me/Hanaa_Elmadah