لماذا تريدون قـ.ـتال الروس؟ فأجابته بإيمان فطري: "كي يعود لنا الإسلام"، فمازحها سائلا: وما الذي تستطيعين تقديمه؟ فخلعت معطفها في جو قارس البرد والثلوج، وقالت: هذا أغلى ما عندي، فأرجوكم أن تأخذوه يا بني.
باختصار ووضوح؛ هذه المرأة المسنّة، نعلها المهترئ برؤوس ولحى مشايخ ولاة الخمر، وعلى أميتها، إلا أنها أعلم وأفهم وأتقى من جماعة "جـ.ـاهد بالسنن.. والتنزه من البول أهم من معرفة قضية فلسـ.ـطين"، وممن يقولون: اللي يحتاجه البيت يحرم على الجامع (أي الجـ.ـهاد بالنتيجة).
خطّاب نفسه سئل ذات يوم: لماذا تعنيت كل هذا العناء، ولم تجـ.ـاهد في فلسطـ.ـين؟ قال: تلك أمنيتي العظيمة، ولكن يهـ.ـود العرب يمنعوننا بكل ما أوتوا من قوة، ويشكلون حدودا من نار لدخول مجـ.ـاهدينا وأسلحتنا، وقد أذاق الغزاة مع رفاقه الويلات في طاجيكستان وداغسـ.ـتان والشيـ.ـشان وقبلها أفـ.ـغانستان، وكل هذا وقد لقي ربه عن عمر 32 سنة فقط!
وهنا لا بد من تنويه بسيط للمتخاذلين والمستسلمين دائما: روسيا تبلغ مساحتها 17 مليون كيلومتر مربع، بينما مساحة الشيشان 17 ألف كيلومتر مربع، أي عبارة عن حي صغير في موسكو، وقد دغدغت روسيا القيصرية لسنوات عديدة ابتداء من شامل الأول في القرن الثامن عشر إلى خطاب وشامل الثاني (باساييف) رحمهم الله جميعا.
ولولا الخيانات لم يستطيعوا الوصول إليهم، ومن المعلوم أن السوفييت الأشد إجراما بسياسة الأرض المحروقة في كل بلاد يدخلونها أو تخرج عن طوعهم، وبضربة واحدة شرّد ستالين كل سكان الشيشان إلى سيبيريا الباردة جدا بتهمة التعامل مع الألمان، وقضى مئات الآلاف هناك، قبل عودة من تبقوا.
الخلاصة؛ بأمثال هؤلاء العجائز والنساء الحرائر وكرامتهن وحبهن للإسلام، وبالتبرع بأغلى ما يملكن، لا بالنسويات والماجـ.ـنات وأنصاف الذكور وبخلاء الأنفس والمال، تربى الأجيال وتنتصر العقيدة، وتثبت غـ.ـزة، وتدوس رأس الاحتـ.ـلال، وتعود قضيتها الأولى بالعالم، لا بلحى الحشيش والخذلان وفلسفات الجبناء.
#محمود_ناجي_الكيلاني
#انشروانصر
اللهم انصـ.ـر عبادك واعف عن تقصيرنا
ودمتم بخير