وما زال الصراع قائمًا ومستمرًا عبر التاريخ، فمن يعرف التاريخ يدرك أين تقف قدماه في الحاضر، ويستطيع أن يستشرف المستقبل.👇
التوازنات الجديدة.
كتبه إياد العطية.
بعد أحداث لبنان الأخيرة واستمرار الأحداث في غزة، بات من الواضح أن المنطقة بأسرها تقف على أعتاب تحولات كبرى وجذرية، فأحداث العنف والاضطرابات التي شهدناها لم تكن مجرد صراعات عابرة أو مواجهات تقليدية، بل هي إشارات قوية على أن موازين القوة في المنطقة تعيد تشكيل نفسها بطريقة جديدة، وحسب الرؤية الأمريكية واليهودية لمستقيل المنطقة.
اكدها تصريحات الرئيس الإيراني من نيويورك الذي حذر فيها من تقسيم إيران إلى دويلات صغيرة إذا ما شهد وضعها الداخلي اضطرابات.
ما يحدث الآن ليس مجرد تغيير في الأدوار أو تبديل للمواقع بين اللاعبين التقليديين، بل هو بداية لنمط جديد من التوازنات والتحالفات التي ستعيد رسم الخريطة السياسية والاجتماعية برمتها.
فالقوى الإقليمية والدولية تتسابق لملء الفراغات، بينما تتصارع الشعوب بين الأمل في التغيير والخوف من المجهول.
ومن هنا، تأتي أهمية أن نكون على دراية بما يجري حولنا، وأن نتحلى بالوعي والحكمة في مواجهة هذه المتغيرات.
إذ إن فهمنا العميق لما يحدث سيحدد قدرتنا على الاستفادة من الفرص التي ستبرز في هذه الفوضى، وكذلك على تجاوز التحديات التي ستفرضها المرحلة القادمة.
نحن أمام لحظة تاريخية قد تكون مصيرية، إما أن نغتنمها لنرسم ملامح مستقبل أفضل، أو أن نبقى أسرى للأحداث التي ستجرفنا دون رحمة.