شذرات @mostafahendy2021 Channel on Telegram

شذرات

@mostafahendy2021


أنشر في القناة الفوائد والفرائد والشذرات الفكرية من مقالات و أبحاث و أفكار.

الفوائد المتعلقة باللغة و الترجمة تجدونها تحت وسم #ترجميات

Promotional Article for شذرات Telegram Channel (Arabic)

مرحبًا بكم في قناة "شذرات" بواسطة المستخدم @mostafahendy2021 على تطبيق تليجرام! هل تبحث عن الفوائد والفرائد والشذرات الفكرية؟ إذن، هذه القناة هي المكان المناسب لك. في هذه القناة، يتم نشر مقالات وأبحاث وأفكار تحمل الكثير من الفوائد والحكمة.

تحت وسم #ترجميات، ستجدون الفوائد المتعلقة باللغة والترجمة. سواء كنت تبحث عن تحليلات عميقة أو أفكار ملهمة، فإن هذه القناة ستلبي احتياجاتك الفكرية. تعتبر "شذرات" وجهة مثالية للأشخاص الذين يرغبون في الارتقاء بمعرفتهم والاستمتاع بمضمون غني ومتنوع. إنضم إلينا اليوم واستمتع بمشاركة الفوائد وتبادل الأفكار في بيئة مثقفة ومفيدة!

شذرات

23 Jun, 12:01


انخرط كثيرٌ من الباحثين المسلمين أو ذوي الخلفيات الإسلامية في الدرس الغربي للإسلام خلال العقود الأخيرة، مما جعل هذا الدرس الغربي يشهد جدلًا في منظور المعالجة للقضايا، يستعرض كوبينز هذا الجدل المتنامي في الواقع الغربي، ويطرح رؤيته لعلاجه من خلال استحضار حالة حقل محدِّد هو حقل (دراسات التفسير).
https://tafsir.net/translation/151

#مركز_تفسير

شذرات

04 Feb, 17:33


عن المراجع والأدلة الأكاديمية

لا يخفى ما تشهده حركة الترجمة إلى العربية بآخرة من رواج وانتشار كبيرين لترجمة المراجع والأدلة التي تنتجها كبرى الجامعات أو دور النشر في العالم في شتى التخصصات (أدلة روتلدج وكامبردج وأكسفورد...وغيرها)، مع ما يصاحِب إنتاجَ هذه الترجمات من تهافت القراء عليها (مع غلوّ ثمنها) واحتفاء كبير بصدورها.

وقد كنتُ قرأتُ عددًا من هذه الكتب قبل نشره بالعربية (وقبل معرفتي بأنه يُترجم أو سيُترجم) وكوّنت حولها رأيًا خاصًا أعيد نشره هنا للفائدة ملخصًا في نقاط:

1- يمكن تلخيص محاسن هذه النوعية من الكتب في ثلاثة أشياء:

الأول هو أن حداثة صدورها تجعل قارئها مطلعًا على ما يُسميه القوم "حالة الحقل المعرفي"؛ ففائدتها في الحقول التي لها تاريخٌ طويل من الحِجاج وطول النفس في الشرح والتأليف هي أنها تقف بك حيث انتهى القوم (بوجه ما) وتبيّن لك أين وصل البحث الأكاديمي في هذه المسألة أو تلك؛ مع قوة المأخذ التأريخي المهم في بناء التصورات حول المسائل المتشعبة.

الثاني هو الكتابة الأكاديمية الموجزة المركزة؛ فمن ألِف الكتابة الأوروبية سيعرف أن في القوم عُجمة وتكرارًا وحشوًا كثيرًا؛ وأن مستوى الأوراق العلمية المُحكّمة (في العموم) أفضل من الكتب من حيث إيجاز العبارة ووضوح المقصود دون تطويل وحشو.

الثالثة أنها تفيد القارئ بعض الأدوات التحليلية الهامة، ويرى فيها آليات وطرق التأليف المركّز والبناء المتكامل للموضوعات؛ وهو ما يحسن أن يستفاد منه والتدرب عليه.

خلاصة ذلك: أنها كتابات مُركّزة تجمع لك أهم مسائل وأعلام الحقل المعرفي وأين وصلت أبحاثه المعاصرة، لتخرج منها بخريطة عامة عن هذا العلم أو ذاك؛ مع بعض الأدوات التحليلية المفيدة.

2- مع هذه المحاسن فعلى مقتني وقرّاء هذه الكتب الانتباه إلى مسائل؛ أهمها: التفاوت الكبير في مستوى هذه الكتب. وهذا التفاوت إما بين الكتب المختلفة في الموضوع الواحد، أو كتب الجامعة الواحدة، أو حتى داخل الكتاب الواحد؛ فليست كل الأدلة الأكاديمية في موضوعٍ ما بنفس القوة؛ وليست كل أدلة أكسفورد/كامبردج/روتلدج (أو غيرهم) بنفس المستوى، وغنيٌ عن القول إن التأليف الجماعي الذي تسير هذه الكتب وفقًا له يجعل مستوى الكتاب الواحد نفسه متذبذبًا من مقال لآخر، حسب قوة المؤلف وحسن بيانه. وهذه المسألة الأخيرة ظاهرة جدًا في جميع ما تُرجم إلى العربية من هذه الأدلة؛ ففيها أوراقٌ جدّ قوية، وأخرى ضعيفة وربما لا قيمة لها سوى تكملة الكتاب؛ فعلى القارئ أن ينتقي وينتبه.

3- قد يكون هذا الحكم مفاجئًا؛ ولكن بنية وهدف هذه الكتب – كما يظهر في النقطة الأولى – تجعلها إما في مستوى كتب المداخل أو أعلى قليلًا؛ لا أكثر من هذا.
فهذه الكتب لا تغني – بأي حال من الأحوال – عن المتون الأساسية في العلم؛ أي: كتابات أعلامه وكبرى مدارسه أو الكتب المركزية فيه؛ فعندما تقرأ "مرجع (كذا) في علم الاجتماع" – مثلا – هذا لا يجعل منك سوسيولوجيًا فضلًا عن أن يغنيك عن قراءة متون علم الاجتماع الأساسية وكتب أساطينه؛ والأمر نفسه: قراءة "مرجع (كذا) في علم الكلام" لا تجعل منك متكلمًا أو حتى مشاركًا في علم الكلام، ولسنا بحاجة للقول إنها لا تغنيك عن متونه المركزية إذا أردت التوسع في هذا الحقل. فعلى الباحث أن يَقدُر هذه الكتب قدرها ولا يعتبر فيها غُنية عن الكتابات المركزية؛ بل هي سبيلٌ للدخول إليها.

4- من هذه الأدلة ما له تعلقٌ مباشرٌ بالعلوم (الإسلامية) أو ما له علاقة بها؛ وهنا يجب أن يكون واضحًا لدى الباحث أن القوم يقدّمون فيها حالة الحقل (لديهم) أي في جامعاتهم؛ حسب مؤلفيهم ومنطلقاتهم؛ وهذا لا يلزم منه أن يكون انعكاسًا لحالة الحقل كما هو لدى غيرهم من المناطق؛ ومن الجائز جدًا أن يكون هناك باحثون أكثر دراية ببعض المسائل وأضبط لها مما هو مسطّر لدى مؤلفي هذه الأدلة، وهو ما يستدعي المسألة الخامسة.

5- من الضروري أن تُقابَل هذه الكتب بتفاعلٍ بحثي متين؛ فتُكتب حولها المراجعات وتُسجّل عليها نقاط القوة والضعف الخاصة بكلٍ منها، وألا يُكتفى بالاحتفاء بصدورها؛ فالأصل أنها تُترجم ليتفاعل معها الباحثون لا لتكون زينة للمكتبات. وبهذه العملية يمكن أن ترتقي هذه الكتب درجة في سلم التحصيل فيستفيد المتقدمون من المساجلات عليها وحولها أو مما فيها من مسائل تفتح آفاقًا جديدة في البحث؛ سيما وأن النّفَس النقدي الحقيقي قليلٌ في هذه الكتب.

شذرات

23 Nov, 15:18


تمثّل الشريعة واحدةً من أهم موضوعات الطرح الاستشراقي قديمًا وحديثًا، وما زال الباحثون المسلمون يشتبكون مع نصوصه تحليلًا ونقدًا، حتى بات هذا الجدل حقلًا متكاملًا في ذاته، يتطلب استيعابه جهدًا كبيرًا، واطلاعًا واسعًا.
وبمرور الوقت جوّدت الكتابة الاستشراقية من قدرتها على فهم النصوص التراثية، والتعامل الجاد مع بنيتها، مع نزعةٍ نقديةٍ للمقاربات الاستشراقية القديمة.

ومع ضم التكوين المتين للمستشرقين في العلوم الإنسانية، صار للدرس الاستشراقي تداولًا واسعًا بين العرب والمسلمين، لما توفر عليه من طرح متجدد حول مساحة الشريعة ودورها في العالم الحديث.
بل إن الدراسات الغربية حول الشريعة انتسب لها باحثون عرب ومسلمون، أضافوا للدرس الاستشراقي، وتأثروا به، وصار لأطروحاتهم موقعًا جديدًا في الدراسات الشرعية.

نناقش في نادي إرث كتاب "جدل الشريعة" للباحث مصطفى هندي، والذي يستعرض فيه أطروحات الدرس الاستشراقي حول الشريعة قديمًا وحديثًا، مستعرضًا أصوله ومراجعاته، مع تخصيص "وائل حلاق" بمساحة واسعة لما أحدثه من تغيير في النقاش حول تاريخ الشريعة ودورها اليوم.

لتحميل مقدمة الكتاب والفهرس 📑

قراءة نافعة وثرية 📖

شذرات

19 Oct, 15:15


في مقاله الذي أرسى فيه أسس التيار الصهيوني الجديد عام 1923، رفض زاييف جابوتنسكي الرواية القائلة بأن الفلسطينيين سوف يتنازلون طواعية عن حقوقهم التاريخية في فلسطين، وكتب أن العرب "سيقاومون المستوطنين الأجانب طالما لديهم بصيص أمل في أن يتمكنوا من منع فلسطين من أن تصبح أرض إسرائيل". لقد قرر جابوتنسكي أن التغيير في الاستراتيجية الصهيونية المعلنة أمر حتمي: فمن أجل تحقيق النجاح، سيتعين على الصهاينة وأد "بصيص الأمل" العربي؛ وإذا لم يستطع الصهاينة شراء موافقة العرب، فهزيمتهم حتمية. ستستمر عملية الاستيطان - على حد تعبير جابوتنسكي - "تحت حماية القوة التي لا تعتمد على رضا السكان المحليين، وسيوضعون خلف جدار حديدي سيكونون عاجزين عن تحطيمه". وإن ما فعله جابوتنسكي هو ببساطة أنه أخرج إلى العلن ما كان متضمنًا دائمًا في الفكرة الصهيونية؛ ألا وهو: حتمية الإبادة بالقوة.

__________________

محمد شهيد علم، الاستثنائية الإسرائيلية: منطق الصهيونية الهدام، ترجمة: مصطفى هندي، ص87.

شذرات

18 Oct, 20:54


لم يُعِر الصهاينة أي انتباه للوجود العربي في فلسطين؛ لقد ادعوا ببساطة أن الفلسطينيين متشردون لا يضمرون أي حب لأرضهم أومنازلهم، ويمكن إقناعهم بالمغادرة برشوة صغيرة. وعندما لم ينجح هذا الأمر مع الفلسطينيين، استعد الصهاينة لطردهم بالقوة، وكانت الحرب تغطية مناسبة لتلك المساعي. ولم يمض سوى وقت قليل حتى تم للصهاينة ما يريدون؛ فبعد الموافقة على خطة التقسيم التي أصدرتها الأمم المتحدة في نوفمبر 1974، لم يحل ديسمبر من نفس السنة إلا وقد تمكن المغتصبون اليهود من طرد حوالي 800000 فلسطيني، ودمروا مدنهم وقراهم، وتأكدوا من أنهم لن يعودوا أبدًا إلى منازلهم التي أصبحت الآن هي دولة الكيان المحتل.

وبعد أكثر من سبعة عقود على إنشائها - سبعة عقود من المكاسب العسكرية والإقليمية والديموغرافية والاقتصادية - لا تزال إسرائيل منخرطة في تدمير جوارها. تستمر إسرائيل في تحسين طابعها التدميري تحت ستار السعي إلى خلق الأمن في الظاهر، بيد أن هدفها الحقيقي هو القضاء على الجيوب الأخيرة من المقاومة ضد هيمنتها. ولا تزال إسرائيل متمسكة بإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، عازمةً على تحويل دول المنطقة إلى دويلات غير ذات سيادة، وأكثر تبعية من اعتماد الأوليغارشية الموجودة فى إسرائيل على القوى الغربية من أجل بقائهم.

وبعد هزيمة جميع خصومها العرب تقريبًا، تستمر إسرائيل في سياسة التطهير العرقي ضد الفلسطينيين بحركة بطيئة، وتستعد طوال الوقت لبدء جولة أخيرة من الإبادة العرقية تنهي بها المهمة التي بدأتها في عام 1948. وباستثناء الولايات المتحدة ومن دار في فلكها؛ يعلم الناس في كل مكان أن إسرائيل هي راعية الفصل العنصري في العالم.
__________________

محمد شهيد علم، الاستثنائية الإسرائيلية: منطق الصهيونية الهدام، ترجمة: مصطفى هندي، ص65-66.

شذرات

18 Oct, 17:38


بدءا من اليوم إن شاء الله وخلال الأيام القادمة سأنشر اقتباسات من هذا الكتاب.

يمتاز الكتاب بحداثة صدوره النسبية، واطلاع مؤلفه على عدد من الوثائق والمراجع التي تضيف مزيدًا من القوة المعرفة التاريخية بأصل تلك الجرثومة.

شذرات

17 Oct, 19:39


أما الذين قُتُلوا في سبيل الله فالصورة صورة أموات، والحقيقة أنهم أحياء عند ربهم يُرزقون، لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وأما الذين لم يُقتلوا فالصورة صورة أحياء، والحقيقة أنهم أموات في أكبال العجز والقهر والألم والاضطراب، ففيهم التهاني وفينا التعازي، وإنا لله وإنا إليه راجعون!

شذرات

29 Sep, 12:53


الحمد لله على التمام.

هذا البحث كان من الأحلام البعيدة، حتى أذن الله بخروجه؛ وقد كنتُ أمكث ساعاتٍ طوال وربما أيام أبحث عن مصدر معلومة، وهي في المتن لا تتعدى السطر الواحد، وربما تمخض بحث شهور عن فقرة أو اثنتين فقط؛ فالحمد لله على نعمه.

تجدون الكتاب بمعرض الرياض، جناح آفاق المعرفة (هـ-E-64).

شذرات

05 Sep, 13:34


أشارك في هذا الجزء الأول من الكتاب المجمّع بعنوان "الإشكالات النظرية في الدراسة الغربية للتفسير" عن مركز تفسير بأربع مقالات من أصل تسع مقالات جمعها هذا الكتاب تعالج كلٌ منها مساحة من الإشكالات النظرية التي تضرب الاشتغال الغربي بحقل تفسير القرآن.

شذرات

02 Sep, 15:26


لا يزال إنجيل يوحنا لغزًا؛ ففي حين نجد الأناجيل الثلاثة المعروفة بالأناجيل الإزائية تسير تقريبا في خط سردي واحد، نجد إنجيل يوحنا يقدم "يسوع" مختلفا عن الذي تقدمه الأناجيل الإزائية، والأهم من هذا كله هو انفراد في إنجيل يوحنا بالتأكيد على ألوهية المسيح دون سائر الأناجيل.

بالطبع هناك المشكلات التاريخية الكلاسيكية: من الذي كتب إنجيل يوحنا؟ ومن هو التلميذ المحبوب الذي يظهر قريباً من المسيح؟ هل كاتب الإنجيل كان شاهد عيان؟ بجانب مشكلات قراءة النصوص والترجمات والاختلافات بين المخطوطات؛ كل هذه المشكلات التاريخية موجودة تقريبا في كل أسفار العهد الجديد، وإنجيل يوحنا ليس استثناء.

السؤال التاريخي - على أهميته ومركزيته - هو السؤال الأسهل، سواء كان الغرض دفاعي أو بحثي. ويبقى السؤال التأويلي هو السؤال الأصعب، مع قلة المهتمين به من خارج الدوائر المسيحية.

هذا الكتاب - وأغلب كتابات براون - هي محاولة مهمة في الاشتباك مع السؤال التأويلي، وكيف أن شذوذ إنجيل يوحنا على مستوى ما يطرحه من أفكار انفرد بها عن سائر الأناجيل أعيد استيعابه وموضعته داخل إطار العهد الجديد من خلال المعبر التأويلي وليس من خلال الاعتبارات التاريخية، وكيف أن المنظّرين المسيحيين يشيدون بنى تأويلية تساعدهم على تجاوز السؤال التاريخي، حتى تلك الأسئلة التي ستظل بلا إجابة.

يعكس الكتاب (إذا قرئ بروح نقدية) مدى صعوبة الاشتغال في هذه المساحة، لأنها تتطلب ما هو أكثر بكثير من معرفة المخطوطات وسرد الاختلافات بينها، وتتجاوز النقاشات الكلاسيكية حول هوية المؤلفين ونقد المصادر ونقد الشكل (وعامة النقاشات التي تدور في حقل مقارنة الأديان عموما) لتطرح أسئلة تتشابك بشكل رئيسي مع سؤال تأويل النص الديني بشكل عام، وكيفية التعامل معه، وهذا السؤال ينعكس بشكل رئيسي على أي نظرية تأويلية تتعامل مع نص ديني، ويصبح الأمر ذا أهمية كبرى إذا كنا نتحدث عن نصين دينيين بينهما الكثير من المضامين والقصص المشتركة (القرآن والكتاب المقدس) ويواجهان نفس السؤال التأويلي، ولكن بإجابات مختلفة.

شذرات

27 Jul, 16:15


بحمد الله تعالى وتوفيقه وعونه، انتهيت اليوم من مسوّدة أولى لترجمة هذا الكتاب الذي شدّ ما أرهقني - وسيفعل في الجولة الثانية كذلك حين المراجعة والتعديل 😏 -

ونسأل الله النفع والتوفيق والسداد ..

شذرات

03 Jul, 15:16


جديد معهد الملك عبد الله للترجمة والتعريب من الدكتور وليد العمري وهو من المتخصصين الذين أحرصُ على قراءة إنتاجهم المترجم.

ولنفس المؤلف كتاب ممتع في الترجمة الإسلامية بعنوان "أداء الرسالة: أسس في ترجمة المحتوى الإسلامي".

#ترجميات

شذرات

01 Jul, 00:53


حقيقة الأمر أن التعامل الفيلولوجي مع القرآن (والحديث والفقه) وهاجس البحث عن "الأصول" والنبش العقيم في الإسلام المبكر – وهو هاجس دفع باحثين كُثُر مثل مايكل كوك وباتريشيا كرون إلى تبني نتائج أقل ما يقال عنها إنها هراءٌ بحثي – وعزل وإقصاء التجربة الإسلامية كاملة وعدم الاهتمام بها أصلا واعتبارها غير ذات صلة بمحل البحث = كلها أمورٌ حاضرة في مختلف أبعاد التعاطي الاستشراقي مع العلوم الإسلامية، من القرآن إلى الحديث وانتهاءً بالفقه وأصوله وحتى السيرة النبوية، فالدارس الغربي يرى – بلسان الحال والمقال – أنه وحده بمناهجه الحديثة قادرٌ على بلورة رؤية دقيقة لمعاني النص/الظاهرة التاريخية بعيدًا عن كل تراث/تفاسير/سرديات المسلمين التي يعتبرها متحيزة بالضرورة، أو على الأقل لا تستطيع تقديم أي جديد بشأن الموضوع محل البحث؛ وهذا يدفعنا للتساؤل عن حقيقة القطيعة التي يؤسس لها الباحثون في تاريخ الدراسات الغربية للإسلام بين حقبة هيمنت عليها المسيحية وحقبة حديثة مدفوعة بالروح العلمية التاريخية.

فالتحول الفيلولوجي وهاجس الأصول وإهمال هياكل وبُنى وسرديات المسلمين أنفسهم في التعاطي مع مكوّنات الإسلام = هي بالأساس امتدادٌ للنظرة المسيحية المبكرة لفحتها روافد من الدراسات الكتابية والتاريخية وفلسفة الدين والهرمنيوطيقا، ليس أكثر، بينما تظل النتائج في كلا المرحلتين شديدة التقارُب.

شذرات

01 Jul, 00:53


لضيق الوقت وكثرة الشواغل، لا أكتب كثيرًا عن ترجمات مركز تفسير، رغم أن جميعها تستحق المتابعة والكتابة عنها والتفاعل معها. إلا أن هذه الورقة استثناء.

قليلةٌ هي الأوراق التي تقدم مراجعات وتقييمات لمنجزات الدراسات الغربية حول العلوم الشرعية من داخل الحقل الغربي نفسه، والأهم من ذلك أن هذا النوع من المواد هو الأنفع للسياق العربي لأنه يقدم للدارس رؤية أعمق وأشمل لما وصلت إليه الدراسات الغربية فيما يتعلق بمكوّنات العلوم الشرعية.

ومن هذا المنطلق ربما تكون هذه الورقة لبروس فودج من أهم الأوراق المنشورة في حقل الدراسات القرآنية، وهذا ليس راجعًا إلى تقريرات فودج نفسه التي من الممكن مناقشتها والاختلاف معه فيها، بل أهميتها تنبع من كونها تقدم رؤية من داخل الحقل الاستشراقي حول تاريخ الدراسة الغربية للتفسير منذ القرن التاسع عشر، مع التعمق في الأبعاد المنهجية للسياق الغربي الذي يُدرس التفسير في إطاره.

يحاول فودج الإجابة عن سؤال: لماذا تفتقر الدراسات الغربية عن التفسير للدقة رغم أنها تعتبره أهم إنتاج إسلامي بسبب تمركزه حول القرآن (النص المقدس لدى المسلمين)؟

أحد الأسباب التي يشير إليها فودج بإيجاز هي ما سماه: ظلال مركزية الكتاب المقدس في التعاطي الاستشراقي مع التفسير والقرآن بشكل عام. ولكن فودج لا يسترسل كثيرًا في متابعة هذه الفكرة، رغم أنها من أهم المرتكزات المنهجية التي قام عليها حقل الدراسات القرآنية في الأكاديميات الغربية، ولن تخطئ عين الدارس كم الإشكالات المنهجية والمسائل التي تُناقش في حقل الدراسات القرآنية وهي بالأساس مستوردة من الدراسات الكتابية والآليات المنهجية التي صُمّمت للتعامل مع الكتاب المقدس بشقّيه. بطبيعة الحال فإن هذه الآليات – سواء كانت تفسيرية أو تاريخية – صُمّمت بناءً على واقع المعرفة المتاحة لدينا عن الكتاب المقدس والحقبة التاريخية التي يمثلها وكذلك المواد الأوسع التي تتخذ من الكتاب المقدس موضوعًا لها. لكن الأمر مختلفٌ تمامًا عند استعراض راهن معرفتنا الحالية بالنص القرآني والكتابات التي تتخذ منه مرتكزًا لها، وكذلك الحقبة التاريخية التي يمثلها، وهو ما يستدعي اصطناع أدوات منهجية خاصة براهن تلك المعرفة، وهو الأمر الذي نراه لم يحدث حتى الآن.

سببٌ آخر رصده فودج بشيء من الصراحة التي ربما تفاجئ بعض الباحثين؛ وهو أن "الاستشراق كان مسعى أقل علمانية بكثير مما يُفترض عادة"؛ وفي هذا يرى فودج أن الطبيعة الصدامية والدفاعية التي هيمنت على الاشتباك الغربي المبكر مع الإسلام والقرآن كان من الطبيعي أن تؤدي إلى تهميش التفسير، لأن المنظّرين المسيحيين آنذاك بالتأكيد لم يؤمنوا بكون القرآن كلام الله، بل اعتبروا الإسلام نفسه دينًا باطلًا ومن ثم فمن الطبيعي ألا يكون هناك اهتمامٌ يُذكر بالتفسير وما أنتجه المسلمون من معانٍ حول القرآن، غاية الأمر كانت التعرف على هذا النص – بالترجمة – للأغراض الدفاعية فقط.

يرى فودج – وإن لم يصرّح بذلك، بيد أن هذه الفكرة حاضرة بقوة في عامة الأبحاث التي تؤرخ للتعاطي الغربي مع العلوم الشرعية – أن الأمر تغير منذ القرن التاسع عشر، بيد أن الاهتمام بالتفسير ظل هامشيًا رغم اختلاف المنطلقات المنهجية التي تهمين على الحقل الاستشراقي. فيرى أن الدارس الغربي للقرآن في تلك الحقبة (يسمونها الحقبة الحديثة) يتعامل مع القرآن باعتباره موضوعًا ماثلًا أمامه وليس فضاءً للمعنى، ومن ثم فلا يهتم للمعاني التي أنتجها المسلمون حول القرآن، بل يتمحور اهتمامه بالبحث عن المعنى الأصلي للقرآن، وهو ما عبّر عن نولدكه بقوله:

كان جُل اهتمامي محصورًا بالبحث في ما عناه [النبي] محمد فعليًا بكلماته، وبالتالي لم ألتفت إلى كيف فسر علماءُ المسلمين هذه الكلمة أو تلك إلا عندما لا تكون واضحة لنا عند قراءة النص بطريقة مباشرة.

فبالنسبة للباحث الغربي: هذا المعنى لصيقٌ بدعوة النبي، وفي نفس الوقت يعتبر أن المسلمين وتفاسيرهم اللاحقة قد شوشت عليه وغيّبته، وهذا هو ما أدى إلى القسمة المنهجية السائدة اليوم في البحث الاستشراقي إلى دراسات القرآن ودراسات التفسير! فالتفاسير وفقًا لهذه القسمة – وهو ما صرّحت به نويفرت في مناسبات عدة – غير مهمة ولا يمكن الاستفادة منها في دراسة القرآن، حتى أن عُمدة الدراسات القرآنية الغربية (تاريخ القرآن لنولدكه) صرّح مؤلفه بأنه صنّف كتابه هذا دون أن يشعر بحاجة للعودة لمعرفة ما قاله المسلمون في معنى آية معينة.

شذرات

01 Jul, 00:52


يحاول بروس فودج في هذه الورقة تقديم رؤية للمرتكزات المنهجية للدراسة الغربية للتفسير، حيث يحاول فهم الطبيعة المنهجية المشكّلة للتيارات الدارسة للتفسير، سواء التيار الفيلولوجي الباحث عن الأصول، أو التيار الظاهراتي المهتم بدراسة تلقي النصّ خارج التفسير، ويحاول عبر هذا وعبر إلقاء الضوء على الاتجاهات المعاصرة في دراسة القرآن تفسير سبب غياب الدراسة الدقيقة لحقل التفسير.
tafsir.net/translation/143

#مركز_تفسير

شذرات

16 Jun, 03:56


الشكل الطبيعي للغة

قضيتُ مع هذا الكتاب ذي الـ 800 صفحة - بسبب الشواغل والانقطاعات - ما يقرب من عام كامل. والحقيقة أنه على كثرة الكتب المؤلفة في نظريات الترجمة، إلا أن مؤلفة هذا الكتاب قد اختارت تناول موضوع يندر أن تتناوله كتب الترجمة، لاسيما تلك المكتوبة بالعربية.

ومع إعراض كثير من المترجمين عن دراسة نظريات الترجمة واللسانيات لأنهم لا يرون لها أهمية تُذكر في تجويد مخرجاتهم حينًا، وبسبب سوء عرض هذا الباب في كثير من الكتب - إذ يُعرض بصورة جافة لا تبين معالمه كاملة - حينًا آخر؛ فإن هذا الكتاب قد استطاع تجاوز تلك الصور النمطية وقدّم عرضًا مميزًا مع حشد كبير من الأمثلة، بيد أن اللغة العربية ليس لها مكان بين تلك الأمثلة (اللهم إلا بعض الإشارات الطفيفة في الهامش من اجتهادات المترجم)؛ وهنا تكمن أهميته!

على عكس كتب الترجمة التي تبدأ بتعريف القارئ بلغة المصدر والهدف، وما إلى ذلك، فإن مفتتح هذا الكتاب هو سؤال يبدو بسيطًا لكنه أهم سؤال يجب أن يطرحه المترجم على نفسه، وهو: ما الذي نترجمه؟

تقسّم المؤلفة النص (سواء كان من لغة المصدر أو الهدف) إلى: معنى وشكل، أو مضمون وصورة؛ واللغات - كما هو واضح - تتضافر على نقل الكثير من المعاني المشتركة، فمعاني مثل الحزن والفرح والجوع والألم جميعها من المعاني الموجودة في معظم اللغات، ولكن ما تتباين فيه اللغات بصورة كبيرة هو "الشكل" الذي تختار به كل لغة التعبير "بصورة طبيعية" عن هذا المعنى أو ذاك.

ترى المؤلفة - بناء على هذا التقسيم - أن مهمة المترجم لا تنحصر فقط في لغة المصدر (اللغة المترجم منها)، بل لابد أن ينضم إليها مهمة أخرى تتعلق بلغة الهدف (اللغة المترجم إليها)؛ وهذا هو ما بُحّت فيه أصوات كبار المترجمين؛ وذلك أن مهمة المترجم بالنسبة للغة المصدر تتعلق - بالمقام الأول - بفهم المعنى، ثم تأتي المهمة الثانية المتعلقة بلغة الهدف وهي أداء هذا المعنى "بشكل طبيعي" في اللغة المترجم إليها.

المفهوم المحوري في هذه المسألة - وهو أهم ما يمكن أن تخرج به من الكتاب - هو مفهوم "الشكل الطبيعي للغة"، وهذا المفهوم هو - من وجهة نظري - أهم مفاهيم الترجمة والتي لا يليق بالمترجم ألا يكون واعيًا بها.

الشكل الطبيعي للغة هو بمنزلة "فيصل التفرقة" بين اللغات، فالمعنى الواحد تؤديه أشكالٌ لا حصر لها من كل اللغات، بل ربما تؤديه أشكالٌ متعددة في اللغة الواحدة. ونحن عندما نقول إن المخرج النهائي لعملية الترجمة يجب أن يكون منسجمًا مع "الشكل الطبيعي للغة المترجم إليها"؛ فإننا لا نعني فقط أن تكون "الترجمة صحيحة"! وليس المقام هنا في الكلام على صواب وخطأ المفردات أصلًا (إن صح أن يكون هذا موضوع نقاش من الأساس).

لقد طالت معارك المفاضلة والمشاحّة الاصطلاحية بين الترجمة الحرفية وغيرها (أيا كان مسماها)؛ وهذا المفهوم أراه يحل كثيرًا من تلك المشكلات؛ فبالتأكيد المفاضلة لا تكون بين ترجمة بيّنٌ خطؤها وأخرى صحيحة؛ بل المفاضلة الحقة هي التي تحكم على الترجمة من مدى قربها من الشكل الطبيعي للغة؛ وفي إطار اللغة العربية، هذا الشكل الطبيعي هو ما نعنيه بـ "سير الكلام على سنن العرب في لغتها".

وما هو أكثر من هذا؛ فإن إشكالية الترجمة الآلية (وسؤال الذكاء الاصطناعي وهل سيحل محل المترجم، وما إلى ذلك) يمكن حلها أيضًا بهذا المفهوم؛ فالشكل الطبيعي للغة هو بالأساس خصيصة بشرية؛ فكلٌ من الدماغ والآلة لديه طريقة مختلفة في التعرف على اللغة، ولهذا تتفاوت طريقة كل منهما في الترجمة، وكذلك في التعبير عن نفس المعنى؛ وفي هذا الصدد: فلا إشكال في أن تكون الترجمة الآلية "صحيحة" - لأن المقام ليس في المفاضلة بين ترجمة ظاهرٌ فسادها وأخرى صحيحة - بل السؤال الذي يجب طرحه هو هل بإمكانها أن تكون ترجمة "طبيعية"؟ بمعنى أنها لا تحاكي "شكل" لغة المصدر، بل تلتزم "الشكل الطبيعي للغة الهدف.

وحتى مقام المفاضلة بين الترجمات "البشرية" نفسها، يتحكم فيه بصورة كبيرة مدى "طبيعية" هذه الترجمة، وانسجامها مع الشكل الطبيعي للغة المترجم إليها؛ فكلما كانت معرفة المترجم بسنن العرب في كلامهم أعمق، كانت ترجمته الصحيحة أكثر طبيعية (انتبه لقيد "الصحيحة")، إذ إن الركاكة وشعور القارئ بأنه يتسلق قمة جبل وعر أثناء قراءة الترجمة نابعٌ بالأساس من لا طبيعية هذه الترجمة، ووقوع المترجم في فخ محاكاة "شكل" النص المصدر.