" الصديقُ المُعْرَب ، والصديقُ المَبْنِي " .
المَتْنُ : صديقي : الصَّداقةُ لا تَحتملُ التَّلوُّن ، اثبُت أرجوك ، لا تكنْ مُعْرَبَاً ... كُنْ مَبْنياً ...
الشرح : المُعْرَب تتغيرُ حركتُهُ بحسبِ الموقع ، والمَبني هو ما يَلزَمُ حركةً واحدةً ... والصديقُ المُعرب هو الذي يتغير موقِفُهُ بحسب مَطْلَبِهِ ، أمَّا الصديقُ المبنيُّ فهو الثابتُ على الوُدِّ مهما تغيرت المواقع... والمُعرب لذلك إعرابُهُ صعبٌ يحتاجُ لدراسةٍ كي تفهمَهُ وتتابع تغيُّرَهُ ... أمَّا المبني فإعرابُهُ سهلٌ ، لأنَّ فهمَهُ سهلٌ ... والصديقُ المُعرَبُ لا يُمكنكُ فهمُهُ فهو يتنقلُ بينَ المواقفِ كاللَّقالقِ ، ويقفزُ من اليمين إلى اليسار كقفزةِ الحِربَاءِ ، ومن ذا الذي يستطيع مَسْكَ الحِربَاء؟!
أمَّا الصديقُ المبنيُّ فمفهومٌ واضحٌ ، الثَّباتُ صعبٌ سهلٌ ؛ صعبٌ في القرار وفي الموقف ، سهلٌ في الفهم والتعامل .... إذا لم أستطع أنْ أقْسِمْ أنَّ موقفَ صديقي سيكونُ كذا وكذا من قضيةٍ ما فهو ليس بصديق أرتضيهِ ، قد لا أرضى عن مَوقِفهِ لكنَّني أفهمُهُ وأعذُرُه إذ العِبْرَةُ في الصداقةِ التفاهمُ لا التوافق بالضرورة .
فيا صديقي لا تُحيِّرْنِي فيك ، لا زلتَ مُعْرَبَاً ، وأُريدكَ مَبنيَّاً ...