النمارق

"ومن يجادلُ الخصومَ وهو لا يعرفُ مذهبه، فذاك مخصوم!"

"روحي بقايا سماءٍ أُسكنت جسدا..
ولم تزل للسماءِ الروحُ تدعوني!"

وصلَنا اليوم: 💘

نسأل الله بجاه سيدنا المحبوب، أن يعيننا على فهمه ويبصّرنا بما فيه ويلهمنا الرشد ويعيذنا من مغبات الهلاك، وأن يجعلنا ممّن همّه الصدق وبغيته الحقّ وغرضه الصواب.

بحث جميل مجمل في الأيدولوجية السلفية المعاصرة وأثرها في تشكيل القراءة اللغوية الحرفية للدكتور محمد ذنون حفظه الله.

"حاشاه أن يحرم الرّاجي مكارمه
أو يرجعَ الجار منه غير محترمِ!"

ما استودعَ الله أحدا عقلا إلا استنقذَه به يوما ما.

•الحسن البصري -رحمه الله-

اللهمّ صلّ وسلّم وبارك على سيدنا المحبوب ومحبيه، كما يرضيك ويرضيه، وحببه فينا وزدنا محبة فيه.❤️

لمّا شرحَ الدرديرُ رحمه الله نظمَه الذي سماه بالخريدة البهية وشرع في باب التصوّف -حيث جعله آخر بابٍ بعد الإلهيات والنبوات والسمعيات- ، قال:

وهذا شروعٌ منه -سامحه الله تعالى- في فنّ التصوّف الذي هو حياةُ القلوب، رتّبه على معرفة عقائد الإيمان؛ لأنّه لا يمكن السير إلى الله تعالى إلا بعد معرفتها.

نعوذ بالله من علمٍ لا ينفع، ومن قلبٍ لا يخشع، ومن الطّمع في غير مطمع، وجّهنا إليك مطايا الآمال فلا تحرمْنا لذة الوصال، واحملنا على مطايا التوفيق، واسلك بنا انفعَ طريق، إنّك أنت الجواد الكريم، الرؤوف الرحيم، بجاه سيّد المرسلين، نبيّك وصفيّك سيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام-

لا أجدُ أبلغَ من قول ابن الوردي في لاميته، يصفُ حال معاملتي مع الآدميين في قوله:

أَنـا مِثـلُ المْاءِ سَهَـلٌ سَائـغٌ
ومـتى اُسخِـنَ آذى وقَتَــلْ

أَنا كَالخيَـزور صَعبٌ كسْـرهُ
وهُـوْ لَـدْنٌ كَيفَ ما شِئتَ انفتَـلْ.

غاااية اللين مع اللين، وغاية الشدة مع الشدة، حتى لأحسبُ من اختبر الوجه الأول ليس له أن يعرف الآخر، ومن عرف الأخير أنكر الأول مطلقا!

وقول الآخر:

لم ألقَ مستكبرا إلا تحوّل لي
عند اللقاءِ له الكِبْر الذي فيه

ولا حلا لي من الدنيا ولذّتها
إلا مقابلتي للتّيه بالتيه!

وقد قال ابن زيدون في نفس المعنى:

أُعيذُكَ مِن أَن تَرى مِنزَعي
إِذا وَتَري بِالمَنايا انقَبَض

فإِنّي أَلينُ لِمَن لانَ لي
وأَترُكُ مَن رامَ قَسري حَرَض!

《وجها زهاهُ الحسنُ أن يتقنّعا..! 》

وأفعال الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم- لا تخلو عن الواجب والمندوب والمباح، وهذا بالنظر إلى الفعل في حد ذاته، وأما لو نظر إليه بحسب عوارضه؛ فالحق أن أفعالهم دائرة بين الوجوب والمندوب لا غير، وأما المباح فلا يقع منهم كما يقع من غيرهم، بل لا يقع منهم إلا مصاحبا لنية تصرفه إلى كونه مطلوبا، وأقلّه قصد التشريع للغير، وذلك من باب التعليم، وناهيك به مرتبة.

الشيخ الدردير رحمه الله

-

إذا أنت قدحت حجرين، ثم قدحتهما، ثم قدحتهما حتى وري منهما قبسٌ من نار، فوضعته ثم على ما يقبَلُ ضرام النار، لا يلبثُ هذا القبس، إذا وجد لنفسه متنفسًا يتيحُ له أن يعلو فيلتهب، أن يصير جذوةً ملتهبة، ثم ألسنة من نار متضرمةً لا تكادُ تطفؤها إلا قواصف الريح..
كذاك، يخلقُ الله في سوسِ كلّ إنسانٍ قبسًا، يومضُ نوره ضئيلًا مرتعشًا أول سنيّ عمره في أنامل صناع، أو حنجرةٍ شجية، أو عقل حصيف، أو في عين تحسن النظر إلى الحسن، فإذا أُحسِنَ إليه في رعايتها، ثم أحسن هو رعايتها، نمت وعرّشت وتجذرت ثم أثمرت من فنون الجمال والأدب والحكمة ما شاء الله أن تثمر، لا يحول دون جناها إلا إهمالها والتشاغل عنها، بعمد، أو بغير عمد، أو قسرًا..
فأي شيء أجدر بالمرء أن ينفق فيه عمره وماله وولده؟ وأي شيء هو أسمى له وأسنى، وأحرى به وأولى؟ فلو كان قد خلق، ولم يوجب عليه غير المأكل والمشرب واللهو، لما بث الله في نفسه هذا القبس، ولو رضي له العيش عيش السوام والهمَل، لما أودع في رأسه ما لم يودع في رأس هرٍّ أو قرد، وإلا -وحاشى لله- قد أودعه إياه عبثًا كيفما اتفق!
إن الوديعة الشريفة، والهبة السنيّة توجب شكرها، وخيرُ شكرِها أداءُ حقها!

﴿یُرِیدُونَ أَن یُطۡفِـُٔوا۟ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَ ٰ⁠هِهِمۡ وَیَأۡبَى ٱللَّهُ إِلَّاۤ أَن یُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَـٰفِرُونَ﴾

يقول البقاعي -سنّى الله له في قبره- في تفسيره هذه الآية في نظم الدرر:

ولَمّا وهى سُبْحانَهُ أمْرَهم مِن جِهَةِ استِنادِهِمْ، زادَ تَوْهِيَةً مِن جِهَةِ مُرادِهِمْ بِالإعلامِ بأنَّهم بِقتالِهِمْ لِأهلِ الطّاعَةِ إنَّما يُقاتِلُونَ اللَّهَ، وأنَّهُ لا يُنَفِّذُ غَرَضَهم بَلْ يُرِيدُ غَير ما يُرِيدُونَ، ومِنَ المُقَرَّرِ أنَّهُ لا يَكُونُ إلّا ما يُرِيدُ، فَقالَ مُسْتَأْنِفًا أوْ مُعَلِّلًا لِما مَضى مِن أقوالِهِم وأفعالِهِم: ﴿يُرِيدُونَ أنْ يُطْفِئُوا﴾ أيْ: بِما مَضى ذِكْرُهُ مِن أحوالِهِم ﴿نُورَ اللَّهِ﴾ أيْ: دِينَ المَلِكِ الأعلى الَّذِي لَهُ الإحاطَةُ العُظمى، وشَرعُهُ الَّذِي شَرَعَهُ لِعِبادِهِ عَلى ألسِنَةِ الأنبِياءِ والرُّسُلِ، كُلُّ ذَلِكَ لِيَتَمَكَّنُوا مِنَ العَمَلِ بِالأغْراضِ والأهْوِيَةِ، فَإنَّ اتِّباعَ الرُّسُلِ حاسِمٌ لِلشَّهَواتِ، وهم أبعَدُ النّاسِ عَنْ ذَلِكَ.

ولَمّا حَقَّرَ شَأْنَهُمْ، هَدَمَهُ بالكُلِّيَّةِ بِقَولِهِ: ﴿بِأفْواهِهِمْ﴾ أيْ: بِقَوْلٍ خالٍ عَن شَيْءٍ يُثْبِتُهُ أوْ يُمْضِيهِ ويُنْفِذُهُ، وفي تَسمِيَةِ دِينِهِ نُورًا ومُعانَدَتِهِم إطْفاءً بِالأفْواهِ تَمْثِيلٌ لِحالِهِمْ بِحالِ مَن يُرِيدُ إطفاءَ نُورِ الشَّمْسِ بِنَفخِهِ ﴿ويَأْبى﴾ أيْ: والحالُ أنَّهُ يَفعَلُ فِعْلَ الأبِيِّ وهو أنَّهُ لا يَرْضى ﴿اللَّهِ﴾ أيِ الَّذِي لَهُ جَمِيعُ العَظَمَةِ والعِزِّ ونُفُوذُ الكَلِمَةِ ﴿إلا أنْ يُتِمَّ نُورَهُ﴾ أيْ: لا يَقتَصِرَ عَلى مُجَرَّدِ إشراقِهِ، بَلْ وعَدَ - وقَولُهُ الحَقُّ - بِأنَّهُ لا بُدَّ مِن إكمالِهِ وإطفائِهِ لِكُلِّ ما عَداهُ وإحراقِهِ.
ولِما في ”يَأْبى“ مِن مَعْنى الجَحدِ دَخَلَ عَلَيْهِ الاستِثناءُ، أيْ: إنَّهُ يَأْبى كُلَّ حالَةٍ إلّا حالَةَ إتْمامِهِ نُورَهُ عَلى التَّجَدُّدِ والِاستِمرارِ ﴿ولَوْ كَرِهَ الكافِرُونَ﴾ أيِ: العَرِيقُونَ في الكُفْرِ فَكَيْفَ بِغَيْرِهِمْ. ا.ه

عدتّ إلى غرفتي بعد غيابٍ فوجدتّ هذه الزهور من (ماما) أطال الله بقاءها، لعلها أرادت أن تمثلني في غرفتي حيال غيابي.😆❤️

وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّك

يقول الشيخ دردير -رحمه الله ونفعنا بعلومه- في شرحه على الخريدة في باب الجزم برؤية المؤمنين بربهم يوم القيامة:

أن الرؤية تتفاضل كمّا وكيفا ولذة على قدر العلم بالله وحبّه في الدنيا! حتى أن البعض لا ينقطع عنه أبدا، كما أنّه كان في الدنيا لا يتعلق قلبه بغير الله تعالى أبدا.

الله المدبّر والعالم شهود.

"غَدا غَدوَةً وَالحَمدُ نَسجُ رِدائِهِ..
فَلَم يَنصَرِف إِلّا وأَكفانُهُ الأَجرُ!

تَرَدّى ثِيابَ المَوتِ حُمراً فَما أَتى
لها اللَيلُ إِلّا وَهيَ مِن سُندُسٍ خُضرُ!"

تقبّلكما الله يا أبطال!

أَبَوا أَن يفرّوا وَالقَنا في نحورِهم
وَلَم يَبتَغوا مِن رهبةِ الموتِ سُلَّما

وَلَو أنّهم فَرُّوا لَكانوا أعزّةً
وَلَكن رَأوا صَبراً عَلى الموتِ أكرما

من يصنع الأصنام لا يعبدها

يدعو المستضعفون الدول الاستعمارية إلى التزام القانون الدولي الذي صنعته الدول الاستعمارية نفسها، ولكن نسي المستضعفون أن من يصنع الأصنام لا يعبدها، وأن المنظومة الإنسانية الدولية هي لابتزاز مكاسب من المستضعفين أنفسهم، كما كان يفعل سدنة المعابد مع المرضى والفقراء الذي ينفقون أموالهم عند أقدام الأصنام، إن الإنسانية لم تخرج من منظومة المعبد الذي تحمل فيه الدول الاستعمارية المداخن والمباخر للقوانين التي تصنعها ولا تدين لها، ولكن السدنة يدعون المستضعفين أن يقدموا أبناءهم وأوطانهم قرابين للمعبد الدولي، فالحداثة لم تأت بجديد إنما صنعت معبدا جديدا لابتزاز البشرية، حقا من يصنع الأصنام لا يعبدها.

أ.د وليد مصطفى شاويش

"‏لما وصل خبر مقتل مصعب بن الزبير إلى مسامع سيدنا عبد الله بن الزبير، صعد المنبر وخطب في الناس قائلاً :
"إن يقتل فقد قتل أبوه وأخوه وعمه، إنا والله لا نموت حتف أنوفنا، ولكن نموت قعصاً بأطراف الرماح، وموتاً تحت ظلال السيوف، وإن يُقتل مصعب فإن في آل الزبير خلفاً منه"

حصيلة معرض الكتاب هذه السنة 😁💘

يسيطر عليّ هذا المعنى مؤخرا الذي قال فيه ابن ميادة:

تمتّعْ بذا اليومِ القصير فإنّه
رهينٌ بأيام الشهور الأطاول!

وقال عمر الخيام من بعده:

واغنم من الحاضـر لذّاته
فليس من طبع الليالي الأمان!

قالَوا حَكَيتِ البَدرَ.. وهيَ نَقيصَةٌ!
البَدرُ لَو يُعطى المُنى لَحَكاكِ..

يا سلام.

الشَيْخ عُمر، -ابن أختي وقرّة عين خالته ذو الثماني سنوات- يكتب اليومَ قطعةً بريئةً مثل قلبه تنبي عن شعرٍ سيتفجّر عيونا من الجمال ذات يومٍ قريب إن شاء الله، جعله الله ذخرا للعربيّة وحارسا من حراسها.

أترك القطعة بين أيديكم دون تنقيحٍ ألبتة -مع كامل فخري وسعدي-☺️

إلى أمّ اللغاتِ كتبتُ شعرا
فسبحان الذي بالليل أسرى

وفي حبّى إلى أم اللغات
تضيقُ حروفها شعرا ونثرا

عليك بحبّها في كلّ وقتٍ
يكون ثماره عزا وفخرا

ولا تك جاحدا فضلا عليك
وأعط الضاد فوق العمر عمرا

فخارك في حروفك والمعاني
وفي كل الفنون نقول شعرا

أقول الشعر كي ترتاح روحي
وإن قالوا البيان: فقلت سحرا

وهذا السحر فيه من المعاني
تنير الدربَ في الظلماء بدرا

أنا العربيّ لا يخفى عليه
وأعطي حقّ أهل الضاد قدرا

أنا العربي لا يخشى المنايا
رمادٌ ظاهرٌ وأفيضُ جمرا

وأدعو الكلّ من أبناء ضادٍ
فهذي الأم، كيف تطيق هجرا!

وأختمُ شعريَ المفتون حبّا
صلاةً للحبيب ضحىً وفجرا

يا واسعَ الانتقام!

مطلع قصيدة ماذا يعيب رجال الحيّ في النادي للشاعر صرّدر.

https://youtu.be/lLBCM_VJIdI?si=EXeTAwWK6mAvtZ4T


هذه الحلقة للدحيح: عظَمة😁❤️

يقول البقاعي رحمه الله في تفسيره لهذا الآية في نظم الدرر:

ولَمّا عَظُمَت القِيامَةُ بِكَشفِ الأسرارِ فِيها والإنباءِ بِها، وكانَ الشَّأْنُ أنَّ الإنْسانَ لا يُنَبَّأُ إلّا بِما هو جاهِلٌ لَهُ أوْ غائِبٌ عَنْهُ، وكانَ مِمّا يَخِفُّ عَلى الإنسانِ في الدُّنيا النِّسْيانُ، وكانَ ذَلِكَ اليَومَ يَومُ كَشْفِ الغِطاءِ، زادَهُ عِظَمًا بِالإعلامِ بِأنَّهُ يَجلُو بَصِيرَةَ الإنسانِ حَتّى يَصِيرَ مُسْتَحْضِرًا لِجَمِيعِ ما لَهُ مِن شَأْنٍ، فَكانَ التَّقْدِيرُ:
ولَيْسَ جاهِلًا بِشَيءٍ مِن ذَلِكَ ولا مُحتاجًا إلى الإنباءِ بِهِ، قالَ بانِيًا عَلَيْهِ: ﴿بَلِ الإنْسانُ﴾ أيْ كُلُّ واحِدٍ مِن هَذا النَّوْعِ ﴿عَلى نَفْسِهِ﴾ خاصَّةً ﴿بَصِيرَةٌ﴾ أي حُجَّةً بَيِّنَةً عَلى أعمالِهِ، فالهاءُ لِلْمُبالَغَةِ - يَعنِي أنَّهُ في غايَةِ المَعْرِفَةِ لِأحوالِ نَفسِهِ فَإنَّهُ إذا تَأمَّلَ وأنْعَمَ النَّظَرَ ولَمْ يَقِفْ مَعَ الحُظُوظِ عَرَفَ جَيِّدَ فِعلِهِ مِن رَدِيئِهِ، أمّا في الدُّنيا فَلِأنَّ الفِطَرَ الأُولى شاهِدَةٌ بِالخَيْرِ والشَّرِّ - كَما أشارَ إلَيْهِ ﷺ بِقَوْلِهِ: «البِرُّ ما سَكَنَتْ إلَيهِ النَّفسُ واطمَأنَّ إلَيْهِ القَلبُ، والإثمُ ما حاكَ في الصَّدرِ وتَرَدّدَت فِيهِ النَّفسُ وإنْ أفْتاكَ النّاسُ وأفتَوْكَ» رَواهُ الإمامُ أحمَدُ عَن أبِي ثَعلبَةَ الخَشَنِيِّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-
وقَوْلُهُ ﷺ: «إنَّما أدرَكَ النّاسُ مِن كَلامِ النُّبُوَّةِ الأُولى إذا لَم تَسْتَحِ فاصْنَعْ ما شِئْتَ» - رَواهُ البُخارِيُّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وأمّا في الآخِرَةِ فَإنَّ اللَّهَ يُعطِيهِ في ذَلِكَ اليَوم قُوَّةَ الذِّكرى حَتّى تَصِيرَ أعمالُهُ كُلُّها بَينَ عَينَيهِ؛ لِأنَّهُ تَعالى ينفِي عَنهُ الشَّواغِلَ البَدَنِيَّةَ ويَكْشِفُ عَنهُ الحُجُبَ النَّفسانِيَّةَ حَتّى تَصِيرَ أعمالُهُ مُمَثَّلَةً لَهُ كَأنَّهُ يَراها ولا تَنْفَعُهُ مَعْذِرَتُهُ، لِأنَّ كُلَّ شَيءٍ يَعْتَذِرُ بِهِ عَنْ نَفسِهِ يُعرَفُ كَذِبُهُ بِنَفْسِ وُجُودِهِ لا بِشَيءٍ خارِجٍ عَنْهُ؛ تارَةً يَكُونُ خالِقُهُ أوجَدَهُ عَلى ما هو عَلَيه مِنَ العِلمِ وسَلامَةِ الأسْبابِ المُزِيلَةِ لِلعِلَلِ، وتارَةً بِإنْطاقِ جَوارِحِهِ.

﴿بَلِ ٱلۡإِنسَـٰنُ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦ بَصِیرَةࣱ﴾

[القيامة ١٤]

وغاية الحبّ والهيام :

إن كان سفكُ دمي أقصى مُرادهمُ
فما غلَت نظرةٌ منهم بسفكِ دمي!