أولاً: حَمْدُ الله على إهلاك الظالم من جهات:
١- من جهة إمهال المجرم مهلة للتوبة، وهذا من كمال حلمه ورحمته.
قال الزجاج: "حمد الله - عَزَّ وجَلَّ - نفسه على أن قطع دابرهم، واستأصل شأفتهم، لأنه -جل وعز- أرسل إليهم الرسل، وأنظرهم بعد كفرهم، وأخذهم بالبأساء والضراء، فَبالَغَ - جَلَّ وعَزَّ - في إنْذارِهِمْ، وإمْهالِهِمْ، فَحَمِدَ نَفْسَهُ، لِأنَّهُ مَحْمُودٌ في إمْهالِهِ مَن كَفَرَ بِهِ، وانْتِظارِهِ تَوْبَتَهُ".
٢- من جهة عقاب الظالم، وهذا من تمام قوته وقدرته وعدله ونصرته للمظلومين.
قال السعدي: "على ما قضاه وقدره، من هلاك المكذبين. فإن بذلك، تتبين آياته، وإكرامه لأوليائه، وإهانته لأعدائه، وصدق ما جاءت به المرسلون".
ثانياً: تعليم الله المؤمنين بأن يحمدوه على هلاك الظالمين.
قال السمعاني: "حمد الله نَفسه على إهلاكهم واستئصالهم، وَفِيه تعليمنا الْحَمد لله على هَلَاك الْكفَّار".
ثالثاً: خطورة الظلم وأنه سبب للاستئصال.
قال القرطبي: "وَتَضَمَّنَتْ هَذِهِ الْآيَةُ الْحُجَّةَ عَلَى وُجُوبِ تَرْكِ الظُّلْمِ، لِمَا يَعْقُبُ مِنْ قَطْعِ الدَّابِرِ، إِلَى الْعَذَابِ الدَّائِمِ".
وقال ابن عثيمين: "ومن فوائد هذه الآية الكريمة: إثبات الأسباب؛ لقوله: ﴿الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾؛ لأن هذه العقوبة مرتبة على قوم اتصفوا بالظلم، فيكون الظلم سببًا للعقوبة".