أميرة شُرَّآب 🇵🇸💚)

‏قبل منحه مُزاولة مهنة الطب، يُؤدّي الطبيب قسَم المهنة، فيقول ممّا يقوله: "أقسم بالله أن أصون حياة الإنسان في كل الظروف والأحوال، باذلًا وسعي في استنقاذها من الموت، وأن أكون على الدوام من وسائل رحمة الله" .. أطباء غزّة يُنفّذون القسَم بحذافيره، بكلّ حرفٍ فيه، وبكل معنى يتضمّنه.‏

- يفترش الأرض في هذه الصورة 10 أطباء وطبيبات في أحد مشافي غزة، حيث صار إنقاذ الحياة مهمة مستحيلة، يتلقّفون الجرحى ويتعاملون معهم بلا أَسرّة ولا إمكانيات ولا أدوية، ويدركون أنّ إنقاذ الناس لن يتحقّق إلا بتوافر هذا كله أولاً مهما تمنّوا ذلك في قلوبهم، لكن يعاندون كل شيء ويواصلون عملهم.

لا أعيش في كوكب آخر ولا أخطب في الناس من برج عاجي.. بل أعيش في شمال غزة حيث أصعب مكان في العالم، وعشت وأعيش الخوف والرعب والتعب والنزوح وفقدت جزء كبيرًا من عائلتي وأصابني الابتلاء في المنزل والعمل وكل شيء في حياتنا.

لكني لا أسخط على قضاء الله وأرضى بأمر الله لأنه لا يحدث شيء إلا بأمره وإذنه، لا أحمل السبب لأبناء شعبي وكأن التاريخ قد بدأ قبل عام فقط، وأتجاهل ٧٦ عام من كل صنوف العذاب والتشريد والنزوح، وما زال كثير من أبائنا وأجدادنا يشهدون على تاريخ أسود طويل.. ولا أنظر للظالم أنه كان حملاً وديعًا حنونًا طيلة سنوات احتلاله وظلمه الطويل لنا.. لا أفقد الأمر بوجه الله رغم اختلال موازين القوى الساحق، وأنتظر أمر الله وفرجه.. حتى لو مت قبل أن يأتي لكنه حتمًا سيأتي.

- الصحفي محمود العمودي

من أسعد منّا اليوم حظاً؟
واللهِ لمقام أحدنا في الصف في هذه الملحمة البطولية في غزّة، خيرٌ من مقام العابد الناسك ليس في أي زمان أو مكان؛ بل في ليلة القدر عند الحجر الأسود.

هذا ليس كلاماً إنشائياً من عند أنفسنا؛ بل هو خبر النبي المجاهد الشهيد ﷺ قال: "مَوقِفُ ساعةٍ في سَبيلِ اللهِ خَيرٌ من قِيامِ لَيلَةِ القَدْرِ عند الحَجَرِ الأسْوَدِ".. جدد النية واحتسب الأجر، وقسها بميزان الآخرة لا الدنيا؛ فالدنيا ليست بمستقر، والجنة هي دارنا نعم المقر.

لا تحزنوا أخواني فأنتم اليوم في الناس طليعة، بعتم والله اشترى، ولم يكن مقامكم إلا محض توفيق اختيار الله لكم، فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به.. ووالله وبالله وتالله ليتمّنّ الله أمره، ولينصرن جنده، ولكننا نستعجل!.. الحمد لله على نعمة غزة، بلاؤها، وجوعها، وعطشها، وغربتها.

- د. نائل بن غازي

418 يومًا من القتل والتدمير والتشريد والعالم العربي والإسلامي وحتى الغربي الصليبي يشاهد -دون خجل- على أمل أن يسمع ويرى عبارة "سقطت غزّة ورفعت الراية البيضاء"، يقاتلون بكل قوتهم لكي يروا غزّة مكسورة بأهلها ومقاومتها والأهم من ذلك إرادتها وعزمها بالحياة، لكن الثبات الوحيد في الحكاية أنها غزة قوة الله في أرضه.

في مدة أقل من هذه المدة بكثير سقطت ثلاث دول عربية قي حرب ٦٧، في مدة أقل من هذه بكثير سقطت دول عظمى، أما غزّة ما زالت صامدة وتتحكم المقاومة برتم المعركة، وتتصدى للاحتلال بشراسة على محاور القتال وتكبده الخسائر الفادحة.. تأكدوا أن غزّة الآن تدافع عنكم، أكثر من أن تدافع عن نفسها.. أما نحن فقد أُبادونا وعذبونا وذبحونا وقتلونا، وفقدنا كل ما نملك فماذا سيفعل الاحتلال بنا أكثر من ذلك؟ إنّ الخوف والرعب يقترب منكم أنتم.. فويلٌ للعرب من شرٍ قد اقترب!

ربنا أعنا ولا تعن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، واهدنا ويسِّر الهدى لنا، وانصرنا على من بغى علينا.

اللهم إنا نعوذ بك من كل ذنبٍ يؤخر النصر عنا أو يسلط العدو علينا أو يحول بيننا وبين توفيقك وتسديدك.

اللهم اغفر الذنوب، وخذ العيون، وأَعْمِ بصرَ العدو وبصيرته يا رب العالمين.

اللهم أغث إخواننا في غزة والشمال.
اللهم ارفع البأس عن إخواننا في جباليا وبيت لاهيا.

اللهم أطعم الجوعى وأسق العطشى وعافِ الجرحى والمرضى، وأَعِن أهلَ الحاجة والبلوى.

اللهم افتح لإخواننا المجاهدين من خزائن فضلك فتحًا لا إغلاق بعده، اللهم أنزل بهم التوفيق، واصرف عنهم موجبات الخذلان والتعويق، وآتهم من حسن الرأي وسداد الرمي ما تشفي به صدور قومٍ مؤمنين.

اللهم أطفأ نار هذه الحرب، وائذن لها أن تضع أوزارها.

اللهم إنا نعوذ بك من الذلة بعد العزة، ومن الخوف بعد الأمن، ومن النقص بعد الزيادة.

اللهم كما أدخلتنا المعركة مدخل صدقٍ فأخرجنا منها مخرج صدقٍ واجعلنا لنا من لدنك سلطانًا نصيرًا.

اللهم املأ قلوبنا إيمانًا بك، وتوكلًا عليك، وسكينةً منزلةً من عندك.

اللهم أنت حسبنا ونعم الوكيل، أنت مولانا فنعم المولى ونعم النصير.

يا موتُ زُر!!!

يا الله.. يا الله..
لطفك ورحمتك بالقلوب المثقلة بالقهر والعذاب والحرمان.

يا إلهنا ورجاءنا وملاذنا.. من لنا سواك؟
أطفئ نار هذه الحرب وارفع عن أهلنا هذا الكرب.

ما إن أرى مسجدا يقصف، أو طفلا يشتكي البرد، أو صبيّةً تصارح الصحفي بجوعها... حتى أتألم من أعماق قلبي، فوالله لكأن الأمر بدأ للتو، ثم أقول لنفسي: هل ملَّ الناس؟

سامحونا!

الأشلاء المتقطعة، والبطون الجائعة، والأقدام الحافية، والازدحام على تكيّة الأرز...

المناشدات العاجلة، والحالات الطارئة، والسؤال عن الطحين، والبحث عن الغطاء...

أمور نكثر من ذكرها؛ لأنها بالفعل كثيرة... فسامحونا!

الحرب أذلت العزيز، وأفقرت الغني، وأصمَّت السامع، وأخرست الناطق، وأعمت البصير، وقتلت الأحياء...

اليوم ذكرت لشيخي موقفا مرَّ بي، وحصل معي: كنت قبل الحرب، إذا ذهبت للشراء من متجر كبير معروف، في يوم وافق كونه نقطة استلام طرود غذائية للبعض مجانا، رجعت بيتي وفي يدي مالي دون شراء؛ لا يتحدث الناس أني آخذ شيئا دون دفعه... ومثلي كثير من الشباب.

والله والله، ما آسَفُ على حبيب قضى، أو صديق مضى، ولا حزني سببه خراب العمران وتدمير البنيان... ولكنه ذاك الشعور الذي ما يزال يخنقني، حتى لقد أقسم عليَّ ألا يسلمني للنوم ليلةً، قبل سكب العبرات، وبث الزفرات...

شعور أن مسلمي غزة كُتِب عليهم الشقاء، والله إن القلب ليحترق كمدا وهمّا وأنا أرى مسلمة تنام في مدرسة لا فراش فيها، ولا ماء ولا كهرباء...

وأنا أرى أمي وأمكم هربت من جحيم القصف في الشمال، إلى نار الغلاء في الجنوب، حتى استوطنت خيمة على شاطئ البحر، فغرقت خيمتها، ثم صرخت تنادي بعدها: يا موت زُر!

أبرد الليالي على غزة، وما أقسى الصقيع على أمعاء خاوية، وأيدٍ مرتجفة، وسيقان مرتعدة، وشفاه مضطربة، فتجتمع آثار الرعب والجوع والتجمد في إنسان واحد، كأنه زمهرير في الدنيا لا عزاء عنه إلا فردوس الآخرة.

البحر من تحتهم، والمطر من فوقهم، العدو من أمامهم، والخائن من خلفهم، والجور في جوارهم، يرتجفون وحدهم في العراء، متروكين بلا فراش ولا غطاء، والخاذلون منعمون في أسرّتهم، التي أنجبتهم عليها إسرائيل، من نسل أولاد الحرام.

- يوسف الدموكي

لا يثبت القصر حين تبنيه على الشاطئ، في طفولتنا كان بناء بيت على الرملة مشروعا عمره خمس دقائق، فكيف ببناء خيمة تحت المطر على البحر، مثبتة في الموج، وأوتادها في فراغ؟

والله ما أحببت غزّة يوماً كحبي لها في الحرب، بل في أسوأ أيام الحرب، في وقت الجوع والخوف وضنك العيش، أقول لنفسي: "نحن غزّة وما غزّة إلا نحن."

- وما الذي يمكن أن نصنعه لتبدو غزّة أجمل؟
= نعادي اسرائيل.

الخامس والعشرون من شهر نوڤمبر.🎈
ميلادي الثاني خلال هذه الإبادة، ما بين شهقة وزفرة قضيت عامي الماضي، لم أكبر في العمر سنة واحدة؛ بل كبرت في العمر ألف عام! عشتُ أربعةَ حروب والخامسة لا زالت مستمرة حتى الآن، عشتُ الكثير من الأزمات وجولات التصعيد، وثمانية عشر عامًا من الحصار الخانق، والمعاناة، والهرب من نيران الصواريخ، والنزوح، والتيه، والحرمان، والجوع، والتعب، والمسؤولية، والخوف والقلق والحزن، فقدنا الأمان والزمان والمكان والأحبة والذكريات وكل شيء! لقد دفعنا في هذه الحرب أثمان وهي غالية علينا ولكنها رخيصة في سبيل الله.

عام.. أثقل من مئة ألف عام!
أتم عامي الجديد بين ركام المنازل والمباني، ورائحة البارود والدماء، ورؤية الجثامين والشهداء في كل مكان، عام جديد وأصدقاء يغيبون، ورفاقٍ يذهبون، وأحبةٍ يرحلون، وثباتٍ راسخ، وصمود كالجبال، وحبًا لغزّة يكبر ويقوى كلما طغى العدو وتجبر، ومقاومةٍ باسلة تُشفي القلوب.. هذه السنين كانت كافية لأشعر بألم البلاد وحُزنها، وبداخلي دم الشهداء المزهر من نهر البلاد حتى بحرها، دمنا في الأرض وثأرنا في الصدور وعلى الأكتاف والأيدي، وصوت الحرب "الله أكبر".. هذا عام أقدمه لوجه الله وفداءً لدينه وللشهداء، وكلي يقين بزوال الاحتلال.. لا أمنيات لي سوا أن تبقى المقاومة بخير فهي أفضل نعمة لنا وهدية."

هذا وإنّني ممتنة لِعظيم نعمك يا رب، فالحمد لله أن اصطفيتني من بين كل هذه الأمم وخلقتني من رحم غزّة وترابها، أقاوم لأعيش، وأحمل البلاد في روحي كي لا تموت، وكُلي إلى فلسطين حتى يُفنى الجَسد.. ممتنة لك يا رب لأنك أكرمتني وجعلتني صابرة مرابطة محتسبة لأجل اعلاء اسمك وعزة دينك.. فما زادتنا الابتلاءات والحروب وارتقاء الأرواح الا فخرًا أننا قطعة من هذه البقعة الطاهرة.. اللهم تقبل منا جهدنا وجهادنا ومكّن لنا لنكون نحن الوارثين في أرضك بحولك وقوتك، يا رب نحن جنودك وعبادك المؤمنين؛ افعل بنا ما تشاء وكيفما تشاء.. خذ منا ومن أعمارنا ومن دمائنا ومن حياتتا حتى ترضى، حتى ترضى يا ربنا!

اللهم لا يأتي يوم ميلادي القادم إلا وغزة عالية راضية منصورة مجبورة يا الله.. باسمكَ اللهُمَّ نخوضُ دروبًا جديدة ونُكمل بناء أحلامنا بالنصر مُتَّكِلين عليكَ آملين أن تُعجّل بالتحرير والفتح المبين، باسمك اللَّهُمَّ تُشرِقُ أيامنا وبكَ المعونة والهداية والسَّداد.. اللهم ثبِّتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة، اللَّهُمَّ اصنعنا على عينك ولعظيم أمرك، واصطفينا لنفسِك، واستخدِمنا في رفعِ لواء سيدنا مُحمَّد ﷺ.

يا أهل غزّة..
السلامُ عليكم وأنتم تُحاصرون، السلامُ عليكم وأنتم تموتون، السلامُ عليكم وأنتم تتقطعون أشلاءًا من زعفران، السلامُ عليكم وأنتم تَزرَعُون في الأرضِ أكبادكُم، سلامٌ على اللؤلؤ يتساقطُ من أعينكُم، سلامٌ على وجعكم وحزنكم ووحدتكم وعلى ما في قلوبكم من شوقٍ على ما في عقولكم من ذكرياتٍ.

سلامٌ على الأولين منكم واللاحقين، سلام على أجنتكم ونسائكم وأطفالكم وشيوخكم ورجالكم سلامٌ على صوركم، سلامٌ على أظافركم، سلامٌ على أغطية الشتاء، سلامٌ على مَن لفَحَهُ بردُ النزوح.

سلام على المَعطوب منّا والجريح، سلامٌ على الأسير منّا والكسيح، سلامٌ عليكم يا أهل غزّة، يا أطهرَ النَّاس، وأشرف النَّاس، وأنبل النَّاس، وأعظم مَن طلعت عليهم الشمس.

- محمود جودة

بلا انتهاء..
كالدَّم المراق، كالجياع، كالحبّ، كالدموع، كالأطفال، كالموتى.. هو المطر!

اللهم إنّ البرد خلقٌ من خلقك وجندٌ من جندك يأتمر بأمرك، اللهم يا من أنزلت الدفء على حذيفة بن اليمان يوم الأحزاب، أنزل دفئك ورحمتك على النازحين وثبت خيامهم، اللهم مَع كُلّ قطرة مطر احتضن النازحين في غزة بينَ يَدَيك، اللهم سخر لهم ملائكة السماء والأرض ومَن عليها، وكن مع المعتقلين والمجاهدين والمطاردين وثبتهم على الثغور وأيَّد مقاومينا بنصرك واحفظهم بحفظك وأعنهم ولا تُعِن عليهم يا الله.. اللهم كن مع أهل المخيمات والفقراء والمستضعفين في كل مكان، وكل من لا مأوى له يا رب العالمين.

‏يا ربُّ إنّا نخشى الغيث والمطر فارحم حالنا.
‏أما واللهِ ليس رغبةً عن الغيث والمطر؛ ولكنْ رحمةٌ بخيامٍ بالية، وملابسَ مهترأة، وأجسادٍ لا تجد ما تفترشه على أرض باردة.. ‏كأنه قد كُتب على أهل غزة أن يموتوا بالقصف والنار، وأن يموتوا غرقاً بالخذلان والأمطار.

‏قذفتنا أمتنا في تابوت الخذلان ثم قذفتنا في يمّ المطر ليس استجابة لأمر من عند الله، وإنما خذلان لأخوةٍ في الدين وإعراضٌ عن الواجب المستبين.. ‏وظننا بالله أن تنتهي مسيرة صبرنا بساحل التمكين العزيز، الذي يعزّ فيه أولياء الله، ويُذلُّ فيه أعداؤه.

‏لن نستطيع إيصال صوتنا وبيان معاناتنا؛ لأنها وباختصار فوق كل وصف، ولا يخفف وطأتها علينا إلا مزجها بحلاوة اليقين، والثقة بوعد الله.. ‏لكننا نبشركم أننا بخير، وخير كبير، وكل ما نتمناه ألا تعيشوا حالَنا "الدنيوي" وأن تشاركونا حالَنا "الأخروي" فنحن في الأولى نتجرع مرارته صبراً، ونحن في الأخرى نستعذب حلاوته فخراً.

- د. نائل أبو غازي

"استعدّوا أيها الصغار،
جاء الشتاء..
قفوا على النوافذ،
وكل الأرض نوافذ بلا زجاج،
أغلقوا الأبواب التي لم تعد موجودة،
احملوا المظلّات..
ولو كانت قطعة شادر أو نايلون يطير مع أول لفحة هواء!
ابتسموا..
من شدة الصقيع وهول الألم،
ابتسموا..
ثم اصرخوا قبل أن تكبروا وتعجزوا عن التعبير!

استعدّوا أيها الصغار، لجلب الرمل على أوتاد الخيمة، وتغطية الطحين المسوس، والاختباء والارتعاد في حضن آبائكم وقبور أمهاتكم.. استعدّوا يا أطفال بلادي، ليس لرقصة المطر! ولكن لرقصة الطير المذبوح من الألم!"

أيُّها المُسلمون:
لقد طالَ رِقادكُم، واستنسَر البُغاث في أرضِكُم، أيها المسلمون حياتكُم الجِهاد، وعِزَّكُم الجِهاد، ووجُودكم مُرتبطٌ ارتِباطًا مَصيريَّا بالجِهاد!

يا أيها الدعاة:
لا قيمة لكم تحت الشمس إلا إذا امتشقتم أسلحتكم، يا دعاة الإسلام احرصوا على الموت توهب لكم الحياة، إن الذين يظنون أن دين الله يمكن ينتصر دون جهاد وقتال ودماء وأشلاء هؤلاء واهمون لا يدركون طبيعة هذا الدين.. إنَّ هيبة الدعاة وشوكة الدعوة وعزة المسلمين لن تكون بدون قتال: {ولينزعَنَّ الله من قلوب أعدائكم المهابة منكم، وليقذفنَّ في قلوبكم الوهن. قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حبّ الدنيا وكراهية الموت.}

يا معشر النساء:
إياكن والترف، لأنَّ الترف عدو الجهاد، والترف تلف للنفوس البشرية، واحذرن الكماليات، واكتفين بالضروريات، وربين أبناءكنَّ على الخشونة والرجولة، وعلى البطولة والجهاد.. لِتَكُنْ بيوتكن عَرِينا لأسود، وليس مزرعة للدجاج الذي يُسَمَّنُ ليذبحه الطغاة، اغرسن في أبنائكن حبَّ الجهاد، وميادين الفروسية، وساحات الوغى وعِشْنَ مشاكل المسلمين، وحاولن أن تكن يوماً في الأسبوع على الأقل في حياة تشبه حياة المهاجرين والمجاهدين، حيث الخبز الجاف، ولا يتعدى الإدام جرعات من الشاي.

يا أيها الأطفال:
تربوا على نغمات القذائف، ودويِّ المدافع، وأزيز الطائرات، وهدير الدبابات. وإيَّاكم وأنغام الناعمين، وموسيقى المترفين، وفراش المتخمين.

يا علماء الإسلام:
تقدموا لقيادة هذا الجيل الراجع إلى ربِّه، ولا تَنْكلوا، وتركنوا إلى الدنيا، وإيَّاكم وموائد الطواغيت، فإنَّها تظلم القلوب، وتميت الأفئدة، وتحجزكم عن الجيل، وتحول بين قلوبهم وبينكم، إن الجهاد هو الضمان الوحيد لصلاح الأرض وحفظ الشعائر.. إن التبرير للنفس بالقعود عن النفير في سبيل الله لهو ولعب.

- الشَّيخ المجاهد الشهيد: عبد اللّٰه عزَّام

24/11/1989
في ذكرى استشهاد الشيخ العالم المجاهد الدكتور "عبد الله عزام" وقد قيل أنّ لكل اسم من مسماه نصيب وهكذا كان، فأبلغ ما ترك للجيل هو دمه، إنه مدرسة قرآنية لم يكن يخشَ في الله لومة لائم، فاعتلى صهوة الجهاد، ترك حياة الترف، ولد في فلسطين، وعمل في الأردن مدرساً في كلية الشريعة، وكان له معارك وعمليات ضد الاحتلال الغاصب، وبعد سنوات من التدريس صدر قرار بفصله من عمله، ولما أغلقت أبواب الجهاد في فلسطين، انتقل للعمل في الجامعة الإسلامية في باكستان، وهناك عاود رحلة الجهاد عبر جبال أفغانستان، ولم يكن ذلك يشغله عن فلسطين، بل كان يرى أن إقامة دولة إسلامية هو حجر الأساس لتحرير فلسطين، فكان يقول: "لن يهدأ لنا بال، ولن يقر لنا قرار حتى نعود للجهاد في فلسطين"، كانت الشهادة أسمى أمانيه، فأكرمه الله بها، بينما كان متجه لإلقاء خطبة الجمعة، مرت سيارته من فوق لغم فاغتالوه هو وأبناءه "محمد وإبراهيم" ورحل وهو ينادي: "أيها المسلمون حياتكم بالجهاد، وعزكم بالجهاد ووجودكم مرتبط ارتباطاً مصيرياً بالجهاد، يا أيها الدعاة لا قيمة لكم تحت الشمس إلا إذا امتشقتم أسلحتكم، يا دعاة الإسلام احرصوا على الموت توهب لكم الحياة."

هناك رجال صنعهم التاريخ!
ورجالنا هُنا صنعوا التاريخ. 💚
هذا الشاب الذي يساوي ألف رجل بل يساوي جيشاً من الرجال ومن جيوشهم الهشّة، كان شعاره دائماً: "قتل اليهود عبادة نتقرب بها إلى الله" ‏وسنقرع أبواب الجنة بجماجِم اليهود."
‎
في مساء يوم 24 من نوفمبر عام 1993، رصد الجيش الإسرائيلي وعملاؤه، الشهيد عماد عقل في احدى المنازل في غزة، كان صائماً وجالسًا يتناول الإفطار، وخلال ذلك لاحظ وجود شيء غريب، وما هي سوى لحظات حتى نادت عليه مكبّرات الجيش الإسرائيلي: "عماد سلم حالك".. قفز عماد ورفاقه إلى إحدى زوايا البيت، وخاض اشتباكًا مع قوات الاحتلال التي حاصرت المنزل، واستخدمت القذائف المضادة للدروع، وأصابت إحدى القذائف وجه عماد، وأكثر من 70 رصاصة على جسده وعدة طعنات، فارتقى «الجنرال الملثم» الذي لم يتجاوز عمره 22 عامًا، بعد أن حوّلَ أيامهم لجحيم وأذاقهم ويلات ويلات العذاب.

- طيّبَ الله ثراكَ يا عمادَ القسّام.. أقمتَ الحجة على كل من قال أن للوطن رجاله ولا شأن لي!.. أثبتَ لنا وللعالم أجمع أن للدين رجاله وأن للوطن رجاله وأن الله لا يرد من خرج في سبيله خائباً.

ما الرابط بين فتية الكهف وفتية النفق؟

قال الله في أهل الكهف "كانوا من آياتنا عجباً"
أوى الفتية إلى الكهف ومعهم كلبهم قد بسط ذراعيه بالوصيد حتى إذا ما رآه المتتبع كأنه يحرسهم!.. فخلّد الله ذكر الكلب لأنه حرس أولياء الله في فناء الكهف.

وأما فتية النفق في غزّة فلم يبقَ كلبٌ ابن كلبٍ إلا تآمر عليهم وحاربهم وحاول جاهداً عضّهم سياسياً واقتصادياً واجتماعياً!..

فاللهم كما حفظت فتية الكهف؛
فاحفظ اللهم فتية النفق في زماننا.

- د. أبو محمود نائل

"علَّ فتيةَ الكهفِ لم يُدركوا ما حدَثَ مِن بعدِهم.. لَمْ يعلَمُوا أن أسماءهُم كُتِبَت على رقيمٍ فخرًا بهم وتأريخًا لهم، لَم يعرِفوا أنَّ قصتهم باتت مثلًا يُضرَب إلى أبدِ الآبدين وأننا لا نزالُ في كلِّ جمعةٍ نستذكرُ حكايَتَهُم ونقتفي أثرهم ونستظِلُّ معانيهم.. لحظةُ صدقٍ مع الله قَد تورِثكَ من البركةِ والفضلِ ما لا تعَلَم، وموقِفُ حقٍّ تقِفُه قد يُحقِّقُ مِن الخيرِ والأثرُ ما لا تُدرِك."

سورة الكهف
بصوت الشهيد بإذن الله حمزة أبو قينص.

"أي رسُول الله، ليتَك بينَنا، تعدّ الجُند، تجهِّز السرَايا، تمتطِي ظهرَ الخيل وخلفَك الصحابَة مُسوَّمين، تخطُب فينَا، الله أكبَر فُتحت فلسطِين، الله أكبَر خربت إسرائِيل، فنهبَّ معكَ ألُوفا، ما يتخلَّف منا أحَد، نفكَّ قيدَ الأسارَى، نسقِي أجواف العطشَى، ونسدُّ رمَق الجوعَى، وأنت أنت، فدتكَ نفسِي، الرحمةُ المهداة تُعانق اليتامَى، تصبِّر الثكالَى، وتَعد المنكُوبين بالجنَّة، وتمضِي، تُنصر بالرعبِ مسيرَ شهر، وتفتحَ الحصن، حصن مسرَاك، ويُباد جمع اليهُود، جمِيعا لا يبقى منهم أحَد.."

"صلّى عليكَ الله ما دَمَر قسّامنا آليَاتَهُم،
وزِدْ كلما أبهرَوا فِي الطُّوفانِ صَنيعُ"
صَلَّى عليكَ الله ومَلائِكَته عَدد مَا اقتَدى بِكَ المُجَاهِدون والسَّائِرون على دَربك، رَضِيَ الله عنكَ عَدد ما سالَت مِن دِماءٍ فِدَاءً لِطُهرِ مَسراكَ ومِعراجِك، باركَ الله عليكَ كُلَّمَا أُخِذَ بثَأرِنا وأُبطِل كَيد عَدوِّنا ﷺ. 💚

"إلّا رسول الله.."
تصدح بها حناجر حملة لواء رسول الله في أُمّته وبقيّةُ أهل بدر فينا في السابع من أكتوبر المجيد انتقامًا لسيّدنا ونبيّنا وحبيبنا وقدوتنا الرسول محمد ﷺ.

نشهدك يا رب أنهم أول الملبين لنداء الدفاع عن مسرى نبيك وهم في أقصى البلاد ولم يصلّوا فيه، وأنهم جادوا بأرواحهم دفاعاً عنه، ونصروا دينك بدمائهم وأشلائهم، نسألك يا رب رضاء عنهم -لا سخط بعده-، وفردوساً فيها النعيم السرمدي الدائم لهم.

الصلاة والسلام على نبينا المجاهد الشهيد، وعلى آله وصحبه، ومن جاهد جهاده إلى يوم الدين.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى النَبي الشَّهِيد وَالمُجَاهِد الصِندِيد وَالمُقاتِل العَنِيد، خَير مَن دَعا وَاستَغفر، وَ جَاهَد وَعَسكَر، مَن جَاَهد مِن أجلِ التَّوحِيد وَوَحَدَّ مِن أجلِ الجِهَاد، وَ عَلَى آله الأطهَار، وَعَلَى أصحَابه الأخيار الكُرَّار..

في مثل هذه النوازل، يشتد الشوق لرسول الله صلى الله عليه وسلم!.. لقد كان يثبت صحابته في المحن، ويذكرهم بأيام الله، ويبثهم اليقين والعزم!.. واليوم بعد 14 قرن نجد كل ذلك في سيرته وميراث سنته، فيشتد الشوق مضاعفا للقياه!.. لقد شهدنا على ما نبأتنا به يا رسول الله! شهدنا الايمان والثبات وقوة المقاتلين وعزتهم وشرف الجهاد، وأصبحنا على يقين تام بأنه لن يضرنا من خذلنا والنصر والتمكين والفتح المبين لنا بإذن الله.

لا تملوا من أخبار غزة، على قدر وجعها وعسرها فهي ضرورية كي لا تنعزلوا شعوريًا على الأقل عن أهلكم، وتلك المشاعر هي آخر ما تبقى لنا تجاههم، وفيه من المجاهدة التي من أصل "جهَد"، فلا تكون المتابعة بالأخبار المفرحة التي لا تكلفكم نفسيًا أي شيء، وإنما المتابعة بالمحزن المضني الذي يكاد يفتت الأفئدة..
اجعلوا المنابعة تجهدكم، حتى يريحكم الفعل.

- يوسف الدموكي

قال الشيخ علي القرني:
"في زمن الفتنة يجب أن يكون حديث الشباب، والشيوخ، والنساء، والأطفال، عن الجهاد، وعن العدة والاستعداد."

زمن التيه وفقدان البوصلة..!
اللهم قد تخلى أهل الأرض عنا وليس لنا من دونك كاشفة، اللهم أمدنا بمدد من عندك يا رب الأرض والسماء.. اللهم إنّا رضينا بقضائك، فادهشنا بنصرك المؤزر على الطغاةِ المجرمين.. ‏اللهم يا منتقم زلزل كيانهم وانتقم لنا من حكام العرب والشعوب المتخاذلة الذليلة وصبّ عليهم غضبك، اللهم إنَّا نحتسب هذه الأيام في سبيلك وابتغاء مرضاتك فاكتبنا من المؤمنين الصادقين.. اللهم إنّا مُتكلون عليك فأعنا ومظلومون فانصرنا يا رب المنتصرين.. هذا دأبنا ودأبهم، تنصرنا يا الله وتخذلهم، وتمحّصنا وتمحقهم، حتى يبلغ الكتاب أجله فيقطع دابر القوم الذين ظلموا.

الصور القادمة من ‎#موسم_الرياض2024 تؤكد أن تحرير بيت المقدس من اليهود يجب أن يسبقه تحرير الكعبة من دنس آل سعود.
ما يحدث في علب الليل خلف الأبواق المغلقة في الغرب يعرضه آل سعود جهارا نهارا في بلاد العرب.
كأن هؤلاء القوم اكتشفوا كل شيء متأخرين، كرة القدم والغناء والرقص والفسوق... نهمهم لنشر الرذيلة لم يسبقهم إليه أحد.
في ليلة الجمعة، اللهم العنهم ومن ظاهرهم ومن رضي بفعلهم لعناً كبيراً.

"أنا لَيس لي مَنصِباً، أنا مُجاهِد مُقاتِل فِي سَبِيل الله، أينمَا يَكون هناك مَيدان فِيه عمَل فِي سَبِيل الله سَتَجدني فِيه مُجَاهِداً مُقاتِلاً مثلي مثل الآخرين."

قال: أنا اليوم مُطمئن على حماس، قالها بعد أن بذل في تقوية أركانها الكثير من الوقت والجُهد في الجهاز العسكري والسياسي، ارتقى مُطمئنًا على هذا الجيل الّذي ما زال يصُول ويجول ويُجنّد ويرتقي منهُ القادة فيخلُفهم من هُم أشدُّ بأسًا وقُوّة.

يا صاحب الفعل القادر، يا صاحب الوجه الحاضر، يا صاحب الزند المقاتل، يا قائد الجند الصابر، يا صاحب العمر الجميل، يا صاحب، المأوى الطاهر، يا صاحب الإيمان الراسخ، يا مبدد الوهم الغابر، يا صادق العهد ومنفّذ الوعد، يا وجه الفجر، يا أول النصر، يا خير من كان في قومٍ وبقيَّ فيهم حاضر.

"الآن تحقق حلمي يا أحلام بخروجكِ من السجن، أنا الآن سألاقي ربي وأنا مرتاح."

- أحلام التميمي تروي مشهد استقبال الشهيد "أحمد الجعبري" لهم لحظة تحررهم في صفقة #وفاء_الأحرار عام 2011.. وهي صحفية فلسطينية وأول إمراة تنضم لكتائب الشهيد عز الدين القسام، اعتقلها الاحتلال بعد مساعدتها في نقل أحد أفراد كتائب القسام وهو "عز الدين المصري" 24 عامًا، إلى مطعم سبارو في القدس، وكان بداخله الكثير من المستوطنين الاسرائيليين، وقام بتفجير حزامه الناسف في المطعم، ونتج عن ذلك 19 قتيل وأكثر من 120 جريح، وحكم عليها بالسجن 16 مؤبدًا أي 1584 عام، وأوصى الاحتلال بعدم الإفراج عنها في أيّ عملية تبادل محتملة للأسرى!، ولكن الجعبري رفض ذلك وقال: "لا صفقة دونَ أحلام" وتم فك أسرها وترحيلها الى الأردن.

والحُرّة وراها رجال، نادتهم لبُّوا في الحال!
لله درّك أبا محمد الجعبري أدّيت الأمانة على أكمل وجه ورحلت، لله درّك يا شهيد ما أعظمك.

"ثمن حرية الأسرى كانت حياته.."
نجا من عدة محاولات اغتيال، لكنه ترك بصمات واضحة في ملف الأسرى، وقد ظلّ متمسكاً بالجندي شاليط منذ أسره، وبعد أن سلمّه للاحتلال عام 2011 اغتالته "اسرائيل" بعد عام واحد.

مهندس وفاء الأحرار، وقائد أركان المقاومة الجنرال "أحمد الجعبري" الذي واصل الليل بالنهار ليرسم الحرية والبسمة على شفاه الأسرى وعوائلهم، حتى خرجوا فاستقبلهم بدموعه.. ‏هذا رجلاً ركعت أمام مفاوضاته وعبقريته دولة الصهاينة وأذنابها، ‏يقول في يوم صفقة وفاء الأحرار: "دخلنا معبر رفح بكتيبة كاملة من الإستشهاديين، كانت الخطة انه وفي حال حدوث اي إخلال بالاتفاق أو غدر سنقوم بتفجير أنفسنا مع الأسير الصهيوني." هذه هي عظمة قادّتنا، يحملون أرواحهم على كفّهم دون أيّ خوف.

يا صادق الوعد يا حامل بشرى التحرير، السلام عليك يا قائد الأركان يا مُحطِم القُضبان.. في كل لحظة ودقيقة وثانية وطرفة عين؛ قاومتَ فحررتَ فارتقيتْ، سلام الله عليك ورحماته، وسلامٌ على كل الشهداء الذين قدموا أرواحهم في سبيل حرية غيرهم.. السلامُ عليكم من أرض الاباء الى أرواحكم الطاهرة في عنان السماء.

هذا هو قائدنا الشهيد "أحمد الجعبري" رئيس أركان حركة حماس ومهندس صفقة وفاء الأحرار التي حُرر بموجبها 1027 أسيراً فلسطينياً جُلهم من ذوي الأحكام العالية، لتلتفت صحافة الاحتلال إلى يد الجعبري التي قبضت على يد الجندي جلعاد شاليط قبيل تسليمه للوسيط.

يُذكر انهُ عندما احتدم التفاوض وأصبح معقداً وقفَ الوسيط الألماني أمام القائد العظيم أحمد الجعبري وقال له: "يبدو أنكم حديثوا عهد بالسياسة ولا تُقَدِّرون معنى معاندة دولة قوية كإسرائيل، أنصحكم أن تقبلوا بالعرض المطروح وهذا رقم هاتفي عندما تُغير رأيك."

أمسك القائد "أحمد الجعبري" بطاقة رقم هاتف الوسيط الألماني ومزّقها أمامه ورد على الوسيط قائلاً: "أما أنا فلا رقم لي، و لكن عندما تقبل تلك الدولة القوية بشروطنا ابحث عني بين فقراء غزّة فقد تجدني".. وغادر الفندق.

في مثل هذا اليوم من العام 2012 قام الاحتلال الغاشم باغتيال قائد أركان المقاومة الجنرال "أحمد الجعبري" عبر استهداف سيارة كان يستقلها برفقة مرافقه وسط مدينة غزة.

كان الشعب كله ينتظر ويترّقب، يبكي فراقًا على قائد الأركان "أحمد الجعبري" ينتظر الرد، في نفس اليوم وبعد أقل من 9 ساعات، أوفى القسام بالوعد فأتى الثأر حينها بصواريخ كتائب القسام.

"بِسمِ رَبِّ الشُّهَدَاء، لَقَد قُصِفَت تل أبيب" 🚀
قامت القناة "الإسرائيلية" الثانية بقطع بث برامجها و أذاعت خبر مقتضب مفاده "نأسف لقد قصفت تل أبيب".. هذا الحدث الذي هزَّ الكيان الاسرائيلي، اذ انها المرة الأولى في صراع القضية الفلسطينية الذي يتم فيها قصف تل أبيب بعشرات القذائف والصواريخ.

تم اطلاق صاروخ الجعبري (J-80) وهو صاروخ قسامي مطور صنع في غزّة تيمناً بالقائد أحمد الجعبري.. لأن التخليد الحقيقي للشهداء لا يكون إلا بصواريخ تحمل أسماءهم، ليصونوا بها دماء قادتهم ويحفظوا ميراثهم وأمانتهم، ليبقى هاجساً يلاحق العدو حتى بعد استشهادهم.

السلام على روحٍ أرادوا تغيَّبُها فازدادت حضوراً، السلام على الجعبري كُلّما حُرِّرَ أسير، وكُلّما عانَق صاروخ J-80 سماء فلسطين. 🇵🇸🚀

تتعبني غزة، تعييني، تأكل كل ما فيّ، يلتهمني الحزن عليها، ويقتلني شعور البعد عنها، والعجز تجاهها، أستشعر الذين تولوا عند رسول الله وأعينهم تفيض من الدمع حزَنا، وأنا أرقبها، وأختبئ منها، وأسمع سؤالها، وصراخها، وأنا طريح مكاني، يؤلمني ذلك الغياب، سائلًا الله أن يلهمنا الطريق، ويبلغنا الثغر والثأر، فيقر بنا عينها ويقر بها عيوننا، لترضى ونرضى.

غزة تُباد من شمالها إلى جنوبها..
يستمر مفهوم المجزرة باختلاف المنطقة، مرة في جباليا ومرة في النصيرات ومرة في دير البلح ومرة في رفح أو بيت حانون أو خانيونس، كما هو مفهوم الشهيد المستمر من أول شهيد في السابع من أكتوبر حتى هذه اللحظة.. نحن في عزاء كبير طويل ممتد مفتوح لا يريد أن يُغلق!

"لا فائدة من الحديث هُنا أو هُناك لاشيء يتغيّر، يؤلمني كثرةُ نعيي لهذهِ الأُمّة، يؤلمني هوان دمِي النّازف ولحمِي المُقطّع عليها، يؤلمني كوني من هذهِ الأُمّة الّتي حوّلها الصليب إلى شُعوبٍ مُتفرّقة وحكَّمَها لعبيدٍ ودُمى، يؤلمني ذكرُ ماضيها وعيشُ حاضِرُها ومُستقبل لا أرى لهُ رفعةً إلا برفعِ رؤوسِ حُكّامها عن أجسادِهم، يؤلمني أن أرى نفسي بين جُموع المُسلمينَ وحيدةً وكَم كُنّا وحدَنا، كم كانَ الطفلُ وحيدًا والأمّ وحيدة والشيخُ وحيدًا والمُجاهدونَ وحدهُم!، كم كان الجريحُ وحيدًا حتّى همَد، وكم كان الأسير وحيدًا حتى مات من التعذيب، وكَم كانَ الشهيد وحده مُلقى حتّى تحلّل، اييييه كَم كُنّا وحدَنا.."

يا جبار السماوات والأرض، اللهُمَّ لا شكوى إلا إليك، ولا نداء ولا دُعاء إلا إليك، اللهُمَّ إنتقم مِمَّن ظلمنا وقهرنا، اللهُمَّ أرِنا ما يشفي صدورنا ويُذهب غيظ قلوبنا.. اللهُمَّ انتقم لنا من حكام العرب.. يا الله اجعل جهنم مستقرهم ودارهم الخالدة ولا تريهم في الدنيا لا راحة ولا طمأنينة ولا سكينة ولا خير ولا استقرار، اللهُمَّ عجل بهلاكهم وأرنا بهم عجائب قدرتك.

يا رب نحن نبيعك برضىً تام ونمضي إلى ساحات الوغى متسلّحين بالأنفال والأحزاب، لا نسألك متى النصر ولن نسألك فنحن الواثقون هي إما جنة وإما نصر.. نأتيك أشلاءً من تحت الركامات تُطبق فوق جثثنا، نأتيك محروقين وجثث مكمودة من صمت عرب جارة تشاهدنا خبرًا على التلفاز وتمضي إلى حياتها متتالية، نأتيك موتى دون أن يموت الأمل فينا بالحرية، نأتيك نشتري الجنة ونترك دمائنا ممرًا يعبّد الطريق للاحقين نحو القدس، نأتيك برسائل الحمد بأن اصطفيتنا دون العالمين لمهمة سورة الإسراء، نأتيك برسائل الثناء لأنك اختصصتنا دون كل فلسطين، نأتيك بالرضا لأنك بعتنا الجنة في معركة واضحة وضوح الشمس في كبد السماء.

يا رب ما خاب فيك رجاء، وما رددت دعوة وما أغلقت الباب على من سألك وما خذلت مَن بك استمسك.. غرّ حلمُك أعداءك، وناداك به أولياؤك، فاللهم لا تحرمنا بذنوبنا فضلك، ولا ترد عنّا بسوءاتنا نعمك، ولا تُمكّن للكافرين علينا بتقصيرنا.. يا نعم المولى ونعم النصير، يا حنّان يا منّان أيقظ القلوب بذكرك، وأنر الأفئدة ووحّد الصفوف بلطفك، وأعز الإسلام والمسلمين بفضلك.. اللهم إنا مغلوبون فانتصر، يا خيرَ مَن يُسأل، وأكرم مَن يُجيب، يا رب عجل بنصرك الذي وعدت يا رب!

"ارفعوا أيديَكم لمن يُرجَّى للشَّدائدِ كلِّها، واذكرونا في دعواتِكم وإخوانَنا المُستضعفينَ منَ المُسلمينَ في الأرض، اللهمَّ شعبي في غزّة العزّة، وأهلنا في لبنان والسودان الجريح، وإدلب الصّابرة، اللهمّ أُمتي، وجِراحها، وشَبابها، ونساءها، وأسراها، ومجاهديها، والمُصلحين فيها، والحامِلين همومها، اللهمّ تقبل شهداءنا، وارحم موتانا رحمةً واسعة."

ادعوا لأنفسكم ولهذه الأمة ليستعملها الله ويغير حالها، ‏ولا تنسوا الدعاء على حكامكم الخونة، لا ترضَوا القعود وقدموا ما تستطيعون ولو دمعة، فدمعة عجز قد تنجيكم خير لكم من إعذار أنفسكم بأنكم لن تفيدوا، وتدبّروا ما بين ﴿رضوا بأن يكونوا مع الخوالف﴾ وما بين ﴿تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنًا﴾ من الهلاك والنجاة.

أمتكم في أمس الحاجة للدعاء..
فشريعتها معطلة، وحرماتها منتهكة، وصالحوها مظلومون، ومجرموها متسلطون، كم فيها من فقير معوز، ومريض عاجز، وضال تائه، ومذنب عاصي، ويتيم مقهور، وأسير محجوز وغائب مفقود ومختطف، فاللَّهمَّ ارفعِ الغمَّة عن هذه الأُمَّة، اللَّهمَّ ضيِّق الأرضَ على الظَّالمين المجرمين، وأطبقْ عليهم سماءَك، واثأر لدماءِ المستضعفين، اللَّهمَّ خذِ الطُّغاةَ البغاةَ أخذَ عزيزٍ مقتدِر لفجيعةِ كلِّ أمٍّ وفزعِ كلِّ طفلٍ وقهرِ الرِّجال.

إلهنا ومولانا..
إليك نشكو ضعف قوّتنا، ومُصاب أمّتنا، وكثرة جراحنا، وقهر رجالنا، ودموع نساءنا، وعويل صغارنا، ‏اللهمّ صلّ على سيّدنا محمدٍ صلاةً تفرّجُ بها كُربتنا في غزّة وإدلب والسودان واليمن، وصلِّ عليه صلاةً تكسر بها قيد أسرانا، وصلِّ عليه صلاةً تنصرنا بها على عدوّنا، وصلِّ عليه صلاةً تعجّل فيها يوم الفتح والتحرير، وصلِّ عليه صلاةً تحفظ بها عبادك من بطش عدوهم، يا ربّ العالمين، وأرحم الراحمين.

لا يقدر أحدنا على فقد شخص واحد فكيف حين يكون الفقد بالجملة!.. ارتقاء الأشقاء محمود ومعتز ومحمد وعمر ومصطفى أبو خضرة ليلتحقوا بوالدهم الشهيد مازن أبو خضرة في مجرْرة مخيم النصيرات.

لا تصالح..
‏أسمعت بخمسة شهداء أخوة؟
‏وقلب أُمٍ ما اتسع يومًا
‏لرحيل ابنٍ واحدٍ
‏فكيف بخمسة سويًا؟

- سرق الاحتلال من أم غزاوية زوجها و5 من فلذتيّ كبدها في لحظة واحدة.. تهب عمرها لترى أولادها يكبرون أمام ناظرها وفي دقائق يسلب المحتل عمريهما، يأخذ في دقائق قرارًا ألمه سيدوم عمرًا وجرحًا يستحيل أن يغلق.

عدد الشهداء والاصابات ارتفع بشكل كبير جداً آخر شهر، ومش واضح انه في اشي ممكن يغير الحال اللي وصلناله، حالنا مش صعبان لا على الكافر ولا على المسلم.. كل يوم بنخسر شهداء من خيرة الشباب وزينة البلد، اللي بنعرفهم واستشهدوا أكثر من اللي بنعرفهم وعايشين.

الأرواح تُنتزع بلا رحمة، والعالم صامت وكأنه لا يرى ولا يسمع.. مجزرة تلو الأخرى ضد المدنيين، نساء وشباب وأطفال أشلاء أمام العالم الذي يشاهد المحرقة المفتوحة دون رمشة عين.. منظومة دولية فيها من العهر والوقاحة والسادية والسفالة يكفي لتطمر التاريخ منذ نشأته.

‏الطفل الشهيد "تامر تامر عادل محسن" الذي قُتل على يد الاحتلال الإسرائيلي بعد استهداف منزل في النصيرات.. وقد سُمي على اسم والده الذي ارتقى شهيدًا قبل 5 شهور في هذه الحرب الطاحنة، وها هو يلتحق بوالده ليُصبح عصفورًا بالجنَّة.

ففي غزَّة أصبح الطبيعي لعمر الأطفال
أن يولدوا بالحرب ثم يموتوا فيها.

"أي رسُول الله، ليتَك بينَنا، تعدّ الجُند، تجهِّز السرَايا، تمتطِي ظهرَ الخيل وخلفَك الصحابَة مُسوَّمين، تخطُب فينَا، الله أكبَر فُتحت فلسطِين، الله أكبَر خربت إسرائِيل، فنهبَّ معكَ ألُوفا، ما يتخلَّف منا أحَد، نفكَّ قيدَ الأسارَى، نسقِي أجواف العطشَى، ونسدُّ رمَق الجوعَى، وأنت أنت، فدتكَ نفسِي، الرحمةُ المهداة تُعانق اليتامَى، تصبِّر الثكالَى، وتَعد المنكُوبين بالجنَّة، وتمضِي، تُنصر بالرعبِ مسيرَ شهر، وتفتحَ الحصن، حصن مسرَاك، ويُباد جمع اليهُود، جمِيعا لا يبقى منهم أحَد.."

"صلّى عليكَ الله ما دَمَر قسّامنا آليَاتَهُم،
وزِدْ كلما أبهرَوا فِي الطُّوفانِ صَنيعُ"
صَلَّى عليكَ الله ومَلائِكَته عَدد مَا اقتَدى بِكَ المُجَاهِدون والسَّائِرون على دَربك، رَضِيَ الله عنكَ عَدد ما سالَت مِن دِماءٍ فِدَاءً لِطُهرِ مَسراكَ ومِعراجِك، باركَ الله عليكَ كُلَّمَا أُخِذَ بثَأرِنا وأُبطِل كَيد عَدوِّنا ﷺ. 💚

الصلاة والسلام على نبينا المجاهد الشهيد، وعلى آله وصحبه، ومن جاهد جهاده إلى يوم الدين.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى النَبي الشَّهِيد وَالمُجَاهِد الصِندِيد وَالمُقاتِل العَنِيد، خَير مَن دَعا وَاستَغفر، وَ جَاهَد وَعَسكَر، مَن جَاَهد مِن أجلِ التَّوحِيد وَوَحَدَّ مِن أجلِ الجِهَاد، وَ عَلَى آله الأطهَار، وَعَلَى أصحَابه الأخيار الكُرَّار..

في مثل هذه النوازل، يشتد الشوق لرسول الله صلى الله عليه وسلم!.. لقد كان يثبت صحابته في المحن، ويذكرهم بأيام الله، ويبثهم اليقين والعزم!.. واليوم بعد 14 قرن نجد كل ذلك في سيرته وميراث سنته، فيشتد الشوق مضاعفا للقياه!.. لقد شهدنا على ما نبأتنا به يا رسول الله! شهدنا الايمان والثبات وقوة المقاتلين وعزتهم وشرف الجهاد، وأصبحنا على يقين تام بأنه لن يضرنا من خذلنا والنصر والتمكين والفتح المبين لنا بإذن الله.

"إلّا رسول الله.."
تصدح بها حناجر حملة لواء رسول الله في أُمّته وبقيّةُ أهل بدر فينا في السابع من أكتوبر المجيد انتقامًا لسيّدنا ونبيّنا وحبيبنا وقدوتنا الرسول محمد ﷺ.

نشهدك يا رب أنهم أول الملبين لنداء الدفاع عن مسرى نبيك وهم في أقصى البلاد ولم يصلّوا فيه، وأنهم جادوا بأرواحهم دفاعاً عنه، ونصروا دينك بدمائهم وأشلائهم، نسألك يا رب رضاء عنهم -لا سخط بعده-، وفردوساً فيها النعيم السرمدي الدائم لهم.

‏الأردن يتصدى لاي عدوان على الكيان ومصر تنقل إليه السلاح والسعودية والإمارات تحرضانه على إكمال عدوانه للقضاء على المقاومة في غزة.. لا غرابة، الجميع يقوم بدوره على أتم وجه، لهذا تم تشكيل أنظمة الفساد في هذه البلاد!.. ‏لا تستطيع أن تشير بإصبعك لحاكم عربي واحد بقيّ فيه نخوة الجاهلية، سفالة وإنحطاط لم يسمع العرب بمثلها!

قد أفلت كل حكام العرب وأنظمتهم وجيوشهم يد غزة، فلا نصرها أحد ولا أيدها أحد ولا دافع عنها أحد! لكن حسبنا أن اللّه سبحانه وتعالى مُطلع على كل شيء من فوق سبع سموات فهو ولينا وناصرنا ومؤيدنا!..

اللهم حكام العرب جميعاً والمتخاذلين ابتليهم يا الله بالأمراض والطواعين التي لم تكن موجودة في أسلافهم واجعلهم يهيمون في الشوارع على رؤوسهم كالصرعى والمجانين واجعل كل صرخة من صرخات أطفال ونساء وشيوخ ورجال غزّة عليهم لعنات تطاردهم وأرنا فيهم عجائب قدرتك واجعلهم عبرة لكل خائن جبان عبد للمال والسلطان.. أسألك يا اللّٰه أن تذلَّهُم وتهدَّ مُلكَهُم وتُشهِدنا خزيَهُم في الدُّنيا قبلَ الآخرة!.. اللَّهُمَّ أرِنا وجوههم يومَ تلفحها النَّار وهُم فيها كالحون، ويوم تُبدَّل جلودهم كُلَّما نضجتْ ليذوقوا العذاب.
https://youtu.be/AnWxdqYwmzM?feature=shared

الدفاعات الجوية الأردنية تسقط طائرة مسيَّرة بعد اختراقها المجال الجوي الأردني كانت متجهة لضرب أهداف للاحتلال الإسرائيلي داخل فلسطين المحتلة.

النظام الأردني العميل وصاحبه ملك الأردن المخنث حامي الديار الصهيونية هم خط الدفاع الأول لحماية اسرائيل بالتصدي للصواريخ الموجهة إليهم، جعل من دولته قبة حديدية للكيان الصهيوني، ‏الملك ممكن يحرق شعبه ولا يترك المسيّرة تكمل طريقها لإسرائيل، كل الحكام بيدافعوا عن عروشهم بالمنطقة، كلهم وجودهم محكوم ومرتبط بوجود إسرائيل، كل خطر على إسرائيل بيشكل خطر عليهم.

اللهم انتقم من الخونة المرتدين الملك وحاشيته ونظامه الفاسد وجيشه وكل الحكام كلاب بني صهيون وأحذيتهم، اللهم واحشرهم في الدرك الأسفل من جهنم وبئس المصير.. ‏اللهم احرقهم في الدنيا والآخرة واحرق اللهم قصورهم وبيوتهم وأجسادهم كما أحرقوا مدينتنا وقلوبنا وأطفالنا يا منتقم يا جبار.

"حين يموت أهل غزة من نقص الدواء وتلوث الماء وشح الغذاء وانعدام الوقود ونفاد المستلزمات الطبية.. فعندها لا تكون إسرائيل وحدها هي القاتلة! لا الحقيقة الساطعة أن الدول العربية، وبالذات مصر التي تملك معبر رفح هي الشريك الأساسي والرئيس في هذا القتل!

أهل غزة لا يموتون الآن بالنار الإسرائيلية وحدها، يموتون بالخنق الذي يتولاه النظام المصري وبالدعم السياسي والإعلامي الذي تتولاه بقية الدول العربية وهذا يعني أيضا: أن كل من كان يستطيع مقاومة هذه الأنظمة العربية، فقصَّر في ذلك، فهو شريك في الجريمة التي تحل بالناس في بلده، وبالناس في غزة الآن!!

كل من ساهم في تمكين نظام السيسي هو الآن شريك في هذه المذابح.. هذه حقيقة أخرى يجب أن تواجهون بها أنفسكم، لقد كانت مصر في لحظة ذهبية حقا أيام الثورة وأيام مرسي وفي سنتي ما بعد الانقلاب أيضا.. وكل هؤلاء، وغيرهم، يجب أن يعملوا الآن بكل ما استطاعوا في سبيل تغيير هذا الواقع الذي ساهموا فيه.. هذا إن كنتم صادقين حقاً في مشاعركم تجاه غزة وأهلها، وتجاه الأقصى وقضيته.

وذات الكلام يقال عن كل من ساهم في تثبيت نظام عباس في الضفة، ونظام عبد الله في الأردن، وكل نظام مؤثر في هذه المنطقة!.. الساحات التي كان ينبغي أن تنتفض، لم تستطع أن تنتفض حتى الآن، لشدة الوطأة وثقل القيد الذي ترزح تحته بفضل هذه الأنظمة التي تمكنت واشتدت وسيطرت على مفاصل البلاد ورقاب العباد.. كل إنسان أدرى وأعلم بما يستطيع، وبما يمكنه أن يفعل، لكن المهم الآن ألا تفقدوا هذه الحقائق وألا تنسوها، فإن نسيانها يذهب بالطاقات والمجهودات إلى السراب ويتيه بها في دروب المخادعات والمناورات!"

"أجمع علماء هذه الأمة قاطبة من السلف والخلف على أن الرجال الأحرار البالغين المتخلفين عن الجهاد الآن من أهل مصر والأردن وسوريا والسعودية آثمون، تاركون لفرض من فرائض الله، مضيعون لركن عظيم من أركان الشريعة.. ولا يُستثنى من ذلك إلا الأعمى والأعرج والمريض، فلا حرج عليهم."

منذ عام والشعب بحاجة ماسة للمياه والطعام والكهرباء والعلاج والوقود و......الخ، ‏قمّة البؤس انك تضطر تناشد دولة "شقيقة" إنها تفتح المعبر، نافذة الهواء الوحيدة لإدخال مساعدات إنسانية، مش سلاح او ذخيرة أو رجال -لا سمح الله- طبعاً.

يرحم روحك يا مرسي عندما قلت وفعلت!.. في حرب 2012 قلت لن نترك غزة وحدها.. ففتحت المعابر وأرسلت المساعدات والحشود وحركت الشعوب والحكومات وأدخلت المصابين إلى المستشفيات المصرية للعلاج، وأدخلت الوفود والمتضامنين حول العالم إلى غزة يشاركونها تعبها وأجرها ورباطها، ثم أوقفت الحرب من اليوم الثامن.

‏كل هذا العالم شريك في دمنا، ولم يعد يعنينا القانون الدولي والمحاكم المسمّاة زوراً بمحاكم العدل، والمنظمات العالمية.. كل ما نريده هو إسعاف وطبيب وكفن وكيس طحين، ولا كثّر الله لكم خيراً، ولا كتب الله لكم أجراً.

"وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدر!"
في أحد اللقاءات مع احدى قادة حماس في غزة سألوه هل تأثرت المقاومة بعد مرور أعوام كثيرة على حكم السيسي وقطعه العلاقات مع غزة وتشديد حصارها؟ فأجاب: "دخلنا سلاح للمقاومة في زمن مرسي ما يكفي غزة لسنوات طويلة".. إنّ ما ترونه اليوم من قوة وبأس وبطش المقاومة يعود فضله لله ثم لهذا الرجل العظيم الذي فتح الحدود والسدود والمعابر في وجه مقاومة غزة لتدخل ما تشاء من أسلحة نوعية وخبراء عسكريين من الخارج وأطنان من المواد المتفجرة والنادرة، فكانت فترة رئاسته بمثابة عام الغوث لمقاومة غزة.

شتّان بين من يجعل شعبه يهتفون لفلسطين أمام عينيه وبين من يعتقل شعبه لو لفظوا إسمها أو خرجوا تضامناً لها!، رحم الله الشهيد الرئيس محمد مرسي حين قال وأنصت الجميع لقوله: لن نترك غزة وحدها، قالها بحقٍّ وصدق وكان ذلك قولا وفعلا، تلك الصرخة التي لا زال صداها يتردد في آذان أهل غزة! كلماتٌ كانت كافية للجمِ عدوان الاحتلال الإسرائيلي وإيقافه عند حدِّه وذلك في معركة حجارة السجيل عام 2012 يوم أن كانت الخطابات تجدي، ويوم أن كان التهديد ينفع!

"عليك سلامُ الله وقفًا فإنني
رأيتُ الكريمَ الحُرَّ ليس له عمرُ!"

لمن يبحث عن العدو؟ العدو الحقيقي غير الذي نعرفه، فإن النظام المصري النجس أحق من يستحق هذا اللقب، ليس متخاذلا، ولا متواطئا، ولا خائنا، ولا شريكا، وإنما "عدو" هكذا بملء الفم، وبمعنى الكلمة، هل هذا افتراء عليه، واتباع للهوى؟ لا.
..
موقع عالمي للملاحة البحرية، مصدر مفتوح تستطيع دخوله والتأكد بنفسك، مثل موقع تتبع الملاحة العالمية حين تنتظر طائرة أو تراقب تحركات طائرة، لكن هذا يختص بالسفن، يعني لا مجال للتآمر على مصر وأوهام "المعرصين" ذاتها، تظهر الحقيقة جليةً أمامك، بأن سفينة تحت اسم "كاثرين" تحمل متفجرات إلى "الاحتلال الإسرائيلي"، رفضها "طوب الأرض" حرفيا، لخطورتها ومدى قذارة ما تفعله، استقبلتها مصر بالأحضان!
..
السفنية التي دارت نصف الكرة الأرضية تقريبا، لتجنب استهداف الحوثيين بالبحر الأحمر، خرجت السفينة من جنوب شرق فييتنام في يوليو، ثم مهدت لرسوها في ناميبيا، لكن ناميبيا رفضت، فاستمرت وكانت تحمل علم جزر ماديرا البرتغالية، فرفضت البرتغال، فبعد قليل وضعت السفينة علم ألمانيا، وواصلت رحلتها، محاولة الرسو في سلوفينا، لكن سلوفينيا رفضت، ثم حاولت الرسو في الجبل الأسود، لكن الجبل الأسود رفضت، ثم انطلقت نحو كرواتيا، لكن كرواتيا رفضت، ثم حاولت الرسو في مالطا، لكن مالطا رفضت، ثم اتجهت إلى مصر، والمفاجأة، رست في ميناء الإسكندرية يوم 28 أكتوبر، ويبرز الموقع الرسمي أنها تجري في الإسكندرية "عمليات تفريغ حربي"، ومن المتوقع مغادرتها 5 نوفمبر.
..
وتحتوي السفينة على 60 حاوية من المواد شديدة الانفجار والشحنات الحربية، ومن المقرر شحنها من الإسكندرية إلى أسدود، لتدخل حيز العمل في آلة الإبادة الإسرائيلية، ليكون ميناء الإسكندرية الخاضع للاحتلال العسكري المصري، وآسف على التسمية القاسية، سفاحا في قتل غزة وأهلها، فلم يكتفِ النظام بمحاصرة غزة برا عبر معبر رفح ومصه لدماء أهل غزة ومنعهم من الطعام والدواء، لكنه اليوم يرتكب إبادة عن طريق البحر، بارتكاب جريمة أجمعت الدول -حتى بما فيها الداعمة لإسرائيل- على تجنب التورط فيها!
..
لذلك، فإن ما يحدث اليوم، ناهيكم عما يخفى عن المواقع والمراقبة والاستقصاء، هو جرائم حرب لا ترتكبها "إسرائيل" وأمريكا وحسب، بحق غزة وشعبها، وإنما رسميا، علنيا، أمام الجميع، ترتكبها "مصر" النظام، مصر سيادة الرئيس، مصر التي لا نعرفها أبدًا اليوم.
..
ثم تحسبوننا نبالغ حين نقول إنه "من أجل ذلك اليوم قتلوه"، و"من أجل ذلك اليوم أتوا بهذا العدو"؟ والله والله إنه لعهر استوحشت العاهرات ارتكابه، وخطيئة ترفّع عنها كل أولاد الزنا!

سفينة كاثرين العسكرية التي تنقل الأسلحة والمتفجرات إلى الكيان الصهيوني والتي تحمل بداخلها المواد التي تصنع بها إسرائيل الألغام التي فجرت ونسفت بها 90% من بيوت غزة ومستشفياتها ومدارسها، رفضت الكثير من الدول أن تستقبلها وأن ترسو في موانئها، لتستقبلها مصر في النهاية وترسو في ميناء الإسكندرية!!!

النظام المصري مشارك في الحصار باعتبار مصر المنفذ البري الوحيد للقطاع على العالم الخارجي، ولم يستخدم أيًا من أوراقه لوقف الإبادة أو فك الحصار، كما أنه يدعم العدو لوجستيًا في إيصال الأسلحة، بعد أن هدم الأنفاق لوقف مد غزة بالسلاح، النظام المصري مشارك في الممر ذالبحري البديل لفك الحصار عن العدو والذي فرضه عليه الحوثيين في البحر الأحمر.

‏النظام المصري العاجز عن توصيل المساعدات لأهالي غزّة عن طريق المعابر، يقوم بمساعدة الاحتلال لقتلنا وإبادتنا في غزّة.. قتلوا مرسي وزرعوا لنا في مصر جاسوس إسرائيلي يخشى دائمًا على أمن وأمان الجارة إسرائيل!، عليكم أن تعلموا جميعًا أنّ السبب الرئيسي في الإبادة وفي المجازر والدمار والتجويع الذي يحصل في غزّة حاليًا هو النظام المصري المجرم ومن بعده الشعوب المخذولة المذلولة التي تشاهد بصمت دون أن تحرك ساكنًا.. ‏لعنة الله على الجواسيس، ولعنة الله على السيسي لعنات متتالية، اللهم انتقم منه ومن أركان نظامه ومن حكام العرب ومَن والاهم ورضيّ بطريقهم إلى يوم الدين.

"ماشي بحسّك يما
والله مانا ماشي غير بدعائك
لمين سبتوني يما.."

هذا هو اليتم بعينه!
‏المسعف عبد العزيز، نقل في سيارة الإسعاف شهيدة، وكانت طوال الطريق بيديه ووجهها مُغطى بشاش أبيض، وصلوا المستشفى وحين كشفوا عن وجهها عرف أنها أمه.

يا منتقم يا منتقم يا منتقم!
يا الله أنت أقدر من كل هذا العالم الظالم، أفرغ على الآباء والأمهات صبرك واجمعهم مع أطفالهم دون فِرقة، يا رب أرنا عجائب قدرتك في كل من خذلهم وقتلهم وحرمهم من صغارهم.

أي قلب يحتمل ألم فقدان أطفاله؟
اسرائيل مسحت 20 ألف صورة مصغرة من الجنة، 20 ألف فِلذة كبد، 20 ألف سبب لأب وأم عشان يكملوا حياتهم.

‏"عينان لا تكفيان..
أعرني يا إلهي عيون العالم
كل العالم!
أبكي بها هذا الحزن في قلبي."

من دون صور.. يوم مفجع في غزة، ومن أشد أيامها منذ نحو 400 يوم من الإبادة، غارات على بيوت مأهولة، على سوق، على مستشفى، على كل مكان فيه حركة، على كل شبر فيه نفس، أكثر من 100 شهيد من الفجر إلى الظهيرة، لكل منهم حكاية كاملة، وموت مختلف، وجثمان متطايرة أشلاؤه، وأضعافهم جرحى، والجميع جوعى وعطشى، والموت في كل ركن وزاوية، والأسقف فوق رؤوس الأطفال، وأجساد النساء الطاهرات معلقة على الجدران!

أي مشهدٍ ذاك الذي يمكنك تخيله؟ تكاد تموت وأنت ترسم صورته، فما بالك بصورته الحقيقية، ولكن.. هناك! ليست تلك المنقولة إلينا فوق أكف الموت ولا بعدسات المراسلين الجريحة المهددة، كيف يمكنك أن تعيش يوما في حياتك كهذا؟ كيف بمن عاشوه أربعمئة مرة، وهم يصرخون على كل زاوية في الجوار، فيُقتل الصدى.

من دون صور.. الحكام جالسون على مؤخراتهم، يضحكون بوجوههم اللزجة، ويومئون برؤوسهم النجسة، ويتابعون -إن تابعوا- المجازر من ملخصات الدواوين الملكية والرئاسية كل يوم، وهم من عدو غزة أدنى وأقرب، لعنهم الله، ولعن محبيهم، ولعن سحيجتهم، ولعن مؤيديهم، وشفى صدر غزة المثقَل، السقيم، القتيل، برؤية تلك الناطحات تخر فوق رؤوسهم، فلا تبقي منهم أحدا!

الله أكبر! الله أكبر! الله أكبر!

‏لا أعرف موقفًا في الحياة كالوداع الأخير لأطفالك المقتولين..!

نموت بالعشرات بقرار إسرائيلي وأمريكي وببثّ مباشر لكل العالم العربي والإسلامي والغربي، لا وصف لما يجري في غزة.. ‏الشعوب بصمتها شريكة حكامها في إبادة شعب غزة ولا براء لأحد أمام الله.

‏غبي من يعتقد أن دماء أكثر من 100 شهيد ارتقوا في مجزرة بيت لاهيا صباح اليوم ستحرك الواقع شيئاً، أو ستؤثر على مسار المفاوضات، أو ستجبر العالم على التدخل، فلو كانت كذلك، لكانت سابقاً حرّكتهم دماء أكثر من 100 ألف شهيد وأوقفوا حرب الابادة.. ببساطة من لم يقف معنا ببداية حرب الابادة لن يقف معنا الآن، نحن وحدنا نموت ووحدنا نُعدم بدم بارد، وستتحول أجسادنا وأشلاء أطفالنا لمجرد مرثيات ومحتوى حزين يجلب التفاعل لبعض المتعاطفين، لا أكثر ولا أقل!

جثامين الشهداء في مجزرة اليوم في ‎بيت لاهيا، تُنقل بهذا الشكل الآن، على عربات تجُرها الدواب، لعدم وجود سيارات أو اسعاف أو دفاع مدني.

في لحظة يتجسد فيها الحزن ويكتسيها الغبار، يتقدم موكب الشهداء صامتاً، جليلاً، بين الأزقة الضيقة لدفنهم، عربات بسيطة تحمل الأجساد الطاهرة، تسير ببطء، كأنها ترفض التسارع لتوديع من استقروا في حضن الأرض، في ظل عجز الوسائل وصمت العالم، تغدو العربة عرشاً مؤقتاً، يُسجَّل فيها مشهد الرحيل الأخير، فيما يحفر الزمن مشهداً لن يُمحى؛ مشهد الرجال والنساء والأطفال يحيطون بالموكب، تتداخل أصواتهم بين الدعاء والدموع، كأنهم جميعاً يتلمسون ذكرياتهم المنكوبة، ويمضون مع كل جسدٍ نحو مثواه الأخير.

‏هكذا تُنقل جثثنا في زمن تخاذل أمتنا.

‏شهداء وأشلاء وعدد كبير من الجثامين ملقاة بالشارع بعد المجزرة، فلا يوجد طواقم دفاع مدني لمساعدة المصابين والمفقودين تحت الأنقاض، ولا يوجد طواقم اسعاف من أجل انتشال الشهداء ولا يوجد أطباء لعلاج الجرحى، ولا يوجد حتى أكفان ومقابر!

لا يوجد شيء ابداً هُنا سوى الموت.
حتّى في عزائنا ليس لدينا متّسع من الوقت، يقطف الله ورودنا بالتّوالي.

‌‏في غزة وخصوصاً شمالها نتعرض لأكبر عملية إبادة جماعية وتطهير عرقي مباشر على جميع القنوات ومواقع التواصل، يرانا المسلمون والعرب على مدار عام كامل دون أن يتحرك منهم أحد!.. ‏لن نسامح ولن نغفر.. {وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ}.

‏ظلم وقهر وكأن الشمس لم تشرق هذا الصباح، عائلات بأكملها تم مسحهم من السجل المدني بغارة صهيونية واحدة.

‏فتحت عائلة أبو نصر في مشروع بيت لاهيا منزلها لاستضافة الأهل والنازحين من مخيم جباليا، قصف اليوم الاحتلال البناية المكونة من خمس طوابق، ارتقى أكثر من 100 شهيداً حتى اللحظة وأكثر من 50 مفقودًا ويحاول الجيران البحث عن من تبقى منهم، فلا طواقم طبية ولا اسعاف مدني في المناطق المحاصرة.

"إسرائيل التي اعتادت على ارتكاب المجازر والقتل لا تهمّها الأرقام، ولا إن كانت المنطقة مزدحمة بالسكان أو إن كان البيت مُكتظ بالنازحين، كل شيء بالنسبة لإسرائيل لا يهم، المهم أن تواصل الإبادة بأبشع صورها، المُهم أن تقتل الفلسطيني أينما وُجِد."

لماذا لم يستسلم أهل غزّة؟ وكيف صبروا وثبتوا؟

تسليط الضوء على جوانب الصبر والثبات والصمود أمام الأهوال العظام، وأسباب ذلك.

https://youtu.be/eHQGYp7gk-c?feature=shared

كَـ المُلوك عَلى الأسِّرَة.
هَكَذا يجلس أصْحَابُ الحقِّ مُنْتَزِعِي الثَّأرِ مِن قَعْرِ الدِّيَار.

نفسي فداء لرجالنا صادقين الوعد. 💚

‏مقاطع الأيادي المغبرة التي تقاتل في غزّة بلحمها الحيّ وبذخيرة عدوِّها التي لم تنفجر ليست مادة لرفع مستوى الأدرينالين لديك أو استهلاكك اليومي على نمط "ما يطلبه المشاهدون"، بل هي حجة عليك اليوم وغدًا وللأبد، لأنها تزيل أي مبرر أو عذر للعجز والتخاذل.

‏اللهمَّ إنك تعلم أن جندك على ثغر عسقلان في غزة هم خير من يثأر للمستضعفين من المسلمين في كل مكانٍ تُنتهكُ فيه حرماتك.. فاللهمَّ لا تحرم الأمة من أجنادك المؤمنين في غزة.. ومكِّنهم وطوِّع لهم ملائكتك تقاتل تحت لوائهم واستخلفهم على رقاب أمةٍ يمحو تاريخَها اليومَ وأمسِ حكامٌ هم أعداؤك.

‏مع المُقاومة ولو عادَت إلى مراحلها الأولى، معها ولو كانت الحجارة سلاحها الأوحد.

والله خاب مسعاهم بكسر الحاضنة الشعبية للمقاومة!.. والله نحن مع المقاومة وشباب المقاومة أكثر من أي وقتٍ مضى.

إن الثمن والدم الذي يدفعه الغزيون الآن هو أول الأثمان العظيمة التي ستدفعها الأمة.. وهذا العجز الذي ترزح الأمة فيه إما أن يكون أول بصيرتها ونهضتها، أو سيكون أول المرارات العظيمة التي ستذوقها!

إذا سبق العدو إلى كسر غزة وإبادة مقاومتها وذبح أهلها.. فسيأتي الأمة طوفان من الذل والكرب والدم والإذلال والترويع.. وحينئذ سيكون ما وقع في غزة بمثابة المزاح لما سيقع!.. إن انتصار إسرائيل سيحولها، هي وكلابها من حكام العرب الخونة، إلى شراسة وتوحش لا آخر لها، لن يتركوا فيها إلا من يسبح بحمدهم، ويركع ويسجد لهم!

وأما إذا سبقت الأمة إلى عدوها، وأعنى هنا بعدوها: الأنظمة العربية، قولاً واحدًا لا ثاني له ولا ثالث.. فهذا أول الطريق، وهذا أول النصر، ولا ريب أننا سنذوق في مراحله الأولى من الجوع والخوف ونقص الأموال والأنفس والثمرات شيئاً كثيراً.. لكنها ستكون مرارة الكفاح التي تفضي إلى عز ونصر، وأما الأولى، فهي مرارة الذل والقهر التي لا تفضي إلا إلى ذل وقهر!!

يا كل من لا زال في صدره إيمان بالله واليوم الآخر، إنك من موقعك الذي أنت فيه، أعلم وأعرف بما يمكن لك أن تفعل وأن تؤدي.. الإسلام في محنة ما مثلها محنة! وهو في انتظار كل سهم وكل رمية وكل ضربة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

- محمد إلهامي

لا يُشترط أن تكون جندي في المعركة حتى تجاهد في سبيل الله.. يمكنك أن تكون سائق شاحنة.

كل الأهداف مستباحة ولا يُمكن لعدونا أن ينُعم بيوم واحد بأمان على أراضينا المحتلة.. من يُريد أن يغضب من أجل غزّة يعرف جيداً الطريق.. ‏عملية دهس أفضل وأنجح وأقوى من ألف مظاهرة واضرابات وتجمعات منافقة.

تقبل الله الناصرين لغزَّة بدمائهم، والمجد لمن وجد الطريق ولم يرضى بالعجز تبريراً عن نصرة إخوانه، المجد للمجاهد اليوم، والمجد للمجاهد القادم.

‏يُحكى أن سائق شاحنة أصيل من مدينة قلنسوة المحتلة، انحرق قلبه على غزة، فأراد التضامن بعيدًا عن الشعارات، وحوّل مشاعر الغضب إلى الميدان؛ ففكّر، وخطط، ورصد، ونفّذ بدقّة!

- المكان: "قرب مقر الموساد تل أبيب"
- التوقيت: "تجمّع للجنود أمام المحطة"
- التنفيذ: انطلق بشاحنته كالصاروخ ودهس الجميع ثم نزل وانهال عليهم بالساطور.
- النتيجة: 6 قتلى و50 مصاباً بينهم 15 حالة خطرة.

‏ولأن الدم لا يُقابل إلا بالدم، ترجّل ابن البلاد المقدام، ثائرًا بشاحنته التي استقلّها عازمًا الانتقام، ممزقًا زُمر الجنود دهسًا في قلب "تل أبيب"، مدركًا أنّ لا غضبَ يعلو فوق غضب الدماء، مرتحلاً إلى العلياء شهيدًا وقد أيقن السبيل للفتح المبين.‏. رحم الله الشهيد البطل، هذا ثأرنا لأجساد مئات الشهداء الذين داستهم الدبابات الاسرائيلية في غزة، وهذا وعد الله للمؤمنين أن يشفي صدورهم.

وتذكروا لو كانت غزة الجريحة قد ابتُليت بصواريخ الجو.. فأهلنا في السودان تمر على رقابِهم السكاكين؛ يُذبحون ذَبحاً.. ويُفعل بنسائهم ما تشيب له مَفارق الولدان!

تم إبادة ولاية كاملة بمن فيها من الرجال والنساء والأطفال، يا أمة الإسلام ما من كلام يصف الحال، هذا حال أهلكم في السودان لا يخفى عليكم.. يا رب يا منتقم نسألك الفرج العاجل لنا ولهم.. لا تنسوهم مِن إعلامكم، من جهادكم، مِن دعائكم.. وحسبنا الله ونعم الوكيل!

قصف عنيف جواً وبراً وبحراً على شمال غزة وجنوبها.. الابادة والمحرقة مستمرة وبقوة، 387 يومًا لم تحقق فيهم إسرائيل أي هدف يُذكر سوى قتلنا!

شهداء ولا أحد يستطيع انتشالهم!
مصابين ولا أحد يستطيع إنقاذهم!
مفقودين ولا أحد يستطيع البحث عنهم!
لم يتعرض شعب في العالم للحرب، وهو بلا دفاع مدني، ولا منظومة صحية، ولا طعام ولا حياة، كما نتعرض له الآن.. ‏هذا الجنون الذي تفعله إسرائيل لا يشبه شيئاً فعله بنو الإنسان ولا الحيوان في تاريخ الكون.

‏اللهمَّ هوّن علينا ما نعانيه ونكابده من أهوال وويلات في غزة، اللهم أفرغ علينا صبرًا وثبت أقدامنا وأنصرنا على القوم الكافرين.

الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان، ظل مرابطاً لأكثر من عام تحت الحصار والتجويع والقتل والمذابح، وبين ألف غارة وغارة لا يفارق ثغره لحظة، ثم زلزلت الأرض بأهل الشمال، وحوصر المستشفى 21 يومًا ولم يهتز له جفن، مرابطاً على رأس عمله ورؤوس مرضاه وجرحاه، وتلك صورته وهو آخر الموجودين في المستشفى.

ليفاجأ الدكتور حسام اليوم، بابنه إبراهيم، فلذة كبده، يأتيه إلى المستشفى، ليس على أقدامه، وإنما أكتاف الآخرين، بريئًا قد أعدموه ليلقوه في حجر أبيه، ويقولوا له هذا ما جنته يداك بصمودك وصبرك ورباطة جأشك، ذلك الفتى الوسيم، الذي رفض أبوه رغد العيش مقابل طيب الحياة والممات، ليربح بموقفه الثابت احترام نفسه الشريفة، وشعبه الجريح.

يبكي الدكتور حسام، ويفجع بولده، وقد قبضوا ثمرة فؤاده، وهو كما هو، لم يخلع معطفه الأبيض، ولو لحظة أن حملوا إليه ابنه في كفن أبيض، وهو الذي وقف على جنازته، وعقله وقلبه وروحه ممددون أمامه، فقط لأنه برّ بالقسم، وأوفى بعهده مع الله، وأدى الأمانة لغزة حبيبته، ولأهلها المساكين!.. أي طب ذاك، أي جلَد ذاك، أي إنسان ذاك! وعلى مهارة أطباء غزة وتقدم عقولهم، فإنهم ابتلوا بالعيش بين أسقم الخلق الخانعين.

- يوسف الدموكي

دفع الدكتور مدير مستشفى كمال عدوان "حسام أبو صفية" ثمن موقفه الأخلاقي الرجولي بعدم الانصياع لأوامر الإحتلال وتهديداته في اخلاء مستشفى كمال عدوان، قتلوا فلذة كبده إبراهيم.

هل كان قتل الشاب الصغير الجميل إبراهيم عقاباً لهذا الجبل على صبره وإصراره على خدمة أبناء شعبه في شمال غزة؟ الجريمة كاملة واضحة والشهود كُثر.. "مَنْ حدثكم أن أهل غزة يمكن أن يفرطوا، فاعذروهم فهؤلاء لم يجربوا حياة الأباة، ولم يغبروا في سبيل الله قدماً نحو جنة الإله.. يا أيها الناس: لا تتحركوا ولا تحاصروا سفارةً، ولا ترفعوا صوتاً؛ فنفوسكم أولى بالتحرير والانعتاق، وأما نحن فقد علمنا مصيرنا، وأبصرنا طريقنا، ونحن اليوم أكثر ثقة بوعد الله ووعد رسوله.. "لن يضرنا من خذلنا ولا من خالفنا حتى يأتي أمر الله".

‏في غزة لا نقول لبعضنا كيف الحال كلما التقينا، بل نقول: الحمد لله على السلامة.. حتى لو التقينا عشر مرات في اليوم، تعرفون المقولة: في كل خطوة سلامة!، في غزة في كل نَفَس سلامة!

وفي الحقيقة لا أعرف هل البقاء على قيد الحياة هنا سلامة! أم في الاستعجال بالرحيل تكون السلامة؟

‏كأنَّها الجولة الأخيرة!
إنَّ زوال "إسرائيل" من الوجود حقيقة قرآنيّة، ووعدٌ نبويٌّ، لهذا نحن لا نسأل هل ستزول أم لا؟ لأنها زائلة لا محالة! وإنما السُّؤال هو متى؟ وليس من مذهبي القعود عن العمل وانتظار المعجزات، بل إني أؤمنُ أن المعجزات إنما تأتي بعد أن يستنفدَ المؤمنُ أقصى ما يستطيعُ من العمل! حين يرمي الباطل بكلِّ قوته فيبدو على بعد خُطوة من الظَّفرِ، ويصمدُ الحقُّ حتى آخر ذرَّة فيه الصمود، فيبدو أنَّه قاب قوسين أو أدنى من الهزيمة، تأتي المعجزة!

القرآن الكريم يُعلَّمنا حقيقة ثابتة وهي أنَّ صراع النفوذِ يختلفُ عن صراع العقيدة!، في صراع النفوذ يذرُ اللهُ النَّاسَ لما بين أيديهم من الأسباب وموازين القوى، فمن ملكَ أقواها غلبَ! أمّا في صراع العقيدة، فلا يلزمُ أبداً أن تتكافأ القوى، ولا أن تتقابل موازين الأسباب!، كل الطغاة الذين أخذهم الله أخذ عزيز مقتدرٍ إنما أخذهم وهم في قوّة جبروتهم!

حين أهلكَ اللهُ فرعون لم يهلكه بتغيير موازين القوى، وإنما أهلكه وهو يقول: أنا ربكم الأعلى! أخذه وهو في أوج قوّته، على رأسِ جيشه المدجج!، وحين أهلكَ اللهُ النمرود لم يهلكه في لحظة ضعفٍ، وإنما أهلكه وهو قمّة غطرسته، يُنادي في النَّاس: أنا أُحيي وأميتُ!، وحين أهلكَ اللهُ عاداً، لم يهلكها بتغيير الأسباب، وانقلاب الموازين، وإنما أهلكهم وهم يقولون: من أشدُّ منّا قوَّة!، وحين أهلكَ اللهُ ثمود، فإنما أهلكهم وهم ما زالوا يجوبون الصَّخر بالواد!، وحين شتَّتَ اللهُ شمل الأحزاب يوم الخندق، كانت الأرض قد ضاقتْ على المومنين بما رحبت، وبلغت القلوب الحناجر!

حين بدأتِ الحربُ على غزَّة كنتُ أعتقدُ أنها جولة من جولات الحرب، ستنتهي كما انتهتْ كلّ الجولات التي قبلها، أما الآن فشيءٌ ما في داخلي يقول إنها الجولة الأخيرة! وإنها لن تبقى على الشكل الذي هي عليه الآن، ستأتي ريح الأحزاب بإذن الله، ورياح اللهِ لها ألف شكلٍ وهيئة، وما يعلمُ جنود ربّك إلا هو!، وحتى إن انتهت كما انتهتْ الجولات السّابقة، فستكون قد بدأت من حيث انتهتْ!، ولكن الشيء المؤكد أنَّ هذه الحربُ خرجتْ منذ زمنٍ من أيدينا وأيديهم، يدُ اللهِ تُسيِّرها!

لستُ ضدَّ العقلانيّة، وحساب الأسباب، والنظر إلى الواقع!، ولكن العقلانيّة ترفضُ كلَّ هذا الصمود، كلُّ ما يحدثُ هو ضدُّ العقل أساساً!، والأسباب لا تُنتج كلّ هذا الثبات!، والواقع يقول إن دولاً عظمى كانت لتنهار تحت كل هذا القصف والعدوان فكيف يصمد قطاع هو أصغر مساحةً من كلِّ عواصمنا؟ والأدهى من ذلك أنه بجغرافيته المسطحة بلا جبال ولا وديانٍ ولا غابات هو منطقة ساقطة عسكرياً عند أول هجوم من هذه الترسانة المهولة التي تملك البحر والجو واليابسة! وبالنظر إلى أنَّ حروب إسرائيل السابقة مع جيوشنا كانت تنتهي بساعات، فالحديث عن الواقعيَّة يبدو إيماناً مادياً غثيثاً!

لا يوجد محتلٌ بقيَ على احتلاله، هذه حقيقة ثابتة لا يستطيع أحد تكذيبها، بغض النظر عن عقيدة أصحاب الأرض! كل احتلالٍ زال هكذا يخبرنا التاريخ، وكل الغزاة رحلوا نهاية المطاف، وهذا الاحتلال زائل طال الوقت أم قَصُرَ، وعسى أن يكون قريباً!

- أدهم شرقاوي

‏"إسرائيل" بتفكر بقتلها لأهلنا وأصحابنا وأحبابنا وكل من حولنا إنها بتفقدنا معنى الحياة وبتتركنا ناس مهزومة للحزن!، ما بتعرف انه هذا الفقد هو سببنا الوحيد للحياة والبقاء، احنا عايشين عشان اللي قتلتهم "إسرائيل".. عشان ناخد بثأرهم، عشان نكمّل أحلامهم بالقتال وزوال الاحتلال، احنا عايشين عشان نكون القصاص.

ولا أحلام إلّا الثأر المقدّس وقصاص الحياة، ولا دعاء إلّا: اللهم لا تأخذنا قبل أن نتم عدالتك.. ‏يا رب القلوب وما فيها، يا رب القبور ومَن فيها، يا رب السجون ومن ظلَّ فيها، يا رب الفاقدين والمفقودين، يا رب المستضعفين، مكّنا واستخدمنا.

يا الله أعطنا القدرة على أن نثأر، أن نؤلم كما نألم، أن نَقتُل كما نُقتَل، أعطنا القدرة يا الله أن نرد على الحقد بالحقد، وعلى الرصاص بالرصاص، حَوّل أوجاعنا وأحقادنا وفقدنا وعجزنا إلى نار تصليهم لعلها تُشفى الصدور، أعطنا القدرة يا الله أن نثأر لكل قطرة دم سالت ولكل دمعةٍ ذُرِفت.. يا الله استخدمنا في انتقامك، واجعلنا من جُندِ التحرير يومَ الفتحِ المبين، وممن يشهدون معركة التحرير الكبرى، وعرس التحرير، وما بعد التحرير، إنك وليّ ذلك والقادر عليه.

‏الجثث ملقاة تكتظّ بها الطرقات، لا أميّز وجوههم، ولا أستطيع معرفة ملامحهم، غير أني أرى أرواحهم متنعمة في الجنة، رائحة الموت والبارود تملأ الأجواء، ولكن ريح الجنة أطْيَب، أصوات الرشاشات والمدافع والقنابل تزغرد، ولكن صوت الملائكة المثبِّتين أعلى، أرض الله واسعة عظيمة، ولكن شمال غزة أفسح وأرحب وأطيب وأعز وأرفع عند الله.

- حمزة أبو توهة

«تقبّل إلى العلياء منّا شهدائنا
وصلّ على خير الأنام وسلِّمِ.»

"يا ربّ صلِّ على النبيّ وآلهِ
وارحم الذين فدوا البلاد بروحهم."

اللهُمَّ صلِّ على سيّدنا محمدٍ صلاةً تفرّجُ بها كُربتنا في غزّة.. وصلِّ عليه صلاةً تنصرنا بها على عدوّنا، وصلِّ عليه صلاةً تعجّل فيها يوم الفتح والتحرير، وصلِّ عليه صلاةً تحفظ بها عبادك من بطش عدوهم، يا ربّ العالمين، وأرحم الراحمين.

اللهُمَّ صلِّ وسلِّم على نبيِّ المَلحمةِ والرَّحمة، صلاةً تنصُرُ بها جُندَكَ المُؤمنين، وترحَمُ بها عبادَكَ المُستضعَفين.. اللهم أنك تعلم أنّ العالم أجمع تكالب على غزّة وأهلها ومقاوميها وما لنا إلا إياك، اللهم لا تقطع رجاءنا فيك أنت مولانا فنعم المولى ونعم النصير.. يا الله لا تكلنا لأمةٍ خذلتنا، اعنا واغثنا والطف بنا برحمتك يا الله.

"إلّا رسول الله.."
تصدح بها حناجر حملة لواء رسول الله في أُمّته وبقيّةُ أهل بدر فينا في السابع من أكتوبر المجيد انتقامًا لسيّدنا ونبيّنا وحبيبنا وقدوتنا الرسول محمد ﷺ.

نشهدك يا رب أنهم أول الملبين لنداء الدفاع عن مسرى نبيك وهم في أقصى البلاد ولم يصلّوا فيه، وأنهم جادوا بأرواحهم دفاعاً عنه، ونصروا دينك بدمائهم وأشلائهم، نسألك يا رب رضاء عنهم -لا سخط بعده-، وفردوساً فيها النعيم السرمدي الدائم لهم.

الصلاة والسلام على نبينا المجاهد الشهيد، وعلى آله وصحبه، ومن جاهد جهاده إلى يوم الدين.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى النَبي الشَّهِيد وَالمُجَاهِد الصِندِيد وَالمُقاتِل العَنِيد، خَير مَن دَعا وَاستَغفر، وَ جَاهَد وَعَسكَر، مَن جَاَهد مِن أجلِ التَّوحِيد وَوَحَدَّ مِن أجلِ الجِهَاد، وَ عَلَى آله الأطهَار، وَعَلَى أصحَابه الأخيار الكُرَّار..

في مثل هذه النوازل، يشتد الشوق لرسول الله صلى الله عليه وسلم!.. لقد كان يثبت صحابته في المحن، ويذكرهم بأيام الله، ويبثهم اليقين والعزم!.. واليوم بعد 14 قرن نجد كل ذلك في سيرته وميراث سنته، فيشتد الشوق مضاعفا للقياه!.. لقد شهدنا على ما نبأتنا به يا رسول الله! شهدنا الايمان والثبات وقوة المقاتلين وعزتهم وشرف الجهاد، وأصبحنا على يقين تام بأنه لن يضرنا من خذلنا والنصر والتمكين والفتح المبين لنا بإذن الله.

تكتبوش لغزة، تكتبوش عن غزة، تدعوش، تعملوش هاشتاق للشمال، يا عالم تحركوا تحرك فعلي، تحركوا تحرك حقيقي، انفضوا عنكم غبار التقاعس والقعود.. لا تكتبوا عنا، ‏هذا الهوس باللغة والتعبير والمحتوى وجمالية النصوص هو من أسوأ ما أنتجته هذه الإبادة.. أحيانًا أشعر أن الناس يعيشون في بُعدٍ آخر لا يستوعبون فيه أن الدماء التي تُسفك دماء حقيقية!!

مئات الشُهداء في جباليا وبيت لاهيا وكل مكان بغزة.. مجازرٍ يندى وربي لها الجبين، نحن لا نحزن أنهم قضوا إلى ربهم لأنهم أحياءٌ هُناك يسرحون ويمرحون ويتنعمون في نعيم الجنة، يقفون بين يدي ربٍ كريمٍ وقوفًا ينسيهم كل ما لاقوه وذاقوه في الدنيا.. نحن نحزن أننا هُنَّا هكذا، نحزن أننا تُركنا نموت ونُذبح وحدنا، تقتلنا لحظات الخوف والرعب التي نعيشها الآن تحت الغارات والأحزمة النارية بجسدٍ مُقشعرٍ مُرتجف قبل أن تتقطع الأجساد وتطير الأرواح إلى بارئها.

العالم كله تجبّر علينا، حكومات وأنظمة وتحالفات وترسانة أسلحة مفتوحة على مصراعيها تحت إمرة إسرائيل ولأجلها، حتى القوانين "تُفصَّل" لحمايتها، لا وجود لنا ولا لحقوقنا.. "كل ساعة يتأخّر فيها الإسناد عن موعده الواجب فإنه يُضاف إلى رصيد الخذلان الكبير بتأخّركم.. إنّ الميدان ليس في ترفِ انتظارِ جاهزيّتكم وإكمال استعداداتكم.. اخرج بنصف قوّتك المستطاعة أو رُبعها أو عُشرها، فكل ساعة تأخير هي نقص كبير من الأنفس والأموال والثمرات.. ولا يكتبنّك اللهُ في سجل الخاذلين!"

"متدعوش لغزة..
الاكتفاء بالدعاء فقط، يعطيك نوع من الرضى المزيف، غزّة تحتاج إلى ما هو أكثر من الدعاء وذرف الدموع في المحراب."

- الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل فك الله أسره

‏أيها المسلمون الأوغاد حول العالم..
يوجد 2 ونصف مليون مسلم في غزة، مع حوالي 300 مسيحي يا أمة المسيحيين الأوغاد أيضاً.. جميع من ذكرت يتعرضون لمذبحة وابادة لم يشهد لها التاريخ مثيل!

- هل فعلتم شيء؟
هلا توقفتم عن النشر والتفاعل والجهاد الالكتروني وخرجتم إلى الشوارع لنصرة غزة؟ ‏الحراك الشعبي العربي والإسلامي هو السبيل الوحيد لإنهاء أكبر إبادة عرفها التاريخ الحديث.. من غير المعقول أن تغيب الأمة عن أكبر معاركها.. من غير المعقول أن تصمت الأمة وآخر حصونها يذبح! هُنا المجازر يفصل بينها وبين المجزرة التي تليها ساعة ولربما أقل.. عشرات الشهداء يشقون طريقهم نحو السماء، ‏لا يسيلُ الدم، بل ‏يسيلُ الناسُ ‏أشلاءً .. أشلاء.

تقولون:
"يا رب سامحنا خذلناهم"
كمبرر الكافر أمام الله:
"يا رب سامحني أغواني الشيطان"..
واللهِ لم نرى في غزة كفاراً كالمسلمين!

أيها العالم الصامت المخذول المذلول الشاهد على قتلنا ودمائنا ومجازرنا وأجسادنا المُقطّعة في كل مكان.. تذكروا "خاذل المظلوم شريك مع الظالم، لأن أكثر الظالمين لولا السكوت ما ظلموا".. واللهِ لولا سكوتكم ما ظلموا!

قصف جوي ومدفعي واطلاق نار بشكل مكثف وعنيف من الدبابات والطائرات شرق مدينة خان يونس.

يتعذر العالم بالعجز ويتحصنون بالخوف،
ونحن نُفزَع بهِ..
وشتّان بين الخوفين!
بلاءٌ يرفع، والآخرُ يضع.

ولكن عهدنا لكم جميعاً..
والذي رفع السماء وبسط الأرض،
سنكمل ولو صلبنا على حد السيوف،
ولو قتلنا كلنا ونكّل فينا وحرقنا،
وذرينا في الهواء رمادًا.
اللهم بك نصول وبك نجول وبك نقاتل.. لأجلك يا رب، لأجل اعلاء اسمك، اللهم رضينا فارضَ عنا، اللهم آمن روعاتنا وثبتنا وكن معنا، اللهم تقبل منا هذه التضحيات والأيام الثقال.. اللهم آمنا يوم الفزع الأكبر، اللهم صبرًا ونصرًا وجبرًا.

تحدثني فتاة من حي النصر:
أخيراً، وصلتْ لحي النصر بعد مشوار طويل وعبور مر على حاجز جباليا، تحدثني بصوتها المتعب: كانت الآليات في كل مكان، ولم يكن لنا مكان للعبور هرباً إلا ممر مرصوف بجثث الشهداء.. لقد خَطَونا فوق جثث الشهداء المقطعة وفوق الأشلاء وفوق الأمعاء الممزقة.. لقد تعثرت برأس شهيد كانت ملقاة كالكرة في وسط الطريق.. قطع اللحم الصغيرة متناثرة في كل مكان! قطع اللحم الصغيرة مرشوقة على الجدران.. بكت طويلاً ثم قالت: هل تعتقدين أن خطواتنا آلمت جثث الشهداء؟! هل يشعر الشهداء بالألم؟! الشهداء لا يشعرون بالألم، نحن الذين قتلنا الألم.

- مريم قوش

‏استمرار سياسة الاحتلال الصهيوني بالاغتيالات المتعمدة ضد الكوادر المدنية الحكومية والطبية والشُرطيّة والاغاثية والقامات الجامعية وأصحاب التأثير الديني والاجتماعي من شيوخ ومخاتير وكل إنسان صادق نافع قادر على خدمة المجتمع خلال الحرب أو انتشال غزة من نكبتها بعد الحرب.‏

يستمر الاحتلال باستهداف كل كوادر وقامات المجتمع الغزي.. قام الاحتلال في المجزرة الأخيرة بقصف وقتل البرفيسور أشرف الجدي عميد كلية التمريض في الجامعة الإسلامية بغزة، وهذه صورته أثناء سرد القرآن الكريم كاملاً على جلسة واحدة في "صفوة الحفاظ 2."

"لا أَضْحَكَ اللّهُ سِنَّ الدَّهرِ إِنْ ضَحِكَتْ
وآلُ "غزّةَ" مظلومونَ قدْ قهروُا
مُشّرَّدُونَ نُفوا عَنْ عُقْرِ دارِهمُ
كأنهمْ قدْ جنوْا ما ليسَ يغتفرُ."

المجازر والإبادة مستمرة..
و‏الشكوى لغير الله مذلة..
عند الله تجتمع الخصوم!
أنا وشعبي خصوم الأمة الإسلامية جمعاء أمام الله عز وجل يوم القيامة.

غابت كل معاني الحياة، وغابت ملامح الطفولة في غزّة.. يا رب رأفةً بهؤلاء الأطفال وكرامةً لبراءتهم.. عجل بنصرنا وهزيمة عدونا.. اللهم لا اعتراض على قضائك ولا معقب لأمرك، لكننا نرجو رحمتك ونطمع بفضلك وننشد نصرك.

نرجوك يا الله نرجوك..
أن تلطف بنا وتنتقم لنا وأن تأذن لهذه الحرب بالانتهاء عاجلاً غير آجلا.

"هَيهَاتَ أن يأتِ الزمانُ بمثلِهِ
إنَّ الزمانَ بمثلِهِ لَبَخيلُ"

‏لا أظن أنّ في الأمة رجلاً أصلب عوداً، ولا أشد بأساً من يحيى، هذا الذي نظر في عين الموت محدقاً، لا تهزه نائبة، ولا ينثني حتى لإعصار، جبل أشم، كان لا بد لمثله أن يقف أمام "اسرائيل" ويبصق في وجهها كما فعل.

رجلٌ بأمةٍ جاوز الستين بجسده، وروحه روح شابٍّ بقوته وحماسه وثباته، مشدود الظهر لا ينحني، لا يختبئ ولا يعطي العدو المختبئ ظهرَه، كان يبحث عن الموت في كل موطن، يريد أن ينال ذلك الشرف، قام مقام دول وجماعات؛ الرجل بسيط إلى الحد الذي يجعلك أن تقول: ذاك بدوي جاء من عمق الصحراء لا يعرف رفاه الحاضرة ولم يذق مغرياتها.. هذا الرجل لو أراد الدنيا والعلو لوجد أبواباً فسيحة لا تُغلق، ولنال ما أراد بأدنى السبل.

إن هؤلاء رجال صنعهم الله على عينه، وأخلصهم لطريقه؛ فكان همهم الله والدار الآخرة.. تذكّره كلّما فترت همّتك وضعفت أمام الفتن الصغيرة والكبيرة، تذكّره إن كدت تضيع الأمانة وتنسى مسؤوليتك وواجبك نحو أمتك، تذكّره أمام أختباراتك، تذكره وهو يرمي العصا، تذكّر كلّ تفاصيله وثباته حتى آخر لحظة، تذكر جسده المنهك ويده المبتورة، لكنّ مع ذلك ثبت ورمى واستمرّ حتى آخر رمق.. عصاه كانت رايته التي لم يفلتها طوال حياته، كانت سوطه المسلّط على عدوّه، ماذا فعلت أنت بعصاك؟ ماذا فعلت بمساحتك وقدرتك؟.. كم علّمنا وكم غيرنا.. ربح البيع والله يا أبا إبراهيم وحياك الله وحي إخوانك القادة وطبتم جميعًا وطاب أثركم وسعيكم وبوأكم الله من الجنة أعلى المنازل.

"إنَّني انا، ابنُ الإِباء،
وهذا أبي، فَخرُ أُمَّةٍ
وسَيِّدُ قَومٍ
ومُطارَدٌ، وقائِدٌ
وأسيرٌ، ومُقاتِلٌ، وشَهيد،
وصاحِبُ عَصا ضُرِبَت بِها الأمثال."

"يا زمن الأندلس المفقود..
يا لحظة التعب الممتدة على مساحة وطن تذبل معانيه، وفي طرقاته كل التائهين يبحثون عن أمل قيل أنه سيأتي!

حنانيك يا قصة التاريخ فما عاد القلب يطيق ما جرى و ما يجري، حنانيك فالحزن أكثر إنهاكاً من الألم.. يا رب في حوزتنا دموعاً أكثر من الفرح وبكاء طويل.. يا رب ليت العالم ينطفىء ريثما نفهم ما كان كيف كان وكنا، لكنها أمنية قلب يعذبه نعي أوطانه فيؤنس نفسه بكلمة، ف يا مولاي أتوسل إليك بوعدك الذي في غيبك أن تجعل غيبنا أمناً و فرجاً ونصراً."

"اضرب فداك أبي وأمي، مقاتلاً مثابراً صامداً تدق الجدران واقفاً على قدميك للعام الثاني دون استراحة، وقد خارت قواك وخر جسدك بينما ازدادت عضلة القلب إيماناً وثباتاً، فعايشت في الثغور الموت، وصاحبت بندقيتك، ورافقك الرصاص، وخاصمت الركون والمذلة واليأس، فاشتد بالله ساعدك، وقويت كفك، وامتلأت بالعز عيناك، اضرب فداك أبي وأمي، وفداء نعلك عنقي، ودون حذائك رأسي، فوالله لغبرة في شسع نعلك، ولذرة في رأس مطرقتك، هي أثمن من ملء الأرض ذهباً، فلا توضع الدنيا بميزان واحد مع رجل تسمع طرقعة خطواته في الجنة."

- يوسف الدموكي

‏شو بدها اسرائيل الآن؟
احتلت معبر رفح، حاصرت سكان غزة في مخيمات، قضت على أعظم قادة المقاومة بغزة، فصلت شمال غزة عن جنوبه ووسطه، جوعتنا، أفقرتنا، دمرت منازلنا، شوراعنا، شيّبت شعر رؤوسنا، ثم ماذا؟

تريد جنودهم الأسرى؟
- لا تريدهم، انما تريد إبادتنا فقط.

هذا بلاغ للناس، وهذا واقع الحال.
اللهم بُحّت حناجرنا قهرًا وخاب الرجاء إلا منك سبحانك.. يا أمان الخائفين، يا ناصر المظلومين، أجرنا من الدنُيا، أجرنا في مصائبنا، واخلف لنا خيراً منها.

"عجز البيان وجفّت الأقلام، حارت الكلمات وطاشت العبارات، لا ندري ما نكتب وما نقول بعد كل هذا الخذلان القاتل!، إنا لله وإنا إليه راجعون في هذه الأمة الميتة."

نموت بصمت خالص، نموت يوميًا وبشكل مكثف وعنيف دون أن يتحرك هذا العالم.. لا نريد جهادكم وتفاعلكم على السوشيال ميديا، الله لا يسامحكم، الله يلعن الاحتلال ويلعن كل حكام العرب.. الله يآمن خوف شعبنا في غزة، يا رب كل شهيد يرتقي بسلام بدون ما يتعذب.. وعقبالنا

‏اللهم إنّ عبادك في غزة قد ضاق بهم الحال، واشتد بهم الكرب، وزلزلوا في سبيلك زلزالاً شديداً، حتى زاغت منهم الأبصار، وبلغت القلوب الحناجر، وبلغ بهم الخوف والقتل مبلغه.. اللهم فرج كربنا، وارحم ضعفنا واجبر كسرنا، وتولَّ أمرنا، فقد خذلنا القريب والبعيد، ولا مولى لنا سواك.

أثقلتنا ذاكرة عامٍ كاملٍ من الأحداث؛
هل سألتم أنفسكم كيف تبدو ذاكرة الغزاوي وهو الشاهد على الأحداث يعاينها وتعاينه!

تمضي الأحداث وهو يؤرِّخها بدمائه وتؤرِّقه بجراحاتها فبين كل حرب وحرب هو في حرب في ذكراها يعددها، 2008 - 2009، 2012، 2019، 2021، 2022 أم سيتنهَّد طويلا ويقول 2023 - 2024 والتي لا يعلم إلا الله كم ستطول وما ستطول بعد..!

الأمور والأحداث أعقد وأصعب وأعمق وأوسع من أن نحيط بها، أو أن نستوعب صورها وتفاصيلها وسرعة جريانها، أو أن نتنبأ بمستقرها ومنتهاها.. لكن، ليفعل كلّ واحد منّا ما يجب عليه، وليتخندق مع أهل الإيمان والتقوى والجهاد، وليمتلئ قلبُه يقينًا بأنّ الله -سبحانه وتعالى- هو مَن يحيط بكل شيء علمًا، وأنّه يسوق الجميع، المؤمن والكافر إلى حيث يريد هو، ‏اشتد البلاء علينا ولا أرى في هذه الأوقات أفضل من عبادة الرضا والتسليم التام لأقدار الله، طمعاً ورغبةً فيما عند الله فهو خيرٌ وأبقى، ونكايةً في أعداء الله فلا يرون منا إلاّ ما يكرهون.. نتصبر أنها دنيا وأنها صولات وجولات، بين أهل الحقِّ والباطل ننال منهم وينالون منا حتى يرث الله الأرض ومن عليها.. والعاقبة للإسلام والمتقين.

"لمن كان يسأل عن كيف احتلت "إسرائيل" ربع فلسطين في النكبة، ها هو يحدث اليوم في جباليا، وقد أدى أهل المخيم ما عليهم وزيادة بكثير في الصمود عاما كاملا أمام أعتى الجيوش، بينما اكتفى كثيرون بالمشاهدة والتغزل بهذا الصمود دون أن يحسب حساب هذه اللحظة".. إن ما يحدث بنا في قطاع غزة أبشع وأفظع مما حدث في أجدادنا خلال نكبة ال48 فاليوم نحن نقتل ونباد ونُجوَع ونُحاصر على مرأى ومسمع كل العرب والمسلمين والعالم الذي يدّعي حقوق الإنسان، ويشاهد الجميع إبادتنا بشكل مباشر على كافة قنوات التلفاز ووسائل التواصل الإجتماعي ولا أحد يحرك ساكناً!

"‏قبل 75 عاماً حين هُجر أجدادنا.. كانت الصورة غائبة، لم يكن هناك شاشات ولا منصات ولا هباب، قال العرب يومها "لقد غدرونا عن جهل"! ومنذ 75 عاماً -من المفترض- أن العرب تحشد في كُتُبها ومناهجها عن النكبة وأن عدوهم الأول هو "إسرائيل" النازية السارقة القاتلة.. اليوم على مرأى الأعين وبالبث الحي المباشر يغُدر الفلسطينيون بتواطؤ العرب والمسلمين "عن علم ودراية"!.. لا عذر اليوم! سحقاً لعجزكم لخذلانكم لمناهج حقوق الإنسان التي صدّعتم بها رؤوسنا! سُحقاً لأيام أغاني العرب الجامعة.. "الاستعمار على ايدنا نهايته .. راح م الدنيا زمانه وقته .. لا في الجزائر ولا في عمان .. تهدا الثورة على الطغيان .. الا بنصر الشعب العربي .. وطني حبيبي الوطن الأكبر!" يا لخيبتكم.. ويا كذب ما غنيتم!"

لم نَبِيع أرضنا يومًا، انظروا كيف نموت كل لحظةٍ فيها، انظروا إلى نهر الدم الذي يجري مُنذ عام، انظروا إلى الأشلاء التي ملأت كل الأماكن.. انظروا إلى لون السماء كيف غدا قرمزي من انعكاسات دمنا عليها.. لا سامح الله كل من قتلنا وجوعنا وظلمنا وحاصرنا وتخاذل عن نصرتنا.

‏أين أهرب؟!
أهربُ إلى العمل فأجدني أتقمّص مشاعر الثكالى والمفجوعين والفاقدين والمعذّبين والأرامل وقد كنتُ واحدة منهن!

أهرب للنوم أقع فريسةً لأرقٍ لا هدنة فيه، في ليلٍ لم يفارقنا فيه صخب الزنانة منذ أكثر من عام.. ثمّ إذا ما غفوت تفزعني أصوات جديدة لذخيرة ليست معروفة ولا مخزّنة في قواميسنا، تختلف عن صوت النسف والقصف الجوي والمدفعي والأحزمة والبراميل المتفجرة ورصاص الأباتشي والكواد كابتر!

ثم أهرب إلى الله فيصادفني قوله:
"وهم من فزع يومئذ آمنون"، أحاول فهم معنى "آمن" ثم أشتاق للشعور بها دون فزع!..
هبني أمانك يا رب..
وامنحني النجاة من كل هذا..

- يسرى العكلوك

"130 امرأة فلسطينية يحتجزهن جيش الاحتلال الإسرائيلي داخل حفرة بعمق 15 متراً في منطقة الشيخ زايد بشمال قطاع غزة، منذ صباح اليوم، وسط مصير مرعب مجهول!

‏أين الذين هبوا حين نودي "وامعتصماه"؟ أين أحفادهم؟ واإسلاماه.. واعرباه! من لا يبيت ثأرهن ويشتري سلعة الله الجنة؟!"

- يوسف الدموكي

إذا لم يكن هذا إستيئاس الرسل، وبلوغ القلوب الحناجر، فما هو؟.. براميل متفجرة تسقط على أهلنا في شمال غزة.. زلزلونا يا رب.. سبحانكَ هذا بلاءٌ عظيمٌ مُبينٌ، رحماكَ بنا.

"الناس في جباليا يذبحون على بلاط المدارس ودماؤهم تسيل شلالات، وهم يرفضون النزوح، ويتشبثون بالمخيم المدمّر.. ما عرف التاريخ ثباتاً وعناداً مثل هذا، ومع ذلك، لا تفعل الامة أمامه سوى الصمت.. هذا الثبات أسطوري، وهذا الصمت أسطوري كذلك، وشتان بين الأسطورتين!"

يا رب لا نعلم أين صاروا، وماذا حلّ بهم، الشبكات معطّلة، ولا وسيلة بيننا وبينهم إلا الدعاء، "حين تخفت أصواتهم لا يجب أن يعم الصمت، وإنما القلق الصاخب، والمناجاة بإلحاح".. ‏يا قاهر فوق كل خلقك يا رب أحبابنا في مخيّم جباليا والشمال، انقطعت بهم السبل، وليس لهم إلا أنت، فكُن معهم في ظروفهم الحالكة، وهوّن عليهم ما يُلاقونه من أذى وحصار واحتجاز.. اربط على قلوبهم، وثبّتهم، وارفع عنهم هذا البلاء، فقد أعيَانَا وأتعب أفئدتنا، فكيف بمن هم تحت وطأته!

نكاد نفقد عقلنا يا رب..
400 ألف إنسان تنهش أجسادهم المجاعة في شمال غزة، مُحاصرين داخل بقعة في مدينة مُحاصرة، تُلقي عليهم اسرائيل كل ما تنتجه أمريكا من مقذوفات تُفتت الإسمنت قبل اللحم!، وجنوب القطاع ووسطه، خيام تكاد تقتلعها رياح الخريف وبرده، وجوع وفقر وقصف للخيام في كل ليلة!

‏لم يبقى شيء يقال، الحقيقة أن ١٢ شهر ونصف قد قيل فيهم أكثر مما يمكن أن يُقال ويكون كافي لتحريك الضمائر.. لا داعي ولا جدوى لأي حديث منذ شهور، ولكن اليوم الإبادة في أعمق وأخطر مراحلها، اليوم قطاع غزة يفقد جزء جديد منه بمخطط خبيث، والكل ينتظر النتائج فقط! ‏نكتب أملاً في تغيير شيء، لكن الجميع يستقبل كلامنا كأننا الأبطال الخارقين في فيلم أكشن مشوق يتابعونه بشغف، اعجاب هنا واعادة نشر هناك وهذا كل ما في الأمر!

بأي لغة نناشدكم حتى تفهمونا وتشعروا بما نعيشه الآن؟ ماذا بقيّ على الغزي أن يحتمل من ألمٍ وقهرٍ ومعاناةٍ ليُحافظ على وجوده وأرضه، ليتشبث فيها ويُغرس في تربتها!؟..نحن لا نملك السـلاح مقارنةً بما يمتلكه عدونا، ولا نملك وسائل الدفاع تجاه هذه الأسلحة المُحرمة دوليًا.. لكن الشيء الوحيد الذي نملكه وهو أقوى من من تجبر وظلم عدونا هو الإرادة، ارادتنا في البقاء، ارادتنا في الوجود، في التحدي والندية.. نحن ندفع ثمن بقائنا من أرواحنا.

يا حبيبتي يا غزّة..
وكأن الجميع متفق على اعطاء اسرائيل الوقت الكافي لابادة شعب غزة.. أيام طوووووويلة من القتل ولم تفكر دولة عربية أو اسلامية واحدة في الضغط أو استعمال تهديد كاذب حتى!! واللهِ لن نسامح.. التاريخ لن يرحم من كان يستطيع أن يفعل ولم يفعل، والله لن يرحم ولن نرحم.. وعند الله تجتمع الخصوم!.

اختبار شديد وابتلاء صعب تمرّ به الأمّة الإسلامية اليوم بما يجري من مجازر ودماء واحتلال وطغيان من الكيان المحتلّ وأعوانه.
فنحن نصبح ونمسي على أخبار الـدماء والأشلاء والتعذيب والتشريد والاعتقالات والتجويع والقهر، فنعيش بذلك اختباراً حقيقيا لإيماننا ويقيننا، وصدقنا وإخلاصنا وعلمنا ودعوتنا.
ونعيش اختباراً في محبتنا لله ورسوله هل نقدمها على محبة أنفسنا ودنيانا -فنضحي ونبذل- أم نقدم محبة أنفسنا فتنشغل بمصالحنا ونُعرض ونلهو ونلعب؟

نعم، نحن نُبتلى اليوم كما ابتلي الرسل وأتباعهم: (حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله)
ويُقتّل إخواننا ويعذّبون كما قُتلت سميّة (التي طُعنت بالرمح في قُبُلها) وياسر ومصعب وحمزة (الذي بُقرت بطنه ومُثّل بجثته) وزيد حِبّ رسول الله وجعفر (الذي قطعت ذراعاه وتلقى جسمه خمسين ضربة بالسيف والرمح)، وأنس بن النضر (الذي لم يبق في جسمه مَعْلَم يُعرَف به) بل كما قُتل الأنبياء على أيدي أجداد هؤلاء المحتلين الظالمين (قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل)
ثم ماذا بعد كل ذلك؟ للشهداء جنّة عرضها السماوات والأرض، وللكفار نار جهنم، وللمؤمنين الناصرين للحق الثابتين عليه: النصر والتمكين؛ وهذا هو التاريخ فاقرؤوه، واستحضروا شعور بلال بن رباح حين أذّن يوم فتح مكة وقد كان سابقا يُجرجر في طرقاتها ويُعذَّب (وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشّر المؤمنين)

نعم؛ هو اختبار صعب وعسر ولكنه -بإذن الله- بداية نهاية الظلم الطويل الذي خيّم على الأمة وقيّدها، وشوّه مفاهيمها ومبادئها، وسلّط فساقها على صالحيها، وفجّارها على أبرارها، وأشغل كثيراً من أبناء الأمّة بالحفلات والمجون والغفلة والأفكار الزائفة.

وبداية النهاية هذه إنما تكون حين نصحو ونعي فنتبرأ من الظلم والظالمين والنفاق والمنافقين ونفهم أنه ليس لهذه الأمة إلا أبناؤها المخلصون فننصرهم وندعمهم ونضحي في سبيل ذلك، ونصنع أنفسنا وأبناءنا على هذا الدرب والطريق، ونترك جمود الحياة المعاصرة الرتيبة التي جمّدت الروح وقيّدت الإنسان وجعلته مجرد ترس في عجلة الدولة الحديثة الطاحنة لكل شيء إلا ليكون عبداً للوظيفة من بداية دراسته وحتى موته وهو لا ينظر إلا إليها؛ فيتعلم لأجلها ويوجه طاقاته إليها ثم يخاف من فقدانها ويتعلق بمن "مَنّ عليه بها"، ثم بعد ذلك يتساءل لماذا أنا عاجز؟

هذا؛ وإن من سنن الله أن صحائف حساب الظلم والبغي تفتح في الدنيا قبل الآخرة -ولكن بميزان الله لا بميزان حسابتنا واستعجالنا-،
وسيسلط الله على هؤلاء القتلة من يسومهم سوء العذاب: (وإذْ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب)
كما سيرى الخائنون الذين حاصروا غزّة وأعانوا الاحتلال عاقبة خيانتهم وخذلانهم،
وسيرى الماكرون الذين سلطوا سفهاءهم لحرب القائمين بنصرة الدين عاقبة مكرهم؛
فكل شيء عند الله مكتوب وله حسابه ولولا أنها الحياة الدنيا لما رضي الله أن يصاب المؤمنون بذرّة أذىً (ولو شاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض) وإنما يطول عمر البلاء وزمانه ابتلاء واختبارا للمؤمنين وفتنة للظالمين، والله لا يخشى أن يفوته أحد؛ فلا يستعجل بعذاب أحد -سبحانه- وإنما يدبّر كل شيء بحكمته وقوّته.

كما سيرى المؤمنون الذين يسعون لإحقاق الحق وإبطال الباطل عاقبة بذلهم وعطائهم وتضحيتهم: (ولينصرن الله من ينصره)

لقد كان هذا العام الكامل الذي مرّ منذ بداية أحداث غزّة كافياً ليرى الناس الحقائق، ومن لم يرها إلى اليوم فلا رآها طول عمره، ولا يُنتَظَر منه بعد ذلك شيء، فويل للغافلين، وويل للراقصين اللاهين، وويل لمن فتن الناس وألهى الشعوب ومنعها من نصرة إخوانها، وهنيئاً للصابرين، وهنيئاً للشهداء، وهنيئاً للمتمسكين بحسن ظنهم بالله تعالى.

نحن نعيش اليوم في هذه الصفحة المؤلمة، وغداً ستقلب الأمة -بإذن ربها- هذه الصفحة لتعيش صفحة التدافع، ثم صفحة التمكين؛ والله غالب على أمره ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون.

‏قولوا لي ماذا نفعل كي تقتنعوا أننا نباد ونسحق في غزّة؟ كم شهيداً يكفي لتحريك مشاعر النخوة فيكم؟ كم لتراً من الدماء تحتاجون بعد حتى تتحركوا لتوقفوا الابادة؟ كم طرفاً مبتوراً؟ كم يتيماً وكم أرملة؟ كم حلماً ممزقاً؟ وكم قلباً مرتجفاً؟ أعطونا رقماً ما.. ما النقص الذي ترونه في أهل جباليا وغزة كي لا تحسبوهم في عداد البشر؟

كيف لنا أن نصدق العالم ونحن نراه يخرج بالآلاف من أجل مباراة أو من أجل مهرجان فني؟ ماذا فعلت لكم غزة كي تتنكروا لها هكذا؟ ‏تذكروا أننا صرخنا كثيرًا، وقلنا أننا نباد، تذكروا أن شهدائنا بالالاف، تذكروا أننا نادينا الأحرار، لكن لم يستجب إلا القلة، تذكروا غزّة تنزف بدون توقف منذ أكثر من عام، وليس لها إلا الله.

يا الله حرِّك جندك يا الله
يا الله حرِّك جندك يا الله
يا الله حرِّك جندك يا الله.

لا شيء يصوّر 1% من الذي نعيشه في غزة.. ‏عندما تحدّث البشر لغتهم، واجترحوا مسميات لوصف المجازر والمذابح والجرائم والإبادة والتطهير العرقي لم يكونوا يتحدثوا عن شيء يشبه هذا، ولا دونه.. نحن نعيش حقبة لم يعرف البشر لها مثيلاً في القتل والتوحش والسقوط الأخلاقي.

‏بشمال ووسط وجنوب القطاع، اسرائيل تقصف وتنسف وتقتل كل شيء.. يبدو انه الوقت الزماني الأخير المتاح لها من أمريكا وحكومات العرب لتنهي غّزة وأهلها! العالم كله تجبّر علينا، حكومات وأنظمة وتحالفات وترسانة أسلحة مفتوحة على مصراعيها تحت إمرة إسرائيل ولأجلها، حتى القوانين "تُفصَّل" لحمايتها.. لا وجود لنا ولا لحقوقنا.

{سيهزم الجمع ويولون الدبر}
فهذا ما نعرفه وعرفناه وسنموت عليه.

لم يبقى شيء لنكتبه ولا لنقوله..
أشهدناك يا رب فاشهد على خلقك..
الله أكبر وأعلى وقاهر وجبار على كل مجرم كفار عنيد.. يا رب هذه أرضك ونحن عبادك وكل شيء بأمرك وحكمتك، الذي يحصل فوق طاقتنا يا الله وما لا يتحمله بشر، الطف يا رب بنا ولا ترفع للصهاينة راية، ‏اللهم إنا مغلوبون فانتصر، اللهم إنا مقهورون فانتصر، اللهم قد بلغت القلوب الحناجر فانتصر، اللهم ضاقت علينا الأرض بما رحبت فانتصر.

‏الليل يخترقه صوت القصف المدوي والأحزمة النارية المرعبة، تشتعل سماء القطاع بالنيران ويتصاعد القصف على كامل مساحته، كما في ليالي الحرب الأولى!، هي ليلةٌ من ليالي الموت، يغرق فيها كل شيء بالدماء و الفقد و الجراح، يتناثر الرعب مع كل قذيفةٍ تهوي بين المنازل والخيام، ‏وتُضفي أسماء العائلات عدّادًا للشهداء.. هنا غزّة حيث يحصد الموت الأرواح وتصدح الاستغاثات منذ عامٍ ويزيد بينما يغرق العالم في سباتٍ عميق.!

‏25، 36، 50، 60، 65، 73، 88..!
"هذا ليس مزاداً علنياً للبيع!!
هذه أرقام تغيّرت خلال دقائق، توضح عدد شهداء المجزرة التي ارتكبت بالمحاصرين الجائعين العُزّل في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، حيث دمّر الاحتلال مربعاً سكنياً كاملاً ومأهولاً هناك، العشرات منهم لا يزالون تحت الأنقاض!.. ثم يقول العالم الوغد "أنتم لستم أرقاماً"!، هيّا أكملوا نومكم.. لا تقلقوا لن تصلكم المشاهد لأن الاحتلال أراد لنا أن نموت بالعتمة وبصمتٍ دون أن نُحدثَ ضجيجاً! الله لا يسامحكم!"

‏هذه المرة، الخيانة كبيرة، والخائنون عَرَايا من كل بهرج.. هذه الخيانة غيرُ مسبوقةٍ، وهذا التخاذل بتلك الدرجة: جديدٌ، وهذا التحدي السافر الوَقِح لإرادة غزة: خطيرٌ وله ما بعدَه.. هذه المرة، مختلفة وينبغي ألا تمرَّ مرورَ الكرام، ينبغي ألا تمرّ..

ما تزال ‌‏المجازر، ما يزال الخذلان، ما يزال الدّم لا يتوقّف في هذه المدينة المَكلومة.. ما زالت فكرةُ التّهجير في أوج المُحاولات لتطبيقها، وما زال الجميع صامتًا، وما زِلنا نَنزِف، نموت، وكأن الحَرب للتوّ بدأت، وإلى الله المُشتكى.

أخرجوا المشافي عن الخدمات واستهدفوا الآليات وسيارات الإسعاف و قطعوا كل سبل النجاة ليحققوا اليوم أكبر عدد من الإصابات و يمعنوا في القتل كي لا يتمكن أحد من انقاذ أحد.. الممرات ممتلئة بالشهداء والمصابين.. لا يمكن للدكاترة استيعاب الأعداد، وصل الحال بهم أن يعاملوا المصابين بالمفاضلة، مين حالته فيهم أفضل ويعالجوه!

‏أيّ قرارٍ أفزعُ من المفاضلة بين أرواح المصابين، الآن يحتار الطبيب في مشافي الشمال أيّ روح يمكنه انقاذها وأيّ روح يمكن أن يؤجلها تنازع حتى الموت.. لا وقت ولا كادر ولا إمكانات تسمح بإنقاذ كل هذه الأعداد من المصابين! أيّ عدل هذا الذي يقتلنا بالجملة؟ أيّ نوعٍ من الموت هذا؟ وايّ عِلم هذا الذي تركتمُ أطباءنا يمارسونه؟ وأي ليالٍ مفزعةٍ نعيشها؟ وأي عالم هذا الذي نكتب له الآن؟

#شمال_غزة_يباد هذه وصفة موت،
لا وصفة هاشتاج!!!!

على نشرة الأخبار نموت رويدًا رويدًا..
إبادة ومجازر مرعبة في الظلام بدون مستشفيات ولا إسعافات ولا دفاع مدني ولا معدات لرفع الأنقاض عن الشهداء، والاستهدافات متواصلة دون توقف!

الآن في ثانية واحدة أكثر من 90 شهيد ومفقود و100 جريح نتيجة استهداف قوات الاحتلال لمربع سكني يضم عدة منازل في مشروع بيت لاهيا شمال غزة.. لم تعد المجزرة بحق أسرة واحدة، اسرائيل تستهدف عائلات بأكملها وتمسح أسمائهم من السجل المدني دفعة واحدة.

يا رب اقلب الموازين لأجل غزة.
اللَّهُمَ إنّ هذه البلاد يأكلها الألم من كلّ مكان.. باتت أيامنا مُكتّمة بالحُزنِ والفقد، ولَيالينا باتت دُموعٌ وقَهرٌ وفِراق.. يا الله ضَمد جُرح هَذه البِلاد، يا الله إننا نَنزف مِن كُلّ مَكان، ضَمد قُلوبنا واشفِ جِراحاتنا وأنزل الصَبر والسَكينة عَلينا.. يا مولانا مَن لِهَذه البِلاد إلّاك؟ مَن يَنهي هَذه الفواجع إلّاك؟ أغيثَنا يا الله أغيثنا وأنصرنا فَليس لَنا سِواك.

‏يا رب إذا كان مكتوبًا على أطفال الشمال ألا يطلع عليهم الصباح أحياء فلا يطلعنّ الصباح على أحد.. يا رب إنّ عالمًا يعرف أن مدينةً تُباد الآن ولا يفعل شيئًا لا يستحق الصباح.. يا رب قلبي يسمع رجفة قلب طفلٍ يعرف أنه سيموت بعد قليل.. بأي ذنبٍ يعيش طفلٌ تجربة انتظار الإعدام؟

يا رب ‏لمن نكتب؟ لمن نصور؟ لمن نرثي؟ لمن نكشف الجريمة؟ لمن نوجّه الشهادات والمناشدات؟ في عالم تلبّس الزيف وتلطّخ بالجُرم، سافك دماء أطفالنا وغارق في دماء الأبرياء بلا ضمير ولا رحمة.. ‏لقد قُتلنا على مرأى العالم، قُتلنا جميعًا.. ومَن تبقى، ما عليه سوى انتظار كفنه!

الاحتلال يستغل أي حدث يحدث ضجة لتعميق جرائمه، مثلا استغل حدث انشغال العالم باستشهاد القائد يحيى السنوار وعمّق عمليته في جباليا وارتكب مجازر دامية.

جثث عشرات الشهداء منتشرة في شوارع جباليا بفعل القصف المستمر.. عدد من المدنيين ماتوا جوعًا وعطشًا داخل المنازل بسبب حصار الدبابات.

آلة الموت مفزعة تحصد عائلات بأكملها في الشمال وجباليا، الاحتلال الذي لم يوقفه قتل 100 ألف انسان، يخبرنا بشكل واضح انه لن يتوقف عن القتل والقتل والمزيد من القتل، هل مطلوب منا أمام العالم ان نُقتل وأن نكون الضحيّة الطيبة حسنة الأخلاق التي تُقتل دون أن يرتفع لها صوت؟ كل هذا يجري، والعالم منقسم، بين جبان متخاذل، وشريك في الدم.

كم ذُبحنا وكم قُتلنا وكم حُرقنا؟
جباليا تُصب عليها النار صبًا من الطائرات والدبابات والآليات منذ أسبوعين وأكثر، يموت الناس هُناك بالمئات وأقسى ما يمكن للعرب فعله هو هاشتاق #جباليا_تباد!!.. كلنا نُباد ونُذبح منذ عام، نُشرّد ونُقتل بأقسى الأدوات والإمكانات والأسلحة ولم تفعل لنا الهاشتاقات شيء!، نحن نحتاج إلى تحركاتٍ فعلية ترفع وتزيح عنا هذه المأساة وتنصرنا وتنتصر لمظلومينا.

"ما نعيشه كابوس كبير والجاي كابوس أكبر.. كيف نفسر -رغم كل هذا الدم المسفوك- خلو الساحة من أي حراك حقيقي أو فعالية حقيقية ولا حتى أدوات ضغط، لا في الداخل بين أبناء الـ48، ولا في الضفة المفتتة كخارطة حيوان وحيد الخلية، ولا على الحدود الأطول والأكثر أمنًا مع الاحتلال، ولا حتى في بلاد الشتات التي تضم أكبر تعداد من أبناء هذا الامتداد الفلسطيني؟"

يا رب انتقم لنا من حاكم مصر
يا رب انتقم لنا من ملك الأردن والسعودية والامارات.. تحريرنا يمر عبر رقابهم جميعًا فيا رب انتقم لنا من حكام العرب الصهاينة، يا رب ‌‎اجعلهم عبرةً للمعتبرين، زلزل أقدامهم ونكّس أعلامهم وأحزنهم كما أحزنونا وآسِفْهم كما آسَفُونا واجعل قنابلهم عليهم دمدمًا، وعويل نسائنا عليهم همهمًا، ودمرهم تدميرا.

يا جبار أرنا بطشك وعجائب قدرتك بحكام العرب وأنظمتهم الفاسدة، اللهم أنزل عليهم نارًا وحميماً يقطّع أمعاءهم وابتليهم يا الله بالأمراض والطواعين التي لم تكن موجودة في أسلافهم، واجعلهم يهيمون في الشوارع على رؤوسهم كالصرعى والمجانين واجعل كل صرخة من صرخات أطفال ونساء وشيوخ ورجال غزة عليهم لعنات تطاردهم، وأرنا فيهم ما يشفي الصدور، واجعلهم عبرة لكل خائن جبان عبد للمال والسلطان يا رب يا منتقم!

"في جباليا، دَمُ أخيك وبَلواه!
أتنام ناسيًا إيّاه؟ تاركًا للضَّرب يداه؟"
‌‏هذا أصعب وقت وأصعب زمان على جباليا..
يرحل الشهداء بالعشرات كل يوم لكن أهلها لا يغادرون مخيمهم.. ‏هناك أسر وعائلات مُسحت من السجل الدنيوي لتكون جميعها في سجل الفردوس الأعلى يوم القيامة على سرر متقابلين.

‏"يا سُورةَ الأنفالِ شُدِّي أزْرَهم
يا آيةَ الفتحِ المُباركِ اعضُدِي."
يا ربّ مُعسكر -جباليا- الرّابض، والشّمال الصّامد نستودعك إيّاهم بكلّ خير.. أعانكم الله على الحِمل الثقيل يا أهلنا بالشمال ورحم الله شهدائكم وضمّد الله جراحكم وصبّ الصبر على قلوبكم صبّا، اللهم احفظهم واجبر كسرهم وأمددهم بجندك ومددٍ من عندك يا الله.

‌‏الوقت من دم، وكل لحظة لها ثمن، والأثمان باهظة فهي "دماء وأشلاء ونزوح وجوع".. لا سامح الله من تركنا نموت وحدنا في اليوم الواحد ألف مرة.. اللهم نجنا نحن عبادك المؤمنين، عبادك المنهكين، المرهقين، المتعبين، التائهين، الفاقدين، المفقودين، البائسين، المذبوحين، الغارقين بدمائنا صباحًا ومساءًا.. اللهم واخذل كل من خذلنا وتركنا نموت وحدنا.. اللهم عليك بحكام العرب الصامتين المتخاذلين، اللهم أذِقْهم من نفس الكأس مُرّه ومن الخَراب أشده.

ما أعجَزكم وما أقسى خذلانكم علينا..
الشمال يُباد بكل أنواع الطائرات والصواريخ والقذائف، نعم الشمال ذاته الذي جاع وجوعوه الجيران وذلوه بإسقاط المساعدات التي قُتلوا فيها.. نكتب ولا أعلم لمن نكتب فهل عشرات المجازر التي لم تحرككم من قبل ستحرككم عشرات المجازر التي تحدث الأن؟ نحن حاقدين على هذا العالم، ونخص بالحقد كل عربي ومسلم خذلنا ولا زال يخذلنا.. الله وحده مع الشمال، أساله بكل ضعفنا وقلة حيلنا أن يلطف بأهلنا في جباليا وأن ينتقم بكل قوته من اليهود ومن والاهم، يا رب رحمتك في شعبي يا رب.

من كان يتخيل أن المطلوب رقم واحد على مستوى العالم، يُستشهد بعد أكثر من عام من حرب إبادة، لا في عملية اغتيال، بل في الخطوط الأمامية على جبهة القتال.. هذا أبونا يحيى السنوار يختم حياته بخاتمة أشبه بالأسطورة، خاتمة تليق بمعجزة الطوفان، يا قائدنا المقاتل حتى الشهادة، يا قائد الشعب الفلسطيني، اللائق بالشعب الفلسطيني، الطوفان وصيتك، وفلسطين أمانة في أعناقنا، لا حفظنا الله إن لم نحفظها، ولا بقينا إن لم نبقَ على واحدة: قتال إسرائيل حتى تزول أو نزول.

‏اللهم تقبله عندك مرضيّاً؛ فإننا شهودك في أرضك؛ أنّا وجدناه صابراً، نقياً، تقياً، خفياً، جلْدَاً، صبوراً، محباً لدينه وأمته.. هي ميتة العظماء في زمن العبيد؛ وهذا اختيار الله الذي لا يناله قاعدٌ عاجزٌ.

سطّر حروف وكلمات نعيه قبل 20 عام.
يحيى السنوار من روايته الشهيرة الشوك والقرنفل التي كتبها وسطّر حروفها في سجنه!

ذهب صاحب الشوك والقرنفل وهو يحاول نزع الشوك ووصمة العار عن الأرض، أبدل قلمه ببندقية حملها على جانبه ومضى نحو درب الشهداء.

مات رسول الله!

ولم تعش الأمة فقدًا أعظم من فقده، ولن تعيش مصيبة أكبر من مصيبة موته، واستمرت الراية كما هي لا تسقط ولن تسقط، حتى وصل هذا الدين إلى رجل كهذا، يتقدم مواكب المدافعين عنه، بروحه وعمره ونفسه، فلا تهنوا، ولا تحزنوا، وأنتم الأعلون!

ثم ماذا تنتظرون من رجل قضى بضعا وستين سنةً يقاتل في سبيل الله وينكأ العدو ويغيظ المحتل ويوجه له الصفعة بعد الصفعة ويجعله يلعن اليوم الذي ولدته فيه أمه؟ ماذا تنتظرون أن يعيش ستين عاما أخرى؟ والله لولا الله لظن الناس أن قد تأخر أجله! اثنان وستون عاما يا سيدي من الترجل.. أما آن للرجل أن يستريح؟! أن يلقى الله وقد تشققت قدماه وشقيَ قلبه وشقت رأسه؟!

ثم إلم يقبض الربان في عز الطوفان فمتى يكون موعد مع الله خير من ذاك؟ أولا يعطى الأجير أجره قبل أن يجف عرقه؟ وهاهو عرق السنوار سائلًا مدرارا منذ نصف قرن لم يجف، لم يترك موضعا يغيظ أعداء الله إلا وكان على جبهته، سبابته مدفع ولسانه سوط وثغره فوّهة! أفلا يموت الرجال؟ لعمرك هذا ممات الرجال.. ومن رام موتا شريفا فذا!

استشهد الرجل، وهو ليس مقبلًا وحسب، في نفق تحت الأرض بثمانين مترًا، وإنما شيء له أن يموت مقبلًا هو هو بنفسه، مشتبكًا هو هو بساعديه، كارًّا هو هو بجعبته العسكرية، فارسًا هو هو بخنجره وبندقيته، بالله هل ترجون للرجل تكريمًا أدنى من ذاك؟!

الله أكبر الله أكبر الله أكبر.. الله أكبر الله أكبر الله أكبر.. الله أكبر الله أكبر الله أكبر!

"حشدت أمريكا وَ ربيبتها "إسرائيل" كلّ وسائل تجسسهم وتفوقهم التكنولوجي والاستخباري لتحديد مكان السنوار، فانقلبوا في كلّ مرة خائبين خاسرين فتارةً لاحقوا حذائه وأخرى قهوته، فأوهموا العالم أنّه بين النازحين مختبئاً أو مختبئ في أعماق الأرض معزولاً وحيداً مقطوعاً عن الاتصال أو في صحراء سيناء هارباً.. وعندما قتلوه صُدفةً وجدوه برفقة سلاحه مرتدياً جُعبَة ذخيرته في الصفوف الأولى من المعارك بين إخوانه المجاهدين في رفح وقد سَبق ذلك حضوره الجهادي في معارك خانيونس البطولية."

‏أرادوها صورة لنصرهم المُطلق، فكانت صورةً لفخرنا وعزنا المُطلق، أبى الله إلا خزيهم ‏فالرجل الذي طافوا أرض غزة شمالاً وجنوباً بحثاً عنه حتى صوروه معزولاً عن حاضنته، متحصناً بأسراهم، متنعماً في نفق، ‏لم يدركوا بعد أنهم كانوا يواجهونه في كل موقع اشتباك، من نقطة صفر، على كبر سنه، وضعف جسده، وخذلان أمته! ‏هزمهم حيّاً وميْتاً، فجعبته التي على صدره، وقرآنه الذي في يده، ومسبحته التي في جيبه، شاهدة على بسالة شهمٍ أبيٍّ زاهدٍ في دنيا الناس، متعلقٍ بجنّة عالية، مقدامٍ في سبيل أمته ومبادئه.

لا بأس إن كانت بيمينك أو بشمالك، تلك عصاك تلقف ما صنعوا وتوهن كيدَ كلِّ ساحر!

قائد الطوفان وحيداً
كم كنت وحدك يا أبانا
ألقى قائدنا عصاه وهو ينازع، بُترت يمينُه فربطها بسلك حديدي ثم بقي مشتبكاً بشماله، أيّ رجل هذا في زمن الهوان! أراد أن يمضي لربه مقبلاً، وقد أدى ما عليه، خاتماً حياته برسالة استنهاض لأمته، بروحه ودمه أقام الحجة على أمة بأكملها، أقام الحجة على كل مسلم على وجه الأرض يمكن أن يعتذر بالضعف أو قلة الحيلة!

اتهموك بالإختباء في الأنفاق فبيّن الله شهامتك واستشهادك مقاتلا رغم كبر سنك ومنصبك الحساس الذي يتطلب منك حماية من قوة خاصة ولكنك بايعت الله على الشهادة، والله لا يليق بوجهك الوضاء ولا يليق بعقلك الداهية في سبيل الله ولا يليق بصوتك راعب المحتل إلا الشهادة، قتلوك بمحض الصدفة لا اغتيالا ولا تخطيطا، قُتلت في الميدان فهنيئاً يا سيدي، اذكرنا نحن أهل غزة عند ربك، اذكرنا واخبره أننا لا زلنا على العهد و درب الجهاد حتى نلقاه أو ننتصر.