وعلى النقيض لك آخرون عرفوا مُرادَ اللهِ منهم، وعلِموا أنهم لم يُخلَقوا عبثا..
وعرفوا أنهم عن عُمرِهم مُحاسَبون ففاقوا من سَكرَتهم وجاهدوا أنفُسهم وصابَروا وصبروا..
ووقفوا على بابهِ ودَعَوه بأن يُفتح لهم وعلى أيديهم، وأن يستخدمهُم لا يستبدل بِهم ويجعل لهُم أثرًا وثغرًا فصاروا لهُ خُلصا..
فاصطَنعهم الله لِنفسِه وصنعهم على عَينِه
وفتحَ عليهم مِن حيث لم يحتسِبوا ورزقهم العَون فأصبحوا يتَحرّقون إن ضاعت منهم دقيقة هباء..
تحرّقوا لضياع أوقاتِهم وأعمارِهم فتحرّكوا لِنُصرةِ دينهم أيًا كان ثغرُهم
يامغبونٌ في وقتِك أما آن لكَ أن تفيق."