بقلم: د. إدريس أوهنا
إن ما يجري من أحداث جسام من داخل العالم العربي والإسلامي ومن خارجه، على جميع المستويات السياسية والعسكرية والأخلاقية والاجتماعية وغيرها؛ لينبئ بما لا يدع مجالا للشك باقتراب سريان مفعول ثلاثة قوانين إلهية، جرى الإخبار بها في خطاب الوحي، والعرب والغرب كلاهما عنها معرضون، وهي:
✓ قانون إهلاك المحتلين الغاصبين (الكيان الصهيوني) والطغاة المتجبرين المتعجرفين (أمريكا)؛ فمع تهديدات ترامب بالتهجير لأهل غزة، وإقدام الاحتلال على التهجير القسري بالضفة، نستحضر قوله تعالى: ﴿ وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا . سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا﴾ -الإسراء 76 و77-
وقوله سبحانه وتعالى: ﴿ فأراد أن يستفزهم من الأرض فأغرقناه ومن معه جميعا﴾ -الإسراء 103-
ومعنى (يستفزّهم) عند المفسرين أي: "يفزعهم ويزعجهم بما يحملهم على خفة الهرب" ، "والاستفزاز: الحمل على الترحل".
قال السعدي تعليقا على الآية الأولى: "إن الله إذا أراد إهلاك أمة، تضاعف جرمها، وعظم وكبر، فيحق عليها القول من الله فيوقع بها العقاب".
وفي فتح البيان للقنوجي في تفسير الآية من سورة الإسراء: ﴿ فأراد أن يستفزهم من الأرض فأغرقناه ومن معه جميعا﴾، قال:
"(فأراد) فرعون (أن يستفزهم من الأرض) أي يخرج بني إسرائيل وموسى ويزعجهم من أرض مصر بإبعادهم عنها. وقيل أراد أن يقتلهم ويستأصلهم وعلى هذا يراد بالأرض مطلق الأرض ... (فأغرقناه ومن معه جميعاً) أي فعكسنا عليه فكره فوقع عليه وعليهم الهلاك بالغرق ولم يبق منهم أحد ونجى موسى وقومه".
✓ قانون إهلاك المتخاذلين والمفسدين من العرب والمسلمين، قالت عائشة رضي الله عنها للرسول صلى الله عليه وسلم: أنهلك وفينا الصالحون، قال: نعم إذا كثر الخبث. وقد كثر الخبث عيانا ظهارا في الوطن العربي والإسلامي، من استبداد وفساد بشتى صوره وأشكاله، واجتمع فيه من الفواحش والرذائل ما تفرق في الأمم الهالكة الغابرة.
✓ قانون الاستبدال لمن تولى عن اتباع الحق ونصرته والجهاد في سبيله: {وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم}.
وأمام هذه السنن الثابتة الناطقة أرى الأمة مقبلة على مرحلة صعبة ومزلزلة للغاية، لكنها مبشرة بحقبة جديدة، تنتكس فيها أعلام الظلم والبغي والفساد والاستبداد، وتعلو فيها راية الجهاد، بالمفهوم الواسع والشامل للجهاد.. ولا بد لكل ولادة تاريخية جديدة من مخاض !!
رابط قناة التليجرام:
https://t.me/Shuhoudhadary