في الصحيحين عن شقيق عن حذيفة قال: ﻛﻨﺎ ﺟﻠﻮﺳﺎ ﻋﻨﺪ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻳﻜﻢ ﻳﺤﻔﻆ ﻗﻮﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﻨﺔ؟
ﻗﻠﺖ ﺃﻧﺎ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ!
ﻗﺎﻝ: ﺇﻧﻚ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﺠﺮﻱء!
ﻗﻠﺖ: «ﻓﺘﻨﺔ اﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﻣﺎﻟﻪ ﻭﻭﻟﺪﻩ ﻭﺟﺎﺭﻩ، ﺗﻜﻔﺮﻫﺎ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺼﻮﻡ ﻭاﻟﺼﺪﻗﺔ، ﻭاﻷﻣﺮ ﻭاﻟﻨﻬﻲ».
ﻗﺎﻝ: ﻟﻴﺲ ﻫﺬا ﺃﺭﻳﺪ! ﻭﻟﻜﻦ اﻟﻔﺘﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻮﺝ ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻮﺝ اﻟﺒﺤﺮ!
ﻗﺎﻝ: ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺄﺱ ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ!
ﺇﻥ ﺑﻴﻨﻚ ﻭﺑﻴﻨﻬﺎ ﺑﺎﺑﺎ ﻣﻐﻠﻘﺎ!
ﻗﺎﻝ: ﺃﻳﻜﺴﺮ ﺃﻡ ﻳﻔﺘﺢ؟
ﻗﺎﻝ: ﻳﻜﺴﺮ!
ﻗﺎﻝ: ﺇﺫًا ﻻ ﻳﻐﻠﻖ ﺃﺑﺪًا!
فقيل لحذيفة: ﺃﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮ ﻳﻌﻠﻢ اﻟﺒﺎﺏ؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺩﻭﻥ اﻟﻐﺪ اﻟﻠﻴﻠﺔ! ﺇﻧﻲ ﺣﺪﺛﺘﻪ ﺑﺤﺪﻳﺚ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻷﻏﺎﻟﻴﻂ!
قال شقيق: ﻓﻬﺒﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺴﺄﻝ ﺣﺬﻳﻔﺔ، ﻓﺄﻣﺮﻧﺎ ﻣﺴﺮﻭﻗﺎ ﻓﺴﺄﻟﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: اﻟﺒﺎﺏ ﻋﻤﺮ".
رضي الله عنهم وأرضاهم.
• في هذا الحديث: أن هناك من الفتن ما يحجز عنها حاجز، ويحجب دونها حجاب، فلا تنفتق في الناس، ولا تندلق حتى يذهب الباب.
والعلماء العاملون أبواب مغلقة دون الفتن!
فإذا ذهبوا انفتحت من أنواع الفتن ما كان يحجزها.
ومن طريف ما نقل هنا ما جاء عن اﺑﻦ ﺃﻛﺜﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﻟﻨﺎ اﻟﻤﺄﻣﻮﻥ: ﻟﻮﻻ ﻣﻜﺎﻥ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻷﻇﻬﺮﺕ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺨﻠﻮﻕ!
ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺟﻠﺴﺎﺋﻪ: ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﻣﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﻳﺘﻘﻰ؟
ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﺎﻝ ﻭﻳﺤﻚ! ﺇﻧﻲ ﻻ ﺃﺗﻘﻴﻪ ﻷﻥ ﻟﻪ ﺳﻠﻄﺎﻧﺎ ﺃﻭ ﺳﻠﻄﻨﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺧﺎﻑ ﺇﻥ ﺃﻇﻬﺮﺗﻪ ﻓﻴﺮﺩ ﻋﻠﻲ، ﻓﻴﺨﺘﻠﻒ اﻟﻨﺎﺱ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻓﺘﻨﺔ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻛﺮﻩ اﻟﻔﺘﻨﺔ!ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ اﻟﺮﺟﻞ: ﻓﺄﻧﺎ ﺃﺧﺒﺮ ﻟﻚ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻧﻌﻢ، ﻓﺨﺮﺝ ﺇﻟﻰ ﻭاﺳﻂ ﻓﺠﺎء ﺇﻟﻰ ﻳﺰﻳﺪ ﻓﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻤﺴﺠﺪ، ﻭﺟﻠﺲ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺧﺎﻟﺪ ﺇﻥ ﺃﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻳﻘﺮﺋﻚ اﻟﺴﻼﻡ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻚ: ﺇﻧﻲ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻇﻬﺮ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺨﻠﻮﻕ!
ﻓﻘﺎﻝ يزيد: ﻛﺬﺑﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ، ﺃﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻻ ﻳﺤﻤﻞ اﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻪ، ﻓﺈﻥ ﻛﻨﺖ ﺻﺎﺩﻗﺎ ﻓﺎﻗﻌﺪ ﺇﻟﻰ اﻟﻤﺠﻠﺲ، ﻓﺈﺫا اﺟﺘﻤﻊ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﻘﻞ!
ﻗﺎﻝ: ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ اﻟﻐﺪ اﺟﺘﻤﻊ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﻘﺎﻡ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺧﺎﻟﺪ، ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻚ، ﺇﻥ ﺃﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻳﻘﺮﺋﻚ اﻟﺴﻼﻡ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻚ: ﺇﻧﻲ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺃﻇﻬﺮ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﻓﻤﺎ ﻋﻨﺪﻙ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ؟
ﻗﺎﻝ: ﻛﺬﺑﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ، ﺃﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻻ ﻳﺤﻤﻞ اﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻪ، ﻭﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺑﻪ ﺃﺣﺪ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﺪﻡ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺖ ﺃﻋﻠﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﻣﻦ اﻟﻘﺼﺔ ﻛﻴﺖ ﻭﻛﻴﺖ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻭﻳﺤﻚ ﻳﻠﻌﺐ ﺑﻚ!
(تاريخ بغداد ١٦/ ٤٩٣)