إقناع @eqnaa3 Channel on Telegram

إقناع

@eqnaa3


ترسيخ لليقين ورد للشبهات بالبراهين
التواصل مع الشيخ أبي الفداء
عن طريق الرسائل الخاصة بصفحة إقناع على الفيسبوك أو على بريده
[email protected]

إقناع (Arabic)

تهدف قناة "إقناع" إلى ترسيخ اليقين وصد الشبهات بالدلائل والبراهين. تقدم القناة منصة للتواصل المباشر مع الشيخ أبو الفداء، حيث يمكن للمتابعين التفاعل معه عن طريق الرسائل الخاصة على صفحة القناة على الفيسبوك أو عبر بريده الإلكتروني. سواء كنت تبحث عن إجابات لتساؤلاتك الدينية أو تحتاج إلى توجيهات ونصائح، فإن قناة "إقناع" هي المكان المثالي لك. انضم إلينا اليوم لتعزيز يقينك وتفادي الشبهات بمساعدة الشيخ أبو الفداء.

إقناع

11 Feb, 19:00


https://www.youtube.com/watch?v=YHz7V39r0yc

إقناع

11 Feb, 16:00


https://www.youtube.com/watch?v=8Tr-c9ZJhlA

إقناع

09 Feb, 13:00


https://www.youtube.com/watch?v=MlZwBHhpb6Y

إقناع

08 Feb, 18:00


https://www.youtube.com/watch?v=YGcdd37pb3c

إقناع

06 Feb, 23:51


الحمد لله وحده، أما بعد، فقد كتب للتو أحدهم تعليقا على المنشور الأخير، فرأيت أن أفرد الرد عليه في منشور مستقل، قال:
"يا رجل والله انه لا ينقضي عجبي من كثر ثرثرتك
كلامك كثير والمعنى قليل خفيف"!
فكتبت في الجواب، قبل أن أحذف التعليق وصاحبه:
"هذه يا إخوان من علامات الجاهل خفيف العقل عدو العلم، التي لا تخطئها العين، فانتبهوا: أنه لا يرى قيمة لكل كلام علمي لا صبر له على محاولة فهمه! فالأمر كما يقال: المرء عدو ما يجهل.
ولهذا لا يرون قيمة لكلام شيخ الإسلام رحمه الله وتأصيلاته التي تنقض عليهم جهلهم، ولا يصبرون على قراءة مطولاته رحمه الله! ومن حاول منهم أن يقرأها ويعتزي إليها، جاء فيها بالعجائب، وأخرج منها ما لا يوافقه على فهمه أحد من أهل العلم وطلبته أبدا!
والخليفي فعلا يرمي كل من يكثر عليه من النقولات الطويلة من طلبة العلم (التي يجب نقلها على طولها أحيانا حتى يتضح المقصود على وجه التمام)، بأنهم يثرثرون ويسفسطون ويشغبون ... إلخ، ولم يزل يرميني من قديم بأني سفساط أكثر الكلام بلا فائدة، حتى في الطبيعيات التي يعترف بأنه ليس من أهل الاختصاص فيها، فهذا ليس عليهم بجديد.
وليت الواحد منهم يكتفى بأن يُعرض عما لم يفهم ويضع لسانه في فمه، وينصرف إلى شأنه، لا، بل إنه يتجاسر، من مرض نفسه وحقده على طلبة العلم وعلى تلك المادة الثقيلة التي يتوارثونها ويتصابرون على تعلمها وعلى التأصيل بها وفيها، يتجاسر على تسخيف تلك المادة نفسها وادعاء أنها محض سفسطة وثرثرة وكلام فارغ لا يحتاج إليه أحد! الكلام العلمي كلام فارغ!
إيش "المعنى قليل خفيف"؟؟
هذا هو الكلام الفارغ حقا! اعتراض سخيف لا وجه له، وكل أحد يحسن الاعتراض به على كل كلام علمي لا يفهمه!
كل من قرأ الكلام من طلبة العلم فهم مقصودي بفضل الله، وأدرك وجه الاتفاق ووجه الافتراق بين المقالتين والقائلين، وأدرك فساد زعم من يدعي أني أسوي بينهما من كل وجه، أو أن كلامي يقتضي ذلك! وهذا هو المطلوب من التحرير.
لكن أنتم قوم حدثاء أسنان سفهاء أحلام لا صبر لكم على الكلام العلمي المحرر لأنكم لم تتعلموه ولم تعرفوا طريقة أهله!
فما الحيلة لصرف السفهاء من أتباعهم عن ذلك الكلام وأصحابه الذي لا يفهمونه هم أصلا، وهم مع هذا يريدون أن يصبحوا رؤوسا في الناس بجهلهم؟ أن يقال هؤلاء مسفسطون يثرثرون ويكثرون من الكلام الفارغ قليل المعنى على طريقة الفلاسفة والمتكلمين، والسلف كان كلامهم قليلا لا تكلف فيه، فدعكم منهم ومن ثرثتهم، وعليكم ببضاعتنا نحن في شرح وتبيين كلام السلف القليل هذا!
ولا شك أن السلف كانوا أقل كلاما وأقل تكلفا ممن جاء بعدهم إجملا. لكن هذا حق يراد به باطل قطعا! فإن كلام السلف القليل هذا، يحتاج من جاؤوا بعدهم إلى كلام تلامذتهم الطويل في تبيين وجهه وتنزيله والتأصيل للعمل به، كما لم تقم الحاجة بمعاصريهم إليه!
ولا شك أن مقدار البيان مرهون بالمعنى الذي يراد تبيينه وبما يظن من حال من يخاطب بذلك التبيين! فرب كلام قليل يغني أناسا عما يحتاج إليه غيرهم من التطويل، ورب مسألة يكفي فيها ما لا يكفي في غيرها! لكن هذه مقامات يدركها طلبة العلم، وليس هؤلاء السفهاء منهم ولا يعرفون لهم طريقا!
فما نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل."
أبو الفداء

إقناع

06 Feb, 14:36


تعقيبا على المقطع الأخير، فأقول لا ينقضي عجبي من خفة عقول الحدادية!
لا يزال يأتيني الواحد منهم، من محبي هذا الطبيب الجاهل المجرم ومعجبيه (ولا أقول طلبته، لأنه هو نفسه نفى عن نسفه النسبة إلى الشيوخ وطلبتهم)، معلقا على هذه المقارنة، بكلام مبني على أصولهم البدعية من حيث لا يشعر! يقول: اتق الله! أنت تعلم أن آدم لا يريد ما يريده الملحدون، ولا يتفق معهم في دعوتهم، فكيف تسوي بينهما؟؟ قلت: فالمسكين منهم يتوهم أني ما دمت قد سويت بين المقالتين بوجه ما، فقد سويت بالضرورة بين القائلين!! وهذا من فساد أصولهم هم، وليس من أصولنا نحن معاشر أهل الحديث! ولكن هم لا يشعرون بذلك ولا يعقلونه. أنا ما حكمت في هذا التعليق على آدم ولا على إسلام بتبييت القصد والنية لهدم الإسلام وإخراج الخلق منه، ولا سويت بينهما في القصد والغاية بعموم، بل ولا سويت بينهما في نفس المقالة، وإن تشابها فيها بوجه ما، وإنما سويت بينهما في المآل والمحصلة والمقتضى، سواء شعرا به أم لم يشعرا، وصرحت بوجود الفارق فيما سوى ذلك، فقلت: اختلفت الوجهة واختلف متعلق الهوى! فنوع الهوى قد يتفق، ويتفق ما يترتب على ثمرته محل البحث، ولكن يفترق المتعلق في نفس صاحب ذلك الهوى ويختلف القصد والغاية. وهذا له أمثلة كثيرة عند أهل الأهواء على اختلافها في تاريخ الأمة، لو اتسع المقام لذكرت بعضا منها.
طبعا هذا الكلام يسمعه الصبي من صبيانهم "فينجعص" ويحك لحيته ويقول هذه سفسطة ولغو وتفلسف، ثم يعرض بقفاه ولا يبالي بأنه لم يعقل شيئا أصلا!
ما هو وجه التشابه بين الرجلين، بعبارة يفهمها العامي الجاهل، إلا هؤلاء؟
وجهه أن كليهما يبغضان العلم والعلماء المعاصرين، وينقمان على قرون طويلة من أئمة المسلمين قبلهم، ولا يرفعان رأسا بإجماعهم على ما أجمعوا عليه، ولا يرى أحدهما لطلبة العلم حقا في أن يحملوا العوام على تقليدهم، كما هو الواجب عليهم! لماذا؟ لأن الدين لم ينزل للعلماء فقط، وليس العلم به حكرا عليهم!
فحقيقة الكلام: فك الجهة بين اتفاق المسلمين على تسمية الإنسان المعين باسم العالم بالدين، وبين كونه عالما بالدين فعلا بعموم عند إسلام بحيري، أو بالله وصفاته خاصة عند آدم صقور! يعني العامي الجاهل قد يكون أعلم بالله من قرون من هؤلاء الذين يقال لهم علماء، مهما أجمعت الأمة على علمهم وفضلهم، فلا يكون الحق في العلم بالله بحيث يؤخذ منهم أصلا، بل يؤخذ ممن لا يُعرفون بالعلم بدين الله تعالى في الأمة، ولا يشهد لهم به أحد من أهله! كأمثال من؟؟ كأمثال آدم وشمس والخليفي وعبد الرحمن ذاكر وهؤلاء! وعلى الجهة الأخرى فقد يكون أمثال إسلام بحيري أعلم فعلا بالدين الحق الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من قرون من العلماء الذين صعبوا الدين وصيروه مصطلحات صعبة وكتب طويلة دسمة ونصوص دقيقة تحتاج إلى سنوات من الدراسة والتعلم حتى تضبط!
فمن هذا الوجه، يفهم كل طالب علم عاقل، كيف يتفق الرجلان في هدم الدين وإن لم يكونا على نحلة واحدة أو اعتقاد واحد أو قصد باطن واحد!
وفي النهاية فأقول لمن لم يفهم ولا يزال يصر على أني ظلمت ذاك الطبيب الجهول:
شوف لك يا ابني حاجة تانية غير العلم تشتغل فيها، الله يهديك ويرحم والديك!!
أبو الفداء.
--------------
على الهامش: أنا عنونت للمقطع بما يشعر بانتفاء الفرق بالكلية تشنيعا على الجهول الذي لا يعقل عاقبة كلامه، وليس لأني لا أرى فرقا بين الرجلين على الإطلاق.

إقناع

05 Feb, 21:00


https://www.youtube.com/watch?v=rUyFo5x1-h8

إقناع

04 Feb, 10:00


https://www.youtube.com/watch?v=qXsMdoAD7Pg

إقناع

02 Feb, 12:00


https://www.youtube.com/watch?v=RoE9oGkWcEY

إقناع

01 Feb, 12:00


https://www.youtube.com/watch?v=7DBQ69Wykmg

إقناع

30 Jan, 04:02


الحمد لله وحده.
أما بعد، فقد أوقفني ألغوريثم اليوتيويب على مقطع يبدأ بسؤال يوجهه المضيف إلى الفيزيائي الأمريكي الكبير "ستيفن وولفرام" فيقول: "لطالما تساءلت عن السبب في كون الفراغ Space ثلاثي الأبعاد!" فيجيبه قائلا: "لا ندري (يعني الفيزيائيين)، ولكن لدي ميل كبير للقول بأن هذا راجع إلى طبيعتنا كمراقبين للعالم Observers"!
سمعت هذه الثواني العشر الأولى من مفتتح المقطع، واكتفيت، فإن هذا ما توقعت أن أجده على أي حال.
أي عاقل لم يتشبع بميتافيزيقا أينشتاين، إذا سئل هذا السؤال، لماذا الفراغ ثلاثي الأبعاد، فسيجيب بقوله: لأننا إنما نستعمل كلمة فراغ أو خلاء أو Space في الإشارة إلى الحيز العدمي الذهني الذي تمتد فيه الموجودات، وتنسب فيه إلى بعضها البعض نسبة مكانية! والامتداد إنما يحصل بالضرورة في جهات الامتداد الثلاثة الأساسية: الطول والعرض والعمق، وما يتفرع عنها! هذه هي "الأبعاد الثلاثة" في عرف الرياضيين. جهات الامتداد للموجود في الخارج. فلا يعقل لموجود في الأعيان على الحقيقة أن يكون امتداده في بعد واحد أو بعدين فقط أو في أكثر من تلك الثلاثة! فالسؤال محض سفسطة، لأنه لا يوصف بالخلاء أو الفراغ إلا ما يتصور امتداده في الجهات الثلاثة! فالموجود الذي لا يدرك بطبيعته إلا بعدا واحدا أو بعدين، أو يدرك ما فوق ذلك مما قاسه الرياضيون عبثا على الثلاثة ولا وجود له إلا في أوهامهم، هذا الموجود فاسد العقل لا الحس، لأنه لا يكون المحسوس محسوسا إلا لامتداده في الثلاثة! لكن لأن الفيزيائيين قد ورثوا عن أينشتاين تشييئه لما يقال له الفراغ أو الخلاء وتصييره إياه عينا وجودية توصف في الأعيان بالخصائص الهندسية للنظم الإحداثية التي لا توجد إلا مجردة في الأذهان في الحقيقة، صار الفيزيائيون يستسيغون أمثال هذه الأسئلة! ما طبيعة الفراغ؟ ما تأثيره على ما يوجد فيه؟ ما تأثره بالضوء والطاقة والكتلة؟ ما هندسته؟ الجاذبية نفسها جعلها أينشتاين تأثيرا هندسيا صرفا! نظام الإحداث الهندسي رباعي الأبعاد الذي يقال له الزمكان، الذي لا يوجد إلا مجردا في أذهان الرياضيين، هو الذي يؤثر في الأجسام ويتأثر بها، بما يحقق تلك الجاذبية المشاهدة بين الأجسام! فالخلاء أو الفراغ الذي هو ما يبقى إذا قدرنا زوال جميع الأجرام والأجسام والجسيمات الدقيقة، عين وجودية غير متناهية عند الفيزيائيين المعاصرين، لها "نسيج" Fabric يمتد في أربعة أبعاد على الأقل، أحدها هو بعد الزمان، البعد الرابع في النسبيتين. وقد بينت في شرحي للنسبية الخاصة في سلسلة بيان منهج أهل السنة في التجريبيات أن اختيار أينشتاين ومينكاوسكي لأن يعاملاه معاملة البعد الفراغي الكارتيزي لا يسوغ اعتقاد أنه عنصر وجودي قائم في الأعيان، هو وبقية الأبعاد الفراغية التي تشكل ذلك النظام الإحداثي الذهني رباعي الأبعاد! هذا التصرف الرياضي يبقى مغالطة عقلية متكلفة لمصلحة تثبيت سرعة الضوء مطلقا في جميع الأطر الإسنادية كما بسط الكلام عليه في المحاضرات المذكورة، مهما أفادت المعادلات الرياضية بمقادير دقيقة في التنبؤ بقيم متغيرات فيزيائية صحيحة المعنى إجمالا، كالكتلة والطاقة والقصور الذاتي ومسارات المقذوفات وما شاكل ذلك.
والقصد أنه لا يوجد في الأعيان "أبعاد" أصلا حتى يستساغ القول بوجود أبعاد عليا زائدة عليها، أو إضافية، بالقياس عليها، ثم يقال إن طبيعة آلة الإبصار والدرك الحسي عندنا Perception بحيث أنها لا تمكننا من الشعور بتلك الأبعاد العليا! الشعور بها ممتنع كما أن الشعور بالأبعاد الثلاثة الأصلية ممتنع أيضا، لأن الشعور بالكليات التجريدية التي لا يمكن أن توجد خارج الذهن البتة يمتنع امتناعا عقليا ضروريا، وليس امتناعا "عاديا" طبيعيا أو فزيقيا!
هذه هي الفائدة التي أحببت أن أسطرها هنا للإخوة المشتغلين بهذا الباب، لما سمعت المقطع المذكور، والله الموفق للرشاد.
أبو الفداء.

إقناع

29 Jan, 15:44


عشرة فوارق كبرى بين طالب العلم وعدو العلم
ممن يزعمون النسبة إلى العلم.
الحمد لله وحده، أما بعد فهذه عشرة فوارق بينة يمتاز بها طالب العلم عن طالب الشهرة عدو العلم، ممن يتصدرون للدعوة والإصلاح والتدريس في المسلمين، فتدبر فيها وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى.
• طالب العلم يجالس العلماء من مشيخة عصره، ويتعلق بأذيالهم طلبا لتحصيل ما ورثوه عن شيوخهم من علوم أهل الحديث، يتواضع لله رجاء أن يرفعه.
وأما عدو العلم فيستغني بعقله عن شيوخ عصره جملة، ينفر من مجالسهم ويصد الناس عنها، ويراهم بهائم لا خير فيهم.
• طالب العلم لا يقدم بين أيدي شيوخه، ويشك في رأيه وفهمه إذا رآه يخالف ما عليه المشايخ والعلماء، ويتراجع فورا إذا نبه إلى المخالفة.
وأما عدو العلم فلا يقدم على رأيه وفهمه شيئا، ولا يبالي بنقض إجماع الأمة على خلاف ما يقول وما يرى، يدعي أنه يوافق الصحابة ويتأول كلامهم بما يوهم بذلك، ولا يبالي بما يقوله العلماء.
• طالب العلم لا يزداد، إذا صبر ورابط على مجالس العلماء، إلا تعظيما للأئمة الكبار وتوقيرا لهم وإعذارا وترحما وتحسينا للظن بهم، فإن من عرف العلم عرف مقادير أهله.
وأما عدو العلم فلا يزداد كلما قرأ في الكتب إلا تسفيها للعلماء وحطا على الأئمة، ولا يزال يتوسع في ذلك حتى لا يبقى له كبير ينزل على كلامه، وهو ما تتم به هلكته، نسأل الله السلامة.
• طالب العلم لا يزداد اطلاعا على الكتب إلا ازداد العلم مهابة في نفسه، وازداد إدراكه لنقصه وجهله، وازداد خوفا من التصدر ومن التقدم بين أيدي الناس، وازداد إعذارا للخلق لدركه بمداخل الاشتباه والغلط.
وأما عدو العلم فلا يزداد باطلاعه إلا استهانة بالعلم واستخفافا بكتبه ومطولاته، يقول في التحقيقات المطولة في دقائق المسائل إذا تعرض لها أو خوطب بها، إنها حشو وثرثرة وسفسطة وتفلسف .. إلخ، ولا يزداد إلا اجتراء على الدخول فيما تتهيبه الأكابر، وكان الصحابة يجمعون لمثله أهل بدر! ولا يزداد إلا ثقة في جهله المركب وتثبتا من بدعه وضلالاته، ونقمة على مخالفيه وحرصا على التشفي فيهم والانتقام منهم!
• طالب العلم ينزل المسائل العلمية منازلها، كما أخذ عن شيوخه، فيعلم ما يقدَّم عندهم وما يؤخر، وما يجوز نشره في الناس وما لا يجوز الكلام فيه بين العامة.
وأما عدو العلم فلا يبالي بما يلحق بالمسلمين من فتنة وضرر في الدين جراء نشره ما ينشر، وحكمه على من يحكم عليهم، لا يريد إلا ما يجمع له المحبين والموالين.
• طالب العلم يعرف خلاف العلماء ويتدرب في مجالسهم ومجالس طلبتهم على دركه ومعرفة منازله وأسبابه، فيعلم أن ما ظهر له في نص من النصوص قد لا يظهر لمخالفه، مهما بدا واضحا جليا في عين نفسه هو، فلا يحكم على المخالف بمجرد المخالفة، وإنما يتفحص في أسباب المخالفة فينزل كل مخالف منزلته تبعا لذلك.
وأما عدو العلم فيسوي بين المخالفين في المسألة الواحدة بلا اعتبار لشيء إلا لفهمه هو المستقل للنصوص والآثار، ولما يزعمه دلالة جلية لا خفاء فيها على ما يرى وما يقول!
• طالب العلم يسأل شيوخه وعلماء المسلمين ولا يستنكف أن يرجع إليهم فيما يشكل عليه من النصوص ويراجعهم فيما يلتبس عليه من الفهم مهما ضرب المشيب في لحيته، لأنه يعرف للعلماء قدرهم.
وأما عدو العلم فلا يسأل أحدا ولا يرجع إلى أحد ولا يرى ولا يشعر بأن شيئا من نصوص العلماء أو آثارهم يشكل عليه أصلا، من شدة جهله! يتوهم أنه إذا قرأ الكلام وفهمه على عجمته وعاميته، فقد أدرك ظواهر النصوص وحصل له المطلوب من الفهم والضبط على وجه التمام!
• طالب العلم لا يدعي الإجماع إلا فيما ورث من شيوخه أنه محل إجماع، ولا يسوغ الخلاف إلا حيث وجدهم يسوغونه.
وأما عدو العلم فلا يسوغ من الخلاف، ولا يدعي من الإجماع، إلا ما ينصر هواه ورأيه، وإن خالف علماء الأمة عبر القرون!
• طالب العلم قد يمكث لسنوات طويلة، قد تعد بالعقود، يدرُس ويأخذ العلم ويراجع ويطالع ويفرح إذا وجد كلامه يواطئ فهوم العلماء والمشايخ، وقد يمضي عمره كله ولا يتصدر أصلا ولا يعرفه الناس، وهو لا يبالي بذلك، يريد النجاة لنفسه.
وأما عدو العلم فيفرح إذا ظهر له على جهله ما يغلّط به العلماء، يراه قد ظفر بما يتسلق به على أكتافهم، يسارع بالتصدر والتقدم بمختصرات وكتيبات موجزة، يصارع من لم يتأهل لمصارعتهم، ولا يصبر على نفسه حتى يستوي عوده في الطلب.
• طالب العلم يتدرج، فلا يجترئ على مطالعة الكتب المطولة الدقيقة في فنون العلم حتى يجيزه شيوخه لذلك، وحتى يكون قد أتم ما قبلها وما دونها في المستوى على الوجه المرضي عند أهل العلم.
وأما عدو العلم فلا فرق عنده بين ابتداء وانتهاء، كل الكتب بين يديه سواء، يسرح ويمرح فيها كيف يشاء!
فسواء كان عدو العلم منتسبا إلى السلف والسلفية أم كان ممن يزعمون الإصلاح في الدين بعقولهم المجردة من المتفلسفة والمفكرين ومن شاكلهم، فهذه الخصال العشرة مشتركة بينهم جميعا.

إقناع

29 Jan, 15:44


فيا كل من يريد العلم ليتقرب به إلى ربه، تأمل ثم تأمل ثم تأمل فيمن تأخذ عنه، فرب مدع للعلم والطلب هو على التحقيق من أشد الناس عداوة للعلم وأهله، فيكون ذئبا في ثياب الحملان، والله المستعان.
أبو الفداء

إقناع

29 Jan, 11:02


ضرر المقدمات المخالفة للشرع والعقل عند مجادلة المخالف والرد عليه.
----
قال شيخ الإسلام: "وعامةُ البدع الحادثة بالمعقول الفاسد في أصول الدين هي من قول هاتين الطائفتين: الجهمية والقدرية، فالجهمية هم رءوس الجبرية الذين أنكروا حكمتَه ورحمتَه، والقدرية أنكروا قدرتَه ومشيئتَه، فأولئك أثبتوا له نوعَا من الملك بلا حَمْدِ، وهؤلاء أثبتوا له [نوعًا] من الحمد بلا ملك. والصوابُ ما عليه سلفُ الأمة وأئمتها وأهلُ السنة والجماعة: أنه سبحانه له الملك وله الحمد، بل له كمالُ الملك وله كمالُ الحمد.
وكلتا الطائفتين ناظرتِ الفلاسفةَ الدهريةَ في خَلْقِ الرب وأفعالِه وأقوالِه وحدوثِ العالم مناظرةً فاسدةً، تنبني على مقدِّماتٍ مخالفةٍ للشرع والعقل، وهم يَظُنون أنهم يوافقون الشرعَ والعقلَ، فلا للإسلام نَصَرُوا ولا للأعداء كَسَرُوا ، وصار ما ابتدعوه في أصول الدين سببًا لضلال طوائفَ ممن وافقَهم وممّن خالفَهم، فإنّ المخالفَ لهم من الفلاسفةِ استطال بما ابتدعوه عليهم وعلى المسلمين، وظَنَّ أنّ ما قالوه هو الذي يقوله المسلمون، وصارت الكتبُ المصنفةُ في الكلام إنما يُذكرَ فيها قولُهم وقول الفلاسفة، ويُجعَل قولُهم هو قول المسلمين، لم يأتِ فيه كتاب ولا سنةٌ، ولا قاله أحد من الصحابة ولا التابعين ولا أئمة المسلمين.
ولهذا عَظُمَتِ الفتنةُ بالكتب المصنَّفةِ في الكلام والفلسفة، حتى آل الأمرُ بالأفاضلِ من أهلها إلى الحيرة والشك ، إذْ كان فيها من الأمور الإلهية مما يخالف المعقول الصريحَ والمنقول الصحيحَ ما يُوجبُ الحيرةَ والشك لمن لم يَعرِف الهدى إلاّ منها، كما أصاب ذلكَ كثيرًا من رؤساءِ النظار في الكلام المحدَثِ والفلسفةِ، حتى دخل من ذلك في كلام الفقهاء وأهلِ أصول الفقه ما دخل، فتجدُ الواحدَ منهم إذا بحثَ في الفقه بحثَ فيه بفطرتِه وإسلامه، مُعلِّلاً للأحكام بالعِلَلِ المناسبة، ذاكرًا أنّ اللهَ أَمَرَ بكذا لكذا، وخلقَ كذا لكذا، وفي موضع آخر يُنكِرُ هذا ويقول: لا يخلق ولا يأمر لِعِلةِ، واللام في ذلك لامُ العاقبة لا لامُ كَيْ.
فهذا قولُ من أثبت القياسَ من نُفاةِ الحكمةِ والتعليلِ في خَلْقِه وأمرِه.
وأما من نَفَى القياسَ فقولُه أشبهُ بهذا الأصلِ، فإنه إذا لم يأمر لحِكمةِ فلا معنى لتعليلِ أمرِه ونهيِه، لكن مُثبتةَ القياس من هؤلاء قالوا: إن الحكمةَ اقترنتْ بالأمر وإن لم يأمر لها، وقالوا في الأمر كما قالوا في الخلق، فقالوا: كما جرتْ عادةُ الله تعالى في خلقِه، فَخَلَقَ الشِّبَع عَقِبَ الأكل، والرِّيَّ عَقِبَ الشُّرب، والاحتراقَ عقبَ الإحراقِ، ونحو ذلك، وإن لم يكن خَلَقَ هذا لهَذا ولا لهذا، ولا جعلَ سبحانَه أحدَ هذين علَّةً للآخر عندهم.
قالوا: فهكذا أمرُه، أمَرَ بقطِع السارق، لا لأجل حفظ الأموال، بل إذا قُطِعَ السارقُ حُفِظتَ الأموالُ، فاقترن هذا بهذا عادةَ، وإن لم يأمر بهذا لأجل هذا. فالمصلحة عندهم توجد عند هذه الأسباب، لأنها والأفعال تَقتَرِنُ بها المصلحةُ عادةً، وإن لم تكن أسبابَا وعِلَلاَ لها عندهم.
فهذا قولهم، وهو موجود في أقوال كثيرٍ من المنتسبين إلى السنة من أصحاب أحمد بن حنبل ومالك بن أنس والشافعي وغيرهم، وهي أقوال مُبتَدعة مخالِفة لنصوص الأئمة وأصولهم، ولنصوص الكتاب والسنة، وإجماعِ السلف، والعقلِ الصريح، كما قد بُسِط في غير هذا الموضع."
--
انتهى المراد من جامع المسائل (2/278) ط. دار عطاء العلم
انتقاه أبو عائش محمد سميح فاضل

إقناع

27 Jan, 19:00


https://www.youtube.com/watch?v=24zBw4VWH-Q

إقناع

21 Jan, 17:38


الحمد لله وحده، أما بعد، ففي كتابه "مبادئ الجيولوجيا"، الذي أصدره في ثلاثينات القرن التاسع عشر الميلادي، اعترض الفيلسوف البريطاني تشارلز لييل Charles Lyell (الذي هو من مؤسسي علم الجيولوجيا وفلسفة العلم الأكاديمية) على التطور اللاماركي اعتراضا منهجيا يخرجه من دائرة العلم التجريبي، إذ قال إن المشاهدات والخبرة البشرية تخلو من حالة حصل فيها تحول لأفراد النوع الواحد إلى نوع آخر بالكلية عبر الأجيال المتتابعة لدواعي التكيف مع البيئة أو لغيرها.
وقد كان من شأن هذا الاعتراض أن يحجز تلميذه النجيب تشارلز داروين عن أن يضع نظريته هو في أصول الأنواع الحية، وأن يبقي فكرة التطور في إطار التخمين المحض، لولا أن لييل نفسه أسس في نفس هذا الكتاب، الذي حفظه داروين عن ظهر قلب، لمبدأ دهري صرف في الجيولوجيا سماه بمبدأ التماثل الزماني المطلق Uniformitarianism، وهو القول بأن نفس العمليات التي نراها الآن تجري على الأرض، كانت ولم تزل تجري في الماضي السحيق بنفس الكيفية، مطلقا بلا حد معين في الماضي (كالطوفان مثلا أو غيره)، وهي التي تسببت في كون سطح الأرض على الهيئة التي هو عليها الآن، بداية من أعظم الجبال والبحار والأنهار، ووصولا إلى أحقر قطعة صخر في قاع واد من الوديان.
ومع أنه من الواضح أن هذا المبدأ لا أساس له إلا التحكم بالهوى، رجاء أن يسوغ الفيلسوف لنفسه ولأقرانه أن يفتحموا بنظرياتهم فيه غيوب التاريخ الماضي المطلقة بشأن العالم وسطح الأرض بصورة تعطي لذلك العلم الجديد (علم الجيولوجيا) عمقا أكبر ونفوذا معرفيا أوسع في تاريخ الأرض من مجرد تتبع تأثيرات الحوادث الجيولوجية العصرية وقياسها على نظائرها مما في العادة، وعلى الرغم من أن لييل يخالف به نصرانيته هو نفسه (وقد كان صاحب اعتراضات على الاعتقاد النصراني في عدة أبواب)، لأن طرده بحيث يتناول حوادث نشأة العالم أو نشأة الأرض Cosmogony يقتضي القول بقدم العالم، كما انتقده به معاصروه من أقرانه، إلا أنه لم يمض وقت طويل بعد نشر الكتاب حتى صار ذلك المبدأ ركنا من أركان ذلك العلم، على الرغم من احتدام الجدال الفلسفي عليه إلى نهاية القرن التاسع عشر تقريبا. وسبب ذلك أن الفلاسفة قد تربوا على الطريقة اليونانية في استيعاب الوجود كله بنظرياتهم، بما لا يترك متسعا لأي مصدر آخر من مصادر المعرفة ليفيد بشيء يخالف ما يقولون!
لهذا لم يشعر لييل بأنه تناقض منهجيا إذ جمع بينه وبين الاعتراض على نظرية لامارك بدعوى أن العادة التجريبية لا تدعمها! ولهذا فلما أحدث داروين نظريته، لم يعترض عليها بنفس الاعتراض، لأن داروين صرح في مواطن كثيرة أنه استند في بنائها إلى مبادئ لييل في كتابه المذكور، واعتمد على مبدأ التماثل التاريخي، الذي أعطاه من السعة في الزمان الماضي ما يكفي بزعمه ليتحول جواز الوقوع لما فرضه في النظرية إلى وقوع متحقق، جريا على ما تكلفه من القياس على التحولات الطفيفة المشاهدة في إطار الأنواع الحية القائمة، فقبل لييل نظريته ولم يعترض عليها!
والآن بعد أكثر من مئة وخمسين عاما من نشر داروين لكتابه "في أصل الأنواع"، حق لنا أن نسأل الدراونة: ما الذي تغير اليوم في مادة هذا النزاع العقلي، فأوجب قبول مبدأ التماثل التام هذا، والتسليم بجعل نظرية داروين من العلم الطبيعي، خلافا لنظرية لامارك؟؟ الذي يقول الآن بإسقاطهما جميعا، وإخراجهما من دائرة العلم التجريبي لا لشيء إلا لخلو العادة والمشاهدة من نوع جديد مستقل ينشأ من نسل نوع قديم قائم، ولأن مبدأ التماثل التاريخي المطلق هذا كان ولم يزل دعوى تحكمية لا أساس لها في العقل ولا في الحس، صاحب هذا الموقف، بأي شيء مما اكتشفه الطبيعيون منذ ذلك الوقت وإلى اليوم، يمكن أن يرد عليه موقفه؟؟ التحكم بالقياس في ظل مبدأ التماثل أو الاستمرارية هذا، هو أساس كل استدلال دارويني عند أصحاب هذا الاعتراض المنهجي الكلي، سواء استدلوا بالأنماط الجينية أو استدلوا بالمعالم التشريحية أو بغير ذلك، فكيف تردون عليهم؟؟
لن تجد في الجواب إلا محض السفسطة.
أبو الفداء

إقناع

21 Jan, 11:00


https://www.youtube.com/watch?v=-PWUGCVciuk

إقناع

21 Jan, 04:00


https://www.youtube.com/watch?v=4bgswYm5HxM

إقناع

09 Jan, 16:00


https://www.youtube.com/watch?v=sQVvO0xtcII

إقناع

07 Jan, 11:55


لهذا تنازع الناس عليه ولابد أن يتنازعوا، ولا يزالون مختلفين، ولهذا قلت ما قلت، والله يهدينا وإياك سواء السبيل."
انتهى
أبو الفداء

إقناع

07 Jan, 11:55


الحمد لله وحده، أما بعد، فقد علق أحد الإخوة وفقنا الله وإياه على منشوري الأخير بكلام رأيت أن أفرد منشورا مستقلا للرد عليه، قال:
"الوقوف عند ابن تيمية قصور واضح وتقصير ولا يجوز أن نحمل الناس على كلامه أو نستدل به ، بل الحمل على كتاب الله وسنة رسوله وإجماع السلف ، وكلام ابن تيمية ككلام غيره من أهل العلم وليس كلامه حجة في نفسه ، وكل مسالة تكلم فيها هو او غيره مما ليس في الكتاب والسنة ولا اجماع السلف فلا تلزمنا معرفتها ولا تقريرها ولا الكلام عنها والعجب أن يكون في مثل هذا نزاع وأخذ ورد ، وكثير مما يتكلم فيه الناس اليوم قال أحمد في أدنى منه بكثير (كلما ابتدعوا بدعة توسعوا في ردها) والعصمة في الكتاب والسنة والحجة بهما والهداية بيد الله وحده والله أعلم"
فكتبت معلقا:
"يا أخي الكريم أنت تكرر الشبهة المردود عليها لا غير، هداك الله وغفر لك.
لم ندع أبدا أن كلام ابن تيمية حجة في نفسه ولا أنه يلزمنا (من حيث نحن مسلمون) معرفة كل مسألة تكلم فيها وليست في كتاب الله ولا في السنة! بل أكثر ما خالف فيه أهل الكلام من مسائل الاعتقاد ليس للعامة ولا لأشباههم بل ولا للمتوسطين من طلبة العلم أن يخوضوا فيه أصلا لا أخذا ولا ردا، وهذا واضح معروف.
والتوسع في الرد ليس مما يعاب به صاحبه بإطلاق، لأن من البدع والشبهات ما لا يرد ولا يؤتى عليه إلا بمثل ذلك، كما كان من ابن تيمية وابن القيم وغيرهما! ولولا أن كان كلامه رحمه الله في مسائل معينة، لم يسبقه أحد من أهل الحديث إلى تحقيقها وتقريرها فيما هو موروث من كتبهم، سواء في سياق رده على المتكلمين أو في غير ذلك، هو تحقيق إجماع السلف ومفهوم الكتاب والسنة والآثار في تلك المسائل، ما أجمع أهل الحديث من بعده على تعليم ذلك الكلام لمن يحتاج إليه من الناس، وعلى دفع ما يخالفه في بابه، وما صاروا عيالا عليه في ذلك! وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء!
فتأمل في الكلام رجاء قبل الرد عليه، لأن جميع المخالفين اليوم لا يريدون شيئا فوق إزاحة هذا الإمام العلم من تراث المسلمين، بدعوى أنه لا يجوز الاقتصار عليه في مقابلة أئمة الكلام وليس هو بمعصوم والحجة في الكتاب والسنة لا في كلامه، وليس هو الإمام الأوحد للمسلمين في العقيدة ... إلخ!!
لماذا يتنازع الناس في ذلك؟ لأن عندنا طائفتان اليوم كل واحدة منهما تريد أن تنقل الناس عما ورثه أهل الحديث من تقريراته العقدية والمنهجية إلى ما هم عليه! ولهذا يثيرون تلك الشبهة! أن العبرة بإجماع من قبله لا بكلامه! فنرد عليهم بأن نبين أن كلامه إنما هو تحقيق وتفصيل لما أجمعوا عليه، ونبين أن الحجة العقلية والنقلية جميعا فيما قرر رحمه الله، فننقله مستدلين له لا به، ونبين سبب صحة الكلام الذي ننقله عنه، بالبرهان الذي تندفع به الشبهة ويتبين به الحق كما يسلكه طلبة العلم، وكما سلكه هو نفسه في تصانيفه، لا أننا نقول للناس قلدوا الرجل بلا دليل!!! أين رأيت ذلك عندي أو عند غيري من طلبة العلم المستندين إلى كلامه؟؟ بل أنا خالفته رحمه الله في مسائل، وصرحت بذلك في موضعه، فليس هو بمعصوم رحمه الله! وإنما المعصوم هو إجماع أهل الحديث على اعتماد تقريراته في العقيدة والمنهج، فانتبه!!
الأشاعرة يريدون إسقاطه لأنهم يريدون أن يزينوا لطلبة العلم ما عندهم في كتب الكلام من مداخل شتى، لا سيما من باب الحنابلة المتأخرين وكلام الفقهاء، وفي مقابلهم الحدادية يريدون إسقاطه وتجاوزه لأنه حجر عثرة بينهم وبين تكفير أئمة المسلمين وعلمائهم، وكلامه في ذلك هو ما أجمعت عليه قرون أهل الحديث في منهج وطريقة التعامل مع المخالفين إجمالا وتفصيلا!! الأشاعرة عندهم المجددون في العقيدة والتوحيد هم أبو الحسن وأبو بكر الباقلاني وأصحابهما في الأقدمين، والجويني والغزالي والرازي في المتأخرين، هؤلاء هم العمدة الذين يحملون الطلبة على تقريراتهم. والمعتزلة عندهم القاضي عبد الجبار وأبو هاشم الجبائي وغيرهما، هم العمدة والمعتمد في علوم الاعتقاد، ونحن أهل الحديث عندنا أئمة السلف في المتقدمين (وهؤلاء منهم من يوافقنا الأشاعرة على إمامتهم، ومنهم من ينازعون فيه) وابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب في المتأخرين، فلا نحن ندعي العصمة في ابن تيمية، ولا هم يدعون العصمة فيمن يأتمون بهم، ولا عبرة بالقلة والكثرة! ولا عبرة كذلك بمن لا يعقلون الفرق بين الإمام المتبوع في العلم والنبي المعصوم!! ولو أن من لا يعقلون ما نازع فيه ابن تيمية مخالفيه من المسائل العقدية والمنهجية الدقيقة، رحمه الله تعالى، عرفوا مقادير أنفسهم، واقتصروا على تقليد العلماء الكبار وعلى ترك طلبة العلم لينتفعوا بكتبه رحمه الله كما درجت عليه قرونهم، وما أشاعوا النزاع على منصات التواصل الاجتماعي كما سلكوه اليوم، لارتاحوا وأراحوا، ولسلموا من كثير من البدع والمخالفات المنهجية التي لا تطيقها عقولهم وأفهامهم، ولما احتجنا لأن نقول هذا الكلام في تعليق على صفحات الفيس بوك!
لكن لله في خلقه شؤون!

إقناع

06 Jan, 13:10


من جديد: لماذا لا يعيبنا أن نحمل الناس حملا على كلام ابن تيمية في العقيدة والمنهج؟
الحمد لله وحده، أما بعد، فقد وقفت على تعليق نشره أحدهم على مقطع من محاضرة من المحاضرات، بينت فيها سبب تقديم أهل الحديث لكلام ابن تيمية على كل ما يخالفه في أبواب العقيدة والمنهج، وأنهم لا يعيبهم أن يعاملوه فيها معاملة الإمام الأوحد، وأن يكونوا فيها عيالا عليه رحمه الله تعالى، فألفيته يقول في التعليق كما ترون في الصورة: "مع احترامي ليك مفيش حاجة اسمها نحن لا نأخذ إلا من ابن تيمية، وهذا لا يعيبنا، بل هذا يعيبنا! الله لا ينصر الإسلام برجل واحد جاء في القرن السابع للإسلام، أين الفرقة المنصورة من القرن الثالث إلى القرن الثامن حتى نأخذ بكلامهم؟ هل كل الناس كانوا على الضلال الأشعري كل هذه القرون قبل مجيء ابن تيمية رحمه الله؟ ثم تخطئ وتقول هو المجدد الوحيد في هذا الباب رغم أن المجدد أتى إلى الآن 13 مرة فاذكر لي المجددين ال13 إن استطعت، وأنا لست أشعريا ولكن هذا رد فقط على كلامك." انتهى نص التعليق
فنقول، مستعينين بالله تعالى إن جواب هذا الكلام من وجهين.
فأما الوجه الأول، فأنا لم أقل أبدا في يوم من الأيام إننا لا نأخذ إلا من ابن تيمية بهذا الإطلاق الذي تدعيه، ولا قلت ما يقتضي أن يكون الناس كلهم على ضلال قبل مجيء ابن تيمية في القرنين السابع والثامن. أبدا! نعوذ بالله من أن نكون كذلك، فإن هذا يكون شركا في الاتباع قولا واحدا!
وإنما قلت إن الله تعالى قد جعل الرجل عمدتنا معاشر أهل الحديث ومستندنا الأوحد في تحرير ما لم يُسبق هو إلى تحريره من بيان دقيق مفصل لأسباب الفساد في أصول أهل الكلام والمتفلسفة العقلية، التي أنبتت مخالفتهم للصحابة والسلف في آحاد المسائل، التي لم يزل الأمة من قبله يتهمونهم بالمخالفة فيها! ينبغي أن يكون هذا المعنى واضحا حتى لا يشغب علينا من لا يفهم! أنا لم أدع أبدا أن الله لم ينصر الإسلام إلا برجل واحد جاء في القرن السابع!! هل كان أهل الحديث يردون على المتكلمين قبل ابن تيمية؟ نعم قطعا! هل كانت مخالفات المتكلمين لاعتقاد الصحابة والتابعين واضحة للسلف الصالح قبل ابن تيمية؟ نعم قطعا، ولا شك! كان ولم يزل أهل الحديث مستغنين عن النظر في كتب المتكلمين أصلا حتى يعرفوا خروجها عن طريقة الصحابة وأتباعهم في تقرير الاعتقاد إجمالا، وحتى يعرفوا مخالفة هؤلاء لما ورثوه عن سلفهم في تسويغ ما تلبسوا به من التعطيل والتأويل المحدث والإرجاء وغير ذلك! حجة الله تعالى على الفرق الضالة كانت قائمة من قبله كما من بعده وجوبا، رحمه الله! وتصانيف الأئمة السابقين في الرد على الجهمية تبدأ من الإمام أحمد نفسه رحمه الله تعالى! فليس هو أول من رد عليهم أو انتصر لاعتقاد السلف، ولا هو أول من بين خروج أهل الكلام منهجيا على طريقة الصحابة والتابعين وتابعيهم في تقرير مسائل الاعتقاد! وهذا واضح لا يحتاج إلى توضيح.
وإنما كان هو أول مجدد في قرون أهل الحديث يفتح الله عليه في دراسة علم الكلام والفلسفة وفي الإحاطة بتفصيل مذاهب المتكلمين والمتفلسفة وضبط الفوارق الدقيقة بين أقوالهم ونظرياتهم التي فرعوا عليها آحاد مسائل الاعتقاد في الإلهيات وغيرها، فمكّنه بفضله ومنته من تحرير ما يجب أن يكون عليه مذهب أهل السنة بمصطلحات المتكلمين في مسائل دقيقة لم يتكلم فيها السابقون أصلا، ومن تبيين الحق في أصولهم الفلسفية العقلية التي أنبتت عندهم التعطيل والإرجاء والقدرية وغير ذلك من المخالفات، كما من الله تبارك وتعالى عليه بطول نفس وتدقيق في تحرير قضايا منهجية كان أهل الحديث من قبله يتوارثونها عن المشايخ دون أن يحتاجوا إلى تحريرها كتابة وتفصيلا كما تكلفه الشيخ رحمه الله تعالى في الرد على مخالفيه وفي تبيين الفرقان بين طريقة أهل السنة فيها وطريقة أهل الكلام. فهو لم يحدث اعتقادا ولا منهجا لم يكن فيمن قبله، رحمه الله تعالى، وإنما أحدث تحريرا مفصلا بمصطلحات لم يستعملها سابقوه من الأئمة، وتفصيلا طويلا في قضايا منهجية لم يكن من يسبقونه بحيث يحتاج تلامذتهم إلى من يحررها لهم كما سلكه هو رحمه الله.

إقناع

06 Jan, 13:10


وهذا ما نرد به على الأشاعرة عندما يقولون: من سلف ابن تيمية في قوله بحوادث لا أول لها؟ أو في قوله بالقدم النوعي للعالم؟ نقول لهم نعم لم يسبقه أحد من السلف إلى تحرير هذه المسائل بهذه المصطلحات، بل ولم يسبقه أحد من الأئمة المتبوعين عند أهل الحديث إلى البحث في مسألة التسلسل هذه أصلا، كما أنه لم يقل أحد منهم بمقالتكم التي رد هو عليها بهذا الكلام، وهي قولكم: ما تسلسل لم يتحصل، وقولكم بوجوب حادث أول لا حادث ولا حدوث قبله بإطلاق! لكن إما أن يكون الحق الذي يقتضيه اعتقاد السلف ومأثورهم الذي توارثه أهل الحديث، هو في هذه المسألة - من حيث المعنى المقصود بهذه الألفاظ والمصطلحات - على ما تقولون أو على ما يقوله هو رحمه الله تعالى! نعم هم لم يتكلموا في هذه المسألة تحقيقا، وهذا مما يُحتج به عليكم لا علينا، فإنكم أنتم من تقتضي أصولكم إحداثها وإحداث ما يناظرها مما لم يتكلم فيه السلف! لكن لما تكلمتم أنتم وجب أن يتكلم أهل الحديث في الرد عليكم وفي تبيين فساد ما أحدثتموه من المعاني! فهذا ما كان منه معكم رحمه الله تعالى، وأجمع ورثة طريقة أهل الحديث على اعتماده في بابه، فيما نزعم!
فنحن نقول إنه لما أجمع أقرانه ومن جاؤوا بعده من أهل الحديث على اعتماد ذلك، عرفنا أن الله تعالى قد صيره إماما لمن بعده في تلك الأبواب، كما امتن على أئمة آخرين من قبله بأن يكون الناس عيالا عليهم في أبواب أخرى وفي علوم أخرى! وإلا، فنحن بفضل الله تعالى لا يعجزنا أن نبين أن الأئمة المتبوعين في الاعتقاد عند أهل الحديث، كانوا جميعا على طريقته ومنهجه وعلى المعاني التي حرر تفصيلها في جميع ذلك، رحم الله الجميع! لسنا نحمل الناس على تقليده فضلا عن اتباعه وحده، معاذ الله، وإنما نحملهم على قبول ما أجمعت قرون أهل الحديث من بعده على قبوله والانتفاع به في دقائق المسائل الاعتقادية والمنهجية التي لم يسبق إلى تحريرها.
وإلا فالناس عيال على سيبويه في علم النحو، مثلا، وهو إمامهم الأول فيه، فهل كان العلماء قبله وقبل ما أحدثه هو من المصطلحات وحرره من القواعد لا يعرفون لسان العرب وطريقة العرب في ضبط الكلام؟ أبدا! والناس عيال على الشافعي في أصول الفقه وفي طريقة التقعيد والتأصيل في ذلك الفن، فهل كان الصحابة قبله لا يتأهلون للاجتهاد؟ أبدا! والناس عيال على الأربعة المتبوعين في الفقه والفروع الفقهية، فهل كان المسلمون قبلهم لا يعرفون طريقة يستنبطون بها أحكام الدين من مصادرها الشرعية؟؟ أبدا! ولكن قد اقتضت حكمة ربك جل في علاه، أن يكون اللاحقون مفتقرين إلى ما لم يفتقر إليه سابقوهم من التحرير والتقعيد والاصطلاح العلمي المحدث، حتى يتحققوا بما كان عليه الأولون من العلم والعمل، وهذا هو أهم ما يكون به المجدد مجددا في الدين!
وأما الوجه الثاني، فقولك: "تخطئ وتقول هو المجدد الوحيد في هذا الباب رغم أن المجدد أتى إلى الآن 13 مرة فاذكر لي المجدين الآخرين" فأقول تقدم أنك لم تضبط ما نريده بالباب الذي جدد هو فيه رحمه الله، فتنبه. فإذا فهمت ذلك، تبين لك أننا لا نحتاج إلى ذكر المجددين من قبله ولا من بعده، رحم الله الجميع، وهم أكثر من هذا العدد الذي ذكرته على التحقيق، لأن التجديد تجزأ على الصحيح، فنحن في ذلك على ما عليه الأمة! كل من جدد من الأئمة والعلماء في فن من فنون العلم، وأجمعت الأمة على تقديمه في ذلك الفن واعتماد تصانيفه والتتلمذ عليها، وصار الناس عيالا عليه في ذلك في عصره، فنحن معهم، نحمل طلبة العلم على ذلك حملا، إلا ما كان من بضاعة المتكلمين من الفرق المخالفة لأهل الحديث في تصانيف الكلام والمنطق وهذه الأمور، فإن هؤلاء خارجون في الاعتقاد على الإجماع السلفي القديم، تأصيلا وتفريعا. فلهذا نقدم الإمام المجدد صاحب التقعيد والتأصيل الجديد في هذا العلم أو ذاك للناس، ونقول للناس قدموا كلامه على كل مخالف، لا لأننا نغلو في الرجال أو نتعصب لهم، ولكن لأن قرون الأئمة من أهل السنة قد أجمعوا على أخذ ذلك العلم والتأصيل والتقعيد الذي فتح الله به عليه وعلى اعتماده في بابه، ومضت القرون على ذلك!
فنقول للمخالفين الذين يشنعون علينا حملنا إياهم على كلام ابن تيمية، سواء كانوا من الأشاعرة أو من الحدادية: كفاكم تشغيبا وإلزاما للناس بما لا يلزمهم، والزموا سبيل المؤمنين إن أردتم السلامة، والله يهدينا وإياكم سواء السبيل.
أبو الفداء.

إقناع

01 Jan, 21:00


https://www.youtube.com/watch?v=n0I6H3XpXMI

إقناع

31 Dec, 17:00


https://www.youtube.com/watch?v=2h-Mgly0120

إقناع

25 Dec, 16:00


https://www.youtube.com/watch?v=03RjKxWLA7c

إقناع

25 Dec, 12:41


قلت: مع احترامي لفضيلتك، هذا الكلام غلط فاضح! فأما أولا فكتاب دوكينز وهم الإله ليس كتابا في الكوزمولوجيا أو الأستروفيزياء على الإطلاق، وإنما هو كتاب حاول فيه، كما هو ظاهر من عنوانه، أن يثبت أن الاعتقاد بوجود صانع ما للعالم إنما هو وهم وحيلة نفسية يتعلق بها الناس لماضيهم التطوري الذي كان يلجئهم إلى ذلك في عصور الجهل والظلام! فيتناول برهان التصميم بصفة خاصة بالنقد ومحاولة الإبطال ويحاول أن ينتصر باستعمال المنطق الاحتمالي لأرجحية أن يكون البشر قد وجدوا في هذا العالم صدفة بلا خالق ولا مدبر! فالكتاب ينتصر للمنطق الدارويني في تأسيس الإلحاد، ولا علاقة له أصلا بعلم الكوزمولوجيا، ولم يتطرق إليه مؤلفه من قريب أو بعيد! وأما ثانيا فكتاب ويليام لين كريغ المشار إليه، اسمه حجة الكلام الكوزمولوجية The Kalam Cosmological argument وأصله رسالة الدكتوراه التي أنجزها كريغ في السبعينات الميلادية، وموضوعها مسعى كريغ في إعادة صياغة برهان الحدوث عند الغزالي بمقدمات كوزمولوجية عصرية، وقد صدر مطبوعا لأول مرة في عام 1979 الميلادية! بينما كتاب دوكينز صدر في 2006!! فخبرني بربك كيف يكون كريغ رادا على دوكينز في كتابه المذكور؟
هذا ما تحصل لكم من شيب الرؤوس في دراسة الإلحاد؟
ما نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل.
أبو الفداء.

إقناع

25 Dec, 12:40


الحمد لله وحده أما بعد، فقد دفع إلي أحد الأفاضل النبلاء بمقطع قد انتشر مؤخرا من فيديو قديم لمناقشة دكتوراه في موضوع له علاقة بالإلحاد، على ما يبدو، ينكر فيها الدكتور أسامة الأزهري هداه الله على الباحث استعماله كتاب مجموع فتاوى ورسائل العثيمين على أنه مرجع علمي تأسيسي، يؤسس على ما فيه، وإنما يجيز للطالب الأزهري أن يعزو إليه لنقض ما فيه فقط!
يقول للطالب لما ذكر المرجع: "طب دا كلام؟ دا كلام يا شيخ محمد؟ الشيخ العثيمين احنا نحترم الكل ونوقر الكل، لكن إيه دخل الشيخ العثيمين ب.. يا ابني ما فيش أزهري ينقل عن الشيخ العثيمين! الشيخ العثيمين يكفر الأزهريين يا شيخ محمد!"
قلت ما نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل! يا دكتور، الشيخ رحمه الله يقول في نفس هذا الكتاب الذي تنكر على الطالب العزو إليه، يقول في الأشاعرة: "لا يخرج الأشاعرة والماتريدية من صف المسلمين إلا جاهل بحالهم، أو جاهل بأسباب الكفر والخروج عن الإسلام! أما أهل العلم بذلك فلم يخرجوهم من الإسلام، بل ولا من أهل السنة والجماعة في غير ما خالفوا به أهل السنة والجماعة."! اهـ. والشيخ رحمه الله لا يعرف عنه أبدا أنه كفر الأشاعرة أو الأزاهرة! فهل نعد هذا كذبا متعمدا، أم نعده تساهلا في إصدار الأحكام على الخلق بلا بينة ولا تثبت؟ لا ثالث لهذين التقديرين! فعلى هذا يا دكتور، تكون قد أسقطت شرطا من شروط المفتي في حقك على أي حال! إما العدالة وإما العلم! فاختر أهونهما في نظرك!
عَنْ بُرَيْدَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: الْقُضَاةُ ثَلَاثَةٌ: اثْنَانِ فِي النَّارِ، وَوَاحِدٌ فِي الْجَنَّةِ: رَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ فَقَضَى بِهِ، فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ، وَرَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ فَلَمْ يَقْضِ بِهِ، وَجَارَ فِي الْحُكْمِ، فَهُوَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ لَمْ يَعْرِفِ الْحَقَّ، فَقَضَى لِلنَّاسِ عَلَى جَهْلٍ، فَهُوَ فِي النَّارِ. رَوَاهُ الْأَرْبَعَةُ، وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ. فعلى هذا الحكم الباغي الذي حكمت به على الشيخ رحمه الله بكل سهولة وأريحية، تكون قد أدخلت نفسك في أحد الصنفين الأخيرين! القاضي الذي يعلم الحق ويحكم بخلافه، أو القاضي الذي لا يعلمه فيحكم بجهل، والله المستعان!
قال تعالى: ((وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً)) [النساء : 112] وقال جل شأنه: ((وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً)) [الأحزاب : 58]
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن سول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ومن قال في مؤمن ما ليس فيه، سقاه الله من رَدْغَة الخبال حتى يخرج مما قال، وليس بخارج." فهذا الذي سلكته في الكلام عن الشيخ ليس من شيم أهل العلم ولا أهل الفضل! وأنا أعجب حقا كيف تحكم بعدم جواز العزو إلى شيء من كتب الشيخ في مرجع علمي، ثم تقول إحنا نحترم الكل ونوقر الكل؟؟ كيف تحترمه وتوقره وأنت لا تراه أهلا لأن يعزى إلى شيء من كتبه بأيما وجه كان إلا أن يكون العزو للنقض والإبطال؟ بأي شيء تحترمه إذن؟ ومن هم "الكل" هؤلاء الذين أطلقت الكلام عليهم؟ ليس هذا إذن إلا ذرا للرماد في العيون!
يقول: "فمع احترامنا للرجل رحمه الله، لكن هذا لا يصلح يا إبني مصدرا ولا مرجعا أبدا في رسالة علمية! إلا على وجه مناقشته! يعني إذا أحببت أن تورد قولا قاله، أو تفند وتناقش لازم توثق من كتبه! إنما يا ابني دا ليس مصدر!"
ثم يقول بعد مطالبته بالنقل عن كتب عبد الرحمن بدوي الفيلسوف، وكأن الفيلسوف (الذي قضى أكثر عمره ملحدا مرتدا بالمناسبة)، أولى بإصابة الحق في قضايا الإلحاد ممن يسميهم بالوهابية، مع أن الفلسفة هي منبت الإلحاد عند أصحابها أصلا، يقول إنهم (ولا أدري من يقصد بهم، لعله يقصد هو وأقرانه من باحثي الأزهر) قد عكفوا أحد عشرة سنة شابت فيها رؤوسهم في دراسة الإلحاد! فإذا كان غاية بحثكم أحد عشرة سنة يا دكتور، فهذه لا تشيب فيها الرؤوس! وعند المنتسبين إلى السلفية من جاوز ذلك بحثا في الإلحاد ودراسة ونشرا وتخصصا وأنت تعلم ذلك!
يقول: "عندنا نحو سبعين إشكالية ترد وتوزع إلى تلات أصول علمية ومعرفية، الكوزمولوجي والفيزياء الكونية، التي ألف فيها ريتشارد دوكينز كتاب وهم الإله، فرد عليه ويليام لين كريغ المسيحي بكتاب علم الكلام الكوزمولوجي"

إقناع

23 Dec, 10:00


https://www.youtube.com/watch?v=cMo3LDo-Pss

إقناع

23 Dec, 06:03


https://www.facebook.com/share/p/1B48AnB71C/?mibextid=wwXIfr

إقناع

22 Dec, 05:11


مبارك لأخينا الحبيب فضيلة الشيخ الدكتور محمد سميح فاضل، وفقه الله، نشر رسالته الماتعة للدكتوراه، بعنوان "إشكاليات التأويل العقدية في الترجمات الانجليزية لمعاني القرآن الكريم في القرن العشرين: دراسة نقدية لأشهر الترجمات الإسلامية". الكتاب نشرته دار اللؤلؤة، وهو متوفر بالمكتبة فرع درب الأتراك بالقاهرة. نسأل الله أن ينفع به قارئه وكاتبه.

إقناع

21 Dec, 13:43


اللقاء يعقد اليوم بعد صلاة العشاء على هذه الصفحة إن شاء الله تعالى، بالتنسيق مع الإخوة الأفاضل القائمين على صفحة البينة الدعوية، وفقهم الله تعالى.

إقناع

21 Dec, 11:00


https://www.youtube.com/watch?v=qRHPZkpcQ7o

إقناع

17 Dec, 18:00


https://www.youtube.com/watch?v=U3Hrw3zRqHA

إقناع

13 Dec, 13:00


https://www.youtube.com/watch?v=XsjuHq7FzCU

إقناع

12 Dec, 02:42


مما توسط فيه أهل الحديث بين طرفين غاليين، تطهير الباطن وتزكية القلوب.
فإن قوما غلوا في ذلك الباب فأفرطوا حتى عبدوا أهل الفضل من دون الله، طلبا في أن يرى الله منهم حبا لأوليائه وإفناء لنفوسهم فيما يرضى، وابتعادا عن أبواب الكبر ومداخل العجب ومراعاة حظ النفس، غلوا فيهم حتى التمسوا كل عذر لأناس هم تحقيقا من الزنادقة المجرمين، فقابلهم قوم فرطوا في تزكية نفوسهم وفي تطهير بواطنهم وأهملوا ذلك الباب بالكلية، فغلوا في الجهة المقابلة، من كبر خفي وحب للرياسة وحقد دفين على أهل الفضل الذين أجمعت الأمة على فضلهم، أخذ ينموا في نفوسهم من غير وازع ولا رادع، فحطوا على أهل الفضل الكبار بالتكفير والتفسيق، يتتبعون كل عورة وينفخون في كل زلة، يتقربون إلى ربهم بإيذاء أوليائه!
فالله نسأل أن يرزقنا الاعتدال والتوسط، وأن يسلكنا في سبيل الصالحين والمقربين والأبرار.
أبو الفداء.

إقناع

11 Dec, 05:00


https://www.youtube.com/watch?v=ti8LFjjp0H4

إقناع

08 Dec, 12:00


https://www.youtube.com/watch?v=YoatCKvMWIM

إقناع

03 Dec, 12:00


https://www.youtube.com/watch?v=00Q8f0jFLng

إقناع

27 Nov, 11:00


https://www.youtube.com/watch?v=07ovePV7XgE

إقناع

26 Nov, 19:00


https://www.youtube.com/watch?v=CLpga4dDK-0

إقناع

24 Nov, 17:00


https://www.youtube.com/watch?v=nLM3RYpVuEs

إقناع

15 Nov, 08:00


https://www.youtube.com/watch?v=cT_85OXyVAQ

إقناع

14 Nov, 18:00


https://www.youtube.com/watch?v=Uam6zRe7mhI

إقناع

13 Nov, 14:00


https://www.youtube.com/watch?v=ydkI_VeUWZg

إقناع

12 Nov, 11:00


https://www.youtube.com/watch?v=rFUk8QYuiS0

إقناع

08 Nov, 12:00


https://www.youtube.com/watch?v=FLfWLbGjYAY

إقناع

07 Nov, 13:00


https://www.youtube.com/watch?v=7nMMLK6Rz74

إقناع

06 Nov, 12:00


https://www.youtube.com/watch?v=NoDtYgZzqw8

إقناع

03 Nov, 21:02


إذا أردت أن تخرس داروينيا فاسأله هذا السؤال: هل تعتقد أن السجل الحفري يمكن أن يتم ويكتمل في يوم من الأيام؟ بمعنى ألا يكون فاقدا لما يفيد بتفصيل التصور المعرفي التاريخي تفصيلا مطابقا للواقع ولو بأدنى درجة من درجات الظن؟ إن قال نعم، فقل له: هل تدعي أنه ما من نوع وجد على الأرض في تاريخها إلا وجب أن نتمكن من العثور على عينة من بقاياه في يوم من الأيام؟ إن قال نعم، فقد قطع نفسه وأثبت سخافة عقله. وإن قال لا، هذا لا يوجد في العقل ما يوجبه، ولا يتصور أصلا، فقل له: إذن بطل قولك إن السجل الأحفوري يمكن أن يكتمل في يوم من الأيام، أعني أن تكتمل مادته التي تصبح إذن، بعد اكتمالها، موضوعا للتأويل والتفسير. وإذن آل المطلب نفسه إلى العبث! فإن قال ولكن نحن نجمع البيانات كما يعمل المحقق الجنائي سواء بسواء، فقل له: المحقق الجنائي الحاذق لا يشرع في وضع الفروض التفسيرية لما جرى في موقع الجريمة حتى يتحقق له شرطان! الشرط الأول أن تكتمل لديه المعطيات أو البيانات Data اللازمة لبناء التصور، والشرط الثاني أن يكون في خبرته من الوقائع المشابهة ما يمكنه من توليد الفروض التفسيرية بالقياس! فإذا كان موضوع البحث في تاريخ الحياة على الأرض، بحيث يمتنع فيه تحقق كلا الشرطين، بطل ادعاؤكم أن ما تسمونه بالأدلة يقوم بالمطلوب، من مبدأ الطرح! فنحن لن نصل أبدا إلى اكتشاف جميع ما يلزم الوقوف عليه من الحفريات حتى يتحقق الشرط الأول، ولم نقف أبدا على نظائر لأرضنا هذه بحيث نكون قد شهدنا قصة نشأة الأنواع الحية عليها فحصلت لنا الخبرة اللازمة لتحقق الشرط الثاني!
وبهذا ينتفي اسم العلم أو حتى الظن العلمي المستساغ عن أي شيء تزعمونه في أصل الأنواع، وهو المطلوب.
أبو الفداء

إقناع

02 Nov, 13:00


https://www.youtube.com/watch?v=IR8LIkgJhDs

إقناع

31 Oct, 12:00


https://www.youtube.com/watch?v=PN9EpJX2G_g

إقناع

29 Oct, 17:00


https://www.youtube.com/watch?v=HkyNjO4jKA4

إقناع

25 Oct, 05:53


الحمد لله وحده. أما بعد، فقد دفع إلي أحد الإخوة بالأمس بمقطع نشره الخليفي في الرد علي، فاستمعت إليه وآثرت إهماله.
ثم راسلني أحد الأفاضل يقول إن كان فيه شبهة جديدة فنرجو الرد، وظاهر كلامه أنه لم يسمعه. فأجبته بقولي:
"عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. الرجل لما ظفر أحد أتباعه بكلام لابن باز رحمه الله فيه تصريح بأن أصابع الله تعالى في يده، ودفع به إليه، رأى أنه قد ظفر أخيرا بالإلزام الذي يريده!!
فهل يفهم عاقل من كلامي الذي يرد هو عليه، أني أرمي كل من قال إن أصابع الله تعالى في يده بالتجسيم والتكييف الممنوع شرعا؟؟
وهل يتصور من يعرف كلامي وطريقتي أن منهجي في هذه الأبواب يقتضي ذلك؟؟
وهل يتصور أحدهم أني "أقتدي" بالرازي كما زعم؟؟
أبدا!!
العلماء وطلبة العلم يفرقون بين القول والأصل الذي نشأ عنه ذلك القول عند صاحبه، أو سبب مصيره إليه، فمن خالف في الأول لم يلزم أن يخالف في الثاني والعكس.
أنا ما عندي مشكلة أبدا مع من يقول إن أصابع الله في يده، لكن كيف انتهى إلى ذلك التقرير؟ هذا هو المبحث هنا.
لكن هو وقطيع الحمير الذين يتابعونه، إلى الآن يسلكون طريقته التي اخترعها لهم في إلزام الناس بأن يعاملوا كل عالم وافقه - فيما يظهر له - في مقالة هم يخالفونه فيها، كما يعاملونه هو، وأن ينقلوا حكمه إلى ذلك العالم أو الإمام بالقياس!!
هذه حجته التي لا يحسن غيرها! وقد أطلت النفس في بيان سخافة وفساد هذا المسلك وأنه ليس فيه رائحة الإلزام، لكن ما الحيلة إذا كنت تخاطب رجلا قد شيد لنفسه مفهومه الخاص لمصطلحات العلماء، فهو وأتباعه في واد، والعلم وأهله في واد آخر؟؟
لا ثمرة ترجى من مخاطبتهم البتة.
والمضحك يا أخي أنه يتهمني في المقطع بأني وقعت في التجهم بسبب أني أحسده!!
يا رجل ليس في الأرض طالب علم يأخذ عن العلماء ويجالسهم ويعرف للعلم قدره، ولأهله مقاديرهم، سمع بك وبكلامك إلا ذمك وحذر الناس منك!!
أنت لا وزن لك في سوق العلم ولا قيمة، وإنما ينبهر بك الأغرار والسفهاء من بقايا داعش والقاعدة، فعلى أي شيء يحسدك الناس؟؟ الله المستعان!
الرجل لا يترك مناسبة يرد فيها علي إلا قال ما حاصله أني لما أتقنت بابا من الأبواب، ظننت أن من حقي أن أتكلم في جميع الأبواب!!
فمن الذي يحسد من على الحقيقة؟؟
الجواب واضح لكل لبيب!
الرجل لم يشتهر بعلم ولا بتحقيق ولا بإضافة واحدة أضافها في أي علم من العلوم، وإنما اشتهر بتحميل آثار السلف بجهله وخارجيته، وبتكفير الأشاعرة والتأصيل لهدم العلماء، ثم يرمي من يرد عليه بأنه يحسده؟؟
الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاك به"
انتهى بتصرف يسير، والحمد لله أولا وآخرا.
أبو الفداء

إقناع

24 Oct, 15:00


https://www.youtube.com/watch?v=xK1DcGJTbNI

إقناع

20 Oct, 12:00


https://www.youtube.com/watch?v=dL6dONobkpI

إقناع

18 Oct, 14:00


https://www.youtube.com/watch?v=y0pNZ7LOsyU

إقناع

17 Oct, 15:00


https://www.youtube.com/watch?v=taN6Ix2nO6c

إقناع

16 Oct, 19:24


الحمد لله وحده،
أما بعد فقد كثر في هذه الأيام اللغط في وسائل الإعلام حول ما يسمونه تلبيسا "بالمساكنة"، وهو اتخاذ الأخدان ومعاشرة الرجل امرأة أجنبية عنه معاشرة الأزواج، يقيمان على الزنا في بيت واحد يشتركان فيه بلا عقد ولا زواج! فالواجب على المسلمين بإزاء هذا النجس الذي يدعو إليه بعضهم ألا يلتفتوا إليه أصلا ولا يقابلوه برد ولا جواب ولا تقرير ولا تعليق!
لماذا؟ لأن المسلمين مطبقون على تشنيع ذلك الأمر والجزم بقبحه وبأنه من الكبائر المغلظة، وأن فروج النساء المسلمات لا تُستحل إلا بحقها الشرعي. ليس فينا ولله الحمد من يرضى بذلك لأخته أو لابنته أو لوالدته، إلا قلة قليلة لا يعبأ بها! هذه قضية معلومة من الدين بالضرورة، والفطرة السوية تشنعها عند جماهير المسلمين! فلا تقابل هذه الدعاية الشيطانية بأن ينشر الكلام عليها في شبكات التواصل ويفتح الباب للجدال فيها على نحو ما نرى! هذا هو عين ما يشتهيه المروجون لهذا الأمر ويطمحون إليه، أن يصبح مثارا للجدل والنزاع، فإن هذا إن حصل، فلابد أن يأخذ الباطل في الانتشار والاتساع، وتبدأ المغالطات والسفسطة في الظهور والذيوع بين الناس، وإذا بالأمر الذي كان مستقرا في الأمة يتحول إلى مسألة نزاعية جدلية، فيها "رأيان"، وإذا حصل ذلك، فسيتنامى الضغط على الناس من قبل من يسمون بالمفكرين والمثقفين ليقبلوا الرأي الآخر ولا يتشددوا ويزعموا التفرد "بالحقيقة المطلقة" كما يقال، ثم لا يكاد يمضي قدر من الزمن، حتى ينفرط العقد ويصبح الناس وقد غرق الأكثرون منهم في ذلك الرجس، وتبدل العرف فصار عندنا كما عند العلوج الكفار، "بويفريند" و"جيرلفريند" وهذه الأشياء، وإذا بعروة أخرى من عرى الدين تنتقض ونحن شاهدون، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
فاتقوا الله ولا تنولوهم مرادهم، ولا تشيعوا الفاحشة البينة في الذين آمنوا بنشر الجدال عليها، والله يعصمنا وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن!
أبو الفداء

إقناع

16 Oct, 18:37


اعلم وفقك الله أن أهل السنة وسط بين طرفين في التعامل مع العلماء المخالفين في العقيدة من أهل القبلة،
طرف يغلو في تحسين الظن بالعالم فينزله منزلة المعصوم، يتأول له كل مخالفة مهما كانت جلية ظاهرة في الفساد، ومهما بلغ به التكلف في ذلك، كما يسلكه الصوفية مع معظميهم، حتى رأيناهم يرفعون زنادقة ملحدين حقهم أن يداسوا بالنعال، بدعوى أنهم قد كانت لهم مع الله أحوال، وإذا كثر وقوع المعظمين عندهم في الغلط الشنيع فإنهم يهونون منه، بل ربما نقلوا حكم أولئك القائلين عندهم إلى نفس المقالة الباطلة، فجعلوها من مذهب أهل السنة، أو مما يسوغ فيه النزاع بينهم، على أساس أن هؤلاء الفضلاء يقولون بها، وهم كثرة، كما حصل للأشاعرة المتأخرين في مسائل كان الأقدمون منهم يذمون المعتزلة لأجلها ويشنعون عليهم بها،
وطرف مقابل يتخذ من تبديع العالم المخالف أو تكفيره أو تفسيقه عبادة مقصودة لذاتها، تجب في حقه بمجرد ثبوت التلبس بالمقالة المخالفة، ينزلون حكم المقالة على قائلها أيا ما كان السبب في وقوعه فيها، يقولون لا يُتصور العذر لعالم يخالف في كذا ويخالف في كذا، ألم يمر على الآثار التي مررنا نحن عليها؟ فكيف يُجعل إماما في العلم وهو لا يعرف أين ربه، ويخالف في كذا ويغلط في كذا، ومن ثم رأيناهم يتجاسرون على تكفير أئمة قد أجمعت الأمة على فضلهم وعلى ترك الطعن عليهم بما خالفوا فيه، فلا يفرقون بين قاصد للحق قد أخطأه، وقاصد للباطل قد أصابه، بل يسوون بين الجميع كما تسلكه النابتة الحدادية!
فأهل السنة وسط بين الفريقين، بين مرجئة العلم وخوارج العلم، يبينون الحق وينصرونه بكل حزم وصرامة، وينصفون الخلق ويترفقون بالمسلمين يرجون لهم السلامة، فلا يختلط عندهم حكم القول بحكم قائله.
والحمد لله على نعمة السنة.
أبو الفداء.

إقناع

10 Oct, 04:00


https://www.youtube.com/watch?v=r6rmegSiBD0

إقناع

07 Oct, 15:00


https://www.youtube.com/watch?v=Lb6es3P35Xw

إقناع

04 Oct, 21:00


https://www.youtube.com/watch?v=5uDwDkJsjwY

إقناع

03 Oct, 03:57


جواب موجز في الفارق بين استدلال أصحاب التصميم الذكي على الإتقان والإحكام في الخلق، واستدلال القرآن.
الحمد لله وحده، أما بعد، فقد سألني أحد الإخوة سؤالا في تعليقات اليوتيوب، أحببت أن أنشر جوابه هنا للفائدة، خصوصا وأن هذه المسألة من الأمور المغبشة المختلطة عند عامة الخائضين في هذا الباب اليوم من أهل القبلة إلا قليلا.
قال السائل: السلام عليكم، ما هو الضابط في التفريق بين استدلال القرآن بإتقان وإحكام الخلق على وجود خالق حكيم وقدير وبين استدلال البعض في التصميم الذكي ؟ ما هو وجه اختلاف الاستدلال القرآني عن استدلالهم ؟
فقلت في الجواب:
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. استدلال أصحاب التصميم الذكي يا أخي الكريم يجري على طريقة ما يقال له عند النصارى اللاهوت الطبيعي، وله صور يقال لها البرهان التليولوجي، وهو، وكما بدعه ويليام بيلي، برهان نظري قائم على قياس التمثيل، لإكساب المعرفة بأن شيئا معينا في الطبيعة يصح وصفه بأنه "مصمَّم"، وله أغراضا وغايات وظيفية معينة، ومن ثم يلزم إثبات وجود من "صممه". فكيف يثبت بقياس التمثيل أن في الطبيعة شيئا "مصمما"؟ بأن يقارن بين شيئين، أحدهما يبدو أن له أجزاء متعددة، لكل جزء منها وظيفة تخصه، مما يمكننا معرفته (كوظائف أعضاء الكائن الحي)، والآخر مما لا يبدو لنا أن له وظيفة البتة (كالصخرة الصماء التي لا فعل للإنسان في تشكيلها)، ثم يقال إن الأول "مصمم" خلافا للثاني، بقياس تمثيل على شيء مما نصممه نحن البشر، ونجعل له أجزاء مخصصة لوظائف مختلفة كساعة المعصم مثلا، فإذا ثبت بهذا القياس أنه "مصمَّم"، لزم وجود "مصمِّم"! بادي الرأي، يبدو هذا البرهان قويا وقائما بالمطلوب ولا غبار عليه! لكن لأنه جعل المعرفة التفصيلية بالوظائف الجزئية لأعضاء الكائن الحي، شرطا لتمييزه عن الصخرة الصماء في كونه مصمما وليس "عشوائيا"، بالقياس على تصاميم البشر، استلزم داروين من ذلك أن الكائن الحي كلما كان "أبسط" عضويا، كان "أحط" تطوريا، ومن ثم أمكنه ادعاء أن العشواء الوجودية التي أقر بيلي بوجودها في خلق الله تعالى حتى يقيم برهانه في تمييز الشيء "المصمم" مما سواه، هذه موجودة فعلا في بعض الكائنات الحية، ويمكن ادعاء أن التعقيد الذي زعمه بيلي دليلا على التصميم، إنما نشأ بالتطور العشوائي التدريجي من تلك الأصول المنحطة!! فكان برهان التليولوجيا القياسي هذا شؤما على صاحبه وعلى النصارى كافة، لأنه قدم لداروين تربة خصبة يزرع فيها نظريته!
وأما استدلالنا نحن المسلمين بإحكام الخلق والإتقان فليس استدلالا نظريا قياسيا يجري على هذه الطريقة التي ذكرت لك، وإنما هو استدلال يذكر فيه المخاطب به بما في فطرته من الشعور بطلاقة القدرة الإلهية، فيقال له أفلا تنظر إلى كذا كيف خلق، وكذا كيف صنع، وكذا وكذا من بديع الخلق الإلهي، فيحضر فورا في النفس السوية الإقرار والإذعان بآيات الباري الباهرات في الآفاق، وهو المطلوب. أما المسفسط الذي يماري ويقول هذا لا يدلني على شيء، لأنه يجوز أن يكون ذلك كله محض مصادفة كما زعم داروين، فهذا تُنقض عليه سفسطته ببيان شناعة لوازمها، وليس بإثبات أن في الطبيعة أشياء "مصممة" بقياس التمثيل!
انتهى الجواب
أبو الفداء

إقناع

02 Oct, 16:00


https://www.youtube.com/watch?v=8Iv2YuhNnCo

إقناع

01 Oct, 11:00


https://www.youtube.com/watch?v=RjBkeBxOhGk

إقناع

29 Sep, 16:00


https://www.youtube.com/watch?v=BqHPctq8ujU

إقناع

26 Sep, 14:00


https://www.youtube.com/watch?v=x1Ovy79Dw-o

إقناع

24 Sep, 11:00


https://www.youtube.com/watch?v=zNSCh-X4t30

إقناع

22 Sep, 14:00


https://www.youtube.com/watch?v=kHdpVubKEs4

إقناع

21 Sep, 12:00


https://www.youtube.com/watch?v=muIIEaTRV7k

إقناع

21 Sep, 01:47


جواب موجز في قول الأشعرية:
هل جزء الإله عندكم إله أم ليس بإله؟

الحمد لله وحده، أما بعد، فمن الشبهات السخيفة التي يقذفها بعض الأشعرية على أهل السنة أن يقول قائلهم:
هل جزء الإله عندك إله أم ليس بإله؟
إن قلت هو إله، لزمك الشرك وتعدد الآلهة،
وإن قلت ليس بإله، لزمك نفي الإلهية عنه لانتفائها عن أجزائه!
وجواب هذا السخف أن يقابل صاحبه على سبيل المعارضة بأن يقال له: "ذراع الملك عندك، ملك أم ليس بملك؟ إن قلت بل هو ملك، لزمك تصيير الملك الواحد عدة ملوك، وهو باطل، وإن قلت ليس ملكا، لزمك نفي الملك أو المَلَكية عنه لانتفائها عن جميع أجزائه! فما كان جوابك عن هذه الشبهة فهو جوابي، ولله المثل الأعلى!
هذا العبث يلزم منه وجوب نفي الجزئية والتبعض عن جميع الموجودات مطلقا، حتى لا تجري معاني الصفات التي هي مما يصح في الكل دون أجزائه، على جميع تلك الأجزاء، فيصبح الواحد متعددا! يصبح الرجل عدة رجال لأن له أجزاء، وتصبح المرأة عدة نساء لأن لها أبعاضا، ويصبح العالم عدة علماء، والسيارة عدة سيارات، إلى آخر ذلك الهراء. وهو راجع إلى مغالطة يقال لها مغالطة التجزؤ Fallacy of Division ( * ) وهي التسوية بين الكل وأجزائه فيما يختص به الكل من أنواع المعاني دون الأجزاء. وصورتها أن يقال: (أ) من صفات (س) – (ج) من أجزاء (س) – إذن (أ) من صفات (ج)! وهذه المغالطة عند الأشعرية هي من رواسب شبهة المعتزلة فيما يقال له "تعدد القدماء"، التي وقعت لهم من فشلهم في الرد على النصارى في شبهة التثليث. كان واصل بن عطاء يقول: "إنَّ مَن أثبَت للهِ معنًى وصفةً قديمةً فقد أثبَت إلهَينِ"، وهذا راجع أيضا إلى نفس المغالطة، فإن تعدد القدماء الذي يكون شركا إنما هو تعدد الذوات المنفصلة التي يصح فيها جميعا أنها قديمة، أما أن يقال إن الذات الواحدة القديمة إذا تعددت فيها الحقائق الوجودية القديمة، فإنها تكون بذلك عدة ذوات قديمة وليس ذاتا واحدة، فهذا من أفسد ما يكون! وآية فساده الجلية أن الموجود المعين القائم بنفسه لا يوجد في الأعيان منفكا عن الصفات أصلا، فالقديم صفاته قديمة بالضرورة، وأولها معنى الوجود في الأعيان.
فإذا كنتم معاشر الأشاعرة لا ترون تعددا للآلهة أو للقدماء في إثبات صفات المعاني القديمة المتعددة القائمة بذات الله تعالى، كالعلم والقدرة والحياة والوجود، فنظير ذلك يلزمكم في الصفات الذاتية أو ما تسمونه بالأبعاض والأجزاء ولا فرق! وإلا فما تقول في علم الإله أيها الأشعري، هل هو عندك إله أم ليس بإله؟ إن قلت هو إله لزمك الشرك، وإن قلت ليس بإله، لزمك نفي الإلهية عنه بالكلية، تماما كما تلزمنا هنا، وإذن فارفع عنه جميع الحقائق الوجودية القائمة بذاته التي تزعم إثباتها، وقل كالمعتزلة عليم بلا علم، سميع بلا سمع، بصير بلا بصر .. إلخ، والحمد لله أولا وآخرا.
أبو الفداء.
--------------
( * ) كتبت المصلطح باللغة الإنكليزية لمن يريد الاستزادة عنه في المراجع ذات الصلة.

إقناع

20 Sep, 08:00


https://www.youtube.com/watch?v=5Mh-q9byyPU

1,462

subscribers

55

photos

6

videos