ما حدود الإفادة من الآخر؟
#قلت:
تصور يا بني، أن ترى في عَرَصة من الأرض ابن عربي، والغزالي، وابن رشد، وابن تيمية، وابن حزم، ثم تصوّر أنهم يحملون سيوفا يقاتلون بعضهم بعضا، هذا كله فوق سطح الأرض، أما إذا نظرت تحته؛ فستجد جذور هؤلاء متشابكة تماما، يأخذ بعضها من بعض، وينسجم بعضها مع بعض، وتأسيسا على ذلك:
دائرة الاستقامة أن تشيد معتقدك الصحيح من الوحيين، وما نقل عن أصحاب القرون الخيرية الأولى.
أما بالنسبة لدائرة الإفادة، فلو ألّف الشيطان كتابا عليك أن تقرأ كتابه، يجب أن نعرف الآخر _ ولا سيما إن كان عدوا _ كيف يفكر ونقتبس من منهجه وطريقته إن كان يفعل صوابا، أما لو عشت تخاف أن تقرأ لهذا أو ذاك ، فإنك تموت كل يوم موتة، وستخرج من الدنيا وقد حُرمت أعظم نعيم فيها _ القراءة _ وما حصنت نفسك بهذا الترك ولا عصمتها.
العاقل لا يخاف من القراءة، العاقل يخاف ممن لا يقرأ ، أما من يقرأ لا بد أن يصل إلى الحق يومًا إن سأل الله كل حين الهداية والتوفيق.