بأن الإنسان لا يعرف حقيقة نفسه إلا بعد الزواج، فقد يظن بنفسه خيراً ويراهن عليها، فإذا تزوج تبعثر كل شيء وتساقط أمامه فعلم أنه قبل أن يحتاج لاختيار شريك عمر جيد، كان يحتاج لأن يكون هو شريك عمر جيد.
فإذا ما فكّر بالزواج وجدها فكرة عظيم لها أنس كبير في نفسه، وفكر كيف يصرّف تلك العاطفة التي صانها وحفظها سنوات طويلة، حتى إنه ليسوّف إصلاح عاداته السيئة حتى يتزوج.
ولكن ربما للزواج وجه آخر!
قد يقودك الحب لأن تكتم غضبك وتكون حليماً في لحظة فورة الحب، أو يقودك لأن تظهر المثالي الحكيم فتنتقد تصرفات من تزوجوا قبلك بسنوات كثيرة، ولا تعلم أنك يوماً ما ستعمل بعملهم بل ربما أكثر سوءً منه!
لا يقوم الزواج بالحب وحده، فالحب قد يحسن الصورة الأولى ولكن يبقى هنالك شيء يخاف منه الطرفان، فكل منهما نشأ بثقافة معينة وبطباع معينة وبآمال تختلف عن الآخر، فليس هناك من هو حلو الطباع دائماً ولا هناك من هو سيئ دائماً كذلك..
سأطلب منك أن تضع الحب على جانب بعيد، وكل الدورات التأهليلة للزواج أيضا، وضع لي الثقافة الخاصة بك والعلم أيضا، وكل الحكم التي تطلقها ليل نهار على غيرك ظناً منك أنك معصوم عنها..
عندما تتزوج ستظهر حقيقتك التي لم يرها والداك من قبل حتى، سيظهر غضبك الحقيقي، سيظهر عطاؤك ومدى صبرك، سيظهر أسلوبك في التعبير عن البغض، قدرتك على كتم الأشياء السيئة خوفاً على مشاعر من أمامك، مهما تصنعت اللطف ستُكشف، لأن هناك لحظات تعري الإنسان فيظهر فيها كل شيء ما لم يكن الخلق الحسن راسخاً في جذور الروح!
لذا أنت لا تحتاج للحب في الزواج بقدر ما تحتاج للمودة والرحمة المتأصلة داخلك، تحتاج لأن تتذكر فضل النصف الآخر في أشد لحظات الغضب منه، تحتاح لأن تعرف أن هناك مئات الأخطاء التي يجب تهذيبها بالحلم، لا بالندية والخطأ بالخطأ والبادي أظلم!
هناك فجوة كبيرة بين عاطفة البنات المدللات وصلابة عقول الرجال، الفكرة ذاتها قد تدخلك الجنة، وقد توردك بظلمك وجبروتك النار، لذا كن مستعداً دائماً لإصلاح نفسك، لا تراهن عليها، ولا تظن أنك كامل ما لم تخض غمار الزواج بعيداً عن شغف البدايات.
لذلك اختر دائماً من إذا رأى فيك عيباً قومه، من جاهد وصبر عليك، فالزواج شراكة رابحة إن أحسنت اختيار من يقومك ويبنيك، يحتاج الزواج موردين دائمين حتى يدوم: مورد العطاء الصادق حتى في أشد لحظات الغضب، ومورد فهم النفس وتقويمها دائماً.
والأهم قبل أن تبحث عن شخص جيد ومؤهل للزواج، كنت انت ذلك الشخص.