مساء الفل على الناس الفل
" لحد ما جه اليوم اللي كان لازم اغير فيه كل ده "
عايز احكيلكم حكاية عجيبة حبتين تلاتة مش هطول عليك قول اربعة
في مرة من ذات المرارير ( المرات يعني ) الراجل اللي قدامك ده كان انسان خجول لاقصى درجة و ده راجع لطبيعة شخصيتي الانطوائية ( اه و الله العظيم انطوائية ) انا بميل جدا للانعزال بعيد عن الزحمة و الناس ما بحبش الدوشة بشكل عام ممكن اقعد في مكاني من الصبح لبليل من غير ما ازهق و لا احس اني محتاج أغير جو !! و ده انعكس عليا بشكل سلبي اني ما بحبش المواجهة , ما بحبش الصدام !! ,لدرجة اني بعاني من التليفونفوبيا او رهاب الهاتف , ما بحبش ارد على تيليفونات او اتصل بحد في التيليفون !!
دلوقتي لو انا من الناس اللي تعرفني من 2015 هتكون عارف الكلام ده كويس لاني اتكلمت فيه في كذا مناسبة , انا لو كنت من الناس اللي لسه متبعاني من سنة او اقل هتقول الراجل ده بيسرح بينا , ازاي عامل برنامج في التليفيزيون و محاضرات فيها مئات و في بعض الاحيان الفات الناس , بيقول انه مكانش بيعرف يواجه و بيتكسف !!
بص يا سيدي باختصار , انا اتعلمت كل اللي انا بعمله دلوقتي بس بالطريقة الصعبة , تجربة و خطأ و خبرات مكتسبة على حبة شجاعة كده و جو جمد قلبك احنا لسه داخلين على الجد و هقسملك الموضوع ده في مراحل
- مرحلة الانطواء
من سن الميلاد لحد سن 13 سنة كنت بني ادم في حالي معنديش غير صاحب واحد في معظم الاحيان , مبشتركش في اي نشاطات مدرسية مستني حد يختارني و يقولي تعالى اعمل كذا , حتى يوم ما خدون احيي العلم في المدرسة كان بيجيلي حالة رعشة و دقات قلبي بتسرع كانها انذار قنبلة قبل انفجارها و فعلا الموضوع مكانش فيه اي متعة و فضلت مكمل كده لحد ثانوي اللي ابتديت فيه افك شوية التلج عن طريق التعرض لناس مختلفة بثقافات مختلفة لأني كنت داخل ثانوي في مدرسة حكومي و سبت المدرسة الخاصة , و أو درس مستفاد هنا ان أنواع الناس اللي حواليك كل ما تنوعت و كان فيه بينها تباين في الشخصية كل ما انت ابتديت يكون عندك مرونة اكتر في التعامل و تتفك عندك حتة الانطوائية دي
- مرحلة التعرف على الناس
الفترة دي بدأت زي ما قلت من مرحلة ثانوي , كنت طالع من مدرسة خاصة فيها نظام و كلنا ملتزمين بالنظام شئنا ام ابينا , لكن لما روحت ثانوي المدرسة حضرتك كانت من غير سور , اليونيفورم ده نسمع عنه في المطابخ و شركات الامن , احنا كنا بنلبس اول اسبوع لبس شبه لبس المساجين كحلي في كحلي و باقي السنة طالعين رحلة , في الفترة دي ابتديت اصنف الناس اللي بتعرف عليهم
- ولاد ناس ( و دي بترمز لبعض الشباب اللي بيقولوا حضرتك و هم بيتكلموا , و يقولوا لوسمحت لما يطلبوا حاجة و يقولوا شكرا لما تديهم حاجة , و يوقولوا العفو لو شكرتهم , كمان بيجيبوا معاهم سندوتشات من البيت غالبا)
- الدحيحة ( شباب لابسين نضرات نظر في معظم الاحيان بيسرحوا شعرهم على جنب, لبسه مكوي و موضته قديمة غالبا , و ديما قاعد في الصف الأول و بيجاوب على كل اسئلة المدرسين )
- الأشباح ( دي شباب مش فارقلهم حاجة , غالبا واخدله بشلتين تلاتة في منطق متفرقة في وشه و راسه , بيلبس احقر موضة طلعت عشان يقول انا اهو ياولود و يا ولود ,طبعا اللحاجة اللي بتحلو في عينه في ايد زميله بياخده من غير احم و لا دستور مع بصة " كبيرك اعمله ياض!! " و طبعا دول في الدكة الاخيرة في اي فصل )
و بين ده و ده كنت تلاقي مكسات كده زي مكسات جهينة , المرحلة دي لقيت نفسي ابتديت اطور طرق مختلفة للتعامل مع كل فئة , ابتديت انسخ طرقهم عشان يحسوا اني منهم , ابتديت اتكيف مع اختلافاتهم عشان يحسوا بالراحة و هم بيكلموني .
- ماركة مسجلة
فضلت طول الفترة من ثانوي لحد جامعة بعمل نفس الموضوع بصنف الناس باخترع طرق جديدة للتواصل , بتعرف على انماط اجدد , في سنة تالتة جامعة كنت بذاكر لصحابي معرفش ليه كل ما افهم حاجة الاقيني بجمعهم و اقولهم تعالوا اشرحلكم , مكنتش متقفوق و دي الغريبة لكن كنت بعرف ابسط المعلومة و اوصلها , و من هنا باتدى صحابي يخادوا بالهم من الميزة دي + ميزة جديدة ظهرت على الوش و هي القدرة على الاقناع , مش شرط اللي قدامي يقتنع في كل الاحوال و لكن كنت بستخدم حجج منظمة بتقفل ابواب جدال كبيرة و خلصت جامعة و انا معروف وسط كل صحابي اني احمد سالم اللي بيعرف يتكلم كويس , و ما زلت بخاف جدا من مواجهة اي ناس جديدة او معرفهاش , لكن ماركتي المسجلة هي " المتحدث اللبق "
- خدام الناس
اتخرجت و اشتغلت مهندس صيانة كمبيوتر , كنت بعمل صيانة في وقتها 2001 لاجهزة اللاب توب اللي كانت تعتبر سلعة استفزازية مش اي حد معاه فلوسها و لا اي حد بيجيبها يكفي اني اقول ان ارخص لاب توب كان بمرتب 5 شهور من مرتبي , في المرحلة دي اللي كان بيميزني حاجتين 1- كان معايا لغة 2- كنت بعرف اتكلم و اقنع الناس , ابتدوا زمايلي كل ما يتزنقوا مع عميل يصدروني ليه !! بقيت اتعامل مع اشكال جديدة و الوان جديدة من الناس في كل