عندما يرى الناس أنّ قائدًا كبيرًا بحجم أبي خالد الضيف تقبله الله يعيش أهلُه -زوجتُه وأبناؤُه- في بيتٍ متواضعٍ جدًّا جدًّا في حين كان يمكنه أن يُسكنهم في مسكنٍ أفضل من ذلك بكثير -كما فعل غيرُه وهو أحقُّ منهم-= فهذا يوضِّح حجمَ خسارة أمة الإسلام في فقدِه؛ وليس بلدَه فلسطين فقط.
قائدٌ زاهدٌ مخضرمٌ محنّكٌ خرتيتٌ مثلُه فقْدُه ثلمةٌ لا يَجبرُها إلا تحريرُ بيت المقدس، رجلٌ عاش حياتَه كلّها لأجل قضيته الإسلامية؛ وعاش أهلُه وأبناؤُه حياتَه التي ليست كحياة بقية البشر، ما بين التخفي والتنقل وترقّبِ القتل في أيّ لحظة، هذه التضحية الباهرة والخبرةُ المتراكمة لو وجدَت أمةً ليست مكبلةً بقيود طواغيتِها لكان تحرير فلسطين كلها خطوةً أولى، لكن -للأسف- فَتحت أمريكا الصليبية الطريق لأمة الروافض كي تقتنص حاجةَ أبي خالدٍ وصحبِه وتُدخلَهم في محورِ الشر الإيراني مضطرين راغمين، قد تكون علاقةُ أبي خالدٍ ومَن حولَه بالمحور الإيراني قد دخلت طورًا من "التطبيع" والبحث عن الترخُّص والآراء الفقهية المرجوحة وربما الشاذّة لتسويغ هذه العلاقة، ومع ذلك كانت شؤمًا على حركة حماس قبلَ وخلال وبعدَ المعركة التاريخية الأخيرة؛ التي أعلنها أبو خالد وهو يظنُ "بقيةَ الساحات" ستشاركه ذات الطريق والهدف، وهو يريد ساحات المحور الإيراني الرافضي؛ الذي خَذل أبا خالدٍ وصحبَه.
لكن الله أراد بحكمته هذه المعركة التي فضحت متاجرة الراوفض بقضيتنا الإسلامية السُّنّيّة الخالصة، ثم كانت السبب في فتح دمشق وتحرير سوريا من الاحتلال النصيري والرافضي والصليبي الروسي، ثم كانت مدرسةً خرّجت للأمة مقاتلين مخضرمين أفذاذ؛ خاضوا المعركة بكل قوةٍ فأصبحوا نخبةً على مستوى العالم كله لا فلسطينَ وحدَها، فقلّما خاضت جيوشٌ مثلَ هذه المعارك، ولعل الله يدّخرُ جنودَ الضيف لأيامٍ قادمةٍ يتقدمون فيها صفوف الفاتحين لِيُبلوا مع أمتهم البلاء الحسن المنتظر.
نسأل الله أن يعوّض المسلمين خيرا في فقدِ الضيف ورفاقه القادة، وأن يعين مَن خلفَهم على استرداد المسار الإسلامي السُّنّيّ الذي يخلّص قضيتنا من أدران العلاقة مع المشروع الإيراني؛ الذي لا يقلُّ خطورةً وجُرمًا عن المشروع الصهيوني.
2/2/2025
@abomoaaz83