قصة ما قبل النوم 💙 @sleepstory Channel on Telegram

قصة ما قبل النوم 💙

@sleepstory


❀ بحر من القصص المفيدة : دينية، تاريخية، عصرية، حقيقية وخيالية ➥

➪ للـتـواصـل ⇊
@sleepstory_bot

- صفوة قنواتنا { @O_020_O }

قصة ما قبل النوم 💙 (Arabic)

هل تبحث عن طريقة ممتعة ومفيدة للتسلية قبل النوم؟ إذاً، قناة "قصة ما قبل النوم 💙" هي المكان المثالي لك! هذه القناة تقدم لكم بحرًا من القصص المفيدة بمختلف الأنواع، سواء كانت دينية، تاريخية، عصرية، حقيقية أو حتى خيالية. ستجدون هنا قصصًا تأخذكم في رحلة ساحرة قبل أن تستسلموا لنومكم. المحتوى المتميز والمتنوع لهذه القناة يجعلها وجهة رائعة للتوجه إليها كل ليلة قبل النوم. للتواصل مع القناة والاستمتاع بمزيد من القصص، يمكنكم الانضمام عبر الرابط @sleepstory_bot. لا تفوتوا فرصة الاستمتاع بأفضل قصص النوم والاسترخاء. قناة "قصة ما قبل النوم 💙" هي الشريك المثالي لتجربة نوم هادئة ومريحة بعد يوم طويل ومجهد. انضموا اليوم واستمتعوا بأجمل القصص الشيقة والممتعة. صفوة قنواتنا { @O_020_O }

قصة ما قبل النوم 💙

17 Feb, 16:08


«ختام الفصل الرابع»

" نعم بالطبع .. خذ على سبيل المثال من يضع هدفا لنفسه بخسارة الوزن الزائد عليه أن يبدأ في تحديد الخطوات المدروسة التي سيقوم بها لأجل ذلك، والأهم ضمن إطار زمني محدد .. فعليه أولا أن يحدد كم كيلو جراما يحتاج أن يفقد والمدة التي يرغب في إنقاص وزنه فيها، ولنقل إنه يرغب في فقدان عشرين كيلو جراما، وأنه سيخصص لذلك مدة ستة أشهر كاملة فيكون عليه أن يفقد في كل شهر ثلاثة كيلو جرامات، ثم عليه بعد ذلك أن يحدد الخطوات والإجراءات التي سيتخذها ليحقق ذلك الهدف، فهو سيقوم بالتسجيل في أحد مراكز التخسيس، وسوف يلتزم بحمية غذائية محددة وسوف يخصص ساعة صباح كل يوم لممارسة التمارين الرياضية، وسوف يتناول الأعشاب التي تساعده على ذلك مرتين يوميا، وسوف يقوم بإفراغ ثلاجته وخزانة مطبخه من كل الأطعمة التي ستعيق تحقيق هدفه بفقدان الوزن الزائد من الدهون المشبعة والمتحولة والسكر والمعجنات والكربوهيدرات غير الصحية، ثم سيبدأ في مراقبة تطوره خلال مدة محددة، فيقيس وزنه كل شهر مثلا .. وبهذا فقد اكتملت أركان خطته : فلدينا أولا خطوات محددة ولدينا ثانيا إطار زمني محدد، ولدينا أخيرا القدرة على قياس التطور والتحسن

والتقدم في الهدف.. هل فهمتني بوضوح؟."

" نعم فهمت ."

" حسنا، أعطني أحد أهدافك لنبدأ في إعداد خطة له، وليكن عملك في شركة كبيرة للمقاولات .. كيف تعتقد أنه يمكنك الوصول لهذا الهدف؟." " بصراحة لست واثقا ..امم، حسنا علي أن أبدأ بالسعي المباشر، أن

أذهب وأحاول مرارا وتكرارا .. أليس كذلك؟." عليك أن تحاول حقا .. لكن ليس بشكل مرتجل عشوائي، بل بخطة دقيقة ومدروسة، فتبدأ أولا بعمل مسح للشركات التي تستهدفها حسب نطاق المكان الذي تريد العمل فيه، وأيضا حسب حجم الشركة التي تريد العمل فيها، ثم تدرس احتياجات هذه الشركات التي تريد العمل فيها، وأن تبدأ في التقديم فيها عبر جدول لا تنسى فيه شركة واحدة والأهم أن تجعل من

نفسك مؤهلا لهذا المكان ضمن برنامج زمني محدد لا تتجاوزه."

" ماذا تعني بأن أجعل من نفسي مؤهلا لهذا المكان؟."

عليك أن تجعل من نفسك مناسبا لذلك الهدف الكبير الذي تود الحصول عليه .. عليك أن تطور ذاتك."
تذكر ...

فإذا أردت تحقيق هدف ما فعليك أن تضع برنامجا لتحقيقك ذلك الهدف

يضم خطواتك، والمدة الزمنية التي يجب أن تستغرقها كل خطوة ثم تقيس خطواتك وتطورك في ضوء الخطوات والمدة المقررة

وهذه هي الخطة بكل يسر ...

تابعونا مع بداية يملؤها التحدي والأمل في الفصل الخامس..

قصة ما قبل النوم 💙

16 Feb, 16:07


«الفصل الرابع»

لقد نجحوا في سلب الشباب عقولهم وإبعادهم عن سبيل ربهم بإفساد دينهم وأخلاقهم .. لقد بنوا نجاحهم على تخريب مجتمعهم وقيادته نحو الرذيلة والانحطاط في القيم والأخلاق .. وها أنت ذا الآن ترى مجتمعنا انعكاسا مرا

ومؤسفا لتلك المفاسد التي تغزو الشاشات

ولو نظرت لشركات الدخان ستجدها من الشركات التي تحقق أرباحا طائلة ولكن ما الثمن؟ إنهم يخلفون وراءهم السرطان والفشل الكلوي وأمراض القلب والضغط .. يخلفون جثثا لا تنفع المجتمع في شيء .. ولاحتى تنفع نفسها وأسرها .. وأما لو دخلت لأي متجر كبير أو صغير فسوف ترى أن أرففه ممتلأة بالأطعمة المسممة، وخلف كل نوع من تلك الأطعمة توجد شركة كبيرة ناجحة ماديا .. ولكنها فاشلة في القيمة الخلقية والمعنوية .. فهذه شركة للمياه الغازية وتلك شركة للشوكولا وأخرى للشيبسي ورابعة للكعك المحلى .. وأخرى وأخرى .. إنها صناعة المرض والموت لا صناعة الغذاء إنها الشركات الرائدة في تقديم السموم المغلفة بأغلفة أنيقة لأطفالنا لتمرضهم .. أتعدّ هذا نجاحا ؟ إنها تجارات رائجة تبيع بالملايين .. ولكنها تضر

ولا تنفع .. هل فهمت ؟ . " نعم أفهمك تماما .. إنهم يتعاملون مع البسطاء كفئران تجارب وليس كبشر .. إنهم مجرد نوع ثان من أنواع مصاصي الدماء .. يمتصون قروش الفقراء ويمرضون أطفالهم بينما يكدسون الأرصدة بالبنوك .. والآخرون ما هم

إلا مصاصو أخلاق .. يمتصون العفة والفضيلة والقيم من المجتمع .. ويدفعون

به في هاوية سحيقة لا يستطيع الخروج منها .. ولا حول ولاقوة إلا بالله ."

" إذن لقد أدركت أهمية أن يكون نجاحك نافعا بانيا مفيدا.".
" نعم . بالطبع أدركت ذلك تماما .. وأدركت أيضا معنى الإصرار .. وكم أنني كنت متخاذلا لأنني استسلمت بعد عشر شركات فقط .... وعلي أولا أن

أغير صيغة أهدافي من أحلم لأريد..... قال بابتسامة رضا : " أنت تلميذ نجيب حقا .. لكن ليس هذا فقط .. وإنما أيضا أن تكتب خطتك .. تلك الخطوات الطبيعية التي تقودك نحو هدفك وألا تستسلم .. كما لم يستسلم أديسون وكما لم يستسلم العجوز صانع الدجاج .. وكما لم يستسلم الرجل الذي لم يمتلك بريدا إلكترونيا .. وكما لم

يستسلم كل أصحاب الأهداف الناجحة .. هل فهمت ؟."

" حسنا .. حسنا .. لقد فهمت . " ...

" إذن فأنا يجب أن أبدأ برسم خطة لتحقيق أهدافي التي كتبتها على الورق وأن أتحرك فورا في تنفيذ ما أخطط له وألا أبقى ساكنا في مكاني .. فلن يأتي الحظ ليطرق بابي .. بل علي أن أسعى حتى أحصل عليه"،" ولكن ما الفرق

بين كتابة الأهداف وكتابة الخطة؟. "

" إن كتابة الأهداف هي مجرد صياغة للهدف، لا تعدو أن تكون عنوانا له،

وأما الخطة فهي التفاصيل الدقيقة التي تكتبها لتعرف كيف يمكنك الوصول

للهدف، وما الإجراءات التي سوف تتخذها للحصول على ذلك الهدف

والذي يجعل من هدفك شيئا قابلا للقياس والأهم الإطار الزمني الذي سوف

تحقق فيه ذلك الهدف .. فإذا أردت تحقيق هدف ما فعليك أن تفكر وأن

تضع برنامجا لتحقيقك ذلك الهدف .. يضم خطواتك، والمدة الزمنية التي

يجب أن تستغرقها كل خطوة .. ثم تقيس خطواتك وتطورك في ضوء

الخطوات والمدة المقررة .. وهذه هي الخطة هل فهمت ؟.

" هل يمكنك أن توضح لي بمثال عملي؟."
" نعم بالطبع .. خذ على سبيل المثال من يضع هدفا لنفسه بخسارة الوزن الزائد...

انتظرونا بكل همة..

قصة ما قبل النوم 💙

15 Feb, 16:08


«الفصل الرابع»

وعاهدت نفسي أن لا أخذلها كما لم تخذلني قط

لقد اعتمد إديسون فيما بعد على القراءة والتجريب، وقد خصصت له أمه حجرة بالدار ليستخدمها في تجاربه، لكنه اضطر في عمر الثانية عشر أن يعمل ليساعد والديه على نفقات المعيشة، فبدأ كمزارع يزرع الخضر ويبيعها، ولم يرقه ذلك العمل فانتقل لبيع الصحف في قطارات السكة الحديدية، وقد مكنه هذا العمل من الاطلاع على الكثير من الصحف والمجلات، كما تمكن من عمل مختبر صغير له في إحدى عربات القطار غير المستعملة وضع فيها أدواته ليجري تجاربه في وقت فراغه، وقد قام في عمر الخامسة عشر بشراء آلة طباعة صغيرة الحجم، وبدأ بصنع صحيفته الخاصة والتي كان يبيعها على الركاب، وكانت تباع بأعداد جيدة، ساعدته على اكتساب المال الذي أعانه على شراء المواد الكيميائية التي يحتاجها في

تجاربه. ولكن المشكلات ماكانت لتدعه وحده، وما كان النجاح ليأتي سهلا، فلقد حدث أن سقطت بعض المواد التي يستخدمها في تجاربه على أرض عربة القطار فاشتعلت النيران بها، فتسبب هذا الحادث بطرده من القطار، كما صفعه العامل صفعة قوية أصابت أذنه بضرر بالغ، ولكنه عاد ليستكمل تجاربه بقبو منزله واكتفى ببيع الصحف في المحطة من دون أن يبيع بالقطار، وقد عمل بعدها بمكتب التلغراف، ثم عمل بوكالة أنباء، وقد اختار العمل في المناوبة الليلية لكي يجد وقتا كافيا للقراءة والتجريب، ولكن إحدى تجاربه تلك قد كانت سببا في طرده مرة أخرى من عمله، حيث إنه وأثناء عمله ببطارية رصاص حمضية تسرب حمض الكبريتيك بين ألواح الأرضية الخشبية فسقط في مكتب رئيسه بالعمل، مما تسبب

في طرده في الصباح التالي.

وحتى ظروف اختراعه للمصباح خرجت من رحم محنة ألمت به، فلقد مرضت أمه بشدة، وأعلن الطبيب عن حاجتها لإجراء عملية جراحية فورا وأن حياتها قد تتعرض للخطر بسبب تأخير العملية، ولكنه على الرغم من ذلك لم يستطع إجراء تلك العملية لها؛ لأن الوقت كان ليلا ولا يوجد ما يكفي من الضوء ليتمكن الطبيب من إجراء تلك العملية التي تحتاج لرؤية دقيقة لا تحتمل اللبس . ومن هنا أصر إديسون بعدها على أن يضيء ظلمة الليل بضوء ساطع، فبدأ تجاربه التي لم تتوقف على

الرغم من كثرتها حتى حقق هدفه، وأضاء لنا المصباح الكهربي... ولم يكتف ذلك المخترع بذلك المصباح المدهش حتى أعقبه بمئات الاختراعات الأخرى، والتي ساهمت في تطوير الحياة في كثير من النواحي."

قلت بذهول : " يالها من رحلة .. لم تكن رحلة سهلة أبدا"! قال مؤكدا: " لا توجد رحلة نجاح سهلة، فنحن لسنا في لعبة، إنما هي رحلة كفاح يتخللها دوما محنا وآلاما وصعوبات وخذ مثالا من ذلك العجوز صاحب الدجاج المقلي الشهير وماكان يحمل للعالم مصباحا يضيء شوارعهم ومنازلهم بل مجرد طريقة مضرة لصنع الدجاج ولكن طعمها لذيذ، فكان من الإصرار على تحقيق هدفه بدرجة جعلته وقد تجاوز عمره الستين لا يستسلم ولا ينهزم أمام مائة مطعم يرفضه حتى قبله مطعم صغير، فجميع الأهداف الكبرى سبقت بمصاعب ومشكلات وخرجت من رحم محن حقيقية، وبذل

وإصرار . " " هل تعني أنني يجب أن أتعلم منه .. على الرغم من أنه لم يقدم للناس سوى الضرر . "

" بل أعني أن إصراره درسا يجب تعلمه وليس إضراره بالآخرين...

وهذه نقطة خطيرة عليك أن تفهمها جيدا، فالهدف الحقيقي يجب أن يكون نافعا .. يجب أن يغير حياة الناس نحو الأفضل لا نحو الأسوأ ...

نحن نشاهد حولنا الكثير من الناجحين أصحاب المال والأعمال .. لكنهم.

على الحقيقة مخربين .. لقد بنوا نجاحهم على تدمير مجتمعهم وإفساد

الشباب وربما حتى قتل الأرواح البريئة.....

" ماذا تعني؟."
" تلفت حولك .. ألا تجد الكثير من الفنانين الناجحين .. فيم نجحوا ؟

انتظرونا بكل شوق...

قصة ما قبل النوم 💙

13 Feb, 16:08


«الفصل الرابع»


خطط بدقة

" الذي يخطط ...

هو الذي يعرف كيف يصل لما يريد"

" قلت مستاء: وكيف أبدأ بالعمل عليها؟ أنت ترى فرق المسافة الشاسعة بين ما أنا فيه وما أحلم به؟."

أشار بيده موقفا إياي عن الكلام، وقال: " لن أتكلم حتى تأكل.. لقد أخبرتك أن الطعام سوف يبرد "

أمسكت بالملعقة مذعنا وبدأت في تناول طعامي وأنا أقول: "ها قد بدأت هيا أخبرني.."

قال باهتمام: " لن تكون أهدافك ذات جدوى مالم تنقلك من مكانك الذي أنت فيه إلى مكان أفضل .. لكن هذا يحتاج لخطة، فلا بد من خطوات تسير عليها لأجل أن تحقق تلك الأهداف على أرض الواقع وإلا ستبقى مجرد أحلام. "...

أشرت بيدي مستسلما : " ولكنني لا أملك أن أفعل شيئا لأحققها .. إنها مجرد أحلام فقط . " ...

قال رافضا " بلى تستطيع .. أخبرني كم شركة ذهبت إليها حتى تستسلم وتختار الوقوف على الرصيف.

قلت بيأس : " لقد ذهبت إلى عشر شركات."

شهق ضياء وصرخ في : هل تمزح ؟" فأفزعني وأفقدني الأمل أكثر ، فقلت له : انظر لقد قلت لك أنه لا يوجد أمل."

أخذ ضياء يهز رأسه تعجبا : وهل تظنني فزعت من كثرتها، إنما أفزع من تخاذلك فقط .. هل ذهبت فقط إلى عشر شركات وسارعت بالاستسلام وألقيت بنفسك للمذلة على الرصيف؟ !! أنت عجيب حقا .. أنا أحمد الله أن إديسون لم يكن يمتلك نفسك القصير إذن لعشنا في الظلام .. هل تعلم كم مرة حاول إديسون حتى يصنع لنا المصباح الكهربي الذي غير صفحة الحياة؟ . "

" لا .. لست أعلم."

" لقد تجاوز الألف محاولة فاشلة، ومع ذلك فلم يسمها فشلا أبدا، وإنما أسماها مجرد طرق خاطئة لصنع المصباح" حتى لو كان ذلك كذلك، فأعتقد أن ظروفه كانت جيدة جدا، وهيئت له الأسباب ليجلس في مختبره ليصنع ويجرب ولم يكن يعرف طعم الحاجة أو الذل؟"

بالطبع لا، النفوس التي تصنع النجاح لا تعرف الاستسلام، مهما كانت ظروفهم .. ولقد عانى أديسون معاناة كبرى لكنه مع ذلك أصر على الوصول...

ألا تريد أن تسمع قصته؟"

قلت بحماس : " بلى أريد بالطبع"

" لقد عاش إديسون حياة قاسية، فلقد اتهمه معلمه في طفولته بأنه غبي فاشل لا يصلح للدراسة، وقد صرفه معلمه من المدرسة، لكن أمه كانت مثالا رائعا للأم التي تصنع الرجال بحق، فقد وثقت في ذكائه وقدراته وأولته عناية وعلمته بالبيت مباديء القراءة والكتابة وأسبغت عليه العطف والتقدير اللذان أعادا له ثقته ومكناه من تطوير ذاته، وقد كان يقول : إن أمي هي التي صنعتني، لأنها كانت تحترمني وتثق في أشعرتني أنى أهم شخص في الوجود، فأصبح وجودي ضروريا من أجلها وعاهدت نفسي أن لا أخذلها كما لم تخذلني قط..

.. يتبع..

قصة ما قبل النوم 💙

12 Feb, 16:07


«ختام الفصل الثالث»

" نعم فهمت ."

مد ضياء يده لي بينما يقول" : أرني ماكتبت .. ودعنا نناقش حلمك بينما نتناول طعامنا ."

مددت يدي له بالورقة وأنا أقول" : حسنا تفضل. "

حين نظر ضياء للورقة بدا عليه الاستياء .. ثم قال : هذا ليس جيدا أبدا يا فريد .. إن الأمر لن يعمل على هذا النحو..... أصبت بالإحراج وأحسست أنني بالغت في الأحلام فوق ما يجب فشعرت بالحزن وبعض اليأس يتسلل لنفسي، ثم تنهدت عميقا وقلت له: " يبدو أنني بالغت كثيرا .. ولكنك أنت من قلت لي أن أحلم كما أريد .. وألا أضع قيودا على حلمي .. ألم تقل ذلك؟ أوشكت أن أحطم الحلم الذي بنيته يائسا مستسلما، فأمسكت بالورقة وهممت بتمزيقها وأنا أقول له بيأس" : حسنا .

دعنا ننسى الأمر .. إنها مجرد أوهام..... أمسك ضياء بالورقة بسرعة وجذبها من يدي منفعلا" : ما الذي تنوي فعله؟ هل جننت؟ لا تكن ضعيفا مستسلما هكذا .. كيف ستمزق تلك الأحلام الرائعة . "... رفعت حاجبي وسألته مستاء: " ألم تقل منذ قليل إنها لن تعمل على هذا

النحو .. فكيف تقول إنها رائعة؟ . "!

" بلى بالطبع هي رائعة لولا أنها مجرد أحلام."

" لا أفهم "! ألم تطلب إلي أن أكتب أحلامي؟".

قال بنبرة مؤكدة: " إن الصيغة التي تكتب بها حلمك وهدفك تحدد ما إذا كنت جادا حقا أم لا .. وما إذا كان بإمكانك أن تحقق ذلك الهدف أم أنه سيبقى مجرد حلم على الورق لا أكثر .. فما دمت استخدمت تلك الصيغة التي تحتوي على الشك والضعف .. فلن يتجاوز حلمك الأوراق. "...
حال بنبره موحده إن الصيعة التي تكتب بها خدمت وهدمت تحدد ما إذا كنت جادا حقا أم لا .. وما إذا كان بإمكانك أن تحقق ذلك الهدف أم أنه سيبقى مجرد حلم على الورق لا أكثر .. فما دمت استخدمت تلك الصيغة التي تحتوي على الشك والضعف .. فلن يتجاوز حلمك الأوراق .....

" وماذا علي أن أكتب إذن؟ هل أكذب على نفسي وأكتب أنني قد حققت أهدافي بالفعل؟." " ليس هذا ما أعنيه بالطبع .. ما أطلبه منك أن تغير تلك الصيغة الواهية

فتحذف كلمة أحلم لتكتب أريد .. إن عقولنا تعي حقا ما نريد، وتفكر فيه بجدية أكبر من مجرد الانتباه للأحلام .. هل تفهم ؟ .. إن الحلم يحمل الوهم والخيال .. بينما الإرادة تحمل الجدية في السعي والتنفيذ..... " لكنها تبقى أحلاما يا صديقي .. هذه هي الحقيقة ....

" نعم . ولكنها أيضا يمكنها أن تصبح واقعا إذا بدأت بالعمل عليها ....

تذكر ..

أهدافنا مهما كانت بعيدة ...

يمكنها حقا أن تصبح واقعا ملموسا .. بشرط.

أن نبدأ بالعمل الجاد عليها ...

تم بفضل الله ختام الفصل الثالث

قصة ما قبل النوم 💙

11 Feb, 16:08


«الفصل الثالث»

" ابحث بداخل نفسك .. ابحث في أعماق ذاتك ستجده .. إنه هناك صدقني .. لقد دفنته منذ مدة طويلة؛ هذا لأنك لم تكن تفكر إلا في المسئوليات فقط ... ولكن ذلك الشيء القابع خلف كل تلك الأسوار العالية والأقفال المغلقة سيبدأ في الظهور وسيعلن عن نفسه حين تبدأ أنت في التفتيش عنه، وتصر على العثور عليه ." .. وكما قيل : " : ليس الفقير هو من لا يملك مالاً، ولكن الفقير هو من لا يملك حلما"

قلت بتردد: " ومتى يمكنني أن أفتش عنه حتى أخرجه؟."

الآن .. يمكنك أن تفعل ذلك الآن...

فقط اجلس بهدوء، وأمسك بالورقة والقلم وابدأ في التعبير عن ذاتك

اكتب ما تحب أن تفعله حقا .."

" أنا أريد أن أنجح في حياتي.....

" ستنجح بإذن الله .. ولكن أمسك أولا بطوق النجاة .. أنت الآن لا زلت غارقا تحت المحيط .. عليك أن تتعلق أولا بطوق النجاة لتخرج .. ولترى ".النور

" حسنا .. سوف أفعل ذلك الآن .....

مد يده إلى بحزمة من الأوراق المسطرة ومعها قلم جميل وهو يقول: " إذن إليك القلم والأوراق .. اكتب .. اكتب كل ماتحبه .. وكل ما تحلم أن تحققه
في حياتك .. اكتب وأنت تعلم أنه لا يوجد قيود على الكتابة .. لا يوجد قيود على قلمك وحلمك .. فلا تسمح لقيود الواقع الثقيلة ومسئولياته الكثيرة ومشكلاته غير المنتهية أن تقيد حلمك...

أهدافك يجب أن تكون خليطا بين ما تتقنه وما تحبه وما تريده، يجب أن تكون تلك الأمور معا مقتربة من بعضها البعض مزيج بين قدراتك ومواهبك من جهة وبين رغباتك وطموحاتك من جهة أخرى...

أنت هنا الآن وحدك .. وليس معك سوى القلم والأوراق .. هيا اكتب ... بينما أعد أنا المائدة ستعد أنت سيناريو حياتك، وما تريد أن تعيشه وما تحب أن تصل إليه .. هل تفهمني ؟ .. تخل عن التشاؤم واليأس والاستسلام .. احلم ...

احلم كما يحلم الأطفال .. من دون حدود أو قيود .. هل فهمت ؟." أحسست بموجة من المشاعر المتضاربة فبينما أشعر بالتحرر من كل القيود وبالرغبة العارمة في أن أحلم كالأطفال .. رأيتني أيضا أشعر ببعض الحيرة والارتباك، ولكنني برغم ذلك قد تبسمت وأعلنت بسمتي له عن تباشير الأمل، اكتفيت أن أومأت له برأسي موافقا، وقد شعر هو بما أخذت أنا به، فانصرف وتركني وحيدا لأبدأ، فخلوت من جديد مع أفكاري، وقلت لنفسي : لو أنني بقيت كما أنا ستبقى أوضاعي كما هي ولن تتغير أبدا، لن يحدث شيء يدفع حياتي في اتجاه آخر، بل سأبقى حبيس أوضاعي السيئة كما أنا حبيس أفكاري السلبية، والآن جاءتني الفرصة الجديدة لأبدأ من جديد لأبدأ من هنا من أفكاري وليس من مكان بعيد عني، من أهدافي، لذا علي أن أفعلها .. أن أحدد ماذا أريد"

وبدأت أشعر لأول مرة أنني أفك تلك القيود التي أثقلتني لسنوات طويلة، شعرت أنني عدت صغيرا، وليس علي الآن إلا أن أحلم كما يحلم الطفل الصغير .. وليس على حلمي قيود أو حدود وأمسكت بالورقة والقلم وبدأت أكتب: أنا أحب التصميم وأنا بارع حقا فيه لذا أحلم أن أعمل في شركة كبيرة
وأتقاضى راتبا كبيرا يحل مشكلاتي ومشكلات أهلي... أحلم أن أعود لأخذ مكاني الذي سلب مني عنوة في الجامعة، وأصير مدرسا

فيها كما كان ينبغي أن يحدث ...

أحلم أن أحقق الفرحة لأمي وإخوتي... أحلم ان أتزوج من ابنة عمي التي اضطررت لفسخ خطبتي بها بعد أن أثقلتني المشكلات ... أحلم أن أؤسس شركة تصميم معماري خاصة بي أنا .. وتكبر شركتي لتكون منافسة للشركات العالمية .. مضى الوقت بسرعة وقطع صمتي وذهولي نداء ضياء من على المائدة وهو يقول : هيا يا فريد سيبرد الطعام."

انتبهت فجأة، فذهبت مسرعا باتجاه المائدة وأنا أسأله" : هل ناديتني من "قبل؟ " إنها المرة الثالثة وأنت غارق في أفكارك وشارد مع الورقة والقلم .. ولولا أن الطعام سيبرد حقا ما قاطعت تركيزك هذا أبدا ."

" سامحني .. لقد ذهبت للبعيد .. للبعيد جدا ثم ضحكت على نفسي وأحلامي، لكن صوتك قد أعادني لأرض الواقع، ولم أجد في يدي سوى
الورقة والقلم .. وليس سوى ذلك .

" صدقني كل الأحلام العظيمة بدأت بالورقة والقلم فقط .. وليس سوى ذلك

... ثم صارت واقعا كبيرا في حياتنا جميعا .. كل المخترعات والشركات الكبرى والإنجازات العملاقة بدأت فقط بالورقة والقلم .. إن الحلم هو البداية .. عليك أن تذهب للبعيد بعقلك الآن .. لأنك إن لم تذهب إليه بعقلك أولا فلن تكون هناك أبدا .. هل فهمت ؟ ."

.. يتبع..

قصة ما قبل النوم 💙

10 Feb, 16:07


«الفصل الثالث»

" إنه جهد ضائع .. نعم ضائع؛ لأنه جهد غير صحيح وغير مدروس .. ليس في المكان الصحيح وليس بالطريقة الصحيحة .. فإذا كنت بدأت حقا تتخلص من أفكارك السلبية، ثم تجاوزت ذلك لأن يصبح تفكيرك وتركيزك إيجابيا .. ثم بدأت في تحديد هدفك .. فأنت الآن بالتحديد على المسار الصحيح جدا .. إن الجهد الذي تبذله لو كان في غير محله فهو مضيعة للوقت والطاقة وسبب في المزيد من الألم والمعاناة فقط .. لكن الجهد المدروس هو المطلوب لكي تنجح

" امم . كلامك بحاجة لتوضيح ."

" سأقص عليك قصة هدف هي حقا من أعمق قصص تحقق الأهداف والتي تفوق الخيال، إنها قصة حمار تحول لخليفة... دخلت في نوبة هيستيرية من الضحك، ولما فرغت منه فوجئت بصديقي يحملق في مستاء .. فقلت له : عفوا لقد كانت مزحتك مضحكة جدا .. أنا لم أضحك هكذا منذ زمن طويل...

" ولكنني لا أمزح يا فريد. "

نظرت له وعلى وجهي تعابير شك واضحة، وقد كنت أنتظر منه أن يضحك، ولكنني لم أر على وجهه سوى تعبير جاد ينم عن الصدق فيما يقول، فنظرت له بعينين مندهشتين وشعرت أن كلماتي تتجمد .. ففوجئت به يتبسم ويقول : بل صدق .. تلك هي الحقيقة ... فجلست ولم أتكلم ...

منتظرا فقط أن يتكلم بما أستطيع تصديقه .. فجلس وبدأ يقول:

" كان ثلاثة من الشباب يعملون حمارين - يحملون البضائع للناس من الأسواق إلى البيوت على الحمير - وفي ليلة من الليالي وبعد يوم من العمل الشاق، تناولوا طعام العشاء وجلس الثلاثة يتسامرون فقال أحدهم واسمه " محمد " افترضا أني خليفة .. ماذا تتمنيا؟

فقالا : يا محمد إن هذا غير ممكن، فقال : افترضا جدلاً أني خليفة .. فقال أحدهم : هذا محال وقال الآخر : يا محمد أنت تصلح حمار أما الخليفة فيختلف عنك كثيراً .. قال
انتقال شئون الحكم إلى قصره، وجيش الجيوش وفتح الأمصار واتسعت دولة بني أمية في عهده وحقق من الانتصارات ما لم يحققه خلفاء بني أمية في الأندلس، حتى اعتبر بعض المؤرخين أن تلك الفترة فترة انقطاع في الدولة الأموية وسميت بالدولة العامرية "هكذا صنع الحاجب المنصور محمد ابن أبي عامر، واستطاع بتوكله على الله واستغلاله القدرات الكامنة التي منحه الله إياها أن يحقق أهدافه

وفي يوم من الأيام وبعد ثلاثين سنة من بيع الحمار والحاجب المنصور يعتلي عرش الخلافة وحوله الفقهاء والأمراء والعلماء .. تذكر صاحبيه الحمارين فأرسل أحد الجند وقال له : اذهب إلى مكان كذا فإذا وجدت رجلين صفتهما كذا وكذا فأتني بهما،

وصل الجندي ووجد الرجلين بنفس الصفة وفي نفس المكان ... العمل هو هو .. المقر هو هو .. المهارات هي هي .. بنفس العقلية حمار منذ ثلاثين سنة .. قال الجندي : إن أمير المؤمنين يطلبكما، ففزعا أمير المؤمنين إننا لم نذنب؟ لم نفعل شيئاً ؟ .. ما جرمنا ؟ .. قال الجندي : أمرني الخليفة أن آتي بكما، وحين وصلا إلى القصر، نظرا إلى الخليفة .. قالا باستغراب إنه صاحبنا محمد قال الحاجب المنصور : أعرفتماني؟ قالا نعم يا أمير المؤمنين، ولكن نخشى أنك لم تعرفنا ، قال : بل عرفتكما ثم نظر إلى الحاشية وقال : كنت أنا وهذين الرجلين سويا قبل ثلاثين سنة وكنا نعمل حمارين وفي ليلة من الليالي جلسنا نتسامر فقلت لهما إذا كنت خليفة فماذا تتمنيا؟ فتمنيا ثم التفت إلى أحدهما وقال : ماذا تمنيت يا فلان؟ قال الرجل حدائق غناء، فقال الخليفة لك حديقة كذا وكذا، وماذا بعد قال الرجل : اسطبل من الخيل، قال الخليفة : لك ذلك وماذا بعد؟ قال أن تزوجني أربع نساء، قال الخليفة لك ما أردت، ثم ماذا ؟ قال الرجل مائة ألف دينار ذهب، قال : هو لك وماذا بعد؟ قال الرجل كفى يا أمير المؤمنين

قال الحاجب المنصور ولك راتب مقطوع يعني بدون عمل - وتدخل علي بغير حجاب . ثم التفت إلى الآخر وقال له ماذا تمنيت؟ قال الرجل اعفني يا أمير المؤمنين، قال : لا و الله حتى تخبرهم قال الرجل : الصحبة يا أمير المؤمنين، قال حتى تخبرهم .

فقال الرجل : قلت : إن أصبحت خليفة فاجعلني على حمار واجعل وجهي إلى الوراء، وأمر مناد ينادي في الناس : أيها الناس هذا دجال محتال من يمشي معه أو يحدثه أودعته السجن، قال الحاجب المنصور محمد ابن أبي عامر : افعلوا به ما تمنى، حتى يعلم" أن الله على كل شيء قدير "ما رأيك يا فريد؟."

" قصة مذهلة، ولكن .. هل تعني؟ هل بإمكاني أن .. هل يمكن أن ..؟."

.. يتبع..

قصة ما قبل النوم 💙

09 Feb, 16:08


«الفصل الثالث»

وعليك أيضا أن تتجاوز كتابته على الورق لقراءته كل يوم .. حتى تتذكره جيدا .. وحتى يصير جزء لا يتجزأ منك" ... " أعتقد أن معك حق تماما .. من المهم أن أحدد ما أريده لكي أصل إليه

لكنني لا أفهم حقا ما أهمية كتابته على الورق؟"

انتظر سأجعلك تقرأ بنفسك"، قال ذلك بينما انطلق بخطوة سريعة نحو أحد رفوف مكتبته الكبيرة، وأخذ يمر سريعا على عناوين الكتب المصفوفة بنظام وعناية، وبإصبعه جذب كتابا صغيرا بغلاف أزرق اللون، وأخذ يقلب صفحاته بسرعة حتى وصل لكلمات مؤطرة بإطار خاص في منتصف الكتاب

فناولني إياه وقال لي : اقرأ هذا الكلام بصوت مرتفع ...

وجدت نفسي أتناول منه الكتاب بسرعة متلهفا لقراءة تلك الكلمات التي أبرزها بقلمه معلنا عن أهميتها الخاصة، وشغوفا لأعرف ما الذي تخفيه تلك
الأسطر، ونظرت بعناية فيها فوجدت

في برنامج الماجستير في إدارة الأعمال في جامعة هارفارد، طلب من طلاب الدراسات العليا في جامعة هارفارد تحديد ما إذا كانوا قد وضعوا خطة واضحة، وأهداف مكتوبة لمستقبلهم، وكذلك إذا كانوا قد وضعوا خططا محددة لتحويل أحلامهم إلى واقع.

وكانت نتيجة الدراسة أن 3% فقط من الطلاب كتبوا الأهداف وخططوا لتحقيقها، بينما كانت لدى 13% منهم أهدافا في أذهانهم ولكنهم لم يكتبوها، أما 84% من المشاركين في الدراسة فلم تكن لديهم أهداف على الإطلاق.

بعد 10 أعوام أجريت مقابلات مع نفس المجموعة من الطلاب مرة أخرى، وكان ختام هذه الدراسة مذهلا تماما.

حصل الطلاب من فئة 13% الذين لديهم أهداف، ولكنهم لم يكتبوها على ضعف ما حصل عليه الأشخاص من فئة % 84% الذين ليس لديهم أهداف.

وكسب الطلاب من فئة %3 الذين كتبوا أهدافهم على 10 مرات أكثر مما حصل عليه 97 الآخرين أي الفئتين مجموعتين

وتبين أن الناس الذين لا يكتبون أهدافهم يميلون إلى الفشل أسهل وأسرع من الأشخاص الذين يكتبون أهدافهم.

أتممت فرائتي ونظرت إليه مشدوها .. ومتسائلا في نفسي: هل حقا تمتلك الكتابة كل هذه القوة؟ قطع صوته فكرتي " هل فهمت ؟ إن تحديدك لأهدافك يساعدك على إدراكها وعلى فهم ذاتك بشكل أفضل .. إنه يساعد عقلك على التوجه مباشرة نحو الهدف الذي تريده .. أن تبقى على المسار الذي حددته لنفسك مسبقا .. يساعدك كذلك على قياس تقدمك في الحياة.. ويساعدك أخيرا على إدراك كل الفرص التي تمر أمامك وكل ما من شأنه أن يساعدك على
تحقيق هدفك ... إنه أمر ممتع حقا أن تحدد هدفك وأن ترسم خطتك وأن تقرأ ذلك كل يوم ... وأن تتصور نفسك وأنت تحقق تلك الأهداف .. ثم تجد نفسك فجأة وقد تغير معنى حياتك من لاشيء إلى شيء رائع .. إلى شيء ذي قيمة حقيقية ومعنى عميق ...

أن تبدأ من تلقاء نفسك بالشعور بقيمة الوقت .. بقيمة اليوم والغد .. بقيمة الساعة والدقيقة .. أن تستشعر لذة تحقق أهداف جزئية كخطوات صيغرة
تقودك نحو هدف أكبر منها ..

والآن هل فهمت معنى تحديد الهدف؟ الهدف شيء يتجاوز واقعك .. لكنه وعلى الرغم من صعوبته هو شيء ممكن .. يمكنك أن تحققه .. يمكنك أن تحصل عليه .. ويمكنه حينها أن يغير حياتك بأكملها .. المهم أن تبذل الجهد المطلوب"...

" ولكنني أبذل الكثير من الجهد"...

.. يتبع..

قصة ما قبل النوم 💙

08 Feb, 16:07


«الفصل الثالث»

قوية الروح على الرغم من وهن الجسد .. قوية بإيمانها وقوية برضاها وقوية بتفاؤلها .. برغم كل شيء ...

وفجأة .. عاد ضياء فقطع شرودي بلمسة خفيفة من يده على كتفي متسائلا:

"أكل هذا الوقت تقرأ تلك الأهداف القليلة؟"!

انتبهت وقلت له " : آسف .. بصراحة .. لم أقرأ شيئا حقا .. لم أقرأ أي شيء .. لقد شردت بعيدا .. سامحني". " الأمر ليس بعيدا عنك كما تظن يا صديقي.. إن الأمر قريب منا جدا ...

قريب بقدر ما نحس أنه قريب"... " كيف؟ كيف ياضياء؟ أنا أراه بعيدا جدا ... بعد هذه السماء البعيدة في لوحتك .. بعيدا أن أتغير وأن تتغير مشكلاتي .. أن تتغير كل تلك الأمور الشائكة في حياتي"...

" إذن هو كذلك يا فريد"...

صعقت حينما قال لي تلك الكلمة القاسية، واضطربت الكلمات على شفتي وأنا أسأله متعجبا من رده " : ماذا ؟ مالذي تقوله ياضياء؟"

" أقول إذن هو كذلك .. ما دمت ترى نفسك حبيس ذلك المكان .. وترى أنك لن تتزحزح عنه .. وأنك لن تتغير وكذلك ظروفك .. فهذا بالضبط ما سيكون .. وهذا هو كل ما ستحصل عليه في حياتك".

قلت متعجبا: " ما الذي تعنيه بذلك؟ هل أنا من أحدد؟"

نعم، أنت تفعل ذلك .. أنت تختار ما تفعله.. لذلك بالتحديد أنت تختار نتائج أفعالك وما تئول إليه أحوالك .. باختيارتك وقراراتك أنت...

نحن دوما نختار وتلك الاختيارات توجه دفة حياتنا في اتجاهات مختلفة تؤثر على كل شيء في حياتنا .. وفيما نصل إليه وما نحققه وكذلك فيما نفشل في الوصول إليه وفي تحقيقه...

أنت اخترت أن تكون هنا اليوم .. لذلك أنت هنا .. وأنت الآن الذي تختار أين تكون غدا .. وعلى أساس تلك الاختيارات أنت تتحرك تلقائيا .. بشكل مندفع ومن دون أن تشعر في الاتجاه الذي اخترته لنفسك وحددته سابقا كمسار لحياتك .. وهذا يعيدنا من جديد لموضوع الهدف... إن الأهداف التي نصيغها على الورق .. والتي نحددها باختياراتنا .. هي عبارة عن وجهة مكتوبة تحدد مسارنا ووجهتنا في الحياة .. هي عبارة عن تحديد دقيق لما نريد أن نكونه .. وما نريد أن نصل إليه في الغد" نظرت إليه وقد التوت شفتي معترضا على هذا التعنت والمبالغة، وقلت له مستنكرا" : ألا يمكنني أن أعرف أنني أريد أن تتحسن حياتي نحو الأفضل

فقط من دون تحديد دقيق؟ .. ألا يكفي هذا؟"!

" لا .. بالطبع لا يكفي .. هل يمكن لقائد طائرة أن يقودها نحو بلد جميلة جوها جميل وبها معالم طبيعية مميزة من دون أن يحدد وجهته؟ هل يمكن
لطائرة أن تقلع نحو ذلك المجهول؟ وهل تعتقد أن الركاب الذين يستقلون مثل هذه الطائرة يتمتعون بقدر كاف من العقل والحكمة؟ هل رأيت سفينة
تسافر في البحر بعشوائية وهي لا تعرف لها وجهة، وهي تتمنى أن تصل الجزيرة جميلة خلابة المنظر وهل تعتقد أن مثل هذه السفينة سوف تصل لوجهتها المجهولة في يوم من الأيام؟"

" طبعا لا يمكن لهذا ولا ذاك أن يحدث أبدا"...

" إن كنت تستنكر هذا في رحلة طائرة أو سفينة .. فكيف إذن تريده أن يحدث في رحلة حياة إنسان؟ !! أنت تريد أن تنطلق نحو المجهول ثم تصل حقا إليه .. أنت تريد أن تتحسن حياتك .. فما معنى هذا التحسن؟ عليك أن تحدد ذلك بدقة .. وعليك أن تتجاوز تحديده بعقلك لكتابته على الورق ...

.. يتبع..

قصة ما قبل النوم 💙

06 Feb, 16:09


«الفصل الثالث»

متابعة

فاجئنا زوجتك وهذا سيزعجها". " لا أبدا، لقد كنت أنبهها فقط لكي تفسح الطريق، وأنا أفعل ذلك أيضا حين يكون أخي معي هيا يارجل تفضل .. لست غريبا لتقف على الباب مترددا .. إن البيت بيتك .. هيا تحرك، لم يمهلني ضياء حتى أقرر ما سأفعل بل دفعني للأمام بحركة خفيفة حتى صرت بداخل الشقة ثم أغلق الباب" .. لا زلت كما أنت لم تتغير .. التردد سيد المواقف كلها لديك"...

" نعم، معك حق."

" لكن التردد خطير يا فريد .. إنه يضيع الوقت، كما يضيع الفرص الثمينة

أيضا" قادني إلى حجرة الضيوف وأجلسني ثم تابع: "والآن سأذهب لأبدل

ثيابي وأعد المائدة وأحضر الغداء، وأثناء هذه الدقائق أريد منك أن تعمل

عملا مهما "...

" وما هو هذا العمل؟"

" إنه أهم شيء يمكنك أن تقوم به الآن لتساعد نفسك"...

تعجبت من كلماته الحاسمة، فأخذت وقتا أفكر وأحاول أن أدرك هذا الأمر

بنفسي ما عساه يكون هذا الشيء الخطير ؟ ولكنني لم أعثر على أي شيء

فبادرته متسائلا" : وما عساه يكون هذا الشيء؟"!

" إنه تحديد هدفك" ...

" وما معنى تحديد هدفي؟"

"إن الهدف هو ذلك الشيء الذي يمكنه أن يغير حياتك، ويكسبها قيمة ومعنى .. كما أنه يضيف لحياة الآخرين من حولك منفعة حقيقية بتحقيقك

" ما الذي تعنيه؟ أنا لم أفهمك هل هذا ماعنيته بكلمة رسالتي في

الحياة؟"

" لا ليست الرسالة كالهدف، فالرسالة هي دور تلعبه طيلة حياتك، وهو شيء لا ينتهي أبدا حتى تفارق الحياة رسالة لها عنوان كبير، وتتضمن رسالتك نفع الآخرين، إنها شيء ينبثق منه أهدافك، والتي تكون بالتأكيد أهدافا جزئية ومرحلية، تستطيع شيئا فشيئا أن تحققها، فتحقق ذاتك بتحقيقها .. فرسالتك قد تكون إصلاحية أو تعليمية أو اجتماعية أو تطويرية ... أي أنها تقدم وعيا أو نفعا بالمجتمع الذي تعيش فيه في مجال يمكنك أن تخدم فيه الآخرين، تكرس نفسك لهذا الأمر، ومنه تنبثق أهدافك الفرعية التي

تريد أن تحققها لحياتك الشخصية ...

على سبيل المثال .. انظر لرسالتي وأهدافي أنا لكي تفهمني .. هاهي هناك " ... وأشار ضياء للوحة جميلة معلقة على الجدار .. وتابع قائلا" : قم وألق نظرة" ... نظرت نحو اللوحة مندهشا .. وسألته : هل تعني تلك اللوحة البديعة المعلقة

على الجدار؟"

" نعم .. إنها هي .. لقد اخترت منظرا بديعا مشرقا لسماء صافية وحديقة غناء

لأكتب عليها أهدافي، وأنا أعلقها على الجدار لتبقى دوما أمامي.. قم واقرأها ريثما أبدل ملابسي ثم أعود إليك".

" اقتربت من اللوحة المعلقة على الجدار بخطوات بطيئة متسائلة .. ما الذي يتكلم عنه ضياء؟ وهل هو يعيش في عالم الواقع أم عالم من الوهم والخيال

بعيدا عن عالمنا نحن .. وبعيدا بعيدا عن واقعنا المؤلم...

لقد دنوت من اللوحة وأنا شارد الذهن متناثر الأفكار .. فلم أستطع أن أرى شيئا مما كتب فيها على الرغم من أنني بقيت ثابتا أمامها محدقا فيها .. لكن أفكاري حملتني بعيدا إلى هناك .. إلى جوار فراش أمي المريضة .. وكأنني أقلب وجهي في وجوه إخوتي الحزينة الباكية على ألمها الصامت .. ولكنني لمحت في تلك الصور المؤلمة ما لم أكن ألمحه من قبل، ولم يكن يلفت انتباهي .. إنه وجه أمي المريضة نفسها .. ذلك الوجه الباسم دائما برغم المرض والألم.. وذلك اللسان الذي لا يفتر عن الذكر والشكر برغم المحن المتتابعة .. وتلك اليد الحانية التي دوما تربت على كتفي وتمسح وجنتي بحنو وهي تدعو لي بأن يسبغ الله علي رضاه ويسعدني .. إنها أمي نفسها .. لقد رأيتها من زاوية أخرى لم يسبق لي أن رأيتها منها من قبل .. لم يسبق لي أن التفت لتلك القوة النابعة من خلف فراش المرض .. ومن خلف آلام العلاج المرهق نفسيا وجسديا.. ومن خلف تتابع المحن وضيق ذات اليد .. لقد رأيت شيئا لم أره من قبل أو لم أكن أنتبه له أبدا ... قوة الرضا .. قوة الابتسامة الدائمة التي لا تفارق وجهها أبدا .. والتي تغسل القلب الحزين قوة التفاؤل برغم المحن العصيبة .. قوة الأمل الذي لا يهزم برغم المشكلات

المحيطة من كل جانب... ما الذي يعنيه هذا ؟ هل هناك فارق بين المشكلة وبين شعورنا بها؟ هل يمكن للإنسان ألا يعاني بينما هو يعاني حقا ؟ أي أن تبقى روحه قوية متوثبة محلقة

برغم أن جسده محاط بالأمل ومثقل بالمعاناة؟!!

ياله من معنى جديد .. ومع أنه كان حاضرا دوما أمامي .. إلا أنني لم أره على حقيقته أبدا .. لقد كنت أعتقد أن أمي تتكلف هذه الابتسامة أمامنا لتخفف عنا .. إنها فقط تظهر أنها قوية وراضية ومطمئنة لكي تخفف الألم عنا ونحن نراها تعاني .. ولكنني الآن أدركت أن الأمر مختلف تماما .. إنها قوية .. قوية..

.. يتبع.. 🤗

قصة ما قبل النوم 💙

05 Feb, 16:07


«الفصل الثالث»

حدد أهدافك

" تركيز كل طاقاتك على مجموعة محددة من الأهداف هو الشيء الذي يستطيع أكثر من أي شيء آخر أن يضيف قوة إلى حياتك" نيدو كوبين

وماذا تريد أيضا؟"

" أريدك أن تتحرك .. أن تنهض .. أن تتغير وتغير ظروفك ... إن الله سبحانه وتعالى الذي حرم علينا اليأس والقنوط لم يأمرنا بالتبلد أمام مشكلاتنا، وأن نقف مكتوفي الأيدي ننتظر المعجزات أن تنزل لتحل مشكلاتنا .. انظر للزرع لتفهمني .. إننا يجب أن نحفر الأرض، ونغرس البذور ونسقيها بالماء، ثم ندعو ونقول يارب ارزقنا ثمارا طيبة .. إنه الكفاح"...

" أنا أكافح حقا."

" ليس هذا ما أعنيه .. أنت تكافح في غير مكانك الصحيح .. إنها الرسالة

التي يجب أن يقدمها كل إنسان في حياته...

إن رسالتك في الحياة أكبر بكثير من مجرد بضاعة رخيصة تجلس لتبيعها في

الشارع، لتضع نفسك تحت أقدام رجل قاس جاهل، يضرب بضاعتك بقدميه

ويحطم قروشك القليلة ومعها كرامتك"...

" وماذا تعني بالكفاح إذن؟ وماهي الرسالة التي تقصدها ؟"
" إن رسالتنا في الحياة هي الشيء الذي نستطيع أن نقدمه لمجتمعنا

لنكون نافعين وبانين له " ...

" وماهي رسالتي أنا؟"

" بالطبع أنا لا أستطيع أن أحدد لك رسالتك؛ فهي شيء ذاتي جدا، إنها الشيء الذي تستطيع أن تقدمه حقا لغيرك .. تنسج عبرها أهدافك .. وتجعل لحياتك أنت معنى وقيمة ومذاقا مختلفا .. تجعلك تنظر لليوم بتفاؤل وتنتظر الغد المشرق .. وتستيقظ وأنت مبتهج بيومك الجديد.. تجعلك قويا في قلب

محنتك " ...

" ماذا تعني؟ أنا لا أستطيع أن أفهمك"...

" إن هذا الأمر بحاجة لشرح وبصراحة أنا جائع جدا، ما رأيك أن تأتي معي

لمنزلي ونتناول معا طعام الغداء بينما نكمل حديثنا ؟ أنت ضيفي اليوم .. لا تخذلني .. ولقد اقتربنا كثيرا من شقتي .. انظر أنا أسكن هنا في هذا المبنى"... " حسنا سآتي معك .. أنا حقا أريد أن أعرف وأفهم.. لقد سئمت الركود الذي طغى على حياتي .. سئمت الغرق في الكهف المظلم المملوء باليأس

والحزن .. سئمت مشاعر الظلم والقهر والذل التي أعانيها .. أريد أن أخرج من

ذلك كله " ... نظرت للأفق بعينين يملأها الأمل وتنهدت ثم تابعت بأمل

محترق" : أريد أن أغير حياتي حقا"...

قال بحماس : " لقد وضعت قدمك على الطريق الصحيح حقا ...

إنها البداية الحقيقية .. البداية القوية .. تلك الرغبة العارمة التي تجعلك تنفض

عنك غبار الاستسلام .. لتقوم من جديد .. قال ضياء كلماته بينما يدير

المفتاح في قفل شقته .. ثم قال بصوت مرتفع : السلام عليكم، لقد وصلت

يا عزيزتي ومعي ضيف، ثم انتظر قليلا وقال لي: " : هيا تفضل"...

ارتبكت وشعرت بالحرج الشديد لا أحب أن أكون مزعجا أو أن أربك شخصا ما وأضطره لفعل شيء لا يريده، قد تنزعج زوجته من وجودي المفاجيء معه خاصة أنه لم يرتب الأمر معها، فآثرت أن أنسحب، وقلت له: "حسنا .. يمكنني أن أعود لاحقا .. يبدو الوقت غير مناسب الآن، ربما قد فاجئنا زوجتك وهذا سيزعجها".


.. يتبع.. 🤗

قصة ما قبل النوم 💙

04 Feb, 16:08


«الفصل الثاني»

متابعة

هل تعلم كم أنت محظوظ جدا يا فريد؛ لأن لديك الكثير من الأشياء الرائعة ... التي فقدها الآخرون وحرموا منها، بينما أنت لا تشعر بها أصلا ولا تلتفت

إليها .. ألا تظن ذلك؟"!! بصراحة لقد أحسست بالخجل يطوقني من ربي الذي لا يزال مادا لي يده بالنعم، وأنا أمد لساني بالسخط من دون أن أشعر، فقلت على استحياء: "معك حق ياضياء .. فبرغم كل ما أمر به من مشكلات إلا أنها تبقى مجرد مشکلات .. إنها ليست معاناة عظيمة حقا كما يعاني غيري .. إنها ليست مشکلات عظيمة كما كنت أراها، بل أعتقد أنها أصغر بكثير مما يعاني منه غيري .. أنا محظوظ .. بل أنا غنى حقا .. غني بالكثير من النعم المحشوة في

قلب المحن " .. تنهدت بعمق وارتياح، ثم قلت : الحمد لله على ما أنا فيه

" فقط ؟ !! هل هذا هو كل شيء؟"!

" وماذا تريد مني أن أفعل؟ أما كنت تريد أن تخفف عني ما أعانيه؟ لقد صرت أشعر بمشاعر طيبة حقا، وعلى الرغم من أن مشاكلي لم تتغير إلا أنني صرت أشعر بالخفة والراحة . ولم أعد أشعر بثقلها كما كنت أشعر قبل أن ألقاك ".

" لا بالطبع، ليس هذا فقط ما أردته منك يافريد"!

تذكر ..

إن ما يحدث فارقا

في حياتنا ...

هي الكيفية التي ننظر بها لمشكلاتنا

تم بحمد الله وفضله نهاية الفصل الثاني 🥰

قصة ما قبل النوم 💙

03 Feb, 16:08


«الفصل الثاني»

متابعة

" لم تغرس المشكلات أنيابها فيك يا فريد... ألست موفور الصحة والعافية وتتمتع بالنشاط، وينبض قلبك بقوة وتعمل أجهزة جسمك بكفاءة؟"

نعم أنا كذلك، والحمد لله." " حسنا انظر حولك للمشافي لترى كم من مريض بداء خطير يمنعه المرض من مفارقة فراشه كم من مريض بالسرطان وبالفشل الكلوي وبفيروسات الكبد وبأمراض القلب .. ألست قويا تمشي على قدميك وتقدر على

العمل؟"

" نعم أنا كذلك، والحمد لله."

" انظر حولك لترى كم من مشلول ومعاق وضعيف وغير قادر على العمل ... ألست تبصر بعينيك وأنت قادر على رؤية جمال السماء وألوان الزهور ؟

وتشم ريح عبيرها؟ أولست تسمع زقزقة العصافير ؟ وتقدر على الكلام؟"

" نعم أنا كذلك، ولله الحمد."

" انظر حولك لترى كم من مكفوف وأصم وأبكم .. أولست تعقل وتفكر ؟

انظر حولك لترى كم مجنون قد فقد عقله أو ذهب عقله بالمخدرات

والخمور...

ألست تعود في آخر يومك إلى منزل يأويك؟ انظر حولك كم ممن لا يملك

منزلا يعيش فيه، فيفترش الأرض ويلتحف السماء ...

ألست تعيش في أمن وأمان؟ انظر حولك لترى كم ممن ألجأتهم الحروب

المدمرة ليعيشوا في الملاجيء والمخيمات من دون حياة حقيقية، في خيام لا

تقيهم حرا ولا بردا، فيلفحهم حر ظهيرة الصيف، ويجمدهم برد ليالي الشتاء،

وهم مبللون بالمطر كالعصفور الضائع في شجرة من دون أوراق .. أو من يبيتون في العراء بلا مأوى تحت الشمس الحارقة، وتحت سياط البرد

اللاذع ... ألست تعود لمنزلك لترى أسرة تنتظرك؟ كم ممن حرم من دفء الأسرة

فعاش وحيدا منفردا، لا يجد من يقاسمه همه ويؤازره في محنه ... بل حتى أختك التي لم تجد مالا يعينها على الزواج، لكنها محظوظة لأنها

مخطوبة مطلوبة، ألا تنظر لترى كم هي امرأة عانس أو مطلقة أو أرملة... وأخوك الذي لا يجد ثمن الدرس، لكنه على الأقل ليس محروما من المدرسة ولا من الكتب، وقد حباه الله فوق ذلك ذكاء، فكم من طفل حرمته الإعاقة الذهنية من الدراسة وهو يتقلب في الذهب والحرير، وكم من طفل منعته الحروب أو المجاعات أو المسافات الطويلة أو الفقر المدقع عن المدرسة... أنت تعود إلى بيتك مساء حاملا معك القليل من المال والطعام، لكنك تحظى بعشائك ولا تنام جائعا .. أفلا تعلم كم من البشر ينامون وقد طووا بطونهم على الجوع وألمه الشديد لا يجد أحدهم ما يسد به رمق أطفاله، ألا ترى أطفال الصومال ومجاعات أفريقيا؟ ألم تشاهد تلك المقاطع الأطفال في عمر الزهور يتسابقون لفتات الطعام، ويتقاتلون على حفنة من طعام لا تسد جوع طائر هزيل بمخيمات المشردين الذين خلفتهم الحرب بلا مأوى وبلا

دخل وبلا عائل؟ ألم تشاهد من يبحثون في القمامة عما يسد رمقهم؟

أنت تشرب في كل يوم ماء نظيف يروي عطشك هل تعلم كم إنسانا في العالم لا يجد ذلك الماء النظيف ليروي ظمأه ويضطر لشرب ماء قذر من

مستنقعات ملوثة مملوءة بالمرض والموت...

أنت حزين لأن أمك مريضة وتعالج بدواء باهظ لم يجد معها نفعا وقد زاد من آلامها، هي على الأقل قد وجدت علاجا، لكن الآلاف غيرها يقتلهم المرض واليأس، ولا يجدون علاجا وفوق ذلك هي قد وجدت حولها أسرة ودودة محبة تحيط بها وترعاها وتخفف عنها، بينما غيرها يقتلهم المرض وهم وحيدون في زوايا غرفهم المظلمة، لا يعلم أحد عنهم شيئا ...

.. يتبع.. 🤗

قصة ما قبل النوم 💙

02 Feb, 16:07


«الفصل الثاني»

متابعة

يعني أننا قد نفقدها بعد كل هذا الصبر وكل هذه المعاناة ... لكنني أبدا لم أفقد الأمل ولن أفقده .. لقد أسميتها أمل .. لأنني لازلت أرى الأمل من حولي في كل شيء وفي نفس ظروفي آخرون يقنطون وييئسون .. فقط بسبب تركيزهم على الجانب المظلم من المشكلة .. فيقول قائلهم لقد عانيت حتى أنجبت .. ثم عانيت مع المولود .. أنا حظي سيء .. فإن ركز على هذا الجانب سيرى السوء في كل شيء حوله، لكنه إن نظر للجانب الإيجابي .. سوف يقول : أنا محظوظ حقا لأنني أنجبت بينما هناك آلاف البشر لا ينجبون .. إنها نظرة الشاكر .. نظرة المتفائل الإيجابي .. لانظرة الجاحد لفضل الله الذي سيطرت عليه السلبية والتشاؤم

أنا يا فريد أرى بقعة الضوء في قلب الظلام الحالك والله لا يخيب من يسعى

بشرط أن يكون في سعيه ثقة به وحسن ظن ويقين، لقد رزقني بطفلة جميلة

رغم حرمان الآلاف غيري من تلك المشاعر الرائعة .. وعلى الرغم من مشاعر

الألم لمرضها إلا أنني وزوجتي ممتنين لأننا رزقنا بها، ولازلنا نمتليء بالتفاؤل

والأمل لم نفقد ثقتنا في الله ونشعر .. بل نوقن أن الله الذي رزقنا بها بعد كل

الصعوبات التي عانيناها لأجلها سيعافيها لنا، وسيجعلها أملا جميلا يملأ

حياتنا ...

الفرق يا فريد بيني وبينك ليس هو الظروف والمشكلات، فجميعنا يمر

بالمشكلات، لكن الفارق الأساسي الذي يصنع اختلافا حقيقيا في حياتنا

جميعا هو نظرتنا للأمور، والكيفية التي نتعامل بها معها ...

فهناك من ينظر للمشكلة على أنها ذلك الكهف المظلم الذي يلف حياته ويحيطها من كل جانب، فيمتليء بالحزن والأسى، ولا يزال يائسا حزينا لا يخرج من مشكلة إلا ويقع في أسوأ منها

بينما هناك على الجانب الآخر من ينظر لمشكلته على أنها مجرد نفق مظلم وعليه أن يجتازه بسرعة، لأن في آخر النفق طريق مملوء بالنور والأمل .. يراها مجرد مرحلة في حياته .. مجرد مرحلة فقط، وكل ما علينا فعله هو الإسراع بالتحول عن تلك المرحلة .. لنصل لمرحلة جديدة مشرقة، علينا أن نعبر النفق بسرعة لنخرج للنور .. لذا علينا أن نتحرك ولا نبقى واقفين .. لأننا نحن من يجب عليه أن يعبر النفق وليس النفق هو الذي سيعبرنا .. هل فهمت؟ لو بقيت واقفا مكانك تفكر في مشكلتك التي تحيط بك .. ستبقى في النفق

للأبد"

" وفي حالتي أنا ياضياء هل " .. ترددت قليلا ثم واصلت كلامي ببطء يحدوه

حزن ورجاء" .. هل ترى في آخر النفق نورا؟"

" نعم يا فريد .. بالطبع أرى... في حالتك وفي كل حالة .. يقع النور دوما في آخر الممر .. المهم أن

تمشي .. أن تتحرك أنت تقف مكانك جامدا، تكتفي بالنظر يمنة ويسرة فلا ترى إلا الظلمة الحالكة .. تظل تشكو وتشكو مما تعاني منه فيزداد شعورك بالمعاناة ويزداد اليأس والألم والمرارة من حولك ليس إلا .. ما هكذا يفعل الإنسان

المتفائل، ما هكذا يتحرك القوي في الحياة"

" معك حق .. معك كل الحق ياضياء ...

لكن المشكلة الحقيقية أنني فقدت الأمل وفقدت التفاؤل، فالمشكلات التي غرست أنيابها في جسدي وقلبي فمزقتهما .. لم تدع لي أي أمل لأتعلق به "...

.. يتبع.. 🤗

قصة ما قبل النوم 💙

02 Feb, 08:02


«اليقين في إجابة الدعاء»

كنت عاريا تماما إلا من قطعة من ملابسي الداخلية، جاثيا على ركبتيّ على مجموعة من الحصى، خائفا من كل ما يحدث، متمنيا الشهادة بديلَ الأسر، لكنّ الله أفرغ على قلبي طمأنينة، فظللت أتمم بصوت مهموس "ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين" مرارا ومرارا، وأستغفر ما شاء الله لي أن أفعل، ومن ثم تذكرت فضل الصلاة على النبي، فرحت أصلي عليه دون وعي أو تردد. أرتعش بردا وألما، وأفكر فيما حفظت من أذكارٍ عن ظهر قلب.

كان برد رام الله في أواخر ديسمبر قارصا كما لم أر في حياتي قط، خُيّل إليَّ أنني سأموت بردا، تذكرت قوله سبحانه {قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلاماً عَلى‏ إِبْراهِيمَ} فرحت أدعو الله أن يجعله سلاماً وأمناً.
ودعونا الله كما في سورة قريش؛ اللهمّ أطعمنا من جوع، وآمنّا من خوف، وزدنا على ذلك "ودفيينا"

في الخامس والعشرين من ديسمبر، استجاب الله لنا هذه الدعوة كاملة، فأرسل إلينا من خلال عدوه، (جاكيتات) شتوية تقي عظامنا بردَ رام الله، ثم أعطى السجان كل واحدٍ منا صحنا بلاستيكيا وملعقة، قد كانت يومها بشرى، سيأتوننا بشيء آخر خلاف اللبن والليخم!

بكينا جميعا، فرحا بما رزقنا الله، وحبا له أن استجاب سبحانه!
وظل حالنا كما هو، يرزقنا الله من غير حولٍ منا ولا قوة، بالدعاء، والتوكل عليه سبحانه حقّ التوكل.
استجاب الله لنا كل ما دعوناه، حتى أنني صرت اسأل نفسي وأبي أدهم: "ربنا استجاب كل دعواتنا، ضايل بس يستجيب دعاء الفرج ويطلعنا من هنا" وكان دائما يخبرني أنه سيفعل، "بدها شوية صبر بس."

كنتُ أنام متوسطا علاء -أبو أدهم- ود. علي -أبو الحسن- أسمعُ علاء يصلي على نبينا محمد، ويتمتم أذكار ما قبل النوم، ويدعو الله أن يبشره في منامه. وأسمع أبا الحسن يدعو كثيرا، وكان قبل دعائه يقسم على الله فيقول "أقسم عليك يا رب .."

حتى سألته في يوم -بينما كنا جالسين أرضا نذكر الله-عن ذلك، شعرت بأنني لا أستطيع أن أقسم على الله كما يفعل.
فأخبرني بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رُبَّ أشعثَ أغبَرَ مدفوعٍ بالأبواب، لو أقسَمَ على الله لَأَبَرَّه.) - رواه مسلم.
وبدأت أفعل صنيعه، لكنّي بعد فترة من الزمن وجدتُ نفسي أكرر ذلك عادة، ولأنني ظننت أنه قد طال انتظاري استجابةَ الفرج، تسلل اليأس بضع مرات فصرت أدعوه سبحانه دون استحضار جميع قلبي.

وفي صباح يوم الأحد، الرابع والعشرين من مارس من هذا العام، نودي على مجموعةٍ منا، ظننا أنهم قد منّ الله عليهم فأخرجهم من السجن. ومن المتعارف عليه أن النقل لسجونَ أخرى أو الإفراج، عادةً ما يحدث يومي الأحد والخميس، فرحت أدعوَ الله كثيرا، أن يخرجني يوم الخميس من نفس الأسبوع.
جاء اليوم المنتظر، وكلنا نترقب ما قد يحدث، مرّت ساعات النهار دون نقل أو تغيير، تناولنا إفطارنا، صلينا قيام رمضان، جاء السجان بالفراش وجاء موعد النوم. مرّ الخميس دون اعتبارٍ لآمالنا، ولم يُنادى على أحد!

أخذت غطائي، وافترشت مكاني، ورحت أفكر أنني سأنتظر يومين آخرين، حيث أن يومي الجمعة والسبت إجازةً كما لاحظنا، لا تأتي وحدة (النخشون/النقل) خلالهم.
شعرت بخيبة كبيرة، وضعت رأسي تحت البطانية، ورحت أبكي حسرةً وظلماً. وأدعو ما شاء الله لي أن أدعو. تذكرت كلاما لابنة عمي حيث حدثتنا عن اليقين في الدعاء، وكيف ندعو الله يقينا بالإجابة، وليس ثرثرة فحسب. وتذكرت أبا الحسن، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. أمسيت بعد ذلك دون إدراكٍ مني، أقسم على الله أنني لن أبات ليلتي هذه في عوفر.

أقسمت على الله سبحانه، وأنزل عليّ منه أَمَنةً وسكينة، فنمت دقائقَ معدودة، ظننتها ساعات طوال. استيقظت على منادٍ من السجانين ينادي "صلاح عليوة، وينك ي حيوان" ظننت أنه حلما ما، حتى أدركتني يدُ أبي أحمد تهزني، "اسمع شكله حد بنادي عليك من القفص!"
قمت فزعا لا أصدق، نظرت في عيني أبي أحمد وأخبرته "شكلي مروّح" سلمت عليه وأنا في ارتباكٍ وحيرة.
أخرجني السجان وكان اسمه سالم، وراح يهدد ويتوعد "ماخدينك ع التحقيق، حنعمل ونسوي فيك" وأنا أعلم أنه يكذب. لقد كنت حينها في مكان آخر، أنظر إلى السجانين بدهشةٍ وصمت، وأحدّث نفسي:
"لقد أقسمت على الله، لقد أبرّني الله .. "

أحسن بي ربي فأخرجني في تلك الليلة، لم أنم في عوفر. "لقد كان اليقينُ حقاً أبلغَ من الظرف!"

اذكروا الله كثيرا، وادعوه يقينا، لا تقنطوا من رحمته وفضله، فقد جعل سبحانه من أيامٍ معدودات نفحةً لي، قربني منه فيها، ولعلي ذكرتُ الله -بتوفيقه وفضله- في تلكم الأيام أكثر ما ذكرته عمرا قبل ذلك بأكمله!

سبحانك، لقد جعلت سجني خلوة، فاجعل موتي من بعد طول عمرٍ وحسن عمل؛ شهادة!

{أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَءِلهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ}

منقول

قصة ما قبل النوم 💙

01 Feb, 16:07


«الفصل الثاني»

" إن الأفكار قوة خفية تعيش بداخلنا، ولكنها هي التي تقود تحركاتنا من أصغرها إلى أكبرها هل تستطيع الآن أن تذهب لتشرب كوبا من الماء من دون أن تفكر في الماء أولا وأنك تريد أن تشربه حقا ؟ بالطبع لا، وهكذا كل سلوكياتنا في الحياة من أصغرها إلى أكبرها تنبع من فكرة في عقلنا قد نشعر بها وقد لا نشعر .. لكن الأخطر علينا هي تلك الأفكار التي لا نشعر بها؛ لأنها قد تعمل ضدنا ونحن غير منتبهين لها، لذلك نقع صرعى لها أو لما توصلنا له من نتائج .. بالضبط كما يتسلل أحدهم من خلفك الآن ويضربك على رأسك ضربة قوية فتقع صريعا، إن الخطر الذي أوقعك فريسة لضربته هو أنك لم تشعر به من البداية، وهكذا هي تلك الأفكار المتسللة الخفية .. هل فهمت ؟" أومأت برأسي موافقا وأنا أقول: " نعم، فهمت، ولكن كيف يمكننا أن ندرك تلك الأفكار العميقة التي تؤذينا ؟ والأهم من ذلك كيف سنتكمن من تغييرها؟

كيف نسيطر عليها بدلا من تركها تسيطر علينا ؟" قال بثبات: " إن الأفكار السلبية تحل في كل مكان فارغ، وكما قيل: حيثما وجد الفراغ حلت السلبية، لذا أشغل عقلك دوما بالأفكار الإيجابية، وكلما ها جمتك الأفكار السلبية فأحكم السيطرة على أفكارك .. أوقفها .. وتأملها فورا .. سل نفسك فيم يفكر عقلي الآن؟ وحين تمسك بالفكرة السلبية سارع باستبدالها .. فالعقل لا يمكنه أن يبقى فارغا .. كما أنه لا يمكنه التركيز على

فكرتين في آن واحد"

قلت بتردد : " هل تعتقد أن الأمر بهذه السهولة؟"

" على العكس .. إنه ليس سهلا .."

حدقت فيه مذعورا: "حقا؟"
قال باغتباط: "ليس تماما، فاستبدال الفكرة السلبية بأخرى إيجابية ليس صعبا، لكن مراقبتك لأفكارك وتصيدك للفكرة السلبية لكي تتبدلها لا أعده أمرا سهلا.. لكنه أقوى الأمور التي تنفعك على الإطلاق.. والأجمل أنك

حينما تعتاد الأمر فسوف تجده سهلا بعدها ...

" كيف يمكنني إذن أن أزيح تلك السلبية وأستبدلها بالإيجابية؟"

" بالتدريب المستمر ... تدرب دائما على مراقبة ما تفكر به على الدوام ... وإيقاف الفكرة السلبية .. وتحويل أفكارك لوجهة أخرى إيجابية .. حينها ستمتلك عقلك حقا .. وستجد نفسك تتقدم في الحياة بخطى كبيرة .. لأنك

استطعت حقا أن تحل الإيجابية محل السلبية".

ترددت قليلا ثم قلت له : ولكن يا ضياء .. لازالت هناك نقطة تؤرقني .. لا

أستطيع أن أفهم .. إن كنت أجد نفسي محاصرا بالمشكلات وغارقا فيها

كيف .. كيف سأستطيع حينها أن أوجه أفكاري في هذا الاتجاه الإيجابي؟"

" انظر يا فريد .. سأعطيك مثالا عمليا بي أنا .. فكما قلت لك من قبل أنك

مهما وجهت وجهك فستجد المشكلات موجودة في حياة الآخرين، بصور

ربما تختلف عن صورتها في حياتك أنت .. لكنها موجودة، وكما أننا لم نكن

نعلم عما تعانيه في حياتك فأنت لا تعلم عما نعانيه في حياتنا، فبيوت الناس

كلها قد انطوت على أسرار مشكلتي فقط تختلف عن مشكلتك، ولكن

الأهم أن رد فعلي يختلف عن رد فعلك

لقد عانينا أنا وزوجتي من مشكلات ذكرت بعضها فقط لك، ولكن الإيمان

والأمل يا فريد .. الإيمان والأمل لم يفارقانا لحظة واحدة حتى في خضم

أصعب المشكلات، ولولا ذلك ما استطعنا أن نعبر من الجانب المظلم أبدا ..

هل تعلم أن ابنتي الجميلة التي حدثتك عنها الآن وعن جمالها وبهجتها قد

ولدت بعيب خلقي خطير في قلبها، ولازالت تخضع للعلاج بوحدة البسترة بالمشفى، والأسوأ أن الطبيب قد قال إن الأمل فى نجاتها ضعيف جدا، هذا يعني أننا قد نفقدها بعد كل هذا الصبر وكل هذه المعاناة ...

.. يتبع.. 🤗

قصة ما قبل النوم 💙

30 Jan, 16:07


«الفصل الثاني»

" في الحقيقة تحضرني الكثير من القصص كقصة أرض الثعابين وقصة صانع بنطال الجينز، ولكنني سأقص عليك قصة ربما هي الأقرب لحالتك الآن.

إنها قصة العامل الذي لا يملك بريدا إلكترونيا .."

منحته كامل انتباهي وقلت بشغف ولهفة: "وما تلك القصة؟"

"إنها قصة رجل حدثت له مشكلة كانت مشكلته سببا حقيقيا لنجاحه وتفوقه في الحياة، فلقد كان عاملا فقيرا كل همه أن يجد عملا مناسبا لمستواه فحرص على التقدم لشركة مايكرو سوفت ليصير عامل نظافة فيها، وفي المقابلة التي جرت بينه وبين المسئول عن التوظيف قال له: اترك بريدك الإلكتروني لنرسل لك، فقال له إنني لا أمتلك بريدا إلكترونيا، فقال له المدير: من لا يمتلك بريدا إلكترونيا ليس موجودا ولا يستحق العمل، فانصرف الرجل منكسرا متحطما فلقد كان بحاجة ماسة لذلك العمل، وما كان في حوزته إلا عشرة دولارات فقط ...

عند هذه النقطة يقف الكثير من الناس متحيرين تائهين، لا يعرفون كيف يتقدمون لكن هذا الرجل اللبيب أحسن التفكير في الأمر فحول أزمته لمنحة کبری، فبينما هو يمشي منكسر الخاطر إذ خطرت له فكرة كانت سبب تحول حياته، ولأنه إيجابي حقا فقد قرر ونفّذ ولم يقف مكتوف اليدين يبكي على فرصته الضائعة ويندب حظه كما يفعل شباب اليوم، لقد تحرك فورا وكانت حركته سبب نجاحه وتغير ظروفه، فذهب الرجل إلى متجر الخضر، وابتاع صندوقا من الطماطم، ثم أخذ يتنقل في الأحياء السكنية ويمر على المنازل ويبيع حبات الطماطم بسعر يزيد قليلا عن ثمنها بالمتجر، لأنه يوصلها حتى المنزل، ففرغ الصندوق بسرعة، فعاد واشترى غيره وواصل مروره على المنازل، فنجح في مضاعفة رأس المال وكرر نفس العملية ثلاث مرات إلى أن عاد إلى منزلة في نفس اليوم وهو يحمل ستين دولارا بدل العشرة أدرك الرجل بأنه يمكنه العيش بهذه الطريقة فأخذ يقوم بنفس العمل يوميا يخرج في الصباح الباكر ولا يرجع إلا ليلاً . وحينما تضاعفت أرباحه قام بشراء عربة ثم شاحنة حتى أصبح لدية أسطولا من الشاحنات لتوصيل الطلبات للزبائن وبعد خمس سنوات فقط أصبح الرجل من كبار الموردين للأغذية في الولايات المتحدة.

وفي إحدى تعاملاته مع واحدة من أكبر الشركات طلب منه موظف الشركة أن يعطيه بريده الإلكتروني فأجاب الرجل ولكنني لا أملك بريدا إلكترونيا! رد عليه الموظف بتعجب: لا تملك بريداً إلكترونيا ونجحت ببناء هذه الإمبراطورية الضخمة فماذا كنت ستفعل لو أن لديك بريداً إلكترونيا . فأين كنت ستكون؟ أجاب الرجل بلا تردد عامل نظافة في مايكروسوفت

وبهذا تحولت حياة الرجل الذي كان موشكا على أن يصير مجرد عامل فقير لا يجد ما يكفيه ليعول نفسه وأسرته فصار صاحب شركات كبرى .. وكانت مشكلته سبب نجاحه وتفوقه .. هل فهمت ؟"

" يالها من قصة جميلة حقا، لكن هل تعتقد أن كل مشكلاتنا يمكنها أن تتحول لسبب في نجاحنا وتقدمنا كتلك المشكلة؟"

" وبإمكاننا جميعا إن أردنا - أن نحول مشكلاتنا لسبب نجاحنا، ولكن الكثير منا على العكس من ذلك يجعل من نفسه ضحية الظروف، ويجيد لعب دور الضحية، ويجد بذلك المبرر الذي يعلق عليه فشله، ويريح نفسه بذلك من عناء البحث والمحاولة.

أنا أعتقد أن كل مشكلة فيها بذرة صغيرة لنجاح كبير، ونحن من يختار، إن أخطر شيء يمكن أن تمر به فيهزمك ويحطمك حقا هو التشاؤم؛ لأنه يقودك للبقعة الأشد ظلاما والأكثر خطورة .. إلى اليأس واليأس معادل للموت؛ ذلك لأنه سيتركك في مكانك جامدا لا تتحرك، فتصبح بعد فقدانك للأمل خاويا من الداخل أجوف .. وكأنك جسد بلا روح .. فلا تزال تنهار ... ولا تزال تنتقل من مشكلة إلى أسوأ منها" ...

ولكنني لا أستطيع أن أفهم حقا كيف يكون للافكار كل تلك القوى المؤثرة على حياتنا

نلقاكم على خير في الأسبوع المقبل إن شاء الله مع أحداث شيقة..

قصة ما قبل النوم 💙

29 Jan, 16:07


«الفصل الثاني»

قلت بذهول: بصراحة ياضياء نظرة عجيبة للمشكلة، فجميعنا قد اعتدنا على مسارعة التحديق في الجانب الذي ينقص عندنا، ولا ننظر للجوانب الباقية.."

قال متنهدا: "نعم صحيح يا فريد مشكلتنا الدائمة.. النظر لنصف الكأس الفارغ والتركيز عليه.. ولكن هذا التصرف خطير جدا.. لأنه يجعلنا ننسى مالدينا، ونركز على ما ينقصنا .. فيفقدنا ذلك إحساسنا بالنعم التي لدينا ... فنفقد شعورنا بالسعادة ونفقد لذة الحياة، ونفقد معها شجاعتنا وصبرنا وقوتنا .. لكن التركيز على ما بقي لدينا هو التصرف الصحيح، وهو التصرف الأصعب الذي لا يقدر عليه إلا الأشخاص الإيجابيون حقا، وكلما ركزوا على ذلك الجانب الموجود ازدادت سعادتهم وشعورهم بالرضا والاكتفاء.. ولو كان ما فقدوه أضعاف ما هو باق عندهم حقا .. ومن ذلك قول شريح: "إني الأصاب بالمصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات : أحمده إذ لم تكن أعظم مما هي، وأحمده إذ رزقني الصبر عليها، وأحمده إذ وفقني للاسترجاع لما أرجو فيه من الثواب، وأحمده إذ لم يجعلها في ديني".

و تحضرني في هذا الأمر أيضا قصة عجيبة حقا : " كان أحد السلف.. أبرص البدن.. أعمى العينين.. مشلول القدمين واليدين .. وكان دائما ما يقول: "الحمد لله الذي عافاني مما ابتلی به كثيراً ممن خلق وفضلني تفضيلاً. فمر به رجل فسمعه يقولها، فقال له ويحك من أي شيء عافاك؟ فقال له الرجل العاقل الصابر الذاكر : إليك عني يابطال أوليس قد ترك لي لسانا ذاكرا .. وقلبا شاكرا .. وبدنا على البلاء صابرا؟"

انظر كيف يكون التركيز على النعمة والرضا حتى بأسوأ الظروف.. وكيف يرفض من يحوّل بصره عن النعمة للتركيز على المحنة، ويراه رجل سوء بطال يلقي به في المهالك، وهي حقا مهالك أن نضع تركيزنا على مشكلتنا فتتأزم حياتنا منها"
أمر عجيب أن يكون في الناس من هم على هذا الحال، أخبرني إذن.. وما الأمر الثاني الذي يمكنني التركيز عليه في مشكلتي ليخفف من وقعها علي؟"

" الأمر الثاني هو رؤية الأمل يا فريد.. أن ترى في المشكلة ذاتها منحة تقودك نحو التغيير الإيجابي، أن ترى فيها ما سوف تراه حين تنظر لمشكلتك بعد سنوات .."

"ماذا تقصد بهذا الكلام العجيب؟ ما الذي يمكنني أن أراه في مشكلتي بعد سنوات؟ هل سأنظر إليها لأقول مثلا يالها من أمر جميل، إنها لم تكن مشكلة بالمرة؟"

"لم أقل أنك سترى أنها لم تكن مشكلة ولكن.. ربما أحيانا تكون المشكلة التي نقع فيها والمحنة التي تعتصرنا بداخلها هي السبب في تقدمنا وتفوقنا، وحين ننظر إليها بعد سنوات من المعاناة والتعب نقول من أعماقنا كما قال ذلك الدكتور الراحل إبراهيم الفقي - رحمه الله: "لقد كانت أحسن شيء في حياتي ! "

"كلامك عجيب.. ويحتاج لشرح وتوضيح عميق أيضا.. كيف تكون مشكلاتي التي تدمر حياتي هي أحسن شيء في حياتي؟ أرجوك اشرحلي.."

" إن المشاكل بقدر ما تؤلمنا وتضجرنا هي تقوينا وتطورنا، انظر لبعض مرضى السرطان كيف يتحولون بعد معافاتهم منه لأناس متحركين، يبثون الأمل في نفوس المرضى ويأخذون بأيديهم نحو الشفاء، وانظر كم ممن عانى في صغره من الفقر والحاجة فتحول في كبره بعد أن أصبح ثريا لأن يكون خادما نافعا لمجتمعه ويكون أكثر حساسية لحاجة الفقراء وآلامهم.. أو كم ممن دفعه فقره وحاجة أهله لأن يصير حريصا على النجاح والتفوق وحتى النبوغ ...

هل تحضرك الآن قصة محنة تحولت في حياة صاحبها لمنحة لتخبرني بها ؟ فأنا بحاجة لدعم قوي لكي أستطيع أن أغير نظرتي حقا تجاه مشكلاتي.."

وللحديث بقية...

قصة ما قبل النوم 💙

28 Jan, 16:07


«الفصل الثاني»

اجعل نظرتك إيجابية وإياك أن تفقد الأمل

قيل:

" السعادة هي حالة عقلية".

كانت كلماته تنساب عبر شفتيه كالطرقات على رأسي، هل كنت أنا المخطيء حقا، وهل كنت ضحية نفسي لاضحية غيري ضحية حماقتي وسوء تقديري، أردت أن أرفض وأن أصرخ وأن أقول له أنت واهم، أن أبقى الضحية، ولكن كلماته مست قلبي لقد أحسست بالصدق في تلك الكلمات، فوجدتني رغما عني أذعن لما قاله، وأسأله: "ولكن كيف سأوقف الأفكار السلبية ... بينما أنا أقف في وسط الريح التي تعصف بحياتي بأكملها .. وتقلبها رأسا على عقب ..؟"

ظننته سيتراجع ولكنه أجابني، وكانت إجابته قوية وصوته واثقا، لم يهتز أو يظهر بعض التراجع، لقد كان واثقا مما يقول، ومست كلماته قلبي أكثر، بلعصفت به هذه المرة لست وحدك تعاني منها .. فالجميع يعاني من المشكلات.. ولكن.. بعضنا يغرق فيها، وبعضنا الآخر يسبح ويثابر .. ويقاوم التيار بقوة.. حتى يصل لشاطيء النجاة.. إن الجميع يمر بظروف صعبة، قد تختلف في نوعها وشدتها أيضا، لكن الاختلاف الأهم هو أثرها علينا، وهو تابع لطريقة نظر كل منا لما نمر به من مشكلات. ونظرتنا للمشكلة ستتغير بالضرورة .. إن فهمنا أن المشكلة هي مجرد مرحلة .. نمر بها فتنقلنا لمكان آخر .. قد يكون مكانا أفضل أو أسوأ، ولكن هذا تابع لما نفعله حيالها.. تابع لاختياراتنا .. لقراراتنا ولنظرتنا للأمور .. هل تفهم ؟ صمت ثم حدق في منتظرا جوابي.

لقد أصابتني كلماته بالحيرة، ولكنني بقيت أتساءل لعلي أجد الإجابة التي تريحني وتنتشلني مما أنا فيه، فأجبته: "ليس تماما .. فأنا أرى أن المشكلة هي التي تفرض علينا نظرتنا لها .. هل تعتقد أن بإمكاني أن أرى أن المشكلات شيء مبهج أو رائع مثلا؟!!"

"ليس عليك أن ترى أن المشكلة شيء مبهج أو رائع، ولكن يمكنك أن تركز على الروعة في قلب محنتك.. وذلك بأمرين: الأول أن ترى ذلك الشيء الذي تبقى لك ولم تفقده بسبب مشكلتك .. فتركز عليه، وتشكر الله على بقائه ...

مثل قصة عروة بن الزبير في تعامله مع بلائه، فلقد فقد ولده وساقه في يوم واحد. لكنه بدل أن يركز على ما فقده ركز ممتنا على ما بقي له، فحمد الله أن أخذ واحدا من أولاده وأبقى له ستا، وأنه أخذ طرفا واحدا من أطرافه وأبقى له ثلاثا" .

.. يتبع..

قصة ما قبل النوم 💙

27 Jan, 16:08


«ختام الفصل الأول»

أدوات المطبخ، وقد استعرنا حجرة الصالون من أبي لنستقبل فيها الضيوف بعد زفافنا، ثم بدأنا نكمل تأثيث منزلنا شيئا فشيئا، لم نيأس ولم نستسلم أبدا ...

ثم لم تكن حياتنا مفروشة بالورود كما قد يخطر ببالك، فالمشكلات قد طاردتنا كما تطارد الجميع ولكننا لم نستسلم لها .. هل تعلم أننا كنا نعاني عند الأطباء لأجل الإنجاب لمدة طويلة أيضا، حتى رزقنا الله بتلك الطفلة الرائعة الجميلة، لقد اضطررنا للغرق في أوحال الديون وضيق ذات اليد أيضا حتى اضطررنا أحيانا أن نبيت من دون عشاء أو أن نأكل الخبز فقط، ولكننا ثابرنا لأجل هدفنا، وهاهو ذي يتحقق شيئا فشيئا ...

فالزمن جزء من علاج كل المشكلات التي نمر بها يا فريد، لم يخلق الله السموات والأرض في لحظة واحدة مع قدرته على ذلك، ولكنه خلقهما في ستة أيام.. أنت مستعجل وتريد كل شيء في وقت واحد... ثم تسقط صريع الشكوى والألم والإحباط.. لأن مشكلاتك لم تجد لها عصا سحرية لتخلصك منها .. ما هكذا تسير الحياة أبدا ....

إن الكآبة التي تعيش فيها .. التشاؤم .. الأفكار السلبية التي تحيط بك من كل جانب .. هي السبب الأول فيما تعانيه أنت من مشكلات.. وهي التي قادتك لهذه البقعة المظلمة التي لا تستطيع الخروج منها الآن...

إن الأفكار السلبية مدمرة .. لذا يجب عليك أن توقفها فورا.. قبل أن تحطم ما بقي من عزيمتك .. وتفسد كل شيء جميل حقا في حياتك .."

تذكر ...

الأفكار السلبية التي تطوق عقلك ... هي السبب الأول فيما تعانيه من مشكلات ...

تم الفصل الأول بحمد الله🤗

غدا نتابع معكم الفصل الثاني بكل ود وأمل🌷

قصة ما قبل النوم 💙

26 Jan, 16:07


«الفصل الأول»

متابعة..

ولكنه لم يزدد معي إلا رقة، وقال بصوت حنون: بل لأننا كنا إخوة، وليس من حق الأخوة أبدا أن نتركك تمر بالأزمات وحدك، ولا نمد لك يد العون نحن إخوة يافريد، ولو كان أي منا يمر بما تمر به أنت الآن لكنت أولنا مسارعة لمساعدته، فلماذا تقول هذا الكلام الذي لا معنى له؟" صمت قليلا ... ثم استأنف كلامه بصوت واثق: "ومع ذلك.. فأنا أرى أنك تمر بشيء آخر هو أسوأ من كل ما ذكرته لي وأنت حتى لا تشعر به ..".

تابعت سيري.. فتابع، وكنت أنظر حولي فيما تحمله الشوارع من متناقضات لا تجتمع ثم أشرت إلى الطريق حيث كان إلى جوارنا رجل مسن قد انحنى ظهره وبدت على وجهه ملامح الشقاء والتعب وهو يعتلي عربته التي يجرها حمار عجوز مثل صاحبه.. ويبيع عليها بعض الخضر الورقية الرخيصة التي يقتات منها هو وأسرته، بينما مرت للتو إلى جواره سيارة باهظة الثمن يجاوز ثمنها نصف المليون يركبها شاب في مثل عمرنا تقريبا أو ربما أصغر .. يرتدي ثيابا فاخرة جدا وعطره قد فاح ليصل إلينا من نافذة سيارته الفارهة، فقلت: "نعم، وأنا أعرفه جيدا ... لأنني أعيش في بيئة خانقة، تقتل الأحلام في مهدها، وتدفن أصحاب الضمير الحي بينما يعيش الخائنون عيشة هانئة وتفتح الأبواب لأولئك الذين يستعبدون الناس ويستغلون الظروف السيئة ويتسلقون على أكتاف غيرهم.. أو حتى على أشلائهم أحيانا .."

هر ضياء رأسه مستاء مما قلته وقال لي بنبرة مؤنبة: "لا يا فريد.. أنا لا أوافقك على هذا الكلام، صحيح أن البيئة التي نعيش فيها.. فيها أمور خانقة كما تقول، ولكننا جميعا نعيش في نفس البيئة التي تتحدث عنها، ومع ذلك فبعضنا ينجح، وبعضنا يبقى حبيس مكانه وظروفه ومشكلاته، إن الله جل جلاله لا يحاسبنا على ما وضعنا فيه من الظروف، بل على ما نضع فيه أنفسنا .. على أفكارنا وسلوكياتنا ... إن هذا المجتمع الذي تذمه هو نفس المجتمع الذي نعيش فيه جميعا، فلماذا وصلت أنت وحدك إلى هذا المكان من دوننا جميعا؟"

شعرت بالحنق لأنه يقارن بيني وبينه وظهر الحنق رغما عني في صوتي وكلماتي الساخطة اسمع ياضياء.. لسنا مثل بعضنا أبدا.. لا يزال أبوك موجودا، وأمك بصحة وافرة، ولا يزال أبوك يعول أسرته أليس كذلك؟ بل إنه قد ساعدك على زواجك أيضا، وبالتأكيد فقد ساعدك على العمل الذي حصلت عليه .. إن ظروفك فقط أفضل من ظروفي، أما أنا فقد غرقت في المشكلات.. فصرت عجوزا وأنا بعد في ريعان شبابي وفي أجمل سنوات عمري".

لم يظهر على وجه ضياء الاستياء الذي توقعته منه، ولكنه كلمني بحكمة وتفهم احترمتهما فيه كثيرا : "ربما" بعض ما تقوله صحيح فقط، ولكن أبي لم يساعدني على الزواج أو العمل كما تزعم فلقد استعنت بربي وبحثت وثابرت، وكنت مملوء بالإصرار والتفاؤل حتى حصلت على وظيفتي التي كنت أحلم بها، وترقيت في درجاتها بتوفيق الله ثم بكفائتي فقط، وليس بأية واسطة، كما أن أبي لم يساعدني على الزواج أيضا، فلقد قبلت زوجتي أن نبدأ حياتنا بالأمور الضرورية فقط، ثم نكمل ما نقص شيئا فشيئا، لقد كانت زوجة رائعة حقا، ذلك لأنني اخترتها على أساس دينها وخلقها قبل أي شيء آخر، فكانت حريصة على أن يكون زواجنا يسير التكلفة، وكانت تردد دوما : أعظمهن بركة أيسرهن مئونة، ولهذا لم تعر أمر الذهب أي انتباه، كما أن حفل زواجنا كان متواضعا خاليا من البهرجة والمحرمات، وأما الأثاث؛ فهل تتصور أننا قد تزوجنا في شقة خالية من الأثاث تقريبا إلا من فراش وخزانة ملابس صغيرة وسجادة مستعملة مع بعض الأجهزة الكهربية الهامة فقط وأدوات...

انتظروا...

قصة ما قبل النوم 💙

25 Jan, 16:07


«الفصل الأول»

متابعة

كنت منذ قليل أحاول أن أهرب من أسألته، ولكنني عند ذلك الحد وجدت نفسي أسكب حياتي الضائعة أمامه قطرة قطرة، وكأنني أزيح هما ثقيلا عن كاهلي وأضعه في مكان آخر ولو لبعض الوقت .. فقط لكي أمشي خفيفا من حمولي، فاندفعت الكلمات من فمي لم أستطع أن أوقفها، وما كنت راغبا في إيقافها حقا، فقلت بنبرة يملأها الأسى: فريد الذي تتحدث عنه قد مات... لقد قتله الظلم والحزن واليأس.." ثم مسحت دموعا تناثرت على وجهي بطرف أصبعي وحنيت رأسي للأرض وقد فنّ اليأس في نفسي، وتنهدت بعمق، ثم أخذت أتابع حديثي بصوت هامس منكسر، وكأنما أحدث نفسي ولكنني أعلم أنه ينصت جيدا لكل كلمة أقولها : "لقد مات يوم فوجيء بضياع حقه في العمل بالجامعة، فقط لأنه لا ظهر له ولا وساطة، وأخذ حقه ابن رجل ثري ذي نفوذ ومكانة مع أنه لا يستحق ذلك المكان...

لقد مات يوم أن أصيب أبي بحادث خطير حطّمه وحطم معه سيارته التي كان يعمل عليها ويعولنا، ثم أفلت الجاني؛ لأنه قد دفع رشوة كبيرة، فانحرفت ملابسات القضية، وصار أبي هو المخطيء، وضاعت حقوقنا، وخرج الجاني ليعيش حياته بصورة طبيعية .. وكأنه لم يزهق روحا ويحطم أسرة ...

لقد مات يوم تحمل مسئولية أسرة كاملة، فاضطر أن ينسى أنه مهندس متفوق، ورمى بنفسه في الشارع أمام صندوق من البضائع الرخيصة، لكي يأتي رجل جاهل يرفسني بقدمه ويحطم بضاعتي على الأرض لأنني فقير ...

لقد مات يوم أصيبت أمي بالسرطان بعد موت أبي وطول حزنها عليه، ورأيتها تذبل أمامي وتذوي واضطررنا لبيع قطعة الأرض التي كانت لدينا، وظل الكيماوي البائس يأخذ من صحتها وجسدها، ينهك فيها وفينا من دون أمل في الشفاء ..

بل إنه يموت كل يوم وهو يرى نظرة الانكسار في عين أخته المخطوبة منذ أربع سنوات، وقد دفعنا كل المال الذي ادخرناه لزواجها لأجل علاج أمي... بينما بقيت هي غير قادرة على نكران حزنها وألمها وخجلها من خاطبها وأهله ..

إنه يموت كل يوم وهو يرى أخاه الأصغر يذهب لمدرسته بثيابه القديمة البالية، وحذائه الممزق وعليه مسحة الذل والانكسار، ويراه وهو الذي كان أكثر أقرانه ذكاء وتفوقا يتأخر عنهم لعدم مقدرته على شراء كتاب خارجي فضلا عن أن يدفع ثمن الدروس الخصوصية لأولئك المدرسين الذي لا يعرفون معنى الأمانة ولا شرف المهنة...

لقد مات يوم رفض على أبواب الشركات لا لقلة كفاءته، وإنما لفقره ومظهره البائس، ولأنه ليس لديه من يتوسط له ليعمل في هذه الشركة أو تلك...

لقد مات فريد الذي تبحث عنه ولم يعد موجودا، إن فريد الموجود الآن هو فريد المحطم المنهار، فاقد الثقة والأمل...

اغرورقت عينا ضياء بالدموع، وقال متألما : آه يا فريد، أكل هذا تعاني منه وحدك، لقد تساءلنا جميعا لماذا لم تعد تلتقينا، ولماذا اختفيت من حياتنا ولم نعد نسمع أية أخبار عنك .. فلماذا لم تحاول أن تتصل بأي منا؟ لماذا لم تطلعنا على أحوالك يارجل؟"

توقفت عن السير فأجبرته على التوقف، وقابلت وجهه بنظرة حادة وأنا أقول له: "ولماذا كان عليّ أن أفعل ذلك؟ الأريق ما بقي من ماء وجهي مستجديا المساعدة؟ أم لأحظى ببعض نظرات الشفقة وكلمات المواساة العقيمة التي تطعن في نفسي كالخناجر ؟"

تغیيرت تعابير وجهه بشكل متتابع من الذهول للصدمة ثم للغضب والحزن وكأن كلماتي قد جرحته جرحا عميقا أو صدمته صدمة لا يستطيع تحملها،

ترقبوا....

قصة ما قبل النوم 💙

23 Jan, 16:08


«الفصل الأول»

لم يُعر ضياء أي انتباه لذلك الرجل الضخم القابع خلف طاولته الصغيرة في ذلك المقهى، وأخذ يحاول إبعاد الدخان الملوث عن وجهه، وهو يتمتم لنفسه منزعجا : رجل استغلالي"، ولكنني لم أستسلم بعد، فقلت له راجيا : "أنا لا أملك كل هذا المال، ولو كنت أملكه ما فكرت في السفر".

قال المعلم زينهم بصوته الأجش عبر شفتيه المطبقتين على خرطوم الشيشة القذر: وهل تريد مني أن أمنحك منحة مجانية للسفر؟ أم تراني أفتح مكتبا للصدقات ؟"

كانت كلماته مهينة جدا، تخزني كالسكين ولكنني كنت قد صرت أشبه بإنسان فقد قدرته على الإحساس من كثرة الضرب، فلم أعر وخزات السكين انتباها كثيرا، وواصلت إلحاحي أو استجدائي منه: "كنت أريدك فقط أن تخفف النفقات، وتسهل أمور سفري، وأنا أؤكد لك أنني سأرسل لك كل ما قدمته لي بمجرد أن أستطيع العمل وادخار المال".

تبسم الرجل ساخرا، وكانت أقسى الوخزات التي آلمتني أنه لم يكتف بالسخرية حتى وجه لي اتهاما لاذعا بين سطور كلماته لم أتحمله حقا: "نعم نعم، وسوف تزيد لي على ما دفعته أيضا شكرا لي على مساعدتك، أليس كذلك؟.. أنا أعرف هذه القصة جيدا، لقد سمعتها مئات المرات.. "

لقد أغضبني كلامه كثيرا وقد لمحت نبرة الاتهام في صوته القاسي، فلقد كنت حريصا طيلة سنوات عمري على ألا أخون الأمانة مهما حدث، وقد حرصت على حفظ الأمانة حتى في أحلك ظروفي وأشدها حاجة.. حاولت الدفاع عن نفسي ولكن عبثا، فقلت له: "أنا لست مخادعا، وسوف أعطيك كل الضمانات التي ترغب فيها".

كان رده هذه المرة محقرا ومهينا بما يزيد عن طاقة احتمالي: "اسمعني ياولد: إذا كنت راغبا في السفر حقا، فعليك أن تجهز أموالك وجواز سفرك قبل أن تريني وجهك الكالح مرة أخرى، وإذا لم تكن راغبا في ذلك، فاذهب من هنا ولا تضيع وقتي، فأنا لا أوزّع منحا مجانية للسفر، هل فهمت؟ كما أن شكلك هكذا .. لا يبدو لي أنك تصلح للسفر أصلا .. هيا أرني عرض قفاك ياولد قبل أن أنادي على برعي..".

ألقى على كلماته كالصخور التي تتساقط فوق رأس مثبت على الجدار واحدا تلو الآخر، ثم تجاهلني الرجل ولم يعد يعيرني أدنى اهتمام، وكأنني كلب شارد أنبح عند قدميه، وأمسك بأداة معدنية أخذ يسوي بها قطع الفحم المحترق... وهو يتابع النفخ في شيشته.. فلم أتمالك نفسي واحمر وجهي، وكدت أن أبكي من الغضب والحزن والشعور بالمهانة والإذلال.. ولكنني لم أتحرك من مكاني، بل بقيت محدقا في الرجل وأنا أكاد أنفجر غيظا ...

وبصراحة لا أعلم ما الذي ثبتني في مكاني هكذا ، وما الذي كنت أنتظره منه حقا، فهل كنت أتوقع منه أن يشفق على ظروفي هو رجل السوق القاسي الذي لا يعرف سوى لغة السوق والمال والذي يتعامل مع الناس على أنهم بضائع يربح منهم مالا لا أكثر ولا أقل، أم أنني كنت أنتظر منه اعتذارا وكلمة عطف يمسح عني شعوري بالخزي وخيبة الأمل وإهدار الكرامة..

بصراحة لم أملك من الشجاعة ما يدفعني لكلمة أخرى ولا حتى لخطوة أخرى، ولكن ضياء الذي كان يراقب ملامح وجهي الغارقة في صراع المشاعر المؤلمة شد على يدي وجذبني للخلف، فاندفعت خارجا معه من ذلك المقهى، وأنا أشكر له للمرة الثالثة موقفه الذي ساعدني على الخلاص من حيرتي وارتباكي وعلى الخروج من أمام تلك الصخرة الجالسة هناك في آخر المقهى على شكل إنسان..

بمجرد أن خرجنا وتنشقنا هواء نظيف.. أخذ يحدثني بصوت مشفق متألم لأجلي أحسست فيه الصدق والحب اهدأ يا فريد مابك؟ ما الذي أوصلك إلى هذا المكان، وإلى مثل هذا الرجل الذي يستغل أحلام الشباب ويبيعهم للموت هل فقدت عقلك؟ أين فريد الذي كان يسمعنا حكما في الجامعة ونتعلم منه دروسا عن الحياة والتفاؤل والنجاح؟"

نتابع معكم إن شاء الله الأسبوع المقبل مع أحداث جديدة وممتعة
🤗

قصة ما قبل النوم 💙

22 Jan, 16:07


«الفصل الأول»

لمحني بطرف عينه من دون أن يجيبني.. فقد كان مشغولا بتقليب حجر الشيشة أمامه.. ثم أخذ ينفخ في الخرطوم الطويل وينثر الدخان الملوث في الهواء.. فلما فرغ .. نظر إلي من فوق نظارته نظرة متفحصة غير مبالية، ثم صرف نظره عني وكأنني لا أستحق حتى مجرد انتباهه فضلا عن رده ...

ثم نظر لصديقي المهندم نظرة أخرى متفحصة وكأنه يقيمه، ثم ابتسم وقال له هو: "وعليكم السلام.. أهلا ومرحبا يا أستاذ هل من خدمة يمكنني تقديمها لك؟" إنه المعيار الذي يحكم به الناس على من حولهم، إنها المظاهر .. والتي ما عدت أملك منها شيئا قد يجلب لي احترام الآخرين ولو كان هذا الرجل التافه .. لا عجب إذن في سلوكه المهين معي .. طأطأت رأسي خجلا وتنهدت آسفا لما آل إليه حالي...

نظر ضياء إليه شزرا، ولا أعلم أفعل ذلك لاشمئزازه من هيئته السيئة أم ردا على إهانته لي بتجاهلي، ولكنني سعدت بتصرفه هذا كثيرا، فلقد رد لي بعض كرامتي، فكأنه يقول له لا تستحق أن أكلمك كما قالها لي هذا السمين بتجاهلي منذ قليل، ثم قال له حانقا ومشيرا باتجاهي: "لست أنا من يكلمك .. إنه هو ".

أعاد الرجل نظره نحوي مرغما أنا الشاب رث الثياب، وكلمني وهو غير مكترث بي على الإطلاق، فقال ضجرا بصوت منتفخ كانتفاخ بطنه، لا أعلم حقا من أين يخرجه: "ماذا تريد؟"
أجبته بدوري ممتعضا، فما كنت أستطيع بعد كل تلك المعاملة الجافة المهينة أن أبدو لطيفا معه: " أريد أن أسافر لإيطاليا .."

نظر إلى نظرة تقييمية تفحصني بها من أعلى إلى أسفل وكأنني بضاعة يقيمها ليعرضها في سوق النخاسة، ثم سحب نفسا عميقا من شيشته الملوثة، ثم نثر الدخان في الهواء ببطء شديد، وكأنه يتعمد أن يتلف أعصابي ببروده الزائد وعدم مبالاته بي، ثم ومن دون أن يكلف نفسه برفع رأسه أو توجيه نظره إلي قال: "الرأس بخمسين ألفا" ..

أعترف أن كلمة "الرأس" قد جرحتني كسكين بنصل حاد غرس بين لحمي و عظامي، ولكنني لست هنا لأملي شروطي بل لأتلقى شروطه، وما الذي سيهمه هو من مشاعري وما يجرحها وما يؤلمها ؟ وهل يحس الجلاد بمشاعر ضحيته التي يجلدها بلا شفقة ولا رحمة؟ وهل يحس هذا القاتل بمشاعر القتيل الذي سيرميه في عرض البحر ليموت رخيصا؟ ولكن ضياء ما كان يملك ذلي وانكساري أمام ذلك الرجل غليظ المشاعر عديم الرحمة، فثارت ثائرته وصرخ فيه: "الرأس؟! وهل تظن نفسك تبيع العجول في السوق؟ ألا تستطيع أن تكون مهذبا في كلامك؟"

نظر له المعلم زينهم ببرود وهو يقتل شاربه المتدلي على شفتيه بيده، ثم قال بلهجة المستغني : عفوا يا أستاذ لا تغضب .. إنها لغة السوق.. فإذا كانت لا تعجبك لغتي لا تعطل أعمالك واذهب من هنا .."

وفجأة جذب ضياء ذراعي بقوة وأخذ يسحبني للخارج، مدمدما: "معك حق.. هيا يا فريد لا تضع وقتك في هذا المكان المقزز، هيا !"

جذبت ذراعي من بين يديه بمشقة وقلت له راجيا: "انتظر ياضياء أرجوك!"، وأكملت فيما بيني وبين نفسي: أنت لا تملك ظروفي ولا حاجتي ثم التفت للرجل الملقى على الكرسي ببطنه المتدلي وشاربه الطويل، قائلا:
"ما الذي تقوله يارجل ؟ هل تعتقد أنني أمتلك كل هذا المال؟ وهل تعتقد أنني لو كنت أملك خمسين ألفا كنت لأفكر بالسفر بتلك الطريقة الخطرة؟!"

قال بصوت يثير الاشمئزاز : " لا تستعجل يا أفندي لن آخذها منك الآن كاملة، سآخذ منك ثلاثين ألفا فقط، وتسدد لي الباقي بعد وصولك لو وصلت سالما ثم ضاقت عينيه ورفع إصبعه متوعدا وقال لي بطريقة مستفزة ولكن احذر فلو لم ترسل لي الباقي في مدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر فإن أتباعي هناك سوف يعثرون عليك، وبقطعة من المخدر سوف تضبط وتلقى في السجن، فلا مجال للهرب، ثم يتم ترحيلك، وحينها .. " ضرب المعلم بيده السمينة على صدره وارتسمت على شفتيه التي لونتها الشيشة بلون داكن ابتسامة خبيثة شامتة .. ثم تابع: "وحينها تعود إلي من جديد.. ولا أحب أن أخبرك بما سيحدث بعدها .."

عند هذا الحد يبدو أن ضياء قد فقد كل مقدرته على السيطرة على أعصابه، فصرخ بي هيا يا فريد، إنها مافيا اتجار بالبشر وبالمخدرات وبكل شيء، هيا يا فريد لا تضع وقتك معه أكثر من ذلك".

قال المعلم متبجحا: "لماذا أنت غاضب يا أستاذ؟ لو كنت ستسافر معه سأعطيك خصما، فكلما زاد العدد قل السعر ثم ابتسم كالأفعى التي تبتسم لصيد ثمين أمامها متحينة فرصة الانقضاض عليه.

لم يُعر ضياء أي انتباه لذلك الرجل الضخم القابع خلف طاولته الصغيرة في ذلك المقهى، وأخذ يحاول

يتبع إن شاء الله... 🤗

قصة ما قبل النوم 💙

21 Jan, 16:07


«الفصل الأول متابعة»

إنه لطيف معي ويريد أن يرافقني، ولكنني لست في مزاج يسمح بهذا أبدا، لذا شعرت أنني أبدو قليل الذوق معه، ولكنني رغما عني ما استطعت أن أفعل غير هذا، فقلت له بصوت جاد شابه بعض الحدة: " أرجوك اتركني الآن ياضياء.. أنا مستاء جدا.. ولست راغبا في الحديث أو الزيارة.. كما أن المشكلات تطوقني من كل جانب لذا فأنا في حالة لا تسمح لي بأية زيارة على الإطلاق ..."

غمزني بعينيه، وقال باسما وهو يحاول أن يفك عبوس وجهي بيديه: "وهذا بالضبط ما يزيد إصراري على اصطحابك معي فلن أتركك الآن أبدا وأنت على هذه الحالة".

لم يغير جو المرح الذي تعامل به معي شيئا فقلت بنبرة حاسمة: "لن أقدر على زيارتك اليوم.. لكنني ربما أزورك قريبا إن شاء الله .."
ضاقت عينيه وذم شفتيه وهو يحاول ألا يتركني أفر منه، ثم قال: "إذن دعنا نجلس في أي مكان..".
قلت بإصرار: "أنا ذاهب للمقهى..".
رفع كتفيه مستسلما لرغبتي.. بعد أن رأى أنني لن أغير رأيي أبدا، وقال وكأنه مضطر لذلك: "حسنا .. سآتي معك..".

أخذ ضياء يختلس النظر لي بين الفينة والأخرى من طرف عينيه ونحن نسير جنبا إلى جنب وكأنه يريد أن يعبر عن عدم تصديقه لما آل إليه حالي أنا، وأعترف أنني للوهلة الأولى التي وقعت فيها عيني على ضياء قد رأيت بتحسر بالغ ما وصل إليه حالي، ولم تكن أناقته وحدها هي ما أثار شجني، على الرغم من الفرق الشاسع بين هيئتي وهيئته، فقد كان يرتدي ثيابا منسقة بنطالا أنيقا مع قميص راق جدا مع ربطة عنق أنيقة وحذاء لامع وشعر ممشط بعناية على جانب رأسه فبدوت إلى جواره في بنطالي الرث وقميصي المهلهل ونعلي البالي وشعري ووجهي المغبر كأقل من سائق يقود شاحنة سيده.. مع أنني كنت في الجامعة أكثرهم تأنقا وعناية بمظهري.. ولكن لم تكن المشكلة مشكلة الثياب.. فما أثار شجني وقلب علي أحزاني حقا هو أن من يرانا يعتقد أنه أصغر مني بعشر سنوات على الرغم من أننا في نفس العمر.. وقد تقاسمنا نفس المقاعد بالجامعة منذ خمس سنوات.. فأنا وهو في السابعة والعشرين الآن من عمرنا، وقد تخرجنا معا في كلية الهندسة.. وكنت أكثرهم حيوية وشبابا وأناقة بخلاف تفوقي العلمي عليهم جميعا .. لكن الظروف آلت بي إلى ما أنا عليه الآن.. فتدهورت أحوالي...

نعم لديه كل الحق أن يختلس النظر إلي بعيون متحيرة.. أراني الآن في عينيه قد صرت عجوزا في عمر الشباب .. وقد أنهك العمل المهين جسدي.. وأحرقت شمس الصيف وجهي وجلدي.. فمن يراني لا يفرق بيني وبين أي جاهل لم يلتحق بمدرسة قط .. بينما هو يحافظ على وجه مشرق وابتسامة حية وجسد قوي رياضي.. آه ياضياء لماذا ظهرت اليوم؟ لقد كنت قد اعتدت على هيئتي تلك ولم أعد أعرها انتباها .. ولكنني بعد أن رأيتك قلبت علي أوجاعي.. وأريتني بعدسة مكبرة ما فعلته بي سنوات الشقاء في الشارع.. وكأن هذا ما كان ينقص يومي الكئيب ...

ماكنت أحب أن يراني أحد أصدقائي على تلك الحال أبدا.. لاحظت أنه قد شرد ذهنه أيضا.. ترى هل يسخر مني الآن في نفسه؟ لعله سيجد اليوم موضوعا مسليا يحكيه لزوجته: "لقد رأيت اليوم زميلا لي في الجامعة كان أكثرنا أناقة وذكاء وتفوقا أيضا .. خمني كيف وجدته؟

وجدته يسير بثياب مهلهلة.. ومن يرانا معا ربما ظن أنه هو من لمع لي حذائي.". ثم يقهقها معا ...
أفزعني ذلك الخاطر .. فرميته بنظرة ساخطة وكأنه قد فعل ذلك حقا.. لكنه استحى مني لأنه كان يختلس النظر إلي من حين لآخر .. فبادرني بالكلام ليقطع ثقل الصمت بيننا : هل تزوجت من ابنة عمك التي كنت راغبا في خطبتها بعد أن تنهي دراستك الجامعية؟"
نظرت إليه بعينين يملؤها الحزن.. "تزوجت؟! هل أنت تمازحني؟ " ثم تبسمت رغم ألمي وتنهدت بعمق ثم قلت بصوت خفيض وكأنني أحدث نفسي لا أحدثه هو: "أنا لا أمل لي بالزواج أبدا، ولم تعد هذه الفكرة تخطر حتى على بالي لقد طارت كل الأحلام الجميلة بعيدا عني العمل.. الدراسة.. الزواج.. الحياة الكريمة.. وحلت محلها الكوابيس فقط... هل تعلم كم يكلف الزواج اليوم، فمن أين لي بمسكن وأثاث وذهب وزفاف، ثم من أين لي بمصاريف أسرة جديدة؟"... تنهدت حزينا .. ثم تابعت بصوت خفيض منكسر : "إنها مسئولية كبيرة، وأنا حتى لا أجد لنفسي عملا محترما يسمح لي بتحمل نفقات أسرة ...

قلت هذه الكلمات ثم تقدمت بخطوات واسعة نحو المقهى الذي صار أمامي أخيرا، لعله سينقذني من تلك الأسئلة التي أرجو أن أهرب منها سريعا،أسرعت مجتازا المقاعد المتراصة واثبا لنهاية المقهى.. حيث وجدتني وجها لوجه مع رجل يجلس خلف منضدة صغيرة.. كان ذلك الرجل سمينا ذا ثوب واسع وشارب طويل .. يلف حول رأسه عمامة ويضع رجلا على رجل... فلما اقتربت منه قلت محييا : "السلام عليكم يا معلم زينهم".

لمحني بطرف عينه من دون أن يجيبني.. فقد كان مشغولا بتقليب حجر الشيشة أمامه.. ثم أخذ ينفخ في الخرطوم الطويل وينثر الدخان الملوث في الهواء.. فلما فرغ .. نظر إلي من فوق نظارته نظرة متفحصة...

انتظرونا غدا إن شاء الله مع أحداث ماتعة🤗

قصة ما قبل النوم 💙

20 Jan, 16:07


«الفصل الأول»

متابعة

"فريد! فريد!" .. كررها ضياء بصوت مرتفع، بينما أخذ يلوح بيديه أمام عيني.. "أين ذهبت؟ أنا هنا .. أتحدث إليك.."
عفوا ياضياء لقد شرد ذهني ولم أسمع ما قلته لي.. ماذا كنت تقول؟"
"كنت أسألك أين تعمل الآن؟"
قلت غير مبال: "ولماذا تسأل؟ وماذا يهم؟"
بدت على وجهه أمارات العجب، وقال محاولا أن يبدي ابتسامة لكنها كانت حزينة: "فقط أحب أن أطمأن على أخبارك يارجل، مابك؟"
طأطأت رأسي، وقلت بصوت بائس يفيض باليأس : "لن يسرك أن تعرفها، على كل حال .. ليست بالأخبار السعيدة أبدا ...

بهتت الابتسامة على وجه صديقي، وسألني متعاطفا أو مبديا بعض التعاطف الذي يفرضه أصول اللياقة والتهذيب : ولماذا ؟ ما الذي دهاك يا فريد؟ لست فريد القوي الواثق من نفسه الناجح المبتهج الذي عرفته في الجامعة؟ ما الذي أصابك وغيرك على هذا النحو ؟ ولماذا يكسو اليأس وجهك وألمح خيبة الأمل، وربما الانكسار أيضا خلف نظراتك لست فريد الذي عرفته أبدا ! ثم ما هذه الثياب التي تلبسها ؟ ليست هذه الثياب التي اعتدنا أن نراك بها، فلقد كنت دوما متأنقا ومحافظا على مظهرك وجودة محياك!"

أشحت بنظري بعيدا عن نظراته الثاقبة وقلت بغير اكتراث: "إنها قصة طويلة ومحزنة أيضا، لن يسرك سماعها، فلا تشغل بالك بي.."
"أحب أن أسمعها، ولكن دعنا نجلس أولا، هل أنت تعمل في هذا المكان أم أنك قد تزوجت وانتقلت للإقامة هنا، لم أرك بهذه المنطقة من قبل مع أنني أعمل هنا منذ مدة طويلة".
ومن "لا بالطبع أنا لا أقيم في هذا المكان، كما أنني لا أعمل فيه أيضا". أين لي أن أقيم في مثل هذا المكان؟ وهل أجد ما أدفع به ثمن الإقامة في مثل هذا الحي؟

"إذن إلى أين أنت ذاهب ؟ هل ستزور أحد أصدقائك هنا؟"
أطرقت برأسي قليلا، ثم تنهدت وقلت: "بل" إنني ذاهب لزيارة أحدظالمحتالين مصاصي دماء الفقراء".

قهقهه ضياء قائلا: "هل تمازحني يارجل؟"
بل أقول الحقيقة أنا ذاهب لزيارة صاحب مقهى قريب من هنا، يساعد الشباب الراغب في الهجرة لإيطاليا".

بدت على وجهه ملامح الارتياع مما قلته وصرخ في وجهي حانقا: "هل أنت مجنون؟ هل تنوي أن تسافر سفرا غير شرعي؟ هل أنت جاد فيما تقول ؟"
"نعم. أنا جاد تماما".

لانت ملامحه قليلا، لعله رأى الأسى واليأس يستبد بي، فتحول معه غضبه لشفقه: "هل ستلقي بنفسك في البحر للموت أو الحبس؟"
" وماذا علي أن أفعل؟ هل وجدت أمامي سبيلا لسفر أكثر احتراما للآدمية إنه الطريق الوحيد للخروج من كل المآزق المحيطة بي من كل جانب.

هل تريد أن تموت غرقا يارجل على سواحل إيطاليا ؟ ما الذي تفعله بنفسك ؟ "
"هذا أفضل من الموت البطيء في أزقة القاهرة الخانقة" ...
ربت على كتفي وهو يقول : " كلامك عجيب جدا.. ولكن هيا بنا الآن أنت اليوم ضيفي على الغداء، وسوف نتحدث طويلا.."
رمقته بنظرة غاضبة .. عما يظن أننا سنتحدث؟ هل سنجلس لنتسامر حول ماسي حياتي ونجعل منها قصة مسلية يتسلى بها بينما يتناول غداءه.. قلت له بنبرة لم تخل من الضيق بنما أدفع يده بفظاظة: " لا أرجوك .. دعني الآن... لابد أن أذهب للقاء ذلك الرجل.."

أمسك بذراعي وشد عليه بقوة، وكأنه شرطي قد أمسك بلص عتيد: "لن أدعك أبدا، وسوف تأتي معي إما برضاك وإما بالقوة.."
إنه لطيف معي ويريد أن يرافقني، ولكنني...

انتظرونا غدا بإذن الله تعالى نتابع معا أحداث قصتنا 🤗

قصة ما قبل النوم 💙

18 Jan, 16:07


نبحر معا في رواية ماتعة مفيدة بعنوان

«نقطة تحول»

تتناول لحظة فارقة في حياة أبطالها قرروا فيها أن يكونوا شيئا مختلفا عما هم عليه الآن... لقد ضاقوا ذرعا بأسلوب حياتهم الخاطيء... وقرروا أن يتغيروا ... قرروا أن يكونوا شيئا آخر ... لقد واجهوا ما يكفي من المتاعب بسبب سلوكهم السلبي... وحان الوقت لتحل الإيجابية محل السلبية... حان الوقت ليكونوا أفضل، وليحققوا أحلامهم، وليحسنوا حياتهم... وليقودوا خطواتهم بطريقتهم الخاصة... بدلا أن يتركوها نهبا للظروف والأحداث ..

وبدل أن يكونوا تابعين لغيرهم .. فقد قرروا أن يمسكوا بدفة سفينتهم... وهم مصرون على أن يصلوا بها لشاطيء الأمان...

فتابعوا معنا أحداثها ... عسى أن تكون شعلة أمل نضيئها ... أمام من تعثرت خطواته في الظلام فسقط ...

وإننا لنرجو أن تضيء لكم تلك الشعلة الطريق.. وتوضح الخطوات ... لكي ينهض شبابنا من عثراتهم.. ويجدوا مسارهم الذي ضاع منهم في التيه والظلام...

في ظلام المشكلات .. وظلام الألم.. وظلام الحاجة... وظلام الوحدة .. وظلام الإحباط.. وظلام اليأس... وأن تكون نقطة تحول سببا ليقفوا من جديد بأقدام ثابتة على أرض صلبة ...
إننا لنرجو من أعماق قلوبنا المحبة لأمتنا.. الحرية على شبابها .. ثروتها ... أن تكون هذه الرواية في حياتهم.. في حياتكم... في حياتك أنت أيها القاريء العزيز ... نقطة تحول ...

وتذكروا :
"أي تغيير يحدث في حياتك... يحدث داخلك أولا"

🍀🌱

قصة ما قبل النوم 💙

17 Jan, 07:12


خــيـرُ الـثـنـاءِ وأطــيـبُ الأخبـارِ
         ذكــــرُ الــرسـولِ وآلـــهِ الأخــيَـار

صلّوا على الهادي البشيرِ وسلمّوا
         أزكـــى الأنـــامِ وصـفـوةِ الأبــرارِ

إنّ الـصـلاةَ عـلـى الـنـبيِّ مـحـمدٍ
         نـــورُ الـقـلـوبِ وزيـنـةُ الأمـصـارِ

صـلّوا يـصلِّ اللهُ - جَـلَّ - عـليكُمُ
         عــشــرًا بــكــلّ عــشـيّـةٍ وَنَــهَــارِ

صــلّـى عـلـيـهِ اللهُ فـــي عـلـيائِهِ
         مــا شــعَّ مـصـباحٌ وأُسْــرِيَ سـارِ

       صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تسليما
         ═══༻ﷺ༺═══
اللهم صل وسلم على من بعثته لنا يدلنا عليك، ويهدينا إليك، ويحببنا فيك! عدد خلقك ورضا نفسك وزِنةَ عرشك ومِداد كلماته

وأكثروا من الدعاء لإخوانكم في ساعة الاستجابة من يوم الجمعة عسى الله أن يُعجِّل بالفرج.

💞💞

#♡صلوا_عليه_وأكثروا ♡

قصة ما قبل النوم 💙

27 Dec, 07:12


مهما كان همك، ومهما كان مطلبك ومهما عظم ذنبك...
أليس الله أعلم بك وبحالك وبمرادك!
ألست جئت تطرق بابه لتدخل من الباب الذي يرضى به عنك، فإذا رضي عنك أعطاك!

هذا باب الصلاة على النبي ﷺ يُحبه الله؛
فإذا أقبلت منه رضي اللهُ عنك، وإذا رضي عنك أعطاك ولو لم تسأله!

﴿إنّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصلّون على النبيّ يا أيُّها الذين آمَنُوا صلُّوا عليهِ وسلّموا تسليما﴾

وقال ﷺ:
«مَن صَلّى عَلَيَّ مَرَّةً صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا»

فإذا صلَّى عليكَ اللهُ ﷻ؛
رَحِمك و لطفَ بِك، وأخرجَك من الظلمات إلى النور وغفر ذنبك وكفاك كل ما أهمك من أمر الدنيا والآخرة.

قُال أُبيّ بن كعب:  أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا؟
فقَالَ ﷺ:
"إِذَنْ تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرَ لَكَ ذَنْبُكَ".

فهل تزهد في هذا الخير والفضل العظيم!

اللهم صَلِّ وسَلِّم على سيِّدِنا ونبيِّنا مُحَمَّد وعلى آلهِ وصحبِه أجمعين.

💞💞

#♡صلوا_عليه_وأكثروا ♡

قصة ما قبل النوم 💙

22 Nov, 07:12


﴿إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰۤئكَتَهُۥ یُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِیِّۚ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ صَلُّوا۟ عَلَیۡهِ وَسَلِّمُوا۟ تَسۡلِیمًا﴾

المتأمل في سورة الأحزاب التي ورد فيها أمر الله للمؤمنين بالصلاة والسلام على نبيه ﷺ؛
يجد في الآيات السابقة إظهار لشرف النبي ﷺ وفضله وأنه رسول الله وخاتم النبيين وأن لنا فيه أسوة حسنة فنِعم القدوة رسول الله الذي جاءنا بالهدى من الله  لإنقاذنا من كل ضلال!

ومن علامات محبته وتوقيره وحسن التأسي به واتباعه كثرة الصلاة والسلام عليه كما أمر الله عز وجل
والصلاة عليه ﷺ إظهار لتعظيمه،
كما أنها هداية لقلوبنا وكفاية لهمومنا ومغفرة لذنوبنا وإخراج لنا من ظلمات البلاء إلى نور الفرج،
وكما قال ﷺ:
«مَن صَلّى عَلَيَّ مَرَّةً صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا»

وفي نفس السورة ذكر الله عز وجل أثر صلاته على عبده فقال سبحانه:

﴿هُوَ ٱلَّذِی یُصَلِّی عَلَیۡكُمۡ وَمَلَـٰۤئكَتُهُۥ لِیُخۡرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ وَكَانَ بِٱلۡمُؤۡمِنِینَ رَحِیمࣰا﴾

💜💜

فأكثروا من الصلاة والسلام عليه ﷺ بنية الفرج للأمة والخروج من ضيق الأزمة إلى سعة النصر والرحمة.

فاللهم صلِّ وسلِّم وبارك على نبيِّنا مُحمَّد ﷺ وعلى آله وصحبه أجمعين.

#♡صلوا_عليه_وأكثروا ♡

قصة ما قبل النوم 💙

25 Oct, 07:12


لتكُن صلاتك على النبي مُحمد صلَّ الله عليه وسلم مملوءة بالحُب والإمتنان، نبينا محمد ضحى بالكثير وفعل الكثير من أجلنا، لا تكُن صلاتك عليهِ مجردَ ترديدٍ باللسانِ وحسب، تذكر مع كُلِّ صلاةٍ عليه مواقفه، صبره، غزاوته، تحمّله الأذى من أهلهِ و ذويه لأجلِ أن يُبلغَ رسالة الهُدى والنُّور.

‏اللهم صلِ وسلمّ علَى نبينا مُحمد ﷺ

💜💜
اللهم صّلِ وسَلّمْ عَلۓِ نَبِيْنَا مُحَمد ﷺ 🌿🌤

لاتنسوا إخوانكم في غزة والسودان ولبنان وسوريا واليمن والعراق وسائر بلاد المسلمين والمسلمات من صالح دعائكم
نصر قريب وفتح عظيم وجبر عظيم ياذا الجلال والإكرام

#♡صلوا_عليه_وأكثروا ♡

قصة ما قبل النوم 💙

18 Oct, 07:12


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}

‏ما لك لا تصلي على مراد ربك وصفوته من خلقه وأحبهم إليه بيقين، وأنت ضامن صلاة ربك عليك بصلاتك على خليله وعبده سيدنا محمد ﷺ

‏وصلاة واحدة منه عليك خير لك من كل عملك!
‏ثم إن اسمك يبرق هنالك بأنواره ويُذكر بين يديه ويحمله إليه مَلَكٌ ويكون لك دوي في الملأ الأعلى! فلا تسل عن تفريج الكروب وكفاية الهموم وتحقيق الآمال وفرحة البشارات ونعيم المحبة، وخيري الدنيا والآخرة!

وجدان العلي

💜💜
اللهم صّلِ وسَلّمْ عَلۓِ نَبِيْنَا مُحَمد ﷺ 🌿🌤

لاتنسوا إخوانكم في غزة والسودان ولبنان وسوريا واليمن والعراق وسائر بلاد المسلمين والمسلمات من صالح دعائكم
نصر قريب وفتح عظيم وجبر عظيم ياذا الجلال والإكرام

#♡صلوا_عليه_وأكثروا ♡

قصة ما قبل النوم 💙

11 Oct, 07:12


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}

‏إذا أردت رحمة القريب المُجيب، فأكثر من الصلاة  على الحبيب

"‏يا مَن بذكرِكَ هانَ كُلُّ تَوجُّعٍ
‏يا سيِّدَ الثَّقَلَينِ، يا بدرًا سَطَعْ

‏صلَّى عليكَ اللهُ ما ليلٌ أتى
‏صلَّى عليكَ اللهُ ما فَجرٌ طَلَعْ"

💜💜
اللهم صّلِ وسَلّمْ عَلۓِ نَبِيْنَا مُحَمد ﷺ 🌿🌤

لاتنسوا إخوانكم في غزة والسودان ولبنان وسوريا واليمن والعراق وسائر بلاد المسلمين والمسلمات من صالح دعائكم
نصر قريب وفتح عظيم وجبر عظيم ياذا الجلال والإكرام

#♡صلوا_عليه_وأكثروا ♡