قناة د. عادل الحمد @adelhamad1442 Channel on Telegram

قناة د. عادل الحمد

قناة د. عادل الحمد
تجدون في هذه القناة مقالات ومؤلفات ومشاريع ودورات ومحاضرات د. عادل الحمد
2,879 Subscribers
88 Photos
2 Videos
Last Updated 03.03.2025 01:36

قناة د. عادل الحمد: منصّة المعرفة والاحترافية

تُعتبر قناة د. عادل الحمد واحدة من المنصات المميزة في عالم المعرفة والتعليم، حيث تقدم مجموعة متكاملة من المقالات والمشاريع والدورات والمحاضرات التي تساهم في تعزيز وتنمية المهارات الفردية والمهنية. يركز الدكتور عادل الحمد في أعماله على تقديم محتوى علمي موثوق يعكس خبرته الواسعة ومؤلفاته المتعددة التي تتناول مواضيع هامة في مختلف التخصصات. تمتاز القناة بجودتها العالية، حيث يسعى د. عادل لتزويد الجمهور بأفضل الأدوات والمعلومات التي تساعدهم في تطوير أنفسهم وتحقيق أهدافهم. إن المحتوى الذي يُعرض في القناة لا يقتصر فقط على الجانب الأكاديمي، بل يتضمن أيضًا جوانب عملية تهدف إلى بناء معرفة قوية ومتكاملة لدى المتلقي.

ما هي أنواع المحتوى المتوفر في قناة د. عادل الحمد؟

تقدم قناة د. عادل الحمد مجموعة متنوعة من المحتويات تشمل المقالات العلمية، المؤلفات الأدبية، والدورات التعليمية التي تغطي مجموعة واسعة من التخصصات. يجد الزوار في القناة مقالات تتناول موضوعات مثل القيادة، إدارة الأعمال، التنمية الذاتية، وغيرها من المواضيع التي تهم الجمهور.

بالإضافة إلى ذلك، تحتوي القناة على محاضرات تتعلق بتجارب د. عادل ونصائح وإرشادات للمهنيين والطلاب. هذه المحاضرات مصممة لتعزيز الفهم وتقديم معرفة عملية يمكن تطبيقها في الحياة اليومية.

كيف تساهم قناة د. عادل الحمد في تحسين المهارات الفردية؟

تسهم قناة د. عادل الحمد في تحسين المهارات الفردية من خلال تقديم دورات تعليمية مركزة على تطوير المهارات العملية. هذه الدورات تشمل مواد تعليمية متعددة تعزز من قدرة الأفراد على المنافسة في سوق العمل.

علاوة على ذلك، يقدم د. عادل نصائح قيمة وتوجيهات يمكن أن تساعد الأفراد في أخذ خطوات فعالة نحو تحقيق أهدافهم، مما يدعم رحلتهم نحو التميز المهني والشخصي.

ما هي الفائدة من قراءة مقالات د. عادل الحمد؟

قراءة مقالات د. عادل الحمد تقدم فائدة كبيرة للقراء، إذ تعكس خبرته وتراكم معرفته في مجالات عدة. هذه المقالات تتضمن تحليلات معمقة ونصائح عملية تساعد القراء على فهم الموضوعات بشكل أفضل وإيجاد حلول للمشكلات التي قد يواجهونها.

أيضاً، تعكس المقالات أسلوب د. عادل في التفكير النقدي وتقديم معلومات موثوقة، مما يعزز من قدرة القارئ على اتخاذ قرارات مدروسة في مجالات العمل والدراسة.

هل هناك دورات متاحة للجمهور من خلال القناة؟

نعم، قناة د. عادل الحمد توفر مجموعة من الدورات التعليمية التي يمكن للجمهور التقديم عليها. تشمل هذه الدورات موضوعات متنوعة مثل إدارة الوقت، القيادة، والتسويق الرقمي، حيث تهدف إلى تزويد المشاركين بالمعرفة والمهارات اللازمة لتحقيق الأداء المتميز.

تتميز هذه الدورات بجعل المحتوى قابلًا للتطبيق الفوري، مما يساعد المشاركين على استخدام ما تعلموه في حياتهم اليومية وفي بيئة العمل.

كيف يمكن الانضمام إلى قناة د. عادل الحمد؟

يمكنك الانضمام إلى قناة د. عادل الحمد بسهولة من خلال زيارة حسابه الرسمي على وسائل التواصل الاجتماعي أو موقعه الإلكتروني. هناك، يمكنك الاطلاع على أحدث المقالات والدورات والمحاضرات التي يقدمها.

بالإضافة إلى ذلك، يمكنك الاشتراك في النشرات الإخبارية التي يرسلها الدكتور عبر البريد الإلكتروني لتكون على اطلاع دائم بجميع المستجدات والمحتويات الجديدة.

قناة د. عادل الحمد Telegram Channel

هل تبحث عن مصدر موثوق للمقالات العلمية والمؤلفات الهامة؟ قناة د. عادل الحمد هي المكان المناسب لك! يمكنك الآن الاشتراك في هذه القناة على تطبيق تلغرام بمجرد البحث عن @adelhamad1442. تجدون في هذه القناة مقالات ومؤلفات عالية الجودة من قبل الدكتور عادل الحمد. سواء كنت تبحث عن موارد تعليمية، مشاريع علمية، دورات تدريبية أو محاضرات ملهمة، ستجد كل ذلك وأكثر في هذه القناة. الدكتور عادل الحمد معروف بخبرته وتأليفاته القيمة في مجالات متعددة. انضم إلينا الآن لتستفيد من المحتوى القيم والشيق الذي يقدمه الدكتور عادل الحمد. لا تفوت فرصة التعلم والتطوير مع هذه القناة المميزة!

قناة د. عادل الحمد Latest Posts

Post image

قصة معاناة المرأة فِي زمن موسى - 2
إهانة الرِّجال بظلم النساء

من أكبر صور الدناءة عند الطغاة عبر التاريخ، إهانة الرَّجل بالتعدي على نسائه وظلمهم؛ أُمًّا كانت أو أُختًا، أو زوجةً أو بنتًا.
لأنَّ الرَّجل الشَّهم يقبل الموت على نفسه والتَّعذيب، ولا يُمسُّ عِرض نسائه بشيء.
والطُّغاة فِي كلِّ زمان يعرفون أنَّ هذه نقطة ضعف الرَّجل فيستعملونها لقهر الرِّجال.

وفرعون هو مدرسة الطُّغاة فِي تعاملهم مع الرِّجال، وخاصَّة العلماء والدُّعاة، فكلُّ طاغية ينهل من طريقة فرعون ويتشبَّه به، ولا يخلو طاغية عبر الزَّمن من التَّشبُّه بفرعون بصورة من الصُّور، ولذلك ذُكِرت قصَّة نبيِّ اللَّه موسى عليه السَّلام مع فرعون فِي كلِّ جزء من أجزاء القرآن الكريم، وهي أكثر قصَّة مفصَّلة فِي القرآن.
وقد سلك فرعون فِي قهر رجال بني إسرائيل طريق الإساءة إلى نسائهم وذرِّيَّاتهم. قال تعالى: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) [القصص: 4]

قال ابن جرير الطبري رحمه الله: (يقول تعالى ذكره: إنَّ فرعون تجبر فِي أرض مصر وتكبَّر، وعلا أهلها وقهرهم، حتَّى أقرُّوا له بالعبوديَّة). (تفسير الطبري 19/516)
وقال ابن كثير رحمه الله: (أَيْ تَكَبَّرَ وَتَجَبَّرَ وَطَغَى (وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعًا) أَيْ أَصْنَافًا قَدْ صَرَّفَ كُلَّ صِنْفٍ فِيمَا يُرِيدُ مِنْ أمور دولته.

وقوله تعالى: (يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ) يَعْنِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَكَانُوا فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ خِيَارَ أَهْلِ زَمَانِهِمْ، هَذَا وقد سُلِّط عليهم هذا الملك الجبَّار العتيد يَسْتَعْمِلُهُمْ فِي أَخَسِّ الْأَعْمَالِ، وَيُكِدُّهُمْ لَيْلًا وَنَهَارًا فِي أَشْغَالِهِ وَأَشْغَالِ رَعِيَّتِهِ، وَيَقْتُلُ مَعَ هَذَا أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ، إِهَانَةً لَهُمْ وَاحْتِقَارًا وَخَوْفًا مِنْ أَنْ يُوجَدَ مِنْهُمُ الْغُلَامُ الَّذِي كَانَ قد تخوَّف هو وأهل مملكته منه أَنْ يُوجَدَ مِنْهُمْ غُلَامٌ، يَكُونُ سَبَبُ هَلَاكِهِ وَذَهَابُ دَوْلَتِهِ عَلَى يَدَيْهِ). (تفسير ابن كثير 6/ 198)

وقال السعدي رحمه الله: (فأوَّل هذه القصَّة: (‌إِنَّ ‌فِرْعَوْنَ ‌عَلا ‌فِي ‌الأرْضِ) فِي ملكه وسلطانه وجنوده وجبروته، فصار من أهل العلو فيها، لا من الأعلين فيها. (وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا) أي: طوائف متفرقة، يتصرف فيهم بشهوته، وينفذ فيهم ما أراد من قهره، وسطوته. (يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ) وتلك الطَّائفة، هم بنو إسرائيل، الَّذين فضَّلهم اللَّه على العالمين، الَّذين ينبغي له أن يكرمهم ويجلَّهم، ولكنَّه استضعفهم، بحيث إنَّه رأى أنَّهم لا منعة لهم تمنعهم ممَّا أراده فيهم، فصار لا يبالي بهم، ولا يهتمُّ بشأنهم، وبلغت به الحال إلى أنَّه (يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ) خوفًا من أن يكثروا، فيغمروه فِي بلاده، ويصير لهم الملك. (إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) الذين لا قصد لهم فِي إصلاح الدين، ولا إصلاح الدنيا، وهذا من إفساده فِي الأرض). (تفسير السعدي 611)

لقد احتقر فرعون رجال بني إسرائيل وأهانهم بقتل أبنائهم واستغلال نسائهم، وهذا هو سوء العذاب.
إنَّ هذا الأسلوب فِي قهر الرِّجال لا يزال يُعمل به فِي زماننا هذا، ولكن بطرقٍ حديثة.
فقانون العنف ضدَّ النِّساء يهين الرَّجل، فلا كلمة له على زوجته، ولا حقَّ له عليها!
واتِّفاقيَّة (القضاء على جميع أشكال التَّمييز ضدَّ المرأة) والمشهورة بـ (سيداو) تُهين المرأة وتمسخ شخصيَّتها وتُلغي كلَّ خصوصيَّة لها فِي أيِّ مكان، لأنَّهم يعدُّون خصوصيَّاتها تمييزًا للرَّجل عليها!

فترغم البنت على الدِّراسة مع الشَّابِّ، وإذا مرضت المرأة كشف عليها الرِّجال، بل لا يوجد فِي أيِّ قاعة انتظار فِي أيِّ منشِّط حكوميّ أو خاصّ، مكانًا خاصًّا بالمرأة. وهذا يقهر الرَّجل الصَّالح الَّذي يريد تربية أهل بيته على تعاليم الإسلام.
وقانون الطِّفل يُجرِّئ الفتاة على أبيها، ويمنع الأب من تأديب ابنته بأيِّ صورةٍ من صور التَّأديب المأذون بها شرعًا، ولو تجرَّأ الأب على ذلك، فيمكنها أن تشتكي عليه!
ولا يستطيع الأب أن يمنع ابنته من السفر لوحدها، أو يمنعها من حضور الحفلات المختلطة، أو غيرها. وبهذا يُقهر الرِّجال فِي بلاد المسلمين على أيدي الموالين للغرب من المسلمين والمنافقين.
ولكن، هل هؤلاء الذين ينادون بهذه القوانين أكرموا المرأة بقوانينهم أم استغلوها؟

والجواب تعرفه كلُّ امرأة عاقلة، فهي تعلم جيدًا فِي قرارة نفسها أنَّهم بهذه القوانين إنَّما يريدونها سلعة يستمتعون بها ويستخدمونها فِي الكسب المادي لهم.

02 Mar, 22:37
53
Post image

وهؤلاء الذين وضعوا هذه القوانين وسعوا فِي تنفيذها فِي كل الدول، يعلمون أن الذي سيقف فِي طريقهم هُم الرِّجال من أولياء المرأة، لذلك شرعوا قوانين تُهين الرَّجل أمام المرأة، فإن سقط الرَّجل، سقط جدار الحماية للمرأة، فيفترسونها كما تفترس الذئاب الغنم عند غياب الراعي، فلم يبقوا منها شيئًا، ثم تُرمى بعد ذلك.
وقد تفرح المرأة بهذا الانفتاح والحرية التي يقدمونها لها، ولكنها فِي نهاية المطاف تدرك أنَّها خسرت خسارة كبيرة، يصعب على نفسيتها تجاوزها.

ولعل المرأة تتأمل فِي هذه الأسئلة:
لماذا قوانين الدول تسهل لك أمر الطلاق والخلع؟
ولماذا يكرهون لكِ البقاء تحت رجل يحميكِ؟
لماذا يحرِّضونكِ على والديكِ وخاصة الأب؟
لماذا يطالبونكِ بخلع الحجاب للعمل؟
ولماذا يخلطونكِ بالشباب فِي الدراسة الجامعية وغيرها ويصرون على ذلك؟
لماذا يعرقلون أمر الزواج ويشترطون أعمارًا معيَّنة، ويُشرِّعون القوانين التي تحمي هذه الشروط؟

هل تعتقدين أنهم يفعلون ذلك لمصلحتكِ فعلًا، أم أنَّ لهم غرضًا آخر؟
هل تظنين أن أحكام الشريعة جاءت للتضييق عليكِ؟ أو أنها تحابي الرَّجل ضدَّكِ؟

أختي الكريمة،
أدعوكِ إلى مراجعة هذا الموضوع فِي قرارة نفسكِ، إن كنتِ تؤمنين بالله واليوم الآخر، وارجعي إلى كتابِ ربِّكِ وابحثي فيه عن الحقيقة، وانظري إلى هدي نبيِّك  كيف صان المرأة وأمر بحسن التعامل معها، ثم اختبري صدق محبَّتك له وأنت تقرئين قول الله تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [الحشر: 7]
نُكملُ غدًا إنْ شاءَ الله.

وكتبه
د. عادل حسن يوسف الحمد
2 رمضان 1446هـ

02 Mar, 22:37
56
Post image

قِصَّة مُعَانَاةِ اَلمَرْأَةِ فِي زَمَنِ مُوسَى- عَلَيْهِ اَلسَّلامُ (1)

الحمْد لِلَّه ربِّ العالمين والصَّلاة والسَّلام على أَشرَف الأنْبياء والمرْسلين نَبِينَا مُحمَّد وَعلَى آله وَصحبِه أجْمعين، وبعْد،
خَلق اَللَّه المرْأة لِتكون سكنًا لِلرَّجل، فكانتْ أُمُّنا حَوَّاء سكنًا لِأبينَا آدمَ- عليْه السَّلام- وليتحقَّق هذَا السَّكَنُ، جعل اَللَّه فِي قَلب الرَّجل والمرْأة المَودة والرَّحْمة مِن أَوَّل النَّظْرة الشَّرْعيَّة، وَالتِي هِي آية مِن آيات اللَّه العظيمة تَحْتاج إِلى تَأمُّل وتفكُّرٍ. قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21]

قال الثعالبي رحمه الله: (الرَّجل لا يسكن إلى شيء كسكونه إلى زوجته الموافقة المواتية له، لأنَّ الله عزَّ اسمُه يقول: (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ ‌مَوَدَّةً ‌وَرَحْمَةً) ولم يخصص بهذه الصِّفة غير النِّساء، ولذلك يهجر الرَّجل والديه وأولاده ومن دونهم بسبب زوجته، ولذلك لا يهتم أحدٌ لأحدٍ كاهتمام المرأة الصَّالحة لزوجها فِي شفقتها عليه وعلى عياله، ولا يكاد يتم أمر منزل الرَّجل ومروءته إلا بِحُرَّة شفيقة رفيعة صالحة عفيفة، وإلا اختلت أموره واضطربت أسبابه). (اللطائف والظرائف 164)

فهذه المرأة بمجرد أن يُعقد عليها تُقبل على هذا الرَّجل الغريب بكلِّيتها وبكامل سعادتها، وتشعر من أوَّل يومٍ بقوَّة ارتباطٍ عاطفِي نحوه، ولو قيل للرَّجل اصنع هذا الارتباط فِي ليلةٍ واحدةٍ لما استطاع.
ثم هذه الرَّحمة التي يشعر بها الرَّجل فِي قلبه تجاه هذه المرأة؛ لو قيل له: كيف وُجدت فِي قلبك من أوَّل ليلة؟ لما استطاع أن يجيب.
فتَكونَت اَلأُسرة وَتَكونَت المجْتمعات وَعَاش النَّاس على هَذِه العلاقة مُنْذ خَلق اللَّه أَبَانا آدم وأُمَّنا حوَّاءَ، وَسَتبقَى إِلى أن يَرِثَ اللَّه الأرْض ومن عليْهَا.

وَلكِن عَبْر التَّاريخ البشَريِّ مَرَّت أَزمِنة ظُلمَت فِيهَا المرْأة وانْتُقص مِن قدْرهَا وعانتْ مُعانَاة شَدِيدَة بِسَبب بُعْد النَّاس عن دِين اَللَّه اَلذِي أَنزَله على رُسله، فاخْتَرع النَّاسُ لِأنْفسهم عاداتٍ وتقاليدَ مَبنِية على الهوى والجَهْل والخرافة، بل عَبدُوا غَيْر اللَّه عزَّ وَجلَّ، وشرعوا لِأنْفسهم التَّشْريعات اَلتِي مَا أَنزَل اللَّه بِهَا مِن سُلطانٍ.

وَطَبيعَةُ أيِّ تَشرِيع يَضعُه البشرُ لِأنْفسهم أَنَّه يُرَاعِي مَصْلَحة مَن وَضعه مِن أَصحَاب اَلقُوة والنُّفوذ فِي المجْتمع، وَهذَا سيؤدِّي حتْمًا إِلى ظُلم اَلضعِيف فِي المجْتمع.
فلَا يُوجَد فِي الأرْض تَشرِيعٌ اخترعه النَّاس مِن عِنْد أَنفُسهم يُعْطِي اَلجمِيعَ حَقَّهُ، ويحقِّق مصالحَهمْ، لِأنَّ مَن يضع التَّشْريعاتِ يُرَاعِي نَفسَه وَنفُوذَه ومصالحَه وَمَن مَعهُ، ولَا يُرَاعِي النَّاس.
والملاحظ أنَّ أَكثَر مَن ظُلم فِي التَّشْريعات البشريَّة عَبْر التَّاريخ قَبْل الإسْلام، وَفِي زَمانِنا هذَا بَعْد إِعْراضنَا عن شَرْع اللهِ، والتزامنَا بِالقوانين الوضْعيَّة والمواثيق الدَّوْليَّة- أَقُول أَكثَر مَن ظُلم هِي المرْأةُ.

فالمرْأة عِنْد اليونان تُعتَبَرُ رِجْسًا، وكانتْ مُسْتعْبدة لا حقَّ لَهَا فِي شيْء، تُبَاعُ وتُشْترى، فَلمَّا تَمرَّدَت على هذَا الواقع أَصبَحت مُبتذلَة فِي كُلِّ وادٍ ونادٍ، تَختَلِط بِالرِّجال فيأْخذون مِنهَا أعزَّ مَا تَملِك ثُمَّ يتْركونهَا تعيش آلامَهَا وحْدهَا!

وَأَمَّا عِنْد اَلرُّومَانِ فَهِيَ مِلكٌ لِأَبِيهَا وَلَيْسَ لَهَا حَقُّ اَلتَّصَرُّفِ فِيمَا تَمْلِكُ، فَلَمَّا تَمَرَّدَتْ عَلَى وَضْعِهَا، أَعْطَوْهَا حَقَّ اَلمِلكِيَّةِ فِي بَيْعِ نَفْسِهَا لَمِنْ تُرِيدُ بَعْد وَفَاةِ أَبِيهَا، وَإِذَا تَزَوَّجَتْ أَصْبَحَ اَلحَقُّ كُلُّهُ لِزَوْجِهَا، وَلَيْسَ لَهَا حَقٌّ فِي شَيْءٍ!

وَأمَّا اَلهُنود فلم يروْا لِلمرْأة حقًّا فِي الحيَاة بَعْد وَفَاة زوْجهَا، فَتُحرَق معه بَعْد مَماتِه وَهِي حَيَّة. وَهِي أَسوَأ مَخلُوق عِنْدهم على وَجْه اَلأرْضِ!

واليهود لمَّا حَرَّفُوا التَّوْراة شَرعُوا لِأنْفسهم احتِقار المرْأة، وَمَنعهَا مِن الميراث، ويعْتبرونهَا لَعنَة لِأنَّهَا أَغوَت أبانَا آدم وأخْرجتْه مِن الجنَّة!
أَمَّا إِذَا حَاضَت فيعْتبرونهَا نجسة، وتَنجَّس كُلُّ شَيْء تَمسُّه بِيدهَا، فيعْتزلونهَا تمامًا؛ فلَا يجْتمعون مَعهَا فِي أَكْلٍ أو شُرْبٍ أو فِرَاشٍ واحد!

والنَّصارى مِثْلُ اليهود، لمَّا حَرفُوا دِينهم أهانوا المرْأة واعْتبروهَا باب الشَّيْطان لِلفتْنة والإغْواء، وناقشوا فِي أحد مُؤْتمراتهم مَوضُوع المرْأة، وهل هِي إِنسَان أَم غَيْر إِنْسان؟!

01 Mar, 07:32
226
Post image

والعرب فِي الجاهلية دفنوها وهي حية مخافة العار، ومن عاش من النساء ولم توأد فليس لها حقٌّ فِي زواج ولا ميراث، ولا حرية، ونصيبها التشاؤم من ولادتها.

أما ما يسمى بالحضارة الغربية المعاصرة والتي جاءت بعد الثورة الفرنسية فلم يتغير وضع المرأة فيها إلى التكريم، بل وصل الحال بهم اليوم إلى استعمال المرأة فِي كل ملذَّاتهم، وأوهموها بأن التعري ومعاشرة من تشاء من الرجال حرية يجب أن تسعى لها وتطالب بها! ثم جعلوا ذلك فِي قوانين من صياغة البشر، وألزموا بها الدول ضمن اتفاقيات ومعاهدات وقوانين دولية، حاربوا بها شريعة الإسلام التي أنصفت المرأة وأعطتها حقوقها التي سلبها النَّاس منها بابتعادهم عن اتباع الرسل.

لقد عانت المرأة فِي الغرب زمن الإقطاعيين، وعانت زمن الثورة الصناعية، وعانت زمن ما يُسمَّى بالحرية، وكانت فِي كل هذه الأزمنة تُساوَم على شرفها وعِفَّتها، وتُستخدم فِي تحقيق مآرب أهل المال والقوة، ثم تُرمى فِي الحضيض لتعيش آلامها وحدها!

وليست الثورة الشيوعية البلشفية بأحسن حالًا فِي التعامل مع المرأة، بل كذبوا عليها فأصبحت مشاعًا للجميع، يتمتع بها من شاء، وليس لها حقٌّ فِي شيء.
وحرية المرأة وحقوقها التي ينادي بها الغرب اليوم لا تظهر فِي مواطن الحروب، فهذه المرأة السورية تعاني فِي المخيمات، والمرأة السودانية يُعتدى عليها وهي فِي بيتها، وقبلها الصومالية فِي حرب (إعادة الأمل) والتي أبادت الأمل، ومثلها كل امرأة مسلمة فِي بقاع الأرض تطحنها الحرب!

ومن تابع ما فعله الأمريكان فِي نساء العراق يموت بحسرته على واقع الأُمَّة المرير.

فهل هناك معاناة أكبر من معاناة المرأة عبر الزمن؟! فقد ظُلمت على أيدي أرباب المال والقوة من الكفَّار والملحدين والمنحرفين عن اتباع الرسل.
وقد شاركهم فِي ظلمهم للمرأة من ينتسب إلى دين الإسلام بصدها عن شريعة الله، والدفع بها إلى الفساد والمجون لتعيش فِي تعاسة بعدها، عندما ينتهي من الفجور بها أهل الفجور.
والعامل المشترك بين كل من ظلم المرأة عبر التاريخ هو البعد عن شريعة الله واختراع قوانين بشرية تهين المرأة، وهي تزعم أنها لصالح المرأة. ومن تأمل فِي هذه القوانين يدرك ذلك جيدًا.

فما معاناة المرأة فِي زمن موسى عليه السلام؟
في هذه السلسلة الرمضانية سنتحدث إن شاء الله عن معاناة المرأة في زمن موسى عليه السلام.

نُكملُ غدًا إنْ شاءَ الله.
وكتبه
د. عادل حسن يوسف الحمد
1 رمضان 1446هـ

01 Mar, 07:32
233