قناة ساري عرابي

عن اللهجات الفلسطينية..

نطق القاف (كاف) لهجة فلسطينية، ولكن ليست هذه هي اللهجة الفلسطينية، ففلسطين بلد يتسم بثراء لهجي واضح، وهو أمر غير منفكّ عن ثرائها الاجتماعي تراثيًّا وفلوكلوريًّا بالنظر إلى صغر مساحتها. ولا أدري السبب الذي يجعل كثيرًا من العرب يعتقدون أنّ هذه هي اللهجة الفلسطينية (وهي لهجتي أنا شخصيًّا) حتى أنّ سفهاءهم حينما يريدون السخرية من قضيتنا يكتبون "الكظية"، ولم تقتصر هذه السفاهة على الذباب الإلكتروني معروف المصدر، بل بات يحاكيهم في ذلك سفهاء بلاد أخرى، اكتشفوا فجأة أن هناك قضية فلسطينية، بالرغم من أنّ عمر هذه القضية أكثر من 100 سنة. والكلمة بهذا النحو لا تكاد تنطق، لكنّ ممثلي مسلسل "التغريبة الفلسطينية" بالغوا في محاولتهم محاكاة هذه اللهجة!

القاف في فلسطين تُنطق بأربع لهجات:
1. القاق الخالصة، أي تبقى على حالها (قاف)، وهذه اللهحة يشتهر بها دروز فلسطين، ولعلها لهجة نابلس القديمة كما سمعتها من بعض كبار السن عندهم، وسمعتها في بعض قرى شمال رام الله.

2. القاف المدينية، تنطق فيها همزة (أ)، وهي لهجة غالب مدن فلسطين التاريخية لا كلها، كالخليل والقدس ونابلس واللد ويافا.

3. قاف الفلاحين، وهي التي تُنطق (كاف)، وهي لهجة بلدات كبيرة تحولت إلى مدن، كرام الله والبيرة. وليست كلّ قرى فلسطين تنطقها كذلك.

4. القاف التي تنطق كالجيم القاهرية، وهي اللهجة العربية الشهيرة، وهي لهجة شائعة في فلسطين، كما في غزة والسبع وجبل الخليل والتعامرة وبدو فلسطين، وثمة مدن وقرى تنطقها كذلك أيضًا.

عُرِفَ عن سُقراط، الفيلسوف اليوناني، الزهد. أو بحسب ما قاله عنه الطبيب الفيلسوف أبو بكر محمد بن زكريا الرازي: "كان لا يغشى الملوك، ويستخفّ بهم، ولا يأكل لذيذ الطعام، ولا يلبس فاخر الثياب، ولا يبني، ولا يقتني، ولا يُنسِل، ولا يأكل لحمًا، ولا يشرب خمرًا، ولا يشهد لهوًا، بل كان مقتصرًا على أكل الحشيش، والالتفاف في كساء خلق، والإيواء إلى حُبّ في البرية.. ولم يكن يستعمل التقيّة للعوامّ ولا للسلطان، بل يجبههم بما هو الحقّ عنده بأشرح الألفاظ وأبينها".

ولعلّ هذا من الأسباب التي دعت البعض للظن بأنّ سقراط كان نبيًّا، لكن، على أية حال، عيب على أبي بكر الرازي الطبيب، أنّ سيرته بخلاف سيرة "إمامه" سقراط، كما سمّاه هو في رسالته "السيرة الفلسفية".

وجد الرازي نفسه متهمًا بالشيء ونقيضه، فهو متهم بمخالفته سيرة سقراط، إذ هو مقبل على الملوك، يجمع المال، ويختلط بالعامّة، ثمّ إنّ سيرة سقراط نفسه، ليست مرضية عند من اتهمه بمخالفتها، فما كان عليه سقراط من الزهد، مخالف "لما عليه مجرى الطبع، وقوام الحرث والنسل، وداعية إلى خراب العالم وبوار الناس وهلاكهم".

يقول الرازي في معرض دفاعه، إن زهد سقراط كان في أوّل أمره، مدّة طويلة من عمره، ثمّ بعد ذلك مات عن بنات، وحارب العدوّ، وأكل الطيبات، إلا من اللحم، وشرب القليل من الخمر.

يفسّر الرازي ذلك الزهد الذي كان من سقراط، أنّه منبعث من حبّه الفلسفة، فتجرّد من اللذات في زمان الشهوات لأجل الانصراف إليها، فقد كان مزدريًا من لا يرى الفلسفة كما يراها هو ومن ينصرف عنها إلى ما هو أخسّ منها.

يقدّم الرازي تفسيرًا نفسيًا لذلك، بفرط الميل والحبّ الذي يكون من المرء أوّل الأمر إزاء ما يشوقه ويعشقه، حتى إذا وغل فيما يحبّ اعتدل، ومن ثمّ، يزعم الرازي أنّه لم يخالف سقراط في سيرته، من حيث الكيفية ولكن الاختلاف في الكمية، فكلاهما فيه شيء من الأخذ من الدنيا والإعراض عنها.

وإذن لا يُعاب على سقراط الزهد، ولكن يعاب عليه الإفراط فيه. وبقطع النظر عمّا يمضي عليه الرازي من كلام بشأن تفضيل اللذات العقلية على الجسدية، وعلاقة ذلك بالخالق، وما بعد الموت. فإنّ قضية الزهد في الشباب والإفراط في الميل لما يخالف طبع الشباب، قد يفتح النقاش على أمرين: الإيغال في الشيء إلى أيّ درجة يكون، والإعراض عن الدنيا بأي قدر يكون.

تُنقَل عن المتقدمين آراؤهم المتخالفة في ذلك، فما أكثر الذين مُدِحوا بكونهم لم تُعرَف لهم صبوة، فقد كان أشياخ مكة سفيان بن عيينة، ومسلم بن خالد، وسعيد بن سالم، وعبد المجيد بن عبد العزيز؛ يصفون الشافعيّ، ويعرفونه من صغره مقدّمًا عندهم بالذكاء، والعقل والصيانة، ويقولون: "لم تُعرَف له صبوة"، وهذا الذهبي يصف شيخه المزي بأنه لم تعرف له صبوة، وهذا الضياء المقدسي يصف عبد الله بن عثمان بن يوسف المقدسي، بأنه لم تُعرَف له صبوة، وهذا السخاوي يصف شيخه الحافظ ابن حجر بأنه قد راهق، لم تُعرف له صبوة ولم تضبط عنه زلَّة.

ولعلّ مثل هذا الوصف المتكرّر قد جاء من الحديث: "إِنَّ اللَّهَ لَيَعْجَبُ مِنَ الشَّابِّ لَيْسَتْ لَهُ صَبْوَةٌ"، وكأنّ في مجاهدة الشابّ دواعيَ الصبوة ما فيه ممّا يرفعه إلى هذا المحلّ من النظر الإلهي.

وقد نقل الأعمش عن إبراهيم النخعي قوله‏:‏ كان يعجبهم أن يكون للشاب صبوة، قال الأعمش‏:‏ يخاف ويحذر ويجتهد.

ولا شكّ أنّ الصبوة إلى الإثم مذمومة مطلقًا، ولكن لعلّه كانت تعجبهم توبة الشابّ من بعد صبوته، أو لعلها الصبوة التي لا تكون إلى إثم، على مثال الحديث: "إنَّ لكلِّ عملٍ شِرَّةٌ ولكلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ، فمن كانت شِرَّتُه إلى سنَّتي فقد أفلح، ومن كانت فَتْرَتُه إلى غيرِ ذلك فقد هلكَ"، وقد كان الشافعيّ يحفظ أشعار العرب، ويرمي بالسهم، وينشد أيامهم، ولم يكن فيه تماوت القراء.

وقد نقل عن سفيان الثوري قوله: "خير الناس من رجع من فتوته إلى قراءته، وشرّ الناس من رجع من قراءته إلى فتوته"، بل كان يرى أن من لم يتفتّ لم يحسن أن يقرأ، يعني لا يعطي الرجل العلم والفقه حقه دون أن يسلك طريق الفتوّة، ولذلك كان يفضّل صحبة الفتيان على صحبة القرّاء! وليست الفتوّة عنده فتوّة فجور، وإنما فتوّة بذل وحمية.

وأمّا الانقطاع الكامل في الشباب للعلم أو عن الدنيا ، فإن لم يكن سجية تدلّ على اختيار علويّ، فلعله من نوع الإيغال المنهيّ عنه "إنّ هذا الدين متين فأوغل فيه برفق"، ومن فرط الحبّ المنهي عنه "أحبب حبيبك هونًا ما"، ولعلّ الاقتصاد في العطاء، عدل في حق الفرد والعالم، لأنّ الاقتصاد أضمن لدوام العطاء، وأحفظ لحظّ الفرد، وأحرى بالرضا فلا يقول مقالة الشريف الرضي:

وإني على شغفي بالوقار
‏أحنُّ إلى خطرات الصِّبا

لماذا تصرّ الحكومات العربية على تضييع الفرصة منذ "طوفان الأقصى"؟!

https://arabi21.com/story/1662469/لماذا-تصر-الحكومات-العربية-على-تضييع-الفرصة-منذ-طوفان-الأقصى

👆 "الحداثة الرجعية" يُقصد بها محاولة استعادة ماض متخيل بأدوات حديثة. باختصار هذا ما تقوله هذه المقالة عن مشروع إدارة ترامب للدولة الأمريكية.

تسلط هذه المقالة لـ مايا فينوكور (MAYA VINOKOUR)[1] والمنشورة في مجلة jacobin بعنوان (Donald Trump’s Reactionary Futurism)؛ الضوء على رؤية إدارة دونالد ترامب في ولايته الثانية، والتي يصفها الكاتب بأنها "حداثة رجعية"، وهو مفهوم يجمع بين الإيمان بالتكنولوجيا المتقدمة والحنين إلى نماذج سلطوية من الماضي، مما يؤدي إلى مستقبل سياسي لا يتجه نحو الحداثة بقدر ما يستعيد هياكل استبدادية بوسائل رقمية. يركز المقال على كيف أن ترامب، مدعومًا من مستشاره التكنولوجي إيلون ماسك وشركات وادي السيليكون، يسعى إلى تفكيك الدولة الإدارية وإعادة تشكيل المؤسسات الحكومية بطريقة تخدم الأوليغارشية الرأسمالية، بينما يُقدَّم هذا التغيير في صورة إصلاح إداري لتعزيز الكفاءة الحكومية.

الترجمة كاملة على منصة إطار
https://etar.info/79w

أوّل صلاة جمعة بعد الفتح أقامها صلاح الدين بالمسجد الأقصى كانت في مصلى قبة الصخرة، وجعلوا القبة مكان صلاة الشافعية، والمصلى القبلي المعروف عرفًا باسم المسجد الأقصى مكان صلاة الحنفية، وفي حين أنّ هذا قد يفهم منه تفضيل الأيوبيين في حينه للصخرة على المصلى القبلي لكون صلاح الدين كان شافعيًا، إلا أنّ الأمر استمرّ كذلك مع الملك المعظم وهو الحنفي الوحيد من الأيوبيين، كما يقول محمَّد بن سالم بن نصرالله بن سالم ابن واصل، في كتابه "مفرج الكروب في أخبار بني أيوب": "أبقى الملك المعظم بالصخرة الإمامة للشافعية، وأمر المؤذنين ألا يبلغوا في تكبير الصلوات بالحرم الشريف إلا خلف الإمام الحنفي أمام الأقصى لا غير. وبَلَغَه مرة أنّ المؤذنين بلّغوا بالحرم خلف إمام الصخرة الشافعي، فأنكر ذلك غاية الإنكار". فقوله أبقى يفهم منه أنّ الأمر كان كذلك من قبله.

والملك المعظم هذا هو شرف الدين عيسى بن الملك العادل، وهو وحده من انفرد من ملوك الأيوبيين بالتمذهب للمذهب الحنفي، فقد كانوا كلهم شافعية، ولامه والده الملك العادل على ذلك وقال له: "كيف اخترت مذهب أبي حنيفة، وأهلك كلهم شافعية؟"، فردّ على والده مداعبًا: "يا خوند أما ترضون أن يكون فيكم رجل واحد مسلم؟". وقد عزل خطيب الأقصى وكان شافعيًا، وولى خطابة الأقصى رجلاً حنفيًّا بغداديًّا، كان متميزًا في الفقه، ومدرسًا بالمدرسة الحنفية التي على باب "الحرم الشريف" المعروفة بالأمجدية، وبنى بـ "الحرم الشريف" قبة ووقف عليها وقفًا جليلاً على أن يشتغل في تلك القبة بالقراءات السبع، وشرط ألا يصرف من وقفها شيء إلا للحنفية فقط، والملك المعظم هذا هو صاحب كتاب "السهم المصيب في الرد على الخطيب" رد فيه على ترجمة الخطيب البغدادي لأبي حنيفة في كتابه "تاريخ دار السلام" (معظم الكلام في هذه الفقرة من "مفرج الكروب في أخبار بني أيوب" بما في ذلك وصف مسجد بيت المقدس بالحرم الشريف).

ويُلاحظ من كلام ابن واصل أنّ إطلاق الأقصى على القبلي قديم، وكذلك الحرم الشريف على عموم ساحة مسجد بيت المقدس، فابن واصل متوفى سنة 697 هـ.

ثمّ تغير الحال لاحقًا مع المماليك، فأعطيت صلاة المسجد القبلي للشافعية، والصخرة للحنفية، وأما المالكية فكانت صلاتهم في جامع المغاربة، والحنابلة في قبة موسى والرواق الغربي.

وكانت الصلاة متتابعة، يصلي المالكية أولاً في جامعهم، ثم الشافعية في القبلي، ثم الحنفية في الصخرة، ثم أخيرًا الحنابلة.

وقد ظلّ الحال كذلك زمن العثمانيين، كما يصف الشيخ عبد الغني النابلسي (ت 1101 هـ) في رحلته لبيت المقدس المسماة "الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية". وقد ذكر أنّ هذا الترتيب يحصل في الظهر والعصر، وأما المغرب والعشاء والصبح فيصلي كل إمام في جماعته بلا ترتيب، وأمّا صلاة الجمعة فتقام في المسجد الأقصى (القبلي) محل إقامة صلاة الشافعية لا غير. وأمّا صلاة العيدين وصلاة الاستسقاء فإنها تقام في المحراب الذي على صحن الصخرة الشريفة، ويخطب الخطيب في المنبر الذي بجانب المحراب.

أنا مش بتاع بروتوكول في اللقاءات التلفزيونية..

لا أذكر في حياتي كلها أنني بعت كتابًا إلا مرّة واحدة، ولا أدري هل كنتُ في الصف التاسع أم العاشر.

وهذا الكتاب هو سلسلة "كيف وأخواتها" لشريف العلمي، ولا أذكر كم جزءًا كان، ولكن لعله يزيد على العشرين.

وشريف العلمي، مقدم برامج ثقافية فلسطيني مشهور، كان يقدم برامجه في التلفزيون الأردني، وبعض تلفزيونات الخليج مثل قطر، وربما الكويت.

ومن برامجه، برنامج "كيف وأخواتها"، وهو برنامج ثقافي تمثيلي، ومثله مسلسل "سوق الألغاز"، وبرنامج مسابقات اسمه "نجوم المعرفة". وهذه البرامج موجودة على اليوتيوب.

المهم أنني كنت في صغري مغرمًا في حفظ المعلومات العامة واستظهارها، فكنت أشتري الكتب التي تهتم بذلك، وببعض الألعاب التي تنمي المعلومات العامة، مثل تلك التي تكون على شكل أوراق الشدة (بطاقات عليها الأسئلة والأجوبة). وكانت موهبتي هذه تبرز في المخيمات الصيفية، سقى الله أيامها!

ثمّ لمّا كبرت قليلاً وضمر اهتمامي بهذا النوع من المقروءات، عرض عليّ أستاذ كان يُدرّس في مدرسة ثانوية في إحدى القرى المجاورة لنا أن يشتري مني كتاب "كيف وأخواتها" لمدرستهم. وقد كان. والذي أذكره أنني ربحت في الكتاب، ولكن والدتي حفظها الله تصرّ أنني بعته بخسارة.

وكانت هذه المرّة الأولى والأخيرة التي أبيع فيها كتابًا. وما يزيد على حاجتي أهديه ولا أبيعه، وفي العادة يكون نسخة مكررة، تكررت لسبب ما، أو طبعة أغنت عنها طبعة لاحقة أفضل منها. وينبغي التنويه هنا أنني لست شخصًا ثريًّا، بل مسؤولياتي ثقيلة، ولكنني بالتأكيد لا أصلح لأن أكون تاجرًا ولو حتى في بيع كتاب زائد عندي!

وبعض الكتب، وهو قليل جدًّا، أكررها عمدًا، وإذا وجدتها مخطوطة أشتريها. مثلاً كتاب "المنهاج" للإمام النووي، كنت مهتمًا بجمع طبعاته وبعض مخطوطاته، والطبعة الواحدة له، مثل طبعة دار المنهاج، يكون نسخة منها للحفظ، وأخرى للدراسة، وهكذا.
—-

ملاحظة: المتحدث في الفيديو الدكتور عبد الرحمن قائد.
والفيديو مأخوذ من حساب فهد التميمي على (X).

في بلاد الشام تُسمى بعض المساجد القديمة بالمسجد العمري، كالمسجد العمري في البيرة، والمسجد العمري في رام الله التحتا، والمسجد العمري في غزة، والمسجد العمري في درعا بسوريا، والمسجد العمري في قريتنا..

الرواية الشفهية، على الأقل في منطقتنا، تزعم أنّ هذه المساجد بنيت مع الفتح العمري لفلسطين. هل في بلدك مسجد يُطلق عليه العمري؟ وأي بلد؟

إنقاذ مخطوطات الجامع العمري الكبير في غزة

روي عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال:
ثلاث من ملاك أمرك يا ابن آدم: أن لا تشكوَ مصيبتك، و أن لا تحدث بوجعك، و أن لا تزكي نفسَك بلسانك.

Annexation at Work: Israel is Quietly Taking Over the West Bank

By:sari orabi

https://www.palestinechronicle.com/annexation-at-workisrael-is-quietly-taking-over-the-west-bank/

نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، من لبنان وبرفقة الرئيس اللبناني الجديد؛ تشكر "إسرائيل" على حربها على لبنان، باعتبارها حربًا على حزب الله، وترفض وجود وزراء يمثلونه في الحكومة اللبنانية. وهي بذلك بالتأكيد لا تقيم وزنًا لآلاف الضحايا المدنيين والممتلكات الخاصة المدمّرة، ولن يرى البعض من أبناء هذه المنطقة في هذا الثمن إلا عرضًا جانبيًّا لانتصار "إسرائيل" على عدوّهما المشترك! محمّلاً بكلّ صفاقة، ودون أن يتمكن من إخفاء شماتته، الحزب المسؤولية عن ضحايا العدوان الإسرائيلي!

وللإنسان أن يتساءل عن معنى وجود مثل هذه الدول؟! دول بلا سيادة، إلى درجة أن رئيسها هو رئيس توافقي يعكس موازين القوى في الإقليم والعالم، وبلا كرامة إلى درجة تدخل دول أخرى في تعيين وزرائها، وترحيب دول أخرى من على أراضيها بالحرب عليها!

التقسيم الاستعماري لبلادنا يبلغ في مآلاته مشهدية كاريكاتورية كهذه. وهو ما يوجب علينا التساؤل إن بقي فينا شيء من حياء الأحياء! لماذا دولنا هذه أصلاً؟! يعني ما هي القيمة المستفادة لنا من مجرد وجود دولنا هذه علاوة على ما يمكن أن نضيفه للبشرية! أي كرامة آدمية للبشر كلّهم مع استمرار هذا الطغيان الأمريكي؟! لكن الناس أكثرهم لا يهتمون لكرامتهم الآدمية ومعنى وجودهم في الأرض بقدر اهتمامهم بغرائزهم الأولية، فلا بهمهم بعد ذلك إن عاشوا عبيدًا ضمنيين في ظل إمبراطورية الشرّ العالمي!

أبو راتب ينشد لفلسطين من دمشق بعد سقوط النظام السابق.

النشيد الجهادي والإيماني السوري، الذي واكب انتفاضة الإسلاميين على نظام الأسد الأب أواخر السبعينيات ومطالع الثمانينيات كانت له الريادة الثقافية والتعبوية لدى الإسلاميين العرب، ومن عباءته وتأثرًا به واستلهاما منه خرجت الفرق الإنشادية الإسلامية في العالم العربي، ولعل ذلك راجع إلى التراث الإنشادي الصوفي الذي امتاز بالحضور العميق في المجتمع السوري خاصة في حواضره الكبرى، ولاسيما حلب ودمشق.

أبو راتب كان الأقرب إلى الإسلاميين الفلسطينيين من جيل الانتفاضة الأولى، لجملة أسباب منها: استمراريته ودأبه، بينما انقطع الأسبق منه مثل أبو دجانة وأبو مازن. كما كان له دور مهم في تأسيس الفرق الإسلامية في الأردن وتشجيعها وتطويرها وفي تنظيم المهرجانات، والمشاركة في مهرجانات حماس في الكويت قبل غزو صدام (كما في الفيديو أعلاه)، وفي الأردن. طبعًا لا يمكن أن أنسى شيخ المنشدين محمد أمين الترمذي، الذي كانت له مشاركاته في مهرجانات حماس، وكان التلفزيون الأردني يستضيفه ويبث أناشيده الدينية، ونحن في الضفة في ذلك الزمن كان التلفزيون الأردني وحده تقريبًا نافذتنا اليومية إلى العالم.

الجيل الذي سبقنا تأثر بأبو مازن وأبو دجانة، وقد ظلّ أبو مازن مجهولاً لأكثر الأجيال الجديدة حتى بثت عنه الجزيرة فيلمها الوثائقي، بينما عرفناه نحن من مشايخنا، وقد كان يتداول الناس عنه أساطير تحكي قصصًا متخيلة عما فعله به نظام الأسد، ثمّ تبين أنه هاجر واستقر في مصر. أحد مشايخي كان يطلب مني أن أفرغ له أناشيد أبو مازن من الأشرطة، وذلك قبل أن نجدها مفرغة في كتاب بالفعل. وأمّا أبو دجانة فهو أقواهم وأعمقهم صوتًا.

وبالرغم من الجِدّة بغناء القصائد الحديثة، لشعراء معاصرين، فقد ظلّ النَفَس الإيماني يكسو أناشيد ذلك الجيل من المنشدين السوريين المستفاد من التراث السوري، مما جعل لهم حضورًا تربويًّا مهما فيما مضى في أجيال الإسلاميين الفلسطينيين لاجتماع المعنى الجهادي بالمعنى الإيماني الروحي، وهو ما ناسب في حينه الحركة الإسلامية الفلسطينية تمامًا، خاصة وبعض الكلمات المغناة صدقها أصحابها بفعالهم، كبعض قصائد الشهيد مروان حديد، رحمه الله.

علاوة على تفاعل الإسلاميين الفلسطينيين في ذلك الوقت المبكر مع محنة إخوانهم السوريين (من أوائل الكتب التي قرأتها في طفولتي تلك التي توثق تلك المحنة ووجدتها في مكتبة مسجدنا العمري العتيق) فقد كان لكتب الإسلاميين السوريين حضور ثقيل في مناهجنا التربوية، ككتب الشيخ سعيد حوى (لا سيما ثلاثية: الله، الرسول، الإسلام، وكتابه المستخلص في تزكية الأنفس، وجند الله ثقافة وأخلاقًا، وجند الله تخطيطًا)، أو كتب الشيخ منير الغضبان (تحديدًا: المنهج الحركي للسيرة النبوية، والمنهج التربوي للسيرة النبوبة)، ولأنّ شيخي الشهيد رحمه الله، كانت فيه نزعة صوفية، فمنه عرفت حكم ابن عطاء الله السكندري، من خلال شرح الشيخ سعيد حوى لها في كتابه: "مذكرات في منازل الصديقين والربانيين"، وقد كان يُكثر أن يردد علي من تلك الحكم: "ادفِنْ وُجُودَكَ فِي أَرضِ الخُمُولِ، فَمَا نَبَتَ مِمَّا لَم يُدفَنْ لَا يَتِمُّ نِتاجُهُ".

وعلى أية حال فهذه ذكريات، أثارتها أنشودة أبو راتب، وهي ذكريات عن زمن قبل أن تنبت نابتة تثير فيها كلمة فلسطين الاشمئزاز!

لم تعد التصريحات الإسرائيلية المُحتَقِرة للعرب، والمُصوِّرة لهم مجرّد مفعول به، مأمور بلا حول ولا قوّة، صادرة عن شخصيات غير رسمية أو رسمية مُصنّفة على كونها في أقصى اليمين المتطرف مثل سموتريتش الذي أعلن صراحة أنّ مشروعهم نهاية الأمر التوسع في عدد من البلاد العربية (الأردن، ومصر، والسعودية، وسوريا، ولبنان، والعراق، علاوة على احتلالهم لفلسطين).

اليوم نتنياهو هو الذي يسخر من العرب، ويعدّهم قومًا فائدتهم الوحيدة هي أنّهم يتلقون أوامره.

بعدما أصدرت الخارجية السعودية بيانًا جيدًا يكذب ضمنيًّا دعوى ترامب؛ مؤكّدة رفض المملكة التطبيع قبل قيام دولة فلسطينية عاصمتها "القدس الشرقية". يسخر منها نتنياهو قائلاً: "فليقيموا الدولة الفلسطينية في السعودية"!

هذا نتنياهو الذي ارتضاه المطبعون في ولايته السابقة ليعقدوا معه الاتفاقات الإبراهيمية، وبالرغم من الإبادة المكشوفة للشعب الأعزل، لم تتأثّر تلك الاتفاقات بشيء!

الحاصل أنّ "إسرائيل" مشروع إمبريالي أكبر من ظاهرتها الاستيطانية التي تحترف منطق الإبادة في فلسطين. كيان لا يؤدّي مهمته إلا بالتوسع المباشر، أو التوسع بالهيمنة، مما يعني تأبيد العرب مفعولاً به بلا حول ولا قوّة، وفاعليته الوحيدة تكون فقط داخل الخطة الإسرائيلية، أو الخطة الإمبريالية الأوسع.

المساعد فريد ندى المذهان، رئيس قسم الأدلة القضائية في الشرطة العسكرية في عهد النظام السوري الساقط، الرجل الذي سرب وثائق جرائم سجون الأسد وعُرِف باسم قيصر قبل أن يكشف عن هويته الحقيقية أمس.. يمكن القول إنّه الرجل الخفي الذي أسقط نظام الأسد! وفي ذلك من العبر الكثير!

عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ : " مِنْ خَيْرِ مَعَاشِ النَّاسِ لَهُمْ رَجُلٌ مُمْسِكٌ عِنَانَ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَطِيرُ عَلَى مَتْنِهِ، كُلَّمَا سَمِعَ هَيْعَةً ، أَوْ فَزْعَةً طَارَ عَلَيْهِ يَبْتَغِي الْقَتْلَ وَالْمَوْتَ مَظَانَّهُ ، أَوْ رَجُلٌ فِي غُنَيْمَةٍ فِي رَأْسِ شَعَفَةٍ مِنْ هَذِهِ الشَّعَفِ، أَوْ بَطْنِ وَادٍ مِنْ هَذِهِ الْأَوْدِيَةِ يُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَيَعْبُدُ رَبَّهُ، حَتَّى يَأْتِيَهُ الْيَقِينُ، لَيْسَ مِنَ النَّاسِ إِلَّا فِي خَيْرٍ ".

👆شرح ديوان المتنبي للإمام عبد القاهر الجرجاني، إصدار مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية.

👆هذه الدروس الثلاثة الأولى لشيخنا خبيب الواضحي في شرح كتاب فضائل القرآن من صحيح أبي عبد الله البخاري رحمه الله تعالى.
يشرحه بين يدي رمضان تحفيزًا لتلاوة الكتاب العزيز وحفظه وتدبره في الشهر الكريم.
نفع الله تعالى به.

❁ النُّتف

❁ النُّتف

❁ النُّتف

أتحفنا بعض الإخوان الكرام بهذا، وهو عملٌ صالحٌ، جزاه الله به خيرًا، وبلّغ منه الأرَب، وتقبَّل العمل، وجعَله لوجهِه سبحانه وحده، ونفَع به عبادَه.

أشكو إليك أمورًا أنت تعلمها
ما لي على حملها صبرٌ ولا جَلَدُ

وقد بات واضحًا منذ بداية الحرب أن الاحتلال جعل تدمير القطاع الصحي بكافة مكوناته البشرية والإنشائية في أعلى سلم أهدافه، وجزءًا أصيلًا من استراتيجياته الحربية، دون إعارته أي اهتمام للقوانين الدولية لاسيما القانون الدولي الإنساني، وبشكل خاص اتفاقية جنيف الرابعة (1949)[2] والبروتوكولين الأول[3] والثاني[4] لاتفاقيات جينيف (1977) وقد خصصت حماية خاصة للمستشفيات والأطقم الطبية في اتفاقية جنيف الرابعة (المواد 18 و19 و20 و21) إذ تم التأكيد من خلالها على ضرورة احترام وحماية المستشفيات والأطقم الطبية، والعاملين في مجال تقديم الرعاية الصحية للجرحى والمرضى والعجزة والنساء في فترة النفاس.

التقرير كاملًا على الرابط أدناه
https://etar.info/36r

لا الشعب الفلسطيني انقرض ولا الأمة ماتت ولا ترامب رب العالمين، ولا نتنياهو قادر على كلّ شيء. فمن كان يعتقد أن الشعب انقرض والأمة ماتت فلا نفع لكلامه، لأن الضرب في الميت حرام كما يقول المثل، ولأنّ من قال هلك فهو أهلكهم كما قال سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم.

أكلما داخل أحدَنا فزعٌ سارع إلى إشاعته في الناس وهو يعتقد أنه أفصح الخلق وأبعدهم نظرًا؟!

ثمة فرق بين التحذير وأخذ الأمور بجدية وبين الفزع! وما أنزل الله الكتب ولا بعث الرسل كي نعتقد أنّ قوّة من دونه مطلقة وإرادتهم نافذة!

إذا كان هذا "الفصيح" يطيش صوابه من كلام! كيف لو كان في قلب معركة؟!

صدق الله: ﴿لَو خَرَجوا فيكُم ما زادوكُم إِلّا خَبالًا وَلَأَوضَعوا خِلالَكُم يَبغونَكُمُ الفِتنَةَ وَفيكُم سَمّاعونَ لَهُم وَاللَّهُ عَليمٌ بِالظّالِمينَ﴾ [التوبة: 47]، وهذا الخبال اليوم نقرؤه كلما فتحنا هذا الفيسبوك!

تثبت تصريحات ترامب أن فلسطين متداخلة بعمق مع الإقليم العربي وقضاياه، وأنّه لا فكاك للعرب من فلسطين، ليس لأجل أيّ خصوصية فلسطينية، أو حتى للمكانة الدينية للمسجد الأقصى، ولكن بسبب طبيعة الحالة الاستعمارية الموجودة فيها، والأمر أوضح من أن يحتاج شرحًا، ولكن الله ابتلانا بمن يعتقد أن حديثنا عن مركزية القضية الفلسطينية يعني تمييزًا لدمائنا عن غيرنا، أو استخفافًا بقضايا الآخرين، وهذه التصورات من البلاهة بما يستوجب الإعراض، إلا أنّ شيوعها وهيمنتها على وعي شرائح عربية واسعة تستدعي البيان الدائم لمعنى الحالة الاستعمارية الإسرائيلية في هذه المنطقة.

الابتزاز الأمريكي للمنطقة وإخضاعها كان دائمًا من خلال فرض "إسرائيل" عليها قوّة مهيمنة. النخب الحاكمة لم يكن لديها مشكلة مع ذلك ما دامت لا تملك إرادة طموحة للدخول ببلادها في التاريخ والتحوّل نحو قوى إقليمية منافسة، وإنما قضيتها تثبيت مصالحها، ومن ثمّ فإنها لم تكن ترى نفسها في مشكلة مع "إسرائيل"، لكن الخطورة في انتقال هذا التصور لمجتمعات عربية لا تدرك الخطر الإسرائيلي لكونها لا تعانيه مباشرة كما يعانيه الفلسطينيون.

إمّا أنّ "إسرائيل" محتلّة لفلسطين فقط، وإمّا أنّها محتلة للمنطقة بتأبيد التبعية والهوان عليها. وعلى أية حال، فإنّ قضية التبعية يبقى الوعي بها نسبيًّا، ولكن فرض استحقاقات مستمرة على الدول العربية لإثبات التبعية ظاهر، والأكثر ظهورًا عدم قدرة "إسرائيل" على كبح إرادتها التوسعية المباشرة، لأن افتقارها للعمق الاستراتيجي في بيئة متغيرة مع إدركها لكونها شذوذًا نافرًا، يعني العودة للأفكار التوسعية باستمرار.

والحاصل إمّا أن يكون لهذه الأمّة قيامة جديدة، وإمّا أن نبقى في التيه المفتوح بلا أيّ أمل لمعنى وجودنا سياسيًّا وحضاريًّا، وكأننا زائدة دودية بالنسبة للإضافة التي نقدمها للبشرية، أو حقل من الفئران المخبرية تختبر فيه الإمبراطورية فائض قوّتها وقدرتها على التسلّي بالبشر.

والمفتاح هو فلسطين. إمّا أن نستردها وإمّا أن ندفع ثمن "إسرائيل" فيها إلى الأبد.

بالرغم من كلّ ما يقال عن التوتر بين ترامب وأجهزة المؤسسة، أو ما يحب البعض تسميته بالدولة العميقة، فإنّ الثابت الذي لا يتغير ويبقى فوق الإدارات المتعاقبة؛ هو الدعم المطلق الذي تعطيه الولايات المتحدة لـ "إسرائيل". ما تؤكده تصريحات ترامب في حضرة نتنياهو، هو أن "إسرائيل" جزء عضوي من الإمبراطورية، وتعبير فاحش عن هيمنتها الكوكبية.

وإذا كانت تصريحات ترامب الأخيرة، المتحدثة عن امتلاك الولايات المتحدة لغزة، والمستهينة بالبلاد العربية إلى درجة الاحتقار، تبدو للبعض انعكاسًا لطغيان فائض القوّة الإمبراطوري الذي لا بدّ له أن يتجلّى في هذا اللون من الوقاحة؛ فإنّ "إسرائيل" أصلاً التجسيد المادي لطغيان فائض القوّة الغربي، بوصفها مشروعًا إمبرياليًّا بريطانيًّا/ فرنسيًّا، وبوصفها مشروعًا إمبراطوريًّا أمريكيًّا يتوهّم إطباقه على الكون لا على الكوكب فحسب.

فالخطر أصلاً قائم قبل تصريحات ترامب، وهي تصريحات تقول إنه لا بد للطغيان البشري المنفلت أن يأخذ مداه، فالخطر جاثم على صدر العالم كتلة من الشرّ في صوة "إسرائيل" يتصالح معها العالم لبؤسه وخوائه وخرابه وتعفنه إلا من بقية الله الصالحة في الأرض التي تحول دون إطباق العفن على العالم. "إسرائيل"، كتلة الشرّ الدالة على انهيار العالم وانسحاقه أمام جنون القوّة التي يخضع لها البشر عابدين خوفًا ورهبًا وعجزًا وذلاً!

لا بدّ للقدرة البشرية السافرة أن تأخذ مداها حتى يأتي أمر الله:

﴿إِنَّما مَثَلُ الحَياةِ الدُّنيا كَماءٍ أَنزَلناهُ مِنَ السَّماءِ فَاختَلَطَ بِهِ نَباتُ الأَرضِ مِمّا يَأكُلُ النّاسُ وَالأَنعامُ حَتّى إِذا أَخَذَتِ الأَرضُ زُخرُفَها وَازَّيَّنَت وَظَنَّ أَهلُها أَنَّهُم قادِرونَ عَلَيها أَتاها أَمرُنا لَيلًا أَو نَهارًا فَجَعَلناها حَصيدًا كَأَن لَم تَغنَ بِالأَمسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ لِقَومٍ يَتَفَكَّرونَ﴾ [يونس: 24]

"قضية فلسطين ليست مجرد مسألة قمع وطني [أو استيطاني]، بل تبرز فرادة إسرائيل: فهي تجسيد مكثف للقوة الاستعمارية والإمبريالية الغربية، ورمز عالمي للغدر الغربي، ودولة تفصل ماديًا بين إفريقيا وآسيا، وتعمل كتاجر ومرتزق عالمي في مواجهة حركات التمرد، مما يجعلها كيانًا يمثل الموت والدمار." *

* ماكس آيل، “الطوفان العظيم في فلسطين، الجزء الأول”، أغريان ساوث: مجلة الاقتصاد السياسي 13، العدد 1 (مارس 2024): ص 62-88؛

لم يكن مع هذا المفاوض إلا يد الله وكرامات البنادق في المدينة المتروكة، عناد الأرض وبأس الرجال المتعبين.

أحد الشهداء في مجازر اليوم بمدينة غزة
يرفع سبابة التوحيد، وفاضت روحه إلى بارئها ضاحكاً مستبشرا..

"وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ"

﴿وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ وَلِتَستَبينَ سَبيلُ المُجرِمينَ﴾ [الأنعام: 55]

بنفتح التعليقات فقط لأجل شتم السيد بلينكن.. كل الشتائم مسموحة..

"عاجل | بلينكن لشبكة إم إس إن بي سي: الكرة الآن في ملعب حماس ونحن متفائلون للغاية بأننا سنتمكن من تحقيق السلام أخيرا"

ساعات أو أيّام قد يتوحش فيها العدوّ فوق وحشيته غير المتخيّلة، ويبحث فيها عن أثمان إضافية يراكم بها إجرامه بين يديّ الاتفاق المحتمل.
حفظ الله أهلنا في غزّة وعوّضهم من فائض عطائه الكريم ورحم شهداءهم وأجزل المثوبة لهم جميعًا.

التحوّلات السياسية التي لا يواكبها تنظير وإنما يفرضها ميدان العمل والخبرة والتجربة بحيث يكتشف الفاعل السياسي خطأ تصوراته باختباره لإكراهات الواقع وممكناته؛ مفهومة ومقبولة ما دامت في الإطار النظري والعملي العامّ للفاعل السياسي، كأن تقاطع جماعة ما الانتخابات لاعتبار سياسيّ ثمّ تعدل عن ذلك، لكنها لم تكن ترى هذا النشاط السياسي أصلاً كفرًا، أو كأن تقاطع حكومة ما لاعتبار سياسيّ، فترجع لتشييد العلاقة مع تلك الحكومة، لكنها لم يسبق منها تكفير تلك الحكومة.

وهكذا فالانتقال في الموقف السياسي نجده مفهومًا ومقبولاً بل وغير مستغرب من العديد من الحركات والأحزاب لأنه يدور أصلاً في فضائها الفكري العامّ، وهي والحالة هذه غير مطالبة بتنظير أيديولوجي جديد، لأنّه لا جديد أيديولوجيًّا، لكنها حتمًا مطالبة ببيان سياسي لأنّه ثمّة جديد سياسيّ.

القضايا الأيديولوجية التي هي الأسس الوجودية لجماعة ما، لأنّها على أساسها قامت وتمايزت وفاصلت، وبها برّرت وجودها وانحازت عن غيرها، بل وبها، كما هو في الكثير من الوقائع، قاتلت وسفكت الدماء، بل وبها، كما هو في الكثير من الوقائع استباحت ضمائر المخالفين وخاضت في إيمانهم؛ التحوّل منها يحتاج بالضرورة تنظيرًا أيديولوجيًّا جديدًا، لأن من كُفّر وسُفِك دمُه، ومن كَفَّر وسَفَك دم غيره؛ بفعل الأسس القديمة والعناوين السابقة؛ من حقّه أن يعرف ما التغير الذي جرى وكيف جرى. لماذا كفرتموني وسفكتم دمي واليوم تقولون بقولي؟! ولماذا دفعتموني لتكفير غيري وسفك دمه واليوم تقولون بقوله، بل لماذا جعلتم انتسابي لكم وشرط ولائي أن أقول بقولكم؛ ثمّ اليوم تغيّرون قولكم؟! وذلك علاوة على أنّ هذا حقّ الدين القويم والشرع الحكيم، الحاكم على كلّ مؤمن، وإلا صار لعبة وذريعة وغطاء؛ نستخدمه لخدمة أهوائنا!

قضيتا الإيمان والدماء هما أخطر قضيتين على الإطلاق؛ ولا يصلح لمن تغيّر في شأنهما أن يقول الواقع غيّرنا، ثمّ ندافع عنه ونحتج له بأنّ الميدان والعمل هما خير أستاذ. بل يجب أن يقول لنا كيف غيّره الميدان وماذا وجد في الواقع وما صلة ذلك بالمقالات التأسيسية التي كانت محلّ الولاء والعداء حتّى غيّرها من أصلها مع بقاء الجماعة على حالها؟!

لا أحدّ يتغيّر بخصوص ما كان يراه مبرّر وجوده ومَعْلَم امتيازه عن غيره فجأة. فينقلب انقلابًا كاملًا عن كلّ ما كان يراه. فلما تغيّر وانقلب لدواع صحيحة ومعرفة مستجدّة وبعدما استبان له خطؤه؛ بات حقّ الشرع عليه، وحقّ من والاه على ما كان يقول، ومن خاصمه بسبب ما كان يقول: أن يبين ما جرى.

فهنا قضيتان: قضية جماعة إسلامية غيّرت مقالاتها التأسيسية بلا تأسيس جديد (وأنا مع مقولتهم الجديدة وأرى خطأ ما كانوا عليه من تكفير)، وقضية التعبير عن التغيير بجعل قضية الشعب السوري مناط إيمان وكفر. والأمران خطيران؛ لاسيّما إن تذكّرنا كم اتهم سوريون فلسطينيين بأنهم يتخذون قضيتهم صنمًا يعبدونه من دون الله!

☝️ من الذي يعبد قضيته إذن يا أحباب ويجعلها مناط الإيمان والكفر؟! غفر الله لنا جميعًا.

مفتي هيئة تحرير الشام وعميد كلية الشريعة ومفتي حلب الجديد الشيخ إبراهيم شاشو يتراجع عن فتواه السابقة بتكفير الحكام العرب أو وصفهم بالطواغيت.

في المرفقات الفتوى السابقة قبل سقوط النظام.
والفتوى الجديدة بعد سقوط النظأم.

ذكر النديم في "الفهرست" عن حماد بن إسحاق بن إبراهيم قال: قال لي أبو عبيد [يعني القاسم بن سلام]: عرضتَ كتابي في الغريب المصنّف على أبيك؟ قلتُ: نعم، وقال لي: فيه تصحيف مائتي حرف. فقال أبو عبيد: كتابٌ مثل هذا فيه تصحيف مائتي حرف؛ قليلٌ.

منذ مطلع الشهر الماضي؛ ومجريات المفاوضات تعطي مؤشرات أنّ الأمر مختلف هذه المرّة.
لا أحد يضمن الاحتلال، ولذلك كنتُ حذرًا طوال الفترة الماضية من رفع سقف التوقعات.
أقول هذا لأنّ الكثيرين يسألون عن رأيي ويستفسرون عن عدم ظهوري على الشاشة أمس واليوم.
أنا لن أظهر خلال الفترة القريبة القادمة. لكن ما لدي أكتبه في مقالاتي إن شاء الله.
نسأل الله الفرج لأهلنا في غزة، والعوض العظيم، من واسع فضله الكريم.

من أقدم من قرأ برواية حفص عن عاصم في فلسطين؛ عبد الصمد بن محمد العينوني (ت 294 هـ).

قال شمس الدين الجزري في "غاية النهاية في طبقات القرّاء":

"عبد الصمد بن مُحَمَّد بن أبي عمران، أبو محمد الهمداني المقدسي العينوني. مُقْرِئ مُتَصَدر معروف. أخذ القراءة عرضًا وسماعًا عن عمرو بن الصباح عن حفص، وعن عبيد عنه. روى عنه القراءة إبراهيم بن عبد الرزاق، وصالح بن أحمد بن عبد الرحمن، ومُحَمَّد بن الحسن النقاش ونظيف. تُوُفِّي بقرية عينون من بيت المقدس."

فعبد الصمد أخذ عن عمرو بن الصباح وعن عبيد بن الصباح صاحبي حفص مباشرة. وعينون، هي قرية بيت عينون الواقعة شمالي الخليل، وهذه القرية مما أقطعه النبي صلى الله عليه وآله وسلم لتميم الداري.

القراءة التي كان يُقرأ بها في فلسطين، وربما في الديار الشامية كلّها، في الفترة المملوكية، حتى مطالع الدولة العثمانية، هي قراءة أبي عمر البصري، يقول بشير بركات في مقدّمة كتابه "المقرئون المقدسيون":

"ومن جهةٍ أخرى، كان بَعضُ القُرّاء في بَيْتِ المَقدِس يَتْلون بالقراءات السبع أو العشر، حتى أواخِرِ العَهْدِ المَمْلُوكِي. وكانت أكثرها انتشارًا قِراءَةُ أبي عَمْرو بن العلاء البصري (ت) ١٥٤هـ / ٧٧١م) . ومِمَّنْ قَرؤوا بها : محمد بن خليفة بن مسعود المغربي (ت ٨٨٩هـ / ١٤٨٤م)، وإبراهيم بن عبد الرحمن الخليلي الأنصاري ( ت ٨٩٣ هـ / ١٤٨٨م).

وقد وقف الحاج محمد بن الحاج عثمان ربعةً، ووَقَفَتْ فاطمة بنت محمد الرومية مُصْحفًا، في بيت المقدس، وكلاهما على قراءة أبي عمرو البصري.

وذَكَرَ السخاويُّ في تَرْجَمَتِهِ لإبراهيم ابن أبي شريف (ت ٩٢٣هـ / ١٥١٧م) ، أنّه تَلَا القرآن الكريم بقراءة ابن كثير وأبي عمرو على الشمس ابن عِمْران، في بيت المقدس.

وقرأ بَعضُهم برواية عاصم الأسدي الكوفي (ت ١٢٧ هـ / ٧٤٥م) أيضًا، ومنهم: علاء الدين علي بن عبد الله الغزي ( ت ٥٨٩٠ / ١٤٨٦م) وشمس الدين محمد بن عبد الرحمن العليمي (ت ٨٧٣هـ / ١٤٦٩م).

ثم إن العثمانيين عمدوا إلى نَشْرِ مَصاحِفَ مَنْسوخة برواية حفص عن عاصم حتى أصبحت هي السائدة في غالبية الأقطار المشرقية.

﴿لَو أَنزَلنا هذَا القُرآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيتَهُ خاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِن خَشيَةِ اللَّهِ وَتِلكَ الأَمثالُ نَضرِبُها لِلنّاسِ لَعَلَّهُم يَتَفَكَّرونَ﴾"

أنا لستُ يوسف الصديق لا من حيث صدق الرؤيا ولا من حيث حسن تأويلها.. ولو كنت أعلم أنني سأستثير هذا العدد ممن يسألني عنها ما أشرتُ إليها هنا؛ فقد كنت أخشى التفكر في معناها، ولكنّ الأيّام صدّقت أكثرها، وبقي آخرها، وأمس بدأ يظهر لي تأويل هذا الآخر والله أعلم، وأمّا الرؤيا فكانت في شهر 10/2023 بعد الحرب بأيّام، وحاصلها أننّني رأيت نفسي في الطريق الواصل بين بيتنا ومسجدنا، وكنت في أواخر الطريق في حال معيّن في مكان معيّن رموزه ظاهرة، وهذا القدر من الرؤيا تحقّق، وما حيّرني هو تأويل ما تبقى من الطريق وهو قصير. والله أعلم.

أوّل هذه الحرب رأيت رؤيا؛ حِرتُ في شأنها أوّل الأمر، ثمّ أخذ يتبدّا لي تأويلها شيئًا فشيئًا، وظهر أنّ الخاصّ فيها يتداخل مع العامّ، وكلّ بضعة شهور يتأكّد لي تأويل شيء منها، وفيها ما دلّ على طول هذه الحرب وطبائعها، وأسأل الله تعالى أن نكون في الفصل الأخير منها. والله غالب على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون.

تستعيد هذه المقالة للكاتب جيفري سانت كْلير (Jeffrey St. Clair)[1] السيرة النضالية لـ جون ليلبورن، من القرن السابع عشر في إنجلترا، وتمسكه بنضاله بالرغم من القمع الذي تعرّض له سواء من الملكيين أو الجمهوريين.

يلاحظ الكاتب أن أجواء القمع والاستبداد السياسي والملاحقة تخيّم على الولايات المتحدة فيما أسماه حطام إمبراطورية بايدن/ ترامب، وذلك في إطار ملاحقة الأصوات والفاعليات والنشاطات المندّدة بالإبادة الجماعية التي تستهدف بها "إسرائيل" الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، وتموّلها كل من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.

🖌لقراءة التقرير كاملًا على الرابط أدناه، كما ويمكنكم تحميل المادة بصيغة PDF من ذات الرابط 👇
https://etar.info/Vv5

نسأل الله أن تكون هذه الساعات هي الساعات الأخيرة من حرب الإبادة الملعونة.. يحزّ في النفس أنّنا لن نكون قادرين على المشاركة بالتعليق في التلفزيون، لكن تبقى قلوبنا ودعواتنا وهي أضعف الإيمان، وأقلّ ما يمكن؛ مع أهلنا في غزّة.

يكفي المدرسة المصرية القديمة في تلاوة القرآن.. أنّ كلّ قارئ من قرائها الكبار صار نموذجًا فريدًا ينشغل القراء في العالم كلّه بعد ذلك في محاولة محاكاته وتقليده، حتى لو تفوّق بعضهم في الصوت أو الإتقان فهو قبس من ذلك الشيخ، وهذا هو معنى المدرسة.

هذه الحلقة من هذا البودكاست؛ وإن كان عنوانها عن أبي داود وسننه ومرويات سننه، فإن نصفها الأوّل عن مخطوطات الحضارة الإسلامية وتوزعها على العالم ومشروع جمع بياناتها وبعض ما يتصل بذلك من معلومات منها ما هو محزن عن حال بعضها وضياع ما ضاع منها. والمتحدث هو صاحب مؤسسة "علم لإحياء التراث والخدمات الرقمية".

https://youtu.be/zxQB9nd8ZmA?si=m9VRFt-7QhA7aLBz

صدر العديد الجديد من مجلة الدراسات الفلسطينية (شتاء 2025)..

ونُشِرَت لي فيه مقالة بعنوان:
"ظلال التاريخ وأشباح المستقبل: "حماس" والجهاد بعد طوفان الأقصى."

https://www.palestine-studies.org/ar/node/1656664

👆(3)
·      وقد ألف الطوسي كتابه "الخلاف"، وهو في الخلاف العالي، يذكر فيه قول الإمامية، وأقوال الفقهاء، كأبي حنيفة والشافعي والأوزاعي وأبي ثور والأصم ومالك والليث، وغيرهم، وأكثر ذكره لأبي حنيفة والشافعي، ويذكر أقوال الصحابة والتابعين أحيانًا، ويستدل بأنواع الاستدلال لمذهب أصحابه الإمامية، ويصلح هذا الكتاب لمقارنة مذهب الشيعة وفق تقرير الطوسي بمذاهب فقهاء "العامّة" في زمانه، ومقارنة ما ينقله عن فقهاء زمانه بما في كتبهم وما نقله أصحابهم عنهم.
 
والحاصل، من كان هذا شأنه فلا غرابة أن ينقل عن كتب الشافعية، لاسيما في كتابه "الخلاف" فهو مخصص لنقل مذاهب الفقهاء حتى زمانه.

👆(1)
لا عجب أن ينقل الشيخ الطوسي الشيعي، الذي يسميه الشيعة شيخ الطائفة عن كتب الشافعية، وذلك لأكثر من سبب..
 
1.    ما قيل عن كونه كان شافعيًا، ثم صار شيعيًّا، وقد ترجم له ابن السبكي في طبقات الشافعية، وذكر ذلك من قبله الذهبي في سير أعلام النبلاء، فلعل السبكي أخذه عن شيخه الذهبي، ولم أتتبع إن كان أحد سبق الذهبي إلى ذلك، ولم أحاول البحث في مصدر الذهبيّ، على أية حال هو أمر اختلف فيه الشيعة، بين منكر لذلك، ومثبت له، وممن يثبته من المعاصرين، بعض من هم أقرب للتيار الأخباري، الذين يتهمون الطوسي أنه استدخل علوم "العامة" أو "النواصب" أو "الشافعية" في "مذهب أهل البيت" على حساب روايات الأئمة وطريقتهم، وذكر قريبًا من ذلك غير الأخباريين المعاصرين، مثل كمال الحيدري، لا أقصد أنه كان شافعيًا بالضرورة ، ولكن أنه أخذ علوم العامة في الرجال، والأصول: أصول الفقه وأصول الدين، والتفسير، وأدخلها "مذهب أهل البيت". وذلك في مقابل آخرين لديهم هوس في محاولة إثبات أن الشيعة كانوا الأسبق في التأليف في كلّ شيء!
 
2.    والثابت على أية حال أن للطوسي شيوخًا كثر من أهل السنة، بعضهم تتلمذ عليهم في طليعة حياته، منهم أبو حازم النيسابوري (ت 417 هـ)، وهو شافعي، وقد صرّح الشيخ الطوسي في كتابه "الفهرست" أنه قرأ عليه كتابه "بيان الدين"، ومن شيوخه في بغداد أبو علي، الحسن بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان ، البغدادي البزاز ، الأصولي، وقد وصفه الذهبي بأنه مسند العراق، وقال عنه الخطيب البغدادي أنه كان على مذهب الأشعري في الأصول، وأنه على مذهب الكوفيين (يعني أبا حنيفة وأصحابه) في الفقه.
 
3.    نص الشيخ الطوسي على معرفته بعلوم أهل السنة، أو استفادته منهم، أو على ضعف تحصيل الشيعة في زمنه لتلك العلوم، فمثلا:
 
•           في كتابه "التبيان" في التفسير قال: "فإن الذي حملني على الشروع في عمل هذا الكتاب اني لم أجد أحدًا من أصحابنا - قديمًا وحديثًا - من عمل كتابا يحتوي على تفسير جميع القران، ويشتمل على فنون معانيه وإنما سلك جماعة منهم في جميع ما رواه ونقله وانتهى إليه في الكتب المروية في الحديث، ولم يتعرض أحد منهم لاستيفاء ذلك، وتفسير ما يحتاج إليه.
فوجدت من شرع في تفسير القرآن من علماء الأمة، بين مطيل في جميع معانيه، واستيعاب ما قيل فيه من فنونه - كالطبري وغيره - وبين مقصر اقتصر على ذكر غريبه، ومعاني ألفاظه. وسلك الباقون المتوسطون في ذلك مسلك ما قويت فيه منتهم وتركوا مالا معرفة لهم به فان الزجاج والفراء ومن أشبههما من والنحويين، أفرغوا وسعهم فيما يتعلق بالاعراب والتصريف. ومفضل بن سلمة وغيره - استكثروا من علم اللغة، واشتقاق الألفاظ. والمتكلمين - كأبي علي الجبائي وغيره - صرفوا همتهم إلى ما يتعلق بالمعاني الكلامية. ومنهم من أضاف إلى ذلك، الكلام في فنون علمه، فادخل فيه ما لا يليق به، من بسط فروع الفقه، واختلاف الفقهاء - كالبلخي وغيره - وأصلح من سلك في ذلك مسلكا جميلا مقتصدا، محمد ابن بحر، أبو مسلم الاصفهاني، وعلي بن عيسى الرماني، فان كتابيهما أصلح ما صنف في هذا المعنى، غير أنهما أطالا الخطب فيه، وأوردا فيه كثيرا مما لا يحتاج".
 
-       فهو هنا يذكر أولاً أنّ أحدًا من الشيعة من قبله لم يكتب في تفسير القرآن تفسيرًا كاملاً، وما يتصل بذلك من الفنون والمعاني، وإنما اقتصروا على مرويات الأئمة في هذا الشأن، ثم هو ثانيًا، وبالإضافة إلى ذكره للطبري، وعده إياه من علماء الأمة، والطبري كان شافعيًا قبل أن يستقل بمذهب خاص به، يذكر عددًا من علماء المعتزلة وتفاسيرهم ويستحسنها، ولذلك زعم بعض النقديين من الشيعة المعاصرين أنّ جلّ اعتماده كان على هؤلاء المعتزلة في تفسيره.
 
•           وفي مقدمته لكتابه "العدة في الأصول" يقول: "قد سألتم أيدكم الله، املاء مختصر في أصول الفقه، يحيط بجميع أبوابه على وجه الاختصار والايجاز، على ما تقتضيه مذاهبنا، وتوجبه أصولنا فان من صنف في هذا الباب سلك كل قوم منهم المسالك التي اقتضاها أصولهم، ولم يصنف أحد من أصحابنا في هذا المعنى، إلا ما ذكره شيخنا أبو عبد الله رحمه الله  في المختصر الذي له في أصول الفقه  ولم يستقصيه، وشذ منه أشياء يحتاج إلي استدراكها، وتحريرات غير ما حررها فإن سيدنا الاجل المرتضى قدس الله روحه وإن كثر في أماليه، وما يقر عليه، شرح ذلك، فلم يصنف في هذا المعنى شيئا يرجع إليه، ويجعل ظهرا يستند إليه." 👇
 

👆(2)
⁃            فالشيخ الطوسي هنا، ينص على كون الشيعة من قبله لم يؤلفوا في أصول الفقه إلا المختصر الذي كتبه شيخه المفيد، ولعله يعني كتابه "التذكرة" ولكن قوله هذا عجيب، فإنّه شيخه الشريف المرتضى ألف كتابًا كبيرًا في أصول الفقه وهو "الذريعة إلى أصول الشريعة"، وقد وصلنا هذا الكتاب، ونُسِبت للشريف المرتضرى كتب أخرى في الأصول منها "مسائل الخلاف في أصول الفقه" و"مسائل منفردات في أصول الفقه"، وقد رجح محقق كتاب "العدة" للطوسي، أن الشيخ الطوسي ربما شرع في تأليف كتابه "العدة" قبل أن يشرع الشريف المرتضى في تأليف "الذريعة".
 
·      وفي مقدمة كتابه "المبسوط" يقول: "أما بعد فإني لا أزال أسمع معاشر مخالفينا من المتفقهة المنتسبين إلى علم الفروع يستحقرون فقه أصحابنا الإمامية ويستنزرونه، وينسبونهم إلى قلة الفروع وقلة المسائل، ويقولون إنهم أهل حشو ومناقضة، وأن من ينفي القياس والاجتهاد لا طريق له إلى كثرة المسائل، ولا التفريع على الأصول لأن جل ذلك و جمهوره مأخوذ من هذين الطريقين.
و هذا جهل منهم بمذاهبنا و قلة تأمل لأصولنا، و لو نظروا في أخبارنا و فقهنا لعلموا أن جل ما ذكروه من المسائل موجود في أخبارنا و منصوص عليه تلويحا عن أئمتنا الذين قولهم في الحجة يجري مجرى قول النبي (صلى الله عليه و آله) إما خصوصًا أو عمومًا أو تصريحًا أو تلويحًا.
و أما ما كثروا به كتبهم من مسائل الفروع. فلا فرع من ذلك إلا و له مدخل في أصولنا و مخرج على مذاهبنا لا على وجه القياس بل على طريقة يوجب علما يجب العمل عليها و يسوغ الوصول إليها من البناء على الأصل، و براءة الذمة و غير ذلك مع أن أكثر الفروع لها مدخل فيما نص عليه أصحابنا، و إنما كثر عددها عند الفقهاء لتركيبهم المسائل بعضها على بعض و تعليقها و التدقيق فيها حتى أن كثيرًا من المسائل الواضحة دق لضرب من الصناعة و إن كانت المسألة معلومة واضحة.
و كنت على قديم الوقت و حديثه منشوق النفس إلى عمل كتاب يشتمل على ذلك تتوق نفسي إليه فيقطعني عن ذلك القواطع و شغلني الشواغل، وتضعف نيتي أيضًا فيه قلة رغبة هذه الطائفة فيه، و ترك عنايتهم به لأنهم ألفوا الأخبار و ما رووه من صريح الألفاظ حتى أن مسألة لو غير لفظها و عبر عن معناها بغير اللفظ المعتاد لهم لعجبوا منها و قصر فهمهم عنها، و كنت عملت على قديم الوقت كتاب النهاية، و ذكرت جميع ما رواه أصحابنا في مصنفاتهم و أصولها من المسائل و فرقوه في كتبهم، و رتبته ترتيب الفقه و جمعت من النظائر، و رتبت فيه الكتب على ما رتبت للعلة التي بينتها هناك، و لم أتعرض للتفريع على المسائل و لا لتعقيد الأبواب و ترتيب المسائل و تعليقها و الجمع بين نظائرها بل أوردت جميع ذلك أو أكثره بالألفاظ المنقولة حتى لا يستوحشوا من ذلك".
 
⁃            وقد نقلت كلام الشيخ الطوسي بطوله، لأمرين: الأول أنه يلاحظ نقد علماء السنة لطريقة الشيعة في التفقه، إذ إنّ المسائل والفروع لديهم قليلة لكونهم يرفضون القياس والاجتهاد ويعتمدون على روايات الأئمة، ومع أنّه ردّ هذه التهمة وحاول أن يبين أنّ الفروع كثيرة في الفقه الإمامي مضمنة في روايات الأئمة تصريحًا أو تلمحيًا وأن أصول الشيعة وإن خلت من القياس فإنّها صالحة للتفريع عليها، فإنّه عاد وذكر أن الشيعة في زمنه قلت عنايتهم بالتفقه من خلال الاجتهاد وتفريع المسائل، وإنما تناقلوا الفقه بتناقل الأخبار المروية عن الأئمة.
 
·      وفي كتابه "تهذيب الإحكام"، وهو من كتب الحديث الأربعة عند الشيعة، التي لها منزلة خاصة عندهم، كان يلاحظ نقد المخالفين لتضارب الروايات المروية عن الأئمة، وأثر ذلك على الشيعة حيث ترك بعضهم التشيع لهذا السبب، يقول: " ذاكرني بعض الأصدقاء أيده الله ممن أوجب حقه (علينا) بأحاديث أصحابنا أيدهم الله ورحم السلف منهم، وما وقع فيها من الاختلاف والتباين والمنافاة والتضاد، حتى لا يكاد يتفق خبر إلا وبإزائه ما يضاده ولا يسلم حديث إلا وفي مقابلته ما ينافيه، حتى جعل مخالفونا ذلك من أعظم الطعون على مذهبنا، وتطرقوا بذلك إلى إبطال معتقدنا، وذكروا أنه لم يزل شيوخكم السلف والخلف يطعنون على مخالفيهم بالاختلاف الذي يدينون الله تعالى به ويشنعون عليهم بافتراق كلمتهم في الفروع، ويذكرون أن هذا مما لا يجوز أن يتعبد به الحكيم، ولا أن يبيح العمل به العليم، وقد وجدناكم أشد اختلافا من مخالفيكم وأكثر تباينا من مباينيكم، ووجود هذا الاختلاف منكم مع اعتقادكم بطلان ذلك دليل على فساد الأصل حتى دخل على جماعة ممن ليس لهم قوة في العلم ولا بصيرة بوجوه النظر ومعاني الألفاظ شبهة، وكثير منهم رجع عن اعتقاد الحق لما اشتبه عليه الوجه في ذلك، وعجز عن حل الشبهة فيه"، فكان كتابه هذا لتأويل مختلف الحديث، ومعلوم اهتمام أهل السنة بهذا الفن الذي كان الشافعي رائده أوّل الأمر وألف فيه "اختلاف الحديث".👇
 

من الغرائب :
الطوسي الشيعي ينقل من جامع القاضي أبو حامد المروروذي و كتب الشافعية

👆ولعل تسمية قطعة الأرض بـ "مارس" ليست من اللاتينية، وإنما من العربية، أي من الممارسة والاستواء، فقطعة الأرض تحتاج ممارسة شديدة، من حيث حرثها وزرعها والعناية بها حتى تستوي قطعة واحدة صالحة للزراعة.

في لسان العرب: "المَرَسُ والمِراسُ: المُمارَسَةُ وشدة العِلاج. مَرِسَ مَرَساً، فهو مَرِسٌ، ومارَسَ مُمَارَسَةً ومِرَاساً. ويقال: إِنه لمَرِسٌ بَيِّنُ المَرَسِ إِذا كان شديدَ المِرَاسِ. ويقال: هُمْ على مَرِسٍ واحد، بكسر الراء، وذلك إِذا استَوَتْ أَخْلاقُهُم…"، وللمرس معان أخرى إذا اجتمعت إلى غيرها تصلح أن تكون احتمالاً لإطلاق المارس على قطعة الأرض.

وهو ما يذكر بإطلاق الفلسطينيين على الأرض المكتفية بماء السماء اسم "بعل"، فيقولون "أرض بعل"، و"زرع بعل"، وهي كلمة عربية من جهة، ولها جذور ميثيولجية من جهة أخرى في منطقة الشام، فبعل هو السيد أو الملك أو الرب، وتُطلق على كبير الآلهة الكنعانية، وكثيرًا ما تطلق على إله الخصوبة والعواصف والأمطار.

والكلمة مستخدمة في العربية بالمعنين؛ بمعنى السيد، كما في قول سارة عليها السلام: ﴿قالَت يا وَيلَتى أَأَلِدُ وَأَنا عَجوزٌ وَهذا بَعلي شَيخًا إِنَّ هذا لَشَيءٌ عَجيبٌ﴾، قال الألوسي في تفسير ذلك: "أي زوجي، وأصل البعل القائم بالأمر فأطلق على الزوج لأنه يقوم بأمر الزوجة، وقال الراغب: هو الذكر من الزوجين وجمعه بعولة نحو فحل وفحولة، ولما تصوروا من الرجل استعلاء على المرأة فجعل سائسها والقائم عليها؛ وسمي به شبه كل مستعل على غيره به فسمي باسمه، ومن هنا سمي العرب معبودهم الذي يتقربون به إلى الله تعالى بعلاً لاعتقادهم ذلك فيه".

وفي القرآن: ﴿أَتَدعونَ بَعلًا وَتَذَرونَ أَحسَنَ الخالِقينَ﴾، وقيل إنّ بعلاً رب بلغة اليمن، وبلغة أزد شنوءة، وقيل إنه صنم عبد في الشام وسُميت "بعلبك" التي صارت في لبنان اليوم لأنّ أهلها عبدوا بعلاً.

والعرب كذلك يسمون الأرض التي تكتفي بماء السماء، أو النخل أو الشجر الذي تمتد عروقه في الأرض فيكتفي بالأرض التي تختزن الماء فلا يُسقى من السماء ولا من أحد، يسمونها بعلاً. قال الشافعي في كتابه "الأم": "وَالْبَعْلُ الَّذِي أُصُولُهُ قَدْ بَلَغَتْ الْمَاءَ. فَاسْتَغْنَى عَنْ أَنْ يُسْقَى وَالنَّضْحُ مَا يُسْقَى بِالْبِئْرِ."

وهذا مبحث لطيف من نواح: العلاقة بين العربية الحديثة واللغات القديمة في الفضاء اللغوي نفسه، وكذلك العلاقة بين اللغة والميثولوجيا، وأثر اجتماع المعاني المتعددة للكلمة في انتزاع أسماء واستخدامات جديدة، وجذور التنوع في المعنى للكلمة الواحدة.

يسمّي الناس في بلادنا هذا البناء بالمنطار، ويبدو أن التسمية جاءت من كونه يبنى لغرض حراسة الأرض، والحارس عندنا كان يُسمى "ناطورًا"، وحتى اليوم يُسمى حارس العمل أو حارس ورشة البناء بالناطور، ويقال للرجل الماكث مكانه: "شو بتنطر"، يعني ماذا تنتظر، ثمّ تحوّلت للحراسة، وكأنه يمكث منتظرًا يترصد اللصوص. وقد كان في قريتنا في مهد طفولتي منطار أو أكثر على ما أذكر.

والمنطار عادة يكون أخفض من هذا، وهذا فيما هو ظاهر مرتفع وكأنه من طابقين، لأنّ بعض المناطير كان يُستخدم لإيواء عائلة كاملة في موسم معين إن كانت أرضها بعيدة، كأن يُستخدم في رعاية الأرض في موسم الصيف أو موسم الشتاء بحسب ما يُزرع في تلك الأرض.

ويمكن أن نتخيل الآن رجلاً واحدًا كان يقضي أكثر عمره في فلاحة "الموارس"، ونطارة ثمارها، وحراسة الكروم ورعايتها، وبقدر ما في هذه الحياة من شقاء، ففيها ما يُفسّر العلاقة الضمنية المتوارثة في أجيال الفلسطينيين بينهم وبين الأرض، قبل الاستعمار الصهيوني.

والموارس جمع كلمة مارس، وهي كلمة تُطلق في فلسطين على قطعة الأرض التي تحرث وتفلح، ولعلّ استخدام الكلمة راجع إلى الوجود الصليبي أو الوجود الروماني القديم، فشهر مارس بداية الربيع، وإن كانت تسميات شهور السنة الشمسية في فلسطين كما في بلاد الشام والعراق سريانية لا لاتينية، فنقول آذار ولا نقول مارس.

* والصورة بكاميرا يوسف عودة لمنطار تراثي حقيقي يقع بين الطيرة وعين قينيا في منطقة رام الله، وقد ظهرت في السنوات الأخيرة مشاريع لإحياء المنطار الفلسطيني.

التحية للجميع، سلوى، وأسامة، وهادي، وهناء، وبلال، وساري طبعًا.
بس بنحب نقول للسيدة هناء إنه ساري كان موصيكم زماااااان على لوحات لمكتبته وطنشتوا.. لكن الآن للأسف ما ظلّ وسع على الحيطان كلها انتلت* خزاين كتب.
*ترجمة: انتلت: امتألت.

"وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ' ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنكُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ":

والمعنى : أنه تعالى بيَّن أن جميع النعم من الله تعالى، ثم إذا اتَّفق لأحدٍ مَضرَّةٌ تُوجب زوالَ شيء من تلك النعم فإلى الله يجأر، أي : لا يستغيث أحدا إلا الله تعالى لعلمه بأنه لا مَفزع للخلق إلا هو، فكأنه تعالى قال لهم : فأين أنتم عن هذه الطريقة في حال الرخاء والسلامة !!

ثم قال بعده : " ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون " فبيَّن تعالى أن عند كَشف الضر وسلامة الأحوال يفترقون، ففريقٌ منهم يبقى على مِثل ما كان عليه عند الضر في أن لا يفزع إلا إلى الله تعالى ، وفريق منهم عند ذلك يتغيَّرون فيشركون بالله غيرَه، وهذا جهل وضلال.

قال مصنف هذا الكتاب محمد بن عمر الرازي رحمه الله :

في اليوم الذي كنت أكتبُ هذه الأوراق - وهو اليوم الأول من محرم، سنة اثنتين وستمائة - حصلتْ زلزلةٌ شديدة وهَدَّةٌ عظيمة وقت الصبح ورأيتُ الناس يَصيحون بالدعاء والتضرع، فلما سكتَت وطاب الهواءُ وحسُن أنواع الوقت، نسُوا في الحال تلك الزلزلةَ، وعادوا إلى ما كانوا عليه من تلك السفاهة والجهالة، وكأن هذه الحالة التي شرَحها الله تعالى في هذه الآية تجري مَجرى الصفة اللازمة لجوهر نفس الإنسان.

- الإمام الرازي-

أخرج الترمذي في سننه:

عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : "مُثِّلَ ابْنُ آدَمَ وَإِلَى جَنْبِهِ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ مَنِيَّةً، إِنْ أَخْطَأَتْهُ الْمَنَايَا وَقَعَ فِي الْهَرَمِ حَتَّى يَمُوتَ".

الناس في بلادنا يعبّرون عن إحساسهم الشديد بالبرد بقولهم: "ميّت من السقعة".
والموت بالبرد بات حقيقة في غزّة، تمامًا كالموت بالنار، وأسباب الموت كلّها تلاحق الناس في غزّة، الموت بالنار، وبالبرد، وبالماء غرقًا، والموت جوعًا، وعطشًا ومرضًا.. وكأنّه لا شيء في غزّة سوى أهلها وأسباب الموت والقهر.

ولازم الصمت 🌹🌹

خط سلطان المتكلمين، الإمام فخر الدين الرازي

الإبادة العاديّة.. لماذا يتفنن الإسرائيليون في إبادة الفلسطينيين؟!

https://arabi21.com/story/1651315/الإبادة-العادية-لماذا-يتفنن-الإسرائيليون-في-إبادة-الفلسطينيين

👆
(1)لمّا بدأتُ دراستي في المدرسة الشرعية في البيرة من الصف السابع، كنتُ أثناء رجوعي منها أمرّ بمكتبة الأقصى التي كانت بجوار مسجد البيرة الكبير فأشتري كتابًا بقدر ما معي من مال، ثمّ أقرؤه فور عودتي، ولا أشتري غيره إلا بعد الفراغ منه أو ادخاري ثمن كتاب جديد، ولأنّه لم يكن يوجهني أحد في القراءة كنت أندم على بعض ما أشتريه بعد قراءتي له، ومرّة حاولت إرجاع كتاب ووجدت الكراهة في وجه البائع، فخجلت ولم أحاول ذلك ثانية.

افتتحت مكتبات أخرى جديدة في رام الله أكثر تنوعًا، وصرت أزورها يوميًّا أثناء عودتي، وأنظر في عناوين الكتب متحيرًا حزينًا لعدم قدرتي على شراء ما جذبني إليه أو علمتُ قدره، فالقراءة المتصلة أخذت تهديني باستمرار إلى الكتب وموضوعاتها وعلاقتها ببعضها، وظلّ حالي على هذا المنوال حتى بعد دخولي الجامعة، وقد بات معلومًا أنني أنهيت المرحلة الأولى من الجامعة في إحدى عشرة سنة بسبب الاعتقالات وتوابعها، فبقيت لا أشتري كتابًا جديدًا إلا بعد الفراغ مما سبقه، وجمع ثمن الجديد، وهكذا تكونت نواة مكتبتي، فإذا زارني أحد وسألني السؤال المعتاد الذي يوجه لأصحاب المكتبات الكبيرة: "هل قرأتَ كلّ هذه الكتب؟!"، أجبته بثقة وصدق: "نعم"، فالمكتبة كانت صغيرة لكنها يراها كبيرة بالقياس إلى خلوّ بيوت أكثر الناس من مثلها، وكبرت كتابًا على كتاب، على طول السنين الماضية من عمري، ولم يكن ينضم الكتابُ إلى الكتابِ إلا بعد الفراغ من سابقه وجمع ثمن لاحقه.

ما عسر علي شراؤه؛ كنت أسعى إلى قراءته في المكتبات العامة وتحصيله منها، فأمرّ بمكتبة البيرة العامّة حين رجوعي من المدرسة وأمكث فيها ساعات متصلة، وفي وقت لاحق في مكتبة مسجد العين وقد صارت مفاتيحها بيدي عندما انضممت إلى شباب المسجد في ذلك الزمن القديم، ثم مكتبة مسجد البيرة الكبير بعد أن صارت عامّة، وأخيرًا مكتبة جامعة بيرزيت جلوسًا بالساعات واستعارة متكررة في أيام الشهر.

لمّا تضخمت مكتبتي بعد ذلك، لأسباب كثيرة، وصرت أشتري الكتب من المعارض في البلاد العربية، والمشاغل والهموم تتكاثر، والالتزامات تتعاظم، والوقت يمضي سريعًا، بدأت أفهم معاني جديدة لقوله تعالى: ﴿أَلهاكُمُ التَّكاثُرُ﴾، فأقف محتارًا أنظر إلى ما يتكاثر أمام عينيّ من أين أبدأ؟ وما الذي أعطيه الاهتمام الأوّل؟ ولماذا هذا الكتاب وليس هذا؟ ولاسيما أنّ اهتماماتي كثيرة وقد عجزت عن حصر نفسي في اهتمام واحد، حتى إذا زارني الأصحاب والأصدقاء، وسألوني السؤال المعتاد الذي يعرفه أصحاب المكتبات الكبيرة: "هل قرأت هذه الكتب كلّها؟!"، أجيب بما اعتاده المكثرون من اقتناء الكتب: "لا أحد يقرأ كلّ ما يشتريه، وثمّة كتب لأغراض كذا، وكتب يُرجع إليها حين كذا، وكتب هذا شأنها…"، وما عدتُ أدخل المكتبات العامّة، فما لدي يغنيني، إلا لأغراض استعارة ما يعسر وجوده من الكتب القديمة في القضية الفلسطينية، ولا أجده PDF.

بل كان حالي في الابتدائية أفضل، بعدما افتتحت مؤسسة جديدة مشروعًًا مشجعًا على القراءة، وذلك بمنح القارئ دفترًا يطابق شكله جواز السفر، يدعى جواز سفر القراءة، فإذا ختمت جميع صفحاته، والصفحة لا تُختم إلا بقراءة كتاب، ارتقى حامله إلى جواز سفر بلون مختلف يدلّ على مرحلة أعلى، فكنت أستعير الكتب وقتها من مكتبة رام الله العامّة، المشتركة في هذا المشروع، فيختبرني موظفو المكتبة فيما قرأت ويختمون الصفحة مقابل الكتاب المقروء.

ثمّ اهتديت، أي في الابتدائية، إلى مكتبة مسجدنا العمري العتيق الصغيرة، والتي لم تزد على خزانتين منخفضتي الارتفاع، فقرأت كلّ ما فيها إلا كتابي الجامع لأحكام القرآن للقرطبي، والمجموع شرح المهذب للإمام النووي، وقد كنت أجلس محتارًا إزاء عنوان كتاب الإمام النووي هذا وأراه عجيبًا غير مفهوم متهيبًا من محاولة قراءته، وما سوى ذلك كله قرأته، فهمته أو لم أفهمه، فأكثرها كتب في التاريخ، أو القصص القرآني أو قصص الصحابة، وبعضها في تاريخ الحركة الإسلامية المعاصرة، ومن هناك بالمناسبة تعرفت على مروان حديد وأحداث حماة، وما سبق ذلك من محن في مصر.. الخ. ولم يكن في بيتي حينها إلا مجلات الأطفال التي اعتدت شراءها منذ تفتح وعيي، وما يُهدى إليّ في المخيمات الصيفية وحفلات تكريم المتفوقين، والقليل سوى ذلك مما اشتريته بنفسي، مثل صفوة التفاسير ومختصر تفسير ابن كثير للصابوني، فلا البيت يتسع ولا المال متوفر ولا السنّ قادر على التمييز.👇

☝️(2) الآن أقارن حالي بعد الكبر بذلك الزمن الجميل الحافل بالمتعة والدهشة والفضول والإحساس بالمعنى والتشوّف إلى المجهول، وإذا كانت أحداث العمر من شأنها أن تطمر مساحات للسعادة في القلب، فإن التكاثر يلهي، يلهي عن الانتفاع ويلهي عن الاستمتاع الجالب للسعادة فيما يحبه المرء، وقد كانت الندرة فيما مضى تحملنا على الاستمتاع بالمتاح، فالأمر لا ينحصر في الكتب، بل في كلّ شيء، واليوم، وكلما انتصحني صديق بشأن شراء الكتب، نصحته بألا يقلدني، وألا يكبّر مكتبته في بيته، فعليه أن يعرف ما يريد، فيشتري أهم ما يتعلق بما يريد، ثمّ يكمّل ما لديه بالاستعارة من المكتبات العامّة، والقراءة الإلكترونية، فالعمر قصير، والوقت ضيّق، وليس على المرء أن يلاحق كلّ ما يتمنّاه.

اليوم ظهر لكل ذي عينين مدى التفاوت الكبير في القوى والخطورة بين المشروعين الصهيو أمريكي والإيراني، وأن تضخيم الأضعف منهما كان محض هراء، فلم تتمكن إيران من تقديم أي دعم ملموس لإنقاذ الأسد مع انطلاق عملية ردع العدوان، وأخلت عناصرها كأن لم تتواجد يوما في سوريا، بينما إسرائيل لها عدة أيام تدمر السلاح الثقيل المتبقي في مطارات ومعسكرات جيش نظام الأسد، وسيطرت على المنطقة العازلة مع الجولان وصولا لمناطق بالجنوب السوري بكل تبجح، وتضرب حيث تشاء من سوريا ولبنان إلى اليمن، وبمظلة حماية سياسية وعسكرية أمريكية.

الفنان السوري خالد تاجا..

في ذكرى الـ36 للانتفاضة الأولى يُقدم لنا الكاتب عوني فارس موجزًا عن هذا الحدث المؤسس في تاريخ القضية الفلسطينية، فكيف انطلقت شرارة الانتفاضة؟ وكيف انتقلت لمدن الضفة والقدس وغزة؟ وما أدواتها؟ وكيف أسست لحالة نضالية تدحرجت ككرة الثلج حتى وصلت للسابع من أكتوبر؟

لقراءة التقرير على الرابط أدناه، كما ويمكنكم تحميل الملف بصيغة PDF على ذات الرابط
https://etar.info/yoV

حماس تبارك "للشعب السوري نجاحه في تحقيق تطلعاته نحو الحرية والعدالة".

بملاحظة مواقف من عُرِفت عنهم مناصرة النظام، أو الذين لديهم تخوّف شديد من الإسلاميين، أو خلاف مع مسارات الثورة السورية وأطيافها وخطاباتها (أتحدث عن السوريين داخل سوريا)، يمكن الاستنتاج أنّه لم يعد للنظام قواعد اجتماعية، فالطائفة التي استُغلّت وألقي شبابها في الحرب للدفاع عن حكم العائلة لا تبدو حزينة لسقوط النظام، الشبكات الزبائنية المرتبطة به لا تظهر أسفًا لزواله، والكثير من هؤلاء يعلن عن فرح واضح بسقوطه وقد التفوا حوله وانتفعوا منه من قبل.. النظام جرّف كلّ شيء، ولم يبق لنفسه قشة يستند عليها.

"اعتبارًا من الآن، ستكون جبهتنا الحربية الرئيسية هي سوريا."

المستوى السياسي يفكر في تعميق سيطرته في الأراضي السورية
القناة 11 الصهيونية.

خلص بنسكر التعليقات 👆إلى حين نرجع نحكي عن الغراب والكتب مثل قبل..

الغراب اللطيف وطلاته المتكررة كل دقيقة..

يا إخوة.. قناتي ليست منتدى حواري.. فالشتائم والملاسنات ليست من باب إبداء الرأي، ولا تنمّ عن احترام صاحب القناة. وأنا أكره أن أحظر أحدًا. فأنا لا أقبل اللعنات والشتائم والتطاول بحق أيّ أحد، علاوة على أن أقبلها بحق نفسي.
عادي.. بنسكر القناة، وبنريح كل واحد منزعج :)

الحقيقة.. أنّ ما فعله السنوار كان اختبارًا للمحور مفهومًا ووجودًا وقدرة. لا يوجد محور يُقضى عليه بهذه السهولة، إلا في حال كانت الحقيقة أقلّ من الشعار.
هذا الذي أقوله لا علاقة له بالتقييم السياسي لطوفان الأقصى، كما لا ينفي التضحيات المقدّرة التي قدمتها أطراف في المحور إلى جانب غزّة.
لكن البكاء على ما مضى لا يفيد شيئًا، وهي فرصة للاعتبار والاتعاظ والتسليم بحقائق التاريخ. ويبقى النظام السوري الخطأ الأكبر في حسابات المحور، الخطأ الأكبر من أيّ خطأ آخر، وكان يمكن تجنّب الكثير من الخسائر لو حصلت تسوية منذ بدايات الثورة السورية، تسعى لأخذ كل الحسابات بعين الاعتبار.

انتهك حكم عائلة الأسد كرامة الشعب السوري وآدميته بأن أخضعه لحكم العائلة واستباح لأجل ذلك الناس في دمائهم وأعمارهم وأموالهم وكراماتهم؛ وفعل ذلك متغطّيًا باسم فلسطين والعروبة؛ فلا هو ارتقى إلى ما تستوجبه عدالة القضية الفلسطينية من عدالة في الحكم، ولا هو استثمر الفرص العديدة ليكون على قدر ما تتطلبه القضية الفلسطينية من مبادرة في المواجهة، ولا هو كان عروبيًّا وقد جعل من العروبة خرقة لستر عورة عائلة صغيرة استبدت بالبلد وبالناس، ولا هو اعتبر وتبصّر ووفّر على شعبه هذه الآلام المفجعة وعلى نفسه هذه النهاية المخزية.

وقد كان ثمن الحفاظ عليه انقسامًا أهليًّا وحربًا طائفية في معركة أكلت الأخضر واليابس ولم يستفد منها أحد، حتى النظام الذي هندس كلّ سياساته للحفاظ على حكم العائلة قد سقط وسقطت معه العائلة، وقد كان يمكن توفير كلّ هذه الآلام، وكان يمكن لحلفاء النظام توفير سمعتهم وأموالهم ودماءهم، بتسوية تضع حقّ الناس ومظلوميتهم وكرامتهم فوق أيّ اعتبار آخر، وأن يخرج النظام منتصرًا بتواضعه لشعبه واغتنامه للفرصة، ولكن أبى الله، أن يكون ثمن جرائم 60 سنة إلا بهذا النحو الذي يسترد فيه الناس كراماتهم، ويجبون فيه نتيجة نضال العقود الطويلة.

سقط النظام ليس فقط لأنّ التوازنات التي خدمته سقطت، ولكن أيضًا لأنّ شعبه أراد سقوطه. هل ستُترك سوريا دون محاولات تخريب؟! لا. هل هناك مخاوف؟ نعم. لكن هذه حقبة كان لا بدّ لها أن تنتهي، والنظام الذي تآكل كان لا بدّ أن يسقط، وسنن الله وقوانين التاريخ كان لا بدّ لها أن تتجلى، والله تعالى القاهر فوق عباده، وهو الحكيم الخبير.

الخارجية الروسية: نتيجة لمفاوضات بين الرئيس السوري بشار الأسد وعدد من المشاركين في الصراع المسلح في سوريا قرر الأسد الاستقالة من الرئاسة

الخارجية الروسية: قبل مغادرة البلاد أعطى الأسد أوامر بالانتقال السلمي للسلطة

طيب ليش؟
مسكين الفلسطيني حيثما يمم وجهه :)

من الأخطاء في السجود: وضع إحدى القدمين على الأخرى كما في الصورة، أو رفع القدمين عن الأرض كما يفعله بعض الناس، والأصح في مذهب الشافعي أن هذا مبطل للسجود، وأنه يجب وضع شيء من باطن أصابع كلا القدمين على الأرض عند السجود، كسائر الأعضاء السبعة، وهي الجبهة مع الأنف، واليدان، والركبتان، وأصابع القدمين.

ومن الأخطاء كذلك: عدم وضع الراحتين على الأرض، والاكتفاء بوضع بطون أصابع اليد فقط، كما في الصورة، وإن كان هذا غير مبطل للسجود على الأصح في مذهب الشافعي أيضا، وأما الاكتفاء بوضع القبضة كما يصنعه بعض الناس فهو مبطل للسجود، إذ لا بد من السجود على باطن الكفين.

والسجود ركن من أركان الصلاة، يتكرر في كل ركعة مرتين، ويكون على سبعة أعظم كما ورد في الحديث الشريف.

في يوم التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني.. من يتضامن مع الفلسطينيين؟!

https://arabi21.com/story/1644571/في-يوم-التضامن-الدولي-مع-الشعب-الفلسطيني-من-يتضامن-مع-الفلسطينيين

أكثر ما أقرؤه من استنتاجات من الأحداث الجارية كلّها مستعجل؛ ولا تخلو من السجالية، أو الرغبية، أو الانفعال المفرط بوطأتها.

الصورة من كتاب من القرن الثامن؛ في التصحيح المذهبي في المذهب الشافعي، والاستدراك على شيخي المذهب الرافعي والنووي رحمهما الله تعالى.
وكون تحقيق الكتاب رسالة لنيل الماجستير، فإن الطالب يجتهد في نفخ الكتاب فيما هو مفيد وغير مفيد، وهو معذور في ذلك، لأن رسالة الماجستير تدريب تعليمي، وصاحبها مطالب من مشرفه بالتحشية على كلّ شيء تقريبًا.
لكنّ طباعة الكتاب تتطلب اجتهادًا جديدًا، بحذف ما لا ينفع القارئ المهتمّ بالكتاب، فمن هذا الذي يقرأ كتابًا شديد التدقيق في أخطاء كبار الفقهاء وتصحيح المذهب؛ ويجهل معنى الكتاب والطهارة لغة واصطلاحًا؟!

"قليل من التوفيق خير من كثير من العلم الخالي عن التوفيق".

كتاب أشرف البعلوجي من نتاجات القائد الراحل يحيى السنوار - رحمه الله - المتميزة، وهو من بواكير أعماله المنشورة، ومن المنطقي أن يعتريه ما يعتري البدايات من التسمَّر على شاطئ المعاني، والتعثُّر في التعبير عن الفكرة والحدث، ولكن القارئ حتمًا سيتفاجأ بقيمته العالية، ليس فقط من الناحية الأدبية، إذ احتوى صياغات جميلة، وصورًا فنيةً، وتوصيفات لافتة، وتشبيهاتٍ ساحرة، دلَّت على متانة في اللغة، وأوحت بأننا أما مشروع روائيٍ جاد. وإنما بما تضمنه من إشارات مهمة للأسس الفكرية والدوافع السياسية التي قامت عليها الوطنية الإسلامية في فلسطين.

لمتابعة القراءة للكاتب الفلسطيني عوني فارس على الرابط أدناه، كما يمكنكم تحميل الملف بصيغة PDF على ذات الرابط 👇
https://etar.info/wVJ

تفضل علي الشيخ الأستاذ المحقق البحاثة محمد خالد كلاب، حفظه الله وسلّمه وأدام فضله ونشر علمه وفرّج عنه وعن كلّ أهلنا في غزّة، بأن أوصى بأن تصلني هديته الغالية هذه، والتي تضمّ:

1. كتاب: "الخير التامّ في ذكر الأرض المقدسة وحدودها وذكر أرض فلسطين وحدودها وأراضي الشام"، للشيخ العلامة صالح بن أحمد بن محمد بن صالح بن محمد بن عبد الله الخطيب التُمُرتاشي العمري الغزي الحنفي، المتوفى بعد العام 1127 هـ.

والكتاب موضوعه واضح من عنوانه، وقد ضمنه الشيخ محمد، بمشاركة أخيه وزميله الأستاذ حسين أحمد حمد، رسالة في ترجمة الشيخ التُمُرتاشي، وأخرى في إجازاته.

2. كتاب: "ثبت مسموعات الشيخين الزكي البرزالي (ت 636 هـ)، والكمال ابن الدُّخمَيسي (كان حيًّا سنة 671 هـ)، على مسند القدس وعالمها أبي عليّ الحسن بن أحمد بن يوسف الإوقي المقدسي (ت 630 هـ)، في بيت المقدس"، وقد قدّم له الشيخ محمد برسالة نفسية عالية في ترجمة مسند القدس أبي الحسن الروقي. وفي المقدمة غير هذه الرسالة مداخل وفوائد عديدة، والمقدمة كتاب قائم بنفسه فقد تجاوزت نصف صفحات المجلد.

والشيخ محمد مشغول بالتاريخ العلمي لفلسطين وبلاد الشام، وإظهار تراث علماء هذه البلاد المقدسة، حتى وهو في خيمته، في غمرة الحرب الظالمة، التي يقاسيها مع بقية أهلنا في غزة، مما يزيد في قيمة هديته في نفسي، ويضاعف من امتناني له، وقد أكرمني بكسوة نورانية من فيض نفسه السخية بكلمات المحبة والإهداء التي جادت عليّ بلطيف القول وكريم إحسان الظنّ.

وللشيخ محمد إصدارات أخرى سبق لي الإشارة إلى بعضها، وسوف أعود للتعريف بغيرها إن شاء الله، إلا أنه كان قد أملى هذا الإهداء لي على الإخوة في دار الرياحين بالأردن؛ موزعي الكتاب، في 31 تشرين الأول/ أكتوبر في اليوم 391 من طوفان الأقصى، ووصلتني بعد شهر في 30 تشرين الثاني/ نوفمبر، في اليوم 421 من طوفان الأقصى، فسارعت إلى تسجيل شكري وامتناني، فمثل هذه الهدية الغزّية/ المقدسية في مثل هذه الظروف، وفي مثل هذه الأيام التي تشهد فيها بلادنا الشامية الأحداث الجسام، من أغلى ما يمكن أن أتلقاه.

وشكري لدار الرياحين بعمان/ بيروت، ووقفية البراق الشريف للتراث الفلسطيني بغزة الكرامة والشرف.

هذه تدوينة كنتُ كتبتُها قبل سبع سنوات عن الشيخ المنشاوي رحمه الله.

https://www.aljazeera.net/amp/blogs/2017/4/15/دهشة-المنشاوي-من-خلف-جدران-الزنزانة

😌

سلِّمِ الأمرَ تجدنا..

"مَالِي سوى قَرْعِي لِبَابِكَ حِيلَةٌ
‏فَلإِنْ رُدِدْتُ فَأَيّ بابٍ أقْرَعُ؟"

(سئل) عن معنى قول العلامة ابن حجر المكي في «شرح الأربعين» في الحديث السادس: ومن ثم قيل: ينبغي للعاقل أن يحذر من سرعة انقلاب قلبه فإنه ليس بين القلب والقلب إلا التفخيم، ما معنى ذلك؟

(أجاب) المعنى ليس بين القلب بمعنى الانقلاب، والقلب بمعنى المضغة المودعة اللطيفة الربانية المسماة علمًا باعتبار الانكشاف وحياة باعتبار النمو وروحًا باعتبار الانتشار وعقلاً باعتبار التصريف في الكليات والجزئيات، والميل إلى الكمالات؛ إلا التفخيم بمعنى التعظيم لجانب الربوبية من حيث ما ورد عليه من الملكوتية. فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء، وإن لم يكن هذا التفخيم بمعنى التعظيم كان ذلك المعنى نفسًا أمارة تنقلب مع هواها وتسعى في رداها. فالمعنى الأول مشار له بمنطوق قوله: «احفظ الله يحفظك» أي بالمراقبة والوقوف مع الحدود. والثاني: مشار له بالمفهوم أي إن لم تراقب مولاك وكلك إلى هواك، فانقلبت إلى غيك وضلالك الأصلي الذي عليه طبعت والله تعالى أعلم.*

* الشيخ محمد الخليلي الشافعي، مفتي الشافعية بالقدس الشريف في زمانه (ت 1147 هـ)

هذه المقالة كتبتها قبل الإعلان عن الاتفاق، وهي صالحة لقراءة المشهد من زواياه الكلية والكبيرة.

ورقة الضمانات الأمريكية للكيان الإسرائيلي:

מכתב הערבויות האמריקני המלא שחשפנו הערב:

- ישראל וארה"ב מתכוונות לשתף, מודיעין רגיש הנוגע להפרות, כולל כל חדירה של חיזבאללה לצבא הלבנוני

- ארה"ב רשאית לשתף מידע שסופק על ידי ישראל עם צדדים שלישיים מוסכמים (הממשלה הלבנונית ו/או הוועדה) כדי לאפשר להם לטפל בהפרה

- ארצות הברית מחויבת לשתף פעולה עם ישראל כדי ולבלום את פעילותה המערערת של איראן בלבנון, כולל מניעת העברת נשק, שלוחות ואחרים משטח איראן

- ארצות הברית מכירה בזכותה של ישראל להגיב לאיומים המגיעים משטח לבנון בהתאם לחוק הבינלאומי

- באזור הדרומי - לישראל שמורה הזכות לפעול בכל עת נגד הפרות של ההתחייבויות

- מחוץ לאזור הדרומי לישראל שמורה הזכות לפעול נגד התפתחות איומים המכוונים נגדה, אם לבנון אינה מסוגלת או שאינה רוצה לסכל איומים אלו: כולל הכנסת נשק בלתי חוקי לתוך לבנון דרך גבולות ומעברים

- אם ישראל תחליט לנקוט צעדים כאלה, היא תודיע על כך לארצות הברית בכל מקום אפשרי

- טיסות ישראליות מעל לבנון יתבצעו לצורכי מודיעין, מעקב וסיור בלבד, ולא יהיו נראות לעין בלתי מזוינת ככל הניתן, ולא ישברו את מחסום הקול

الترجمة:

النص الكامل لورقة الضمانات الأمريكية التي كشفتها القناة 13:

• إسرائيل والولايات المتحدة تنويان تبادل معلومات استخباراتية حساسة تتعلق بالانتهاكات، بما في ذلك أي اختراق لحزب الله داخل الجيش اللبناني.

• يُسمح للولايات المتحدة بمشاركة المعلومات التي قدمتها إسرائيل مع أطراف ثالثة متفق عليها (الحكومة اللبنانية و/أو اللجنة) لتمكينهم من معالجة الانتهاكات.

• الولايات المتحدة ملتزمة بالتعاون مع إسرائيل لمنع النشاطات المزعزعة للاستقرار التي تقوم بها إيران في لبنان، بما في ذلك منع نقل الأسلحة والمعدات الأخرى من الأراضي الإيرانية.

• الولايات المتحدة تعترف بحق إسرائيل في الرد على التهديدات القادمة من الأراضي اللبنانية وفقًا للقانون الدولي.

• في المنطقة الجنوبية: تحتفظ إسرائيل بحقها في العمل في أي وقت ضد أي انتهاك للالتزامات.

• خارج المنطقة الجنوبية: تحتفظ إسرائيل بحقها في العمل ضد تطور التهديدات الموجهة ضدها، إذا لم تكن لبنان قادرة أو راغبة في منع هذه التهديدات، بما في ذلك إدخال أسلحة غير قانونية إلى لبنان عبر الحدود والمعابر.

• إذا قررت إسرائيل اتخاذ مثل هذه الخطوات، فستقوم بإبلاغ الولايات المتحدة بذلك كلما كان ذلك ممكنًا.

• الطلعات الجوية الإسرائيلية فوق لبنان ستُنفَّذ لأغراض الاستخبارات، والمراقبة، والاستطلاع فقط، وستكون غير مرئية بالعين المجردة قدر الإمكان، ولن تكسر حاجز الصوت.

﴿استَعينوا بِاللَّهِ وَاصبِروا﴾

نتنياهو:
נתניהו: יש שלוש סיבות להפסקת האש - התמקדות באיום האירני, ריענון חימושים שיתחדשו בקרוב, ניתוק הזירות בין לבנון ועזה

الترجمة:

نتنياهو: هناك ثلاثة أسباب لوقف إطلاق النار - التركيز على التهديد الإيراني، وتجديد الذخائر التي ستتجدد قريبًا، وفصل الساحات بين لبنان وغزة.

نص الاتفاق

ההסכם המלא בין ישראל ללבנון נחשף

ההסכם:

- חזבאללה וכל הקבוצות החמושות האחרות בשטח לבנון לא יבצעו כל פעולה התקפית נגד ישראל.

- ישראל, בתמורה, לא תבצע כל פעולה צבאית התקפית נגד מטרות בלבנון, כולל באדמה באוויר ובים.

- ישראל ולבנון מכירות בחשיבות החלטת מועצת הביטחון של האו"ם 1701.

- מחויבויות אלו אינן שוללות את זכותן של ישראל או לבנון לממש את זכותן הטבועה להגנה עצמית.

- כוחות הביטחון והצבא הרשמיים של לבנון יהיו הקבוצות החמושות היחידות המורשות לשאת נשק או להפעיל כוחות בדרום לבנון.

- כל מכירה, אספקה וייצור של נשק או חומרים הקשורים לנשק ללבנון תהיה בפיקוח ובשליטה של ממשלת לבנון.

-יפורקו כל המתקנים הבלתי מורשים המעורבים בייצור נשק וחומרים הקשורים לנשק

- יפורקו כל התשתיות והעמדות הצבאיות, יוחרם כל הנשק הבלתי מורשה שאינו תואם את ההתחייבויות הללו

- תוקם ועדה שתהיה מקובלת על ישראל ועל לבנון שתפקח ותסייע בהבטחת האכיפה של התחייבויות אלה

- ישראל ולבנון ידווחו על כל הפרה אפשרית של ההתחייבויות לוועדה וליוניפי"ל

- לבנון תפרוס את כוחות הביטחון הרשמיים שלה ואת כוחות הצבא לאורך כל הגבולות, נקודות המעבר והקו שמגדיר את האזור הדרומי שמוצג בתוכנית הפריסה

- ישראל תשיג את כוחותיה בצורה מדורגת מדרום לקו הכחול בתקופה של עד 60 ימים

- ארה"ב תקדם מו"מ עקיף בין ישראל ולבנון כדי להגיע לגבול יבשתי מוכר

ترجمة النص:

تم الكشف عن الاتفاق الكامل بين إسرائيل ولبنان

الاتفاق:
• حزب الله وجميع الجماعات المسلحة الأخرى في لبنان لن تنفذ أي عمل هجومي ضد إسرائيل.

• إسرائيل، بالمقابل، لن تنفذ أي عمل عسكري هجومي ضد أهداف في لبنان، سواء على الأرض أو في الجو أو في البحر.

• تعترف إسرائيل ولبنان بأهمية قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.

• هذه الالتزامات لا تلغي حق إسرائيل أو لبنان في ممارسة حقهما الطبيعي في الدفاع عن النفس.

• ستكون قوات الأمن والجيش الرسمية في لبنان هي الجهات المسلحة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح أو تشغيل القوات في جنوب لبنان.

• سيتم وضع أي بيع أو توريد أو إنتاج للأسلحة أو المواد المرتبطة بالأسلحة في لبنان تحت إشراف وسيطرة الحكومة اللبنانية.

• سيتم تفكيك جميع المنشآت غير المرخصة المتورطة في إنتاج الأسلحة أو المواد المرتبطة بالأسلحة.

• سيتم تفكيك جميع البنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة أي أسلحة غير مرخصة تتعارض مع هذه الالتزامات.

• سيتم إنشاء لجنة مقبولة من كلا الطرفين (إسرائيل ولبنان) للإشراف والمساعدة في ضمان تنفيذ هذه الالتزامات.

• ستقوم إسرائيل ولبنان بالإبلاغ عن أي انتهاكات محتملة لهذه الالتزامات إلى اللجنة وإلى قوات اليونيفيل.

• ستنشر لبنان قوات الأمن والجيش الرسمية على طول الحدود، ونقاط العبور، والخط الذي يحدد المنطقة الجنوبية الواردة في خطة الانتشار.

• ستنسحب إسرائيل بشكل تدريجي من جنوب الخط الأزرق خلال فترة تصل إلى 60 يومًا.

• ستعمل الولايات المتحدة على تعزيز مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل ولبنان للوصول إلى حدود برية معترف بها.

أنا كنت أعاني من سوء فهم بعض القراء العرب أحيانًا، بس "أولاد العم" شغل تزوير رسمي!

هذا لقاء مع إنزو ترافيرسو؛ مؤلف كتاب Gaza Faces History (غزة تواجه التاريخ)، الصادر في 1 تشرين الأول/ أكتوبر 2024.

دلني على اللقاء الصديق العزيز عوني فارس، وأضع ترجمة اللقاء كاملاً هنا:

هذا برنامج Democracy Now! على موقع democracynow.org، بعنوان الحرب والسلام والرئاسة.
أنا إيمي غودمان، أُبثّ من PBS 12 في دنفر،
ونورمين شيخ موجودة في نيويورك.

ننهي حلقة اليوم مع المؤرخ المعروف إنزو ترافيرسو، مؤلف الكتاب الجديد "غزة تواجه التاريخ".
أحد المراجعين وصف الكتاب بأنه “اتهام مدمر للتلاعب الخطابي الذي استخدمته إسرائيل وداعموها في الغرب لتبرير المجازر في غزة”.
ينضم إلينا إنزو ترافيرسو من إثاكا، نيويورك، حيث يدرّس في جامعة كورنيل.

من بين كتبه الأخرى: أصول العنف النازي والوجوه الجديدة للفاشية: الشعبوية واليمين المتطرف.
البروفيسور إنزو ترافيرسو، أهلاً بك في برنامج Democracy Now!
مجال دراستك يتناول الفاشية والنازيين.
حدثنا عن سبب اختيارك الآن للكتابة عن غزة.

شكرًا لاستضافتي.
أنا مؤرخ مختص بالتاريخ الأوروبي الحديث.
تأثرت بشدة بما يحدث في غزة الآن، مثل الكثيرين.
لكنني لست باحثًا في شؤون الشرق الأوسط، وفي البداية لم أخطط لكتابة كتاب عن هذه الحرب وهذا الإبادة الجماعية.
لكنني أدركت سريعًا أن التاريخ، وحتى الكثير من الكلمات والمفاهيم المرتبطة بتاريخ الحروب والعنف والإبادات الجماعية، تم استغلالها بشكل كبير لتفسير ما يجري في غزة.

وصدمتني الطريقة التي أسيء بها استخدام العديد من المفاهيم والكلمات، مثل البوغروم، الهولوكوست، معاداة السامية، والصهيونية.
لذلك، مع هذا الفهم الخاطئ للواقع، رأيت أنه من المهم توضيح معاني هذه المفاهيم.

البروفيسور ترافيرسو، تبدأ كتابك بالإشارة إلى العمل الرائع للكاتب الألماني فيغي سيبالد حول التاريخ الطبيعي للتدمير.
يحاول هذا العمل فهم لماذا لم يتحدث الألمان عن القصف الجوي المدمر لمدنهم في نهاية الحرب العالمية الثانية.
هل يمكنك التحدث عن كيفية استخدامك لهذا كأساس لتفسير ما حدث بعد السابع من أكتوبر، وكيف تم تمثيل الضحايا والجناة في هذا الصراع؟

أفتتح كتابي بالاقتباس من الكاتب الألماني العظيم فيغي سيبالد، الذي أشار إلى كيف أن الألمان كانوا صامتين عن معاناتهم في نهاية الحرب العالمية الثانية، رغم أن تلك المعاناة كانت لا يمكن إنكارها.
فقد دُمرت المدن الألمانية بالقصف من قوات الحلفاء.
لكن هذا الصمت كان مرتبطًا بالوعي بأن ألمانيا النازية كانت في ذلك الوقت ترتكب الهولوكوست وجرائم أسوأ في أوروبا، وخاصة على الجبهة الشرقية.

وفي نهاية الحرب العالمية الثانية، تمت محاكمة جرائم النازيين في محكمة نورمبرغ.
واستغرق الأمر عقودًا ليتم الاعتراف بمعاناة الألمان خلال الحرب دون أن يُنظر إليها كتبرير أو تقليل من جرائم النازيين.
الآن، نواجه وضعًا متناقضًا حيث يُعتبر الجاني هو حماس والفلسطينيون، والضحايا هم الإسرائيليون.

هذا عكس للواقع.
يشبه الأمر محاكمة نورمبرغ، لكن بدلاً من محاكمة جرائم النازيين، تُحاكم الفظائع التي ارتكبتها قوات الحلفاء.

لماذا تعتقد أن استدعاء ذكرى الهولوكوست منذ السابع من أكتوبر يشكل إساءة لهذه الذكرى؟

ذكرى الهولوكوست كانت مكبوتة ومخفية لعقود بعد الحرب العالمية الثانية.
لكن من خلال عملية صعبة ومؤلمة لمراجعة الماضي، أصبحت ذكرى الهولوكوست عنصرًا مركزيًا في الذاكرة العالمية، ليس فقط في الغرب ولكن عالميًا.
هذه الذكرى أصبحت بمثابة “دين مدني” للديمقراطيات الليبرالية، تُستخدم للاحتفال بحقوق الإنسان والقيم الأساسية لهذه الديمقراطيات.

لكن خلال العقدين الماضيين، تحولت ذكرى الهولوكوست بشكل متناقض وأصبحت أداة سياسية تستخدمها إسرائيل والدول الغربية لدعم احتلال الأراضي الفلسطينية.
وهذا له عواقب خطيرة جدًا، حيث تُستخدم ذكرى الهولوكوست لتبرير حرب في غزة تحمل سمات الإبادة الجماعية.

أخشى أنه على المدى البعيد، قد يؤدي ذلك إلى موجة جديدة من معاداة السامية، حيث يتم استغلال ذكرى الهولوكوست بطرق تثير الشكوك حولها.

قبل أن ننهي البرنامج، أردت أن أسألك عن فوز ترامب.
قلت إن ما أدهشك لم يكن فوزه، بل مدى انتصاره.
في كتابك الوجوه الجديدة للفاشية: الشعبوية واليمين المتطرف، تحدثت عن هذا. هل يمكن أن تشرح أكثر؟

في هذا الكتاب، استخدمت مصطلح “ما بعد الفاشية” لوصف هذا التحالف العالمي الواسع من الحركات والأحزاب اليمينية المتطرفة.
ترامب ليس استثناءً؛ بل هو جزء من هذا الظاهرة العالمية.

هذه الحركات ليست فاشية بالطريقة الكلاسيكية، لكنها أيضًا لا يمكن فهمها دون مقارنتها بالفاشية التقليدية.
نحن نواجه شيئًا انتقاليًا بين الفاشية التقليدية وشيء جديد غير معروف بعد.

للأسف، علينا إنهاء الحوار هنا، لكننا نتطلع إلى مقابلة موسعة عند زيارتك لنيويورك.
كان معنا البروفيسور إنزو ترافيرسو، مؤلف الكتاب الجديد غزة تواجه التاريخ.
شكراً لكم على المتابعة.

هذا اللقاء المترجم 👆؛ مقتطف مُحرر من بودكاست "قراءات مطولة" لمجلة جاكوبين، مع أكبر شهيد أحمد، الذي يعمل على كتاب يكشف دور إدارة بايدن في دعم حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على غزة. يتناول اللقاء دور سياسة إدارة بايدن تجاه الحرب على غزّة في الانتخابات الأمريكية الأخيرة، ويسرد حكاية ضعف هذه الإدارة إزاء حكومة نتنياهو، وتسليمها في نهاية الأمر دائمًا بخيارات حكومة نتنياهو، ومسارات محاولة إنجاز صفقة تبادل أسرى مع حماس، وكيف كانت هذه الإدارة تغالط نفسها لتتبنى دعاية نتنياهو في نهاية الأمر، وكيف أنّ الطموحات السياسية لبعض أركان الإدارة الذين شبههم بالصراصير (بسبب قدرتهم على التكيف والبقاء) كانت تدفعهم لدعم سياسات "إسرائيل" وتغطيتها والدفاع عنها، وأخيرًا ثمّة محاولة لتوقع ما يمكن أن تنتهجه إدارة ترامب بخصوص الحرب القائمة الآن في غزة ولبنان، وحتى بخصوص إيران.

تحدث جو بايدن عن رغبته في وقف إطلاق النار، لكنه استمر في إرسال الأسلحة إلى إسرائيل ورفض ممارسة أي ضغوط لإنهاء الهجوم على غزة. هذا الرفض، الذي أيدته كمالا هاريس، يمثل جزءًا لا يتجزأ من إرثيهما السياسيين.

أكبر شهيد أحمد، المراسل الدبلوماسي البارز في صحيفة “هافنجتون بوست”، كتب تقارير عن الدعم الأمريكي للهجوم الإسرائيلي على غزة خلال العام الماضي، ويعمل حاليًا على كتاب يكشف القصة من الداخل. تحدث مع مجلة “جاكوبين” عن سبب عدم ابتعاد كمالا هاريس عن جو بايدن بشأن غزة، وتأثير ذلك على الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وما هو المرجح حدوثه لاحقًا.

لمتابعة القراءة، وتحميل التقرير بصيغة PDF على الرابط أدناه 👇
https://etar.info/q73

مقالتي أمس:
ما تعنيه المقاومة في ظرفها الراهن بالقياس إلى ما سبق!

https://arabi21.com/story/1641455/ما-تعنيه-المقاومة-في-ظرفها-الراهن-بالقياس-إلى-ما-سبق

كنتُ وعدتُ بكتابة مادة عن المقصود بضمّ الضفة الغربية، هذه مادة موسعة ومختصرة في الوقت نفسه، تتناول الفرق بين مفهومي الضم وفرض السيادة، وتاريخ نظريات الضم منذ احتلال الضفة الغربية عام 1967، وأشكال الضم المتعددة الواقعية والتشريعية، وسيناريوهات الضمّ المقترحة إسرائيليًّا، وسيناريو الضمّ الأوسع الذي يطمح إليه تيار الاستيطان التوراتي، وآراء الإستراتيجيين والأمنيين الإسرائيليين بهذا الخصوص، ومصير السكان الأصليين (يعني نحن) بحسب كل سيناريو من سيناريوهات الضم، ومصير السلطة الفلسطينية بناء على ذلك.

المادة:
الضفة الغربية: لماذا تريد «إسرائيل» ضم أراضٍ تحتلها أصلًا؟

https://www.7iber.com/politics-economics/فرض-السيادة-الإسرائيلية-على-الضفة/

"المستفتي يتعين عليه ضرب من النظر في تعيين المفتي الذي يقلده ويعتمده، وليس له أن يراجع في مسائله كل متلقب بالعلم".*

* إمام الحرمين.

"فإن من أجلى أصول الشريعة دفع المعتدين، بأقصى الإمكان، عن الاعتداء."*

* إمام الحرمين الجويني، رحمه الله.

وَمُنَّ بِجَمْعِ الشَّمْلِ وَاغْفِرْ ذُنوبَنَا
وَصَلِّ عَلَى خَيْرِ الأَنَامِ وَمَنْ تَلَا.

"وَأَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ ذُو سُلْطَانٍ: مُقْسِطٌ، مُتَصَدِّقٌ، مُوَفَّقٌ، وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ، وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ."*

* من حديث شريف أخرجه مسلم.

أبارك للدكتور محمد متولي، الطبيب والقارئ الفلسطيني، صديقنا وحبيبنا، بفوزه بالمركز الأوّل في مسابقة العراق الدولية للقرآن الكريم التي شاركت فيها 31 دولة.

هنيئًا لأهل القرآن، ولمن يقضي عمره في تلاوة كتاب الله وتعليمه وتعلّمه،

بخصوص "ضم الضفة الغربية" أو "فرض السيادة" عليها، والفرق بين المفهومين، فقد سألني عدد من الإخوة والأخوات عن ذلك.. سوف أكتب إن شاء الله مادة بخصوص هذا الموضوع، فأعتذر لعدم إجابتي السريعة.

لكن لأنّ بعض الإخوة العرب استشكل الأمر، وسأل: أليست السيادة الإسرائيلية واقعة على الضفة؟ فأجيبه: نعم. الضفة الغربية محتلة منذ العام 1967، وتخضع للحكم العسكري الإسرائيلي (الحاكم الفعلي للضفة الغربية هو قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، والتنفيذي هو قائد الإدارة المدنية المسمى اليوم بـ المنسق وهو ضابط في جيش الاحتلال).

لم يخرج الاحتلال من الضفة الغربية بعد توقيع اتفاقية أوسلو وتأسيس السلطة الفلسطينية، وإنما فوض قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال بعض صلاحيته للسلطة، وجرى تقسيم الضفة إلى ثلاث مناطق، (أ) يفترض أن تخضع أمنيًا وإداريًا للسلطة، (ب) يفترض أن تخصع إداريًا للسلطة وأمنيًا للاحتلال، (ج) تخضع أمنيًا وإداريًا للاحتلال وهي أكبر مناطق الضفة.

فالذي حصل هو إعادة انتشار لجيش الاحتلال، بخروجه من مناطق (أ) وتمركزه في المعسكرات والمستوطنات الموجودة في الضفة.

في ملاحق اتفاقية أوسلو الثانية (طابا)، جرى النص على أنّ الصلاحيات الممنوحة للسلطة لا تنتقص من صلاحيات الاحتلال الأصلية، فهو تفويض صلاحيات ليس أكثر، فالضفة ليست مستقلة لا سياسيًا ولا أمنيًا.

عام 2002، مع عملية "السور الواقي"، جرى إلغاء اختصاص السلطة بالصلاحيات الأمنية في مناطق (أ)، ومنذ ذلك الوقت وقوات الاحتلال تدخل هذه المناطق وتعتقل وتغتال وتهدم منازل منفذي العمليات وتمارس كل المهمات الأمنية، في شهر تموز/ يوليو 2023 أي قبل السابع من أكتوبر، ناقشت لجنة الخارجية والأمن في الكنيست مدّ الصلاحيات الإدارية للاحتلال إلى مناطق (ب) و(أ)، ونزع صفة مناطق (ب) عن بعض المناطق "محمية الاتفاق" شرقي بيت لحم، وهو ما حصل فعلاً أخيرًا في حزيران/ يونيو 2024، باستثاء مناطق (أ).

فالواقع أنّ الضفة الغربية كلّها خاضعة للحكم العسكري الإسرائيلي.

ومناطق (أ) أصلاً ليست متواصلة، فمن أراد أن ينتقل من منطقة مصنفة (أ) إلى أخرى مصنفة (أ) سيمرّ بالضرورة على مناطق (ج) و(ب) التي تقع فيها الحواجز الإسرائيلية.

فالمقصود بالضم: توسيع الحدود الرسمية لـ "إسرائيل" لتشمل مناطق في الضفة، والحديث عادة عن الغور، المستوطنات، مناطق (ج).

والمقصود بفرض السيادة: هو فرض القوانين الإسرائيلية (التي تطبق على الإسرائيليين داخل حدود ما يسمى "إسرائيل")، بمعنى إلغاء الحكم العسكري وتحويله إلى احتلال مدني، والحديث غالبًا عن المستوطنات، أي إلغاء تبعية المستوطنات للجيش وإنفاذ القوانين الإسرائيلية الطبيعية فيها. (المستوطن مواطن إسرائيلي ولكن عمليات تنظيم البناء الاستيطاني وما يتصل بها تخضع لقوانين الحكم العسكري، أي ليست هي نفس القوانين التي تجري على البناء في تل أبيب مثلاً. جرى تخفيف هذه القيود مع منح سموتريتش وزارة ثانية في وزارة الحرب الإسرائيلية تشرف على إدارة المستوطنات بمعزل عن إدارة السكان الفلسطينيين، وهو ما يعني فعليًا احتلالًا مدنيًّا للضفة، والسعي الآن لتقنينه بتشريعات إسرائيلية).

ففرض السيادة هو تعبير مخفف عن الضم. وسيناريوهات الضم أو فرض السيادة غير محسومة بعد لدى الإسرائيليين، إذ الحديث عندهم منذ 4 سنوات عن 3 سيناريوهات سوف أوضحها في مقالة منفصلة إن شاء الله.

والضم أو فرض السيادة مخالف للقانون الدولي الذي يعدّ الضفة الغربية أراض محتلة، ولذلك فالغالب أنهم سيتجهون لفرض السيادة في مرحلة أولى على الغور والمستوطنات لأنها تعبير أقلّ ثقلاً من تعبير الضمّ، بحيث يتجنبوا الجلبة الدولية قدر الإمكان.

وأخيرًا: الضفة الغربية، تعبير سياسي، عن الأراضي الفلسطينية التي ألحقت بالمملكة الأردنية الهاشمية بعد النكبة، فصارت للملكة ضفتان واحدة شرقي النهر والأخرى غربي النهر، وإلا فلا يوجد وحدة سياسية أو اجتماعية تميّز الضفة الغربية عن بقية فلسطين، ولكن هذا واقع سياسي حصل بعد النكبة، وتسمية هذه المنطقة قبل النكبة كانت "وسط فلسطين".

هذا مدخل معلوماتي، للإخوة العرب.

لقاء سابق مع السفير الأمريكي القادم إلى "إسرائيل":

"أعتقد أن لإسرائيل سند ملكية على يهودا والسامرة. لا يوجد شيء يسمى احتلالًا."

‏مَقامُ الفَتى عَجزٌ عَلى ما يضيمُهُ
وَذُلُّ الجَريءِ القَلبِ إِحدى العَجائِبِ

إِذا قَلَّ عَزمُ المَرءِ قَلَّ اِنتِصارُهُ
وَأَقلَعَ عَنهُ الضَيمُ دامي المَخالِبِ

وَضاقَت إِلى ما يَشتَهي طُرقُ نَفسِهِ
وَنالَ قَليلًا معْ كَثيرِ المَعائِبِ

-الشريف الرضي.

مقالتي:
"جيش الكلمات".. كلمات عربية في بندقية جندي الكلمات الإسرائيلي!

https://arabi21.com/story/1639931/جيش-الكلمات-كلمات-عربية-في-بندقية-جندي-الكلمات-الإسرائيلي

"عام 2025 سيكون، بمشيئة الله، عام السيادة في يهودا والسامرة”..

وزير المالية، الوزير الثاني في وزارة الأمن، زعيم حزب الصهيونية الدينية، بتسلئيل سموتريتش:

"لقد منحتُ أمرًا لإدارة الاستيطان في وزارة الأمن وللإدارة المدنية للبدء في العمل ضمن طاقم مهني ومؤهل، لتحضير البنية التحتية اللازمة لفرض السيادة".

كلّ المقدمات تشير إلى أنّ ضمّ الضفة الغربية بات أمرًا شبه حتميّ.

إنّ مما يمكن أن يُذكَر للشيخ الألباني رحمه الله أنّ له دورًا في النهضة الحديثية المعاصرة، وإنكار ذلك هو إنكار لواقع وتاريخ، فقد كاد علم الحديث أن يندرس، وحاله منذ أيام العثمانيين حتى الأزمنة الحديثة معلوم لأيّ عارف بتاريخ العلوم، وفي التسجيلين أعلاه؛ أولاً كلام للدكتور حمزة البكري أثناء محاضرته المفيدة عن الشخصية العلمية للشيخ محمد زاهد الكوثري رحمه الله عن حال علم الحديث زمن العثمانيين حتى في مصر، وفي الثاني كلام للدكتور أحمد معبد عن تأخر تدريس مادة الأسانيد في الأزهر إلى وقت قريب لما جاء الدكتور أحمد الطيب رئيسًا للجامعة، وكلام الشيخ معبد قبل ست سنوات.

هذا الدور لم يتفرّد به الشيخ الألباني، فقد سبقه وعاصره آخرون ساهموا في النهضة الحديثية من اتجاهات مختلفة في المشرق العربي والمغرب والهند، إلا أنّ الإقرار بدوره ليس من باب العدل والإنصاف فحسب، ولكنه ضروري لمعرفة أسباب صعود الآخرين وأوجه القصور الذاتي، فليس كلّ شيء يُعزى للتمويل ودعم الدول، ولا كلُ فضيلة يمكن طمسها باتهام أصحابها بالانقطاع والشذوذ، بل ثمّة ضعف في المدارس التقليدية فسح المجال لظهور مدارس أخرى.

فالألباني كان رجلاً مثابرًا عصاميًا، والكثير من المشاريع العلمية التي يقوم عليها سلفيون هي مشاريع مهمة وتفضلت بإخراج ما لم يلتفت إليه غيرهم من كتب الحديث والفقه، بل والتفسير والقراءات، وأنشؤوا مراكز ومؤسسات تقوم على ذلك، ومجازفات بعض السلفيين في إخراج كتب التراث لا ينفي أنّها لم تخرج إلا بواسطتهم، وقول هذا ليس فيه تزكية لمنهج ولا إنكار للآثار السلبية للتيار السلفي عمومًا، وإنما القصد من ذلك؛ أنّ من ساءه صعود غيره، فلينافسه في العمل، ولا يكتفي بالنقد، فكيف إن كان بعض النقد ثلبًا غير صادق، ومن شخصيات أحيانًا لا تتسم بالنزاهة.

﴿قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرهُم﴾

مجزرة كفر قاسم، خصوصية الحالة، ومنهجية الفعل، المجازر باعتبارها ركيزة في البُنية النفسية والأيديولوجية للمشروع الصهيوني.

هذه المادة 👆المترجمة مفيدة جدًّا في معرفة أسباب فشل التقدميين وغيرهم في أمريكا في مواجهة اللوبي الصهيوني أو التأثير على سياسات الديمقراطيين تجاه فلسطين بما في ذلك الحرب على غزة، ولماذا اتجه بعض العرب والفلسطينيين للتصويت لترامب. يتضح من هذه المادة الكيفيات التي يعمل بها اللوبي الصهيوني لحصار السياسي الأمريكي إذ لا يقتصر عملهم على جانب التمويل بل ينزلون إلى الأرض وعمق المجتمع بمختلف فئاته ليجد السياسي الأمريكي نفسه محاصرًا من الممول والناخب وشركات السلاح.
المادة مفيدة وأنصح بقراءتها.

https://etar.info/post/مراجعة-فشل-اليسار-الأمريكي-في-مواجهة-الحرب-على-غزة

"فالإمامة خَطَرٌ عظيم؛ إما أنْ يُنالَ بها أجر عظيم أو إثم كبير.

والفرق بين الإمام والمأموم: أن صلاة كُلِّ واحد من المأمومين متعلقة بصلاة الإمام، فتكمل بكمالها، وتَنقُصُ بنقصها، وكمال الإمام كمال لكُلِّ مَن َخلْفَه، ونُقصانُه نُقصانٌ لِكُلِّ مَن خلفه من صلاتهم في أنفسهم. والمأمومون بعضُهم مع بعض ليسوا كذلك، لا يَسْرِي مِن نَقْصِ بعضهم لبعض شيء، ولا يسري من نقصهم إلى الإمام شيء.

وهذا الذي قُلناهُ بحَسَبِ عُموم الأحوال، وقد تَعرِضُ أمور تقتضي خلاف ذلك، كصلاة النبي ﷺ خَلْفَ بعض أُمَّتِه، فإِنَّ فِي ذلك بيان الجواز في بعض الأحوال إذا عَرَضَتْ ضرورة، وكذلك صلاة عيسى ابنِ مَرْيَمَ خلف إمام من هذه الأمة إذا نزل آخر الزمان؛ لأن ذلك تكرمة لهذه الأمة، ففي هاتين القضيتينِ احْتُمِل ذلك للمصلحة الخاصة
فيهما.

ومتى استشعر الرجل من نفسه نقصًا عن بعض مَن خَلْفَه لا ينبغي أنْ يَؤُمَ، إِلَّا إِنْ كانَ رَجُلًا يَؤُمُّ بامرأة أو نساء، فإن إمامتهن به لا تجوز، أو
كان أميرًا حيث كانت الإمامة للأمراء كالخلفاء الراشدين.

وأما في غير ذلك فعلى خطر، وصلاته مُنفَردًا فيها نقص، وصلاته مأمومًا خلف ناقص فيها نقص، فينبغي للعبد الحرص على صلاة الجماعة خلْفَ أَفضَلِ مَن في نفسه في أكثر جماعة تكون، فإن تهيأ له ذلك فهو المطلوب، ويُقارِبُ ويُسَدِّدُ ما أمكنه .

فإن اضطر إلى أن يكون إمامًا فليحذَرْ مِن أَنْ يَجِدَ فِي نفسِه شَرَفًا على من خلفه، بل لأنهم قَدَّمُوهُ بغير اختياره؛ إما لكونه أميرًا، أو قد تعين عليه
من حيث الرتبة لا من حيثُ استشعارُه لِصَلاحِهِ في نفسه، وإما لكونه إمام نساء لا يُمكنه من حيث الشرع أن يكون مأمومًا لهنّ، وإمّا لأنّ المأمومِينَ به قَدَّمُوهُ عليهم فتقدم امتثالاً لأمرهم، أو إقامة لسنة الإمامة أو فرض، على الكفاية، مع انكساره في نفسه، وعدم رؤية الفَضْل له على من خلفه، والله أعلم." *

* الإمام تقيّ الدين السبكي.

مقالتي:
عن إدانة المقاومة.. من الأجدر باتهام البلادة الأخلاقية؟!

https://arabi21.com/story/1638308/عن-إدانة-المقاومة-من-الأجدر-باتهام-البلادة-الأخلاقية

عن أحوال الناس في إمامة الصلاة..

كما يزعم بعضهم 🤔

لَهْفَ نَفْسِي لَهْفَةَ الْمَفْجُوعِ
أَلَّا أَرى هَرِمًا عَلى مَوْدُوعِ

مِنْ أَجْلِ سَيِّدِنا وَمَصْرَعِ جَنْبِهِ
عَلِقَ الْفُؤادُ بِحَنْظَلٍ مَجْدُوعِ*

* ناجية بنت ضمضم، وهرم هو أخوها هرم بن ضمضم ترثيه، ومودوع فرسه.

مادة للعزيز عوني فارس في ذكرى وعد بلفور 👆

https://etar.info/post/وعد-بلفور-تدشين-الدور-المركزي-للدول-الكبرى-في-مأساة-فلسطي

هناك نظرية عند أهل السلوك وهي أن الشرك أصل كل معصية

لأن الشرك تتولد عنه ثلاثة عيوب قلبية

- الرضا عن النفس (ولا ينبغي أن يرضى عن نفسه ويغتر بها لأنه ما به من نعمة فمن الله، وهذا معرفته بالتوحيد ونفي الشرك)

- الخوف من الخلق (ولا ينبغي أن يخاف لأن من يدفعهم ويصرفهم الله، وهذا معرفته التوحيد ونفي الشرك)

- الخوف من الرزق (ولا ينبغي أن يخاف لأن الرازق هو الله، وهذا معرفته بالتوحيد ونفي الشرك)

-فالرضا عن النفس يولد العجب والحسد والكبر والرياء ثم هذه الأمراض تولد العداوات

وكذلك الرضا عن النفس يقود للمعصية لأنه يحسب أنه يتوب فلو كان ساخطا على نفسه ما عصى

-و الخوف من الخلق يقود إلى طاعتهم بما يأمرون من المعاصي وترتكب الآثام خشية سخطهم

-والخوف من الرزق يقود إلى الجشع والسرقة والاحتيال والغش

ومهما تأملت من المعاصي فإنها تعود لهذه الأمراض الثلاثة وعلاجها تمكن التوحيد من القلب.

إذا كاتت مصر ملتزمة بالاتفاقات بما يسمح بمرور البوارج الحربية الإسرائيلية من قناة السويس؛ فلماذا لا تلترم إسرائيل بالاتفاقات الموقعة مع مصر بخصوص محور صلاح الدين "فلادلفي"؟!

بارجة إسرائيلية حربية تعبر قناة السويس.. لكن السؤال لماذا علم مصر عليها إلى جانب علم إسرائيل؟

المنقذ من الضلال لأبي حامد الغزالي رحمه الله تعالى.. 👇

"مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ، وَيَدْخُلَ الْجَنَّةَ فَلْتُدْرِكْهُ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَيَأْتِي إِلَى النَّاسِ مَا يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ".*

* حديث شريف جامع لأمري الدين والدنيا.

جانب من نصرة مصر لغزّة ❤️

"وفي الحديث أيضًا إشارة إلى أن الله تعالى إذا أراد أن يفتح لِعَبْدِه بابًا مِن فضله، ابتلاه بشيء من بلائه، ثم يخصه بنعمة من نعمائه، وما رأيت شيئًا من الامتحان إلا رأيتُ معه أو بعده من بوادر لطائف بره وُسعًا لطريق محبتهم، وزيادة لمودتهم.

والحكمة في ذلك أنْ يُعرَفَ قَدْرُ النِّعمةِ وشَرَفُ المِنَّة، فبمرارةِ الفِراقِ يُعرَفُ حلاوة الوصال، وبجراحةِ الهِجْرانِ تُدرَكُ راحةُ العِرْفان، وبالنُّقطةِ السَّوْدَاءِ فِي وَجْهِ الحَسْناءِ يُعْلَمُ قَدْرُ الحُسْنِ والبهاء. فعلى المُؤمِنِ إذا لحقه شِدَّةٌ في صعوبة حالها أن يعلم أنه سيظفَرُ بزوالها، لأنه إما أنْ يَتَخلَّص عنه بالحياة، وإما يحصل له النجاة بالممات، وحينئذ يصل إلى مَنْ لا يُهمل شيئًا من أمره، ولا يُضِيعُ حَقَّهُ مِن صَبْرِه وشكره."*

* الملا علي القاري في شرحه لحديث ابن عباس: "احفظ الله يحفظك".

كتبت مقالة أناقش فيها أطروحة معينة لبعض المثقفين العرب يتناولون فيها موقف إيران الحالي من الحرب وفق المقولات التالية:
1. انحصار مساهمتهم الثقافية في نقد السابع من أكتوبر أو خط المقاومة أو حلفائها.
2. نقد إيران من حيث هبوط مستوى فاعليتها عن سقف خطابها، وذلك في سياق نقد التحالف معها.
3. تحميل إيران حصرًا مسؤولية تخريب بلاد المشرق العربي.

* فكان حجاجي لهؤلاء أنّهم غير متسقين مع أنفسهم، فنقد إيران لهذه الاعتبارات يقتضي نقد غيرها للأسباب نفسها.. ولم أكتب كلمة واحدة أصلاً في هذه المقالة دفاعًا عن إيران أو ردًّا لتلك الاتهامات عنها.. فردي كان على أطروحة معينة في سياق معين، وليس في سياق الدفاع أو الهجوم، ولا لأجل تحليل مستوى تدخل إيران أو فحص حقيقة تخريبها لبلاد المشرق العربي، ولكن لأجل بيان عدم النزاهة النقدية لدى ذلك البعض.

* فيأتي بعضهم للردّ على ما هو غير مكتوب، متوهمًا أنّي أدافع عن إيران، بالرغم من أنّ المقالة ليس فيها كلمة واحدة تدفع عن إيران تلك التهم، ويتساءل بعضهم لماذا لم أكتب ولا مرّة في نقد سياسات إيران في البلاد العربية.. وهو تساؤل مضحك! لأنّ قائمة كتاباتي في ذلك طويلة! لكن ما هو مثير في الحقيقة عن الكيفية التي يبني بها بعضهم تصوراتهم عن الكاتب! فلو سلمنا جدلاً أن ما يفهمه ذلك البعض من مقالة واحدة صحيح؛ فهل هو كاف ليتصوّر أن تاريخ الكاتب خالٍ من كذا أو مليء بكذا؟!

* والإنسان لكي يفهم الكلام جيدًا، عليه أن يكافح نزعة التحفز عنده، ولا يستثار لمجرد توهمه أو تحققه أنّ الكاتب يخالفه الرأي، فيبني على ذلك تصوّرات غير حقيقية سواء عمّا يقوله الكاتب أو عن تاريخ مساهمته.. فالنقاش يكون على أساس الفهم الصحيح للكاتب، أو على أساس الاستيضاح منه، لا على أساس ما لم يقله، أو على أساس افتراض الجهل فيه والرغبة في تعلميه ما جهله!

هذه نسخة مترجمة من الكتاب 👆.. لكني لا أدري موثوقية الترجمة ودقتها، لأنها كما يبدو مستعجلة وغير رسمية.

كتاب “war” بصيغة epup.. يمكن ترجمتها مباشرة من القارئ الإلكتروني، أو نسخ نصوصه وترجمتها في أي تطبيق ترجمة.

"يجب ألا تدخل إسرائيل مرّة واحدة.. انتظروا حتى يظهروا ثم اقطعوا رؤوسهم"*

* مدير المخابرات المصرية عباس كامل مخاطبًا أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي، بحسب كتاب "war"، لـ بوب ودوارد.

قبور الصحابة رضوان الله تعالى عليهم.. في قرية عمواس المهجرة.

صدر أخيرًا عن دار الرياحين، كتاب "المفتاح" للإمام سعد الدين التفتازاتي، الذي تنازع الحنفية والشافعية مذهبه الفقهي، وهو أمر خاض فيه الباحثون، وكان منهم الدكتور حمزة البكري في مقدمة تحقيقه لكتاب "النعم السوابغ" ورجح فيه شافعيته، والأستاذ طلال العمودي في مقالة له ورجح شافعيته، وبقي الدكتور ضياء الدين قالش في مقدمة تحقيقه لشرح تلخيص المفتاح (المطول)، والذي رجح فيها أنه نشأ شافعي الأصول والفروع على مذهب أهل تفتازان، ولكنه أتقن المذهب الحنفي وتوسع فيه، ورجح كذلك أشعريته مع تحقيقه مذهب الماتريدية، وذلك بعدما كان في كتابه "التفتازاني وآراؤه البلاغية" قد مال إلى كونه محققًا أصولاً وفروعًا في المذهبين، لا شافعي كالشافعية ولا حنفي كالحنفية.

وصدور مثل هذا المتن قد يفيد في هذا البحث، كما يفيد في التأريخ للمذهب الشافعي، لاسيما وأنّ الأستاذ المحقق قد ذكر أنه مختصر من "الحاوي الصغير" للقزويني، وأنّه غلب عليه مخالفة الشيخين الرافعي والنووي.

وما صدر من المتن قسم العبادات فقط، فلعلّ الأخ المحقق يكمل بقيته، وعلى أمل أن يصلنا الكتاب ونطلع عليه وعلى مقدمته الدراسية إن شاء الله.

قرية "عين كارم" المهجرة.. من أجمل قرى القدس.. يستولي الصهاينة اليوم على جميع مساكنها القديمة.
من هذه القرية خرج الفقيه الشافعي الشيخ عيسى منون رحمه الله، شيخ رواق الشوام بالأزهر الشريف.

معالجة الأخطاء والعيوب لا تُجدي إلا بمراجعة الأصول التي نشأت منها وتفرَّعت عنها، وإلا سيظل الإنسان يدور في دائرة مُغلَقة دون أن يصل لشيء.

فمثلا من يعامل صديقه معاملة سيئة لأنه متفوِّق عليه ويجد في نفسه ضِيقا من هذا الأمر، أو مَن يُخرجه الغضب عن حدود العقل في التعامل مع الناس، فليس إصلاح هذا الخطأ هو أن يعتذر لهؤلاء الذين أخطأ بشأنهم؛ لأن هذا في الحقيقة ليس علاجا للداء، بل هو مثل الذي يعاني مرَضًا عُضالا فبدلًا من أن يسعى في التشخيص الصحيح لاستئصال المرَض من جذوره إذا به يُصبِّر نفسه بالمُسكِّنات التي تُذهب الألم بشكل مؤقت، ثم يعود المرض مرة أخرى في محلٍّ آخر من البدن.

فالعلاج الصحيح لهذه الأدْواء النفسية هو أن يعمل على إصلاح الخلل في المبدأ الكلي الذي خرجتْ منه هذه العوارض النفسانية؛ فالشخص الأول مثلا يحتاج إلى يُقوِّي في نفسه قِيمة الرضا، والقناعة، والتوكل على الله، وإزالة الحسد والغلّ والحقد، والثاني يحتاج إلى أن يتعلّم مَبدأ الحِلم، ليس العلاج في الاعتذار، وإنما في الاستعاضة عن الكُليات القارّة في النفوس بكليات أخرى هي على الضدّ منها.

وهذا طبعا كله بشرط أن يكون لهذه العيوب مبادئ كلية خرجت منها، بخلاف العيوب أو الأخطاء التي يكون سببها السهو أو النسيان أو الزلل البشري الذي لا يكاد يخلو منه أحد والذي هو سمة في الطبيعة البشرية نفسها موروثة من الأب الأعلى، فهذا زواله سهل، بخلاف النوع الأول فهو يحتاج إلى عمل كثير، لأن إصلاح الكلي أعسر من إصلاح الجزئي، لأن هذا الكلي أفراده كثيرة وهو المَنشأ لها جميعا، فإصلاحه له كُلفة عظيمة، ولكنها مُجدية ومُوصِلة إلى الكمال الإنساني.

الكلام أعلاه 👆يعني أن "إسرائيل" استهدفت أجزاء غير مباشرة من البرنامج النووي الإيراني، وتحديدًا ما يتعلق بتحويل القنابل النووية إلى رؤوس صواريخ.

كسر: تشير صور الأقمار الصناعية التي صدرت مساء اليوم إلى أن إسرائيل هاجمت مواقع عسكرية في منطقة صناعات ‘شهيد همت’ في خوجير وقاعدة بارشين، والتي كانت تستخدم فعلياً لاختبار ‘زر النيوترونات’ ولدمج الرؤوس الحربية مع الصواريخ في إطار ‘مشروع عماد’ – البرنامج النووي الإيراني في مساره العسكري.

المعنى هو أنه حتى بدون مهاجمة المنشآت النووية، تقوم إسرائيل بتأخير إمكانية الوصول إلى صنع القنبلة.

الهجوم على منشأة الاختبار النووية ‘غير المعلنة’ لإيران يهدف إلى إرسال إشارات إلى إيران وإحراج الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي امتنعت حتى الآن عن التعامل مع المواقع المشتبه بها. القصة الأساسية في هذا الهجوم، إلى جانب تعطيل أنظمة الدفاع الجوي التابعة لـ’خاتم الأنبياء’، تتمثل في استهداف مصانع الصواريخ الباليستية وسلسلة الإنتاج التي تعرضت للضرر.

مقالتي:

هؤلاء هم الرابحون والخاسرون في هجوم إسرائيل على إيران

https://www.aljazeera.net/opinions/2024/10/26/هؤلاء-هم-الرابحون-والخاسرون-في-ضربة

"أنهم منصورون بالمدح والتعظيم، فإن الظلمة وإن قهروا شخصًا من المُحِقّين إلا أنهم لا يقدرون على إسقاط مدحه عن ألسنة الناس"*

* الإمام الرازي.

رحماك يا الله..

في بلادنا فلسطين يمارس علينا الاحتلال أنماطًا متعددة من الإبادة: (إبادة مادية بالقتل والإزاحة السكانية، وإبادة سياسية بنفي هويتنا القومية، وإبادة ذاكرة بطمس الذاكرة الحقيقية للبلاد).

إبادة الذاكرة لها أشكال متعددة، منها السطو على التاريخ الحقيقي للبلاد ونفي العلاقة الطبيعية في بعدها التاريخي بين البلاد وسكانها الأصليين. ثمة إعادة صياغة تاريخية للبلاد وفق كتاب التاريخ القومي للغزاة المحتلين (التناخ والتلمود)، وسطو على ما يمكن السطو عليه من حجارة وقبور ومقامات ومساجد وربطها عنوة بذلك التاريخ الزائف، وتفريغ أماكن من أهلها ووظائفها كما هو الحال في مساجد القرى المهجرة في الأراضي المحتلة عام 1948 التي باتت خرابات أو بارات ومراقص، أو أنه يعدم تاريخنا، يعدم آثارنا ومقاماتنا ومساجدنا التاريخية بالقصف والهدم المباشر.

في بلادنا العربية التي لا تحكمها سلطة أجنبية استعمارية يمكن فهم عنف السلطة ضدّ معارضيها، (فهمه أي تفسيره وليس قبوله)، ولكن كيف يمكن فهم إبادة الذاكرة التاريخية للبلاد؟

الغريب أنّ الأمم والشعوب فقيرة الذاكرة، تصطنع لها تاريخًا وتتمسك بأيّ حجر يمكن أن تنسبه إلى تاريخ متوهم، كعدونا هنا مثلاً، ودول أخرى معروفة حتى في بلادنا العربية، إلا أنّه لا يمكن فهم هذا الاستخفاف بالذاكرة الإسلامية لمصر.

كنّا نتألم من ضياع جزء من تاريخنا المعرفي، كالمخطوطات، بسبب الإهمال والفساد، لكن نحن الآن نعاين تدميرًا ممنهجًا ومقصودًا لتاريخنا المادي الماثل أمام أعيننا في مصر.

أذكر مرّة أن صوفيًا مصريًا محترمًا قال إنّ بعض الأولياء رأوا أن الإخوان المسلمين في مصر بعد فوزهم بالرئاسة؛ سيهدمون أضرحة الأولياء ومقابر العلماء والصالحين فجرى لهم ببركة الأولياء ما جرى. كان هذا تسويغًا للمذبحة والكارثة بالظنّ وتفضيل الموتى على الأحياء. حسنًا.. ها هو الواقع الجميل نراه مباشرة!

قرية لفتا المهجّرة..

هذه مادة مشتركة بيني وبين الدكتور محمود هدهود على موقع مدى مصر؛ تحاول فهم إستراتيجية الاحتلال المتدرجة من العدوان على غزة وصولاً إلى لبنان، عودة إلى جباليا وشمالي غزة، بعنوان:

ما وراء جباليا.. الاستراتيجية الاستطلاعية لإسرائيل من غزة إلى بيروت

https://www.madamasr.com/2024/10/23/opinion/u/ما-وراء-جباليا-الاستراتيجية-الاستطلا/

👆(2)
وما دمنا في أحد؛ لماذا تُفهم المواقف المتصبّرة والمتجلّدة بأنها مكابرة وبيع للوهم وتصوير للكارثة بأنها انتصار؟ وهل فعلاً وصف أحد كارثة الإبادة بأنّها انتصار؟! أم أنّ الأمر استجابة لأمر الله تعالى: ﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾، أي أنّ الأمر رفض للاستسلام للوهن، وليس تصويرًا للواقع على غير ما هو عليه، وبقدر ما ينبغي اعتبار الثمن الفادح الذي يدفعه الناس، يجب كذلك اعتبار البطولة وعدم عزلها عن تضحية الناس وآلامهم ﴿إِن يَمسَسكُم قَرحٌ فَقَد مَسَّ القَومَ قَرحٌ مِثلُهُ﴾.

فأمّا الإلحاح على الكارثة وكأنّ من يفعل ذلك قد بصر بما لم يبصر به الناس، لا يفعل أكثر من حقن جراح الناس بالملح وإشاعة الخور والضعف والوهن والتلاوم والمعارك الداخلية بينهم، وذلك كلّه قبل أن تضع الحرب أوزارها! وهو لا يضيف في ذلك شيئًا إلى ما يقوله نتنياهو وغالنت اللذان حرضا أهل غزّة على من هم بينهم من أهلهم وناسهم الذين يقاومون الإبادة ويشاركونهم دفع الثمن!

هذا وأحد.. قد أُتبِعت بالآيات التي تستخف بالدنيا في مقابل الآخرة، والتأكيد على أنّ الموت لا يحصل باختيار الناس، وأنّه واقع لا محالة مهما كان موقع الذاهب إليه أو الفار منه، وأنّ الموت ليس سببًا للانقلاب على الأعقاب، ولا للوهن، ولا للضعف، ولا الاستكانة، وأنه لا ينبغي أن يقابل إلا بالصبر.

وهذا كلّه بخلاف ما أراده صاحب المثل باستدعاء أحد. ولا يعني ذلك أن كشف المغالطة هو دعوة لخيار معين، إذ لا يملك أحد لا يشارك الناس دفع الثمن دعوتهم لشيء، أي شيء، وواجبه فقط نصرتهم على أيّ حال كانوا ما داموا مظلومين مستضعفين أصحاب حق.

(1)
غزوة أحد تحديدًا ليست هي المثال الصالح لدعوة الناس للإقرار بالهزيمة والانكسار. ومن الغريب جدًّا أن تغيب هذه المفارقة عمن يقول للناس واصفًا إياهم بجمهور السوشال ميديا، لو كنتم يوم أحد لرفضتم اعتبارها مصيبة أو هزيمة أو انكسارًا، ولاعتبرتموها انتصارًا كبيرًا!

الطريف أنّ جمهور السوشال ميديا هم الخلق كلهم. من هذا الذي ليس له حساب ولو على موقع واحد من مواقع السوشال ميديا؟! كيف يستثني أحدُنا نفسه هكذا مرّة واحدة من كونه من جمهور السوشال ميديا؟ فكيف إن كان نجمًا من نجومها، وكان جانبًا من شهرته متحققًا بفضلها، وكانت صفحاتها منصات له ليخطاب جمهوره، جمهور السوشال ميديا، معيرًا إياهم بأنّهم جمهور السوشال ميديا؟! يزداد الأمر طرافة أنّ نجم السوشال ميديا يستصغر جمهور السوشال ميديا في سياق نقد ضمنيّ لمن هو وحده ليس منشغلاً بالسوشال ميديا، أي ذلك المقاتل في المعركة، أو النازح الواقعة عليه الكارثة!

حسنًا.. فلنمض في هذه اللعبة حتى آخرها، لنلاحظ المستوى الفاضح من السذاجة؛ وبما يمتهن للأسف حوادث السيرة..

لو كان جمهو السوشال ميديا اليوم زمن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم شاهدًا غزوة أحد، لكان في واحد من الصفين، صفّ الصحابة المقاتلين الذين لم تأخذ الهزيمة من نفوسهم فتبعوا النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى حمراء الأسد، أو صفّ "الَّذينَ قالوا لِإِخوانِهِم وَقَعَدوا لَو أَطاعونا ما قُتِلوا". هل من صفّ ثالث؟!

صباح اليوم التالي، نادى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بصحابته (حصرًا الذين شاركوا في أحد) أن ينهضوا بجراحهم المثخنة لملاحقة جيش المشركين، قال ابن إسحاق: "كان أحد يوم السبت للنصف من شوال، فلما كان الغد يوم الأحد سادس عشر من شوال: أذن مؤذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الناس بطلب العدو، وأن لا يخرج معنا إلا من حضر بالأمس، فاستأذنه جابر بن عبد الله في الخروج معه فأذن له، وإنما خرج مرهبا للعدو، وليظنوا أن الذي أصابهم لم يوهنهم عن طلب عدوهم".

وهو الموقف الذي عبّر عنه القرآن في قوله تعالى: ﴿الَّذينَ استَجابوا لِلَّهِ وَالرَّسولِ مِن بَعدِ ما أَصابَهُمُ القَرحُ لِلَّذينَ أَحسَنوا مِنهُم وَاتَّقَوا أَجرٌ عَظيمٌ﴾.

تلت أمّ المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها هذه الآية وقالت لعروة: يَا ابْنَ أُخْتِي، كَانَ أَبُوكَ مِنْهُمُ؛ الزُّبَيْرُ، وَأَبُو بَكْرٍ لَمَّا أَصَابَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَصَابَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَانْصَرَفَ عَنْهُ الْمُشْرِكُونَ خَافَ أَنْ يَرْجِعُوا، قَالَ: "مَنْ يَذْهَبُ فِي إِثْرِهِمْ". فَانْتَدَبَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ رَجُلًا. قَالَ: كَانَ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ، وَالزُّبَيْرُ.

وإذن فمن يرفض الاعتراف بالهزيمة من "جمهور السوشال ميديا" بهذا الاعتبار، لن يكون إلا في إثر النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم في حمراء الأسد، حاملاً جراحه، متمالكًا نفسه، سادًّا منافذ الوهن والانكسار إليها.

بالتأكيد مثل هذه الإسقاطات الاعتباطية في محاولة تسفيه الناس باستدعاء غزوة أحد لا تستقيم، فالمفارقات ونقاط الاختلاف دائمًا حاضرة، وحجم الكارثة اليوم وما يمكن أن يترتب عليها من مخاطر أكبر بكثير مما أصاب النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وصحابته في أحد، ولكن لسنا نحن من استدعى أحدًا للحطّ من وعي الناس والسخرية منهم!

ومع ذلك وما دمنا في أحد، ألم يرَ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وكأنّه في درع حصينة، ورأى بقرًا تُنحر، فأوّل الدرع الحصينة بأنها المدينة، وأنّ البقر نفر، ومع ذلك نزل على رأي أصحابه بالخروج رغم علمه بمآل المعركة؟ سيقول متحذلق: قد نزل عند الشورى. والحقّ أنّ الأنصار عادوا وراجعوا أنفسهم ونزلوا عند ما رآه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أولاً، ومع ذلك أصرّ على الخروج وقال: "إِنَّهُ لَيْسَ لِنَبِيٍّ إِذَا لَبِسَ لَأْمَتَهُ أَنْ يَضَعَهَا حَتَّى يُقَاتِلَ". كيف نتوقع موقف صاحب مثال أحد من قرار النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم حينها؟! هل نمضي معه في ذات اللعبة ونسأله إن كان سيستدرك على النبيّ سائلاً عن المغزى السياسي والحسابات الإستراتيجية في معنى: "إِنَّهُ لَيْسَ لِنَبِيٍّ إِذَا لَبِسَ لَأْمَتَهُ أَنْ يَضَعَهَا حَتَّى يُقَاتِلَ"؟!

ثمّ هل ثمّة من ينكر الكارثة؟ هل هؤلاء المتهمون بالمكابرة بهذا القدر من البلادة بحيث ليس لديهم أدنى إحساس بالمصاب الفادح؟ وبهذا القدر من العمى بحيث لا يرون الكارثة؟ مثل هذا التصوّر استمرار في عزل النفس عن الناس وتمييزها بادعاء الأخلاق والبصيرة، على طريقة ذمّ جمهور السوشال ميديا بالرغم من أنّ الذامّ واحد منهم! لكن كيف يكون واحدًا من الناس وهو بهذا التميز والاختلاف؟!

حسنًا..👇

بقية المنشور:

https://www.facebook.com/share/p/1F5BW72YZd/?

المثقف النرجسي لا بدّ وأن تمثّل له القضية الفلسطينية عبئًا ينبغي التفلّت منه، ولأنّه نرجسي، يعتقد أنّه بالضرورة في بؤرة الاهتمام، والناس في موضع انتظار القول منه؛ فلا بدّ وأن يقول، ولكن بالنحو الذي يجعل فلسطين متوارية في ظلّه.

في فلسطين تلتقي العدالة الخالصة للقضية مع البطولة الفريدة للذين يكتبون نظرياتهم مباشرة بأفعالهم؛ وحالة من هذا القبيل، تجتمع فيها العدالة المبرّأة من أيّ شائبة والبطولة التي تبدو مستحيلة؛ بالضرورة مزعجة للمثقف النرجسي، لأنّه يدرك في نفسه القصور عن هذه العدالة والبطولة المستجيبة لمستواها، ولأنّه (أي المثقف النرجسي) يعاني من اضطراب يتناقض فيه الشعور المفرط بالأهمية مع شكّ في حقيقة تلك الأهمّية، فلا بد من أن يخوض في الأمور المهمّة ولكن من موقع التقليل منها أو من الأبطال الفاعلين فيها الذين لا يمكن اللحاق بأفعالهم.

الأمر ليس جمودًا عند لحظة تاريخية معينة بدا للبعض أنّها توفّر له مساحة من تحقّق الذات المتورّمة والمرتعشة في الوقت نفسه. كان يمكن إيجاد مساحة للاشتغال العامّ في سياق ما سمّي بالربيع العربي واستثمار مواقع التواصل الاجتماعي لأجل ذلك، وبالرغم من التضحيات المبذولة في تلك الظروف، يبقى اصطناع دور نبي الثورة، والمبشر الديمقراطي، ورسول الحريات، سهلاً. يمكن هنا معالجة الموضوع السياسي من زاوية ثقافية صرفة، كانت في أصلها مهربًا أصلاً من واجب الفعل السياسي، وإعلانًا عن تقدمية ثقافية تحت عنوان "ما بعد الإسلاميين".

هذا صحيح، لكن ليس هذا الأمر فحسب، فبعض من خاضوا أخيرًا مطالبين بالاعتراف بالهزيمة موقفهم من بعض دول الثورة المضادة معيب ومريب. وعلى أية حال، الغالب على أنبياء الثقافة، أنهم يبحثون عن التعالي السهل، فهذا النوع من المثقفين في غيمته السماوية متحرّر من أيّ شيء، ولا تقيّده مسؤوليات على الأرض، ليتمتع بدور الموجّه من الأعلى، والذي يحاسب من لا يلتزم بتوجيهاته، ولأنه "ينظر من أعلى فكل ما دون بصره ضئيل"، ولأنّ "أُفُقَه واسع فكلّ ما دونه زوايا ضيقة ينحشر فيها الدوغمائيون"، لكن كيف إذا ظهر له فجأة من لا يراه أصلاً حتى يعترف بنبوته؟! هذا الذي توهّمه دونه بدا عملاقًا لكنه لا يلوك توجيهات النبي المثقف؟! هنا يفترس الفزع المثقف النرجسي! يجد نفسه على الأرض، أصغر بكثير مما شاءت أوهامه!

هناك عملاق في قضية عملاقة، وهذا المثقف النرجسي نفسه التي بين جنبيه متورّمة، فعليه أن يقول رأيه، ولكن بما يقزّم ما هو عملاق. هنا ينبغي التفريق بين ما هو عملاق في نفسه وما كان متورّمًا تورّمًا مَرَضيًا. المريض بذلك، والحالة هذه، كيف سيكون موقفه النفسي من العملاق؟

لكن ينبغي تغطية المسلك الشائن بلبوس أخلاقيّ، فبدلاً من القول إنّ فلسطين ليست مهمة، يمكن القول إنها ليست أهمّ القضايا، هو ينفي فلسطين ولكن في مظهر من يهتم بها لأنه يتحدث عنها، ألا يكفي أنه يتحدث عنها؟! هكذا لم تكن فلسطين مهمة حتى تحدث عنها مثقفنا النرجسي!

وبدلاً من النفي المباشر للبطولة المتحققة بما لا يحتمل الجدل، يمكن وصف البطل بأنّه مغامر، والمغامرة هنا تعني أنّ ذلك الموصوف بالبطولة لا يرى ما يراه المثقف، هنا يروم المثقف النرجسي أن يكون كلّ شيئ متواريًا في ظلّه، يستمد قيمته من موقف المثقف منه، ولأنّه لا بدّ من غطاء يجعل الصغار عظمة؛ سيقول المثقف: لقد دمّر شعبه، وسوف يتساءل: لماذا لا تعترفون بالهزيمة؟! ثم سيزيد متبرمًا: ألا ترون الكارثة؟! التردّي النفسي في غاية الوضوح وهذا المثقف مغتاظ لأنّهم لم يقولوا بعد هُزمنا. هو يريد أن يرتاح من هذا العبء، من فلسطين وأهلها وشعبها ومظلوميها ومنكوبيها، ولكن باسمهم، في مزايدة رخيصة يزعم فيها أنّ من ظلّ واقفًا على أقدامه لا يراعي الكارثة الواقعة بالناس وكأنّها ليست واقعة عليه أصلا! وهو يسوؤه أن يرى صلابة لا يفهمها! اعترفوا بالهزيمة وخلصونا!

ولأنّ الأمر في حقيقته "بطر الحق، وغمط الناس"، فإنّ الجهل ظاهر بالصراع وتاريخه والعدوّ وطبيعته وسير الثورات وحركات التحرر، والاعتباط غالب في استحضار الآيات واستدعاء حوادث السيرة، وفجأة حينما تُبيّن له جهله يكاد يبكي وهو يشكو "جهل خصمه وقلّة أدبه"، إذ ليس فقط عليك ألا تخالفه، بل ينبغي أن تخصع لجهله بوصفه علمًا، واعتباطه بوصفه منهجًا ومعرفة!

والأمر في الحقيقة، أنّ ما يرمي به الآخرين أوهام في رأس تعشعش فيها ظلامات استصغار الناس، وإلا فلا أحد ينكر الكارثة، ولا أحد لا تأكل قلبه أوجاع الناس كل لحظة، ولا أحد يزعم أنّ نصرًا تحصّل، ولكن واجب الوقت هو النصرة غير المشروطة، والعامة التي لا تستثني أحدًا ممّن تقع عليهم الإبادة، وألا يتحوّل النقد إلى إدانة لمن ينهض لمواجهة الإبادة، وألا تكون الكارثة مطية لهذا النرجسيّ ليحجب عنه ما يسوؤه من بطولة، بل ليدين الأبطال، وليدغدغ نفسه المتورمة باصطناع أهمّية زائفة من قبيل: أنا أفهم وأنتم لا تفهمون! أنا واقعي وأنتم حالمون! أنا أخلاقي وأنتم مجرمون!

هذه محاضرة أُلقِيت في إطار مجلس علمي، ضمن الاعتكاف العلمي الذي يُعقد في المسجد الأقصى من كل عام.. ألقيت في رمضان هذا العام، وكانت حول مشكلات التعليم الشرعي في الجامعات بالنظر إلى السياق التاريخي للمدرسة العلمية، وقد رفعها الإخوة اليوم على اليوتيوب.
المحاضرة تبدأ من الدقيقة 1:08 وحتى 1:40، أي مدتها 32 دقيقة تقريبًا.

https://youtu.be/8KKxfZToYZs?si=gWQxPICkRyANZuBH

مقالتي:
هل أخطأ الفلسطينيون لأنّهم قاوموا مستعمريهم؟!

https://arabi21.com/story/1634999/هل-أخطأ-الفلسطينيون-لأنهم-قاوموا-مستعمريهم

صدر العدد الجديد من "مجلة الدراسات الفلسطينية"، (العدد 140، خريف 2024)، ولي فيه قراءة خاصة بعنوان:

"حماس: جدل الاحتواء والمقاومة.. قراءة في زمن الإبادة".

وهي في الأصل قراءة في كتاب طارق بقعوني:

"حماس: صعود المقاومة الفلسطينية ومحاولات الاحتواء".

وقد صدر كتاب بقعوني، بنسخته العربية هذا العام 2024، ولكن نسخته الإنجليزية صدرت في العام 2018، وهي بعنوان:

"Hamas Contained: The Rise and Pacification of Palestinian Resistance"

والمادة مكتوبة من 25 تموز/ يوليو، لكنّ المجلة فصلية، وصدرت هذا الشهر تشرين الأول/ أكتوبر.

وهذا رابط مادتي:
https://www.palestine-studies.org/ar/node/1656263

" لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ".

رحماك يا رب..

تناقش هذه المادة تحوّلات المفاهيم الأمنية الإسرائيلية، من بعد السابع من أكتوبر، وتأخذها في سياقها التاريخي، أكثر ممّا تنظر في إمكانات الأطراف المتعددة لخوض حرب استنزاف طويلة، فبالرغم من مرور عام على الحرب، وانتقال الجهد الرئيس فيها إلى لبنان، فإنّ الموقف ما يزال يتسم بقدر من الغموض الإستراتيجي، سواء بالنسبة لأهداف الاحتلال والولايات المتحدة الأمريكية من الحرب، أو بالنسبة لآفاق قوى المقاومة المتعددة، فالاستنزاف بطبيعته متبادل، ويملك الاحتلال قوّة نيران هائلة ودعمًا مفتوحًا من الولايات المتحدة ويتعمّد إنهاك المجتمعات المدنية المحيطة بالمقاومة، كما فعل في قطاع غزّة، وكما بدأ يفعل في لبنان، وبينما حمل قطاع غزّة المحاصر العبء الأساس من هذه المواجهة طوال السنة الماضية، بحيث يمكن تقدير آثار هذه الحرب على قدرات المقاومة ومخزون ذخيرتها، علاوة على فرض النزوح والملاحقة بالنار والتجويع للمجتمع الغزّي، فإنّه من المبكر توقّع مسارات الحرب مع حزب الله في لبنان، بما في ذلك تصوّرات الحزب لهذه الحرب، وهو ما يدعو لقراءة الآراء المتعددة لدى إستراتيجيي الاحتلال لمسألة الحرب الطويلة في إطار تاريخ المفاهيم الأمنية الإسرائيلية ومشكلاتها.

(ملاحظة: المادة كُتِبت قبل استشهاد أبي إبراهيم رحمه الله).

رابط المادة:

https://etar.info/post/حرب-إسرائيل-الطويلة-نصر-كامل-أم-هزيمة-بالاستنزاف-نظرة-في

سبحان الذي يرفع أقوامًا ويخفض آخرين!

مقالتي.. عن الرجل الذي حارب طائرة بعصا في المشهد الأخير.. نُشرت اليوم صباحًا في الجزيرة..

https://aja.ws/voy37w

﴿أَم أَنا خَيرٌ مِن هذَا الَّذي هُوَ مَهينٌ وَلا يَكادُ يُبينُ﴾ [الزخرف: ٥٢]

يعي الطاغية في أعماقه صغاره فيستحيل عليه النبل والشرف حينما يتحدث عن الأخيار، فإمّا أن يُنكّرهم أو أن ينحطّ بألفاظه عنهم!

والحمد أن جعل قيمة الأخيار في أنفسهم منًّا وفضلاً منه وتكرّمًا واتخاذًا واختيارًا، لا من ألفاظ الطغاة وعبيدهم، والحمد لله أن صغّر الطغاة وعبيدهم فقصروا حتى عن ذكر اسم بطل أو الإقرار له بفضائله، وهذا من تنزيه الله تعالى للأخيار أن عزل عنهم سفلة أهل الأرض ومنحطّيها، فجعل الفسطاطين في الغاية من الاختلاف والتباين.