اعلم أن جلّ ما أنت فيه ليس إلا تنفيسًا لغضبك، وشفاءً لصدرك من مخالفك، أما أهل غزة -فرّج الله عنهم- فما انتفعوا منك بشيء. فهوِّن عليك يا هذا، ولا تتوهم نفسك "القاضي الفاضل" بين يدي صلاح الدين، ودع عنك المزايدة على عباد الله، وطلب "التفاعل" والمثالة بين الخلق، والتباري في التعليق على المواقف، ووسّع العذر للمسلمين المغلوبين مثلك على أمرهم، ولا تظنّ بك فضلًا وبهم تقصيرًا. ولأن تصفّ قدميك بين يدي ربك، وتطيل دعاءه في سجودك بصدق وإخبات ويقين أن ينصر عباده المؤمنين، ويكفيهم شر أعدائهم الظالمين، لهو خير لك وأجدى عليهم إن كنت من الصادقين.