لَيست مُجرد صُورة لكَ تَحمل فِيها ابنِّي نُور الدِّين والذِي شَرفني اللَّه بأنٰ تَكون أوَّل مَن تَحمله وتَضع التَّمر فِي جَوفهِ ؛
لكنَّ الحَقيقة أنكَ حَملتني قَبله سِنين ؛
وقَاسمتني الأفرَاح ؤالأحزَان ؛
وشَاطرتني كلَّ تَفاصيل حِياتي ؛ حَلوها ومَرها ؛ ضِيقها واتساعهَا ؛
كالظِّل كُنت لَا تُفارقني حَتى وإنٰ غَبت عنِّي سَاعة فُسرعان مَا تَتفقدني وشِعارنا { الدُّعاء وصيةٌ بَيننا }
حمَلت همِّي وَفرحت لفَرحتي وشَاركتني حتَّى الدُّموع التِي كَانت بالكَاك تَسقط مِن عَينيك ؛
فَأنت الجِلد الذِي لَان بَين يَدي ؛
والشَّديد الذِي رَقَّ وحنَّ وطَبطب حتَّى ارتَويت ؛
فَقدك بَدأ كبيرًا ولَا زَال يَكبر وفِي رُوحي وقَلبي يَنخر ؛
يَنهشني نهشًا كَأنَّه وَحش بأنيابٍ ومَخالب لَا يَرحم ؛
عَزاؤي أنَّنا مَا اجتمَعنا لمَصلحةٍ يومًا بَل عَلى المَحبة الصَادقة التِي تَشهد عَليها كلُّ المَواقف والأحدَاث التِّي جَمعتنا ؛
وعَزاؤي أنكَ ارتَقيت بخيرِ مَعركةٍ بعدَ أنٰ أديتَ الأمَانة عَلى أكمَل وَجه ؛
رحلتَ شهيدًا سَعيدًا رَاضيًا صَابرًا مُحتسبًا ؛ مَا مِن مَوضع فِي جَسدك إلَّا وَفيه نَدبة وُجرح وبَتر وكَسر...!
المُلتقى الجنَّة يَا قُرة العَين ؛
ولَا أقولُ وَداعًا بَل إلَى اللَّقاء..
اللهمَّ اغفِر لهُ وارحمهُ وبَلغه فِي الفِردوس الأعلَى بغيرِ حسابٍ ؛
اللهمَّ أجرنِي وأهلِي وأهلهُ ورِفاقه فِي مُصيبتنا واخلُف لنَا خيرًا منهَا ؛
يَا رَب أسكنهُ حَواصل الطِّير والقَناديل الخُضر المُعلقة ؛
زيَا رَب تُلهمنا صبرًا فَنحتمل ولنُكمل المَسير حَتى نَلتقي فِي الخَالدين..
💔