قناة د. عيسى السعدي

‏قال ابن قتيبة : الجُهْدُ الطاقة، تقول " هذا جُهْدي " أي: طاقتي، و " الجَهْد " المشقة، تقول " فَعَلْتُ ذلكَ بِجَهْدٍ " وتقول " اجْهَدْ جَهْدَكْ "، ومنهم من يجعل الجُهْدَ والجَهْدَ واحداً،ويحتج بقوله: ( والَّذينَ لا يَجِدونَ إلا جُهْدَهُمْ ) ، وقد قرئ جَهْدَهم .

الحسنة قد تعظم حتى تقابل جميع السيئات ، كما في حديث البطاقة ، وكذلك السيئة قد تعظم حتى تقابل جميع الحسنات ؛ كما في حديث من ذا الذي يتألى علي ألا أغفر لفلان ؛ فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك .

‏في الصحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( اتقوا النار ولو بشق تمرة ، فمن لم يجد فبكلمة طيبة ) ؛ قال ابن هبيرة: المراد بالكلمة الطيبة هنا ما يدل على هدى ، أو يرد عن ردى، أو يصلح بين اثنين ، أو يفصل بين متنازعين، أو يحل مشكلا ، أو يكشف غامضا، أو يدفع ثائرا ، أو يسكن غضبا .

‏قال الشاعر :
‏حتى متى أنا في حل وترحال
‏ وطول شغل بإدبار وإقبال
‏ونازح الدار ما انفك مغتربا
‏ عن الاحبة ما يدرون ما حالى
‏بمشرق الارض طورا ثم مغربها
‏ لايخطر الموت من حرصى على بالى
‏ولو قنعت اتانى الرزق في دعة
‏ ان القنوع الغنى لاكثرة المال

ذكر ابن القيم أن فقد السمع ضرره على الدين أكثر من ضرره على الدنيا ؛ لأن العبد إذا عدم السمع عدم المواعظ والنصائح، وانسدت عليه أبواب العلوم النافعة، وانفتحت له طرق الشهوات التي يدركها البصر، ولا يناله من العلم ما يكفه عنها، فضرره في دينه أكثر، وضرر الأعمى في دنياه أكثر ؛ ولهذا لم يكن في الصحابة أطرش، وكان فيهم جماعة أضراء، وقل أن يبتلي الله أولياءه بالطرش، ويبتلي كثيرا منهم بالعمى.

قال ابن كثير : الحديث المروي في حياة أبوي النبي - صلى الله عليه وسلم - ليس في شيء من الكتب الستة ، ولاغيرها ، وإسناده ضعيف .

‏قال الشاعر :
‏لا تيأسن فإن الهم منفرج
‏ والدهر ما بين إدبار وإقبال
‏أما سمعت ببيت قد جرى مثلا
‏ ولا يقاس بأشباه وأشكال
‏ما بين رقدة عين وانتباهتها
‏ يغير الله من حال إلى حال

قال عروة ؛ خطبت إلى ابن عمر ابنته، ونحن في الطواف، فسكت ولم يجبني بكلمة، فقلت: لو رضي لأجابني، والله لا أراجعه بكلمة. فقدر له أنه صدر إلى المدينة قبلي، ثم قدمت، فدخلت مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم - فسلمت عليه، وأديت إليه حقه، فرحب بي، وقال: متى قدمت؟ قلت: الآن. فقال: كنت ذكرت لي سودة ونحن في الطواف، نتخايل الله بين أعيننا، وكنت قادرا أن تلقاني في غير ذلك الموطن. فقلت: كان أمرا قدر. قال: فما رأيك اليوم؟ قلت: أحرص ما كنت عليه قط. فدعا ابنيه سالما وعبدالله وزوجني .

قال ابن القيم : لم يصف الله في كتابه بالشفاء إلا القرآن والعسل … ولقد أصابني أيام مقامي بمكة أسقام مختلفة ، ولا طبيب هناك ولا أدوية كما في غيرها من المدن ، فكنت أستشفي بالعسل وماء زمزم ، ورأيت فيهما من الشفاء أمرا عجيبا .

‏قال ابن القيم : ذكر الله ، والإقبال عليه ، والإنابة إليه ، والفزع إلى الصلاة كم قد شفي به من عليل ، وكم قد عوفي به من مريض ، وكم قام مقام كثير من الأدوية التي لاتبلغ قريبا من مبلغه في الشفاء .

‏قال ابن القيم : من عجيب الفطنة في الحيوان ان الثعلب إذا اعوزه الطعام ولم يجد صيدا تماوت ونفخ بطنه حتى يحسبه الطير ميتا فيقع عليه ليأكل منه فيثب عليه الثعلب فيأخذه .

‏سئل البراء بن عازب - رضي الله عنه - : أكان وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل السيف ؟ قال : لا ؛ بل مثل القمر .

‏رواه البخاري

كان بعض المحسنين يذهب إلى البقالات التي تبيع بالدين ، فينظر في القوائم التي لديهم ، ويقضي ما على أهلها من دين دون أن يعلموا بذلك ، وكان في مجالسه يوصي بالرفق بالمحتاجين ومن في حكمهم من أصحاب البسطات اليسيرة ، ويقول هؤلاء ليس بينهم وبين الفقر إلا درجة ؛ فلا تماكسهم ، وأعطهم الثمن الذين يطلبون ، وإن استطعت أن تحسن فالله يحب المحسنين .
رحمه الله

‏كتب رجل إلى ابن عمر أن اكتب إلي بالعلم كله. فكتب إليه: إن العلم كثير، ولكن إن استطعت أن تلقى الله خفيف الظهر من دماء الناس، خميص البطن من أموالهم، كاف اللسان عن أعراضهم، لازما لأمر جماعتهم، فافعل.

قال نافع : ما مات ابن عمر حتى أعتق ألف إنسان أو زاد .
قال الذهبي : إسناده صحيح

‏قال الجعيد بن عبد الرحمن : «رأيت السائب بن يزيد ابن أربع وتسعين ، جلدا معتدلا ؛ فقال : قد علمت ما متعت به سمعي وبصري إلا بدعاء رسول الله ﷺ ؛ إن خالتي ذهبت بي إليه فقالت : يا رسول الله إن ابن أختي شاك فادع الله قال فدعا لي.»

‏رواه البخاري

ذكر ابن حجر أنه رأى رجلا كهلا ، وقد جاوز الخمسين ، وشاب أكثر لحيته ، وطوله من رأسه ذراع واحد بذراع الآدميين ، لايزيد عليه شيئا ، وهو كامل الأعضاء ، وإذا كان قائما يظن من رآه أنه صغير قاعد ! قال : وهو أقصر آدمي رأيته .

حديث إن الله أحيا لي أمي فآمنت بي .

قال الذهبي : هذا الحديث كذب مخالف لما صح أنه عليه السلام استأذن ربه في الاستغفار لها فلم يأذن له .
ميزان الاعتدال ٢ / ٦٨٤

‏كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو : اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها ، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة .

‏قال ابن كثير : هذا حديث حسن .
‏وقال العراقي : إسناده جيد .

‏تفسير ابن كثير
‏١ / ٥٧٣

‏تسمى رياح الرحمة : المبشرات ، والنشر ، والذاريات ، والمرسلات ، والرخاء ؛ واللواقح .
‏ ورياح العذاب : العاصف ، والقاصف ، وهما في البحر ، والعقيم ، والصرصر ، وهما في البر .

‏مفتاح دار السعادة
‏٢ / ٥٧٢