كلما التفت القلب إلى ما يلهيه؛ وجد في الدنيا ما لا يغنيه، ولا يشفيه، ولا يعليه ..!
القلب يشتدّ عوده بالكفاح!
فانظر ماذا في قلبك يحتاج كفاحك؛ وأفرغ في صقله جهدك، وإلا؛ لا تشكُ قلبًا رخوًا يشقى بأقل مما لقي أهل غزة وغيرهم من المنكوبين في هذا الكوكب المظلم!
في هذا الكوكب آلام عظيمة تُنشأ من أجلها مدارس التربية على الصبر والمصابرة والمرابطة والتقوى، وتُقام من أجل أهلها مآتم القلوب وتعازي الأرواح، ومرابط التثبيت، وتنتصب لأرواحهم الأبدان والأفئدة لدعاء القنوت، وصدقات التفريج، وكلمات التسلية والمواساة والتواصي!!
وفيه على ناحية موازية آلام مرحلية صغيرة تافهة، يعجب العاقل إذا فتكت بأصحابها !!، ويبطل عجبه إذا رآهم أهل الملاهي والمتاع الرحّال، يطيرون في فضاء الدنيا عابثين بلا ثبات ولا رسالة ولا قضية !!
هؤلاء فقط من تستخفهم شوكة، ويقضي عليهم رحيل زاهد بهم، وتقتلهم طعنة غدر، وتلزمهم الفراش شماتة، ويهدم رؤاهم وحياتهم عدوّ في الحيّ أو بين الجماعة كل ما لديه : كلام ساقط، وأقصى ما يستطيعه: همز ولمز ووشاية !!
آخ!
علمتنا آلام الكبار كيف نكون كبارًا نستصغر كل ما يؤذينا من الدنيا وأهلها..
علمتنا أن نتجاوز قصصنا الشخصية مهما غرقت في دماء الجروح!
علمتنا أن نقول بثبات وعلاء:
كل شيء لم نقف بعدُ به على خط النار من أجل الإسلام وقضاياه؛ فهو صغير!
صغير يا سادة، لا يلبث أن يكون يومًا سببًا لابتسامة سخرية من ألمه الذي لا يتجاوز حده القلب! وقليلًا من العينين لحظة ذكرى، وشيئًا من اللسان تحت تأثير رواية للعبرة! ونزرًا من التوجع يكاد يندرس مع كرّ الملوان!
أو لا يلبث أصلًا فيذهب مع ذهاب الأيام!!
-