مجلة أنصار النبي ﷺ @ansarmagazine Channel on Telegram

مجلة أنصار النبي ﷺ

@ansarmagazine


مجلة شهرية تصدر عن الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ

مجلة أنصار النبي ﷺ (Arabic)

مرحبا بكم في قناة مجلة أنصار النبي ﷺ على تطبيق تليجرام! هذه المجلة الشهرية تصدر عن الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ وتهدف إلى نشر المعرفة والثقافة حول الإسلام وتعاليم النبي محمد ﷺ. تحتوي المجلة على مقالات دينية وثقافية متنوعة تهم المسلمين في جميع أنحاء العالم. كما تقدم المجلة تقارير وأخبار عن الفعاليات والأنشطة التي تنظمها الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ. إذا كنت تبحث عن مصدر موثوق للمعلومات الدينية والثقافية، فإن مجلة أنصار النبي ﷺ هي القناة المثالية لك. انضم إلينا الآن وشاركنا الحوار والمعرفة القيمة!

مجلة أنصار النبي ﷺ

18 Feb, 10:10


#غزة مدينة قديمة، ومن قواعد فلسطين الشهيرة، نزل فيها إبراهيم الخليل عليه السلام، وجاء ذكرها في التوراة مراراً، وهي إحدى الرحلتين لقريش المذكورتين في قوله تعالى: ﴿رحلة الشتاء والصيف﴾، كما قال ابن عبد البر في تفسيره، وإحدى العروسين كما في حديث ضعيف: “طوبى لمن أسكنه الله تعالى إحدى العروسين: عسقلان غزة”. رواه الديلمي في مسند الفردوس.

قال ياقوت الحموي في (المشترك): “غزة بلد مشهور بالشام، بينه وبين عسقلان نحو فرسخين، من أعمال فلسطين”.

وفي (القاموس): غزة عَلَم على مواضع بلد بمشارف الشام، بفلسطين، مشهور، ورملة بالسودة ببلاد بني سعد بن زيد بن مناة بن تميم، يقال لها غزة، وبلد بأفريقية بينه وبين القيروان نحو ثلاثة أيام، تنزلها القوافل إلى الجزائر، وناحية من يمين عبن التمر بالعراق، يقال لها غزة، وبلد ببقاع الشام وأقدمها وأشهرها غزة هاشم”.

وفي (معجم البلدان): “قال أبو المنذر: غزة كانت امرأة (صور) الذي بنى صور، مدينة الساحل، قريبة من البحر”.

وإياها أراد الشاعر:

ميت بردمان وميت بسلمان ** وميت عند غزات

قال أبو زيد: “العرب تقول قد غز فلان بفلان، واغتز به: إذا اختصه من بين أصحابه”.

لاختصاص صاحبها بها واختيار تلك البقعة لاختطاطها، ويجوز أن تكون سميت باسم امرأة الملك (صور).

قال في (قاموس الأعلام التركي): “إن غزة بلدة قديمة جداً، ويُذكر في التوراة أنها موجودة قبل زمان حضرة إبراهيم عليه السلام، و”لذلك يقال إنها رابع مدينة بنيت على وجه الأرض المقدسة”، حتى إن إسكندر الكبير اشتغل بحصار غزة مدة أربعة أشهر، وبعد أن صار مجروحاً فتحت بكل صعوبة، وفي المحاربات التي وقعت بين البطالسة والسلنيكين، تعدد تخريبها وصار تعميرها، وهي على تل مرتفع يوجد فيه وفي خلافه من التلال المرتفعة -خصوصاً تل العجول- آثار كبيرة حتى أخرج من هيكل المشتري المصطنع”.

وفي (جغرافيا فلسطين): “غزة مدينة قديمة جداً، وفيها آثار قديمة كثيرة بحيث أن المرء يرى في كل ناحية منها آثاراً عديدة ذات قيمة واعتبار، كلها تدل على سالف مجدها وعلو شأنها”.

وفي (تاريخ سوريا): “أما مدينة غزة فهي على بُعد ثلاثة أميال من شاطئ البحر المتوسط، وهي من أقدم مدن العالم”.

وذكر العلامة الشيخ صالح التمرتاشي الغزي في رسالته (الخير التام) أن أول من خطها أفراشيم أو أفرايم أحد أولاد يوسف الصديق عليه السلام.

قلت: هي موجودة قبل أفرايم المذكور، فلعله اختطها في موضعها المرتفع المعروف، كما تقدم، أو اختطها بالحجارة وسورها بالبناء الثابت، وكانت قبلُ أكواخاً تنتقل من موضع لآخر، فلم يختلف موضعها بعدُ، وإن حصل تخريبها مراراً بسبب الحروب التي كانت تتناوبها، والأمم التي كانت تتقلب عليها، بل كانت بسبب كونها همزة الوصل بين مصر والشام مسرحاً كبيراً لحروب متوالية، ووقائع هائلة.

وحدّها بما يتبعها من الأراضي والقرى، طولاً من رفح إلى يافا نحو خمسة وأربعين ميلاً، وعرضاً من ساحل البحر إلى كوفيا والبها نحو خمسة أميال، وكانت قبل فصل السبع عنها، تمتد من البحر إلى العقبة، مسيرة ثمانية أيام.

وقال في (المعجم اليوناني): غزة مدينة قديمة العهد إحدى مدن الفلسطينيين الخمس، مبنية على هضبة تبعد 4 كيلومترات تقريباً عن البحر، وتقع في الجهة الجنوبية الغربية من القدس على بُعد 85 كيلو متراً، وقد أعطى لها في العصور المختلفة عدة أسماء، منها: إيوني ومينيوو وقسطنديا.

وهذه المدينة كانت دائماً ساحة لثوراة الغزاة الفاتحين، من حين لآخر في جميع أدوار التاريخ القديم والمتوسط والحديث، وحوصرت عدة مرات، واحتلها ودمرها اليهود والآشوريون والمصريون، والكلدانيون والفرس، والرومان والعرب والصليبيون، والأتراك والفرنسيون والإنكليز، أما اليهود فإنهم لم يستطيعوا أبداً المحافظة على سلامتها، وقد قاموا بحروب كثيرة ضد الفلسطينيين، منذ سني شمشون الجبار (أي منذ القرن الحادي عشر ق.م حتى عهد المكابيين القرن الثاني ق.م) فيها جاهد ومات شمشون الجبار، وقد سباها أولاً الفراعنة، وأخضعها من بعدهم الآشوريون، ومثلهم الكلدانيون.

وفي عام 606 ق.م استُرجعت من نخو الثاني، الذي حكم من سنة 617-601 ق.م، ومن ثم وقعت في يد الملك كورش من سنة 601-590 ق.م، ومنها كامفنيس ابن الملك كورش جمع قواته وافتتحها عندما هاجم مصر 522 ق.م، أما الإسكندر الكبير فإنه بعد فتحه لصيدا هاجم غزة واستولى عليها، بعد محاصرته إياها مدة شهرين كاملين، سنة 322 ق.م، وكانت حينئذ مدينة عظيمة ذات مركز حصين، محاطة بسور قوي.

مجلة أنصار النبي ﷺ

18 Feb, 10:10


وكان لها حارس يدعى فاتيس، وكان شجاعاً، ويقال إنه سلح الغزيين، واستأجر عدداً كبيراً من العرب، قاوم بهم هجمات الجيش اليوناني -الذي كان بقيادة الإسكندر- المتكررة الشديدة لاحتلالها. وقد كان من الصعب إدخال الماكينات الحديدية إلى داخل المدينة بسبب ارتفاعها، وقد أبدى الإسكندر مهارة فائقة وذكاء كبيراً عندما أمر جنوده بالهجوم عليها في المرة الرابعة لاحتلالها من الجهة الجنوبية، حتى تمكنوا من اختراق السور وإدخال الماكينات والعِدد الأخرى.

أما قُطر السور فكان على طول 27 متراً وارتفاع 76 متراً، وبعد أهوال شديدة لاقاها الإسكندر من الغزيين حتى اخترقت حِرابهم درعه، وجرحته في كتفه، حتى فتحها بنفس العدة التي فتح بها صيدا، وبعد فتحه غزة أحضر الإسكندر سكاناً لها من اليونان، على حسب عادته، ومن القرى المجاورة لها، ومزج بعضهم ببعض.

ثم بعد وفاة الإسكندر سبيت غزة من القائد أنتيفوس وكذلك من القائد بطليموس عام 96 قبل المسيح، من قِبل ملك اليهود المدعو إلكسندروس إياتوس 106-79، وأعيد بناؤها في سنة 7، ومن الرومانيين الذين فتحوها ومنحوها إدارة مستقلة على عهد الملك أغسطوس، من 20-14 وقد أعطيت إلى الملك هيرودس وفي أيامه تعلم سكانها الحرف والعلوم اليونانية.

في عام 44 بعد وفاة هيرودس أصبحت مقاطعة رومانية وازدهرت بالعلوم والتجارة والعمران. وقد زارها مراراً كثيرة الإمبراطور أورليانوس (۱۱۷ – ۱۲۸) بعد المسيح الذي عمل عملة فضية رسم عليها غزة من جهة، ومن الجهة الأخرى وضع التاريخ الروماني تخليداً لزياراته هذه، وفى ذلك العهد كانت غزة تعد من أعظم المراكز التجارية التي توحد سوريا مع آسيا الغربية، والعرب كانوا يرسلون إليها مراكبهم التجارية لنقل التجارة، وكما يروى التاريخ أن هاشماً والد جد النبي محمد ﷺ توفي بها ودفن فيها، فإن العرب كافة يحترمون ويقدسون هذه المدينة. ا.هـ.

مجلة أنصار النبي ﷺ

18 Feb, 10:09


غزة وحدودها وقدمها ومكانتها

بقلم: الشيخ عثمان الطباع الغزي – رحمه الله

مجلة أنصار النبي ﷺ

18 Feb, 09:20


بلغ عدد سكان السنغال ١٨ مليون نسمة، ٩٨% منهم مسلمون، والبقية بين النصرانية والوثنية، كما وُجد قلة قليلة من الشيعة الرافضة الذين لم يبلغوا واحداً في المائة.

من مقال: آثار دعوة أهل السُّنة في #السنغال

بقلم: د. أبو ناصر عبد الله بابا – سفير الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ في السنغال

استمع الآن إلى المقال كاملاً 🎧

مجلة أنصار النبي ﷺ

18 Feb, 08:22


من آثار الدعوة الإسلامية في #السنغال اجتياز كثير من العقبات والصعوبات التي عاناها مشايخنا من الدعاة الأوائل. فقد أخبرنا عدد من مشايخنا ودعاتنا القدامى بالمشاكل والعوائق التي كانوا يعانون في نشر الإسلام وتعليم الكبار والصغار أمور دينهم، بخلاف حال الدعاة اليوم الذين مُهدت لهم الصعاب حتى صارت قاعاً صفصفاً لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً.

من مقال: آثار دعوة أهل السُّنة في السنغال

بقلم: د. أبو ناصر عبد الله بابا – سفير الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ في السنغال

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/3X4I2zS

مجلة أنصار النبي ﷺ

17 Feb, 20:34


مما أسهم في تحقيق نتائج طيبة للدعوة السُّنيّة في #السنغال تكاتف الدعاة وتوحيد صفوفهم وتنسيق جهودهم في تحقيق أهدافهم، دون أن يتتبع هذا زلات هذا وذاك هفوات ذاك، أو يفرح هذا بفضح عورات هذا، وذاك بكشف أخطاء هذا.. مما ابتلي به كثير مَن في دول العرب.

من مقال: آثار دعوة أهل السُّنة في السنغال

بقلم: د. أبو ناصر عبد الله بابا – سفير الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ في السنغال

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/3X4I2zS

مجلة أنصار النبي ﷺ

17 Feb, 17:55


مقالات سفراء الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ في العدد الثالث والثلاثون من مجلة أنصار النبي ﷺ

1. السقيفة والخلافة: https://bit.ly/4hwOO9z

بقلم: الشيخ فرج كُندي – سفير الهيئة في ليبيا

2. ﴿وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ﴾: https://bit.ly/4aSZAVf

بقلم: الشيخ جلال الدين بن عمر الحمصي – سفير الهيئة في لبنان

3. الموازنة بين المفاسد والمصالح في سوريا الجديدة: https://bit.ly/3QiPaVn

بقلم: الشيخ حسن شبّاني – سفير الهيئة في كندا

4. آثار دعوة أهل السُّنة في السنغال: https://bit.ly/3X4I2zS

بقلم: د. أبو ناصر عبدالله بابا - سفير الهيئة في السنغال

5. نحو منهج حركي في دراسة السيرة النبوية: https://bit.ly/4b2lrK0

بقلم: أ د. خير الدين خوجة - سفير الهيئة في البلقان

6. من أجل استراتيجية جديدة للعمل الإسلامي في كردستان العراق (3): https://bit.ly/4gFqAZL

بقلم: د. عبد الرحمن محمد عارف – سفير الهيئة في إقليم كردستان العراق

مجلة أنصار النبي ﷺ

17 Feb, 16:32


كلما علا شأنُ علم من العلوم في نظر الطالبين، اجتهد الدّارسون وأهل الفضل والفقه في تحصيله وسبر أغواره، والله أعلم بمراده ومراد رسوله ﷺ.

من مقال: الموازنة بين المفاسد والمصالح في حياة النبي الكريم ﷺ

سوريا الجديدة – النموذج والتطبيق

بقلم: الشيخ حسن شبّاني – سفير الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ في كندا

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/3QiPaVn

مجلة أنصار النبي ﷺ

17 Feb, 16:32


حُمل من #غزة إلى مكة وهو ابن سنتين. وفيها حَفظ القرآن وله من العمر تسع سنين، وكان في أول أمره يطلب الشعر والأدب، ثم أخذ في دراسة الفقه فنبغ فيه وبرز..

من مقال: أعظم فلسطيني في تاريخ الإسلام وُلد في غزة!

بقلم: الأستاذ مصطفى الدباغ - رحمه الله

استمع الآن إلى المقال كاملاً 🎧

مجلة أنصار النبي ﷺ

17 Feb, 16:26


وأخيراً أقول: مَن أراد المشاركة في تدوين استراتيجية جديدة للعمل الإسلامي في كردستان العراق، عليه أن يأخذ في الاعتبار أنّ توحيد الوطن مسألة استراتيجية، ومحاربة المفسدين وإنهاء الفساد قضية استراتيجية، وأنّ التغيير في الفكر النخبوي السلبي أو صناعة نخبة جديدة مسألة ووسيلة استراتيجية، وفهم استراتيجيات إيران وأمريكا واليهود في فلسطين ومن لف لفيفهم من حكام العرب مسؤولية استراتيجية، وأنّ الاستعداد واستغلال الفُرَص السياسية والعسكرية والاقتصادية لِما بعد7 أكتوبر المجيد يجب أن يُنظر إليه بعيون استراتيجية، ثم فتح الشام (دمشق) وتحرير فلسطين وتوحيد الشام ولو في مراحل مطلوب استراتيجي للأمة المسلمة، وإيصال الإسلاميين الكُرد في الإقليم والعالم الإسلامي إلى منصة إدارة الدولة ووضع اليد على السلطة موضوع وهدف استراتيجي، وقراءة التاريخ القديم والحديث، واستنباط الدروس منهما وسيلة استراتيجية، ولا يجوز للقائد وصاحب مشروع تحريري أن يتجاوزه، وتوحيد المدارس الفكرية والفقهية وإدماج القوى الإسلامية المختلفة في جبهة واحدة وسيلة استراتيجية لا مناص من إعمالها.

مجلة أنصار النبي ﷺ

17 Feb, 16:26


الجناية الدائمة للعلمانيين (منذ عهد الاتحاد السوفيتي) في صراعهم مع الأنظمة المتتالية في بغداد، أنّهم كانوا ولا يزال يستعينون بالعاطفة القومية، والاختلافات اللغوية والثقافية، وبجميع الفلسفات المستوردة (المنتهية صلاحيتها)، وحتى بالأديان الميتة للأقليات الموجودة داخل الإقليم كَسِلاح لحسم المعارك السياسية والفكرية والاقتصادية والعسكرية، ولا يلتفتون أصلاً للدين الإسلامي، دين غالبية المجتمع الكردي، على الأقل كـ(وسيلة) من الوسائل لردّ العدوان، وهي الأقوى والأبقى قطعاً من بين الوسائل الثورية الأخرى من الأديان والفلسفات والطائفية، والاستعانة بدولة أجنبية احتلالية وغيرها من الوسائل المستجار بها لرد الحقوق، وكسر القيود، وحراسة الحدود، وحفظ الوجود.

هؤلاء القيادات لجهلهم أو حقدهم أو تبعيتهم، أو للثلاثة كلّها، لا يرون في الإسلام رسالة تحريرية للشعوب وأحكاماً صارمة تردع الطاغوت، وقوانين تَبني الدولة والحضارة للإنسان، أما الشعوب الأخرى من العرب والفُرس والتُرك جمعوا بين الانتماء الديني والانتماء القومي كَسِلاح ثُنائي في معاركهم المختلفة ضدّ مَن حولهم من القوميات والقبائل.

فللعربي الشيعي العراقي مثلاً مرجعية دينية طائفية المعروف بـ(السيستاني)، ومرجعية طائفية لشيعة الفرس كـ(الخميني) سابقاً و(الخامنئي) حاضراً، والأتراك لهم مرجعيات دينية مكوّنة من بعض المؤسسات الدينية وشخصيات إسلامية بعضهم أحياء وبعضهم أموات، لكن الغلبة في النهاية من بين تلك المرجعيات، للمرجعية القومية والفكر القومي والمصالح السياسية، و(الدين) و(الطائفة) و(المرجعية) لم تخرج من مستوى الوسائل إلى مستوى القبول بها كمنهج ورسالة وغاية ووسيلة في بناء الدولة والحضارة على أساسها.

وهذه المقارنة قد قصّدت بها القول بأنّ الأحزاب العلمانية الكردية لا يُحبّذون ولا يُرحّبون بالاستنجاد بالإسلام حتى كوسيلة من الوسائل، إلاّ في أحايين قليلة واضطرارية كما في أيام الاستعداد لدخول الانتخابات البرلمانية وشراء أصوات الناخبين من العلماء السذج والعوام المساكين.

الدافع العاشر: ثلاثة تحوّلات تاريخية في أربع سنوات

الأمة المسلمة أمة واحدة عقيدةً وشريعةً ومنهاجاً ونظاماً وحضارةً، ولهذه الوحدة بين الأمة المؤمنة في الروح والوجهة والمآل، تجد كلّ ما يحصل لأي عضو بهذا الجسد الكبير مؤثراً على الأعضاء الأخرى.. خيراً أو شراً.

انتصار جهاد شعب أفغانستان على الإمبراطورية الاحتلالية لأمريكا، وعودة الدولة والنظام لحركة طالبان المجاهدة، ثمّ الغزوة المباركة بقيادة الشهيد يحيى سنوار في السابع من أكتوبر من سنة (2023م) ضد الكيان الصيهوني في فلسطين المحتلة، تغيّرت بها جميع المعادلات السياسية والعسكرية والاجتماعية والاقتصادية، وأثبتت للعالم وإلى قيام الساعة أنّ لحركة إسلامية مجاهدة ومحاصرة براً وبحراً وجواً قرابة عقدين من الزمن القدرة ليس على المواجهة والصمود فحسب، بل على تحطيم البنية النفسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية للاحتلال، وهذا ما حدث بشهادة الخبراء من الأعداء والأصدقاء. ثمّ الفتح المبارك للشام في 8 من ديسمبر (2024م) على يد المجاهدين، وإنزال عَلَم العلوية بعد 54 عاماً من الظلم والطغيان على أهل السنة والجماعة.

فهذه التحوّلات الثلاثة تدفع الإنسان القيادي إلى نتيجة مفادها أنَ الدخول مع الخبراء والمختصين مطلوب منطقي وواقعي في مناقشة استراتيجية جديدة تستجيب لآمال المسلمين في كردستان العراق.

خاتمة

ما شرحته من (الدوافع العشرة) تكفي لمَن أراد الاطلاع على واقع كردستان العراق، ويقتنع بأنْ الاستراتيجية الجديدة شيء مطلوب ومحمود.

القارىء الكريم عليه أنْ ينتبه إلى أنّ كاتب الدراسة عرض الجانب السلبي لواقع العمل الإسلامي، ولم يُشر إلى الجانب الإيجابي للدعوة والحركة الإسلامية، فالجوانب الإيجابية في المجتمع المسلم السُنّي الكُرْدي تساعد الإنسان الاستراتيجي على أن تفاءل أكثر بأنّ القوة البشرية والروحية والمادية يُمكن أن تكون أساساً متيناً للاستراتيجية الجديدة الموعودة.

مجلة أنصار النبي ﷺ

17 Feb, 16:26


انتشار الفكر (المدخلي) عموماً لم يأتِ من الفراغ، وإنما جاء كـ(ردود أفعال) واستغلال لـ(فَجَوات) دَخَلَت أو أُدخلت في فكر وأداء الدعاة والكيانات الإسلامية المختلفة في الإقليم، مثل التيسير الغالي في بعض الخلافات الفقهية، والتعصّب للفرد والجماعة إلى حدود الإسراف، والشطط في تهميش (الآخر المختلف) وحشره في زوايا تُخالف المنطق والاجتماع، والاعتماد على العقل المحض (إن لم يكن الهوى المحض) في الاستجابة لأسئلة العصر، وقلة العلم بالنصوص، خاصة نصوص السنة وأحكامها ومقاصدها، والدعوة إلى التعدّد في الكيانات فيما التصارع بينهم يزداد يوماً بعد يوم… إلخ.

و أما بخصوص إذاعة (عاهة المَدْخلية) التي تعدّ نفسها سلفية أصيلة على منهاج الصحابة والتابعين، فهي مولودة معاقة في العقل والتصرّف بسبب جهتين:

الأولى: الأحزاب العلمانية، صاحبة المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية، فهي منذ سنين تَبْحَثُ عن جسم ديني يُحارِب المشروع الإسلامي في الدعوة والسياسة والجهاد والعمل الجماعي والخيري، ولَم تجد أنسب من (المَدْخلية المستوردة) المجرّبة حقيقة في دول أخرى وصارت نموذجاً (طبق المطلوب) في خضوعها للسلطات في أوامرها ونواهيها.

الجهة الثانية: قيادات العمل السياسي الإسلامي بكل أطيافها، أعطت الذرائع والمبرّرات في الفكر والمواقف فَتَفَسّح لها لتجلس داخل مفاصل مهمة في المجتمع، فأصبحت لاحقاً صاحبة المساجد والمنابر والمؤسسات الإعلامية ومقاعد داخل الحكومة وغيرها.

حسب متابعتي للظاهرة الإسلامية في الإقليم وجدت أحد عشر شخصاً معروفين لدى الناس بانتمئءهم للسلفية، لكن أغلبهم يحملون (مبادئ المدخلية) في السياسة والجهاد والعمل الجماعي والموقف من الحكومات الفاسدة والعميلة.

ومن بين المجموعات الإحدى عشر رأيت مجموعة أو مجموعتين لها مواقف واعية ومسؤولة، وأما الباقيات حاملات لمبادئ المَدْخلية ورؤيتها، ولمسنا ذلك لمساً خاصة عندما أعلنوا الموقف من الغزوة المباركة في السابع من أكتوبر المجيد، وانتصار الثورة السورية بعد فتحهم لدمشق!

فدون شعور بالحرج أو الخوف من محاسبة الله صراحة أو تعريضاً يتهمون (حماس) بعمالة إسرائيل مرّة وبتبعيتها لإيران مرةً أخرى، واتهموا رأس الثورة المجيدة في سوريا وقال أحدهم دون حرج: “تغيّر عميل بعميل”! وسوّى بين عائلة عَلَوية حاقدة حكمت أكثر من خمسين سنة، وقتلت مئات الآلاف من المسلمين، ودمّرت البلاد وهجّرت الملايين من أهل الإسلام، مع قائد قاد ثورة فتح الله على يديه الشام، وحرّر به البلاد والعباد.

الغريب أنّ تلك المجموعات المتّحدة ضد رجالا (حماس) وجهادهم في وجه الصهيونية العالمية إذا مرّ أحدهم بالآخر لا يُسلّم عليه ويعدّه ضالاً ومضلاً. متفرّقون فيما بينهم، ومتّحدون في محاربة حماس وطالبان والثورة السورية!

المَدْخلية تُحارب الفكر الجهادي، والعمل السياسي الإسلامي، والعمل الجماعي، والعمل الخيري، ويتفرّغون لخطابات يستحي منها الإنسان، مثلاً إذا جاء يوم الذكرى السنوية لإعدام سيد قطب يسبونه جماعياً، وعند قدوم شهر الربيع الأول من كلّ سنة يملأون المجتمع بتكرار ما قالوه في السنة الماضية من أنّ مناسبة المولد بدعة مغلظة ما بعدها بدعة، وفي أيام عيد الفطر المبارك وما قبلها بأسابيع يواجهون المجتمع كلّه بعدم جواز إخراج زكاة الفطر إلاّ قوتاً… وهكذا.

الدافع التاسع: أمواج متلاطمة من العمائم السوداء

خارطة كردستان العراق تقع في منطقة مثلها كمثل جزيرة معزولة وسط لُجة تتقاذفها أمواج عمائم التشيّع من كلّ الجهات، شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، فمن الشرق إيران، ومن الجنوب والغرب شيعة العراق (بعد انهيار الحائط البشري لعرب السنة وسط العراق الذي كان يفصل بين الإقليم وبين شيعة العراق الموجودين غالباً في الجنوب) وفي الشمال سوريا (قبل انتصار الثورة السورية على دولة العلوية في دمشق المتحالفة مع إيران). وقد تتغير الخارطة من ناحية سوريا بعد هذا الانتصار، وفي الشمال دولة تركيا وهي غالبية سنية، لكنّ المشكلة في وجود حزب (بـ،بـ،كـ) المسلّح في الحدود الفاصلة بين الإقليم وتركيا، والمتحالف مع إيران، وكثير من قيادات هذا الحزب من العلويين، وبإغلاق هذا المنفذ في لحظة ما، إن استطاعوا، تتكامل الدائرة المكوّنة من العمائم السوداء الشيعية حول عنق الإقليم.

مجلة أنصار النبي ﷺ

17 Feb, 16:26


الدافع السادس: إقليم واحد أم أقاليم متضادة؟

أهم ما تُعرف بها الثورات الناجحة أنها تُوّحد الأرض والشعب، ولا تقبل بتقسيمهما مهما كان الثمن وتحت أي ذريعة، وهذا من الاستراتيجيات غير قابلة للمساومة، أما عندنا (الماركسيون والقوميون القدامى) الذين يدّعون أنّهم ثاروا في العقود الماضية ضد الحكومات المتعاقبة في بغداد، فترة ستينات القرن الماضي إلى نهاية الثمانينات، لتحرير كردستان العراق من هيمنة الدكتاتورية.. لهم نهج آخر يخالف الثورات والانتفاضات والحركات التحررية في العالم..

وهذا النهج المؤسَّس على الأنانية والحزبية والعنصرية العائلية أدّى إلى تقسيم الإقليم إلى تسعة أقاليم!

إقليم بيد حزب (العائلة البرزانية).

وإقليم تحت سلطة (العائلة الطالبانية).

ومنطقة ثالثة المعروفة بـ(جبال قنديل) أُعطي لنفوذ (القوات الأُوجَلانية).

والرابع: مدينة كركوك الاستراتيجية وما في كنفها تحت وصاية الحكومة العراقية (ذي الغالبية الشيعية).

المنطقة الخامسة: مدينة خانقين النفطية ملحقة بمحافظة ديالى في وسط العراق.

السادس: مدينة (خورما تو) قطعت وأُلصَقت بمحافظة صلاح الدين في وسط العراق.

السابع: المنطقة التي يسكنها الكرد في سهول نينوى، يحكمها ميليشيات تابعة للأقليات الدينية، وقوات الـ(بـ كـ،كـ)، والحشد الشيعي، والحكومة العراقية، مع هامش إداري كردي.

الثامن: هناك منطقة عازلة تابعة للقوات التركية على الحدود المشتركة بين العراق وتركيا.

التاسع: منطقة شريط حدودية مقطوعة للسلطة الإيرانية بين العراق وإيران.

فماذا بقي لنا نحن (الشعب الكردي المسلم السُنّي الشافعي) صاحب الأرض والتاريخ والحضارة؟

الاتهامات دائماً موجهة إلى الاستعمار البريطاني والفرنسي القديم لأنّهم طبّقوا على الشعوب الإسلامية مؤامرة (سايكس بيكو) الملغّمة، وقسّموا بِحَسْبها العالم الإسلامي إلى دويلات ومقاطعات متآكلة ومتناحرة فيما بينها، وهذا الاتهام والتجريم في محله، أما القيادات الكردية من الماركسية القديمة إلى الليبرالية واليسارية الجديدة، لِعلة السذاجة العميقة فيهم، والتبعية، وشعورهم بالنقص والصَّغار أمام الأجنبي، والأنانية الفردية، وتعصّبهم للعائلة والقبيلة أمام شعبهم، أبدعوا في التقسيم، وأضافوا أكثر من سايكس بيكو محلي خاص بنا. فقطّعوا من (سايكس بيكو) الاستعماري الموروث تسعة (سايكس بيكو) محلية، وهكذا قسموا الإقليم كما تُقسِّم الأغنياء لحوم الأضاحي على مستحقيها من المساكين والفقراء وابن سبيل!

الإنسان الاستراتيجي لا يغيب عنه قضية (الأرض) و(الأرضية) عند تفكيره وتخطيطه للوصول إلى هدف إستراتيجي، فإن كانت الأرض والأرضية في وضعهما الطبيعي والملائم فهذا يعني أنّ نصف الطريق ممهّد، ولم نعثر على انتصار ثورة على الاحتلال إلا بعد أنْ وُحّدَ التفكير والتخطيط لتوحيد الأرض، وانهاء الإمارات، والسلطات القَبَلية، والدويلات الهزيلة.

الدافع السابع ﴿ظَهَرَ الفَسَادُ في البَرِّ وَالبَحرِ﴾

الفساد منتشر ومتجذر في كلّ مفاصل المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية والإعلامية والحزبية والهياكل الإدارية، ولم يسلَم منها شيء، وتَمدّد هذا الفساد إلى واقع التفكير والتعليم والتربية والأسرة والعشيرة، ونزلت إلى النوادي الرياضية والترفيهية والاجتماعية وغيرها، فساد مؤسّس ومغلّف!

أمام هذا الزحف الكبير للفساد لا بدّ من الجدية والصدق في التغيير، فلا مهرب من وضع نقطة النهاية على هذه المرحلة، وبدء مرحلة جديدة، وذلك يكون باستراتيجية جديدة.

فنحن وجدنا أنّ الجامعات فقدت قدرتها على أن تكون قائدة للمجتمع، وضَيّعت الفُرَصَ لتكون أسوة للناس، وتتقدمهم للتحرّر، وتحطيم مشاريع التبعية والاندماج في التغريب، ورأينا أنّ كثيراً من المنظمات الأهلية باتت مداخل لاستيراد كثير من الأفكار والسلوكيات الهدّامة لبنية المجتمع الكردي المؤمن بطبيعته، وعرفنا أنّ لتلك المنظمات علاقات بالسفارات والقنصليات الأجنبية ويأخذون منهم التمويل والتوجيه!

وأيقنا أنّ الأحزاب العلمانية المستحوذة على سلطة المال والسياسة والعسكر ينافسون بعضهم بعضاً في إغراق المجتمع بالفساد، وإبعادهم عن الصلاح والصواب، يعني أنّ الاستراتيجية القديمة للتغيير ولّت عهدها، ولا خير في الالتصاق بها، والشجاعة والتجرّد من الهوى تكمن في الاستجابة لاستراتيجية جديدة.

الدافع الثامن: المَدْخلية تُطلق النّار على رأسها

مجلة أنصار النبي ﷺ

17 Feb, 16:26


من أجل استراتيجية جديدة للعمل الإسلامي في كردستان العراق (3)

بقلم: د. عبد الرحمن محمد عارف – سفير الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ في إقليم كردستان العراق

مجلة أنصار النبي ﷺ

16 Feb, 19:04


الحمد لله الذي منّ على المسلمين في #سوريا بزوال حكم عائلة الأسد، ومهّد لهم الطريق لبناء دولتهم الجديدة على أسس مختلفة وقواعد متينة راسخة، ولكنهم يواجهون تحديات كبيرة ومشاكل لا حصر لها، تركها النظام البائدُ وراءه، فأورثهم دولة متهالكة ومجتمعاً مليئاً بالانقسامات الطائفية والعرقية وبنية تحتية في غاية الضعف والوهن.

من مقال: الموازنة بين المفاسد والمصالح في حياة النبي الكريم ﷺ

سوريا الجديدة – النموذج والتطبيق

بقلم: الشيخ حسن شبّاني – سفير الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ في كندا

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/3QiPaVn

مجلة أنصار النبي ﷺ

16 Feb, 16:22


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله أصحابه أجمعين وبعد:

فيقول الله تبارك وتعالى: ﴿لَقَدۡ أَنزَلۡنَاۤ إِلَیۡكُمۡ كِتَـٰبࣰا فِیهِ ذِكۡرُكُمۡۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ﴾ [الأنبياء: ١٠]. لقد أجمع المفسرون كافة في قديم الزمان وحديثه أن معنى قوله تعالى: “فيه ذِكْرُكُمْ” أي: قوتكم وشرفكم وعزكم ومجدكم في الدنيا والآخرة.

ولقد ضرب لنا الرسول ﷺ أروع المثل في كيفية استرجاع تلك القوة المفقودة وذلك الشرف والعز المسلوب، بكلامه وأحواله وأفعاله وتصرفاته وعلاقاته مع القريب والبعيد، وأزواجه الطاهرات وأصحابه الكرام وجيرانه المسلمين وغير المسلمين من اليهود والنصارى والمشركين في أوقات السلم والحرب، ودُونت ونُقلت تلك التصرفات والأخلاقيات والعلاقات على مدار التاريخ إلى يومنا، حتى تبقى نبراساً للأجيال المسلمة.

كل ذلك حتى يكون لنا الرسول ﷺ وأصحابه الكرام أسوة حسنة لاتباعها، وقد أكد الله عز وجل هذا المعنى قائلاً: ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِی رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةࣱ لِّمَن كَانَ یَرۡجُوا۟ ٱللَّهَ وَٱلۡیَوۡمَ ٱلۡـَٔاخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِیرࣰا﴾ [الأحزاب: ٢١].

وانطلاقاً من هذه الحقيقة العلمية التاريخية ننطلق إلى مسألة في غاية الأهمية لها علاقة وطيدة بموضوعنا فنقول: إنه قد تعددت مناهج المفسرين المعاصرين والمتقدمين في طريقة تناولهم لآيات الله تبارك وتعالى تدبراً وتفسيراً وعملاً بما جاء به هذا القرآن العظيم. لقد ظهر في تاريخ التفسير ومناهج المفسرين منذ القرن الثاني الهجري إلى يومنا مناهج عديدة: عقدية، أثرية، لغوية، بيانية، فقهية، طائفية، فلسفية، دعوية، موضوعية.. إلخ. ومع شكرنا وتقديرنا الخالص لتلك الجهود المباركة لهؤلاء المفسرين الأجلاء رحمهم الله، إلا أننا عند التدقيق والتحقيق لتلك المصنفات التفسيرية نجدها قد لا تلبي حاجاتنا الفكرية والاجتماعية والسياسية والثقافية في عصرنا الراهن وقرننا الذي نعيش فيه، القرن الحادي والعشرين.

ومن رحمة الله تبارك أن هيأ الله للأمة الإسلامية في هذا العصر عبداً من عباده الصالحين المباركين والعلماء العاملين بشرعه وكتابه، هيأ رائداً وعَلَماً ومفسراً ومحباً لله ولكتابه ولرسوله والمسلمين، داعياً وعالماً وشيخاً ومربياً يحي الرسالة القرآنية وأرواح الصحوة الإسلامية بتفسير منهجي حركي عملي دعوي لغوي بياني علمي أثري عقدي، جمع الله فيه محاسن الأولين والآخرين، وكل ما سبق من المناهج التفسيرية السابقة في تاريخنا الإسلامي إلى يومنا هذا. هذا العبد الصالح، وهذا المجدد المخلص في عالم التفسير، وهذا العالم المفسر هو الأستاذ الشهيد سيد قطب رحمه الله رحمة واسعة وتفسيره في ظلال القرآن.

وبناء عليه، فما أحوجنا في هذه الأيام العصيبة التي تمر بها الأمة الإسلامية أن نعود إلى السيرة النبوية بهذه المنهجية الحركية الجديدة في فهمها وعرض أحداثها وتطبيقها بتلك الروح التجديدية التفسيرية. إننا بحاجة ماسة إلى تجديد منهجنا في تعاملنا معها حتى نعيد إليها روحها وحيويتها وفاعليتها الإسلامية في حياتنا الفردية والأسرية والاجتماعية والسياسية والدولية. بهذه المنهجية التجديدية نستقي منها طاقتنا الإيمانية والروحية لخلافة الأرض وتعميرها، إذ من خلالها نستبين واجباتنا العملية المرحلية الحركية لمعرفة كيفية التعامل مع النوازل وأحداث الواقع المتجدد المتقلب الذي يمر بها المسلمون في هذا العصر والعصور التي ستلي بعدنا. إن سر وضرورة هذا المنهج يكمن في إعدادنا النفسي والفكري والعسكري للثبات أمام هذه الرياح العاتية القادمة من الفكر والغزو الثقافي العالمي الصهيوني الغربي.

وإذا أردنا معرفة مصداق كلامنا ودعوتنا إلى هذه المنهجية الجديدة يمكننا ذلك من خلال اطلاعنا على كثرة الكتابات والمؤلفات عن السيرة النبوية العطرة قديماً وحديثاً، غير أن نظرة فاحصة ودقيقة لكثير من تلك المصنفات في طريقة ومنهجية عرض موضوعاتها وأحداثها لتؤكد لنا جلياً أنها تحتاج إلى إعادة صياغتها وعرض موضوعاتها من جديد وبأسلوب ميسر منهجي دقيق قابل للتنفيذ في كافة مراحل حياتنا، حتى تكون لنا سيرة حبيبنا محمد ﷺ سنداً ومرجعاً قوياً بعد القرآن الكريم، نتعلم منها الخطوات الواجبة اتباعها في كيفية مواجهة كيد ومكر أعداء الإسلام والمسلمين وكيفية تطوير وتحسين أفكارنا وسلوكنا ومنهجنا.

مجلة أنصار النبي ﷺ

16 Feb, 16:22


إذ ليس الغرض من دراسة السيرة النبوية مجرد الوقوف على الوقائع التاريخية والاستكثار من المعلومات العلمية والثقافية الناشفة، بغرض المتاع والثقافة وتخزينها في ثلاجات العقول والأذهان الباردة وعدم العمل بها -كما عبر بذلك أستاذنا المفسر سيد قطب- شأنها كشأن الاطلاع على سيرة خليفة من الخلفاء أو عهد من العهود التاريخية الغابرة، وإنما الغرض منها: الفهم والعبرة والعمل والحركة والتطبيق والنشر والدعوة إليها.. الغرض من قراءة وتعلم السيرة النبوية أن يتصور المسلم الحقيقة الإسلامية في مجموعها متجسدة في حياته ﷺ. فسيرته ﷺ ليست سوى عمل حركي تطبيقي يراد منه تجسيد الحقيقة الإسلامية كاملة في مثلها الأعلى كما جسدها محمد ﷺ.

ولو أردنا معرفة أسباب ضرورة اعتماد المنهج الحركي في تعاملنا مع السيرة النبوية يمكن إجمالها في الآتي:

بنظرة فاحصة للخطط الدراسية لمادة السيرة النبوية في كثير من المؤسسات الأكاديمية والإسلامية في الغرب وجنوب شرق آسيا والخليج العربي.. نرى أنها تُعرض للطلاب والطالبات بطريقة عادية تقليدية، فيها سرد للأحداث التاريخية للسيرة النبوية بعيداً عن الجانب العملي، تحس من خلال قراءة فصولها ومباحثها جفافاً وبعداً عن المغزى الأساسي من وراء أهداف دراستها، سواء كان ذلك كمقرر ومتطلب دراسي جامعي إجباري أو اختياري.

نرى الطلاب والطالبات بل وربما الأساتذة والأستاذات بعيدين كل البعد عن عبق السيرة النبوية المحمدية بكلامهم وتصرفاتهم. ومن هنا كان لزاماً علينا نحن معاشر المربين والأساتذة وأحباب وسفراء رسول الله ﷺ أن نعيد النظر في طريقة قراءتها وفهمها وعرضها وتحليلها ومن ثم العمل بها.

إننا نرجو من خلال فهم شخصية محمد ﷺ (النبوية) وحياته وظروفه التي عاش فيها التأكد من أن محمداً ﷺ لم يكن مجرد عبقري سمت به عبقريته بين قومه، ولكنه قبل ذلك رسول أيّده الله بوحي من عنده وتوفيق من لدنه، فكل أقواله وأحواله وأفعاله وحي من لدن رب العالمين، اللهم إلا الأمور الشخصية الخاصة المتعلقة بشخص الرسول ﷺ التي ليست من قبيل التشريع.

أن يجد الإنسان بين يديه صورة للمثل الأعلى في كل شأن من شؤون الحياة الفاضلة، كي يجعل منها دستوراً يتمسك به ويسير عليه، ولا ريب أن الإنسان مهما بحث عن مثل أعلى في ناحية من نواحي الحياة فإنه يجد كل ذلك في حياة رسول الله ﷺ على أعظم ما يكون من الوضوح والكمال.

أن يجد الإنسان في دراسة سيرته ﷺ ما يعينه على فهم كتاب الله تعالى وتذوق روحه ومقاصده، إذ إن كثيراً من آيات القرآن إنما تفسرها وتجلّيها الأحداث التي مرت برسول الله ﷺ ومواقفه منها.

أن يتجمع لدى المسلم من خلال دراسة سيرته ﷺ، أكبر قدر من الثقافة والمعارف الإسلامية الصحيحة، سواء ما كان منها متعلقاً بالعقيدة أو الأحكام أو الأخلاق، إذ لا ريب أن حياته ﷺ إنما هي صورة حركية عملية مجسدة نيرة لمجموع مبادئ الإسلام وأحكامه.
أن يكون لدى المعلم والداعية الإسلامي نموذج حيّ عن طرائق التربية والتعليم، فلقد كان محمد ﷺ معلماً ناصحاً ومربياً فاضلاً لم يألُ جهداً في تلمس أجدى الطرق الصالحة إلى كل من التربية والتعليم خلال مختلف مراحل دعوته.

فحياته ﷺ تقدم إلينا نماذج سامية للشاب المستقيم في سلوكه، الأمين مع قومه وأصحابه، كما تقدم النموذج الرائع للإنسان الداعي إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، الباذل منتهى الطاقة في سبيل إبلاغ رسالته، ولرئيس الدولة الذي يسوس الأمور بحذق وحكمة بالغة، وللزوج المثالي في حسن معاملته، وللأب في حنو عاطفته، مع تفريق دقيق بين الحقوق والواجبات لكل من الزوجة والأولاد، وللقائد الحربي الماهر والسياسي الصادق المحنك، وللمسلم الجامع- في دقة وعدل- بين واجب التعبد والتبتل لربه، والمعاشرة الفكهة اللطيفة مع أهله وأصحابه.

لا جرم إذن، أن دراسة سيرة النبي ﷺ ليست إلا إبرازاً لهذه الجوانب الإنسانية كلها مجسدة في أرفع نموذج وأتم صورة، وفقنا الله، ووفق الله المسؤولين للقيام بما أشرنا إليه في هذه المقالة، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

مجلة أنصار النبي ﷺ

16 Feb, 16:22


نحو منهج حركي في دراسة السيرة النبوية

أ.د خير الدين خوجة – سفير الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ في البلقان

مجلة أنصار النبي ﷺ

15 Feb, 19:59


لقد تعانق السابع من ديسمبر مع السابع من أكتوبر ليجعلا العالم بأسره يقف مذهولًا أمام بأس المجاهدين في الشام و #فلسطين.

من مقال: ﴿وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾

بقلم: الشيخ جلال الدين بن عمر الحمصي – سفير الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ في لبنان

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/4aSZAVf

مجلة أنصار النبي ﷺ

15 Feb, 17:56


استفاضت الأخبار عن السلف أن الأرض التي بارك الله فيها هي الشام؛ لأنها مأوى الجهاد والرباط، وقبلة المجاهدين، وجندها خير الجند

من مقال: ﴿وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾

بقلم: الشيخ جلال الدين بن عمر الحمصي – سفير الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ في لبنان

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/4aSZAVf

مجلة أنصار النبي ﷺ

12 Feb, 19:05


إن نصرة فلسطين واجب شرعي ووطني على كل مسلم وعربي. فهي ليست قضية شعبها فقط، بل قضية الأمة جمعاء.

من مقال: هكذا تُشارك في جهاد الصهاينة (1/3)

بقلم: د. عبد الله الزنداني – عضو مجلس أمناء الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/4jTgV4G

مجلة أنصار النبي ﷺ

12 Feb, 14:14


إن التمسك بالعلمانية كنموذج عالمي، كما لو كانت الحل الوحيد، هو في الحقيقة صنم جديد. الغرب قد استبدل الكنيسة بالبرلمانات، لكن الجوهر لم يتغير: بشر يضعون القوانين وفقًا لأهوائهم. فلماذا نرى هذا النموذج وكأنه نهاية التاريخ؟ ولماذا نحاول تقليدهم في حين أن لدينا نموذجًا أكثر عدالة وشمولية؟

من مقال: #سوريا بين معركتي التحرير والمفاهيم

بقلم: علي جاد المولى - كاتب سوري

استمع الآن إلى المقال كاملاً 🎧

مجلة أنصار النبي ﷺ

12 Feb, 12:54


بينما كان الصحابة يستعدون للجهاد في جيش أسامة بن زيد -رضي الله عنه- مرِضَ رسولُ الله ﷺ. ظن الصحابة أنه عارض يُصاب به ثم يُشفى منه، إلا أن المرض اشتد به، وطلب أن يمرّض في بيت زوجته عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، ثم شرع يوصي ويعطي إشارات، وكأنه يودع الدنيا عن قريب، وأن أجله قد اقترب، فأوصى بإخراج المشركين من جزيرة العرب، ونهى عن اتخاذ قبره مسجدًا وأوصى بالصلاة وما ملكت اليمين.

وخطب في أيام مرضه فقال: “إن الله خير عبدًا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ذلك العبد ما عند الله”. فبكى أبو بكر، فقال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: “فعجبنا لبكائه أن يُخبرَ رسول الله ﷺ عن عبد خُيّر، فكان رسول الله ﷺ هو المُخيّر، وكان أبو بكر أعلمنا”.

ولما اشتد المرض بالنبي ﷺ وحضَرته الصلاة فأذّن بلال، قال النبي ﷺ: “مروا أبا بكر فليصلّ”. وهذا الأمر فيه دلالة، وليس مجرد إشارة على أفضلية أبي بكر وسبقه وقدرته على تولي أمر المسلمين بعد نبيهم، وكأن الرسول ﷺ يقول لأمته إذا غبتُ عنكم فقد تركت فيكم من يتولى أمركم؛ فقد أمّنته على دينكم وأنا بين ظهرانيكم، فمن باب أولى أن يكون الأجدر والأولى أن يؤتمن على دنياكم، وتولي أمركم، وسياسة دولتكم.

فارق رسول الله ﷺ الدنيا وهو يحكم جزيرة العرب، ويرهبه ملوك الدنيا، ويفديه أصحابه بنفوسهم وأولادهم وأموالهم، وما ترك عند موته ديناراً ولا درهماً، ولا عبداً ولا أمة، ولا شيئاً إلا بغلته البيضاء، وسلاحه وأرضاً جعلها صدقة.

كانت هذه النازلة التي صدمت المسلمين وجعلتهم يصابون بزلزال عظيم أثّر في نفوسهم وفي عقيدتهم، من جلل الخطب وعظمته؛ منهم من غُشي عليه من هول الموقف، ومنهم من أخذه الذهول والحيرة، ومنهم من رفض القول بوفاة الرسول ﷺ مثل عمر بن الخطاب الذي هدد من يقول بموت الرسول ﷺ بضرب عنقه بالسيف، أو بتقطيع أطرافه؛ بل قال: “إن رسول الله ﷺ لم يمت، وإنما ذهب إلى لقاء ربه كما ذهب موسى إلى لقاء ربه، وسوف يعود كما عاد موسى إلى قومه”.

وشعر الصحابةُ في المدينة بفارق بين يوم أن دخلها فأضاء منها كل شيء، وبين اليوم الذي مات فيه فأظلم كل شيء فيها، واضطربت الحال في المدينة إلى أن سمع أبو بكر الصديق الخبر؛ فأقبل على فرس من مسكنه خارج المدينة (بالسنح)، فلم يكلم الناس حتى دخل حجرة عائشة فتيمم رسولَ الله ﷺ وهو مُغشى بثوب حبرة، فكشف عن وجهه، ثم أكب عليه فقبّله وبكى ثم قال: “بأبي أنت وأمي، والله لا يجمع الله عليك موتتين، أما الموتة التي كتبت عليك فقد متها”.

ثم خرج الصديق على الناس كرجل مرحلة وزعيم في محنة، وهم في سكرتهم التي لم يفيقوا منها ليوقظهم ويحيي في وجدانهم تلك الحقيقة، التي هزت قلوبهم، ولم تتحملها نفوسهم، فأراد أن يوقظ القلوب، ويهز النفوس التي أذهلتها الفاجعة، وكأن كل تلك المقدمات التي تهيئ الأمة لرحيل رسولها؛ لم تكن ولم تنزل في القرآن ولا تكلم بها رسول الله في حديثه!

فقام خطيباً بعد أن حمد الله وأثنى عليه. فقال قولته الشهيرة التي ثبّتت الأمة، وأعادت الصحابة إلى رشدهم، وأيقنوا أن الموت حق، وأن الرسول ﷺ قد فارق دنياهم، وانقطعت صلة الوحي بين السماء والأرض، وأن الرسول قد ذهب إلى الرفيق الأعلى. فإن كان محمداً قد مات، فإن رب محمد حي لا يموت:

“أما بعد: فمن كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت”، ثم تلا هذه الآية: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولࣱ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُۚ أَفَإِی۟ن مَّاتَ أَوۡ قُتِلَ ٱنقَلَبۡتُمۡ عَلَىٰۤ أَعۡقَـٰبِكُمۡۚ وَمَن یَنقَلِبۡ عَلَىٰ عَقِبَیۡهِ فَلَن یَضُرَّ ٱللَّهَ شَیۡـࣰٔاۗ وَسَیَجۡزِی ٱللَّهُ ٱلشَّـٰكِرِینَ﴾ [آل عمران: ١٤٤]”.

قال عمر بن الخطاب: “ما إن سمعت أبا بكر يتلو هذه الآية حتى هويت إلى الأرض، ما تحملني قدماي، وأيقنت أن رسول الله ﷺ قد مات”.

كانت وفاة الرسول ﷺ مصيبة عظيمة، وخطب جلل، وابتلاء شديد، وبداية لمرحلة جديدة لهذه الأمة في مسيرتها بعد نبيها ﷺ الذي كان بين ظهرانيها يقودها بأمر الله، ويوجهها من خلال سنته. كانت تسير وفق أمره وتتبع خطواته، يوجهها وفق توجيه الله من خلال الوحي، الذي ينزل عليه في كل أمور الدنيا والآخرة، سواء بسورة قرآن منزًّل أو سنة مُسددة من الله تعالى.

وبوفاة النبي ﷺ وانقطاع الوحي كان لزاماً على الأمة أن تأخذ بزمام أمرها، وتعتمد على نفسها متمسكة بكتاب ربها وسنة رسولها، في مواصلة دعوتها، واستكمالاً لمشروعها في الدعوة إلى الله، ونشرها بين الناس كافة، وفي كل أصقاع الأرض.

مجلة أنصار النبي ﷺ

12 Feb, 12:54


حوار السقيفة

وما أفاق الناس من صدمة خبر وفاة الرسول ﷺ حتى دخلوا في محنة كبيرة ونازلة جسيمة، لها من الأهمية والخطورة ما لها؛ ما جعلهم يتداولونها ويتطارحونها، قبل الفراغ من تجهيز الرسول ودفنه في قبره. لم يترك الصحابة فرصة للمنافقين وأصحاب الأهواء أن يستغلوا فرصة فراغ السلطة، وهو ما يمكن أن نسميه اليوم (بالفراغ الدستوري)؛ ليدسوا سمومهم ويستغلوا الظرف الذي تمر به الدولة، وما يختلج في نفوس أفراد الأمة من هَم وحزن على فراق نبيهم ﷺ ليبثوا روح الخلاف، وينصبوا فخاخ الشقاق في أركان الدولة، التي فقدت قائدها ومدبر شؤونها، الذي يأتيه وحي السماء مسدداً ومقراً أو موجهاً.

فكان حوار السقيفة خطوة استباقية لاختيار قيادة جديدة تخلف الرسول ﷺ في إدارة الدولة، وتقطع الطريق على كل مَن تسول له نفسه المساس بوحدة الأمة وسلامة كيانها، وبث الشقاق والفرقة في صفها المتماسك المرصوص.

وقد ذكر السيوطي قول عمر بن الخطاب عن بيعة أبي بكر في كتاب (تاريخ الخلفاء) الذي ننقله على طوله لأهميته التاريخية، ولنقله الحدث بكل تفاصيله وحقائقه التي لم يكذبها أو يعترض عليها إلا مناكف أشر لا يستند إلى دليل أو برهان يُنظر إليه. ولكونه يمثل وحدة موضوعية مترابطة تنقل الحدث بدقة كبيرة تجعل كل من يطلع عليها، وكأنه يرى الحدث بعينه ويسمع بأذنه فقال:

“تخلف الأنصار عنا بأجمعها في سقيفة بني ساعدة واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر، فقلت له: يا أبا بكر انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار. فانطلقنا نؤمهم حتى لقينا رجلين صالحين، فذكرا لنا الذي صنع القوم، قالا: أين تريدون يا معشر المهاجرين؟ فقلت: نريد إخواننا من الأنصار. فقالا: لا، عليكم ألا تقربوهم، واقضوا أمركم يا معشر المهاجرين. فقلت: والله لنأتينهم.

فانطلقنا حتى جئناهم في سقيفة بني ساعدة، فإذا هم مجتمعون، وإذا بين ظهرانيهم رجل مُزمّل، فقلت من هذا؟ قالوا: سعد بن عبادة، فقلت: ما له؟ قالوا: وجِع؛ فلما جلسنا قام خطيبهم فأثنى على الله بما هو أهله وقال:

أما بعد: فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام، وأنتم يا معشر المهاجرين رهط منا، وقد دفت دافة منكم يريدون يختزلون من أصلنا ويحضون من الأمر.

فلما سكت أردت أن أتكلم، وكنت قد زورت مقالة أعجبتني أردت أن أقولها بين يدي أبي بكر، وكنت أداري منه بعض الحد، وهو كان أعلم مني، والله ما تركت من كلمة أعجبتني في تزويري إلا قالها في بديهيته مثلها، وأفضل منها حتى سكت، فقال:

أما بعد: فما ذكرتم فيكم من خير فأنتم أهله، ولم تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش، هم أوسط العرب نسباً وداراً، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين، فبايعوا أيهما شئتم، وأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح، وهو جالس بيننا؛ فلم أكره مما قال غيرها.

وكان والله، أن أقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك من إثم أحب إليّ من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر.

فقال قائل من الأنصار: أنا جذيلها المُحكك، وعُذيقها المُرجب، منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش، وكثر اللغط، وارتفعت الأصوات حتى خشيتُ الاختلاف، فقلت ابسط يدك يا أبا بكر، فبسط يده، فبايعته، وبايعه المهاجرون، ثم بايعه الأنصار، أما والله ما وجدنا فيما حضرنا أمراً، هو أوفق من مبايعة أبي بكر، خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة، فإما أن نبايعهم على ما لا نرضى، وإما أن نخالفهم فيكون فيه فساد”.

مدلولات اجتماع السقيفة

من خلال استعراض أحداث السقيفة يتضح لكل من أراد أن يصل إلى الحقيقة ويطلع على مستوى النضج السياسي، الذي ترك عليه الرسول ﷺ أمته قبل أن يغادر الدنيا الحقائق التالية:

أولها: أن رسول الله ﷺ قد مهّد، وجهّز أمته لمرحلة جديدة وهي استمرارها وسيرها بعد غيابه عن الدينا، بعد أن ترك فيها ما لن تضل بعده إن تمسكت بهما، وهما كتاب الله وسنة رسوله.

ثانيها: وجود قيادات عسكرية وسياسية ودينية تتحمل مسؤولية الدولة، وتحافظ على الدين، وكان على رأسهم أبو بكر، الذي تولى القيادة (الإمامة بالناس)، قبل وفاة الرسول ﷺ، وهذا ما يمكن أن نطلق عليه التدريب والتمرين والتأهيل والتعلم والخبرة.

ثالثها: التسليم لنصوص الشرع المتمثلة في الكتاب والسنة، والالتزام بما جاء فيهما، وقد ظهر جلياً حين قال أبو بكر: سمعت رسول الله ﷺ يقول: “إن هذا الأمر في قريش”، فلم يناقشه أحد من الأنصار (سمعنا وأطعنا)، وفيه دلالة على مكانة الصدّيق في نفوس الأنصار، فلم يسجل أي اعتراض من الصحابة على قوله هذا، وهو إقرار بصدق وتصديق أبي بكر من جميع الصحابة الذين حضروا النقاش في السقيفة حول الخلافة.

رابعها: البُعد السياسي لدى الصحابة في أهمية وجود القيادة التي تحكم الأمة وتقودها، وإدراك خطر الفراغ الذي يخلّفه التأخير في إقامة الخلافة، وسدّ (الفراغ السياسي) الذي يخلفه الغياب المفاجئ للحاكم.

مجلة أنصار النبي ﷺ

12 Feb, 12:54


ونخلص إلى أن اجتماع السقيفة أنتج نظاماً سياسياً جديداً عُرف بنظام “الخلافة الإسلامية”، وهو نظام لم يعرف تاريخ البشرية مثيلاً له من قبل. تنتقل فيه السلطة الدنيوية بطريقة سلسة وفق نظام جديد يختلف عن النظام الوراثي، الذي تتحكم فيه القرابة، وتحدد حصر انتقال السلطة بين الأقارب من الأب إلى الابن أو الأخ أو الأقرب، وهذا المعيار السائد والمهيمن على نظام الحكم في ذلك الوقت، سواء في المناطق ذات النظام القبلي أو المناطق التي يسود فيها نظام الحكم الملكي والقيصري والكسروي، الذي يعتمد على منطق الشوكة والغلبة، والذي ينعدم فيه معيار القدرة والصدق والأمانة وهو المعيار الذي عززه الإسلام، وقرره المجتمعون في السقيفة الذين اعتمدوا معيار اختيار الحاكم، الذي يتمثل في الصدق والسبق والقوة والأمانة، والمفاضلة بين المهاجرين والأنصار، ثم بين أبي عبيدة وعمر، دون إكراه ولا غلبة ولا شوكة.

وهذه نقلة لم تَسبق إليها أمةٌ في التاريخ البشري أمةَ الإسلام، جعلت من السقيفة نموذجاً تهفو إليه الأنفس التواقة للحرية، وتهوي إليه أفئدة العقول الطامحة إلى اعتماد نموذج مثالي، فيه من المرونة ما يواكب تطورات العصر، ويعطي للأمة حرية اختيار من يحكمها أو من ينوب عنها في تقرير مصيرها، ويحقق طموحاتها ويلتزم تحقيق عقد بيعتها، الذي تعهد بالالتزام به وبذل الجهد في تحقيقه.

مجلة أنصار النبي ﷺ

12 Feb, 12:54


السقيفة والخلافة

الشيخ فرج كُندي – سفير الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ في ليبيا

مجلة أنصار النبي ﷺ

12 Feb, 04:07


لقد اقترب #السنوار من اللا معقول ودفع الشعب الغزي معه ليدفع هذا الثمن الضخم، وقد قالها مرة قاصداً نفسه ومن معه من المجاهدين محذراً من (مجانين #غزة).

من مقال: ثلاثية الأبطال (1)

بقلم: د. أحمد شتيوي – أخصائي طب الأسنان

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/3EumwxW

مجلة أنصار النبي ﷺ

11 Feb, 20:41


أَصرَّ رسول الله ﷺ على أن يصلِّي على المسكينة التي كانت تكنس مسجده، رغم أن الصحابة صلُّوا عليها ودفنوها، لكن دون أن يعلموه لانشغاله، فذهب فصَلّى على قبرها، ودعا لها؛ لأن هذه المرأة صنعت لنفسها مكانةً بخروجها عن حدود ذاتها، وبتقديمها لعملٍ ينفع أمتها في حدود استطاعتها.

من مقال: الذين يستعملهم الله!

بقلم: نور رياض عيد – قطاع غزة

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/4hoeYeG

مجلة أنصار النبي ﷺ

11 Feb, 19:33


إن الإسلام يجعل المسلم صاحب قضية، قضية تملأ كيانه، وتشغل عقله وقلبه، فهو عبدٌ يريد أن تكون حياته كلها لله، فيشعر أن المطلوبَ منه شيءٌ كثيرٌ، وأن أمامه مهماتٍ عظيمة، وأن واجباته أكثر من أوقاته، وأن خيرَه وتفكيره يجب أن يتعدى حدود مصلحة نفسه

من مقال: الذين يستعملهم الله!

بقلم: نور رياض عيد – قطاع غزة

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/4hoeYeG

مجلة أنصار النبي ﷺ

11 Feb, 18:33


3. اعتبار الطبيعة والإنسان مجرد وسائل وأدوات لخدمة المصالح والأهداف.

4. تلخيص الهدف من الوجود في الهيمنة، ولو بدحر كل ما تبقى لأجل البقاء.

أما تمزيق الهُوية مع عالمية هذا الدين فليس بالأمر اليسير، كما أنّ كل عصبية قبلية ما هي إلا جلب للعصا والاستعباد بقابلية، ولا تختلف عصبية عرق أيًّا كان عن العصبية النازية المستعلية، ففرق بين أن تكون أنت كما أنت، وأن تجعل من نفسك أنت المحور الذي حوله البقية يدورون، وفرق بين أن تكون ضمن الإنسانية العالمية، وبين أن تكون أنت الإنسان الذي يريد أن يتضمن معالم كل إنسان.

فالعقل الأداتي للأسف يفرض قواعد للسيطرة على جميع ظواهر الإنسان، فيصبح عاجزًا تمامًا عن إدراك العمليات الاجتماعية والسياسية والتاريخية في سياقها الشامل، الذي يتخطى حدوده المباشرة، ويعجز عن فهم الغائيات الكلية، بتجاوز المعطيات الجزئية الآنية، ويصير غير قادر على تجاوز الحاضر للوصول إلى الماضي، أو لاستشراف المستقبل، فيسقط في اللا تاريخية، إذ هو غير قابل إلا لقبول الواقع كما هو، والتكيّف مع الوقائع، وإن كان واقع قهر وتشيّؤ.

فحتى في سعيه إلى الحفاظ على الثوابت والهوية، نراه يثبّت دعائم السلطوية والاستبداد، ويكبح كل نزعة إبداعية تتمرّد على المألوف.

ففي أمتنا الإسلامية لحل إشكالية الهوية، علينا عدم الانجراف خلف أصحاب العقل الأداتي، ولنمتلك العقل النقدي؛ فنتساءل:

1. ما جذور الانقسام بيننا نحن المسلمين؟

2. لماذا لم تظهر تلك الانقسامات أثناء الخلافة الإسلامية؟

3. هل الأفضل أن نجتمع على كلمة سواء أم أن نتعامل مع بعض تعامل الأعداء؟

4. كيف يمكن لراية لا إله إلا الله محمد رسول الله ﷺ أن توحدنا؟

5.كيف نحارب الإسلاموفوبيا وننشر السلام في العالم من خلال دين السلام الإسلام؟

6. ما مساحات الاختلاف المسموح بها، التي لا تفقدنا وحدتنا العقدية وتبقينا في دائرة الاختلاف الفرعية؟

أما من يدّعي بأنّ قبولنا لاختلافاتنا الإثنية في رقعة جغرافية واحدة تحت مظلة إسلامية بأنه كسر للهوية، لا يختلف برأينا عن شيخ يفتي ببطلان صلاة جماعة لمجرّد اجتماع مصلين من العرب والعجم.

إنّ الهوية بنظرنا أشبه بصورة فوتوغرافية تحفظ نفس الملامح الشخصية، في نفس اللحظة الزمنية، غير أن مرور الزمن قد يغيّر الملامح دون أن يمحوها، وأنها مشترك إنساني لا يمكن أن يتناقض معها المشترك الديني الإسلامي.

فكما كان نبينا ﷺ قرآنًا يمشي على الأرض، على المسلمين أن يكونوا بالقرآن يمشون على الأرض، فنحن أمة جمعت بين الظاهر والباطن، بين الروح والمادة، ولهذا الله عز وجل قد جعل الأنبياء بشراً ظاهرين ولم يجعلهم ملائكة لا تَبين، ولن يكتمل لنا استقلال ولا تتضح لنا شخصية إلا إذا كنا في تدافع عن كل من يجهزون على ديننا.

وأختصر كل ذلك بقول الغزالي رحمه الله: “الاسلام هو قلب تقي وعقل ذكي”.

فلنعتز بأنّ الإسلام رسالة عالمية، ورحمة وإنسانية.

قال تبارك وتعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107].

فلنجعل رسالة الإسلام تناطح السماء وتنافس الشمس في الجلاء.

مجلة أنصار النبي ﷺ

11 Feb, 18:33


الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله سيدنا محمد، وبعد:

لأن عالمنا المعاصر يعيش ما يدعوه الصينيون بلعنة الأزمنة الهامة، تلك التي تجعل العالم حطبًا لنيرانٍ أوقدها الإنسان، فقد بات لزامًا التفكير في كل ما قد يسلب الشعوب حرية انتزعتها من أرض أشواكها دامية، والتأمل لأجل تحقيق التغيير الجدير الذي يرسّخ جذورها على خريطة للعالم جديدة، إنما ليست خريطة جغرافية، ولا سياسية، بل خريطة إيديولوجية، نضع فيها حدودًا للهمجية، ونؤسِّس موطنًا مشتركًا للإنسانية.

فما يحدث اليوم مِن خراب وتدمير ما هو إلاّ نتيجة حتمية لمادية طافحة، رأت العالم جسدًا بلا روح، فحين تَخلّص هذا العالم مِن قداسة المقدّس وجلال السلطة كما يُسمّيها (كانط)، أصبح يؤسِّس لآلهة أخرى بديلة تشعره أكثر بالحرية، فلم يجد غير ذاته، فراح يقيم لها معبدًا من الماديات، أو ذهب ليغرقها في الروحانيات، فأسَّس للدين جمهوريات، فصار العالم كما قال الفيلسوف “شايغان” مقسَّماً بين عالم ديني هو باطن العالم، وعالم مادي هو ظاهره.

ولأنّ العالم الغربي هو العالم المادي، والعالم الشرقي هو العالم الروحي، فقد أصبح ما يحدث من أزمات مردّه الأول هو ذاك الصراع، وإن تستَّر بطابع سياسي، أو اجتماعي أو اقتصادي، فهو في النهاية تدفّق لسيل من الأفكار، تمامًا كما تتجمع الأنهار، لتصب في البحار.

فكانت تلك الأيديولوجيات بمثابة انهيار العالم، والذي يدعوه الفيلسوف الإيطالي جياني فاتيمو بالأنطولوجيا الضعيفة، أي أنّ الإنسان قد أُشرب تلك المادية، فأفرغ نفسه من روحه، فصار كآلة تقوم بأدوار دون أن تعي المعنى، وهذا بات لنا واضحًا، جليّا، إنما الضبابي غير الجلي هو ذاك الحراك الخفي، المتداخل بين روح الشرق ومادية الغرب، وأنّ هاته الأدوار سوف تُتداول بعد بلوغ سقف الامتلاء، سواء منه الامتلاء المادي أم الروحي.

وليس ذلك بالصدمة المدهشة، بل هي طبيعة سائدة في نقلات الفكر الإنساني، والذي لن يسكن حتى يتعادل طرفا الميزان الروحي منه والمادي، وذلك بالفصل بين الإيديولوجي والديني، غير أن هناك من اختلطت لديهم المفاهيم، وصارت عقولهم في كل وادٍ تهيم، فيكفّرون كل مَن نطق اسم عالم غربي على لسانه، أو ردّد فكرة من أفكاره في خلده، فصار حتى المنطق يخضع للجغرافيا، فهناك من المناطق منطقها محظورًا ولو كان الأصوب، ولديننا أقرب.

إن هذه النظرة التفكيكية التي سادت فكرنا المعاصر، أضحت بحق خطرًا حقيقيًا يتهدّد بُنى الوعي التحتية، التي ترتكز عليها مفاهيم كثيرة، من بينها مفهوم الانتماء، ففي الجزائر مثلاً حتى الفئة المثقفة ومن حيث لا تدري راحت تمدّ أسباب القطيعة موصولة، بين الشعب الجزائري الواحد، وكأننا نعود إلى الفكر الكولونيالي القديم، الذي يريد بالتباين بين العرب والأمازيغ إحداث التقسيم. والذي كانت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الوعاء الذي بوعيه جمع جميع الجزائريين، والوتن الذي حفظ وشائج هذا الشعب العربي والأمازيغي، والوتد الذي دقت عليه مسامير الهوية جميع الثوابت: الدينية، واللغوية والوطنية. يقول مؤسسها ورائد النهضة الإسلامية في الجزائر العلامة عبد الحميد بن باديس:

“إنّ الشعب الجزائري خليط بين عرب وأمازيغ، أبوه الإسلام وأمه الجزائر”.

ويقول أيضًا خليفته في رئاسة الجمعية، المفكر الجزائري البشير الإبراهيمي:

“وإنّ اللغات تجمع الألسنة، وإنما الذي يجمع الأرواح ويؤلفها ويصل بين نكرات القلوب فيعرفها هو الدين، فلا تلتمسوا الوحدة في الآفاق الضيقة، ولكن التمسوها في الدين والقرآن تجدوا الأفق أوسع”.

إنّ التفكك الحقيقي الذي ينبغي أن نخشاه على الأمة الإسلامية، إنما هو التفكك السياسي، حين نحيد عن هدفنا المشترك في افتكاك الحرية، وبناء صرح الديمقراطية الحقيقية.

أما ما يراد لنا من انقسامات إثنية فلا يختلف في غاياته عن سايكس بيكو، رغم أنها وإن كانت تجزئة للرقعة الجغرافية العربية، تبقى مجرد مجازات قطيعةٍ فارغة، يحاولون إثباتها جُزافًا بتأشيرات وجوازات، يمكن تجاوزها إذا قرّرت الدول العربية ذلك، لأن السماء المشتركة التي تجمع الدول العربية أكبر من الأرض، فالإسلام هو المظلة الواسعة والحقيقة الساطعة التي تذوب تحتها كل التفكيكات والإثنيات، يقول عليه الصلاة والسلام وهو حامل رسالة هذا الدين العظيم: “يا أيُّها الناسُ إنَّ ربَّكمْ واحِدٌ، ألا لا فضلَ لِعربِيٍّ على عجَمِيٍّ ولا لِعجَمِيٍّ على عربيٍّ ولا لأحمرَ على أسْودَ ولا لأسودَ على أحمرَ إلَّا بالتَّقوَى، إنَّ أكرَمكمْ عند اللهِ أتْقاكُم”.

فالهوية التي تهوي بنا في براثن اللا إنسانية لا تختلف عن الصهيونية التي تريد أن تبني وجودها على جثث الفلسطينيين، ولا نراها إلا عقلاً أداتيًا كما تدعوه مدرسة فرانكفورت، يرتكز على:

1. تفتيت الواقع إلى أجزاء غير مترابطة، ثم يعجز عن إعادة تركيبها.

2. النظر إلى الإنسان باعتباره جزءاً مادياً كبقية الأشياء المادية في الكون.

مجلة أنصار النبي ﷺ

11 Feb, 18:33


صراعات الهُوية ما بعد انتزاع الشعوب للحرية

بادية شكاط – كاتبة جزائرية

مجلة أنصار النبي ﷺ

10 Feb, 09:47


• إبراز حق الشعب الفلسطيني في المقاومة المسلحة كحق مشروع في مواجهة الاحتلال.

• دعم المبادرات الدولية التي تجرّم الاحتلال وتمد المقاومين بالشرعية القانونية.

النصرة بالسلاح ليست مجرد وسيلة لتحقيق النصر، بل هي واجب شرعي ومبدأ ثابت لتحرير الأرض والمقدسات. الأمة الإسلامية مطالبة اليوم بتوحيد صفوفها، وتسخير قدراتها لدعم المقاومة الفلسطينية، سواء بالسلاح أو المال أو الكلمة أو الدعاء.

قال الله تعالى: ﴿وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ﴾ [النور: 55]. فلنعمل جميعًا على تحقيق هذا الوعد، ولنجعل السلاح في أيدي المقاومين وسيلة لتحرير فلسطين والمسجد الأقصى من الاحتلال الغاشم.

مجلة أنصار النبي ﷺ

10 Feb, 09:47


#فلسطين ليست مجرد أرض، بل هي قضية عقيدة وهوية، تحتل مكانة عظيمة في قلوب المسلمين ووجدانهم. فهي أرض الأنبياء ومهد الرسالات السماوية، وفيها المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى النبي ﷺ. هذا الموقع الفريد منحها أهمية دينية عظيمة، حيث قال الله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ إِلَى ٱلْمَسْجِدِ ٱلۡأَقۡصَى ٱلَّذِي بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُ﴾ [الإسراء: 1].

ورغم هذه المكانة السامية، تعرضت فلسطين لجراح عميقة منذ احتلالها على يد الصهاينة، الذين سعوا لطمس هُويتها الإسلامية والعربية. فقد استبيحت الأرض وهُجّر أهلها قسرًا، وتعرض المسجد الأقصى للاعتداءات المتكررة ومحاولات التهويد. هذه الجرائم ليست مجرد اعتداءات على أرض أو شعب، بل هي تحدٍ صارخ للمقدسات الإسلامية والكرامة الإنسانية.

إن نصرة فلسطين واجب شرعي ووطني على كل مسلم وعربي. فهي ليست قضية شعبها فقط، بل قضية الأمة جمعاء. قال النبي ﷺ: “مَن رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان”. وإن ما يتعرض له أهل فلسطين من ظلم واعتداء هو منكر عظيم يوجب علينا العمل على تغييره بكل الوسائل الممكنة، سواء بالدعم المادي أو الإعلامي أو السياسي أو الدعاء.

إن الحفاظ على هوية فلسطين والدفاع عن مقدساتها أمانة في أعناق الأمة، ولن يتحقق ذلك إلا بوحدة الكلمة والعمل الجاد لإحقاق الحق. قال تعالى: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْ﴾ [آل عمران: 103]. لنكن أوفياء لهذه الأرض المباركة ولنصرة شعبها الصامد، متخذين من العدل والسلام منهجًا، ومن قوة الحق سلاحًا لاستعادة فلسطين وتحرير مقدساتها.

حال المسلمين تحت الاحتلال الصهيوني
يعيش المسلمون في فلسطين تحت الاحتلال الصهيوني في واقع أليم يعكس أوجاع الظلم والاستبداد الذي يمارس بحقهم يوميًا. الاحتلال لم يكتفِ بمصادرة الأرض وتشريد السكان، بل امتدت يده الغاشمة إلى كل تفاصيل الحياة، ساعيًا إلى طمس الهوية الإسلامية والعربية لفلسطين، وقمع أي صوت يطالب بالحرية والكرامة.

في ظل هذا الاحتلال، يعاني الفلسطينيون من حصار اقتصادي واجتماعي خانق، حيث تُمنع عنهم أبسط حقوقهم الإنسانية، كالحق في التعليم، والصحة، والعمل، والتنقل بحرية. الحواجز العسكرية التي تنتشر في كل مكان تفصل المدن والقرى الفلسطينية وتحولها إلى سجون مفتوحة.

أما المسجد الأقصى المبارك، فهو هدف دائم للاعتداءات والانتهاكات الصهيونية. يُمنع المسلمون أحيانًا من الوصول إليه للصلاة، ويتعرض لمحاولات تهويد متكررة عبر الحفريات والاقتحامات اليومية. هذه الاعتداءات ليست مجرد استهداف لبقعة جغرافية، بل هي استهداف لمقدس إسلامي يمثل رمزًا لعقيدة أكثر من مليار ونصف مسلم حول العالم.

ولا يمكن تجاهل معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، الذين يتعرضون لشتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، في ظل محاكمات ظالمة تفتقر إلى أدنى معايير العدالة.

ورغم كل هذه المحن، فإن شعب فلسطين المسلم يظل صامدًا شامخًا، متمسكًا بدينه وأرضه وهويته. إن معاناتهم اليومية تمثل جرحًا غائرًا في جسد الأمة الإسلامية، وتضع على عاتق المسلمين جميعًا مسؤولية دعمهم ونصرتهم، سواء بالدعاء، أو الإغاثة المادية، أو الوقوف معهم سياسيًا وإعلاميًا، حتى يتحقق وعد الله بالفرج والنصر.

قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱللَّهَ غَٰفِلًا عَمَّا يَعۡمَلُ ٱلظَّـٰلِمُونَۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمۡ لِيَوۡمٖ تَشۡخَصُ فِيهِ ٱلۡأَبۡصَٰرُ﴾ [إبراهيم: 42].

اغتصاب الأراضي الفلسطينية وتهويد المقدسات
منذ بداية الاحتلال الصهيوني لفلسطين، عمد الكيان الغاصب إلى تنفيذ مخطط ممنهج لاغتصاب الأراضي الفلسطينية وتهويد المقدسات الإسلامية. كانت سياسة الاستيطان والاستيلاء على الأرض هي الأداة الأبرز لتحقيق هذه الغاية، إذ بُنيت المستوطنات اليهودية على الأراضي الفلسطينية، بعد تهجير سكانها قسرًا ومصادرة ممتلكاتهم بذرائع واهية وقوانين جائرة.

الحرم الإبراهيمي: نموذج صارخ للتهويد

يُعد الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل من أبرز الأمثلة على محاولات الاحتلال تهويد المقدسات الإسلامية. بدأ الاحتلال بتقسيم الحرم فعليًا بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994، التي ارتكبها مستوطن متطرف بحق المصلين المسلمين أثناء صلاة الفجر. على إثر هذه الجريمة، فرض الاحتلال سيطرته على جزء كبير من الحرم، ومنع المسلمين من دخوله في أوقات معينة، وزاد من تقييد وصولهم إليه. كما غيّر معالم الحرم الإبراهيمي وحوّل أجزاء منه إلى كنيس يهودي، في محاولة لطمس هويته الإسلامية وربطه بالأساطير الصهيونية.

تهويد المسجد الأقصى المبارك

مجلة أنصار النبي ﷺ

10 Feb, 09:47


أما المسجد الأقصى المبارك، فهو هدف رئيسي للاحتلال في مخططاته التهويدية. يتعرض الأقصى لاقتحامات يومية من المستوطنين اليهود بحماية قوات الاحتلال، في محاولات واضحة لفرض السيطرة عليه تدريجيًا. كما يحفر الاحتلال أسفل المسجد وفي محيطه، مدعيًا البحث عن “آثار الهيكل المزعوم”، مما يهدد أساسات المسجد ويعرضه لخطر الانهيار.

بالإضافة إلى ذلك، يحاول الاحتلال تقسيم المسجد الأقصى زمانيًا ومكانيًا بين المسلمين واليهود، كما فعل في الحرم الإبراهيمي، من خلال منع المسلمين من الصلاة فيه في أوقات محددة، والسماح للمستوطنين بأداء طقوسهم التلمودية داخله.

الهدف: طمس الهوية وتزوير التاريخ

إن محاولات تهويد المقدسات لا تقتصر على الاستيلاء على المساجد، بل تشمل تغيير المناهج الدراسية، وتشويه الرواية التاريخية، واستبدال أسماء الأماكن العربية والإسلامية بأخرى عبرية. يسعى الاحتلال إلى محو الهوية الإسلامية والعربية لفلسطين، وفرض روايته الزائفة على العالم.

إن هذه الجرائم تمثل اعتداءً صارخًا على عقيدة المسلمين ومقدساتهم، وهي ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، بل قضية كل مسلم وعربي. واجب الأمة اليوم هو التصدي لهذه المخططات بكل الوسائل الممكنة، من خلال التوعية الإعلامية، والدعم السياسي والمادي، وتكثيف الجهود الدبلوماسية، بالإضافة إلى الدعاء للمسجد الأقصى وسائر المقدسات بالنصر والحفظ.

قال الله تعالى: ﴿وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَاۤ أُوْلَٰٓئِكَ مَا كَانَ لَهُمۡ أَن يَدۡخُلُوهَآ إِلَّا خَآئِفِينَۚ لَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا خِزۡيٞ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [البقرة: 114].

الاضطهاد والجرائم الإنسانية التي يرتكبها الكيان الصهيوني المحتل في فلسطين

منذ احتلال فلسطين، يمارس الكيان الصهيوني أبشع أشكال الاضطهاد والجرائم الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية والإنسانية. هذه الجرائم الممنهجة تستهدف القضاء على الهوية الوطنية الفلسطينية وتهجير أهلها قسرًا، لفرض واقع جديد يخدم المشروع الصهيوني القائم على الاستيطان والتهويد.

جرائم التهجير القسري والاستيطان

الاحتلال الصهيوني يمارس سياسة التهجير القسري بحق الفلسطينيين، مستوليًا على أراضيهم ومنازلهم بالقوة. فيَهدم المنازل هدماً ممنهجاً، لا سيما في القدس المحتلة، لإفراغها من سكانها الفلسطينيين، واستبدالهم بالمستوطنين. كما يستمر كيان الاحتلال في توسيع المستوطنات غير الشرعية، التي تقضم مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية، مما يجعل حلم إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة أمرًا مستحيلًا.

الحصار والإفقار

يعيش الفلسطينيون في قطاع غزة تحت حصار خانق منذ أكثر من 15 عامًا، حيث يمنع الاحتلال دخول المواد الأساسية، بما في ذلك الأدوية والغذاء. هذا الحصار تسبب في أزمة إنسانية كبيرة، حيث يعاني السكان من الفقر والبطالة ونقص الخدمات الأساسية، مثل المياه والكهرباء والرعاية الصحية.

القتل الممنهج واستخدام القوة المفرطة

الكيان الصهيوني ينتهج سياسة القتل الممنهج بحق الفلسطينيين، مستخدمًا القوة المفرطة ضد المدنيين العزل. تستهدف قوات الاحتلال المتظاهرين السلميين، وحتى الأطفال والنساء وكبار السن. قصف المناطق السكنية خلال الحروب المتكررة على غزة أدى إلى سقوط آلاف الشهداء والجرحى، بينهم عدد كبير من الأطفال، وتدمير المنازل والبنية التحتية.

الأسر والاعتقالات التعسفية

آلاف الفلسطينيين يقبعون في سجون الاحتلال، بينهم نساء وأطفال، في ظروف قاسية تنتهك أبسط الحقوق الإنسانية. يمارس الاحتلال التعذيب الجسدي والنفسي بحق الأسرى، ويحرمهم من محاكمات عادلة. كما يستخدم الاعتقال الإداري كوسيلة لاحتجاز الفلسطينيين دون توجيه تهم أو محاكمات لفترات طويلة.

جرائم الحرب والانتهاكات الإنسانية

بحسب تقارير منظمات حقوق الإنسان، يرتكب الكيان الصهيوني جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك استهداف المدنيين، واستخدام الأسلحة المحرمة دوليًا، وهدم المنازل، وفرض الحصار. هذه الانتهاكات تشكل تحديًا للقانون الدولي، لكن غياب المساءلة الدولية يشجع الاحتلال على الاستمرار في جرائمه.

هذه الجرائم تمثل وصمة عار في ضمير العالم، وتضع الأمة الإسلامية والعربية أمام مسؤولية عظيمة. يجب العمل على نصرة الشعب الفلسطيني بكل الوسائل الممكنة، سياسيًا، وإعلاميًا، وماديًا، ودعم حقهم المشروع في مقاومة الاحتلال. كما يجب تكثيف الجهود الدولية لمحاسبة الكيان الصهيوني على جرائمه، وإيقاف هذا الظلم المستمر.

قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَرۡكَنُوٓاْ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ﴾ [هود: 113].

واجب الأمه تجاه فلسطين

النصرة بالسلاح: واجب الأمة لتحرير فلسطين والمسجد الأقصى

مجلة أنصار النبي ﷺ

10 Feb, 09:47


النصرة بالسلاح تأتي في مقدمة الوسائل التي يجب أن تعتمدها الأمة الإسلامية لتحرير فلسطين والمسجد الأقصى من الاحتلال الصهيوني. إن الدفاع عن الأرض والمقدسات واجب شرعي، حيث أقر الإسلام حق الدفاع عن النفس والعرض والكرامة. قال الله تعالى: ﴿وَمَا لَكُمۡ لَا تُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلۡمُسۡتَضۡعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلۡوِلۡدَٰنِ﴾ [النساء: 75].

تحرير فلسطين والمسجد الأقصى لن يتحقق إلا بقوة تردع العدوان، وتحطم حصون الاحتلال، وتفرض واقعًا جديدًا على الأرض. وهذه القوة تحتاج إلى إعداد متكامل على المستويات الفردية والجماعية، بمختلف أنواع الأسلحة وأشكال الجهاد.

أهمية الجهاد بالسلاح

1. واجب شرعي لا يسقط

الجهاد بالسلاح لتحرير الأرض والمقدسات من الاحتلال فرض عين على أهل البلاد المحتلة، وفرض كفاية على الأمة كلها إذا لم يكف أهل البلاد وحدهم. قال النبي ﷺ: “مَن مات ولم يغزُ ولم يُحدث به نفسه، مات على شُعبة من نفاق”.

2. حماية المقدسات الإسلامية

المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وحمايته واجبة بالسلاح كما نحمي مكة والمدينة. الاحتلال يهدد يوميًا المسجد الأقصى بالاقتحامات والحفريات ومحاولات التهويد، ولا يُردع إلا بالقوة.

3. استرداد الحقوق المسلوبة

الاحتلال الصهيوني لن يترك الأرض الفلسطينية بالطرق السلمية وحدها، بل يثبت التاريخ أن المستعمر لا يخرج إلا تحت ضغط المقاومة المسلحة.

وسائل النصرة بالسلاح

1. دعم المقاومة الفلسطينية المسلحة

• توفير السلاح والعتاد.

• الأمة الإسلامية مدعوة لدعم حركات المقاومة الفلسطينية بكل ما تحتاجه، من أسلحة وذخائر للدفاع عن الأرض والمقدسات.

• العمل على كسر الحصار المفروض على غزة، الذي يعيق وصول الأسلحة للمقاومين، هو ضرورة قصوى.

• الدعم المادي واللوجستي.

• جمع التبرعات لتأمين احتياجات المقاومة، من أسلحة وذخائر وتقنيات عسكرية.

• توفير التدريب العسكري للمقاومين في الداخل الفلسطيني وخارجه.

• إسناد المقاومة تقنيًا.

• تطوير القدرات التقنية للمقاومة، مثل تحسين أنظمة الدفاع الصاروخي، وتصنيع الأسلحة محليًا، وتطوير التكنولوجيا العسكرية.

2. الإعداد العسكري للأمة

• إعداد المجاهدين

• قال الله تعالى: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَيۡلِ﴾ [الأنفال: 60].

• تشجيع الشباب المسلم على التدريب العسكري والانضمام إلى معسكرات الإعداد في الدول التي تسمح بذلك.

• إحياء روح الجهاد في الأمة.

• إعادة ثقافة الجهاد إلى مكانتها الشرعية، وتربية الأجيال الجديدة على حب التضحية من أجل الله والوطن.

• التأكيد على أن الجهاد بالسلاح ليس إرهابًا، بل هو دفاع مشروع عن النفس والأرض والمقدسات.

• دعم الصناعة العسكرية الإسلامية.

• الاستثمار في تطوير صناعة السلاح داخل الدول الإسلامية، بهدف دعم المقاومة وتقليل الاعتماد على الغرب.

3. التحرك على المستوى الدولي

• التصدي لداعمي الاحتلال بالسلاح

• مقاطعة الدول والشركات التي تزود الاحتلال بالأسلحة والمعدات العسكرية.

• فضح الدول والمنظمات التي تدعم الاحتلال بالسلاح، والعمل على تجريم تصدير الأسلحة إليه.

• إنشاء جبهات دعم خارجية.

• حشد الأمة الإسلامية لتكوين جبهات داعمة للمقاومة الفلسطينية في الخارج، عبر تقديم السلاح والتدريب والموارد اللازمة.

أخلاقيات الجهاد بالسلاح

1. الالتزام بالضوابط الشرعية.

– الجهاد بالسلاح لا يعني استهداف المدنيين أو الأبرياء، بل هو موجه فقط ضد المحتلين.

– الالتزام بمبادئ الإسلام في القتال، كعدم الاعتداء على النساء والأطفال والشيوخ، واحترام الممتلكات.

2. التمييز بين المقاومة والإرهاب.

• المقاومة الفلسطينية المسلحة هي حق مشروع كفلته الشريعة الإسلامية والقوانين الدولية، وهي ليست إرهابًا كما يصورها الإعلام الغربي.

• الإرهاب الحقيقي هو جرائم الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني من قتل وتهجير واستيطان.

أدلة شرعية على الجهاد بالسلاح

1. القرآن الكريم

• قال الله تعالى: ﴿وَقَٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ وَلَا تَعۡتَدُواْۚ﴾ [البقرة: 190].

• قال الله تعالى: ﴿قَٰتِلُوهُمۡ يُعَذِّبۡهُمُ ٱللَّهُ بِأَيۡدِيكُمۡ وَيُخۡزِهِمۡ﴾ [التوبة: 14].

2. السنة النبوية

• قال النبي ﷺ: “من قُتِل دون ماله فهو شهيد، ومن قُتِل دون دمه فهو شهيد، ومن قُتِل دون دينه فهو شهيد”.

• عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة”.

كيف تدعم الأمة الجهاد بالسلاح؟

1. الدعم المادي

• تمويل المقاومة الفلسطينية من خلال التبرعات والهبات والصدقات.

• تخصيص صناديق وقفية لدعم العمل العسكري المقاوم.

2. التثقيف والتوعية

• نشر ثقافة الجهاد الشرعي ودحض الشبهات التي يثيرها الإعلام لتشويه صورة المقاومة.

3. الدفاع عن حق المقاومة دوليًا

مجلة أنصار النبي ﷺ

10 Feb, 09:45


هكذا تُشارك في جهاد الصهاينة (1/3)

د. عبد الله الزنداني – عضو مجلس أمناء الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ

مجلة أنصار النبي ﷺ

10 Feb, 09:26


بعد أن كانت موجة الشذوذ هي المنتشرة والمسيطرة كقضية عالمية، غابت تلك الموجة عن الصدارة عندما شُغل العالم في هذا الصراع، وقد شغل بهذا الصراع لأنه في قلبه الجغرافي والسياسي، وهذا حال تلك البقعة المباركة في الكرة الأرضية وحال كل ما يجاورها

من مقال: ثلاثية الأبطال (1)

بقلم: د. أحمد شتيوي – أخصائي طب الأسنان

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/3EumwxW

مجلة أنصار النبي ﷺ

09 Feb, 08:45


كأني بواحدٍ من أصحاب رسول الله ﷺ قبيل إسلامه كان يلهو، ويعبث، ويُمضي أيامه سدىً، فلمّا أسلم وفهم روح الرسالة، عاد إلى أهله خَلقًا آخرَ، لا يتسع قلبه لعبث العابثين، ولا وقت لديه لسفاسف الأمور، فقد انتهى ذلك الزمان، فانقلبت الاهتمامات، وتغيَّرت الأولويات.

إن الإسلام يجعل المسلم صاحب قضية، قضية تملأ كيانه، وتشغل عقله وقلبه، فهو عبدٌ يريد أن تكون حياته كلها لله، فيشعر أن المطلوبَ منه شيءٌ كثيرٌ، وأن أمامه مهماتٍ عظيمة، وأن واجباته أكثر من أوقاته، وأن خيرَه وتفكيره يجب أن يتعدى حدود مصلحة نفسه، فهذا الدين لا يقبل الأنانية، والانشغال بالتفاهات، وكل نعمةٍ أنعمها الله عليك تحمِّلك مسؤولية ستسأل عنها يوم القيامة، فهناك زكاة عليك تأديتها في مالك، وعلمك، وجسمك، ووقتك، وكل ما تملك، وحياتك ليست أمرًا عبثيًا أو عابرًا: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لَا تُرْجَعُونَ﴾ [المؤمنون: 115].

والعمل لنصرة الحق لا يثمر ثماره المرجوة إلا بنكران الذات، وكبح جماح كِبْر النّفس، وعُجبِها، فالذي يشغل بال العاملين هو أن يستثمروا جهودهم وقدراتهم وطاقاتهم فيما يُثَقِّل موازين حسناتهم عند الله تعالى، بغضِّ النظر عن المكان أو المسمى، المهم أن يكون المرءُ جنديًا في قافلة الحق، وقد جاء في الحديث الشريف: “طُوبَى لِعَبْدٍ آخِذٍ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَشْعَثَ رَأْسُهُ، مُغْبَرَّةٍ قَدَمَاهُ، إِنْ كَانَ فِي الحِرَاسَةِ، كَانَ فِي الحِرَاسَةِ، وَإِنْ كَانَ فِي السَّاقَةِ كَانَ فِي السَّاقَةِ، إِنِ اسْتَأْذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ، وَإِنْ شَفَعَ لَمْ يُشَفَّعْ”.

وقد أَصرَّ رسول الله ﷺ على أن يصلِّي على المسكينة التي كانت تكنس مسجده، رغم أن الصحابة صلُّوا عليها ودفنوها، لكن دون أن يعلموه لانشغاله، فذهب فصَلّى على قبرها، ودعا لها؛ لأن هذه المرأة صنعت لنفسها مكانةً بخروجها عن حدود ذاتها، وبتقديمها لعملٍ ينفع أمتها في حدود استطاعتها.

إن الذي يرفض أن يأخذ دوره في ميدان الخير والإصلاح، ويرتضي أن يكون صفرًا في الحياة، فلا ينفع مخلوقًا، ولا يمنع شرًّا، يكون قد حكم على نفسه بالموت، ولذلك لما سُئل حذيفة رضي الله عنه عن ميِّت الأحياء، فقال: “لَا يُنْكِرُ الْمُنْكَرَ بِيَدِهِ، وَلَا بِلِسَانِهِ، وَلَا بِقَلْبِهِ”. وفي الآخرة سيكون أمام حسرات التقصير، والتكاسل.

إن ثغور الخير كثيرة، وشُعَب الإيمان متعددة، وكثرتها وتنوعها وتدرُّجها يفسح الفرصة أمام الجميع، فلن يعدم الحريص عملًا في كلِّ وقت، وهي تبدأ بإماطة الأذى عن الطريق، وتفسح المجال لكل خير ينفع الناس في دنياهم، وأخراهم، ولنتذكر قوله ﷺ: “مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ، أَوْ إِنْسَانٌ، أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ”.

وقد ذكر ابن الجوزي في (صفة الصفوة) عن التابعي زُبَيد بن الحارث اليامِي أنه إذا كانت الليلة مطيرة أخذ شعلةً من النار، فطاف على عجائز الحي، فقال: أَوَكَفَ -بمعنى سال أو تقاطر- عليكم بيتٌ؟ أتريدون ناراً؟ فإذا أصبح طاف على عجائز الحي؛ فقال: ألكم في السوق حاجة؟ أتريدون شيئاً؟

وإن من الخذلان أن تكثر سهام الخير، ولا يكوننّ للواحد منّا سهمٌ فيها، ومن التوفيق أن ييسر الله لك عمل الخير، فتعمله، وتختم حياتك به، ليصدق عليك قوله ﷺ: “إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ” قَالُوا: وَكَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ؟ قَالَ: “يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ مَوْتِهِ”.

اللهم استعملنا ولا تستبدلنا.

مجلة أنصار النبي ﷺ

09 Feb, 08:45


الذين يستعملهم الله!

بقلم: نور رياض عيد – قطاع غزة

مجلة أنصار النبي ﷺ

07 Feb, 17:06


في خضم معركة الأقصى، ونحن نخوض معارك الصبر المتعددة، في مواجهة ألد الخصوم: من عدو حاقد لئيم، ومنافق فاجر أثيم، وما ينتج عنه من الفقد بشتى أنواعه وألوانه وأشكاله، والنزوح القسري والتدمير والإبادة الجماعية بكل وسائلها وأساليبها؛ إضافة إلى الغلاء والقلة والفاقة والحرمان والجوع والبرد وانقلاب الطقس المفاجئ؛ خاصة أننا في فصل الشتاء، وتبعات كل خصم من هؤلاء وآثاره السلبية المترتبة على عداوته؛ وخاصة فقد الأحبة وتفطر القلب حزناً؛ وقد نفقده حيَّاً بِتَغَيُرِ المواقف؛ كما حدث مع الخذلان على المستوى الجمعي لأمتنا، والمستوى الفردي للأشخاص، مما يورثنا الحسرة والألم إلى أن يَمُنَّ الله علينا بالصبر والرضا؛ ومن ثَمَّ نحمد الله على الفقد أياً كان؛ فما كان من الله كله خير.

يقول النبي ﷺ: “الأرْواحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَما تَعارَفَ مِنْها ائْتَلَفَ، وما تَناكَرَ مِنْها اخْتَلَفَ”.

نتحابب ونتآلف وقد نتعاون عمراً ثم نتغير؛ ثم نختلف لسبب ما، ثم نتباغض ونتعادى!

فما الذي حدث؟

نتذكرَ قول النبي ﷺ: “إنَّ القُلوبَ بين أُصبُعينِ من أصابِعِ الرحمنِ يُقلِّبُها كيف يشاءُ”.

لنعلم عظيم فضل الله لمن أقامه على دينه؛ والويل لمن أزاغه عن الصراط؛ فما الذي يحدث وما سبب الزيغ؟

عندما تتغير مَوَاقِفُنُا وآراؤُنُا؟ فنختلف؛ فنفزع لبعضٍ؛ ونهمل آخرين؟

وهذا يقودنا إلى عظيم فضل تعالى، في التحابب والتآلف؛ يقول الله تعالى: ﴿وَأَلَّفَ بَیۡنَ قُلُوبِهِمۡۚ لَوۡ أَنفَقۡتَ مَا فِی ٱلۡأَرۡضِ جَمِیعࣰا مَّاۤ أَلَّفۡتَ بَیۡنَ قُلُوبِهِمۡ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَیۡنَهُمۡۚ إِنَّهُۥ عَزِیزٌ حَكِیمࣱ﴾ [الأنفال: ٦٣].

لذلك إذا رأيت أحد الناس لا يعادي ﴿أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنوا…﴾ [المائدة: ٨٢]، ولا يلتفت إليهم؛ ولا ينشغل بإجرامهم، وشدة عداوتهم؛ وكل هَمِّهِ البحث عن عيوب وأخطاء وزلات أهل الإسلام، ليطعن فيهم، ويفتري عليهم الكذب، فاعلم أنه من المنافقين؛ فلنحمد الله أن أزاغ قلوب المنافقين من صفّنا، فكره الله انبعاثهم؛ لأنه لو أخفوا حدةَ ألسنتهم عن آذان المسلمين لازداد المؤمنون خبالاً لشدة إيذائهم؛ قال الله تعالى: ﴿وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَٰكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ * لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ﴾ [التوبة: ٤٦-٤٧].

لذلك ترى ألسنة المنافقين حادَّةً على المؤمنين، وهي تطعن في كل أعمالهم؛ حتى ولو كانت أعمالهم لا نظير لها؛ كيوم السابع من أكتوبر العظيم؛ لندرك حينها أن قلوب أهل النفاق لا يمكن أن تتآلف مع قلوب أهل الإيمان، أو تتعاضد معهم؛ فألسنة وأقلام المغرضين قبل الأحداث الفاصلة -في المنشط- تتحدث عن نصرة الحق وأهله؛ فلما انكشف أمرها وانفضح سترها بميولهم إلى أهوائهم وطبيعة قلوبهم المنكرة في طعن المجاهدين والمقاومة، فضحهم الله؛ فقَلَّلُوا من آثار السابع من أكتوبر؛ بل واعتبروه مصيبة أصابت (أهل غزة) ولم يقولوا “الأمة”؛ لماذا على أهل غزة؟ أليس عندكم غيرة على دين الله؛ غيرة على أمة الإسلام؛ ألسنا أمة واحدة كما قال ربنا عز وجل: ﴿إِنَّ هَـٰذِهِۦۤ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةࣰ وَ ٰ⁠حِدَةࣰ وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُونِ﴾ [الأنبياء: ٩٢]. وقال: ﴿وَإِنَّ هَـٰذِهِۦۤ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةࣰ وَ ٰ⁠حِدَةࣰ وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱتَّقُونِ﴾ [المؤمنون: ٥١]؟

فلماذا طعنتم فيمن يحاولون استرداد حق الأمة؛ وخذلتموهم، ولم تنصروهم وتحاربوا أعداء الله؟ ألستم مأمورين بقتال من اعتدى عليكم؟ أم أنكم للأسف لا تعدون أنفسكم من أمة محمد أو تخرجون غيركم من أمة محمد؟

لذا فإننا نجد أمة الكفر لبعضهم بعضاً (للأسف) والذين ظلموا أَخْيَرَ منكم لأقوامهم؛ قال الله تعالى: ﴿وَٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضٍۚ﴾ [الأنفال: ٧٣]. وقال تعالى: ﴿وَإِنَّ ٱلظَّـٰلِمِینَ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲ﴾ [الجاثية: ١٩].

فلو كان عندهم شيء من الإيمان والتقوى لَوَالَوْا إخوانهم من المتقين، وما والوا أعداء الله من أهل الكتاب والمجرمين..

وهنا تظهر حقيقة ثبات القلوب وعدمها..

فإذا رأيت الكافر ينصر كافراً فلا تلومه؛ فالمثل يقول: “أهل الكفر ملة واحدة”؛ لكن عندما ترى مسلماً ينصر كافراً، يَمُدُّهُ بشتى أنواع المدد والدعم؛ ويخذل إخوانه أهل ملته ودينه؛ وهو منهي عن خذلانهم، واحتقارهم، وظلمهم؛ فاعلم أن الموازين اختلفت والمعايير تغيرت؛ يقول النبي ﷺ: “المسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا يظلمه…”.

فلماذا المنهيون عن ظلم وخذلان إخوانهم، يناصرون الباطل ويعادون الحق؟

مجلة أنصار النبي ﷺ

07 Feb, 17:06


فقد تجاوز عدوان المجرمين الخمسة عشر شهراً، فما أصابنا بفضل الله تعالى الضرر؛ واستمر الخذلان كذلك كالعدوان وما أصابنا الضرر فرفعنا الراية والعياذ بالله وسلمنا.

قال الله تعالى: ﴿لَنْ يَضُرّوكُم إِلَّا أَذَى…﴾ [آل عمران: ١١١].

هذا فضل الله..

وقال النبي ﷺ: “… لا يضرهم من خذلهم…”.

وهذا وعد الله..

فصبر جميل…

مجلة أنصار النبي ﷺ

07 Feb, 17:06


ألهذا الحد يملأ الغل قلوب البعض؛ أم أن القلب أصلاً قد خَلَا من الإيمان ولم يدخله؛ فكان ظاهره الإسلام بقوله واسمه؛ ولسان حاله وفعله كافر منافق، يقاتل بحقده فكرة الخير التي في قلوب الصالحين في مهدها؟

والعجيب أننا ما رأينا مجرماً في مأمن من العقوبة؛ كمجرم هذا الزمان، في أيامنا؛ يرتكب فيها الإبادة الجماعية والمجازر بأبشع صورها؛ ولا يجد من يردعه، أو يوقفه عند حده؛ ولا حتى يلومه، وذلك بتناصر الكفار بعض لبعض؛ وبخذلان أهل الملة والدين..

والأغرب أن المتخاذلين يصبون جام غضبهم ليس على المحتل المجرم بل على الضحية البريء؛ بل سلاح العدو المتقدم في ظهور المؤمنين.

جريمة تتكامل أركانها؛ على مرأى ومسمع دول العالم من أهل الكفر بلا خلاف؛ ومعهم المنافقون يناصرون الباطل ويخذلون الحق وأهله؛ حرباً استخدم فيها المجرم أشد الأسلحة فتكاً وأسوأها؛ كي نتحدث عن أبشع أنواع القتل والتدمير والإبادة الجماعية؛ يُقَتَّلُ فيها المدنيون بسادية ليس لها مثيل؛ ثم يتحدث الذين كره الله انبعاثهم عن أخطاء إخوانهم وزلاتهم؛ تركوا فعل المجرم الذي يمنع الإسعاف أن تصل إلى جثث القتلى لتنهشها الكلاب!

إخواننا أهل ملتنا وعقيدتنا وعروبتنا يشاهدون ويسمعون؛ ومع ذلك لا يحركون ساكناً؛ مع أنهم يسمعون صرخات المستغيث، وأَنَّاتُ الجرحى؛ ولا يأتون بخبرها، ولا يلتفتون إليها؛ ثم يبثون سمومهم وأراجيفهم وأكاذيبهم، ليطعنوا في المقاومة وأهلها؛ أي حقارة تلك التي نراها، من إِخْوَةِ الدين والعروبة؟!

هذا العدوان وهذا الخذلان قَلَّ نظيره في التاريخ، في الوقت الذي تُمْنَعُ عن المخذولين كل مستلزمات الحياة، من دواء وغذاء وشراب؛ مع استمرار قصف المستشفيات ومحاصرتها؛ وقتل العديد من الطواقم الطبية واعتقالهم، ومع ذلك تستمر ألسنة الحاقدين وأقلامهم بترديد الرواية الصهيونية الحاقدة؛ بل ويزيدون عليها بالطعن والسب والشتم؛ رغم أن العدو اللئيم يتعمد قتل كل حي متحرك، طفلاً كان أم امرأة أو شيخاً؛ إضافة إلى التنكيل بكل مَن يُعتقل..

عالم من حولنا دون استثناء -إلا من رحم الله- لا يحرك ساكناً، ولا يبدي أي اعتراض؛ عالم خلفيته الثقافية استعمارية وعقليته الفكرية حاقدة؛ وعالم من حولنا خلا من كل معاني الدين والمروءة والعروبة، بظلمه وخذلانه، فما الذي يمكن أن نقول؟ ما الذي يجري؟ وما الذي يحدث؟

البعض منهم لا يكتفي بالخذلان؛ بل وصل حد التواطؤ مباشرةً ليشارك في الحرب!

التعارف بيننا تنافرَ واختَلف؛ وما عاد بيننا أي شيء يؤتلَف!
الاختلاف ازداد عمقاً ووصل الأمر إلى درجة الانسلاخ والانعتاق، والابتعاد إلى حد العداوة والبغضاء؛ لتنشأ مجموعة القاعدين المُخَلَّفينَ الذين يبثون أراجيفهم، وينفثون سمومهم، ويهاجمون أطهار الأمة وأبرارها؛ رجال الشرف؛ بأعمال لم يشهد التاريخ مثيلاً لها على عظمتها؛ يبتغون بعملهم مرضاة ربهم أولاً ثم تطهير بيت المقدس وتحريره من رجس ودنس المحتلين.

وهم -أي القاعدون- لا يريدون ذلك؛ أولئك الذين ﴿كَرِهَ ٱللَّهُ ٱنۢبِعَاثَهُمۡ فَثَبَّطَهُمۡ﴾ لم يَكْتَفُوا بعدم المشاركة بالقعود وترك الجهاد والتَّخَلُّفَ؛ أو الاعتذار عن المشاركة في الطوفان؛ بل وبكل خسة ونذالة يطعنون في الطائفة المؤمنة المنصورة بإذن الله تعالى، التي تدافع عن شرف الأمة وكرامتها.

هؤلاء ﴿الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ كشف الله أمرهم ففضحهم ووصمهم ووصفهم بالكفر وتوعدهم بالعذاب الأليم؛ قال الله تعالى: ﴿وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [التوبة:٩٠].

لذلك لم يكن الخذلان الحد الذي وصله القاعدون؛ وبعد أن شاركوا باستمرار المجازر والإبادة الجماعية، بخذلانهم اللعين.

كما وصف الله تعالى عداوة المحتلين المنصورين من قِبَلِ المنافقين أنهم الأشد عداوة على الإطلاق؛ قال الله تعالى: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَ ٰ⁠وَةࣰ لِّلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلَّذِینَ أَشۡرَكُوا۟﴾ [المائدة: ٨٢]. كما جمع الله تعالى بين عدوان المعتدين وخذلان المنافقين بقوله تعالى: ﴿لَتُبۡلَوُنَّ فِیۤ أَمۡوَ ٰ⁠لِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡ وَلَتَسۡمَعُنَّ مِنَ ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَـٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَمِنَ ٱلَّذِینَ أَشۡرَكُوۤا۟ أَذࣰى كَثِیرࣰاۚ وَإِن تَصۡبِرُوا۟ وَتَتَّقُوا۟ فَإِنَّ ذَ ٰ⁠لِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ﴾ [آل عمران: ١٨٦].

لَتُبۡلَوُنَّ فِیۤ أَمۡوَ ٰ⁠لِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡ (عدوان)

وَلَتَسۡمَعُنَّ (إرجاف وخذلان) مِنَ ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَـٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ

وَمِنَ ٱلَّذِینَ أَشۡرَكُوۤا۟ (أهل الخذلان المنافقين) أَذࣰى كَثِیرࣰاۚ

وَإِن تَصۡبِرُوا۟ (على خذلانهم) وَتَتَّقُوا۟ فَإِنَّ ذَ ٰ⁠لِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ.

مجلة أنصار النبي ﷺ

07 Feb, 17:05


﴿لَن یَضُرُّوكُمۡ إِلَّاۤ أَذࣰىۖ﴾

بقلم: الشيخ حسن الخطيب – عضو رابطة علماء فلسطين

مجلة أنصار النبي ﷺ

06 Feb, 18:23


لقد صرنا كقمرٍ وجهه مقمرٌ مشرق والوجه الآخر قاتمٌ معتم، والخير وإن كان هو الأصل في الناس وهو الغالب إلا أنَّ الخبثَ كان كثيرًا.
وهذا جارٍ على سنة الله في الابتلاء؛ فالناس في الصبر وادعاء العفة والرجولة والكرم والأمانة والشجاعة والرحمة سواء، فإذا نزل البلاء تباينوا.

من مقال: من ثمرات الطوفان (3) - الانكشاف أمام الذات

بقلم: الشيخ محمد محمد الأسطل - من علماء غزة

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/3Q6ymAT

مجلة أنصار النبي ﷺ

06 Feb, 14:09


لا يعنيني كثيراً الردّ على صهاينة العرب، الذين يولولون على (هزيمة #غزة)، ويرون تدمير مستشفاياتها ومدارسها انتصاراً لجيش الاحتلال، والحقيقة أن صهاينة العجم بشتى تخصصاتهم يعترفون بهزيمتهم في معركة #طوفان_الأقصى، واستقالات القادة العسكريين والوزاء مسبَّبة وتنصّ على ذلك

من مقال: استشهاد القادة وانتصار المقاومة

بقلم: د. محمد الصغير - رئيس الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ

استمع الآن إلى المقال كاملاً 🎧

مجلة أنصار النبي ﷺ

06 Feb, 13:05


كثير من الناس كانوا يعتقدون في أنفسهم الصبر، فلما جاءت المعركة بشدائدها صاروا يمارسون السخط تحت عنوان الملل من الصبر، وبعض الناس سخط سخطًا منكرًا، وبعضهم صار يقع في السب والشتم ويعتاد ذلك في نهاره وليله، بل ووصل بعضهم إلى التلفظ بما هو كفرٌ والعياذ بالله.

من مقال: من ثمرات الطوفان (3) - الانكشاف أمام الذات

بقلم: الشيخ محمد محمد الأسطل - من علماء غزة

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/3Q6ymAT

مجلة أنصار النبي ﷺ

06 Feb, 11:17


بإمكانك الآن تحميل العدد 33 من مجلة أنصار النبي ﷺ عبر هذا الرابط: https://bit.ly/4jy6Mdv

مجلة أنصار النبي ﷺ مجلة دورية شهرية تصدر عن الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ

مجلة أنصار النبي ﷺ

06 Feb, 09:44


سَأحْمِلُ روحي على راحتي * وأُلقي بها في مَهاوي الرّدى
فإمّا حَياةٌ تَسُرّ الصّديق * وإمّا مَماتُ يَغيظُ العِدى
ونَفسُ الشّريف لَها غَايتانِ * وُرودُ المَنايا ونَيْلُ المُنى

سؤال يوقفنا أمام هذا الحديث الشريف، «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ»، موقف التأمل والتدبر! لماذا عَدَّهُ النبيّ ﷺ من الشهداء؟ ذلك الذي قُتِلَ دفاعا عن ماله؛ لماذا هو شهيد؟ مع أنّ رتبة الشهادة - تلك الرتبة الرفيعة الشريفة - إنّما تُعْطَى لمن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ثم نال الشهادة وهو على ذلك! ولا يقتصر الأمر على المال وحسب، وإنّما يتسع -فيما يبدو- ليشمل كل ما يجب على المرء حمايته والدفاع عنه..

ففي حديث آخر عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ، أَوْ دُونَ دَمِهِ، أَوْ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ»"، فالقضية هنا ليست دائرةً حول صنف أو نوع مما يجب حمايته، وإنّما الفكرة تكمن في المقاومة والدفع والتحرك الواجب لحماية ما يجب حمايته، وحماية الخلق من تطاول المجرمين واستفحال أمرهم، فكأنّه -بل من اليقين أنّه- نوع من الجهاد في سبيل الله تعالى، لا يقل أهمية عن جهاد المعركة الذي ينال فيها الشهيد تلك المرتبة بذات النيّة.

ثمة حالة من اليأس والرجاء تسيطر على مشاعر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها نتيجة عوامل شتى تمر بها الأمة في تلك الفترة العصيبة، فلا شك أن متابعة خريطة واقع العالم الإسلامي السياسية، تثير في القلب الكثير من الشجن والحزن من صروف الزمان بالأمة الإسلامية، وما صار إليه المسلمون من ضعف وهوان، بعد تمكين وعزة، ومن سقوط وتبعية بعد استقلال ونهوض، ومن خوف وانهزام بعد شجاعة وإقدام، حيث المعاناة والتخلف الشديدان في مقومات الحضارة من الريادة والقيادة، وحالة من القصور والجمود في جنبات العلوم والثقافة والاقتصاد.

ويسبق كل ذلك منعطف خطير يتمثل في فقدان للهوية وأزمة أخلاقية طاحنة، تعاني منها أمة كريمة بحجم أمة محمد ﷺ، مما يترك في القلب والنفس آثاراً سلبية تدفع الكثير إلى قنوط مزموم، وفتور لا يليق بخير الأمم. قال الله تعالى: ﴿كُنتُمۡ خَیۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ﴾ [آل عمران: ١١٠].

وبالرغم من هذا الواقع المرير، علينا أن نعي أن لا نجاة لنا من هذا إلا بالثبات والمقاومة والمدافعة حتى نلقي الله عليها. ولنتذكر جيداً أن التاريخ لا يرحم الذين يسكتون على الظلم، بل يكتب أسماءهم في صفحات العار. فليختر كل منا صفحته التي يود أن يُسجل فيها اسمه.

يقول شهيد الظلال الأستاذ سيد قطب رحمه الله: "حين تنتهي حريتك عند خوفك من الظالم، تكون قد بدأت عبوديتك له".

فالطغاة المتطاولون المجرمون يُغْريهم تَخَلُّفُ الناسِ عن مواجهتهم، ولو ظل الناس هكذا في تراجعهم عن مواقع المدافعة لَتَوَسَّع الإجرام وطال التطاول واستفحل الظلم وعمّ الفساد، ولو أنّ كل إنسان اعتُدِيَ على ماله أو عرضه أو نفسه رَدَّ الاعتداء ودفع الظلم لَانْزَوَى الشرُّ وتقلص الإرهابُ الذي يمارسه أهل الإجرام، سواء كانوا أفراداً أو منظمات أو أنظمة حاكمة..

فالذي يُقتل دون دمه لا يَبْذُلُ نفسه فداءً لماله؛ فهذا لا يستقيم مع ترتيب المقاصد في دين الله وشريعته، وإنّما يبذل نفسه في سبيل دفع الشر والباطل والظلم والإجرام، يبذل نفسه لإحياء المدافعة التي لا حياة للإنسانية إلا بها، ولعل هذا داخل فيما دعانا الله إليه في قوله: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱسۡتَجِیبُوا۟ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمۡ لِمَا یُحۡیِیكُمۡۖ﴾ [الأنفال: ٢٤].

بل إنّه من المؤكد أنّه داخل في السنة الإلهية العامة التي كلّفنا بالتفاعل معها والتجاوب مع صداها: ﴿وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ [البقرة: 251]، ﴿وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج: 40].

لا حرية لأمة تنام على ضَيْم

إن دفع الضيم عن الأمة حق على كل من يستطيع الاشتراك فيه بنفس، أو مال، أو تدبير، أو تحريض. ومن طالع العرب في عهد جاهليتهم، عرف أنهم كانوا يأبون الضيم في حماسة وصلابة، ويعدُّونه في أول ما يفتخرون به من مكارم الأخلاق، وقد أخذ هذا الخُلُق في أشعارهم ومفاخراتهم مكانًا واسعًا، فنبهوا إلى أنَّ احتمال الضيم عجز، والعاجز لا يُرجَى لدفع مُلمَّة، ولا للنهوض بمهمة، ونبهوا على أن حرية النفس والإقامة على ضيم لا يجتمعان أبداً، قال المتلمس:

ولا تقْبَلنْ ضيمًا مخافةَ مِيتةٍ * وموتَنْ بها حرًّا وجِلدُك أمْلَسُ

مجلة أنصار النبي ﷺ

06 Feb, 09:44


جاء الإسلام فهذّب إباءة الضيم، وجعلها من الخصال التي يقتضيها الإيمان الصادق، فأصبحت خلقًا إسلاميًّا، أينما وجد الإيمان الصادق، وجدت إباءة الضيم بجانبه، يقول الله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [المنافقون: 8]، ولا عزة لمن يسومه عدوه ضيماً، فيطأطئ له رأسه خاضعًا، وإنما قتل في نفسه الشعور بالمهانة الحرص على الحياة، أو على شيء من متاعها، وكل متاعها في جانب العزة حقير.
يأبى الرجل الراسخ في مكارم الأخلاق أن يلحقه الضيم في نفسه، ويأبى بعد هذا أن يضام من يمتُّ إليه بصلة قرابة أو جوار أو استجارة؛ إذ اضطهاد أحد من أمثال هؤلاء يجرُّ إليه عارًا، ويلبسه صغارًا.

وقاية الأمة من مهانة الضيم

تستدعي العمل لأن تكون للأمة قوتان: مادية، ومعنوية:
أما المادية، فبإعداد ما يتطلبه الدفاع من وسائل الانتصار على العدو، وهذا ما أشار إليه القرآن المجيد بقوله تعالى: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ﴾ [الأنفال: 60].
وأما المعنوية، فبتربية النشء على خلق الشجاعة، وصرامة العزم، والاستهانة بالموت. فالأمة التي تأبى الضيم بحق، هي الأمة التي تلد أبطالًا، وتبذل كل مجهود في إعداد وسائل الدفاع، لا يقعد بها بخل، ولا يلهيها ترف، وتفاضل الأمم في التمتع بالحرية والسلامة من أرجاس الضيم، على قدر ما تلد من أبطال، وما تعده من أدوات الرمي والطعان.

إن التمكين في الأرض لأي طائفة كانت أو فئة إنما هو مراد الله تعالى وهبة ونعمة، وضع الله له شروطًا ومقدمات وسنناً لا يقوم إلا بها، فإذا استوفت أمة من الأمم الشروط والمقدمات منضبطة ببوصلة السنن الإلهية، استحقت التمكين والغلبة والظهور، ويظل بقاؤها واستمرارها على هذا التمكين مرهونًا بهذه الأسباب ذاتها، فإذا فقدت شيئًا منها، أو أخلت بها فقدت عوامل وسبل البقاء، وانحدرت إلى هاوية الذل والهوان والضعف.

وبديلاً عن التخطيط والإعداد.. قد قابل المسلمون النوازل الكبرى بردود فعل عاطفية، في حين أن الأعداء قد خططوا ودبروا على مدار عشرات السنين للقضاء على أمتنا حتى تمكنوا منها، ولم نعِ أن قوة المسلمين في توحدهم وتماسكهم، ولذلك سعى أعداء الأمة وحرصوا على تفكيك وحدة المسلمين، وإفشال أي محاولة للمقاومة والمدافعة، لضمان استمرار الضعف وسهولة الافتراس؛ فكان من نتيجة ذلك أن مُزّق جسد الأمَّة الواحد، كيلا تقوم لها قائمة، وعلت الوطنيات والقوميات والعنصريات المنتنة على رابطة الإسلام.

فلا خير فينا إن لم نبذل كل غالٍ ونفيس في سبيل التمكين لدين الله وإقامة دولة العدل التي يُعز فيها المسلم ويقام فيها الشرع ويصان العِرض.

إن المقاومة والصبر عليها في سبيل تحقيق نهضة هذه الأمة وقيامها من كبوتها، ليست نزهة خلوية أو نزوة شخصية أو مشروعاً عاطفياً أو مجرد خيار، بل واجباً مقدساً لانتزاع الحرية والكرامة، فعندما ننظر إلى تاريخ الأمم، نجد أن الشعوب التي قاومت الظلم، ورفضت الاستسلام للطغاة، هي التي سطرت أروع ملاحم النصر والتحرر.

لذا لا سبيل لك ألا أن تقاوم!

قاوم بكلمتك، قاوم بقلمك، قاوم بمقاطعتك، قاوم بصمودك وثباتك في وجه الطغيان، قاوم بسلاحك، ولكل ميدان سلاحه.. المهم: أن تقاوم. فإن لم تستطع... فقاوم!

مجلة أنصار النبي ﷺ

06 Feb, 09:44


قَاوِم.. فإن لم تستطع.. فقاوم

بقلم: عماد إبراهيم - مدير مشروع بصيرة الدعوي

مجلة أنصار النبي ﷺ

05 Feb, 21:23


ما زال العالم الإسلامي يدهشنا ويحيرنا بمواقفه المخزية تجاه أهم القضايا التي تمس أمنه القومي من الدرجة الأولى، فمع عجزه المتناهي تجاه قضية #فلسطين والمسجد الأقصى، نجده أيضًا عاجزًا عجزًا غريبًا مع قضية السودان، رغم بساطة الأمر من ناحية النصرة وسهولته في السودان عنه في فلسطين

من مقال: السودان على خطى #سوريا وأفغانستان

بقلم: د. حسين عبد العال - عضو مجلس أمناء الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/3EClAaH

مجلة أنصار النبي ﷺ

05 Feb, 20:59


قد يظن البعض أن الحرب في #السودان حرب داخلية، أو نزاع على السلطة بين جنرالين من جنرالات الجيش، أو بغضٌ لحاكم السودان ومحاولةٌ للانقلاب عليه، كنا نتمنى أن تكون حتى كذلك! لكن الأمر غير ذلك بالمرة.

من مقال: السودان على خطى #سوريا وأفغانستان

بقلم: د. حسين عبد العال - عضو مجلس أمناء الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/3EClAaH

مجلة أنصار النبي ﷺ

05 Feb, 20:46


بقلم: الشيخ محمد محمد الأسطل - من علماء غزة

لقد برزت هذه الثمرة في كثيرٍ من الجوانب.

ومن ذلك مثلًا: أنَّ كثيرًا من الناس كان يعتقدون في أنفسهم الصبر، فلما جاءت المعركة بشدائدها صاروا يمارسون السخط تحت عنوان الملل من الصبر، وبعض الناس سخط سخطًا منكرًا، وبعضهم صار يقع في السب والشتم ويعتاد ذلك في نهاره وليله، بل ووصل بعضهم إلى التلفظ بما هو كفرٌ والعياذ بالله.

وفي المقابل؛ فكثيرٌ من الناس استنفروا من أول الحرب، وشرعوا في إغاثة الناس، والعمل على حل مشكلاتهم بما تيسر:

- فهذا يُفرغ بياض نهاره للعمل على سقي الناس وتوفير الماء لهم ما أمكن.

- وذاك يفكر في علاج مشكلة عدم توفر الخبز فيهتدي إلى إنشاء الأفران لكل برجٍ أو لكل عددٍ معين من البيوت أو الخيام.

- وثالثٌ بدأ في تنفيذ فكرة (التكايا) التي تعد الطعام للناس في قدورٍ ضخمة تكفي المئات، حتى إن بعض التكايا كانت تطعم بضعة آلاف في كل يوم.

ورابع وخامسٌ وسادس... وقائمة أهل الفضل طويلة.

وإلى جانب هؤلاء وهؤلاء دخل بعضُ الناس في ظلمات السرقة أو قطع الطريق، أو ابتزاز الناس في الأسعار، وصار من الممكن أن ترى رجلًا يشتغل في المعبر -مثلًا- هو الذي يسرق نسبةً من السلع غصبًا من أصحابها.

وجزءٌ من معاناة الناس راجعٌ إلى تحكم بضعة تجار في أسعار السلع التي تُدخَل، فيقتاتون على معاناة الناس ويجمعون المبالغ الفلكية بما استطاعوا به من تحصيل بعض النفوذ الذي يمكنهم من رقاب الناس على شدةٍ فيهم ولأواء.

لقد صرنا كقمرٍ وجهه مقمرٌ مشرق والوجه الآخر قاتمٌ معتم، والخير وإن كان هو الأصل في الناس وهو الغالب إلا أنَّ الخبثَ كان كثيرًا.
وهذا جارٍ على سنة الله في الابتلاء؛ فالناس في الصبر وادعاء العفة والرجولة والكرم والأمانة والشجاعة والرحمة سواء، فإذا نزل البلاء تباينوا.

فالناس بطبيعتها لا تحب الحروب، ولكن الله يستخرج ما في النفوس عبر ما يشاء من الوسائل، كما قال سبحانه: ﴿مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾ [آل عمران: 179].

ولقد فشلٌ كثيرٌ من الناس في الاختبار الذي ما كانت نتائجه ستُرى للناس لو جاء النصر من أول يوم كما قال سبحانه: ﴿وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ﴾ [محمد: 4].

وحين جاءت تسمية القرح الذي نزل بالمسلمين يوم أحد ذكر الله أربعة مقاصد للحروب فقال سبحانه: ﴿إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ، وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ﴾ [آل عمران: 140-141].

- فلا بد أن يُعلم المؤمن من المنافق، والصادق من الكاذب.

- وثمة عبادٌ لله أتقياء أنقياء أخيار أبرار، تليق بهم مرتبة الشهادة فتأتي الحرب فيصطفيهم ربهم شهداء، ويكفي أنهم على أيِّ حالٍ رحلوا أنهم صائرون إلى ربهم الكريم كما قال سبحانه: ﴿وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ﴾ [آل عمران: 158]، وقال سبحانه: ﴿وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ﴾ [آل عمران: 198].

- وثالث المقاصد: التمحيص، فيُختبَرُ حالُ الإنسان في فرن البلاء.

- والمقصد الرابع: محق الكافرين، وإذلالهم بأيدي الذين آمنوا.

والمؤمن في المعركة إما أن يكون مجاهدًا وإما أن يكون صابرًا إن لم يتيسر له الانتظام في أيِّ عملٍ من أعباء الجهاد، ولا خيار ثالث للمؤمن، وهذا ثمن الجنة، وهو ما نطقت به الآية التالية لهذه المقاصد إذ قال سبحانه: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ﴾ [آل عمران: 142].

فضيلة القارئ الكريم:

اعلم أنَّ لكل جيلٍ محطةً تربويةً يُختبرُ فيها في أفران البلاء، وهذا وإن لم يكن مطردًا إلا أنه غالبٌ أو كثير، ولم يخرج جيل الصحابة رضي الله عنهم عن ذلك:

- فالجيل الأول الذي أسلم بمكة وكان مادةَ الإسلام الأولى اختُبِرَ في بطحاء مكة وشهد ما شهد من ألوان التعذيب والاضطهاد والاستهداف النفسي من التهكم والسخرية والازدراء.

- والجيل الذي أسلم بالمدينة -وهو الأنصار- كانت محطته التربوية الكبرى يوم أحد، حين حصل ما حصل بسبب المخالفة، والتي جعلت المجتمع ذا حساسيةٍ مرتفعةٍ من أي مخالفة.

مجلة أنصار النبي ﷺ

05 Feb, 20:46


ولهذا استثمر القرآن فرصة غليان المشاعر بالحديث في جوف الآيات التي تعقب على أحداث المعركة والتي بدأت بذكر قضايا عسكرية بدءًا من الآية 121 من سورة آل عمران بالحديث عن حرمة الربا، والتحريض على الإنفاق وكظم الغيظ والعفو عن الناس -لا سيما أن المجتمع شهد ما شهد من المعارك الداخلية قبل الهجرة- وامتداح الذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا ربهم وجلاله فاستغفروا لذنوبهم ولم يصروا على ما فعلوا، ثم رجع السياق يتناول أمر المعركة وبعض مشاهدها وما فيها من دروسٍ وعبر.

فكأن الله أصلح المجتمع الإسلامي في يومٍ واحد، لتكون محطة أحد بظروفها وتفاصيلها وآثارها أعظم محطة تربوية في تاريخ الأمة الإسلامية، وهذا ما ذكرته بمزيد بيانٍ وبسط في كتاب "سياسة الخطاب" بما يشير إلى الفرق في حالة المسلمين بين ما قبل المعركة وما بعدها.

- والجيل الذي أسلم يوم الفتح ويبلغون ألفين أو ثلاثة اختُبر يوم حنين.

- والجيل الذي أسلم عقب تمكن النبي  من ناصية الجزيرة العربية بعد فتح مكة وحسم أكثر مناطق القوة المتبقية، والذي دخل الناس على إثره في دين الله أفواجًا اختُبِرَ في غزوة العسرة غزوة تبوك، وما أدراك ما غزوة تبوك!

ولا شك أنَّ الجيلَ الذي جرَّب أكثر من محطةٍ تربويةٍ يكون أكثر إيمانًا وتماسكًا وإمامةً في الدين، ولهذا لم يسوِّ القرآن بين من أنفق من قبل الفتح وقاتل فكانوا أعظم درجةً من الذين أنفقوا من بعدُ وقاتلوا، وكلًّا وعد الله الحسنى.

ومنذ نشأة الكيان الصهيوني فكل جيلٍ من أجيالنا كانت له هزته التربوية وزلزلته وشدة الابتلاء الذي تعرض له.

والجيل الذي قبلنا كانت محطة تمحيصه عقب اتفاقية أوسلو والتي بلغت ذروتها سنة 1996 حين اجتهدت السلطة في ملاحقة كل مقاوم وزجه في السجن وتعذيبه واستئصال فكرة المقاومة للعدو من الساحة الفلسطينية تمامًا عقب الذي جرى من تدجين منظمة التحرير وعقد اتفاقية أوسلو التي جاءت إجهاضًا للانتفاضة الأولى والنَّفَسِ الثوريِّ الذي أحدثته.

أما هذا الجيل فأكثر أبنائه ترعرعوا في ظل إمكان حمل السلاح منذ اندلاع الانتفاضة سنة 2000، ثم ما حصل من انسحاب العدو الصهيوني من غزة سنة 2005، ثم ما حصل من الحكم بعد وصول حركة حماس إلى السلطة، وهو ما مثَّل لكثيرٍ من الناس وجهًا من وجوه المنفعة من مثل الوظائف وتسلم شيءٍ من المناصب.

وأحسب أنَّ هذه المعركة جاءت محطةً تربويةً فاصلة تُظهِرُ من وقف بالثغور الفاضلة ابتغاء ما عند الله أو طلبًا للدنيا والمنفعة وما عند الناس.

ولهذا وجدنا كثيرًا من الموظفين وأصحاب المناصب يلزمون مواقعهم وخنادقهم يجاهدون في سبيل الله، ويجودون بأنفسهم وأهلهم، ووجدنا بعض الانتفاعيين الذين وفرت الحرب لهم وجهًا جديدًا من المصالح الشخصية والتحصل على أكبر قدرٍ من المال.

وذلك أنَّ الحروب في العادة تصنع أجواءً يكثر فيها المنتفعون؛ كالذي يشتغل بتهريب السلع أو ما تيسر من الذخيرة، والذي يشتغل بالحوالات المالية واقتطاع نسبة جنونية استغلالًا لشدة الحاجة، والذي يشتغل بالتأمين للشاحنات إلى غير ذلك مما يمكن تسميته باقتصاد الحروب، وهو ظاهرةٌ قد ينبني عليها آثارٌ خطيرةٌ في بعض الأحوال، وتستحق أن تُفرد بكلامٍ إلا أنَّ المقامَ ليس لها.

والمعركة -أعني طوفان الأقصى- عمَّقت فينا مفهوم سنة الابتلاء على الناحية التربوية، وعمَّ هذا العامَّةَ والخاصة، ولم يسلم النُّخَب العلمية أو الدعوية أو السياسية أو العسكرية من هذه الهزة التربوية تحت وطأة شراسة القصف.

وقد كان من الميسور جدًّا أن يتصورَ الرجلُ في نفسه الثبات والجلد حدَّ الاستماتة على ذلك، وهو الذي كان من قبلُ يذكر نماذج الإمام أحمد وابن تيمية والعز بن عبد السلام في الصلابة زمن المعارك والفتن، ولكن بأس المعركة أوقف الإنسان على مقدار ما عنده من قوةٍ ومقدار ما عنده من ضعف.

ولهذا فإني أتفهمُ الحالةَ النفسيَّةَ لدى بعض الأفراد -وهم قلة- من النخب الذين بلغت بهم الحالة أن يطالبوا القادة بضرورة إيقاف المعركة تحت أي ثمنٍ ولو كان هو التنازل والاستسلام، وذلك تحت عنوان: درء المفاسد أولى من جلب المصالح، وشدائد المعركة كأنها أذهلتهم عن أنَّ الخطاب الذي يُقال قبل المعركة ليس هو الخطاب الذي يُقال والمعركةُ قائمةٌ حاميةُ الوطيس، أمرها لم يعد بيد المقاومة وحدها؛ بل بيد العدو كذلك كما لا يخفى.

مجلة أنصار النبي ﷺ

05 Feb, 20:46


وبعد هذه الهزة التربوية والانكشاف أمام الذات صار من كان يعاني شيئًا من الضعف مع توالي أيام المعركة وطولها أكثر استيعابًا وتماسكًا وإيمانًا، وصار من الممكن أن تسمع من يقول: إننا قد جربنا البأس الدولي، ورأينا النظام الدولي -ممثلًا بالولايات المتحدة وكثيرٍ من الدول الأوربية الكبرى- يفتك بنا بكل ما استطاع، ومع عشرات المليارات المقدمة و650 ألفًا من جنود العدو يقاتلون ضدنا إلا أنَّ هذا الشعب بقي مرابطًا ثابتًا، والمجاهدون ما زالوا يؤدون عملياتهم الجهادية ويثخنون في قوات العدو دون أن يختلف أداؤهم، بل ربما شهدت الأشهر الأخيرة زيادةَ بأسٍ في عددٍ من المناطق بفضل الله تعالى.

فماذا بقي في جعبة النظام الدولي أن يفعله أكثر مما فعله بنا؟!

وها هو العدو يعلن عجزه حين يتحول إلى جبهة لبنان بعد أن انسحب من أكثر المناطق في غزة، ورأى أنَّ هدمَ البيوت لا يعني هدم عزائم أصحابها.

والمقصود الذي أريد: أنَّ إحدى أبرز الثمرات التي خرجنا بها بعد الأحداث الضخام هي:

- الانكشاف أمام الذات.

- ومعرفة مقادير القوة ومقادير الضعف، سواء على المستوى الفردي أو على مستوى المجتمع والبلد.

- والدراية بحال العدو، ومعرفة غاية ما يمكن أن يفعله مستندًا إلى القوى العالمية.

- وأنه قد ظهر لنا أنَّ المسلم المتصل بالله يمكن أن يعاند قوى الكفر العالمية ولو اجتمعت، ويمكن أن يتحمل ضراوة المعارك وشراستها ولو اشتدت وعظمت.

- وأن الشاب البسيط الذي ربما كان قبل المعركة يعاني التقصير والسيئات قد وجدناه أسدًا في المعركة، يصبر الأشهر الطويلة في الأنفاق تحت الأرض على ما في المقام فيها من شدةٍ ومرضٍ خاصة للبُعد الطويل عن الشمس، وإذا وصل العدو إلى حيث هو فإنه يخرج أمام جموع الدبابات وتحت أزيز الطائرات يضرب ويثخن بجنود العدو، وهذا من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون.

ومن الطريف أننا كنا نردد دائمًا أنَّ العدوَّ لا يحتمل معركةً طويلة، وربما بنينا عقيدتنا القتالية على ذلك، وما أظن قادة المعركة زادوا في تقديرهم لمدة المعركة عن ستة أشهر؛ فهمًا منهم لطبيعة العدو وعقيدته القتالية، لكننا اكتشفنا أننا فعلًا لا نحتمل المعارك الطويلة!

وفي هذا المقام يُذكرُ أسودُ الأفغان ورجال طالبان الذين أظهروا أنموذجًا عملاقًا في معاندة الولايات المتحدة عشرين عامًا حتى أخرجوها ذليلةً من أرضهم كما أخرجوا الاتحاد السوفيتي وبريطانيا من قبل.

ولكن طول المعركة عندنا وكونها من الأمر الذي لا يمكن دفعه قد أخرج ما في الناس من قوةٍ مكتنزةٍ، وظهر منهم الجلد والثبات، حتى صرنا أكثر استعدادًا لتحمل شدائد المعركة وطول مدتها بما لم يكن يخطر لأحدٍ على بالٍ قطعًا.

ولم يقف الأمر عند مجرد التقبل النفسي لطول المعركة والتفاعل مع أحداثها على هذا الأساس؛ بل بدأت الجهود في ترميم القوة وإعادة تفعيل المُقدَّرات، حتى إنَّ الصحف الصهيونية قد نشرت غير مرة أن المجاهدين استطاعوا تنظيم صفوفهم وترتيب العُقَد القتالية وترميم عددٍ من الأنفاق، وهذا كله قد حصل في ظل أجواء المعركة وشدائدها، وحركة الطائرات التي تراقب كل حركةٍ وسكنة، وما كان هذا ليكون -والله- إلا بفضلٍ عظيمٍ كريمٍ من الله رب العالمين.

وعلى هذا؛ فإني أحسب أن جزءًا مهمًّا من الشدة التي عانها الناس أول المعركة كانت لانعدام الاستعداد النفسي للمعركة بسبب السرية الهائلة التي كانت تتطلبها عملية السابع من أكتوبر.

وأما ما يتعلق بالثمرات المادية للمعركة والتي يندرج فيها عودة العافية للناس في أرزاقهم وإصابة شيءٍ من الرخاء فهذا في المعركة مفقودٌ كما لا يخفى.

وفي ظني أنَّ المعركة حين تنتهي سيمتد العناء قليلًا عقبها؛ ليُظهِرَ العدوُّ لنا أن المعارك مُرَّةُ العواقب، ولكن بعد ذلك ستتكون هيبةٌ وهالةٌ لهذا البلد، ويصبح مهاب الجانب، ويخشى العدو أن يستفزه لئلا يعيد الكرة من جديد، ومن ثم سيكون فرجٌ اقتصاديٌّ كريم.
هذا والله أعلم، وهو سبحانه ﴿الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ﴾ [الشورى: 28].

مجلة أنصار النبي ﷺ

05 Feb, 20:45


من ثمرات الطوفان (3) - الانكشاف أمام الذات

بقلم: الشيخ محمد محمد الأسطل - من علماء غزة

مجلة أنصار النبي ﷺ

04 Feb, 21:21


ها نحن أمام حركة قد جاءت الشهادة فأخذت قادتها السياسيين والعسكريين، فما شعر أحدٌ بأنهم وهنوا ولا ضعفوا ولا استكانوا، بل ظلوا حتى اليوم الأخير يقاتلون العدو قتال الأبطال في مناطق الشمال التي طُحِنت حتى سُوِّيت بالأرض!!

من مقال: إزجاء البشرى بالعودة الكبرى.. وتحلية السيف بمناقب الضيف

بقلم: محمد إلهامي (رئيس التحرير) - عضو الأمانة العامة للهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/40NWxJp

مجلة أنصار النبي ﷺ

04 Feb, 20:59


تتصاغر الكلمات أمام بطولة الشهداء العِظام، ما في طاقة الألفاظ أن تحيط بالمعاني والمشاعر.. يكفي أنهم بلغوا الذروة العليا من الشرف.. ذروة الشهادة في سبيل الله!!

من مقال: إزجاء البشرى بالعودة الكبرى.. وتحلية السيف بمناقب الضيف

بقلم: محمد إلهامي (رئيس التحرير) - عضو الأمانة العامة للهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/40NWxJp

مجلة أنصار النبي ﷺ

04 Feb, 11:17


ما زال العالم الإسلامي يدهشنا ويحيرنا بمواقفه المخزية تجاه أهم القضايا التي تمس أمنه القومي من الدرجة الأولى، فمع عجزه المتناهي تجاه قضية فلسطين والمسجد الأقصى، نجده أيضًا عاجزًا عجزًا غريبًا مع قضية السودان، رغم بساطة الأمر من ناحية النصرة وسهولته في السودان عنه في فلسطين، ورغم المصالح العظيمة الضائعة والتي تترتب على ضياع السودان -لا قدر الله تعالى- خاصة على مصر التي تعلم أن السودان أمنها القومي، وعمقها الاستراتيجي، ولكن القوم مخمورون لا يدرون ما يحيط بهم، وكثرة المآسي أفقدتهم الحس والفهم والنظر في مصالحهم، فلقد ضاعت أمام أعينهم لبنان والعراق وسوريا واليمن وليبيا، وهم فقط يفتحون أفواههم ولا يتكلمون، وتراهم ينظرون وهم لا يبصرون، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

وأما المخرج بعون الله تعالى فسيكون في وعي الشعوب بقضيتهم، وبالأخطار التي تحدق بهم، ولهم في غزة خير مثال، ألا فليدرك قومي أنه ما ضاع حق وراءه مطالب، وما ضاعت أرض عليها مقاوم، وما ضاعت بلاد بها شباب واعٍ مدرك يعرف حقه، وما ضاع دين أبدًا وبه رجال مؤمنون صادقون محبون للشهادة في سبيل الله تعالى.

ولاحت بشريات النصر

وها قد لاحت بشريات النصر على أرض السودان، وبدأت الانتصارات تترا، واندحرت قوات التمرد بدرجة كبيرة وتوالت هزائمها، وآخر ما رأيناه من ذلك دخول الجيش والمجاهدين لمدينة (مدني) ثاني أكبر المدن السودانية، وأوشكت المعركة على نهاياتها في الخرطوم وغيرها بإذن الله تعالى، وغدًا تلتحق السودان بسوريا وأفغانستان منتصرةً عزيزةً، يتسيد فيها أهلها الحقيقيون، وتعود لسابق أمنها وأمانها بإذن الله تعالى.

فاللهم عجل بنصرك المبين على أهل السودان وفلسطين، واجمع شمل أمة محمد ﷺ أجمعين!

مجلة أنصار النبي ﷺ

04 Feb, 11:17


ورغم أن الحرب في السودان سبقت طوفان الأقصى بنحو ستة أشهر، إلا أن طوفان الأقصى لكونه معركة مباشرة مع الصهيونية فقد خطف كل الأضواء، فتصدرت حرب غزة المشهد كله، ليظل السودان في نكبته خلف الجدران لا يتحدث عنه أحد إلا باستحياء، في حين أن المجازر التي تفعلها (المليشيا) لا تقل جرمًا عما يفعله الصهاينة في غزة، فهم يقتلون بكل وحشية ويهدمون المنازل ويشردون البشر عن مواطنهم، بل ويهينون العباد وهذا أشد من الموت خاصة عندما يهينون كبار الناس وكبار العائلات أمام الصغار وعامة الناس.

وأما ما يفعلونه زيادة عن جرم الصهاينة فهو اغتصاب النساء، ولم يظهر من هذا إلا القليل لكنهم يفجرون في اغتصاب النساء، وحسبك أن تسمع عن حالات اغتصبوا فيها الفتاة أمام أبيها فمات قهرًا وهو عاجز عن الرد عن شرف ابنته! وحسبنا الله ونعم الوكيل.

السودان والموقع الاستراتيجي

كان من نصيب السودان أن يقع موقعًا استراتيجيًا وسط الوطن العربي، وموقعًا استراتيجيًا عالميًا؛ فهي رابطة اتصال مهمة بين إفريقيا وآسيا بإطلالتها على البحر الأحمر، وموقعًا استراتيجيًا مهمًا في قارة إفريقيا نفسها، فهي بوابة إفريقيا، وكل الأفارقة يجلونها ويزورونها ويتعلمون فيها ويأخذون الدين منها، وموقعًا استراتيجيًا من ناحية مساحتها الشاسعة الواسعة، وموقعًا استراتيجيًا اقتصاديًا لوفرة خيراتها وثرواتها وجبال الذهب فيها وزراعاتها الممتدة شرقًا وغربًا شمالًا وجنوبًا ونفطها ومائها.. مما حباها الله تعالى، وموقعًا استراتيجيًا وعمقًا لدولة كبيرة مثل مصر فمصر والسودان كانتا دولة واحدة وما زالتا شعبًا واحدًا يسكن دولتين من صنع سايكس بيكو، فمصر والسودان صنوان لا يفترقان، ومن ماء واحد يسقيان، وفي الأُكل يتكاملان ولا يتفاضلان، فموقعها الاستراتيجي هذا عرضها للخطر وجعل الأعداء يسعون جاهدين لتفكيكها والسيطرة عليها، خوفًا وخشية منها.

المؤامرة على السودان

المؤامرة على السودان قديمة حديثة، فهي من ضمن العالم الإسلامي المُتآمر عليه منذ عقود، وزاد التآمر بوصول الإسلاميين للحكم، فبدأ الحصار على السودان، واستغل العملاء فرصة ضعف الحالة الاقتصادية وغلاء الأسعار فأججوا ثورة ضد نظام البشير، صادف ذلك فسادٌ في حكومة البشير وضعفًا فيها أدى ذلك لانهيارها، وجاءت (قحت) بخيلها وخيلائها ولا هم لها إلا محاربة الدين والإسلام في كل صوره، فازدادت البلاد فقرًا وانهيارًا وضياعًا، فما هي إلا ثلاثة أعوام حتى تفككت السودان وأوشكت على الانهيار، ثم تعاون هؤلاء العملاء الذين جاؤوا من أروقة الغرب مباشرة بنية تدمير البلاد، تعاونوا مع ما يسمى بـ(الدعم السريع) والذي كان قادته يغازلون الصهاينة والغرب ليقفوا معهم للقضاء على ما تبقى من السودان وذلك عن طريق الكفيل الإماراتي المشبوه.

ما آلت إليه الأمور

وقد آلت الأمور إلى حد سيء لا يعلم مداه إلا الله تعالى، وشرد الكثيرون من أهل السودان وقتل منهم الآلاف ودفنوا دون ضجيج ودون أن نجد لهم باكيًا ينعيهم ولا راثيًا يكتب لهم قصيدةً من قصائد الرثاء، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

ووجد أهل السودان أنفسهم بين عشية وضحاها في صحراء قاحلة يموتون عطشًا وجوعًا بعد أن كانوا آمنين مطمئنين، وهنا فكر شبابها بل قُل: رجالها وأهل العزيمة فيها، وقالوا: لا حل سوى المقاومة لهذه الجحافل المرتزقة الغريبة عن السودان وأهله، والتي ما جاءت إلا لطمع في نفوسها لتنال من أهل البلاد الطيبة، فهرع الآلاف ممن يؤمنون بفريضة الجهاد، ويتغنون بحب الاستشهاد، هرعوا ينضمون للقوات المسلحة لا تجنيدًا بل دعمًا وإسنادًا، فشكلوا المجموعات وحملوا الرايات وانطلقوا مكبرين، لتنضم إليهم عشائر الكرامة والنخوة تؤيدهم وتمدهم، ومن هنا بدأت بشائر النصر تلوح في الأفق، وبدأ الغزاة المجرمون في الاندحار وهُزموا هزائم متتالية.

نعم، شنوا حرب انتقام على الأهالي العزل لما فشلوا أمام المجاهدين، بالتمام كما يفعل الصهاينة في غزة الأبية، لكن رغم جراح الأهالي الغائرة إلا أن الجميع راض ويدعو للمقاومين المجاهدين بالنصر المبين، وعساه يكتمل ويكون قريبًا بإذن الله رب العالمين.

وهنا بدأ أهل اللؤم الخبثاء من الصليبيين يتحدثون عن السودان وعن أهل السودان، وعن مجازر (المليشيا)، وذلك بغية السيطرة مرة أخرى على مجريات الأمور، وتصوير أنفسهم في اللقطات الأخيرة أنهم وقفوا مع السودان، وذلك بغية أن يُمْلُوا على السودان ما يريدون ويقدموا من يريدون، لأجل مصالحهم الدنيئة، ألا فليحذر السودانيون قبول أي حل خارجي يملى عليهم.

أين العالم الإسلامي من السودان؟

مجلة أنصار النبي ﷺ

04 Feb, 11:17


كنت أحب أن أكتب عن انتصارات غزة التي أبهرتنا، وأن الهدنة في غزة نصر عظيم، فغزة لها علينا حق كبير ودَين في رقابنا إلى يوم الدين، لكنني رأيت أن السودان -وما زال في محنته- أحق بالكتابة عنه وبتذكير الناس به، فالسودان وغزة وسوريا ومسلمو الصين وغيرهم أمة واحدة لا فرق بين عربي ولا عجمي، وكلهم مسلمون لهم الحق علينا، نفرح لفرحهم ونتألم لألمهم، فنحن كلنا جسد واحد.

طبيعة المعركة في السودان

قد يظن البعض أن الحرب في السودان حرب داخلية، أو نزاع على السلطة بين جنرالين من جنرالات الجيش، أو بغضٌ لحاكم السودان ومحاولةٌ للانقلاب عليه، كنا نتمنى أن تكون حتى كذلك! لكن الأمر غير ذلك بالمرة.

إن الأمر في السودان خروج مسلح مدعوم من جهات مشبوهة، وهو خروج على السودان وعلى الدولة لا على الحاكم، خروج على الشعب ذاته، انتقام من أهل السودان، عامان والكل يشهد أن (ميليشيات الدعم السريع) ليس هدفها المال وفقط، أو السلطة وفقط، لكن هدفها الذي يعلمه القاصي والداني، هو تفريغ السودان من شعبه، لأن شعبه لا يعجب السادة، وبعد تفريغها يحلون مكانهم سكانًا جُدد لتغيير الدولة بتمامها، وما تفعله (المليشيا) من قتل وتشريد وإذلال للشعب السوداني ليس إلا لإجبارهم على ترك بلادهم والهجرة لأي مكان آخر، واسألوا في ذلك أهل دارفور وأهل الجزيرة ومن قبلهم أهل الخرطوم.

إن هذه (المليشيا) المدعومة من دولة الإمارات المارقة، والتي تنفذ الأجندة الصهيونية بامتياز وبإخلاص أكثر من الصهاينة أنفسهم، والتي أبرمت الاتفاقيات على تسليم السودان: موانئها ومطاراتها وجبال ذهبها وخيراتها للإمارات، مقابل دعم الإمارات لهم في الحرب. لذا قامت الإمارات بإلجام كل من كان يظن أنه سيقف مع الجيش السوداني بالسلاح أو غيره، فألجمت مصر وغيرها بما تستطيعه من أدوات الإلجام. أقول إن هذه (المليشيا) لا تعرف للوطنية سبيلًا، فضلًا عن كونها تعرف شيئًا عن الإسلام، هذه (المليشيا) التي لا تعرف الإنسانية ولا الرحمة ولا الآدمية، ما هي إلا حفنة من المرتزقة جاؤوا لتنفيذ ما يؤمرون به لمصلحة أعداء الأمة، ولقد كان زعيمهم يُعَدُ لذلك منذ سنوات عدة، إنه مخطط عالمي يدار اليوم على السودان.

لكن ما سبب الحرب على السودان بهذه الطريقة؟

الإجابة سهلة وواضحة ومرئية لكل ذي عينين، فلا نرجع لأيام سايكس بيكو وما مرادها من تمزيق العالم الإسلامي لأجل سهولة السيطرة عليه ونهب ثرواته، ولكن تعالوا بنا للمخططات الحالية لتقسيم السودان المقسم أصلًا إلى دويلات أصغر وأضعف مما هي عليه، وما انفصال الجنوب منا ببعيد، ومنذ تولي البشير السلطة في السودان، ورأى الغرب أن هذا حكمًا إسلاميًا لا يمكن السماح به ولا بمثله، ومن ساعتها وفرضت على السودان قيود شديدة وحوصرت اقتصاديًا، ووضعت لها الخطط للقضاء عليها.

وظلت حكومة البشير تحافظ على بعض الثوابت رغم ما كان من حصار عليها، فكان الإسلام في السودان حاضرًا وفي عافية، والدعاة يتحركون بكل أريحية وحرية، وكانت السودان ملجأً لكل مظلوم ومضطهد في بلده، فاستقبلت جموع السوريين الفارين من ظلم الأسد، وكذلك المصريين الفارين من الانقلاب العسكري، وغيرهم من البلاد الأفريقية وغيرها، كما كانت السودان منارة علمية إسلامية عالمية من خلال جامعاتها وخاصة جامعة إفريقيا العالمية التي أصبحت صرحًا تعليمياً يقصده طلاب العلم من كل دول العالم، تلك الجامعة التي كانت أول أهداف المنقلبين على حكم البشير، فعزلوا أفضل أساتذتها، وقيدوا كل الأعمال بها.

والأكثر من ذلك هو موقف السودان القوي والثابت من القضية الفلسطينية ومن القدس الشريف، فهي التي شكلت على أرضها لجنة القدس وكانت تجمع التبرعات للقدس بأكثر مما تجمعه لمصالحها الداخلية، وكانت ممرًا مهما لأهل فلسطين، واتهمت بتوصيل السلاح والعتاد للمقاومة الفلسطينية، وبتدريب الفلسطينيين على أرضها، وضُرِبَت لأجل ذلك بعضُ مصانعها، وكانت رغم ذلك تفتح ذراعيها لـ(حماس) وفصائل المقاومة ليفتحوا مكاتبهم ويباشروا أعمالهم من على أرض السودان، وكان البشير نفسه صارمًا في هذه القضية ويرفض التنازل فيها ولو قليلًا، ورفض التطبيع بكل أشكاله، وكان يرفض مجرد اللقاء أو مصافحة أي صهيوني.

وأما ما يزيد حقد الغرب على السودان هو فطرة أهلها السليمة والتي لا تعرف إلا الحب والعاطفة نحو الإسلام، فالكل في السودان يعتز بدينه وإسلامه، ولذا تأثير التغريب فيها قليل، وأصحاب الحداثة هناك غرباء، فأهل السودان يهرعون للصلاة مع كل نداء حتى لو كانوا في أسواقهم، فحري بهم أن يلبوا النداء يومًا ما لو نادى منادي الجهاد.

كل هذا جعل السودان في دائرة اهتمام الغرب الصليبي الصهيوني الكافر، ومن هنا نقول إن السودان يدفع اليوم ضريبة نصرته لقضية فلسطين وضريبة تمسكه بدينه وعقيدته.

غزة وتصدر المشهد

مجلة أنصار النبي ﷺ

04 Feb, 11:17


السودان على خطى سوريا وأفغانستان

بقلم: د. حسين عبد العال - عضو مجلس أمناء الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ

مجلة أنصار النبي ﷺ

03 Feb, 21:00


كانت هذه الأبواق تردد أن حماس ركنت إلى الاحتلال، وتأقلمت على وجوده، وغرّها ما تحت يدها من السلطة، ورضيت بمكاسب بيع السولار وكنز الدولار، والتجارة في المؤن الغذائية.

من مقال: استشهاد القادة وانتصار المقاومة

بقلم: د. محمد الصغير - رئيس الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/4jIcx8k

مجلة أنصار النبي ﷺ

03 Feb, 17:45


وذلك مشهد ومسلسل مستمر، وها أنت ترى وتسمع كيف أن ترمب يُصَرِّح علنا بما يكتمه السياسيون عادةً من التفكير في توسيع خريطة إسرائيل، ويتصل بالأنظمة لتستعد لاستقبال المهجَّرين الفلسطينيين!

هل ترى الرئيس الأمريكي يمكن أن يتكلم بهذا علناً لو كان يعرف حقاً أن تهجير الفلسطينيين خطٌ أحمر لدى الأنظمة العربية؟ إنه يعرف، كما يعرف الجميع، أن هذا أمرٌ متاح وممكن، ولئن كان ثمة خلاف حوله، فهو خلاف حول التوقيت والثمن والإجراءات والتدابير!
ألم ير الأمريكان والصهاينة وسائر هذا العالم كيف وقفت هذه الأنظمة مع الصهاينة، وكان أشد ما يريدون منهم أن ينتهوا من حرب غزة بسرعة؟! لقد وفرت هذه الأنظمة لإسرائيل سائر ما أمكن أن تقوم به في سبيل تسريع إبادة المقاومة وإنهاء الحرب في غزة: طرق أصلية وطرق بديلة لتوصيل البضائع، وموانئ لاستقبال الأسلحة الذاهبة إلى الصهاينة بل وتوقيع اتفاقيات أمنية وعسكرية مع الدولة الصهيونية في خضم الحرب نفسها، وحصار وإغلاق للمعابر، واستصفاء أموال الفارين من الجحيم بمن في ذلك المرضى والجرحى (ثلث الشهداء في غزة ماتوا جراء الحصار ونقص الأغذية والأدوية والمنع من العبور للعلاج خارج غزة)، وضغط على المقاومة في المفاوضات. وهذا كله فضلاً عن المجهود السابق في هدم الأنفاق وتفجيرها وزيادة السور العازل حول غزة ومضاعفة طوله وعرضه وعمقه وإغراق خندقه بالماء!!

هل هذا فعل قومٍ يرفضون التهجير حقاً، ويصرون على بقاء القضية الفلسطينية حية؟!

ألم يقل أحدهم علناً: إذا شاءت إسرائيل أن تهجّر أهل غزة فلتهجرهم إلى صحراء النقب ثم تعيدهم مرة أخرى بعد القضاء على المنظمات الإرهابية؟!

أهذا لسان حاكمٍ حريصٍ على فلسطين وقضيتها؟!

أين هذا من سيِّدٍ مثل أبي خالد الضيف وأصحابه؟!!

تالله ما يستريب في هذا المشهد إلا من طمس الله على قلبه، واختار أن يكون مع أعداء الله!

﴿إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [يونس: 7، 8].

مجلة أنصار النبي ﷺ

03 Feb, 17:45


يا عجباً للسادة الشهداء.. حياتهم قدوة، وموتهم حياة.. واسمع هذا الكلام النفيس البديع للشهيد سيد قطب في تفسير هذه الآية:
"هنالك قتلى سيخرون شهداء في معركة الحق. شهداء في سبيل الله. قتلى أعزاء أحباء. قتلى كراماً أزكياء -فالذين يخرجون في سبيل الله، والذين يضحون بأرواحهم في معركة الحق، هم عادة أكرم القلوب وأزكى الأرواح وأطهر النفوس- هؤلاء الذين يقتلون في سبيل الله ليسوا أمواتاً. إنهم أحياء. فلا يجوز أن يقال عنهم: أموات. لا يجوز أن يعتبروا أمواتاً في الحس والشعور، ولا أن يقال عنهم أموات بالشفة واللسان. إنهم أحياء بشهادة الله سبحانه. فهم لا بد أحياء.

إنهم قُتِلوا في ظاهر الأمر، وحسبما ترى العين. ولكن حقيقة الموت وحقيقة الحياة لا تقررهما هذه النظرة السطحية الظاهرة.. إن سمة الحياة الأولى هي الفاعلية والنمو والامتداد. وسمة الموت الأولى هي السلبية والخمود والانقطاع.. وهؤلاء الذين يقتلون في سبيل الله فاعليتهم في نصرة الحق الذي قتلوا من أجله فاعلية مؤثرة، والفكرة التي من أجلها قتلوا ترتوي بدمائهم وتمتد، وتأثر الباقين وراءهم باستشهادهم يقوى ويمتد. فهم ما يزالون عنصراً فعالاً دافعاً مؤثراً في تكييف الحياة وتوجيهها، وهذه هي صفة الحياة الأولى. فهم أحياء أولاً بهذا الاعتبار الواقعي في دنيا الناس.

ثم هم أحياء عند ربهم، إما بهذا الاعتبار، وإما باعتبار آخر لا ندري نحن كنهه. وحسبنا إخبار الله تعالى به: ﴿أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ﴾ لأن كنه هذه الحياة فوق إدراكنا البشري القاصر المحدود. ولكنهم أحياء.

أحياء. ومن ثم لا يُغسلون كما يُغسل الموتى، ويكفنون في ثيابهم التي استشهدوا فيها. فالغسلُ تطهير للجسد الميت وهم أطهار بما فيهم من حياة. وثيابهم في الأرض ثيابهم في القبر لأنهم بعد أحياء.
أحياء. فلا يشق قتلهم على الأهل والأحباء والأصدقاء. أحياء يشاركون في حياة الأهل والأحباء والأصدقاء. أحياء فلا يصعب فراقهم على القلوب الباقية خلفهم، ولا يتعاظمها الأمر، ولا يهولنها عظم الفداء".

وها نحن بعد السنين الطويلة نتذكر بالفخر والاعتزاز، وتحيا القلوب بذكرى الشهداء، ومن في الناس لا يتذكر أمثال ياسين والرنتيسي وصلاح شحادة، ومن قبلهم حسن البنا وسيد قطب، ومن قبلهم عز الدين القسام، ومن قبلهم عمر المختار، ومن قبلهم طابور طويل مديد وموكب جليل فريد يمتد حتى يصل إلى النبيين والصديقيين..
ولقد عرف العرب في جاهليتهم أن خلود المرء لا يكون بطول الحياة بل بخوض المعارك والقتل فيها، فالمرء مهما عاش مات، ولكنه إذا قُتِل في سبيل المجد خلد ذكره! ولذا قال قائلهم:

تأخرتُ أستبقي الحياة فلم أجد .. لنفسي حياة مثل أن أتقدما
وتتابع الشعراء على مثل هذا القول، وهذا أبو فراس الحمداني ينشد قائلاً:

يقولون لي: بعتَ السلامة بالردى .. فقلتُ: أما والله ما نالني خُسْرُ
وهل يتجافى عني الموتُ ساعةً .. إذا ما تجافى عني الأسر والضُرُّ؟
هو الموتُ فاختر ما علا لك ذكرُه .. فلم يمت الإنسان ما حيي الذِّكْرُ
وإن متُّ فالإنسان لا بد ميتٌ .. وإن طالت الأيام وانفسح العمرُ
سيذكرني قومي إذا جدَّ جدُّهم .. وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدرُ
وإن قصيدة أبي فراس هذه ما أجدر بها أن تكون وصفاً لحالة أبي خالد الضيف رحمه الله.. ولقد وصف فيها نفسه وهو يُصَبِّح القرية الحصينة المنيعة التي أَمِنَت أن تقتحم، فما أشبه ذلك بصباح السابع من أكتوبر المجيد! ووصف نفسه كيف يملك الأسرى من المقاتلين فما أشبهه بإسقاط فرقة غزة في ذلك اليوم! ووصف نفسه ببذل النفس في طلب المعالي، فما أشبه ذلك باستشهاد أبي خالد. فاسمع وتأمل:
فيا رُبَّ دارٍ -لم تَخَفْنِي- منيعةٍ .. طلعتُ عليها بالردى أنا والفجرُ
وحيٍّ رددتُ الخيل حتى ملكته .. هزيما وردَّتني البراقعُ والخُمْرُ
ونحن أناس لا توسط عندنا .. لنا الصدر دون العالمين أو القبرُ
تهون علينا في المعالي نفوسنا .. ومن خطب الحسناء لم يُغلها المهرُ

أعزُّ بني الدنيا وأعلى ذوي العلا .. وأكرم من فوق التراب ولا فخرُ

(5)
لقد بقيت كلمة لا بد من قولها في مشهد العودة إلى شمال غزة، وهي بإذن الله البشرى بالعودة الكبرى..

لقد أغاظ هذا المشهد أعداء الله من الصهاينة، كما أغاظ أولياءهم وحلفاءهم في القنوات والصحف والمنصات التابعة للأنظمة العربية.. وإن غيظ الصهاينة مفهوم.. وإن غيظ أوليائهم مفهوم أيضا، فذلك أمر مستقيم لا عوج فيه ولا استغراب منه!

إن أصل مشكلة فلسطين منذ كانت هي مشكلة الأنظمة العربية، وما كان أهل فلسطين ليخرجوا من أرضهم، ولا كانت إسرائيل لتنشأ وتستقر حتى تجاوز السبعين سنة لولا مجهود الأنظمة العربية في حمايتها وتثبيت وجودها!

هذه الحقيقة التي تبدو غريبة، هي أبسط الحقائق وأسطعها إذا قرأنا تاريخ قضية فلسطين. وما من أحد قرأ هذا التاريخ إلا وتمنى لو لم تكن ثمة أنظمة عربية ولا أنها تدخلت في القضية، إذن لكان الحال غير الحال!

مجلة أنصار النبي ﷺ

03 Feb, 17:45


هل غادر الكُتّاب في شأن غزة وقادتها الشهداء من متردم؟!
ما أصعب أن يجد المرء قولاً في شأنٍ كلُّ الناس يكتب فيه ويعتصر مشاهده اعتصاراً!

فكيف إن كان المشهد الذي يُراد القول فيه هو مشهد انتصار ترنو إليه أمة مستضعفة مهزومة؟ أو هو مشهد عودة ورجوع تتشوق إليه أمة مُهَجَّرة نازحة؟!

كيف إن كان المشهدُ مشهدَ قادةٍ لطالما افتقدت الأمة أمثالهم وإنجازهم وبطولاتهم؟! ألم تر إلى الأمة المهزومة المستضعفة يموت قادة جيوشها على فراشهم الوثير، كما يموت البعير، وقد تركوا أرضهم محتلة لم يطلقوا نحوها رصاصة ولم يحرروا منها شبراً؟!

ماذا يقول المرءُ للظمآن الذي بدأ يرتشف الماء؟ إن الظمآن الذي لقي الماء عن الكلام كله في شغل شاغل!

ماذا يُقال للشاب إذا تزوج من محبوبته، فارتوت نفسه الملتاعة من الحب، وارتوى جسده المترع بقوة الغريزة؟

كل كلام في هذا الموطن فراغ وخواء وهواء.. لا الكلام يستطيع الوصف، ولا صاحب الشأن في حالٍ يحتاج فيه إلى كلامٍ من أحد!
نعم.. تتصاغر الكلمات أمام بطولة الشهداء العِظام، ما في طاقة الألفاظ أن تحيط بالمعاني والمشاعر.. يكفي أنهم بلغوا الذروة العليا من الشرف.. ذروة الشهادة في سبيل الله!!

لعله كان يسعنا السكوت واحترام اللحظة الهائلة لولا أن في الناس ناسٌ أنزل الله عليهم غضبه وسخطه، فكانوا شياطين الإنس، ينطقون عن لسان الشياطين، ﴿وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ﴾ [الأنعام: 121]، وقد أخبرنا الله أن ﴿شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا﴾ [الأنعام: 112].

ولقد وقف هؤلاء الشياطين يريدون اغتيال لحظة النصر والإنجاز والعودة المظفرة في قطاع غزة، وتدفق القائلون على محطات الشياطين الفضائية ليتلمظوا من هذا المشهد العزيز، وليثيروا الغبار عليه، فكان واجباً علينا أن نجاهد هؤلاء بالقلم واللسان، وقد بيَّن لنا إمامنا الكبير ابن القيم في مراتب الجهاد أن جهاد المنافقين يكون بالحجة واللسان والبيان، وأنه جهاد ورثة الرسل.

وهذا الجهاد باللسان يكون بقول الكلام ذي الثمن، كما يقول ابن القيم: "أفضل الجهاد قول الحق مع شدة المُعَارِض، مثل أن تتكلم به عند من تخاف سطوته وأذاه"، وذلك مأخوذ من قول النبي ﷺ: "أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر"، وقوله ﷺ: "سيد الشهداء حمزة، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله".

وأمرٌ فوق ذلك، ومع ذلك، ودون ذلك أيضاً.. ونعم! نحن نكتب لأنفسنا قبل أن نكتب في نصرة أهل غزة.. نروي صدورنا من المعاني العظيمة التي حُرِمنا منها.. ونتمتع بالنظر في وجوه الشهداء الكبار الذين يتألقون في الليل البهيم.. نتقوى ونتصلب بما نكتب، ننصر بواعث الخير فينا قبل أن تطمسها أثقال الحياة التافهة وركامها السخيف!

(1)
ما كان لأبي خالد الضيف أن يموت إلا شهيداً..

كذا، ما كان لصحبه الكرام أن يموتوا إلا هذه الميتة..
لعمرك هذا ممات الرجال .. ومن رام موتاً شريفاً فذا
إذا كنا من أمة الإسلام التي ترى العار فيها أن يموت الرجل حتف أنفه! فلا يليق بالسادة الكبار في هذه الأمة أن يموتوا إلا شهداء، مقبلين غير مدبرين.. كذا كان الصحب الأُوَل! وكذا كان الموكب الجليل.. موكب الأنبياء والصديقين والشهداء.. ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾ [آل عمران: 146]
نعم.. تطلب النفس كمال الحياة ونعيمها، وما في الدنيا كمال ولا نعيم!!

ومهما قال العقل: لا مناص من أن تكون نهاية العظماء عظيمة، ولا يليق بسادة المجاهدين إلا الشهادة الكريمة.. تجادل النفس عن نفسها وتقول: لعل وعسى ولربما وليت ما..

ومع أن بقاء أمثال الضيف ورجاله أحياء لا تطالهم يد إسرائيل الطويلة الممدودة بحبل الناس، في هذه الظروف الصعبة الرهيبة ثلاثين سنة، لهو واحدة من الأساطير، ومن أعاجيب الانتصارات، إلا أن النفس تتمنى لو شهدوا بأنفسهم فتح بيت المقدس!!

ولقد رأى رسول الله في حياته استشهاد قادته وأحبابه: حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير وزيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وغيرهم وغيرهم.. ثم رأى صحابتُه من بعده: وفاتَه هو ﷺ وكفى بها مصيبة.. ثم ساحت دماء المسلمين في أركان المعمورة كلها، ﴿فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا﴾. وبلغت خيل المسلمين ما بين فرنسا إلى الصين.. في أعجب مشاهد الفتوح في تاريخ البشر كله!

نعم.. هذه آية نراها الآن رأي عيْن لا رأي عقل وخيال وضمير..
ها نحن أمام حركة قد جاءت الشهادة فأخذت قادتها السياسيين والعسكريين، فما شعر أحدٌ بأنهم وهنوا ولا ضعفوا ولا استكانوا، بل ظلوا حتى اليوم الأخير يقاتلون العدو قتال الأبطال في مناطق الشمال التي طُحِنت حتى سُوِّيت بالأرض!!

مجلة أنصار النبي ﷺ

03 Feb, 17:45


وقد ظلوا في ساحة التفاوض ثابتين فما استطاع أحدٌ أن ينتزع منهم شيئاً سوى ما قبلوا به قبل استشهاد هؤلاء القادة: السياسيين والعسكريين.. كأن القادة أنفسهم في مكانهم لم يبرحوه! بلى، بل كان الجند في مكانهم ما وهنوا ولا ضعفوا ولا استكانوا!
ثم جاءت مشاهد تسليم الأسرى التي غيظ لها العدو وفقد لها أعصابه وطار فيها صوابه، فكأنما هؤلاء قومٌ لم يحاربوا ولم يذهب قادتهم.. ما وهنوا ولا ضعفوا ولا استكانوا!

طارت قلوب العدا من خوفهم فرَقا .. فما تفرق بين البَهْمِ والبُهُم
وكفى بهذا المشهد دليلاً على أصالة هذه الحركة وعظمتها وثباتها..
إن موتهم وإن كانت مصيبة لنا، وطعنة في صميم قلوبنا، إلا أنها جائزة لهم بل هي أسمهم أمانيهم، وتلك هي الميتة اللائقة بهم!! ولو أنصفنا، لكان الذي هو أحبُّ إليهم أحبَّ إلينا.. ولكن: كيف تدرك نفوس القاعدين المتثاقلين همم الأرواح العلية التي تطوف حول منازل الشهداء؟!

(2)
"غبة من السبع، ولا النذل كله"

كتبت الروائية نردين أبو بنعة روايتها "قد شغفها حباً"، عن الشهيدة زوج الشهيد؛ عن وداد عصفور زوجة القائد محمد الضيف!

كان أبو خالد الضيف قد حُرِم الأبناء من زوجته الأولى، ومع ما بُذِل من تدخلات طبية لم ينتهِ الأمر إلى شيء. فكان يطلب زوجة أخرى.. ولما تردد الكلام في جلسة نسائية، قالت امرأة: لو كان عندي ابنة لزوَّجته إياها!

ما كان عند تلك المرأة من بنات يصلحن للزواج، إلا ابنة حديثة العهد باستشهاد زوجها، فقد صارت أرملته!

فتأمل –أيها القارئ- في أسطورة جديدة من أساطير ذلك الشعب الصلب.. شعب فلسطين! هذه امرأة ترشح ابنتها لواحد من أخطر الرجال في العالم.. رجل ينتظره الموت في كل لحظة، حرفياً، بلا مبالغة!!

وقد اختصرت المرأةُ العظيمةُ الحكيمةُ فلسفتَها في الحياة والزواج والحب بهذه الكلمة المختزلة المختصرة المعتصرة: "غَبَّة من السبع ولا النذل كله"! ومعناها: رشفة من الرجل الأسد، خير من الظفر بكل الرجل النذل!!.. أو بمعنى أوضح: لحظات مع رجل أسد، خير من حياة مع النذل!!

وهكذا أعطت المرأة ابنتها للرجل الأسد: محمد الضيف!!
وصدق الله تعالى ﴿وَٱلطَّیِّبَـٰتُ لِلطَّیِّبِینَ وَٱلطَّیِّبُونَ لِلطَّیِّبَـٰتِۚ﴾ [النور: 25].. لقد كان الأسد لائقاً بهذه المرأة وابنتها.. وكانت المرأة وابنتها لائقتيْن بالأسد!!

وأما في حياة الشعوب المدجنة المضطهدة المذبوحة التي حُرِمت نعمة الكفاح والنضال.. فاسرح بعينيك وتأمل كيف خربت البيوت وكيف تخرب، لكثرة الأنذال والحمقاوات.. بيوت تخرب من أجل "اهتمام لا يُطلب" أو "رفاهية لا تتوفر" أو "فُسْحَة تتأجل".. أو غيرها من اهتمامات الفارغين في البيوت الخاوية!!

ها قد ذهب السبع.. فيا لسعادة من رشف منه رشفة!!

(3)
ذلك الرجل السبع.. كيف لا تتآمر عليه الضباع؟!

نعم، كيف لا تتآمر الأنظمة العميلة وجيوشها على حركات المقاومة؟!! كيف ووجودها يحرجهم ويفضحهم ويجلِّلهم بالعار والشنار؟!!

كيف ولن تجد قائدَ جيشٍ عربيٍ انتصر ولو نصرًا واحدًا وحيدًا في حياته.. وإنما حياته كلها كلها هزائم في هزائم.. بل كم منهم من مُزِّق جيشه ومُرِّغ أنفه أمام حركات مسلحة لم تبلغ أن تكون جيشا؟!!
كيف والقائد في تلك الجيوش يعيش في الحياة رغداً، يسمن من المال الحرام المنهوب من الشعوب، ثم يموت على فراشه الوثير، حتف أنفه كما يموت البعير.. قلب في صفحات التاريخ ومنصات الانترنت وابحث في قادة جيوش هذه الأنظمة العربية منذ وقعت النكبة حتى الآن.. هل ترى واحدًا منهم مات في المعركة؟! فهل ترى واحدًا منهم حرَّر شيئاً من أرضه؟!

هذا مع أنه لا تكاد تجد نظاماً من هذه الأنظمة إلا وله أرض محتلة يطالب بها، بمن في ذلك من يزعم أنه حرر كل أرضه.. لا تصدق هؤلاء، فإنما لهم أرض محتلة ولكنهم قرروا أن يتنازلوا عنها فنسوها!
كيف لا يتآمر الضباع على السبع الذي تجرأ على إسرائيل.. إسرائيل التي التهمت جيوش العرب في ساعات وأيام، مع ما كانت مدججة به من السلاح والدبابات والمدرعات والطيران.. فإذا بهذا السبع الرابض في القطاع المحاصر يفاجئها بالصفعة المدوية الأعظم في تاريخها، ويشن عليها حرباً لا يمكن أن يفهمها ولا أن يستوعبها عقلُ واحدٍ منهم!!

كيف لا يتآمرون عليهم كما تتآمر العاهرات على المرأة العفيفة التي لم تفرط في نفسها؟!!

من يشتري منا جيوشنا وقادتها ورؤساء أركانها، ومعهم أكوام نياشينهم وأوسمتهم، ويعطينا بديلاً عنها: حركة من تلك الحركات العظيمة التي تركع أمامها إسرائيل المدججة والممدودة بحبل حلفائها؟!!

يا رب الطف بقلوبنا، وبلغنا مما يرضيك آمالنا!

(4)
﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ﴾ [البقرة: 154]

مجلة أنصار النبي ﷺ

03 Feb, 17:44


إزجاء البشرى بالعودة الكبرى.. وتحلية السيف بمناقب الضيف

بقلم: محمد إلهامي (رئيس التحرير) - عضو الأمانة العامة للهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ

مجلة أنصار النبي ﷺ

02 Feb, 21:13


"جئتكم بقوم يحبون الموت.. كما تحبون الحياة"

هذا ما جاء في رسالة خالد بن الوليد إلى ملوك فارس، وهذا تحديداً ما يجعل جذوة الجهاد في سبيل الله عصية على الانطفاء والانزواء، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. إنه أيضاً ما يُبقي أعلام الجهاد ترفرف دائماً في سماء الإسلام لا تسقط أبداً.. ما إن تسقط في صقع إلا ويتلقفها قساورة الإسلام في صقع غيره: أن هناك رجالاً يحبون الموت والاستشهاد وما عند الله تعالى أكثر من هذه الدنيا الفانية، فقد أبصروا بقلوبهم الحقيقة التي لا يبصرها إلا الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين: أن ما عند الله خير وأبقى وأن الدنيا لا تعدل جناح بعوضة وأنها دار اختبار وبلاء وليست دار نعيم وبقاء، وأن لا خير في الحياة وديار الإسلام يحتلها شر من وطئ الأرض قتلة الأنبياء والنساء والأطفال.

لقد كانت معركة طوفان الأقصى أشبه بعملية استشهادية ضخمة جماعية، يعرف من اتخذ قرار بدئها من القادة الكبار في حماس وأصغر جندي شارك فيها وما فيهم صغير) أنه ذاهب إلى الله تعالى ليلقاه شهيداً مقبلاً غير مدبر، فلا يقول عاقل إن القادة المجاهدين الشهداء كانوا يظنون أن ما أقدموا عليه من فتح مبين يوم السابع من أكتوبر ۲۰۲۳ وما تلاه سيمر مرور الكرام، بعد أن قتلوا هذا العدد الضخم من الجيش الصهيوني وعملائه، وبعد أن أسروا عدداً غير مسبوق من المحتلين، ودمروا آلياته فأصبحت الميركافاه فخر الصناعة الإسرائيلية أضحوكة وخبر تفجيرها على يد المجاهدين خبراً عاديا يومياً، وفضحوا جيش الاحتلال ودقوا أكبر مسمار في نعشه منذ ولادته لقيطاً. قطعاً كانوا يعلمون أن لصنيعهم ردة فعل كبيرة؛ بل كانوا على يقين أن المصير هو الشهادة، ومع ذلك أقدموا بكل شجاعة ورباطة جأش.

قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الحسنيين وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ) [التوبة: ٥٢].

وكأن هذه الآية نزلت اليوم فيا لإعجاز القرآن! إن غاية ما حققه الصهاينة هو مراد الشهداء! فهم قد سعوا إلى الشهادة وحرصوا عليها، وكانوا يرونها نصراً مؤزراً، وهذا ما أوصلهم إليه الصهاينة بالفعل. أما المجاهدون؟ فقد أصابوا شعب بني صهيون بعذاب بأيديهم، فلم تمر عليهم أيام بهذه الصعوبة من قبل، ولن يعودوا أبداً إلى ما كانوا عليه، فطوفان الأقصى صدمة نفسية وعقدة لن تنمحي من صدورهم ودوماً سيراودهم في كوابيسهم.

كيف لا وهم اليهود.. أشد الناس حرصاً على الحياة.. يفزعون عند الموت في المعركة ويرونه مصيبة فيتباكون ويصابون بالهلع ويفرون من البلاد.. وكأنها معركة تقابل فيها النقيضان، وشتان ما بينهما، ويا لها من هوة ساحقة بينهما .. معركة لا يوجد فيها حلول وسطى، فإما أن تجاهد وتسعى أن تكون شهيداً بلا ذرة تعلق بهذه الفانية، أو تكون حريصاً على الدنيا محباً لها، فسطاطان لا ثالث لهما: حزب الله وحزب الشيطان.

فهنيئاً للقادة الشهداء.. الضيف وعيسى وسلامة وأبي طماعة وثابت وغيرهم، هنيئاً للشهيد الساجد وجميع الجنود المجهولين في الأرض المعروفين في السماء.. وكفى لهم شرفاً.

لا أحفل كثيراً بالأصوات الناعقة على حماس، أو من يخوضون في قادتها المجاهدين، لأن هؤلاء لا حياء لهم ولا كرامة، فهم لا يستنكفون من تكرار الشيء وضده، وغالب هؤلاء إما مأجورون أو موتورون، والقسم الأول: يؤدي عملاً نظير ما يتقاضاه من المال، ولا يمكنه التوقف عن عمله بحال. والثاني: يرى تضحيات حماس وبطولات رجالها كاشفة لما انطوت عليه نفسه من الخنوع للظلم واستمراء وقبول الضيم، فإن صاحب الأعمال المتسخة، تؤرقه رؤية أصحاب الذيول الطاهرة النظيفة.

في فترة الإعداد لمباغتة الاحتلال في السابع من أكتوبر ۲۰۲۳ كانت هذه الأبواق تردد أن حماس ركنت إلى الاحتلال، وتأقلمت على وجوده، وغرها ما تحت يدها من السلطة، ورضيت بمكاسب بيع السولار وكنز الدولار، والتجارة في المؤن الغذائية.

ولما وثبت حماس على غلاف غزة وصبحت المحتلين في أسرتهم، وساقت الأسرى وعادت بهم، وأظهرت نقاط ضعف الاحتلال فكانت كالغربال عندها تبدلت النغمة إلى: لماذا أيقظتم المارد وألقيتم بأيديكم إلى التهلكة؟

واتجهوا مباشرة للتشكيك في قادة الخارج، بأنهم مع أولادهم في بحبوحة الفنادق، وقادة الداخل في مأمن مع أسرهم داخل الخنادق، ولما كشفت الأيام أحابيلهم وأباطيلهم، واستشهد القادة وأولادهم وأحفادهم في مقدمة الصفوف، بلعوا ألسنتهم وانصرفوا لحياكة أحبولة جديدة، وحبك أمثولة حديثة.

ولو تغير اتجاه الكفيل، أو تمكن المجاهدون من إكمال مشروع التحرير، لوجدت هؤلاء يكررون أهازيج حماس، ولأعلنوا أنهم أبناء أحمد ياسين. وما زالت المقاطع تشهد على نفاقهم وتلونهم، كما رأينا في أعقاب نجاح الربيع العربي، ونسمع الآن غير بعيد أصوات الشبيحة الذين يريدون فرض وصايتهم على سوريا الجديدة !

مجلة أنصار النبي ﷺ

02 Feb, 21:13


لذا لا يعنيني كثيراً الرد على صهاينة العرب الذين يولولون على (هزيمة غزة)، ويرون تدمير مستشفاياتها ومدارسها انتصاراً لجيش الاحتلال، والحقيقة أن صهاينة العجم بشتى تخصصاتهم يعترفون بهزيمتهم في معركة طوفان الأقصى، واستقالات القادة العسكريين والوزاء مسببة وتنص على ذلك، ولعل أقصر المشاهد التي تختصر القضية، أنه خلال فترة الحرب التي بلغت ٤٧١ يوماً غادر من الصهاينة إلى الخارج قرابة مليون فار، وفي اليوم الأول لبدء سريان اتفاقية وقف إطلاق النار زحف إلى شمال غزة قرابة مليون فلسطيني.

ويكفي أن ثبات أهل غزة طوال هذه الفترة، قضى على الشائعة المتكررة عن بيع الفلسطيني لأرضه وتفريطه فيها، لأن ما فعله الفلسطيني في غزة ليس له مثيل في تاريخ الأمم والشعوب، حيث خاض هذه الحرب الممتدة بصبر وبسالة، أمام جيش احترف حروب الإبادة، وتسانده بكل وسائل المساعدة الدول الكبرى في العالم، وعملاؤهم من الحكام الإقليميين.

أما نتيجة معركة غزة فهي نفس نتيجة معركة مؤتة ..

وأوجه الشبه بينهما تكاد تصل درجة التطابق، فقد خرج ثلاثة آلاف من جيش المسلمين الأول مرة إلى خارج حدود الجزيرة العربية، حيث منطقة مؤتة التي تقع في الأردن الآن، وكان في انتظارهم جيش بلغ عدد جنوده مئتي ألف مقاتل، فاستشهد قادة المسلمين الثلاثة في الجولة الأولى: زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب ثم عبدالله بن رواحة.

وأخبر عندها النبي ﷺ أصحابه في المدينة باستشهاد القادة الثلاثة، وأن الراية أخذها سيف من سيوف الله يفتح الله على يديه، وبالفعل أخذها خالد بن الوليد سيف الله المسلول على أعدائه، واستطاع خالد بخبرته العسكرية وخطته الحربية، أن يجعل جيش العدو العرمم يقبل بوقف القتال، ولا يسعى لنشوب الحرب، ويرضى من الغنيمة بالإياب، فعل ذلك خالد دون أن يظهر على جيشه تقهقر أو انسحاب من ساعة المعركة، بل أقنع عدوه بأنه كامل الجاهزية.

وهنا يتفرع السؤال إلى قسمين:

الأول لمن يدينون بالإسلام: كيف لا نقول انتصر خالد، وقد سمى رسول الله ﷺ فعله فتحاً ونعته بسيف الله، وظل كذلك فما عرفت له ثلمة، ولا أصابته نبوة؟!

وسؤال القسم الثاني للمحللين والمتخصين:

كيف تفسرون إحجام جيش قوامه مئتي ألف، عن خوض الجولة الثانية من المعركة أمام جيش عدده ثلاثة آلاف؟

وهذا يأخذنا إلى موقعة غزة التي فقدت فيها العديد من قادتها في ١٤ شهراً، وبقي أهلها لم يبرحوا أمكانهم، وعجزت جيوش العالم وأجهزتها الحديثة عن تحرير الأسرى، إلا بشروط حماس التي أعلنت عنها من اليوم الأول، ورجع الجيش العرمم ومن معه من حلفاء البغي تلعنهم وجوه الأرض ويطاردهم شبح الاستقالات والإخفاقات، وتنتظرهم المحاكمات.

وأختم من مشهد الختام... الذي خرج فيه جنود القسام وهم في كامل اللياقة والأناقة، بادية عليهم ملامح العزة، وقد احتفى بهم أهل غزة - ورجعت ريما لأقوالها القديمة فقالوا: أين كان هؤلاء الأشداء المهندمون؟ ولو غاب القساميون عن المشهد لقالوا : خلاص انتهت حماس

لقد رأينا حماس في اليوم التالي للحرب لا تقل عن اليوم الأول، وأنها بعد مؤتة ستتهيأ لما هو أكبر، كما حدث مع صحابة النبي الأكرم ﷺ.

مجلة أنصار النبي ﷺ

29 Jan, 20:04


نتمنى عليكم أن تسارعوا إلى أحسن العلاقات مع أهلنا في #سوريا، على قاعدة: الصدق، والعدل، وحسن الجوار.
كما ونتمنى عليكم أن تسارعوا إلى تحقيق مصلحة بلدنا، فالحرب التي مرت والأحداث الأليمة من 2005 وحتى اليوم، كفيلة أن تجعلنا جميعًا نتفكر في مصلحة بلدنا..

من كلمة الشيخ أحمد الأسير من داخل محبسه

اقرأ الكلمة كاملة: https://bit.ly/4gcQ8NE

مجلة أنصار النبي ﷺ

29 Jan, 18:22


الحمد لله الذي منَّ على أهلنا في #سوريا بزوال الظلم عنهم والطغيان..
ونبارك لهم فرحتهم بعودة سوريا إليهم، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يتمم فضله عليهم، وأن يبعد عنهم شياطين الإنس والجن..

من كلمة الشيخ أحمد الأسير من داخل محبسه

اقرأ الكلمة كاملة: https://bit.ly/4gcQ8NE

مجلة أنصار النبي ﷺ

28 Jan, 20:09


كل كلمة تنشرها، كل خطوة تخطوها، وكل كتاب تقرؤه لتزيد وعيك، وكل مهارة تسعى لاكتسابها.. كل هذا في ميزانك وفي صالح أمتك، وحرِيّ أن يرفع معنوياتك كخطوة إيجابية تقرِّب النصر ولو بمقدار شبر.

من مقال: 10وصايا للمصلحين في زمن غربة الدين

بقلم: د. خالد أبو شادي – فك الله أسره*

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/40qK8ea

مجلة أنصار النبي ﷺ

28 Jan, 19:42


إن الأفكار الجهادية وإقامة تنظيم إسلامي مسلح يتبنى فكرة الجهاد في سبيل الله ويعمل بمقتضاها، إن هذه الأفكار التي نعتبرها اليوم بديهية لا جدال حولها كانت في زمن مضى من الأفكار التي تثير الغرابة وتدعو إلى العجب، ليس عند عامة الناس فحسب وإنما عند الطبقة الواعية المتنورة الخبيرة بما يحدث للمجتمع المسلم وما يحيط به من مخاطر ومؤامرات، ومن هنا نلحظ الصعوبات التي واجهت فكرة الجهاد المسلح لدى نشأتها، ووعورة الدرب الذي سلكته، وضخامة الجهد الذي بذل لدفعها إلى الأمام.

من مقال: الجذور الأولى للثورة الإسلامية في سوريا

بقلم: أيمن شربجي – قائد تنظيم (الطليعة المقاتلة) الأسبق

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/42noE4F

مجلة أنصار النبي ﷺ

27 Jan, 20:51


الجنة مائة درجة؛ فعلى أي أساس يقسّم الله هذه الدرجات؟
إن عدل الله يأبى أن يساوي بين الخامل والعامل؛ بين الصالح والمصلح، بين المستكين والمثابر، وهذه الأحوال لا تظهر إلا عند الشدائد والأزمات

من مقال: 10وصايا للمصلحين في زمن غربة الدين

بقلم: د. خالد أبو شادي – فك الله أسره*

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/40qK8ea

مجلة أنصار النبي ﷺ

27 Jan, 20:26


في الحالات العادية حين يقاتل الإنسان على أرضه عن دينه، أو ماله أو أي قيمة يراها يكون أمنه الشخصي أقل ارتباطاً بالأمن القومي أو الأممي؛ لأن الجذور عميقة والكيان قائم، مهما بلغت التضحيات، وهكذا بقي الوطن في حالات مثل فيتنام واليابان وألمانيا ودول كثيرة مُنيت بخسائر بشرية فادحة.

من مقال: الانتفاضة فجر جديد (2/2)

بقلم: د. سفر الحوالي - فك الله أسره

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/4jKF1yv

مجلة أنصار النبي ﷺ

27 Jan, 20:02


ترى الشامي والقوقازي والمغاربي والمصري والجزري، يجتمعون تحت راية واحدة لقتال عدو الأمة.

إن روح الجهاد والحرية بدأت تدب في عروق الأمة، وإن ايام الله بدأت حقاً؛ فالإشارات كلها تقول ذلك.

إن هؤلاء الشباب أدركوا أننا في لحظة فارقة، وأن اغتنام تلك اللحظات واجب، وأن الدين لا بد له من دولة، ولا دولة بلا قوة، وأن القوة تُنتزع كما الحرية، وأن المسلم في أقاصي الأرض أقرب لي من جاري الذي على غير ملتي، ﴿وَلَا یَزَالُونَ یُقَـٰتِلُونَكُمۡ حَتَّىٰ یَرُدُّوكُمۡ عَن دِینِكُمۡ إِنِ ٱسۡتَطَـٰعُوا۟﴾ [البقرة: ٢١٧]. وأن هذه الأنظمة المتحكمة في ثرواتنا وبلادنا هي العدو الأول القريب الذي دون التخلص منه سنظل نراوح مكاننا ولن نصل.

نعم.. أدركنا وفهمنا أن الإعداد ليس تربية نظرية وفقط، وليس دروس علم في المساجد وفقط؛ بل الإعداد وسع يبذل، وسقف يعلو على ما فُرض علينا من سقوف الغزاة المعتدين، الذي عملنا تحته عشرات السنين ولم ننجُ من بطشهم.

إننا حقاً في أيام الله..

تلك الأيام التي أساء شبابها وجه بني صهيون بالأقدام..

تلك الأيام التي يتشكل فيها وجه الأرض من جديد لصالحنا..

تلك الأيام التي تزحف للأمام ولن ترجع إلى الوراء..

نعم.. فيها دماء وأشلاء لكن هذه سُنة الله..

فمرحباً بأيام الله..

مجلة أنصار النبي ﷺ

27 Jan, 20:02


حقاً.. إنها أيام الله

بقلم: م. محمد الحسيني

إن الوديان اليابسة تشتاق للسيل اشتياق الظمآن للماء؛ فجاءها الماء في طوفان هادر.. يحفر مساره، يمتنه ويعمقه.

وديان يابسة من قلة القطر، فلما جاءها الماء اهتزت وربت، ﴿وَٱلۡبَلَدُ ٱلطَّیِّبُ یَخۡرُجُ نَبَاتُهُۥ بِإِذۡنِ رَبِّهِۦۖ﴾ [الأعراف: ٥٨].

أذن الله لنا بالقيامة من جديد؛ فجاءنا القطر من السماء في ثياب (طوفان الأقصى) ثم تبعه (ردع العدوان)؛ فقام شباب الأمة يتحرقون شوقاً للعز والحرية.. لا يهابون دولاً ولا أنظمة، وليست لديهم حسابات معقدة؛ فقط أعدوا ما استطاعوا وتوكلوا على خالقهم ومدبر أمرهم.

فلتفرح الأمة بشبابها؛ فهم نار تضطرم تحت الرماد، ولن تُعدم الأمة الخير زمناً من الأزمنة؛ فهم أسود النزال قلوبهم معلقة بالله الخالق القادر الجبار؛ فهم أعرف الناس بالله حقاً. وهم أكثر الناس تمسكاً بالعقيدة العملية -ليست النظرية- لا تشغلهم تفاهات الأمور ولا سفاسفها.

يؤمنون بأن أمتنا أمة واحد ﴿إِنَّ هَـٰذِهِۦۤ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةࣰ وَ ٰ⁠حِدَةࣰ وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 29]، إن هؤلاء الشباب يُسقطون من نفوس الأمة إله الدولة القطرية الحديثة التي صارت تُعبد من دون الله!

مجلة أنصار النبي ﷺ

27 Jan, 19:54


إن هذا التنظيم لم يصِل إلى ما هو عليه من بأس وقوة إلا بعد أن اجتاز مراحل خطيرة كادت تودي به وتقضي عليه، لولا لطف الله وعنايته المستمرة، لقد سار هذا التنظيم على نفس الخطوات التي خطها رسول الله ﷺ، فلم يكن هذا التنظيم بدعاً في نشأته وتكوينه ولم يكن بدعاً في مساره وخطاه.

من مقال: الجذور الأولى للثورة الإسلامية في #سوريا

بقلم: أيمن شربجي – قائد تنظيم (الطليعة المقاتلة) الأسبق

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/42noE4F

مجلة أنصار النبي ﷺ

26 Jan, 19:06


اليهود هم الذين ألبوا العوام، وجمعوا الشراذم، وأطلقوا الشائعات في فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه، وما تلاها من النكبات.

أليس الذي قاد حملة الوضع والكذب في أحاديث النبي ﷺ في الروايات والسير يهودي منهم؟!

من مقال: قعيدٌ أحيا أمة (1/2)

بقلم: الشيخ خالد الراشد – فك الله أسره*

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/3EbMm9N

مجلة أنصار النبي ﷺ

26 Jan, 12:37


5 النواح لا يفيد فقط العمل، وقليلٌ فاعله!

قال ابن تيمية: “وكثيرٌ من الناس إذا رأى المنكر أو تغير كثير من أحوال الإسلام =جزع وكلَّ وناح كما ينوح أهل المصائب، وهو منهيٌّ عن هذا؛ بل هو مأمور بالصبر والتوكّل والثبات على دين الإسلام، وأن يؤمن بالله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، وأن العاقبة للتقوى”.

6 تذكر أن الله يحاسبك على العمل لا على النتيجة

وهل يفيدك أن ينتصر الإسلام دون أن تكون أسهمت في هذا النصر بشيء؟! وما يضرك أن لا تدرك نصرًا، وقد بذلت فيه غاية ما تستطيع؟!

7 العاملون في زمن الغربة

العاملون في زمن الغربة والاختلاف الكثير وبروز النفاق وتبجح أهله، هم الأعظم أجرًا على الإطلاق، فهؤلاء يسبحون عكس التيار، ولا يجدون على الحق أعوانًا..

غربة الدين في حقيقتها فرصة تميز ومفتاح ارتقاء في الدرجات، ولذا جاء في الحديث أن للواحد منهم أجر خمسين صحابياً، وفي رواية أجر خمسين شهيداً منكم (أي: من الصحابة).

8 تفاوت الدرجات يكون بحسب الهمم والعزمات!

الجنة مائة درجة؛ فعلى أي أساس يقسّم الله هذه الدرجات؟ إن عدل الله يأبى أن يساوي بين الخامل والعامل؛ بين الصالح والمصلح، بين المستكين والمثابر، وهذه الأحوال لا تظهر إلا عند الشدائد والأزمات ﴿ما كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾ [آل عمران: 179].

9 الحياة في سبيل الله أصعب من الموت في سبيله

ومن مدَّ الله في عمره فأحسن في عمله، فلربما سبق الشهداء في دخول الجنة، كما ورد في حديث طلحة: قال رسول الله ﷺ: “أليس قد مكث هذا بعده سنة؟” قالوا: بلى، قال ﷺ: “وأدرك رمضان فصام وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة؟” قالوا: بلى، قال رسول الله ﷺ: “فما بينهما أبعدُ مما بين السماء والأرض”.

10 الطموح مفتاح سعادة المتقين

فلا ينبغي أن تكتفي بنجاة نفسك وصلاح قلبك، بل تجاوز ذلك إلى الآخرين، وهذا مفتاح سعادة خفي، لا يعرفه كثير من الناس.

قال الرافعي: “السعادة الإنسانية الصحيحة في العطاء دون الأخذ، وأن الزائفة هي في الأخذ دون العطاء؛ وذلك آخر ما انتهت إليه فلسفة الأخلاق”.

مجلة أنصار النبي ﷺ

26 Jan, 12:37


عشر وصايا للمصلحين في زمن غربة الدين

بقلم: د. خالد أبو شادي – فك الله أسره*

هذه كلمات كتبتها لأنتزع إحباطاً لمسته في قلوب بعض المصلحين، فكان مما كتبت:

1 اجعل هدايتك أعظم هدف لك!

قال ابن تيمية: “الحاجة إلى الهدى أعظم من الحاجة إلى النصر والرزق؛ بل لا نسبة بينهما”.

2 اختبار اليوم في الصبر واليقين لاختيار أئمة الدين

قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾ [السجدة: 24]، فالمفرزة ضرورية للأمة كي يبرز من بينها أئمة المتقين.

3 أبواب الخير أمامك كثيرة متنوعة؟!

في الحديث: “ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها”.

لأَن يهديَ اللهُ بك رجلاً واحداً، خيرٌ لك من أن يكونَ لك حُمْرُ النَّعَمِ.

وهما حديثان -على سبيل المثال- يفتحان لك آفاقاً جديدة للسعادة ومواطن السرور، الأول على النطاق الفردي، والثاني على النطاق المجتمعي.

4 لا تحقرن من المعروف شيئًا

كل كلمة تنشرها، كل خطوة تخطوها، وكل كتاب تقرؤه لتزيد وعيك، وكل مهارة تسعى لاكتسابها.. كل هذا في ميزانك وفي صالح أمتك، وحرِيّ أن يرفع معنوياتك كخطوة إيجابية تقرِّب النصر ولو بمقدار شبر.

مجلة أنصار النبي ﷺ

25 Jan, 20:32


في عصرنا هذا، أليسوا هم الذين يقودون المعركة على الإسلام في كل شبر على وجه الأرض؟!

أليسوا هم الذين يستخدمون الصليبية والوثنية في هذه الحرب الشاملة؟!

أليسوا هم الذين يصنعون العملاء الذين يتسمون بأسماء المسلمين ويجعلونهم أبطالاً، ثم يشنون بهم حرباً صليبية صهيونية على كل جذر من جذور هذا الدين؟!

من مقال: قعيدٌ أحيا أمة (1/2)

بقلم: الشيخ خالد الراشد – فك الله أسره*

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/3EbMm9N

مجلة أنصار النبي ﷺ

25 Jan, 20:04


وأنقلكم إلى امرأة تجاوزت الستين، وفي مقابلة على قناة فضائية سُئلت: ماذا تقول بعد كل تلك الأحداث في الثورة؟ وهي أميّة لا تقرأ ولا تكتب. تقول:

- روحي ومالي وأبنائي الأربعة فداء للثورة، لا يهمنا أن نموت أو أن نحيا، يهمنا أن تنتصر الثورة.

لم تتعلم في مدرسة! لم تتخرج في جامعة! لم تتلق دورات تدريبية! لكن حقائق الإيمان تنطق عندما تأتي المحن التي تخرج منحًا عظيمة، وعندما تأتي الأسباب التي يخرج الله سبحانه وتعالى فيها من النفوس أعظم ما فيها وأقوى ما فيها وأصلب ما فيها.

من مقال: أرجوكم صدقوني

بقلم: د. علي عمر بادحدح – فك الله أسره*

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/4hf913u

مجلة أنصار النبي ﷺ

25 Jan, 19:14


إذا كانت #الشام بهذه الفضيلة، وهذه المزية، والملائكة باسطة أجنحتها عليها، وهناك أحاديث في مدينة #دمشق بالاسم، والبعض يقول: كيف يجتمع ذلك وما يحدث فيها من دمار وقتل وتهجير واعتقال؟

من مقال: يا طوبى للشام

بقلم: د. عبد العزيز الطريفي – فك الله أسره

استمع الآن إلى المقالة كاملة 🎧

مجلة أنصار النبي ﷺ

25 Jan, 18:31


المقال الأكثر قراءة هذا الشهر

انطلاقة #حماس وتصحيح التاريخ

بقلم: القائد الشهيد يحيى السنوار - تقبله الله

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/4h6hW7x

استمع الآن إلى المقال كاملاً https://t.me/ansarmagazine/3400

مجلة أنصار النبي ﷺ

25 Jan, 13:20


بمناسبة تحرير #دمشق من عصابة الأسد المجرمة، خصصت مجلة أنصار النبي ‎ﷺ قسم الراحلين من هذا العدد لنشر تراث مجاهدي الشام أصحاب المحاولات المبكرة لتحرير الشام..

فتعطر هذا القسم من هذا العدد بإعادة النشر للشيخ المجاهد الشهيد مروان حديد، والمجاهد الشهيد إبراهيم اليوسف، والمجاهد الشهيد أيمن شربجي، والمجاهد الشهيد أبي مصعب السوري، وكل واحد منهم قد بذل في تحرير الشام من حكم البعث وحافظ #الأسد بذلا سيخلده التاريخ، حتى وإن لم يروا الثمرة التي تحققت بعد استشهادهم جميعا.

شعر وفاء الشهيد - بقلم الشيخ مروان حديد: https://bit.ly/4gS0lA2

الجذور الأولى للثورة الإسلامية في سوريا - بقلم أيمن شربجي: https://bit.ly/42noE4F

المحاولات الأولى لإسقاط النظام في سوريا - بقلم أبو مصعب السوري: https://bit.ly/3DYVxdG

شاهد على الثورة الإسلامية ضد حافظ الأسد – بقلم إبراهيم اليوسف: https://bit.ly/40GlLL1

نتمنى لكم قراءة ممتعة

مجلة أنصار النبي ﷺ

24 Jan, 21:03


كانت هذه أول مرة في حياتي أرى فيها رجلاً من رجال الإسلام يعذب ويضطهد، فكان لهذا الأمر وقعاً شديداً في نفسي، وكنت أجهش بالبكاء كلما تذكرت هذه الحادثة حتى أني أردت تفجير بيت المحافظ بالديناميت. وكم كنت أعجب لصمت العلماء إذ كيف يسجن أحدهم ومن أجل أقدس القضايا ثم لا يحركون ساكناً ولو بكلمات على منبر رسول الله؟!

من مقال: شاهد على الثورة الإسلامية ضد حافظ الأسد

بقلم: إبراهيم اليوسف – رحمه الله

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/40GlLL1

مجلة أنصار النبي ﷺ

24 Jan, 20:59


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..
السلام عليكم ورحمة الله..
﴿وَمَا بِكُم مِّن نِّعۡمَةࣲ فَمِنَ ٱللَّهِۖ﴾ [النحل: ٥٣].

الحمد لله الذي منَّ على أهلنا في سوريا بزوال الظلم عنهم والطغيان..
ونبارك لهم فرحتهم بعودة سوريا إليهم، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يتمم فضله عليهم، وأن يبعد عنهم شياطين الإنس والجن..
كما ونثني على حكمتهم في الانفتاح على جميع المكونات، لا سيما المكون المسيحي، وهذا ظننا بهم، ونثني أيضًا على حكمتهم في ملف الدول المجاورة.

ولذلك نقول للمسؤولين في لبنان:
﴿وَإِذَا حُیِّیتُم بِتَحِیَّةࣲ فَحَیُّوا۟ بِأَحۡسَنَ مِنۡهَاۤ أَوۡ رُدُّوهَاۤ﴾ [النساء: ٨٦].

نتمنى عليكم أن تسارعوا إلى أحسن العلاقات مع أهلنا في سوريا، على قاعدة: الصدق، والعدل، وحسن الجوار.
كما ونتمنى عليكم أن تسارعوا إلى تحقيق مصلحة بلدنا، فالحرب التي مرت والأحداث الأليمة من 2005 وحتى اليوم، كفيلة أن تجعلنا جميعًا نتفكر في مصلحة بلدنا..
فهذا الشعار الذي يتكرر دائماً على ألسنة جميع المسؤولين أنه: من الضروري أن نعيش مع بعض، ولا بد أن نعيش معًا، وأننا محكومون بالعيش معًا... إلى آخر هذه الشعارات.

لكن الحقيقة تحتاج إلى صدق لتطبيقها، والصدق يدعونا إلى أن نبحث في المعوقات التي تعيق تطبيق هذه الشعارات.
كذلك لا بد من رفع الظلم عن كل مظلوم، وعلى رأس ذلك ملف ما يُسمى بالإسلاميين..
كفى ظلمًا!
لا سيما وأن معظم ملفات الإسلاميين لها علاقة بأحداث سوريا، وكان المطلوب أن تُشن حرب إلغاء على كل مَن ناصر أهلنا في سوريا.
فلذلك لا بد أن يُغلق هذا الملف بشكل كامل ونهائي، وهذا هو مطلب سماحة المفتي من زمن، لأنه أيقن بأن الحل الأسرع والأفضل للجميع هو إغلاق هذا الملف بشكل كامل وشامل..
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يتمم علينا فرحتنا بفرج عزيز عاجل لأهلنا في #غزة.

والسلام عليكم ورحمة الله.

مجلة أنصار النبي ﷺ

24 Jan, 20:59


كلمة الشيخ أحمد الأسير من داخل محبسه

بقلم: الشيخ أحمد الأسير - فك الله أسره

مجلة أنصار النبي ﷺ

23 Jan, 20:41


النبي ﷺ في قمة الإنسانية يخبرنا بأن: "امرأة دخلت النار في هرة حبستها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض"؛ فكيف بمن قصد أن يقتل الأرواح البريئة وهي مسلمة مخلصة ليس لها ذنب ولم تقترف جريمة إلا أن تطالب بحقها؟!

من مقال: أرجوكم صدقوني

بقلم: د. علي عمر بادحدح – فك الله أسره*

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/4hf913u

مجلة أنصار النبي ﷺ

23 Jan, 19:38


عندما اشتعلت حرب ١٩٦٧م كنت في الصف التاسع وفي أيام الامتحانات على وجه التحديد، أنشئ الجيش الشعبي وبدأ الناس يتدربون على السلاح، فكنت أحضر ضمن صفوف المدربين، ثم استلمت بندقية فرنسية، وكلي أمل في أن أذهب لأقاتل اليهود، بعد ذلك انكشفت خيانة حزيران فقمت بتسليم البندقية.

من مقال: شاهد على الثورة الإسلامية ضد حافظ الأسد

بقلم: إبراهيم اليوسف – رحمه الله

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/40GlLL1

مجلة أنصار النبي ﷺ

23 Jan, 14:53


ثم لما أقام النبي ﷺ في المدينة، أقام بينه وبينهم عهوداً ومواثيق وحسن جوار، فلم يزالوا ينقضون العهود والمواثيق، ويبرمون الخيانات، ويكيدون المكائد حتى نفد صبر النبي ﷺ وبدأ بإجلائهم من المدينة، وذلك بعد تجرئهم على نساء المسلمين، فبينما امرأة من المسلمات في سوق بني قينقاع تبيع قطعة ذهب لها، جلست إلى صائغٍ يهودي تشتري منه، وكانت محجبة الوجه، فجعل نفر منهم يستهزئون بها وبحجابها، ويطلبون منها أن تكشف وجهها وتأبى هي ذلك، فالعفيفة لا تكشف وجهها ولا تتخلى عن حجابها، فقد تخرج للسوق لحاجة لكنها لا تتخلى عن حيائها، فعمد الصائغ اليهودي إلى طرف ثوبها من الخلف وعقده إلى ظهرها وهي جالسة دون أن تشعر المرأة بما فعل ذلك اليهودي، فلما قامت انكشفت سوأتها فانطلقت من اليهود ضجة ضحك وسخرية بالمرأة المسلمة العفيفة الطاهرة، فلما أحست المرأة بما فعل الصائغ بها من مكر صاحت واستغاثت بالمسلمين لشرفها المهان في سوق يهود، رفعت صوتها وا إسلاماه! وا إسلاماه! وا إسلاماه! فوثب رجل من المسلمين -استجابة لتلك الصيحات- على الصائغ فقتله في الحال، فشدت اليهود على المسلم فقتلوه. فغضب المسلمون لمكر يهود وخيانتهم، فنبذ رسول الله ﷺ عهدهم كما أمره الله: ﴿وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ﴾ [الأنفال:58]، فدعا النبي ﷺ المسلمين إلى قتالهم، فحاصرهم في حصونهم خمس عشرة ليلة، وألقى الله في قلوبهم الرعب، ولم يستطيعوا أن يصمدوا لقتال المسلمين، وهكذا هم جبناء أذلاء يخافون من أطفال الحجارة، فكيف لو ملك أطفال الحجارة المدفع والدبابة؟!

ولما طال عليهم الحصار نزلوا على حكم النبي ﷺ وأمكن الله نبيه منهم، فأراد النبي ﷺ قتل رجالهم، وسبي نسائهم، ومصادرة أموالهم لاعتدائهم على أعراض المسلمين، فتدخل رأس النفاق ابن سلول فقال: يا محمد! أحسن في موالي، وكانوا حلفاء له قبل الإسلام، وما زال المنافق يلح على النبي ﷺ حتى قال له النبي ﷺ كارهاً: “هم لك”. فأجلاهم النبي ﷺ من المدينة وخرجوا منها أذلة صاغرين.

نعم، فلقد تطاولوا على أعراض المسلمات فثارت ثائرة المسلمين، واليوم من يدافع عن أعراضنا في فلسطين وفي الشيشان وكشمير وهنا وهناك؟! يا ألله! فكم ارتفعت أصوات المسلمات والآهات فما وجدت آذاناً صاغية!

أذكر إخوتي في كل أرض بأن القدس دنسها اليهود

ويا عجباً إلى ما النوم عنها وقد لعبت بمسجدها القرود

لئن كانت موانعنا قيود أما للقيد كسر يا أسود

أما لليل من أجل قريب يحل مكانه فجر جديد

وقال آخر:

أحل الكفر بالإسلام ضيماً يطول عليه للدين النحيب

فحق ضائع وحمىً مباحٌ وسيف قاطع ودم صبيب

أمورٌ لو تأملهن طفل لطفل في عوارضه المشيب

أتسبى المسلمات بكل ثغر وعيش المسلمين إذاً يطيب

أما لله والإسلام حق يدافع عنه شبانٌ وشيب

فقل لذوي البصائر حيث كانوا أجيبوا الله ويحكمُ أجيبوا

مجلة أنصار النبي ﷺ

23 Jan, 14:53


ولم تنتهِ مؤامراتهم ومحاولات اغتيال الأنبياء بعد تلك الحادثة، بل قاموا بعدها بسنوات ثلاث بمحاولة اغتيال عيسى عليه السلام الذي فضح دسائسهم وتزييفهم لدينهم، فاجتمع عظماؤهم وأحبارهم فقالوا: إنا نخاف من عيسى أن يفسد علينا ديننا ويتبعه الناس، وهم يقصدون ذلك الدين المزيف الذي زيفوه وغيروه وبدلوه، فقال لهم رئيس كهنتهم يومئذٍ واسمه قيانا: لأن يموت رجل واحد خير من أن يذهب الشعب بأسره، فهم يريدون أن يموت نبي الله فداء لتزييفهم ومنكراتهم، فأفتى باستباحة قتل عيسى عليه السلام، فكشف الله أمرهم، وأنقذ نبيه من بين أيديهم، فخرج عيسى واختفى عن أعينهم ودخل القدس، وتلقاه أصحابه بقلوب النخل، فقال المسيح عيسى لأصحابه الحواريين: إن بعضكم ممن يأكل ويشرب معي يدل علي!

الله أكبر! فالنفاق موجود من غابر الزمان، قاتل الله النفاق والمنافقين والخونة والخائنين، فدل على مكانه ذلك الخائن، فدخلوا إلى المكان الذي كان فيه عيسى عليه السلام، فألقى الله شبهه عليه، وغشى الله على أعينهم فلم يروا عيسى، وقاموا بقتل وصلب ذلك الذي دلهم وخان الأنبياء، فلما انكشف الأمر بعد الصلب أخفوا ذلك الأمر؛ لئلا يؤمن الناس بديانة عيسى عليه السلام، وحتى لا يتأكدوا من صدق نبوته ورسالته.

ومما يدل على أنهم لم يستطيعوا قتل عيسى عليه السلام أو صلبه قول الله جل في علاه: ﴿وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا * وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا * فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا * وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾ [النساء:157-161].

هجرة اليهود إلى المدينة المنورة قبل الإسلام وعداوتهم للنبي ﷺ
ثم بعد عيسى عليه السلام كان من اليهود من اختار الهجرة إلى يثرب والمناطق الواقعة على طريق الشام، وسبب ذلك: ما يقرءون في كتبهم من البشائر بالنبي المنتظر الذي سيظهر الله به الدين، وكانوا يزعمون أنه لابد أن يكون هذا النبي المنتظر من بني إسرائيل، وأنهم سيكونون أول من يتبعه، وسيقاتلون العرب الوثنيين معه، وسيستعيدون ملك بني إسرائيل في الأرض، وهي أحلام وأوهام!

ولما لم يأتِ هذا النبي الموعود به من بني إسرائيل وجاء من العرب أولاد إسماعيل عليه السلام حسدوهم -والحسد خصلة متوارثة فيهم- فكفروا به، وكفر به عامة اليهود ولم يؤمن منهم إلا قليل، ولم يكن الباعث لمن كفر منهم أن قلوبهم لم تصدقه، كلا، فهم قد عرفوه بصفاته المذكورة عندهم، وإنما كفروا به بغياً وحسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق، وقد أوضح الله ذلك في كتابه فقال: ﴿وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة:89]، وقال سبحانه: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِين﴾َ [البقرة: 146-147].

تقول أم المؤمنين صفية رضي الله عنها وأرضاها: لما نزل النبي ﷺ المدينة ونزل بقباء غدا عليه أبي حيي بن أخطب وعمي أبو ياسر مغلسين -أي: في الصباح الباكر بعد الفجر-، قالت صفية: فلم يرجعا حتى كان مع غروب الشمس، فأتيا كالين كسلانين، قالت: وسمعت عمي أبا ياسر وهو يقول لأبي حيي بن أخطب: أهو هو؟ قال: نعم والله، قال: أتعرفه وتثبته؟ قال: نعم، قال: فما في نفسك منه؟ قال: عداوته والله ما بقيت.

فقد تأكدا وهما من أحبار اليهود أنه هو الرسول المنتظر وتلك صفاته التي جاءت في كتبهم، لكنه الحقد الأسود، والحسد الذي ملأ قلوبهم، وهذه مشكلة إبليس يوم أن خلق الله آدم وشعر بالاستعلاء والاستكبار، فاليهود والشيطان سواء، قال تعالى: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [البقرة:109].

نقض يهود بني قينقاع للعهد

مجلة أنصار النبي ﷺ

23 Jan, 14:53


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدِه اللهُ فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:102]، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء:1]، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب:70-71].

أما بعد: فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

اليهود أهل الفتن والقلاقل

عباد الله! إن جريمة اليهود الأخيرة حين اغتالوا شيخنا أحمد ياسين ليست بالجريمة الأولى، ولن تكون الأخيرة، فلقد واجه اليهود الإسلام بالعداء منذ اللحظة الأولى لقيام دولة الإسلام المجيد، فألبوا على الإسلام والمسلمين كل قوى الجزيرة العربية، وذهبوا يجمعون القبائل المتفرقة لحرب المسلمين، ﴿وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا﴾ [النساء:51]، ولما غلبهم الإسلام بعز عزيز استمروا يكيدون له ببث المفتريات، وبالفتّ بين صفوف المسلمين وإثارة الفتن بينهم، وتأليب خصومهم عليهم، فاليهود هم الذين ألبوا الأحزاب على الدولة المسلمة الأولى في المدينة، فردّ الله كيدهم في نحورهم.

واليهود هم الذين ألبوا العوام، وجمعوا الشراذم، وأطلقوا الشائعات في فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه، وما تلاها من النكبات.

أليس الذي قاد حملة الوضع والكذب في أحاديث النبي ﷺ في الروايات والسير يهودي منهم؟!

قال تعالى: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ﴾ [الفتح:15]، كما حرفوا التوراة والإنجيل.

وفي عصرنا هذا، أليسوا هم الذين يقودون المعركة على الإسلام في كل شبر على وجه الأرض؟!

أليسوا هم الذين يستخدمون الصليبية والوثنية في هذه الحرب الشاملة؟!

أليسوا هم الذين يصنعون العملاء الذين يتسمون بأسماء المسلمين ويجعلونهم أبطالاً، ثم يشنون بهم حرباً صليبية صهيونية على كل جذر من جذور هذا الدين؟!

وهل يغيب عنا وعن كل مسلم أنهم كانوا خلف إسقاط الخلافة الأخيرة، وكانوا وراء إثارة النعرات والانقلابات التي انتهت بإلغاء الخلافة وتقسيم بلاد المسلمين إلى دويلات؟!

أليسوا هم الذين يقودون اليوم حملة التشويه ضد الإسلام وضد نبي الإسلام؟!

فإن كانوا قد دبروا مؤامرة اغتيال الشيخ أحمد ياسين فلقد دبروا مؤامرات ومؤامرات لاغتيال نبينا ﷺ مرات ومرات.

اليهود قتلة الأنبياء

ولقد قتلوا الأنبياء قبل ذلك وتآمروا على قتل عيسى عليه السلام، فأخزاهم الله حتى أصبح اسمهم: قتلة الأنبياء، ولقد وصفهم القرآن بهذه الجريمة الشنيعة فقال الله: ﴿لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ﴾ [المائدة:70]، وقال الله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [آل عمران:21]، فلديهم جرأة عجيبة على الفتك بدعاة الحق للتخلص من معارضتهم لجرائمهم، ولوقوفهم في وجه أهوائهم حتى ولو كان هؤلاء الدعاة من أنبيائهم!

فهاهو قاضٍ من قضاتهم يقتل نبي الله حزقيال عليه السلام؛ لأنه نهاه عن منكرات فعلها.

ثم هاهو أحد ملوكهم يقال له: منسي يقتل نبي الله أشعيا بن أموص عليه السلام، ويأمر بنشره على جذع شجرة في سنة سبعمائة قبل الميلاد؛ لأنه كان ينصحه ويعظه بترك السيئات والموبقات.

وقاموا برجم نبي الله آرميا عليه السلام؛ لأنه أكثر من توبيخهم على منكرات أعمالهم وكبائر معاصيهم.

محاولة اليهود قتل عيسى عليه السلام

مجلة أنصار النبي ﷺ

23 Jan, 14:52


قعيدٌ أحيا أمة (1/2)

الشيخ خالد الراشد – فك الله أسره*

مجلة أنصار النبي ﷺ

22 Jan, 19:59


إخوة الإسلام! قد تكون دَوْلةُ أهلِ الباطل غالبةً يومًا، إلّا أن أهلَ الحقِّ لا يستسلِمون، بل يَدفعُون ذلك القدَر بالقدَر الأحبِّ إلى الله، وهو الجِهادُ في سبيله بكلِّ ممكِن، كلٌّ في موضعه، بالسِّنان أو باللِّسان، والله يؤيّدهم ويسدِّدُهم، فيجِبُ على أهلِ العِلمِ ودُعاةِ الحقِّ القِيامُ بتعليمِ النَّاسِ ودَفعِ الباطِل، بإظهارِ الحقِّ ودفعِ الشُّبَهِ عنه..

من مقال: وتحررت أرض الشام المباركة

بقلم: أ. جلال الدين الحمصي - سفير الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ في لبنان

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/3E18PpU

مجلة أنصار النبي ﷺ

22 Jan, 18:37


الشام من نحو قرن أو أقل من ذلك بدأ فيها البُعد عن الله عز وجل، ثم تمكن فيها العلويون، وظهر فيهم ذلك ظهورًا جليًا، وذلك بنشر البدع، والتقليل من حمية الدين، ونشر البدع والخرافات الظاهرة الكفرية علانية، وظهر في الشام ظهورًا جليًا سب الله عز وجل! والتعدي على جنابه سبحانه وتعالى حتى استساغ ذلك الناس في شوارعهم وأسواقهم وميادينهم.

من مقال: يا طوبى للشام

بقلم: د. عبد العزيز الطر يفي - فك الله أسره

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/3PI3jLy

مجلة أنصار النبي ﷺ

22 Jan, 17:27


“هل شككتم وتزعزعتم أن بعث الله لكم من يبتلي إيمانكم وبأذاه يختبر رجولتكم؟ هل جعلتم ذلك سيطرة عليكم أم استفدتم من دروس البطولة التي تلقيتموها في مدرسة محمد ﷺ؟ هل تريدون أن تنالوا الشهادة والبطولة من غير أن تدفعوا الثمن؟ ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنةَ وَلَـمّا يَعْلَمِ اللّهُ الَذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصّابِرِينَ﴾ [آل عمران: 142]، أم أنتم قد حزنتم وقلتم ما بالنا نُبتلَى والضالون الظالمون لا يُبتلون! أنسيتم أنه لو كان الابتلاء ليس منقبة لم يكن للأنبياء”؟

ويسترسل في مثل هذه المعاني الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله وكأنه يحدثنا عن هذه الأيام.

وأرسل رسائل قرآنية بعثها أيضًا حافظ شيخ قرآني إلى أهل الشام وإلى العالم كله:

“إلى أهلنا في الشام: ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران: 139]، إن كنتم مؤمنين بالله، إن كنتم مؤمنين بقضيتكم! إن كنتم مؤمنين بحقكم في الحرية والكرامة، وللثوار المجاهدين: ﴿وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾ [الأنفال: 46]، وإياكم والتحول عن هدفكم في إسقاط النظام وتوجيه السلاح لبعضكم، وإلى إخواننا الشباب الثوار: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرّقُواْ﴾ [آل عمران: 103]، واعلموا أن هذا الاعتصام هو النجاة، وإلى أولئك جميعًا وإلى العالم الذي يتفرج، نحن استغنينا بالله عنكم ولن يخذلنا الله سبحانه وتعالى، وإلى شعوب العالم كله:

وللحرية الحمراء باب *** بكل يد مضرجة يدق”.

أرجوكم صدقوني أننا نحتاج أن نبحث عن قوة إيماننا ويقيننا، وأن نفتش عن صدق أخوّتنا الإسلامية، وأن نكاشف أنفسنا هل نحن كما قال الله عز وجل: ﴿وَإِنّ هَذِهِ أُمّتُكُمْ أُمّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبّكُمْ فَاتّقُونِ﴾ [المؤمنون:52]. وهل نحن نمثل ما مثّل به رسولنا ﷺ حال الأمة: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». إذا اشتكى منه عضو! وهنا نتكلم عن عشرات ومئات بل آلاف وملايين من إخواننا.

قد يلتمس بعضنا لنفسه عذرًا قد يقول لا أجد طريقًا أو الباب مغلق والطريق مسدود، كل تلك في نظري ترّهات.. أرجو أن تصدقوني أننا ضعفاء! أننا جبناء! أننا مقصرون ومفرطون جميعًا! لا نستثني أحدًا وكل من قام بشيء فإنما يقوم بواجب وليس له على أولئك منّة، وإذا نصرنا فإننا ننصر من يدافعون عنّا ويدافعون عن الإسلام والسنة، فنحن معنيون اليوم بأن نصدق أنفسنا وأن نضع أنفسنا في الموضع الصحيح إما إن نهضنا له وقمنا به وشمّرنا عن ساعد الجد لنبلغه، وإما أن نصدق أنفسنا فنعرف وصفنا وحقيقتنا وما ينبغي أن نطلق على أنفسنا.

وأقولها عار علينا أن يحدث ذلك كله، وأنا أطلب أن تصدقوني لأن بعضكم قد يقول إن في هذا مبالغة، عار علينا أن نقول ذلك وهذه الثورة وهذا الجهاد قد فضح الأنظمة، وفضح المدعين للمقاومة، وفضح المدعين للنصرة، وفضح المدعين لحقوق الإنسان والإنسانية، ففضح كثيرًا وكثيرًا من الأوضاع والأحوال، وأحسب أيضًا أنه يفضح عجزنا وتقصيرنا وتفريطنا فلا نغالط أنفسنا، لا بدّ أن يكون الأمر بالنسبة لنا واضحًا، الواجب في الأخوة لا ينقطع والواجب في النصرة لا يتخلف.

وقد ذكرتْ بيانات مؤسسات شرعية علمية إسلامية في هذه الأيام أن واجب النصرة ثابت بنص القرآن والسنة وإجماع الأمة، وهذه النصرة إذا وجبت فلا بد أن تنفذ ولا يقف أمامها عائق، على أقل تقدير أن يكون في نفوسنا حرقة وألم، وأن تكون في دموعنا غرغرة ودمع، وأن يكون في أحاديثنا كلام وأخبار وأحوال، وأن يكون في دعائنا دعاء ثابت دائم في كل لحظة وآن، وأن يكون من جيوبنا أموال تنفق، وأن يكون لنا مع إخواننا من أهل الشام في بلادنا كل ما يحتاجون إليه من تفريغ الأوقات أو تفريغ الأزمان أو غير ذلك مما يجب أن يكون، وإلا فنحن داخلون في عموم ذلك الخذلان الذي نربأ بأنفسنا أن ندخل فيه وأن نكون ممن يعمهم: «من خذل مسلمًا في موضع تجب فيه نصرته…».

نسأل الله عز وجل أن يعيذنا وإياكم من ذلك!

مجلة أنصار النبي ﷺ

22 Jan, 17:27


أرجوكم صدقوني.. فإني سأذكر لكم حقائق لولا ثبوتها لكانت ضربًا من الخيال! وسأذكر وقائع لولا أنها رأي العين لكانت نوعًا من المحال!

﴿لَا یَرۡقُبُونَ فِی مُؤۡمِنٍ إِلࣰّا وَلَا ذِمَّةࣰۚ﴾[التوبة: 10]، أولئك الذين نُزعت منهم الإنسانية؛ بل تبرأت منهم بالكلية، أولئك الذين لا يفرقون بين صغير ولا كبير ولا رضيع ولا امرأة ولا شيخ كبير، بل لا يفرقون بين شجر ولا حجر ولا مدر كله تحت القصف والقتل والتحريق والدمار..

وتأملوا هنا آية وحديثًا لندرك العظمة الهائلة لمثل هذه الجرائم الفظيعة، فالحق سبحانه وتعالى يقول: ﴿مَن قَتَلَ نَفۡسَۢا بِغَیۡرِ نَفۡسٍ أَوۡ فَسَادࣲ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِیعࣰا﴾[المائدة: 32]؛ فكم قتلوا من هؤلاء البشرية بقدر كل نفس أزهقت بغير حق من هذه الآلاف التي أعتقد جازمًا أنها تجاوزت المائة ألف؟!

والنبي ﷺ في قمة الإنسانية يخبرنا بأن: «امرأة دخلت النار في هرة حبستها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض»؛ فكيف بمن قصد أن يقتل الأرواح البريئة وهي مسلمة مخلصة ليس لها ذنب ولم تقترف جريمة إلا أن تطالب بحقها؟!

أرجوكم صدقوني

لأني سأنقلكم إلى صورة أخرى قد يكون من تعجبكم منها أو استغرابكم لها أكثر من ما مضى، كيف يكون هذا الجحيم كله وهذا العدوان الفظيع كله، وهذه الأوقات الطويلة الممتدة كلها ثم لا تنال من العزيمة ولا تفتّ من العضد ولا تدمّر المعنويات، بل النتيجة على العكس من ذلك في صورة فريدة عجيبة غريبة لا تُفهم إلا في ظلال الإيمان ومن منطلق الإسلام ومن الناحية العقدية الإيمانية التربوية، التي علّمنا إياها القرآن وسطّرتها لنا سيرة المصطفى ﷺ، ونطقت بها صفحات تاريخ أمتنا الممتد عبر القرون كلها..

إنها الأرض المباركة: ﴿وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ﴾[الأنبياء: 71]، وأخبر الحق سبحانه وتعالى بقصة موسى: ﴿ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ﴾[المائدة: 21]. وفي قصة إسراء نبينا ﷺ: ﴿سُبْحَانَ الّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ﴾ [الإسراء: 1]، كل هذه الآيات عن بلاد الشام وتشمل فلسطين وسوريا ولبنان هذه الرقعة التي تشملها هذه الآيات وغيرها.

ومن عجب ذلك الحديث الذي هو من جوامع كلم المصطفى ﷺ والذي فيه دعوته المجابة: «اللهم بارك لنا في شامنا وبارك لنا في يمننا»، وانظروا إلى الإطلاق في هذا الحديث.. لم يقُل: بارك لنا في أرض الشام؛ فقد تكون الأرض في الزرع والثمار، لم يقل إلا: بارك لنا في شامنا؛ فهي مباركة مطلقة تشمل الإنسان والأرض وكل شيء، ثم يقول: “بارك لنا” للمسلمين أجمعين، لأمة محمد كلها؛ فالشام شامنا جميعًا، والأرض ليست لأهلها بل للإسلام وأهله كلهم، وهذا من دلالات الحديث العظيمة!

عجب أن نرى ذلك الصمود والصبر!

عجب أن نرى ذلك الافتخار والاعتزاز! وإليكم صورًا رأيناها بأعيننا وقرأناها وشاهدناها، أذكر لكم منها نماذج لتعمّ شرائح مختلفة ولتعطينا دروسًا كثيرة:

طفل لم يتجاوز الثامنة، ذهبت يداه، وفقد إحدى عينيه، ونُقل إلى بلد عربي، وكانت هذه المقابلة:
كيف تتدبر أمرك مع حالتك هذه؟
(يبتسم ابتسامة فيها حزن دفين ثم يقول): الحمد لله أولاً وآخرًا فأنا خير من كثيرين غيري فقدوا كل أطرافهم!
ثم يضيف بعد ذلك عندما سُئل مرة أخرى فيقول: إنني لي عزاء لأن الله سبحانه وتعالى عجّل بعضي إلى الجنة، فأرجو أن تسبقني يداي إلى الجنة، وأحمد الله أن أبقى لي عينًا لأرى النصر في بلادي!

هل يقول هذا طفل في مثل هذا العمر؟! وهل تصدقون مثل هذا؟! إن كنتم لا تصدقون فانظروه بأعينكم يمكنكم المشاهدة! إنها معجزة الأرض المباركة إنها معجزة الإسلام والإيمان، إنها المعجزة التي يخشى منها أعداء الإسلام عندما تعود الأمة إلى إيمانها ويقينها، عندما تعلّق حبالها وثقتها بربها، عندما تقطع أسباب كل قوى الأرض شرقًا وغربًا وتعلن بلسان واحد ليس لنا غيرك يا الله.

وأنقلكم إلى امرأة تجاوزت الستين، وفي مقابلة على قناة فضائية سُئلت: ماذا تقول بعد كل تلك الأحداث في الثورة؟ وهي أميّة لا تقرأ ولا تكتب. تقول:
روحي ومالي وأبنائي الأربعة فداء للثورة، لا يهمنا أن نموت أو أن نحيا، يهمنا أن تنتصر الثورة.
لم تتعلم في مدرسة! لم تتخرج في جامعة! لم تتلق دورات تدريبية! لكن حقائق الإيمان تنطق عندما تأتي المحن التي تخرج منحًا عظيمة، وعندما تأتي الأسباب التي يخرج الله سبحانه وتعالى فيها من النفوس أعظم ما فيها وأقوى ما فيها وأصلب ما فيها.

مجلة أنصار النبي ﷺ

22 Jan, 17:27


وإذا انتقلنا إلى الرجال.. فيكفي أن أسوق لكم مقولة شعرية يخاطب فيها واحد منهم نفسه؛ لنرى كيف هي المعركة النفسية وكيف أن تجاوزها أمر ليس سهلاً وليس يسيرًا:
ماذا أقول وقـول الحـق يؤذيني *** جلـد السـياط وسجن مظلم رطب
وإن كذبت فإن الكذب يسحقني *** معـاذ ربي أن يـعزى لي الـكذب
وإن سكت فإن الصـمت منقصة *** إن كان في الصمت نورالحق يحتجب
لكنني ومـصير الشعـب يؤرقني *** سأنـطق الحق إن شاءوا وإن غضبوا
فنطقوا ورفعوا الرؤوس ورفعوا الأيدي وتقدموا بصدورهم العارية، واليوم تحت أقدامهم في الحقيقة أكثر من ثلثي الأرض ولم يبق للمجرمين إلا ما يمدهم به طغاة الأرض من تلك الأسلحة الفوقية.
وأخيرًا ذهبوا إلى طائفتهم يستنجدون بالشباب ليقاتلوا فأبوا وصارت مشكلة ونزاع ومن هنا جاءت الفتوى التي تدعو إلى القتال حفاظًا على الوطن كما يزعمون.
وإليكم أخيرًا صورة شاب يخاطب أمه وهو في ربيع عمره؛ لنرى كيف صنعت هذه الأحداث وهذه الثورة معجزات هي أقرب إلى الخيال! يخبر ويخاطب أمه:
والـقـتل لـيـس يـفزعـني *** والأسـر ليـس يـخـفـيني
أمضي بشـوق إلى مثواي *** لن أستكين إلى العدا أبدًا وحتى مصرعي

والصور كثيرة والمعجزات عجيبة فيها لنا دروس عظيمة، الاعتماد التام والتوكل الصادق والثقة المطلقة بالله سبحانه وتعالى؛ لأن ذلك هو المعين الأعظم الذي لا ينضب، وذلك هو القوة الكبرى التي لا تُهزم، وذلك هو المرجع الصامد الذي لا ينخذل؛ ولذلك من كان مع الله كان الله معه، وإلا فكيف يمكن لأناس لا يملكون شيئًا من قدرة المقاومة ليس أن يصمدوا بل أن يثبتوا وأن يأخذوا أسلحتهم من عدوهم وأن يحصروه في عقر داره؟ وأن تتنادى الدول الكبرى اليوم لتقول إنها تريد أن تسلحهم بعد أن رأوا أن الأمور تتغير والمعادلة تتحول!

ثقة بالله سبحانه وتعالى يهتفون: “ما لنا غيرك يا الله”، وما النصر إلا من عند الله وكأنهم يرونه بأعينهم! وكأننا نتذكر تلك المقولة المؤثرة المعبرة التي تكشف عن حقيقة إيمان ويقين لا يخالطه أدنى شك، يوم قال أنس بن النضر في يوم أحد: “واهًا لريح الجنة والله إني لأجد ريحها دون أحد”، كأنه يعبّر عن شيء يحسه ويلمسه ويشعر به ويشمه ليس أمرًا متخيلاً بل كأنما أصبح شاخصًا واقعًا وكأنما هو حقيقة ماثلة.

ومن عجب وإن تعجبوا فلا تعجبوا ولكن صدقوا أن شعار جمعتهم اليوم في سوريا: (عامان من الكفاح ونصر ثورتنا قد لاح)؛ فأي ثقة ويقين بالله وأي ثبات وعز لهذا الإسلام يمكن أن نرى فيه لنا نحن دروسًا وعبرا؟!

ثم أنتقل بكم إلى هذا الأمر العظيم من الصبر العظيم والشجاعة الكبيرة والجرأة التي ليس لها مثيل مع الطائرات التي تقصف والصواريخ التي تدمر والدبابات التي تفعل الأفاعيل والبراميل التي تحرق الأخضر واليابس، وتجدهم يتقدمون في كل هذه الأتون ثم يحررون المطارات ويغنمون الدبابات ويستولون على الطائرات، ويتحركون إلى النقطة النهائية التي نأمل أن تكون قريبًا، وأن يثلج الله صدورنا ويقرّ أعيننا بنصر إخواننا وهزيمة المجرمين الأعداء الذين: ﴿لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلّاً وَلاَ ذِمّةً﴾، ثم انظروا أيضًا إلى صنيع القوة والقيادة والزعامة والبطولة لأناس صغار في السن كما رأيتم، أميون لم يتعلموا كما سمعتم، وأنواع وشرائح أخرى من مختلف الجوانب والبيئات والثقافات، صنعتهم المحنة فأخرجت منهم أبطالاً وأشاوس ربما نقول إنهم يكررون ويجددون المعاني الإيمانية التي نعرفها في الآيات القرآنية ونستشهد بها في سيرة النبي ﷺ.

وإن تعجبوا فاعجبوا لو زرتم المخيمات، لو قدّر لكم أن تزوروا داخل سوريا لرأيتم الناس وفيهم طمأنينة عجيبة، وفيهم رضى بالقدر، وأمل في النصر عجيب، لا تجد جزعًا، وإلا لما كان يحتضنون رجال الجهاد والمقاومة، لا تجد فيهم خورًا ولا كسلاً، اليوم يدوي القرآن في مخيمات اللاجئين في حلقات تحفيظ القرآن التي نشط فيها أهل سوريا من الداخل والخارج، اليوم هناك هيئة للتعليم تُعلم هؤلاء الأبناء والصغار، ورأيت ذلك في مخيمات تضم 600 طالب، من يدرسهم؟ إنهم أبناء جلدتهم من خارج بلادهم جاءوا ودخلوا إليهم.

تجدون صورة من التفاعل العجيب حتى في دورات التدريب لكي يقودوا بلادهم بعد ذلك قائمة على قدم وساق، ودورات التعليم الشرعي رأيتها بعيني ورأيت من تفرغوا لها وانتدبوا لها، حياة كاملة لأمة عزيزة ولشعب عريق ولأهل إيمان وإسلام، نسأل الله عز وجل أن يتم عليهم نعمته! بإيمان راسخ وإسلام كامل ويقين صادق وقوة إيمانية يواجهون بها كل ذلك.

وإليكم مرة أخرى.. ما أرجو أن تصدقوه، أقرأ لكم سطورًا كتبت عام 1955م وأظن بعضكم قد لا يصدقني ويقول إنها كُتبت اليوم، ماذا يقول فيها الكاتب الذي تعرفونه؟

مجلة أنصار النبي ﷺ

22 Jan, 17:27


أرجوكم صدقوني

بقلم: د. علي عمر بادحدح – فك الله أسره*

مجلة أنصار النبي ﷺ

21 Jan, 20:44


من نظر إلى تاريخ الشام من ابتداء فتوحاته إلى زمن متأخر، يجد أن الفتن فيها عارضة، وليس لأحد قد عاش في شيء من الاستثناء في زمن من الأزمنة أن يحمل هذا الاستثناء على الأمر الغالب. فالشام هي موضع استقرار أمة الإسلام، كذلك موضع الاستقرار في ذاتها من جهة دينها، وكذلك أيضًا كونها حامية لبلدان المسلمين، وكذلك عين تنظر بها لمواضع الخلل، وكذلك لتربص أهل الضلال ببلدان المسلمين.

من مقال: يا طوبى للشام

بقلم: د. عبد العزيز الطر يفي - فك الله أسره

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/3PI3jLy

مجلة أنصار النبي ﷺ

21 Jan, 20:29


إنّ سُنَّةَ الله تعالى في إهلاكِ الطغاةِ المجرمينَ لا تتغيَّر، إلا أن هذه السُّنَّة تَسبِقُها سننٌ، يُجريها اللهُ تعالى بين يدَيها، توطئةً وتمهيدًا لها وإتمامًا لحكمتهِ منها، كسُنَّةِ إمهالِ الكافِرِين، وسُنَّةِ ابتلاءِ المؤمنينَ وتمحيصِهم، وسُنَّةِ المداولة بين الناس، وسُنَّةِ التدافع، ثم سُنَّةِ النصر والتمكين.

من مقال: وتحررت أرض الشام المباركة

بقلم: أ. جلال الدين الحمصي - سفير الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ في لبنان

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/3E18PpU

مجلة أنصار النبي ﷺ

21 Jan, 20:14


احمل سلاحي يا أخــــي .. تشعـر بـروح وارتيــــــاح
فالحور دومـاً مهرهــــــا .. بـذل لــروح بانشــــــــراح

أبيات من قصيدة : وفاء الشهيد

بقلم: مروان حديد – رحمه الله*

استمع الآن إلى القصيدة كاملة 🎧

مجلة أنصار النبي ﷺ

21 Jan, 19:53


من مقالات هذا الشهر

لتحميل العدد (32) من مجلة أنصار النبي ﷺ: https://bit.ly/4gT6POG

مجلة أنصار النبي ﷺ

21 Jan, 13:58


فإذا أُزيل هذا الانحراف عاد الإنسان إلى فطرته، ولهذا حتى لو كان هذا الإنسان ملحدًا، فنزلت به مصيبة لجأ إلى الله ﷻ فتذكر ورجع إلى فطرته، إذَن ثمة حجاب بينه وبين قلبه عن معرفة العقائد، وهذا الحجاب إما أن يكون ماديًا، أو أمن أو رغد عيش، أو طمأنينة أو شيء من التخدير، إذا أُزيل ذلك رجع الإنسان إلى فطرته الصحيحة، لهذا الذين لا يؤمنون بوجود الله، يرجعون إليه بشيء من الضر مسهم، إما بكارثة أو ألم أو وفاة قريب أو فقر أو نحو ذلك، حتى الإنسان إذا كان غارقًا في الفسق والفجور إذا مسّه الله عز وجل بنصب وعذاب في الدنيا فإنه يبدأ في الرجوع إليه.

طوبى للشام

أما حديث: “يا طوبى للشام”، فالمقصود بذلك الأرض، لأن الله عز وجل فضلها وبيّن فضلها في كتابه العظيم، وبيّن أنه بارك فيها وحولها أيضاً، فالله عز وجل ما ذكر مباركته في بلد من البلدان بعد مكة وفرة كما جاء في مسألة المسجد الأقصى وما حوله، بل إنه ذُكر وأُشير إليه في كلام الله عز وجل أكثر من المدينة، مع أن المدينة أفضل ولا خلاف في ذلك، ولكن إشارة إلى أنها معقل من المعاقل، والإشارة إلى أنه لا ينبغي أن تنسى هذا الموضع العظيم، وذلك أنه مسرى رسول الله ﷺ، وكذلك فيه أيضاً ذلك المسجد العتيق، الذي كان سابقًا لمسجد النبي ﷺ، ولكن الفضائل يجعلها الله حيث يشاء من الأرض.

وإذا كانت الشام بهذه الفضيلة، وهذه المزية، والملائكة باسطة أجنحتها عليها، وهناك أحاديث في مدينة دمشق بالاسم، والبعض يقول: كيف يجتمع ذلك وما يحدث فيها من دمار وقتل وتهجير واعتقال؟

فهذه الأمور نسبية، فمن نظر إلى تاريخ الشام من ابتداء فتوحاته إلى زمن متأخر، يجد أن الفتن فيها عارضة، وليس لأحد قد عاش في شيء من الاستثناء في زمن من الأزمنة أن يحمل هذا الاستثناء على الأمر الغالب. فالشام هي موضع استقرار أمة الإسلام، كذلك موضع الاستقرار في ذاتها من جهة دينها، وكذلك أيضًا كونها حامية لبلدان المسلمين، وكذلك عين تنظر بها لمواضع الخلل، وكذلك لتربص أهل الضلال ببلدان المسلمين.

ولهذا نقول إن هذا الأمر الذي يحدث في الشام، وما يحدث من بلاء وفتنة، هو من الأمور العارضة، وإلا فالشام دائمًا مستقر، ومن نظر في التاريخ يجد ذلك ظاهرًا، وقد يحدث في كثير من الناس من الأذية مثلًا من الضر أو المقتلة أو نحو ذلك، فقد جاء في الأحاديث بجعل مكة أماناً، وكذلك أيضاً المدينة، ومع ذلك تعرضت لمثل هذه الأمور، وقد بيّن النبي ﷺ فضل المدينة، وجزاء من أرادها بكيد، كما ورد في الصحيح: “من أراد المدينة بسوء أذابه الله كما يذيب الحديد”. ومع ذلك يحدث فيها فتن، كما حدثت فتنة الحرة وغير ذلك.

هذه الفتن تكون عارضة وهي استثناء من الأصل. ويريد الله عز وجل بذلك شيئًا من الحكمة، وهذا أيضًا في قول الله عز وجل للنبي ﷺ: ﴿وَٱللَّهُ یَعۡصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِۗ﴾ [المائدة: ٦٧] ، مع أن النبي ﷺ لحقه شيء من الأذى لكن لا ينفي ذلك وجود تلك العصمة، وذلك بجذب ردائه وكذلك تسميم اليهودية له بتقديم شاة مسمومة، الذي قيل إن النبي ﷺ مات به في قوله: “هذا أوان انقطاع أبهري”.

فنقول إن هذا أشياء استثناء تخدم الأصل، ولكن الله عز وجل يجعلها لحكمة ظاهرة، فلا تعارض بينها، وهذه أمور عارضة يجعلها الله عز وجل لحكمة.

مجلة أنصار النبي ﷺ

21 Jan, 13:58


** تعيش الشام مخاضًا لنفي الفساد من جسدها، وبدأت علامات صلاحها، وإذا صلح أمر الشام تبعتها الأمة، ففي الحديث: “إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم”، فهل يعني ذلك أن الشام تقود الأمة نحو الصلاح؟

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين:

أما بعد:

فالإشارة إلى أن هذا المعنى ظاهر فيما جاء في المسند من حديث زيد أن النبي ﷺ قال: “إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم”، والنبي ﷺ عندما ذكر فساد أهل الشام، و”لا خير فيكم” مع دوام الخيرية بالنسبة للأمة، لأن الله عز وجل إنما أوجد الأمة، وجعل فيها الخيرية دائمًا، ولهذا يقول الله تعالى في كتابه العظيم: ﴿كُنتُمۡ خَیۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران: ١١٠]، فالخيرية في هذه الأمة دائمة وثابتة وباقية، لا تتزحزح ولا تزول عنها، هذا هو الأصل.

ولكن ذكر النبي ﷺ: “إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم”، فيه إشارة إلى أن انتفاء الخيرية الغالبة في الأمة أمر عارض وليس بدائم. كذلك فيه الإشارة إلى أن موضع الفتن في الشام عارض وليس بدائم…

الشام هي البوابة الحامية

ثم أيضاً من وجوه الخيرية أن الشام هي البوابة الحامية لمواضع الإسلام، وطبعًا حدود الشام من فلسطين إلى العراق، فكل هذا داخل في هذا الجانب، فهي البوابة الحامية لمعاقل الإسلام، وكذلك أيضًا هي المنطلق لفتوحات الإسلام، والتاريخ في ذلك ظاهر… وإذا اختل جانب الجهاد، اختل جانب الخلافة الإسلامية، واختل جانب وحدة الأمة في ذاتها لأنها كالجسد الواحد.

ولا شك أن المقصود بقوله: “إذا فسد أهل الشام”، هو فساد الحال، وليس المراد بذلك هو فساد الأرض من جهة الجوع والعطش، وإنما المراد بذلك الناس بذاتهم، لأن الناس إذا فسدوا بالبُعد عن دينهم، وكذا إذا ضُيّق عليهم في شريعتهم، سيلحق به من الأذى والضر ما يشاؤه الله عز وجل ويقدره.

لهذا نقول: إن الله عز وجل قد جعل أمر الشام من جهة صلاحه واستقراره معياراً ومقياساً يُقاس به نبض الأمة، وليس المراد بذلك أن كلها جسد الأمة، ولكنها إشارة، وذلك كحالة الإنسان من جهة مرضه وصحته يقاس به بعض الأشياء التي توجد فيه؛ كضغطه ونبض قلبه وجسده أو نحو ذلك، يُعرف بذلك صحة الإنسان وسلامته، ولذلك في قول النبي ﷺ: “إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم” يعني في جسد الأمة.

وفيه إشارة إلى أمور متعددة منها:

البركة الموجودة في الشام: التي ذكرها الله عز وجل في كتابه العزيز في مواضع عديدة.

كذلك أيضاً ما في الشام من خيرية دائمة: ففيها من أهل العلم والصلاح والديانة، وكذلك أيضاً المجددين في الدين، لهم أثر في الشام، الفاتحين أيضاً لهم أثر في الشام، ولهم أثر في البلدان الأخرى.

هذه البوابة حِمى بلاد الحرمين: من جهة الدخول إليها من الفتن وغير ذلك، أن هذا البوابة إذا اختلت دخلت الرياح، رياح البدع والضلال إلى هذه البلدان.

أما المقصود بالفساد والصلاح فهو فساد الناس، ولذلك نلمس أن الفساد إذا ذُكر في كلام الله عز وجل وكلام الرسول ﷺ المقصود بذلك هو الفساد الديني، الفساد الذي يتسبب به الانحراف الديني، يعني: لازمه، وكما في قوله جل وعلا: ﴿ظَهَرَ ٱلۡفَسَادُ فِی ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ بِمَا كَسَبَتۡ أَیۡدِی ٱلنَّاسِ﴾ [الروم: 41]، يعني هذا الذي جنتْه من جهة الذنوب والمعاصي والبُعد عن الله ظهر فساد في أحوالهم، لذلك نقول إن المحك وكذلك قطب الرحى والمدار الذي عليه يدور الخيرية هو المراد بذلك: وهو البُعد من الدين أو القرب منه وتقوى الأمة.

بداية صلاح الشام

ولذلك الأحداث التي يمرّ بها الشام تعني بداية صلاح حاله، وهذا هو المشاهَد: أن دولة الإسلام الواحدة لما تفككت إلى دويلات، وأصبحت ثمة أثرة في بلدان المسلمين كلٌ قد استولى على قطر من الأقطار وأصبح لديه أثرة يسن ويشرع ويفرق، ووُجدت بعد ذلك النعرات الجاهلية من جهة التنابز بالألقاب، والاستنقاص من أجل اللون والعرق، وكذلك اللغة، وكذلك الأنساب وغير ذلك، هذه الأمور لم تكن بهذه الصورة، وإن وُجدت في دولة الإسلام…

والشام من نحو قرن أو أقل من ذلك بدأ فيها البُعد عن الله عز وجل، ثم تمكن فيها العلويون، وظهر فيهم ذلك ظهورًا جليًا، وذلك بنشر البدع، والتقليل من حمية الدين، ونشر البدع والخرافات الظاهرة الكفرية علانية، وظهر في الشام ظهورًا جليًا سب الله عز وجل! والتعدي على جنابه سبحانه وتعالى حتى استساغ ذلك الناس في شوارعهم وأسواقهم وميادينهم.

فأصبح الأمر وكأنك لست في الشام! التي كانت معقلًا لكثير من العلماء المجددين أئمة السنة.

لكن بقيت الفطرة السليمة، ولا بد أن تبقى، لأن الله عز وجل أوجد الناس عليها في قوله تعالى: ﴿فِطۡرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِی فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَیۡهَاۚ﴾ [الروم: ٣٠]. وفي حديث أبي هريرة رضي الله عن النبي ﷺ قال: “ما من مولود إلا ويولد على الفطرة…”.

مجلة أنصار النبي ﷺ

21 Jan, 13:58


يا طوبى للشام

بقلم: د. عبد العزيز الطريفي – فك الله أسره

مجلة أنصار النبي ﷺ

20 Jan, 18:32


فما بين نزع السلاح ونزع الأرواح إلاّ خيط دقيق من الزمن إن لم يؤدِ بك إلى الموت الحقيقي مرّةً واحدة، فسيؤدي بك إلى أن تموت ألف مرّة بالإذلال والإهمال والاعتقال والاحتلال.

من مقال من أجل استراتيجية جديدة للعمل الإسلامي في #كردستان العراق (2)

بقلم: د. عبد الرحمن محمد عارف - سفير الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ في إقليم كردستان العراق

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/4ha4NtW

مجلة أنصار النبي ﷺ

18 Jan, 12:09


تمر الدعوة بحالة من القمع من بعض الأنظمة الدكتاتورية الشمولية المعادية للدين والتدين؛ فيضطر الدعاة إلى الدعوة بما يتناسب مع الواقع، وبما لا يعرّضهم ويعرّض الدعوة للتنكيل أو الإبادة. بينما في الأماكن التي لا تتعرض فيها الدعوة للقمع والتضييق، ينطلق الدعاة بحسب ما يُسمح لهم بالدعوة واستخدام كل الوسائل والمساحات المسموح بها؛ لتحقيق الدعوة إلى الله ووصولها كما أمر.

من مقال: منهج النسبية في الدعوة

بقلم: الشيخ فرج كُندي – سفير الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ في ليبيا

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/40inGUA

مجلة أنصار النبي ﷺ

18 Jan, 09:13


نتيجة انتصارات المجاهدين من جهة، والطمع في قطف ثمرة حملة حافظ أسد عليهم من جهة أخرى.. أعلن الإخوان المسلمون دخولهم الحرب ضد النظام أواخر (۱۹۷۹)، بعد عدة أشهر من اندلاعها! وتبنوا المواجهة وراحوا يعملون على الاستيلاء على قيادتها والاستحواذ عليها من الطليعة. ولعبت سياستهم تلك الدور الرئيسي -وإن لم يكن الوحيد – في إجهاض الجهاد المسلح ضد النظام في سوريا.

نتيجة أسباب داخلية ونتيجة سياسة (الإخوان)، ونتيجة الضربات الأمنية للحكومة التي نجحت باستعادة زمام المبادرة.. تقهقرت (الطليعة المقاتلة)، وُصفي معظم كوادرها قتلاً وسجناً… واضطر مَن تبقى منها للخروج إلى دول الجوار؛ حيث فتحت حكومتا العراق والأردن، المناوئتين للنظام السوري آنذاك، الأبواب للمعارضين السوريين من كل مكونات الطيف السياسي.

استطاع الإخوان المسلمون بقيادة عدنان سعيد الدين الاستحواذ على قيادة الثورة الجهادية في سوريا، وجرّ مَن تبقى مِن الطليعة وكذلك تنظيم عصام العطار، بالإضافة إلى شريحة كبيرة من جماعات العلماء في سوريا إلى الانضواء تحت قيادتهم منذ ۱۹۸۰.

قاد الإخوان المسلمون مسيرة الفشل السياسي والعسكري الشامل للثورة الجهادية في سوريا، إلى أن أُجهضت في مواجهات حماة (۱۹۸۲) الدامية.. حيث قُضي على الأجهزة العسكرية لكافة الفرقاء، وتكبد المسلمون خسائر تجاوزت 50 ألف قتيل، في أشهر عمليات إبادة جماعية ارتكبتها حكومة عربية في القرن العشرين!

وهكذا انتهت التجربة الجهادية السورية، التي تمثل أهم وأطوال تجربة مواجهة للتيار الجهادي المسلح ضد حكومات الردّة في العالم العربي والإسلامي.

وقد يسر الله للعبد الفقير كاتب هذا الكتاب أن يؤرخ لتلك المرحلة الهامة، خلال فترة (١٩٧٥-١٩٨٥).. وذلك في الكتاب الذي كان بعنوان (الثورة الإسلامية الجهادية في سوريا آلام آمال)، وقد كتبته خلال (۱۹۸۵- ۱۹۸۷)، ونشر في (بيشاور) أواخر (۱۹۹۰). ويحتوي تسجيلاً وافياً لتلك التجربة.

وقد يسر الله لي مواكبة تلك المرحلة حيث كنت قد التحقت بتنظيم الطليعة المقاتلة مطلع سنة ١٩٨٠، ثم وبعد خروجي من سوريا آخر ذلك العام، التحقت بتنظيم الإخوان المسلمين في سوريا والذي استقر في الأردن وعملت في الجهاز العسكري للتنظيم، وكنت خلال أحداث انتفاضة حماة ۱۹۸۲ واحداً من أعضاء القيادة العسكرية لتنظيم الإخوان المسلمين الذي تشكل في بغداد، من كوادر الجهاز العسكري -الذين كنت واحداً منهم- ومن القيادة السياسية العليا للإخوان السوريين. مما مكنني من الإطلاع على خفايا سير تلك الأحداث وأسباب هزيمتنا فيها، وهو ما سجلت تاريخه وخلاصة دروسه في كتابي آنف الذكر.

مجلة أنصار النبي ﷺ

18 Jan, 09:13


يعود تأسيس التجربة الجهادية في #سوريا إلى الشيخ مروان حديد رحمه الله. والذي كان قد تربى في (الإخوان المسلمين)، وأثناء دراسته للهندسة الزراعية في مصر، تأثر بأفكار سيد قطب رحمه الله. وعاد إلى سوريا ممتلئاً حماساً، فيما كان حزب (البعث) العلماني القومي الاشتراكي قد استولى على السلطة.. فنشط عبر المساجد في مدينة حماة بالخطابة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة لتحكيم الشريعة، واعتقل مراراً.

وفي سنة (١٩٦٥) داهمت قوات الحكومة عليهم أحد المساجد واشتبك مع عدد من تلامذته في صدام مسلح مع السلطة، فاستشهد عدد منهم، واعتُقل الشيخ وآخرون وحكم عليهم بالإعدام. ثم اضطر رئيس الدولة آنذاك -الرئيس أمين الحافظ- إلى الإفراج عنهم تحت ضغط العلماء في سوريا، وعلى رأسهم الشيخ محمد الحامد رحمه الله.

كان الشيخ مروان قد تنبه إلى أن مواجهة كبرى مع النظام البعثي لا بد آتية.. وأنذر مبكراً من مشروع طائفي نُصيري قادم. ولما لم يستطِع إقناع (الإخوان المسلمين) بالإعداد للمواجهة، توجه بنفسه وتلاميذه للإعداد.. من خلال العمل المسلح مع منظمة (التحرير) الفلسطينية، من خلال الفصيل الإسلامي فيها. وتمكن من إعداد النخبة الجهادية الأولى لتنظيمه الجهادي.

سنة (۱۹۷۰) انقلب حافظ الأسد والمجموعة النصيرية العلوية في الجيش وحزب البعث انقلاباً أبيضَ، دُعي بـ(الحركة التصحيحية).. وهكذا قفزت الطائفة النصيرية من غلاة الشيعة الباطنية للمواجهة؛ لتتولى السلطة جهاراً نهاراً وتحكم المسلمين في سوريا، تماماً كما كان قد حذر منه الشيخ مروان رحمه الله..

وعاد الشيخ مروان حديد رحمه الله للتحرك للمواجهة من جديد، وسعى مع قيادة شطري تنظيم (الإخوان المسلمين) في سوريا -الذين كانوا قد انقسموا خلال تلك المدة- من أجل السعي في توحيدهم على مشروع مواجهة النظام. ولكن كلا الجناحين، التابع للتنظيم الدولي برئاسة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله ونائبه عدنان سعيد الدين، وكذلك الجناح الآخر بزعامة عصام العطار -اتفقا رغم اختلافهما الكبير على رفض مشروع الإعداد للمواجهة، وآثرا الاستمرار في منهجهما الدعوي السلمي.

ولما اقتنع الشيخ مروان حديد رحمه الله، بعدم إمكانية إقناع (الإخوان المسلمين) بالمواجهة، شكّل تنظيمه الخاص الذي أسماه (الطليعة المقاتلة لحزب الله). وكوّن له ثلاث نويات رئيسية في مدينته (حماة) مسقط رأسه وميدان حركته الرئيسي. وفي (حلب) ثاني أهم مدن سوريا. وفي العاصمة (دمشق)؛ حيث انتقل إليها مختفياً من أجل الإعداد للمواجهة مع النصيرية.

طرد (الإخوان المسلمون) مروان من تنظيمهم مع مجموعة ممن تأثروا بأفكاره الثورية الجهادية، وحاولوا كبح جماحه، ولكنه تابع تجنيد أنصار له معظمهم من شباب (الإخوان)، وقال قولته الشهيرة: “لإن أخرجني الإخوان من الباب، لأدخلنّ عليهم من الشباك، ولأجرنّهم للجهاد”.

وهذا ما حصل فعلاً!

اعتُقل الشيخ مروان حديد سنة (۱۹۷۰)، بعد اشتباك مسلح مع المخابرات في مخبئه في دمشق، ومكث في السجن إلى سنة (۱۹۷۵ ) حيث فقد نصف وزنه تحت التعذيب. ثم أُعدم بحقنة سامة في السجن كما رُوي آنذاك. ودُفن رحمه الله، وغُيب قبره ولم يسمح لأهله أن يعلنوا له جنازة.

آلت قيادة تنظيم الطليعة المقاتلة إلى تلامذته، وتسلم الإمارة من بعده الشهيد عبد الستار الزعيم رحمه الله، واتخذت الطليعة خطة سرية للمواجهة عبر الاغتيالات النوعية لرؤوس الدولة من كبار النصيرية. ونفذوا ذلك خلال الأعوام (۱۹۷۵ – ۱۹۷۹)، ولم تستطع الدولة أن تتعرف على هويتهم إلا في آخر تلك المدة بالتعاون مع المخابرات الأردنية.

أعلنت الطليعة الجهاد على النظام في سوريا صيف (۱۹۷۹) في شهر شعبان (۱۳۹۹)، وأعلنت عن نفسها باسمها الجديد (الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين)، وابتدأت حرب عصابات مدن على مستوى القطر السوري بكامله.

أعلن الإخوان المسلمون (الجناح الرئيسي المرتبط بالتنظيم الدولي) ابتداءً براءته من تلك المواجهة، وطالب بلجان تحقيق تثبت عدم علاقتهم بالأحداث، في حين تبنى عصام العطار المواجهة ونسبها إليه، ونشر أرقام حساباته البنكية لجمع التبرعات.. للجهاد طبعاً.. من ألمانيا!

اضطرب نظام (حافظ أسد) تحت وقع الضربات العسكرية للمجاهدين من الطليعة، وقرر مواجهة وتصفية كافة فصائل الإخوان المسلمين، ومن ثم طور المواجهة لتشمل كافة طيف الصحوة الإسلامية. بل وكافة الشريحة المتدينة في البلد.. واتخذت المواجهة شكل حرب بين أهل السنة وهم جمهور المسلمين في سوريا، وبين الأقلية النصيرية التي تُدعى بالطائفة (العلوية)؛ كما سماهم الفرنسيون أيام الاحتلال، ليلبسوا أمرهم على الناس.

مجلة أنصار النبي ﷺ

18 Jan, 09:13


المحاولات الأولى لإسقاط النظام في سوريا

بقلم: أبو مصعب السوري – رحمه الله*

مجلة أنصار النبي ﷺ

18 Jan, 09:09


سنة (۱۹۷۰) انقلب حافظ الأسد والمجموعة النصيرية العلوية في الجيش وحزب البعث انقلاباً أبيضَ، دُعي بـ(الحركة التصحيحية).. وهكذا قفزت الطائفة النصيرية من غلاة الشيعة الباطنية للمواجهة؛ لتتولى السلطة جهاراً نهاراً وتحكم المسلمين في #سوريا، تماماً كما كان قد حذر منه الشيخ مروان رحمه الله..

من مقال: المحاولات الأولى لإسقاط النظام في سوريا

بقلم: أبو مصعب السوري – رحمه الله*

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/3DYVxdG

مجلة أنصار النبي ﷺ

17 Jan, 18:23


لغة الرصاص ومدفعي - خير من اللسن الفصاح

والحق حــق إنمـــــــا - نعليه بالبيض الصفـاح

عار عليكم أن تعيشــوا - في العويل وفي النواح


أبيات من شعر: وفاء الشهيد

بقلم: مروان حديد – رحمه الله*

اقرأ الشعر كاملاً: https://bit.ly/4gS0lA2

مجلة أنصار النبي ﷺ

17 Jan, 12:16


قم يا أخي أكمل كفاحي قم لا تنم واحمل سلاحي

إني وفيت لربنـــــــا ولديننا فاسأل جراحي

عاهدت ربي والدما تروي أزاهير البطاح

ألا أغادر أرضنا نهباً، وفي كفر بواح

وجعلت رزقي دائماً في ظل سيفي والرماح

وبمدفعي وقنابلي حاربت جيش الانبطاح

لغة الرصاص ومدفعي خير من اللسن الفصاح

والحق حق إنما نعليه بالبيض الصفاح

عار عليكم أن تعيشوا في العويل وفي النواح

وخصومكم قد أرهبو كم بالنباح وبالصياح

أنتم أسود ضیعت بقعودها شرف الكفاح

حتى عرتها ذلة فتقاعست خوف النباح

يكفيكم أن تعلنــوا عن دينكم دين الفلاح

وتقاتلوا أعداء كم فالكفر آذن بالرواح

إني شهيد يا أخي والقتل عذب كالقراح

وغداً أكون وإخوتي عند المليك مع الملاح

فاحمل سلاحي يا أخي تشعر بروح وارتياح

فالحور دوماً مهرها بذل لروح بانشراح

مجلة أنصار النبي ﷺ

17 Jan, 12:15


وفاء الشهيد

بقلم: مروان حديد – رحمه الله*

مجلة أنصار النبي ﷺ

17 Jan, 07:08


لا بد من رفع الظلم عن كل مظلوم، وعلى رأس ذلك ملف ما يُسمى بالإسلاميين..
كفى ظلمًا!

من كلمة الشيخ أحمد الأسير - فك الله أسره - من داخل محبسه

استمع الآن إلى الكلمة كاملة 🎧

مجلة أنصار النبي ﷺ

16 Jan, 21:06


أسلوب الدعوة توفيقي وليس بتوقيفي، متعدد الأوجه والطرق والأساليب، التي تمكن الداعية من الوصول إلى قلوب الناس من خلال اتباع عدة طرق ووسائل نسبية، بحسب ما يقتضيه الحال للمدعوين، وحسب ما يحيط بهم من ظروف، وبحسب خلفياتهم الثقافية والفكرية والسياسية والاعتقادية. وهذا يحتاج إلى علم بمنهج الدعوة وعلم الداعية وذكائه وفطنته؛ من خلال استخدام منهج النسبيّة في الدعوة إلى الله تعالى.

من مقال: منهج النسبية في الدعوة

بقلم: الشيخ فرج كُندي – سفير الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ في ليبيا

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/40inGUA

مجلة أنصار النبي ﷺ

16 Jan, 20:58


رغم انتشار الفساد داخل أوساط المسلمين في آخر الزمان، سوف تبقى طائفة منصورة على الحق إلى قيام الساعة، وأن هذه الطائفة ستكون في الشام في آخر الزمان، وهذا فيه تشريف لأهل الشام وفي الوقت نفسه تحمّلهم هذه الأحاديث مسؤولية كبيرة في القيام بالإصلاح والثبات على الدين؛ حتى يكونوا قدوة لغيرهم من أبناء الأمّة الإسلامية.

من مقال: عُقر دار المؤمنين الشّام – دلائل وبشارات

بقلم: الشيخ حسن شباني – سفير هيئة أنصار النبي ﷺ في كندا

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/3C3HNxH

مجلة أنصار النبي ﷺ

16 Jan, 20:52


1- مشروع (الوحدة) بين الحركة الإسلامية والنهضة الإسلامية سنة (1999م) ودامت بشق الأنفس أقلّ من سنة واحدة، هذا على مستوى الأحزاب، وعلى مستوى الهيئات والمنظمات المَدنية الكبرى وُقِّعَت وثيقة الوحدة بين منظمة (زيار) و(معهد الدعاة) عام (2018م) فأُميتَت الوحدة في مهدها بل في رحمها، وقدّم المعهد كلّ ما لديه مادياً ومعنوياً لنجاح الوحدة ودوامها لكنّه خرج منها صفر اليدين.

2- مشروع (التحالف مع العلمانيين) سنة (2009م) عندما اتّحدت الجماعة الإسلامية والاتحاد الإسلامي مع حزبين علمانيين صغيرين في قائمة انتخابية واحدة لبرلمان كردستان العراق، فكانت عاقبتها تدّفق أصوات الإسلاميين لمصلحة مرشح العلمانيين، ومُزّق التحالف بُعَيد نتيجة التصويت بعدة ساعات.

3- من أجل (تحالف إسلامي) قام الاتحاد الإسلامي والحركة الإسلامية بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية في قائمة واحدة تحت عنوان (نحو الإصلاح) سنة (2019م)، فأصبح مثالاً للنقد البَيني ومَثاراً للتجريح الثنائي بينهما، واغتيل التحالف بعد الإعلان عن النتائج، وقُبَيل عقد الاجتماع الأول للبرلمان.

4- شاركت أحزاب إسلامية في حكومة الإقليم في حقائب وزارية منذ سنة (1997م) إلى ما قبل سنتين، وكانت المشاركات كلّها هامشية، أُريد بها ترقيع لحالة ممزّقة يعانيها الحزب (من الإسلاميين أو العلمانيين) كحالة مشتركة، فوجود الإسلاميين بوزير أو وزيرين أو عدد من المستشارين لم يغير من واقع العمل الإسلامي إلاّ في مساحات ضيقة لم ترقَ إلى مستوى آمال الإسلاميين.

5- وشيء آخر جرّبه الإسلاميون في بعض المراحل مثل (خروجهم من الحكومة المركزية للإقليم أو حكومة المحافظات) غضباً على مواقف معينة للغالبية الحاكمة، وتسجيلاً لموقف سياسي، مثل رفضهم لاستبداد الغالبية العلمانية في اختراع المشاكل لتعطيل عمل الوزراء الإسلاميين، أو إنكاراً لضغوطات تعرّضوا لها أثناء حدوث أزمات سياسية كعدم الإيفاء الحكومة ببرنامجها ووعودها المتفق عليها.

6- دخل الإسلاميون في تجربة (المعارضة السياسية) داخل البرلمان منذ (2009م)، وفي تلك الفترة وما بعدها من سنوات بقيت المعارضة في موقع الصراخ والعويل دون أنْ تُصغي الحكومة إلى مطالبهم.

7- في خطوة جديدة تختلف عن التجارب الأخرى جماعة العدل الكردستانية رفضت نتائج الانتخابات الأخيرة في نوفمبر 2024، وقررت الانسحاب من البرلمان، رغم حصولهم على ثلاثة مقاعد، ورَموا هيئة الإشراف على الانتخابات ومن خلفهم بالتلاعب بالأصوات الإلكترونية لصالح الأحزاب العلمانية، وجرّم الحزب المشرفين بالتصميم القَبْلي للنتيجة، وتوزيع المقاعد قبل تصويت الناخبين!

سبعة مشاريع تفاعلنا معها مدة طويلة، مَن يدرسها من أصحاب الفكر الاستراتيجي يؤمن يقيناً أنّ العمل الإسلامي لم يبق أمامه تجارب أخرى للدوران فيها، فما بقي هو التفكير العميق والموسّع والسريع لبناء استراتيجية جديدة. فالتعدد في الأجنحة الإسلامية وإنهاك النفس في الطَيَران بكلّ أنواعه وتجربة مشاريع كبيرة وصغيرة لم تشفع لنا للوصول إلى الهدف العالي، بل أبقت (الإسلامية) في التَيه والدوران حول نفسها.

الدافع الرابع: (الصفوية والعثمانية الجديدة ومعيار الطائفية والقومية القديمة)

واضح للواعي أنّ إيران (الجارة الشرقية الكبرى) للإقليم لا تُرحّب بمشروع (إسلامي سُنّي كُرْدي) للأسباب الآتية:

الأول: الخلاف التاريخي العميق الذي صنع لكِلا الجانبين شخصية مختلفة في الرؤيا والرايات.

الثاني: الدستور الإيراني يمنع التآزر البيني ويُحرّمه إلاّ في خُطُوات تكتيكية.

الثالث: الخلاف المذهبي البعيد والعنصرية الطائفية.

الرابع: المصالح الاستراتيجية، سواء القريبة أم البعيدة.

ودولة تركيا (الجارة الشمالية الكبرى) كإيران لا تُريد التعامل المطلوب مع مشروع (إسلامي سُنّي كُرْدي) إلاّ في حدّه الأدنى، للأسباب الآتية:

أولاً: لا يزال الفكر القومي (الأتاتوركي) مسيطر على الشارع التركي.

ثانياً: (القلق العميق) والحذر الشديد المتراكم الذي صنعته التيارات القومية واليسارية (التركية) ثمّ (الكردية) مدى قرن كامل.

ثالثاً: (الدولة العميقة) وهي لا تزال تطل برأسها كما في الانقلاب الفاشل سنة (2016م)، وهي الأكثر خطورة على التوافق الذي يجب أنْ يحدث بين التُرك والكُرد.

رابعاً: الخلاف اللغوي، وإن كُنتُ أعتقد أنّ هذا الفرق ليس كبيراً، لكن استغله (الطورانيون) والقوميون الكُرد لتأجيج الصراع، وإبقاء شرارة الفتنة باقية بين الشعبين المسلمين.

مجلة أنصار النبي ﷺ

16 Jan, 20:52


في المقابل دولة إيران تتعاون بالكامل مع حزب (الاتحاد الوطني الكردستاني) وهو حزب (كُرْدي علماني)، ودولة تركيا تتعاون بالكامل مع (الحزب الديموقراطي الكردستاني) وهو حزب (كُرْدي علماني). فلماذا تُقدم الدولتان إلى الحزبين الكرديين العلمانيين كلّ شيء، ولا يفتحون نافذة مقبولة مع الأحزاب والهيئات والشخصيات (الإسلامية السُنية الكُردية)؟ باعتقادي أنّ المانع الأقوى لدى تركيا (مانع قومي) وليس مانعاً دينياً على الأقل بالنسبة لحزب العدالة والتنمية الحاكم، أما عند إيران فالمانع الغالب طائفي ثمّ يأتي بعده المانع القومي.

الدافع الخامس: (نُخَب تُدرِّس في فنون الصَمْت والاستغناء)

مشكلة النُخَب ليست في قلة العدد، ولا في قدرتهم على الكلام، وولوغ اللسان في كلّ شيء، فجمهورهم باتوا على مذهب (سَبع صنائع والبَخْت ضائع) كما يُقال في الدارجة العراقية، ولا نقص لهم في الألقاب والشهادات الجامعية (ولا أقول العلمية!)، بل مشكلتهم تكمن في أمراض متباينة في المفاسد ومختلفة في المآلات كـ(اللامبالاة) في معاملة المجتمع وقضاياه، والشعور دائماً بـ(الاستغناء) ثمّ (الاستنكاف) عن الناس، يحسبون أنّهم على شيء لا يحسنه كلّ أحد، ولا يتوفر عند أحد!

دعوني أحصي لكم النُخَب مع تعريف بحال بعضها، منها: النخبة السياسية، والنخبة الجامعية، ونخبة العلماء (أصحاب العمائم)، والنخبة الاجتماعية (رؤساء العشائر والعوائل)، فنخبة رأس المال، وأخيراً النخبة الأمنية والعسكرية (رفاق السلاح).

(الصمت الجماعي الرهيب) الذي يُعرف به النخب، خاصة نخبة جامعات الإقليم، فهؤلاء ليس لديهم قضية يُدافعون عنها طيلة ثلاثين سنة، (أي: بعد إحياء جامعة السليمانية من جديد سنة 1992م)، ولم يجتمعوا على شيء البتة يخص حال المجتمع ومآله، وهم بالآلاف من أصحاب الشهادات العليا، لا يشاركون في المظاهرات، ولا يصدرون بيانات، ولا ينزلون إلى الساحات، ولا يرفعون أصواتهم تجاه السلطة الفاسدة عند أي فساد أو تصرّف مخالف للدين ومصلحة الناس، كأنّهم خُلقوا للتّدريس في فنون الصمت، وتَخصّصوا في كيفية استغباء النفس مما يأتي ويجري، والتدريب على اللامبالاة وعدم الاكتراث، ولا أُنكر وجود مواقف فردية هنا وهناك من الجامعيين، لكنّ الربيع لا يأتي إلينا بوردة واحدة!

فتمدّد (الصَّمَم والاستصْماءُ) من النخبة الجامعية إلى مرتبة أنّ السلطة الفاسدة منذ عشر سنوات تقوم بقطع رواتبهم، ورواتب الموظفين، والتلاعب بحقوقهم المادية التي تقدر بمئات المليارات بالدينار العراقي، ولإرجاع هذه الحقوق الشخصية المغتصبة لم يصدر منهم موقف جماعي واحد يستحق الشكر والاعتزاز. ومَن لم يكن لنفسه فكيف يكون لغيره؟

وأما النخبة السياسية فغالبيتهم شاركوا في تحطيم البنية النفسية والفكرية والأخلاقية والعلمية والاقتصادية والاجتماعية للمجتمع الكردي المسلم، وعملية التحطيم دخل في السنة الخامسة والثلاثين من عُمْرها!

أما نخبة العلماء (أصحاب العمائم) فهم الأكثر تأثيراً على المجتمع الكردي من الناحية الدينية، ولا أحد ينافسهم في ذلك، والمكوّنات المجتمعية الكردية بطبيعتها وطيبتها تحترم العلماء وتُصغي اليهم، وهي راجعة إليهم في حل الكثير من القضايا الدينية والدنيوية، فهنا يتيبن ألاّ مشكلة كبيرة في الإنسان الكردي العادي البسيط، إنما المشكلة معلقة ومتدلّية من عنق العلماء، فهم مُقسّمون إلى عدة مجموعات:

مجموعة كبيرة منهم خاضعة لتوجيهات الأحزاب العلمانية في السلطة ومؤسساتها.

ومجموعة أخرى ينتمون إلى الأحزاب الإسلامية والطُرُق الصوفية.
وأقلّ من المجموعتين مستقلّون عن (السلطة والأحزاب والطُرُق).

وهذا التشرذم أثّر سلبياً على دورهم الرّيادي، وأضعف موقفهم، ونال من سمعتهم، وقلّل من هيبتهم أمام السلطة والأحزاب والمجتمع، ولو اجتمعوا في حزب علمائي واحد له مشروع تحريري للإنسان الكردي لَفَتَح الله على أيديهم، وأنقذ بهم العباد والبلاد، لكن هيهات لا يفعلون ذلك فحسب بل يحاربونه!

وما يدهشني و(أراه تناقضاً كبيراً) أنّ كثيراً من العلماء والوعّاظ والخطباء في حدود مسجدهم لا يقبلون من أحد التدّخل في شأنهم (عدا الأوقاف طبعاً)، ولو كان شخصاً أعلم منه ديناً ودنياً، لكن عندما يخرجون من المسجد إلى الشارع والمجتمع والأحزاب يقبلون أي واحد يقودهم ويأخذ بيدهم إلى حيث يريدون!

وهذه الثنائية المغايرة في الشخصية العلمائية الكُردية تُعبّر عن نوع عميق من (العَلْمنة السلوكية) التي تريد أنْ تفصل الدين عن الدنيا، وتجعل رجال الإسلام (رجال الدين كما يقولون) بعيداً عن الشأن العام وقضايا الإنسان الفردية والأُسَرية والمجتمعية في السياسة والسيادة وتقرير المسير والمصير. هذا هو واقع النُخَب عموماً والفئات المختارة، لذلك من حقنا أن ندعو إلى بناء استراتيجية جديدة للعمل الإسلامي لتغيير هذا الواقع!
[يُستكمل في المقال القادم]

مجلة أنصار النبي ﷺ

16 Jan, 20:52


في الحلقة السابقة قدّمت جواباً واحداً عن السؤال الثاني، ونصه: لماذا نحن بحاجة إلى استراتيجية جديدة للعمل الإسلامي في كردستان العراق؟ فهناك صوّرت (سوء الفقه والتقدير) من أجنحة العمل الإسلامي و(سوء النية والتصرّف) من الدوائر المُعادية حول الربط الدائم بين (الاتجاه العمودي والاتجاه الأفقي) في العمل الإسلامي، فما كتبته هناك بمثابة مدخل لمعرفة الدوافع والبواعث المؤسِسة لـ(منظومة إجابات) قد ترسم صورة متكاملة للجواب على السؤال المذكور في عدة اتجاهات فكرية وسياسية واجتماعية.

وتكملةً لما سبق أبحث هنا (تسعة دوافع) في دعوتي لكتابة استراتيجية جديدة، وأقول إنَّ:

الدافع الثاني لاستراتيجية جديدة: نزع السلاح أم نزع الأرواح؟

ما حدث قبيل نهاية عام (1993م) واستمرّ إلى منتصف عام (1994م)، من القتال ضد قوات ومواقع الحركة الإسلامية في كردستان العراق، وما أسفر عنه من التضحيات الجسام في الأرواح، والخسائر في الآليات والمعدات.

وما حدث مرّة أخرى عندما هُوجِمت الجماعة الإسلامية الكردستانية سنة (2003م)، وما أسفرت عنه من فقدان أرواح كثيرة، وفقدان المنطقة التي كانت تحت سلطة الجماعة، واستعان الطرف المعتدي بالطائرات الأمريكية وصواريخها عن بُعد لقصف أمكنة الجماعة وتدمير مقرّاتهم في بداية الاحتلال الأمريكي للعراق عام (2003م)، ووقع العدوان في كِلتا المرّتين بقيادة حزب علماني كُردي، وبتوافق إقليمي في المرّة الأولى، وتوافق وتدخل دولي في المرّة الثانية، مما أوصل حال الإسلام الجهادي إلى تجريد رجال الإسلام من السلاح وإعطائه للعلمانيين المحاربين في المعسكر الأمريكي آنذاك والإيراني فيما بعد.

فما بين نزع السلاح ونزع الأرواح إلاّ خيط دقيق من الزمن إن لم يؤدِ بك إلى الموت الحقيقي مرّةً واحدة، فسيؤدي بك إلى أن تموت ألف مرّة بالإذلال والإهمال والاعتقال والاحتلال.

الدافع الثالث: (تعدد الأجنحة والتَيْه في الطَيَران)

لا أدخل هنا في مسألة الحرية الفكرية والفقهية بالمعيار الشرعي، فهذه الحرية مكفولة بالنص، وتجربة المسلمين عبر التاريخ شاهدة على ذلك، لكنّ في مسألة الحرية السياسية وتأسيس أكثر من حزب أو كيان إسلامي في منطقة ضيقة ولها أعداء متربّصون لها، قد تكون منافعها أقل من مضارّها، خاصة إذا عرفنا أنّ الغلوّ قد فَعَل فِعلَه في (تأصيل) شيء مخالف للواقع، وما كان له أنْ يؤصَّل، والإغفال عن (خوف) موافق للواقع، وقد كان من الواجب أنْ يؤصَّل، وهما كالآتي:
الأولى: التأصيل الشرعي دائماً للاختلاف، والتخفيف شيئاً فشيئاً (ضمنياً أو صراحةً) من شأن الاتّفاق والائتلاف، وأوصلنا هذا (الفقه التفريقي) في مراحل عدة، كان كثير من النخبة الإسلامية في لحظة تدريسه (يُهيمن على نفسه وهماً) كأنّ الاختلاف واجب عيني، ومفصل من مفاصل العقيدة، والاتفاق ووحدة الصفوف من كبائر الذنوب! والويل لمن كان مخالفاً للتيار، وغرّد خارج السرب، ودعا إلى الاندماج مثلاً أو إلى جبهة، فسيُتّهم مباشرة بالمثالية، والقفز في الخيال، وانعدامه لفقه الواقع، وغيره من الاتهامات الجاهزة التي يرددها أصحابها منذ عقود.

الثانية: الإغفال عن الخوف الحقيقي من اختراق الجماعات والقيادات(وهذا قد حصل) من قبل الأعداء من الدول والأحزاب، وفي مثل هذا الظرف كلّما توسّعنا واحتفلنا بتعدد الكيانات، وتَفتُّق المجموعات، كلّما سهّلنا وفتحنا من الشبابيك والفُرَص لدخول الذباب، وتوطين الغراب إلى (مملكة الشرعنة) للتفريق بين الأشخاص والأحزاب!

وفي مثل هذه الأجواء من الفهم الميّال لخفض قيمة الاتفاق إلى أدنى درجاته، ورفع سهم الافتراق رغم خطورته على العمل والعاملين للإسلام، دَخلتْ الأحزاب والمنظمات الإسلامية في مشاريع متعددة الأسماء، والأحجام، والآثار في العقود الثلاثة الماضية، وخرجت منها بثمرات زهيدة، وأحياناً لم تجنِ منها شيئاً، وكان السبب الجوهري لهذا العجاف إمّا غياب (استراتيجية دقيقة مجمعة عليها)، أو لوجود (استراتيجيات متضادة) لم تستجب في أغلبها لآمال المسلمين الكبرى، ولم تقلل من آلامهم كثيراً، وسبب آخر (لكن لا يعترف به غالبية النخبة القيادية خجلاً أو عناداً) وهو عدم النضوج الكامل في قراءة الواقع المحلي والإقليمي والدولي، يعني غياب (القراءة السياسية الصحيحة) لخارطة المتغيّرات والعلاقات والفُرَص والمصالح، وكيفية التعامل معها واستثمارها لصالح العمل الإسلامي. وهذا هو الواقع الذي فرض عليّ القول بأننا نحتاج إلى استراتيجية جديدة.

سأشرع في التذكير بـ(المشاريع السبعة) التي نفذّتها جماعات ومنظمات إسلامية في الإقليم، فبعض منها محصولاتها الإيمانية والميدانية والمادية قليلة جداً، وبعضها كانت مُحبِطة للآمال، وكلّها تدعو إلى الاقتناع بأنّ الاستراتيجية الجديدة حان أوانها، بل يوشك أنْ تخرج الفرصة من بين أيدينا:

مجلة أنصار النبي ﷺ

16 Jan, 20:51


من أجل استراتيجية جديدة للعمل الإسلامي في كردستان العراق (2)

بقلم: د. عبد الرحمن محمد عارف - سفير الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ في إقليم كردستان العراق

مجلة أنصار النبي ﷺ

16 Jan, 13:27


انتهت مرحلة الغثائية واللا انتماء والعمل غير الهادف من حياة الشعب الفلسطيني العظيم، وبدأت مرحلة جديدة جدة كاملة، هي مرحلة الحماس.. مرحلة الإسلام العظيم وحملته الأبرار.

من مقال: انطلاقة حماس وتصحيح التاريخ

بقلم: القائد الشهيد يحيى السنوار - تقبله الله

استمع الآن إلى المقال كاملاً 🎧

مجلة أنصار النبي ﷺ

15 Jan, 19:03


كيف يتحدّثُ نبيُّ الإسلام ﷺ بهذه الثقة العالية والقناعة المتناهية عن أخبار الشّام وأهلها في ذلك الزمن وهم لم يدخلوا في الإسلام بعد؟ والجواب: واحدٌ لا ثاني له، إنّها النبوّة. فأخبار الشام وأحاديثها من أعظم دلائل نبوّتِهِ وصحة رسالته ﷺ.

من مقال: عُقر دار المؤمنين الشّام – دلائل وبشارات

بقلم: الشيخ حسن شباني – سفير هيئة أنصار النبي ﷺ في كندا

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/3C3HNxH

مجلة أنصار النبي ﷺ

15 Jan, 17:44


5- تنوع أساليب الدعوة بحسب ظروف كل مرحلة

وعى رسول الله ﷺ ما يجب أن تكون عليه الدعوة من التأنّي، وعدم الاستعجال في الوصول إلى المطلوب، وهي قاعدةٌ ينبغي على الدُعاة جميعهم اتِّباعها في دعوتهم؛ حيث يبدأ التدرّج بأن تكون الدعوة سرّيةً، ثمّ يُعلَن عنها فيما بعد، أمّا فيما يتعلّق بطول مدّة سرّيتها؛ فيختلف بحسب الظروف الواقعة فيها، ومع أنّ الرسول ﷺ كانت دعوته في بدايتها سرّيةً، إلا أنّ هذا المبدأ غير مشروطٍ في كلّ دعوةٍ، وإنّما يُقرّر وجوده بحسب الواقع؛ من حيث الزمان والمكان.

كما سار المسلمون في مكّة على نهج اعتبار الدعوة مبدأ ثابتاً ينبغي السير عليه، ومع ارتباط فكرة سرّية الدعوة بالتدرج فيها، إلّا أنّ التخلّي عن مبدأ السرّية لا يعني ترك التدرج في الدعوة؛ فالتدرج قاعدةٌ من قواعد الشريعة الإسلاميّة بمجالاتها جميعها.

ومن أمثلة ذلك ما أوصى به رسولُ الله ﷺ معاذ بن جبل حين أرسله إلى اليمن، حيث قال ﷺ له: “إنكَ تَأْتي قَوْمًا مِن أهْلِ الكِتابِ، فادْعُهُمْ إلى شَهادَةِ أن لا إلَهَ إلّا الله وأَنِّي رَسولُ اللهِ، فإنْ هُمْ أطاعُوا لذلكَ، فأعْلِمْهُمْ أن الله افْتَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلَواتٍ في كُلِّ يَومٍ ولَيْلَةٍ، فإنْ هُمْ أطاعُوا لذلكَ، فأعْلِمْهُمْ أن الله افْتَرَضَ عليهم صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِن أغْنِيائِهِمْ فَتُرَد في فُقَرائِهِمْ، فإنْ هُمْ أطاعُوا لذلكَ، فإياكَ وكَرائِمَ أمْوالِهِمْ، واتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ، فإنَّه ليسَ بيْنَها وبيْنَ اللهِ حِجابٌ”.

6- التدرج في الإصلاح

كان رسول الله ﷺ يقبل من البعض كل مالهم مثل أبي بكر، ومن آخر النصف مثل عمر، ومن غيرهم أقل، فكل هذه نسبيات لا إطلاق فيها؛ بل هي نسبية بينية متغيرة بحسب حال وقدرة وإمكانية كل فرد.

ولا بد أن ندرك أن عملية التغيير الشامل في بناء الأفراد والأمم ليس بالأمر اليسير، ولا سيما وأنت تتعامل مع رواسب قرون وأعوام خلت، كان لها أثرها البالغ في تكوين الأفراد والأمم، أي أننا نعالج أموراً كبر عليها الصغير وفني فيها الكبير حتى أصبحت ثوابت، وبالتالي حتى تُصلح وتُغير سواءً في الأفكار أو القيم أو الأخلاق والنظم، فلا بد من جهد جهيد وصبر ومصابرة، وعقل وعاطفة، فسُنة الله في خلقه التدرج في النمو، والمرحلية في التغيير، والأولوية في التنفيذ، وهذا مقتضي النسبية في الدعوة إلى الله تعالى، يجب على الداعية الوعي بها والعمل وفق قانونها السنني.

والتعجل في مثل هذه الأمورة العظيمة عواقبه وخيمة، ولا يصل بنا إلى الهدف المنشود.

ويمكن أن نستمد من سيرة الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز خامس الراشدين ما يعلمنا كيف نأخذ بقانون النسبية، ودليل نجاح للداعية وأسلم طريق لتحقيق هدف الدعوة، فقد أراد عمر رحمه الله أن يعود بالناس إلى هدي الخلفاء الأربعة، على مُكث وتدرج، ولكن ابنه الشاب أنكر على أبيه عدم إسراعه في إزالة كل بقايا الانحراف والمظالم التي كانت سائدة، وردّ الأمور إلى سنن الراشدين، فقال له يومًا: ما لك يا أبتي لا تنفذ الأمور؟ فوالله ما أبالي لو أن القدور غلت بي وبك في الحق!

فكان جواب الأب الفقيه المؤمن: “لا تعجل يا بني، فإن الله ذم الخمر في القرآن مرتين، وحرمها في الثالثة، وإني أخاف أن أحمل الناس على الحق جملة فيدعوه جملة، فيكون من ذا فتنة”.

ومما يجب أن يتمتع به المتصدر للدعوة:
– معرفة أسرار النفس؛ فيمنحه الدقة في خطابه، ويتحاشى توليد الضرر المعنوي وأنواع الإحباط والانغلاق والتشاؤم؛ بل يجعل من النفس مركزاً للدعوة والأمل الانفتاح؛ فيجعل أصل الدعوة لبناء النفس السوية الوسطية قاعدة وأصلاً، ويجعل ما سواها استثناء.

– على الداعية أن يديم إجالة بصره في الخلائق، من خلال علم حركة الحياة (البيولوجي)؛ فيمنحه تركيزه بنظرة عميقة لمعنى التوازن لتحقيق التوازن والتكامل في حياة الناس كما يتحقق التكامل في هذا الكون المتناسق المتكامل.

– إحاطة الداعية بعلوم الإدارة يضعه في موقف المتمكن في دعوته، مميزاً في تقديره بين المنازل المتدرجة بين الحزم والتسيب، والمركزية واللا مركزية، والحذر والمغامرة، والتخطيط والارتجال.. وأثر كل ذلك في أدائه الدعوي.

– إحاطة الداعية بالنظريات المعمارية والهندسية مع طول تأمل في الجماليات الطبيعية والهندسية، التي تؤثر في روحه وتوسع مداركه وخياله؛ فتنمي فيه مُعدل النسبية والتناسب في خطابه الدعوي، مع تنمية إحساس التناسق وآثار التدرج والتناظر، فتأتي دعوته هينة لينة بعيدة عن الشدة والشذوذ، بعيدة عن التكلف، سائرة مع فطرة السجية الطبيعية في كل إنسان.

– كما يجب على الداعية ألا يغفل فقه المقاصد الشرعية، التي تمكنه من استنباط أحكام نازلة جديدة، في قضايا معاصرة لم تكن معروفة لدى السابقين ولم تكن محل نظر سابق.

مجلة أنصار النبي ﷺ

15 Jan, 17:44


– ولا يغفل الداعية الاطلاع على الأدب بكافة تنوعه وتشعبه وفصوله وأبوابه وصوره وأشكاله، الذي لا يخلو من جماليات القصص والملاحم والعبر وحكم الشعر ومآثر السلف، وفوائد النثر من جوامع الكلم والأمثال والعبر، وهو إحدى أدوات الدعوة التي لا يمكن إغفالها من الداعية.

– ومما يجب أن يتحلى به الداعية أن يتبع منهج النسبية في تعليم الناس الحلال والحرام والنواهي والأوامر؛ بمواعظ واستدلالات عقلية وبتذكير بالفطرة السوية واطراد السنن الكونية والظواهر الحيوية، بشيء من الاتزان والاعتدال والتجانس، دون خلل وعدم الإغراب، مع معرفة للنفس البشرية بكل خلجاتها ورغباتها وميلها وفطرتها التي فطرها الله عليها ومراعاتها.

وبهذا يتحقق نجاح الداعية إلى الله بدعوته وفق منهج النسبية من خلال عمل منظم ومعد ومخطط له، تخطيطاً بعيد المدى عميق الأثر، منطلقاً من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله ﷺ، مهتدياً بطريقة الدعاة والمصلحين، وبالتجارب الدعوية الناجحة في تاريخ الأمة الإسلامية عبر عصور ازدهارها ونجاح تجاربها الدعوية والإصلاحية.

مجلة أنصار النبي ﷺ

15 Jan, 17:44


تحظى الدعوة إلى الله بأهمية كبيرة في الشريعة الإسلامية؛ فهي رسالة جميع الأنبياء والرسل صلى الله عليهم وسلم، وقد خاطب الله تعالى نبيه الكريم ﷺ فقال: ﴿ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِیلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِۖ﴾ [النحل: ١٢٥]، والخطاب للرسول موجَه إلى الأمة كلها، ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِی رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةࣱ﴾ [الأحزاب: ٢١].

والخطاب الدعوي محدد بأسلوب ومنهج محدد من الله تعالى، متضمن للموعظة والحكمة الحسنة وحسن القول، مصاحب للعمل الصالح؛ لتتمثل فيه القدوة والأسوة الحسنة، ﴿وَمَنۡ أَحۡسَنُ قَوۡلࣰا مِّمَّن دَعَاۤ إِلَى ٱللَّهِ وَعَمِلَ صَـٰلِحࣰا وَقَالَ إِنَّنِی مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِینَ﴾ [فصلت: ٣٣]، وخير الأسوة والقدوة في الدعوة إلى الله هو سيد المرسلين ﷺ الذي وصفه ووصف نجاح دعوته: ﴿وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِیظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّوا۟ مِنۡ حَوۡلِكَۖ﴾ [آل عمران: ١٥٩].

وأسلوب الدعوة توفيقي وليس بتوقيفي، متعدد الأوجه والطرق والأساليب، التي تمكن الداعية من الوصول إلى قلوب الناس من خلال اتباع عدة طرق ووسائل نسبية، بحسب ما يقتضيه الحال للمدعوين، وحسب ما يحيط بهم من ظروف، وبحسب خلفياتهم الثقافية والفكرية والسياسية والاعتقادية. وهذا يحتاج إلى علم بمنهج الدعوة وعلم الداعية وذكائه وفطنته؛ من خلال استخدام منهج النسبيّة في الدعوة إلى الله تعالى، الذي يتمثل في الآتي:

1- إقالة ذوي الهيئات عثراتهم

للستر على ذوي المروءات هناتهم أثر كبير في النفوس؛ لفتح باب التوبة للناس كافة ولأصحاب المكانة الاجتماعية المرموقة؛ فهذا المنهج يسهم في ترقيق القلوب وفتح مجال التوبة لمن زلّت به قدمه عن الرجوع إلى الله، خاصة ممن كانت له مروءة واستزله الشيطان.. فقال ﷺ: “أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم، إلا الحدود”.

في هذا الحديث إرشاد وتوجيه نبوي بإقالة ذوي الهيئات عثراتهم إلا في حد من حدود الله عز وجل، فمَن كان مستورًا لا يُعرف بشيءٍ مِنَ المعاصي، ووقعت منه هفوةٌ، أو زلَّةٌ.. فإنَّه لا يجوزُ كشفها، ولا هتكُها، ولا التَّحدُّث بها، لأنَّ ذلك غِيبة محرَّمة.

وكان الستر أسلوب من أساليب رسول الله ﷺ في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى الداعية أن يسلك منهج الرسول ﷺ في التعامل مع هنات أصحاب المروءات.

2- التمييز بين الممدوح والمذموم من القول أو العمل

على الداعية أن يميز بين الأقوال والأفعال بحسب المكان والزمان ومقتضى الحال قبل، أن يصدر الأحكام ويدعو الناس وفق منهج المعرفة بحال المدعو، ولا ينهى عن أشياء قد تكون حسنة في موضعها؛ كما حدث في إحدى غزوات الرسول ﷺ.. قبل بداية المعركة قام النبي ﷺ حتى يرفع همة الرجال فقال: “من يأخذ هذا السيف بحقه”؟

فقام كثير من الصحابة، وأبى النبي ﷺ إعطاءهم السيف، ثم قام أبو دجانة، وكان النبي ﷺ يعنيه، فهو يعرف طبيعة الرجال فقال: “من يأخذه بحقه”؟ قال: وما حقه يا رسول الله؟! قال: “يضرب به هامات الكفار حتى ينحني”. قال: أنا آخذه يا رسول الله. فهو إذا ربط العصابة الحمراء على رأسه فإنه يقاتل حتى الموت، فربط العصابة، وأخذ يتبختر بين الصفوف متمايلاً، فقال النبي ﷺ: “إن هذه مشية يكرهها الله ورسوله إلا في هذا الموطن”.

3- مراعاة الظروف والمساحة المسموحة للدعوة

تمر الدعوة بعدة مراحل أو مستويات في حالتها من حين الظهور في العلن، أو تضطر بسبب الظروف للعمل وفق ما هو مسموح به، إذا كانت في بيئة قمعية أو محارِبة للدعوة؛ كما حدث مع بداية نزول الوحي على رسول الله ﷺ، وكانت لخاصة الخاصة ثم للعشيرة الأقربين، ثم حين سمحت الظروف ودخل الإسلام مَن يدافع عنه ويحمي الدعوة -كعمر بن الخطاب وحمزة بن عبد المطلب- جاء الأمر من الله بإعلان الدعوة والمجاهرة بها.

وكذلك تمر الدعوة بحالة من القمع من بعض الأنظمة الدكتاتورية الشمولية المعادية للدين والتدين؛ فيضطر الدعاة إلى الدعوة بما يتناسب مع الواقع، وبما لا يعرّضهم ويعرّض الدعوة للتنكيل أو الإبادة. بينما في الأماكن التي لا تتعرض فيها الدعوة للقمع والتضييق، ينطلق الدعاة بحسب ما يُسمح لهم بالدعوة واستخدام كل الوسائل والمساحات المسموح بها؛ لتحقيق الدعوة إلى الله ووصولها كما أمر.

4- أولويات التربية بحسب المكان والزمان

للتربية أولوية في العمل الدعوي، ومن أهم مقومات تأهيل الداعية إلى الله تعالى ومَن يتصدر للدعوة يجب أن يتحلى بتربية إسلامية، من خلال المحاضن التربوية في المدارس والجامعات والمساجد والخلوات والمراكز الفكرية، والجماعات الدعوية التي تعمل في حقل الدعوة ولديها باع ورصيد كبير من الخبرة والتجربة والمعرفة التراكمية المكتسبة من كتاب الله تعالى وسيرة رسوله ﷺ، والرعيل الأول ممن حمل راية الدعوة الكرام من الصحابة والتابعين، ومن السائرين في طريقهم وعلى منهجهم الذي فُتحت أمامه جميع الأبواب لنشر دعوة الله من المحيط الأطلسي شرقاً إلى المحيط الهندي غرباً ومن أوروبا شمالاً إلى رأس الرجاء الصالح جنوباً.

مجلة أنصار النبي ﷺ

12 Jan, 21:03


إن تحرير #دمشق، كما تقرؤه العواصم العالمية، هو انهيار بوابة حديدية كبرى في جدار حراسة إسرائيل، بل هو انهيار ثلث الجدار، وبقي ثلثاه: مصر والأردن! فكيف يكون حال قومٍ خسروا في أيامٍ باباً من ثلاثة أبواب تحمي مشروعهم الأثير: إسرائيل؟!.. وكيف يكون حال إسرائيل نفسها

من مقال: انهيار الباب الأول في جدار حراسة إسرائيل!

بقلم: محمد إلهامي (رئيس التحرير)

استمع الآن إلى المقال كاملاً 🎧

مجلة أنصار النبي ﷺ

12 Jan, 20:56


الشهادة ليست مقتصرة فقط على مَن يموت في ميدان القتال، بل الإسلام وسّع مفهوم الشهادة ليشمل كل من يموت في ظروف خاصة بنية صادقة. قال النبي ﷺ: "الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله" .

من مقال: أسمى مراتب الإيمان الشهادة في سبيل الله

بقلم: د. عبدالله الزنداني - عضو مجلس أمناء الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/4h9p16U

مجلة أنصار النبي ﷺ

12 Jan, 20:54


أمام هذا الوضع فنحن لسنا بحاجة لرسم خط على الطريق بل إلى رسم خريطة للطريق، تماماً كما رسموها من قبل لنا، مدركين أن للفلسفة الغربية مفاهيمها للحقيقة، التي تراها من خلالها فكرة ذات قابلية للنجاح وليست فكرة ذات قيمة أخلاقية، فالتخطيط لسرقة أموال الأغبياء والمستضعفين تبقى بالنسبة إليهم فكرة ناجحة بغض النظر عن قيمة الظلم الذي ينتج عنها، والعالم بالنسبة إليهم أشبه بسوق أو مصنع، والإنسان خُلق فقط لينتِج ويستهلك.

من مقال: هل يكفي التحرير من غير تمكين؟ - سوريا نموذجاً

بقلم: بادية شكاط - كاتبة جزائرية

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/3DSJK0o

مجلة أنصار النبي ﷺ

12 Jan, 20:22


فبقاء السلطة ليست مكسبًا فلسطينيًا، وليست حتى مطلبًا فلسطينيًا، ووجود هؤلاء الخونة على رأس السلطة الفلسطينية ما هو إلا مطلب أمريكي أولًا ومطلب إسرائيلي ثانيًا، ورغم كل خياناتهم ورغم كل عمالاتهم ورغم كل جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني ما زلنا نسمع من الصهيونية الدينية بضرورة إنهاء السلطة الفلسطينية، وعدم خدمتها أو إعطائها أي صلاحيات جديده داخل ما يسمونه بيهودا والسامرة وهي الضفة الغربية الفلسطينية طبعًا، الأمر الذي يجعل 5 مليون فلسطيني -غير مليونَي فلسطيني موجودين في قطاع غزة- مهدَّدين بالإبادة ومهدَّدين بالتهجير، وهم الفلسطينيون الموجودون في أرضنا المحتلة عام 1948 حتى لو يحملون الآن الجنسية الإسرائيلية.

3 ملايين فلسطيني موجودون في الضفة الغربية التي تسميها الصهيونية الدينية بيهود والسامرة أيضاً مهددون، إما بالإبادة الجماعية، أو بالترحيل إلى الأردن أو إلى أي مكان آخر في العالم.
الأمر الذي يستدعي أن نعرف أن الضفة الغربية هي أهم قطعة أرض في فكرة المشروع الصهيوني وللصهيونية الدينية، فكل أحداث التاريخ الخاصة بدولة (إسرائيل) في التاريخ، أو يهودا والسامرة في التاريخ، والدولة التي انقسمت لاحقا إلى دولة الجنوب التي كانت عاصمتها القدس ودولة الشمال التي كانت عاصمتها نابلس، كلاهما موجودان في الضفة الغربية، الأمر الذي يعني أن أي فلسطيني وأي عربي وأي مسلم بل حتى أي إنسان ينتظر أن تقبل الصهيونية العالمية أو الصهيونية الدينية داخل (إسرائيل)أو الإسرائيليين عامةً قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية؛ هذا الانتظار عبارة عن تضييع للوقت!

تضييع للوقت وحماقة كبرى وجهل بالتاريخ وجهل بالفهم الصهيوني للقضية، أو كيف يفكر الصهاينة المتدينون وكيف يفكر السياسي اليهودي الإسرائيلي، وكيف يفاوض كذلك وهو ينتظر التنازلات من الطرف الآخر، ولن يقدم له شيئًا.

ثبات غزة الأسطوري وإفشال مخططات الصهاينة
وقد أخبرنا الله عز وجل أن اليهود ﴿غُلُّت أيديهم ولُعنوا بما قالوا﴾، ولذلك هؤلاء المغلولة أيديهم لن يعطوا شيئاً إلا بالقوة ولن يعطوا شيئاً طالما بقي حلمهم بقيام دولة (إسرائيل) الكبرى موجودًا، وأن التخطيط لما يفعلونه في الضفة الغربية -وأنا هنا لا أتكلم عن سنوات ولا أتكلم عن عشرات السنوات- سيكون على الأرض بمجرد انتهاء الجرائم الموجودة الآن في قطاع غزة، التي مرت على العالم دون أن يتحرك بإيقاف هذا القتل وهذه المقتلة وهذه المجزرة وهذه الإبادة الجماعية.

ولذلك إنَّ الثبات الاسطوري لأهلنا في قطاع غزة أفشل هذا المخطط إفشالًا عظيمًا، وإفشالًا أصاب المخططين له بالجنون، وجعلهم يفكرون مليًا وطويلًا في نقل هذه التجربة إلى الضفة الغربية، ولكن لا أظن أنهم سيحوّلون نظرهم عن الضفة الغربية نتيجة ثبات أهلنا في قطاع غزة، ولو كان أهل الضفة الغربية على علم بما ينتظرهم وعلى فهم بما يخططه الصهاينة لهم لما انتظروا أن يُجهز الصهاينة على قطاع غزة -لا سمح الله- ولا أن تنتهي المعركة الموجودة في قطاع غزة قبل أن تبدأ المعركة في الضفة الغربية.

بل الأصل أن يبادر الفلسطينيون في الضفة الغربية إلى إشغال الاحتلال بكل وسيلةٍ ممكنةٍ، وأن يبادر الفلسطينيون في أرضنا المحتلة عام 1948 إلى إشغال الاحتلال بكل وسيلةٍ ممكنةٍ، نعم بكل وسيلةٍ ممكنةٍ؛ بالسلاح؛ بالتخريب؛ بالتدمير؛ بالتفجير؛ بكل وسيلةٍ ممكنةٍ تطالها أيديهم، حتى يبقى هذا الاحتلال مشغولًا بأمنه، وينصرف عن الجرائم الكبرى والإبادة الجماعية التي ينفذها في قطاع غزة المكلوم، ويخطط لنقلها وتنفيذها في الأراضي المحتلة على أهلنا هناك، والذين ليس لديهم سلاح كتائب (القسام) وليس لديهم صواريخ وليس لديهم الأسلحة الموجودة في قطاع غزة وليس لديهم الأنفاق التي هناك!
فالأمر جلل!

وما يخطط له الصهاينة عظيم!
وما ينبغي أن ننبه له أيضًا خطير جداً، وأنا أدعو الجميع أن يقرأ تاريخ الصهيونية، والصهيونية الدينية بالذات، وأن نستمع مليًا وجيدًا لتصريحات الرجل الأخطر في الكيان الصهيوني: (بسائيل سموتريتش).

وإن أردت أن أختمَ هذا المقال بشيء فأنا أؤكد أن الصهيونية الدينية تَعتبر أن أرض الضفة الغربية هي جزءٌ أصيلٌ مما يسمونه بدولة(إسرائيل)ولا يسمونه إطلاقا بالضفة الغربية، وإنما يسمونها بأرض يهودا والسامرة، وأن عقيدة الصهيونية الدينية للضفة الغربية تجعل من انتظارنا لسماحهم وإعطائهم دولة فلسطينية للسلطة الفلسطينية ضرب من الخيال وضرب من الحماقة.

مجلة أنصار النبي ﷺ

12 Jan, 20:22


وأن كل من يريد أن يحافظ على أرضنا المحتلة عام 48 أو أن يحافظ على أرض الضفة الغربية أرضًا فلسطينية، ينبغي أن يُسارع فورًا لدعم المقاومة في قطاع غزة، لإفشال المخطط الصهيوني بمسح قطاع غزة من الوجود أو بتهجير الغزيين أو إبادتهم، فان نجاحهم بذلك سَيُشجعهم على إبادة أهل الضفة الغربية أو تهجيرهم كخطوه ثانية، وأما إذا فشلوا في تهجير قطاع غزة أو مسحه من الوجود وثبت أهلنا في قطاع غزة وهم ثابتون فهذا الأمر يعني افشالًا كبيرًا لكل المخطط اليهودي والصهيوني الذي تقوده الصهيونية الدينية ورمزها بسائيل سموتريتش.

مجلة أنصار النبي ﷺ

12 Jan, 20:22


ما يحدث في غزة الآن ما هو إلا (بروفا) وتحضير لما يُعدُّه الصهاينة من إجرام وقتل وإبادة جماعية ستحدث في الضفة الغربية، وما سيحدث في الضفة الغربية لاحقًا من قتل واجرام وإبادة جماعية قطعًا أكبر وأفظع مما شهده العالم ووثقه الناشطون من كل أنواع جرائم الحرب ومن كل أنواع الإبادة الجماعية في قطاع غزة، الصهاينة مشروعهم ليس محدودًا بحدود معروفة الآن، وهم يسعون لإنشاء ما يسمونه بـ(إسرائيل) التاريخية الكبرى.

هذا المصطلح -مصطلح (إسرائيل) التاريخية الكبرى- ليس له وجود إطلاقاً في التاريخ، وليس له وجود إطلاقاً في أي وثيقة تاريخية معتمدة، سوى التوراة المحرفة وسوى التلمود الذي هو تفسير للتوراة وأيضًا ناله من التحريف أكثر بكثير مما نال التوراة المحرفة، الأمر الذي يستدعي أن ندرس وأن نعرف بعض المصطلحات التي يذكرها الإعلام حاليًا كالحريديم مثلًا والصهيونية الدينية وما الفرق بينهما؟

الحريديم

فما يُسمى الحريديم هم كل اليهود المتدينين ويعرفون في داخل فلسطين بلباسهم الأسود وشعرهم أو السوالف المتدلية من رؤوسهم، وهؤلاء لهم طريقة معينة في الحياة ولهم عقيده يهودية وتديُّن يهودي، ولديهم ظروف خاصة يعيشون بها في المستعمرات، وهم أكثر سكان المستعمرات الموجودة في الضفة الغربية، وليس كل الحريديم من الصهيونية الدينية.

الصهيونية الدينية

وتشكل الخطر الأول على الإنسانية، الصهيونية الدينية هم عبارة عن متدينين يهود أصبحوا يعتقدون أن المخلّص ليس شخصًا وإنما هو الحركة الصهيونية، بمعنى أنهم صاروا يقدسون الصهيونية كحركة، على اعتبارها هي المخلص لهم، وهي التي ستحقق لهم (دولة إسرائيل) الكبرى التي يحلمون بها، والتي سيكون حدودها النيل والفرات وتضم فيما تضم:
أجزاء كبيرة جداً من مصر.
أجزاء كبيرة جداً من العراق.
وكل الأردن وكل فلسطين وكل سوريا وكل لبنان.
وأجزاء من جزيرة العرب.
وأجزاء من تركيا.

هؤلاء هم الفئة الأخطر الآن في داخل المجتمع الإسرائيلي، والشخصية الأخطر من هذه الصهيونية الدينية هو (بسائيل سموتريتش)، هذا الرجل هو الأخطر حتى من (نتنياهو)، هذا الرجل الآن يتحكم بالسياسة الإسرائيلية ويتحكم بالحكومة أكثر من رئيسها المجرم (نتنياهو)، هذا الرجل لديه رؤية خطيرة جداً للضفة الغربية، ليس على اعتبارها أرضًا محتلة بل على اعتبارها أرض (يهودا والسامرة)، ولذلك لا يذكر إطلاقًا أنها الضفة الغربية، ويذكرها: يهودا والسامرة.

ومثله كذلك (ايتمار بن غفير)؛ لكن (سموتريتش) هذا هو أخطر شخصية يهودية وصهيونية موجودة الآن على وجه الأرض! أو موجودة في فلسطين المحتلة بشكل أدق.

ومتابعة الأحداث التي يفتعلها وتصريحاته يمكن أن تعطينا فكرة عن ماذا تخطط الصهيونية دينية التي تتحكم الآن بالحكومة الإسرائيلية، وتتحكم الآن بالسياسة الخارجية الإسرائيلية، الأمر الذي يعني أنها تتحكم أيضاً بالحكومة الأمريكية والقوة الأمريكية والاقتصاد الأمريكي، الأمر الذي يعني أنها تتحكم أيضاً بكل الزعماء العرب والمسلمين الذين يطيعون أمريكا طاعة مطلقة، والذين لا يخالفون لأمريكا أمرًا. هذه الأوامر تصدر من (بسائيل سموتريتش) قبل أن تصدر من البيت الأبيض، مرورًا بنتنياهو مروراً بمكتب الرئيس الأمريكي.

وهذا يستدعي أن نتساءل: ما هو مصير الضفة الغربية؟

ولماذا قلنا في مقدمة هذا المقال: إن ما يحدث في غزة من إجرام ما هو إلا (بروفا) وتحضير لتنفيذ المعركة الكبرى التي ينتظرونها؟
هذه المعركة ستحدث في الضفة الغربية وضحاياها هم العرب والمسلمون الفلسطينيون في الضفة الغربية، يوجد في الضفة الغربية تقريباً 3 مليون فلسطيني، هؤلاء هم ضحايا هذه المعركة إن لم يتنبه العالم لما يخطط له (بسائيل سموتريتش)، ولما تخطط له الصهيونية الدينية، التي ترفض أن تتوقف الحرب في قطاع غزة، وترفض في نفس الوقت أن يكون الحريديم المتدينين اليهود جزءًا من هذه المعركة، أو جزءًا من هذا الجيش، ولذلك هم يريدون أن ينفذوا كل خططهم ومخططاتهم ولا يريدون أن يضحوا بأنفسهم أو بأبنائهم أو باتباعهم.

وهذا يستدعي أن نعرف كيف ينظر المتدينون اليهود عامةً والصهيونية الدينية خاصةً لما نسميه نحن بالضفة الغربية، ومصطلح الضفة الغربية في الأساس ظهر عام 1950 بعد قيام ما يسمى الآن بـ(دولة إسرائيل)، وإطلاق لفظ الضفة الشرقية على الأردن، الأمر الذي جعل من الطبيعي ظهور مصطلح مقابل للضفة الشرقية، وهو الضفة الغربية أو ما تبقى من فلسطين غربي النهر.
وهذه التسمية ليست بريئة؛ فبعد احتلال الأرض المحتلة عام 1948 ما تبقى من الخريطة من فلسطين في ذلك الوقت كان لا بد أن يُسمى بشيء غير فلسطين: قطاع غزة، والضفة الغربية، التي سميت بهذا الاسم محاكاة للمصطلح اليهودي للضفة الشرقية التي تعني الأردن، وهي في مخططاتهم أرض يهودية لابد من ضمها لدولة ما يسمى بـ(إسرائيل).

مجلة أنصار النبي ﷺ

12 Jan, 20:22


وأمَّا الجزء الآخر فهو قطاع غزة ولذلك سُمي قطاع غزة بذلك، وأنا لا أعلم أنه يوجد مكان آخر في العالم يحمل اسم قطاع إلا قطاع غزة، فكان لابد أن يسمى بشيء غير فلسطين أو غير المتبقي من فلسطين؛ فسُمي بقطاع غزة لأن مدينة غزة هي أكبر مدينة في هذه القطعة من الأرض، وأُتبع إدارياً لمصر.

وسُميت الضفة الغربية بهذا الاسم رغم أنها ليست ضفة لشيء، فهي ليست ضفة لبحر وليست ضفة لنهر، فهنالك أراضٍ فلسطينية غربي النهر على نهر الأردن من جهة الغرب وليست من الضفة الغربية؛ كمدينة بيسان وطبريا والجليل في الشمال كله، يمكن أن نفهم أنه جزء من الضفة الغربية لو كان الضفة لنهر الأردن مثلًا، ولذلك هذه التسمية تسمية الضفة الغربية ليست تسميه بريئة، بل إنني أزعم أن من اخترع لها هذا الاسم أراد أن لا يُبقي في الخريطة اسم فلسطين.

ثم إلحاق هذا الجزء من فلسطين بالأردن هو تثبيت لمصطلح الضفة الشرقية، فأصبحت الأردن هي الضفة الشرقية التي ينتظر اليهود ضمها إلى دولتهم المزعومة، وأُلحق بها الضفة الغربية مؤقتاً، ثم حين احتل اليهود والصهاينة الضفة الغربية لم يعلنوا ضمَّها إلى ما يسمونه بدولة الاحتلال، ولذلك بقيت المستوطنات الموجودة في الضفة الغربية هي مستوطنات على أرض محتلة، وبدأت المفاوضات مع (منظمة التحرير الفلسطينية) على دولة فلسطينية على حدود السابع من حزيران عام 1967م، الأمر الذي يُعدُّ خرقًا كبيرًا لميثاق (منظمة التحرير الفلسطينية) التي أُنشات عام 1964 لتحرير الأرض المحتلة عام 1984م، وليس لتحرير الأرض التي احُتلت بعد إنشائها! وهي الأرض التي احتلت عام 1967م.

وعمومًا:
لماذا لم تضم (إسرائيل) الضفة الغربية بعد احتلالها مباشرةً عام 1967م؟

الجواب باختصار: حتى لا يؤدي ضمُّ الضفة الغربية إلى اختلال كبير جداً في ديموغرافيا الدولة التي تُسمى بإسرائيل، لأن السكان الفلسطينيين الموجودين في الضفة الغربية لو ضُمّت في 67 سينالون الجنسية الإسرائيلية، الأمر الذي يعني أن ثلاثة ملايين من الفلسطينين سيصبح من حقهم انتخاب النواب في الكنيست الإسرائيلي، كما هو الحال لنحو مليونَي فلسطيني موجودين في الأرض التي احتُلت عام 1948 ونوابهم الموجودين في الكنيست، الذين يُعدُّون من أكبر مشاكل الحكومة الإسرائيلية التي لا تستطيع أن ترفض وجودهم في الكنيست؛ لأنها تدعي أنها الديمقراطية الوحيدة الموجودة في الشرق الأوسط.

لذلك لم تقُم حكومة (إسرائيل) في ذلك الوقت بضم الضفة الغربية وقطاع غزة، حتى لا تضم 3 مليون فلسطيني في ذلك الوقت، أصبحوا الآن 5 مليون فلسطيني، الأمر الذي يعني حال ضمهم لدولة ما يسمى بإسرائيل أن عدد النواب العرب في الكنيست سيكون أكثر من عدد النواب اليهود، هذا يعني أن من حق العرب ديمقراطيًا أن يُشكلوا هم الحكومة، الأمر الذي يهدد تهديدًا صريحًا وواضحًا ومباشرًا ما يسمى بيهودية الدولة، الأمر الذي صرنا نسمعه في الآونة الأخيرة كثيراً.

فالتزايد السكاني العربي مضاعف إذا قارناه بالتزايد السكاني الإسرائيلي، رغم وجود الهجرة الإسرائيلية، فالإنجاب لديهم قليل، والفلسطينيون الذين كانوا موجودين في 48 تضاعفوا من 100,000 أو 120,000 تبقوا في فلسطين بعد إعلان الدولة عام 1948، واليوم هم تقريبًا 2,000,000 فلسطيني، فكيف إذا تمَّ ضمُّ كل سكان الضفة الغربية وكل سكان قطاع غزة إلى الدولة التي تسمى بإسرائيل؟

هذا يهدد بإنهاء مشروع الدولة الصهيونية في الشرق الأوسط، ولذلك كان لابد من القيام بإبادة غزة أو احتلالها من جديد وتهجير أهلها إلى مصر أو إلى غير مصر إلى أي مكان آخر في العالم، وما يحدث في غزة الآن ما هو إلا بروفا لما وتحضير لما يخطط له الصهاينة عامةً والصهيونية الدينية خاصةً للضفة الغربية.

خيانة السلطة الفلسطينية

ولذلك موقف السلطة الفلسطينية غير مقبول إطلاقًا، وأي عمل تقوم به السلطة الفلسطينية الآن لتنفيذ مخططات الصهاينة لا يعدُّ إلا خيانة عظمى، ولا يعدُّ إلا جريمة كبرى تُرتكب في حق التاريخ الفلسطيني والشعب الفلسطيني، ويعدُّ خدمةً مباشرةً للمشروع الصهيوني، فما يحدث الآن وما تقوم به السلطة الفلسطينية الآن في جنين؛ من قتل للمقاومين؛ ومن اعتقال للمقاومين؛ ومن محاولة لإنهاء الحالة المقاومة الموجودة في جنين التي عجزت دولة الاحتلال عن إنهائها؛ ما هو إلا خدمة كبيرة وجليلة تقدمها السلطة الفلسطينية العميلة لدولة الاحتلال مجانًا، والثمن مهما كان كبيرًا هو عبارة عن خيانة وعمالة للاحتلال، حتى لو كان الثمن بقاء السلطة.

مجلة أنصار النبي ﷺ

12 Jan, 20:21


الإبادة الجماعية القادمة بالضفة الغربية

بقلم: د. محمود الشجراوي - سفير الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ في فلسطين

مجلة أنصار النبي ﷺ

11 Jan, 22:03


لذلك فسوريا في هذه المرحلة ليست بحاجة إلى قائد كلما تعطش إلى تطاول الأعناق إليه ألقى هنا وهناك خطاباً، كما كان يصنع سيء الذكر (بشار)، بل هو بحاجة إلى أُذن خير، يلقي السمع أكثر من الكلام، ولا يحيد عن الحق وإن حاد الحق عنه، فيرتضي أن يكون لأجل الحق مغلوباً على أن يكون حق غيره مسلوباً، فيغرس في نفوس أتباعه ما يؤتي أكله كل حين، وهو الذي قد عرف أن ثمار النفس إذا استقامت لكل خير أقامت، بغرس أولى البذور في أرض زكية قد سقيت بدماء الشهداء.

فيدعو الشعب السوري المسلم إلى أن يتخذ لقلبه قبلة الإيمان، بحيث مهما اختلفت أمامه السبل، أقبل بكل يقين على خير سبيل، وإن قيل إن حركتهم في ظاهرها حركة إسلامية، قالوا بل هم مسلمون يتحركون، وإن قيل لهم إنهم حركة (الإخوان المسلمين)، قالوا بل نحن لكل المسلمين إخواناً، فليثبتوا على الحق، وإن مسّهم طائف من الهوى آثروا الوطن وتحرروا من هوى ذواتهم بوحدة صفهم، وإخلاصهم لوطنهم.

فمتى جعل الإنسان ذاته مركزاً حولها يدور تاه عن قيمه باحثاً عن قيمته.

فالرؤية بعد هذا التحرير ينبغي أن تكون نحو ما يرضاه تبارك وتعالى من سبيل، ووفق منظومة حكم ربانية، منطلقاتها نفس زكية، يقول عز وجل: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا﴾ [الشمس: 9].

ويقول تبارك وتعالى: ﴿مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۚ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: 40].

فلا تمكين من غير دين، أما تمكين الأشخاص لتولي المناصب وزخرف الألقاب فهو إخفاق بعد مرحلة تمحيص وابتلاء، قال عز وجل: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾ [القصص: 5].

فالتمكين كل التمكين إنما هو لهذا الدين، بتحقيق غاياته وإعلاء رايته، يقول عز وجل:

﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾. [النور: 55].

أما التحرير من غير تمكين، فهو كمن يملك من حدود نظره ما يملكه من حدود أجله.

مجلة أنصار النبي ﷺ

11 Jan, 22:03


بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيد الخلق سيدنا محمد وبعد:

بعد طول غيبة الحق في #سوريا وامتداد أمد الباطل، سقط الطاغية وفرّ من الوطن بعد أن دفع الشعب باهظ الثمن، غير أن هذا النصر العظيم لا ينبغي أن ينسيهم أن إسقاط الطاغية ليس مبلغ الغاية، بل مبلغها هو إسقاط منظومة حكم جبرية استبدادية تطمح للبقاء جاثمة ولو بتنصيب سلطة عليلة كسلطة بديلة، وبيع العزة، والسيادة والوطن.

ما يتطلب الجدية في التفكير بوضع نظام يخرجهم من قبضة الهيمنة كيفما كانت، وتمكين حكم راشد، السلطة فيه للشعب، مبادؤه في جميع علاقاته الدولية هي السلمية، مع فتح أبواب شراكات دولية تحقق المصالح المتبادلة، وتحفظ السيادة الوطنية، من دون بسط لأكف العطاء، البسط الذي يكلف معه الحاجة والعناء.

فأمتنا ما زالت تعيش مرحلة من التدافع، وخلالها ينبغي أن تتجهّز بكل أدوات المرحلة، لتتمكن من الانفلات من ثغور الهيمنة، والوصول إلى ثغور السيادة فالتمكين.

فسوريا -كجميع الدول العربية- تعيش مرحلة من الهيمنة المخزية من قِبل دول تدّعي الديمقراطية بينما هي أبعد ما تكون عنها، وتعيش أبأس مراحل الاستضعاف، كأنظمة حكم مادّية غير أخلاقية، قائمة على ما يُدعى بالاقتصاد القاتل، أنظمة تأسست على مبدأ القُطرية وتمزيق الرقعة الجغرافية الإسلامية لنهب ثرواتها، وإن كان هذا المسعى عملية انتحارية تستنزف فيها طاقاتها العسكرية والمالية، ما جعل دولة الكيان الإسرائيلي المحتل ترسم خططاً للصراع تلعب فيه دور الشريك في اللعبة، بينما هي أحد المتفرجين الذين يربحون من الهوامش في كل صراع.

وأمام هذا الوضع فنحن لسنا بحاجة لرسم خط على الطريق بل إلى رسم خريطة للطريق، تماماً كما رسموها من قبل لنا، مدركين أن للفلسفة الغربية مفاهيمها للحقيقة، التي تراها من خلالها فكرة ذات قابلية للنجاح وليست فكرة ذات قيمة أخلاقية، فالتخطيط لسرقة أموال الأغبياء والمستضعفين تبقى بالنسبة إليهم فكرة ناجحة بغض النظر عن قيمة الظلم الذي ينتج عنها، والعالم بالنسبة إليهم أشبه بسوق أو مصنع، والإنسان خُلق فقط لينتِج ويستهلك.

فنراهم كما كتب (ول ديورانت) في كتابه (مناهج الفلسفة) يضيفون أكثر من 60 ألف مادة قانونية سنوياً إلى قانون دولتهم، في حين كما عقّب الكاتب نفسه: “هم أمة تحتاج إلى تربية لا إلى قانون”.

فبعد انهيار المؤسسة الدينية في منعطف الحداثة بين القرنين 17 و18 كانت فكرة الفيلسوف والمفكر (شيلر) أنه لا يمكن التعويل على المؤسسة السياسية ولا على المؤسسة الدينية، لأنهما من بين المؤسسات البشرية في تاريخ الإنسانية الأكثر هدمًا للنمو الطبيعي والسليم للبشر، فقد لاحظ هذا الفيلسوف السقوط المدوي للوعي البشري على أعتاب حروب عالمية وحشية ودموية، فقال بأن تكوين الدولة لا يأتي من السياسي ولا من رجل الدين، ولكن من القدرة على الارتفاع نحو الروح والجمال، ذلك أنه لا يعرف أن ما يملكه الإسلام من حقائق لا يغطيها دخان الحرائق، والجمال فيه أصيل سواء من حيث هو قيمة عقدية وتشريعية أو من حيث هو تجربة وجدانية إنسانية، تتجاوز عوالم الأشباح إلى عوالم الأرواح، تَمثلّتها بشرًا سويًا سيد الخلق نبينا وقرة أعيننا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام.

فكان النبي القائد الذي لم يقُد بأدوات الإكراه، الابتزاز، أو القمع والترهيب، ولكن بهداية البشر برفق إلى برّ نجاتهم.

ففتحُ سوريا يجعلنا نستحضر من مآثره ﷺ ما وقع في القلوب من فيض رحمته بعد فتح مكة، فحين بلغه أن الصحابي الجليل سعد بن عبادة رضي الله عنه -سيد الأنصار وقائد كتيبة الأنصار- قد قال في حماسة عند دخوله مكة: “اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الكعبة”. معبراً عن رغبته في الثأر، قال ﷺ رداً عليه: “اليوم يوم المرحمة، هذا يوم يعظّم الله فيه الكعبة ويوم تُكسَى فيه الكعبة”.

ولم يكتفِ بذلك، لخشيته ﷺ أن يأخذ سعد بن عبادة فرقته من الأنصار بهذه الروح الثأرية فيتساهل في أمر القتال، بل نزع الراية منه وأعطاها لغيره، فهو سيد البشرية الذي تتقلب برحمته الملاحم إلى مراحم، ورايات الحرب إلى رايات الحب باسم الله وإلى الله وفي الله.

فصدق تبارك وتعالى حين قال: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107].

فالذي يسير في مسارات التحرير يحتاج إلى قائد بصير كمحمد عليه الصلاة والسلام، يعرف موضع القدم ساعة الإقدام، ويدرك أن الذي يكون عبدًا لذاته لا يصلح أن يكون سيّدًا على غيره، وأن الذي لايوطّن نفسه ويكون إمّعة لغيره غير مستقل برأيه، لا يمكنه أن يدعو إلى استقلال وطنه، وأنّ الذي قد غشيت نفسه أطماع المناصب والألقاب لن يقود شعبه إلى جادة الصواب.

مجلة أنصار النبي ﷺ

11 Jan, 22:02


هل يكفي التحرير من غير تمكين؟ – سوريا نموذجاً

بقلم: بادية شكاط – كاتبة جزائرية

مجلة أنصار النبي ﷺ

10 Jan, 20:15


الشهادة في سبيل الله هي تاج العزّ ووسام الشرف الذي يعلو رؤوس المؤمنين. إنها دليل الإخلاص لله، وتجسيد للتضحية بالنفس في سبيل نصرة الدين والحق. لم تكن الشهادة مجرد موت في ميدان القتال، بل هي حياة أبدية في جوار الله، ومقام رفيع لا يناله إلا من صدق مع الله في نيته وإيمانه.

فضل الشهادة في الإسلام

الشهادة في سبيل الله لها مكانة عظيمة في الإسلام، وقد وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية إشارات كثيرة تعظّم هذه المرتبة.

في القرآن الكريم

قال الله تعالى:
﴿وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِینَ قُتِلُوا۟ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ أَمۡوَ ٰ⁠تَۢاۚ بَلۡ أَحۡیَاۤءٌ عِندَ رَبِّهِمۡ یُرۡزَقُونَ﴾ [آل عمران: ١٦٩].
هذه الآية تؤكد أن الشهداء لا يموتون؛ بل ينتقلون إلى حياة أبدية عند الله، مليئة بالكرامة والنعيم.

وقال الله سبحانه:
﴿إِنَّ ٱللَّهَ ٱشۡتَرَىٰ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ أَنفُسَهُمۡ وَأَمۡوَ ٰ⁠لَهُم بِأَنَّ لَهُمُ ٱلۡجَنَّةَۚ﴾ [التوبة: ١١١]، الشهادة هي تجارة رابحة مع الله، يبيع فيها المؤمن نفسه ليشتري بها الجنة.

وقال ﷻ أيضًا:
﴿فَلۡیُقَـٰتِلۡ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِینَ یَشۡرُونَ ٱلۡحَیَوٰةَ ٱلدُّنۡیَا بِٱلۡـَٔاخِرَةِۚ وَمَن یُقَـٰتِلۡ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ فَیُقۡتَلۡ أَوۡ یَغۡلِبۡ فَسَوۡفَ نُؤۡتِیهِ أَجۡرًا عَظِیمࣰا﴾ [النساء: ٧٤].

في السنة النبوية

قال رسول الله ﷺ:
"للشهيد عند الله ست خصال: يُغفر له في أول دفعة، ويرى مقعده من الجنة، ويُجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويُوضَع على رأسه تاج الوقار، ويُزوَّج من الحور العين، ويُشفع في سبعين من أقاربه".

وقال أيضًا:
"ما يجد الشهيد من ألم القتل، إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة".
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قال رسول الله ﷺ:
"يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدَّين".


مراتب الشهداء في الإسلام

الشهادة ليست مقتصرة فقط على مَن يموت في ميدان القتال، بل الإسلام وسّع مفهوم الشهادة ليشمل كل من يموت في ظروف خاصة بنية صادقة. قال النبي ﷺ: "الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله".
الشهيد في سبيل الله: أعظم الشهداء مكانةً، وهم من يضحون بأرواحهم للدفاع عن الإسلام والدين.
المطعون: مَن يموت بسبب الطاعون.
المبطون: مَن يموت بسبب مرض في البطن.
الغريق: مَن يموت غرقًا.
صاحب الهدم: مَن يموت تحت الأنقاض أو في حادث مشابه.

قصص الشهداء من التاريخ الإسلامي

سيدنا حمزة بن عبد المطلب

أسد الله ﷻ وأسد رسوله ﷺ.. استشهد في غزوة أُحد على يد وحشي بن حرب، لكنه بقي رمزًا للشجاعة والتضحية.

أنس بن النضر

في غزوة أحد، قال: "واها لريح الجنة!" وقاتَل حتى استُشهد بجروح تعدت الثمانين.

مصعب بن عمير

حامل لواء الإسلام في غزوة أحد، استشهد مضحيًا بنفسه وهو يدافع عن النبي ﷺ.

الشهداء في فلسطين

القضية الفلسطينية قدمت العديد من القادة الشهداء، مثل:

الشيخ أحمد ياسين: مؤسس (حركة حماس)، استُشهد عام 2004 في غارة إسرائيلية وهو خارج من صلاة الفجر.

الدكتور عبد العزيز الرنتيسي: قائد (حماس) بعد الشيخ أحمد ياسين، استُشهد بعد أقل من شهر في غارة إسرائيلية.

المهندس يحيى عياش: العقل المدبر لعمليات المقاومة، اغتيل عبر هاتف مفخخ عام 1996م.

القائد إسماعيل هنية: رئيس المكتب السياسي لـ(حماس)، استُشهد في محاولة اغتيال بطهران أثناء حضوره اجتماعًا هناك.

يحيى السنوار: أحد أبرز القادة العسكريين وآخر رئيس لحركة (حماس)، استُشهد حديثًا في عدوان إسرائيلي، ليترك فراغًا كبيرًا في صفوف المقاومة.

فضل الشهادة وكرامة الشهيد

الخلود في الجنة: قال الله: ﴿بَلۡ أَحۡیَاۤءٌ عِندَ رَبِّهِمۡ یُرۡزَقُونَ﴾ [آل عمران: ١٦٩].

الشفاعة لأقاربه: "يشفع الشهيد لسبعين من أهله".

تاج الوقار: يوضع على رأسه تاج من نور.

النجاة من عذاب القبر: الشهيد محمي من أهوال القبر والفزع الأكبر.

خاتمة

الشهادة في سبيل الله هي أسمى مراتب الإيمان، وهي رمز للتضحية والإخلاص.

الشهداء لا يموتون، بل هم أحياء عند الله ينعمون بكرمه ورزقه. وعلى مر العصور، كان الشهداء أعلامًا تُضيء للأمة طريقها نحو العزة والكرامة.

نسأل الله أن يجعلنا من الصادقين في نياتنا، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل.

مجلة أنصار النبي ﷺ

10 Jan, 20:15


أسمى مراتب الإيمان: الشهادة في سبيل الله

بقلم: د. عبد الله الزنداني - عضو مجلس أمناء الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ

مجلة أنصار النبي ﷺ

09 Jan, 20:56


بعد طول غيبة الحق في #سوريا وامتداد أمد الباطل، سقط الطاغية وفرّ من الوطن بعد أن دفع الشعب باهظ الثمن، غير أن هذا النصر العظيم لا ينبغي أن ينسيهم أن إسقاط الطاغية ليس مبلغ الغاية، بل مبلغها هو إسقاط منظومة حكم جبرية استبدادية تطمح للبقاء جاثمة ولو بتنصيب سلطة عليلة كسلطة بديلة، وبيع العزة، والسيادة والوطن.

من مقال: هل يكفي التحرير من غير تمكين؟ - سوريا نموذجاً

بقلم: بادية شكاط - كاتبة جزائرية

مجلة أنصار النبي ﷺ

09 Jan, 20:46


الشهادة في سبيل الله هي تاج العزّ ووسام الشرف الذي يعلو رؤوس المؤمنين. إنها دليل الإخلاص لله، وتجسيد للتضحية بالنفس في سبيل نصرة الدين والحق. لم تكن الشهادة مجرد موت في ميدان القتال، بل هي حياة أبدية في جوار الله، ومقام رفيع لا يناله إلا من صدق مع الله في نيته وإيمانه.

من مقال: أسمى مراتب الإيمان الشهادة في سبيل الله

بقلم: د. عبدالله الزنداني - عضو مجلس أمناء الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ

مجلة أنصار النبي ﷺ

09 Jan, 20:29


إن تقليب النظر في مواقف الصحابة رضي الله عنهم، يثبت يقيناً أن الهزائم المتلاحقة في عصورنا المتأخرة ليس سببها قوة العدو بقدر الأثر الأكبر للغثائية التي هي من دلائل كما قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: "يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا، فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ، قَالَ: بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، ‌وَلَكِنَّكُمْ ‌غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزِعَنَّ اللهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْوَهْنَ؟ قَالَ: حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ".

ولكن الصحابة بجميل تضحياتهم استحقوا اختيار الله -جَلَّ ‌جَلَالُهُ- لهم ليكونوا حملة الرسالة وأصحاب نبيه، و﴿... ٱللَّهُ أَعۡلَمُ حَيۡثُ يَجۡعَلُ رِسَالَتَهُۥۗ...﴾ [الأنعام: 124].

مجلة أنصار النبي ﷺ

09 Jan, 20:29


النموذج الثالث: في النموذجين السابقين استطلعنا صورة للفاروق عمر، القوي، وأخرى لابن مسعود، وهو من أضعف الناس جسماً. وهما من المهاجرين رضي الله عنهم، وفي هذا النموذج نستكشف ما كان عليه الأنصار رضي الله عنهم.

لما آخى النبي ﷺ بين المهاجرين والأنصار، فهموا من التآخي وقوع التوارث بينهم، فنزل القرآن بنسخ التوارث إلا بين ذوي الأرحام، قال الله تعالى: ﴿... وَأُو۟لُوا۟ ٱلۡأَرۡحَامِ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلَىٰ بِبَعۡضࣲ فِی كِتَـٰبِ ٱللَّهِۚ﴾ [الأنفال: 75، والأحزاب: 6].

ولم يكن نسخ التوارث بينهم إلا إعلاءً للأخوّة الإيمانية على الرحمية، فأخوّة الإيمان ليس من ورائها مطمع دنيوي فهي أرفع وأعظم!
وانظر إلى سعد بن الربيع الأنصاري، وقد نزل لأخيه المهاجري عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما عن نصفَ ماله، وأشد من ذلك أن قال له: "لي زوجتان.. فانظر أيهما أعجبتك أطلّقها فتتزوّج بها". وهذه حادثة فريدة من نوعها في الدنيا! وبين الصحابة رضي الله عنهم جميعاً، والأعجب أن عبد الرحمن لم يقبل من ذلك شيء وقال: "بَارَكَ اللهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، ‌دُلَّنِي ‌عَلَى ‌السُّوقِ". فَمضى إِلَى السُّوق متكسباً على نَفسه.

لقد ضرب الأنصار مثلاً في التجرد من كل الدنيا ومتاعها، واستحقوا أن يَنزل فيهم قول الله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُو ٱلدَّارَ وَٱلۡإِيمَٰنَ مِن قَبۡلِهِمۡ يُحِبُّونَ مَنۡ هَاجَرَ إِلَيۡهِمۡ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمۡ حَاجَةٗ مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةٞۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [الحشر: 9]. ولا ندري هل العجب من إيثار الأنصار للمهاجرين أم من تعفف المهاجرين وعدم تطلعهم لأي كرم تعويضي عما تركوه في مكة لله سُبْحَانَهُ ‌وَتَعَالَى! فكان الأنصار في ذروة الإيثار، وفي ذات الوقت كان المهاجرون في قمة التعفف!

وإن كان كل مغترب يحنّ إلى وطنه فاستثني من ذلك المهاجرين إلى المدينة؛ قاسوا الحنين أولاً، ثم دعا لهم رسول الله ﷺ: "‌اللَّهُمَّ ‌حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ، أَوْ أَشَدَّ، وَصَحِّحْهَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِهَا وَمُدِّهَا، وَانْقُلْ حُمَّاهَا فَاجْعَلْهَا بِالْجُحْفَةِ". فعادوا إلى مكةَ بعد الفتح وصلوا فيها صلاة المسافر الغريب، ورجعوا للمدينة رجوع المحب للحبيب، رجوعاً أعجز العلماء في التفاضل بين مكة والمدينة، ولكن يبقى السر المكنون من وراء ذلك هو الترك لله والهجر لإعلاء دين الله عزّ وجلّ.

إن همة الصحابة في العطاء في كل المجالات فاقت التصورات والمدارك، فما تصور عقل مثل شجاعة الصحابة ولا إقدامهم، إن جيشاً كجيش غزوة مؤتة لو نظرنا له بنظرنا المعاصر المكدود لوجدنا أنه جيش ذاهب إلى مذبحة حتمية! لأن عددهم كان ثلاثة آلاف في مقابل نحو مئتين وأربعين ألف من نصارى الروم ونصارى العرب! يعني بنسبة 3/ 80؛ فما عسى أن يفعل ثلاثة بعتاد ضعيف لا ظهير لهم (لوجستي) في مواجهة ثمانين من جيش أعتى دولة آنذاك على أرضها! ثم يخوضون معركة قاسية، يقول خالد بن الوليد (المتوفى: 21هـ) رضي الله عنه: "لَقَدْ‌‌ رَأَيْتُنِي يَوْمَ مُؤْتَةَ انْدَقَّ بِيَدِي تِسْعَةُ أَسْيَافٍ، فَصَبَرَتْ فِي يَدِي ‌صَفِيحَةٌ ‌يَمَانِيَةٌ».

وكانت نتيجة المعركة مذهلة بالنظر إلى تفاوت عدد فريقيها وتباينه، فقد كان عدد قتلى الروم لا يحصون عدداً، واختلفت الرواية في عدد شهداء المسلمين ما بين خمسة أو ثمانية منهم القادة الثلاثة، وهذا في نظر أي تقييم عسكري معاصر يعدُ إنجازاً ونصراً كبيراً، لكن خالد بن الوليد رضي الله عنه ارتضى نصر الميدان وقرر الانسحاب على غير عادة المنتصر في تتبع الجيش المنهزم ووضع خطة انسحاب مدروسة أوهم عدوه أن مدداً لحقهم، وكان قد أمر بتحول الميسرة إلى ميمنة ومؤخرة الجيش إلى المقدمة والعكس فأحدث دوياً وغباراً توهم منه الروم بقدوم مدد كبير للمسلمين، فخارفوا واستثمر خالد الفرصة وانسحب دون خسائر، ولا زلت أكرر إن تقديرات الفكر المعاصر المكدود ترضى هذا الإنجاز وتثمنه، لكن أطفال المدينة وأهلها لم يرضهم ذلك فوقفوا في استقبال الجيش يعيروهم ويهتفوا بهم: يا فرار يا فرار!

قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ رضي الله عنها لِامْرَأَةِ سَلَمَةَ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ: "مَا لِي لَا أَرَى سَلَمَةَ يَحْضُرُ الصَّلَاةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَمَعَ الْمُسْلِمِينَ؟" قَالَتْ: "وَاللَّهِ مَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْرُجَ، كُلَّمَا خَرَجَ صَاحَ بِهِ النَّاسُ: ‌يَا ‌فَرَّارُ، أَفَرَرْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ حَتَّى قَعَدَ فِي بَيْتِهِ فَمَا يَخْرُجُ، وَكَانَ فِي غَزْوَةِ مُؤْتَةَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ رضي الله عنه".

مجلة أنصار النبي ﷺ

09 Jan, 20:29


وعن أَبِي هَرِيرَةَ رضي الله عنه -وقد حضر مؤتة- قَالَ: "كُنّا نَخْرُجُ وَنَسْمَعُ مَا نَكْرَهُ مِنْ النّاسِ، لَقَدْ كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ ابْنِ عَمّ لِي كَلَامٌ، فَقَالَ: ‌إلّا ‌فِرَارَك ‌يَوْمَ مُؤْتَةَ! فَمَا دُرِيت أَيّ شَيْءٍ أقول له".
هاتان روايتان يعكسان همة المجتمع والجند، يتضح من حالهم أنهم ليسوا مجتمعاً رخيصاً يسعى وراء صناعة بطولات عادية.. إنها بطولات فوق العادة ومهام دائمة لشعب فوق العادة وخارق لكل عادة، لا يثمنون إلا ما يستحق في نظر الأبطال!

وفي رواية مرسلة: "وجعل الناس يحثُون على الجيش التراب، ويقولون: يا فُرَّار! فررتم في سبيل الله!" فيقول رسول الله ﷺ: "ليسوا بالفُرَّار؛ ‌ولكنهم ‌الكُرَّار إن شاء الله!".

وانتقد ابن كثير -‌رَحِمَهُ ‌اللَّهُ- هذه الرواية وقال: "وَعِنْدِي أَنَّ ابْنَ إِسْحَاقَ قَدْ وَهِمَ فِي هذا السياق فظن أن هذا الجمهور الْجَيْشِ، وَإِنَّمَا كَانَ لِلَّذِينِ فَرُّوا حِينَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ، وَأَمَّا بَقِيَّتُهُمْ فَلَمْ يَفِرُّوا بَلْ نُصِرُوا كَمَا أَخْبَرَ بِذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ للمسلمين وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ فِي قَوْلِهِ: "ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَى يديه"؛ فما كان المسلمون ليسمونهم فراراً بعد ذلك ‌وإنما ‌تلقوهم ‌إكراماً ‌وَإِعْظَامًا، وَإِنَّمَا كَانَ التَّأْنِيبُ، وَحَثْيُ التُّرَابِ لِلَّذِينِ فَرُّوا وَتَرَكُوهُمْ هُنَالِكَ".

وأيما كان الأمر فإن فراراً في مثل هذه الحال له مسوغاته وتقديراته عند كل مكدود مثلنا، بدليل تطييب النبي ﷺ خاطرهم قائلاً: "ليسوا بالفُرَّار؛ ‌ولكنهم ‌الكُرَّار إن شاء الله". وكلمة: «إن شاء الله» ليست إخباراً عما سبق ولكنها إنباء عما لحق!

لو أرادوا الجبال لاقتلعوها

وتوارث التابعون لهم الدم الحر، يذكر عنهم لما علم ملك الصين بعزم قتيبة بن مسلم الباهلي (المتوفى: 96هـ) على فتح بلاده لم يرَ أمامه إلا المطاولة والمصابرة بالمفاوضات، وطلب من قتيبة فريقاً مفاوضاً؛ فأرسل له هبيرة بن مشمرج الكلابي (المتوفى: 96هـ) على رأس وفد، فقال لهم الملك: "انصرِفوا إلى صاحبكم (يعني: قتيبة بن مسلم) فقولوا له: يَنصرِف، فإني قد عرفتُ حِرصَه وقلة أصحابه، وإلا بعثتُ عليكم من يُهلِككم ويُهلِكه"، قال له: "كيف يكون قليل الأصحاب مَنْ أوّل خيلهِ في بلادك وآخِرها في منابت الزّيتون! وكيف يكون حَرِيصًا من خلّف الدنيا قادرًا عليها وغَزاك! وأما تخويفك إيانا بالقتل فإنّ لنا آجالًا إذا حَضَرْت فأكرمها القتلُ، فلسنْا نَكرهه ولا نَخافُه".

قال: "فما الذي يُرضِي صاحبَك؟"

قال: "إنه قد حلف ألّا ينصرف حتى يطأ أرضَكم، ويختم ملوكَكم، ويُعطَى الجِزْية".

قال: "فإنا نخرجه من يمينه، نبعث إليه بتراب من ترابِ أرضِنا فَيَطَأَهُ، ونبعث ببعض أبنائنا فيختمهم، ونبعث إليه بِجزية يرضاها".
قال: فدعا بصِحاف من ذهب فيها تُرابٌ، وبَعث بحرير وذهب وأربعةِ غِلمان من أبناء ملوكهم، ثم أجازهم فأحسَنَ جَوائزهم، فساروا فقَدِموا بما بَعَث به، فَقِبل قتيبةُ الجِزْية، وختم الغِلْمة وردّهم، ووَطئ التراب، فقال سوادة بن عبد الله السَّلُوليّ:

لا عَيبَ في الوَفْدِ الذينَ بَعَثتَهُمْ

للصين إِنْ سَلَكوا طريقَ المَنَهج

كسرُوا الجفونَ على القذَى خوفَ الرَّدَى

حاشَا الكريم هُبَيرةَ بن مُشَمرجِ

لَم يَرضَ غيرَ الخَتْمِ في أَعناقِهم

ورهائِنٍ دُفِعَتْ بِحَملِ سَمَرَّج

أَدَّى رسالتَك التي استَرعَيتَهُ

وأَتاك مِن حِنثِ اليمين بمخرجِ

لقد كان الصحابة رضي الله عنهم "‌ما ‌بين ‌مهاجرين ‌قد ‌هجروا المحبوبات والمألوفات، من الديار والأوطان والأحباب والخلان والأموال، رغبةً في الله ونصرة لدين الله، ومحبة لرسول الله ﷺ، فهؤلاء هم الصادقون الذين عملوا بمقتضى إيمانهم، وصدقوا إيمانهم بأعمالهم الصالحة والعبادات الشاقة، بخلاف من ادعى الإيمان وهو لم يصدقه بالجهاد والهجرة وغيرهما من العبادات، وبين أنصار وهم الأوس والخزرج الذين آمنوا بالله ورسوله طوعاً ومحبة واختياراً، وآووا رسول الله ﷺ ومنعوه من الأحمر والأسود، وتبوأوا دار الهجرة والإيمان حتى صارت موئلاً ومرجعاً يرجع إليه المؤمنون، ويلجأ إليه المهاجرون، ويسكن بحماه المسلمون إذ كانت البلدان كلها بلدان حرب وشرك وشر، فلم يزَل أنصار الدين تأوي إلى الأنصار، حتى انتشر الإسلام وقوي، وجعل يزيد شيئاً فشيئاً، وينمو قليلاً قليلاً حتى فتحوا القلوب بالعلم والإيمان والقرآن، والبلدان بالسيف والسنان".

مجلة أنصار النبي ﷺ

09 Jan, 20:28


عمل الصحابة للدين وحساباتنا المكدودة! (2/ 2)

بقلم: د. إسماعيل محمد رفعت - من علماء الأزهر الشريف

مجلة أنصار النبي ﷺ

08 Jan, 20:33


الشهداء لا يموتون، بل هم أحياء عند الله ينعمون بكرمه ورزقه. وعلى مر العصور، كان الشهداء أعلامًا تُضيء للأمة طريقها نحو العزة والكرامة.

من مقال: أسمى مراتب الإيمان الشهادة في سبيل الله

بقلم: د. عبدالله الزنداني - عضو مجلس أمناء الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ

مجلة أنصار النبي ﷺ

08 Jan, 20:05


انظر إلى سعد بن الربيع الأنصاري، وقد نزل لأخيه المهاجري عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما عن نصفَ ماله، وأشد من ذلك أن قال له: "لي زوجتان.. فانظر أيهما أعجبتك أطلّقها فتتزوّج بها". وهذه حادثة فريدة من نوعها في الدنيا! وبين الصحابة رضي الله عنهم جميعاً، والأعجب أن عبد الرحمن لم يقبل من ذلك شيء وقال: "بَارَكَ اللهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، ‌دُلَّنِي ‌عَلَى ‌السُّوقِ" . فَمضى إِلَى السُّوق متكسباً على نَفسه

من مقال: عمل الصحابة للدين وحساباتنا المكدودة (2)

بقلم: د. إسماعيل محمد رفعت - من علماء الأزهر الشريف

مجلة أنصار النبي ﷺ

08 Jan, 19:23


من مقالات هذا الشهر

لتحميل العدد الجديد (32) من مجلة أنصار النبي ﷺ: https://bit.ly/4gT6POG

مجلة أنصار النبي ﷺ

08 Jan, 19:06


ولم ترعووا عندما أخزاهم الله تعالى من ألسنتهم وأفواههم، كما يقول المثل: "من فيك أدينك". فلم تتوقفوا؛ بل وأطلقتم رويبضاتكم تنبح، وأنتم تعلمون أن هذا النباح لن يضر قافلة المقاومة ولا رجالها، بفضل الله تعالى؛ حين أظهر الله شجاعته وعظمة رجولته وبطولة إخوانه؛ بل أصبحوا أيقونة البطولة والفداء.. أيقونة العز والإباء.. أيقونة الشجاعة والإقدام؛ حتى آخر نفس في حياتهم؛ يقاتلون حتى آخر رمق، يفندون بجهادهم أكاذيبكم؛ وليشهد القاصي والداني؛ والعدو قبل الصديق؛ بمثل سيسطره التاريخ: "قاتلت حتى رميت بعصا السنوار".

أما آن لكم أن تقولوا ماذا تريدون؟ وبماذا ترغبون؟

أما آن لكم أن تتوقفوا عن الإتيان بسادة الجهل ورويبضات العلم ليؤيدوا تخاذلكم، وتقيموا الحجة على ضعفاء المسلمين؛ ونسيتم قول الله تعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾ [القصص: ٥، ٦].
رغم القلة والاستضعاف الذي نحن فيه، ترون هذا الاستضعاف لا يعطينا الحق لمواجهة البغاة المحتلين المستعمرين!

والله قد أذن لنا أن نقاتلهم؛ عندما قال: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ﴾ [الحج: ٣٩، ٤٠]، وقوله تعالى: ﴿... وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا﴾ [البقرة: ٢٤٦].
ومع ذلك ما زلتم متخاذلين وتخذلون!

أما آن لكم أن تعودوا وتدركوا حقيقة مواقفكم المخزية؟!

أكثر من أربعمائة يوم من الصبر والصمود والثبات والتحدي؛ لم تخذلونا فحسب، بل تساندون عدونا وتدعمونه وتشددون علينا الحصار، إنكم لم تكتفوا بحصارنا؛ بل قمتم بإمداد عدونا عدو الله ورسوله؛ بكل ما يلزم من مال وسلاح وغذاء!

رغم هذا نعيد عليكم خطاب ربنا عز وجل، بكل تودد وتلطف وبشيء من الملامة التي تقرب ولا تبعد: ألم يحِن؟

أما آن الوقت لقلوبكم أن تتحرك وتخشع لذكر الله، ويتحرك فيها الإيمان؛ والله لا نعيد كلام ربنا عليكم استجداء لشهامتكم، لكننا نبرأ إلى الله من أفعالكم..

ماذا تنتظرون وقد طال بكم مقام التخاذل والخذلان والطعن والشماتة برجال صادقين؛ أمركم الله أن تكونوا معهم؛ قال الله تعالى: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَكُونُوا۟ مَعَ ٱلصَّـٰدِقِینَ﴾ [التوبة: ١١٩].

أما آن لكم أن تتراجعوا عن مساندة ودعم عدو أمتنا؟ أم أنكم اخترتم طريق الأعداء وسلكتم مسلك الأشقياء في عداوة المؤمنين من أولياء الله؟

تنصرون أعداء الله وتحاربون أهل الإيمان، تنصرون الذين احتلوا مسرى نبيكم محمد ﷺ؟

اللهم فاشهد أنهم قد خذلونا، واشتركوا مع عدونا بإنزال الضر بنا؛ والحمدلله أنك قلت وقولك الحق؛ ﴿لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى ۖ وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ﴾ [آل عمران:١١١].

أما آن لكم أن تعودوا إلى ربكم وتقطعوا حبل اتصالكم بأعداء الله؛ وألا تتساوقوا ببث الأراجيف والأكاذيب مع الأعداء!

ماذا تنتظرون وقد طال بكم مقام التخاذل والخذلان والطعن والشماتة برجال صادقين؟!

نشهدك يا ربنا أننا على العهد باقون صابرون محتسبون رغم الأذى الذي نلاقيه؛ نرجو به رحمتك ونخشى أليم عقابك، وعسى أن تعجل به الفرج والنصر القريب.

مجلة أنصار النبي ﷺ

08 Jan, 19:06


يقول الحق تبارك وتعالى: ﴿أَلَمۡ یَأۡنِ لِلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَن تَخۡشَعَ قُلُوبُهُمۡ لِذِكۡرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلۡحَقِّ وَلَا یَكُونُوا۟ كَٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَـٰبَ مِن قَبۡلُ فَطَالَ عَلَیۡهِمُ ٱلۡأَمَدُ فَقَسَتۡ قُلُوبُهُمۡۖ وَكَثِیرࣱ مِّنۡهُمۡ فَـٰسِقُونَ﴾ [الحديد:١٦].

قاربنا على الأربعة عشر شهراً من الحرب والعدوان والتقتيل والتدمير والتشريد والتطهير العرقي والنزوح والحرمان والفقد والجوع؛ كل ذلك من عدو حاقد غادر لئيم؛ بل و﴿أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوةً لِلّذينَ آمَنُوا﴾ [المائدة: ٨٢].

وعداوتهم تزداد يوماً بعد يوم؛ يعينهم أهل الفسق والفجور والطغيان من دول ظالمة مجرمة؛ في ظل وهن تلبس من حولنا العربان، وهوان استغشى أهل الإسلام؛ حذرنا منه النبي ﷺ عندما قال: "يُوشِكُ أن تَدَاعَى عليكم الأممُ من كلِّ أُفُقٍ، كما تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إلى قَصْعَتِها". قيل: يا رسولَ اللهِ! فمِن قِلَّةٍ يَوْمَئِذٍ؟ قال: "لا، ولكنكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيْلِ، يُجْعَلُ الْوَهَنُ في قلوبِكم، ويُنْزَعُ الرُّعْبُ من قلوبِ عَدُوِّكم؛ لِحُبِّكُمُ الدنيا وكَرَاهِيَتِكُم الموتَ".

لقد آتاكم الله مالاً استعبدتم به أناساً، واستعبدكم فيه آخرون، فاستكبرتم وظننتم لكثرة أموالكم أن قارون بات صبياً عندكم! فصددتم عن سبيل الله؛ عندما غرتكم حياة من استعبدوكم بمال أمتكم وفقرائكم ومجاهديكم الأبرار.

غرتكم الحياة الدنيا وغركم تقلب الذين كفروا، وغركم بالله الغرور، فانسلختم من دينكم وملتكم وعروبتكم؛ وتلبستم لباس من غرته حياة وزخرف الذين تقلبوا في البلاد، وتدعون أنكم مسلمون مؤمنون؛ فإن كنتم كما تقولون؛ فأين أنتم مما يحدث حولكم؟

رغم أننا تجاوزنا 400 يوم من الصبر والصمود والثبات والتحدي؛ والمقاومة، التي تسطر أبدع وأروع ملاحم البطولة والفداء؛ وما زلتم بتخاذلكم وتخذيلكم؛ تطعنون وتثبطون وتتهمون وتسبون وتشمتون فيمن انفردوا بإرادة لا تلين، وعزيمة رجال أوفياء صادقين؛ بل وتحاصرونهم.

تحاصرون من احتلت أرضه لثمانية عقود خلت تقريباً، والصمت والغفلة والوهن والتهاون والهوان سيد موقفكم، لم يحرك أحد منكم ساكناً؛ فما انتفضت أوداجكم لدماء أبرياء سُفكت؛ ولا عرق حيائكم احمَّر لأعراض نساء مسلمات انتُهكت؛ ولا لأطفال تمزقت أشلاؤهم إرباً إرباً؛ أو تيتمت؛ ولا نخوة إسلامية تدعونها تسارعت انتقاماً لبيوت الله التي قصفت ودمرت..

أما آن لكم أن تعودوا لرشدكم ولربكم؟

أما آن لقلوبكم أن تخشع وتنتصر لدين الله؟

أما حرك حقد اليهود الأسود قلوبكم؟

أما آن لكم أن تدركوا حقيقة أعداء أمتنا الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَ ٰ⁠وَةࣰ لِّلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلَّذِینَ أَشۡرَكُوا۟﴾ [المائدة: ٨٢]؟

أما آن لكم أن تنتبهوا وتستيقظوا لتكونوا في صف قلة مؤمنة صابرة تدافع عن شرف الأمة وكرامتها؛ رجال قال الله فيهم: ﴿مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ رِجَالࣱ صَدَقُوا۟ مَا عَـٰهَدُوا۟ ٱللَّهَ عَلَیۡهِۖ﴾ [الأحزاب: 32].

معظم أهل الأرض شهدوا ببطولتهم؛ وأنتم ما زلتم تخذلونهم وتتهمونهم؛ بلسان امرئ جاهل تافه حاقد لئيم..

أما آن لكم أن تقرأوا آيات ربكم، وتدبروا عتاب رب بر رحيم:
﴿أَلَمۡ یَأۡنِ لِلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَن تَخۡشَعَ قُلُوبُهُمۡ لِذِكۡرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلۡحَقِّ وَلَا یَكُونُوا۟ كَٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَـٰبَ مِن قَبۡلُ فَطَالَ عَلَیۡهِمُ ٱلۡأَمَدُ فَقَسَتۡ قُلُوبُهُمۡۖ وَكَثِیرࣱ مِّنۡهُمۡ فَـٰسِقُونَ﴾ [الحديد: ١٦]؟

وحتى لا يكون بيننا وبين أهل الكتاب أي صفة تشابه؛ حذرنا من قساوة القلب، فنكون مثلهم، فتقسو قلوبنا؛ كما وحذرنا من الفسوق إن قست قلوبنا، بطريقة غير مباشرة فنفسق كما فسقوا..

لقد كان خطاب ربنا فيه شيء من الملامة والعتاب، بعد شيء من الرفق واللين بقوله: ﴿وَلَا یَكُونُوا۟ كَٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَـٰبَ مِن قَبۡلُ...﴾، ثم يشتد الخطاب أكثر لخطورة التشبه بأهل الكتاب، أصحاب القلوب القاسية؛ إن طال بهم مقام الغفلة والبعد عن دين الله، وقد طال بكم المقام، والخوف أن يتحول الكثير من هؤلاء إلى فسقة، إن هم تقاعسوا عن نصرة دين الله وأهله.

أما آن لكم أن تتوقفوا عن تساوقكم مع المحتل في كل أكاذيبه وأراجيفه التي يبثها طعناً بأهلكم وإخوانكم ومقاومتكم..

فعندما افتروا على السنوار رحمه الله تعالى؛ تساوقتم معهم ورددتم أكاذيبهم وأباطيلهم..

مجلة أنصار النبي ﷺ

08 Jan, 19:05


لا نستجدي شهامتكم

بقلم: الشيخ حسن الخطيب - عضو رابطة علماء فلسطين

مجلة أنصار النبي ﷺ

07 Jan, 20:54


فالرجل منا استولى عليه الضيق من الأشهر الأولى للمعركة، وذلك بسبب قلة الحركة، وعدم تدبر أمر أساسيات العيش، والمعاناة التي قد يجدها إذا مرض هو أو مرض أحد أولاده في ظل انشغال المستشفيات باستقبال الجرحى، وصار العناء الشديد سيد الموقف، والكل يسأل متى تنتهي هذه المعاناة؟ وربما ذكر لك الشخص الذي تكلمه الرقم الذي وصلت إليه المعركة في ثنايا كلامه.
فإذا كان الرجل منا قد شق عليه عناء بضعة أشهر فكيف بالآلاف من أبنائنا وهم يعانون ذلك من سنين طويلة؟

وكيف نتصور أن كثيرًا منهم كان يخضع للعزل الانفرادي، حتى إن بعضهم مضى عليه في زنزانةٍ من متر ونصف أكثر من عشر سنين؟!

ثم هم يحرَمون كثيرًا من أساسيات العيش، فضلًا عما يتعرضون له من الإذلال والإهانة والتعذيب والعلاج المناسب ومنع زيارة الأهل وغير ذلك.

وهم لا يتعرضون لذلك بسبب جريمةٍ اقترفوها لنقول إنهم يستحقون ذلك؛ بل إنهم كانوا يجاهدون في سبيل الله، ويدافعون عن هذا البلد.

وهذا الملف بات مغلقًا ليس له حل، فجاءت هذه المعركة تمثل أملًا لهذه الفئة التي أعترف شخصيًّا أني رغم كل ما سمعته من الأسرى المحررين عن الأسرى.. ما شعرتُ بالمعاناة التي هم عليها إلا في هذه المعركة.

فهذا البلد لا ينسى رجاله، ولسوف يذهب كثيرٌ من الألم الذي زرعه العدو في صدورنا بسبب المجازر وأشكال الإبادة، حين نرى الأفواج المحررة تدخل البلد بإذن الله رب العالمين.


الثمرة الرابعة: أنَّ المعركة أعادت العدو إلى هاجس التهديد الوجودي

وبات في الأذهان أنَّ إذلاله ممكن، وأنَّ القضاء عليه ممكن؛ فالعدو بعد اتفاقية كامب ديفيد الثانية في شهر مارس سنة 1979 يمكن القول إنه عاش أزهى مراحله من غير نكد، حتى إن الصهاينة كانوا يرفعون العلم المصري في ذكرى الاتفاقية في كل سنة؛ احتفاءً بحالة الاستقرار التي صاروا عليها.

فجاءت الانتفاضة الأولى سنة 1987 تُعكِّر صفوهم، ثم تم وأدها باتفاقية أوسلو سنة 1993، والتي سُبقت بتدجين منظمة التحرير لتصبح حارسًا للعدو لا مقاتلًا له، ثم جاءت الانتفاضة الثانية سنة 2000 في أعقاب زيارة شارون للأقصى لتُدخِلَ العدو في حالة تهديدٍ للاستقرار، وعقب فشل العدو في القضاء على المقاومة في حرب 2008 بدأت تتشكل قواعد اللعبة والاشتباك والردع بما أوجد حالةً من التعايش مع حالة المشاغلة الجديدة.

وكانت حرب سيف القدس 2021 خروجًا عن النسق؛ إذ إنها أول معركة عنوانها الهجوم لا الدفاع؛ إذ كانت بسبب زيادة وتيرة تهويد الأقصى، وانتصارًا لحي الشيخ جراح في القدس، لكن تم احتواء الموقف والعودة إلى مربع المشاغلة المعتاد.

وجاءت هذه العملية لتنتقل بالعدو عبر قفزةٍ واحدةٍ إلى هاجس التهديد الوجودي، وهذا وإن كانت إمكانية المقاومة لا تبلغه، وعند العدو ما يسحق البلد إلا أنَّ المعركةَ مثَّلت التوطئة النفسية لإعادة فكرة تهديد العدو في وجوده.

وهذا الهدف يعد الآن من الكلام الذي يشبه الهذيان، لكن قوة المحتل كامنةٌ في الإمداد الخارجي، والذي يتمثل أكثره في تبني الولايات المتحدة الأمريكية للمشروع الصهيوني بالمقام الأول، ثم كبرى الدول الأوروبية بالمقام الثاني، وهو ما عبَّر عنه القرآن بحبلٍ من الناس.

إلا أن هذا الحبل آخذٌ الآن في الضعف، ومتى صار الغرب عاجزًا عن مواصلة تبني هذا المشروع، وعدم تحمل أعبائه.. فإن هذا إلى جملةٍ من العوامل الأخرى سيجعل القضاء على كيان العدو قاب قوسين أو أدنى.

وما أقرره هنا من القول يشبه معركة مؤتة التي كانت توطئةً نفسية لقتال الروم وفتح الشام؛ فمع أنها لم تنته بنصرٍ؛ ولكن بانسحاب، إلا أن فكرة مقاتلة القوى العالمية الكبرى وجهًا لوجهٍ صارت متقبلة قريبةً من الأذهان، وهو ما ورد عن بعض الصحابة رضي الله عنهم من ذكرهم -في سياق تداول الآراء بشأن قرار غزو الروم- أن مؤتة كانت توطئةً نبويةً تُجرِّئ المسلمين على الاشتباك مع الروم.

مجلة أنصار النبي ﷺ

07 Jan, 20:54


ذكرنا أن ثمرات طوفان الأقصى على قسمين: ثمرات على الصعيد الداخلي، وثمرات على الصعيد الخارجي.
ثم افتتحنا الكلام عن ثمرات الصعيد الداخلي، فذكرنا أن أول ثمرة في هذا الصعيد هي: تثبيت عزة المسلم وهيبته وأنفته أمام الأعداء في الوقت الذي خنعت فيه عامة الأنظمة والدول.
ونواصل الآن الحديث عن هذه الثمرات، فنقول وبالله التوفيق:

الثمرة الثانية: القضاء على فكرة القضاء التام على القضية الفلسطينية

وبيان هذا: أنَّ رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو صرّح قبل سنواتٍ قليلةٍ أنهم أخطأوا حين أرادوا عمل تسويةٍ مع العرب من خلال عقد صلحٍ مع الفلسطينيين، وقال: "لقد أضعنا في هذا المسار ثلاثين سنة". ورأى أن الصواب يكمن في العكس؛ وذلك بأن يفرضوا الحل الذي يرونه مناسبًا على الفلسطينيين من خلال عمل تسويةٍ مع العرب.

ومن ثم بدأ مشروع التطبيع، والذي يقصد إلى دمج العدو الصهيوني في المنطقة، ومن إفرازاته أن يصبح القضاء على غزة وكذا من يشغب في الضفة والداخل كلمةَ إجماعٍ من الدول العربية، لا سيما المطبعة منها.

وتسارعت خطوات هذا المسار، حتى إن نتنياهو كان يخضع لإملاءات المقاومة في السنوات الثلاث الأخيرة قبل المعركة، وظهر غير مرة بمشهد الهزيمة والانكسار لصالح تمرير المخطط السياسي الذي يريد.

وكان الصاعق المفجر الذي تُكمل به أبرز خطوات تصفية القضية الفلسطينية هو التطبيع السعودي؛ لأن السعودية هي العاصمة الأولى للأمة الإسلامية، وهي موضع نظر الأمة، وتطبيعها يعني سحب الغطاء الديني عن مقاومة هذا البلد وحقه في الأرض، حتى بدأنا نسمع من بعض الأبواق السعودية أنَّ أرضَ فلسطين هي ملكٌ لإسرائيل، وأن الشعب اليهودي ما هو إلا شعبٌ مُهَجَّرٌ قد آن له أن يعود إلى أرضه، ويستشهدون على ذلك بقوله تعالى حكايةً عن موسى عليه السلام لقومه: ﴿يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ﴾ [المائدة: 21].

وهذا الاستشهاد يتم تمريره على من لا يدري تفسير الآية والقول في المسألة، وأحسب أن مَن كان يتكلم بهذا النَّفَسِ كان يريد تهيئة الشعب السعودي لتَقَبُّلِ هذه الخيانة الكبرى من مدخلٍ ديني، ولكن الشعب السعودي يقظٌ في الجملة، وهو من أبرز الداعمين للمقاومة على المستوى الشعبي، والشعوب الإسلامية شعوبٌ حية رغم ما يُجرَّب عليها من التدجين، وهي لُحمة واحدة، ولئن أذهلتها الهموم الداخلية في كل بلد وتتبع الرغبات إلا أن المحن الكبرى تجمعها في لحظة.

ولهذا فالشعوب في وادٍ، والأنظمة المُطبِّعة في واد آخر؛ لأن الأنظمة ببساطةٍ هي أجنبيةٌ عن الأمة، تقوم بدور الوكيل عن المحتل الغربي وإن كان قادة كل نظامٍ منها يحملون جنسية البلد الذي وُلدوا فيه، فالعبرة بالعقيدة والعمل لا بالأرض والوطن.

فجاءت عملية طوفان الأقصى حين تعاظم مشوار التسوية واقترب من الانتهاء، فحطمت المخطط الكبير، وقلبت الأوراق، وهنا انتقل نتنياهو لخيار الإبادة العسكرية وسحق البلد؛ لأن كل شيءٍ قد فسد.
وفيما أرى أنَّ شخصية نتنياهو لم تتغير، فهو لم يكن وديعًا كما يظن بعض الناس ثم إنه تحول ليكون عنيدًا إلى هذا الحد الذي قد يثير الدهشة؛ بل هذه شخصيته، ولكنه كان يتثعلب في باب السياسة، ويخدع عامة القوى ليوظفها في مساره، ومن ثم يواصل في مشروع التطبيع والتسوية بالتوصيف الذي يريد.

وقد نجح في ذلك، لكن معركة الطوفان بضخامتها وما تمثله من إذلالٍ له ولدولته ألجأته إلى الخيار العسكري الساحق من جديد، ليتحول العناد من الساحة السياسية إلى الساحة العسكرية.

الثمرة الثالثة: تحريك ملف إخواننا الأسرى في سجون العدو

فهذه المعركة إذا كانت بالنسبة إلينا يغلب فيها الألم فإنها بالنسبة للأسير يغلب فيها الأمل، وهذا الأمر بات النازح ومن يعاني شدائد المعركة أكثر استيعابًا له.

فقد كان مما يُثار في بدايات المعركة: كيف يمكن الدخول في مغامرةٍ كبرى تسحق البلد وتودي بالآلاف أو بعشرات الآلاف من الشهداء، في سبيل استنقاذ بضعة آلافٍ من الأسرى، مما يعني أنَّ الخسارةَ أكثر من الربح؟

وهذا السؤال ليس مستهجنًا؛ بل هو وجيه، وثمة كلامٌ يُقال بشأنه وشأن العملية وما لها وما عليها مما لا يتسع له السياق، وعسى أن تتيسر فرصةٌ للكلام فيه، إلا أنَّ ملف الأسرى كان أحد أهداف المعركة ولم تنحصر الأهداف فيه.

ثم إنه بعيدًا عن حسابات المصالح والمفاسد ومقادير الربح والخسارة، فإن النازح ومن يعاني شدائد المعركة بات أكثر استيعابًا لمعاناة هذه الفئة المُهمَلةِ من الذكر والاهتمام، التي كنا نسمع عنها دون أن نحس بها إلا الإحساس المُجمل.

مجلة أنصار النبي ﷺ

07 Jan, 20:53


من ثمرات الطوفان (2)

إحياء القضية، والتذكير بالأسرى، وإرعاب العدو

بقلم: الشيخ محمد بن محمد الأسطل

مجلة أنصار النبي ﷺ

06 Jan, 20:41


بإمكانك الآن تحميل العدد 32 من مجلة أنصار النبي ﷺ عبر هذا الرابط: https://bit.ly/4gT6POG

مجلة أنصار النبي ﷺ مجلة دورية شهرية تصدر عن الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ

مجلة أنصار النبي ﷺ

06 Jan, 20:21


كانت الثورة السورية تعمل جاهدة لبناء قدراتها وتطوير آليات عملها وتجاوز خلافاتها البينية وتعزيز تحالفها مع الجارة تركيا، والتي لم يبقَ للثورة السورية حكومة يهمها كثيرًا أمر سوريا سواها، وذلك لعدة اعتبارات ذاتية وموضوعية أدت إلى تلاقي الرؤى والمصالح بين الثوار في سوريا وتركيا المهددة في أمنها القومي وتنامي المخاطر في جنوبها، كان الطريق سالكًا لاتخاذ موقف جاد وجريء لتغيير خطوط العمل ورسم مسارات جديدة، حيث كانت الثمرة قد أينعت وحان قطافها، والكل يتساءل لمن ستكون؟

من مقال: #سوريا وتحديات التحرير والتعمير

بقلم: د. حسن سلمان - عضو مجلس أمناء الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ

مجلة أنصار النبي ﷺ

06 Jan, 19:49


كما تقتضي هذه الحكمة ذكاءً وبراعةً في إدارة الملفات السياسية على مستوى الممارسة؛ من تحييد الخصوم، وتأجيل بعض الملفات، وتوظيف تقاطع العلاقات، وتصفير ما أمكن من المشاكل، وتطمين المتوجسين، والتحالف مع المتضامنين، وتجميد بعض الجبهات حتى تقوى الجبهة الداخلية ويتم تكريس الأمر الواقع.

ويبدو أن القيادة الجديدة -في معظم خطواتها حتى الآن- قد تعلمت الدرس، وهي تقوم بأداء متميز واضح، لكن هذا لا يعني أن العدو سيقتنع أو يطمئن، وهذا ما يقتضي الاستنفار المستمر واليقظة الحاضرة.

ونسأل الله أن يكتب لها سداداً ورشاداً في القول والعمل!

مجلة أنصار النبي ﷺ

05 Jan, 21:00


واحد وستون عاماً استمر حكم حزب البعث في #سوريا، رحلت خلاله أجيالٌ وهي تئنَّ تحت وطأة استبداد هذا النظام الذي تمكَّن من قمع العديد من الثورات، ثم جاء الربيع العربي؛ فعاش جيلُ الثورة الأول ألمَ السجون والحصار والدمار ثم التهجير، لينشأ في أكناف الـمَهاجر جيلٌ جديدٌ عاد للبلاد فاتحاً ومحرراً، فرحل الأسد وعادت البلد.

من مقال: بشائر التحرير وتحديات التمكين

بقلم: الشيخ ياسر القادري - عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

مجلة أنصار النبي ﷺ

05 Jan, 20:59


رغم أننا تجاوزنا الأربعمائة يوم من الصبر والصمود والثبات والتحدي؛ والمقاومة، التي تسطر أبدع وأروع ملاحم البطولة والفداء؛ وما زلتم بتخاذلكم وتخذيلكم؛ تطعنون وتثبطون وتتهمون وتسبون وتشمتون فيمن انفردوا بإرادة لا تلين، وعزيمة رجال أوفياء صادقين؛ بل وتحاصرونهم.

من مقال: لا نستجدي شهامتكم

بقلم: الشيخ حسن الخطيب - عضو رابطة علماء فلسطين

مجلة أنصار النبي ﷺ

05 Jan, 20:46


ومما ينبغي التنبيه عليه كذلك في تحديات البناء السياسي هو أن مؤسسات الدولة الحديثة وطبيعتها مؤداها، هو الاستبداد وهيمنة النخبة وتغول السلطات الفوقية على المجتمع، والسير فيها لن ينتج نظاماً مغايراً؛ بل هو سير في حلقة مفرغة، والخروج من ذلك هو العمل على توسيع مساحات حركة المجتمع وتمكينه، انظلاقاً من الفلسفة الإسلامية في أن المجتمع هو الأصل والنظام السياسي والحكومي فرع عنه، وهذا يعني أن تكون البداية من تأسيس مؤسسات المجتمع الأهلية والمدنية والعلمية والدعوية والوقفية والبحثية والإعلامية والسياسية وغيرها، مما يعبر عن بنية مجتمع قوي وعزيز ينتج عنه تمثيل فوقي للنظام السياسي بعد ذلك؛ فقوة المجتمع بمؤسساته قوة للنظام السياسي الراشد ويحقق الفاعلية ويمنع الاستبداد والهيمنة ووحدانية التسلط.

ويتطلب بناء النظام السياسي وضع دستور تحدد فيه المعالم الأساسية من حقوق وحريات وحرمات وقيم وحركيات، ومنظومات تستوعب كيفية التوازن بين مؤسسات الدولة والمجتمع في سياق تعاوني لا تصارعي.

وخلاصة ما ينبغي العمل عليه في بنية النظام السياسي هو تعزيز دور المجتمع وتقليص دور الدولة، وتجنب تضخم دولاب الدولة الذي ينتج عنه عملياً السيطرة والنفوذ والصراع وهيمنة النخبة على مركز السلطة وأدواتها؛ لأنها محل الثروة والسلطة والقرار.

5/ تحديات تحقيق العدالة

ترك النظام المجرم في سوريا تركة ثقيلة خلال عقود حكمه فيها من الآلام والأحزان والهموم والغموم ما لا يطيقه البشر، وقد شاهد العالم أجمع تدمير المدن السورية على ساكنيها واستخدام الأسلحة الممنوعة والمجرمة دولياً، وشرد الملايين من الشعب السوري متحالفاً مع قوى دولية ومليشيات عابرة للقارات مشحونة بحقد طائفي دفين.

ورأينا كذلك بعد سقوط النظام الكوارث الكبيرة المتعلقة بالسجون وضحاياها والتي كانت مليئة بالمعتقلين والسجناء، والأدهى والأمر هو غياب أعداد كبيرة منهم وكأن النظام قد عمل خلال السنوات الماضية على تصفيتهم، وهذا ما ستثبته الأيام القادمة حيث بدأت تظهر المقابر الجماعية التي بها آلاف من الضحايا، وبطبيعة الحال فإن هذه الجرائم لن تُنسى أو يُغفل عنها، وما لم تُوضع آلية واضحة المعالم تجاه تحقيق العدالة والقصاص من المجرمين فإن ذلك سيكون تحدياً حقيقياً أمام القيادة الجديدة.

6/ تحديات القوى الخارجية والإقليمية

عملت القوى الدولية والإقليمية خلال العقد الماضي على تعطيل حركة الشعوب ومنع تحررها وتحقيق أشواقها في الكرامة والعدالة، ودفعت الشعوب أثماناً باهظة قتلاً وتشريداً وسجناً واعتقالاً، وقد نتج ما عرف بظاهرة (الثورة المضادة) وهي اليوم أكثر قلقاً مما سبق؛ لأنها في السابق كانت تمتلك مؤسسات الدولة العميقة التي تواطأت مع الخارج لتعطيل الثورة، ولكن الثورة السورية تجاوزت كل ذلك وهدمت المعبد على ساكنيه من قوى الطغيان والاستبداد الأسدي.

فلم يعد هناك ما يسمى (دولة عميقة) والفرصة متاحة لقوى الثورة لتشكيل مؤسساتها، ولكن هذا لا يعني بأن القوى الدولية والإقليمية المعادية للثورات التحررية ستقبل بالواقع وترتضيه وتعمل على قبوله والتعاون معه؛ بل ستعمل بكل سبيل للالتفاف على الثورة والعمل على تطويقها وحصارها والسعي الدؤوب لإفشالها، وهذا يشكل تحدياً كبيراً، مع الاعتراف بخطورة الموقع الجغرافي للشام السورية وحاجة الجميع حالياً لنوع من الضبط والسيطرة وقيام حكومة تحقق ذلك، حتى لا تتحول لساحة منفلتة عن القيود الرسمية واستحقاقات الدولة وخطوطها الحمراء.

وختاماً:

فإن الثورة السورية أمام مسؤوليات جسيمة تتطلب رؤية واعية وشجاعة، مع التركيز على تعزيز الوحدة الداخلية، واستكمال التحرير، وبناء نظام سياسي يعبر عن تطلعات وهُوية الشعب، وتحقيق العدالة، ومواجهة التحديات الخارجية بحكمة وحنكة.

مجلة أنصار النبي ﷺ

05 Jan, 20:46


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

في سياق ما عُرف بثورات الربيع العربي، تحرك الشعب السوري في عام 2011م مطالبًا بالحرية والكرامة والعدالة وبناء نظام سياسي راشد يعبر عن هويته واختياره، بعيدًا عن النفوذ والسيطرة الطائفية داخليًا أو الهيمنة والوصاية الأجنبية خارجيًا.

ولم يكن الطريق ممهَّدًا أمام الثورة الشعبية السلمية لتشق طريقها بسهولة ويسر، بل كان الطريق محفوفًا بالكثير من المخاطر والتحديات، حيث واجه النظام الثورة منذ بدايتها بالعنف المفرط ولم يتسامح معها، ولم يبذل أي جهد لتقديم تنازلات يمكن أن يقبلها الشعب وتحقق قواسم مشتركة بين النظام والثوار لبناء نظام سياسي انتقالي توافقي، في لحظة تاريخية لاحت للشعوب لتجديد أنظمتها ومؤسساتها بعيدًا عن الاستبداد والدكتاتورية والقمع.

وقد بدأت الثورة السورية عفوية كغيرها من ثورات الربيع العربي، ومن دون قيادة موحدة أو استراتيجية ورؤية شاملة لمسار الثورة، مما جعلها عرضة للانقسامات والاختراقات، مع استصحاب قلة الخبرة السياسية بسبب تجريف الحياة السياسية في البلاد، مع تدخلات إقليمية ودولية يستهدف غالبها احتواء الثورة وإفشالها، من خلال الاقتراب والاحتواء والدعم ثم الإجهاض.

ومن غرائب الثورة السورية اتفاق كافة المحاور المتصارعة الدولية والإقليمية على بقاء نظام الأسد وجعل الساحة السورية مجالًا يتقاسمون فيه النفوذ بالتفاهم، فقد رأينا كيف أن الغرب بكل دوله وتحالفاته الإقليمية يحرص على التحكم في دعم الثورة بالسلاح الذي يمكنها من إحداث فرق في المعادلة العسكرية، وفي ذات الوقت السماح والتوافق مع روسيا وإيران لتكون الجهة التي تحسم المعركة على الأرض من خلال الوجود العسكري المباشر والميليشيات عابرة القارات، والعمل على صناعة الإرهاب الداعشي والسماح له بالتمدد لتحويل مسار ثورة الشعب السوري في الحرية والكرامة إلى حالة إرهاب دولي يتطلب تحالفًا دوليًا في مواجهته، وبذلك التقى الفرقاء والخصوم في تقويض حالة الثورة وألقها وجاذبيتها، وهذه الحالة من التحالف بين القوى المتناقضة إقليميًا ودوليًا ضد الثورة السورية هي ظاهرة معقدة تستند إلى مصالح وأولويات سياسية واستراتيجية وحضارية متشابكة، وهواجس كامنة تخشى قيام مشاريع تحررية في الأمة تخرج عن الاستبداد والهيمنة والنفوذ الخارجي في المنطقة، وخاصة في بلاد الشام، حيث قلب القاعدة الصهيوصليبية.

وقد أدت هذه الطريقة في التعامل مع الثورة السورية إلى عملية إعادة تأهيل نظام بشار الأسد واستعادة مقعده في الجامعة العربية ودعوة بشار للقمم العربية، ومحاولة تصوير انتصاره وفشل الثورة وإخراجها من المعادلة عبر استغلال مفاهيم الاستقرار وإعادة الإعمار، وقد بدأت الدول العربية بفتح قنوات دبلوماسية مع النظام في سياق التحضير لمرحلة ما بعد الحرب، فكانت عودة النظام إلى الجامعة العربية ومشاركة القاتل المجرم بشار الأسد في اجتماعات القمة العربية، وفي هذا السياق حدثت الحرب الأوكرانية التي أرهقت العالم وخاصة روسيا التي غرقت في وحلها ودخلت في مواجهة مفتوحة مع الغرب بكل دوله، ثم اندلعت حرب طوفان الأقصى التي أرهقت إيران وحلفاءها وأربكت المشهد العالمي كله، حيث ظهر الغرب عاريًا عن المنظومة القيمية التي كان يتدثر بها وقد شارك بكل قواه في الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وأدى كل ذلك إلى تخلخل في النظام الدولي وقبضته على المنطقة.

وفي ظل هذه المعطيات، كانت الثورة السورية تعمل جاهدة لبناء قدراتها وتطوير آليات عملها وتجاوز خلافاتها البينية وتعزيز تحالفها مع الجارة تركيا، والتي لم يبقَ للثورة السورية حكومة يهمها كثيرًا أمر سوريا سواها، وذلك لعدة اعتبارات ذاتية وموضوعية أدت إلى تلاقي الرؤى والمصالح بين الثوار في سوريا وتركيا المهددة في أمنها القومي وتنامي المخاطر في جنوبها، كان الطريق سالكًا لاتخاذ موقف جاد وجريء لتغيير خطوط العمل ورسم مسارات جديدة، حيث كانت الثمرة قد أينعت وحان قطافها، والكل يتساءل لمن ستكون؟ كما عبر عن ذلك وزير الخارجية التركي قبل الأحداث.

فكانت اللحظة التاريخية الفارقة التي كانت فيها الإدارة الأمريكية في حالة انتقال، والمحور الإيراني في حالة انهيار، وروسيا في حالة إرهاق، وأوروبا في حالة ارتباك وقلق مما يمكن أن يأتي به الرئيس الأمريكي (ترامب) ورؤيته حول الحرب الأوكرانية والعلاقات مع روسيا.

مجلة أنصار النبي ﷺ

05 Jan, 20:46


وقبل هذا وذاك، لا بد من التنبيه على أن أي تحليل للأحداث يغيب فيه البعد الغيبي والإرادة الإلهية وتدبير الله تعالى في هذا الكون لن يصل إلى جواب شافٍ لما جرى في الشام، والحديث في ذلك يطول، وقد لا يحتمله المقال، ولكن من يشاهد طبيعة ما جرى ميدانيًا وتأمل كيف تهاوى النظام وجيشه ليسقط خلال أيام معدودات حتى كان محل تساؤل واستغراب لدى الكثير من الخبراء والمراقبين، وربما حتى من كان يتصور بأن خيوط اللعبة في يده وجد الأمور جرت بخلاف ما رُسم لها من منظور بشري، كل ذلك يجعلنا نستحضر الأبعاد الغيبية الإيمانية والتدبير الإلهي، وأنه لا يكون في كون الله ما لا يريد، وأن النصر من الله وحده، ولا غالب إلا الله تعالى.

تحديات التحرير والتعمير

إن مستقبل سوريا يحمل العديد من التحديات والمخاطر التي قد تعرقل استكمال تحريرها واستقرارها وإعادة بنائها، وهذه التحديات تتنوع بين سياسية، اقتصادية، اجتماعية، وأمنية، ثقافية... وفيما يلي أبرزها:

1/ تحدي استكمال التحرير

قبل الحديث عن أي تحدي من تحديات البناء والتعمير لا بد من التأكيد على اهمية استكمال التحرير، وذلك ببسط الثوار سلطتهم ونفوذهم على كامل التراب السوري وألا تكون هناك أي سلطة تنازعهم الشرعية داخل الأراضي السورية، سواء كانت داخلية أم خارجها، وبطبيعة الحال يتطلب ذلك حسم الوجود الأمريكي في شرق سوريا وحمايتها لبعض الفصائل (قسد)، وهذا يحتاج لرؤية واضحة وعزيمة قوية ومعرفة تامة بالطرق والأساليب التي يمكن التعامل بها مع هذه الظاهرة المتشابكة والمعقدة بين قوى دولية ومحلية.

كما يتطلب استكمال التحرير حسم الجيوب الكامنة للنظام القديم والتي يمكن أن تتحرك في أي لحظة لتقويض الثورة أو عرقلتها، ويتطلب ذلك وعيا أمنياً ويقظة كبيرة بعيداً عن العواطف الجياشة التي تصاحب لحظات النصر والفرح العارم الذي يعيشه الجميع.
ومن أهم ما يتطلبه استكمال التحرير التعامل المسؤول والحذر مع التحركات الصهيونية في الجنوب السوري، والتحرك بكل السبل المشروعة لإنهاء حالة الاحتلال وفرض الأمر الواقع؛ لأن الكيان متى ما سيطر على أرض يصعب الخروج عنها.

وعملية استكمال التحرير تبرز أهميتها في أنها الضمان الأساس لوحدة سوريا وعدم تقسيمها جغرافياً أو طائفياً، ومانعاً للتدخلات الخارجية.

وختاماً.. فإن عملية استكمال التحرير تتطلب إعادة النظر في كافة الاتفاقيات والقواعد العسكرية والوجود الأجنبي، بما يحقق السيادة ويمنع انتقاصها.

2/ تحديات الوحدة الداخلية

تعد الوحدة الداخلية صمام الأمان لتحقيق الاستقرار وإعادة العمران وتحقيق النهضة، وخاصة الواقع السوري فيه من التعدد الطائفي والديني والقومي ما يجعل ذلك تحدياً رئيساً يتطلب رؤية تعالج ذلك، حتى لا يكون مدخلاً للقوى الخارجية والتي تحاول دائماً الاستثمار في ملف الأقليات مع تحفظنا على المسمى بطبيعة الحال.

وكذلك يندرج في مسألة الوحدة الداخلية المجموعات والفصائل المسلحة المتعددة، وكيفية دمجها في منظومة واحدة تخضع لتوجيه وتنظيم وقرار موحد.

3/ تحديات الأشواق الثورية

من أهم التحديات التي تحدث بعد نجاح كل ثورة هو ما يمكن تسميته: تحديات الأشواق والأحلام ووعود الثورة، ومنها حلم العودة والأمن والحرية والكرامة لكثير من أبناء الوطن الذين غابوا طويلاً عن ديارهم وأهلهم، ويودون أن يروا اهتماماً بكل تلك الأشواق وما يترتب على ذلك من قضايا المعاش من سكن وتعليم وصحة وغذاء وكهرباء وماء ومواصلات وبنية تحتية، وهذا يشكل عبئاً ثقيلا على القيادة الجديدة.

4/ تحديات البناء السياسي

لعل من أهم التحديات لكل ثورة هو تحدي البناء السياسي وكيفية تقديم نموذج يعبر عن الثورة وتطلعاتها ورؤيتها لكيفية النهضة والتقدم وتحقيق الاستخلاف والعمران، ومن أكبر التحديات في ذلك أن كثيراً من الناس -بما فيهم الثوار- هم أسرى لنماذج وافدة تعبر عن ثقافة المحتل الغالب وهويته أكثر مما تعبر عن هوية الشعوب المسلمة، وبالتالي فأول ما سيطرح قضية الهوية والمرجعية وما طبيعة النظام السياسي والمؤسسات التي ستنجم عنه وما مدى تحقيقه لأكبر قدر من المشاركة السياسية المستوعبة لمكونات الشعب والثوار، وخطورة النزاع في ذلك هو أن القوى الخارجية المعادية للتحرر تعمل على توظيف هذه النزاعات الداخلية وتستثمر فيها وتغذيها حتى تعطل عجلة التحرر والنهضة.

وأهم ما ينبغي التركيز عليه في ذلك حسم قضايا الهوية والمرجعية ومصادر التشريع، وأنها قضايا فوق الدستور وغير خاضعة للمساومة والجدل الحزبي؛ لأن أي شعب يعيش حالة النزاع والصراع في ذلك لن يحرر كسباً تحررياً ولا نهضوياً؛ بل يعيش بين جدلية الثورة والثورة المضادة.

مجلة أنصار النبي ﷺ

05 Jan, 20:46


سوريا وتحديات التحرير والتعمير

بقلم: د.حسن سلمان - عضو مجلس أمناء الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ

مجلة أنصار النبي ﷺ

04 Jan, 20:29


بداية نقول: "اللهم لك الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك"، فقد أدهشنا عطاء الله تعالى لأهلنا وإخواننا على أرض سوريا الحبيبة قلب الشام النابض، خاصة وأن هذا العطاء المدهش جاء بعد سنين عجاف مرّت بأهل سوريا، أكلت الأخضر واليابس، واستيأس الناس فيها من النصر وظنوه بعيد المنال، وسبحان الله!

فجأة وبلا مقدمات نسمع عن عملية (ردع العدوان)، تلك العملية التي كان أعظم المشاركين فيها تفاؤلًا يتمنى تحرير بقية ريف إدلب أو قل بعضًا من ريف حلب، وما أن بدأت عملية (ردع العدوان) إلا وكأن ريحًا شديدة هبت على نسيج من بيت العنكبوت فمزقته وشتته مثل رماد في يوم عاصف، وما أن دخل الثوار حلب الشهباء، حتى وجدناهم في حماة المكلومة، ثم في حمص، ثم في دمشق العاصمة في صورة أشبه بالخيال، ولو كانت تمثيلًا لما صدقها الناس!

﴿كَذَٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ﴾ [مريم: 9]

جاء هذا اللفظ في القرآن مع نبي الله زكريا -عليه السلام- لما استغرب مما بشرتْه به الملائكة من أنه سيكون له ولد على الكبر مع كون زوجته عاقرًا، لذلك قال متعجبًا: ﴿رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا﴾ ]مريم: 8]، ونفس الأمر مع مريم -عليها السلام- لما بشرها جبريل -عليه السلام- بقوله: ﴿إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا﴾ [مريم: 19]، فإذا بها تستبعد هذا كل البعد إذ ليس من سبب واحد يدعو لهذا؛ فهي شابة عزباء لم تتزوج بعد، وهي تقية ليس للبغاء إليها من سبيل، لذلك ﴿قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا﴾ [مريم: 20]، هنا جاءتها الإجابة الشافية الكافية التامة التي لا تحتاج إلى تعقيب، ﴿قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ۖ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا ۚ وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا﴾ [مريم: 21].

فيا كل مَن رأى وشهد شيئًا غريبًا لم يتصوره عقله، ولم يستوعبه تفكيره، كمثل ما حدث من نصر عظيم لإخواننا في سوريا، وقبلها بعام ما حدث من نصر في طوفان الأقصى، وقبل ذلك بعامين ما فتح الله به على إخواننا في أفغانستان، فيا كل من كان يستبعد هذا ويراه من ضروب الخيال أو من المستحيلات، أرح نفسك من العناء والتعب ولا تضرب أخماسًا في أسداس، بل قل مؤمنًا بقدرة الله تعالى: ﴿كذلكِ قالَ ربُّكِ﴾.

سوريا مع شدة الألم

لقد عاشت سوريا الحبيبة مع الألم -أو قل مع الآلام والأحزان والأوجاع والآهات- عاشت مع الفقد والخطف والقتل والتعذيب واغتصاب الحرائر، عاشت مع الظلم والجور والفجور والطغيان من حكام نصيريين كفرة لا يرقبون في مسلم إلّاً ولا ذمة، حكام لا يعرفون الحق ولا العدل ولا الرحمة والإنسانية بل ولا حتى البهيمية! إنما هم كالوحوش الضارية في البرية بل الوحوش وربي تستحي من أفعالهم! عاشت سوريا مع كل ذلك دهرًا طويلًا، فهي لم تعرف ذلك منذ الثورة السورية إبان الربيع العربي، لا بل ذلك منذ تولي النصيري الكافر (حافظ القرد) منذ بداية سبعينيات القرن المنصرم، وما أحداث حماة في الثمانينيات من القرن الماضي منا ببعيد، والتي ما زال بعض من سُجنوا فيها داخل زنازينهم إلى يوم انتصار الثوار في معركة (ردع العدوان)! ولولا هذا لما رأوا الشمس مرة أخرى.

فأي ألم كنتِ فيه يا أرض الخلافة الأموية؟ التي أخضعت في زمانها الشرق والغرب والشمال والجنوب لدولة الإسلام، وكان ذلك بالعدل والرحمة.

سوريا مع الأمل الجميل

قد يظن البعض أن سوريا بما حدث فيها من نجاح ثورتها، وانتصارها الساحق على بشار وعصابته المجرمة، يظنون بذلك أن سوريا قد حققت حلمها، والحقيقة أن سوريا إلى الآن ما زالت مع أمل تحقيق الحلم الجميل، فسوريا قد انتقلت من الجهاد الأصغر كما يقولون وهو جهاد السيف ودحر الأعداء، إلى الجهاد الأكبر، وما أدراك ما الجهاد الأكبر، ويقول بعض المتصوفة إن الجهاد الأكبر هو جهاد النفس، وربما اليوم وفقط أوافقهم الرأي، فاليوم مجاهدو سوريا أمام معضلة كبيرة تحتاج لكثير مجاهدة للنفس، وذلك كي يظلوا على قلب رجل واحد، فلو أن حظوظ النفس لعبت بهم أو ببعضهم لتحول حلم سوريا إلى كابوس ثقيل ربما لا تصحو سوريا ثانية بسببه، ولذا فإن سوريا أمام جهاد عظيم هو جهاد النفس وتحتاج لمن يقف معها اليوم مساندًا لها في هذا الجهاد العظيم.

أعداء الثورة

مجلة أنصار النبي ﷺ

04 Jan, 20:29


هذا فضلًا عن ميادين الجهاد الأخرى العظيمة والتي لا تقل عن جهاد النفس، ومنها:
جهاد أعداء سوريا من الداخل (الشبيحة)، وهم أشد خطرًا في نظري من أعداء الخارج، وذلك لأن أعداء الداخل هم من يكشفون العورات ويتصيدون العثرات، ثم إن أعداء الخارج لا يستطيعون تنفيذ شيء إلا بعمالة أعداء الداخل لهم، ومن هنا كان ولابد من الرباط لأعداء الداخل بالمرصاد، وشن حرب ضروس عليهم حتى تنجح الثورة السورية، وأعداء الداخل كثر وهم فرق متعددة، فمنهم بقايا النظام البائد بما في صدورهم من غل وحقد على الثورة الجديدة والدولة الوليدة، فهم من حكموا أكثر من خمسين عامًا بل قل من نهبوا وسرقوا وأجرموا وتمتعوا على حساب آلام الناس أكثر من خمسين عامًا، وهم اليوم يلملمون أوراقهم ويجمعون شعثهم ويحاولون تنظيم أنفسهم بما لديهم من بقايا الدولة العميقة لينقضوا مرة أخرى على الثورة، مستخدمين إثارة الفتن الداخلية وقلة الخدمات التي هم كانوا سببها الأول والأخير، ومستخدمين طيبة الثوار وجنوحهم للعفو والتهدئة فينفذون بذلك أهدافهم الخبيثة.

ومنهم كذلك أذيال إيران وأذيال حزب الله اللبناني، والذين كانوا يمرحون في الأرض على جثث وأشلاء المسلمين في سوريا، وينهبون من خيراتها لصالح إيران أو لصالح حزب الله في لبنان.
ومن أشد الأعداء للثورة بالداخل هم الجهال من المسلمين والذين من الممكن شراؤهم بالمال، فهؤلاء ينعقون مع كل ناعق سواء بجهلهم أو بما يدخل جيوبهم، وذلك لوقوفهم في صف المتآمرين على الثورة وتكثير سوادهم، وهؤلاء يحتاجون للفهم أولاً وسرعة الوصول إليهم وتحسين أحوالهم المعيشية ولو بأقل شيء ممكن، مع الوقوف لهم بحزم إذا ما أرادوا الخروج على الثورة.

ومنها جهاد أعداء الثورة من الخارج، وأعداء الثورة من الخارج كثر لكنهم ليسوا أخطر من أهل الداخل، وهؤلاء لا يعنون الثورة كثيرًا، بل على الثورة أن تداريهم وتصانعهم، ولا تلتفت لهم كثيرًا ولا تعطيهم أكثر من حجمهم، فالثورة فتية قوية ولابد أن تتعامل مع أعداء الخارج باستعلاء وندية، ولا تقدم التنازلات لإرضاء هذا وذاك، فوالله لو صنعت من أصابعها شمعًا وأذابته لإرضاء الغرب ما رضي عنها ولو لحظة واحدة، والتعامل معها من موقف ثقة يبين حجمها ويجعلها هي التي تلهث من خلف الثورة والثوار لنيل رضاهم.

متى تحقق الثورة السورية حلمها؟

على الثورة بذكاء رجالها -لا بكثرة نصائح المخلفين أمثالنا- أن تسارع في عقد الأحلاف والشراكات مع الصادقين من الدول الحليفة، فهم قوة لها وعتاد وعدة، وهم الصادقون في نصحها، والصادقون في دعمها.

وتحقق الثورة حلمها إذا ما استقرت الدولة لها، وشكلت جيشها ونظام الأمن الداخلي لها، وقضت على الثورة المضادة، وشكلت نظام القضاء بها، وقطعت ناحية التنمية شوطًا طيبًا، وشكلت أحلافها بمهارة وذكاء.

هل هناك فرصة للثورة المضادة كمصر مثلًا؟

أرى والله أعلم أن هناك فرقاً كبيراً الآن بين وضع الثورة في مصر والتي نجحت مبدئيًا عام 2012م، وبين الثورة السورية والتي أكرمها الله بالنجاح الآن 2024م، وهذه الفوارق تتمثل في الآتي:

في مصر كان هناك جيش متآمر على الثورة من يومها الأول، أما في سوريا فقد زال الجيش كله والثورة هي من تشكل الجيش.

في مصر كانت الداخلية بكل قوتها تعمل ضد الثورة، ولا تنفذ أوامر رئيس الدولة، أما في سوريا فالشرطة الداخلية ملك للثورة.

في مصر لم يكن للثورة أية قوة ظاهرة، أما في سوريا فلها أكثر من مئة ألف مجاهد يدافعون عنها، فضلًا عن تجنيد مئات الآلاف الأخرى في الوقت القريب.

في مصر كانت الثورة لا تحظى إلا بتعاطف الشعوب الإسلامية، ولا حكومة ذات فاعلية معها، أما في سوريا فمعها وبجوارها دولة #تركيا التي تكاد أن تصبح دولة عظمى بإذن الله تعالى، وهي داعمة للثورة بكل ما تستطيع.

في مصر ظل الإعلام المغرض يحارب الثورة بكل حرية، أما في سوريا فلا إعلام الآن إلا إعلام الثورة.

هذا فضلًا عن دراسة الثوار السوريين للتجارب السابقة للثورات في الدول وسبب إجهاضها، وتلاشي أغلب ذلك بإذن الله تعالى.

كذلك أحسب الشعب السوري الآن أكثر وعيًا من الشعب المصري آنذاك، فلا يتم اللعب عليه كما تم على الشعب المصري، فضلًا عن ثارات الشعب السوري من نظام بشار وزبانيته، ورغبة الشعب في الانتقام من الجزارين السابقين مما يجعلهم أكثر تمسكًا وصبرًا مع الثوار السوريين.

سوريا أعطت الأمل لكل المستضعفين

مجلة أنصار النبي ﷺ

04 Jan, 20:29


بعد أن فقد الناس الأمل في ثورات الربيع العربي، وظنوا أنها لا أمل فيها، جاءت انتصارات الثورة السورية -بفضل من الله تعالى- لتعيد الأمل لكل المستضعفين، لنعلم جميعًا أنه لا مستحيل أمام إرادة الله تعالى، وأن البعيد من الممكن أن يصير قريبًا إذا أذن المولى سبحانه، جاءت الثورة السورية بعد طوفان الأقصى، وبعد انتصارات الإمارة الإسلامية في أفغانستان، ليعطي الجميع صورة للعالم أجمع عن طبيعة الإسلام الخلابة، وعن روضة الإسلام الغناء، وعن واحة الإسلام الفسيحة التي تسع الجميع -لا جميع المسلمين- بل جميع الناس على وجه البسيطة، بل وأعطوا للعالم أجمع صورة عظيمة عن عدل الإسلام ورحمته وكيف أنه وحده يعمل على كرامة الإنسان، ويحافظ على حريته وحقه.

وغدًا بإذن الله تعالى تلحق بهم السودان ومصر وكل الدول الإسلامية التي تريد التحرر من طغاتها، اللهم اجعله قريبًا برحمتك، وأتمم على السوريين نعمتك، وامنن على أهل فلسطين بالنصر والتحرر من المحتل الباغي بعزتك وقوتك يا قوي يا متين!

مجلة أنصار النبي ﷺ

04 Jan, 20:28


#سوريا من الألم إلى الأمل

بقلم: د. حسين عبد العال - عضو الأمانة العامة للهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ

مجلة أنصار النبي ﷺ

04 Jan, 20:22


من غرائب الثورة السورية اتفاق كافة المحاور المتصارعة الدولية والإقليمية على بقاء نظام الأسد وجعل الساحة السورية مجالًا يتقاسمون فيه النفوذ بالتفاهم، فقد رأينا كيف أن الغرب بكل دوله وتحالفاته الإقليمية يحرص على التحكم في دعم الثورة بالسلاح الذي يمكنها من إحداث فرق في المعادلة العسكرية

من مقال: سوريا وتحديات التحرير والتعمير

بقلم: د. حسن سلمان - عضو مجلس أمناء الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ

مجلة أنصار النبي ﷺ

04 Jan, 17:53


مجلة أنصار النبي ﷺ، إحدى مشروعات الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ، تهدف إلى نشر قيم الإسلام وسيرة النبي ﷺ العطرة، وتسليط الضوء على قضايا الأمة وتحدياتها.

أهداف المجلة:

تعزيز حب النبي محمد ﷺ والاقتداء بسنته.

نشر الفكر الإسلامي المعتدل والدعوة إلى الله بالحكمة.

تناول قضايا الأمة من تراثها إلى حاضرها ومستقبلها.

محاور المجلة:

القسم الأول: مقالات يكتبها علماء الهيئة وعلماء الأمة حول قضايا المسلمين الأساسية التي يختارها العدد.

القسم الثاني: قبسات من تراث العلماء الراحلين تسلط الضوء على جهودهم في موضوع العدد.

القسم الثالث: كتابات العلماء والدعاة الأسرى، دعمًا لنصرتهم وإبرازًا لإسهاماتهم العلمية المتصلة برسالة النبي ﷺ.

رسالتنا:
أن تكون المجلة منصة تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وترسخ حب النبي ﷺ في القلوب، داعيةً إلى الخير ونشر نور الإسلام.

مجلة أنصار النبي ﷺ

03 Jan, 12:16


وأما الخليج، تلك الممالك التي ترسخ فيها الحكم الملكي والأميري، والذي يعامل الناس عملياً كعبيد لهم المأكل والمأوى ولنا فيهم القرار والسلطان، فقد أصيب بصاعقة حقيقية حين نجحت الثورة المصرية، إذ كيف لرئيس عتيق أن يسقط بعد ثلاثين سنة بهذه السهولة، ثمانية عشر يوماً فحسب!! لقد أنعش هذا الآمال المدفونة للشعوب الخليجية لكي تشعر وتتنفس أن يكون لديها من الحرية والإرادة والرأي في النظام. وزاد في ذلك أن تأثير الثورة المصرية سرعان ما انتشر في ليبيا وسوريا واليمن وبدت له بوادر لم تكتمل في البحرين والجزائر والمغرب.. لقد شعر ملوك الخليج أنهم في لحظة تشبه ما عاشه قبلهم ملوك أوروبا القديمة والوسيطة؛ شعروا أنهم أمام ثورة لتحرير العبيد، وقطع رأس الملوك!! فكان لسان حالهم يقول: لئن كانت أمريكا تستطيع أن تصبر أربع سنوات تجرب فيها خطتها، فإن الوضع عندنا لا يحتمل ولا نستطيع أن نصبر! لقد رأوْا كيف أن بعض شعوبهم وضع كلمات الرئيس مرسي كنغمات رنين لهواتفهم الجوالة! إن استمرار مرسي سيمثل سقوطاً مؤكداً لأنظمة حكمهم!

حتى إيران وتركيا على رغم ما بينهم من التضاد والخلاف، كلٌّ منهم رأى في مرسي فرصة عظيمة يتقوى بها جانبه ويشتد بها محوره..

فأما تركيا فلقد كانت لحظة في غاية الندرة والعظمة للعثماني الجديد -كما تنعته الصحافة الغربية- لكي يجد طريقاً ممكناً ليتمدد في العالم العربي بعد مائة عام من العزلة العلمانية الأتاتوركية، فالمتفائل يقول: إنه أول استرجاع تاريخ الدولة العثمانية، والمتحفظ يقول: إنه أول الطريق لتمدد الدولة التركية واتخاذها الموضع اللائق بها في خريطة القوى الإقليمية. والإخوان ومرسي من جانبهم كانوا يرحبون أشد الترحيب بالحليف التركي، الحليف القوي ذي الهوى الإسلامي، في منطقة ترسخ فيها الطغاة والعلمانيون وليس لهم فيها نصير.

وأما إيران، فلقد وجدت في وصول مرسي للحكم فرصة ممتازة لتمد علاقات قوية مع مصر -أكبر الدول العربية وأهمها- بعدما سقطت العقبة الكأداء المتمثلة في حسني مبارك ذي الهوى الصهيوني والأمريكي، إنها لمنحة عظيمة في هذه اللحظة وجود إسلاميين في حكم مصر مثل الإخوان المسلمين، ليس لهم عداء عقدي جذري مع الشيعة، ولهم تطلعات تحررية من الأمريكان، ولهم عداء مع الصهاينة، ويعانون من قلة النصير. ومن ثَمَّ فإقامة علاقة مع هؤلاء هو كسر ضخم في جدار الحصار المفروض على إيران، وتوسيع حضورها، بل وفيها فوق ذلك فرصة كذلك للعمل الشيعي في مصر التي هي بيئة أقرب لقبول الفكرة لما لدى أهل مصر من حب لآل البيت ولما في مصر من معالمهم ومشاهدهم.

السودان أيضاً رأى في فوز مرسي فرصة عظيمة للخروج من حالة الحصار التي كان فيها عمر البشير، النظام الفقير الذي أجبر قبل شهور على تنفيذ التقسيم والتخلي عن جنوب السودان بعد طول تصلب ومثابرة، وما كانت له من عقدة أشد وأكبر من العقدة المصرية، فها هي قد انفتحت، ثم ها قد جاء إليها الإخوان المسلمون أنفسهم الذين هم على ذات خط فكر الحزب الحاكم في السودان.

أمورٌ أخرى يمكن قولها، ولكنها أقل أهمية.. على أن القصد الذي يجب التركيز عليه أن التجربة المصرية كانت في بعض وجوهها تجربة اتفق أصحابها واتفق الغرب على منحهم الوقت والفرصة، كلٌّ لأغراضه المعاكسة للآخر، لكن تأثيراتها على الجوار هي التي عصفت بها!

لقد دخلت ممالك الخليج وإسرائيل على الخط لتتحطم هذه التجربة في أسرع وقت وأقرب فرصة ومهما كان الثمن، وفي حين كان الأمريكان يتخوفون من الفوضى لو جرى الانقلاب العسكري على مرسي، فإن إسرائيل وممالك الخليج والخونة في العسكر المصري تكفلوا لهم أن يكون الانقلاب أسهل ما يكون. فما ظنَّ أحدٌ منهم أن مرسي يمكن أن يتصلب في وجه الجيش، كيف ولم يفعلها مبارك العسكري ذي الثلاثين عاماً في مقعد الحكم؟ فهل يفعلها الإصلاحي التدريجي الخالي من القوة والذي لم يتمكن في مقعد الحكم؟! وكان مرسي قد أبدى من الضعف ما يجعل الانقلاب عليه فكرة تستحق التجربة، وقد خُدِع في السيسي وسُحِر به انخداعاً وسحراً يجعل نتيجة الانقلاب عليه تبدو مؤكدة السهولة!

ثم حصل ما حصل مما هو معروف..

وأنا أكتب الآن من موقع شاهد العيان، فلو كان مرسي قد أبدى جرأة وقوة وإقداماً مثل الذي أبداه من تصلب وثبات بعد وقوع الكارثة لكنا نكتب تاريخاً آخر. ولو كانت الجماعة قد قاومت ونزلت بثقلها بعد الكارثة لكان تاريخ آخر!

(3)
الشاهد الذي أقصده الآن، والذي أتوجه به لإخواني في الثورة السورية.. أن الأمريكان والغربيين يمكنهم أن يحاولوا تجريب الوضع الجديد واختبار الفرص المتاحة ودراسة شخصية أحمد الشرع ومصادر قوته ونقاط ضعفه، وإلى أي مدى يمكن تحقيق مصالحهم في وجوده.. مع الاستعداد لتغييره في كل الأحوال، حرباً أو اغتيالاً أو انقلاباً ممن حوله، ولكن هذا الاستعداد الغربي يحتمل التأجيل!

مجلة أنصار النبي ﷺ

03 Jan, 12:16


أما الأنظمة العربية وإسرائيل فلا تملك الوقت ولا الصبر على ذلك، وإن اشتياقها لتدمير التجربة وتحطيمها لا يتمهل، ولئن كان القوم لم يحتملوا مرسي -على كل ما فيه من إصلاحية، وعلى كل ما لهم من نفوذ داخل الأجهزة الأمنية والعسكرية في مصر- فكيف برجل مثل أحمد الشرع، ذلك القادم من مسار جهادي سلفي، وقد حمل السلاح، وفريقه ليس فيه هذا الحضور ولا النفوذ؟!

لقد أبدت أنظمة الخليج لمرسي تقبلاً، ورسمت له في دهاليز العلاقات الخلفية ابتسامات وضحكات، وكانت تطعنه من الخلف (وهذا ملف لم يُعرف بعدُ أكثره)، حتى لقد رأيت بنفسي في فريق مرسي من كان مطمئناً لهم غاية الاطمئنان، وكان سعيداً لما أغرقوه به من الحفاوة، ولا يتصور أن هذا قد يكون غدراً.. أقصد القول: ليس الذي يحدث الآن مع أحمد الشرع غريباً ولا هو يعني تقبلاً حقيقياً لوجوده!

إن تحرير دمشق، كما تقرؤه العواصم السياسية العربية، هو إسقاط لأخ عريق في الطغيان والتجبر، وهو دليل على أن نجاح الثورات ممكنة رغم كل المآسي والجراح، وهذا درسٌ هائل عظيم، كم أنفقوا المليارات والمجهودات لإثبات عكسه، حتى صارت سوريا المثال الأبرز عليه، فكان يقال للمقهورين: “احمدوا ربكم أحسن من سوريا”!

وإن تحرير دمشق، كما تقرؤه العواصم العالمية، هو انهيار بوابة حديدية كبرى في جدار حراسة إسرائيل، بل هو انهيار ثلث الجدار، وبقي ثلثاه: مصر والأردن! فكيف يكون حال قومٍ خسروا في أيامٍ باباً من ثلاثة أبواب تحمي مشروعهم الأثير: إسرائيل؟!.. وكيف يكون حال إسرائيل نفسها، وهي التي لم تخرج بعد من الصفعة المدوية التي تلقتها في غزة! غزة التي لا تملك إلا السلاح الخفيف والمتوسط، والمحاصرة منذ سبعة عشر عاماً؟!

لئن كانت نافذة غزة قد تدفق منها طوفان الأقصى، فكيف يتوقعون أن يكون التدفق الذي سيأتي من باب سوريا الكبير؟!!

أسأل الله تعالى أن يتم نعمته على إخواننا في سوريا، وأن يهدي قائدهم أحمد الشرع ورجاله لما فيه السداد والرشاد والخير والهدى والفلاح، وأن يجنبهم كيد الكائدين وغدر الغادرين.

مجلة أنصار النبي ﷺ

03 Jan, 12:16


قد فاضت الأقلام، وحُقَّ لها أن تفيض، بما أنعم الله على المسلمين من إسقاط نظام بشار الأسد، وتحرير دمشق، من بعد نصف قرن مظلم كئيب كانت في سوريا ترزح في أسوأ عهودها على الإطلاق!

والحمد لله أن قيَّض لعباده من الظروف والأحوال ما جعل هذا التحرير ممكناً على رغم قلة العدد وضعف العدة وعموم اليأس وانعدام النصير، فإن إسقاط هذا النظام آية من آيات الله، وما كان لأحد أن يتوقع سقوطه بهذه السهولة ولا بهذه السرعة! لكأنما كان سحاباً وانقشع! أو سراباً يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً!

إن أمام القوم تحديات عديدة، نسأل الله أن يوفقهم فيها ويهديهم إلى الرشد فيها، لكن العقبة الكأداء قد انهارت، وما بعدها أيسر منها إن شاء الله!

وأهم ما في هذا الفتح ليس ما يتعلق بأهل سوريا وحدهم، بل ما يتعلق بالشام وبمصير المنطقة كلها.. ولقد رأى الجميع كيف سرت صعقة كهربية في سائر الإقليم العربي الإسلامي، بل وفي سائر الدنيا، فإن امتلاك المسلمين لأمرهم في دمشق هو بمثابة قنبلة نووية في قلب النظام العالمي القائم الآن! وما هو بالأمر الذي يُسْمَح به مهما كانت التكاليف!

وما من شكٍّ عندي في أن الأمريكان والغربيين يحاولون اختبار الوضع، واختيار البدائل، مثلما سمحوا لمحمد مرسي بأن يصل إلى رئاسة مصر وهم يظنون ويُقَدِّرون أنهم يستطيعون به إدارة الأمر على ما يحبون ويرغبون، فلما كانت آثار هذا عظيمة لا تحتمل ذهبوا إلى الانقلاب العسكري عليه وتدمير الفرصة التي سبق أن سمحوا بها.

وإني سأقص عليك مختصر القصة، فإن كنت -أخي السوري- لا تجد الوقت أو كنتَ ملولاً فاذهب مباشرة إلى آخر قسم في المقال، ففيه الخلاصة.

(1)
لم يكن الرئيس الشهيد محمد مرسي رحمه الله جهاديًا، ولا كان في خاطره أن يقاتل الأمريكان والإسرائيليين، بل لقد ظنَّ أن تقديم الوجه الهادئ العملي التصالحي والحفاظ على مصالح هؤلاء الغربيين قد يمنحه الفرصة ليتمكن من البلاد تمكناً هادئاً متدرجاً، ثم يخرج من هذا التمكن بعد ذلك إلى تغيير الأوضاع!

وما عندي من المعلومات يؤكد أن الأمريكان كانوا يقبلون بهذا، لا حباً في محمد مرسي ولكن لأن هذا يلتقي مع خطة أخرى رغبوا في تنفيذها، تلك الخطة هي: أن يأتي الإسلاميون بالانتخابات النزيهة دون أن يمتلكوا حقيقة السلطة ومفاتيحها، فيعانون هم في الحكم ويعاني الناس من فشلهم فيه وضعف قدرتهم على إدارته، مع التهييج الإعلامي المستمر، والتفزيع الطائفي للأقليات وأصحاب المصالح، والتحكم الغربي عملياً في مراكز القوة العسكرية والأمنية والمالية.. فيكون الرئيس في أحسن أحواله كرئيس البلدية، ويكون أقصى ما يستطيع إنجازه تحسين أحوال الطرق وتنظيم الخدمات المحلية كتوزيع الخبز والغذاء وتحسين أحوال الصحة والصرف الصحي ونحو هذه الأمور! وهذا كله لن يعني شيئاً في ظل القصف الإعلامي المتواصل الذي يندب ويصرخ ويشكو من أن هذا ليس كافياً بل ليس شيئاً!

فتكون النتيجة النهائية أن تأتي الانتخابات القادمة النزيهة لتُسْقِط الإسلاميين باختيار الشعب وإرادته، فتكون ضربة معنوية قاصمة للإسلاميين في أنفسهم وفي أفكارهم، كما تكون ضربة قوية لأفكار الناس ليس فقط في صلاحية الإسلاميين للحكم، بل في صلاحية الإسلام للحياة!

كان يمكن لهذه الخطة أن تسير جيداً: إن أربع سنوات يراهن فيها الأمريكان على هذا المسار، هي ذاتها السنوات الأربعة التي يودّ مرسي والإخوان أن تسلم لهم؛ فالإخوان مرسي لا يريدون إلا الفرصة والوقت وهم يراهنون أن تمكنهم من تحسين هذه الأوضاع سيعني التفاف الشعب حولهم، وبالشعب وبمن ينحاز لهم من رجال السلطة يمكنهم أن يتمكنوا من الحكم وأن يصلحوا الأحوال تدريجياً وصولاً إلى الغايات الكبيرة المنشودة: بداية من تحرير مصر وامتلاك قرارها وحتى تحرير الأقصى!

فإذا وقع اتفاق الإخوان والأمريكان، كلٌّ وفق رؤيته ومصالحه، على شيء.. فلماذا تعطل هذا الاتفاق؟ ولماذا جرى الانقلاب العسكري في مصر؟!

هذا هو مقصود ما أريده من هذا المقال.. فأعطني سمعك وقلبك وعقلك..

(2)
لم يكن أثر وصول مرسي إلى الحكم في مصر قاصراً على مصر وحدها؛ لقد كان لهذا الوضع أصداء واسعة في العالم كله، ولا سيما في الخليج وفي إسرائيل، وفي تركيا وإيران أيضاً..

إسرائيل فقدت بانهيار حسني مبارك كنزها الاسترايتيجي -والوصف للوزير الإسرائيلي بنيامين بن إليعازر- وإن آثار الضعف والتفكك الذي عانى منه الجهاز الأمني والعسكري وفَّر فرصة هائلة لنمو المقاومة الإسلامية في فلسطين، لا سيما في غزة التي صارت تأتيها أكداس السلاح، لقد انتعش تهريب السلاح كماً وكيفاً عبر المسار المصري الذي ضعفت فيه قبضة الجيش والشرطة، وصارت قوة حماس تتضخم في غزة!

مجلة أنصار النبي ﷺ

03 Jan, 12:12


مقال: انهيار الباب الأول في جدار حراسة #إسرائيل!

بقلم: محمد إلهامي (رئيس التحرير) – عضو الأمانة العامة للهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ

مجلة أنصار النبي ﷺ

03 Jan, 10:07


لن يكون في المستقبل أسوأ مما عاشته سوريا في ظل نظام حكم آل الأسد وحزبه، وقد لقيني أحد كبار الأطباء العراقيين فقال لي إن نجاح ثورة سوريا أكثر مَن تذوق حلاوتها عامة المعذبين والمهمشين من العراقيين، ومع توسيع الدائرة سنجد أن تحرير سوريا أعاد الأمل في نفوس الجميع

من مقال "تحرير #سوريا وعودة الشرع"

بقلم: د. محمد الصغير - رئيس الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ

لقراءة المقال كاملا: https://bit.ly/3ZYAvTH

مجلة أنصار النبي ﷺ

02 Jan, 08:05


الشاهد الذي أقصده الآن، والذي أتوجه به لإخواني في الثورة السورية.. أن الأمريكان والغربيين يمكنهم أن يحاولوا تجريب الوضع الجديد واختبار الفرص المتاحة ودراسة شخصية أحمد الشرع ومصادر قوته ونقاط ضعفه، وإلى أي مدى يمكن تحقيق مصالحهم في وجوده.. مع الاستعداد لتغييره في كل الأحوال، حرباً أو اغتيالاً أو انقلاباً ممن حوله

من مقال: انهيار الباب الأول في جدار حراسة إسرائيل!

بقلم: محمد إلهامي (رئيس التحرير)

اقرأ المقال كاملاً: https://bit.ly/4a4wulw

مجلة أنصار النبي ﷺ

01 Jan, 18:29


تتابع الأحزان والتعايش مع الطغيان أفقد الكثيرين القدرة على الفرح، حتى صار دارجاً في أعرافنا أن نقول بعد المواقف السارة أو كثرة الضحك: "خير اللهم اجعله خير"! تأكيداً على التوجس من الفرح، أو انتظاراً لما سيعقبه من الحزن المحتمل، والبعض ينكر لحظة الفرح بالكلية ويردها إلى الأحلام المنامية فيقول: "دا حلم ولا علم"؟

والحقيقة ما زال العلم حائراً في تفكيك هذه الظاهرة ومعرفة بواعثها اللا إرادية، وإذا كان هذا في الحالات الخاصة، فإنه في الشأن العام أوضح، وبواعث القلق فيه أكبر، وأصدق مثال على هذا ما حدث في انتصار ثورة سوريا، وفتح الشام خلال عشرة أيام، فبدلاً من الفرح بالنصر والتحرير، دخلنا في دوامة كيف تم ذلك في وقت قصير؟

ونسى المتشائمون ثلاث عشرة سنة من كفاح الشعب السوري ونضاله، وما تعرض له من قصف كيماوي وبراميل متفجرة، وأكثر من مليون شهيد مع تهجير نصف الشعب خارج أرضه، أما عن المعتقلين والمختفين الذين بقوا على قيد الحياة وخرجوا من سجون بشار، فأعلنت منظمات حقوق الإنسان السورية أن عددهم 122٫144 معتقلاً حتى الآن .

المشاعر متضاربة عند أهل سوريا؛ فهي مزيج من الفرح الحذر، المشوب بالخوف من الخطر، خطر العودة لعصور الظلام، أو دخول البلاد في دوامة عدم الاستقرار، ومع أن بعض هذا الخوف له ما يبرره، ويتفهمه أصحاب الأنفس السوية، لكن جلّه يتبدد من خلال النظر في الآتي:

أولاً: لا ينبغي القلق على الشام عند أهل الإيمان

فهي الإقليم المبارك الذي دعا له رسول الله ﷺ فقال: "اللهم بارك لنا في شامنا".

وشرّفه ﷺ بنسبته إليه وإلى أمته جميعاً، لذا رأيت كثيراً من المسلمين الأعاجم لا يذكرون اسم الشام مجرداً، وإنما يقولون "شام شريف"، حيث فيه قبلة المسلمين الأولى ومسرى رسول الله ﷺ، وعاصمة الخلافة، وهي أرض المحشر والمنشر.

وجاء في صحيح السُّنة أحاديث كثيرة في فضل بلاد الشام، منها:
ما جاء عن معاوية بن حيدة -رضي الله عنه- قال: إن النبي ﷺ قال: "عليكم بالشام".

وقوله ﷺ: "إن الله عز وجل قد تكفل لي بالشام وأهله".

وعنه ﷺ: "ألا إن الإيمان إذا وقعت الفتن.. بالشام".

وحديث أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ: "الشام أرض المحشر والمنشر".

ووصى النبي ﷺ بسكنى الشام: "عليك بالشام فإنها خيرة الله في أرضه، يجتبي إليها خيرته من عباده".

ثانياً: ليعتبر السوريون أنفسهم في استراحة محارب

لو لم تنجز الثورة السورية غير خروج عشرات الآلاف من المعتقلين ونجاتهم من المسالخ والمكابس البشرية.. لكفاها شرفاً وفخراً، ناهيكم عن الفرحة التي دخلت كل بيت سوري بعودة المهاجرين واللاجئين، الذين رجع بعضهم -ممن أعرف- بعد 45 سنة من الحرمان من الأهل والأوطان، بالإضافة إلى الفرحة التي دخلت قلب كل مؤمن بنجاة سوريا من جبروت الحكم النصيري الطائفي البعثي، الذي جثم على صدور السوريين طيلة 53 سنة.

ولن يكون في المستقبل أسوأ مما عاشته سوريا في ظل نظام حكم آل الأسد وحزبه، وقد لقيني أحد كبار الأطباء العراقيين فقال لي إن نجاح ثورة سوريا أكثر مَن تذوق حلاوتها عامة المعذبين والمهمشين من العراقيين، ومع توسيع الدائرة سنجد أن تحرير سوريا أعاد الأمل في نفوس الجميع، وأصبحنا ننتظر الفجر القريب، مع ربيع عربي جديد، وبداية تفتح أزهاره ظهرت في رعب المستبدين، وانزعاج المفسدين من مصير حليفهم وجليسهم بشار، الذي وقع نبأ سقوطه على رؤوسهم كالصاعقة، ودق مشهد هروبه المشين ناقوس الخطر في نفوس حاشية المجرمين وسحرة الفراعين، فإن الطغاة والجبارين لا يفكرون إلا في أنفسهم، وما يحملونه من مال السحت الذي يؤمّن معيشتهم، دون أن يلوي أحدهم منهم على أحد، أو يلتفت إلى مقرب !

ثالثاً: ما قام به السيد أحمد الشرع القائد العام لفتح الشام جعله في صفوف القادة الكبار

حيث أعدّ لهذه المعركة الإعداد اللازم لمشروع التحرير، وبدأ بالخطوة الأهم والأخطر وهي توحيد كافة الفصائل والتحرك بها تحت راية واحدة، سواء في فترة الإعداد أو فترة التحرير والتمكين، وكل مَن يعرف طبيعة الشعب السوري يعرف أن هذا العمل من الصعوبة بمكان، وأن مَن نجح فيه قادر -بعون الله- على النجاح فيما سواه.

ولا ننسى أن الظروف الدولية واختلاف الخريطة السياسية والتحالفات الإقليمية، كل ذلك هيأ جواً مناسباً لتقدم كتائب الثورة، التي كانت قد أعدت للأمر عدته، وأخذت بأسباب النصر المتاحة.

رابعاً: النجاح الذي حققه حاكم إقليم إدلب في الشمال السوري المحرر كان محل إجماع المنصفين

واستطاع أحمد الشرع أن يجعل هذه الحقبة فترة إعداد وتأهيل، للكوادر التي ستتحمل مسؤولية الفترة الانتقالية، لقيادة سفينة سوريا الجديدة إلى شاطئ الأمان والاستقرار، وما ظهر خلال الشهر الذي تلا التحرير من سرعة بسط الأمن ومنع الانفلات، وسير الحياة بشكل شبه طبيعي، مع الانفتاح على العالم الخارجي واستيعاب كل الوفود، يدلل على دربة في الإدارة وحنكة في السياسة.

مجلة أنصار النبي ﷺ

01 Jan, 18:29


خامساً: أكثر ما نحتاج أن نتحدث عنه بوضوح، هو تخوف بعض السوريين من تاريخ أحمد الشرع السابق مع بعض الحركات والتنظيمات

وعلى رأسها (داعش)، وهجرته للعمل الجهادي في العراق، وللإنصاف.. فهذه تُحسب له وليست عليه، فلو أخذنا نعدد من انخدع ابتداءً بهذا التنظيم من دعاة وصحافيين وكُتاب وإعلاميين لطال بنا المقام، ناهيكم عن الشباب المتحمسين الذين غرتهم الأفكار البراقة، والرايات السوداء الخفاقة، وتسابقوا عليها تسابق الفراش على حفر النار وكان فيها هلاكهم.

إلا من عصمه الله ونجاه، وأبصرت الحق عيناه، فعاد إلى صوابه ورشده، وأصبح يدرك عن تجربة أن (داعش) هي الخطر الفاحش، وأدرك أكثر من غيره أن هذا التنظيم مخترق محترق، يقوم على الاستحلال والتكفير، ويقاتل أهل الإيمان ويترك عبدة الأوثان، وقد فضحتهم تفجيراتهم للمساجد في ظل حكم (طالبان)، وصمتهم خلال احتلال الأمريكان.

كما أثبتت الأيام والأحداث صدق أحمد الشرع في قطع علاقاته بالتنظيمات الخارجية، وتركيزه فقط على قضية تحرير سوريا، بل يعتبر الشرع ومن تربى على يديه، قد حصلوا مناعة مكتسبة ضد الأفكار الضالة والمتطرفة، كمن أصابته (كورونا) ثم شُفي منها، وكم مر علينا في التاريخ مَن مرت حياتهم بأطوار مختلفة، وتغيرت مسيرتهم بعد مرحلة فتوة الشباب، إلى حكمة الكهول.

سادساً: من الضمانات التي أعول عليها شخصياً الوجود التركي في المشهد السوري

ولستَ مرغماً على متابعتي فيها! ولستُ غافلاً عن مصالح تركيا المتعددة واجتهادها في تحقيقها، لكن الذي يعنيني أنها تتقاطع جميعها مع مصلحة الشعب السوري، وأهم هذه المصالح ويأتي في مقدمتها:

تفكيك التنظيمات الإرهابية والخلايا السرطانية التي تحتل جزءاً ليس قليلاً من التراب السوري، وتهدد وحدة أراضيه.

مثل قوات (قسد) الإرهابية، وفروع (حزب العمال) الكردستاني المتورط في أعمال تخريبية داخل تركيا وضد مؤسساتها، وكذلك ملف عودة السوريين الذي مثّل حملاً في الآونة الأخيرة على الحكومة التركية، ورأينا بعد التحرير كيف أن السوريين هم الأحرص على العودة لتعمير بلدهم.

وعلى الصعيد الشخصي لدي ثقة في سوابق الخير التي فعلها الرئيس طيب أردوغان، وليس جديدًا عليه التحرك في المساحات الفارغة، واستغلال الفرص المواتية، لتحقيق أهدافه ونصرة حلفائه.

وقد رأينا ذلك في وقوفه إلى جوار دولة قطر، واستمرار الحلف الاستراتيجي بين البلدين، وكيف هو صمام الأمان ضد انزلاق ليبيا إلى حرب أهلية، ومساعدة أذربيجان على تحرير أقليم كرباغ المحتل من 29 سنة من قِبل أرمينيا التي تدعمها أمريكا وفرنسا وروسيا وإيران، لكنه استغل فترة (كورونا) وخوف الناس من مجرد المصافحة، وأطلق أسراب (البيرق دار) نجدةً لإخوانه في أذربيجان.

ورأينا في الأيام الأخيرة كيف استطاع أن يكلل جهوده في دعم الصومال بالمصالحة الكبرى مع جارتها أثيوبيا، وجعل لتركيا قدماً راسخة داخل بلاد أفريقيا، حتى حصل على شهادة القريب والبعيد بأنه رجل هذه المرحلة، وأحد الأيدي الفاعلة في دعم سوريا وثورتها.

ولو كان القائد العام أحمد الشرع على منهجه القديم الذي يخاف منه الناس، لما كان حليفاً لأردوغان على أية حال، بل إننا بإذن الله على أبواب تجربة سورية واعدة، ونموذج حكم جديد، يحقق نبؤة شوقي أمير الشعراء حين قال:

جزاكم ذو الجلال بني دمشق ** وعز الشرق أوله دمشق

وختاماً..
فإن الحكم على البدايات من أخطر الجنايات، واعتماد الأحكام المسبقة جور في الحكم ومنافاة للعدل، والسير في فلك التصنيفات الغربية وأبواقهم العربية لا يقود إلى هدى، وفيه الضلال والردى، وواجب الوقت الآن أن نعيد ما تهدم من بنيان سوريا على كافة الأصعدة.

فما تعرض له بنيان الإيمان، لا يقل عما تعرضت له الحوائط والجدران، لأن الخطاب النصيري البعثي ومن شاركه من ميليشيات إيران وأحزابها، عمد إلى تغيير هُوية سوريا العربية، واستهدف عقيدتها السُّنية، فكل شيء في سوريا الآن يحتاج إلى إعادة إعمار وترميم، وسواعد أبناء سوريا التي أبدعت خارج أرضها، قادرة على ذلك في ظل ما تحقق على أيدي الصادقين من أهلها، بل إن بركات الشام ستعم ما حوله من الأقطار.

مجلة أنصار النبي ﷺ

27 Dec, 21:10


نحن أولى بالحزن والدهر يكتب لك الخلاص وأنت تدخلين صفحة الحرية، بينما يمر مخذولاً بنا الزمان ونحن نهوي خارج التاريخ.
لا تحزني يا غزة وأرضك تغطيها أعطر الدماء، وتربتنا تئن من تجرع النتن والخمر ومرارة الغدر..
لا تحزني يا غزة فوالله لأنت أكثر حرية منا الآن، فالحرية لا تبيت معنا في مخافر الطغاة، لكنها توسدت أعتاب فرسانك الأباة.
لا تحزني يا غزة وشكاياتك يضج لها ملائكة السماء، بينما تذهب شكايتنا بلا مأوى لأننا لم نصدقها بالعمل.
وكيف تحزني وقد نزل التاريخ من عليائه ليرى الزهار وهو يقدم ابنه الثاني على التوالي خارج الأيام والأجسام، روحاً زكياً وضياءً عبقرياً لا يموت.
لا تحزني يا غزة فعلى ثراكِ الآن أزكى ما نزفته البشرية وقدمته الإنسانية..
لا تحزني يا غزة فأرضك ليست أرض دحلان وأبي مازن؛ لكنها أرض عمر وأبي عبيدة وخالد ونور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي.
لا تحزني ابنة الصدق ودوحة النخل ونَفَس الزيتون، فحجارة أطفالك تطهر دنس أقدام القرود، وسواعد فرسانك تشد نجمك في الثرى.
أنا لا أهيب بأمتي أن تهب لتواسيك، لكني أهيب بها أن تنهض لتسير خلفك على الدرب. ولا أبكي تعاقب الملائكة على ثراك تغسل الشهداء وتبارك سعيهم، لكني أبكي نعيق الغربان ببلدي يرحب بأفواج السياح الغزاة!
طوبى لكِ يا غزة مع كل شهيد يسقط؛ فمن موقعه يولد ألف مجاهد، وطوبى لك مع كل بيت يُهدم فهو يؤسس من جديد على صخرة العز، وطوبى لكِ مع كل دفقة دم تسيل فهي تثير الأرض وتنير السماء وتمسح عار الهزيمة، وتكسو ثراكِ عشباً لا يقبل الطاغية على وهده وبساطه.

ولا تحزني يا غزة كلما ارتفع شهيد على أرضك.. فالدم لا يموت.

مجلة أنصار النبي ﷺ

27 Dec, 21:10


#غزة منبت الأبطال ومنبع الرجال وريح الجهاد والنصر وأريج النضال والصبر.. ها هي الآن تدفع ثمن جهادها وتسدد حساب إبائها، وتشهد على تقاعس أمتها. رفضت غزة أن تُطبع بصماتها على عقود الذل، وأن تقبع تحت أقدام دولة اليهود تلتقط الفتات الساقط من موائدها.

رفضت غزة أن تركع على نعال أمريكا وإسرائيل، فتكالب عليها الأعداء والخونة يريدون هدم قلعة العز.. الصورة واضحة لا تحتاج على بيان، والأحداث كفتنا مهمة الإيضاح، وما عاد لنا أن نقول شيئاً وبِرك الدماء وأكوام الأشلاء تجسّد الفجيعة وتحكي المأساة.

قضى الله لك يا غزة أن تكوني هكذا دائماً، شاهداً منصوباً يجسد لنا في كل حينِ أسمى معاني النضال والجهاد والعز والشرف؛ لكنها تعكس في الوقت ذاته صورة مقيتة من الخذلان والجبن والهوان والذل والخيانة.. بل والموت!
لا نقصد ذلك الموت المشرف في ساحات الوغي وحماة الكرى، لكنه الموت المهين في نفوس أمتنا التي باتت ظلاً باهتاً وجسداً بلا حراك.

نعم وبلا مواربة.. أن سقوط الشهداء والأحباب كل يوم في غزة وما يجاوبه من صمت مطبق من أمتنا لا يعني سوى شيء واحد.. وهو الموت!

الموت لمن فتح المزاد على وطنه وتاريخه وقبور أجداده، لمن يزايد. وفرسانك يا غزة في ثوب الشهادة تصطبر.

الموت لجميع من يصخبونَ ويصخبونَ..
ويملأون صدورهم بهواء أمجاد القرون..
ثم مع جزارك يرقصون..

الموت لمن قنعوا من دنيا السياسة بمهمة كلاب الحراسة..
الموت لجرذان الرئاسة..
التي تلعق الأقدام وتعبد الأصنام في كل الملل.. من العجل اليهودي إلى السيد الأمريكي...
الموت لمن أعياهم الهوان فانتحر الكلام على شفاهم، وشلت أقدامهم وأيديهم وطأطأت رؤوسهم على صدورهم الواجفة، وقد تركوا الطاغية يزني بضمائرهم وعقولهم.. الموت لمن يجرون العجز أذيالاً وأذيالاً بطول ألوف الأميال من أرضك الطاهرة.
الموت لهم وحجارة أطفالك ترجم خزيهم وتفضح عارهم.. الموت الذي تعلنه كل ساعة أزيز الطائرات اليهودية، ودوي المدافع الصهيونية، وهي تُغير على بطل من أبطالك يا غزة الغز.

الموت الذي تقذف به في وجوهنا وسائل الإعلام مع كل بيان وخبر تثرثر به.. الموت الذي تصبه على رؤوسنا دموع أسر الشهداء وأنين صغارهم.

يا غزة الخير..
ماتت نخوة القوم فلا تجزعي، وحُق لك ألا تجزعي وفيكِ ليوث الإسلام وفرسان الميدان.

الموت أصاب أمتي يا غزة، لكن الحياة وحدها اختارت أن تسكن في جنباتك وتطل من ربواتك.. الحياة الطيبة في جوار رب العالمين، وشتان بين جوار الأهل، وجوار الرب سبحانه.

يا غزة..

ماتت نخوة القوم يوم أن انشغلوا بدنياهم عن آخرتهم، وبحاضرهم عن تاريخهم، وبهمهم عن هَم أمتهم.
ماتت نخوة القوم يوم خرجوا يتظاهرون للدرهم والدينار وأنتِ بين ظهرانيهم تئنين من الحصار...
ماتت نخوة القوم يوم سمحوا لـ(بوش) أن يطأ أرضهم ويدنس ترابهم ويرقص من الأنذال على أشلاء رجولتهم.
ماتت نخوة القوم يوم تركوا جزارك يا غزة يرتع في بلادهم، ويتبختر على دمائهم وينتعل كرامتهم.
ماتت نخوة القوم على مذابح الشهوات.
يا غزة ماتت نخوة القوم، لكن الدم لا يموت.. نعم والله لا يموت الدم، ولا تجروء الأرض على ابتلاعه ولا يقوى التاريخ على نسيانه، وكيف يموت وهو يروي بذور العز في تربك الطاهر فينبت الفوارس الأبطال، ويغرز أشراف الرجال رواسي أن تميد بك الأرض.

الدم لا يموت، فلا شيء في هذه الدنيا أقدس من الدماء الطاهرة وكم سالت على أرضك! لذلك أنت مقدسة.. فلا تحزني يا غزة، فالحزن أولى بنا نحن يا حبيبة، نحن أولى بالحزن ومنابتنا لا تنبت سوى الخنوثة والرعونة، بينما مباسم زهرك لا تخرج إلا الفوارس الكرام.. نحن أولى بالحزن منك، فعلى أرضنا يدب الذباب والبغاث ويستأسد الجرذان والجبناء، بينما أرضك يشقها صناديد الإسلام وعشاق الشهادة الكرام.

مجلة أنصار النبي ﷺ

27 Dec, 21:10


مقال: يا غزة.. ماتت نخوة القوم

بقلم: م. خالد حربي - فك الله أسره*

مجلة أنصار النبي ﷺ

26 Dec, 20:57


من الحقائق الشرعية أن حسن الظن بالله من أفضل العبادات، قال تعالى في الحديث القدسي: “أنا عند ظن عبدي بي”، وقال ابن مسعود رضي لله عنه: “والذي لا إله غيره ما أُعطي عبدٌ مؤمن شيئاً خيراً من حسن الظن بالله عز وجل”، وفي المقابل نعى الله سبحانه وتعالى على قوم يظنون ظن السوء، قفال: ﴿وَطَاۤىِٕفَةࣱ قَدۡ أَهَمَّتۡهُمۡ أَنفُسُهُمۡ یَظُنُّونَ بِٱللَّهِ غَیۡرَ ٱلۡحَقِّ ظَنَّ ٱلۡجَـٰهِلِیَّةِۖ﴾ [آل عمران: ١٥٤]، وقال سبحانه: ﴿وَظَنَنتُمۡ ظَنَّ ٱلسَّوۡءِ وَكُنتُمۡ قَوۡمَۢا بُورࣰا﴾ [الفتح: ١٢].

ثانياً: الوعد القرآني بأن العاقبة للتقوى وأن جند الله هم الغالبون، وحديث الطائفة المنصورة الملازمة لوجود الأمة حتى تقوم الساعة.. يجعل الاعتقاد بأن الأمة يمكن أن تكون مهزومة بإطلاق خللاً في العقيدة، والشام هي ميدان الطائفة المنصورة في آخر الزمان كما أخبر بذلك الصادق المصدوق، وقد وعد الله سبحانه وتعالى نبيه لأمته “أن لا يهلكها بسنة بعامة، وأن لا يسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم”.

ثالثاً: ﴿وَلَا تَهِنُوا۟ فِی ٱبۡتِغَاۤءِ ٱلۡقَوۡمِۖ إِن تَكُونُوا۟ تَأۡلَمُونَ فَإِنَّهُمۡ یَأۡلَمُونَ كَمَا تَأۡلَمُونَۖ وَتَرۡجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا یَرۡجُونَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِیمًا حَكِیمًا﴾ [النساء: ١٠٤].

رابعاً: إن الشهادة في سبيل الله اصطفاءٌ ورصيد في سجل تضحيات الأمة… ولا ننسى أن البلاء الذي يصيب الأمة بسبب ذنوبها كفارات لها، قال تعالى: ﴿مَن یَعۡمَلۡ سُوۤءࣰا یُجۡزَ بِهِۦ﴾ [النساء: ١٢٣]، وورد في حديث النبي ﷺ: “ما يصيب المسلم من نَصَب ولا وَصَب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يُشاكّها، إلا كفّر الله بها من خطاياه”.

والوعد عند الله الجنة، كما أنه تأديب لها وكشف لأمراضها وفضح لمنافقيها وتمحيص لمؤمنيها، ﴿وَلِیُمَحِّصَ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَیَمۡحَقَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ﴾ [آل عمران: ١٤١] ، وقال سبحانه: ﴿ذَ ٰ⁠لِكَۖ وَلَوۡ یَشَاۤءُ ٱللَّهُ لَٱنتَصَرَ مِنۡهُمۡ وَلَـٰكِن لِّیَبۡلُوَا۟ بَعۡضَكُم بِبَعۡضࣲۗ ﴾ [محمد: 4] الآية.

خامساً: إن النصر الموعود به للمجاهدين لا بدّ له من توفر شروط وانتفاء موانع، فمن شروطه:

أن يقاتل المسلم أو الطائفة أو الأمة لتكون كلمة لله هي العليا، والدفاع عن المظلومين وردّ عدوان المعتدين على النفوس والأعراض والأموال والأديان، وغير ذلك من مقاصد القتال المشروع في الإسلام، وهذا من معاني نصر الله في قوله تعالى: ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ﴾ [محمد: 7].

ومن موانع النصر: التنازع، قال تعالى: ﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾ [الأنفال: 46]…

سادساً: تزيدنا أحداث الشام إيماناً بنبوة محمد عليه الصلاة والسلام، فقد ذكر من الوقائع والأحداث المستقبلية ما يظهر تباعاً ومنها في بلاد الشام، فهذه الأحداث لها ما بعدها، فهي أرض المحشر والمنشر، وهي التي ينزل فيها عيسى بن مريم عليه السلام عند منارتها البيضاء، وفيها يُقتل الدجال، وهي الأرض المباركة، وهي أرض الملاحم، وفيها بداية الملحمة الكبرى، ويقود المهدي فيها جيش المسلمين وغوطتها فسطاط المسلمين يوم الملحمة، فهي أرض مباركة، وثورتها مباركة، “وإذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم”، “وإن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام”.

عبر من التاريخ الحديث والمعاصر
قراءة التاريخ ومعرفة سننه واستخلاص عبره يعين على قراءة المستقبل والاستعداد له، وهي استجابة لأمر الله سبحانه وتعالى، حيث أمرنا بذلك فقال: ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا…﴾ [النمل: 69]. والنظر هنا: علمي وبصري، هذا أولاً، وهو ثانياً: حماية للأمة من أن تستغرقها اللحظة الراهنة بمآسيها وإخفاقاتها، والنظر للمستقبل بتفاؤل وطمأنينة.

فمن عبر التاريخ الحديث وصور البطولة التي تبين حقيقة جهاد الأمة عندما تصدق مع ربها وتخلص لدينها وتحب الموت في سبيل الله:

• في عام 1920م سقطت بلدة كفر تخاريم في سوريا بيد الفرنسيين وشُرد أهلها في شتاء قارس، فقام ثلاثون مجاهداً بقيادة مجاهد بطل اسمه نجيب عويد بتطويق المنطقة قبل الفجر، ومع الأذان والتكبير وإيهام العدو أنهم ذو عدد هجموا على المحتلين، وفي ملحمة من ملاحم التاريخ الحديث وبعد مقتلة حامية هرب الفرنسيون بكل أعدادهم وسلاحهم وقادتهم من البلدة، مخلفين عشرات القتلى والجرحى والمعدات العسكرية.

• في عام 1921م سقطت بلدة أنوال في الريف المغربي بيد الأسبان، فقام 1000 مجاهد بقيادة عبد الكريم الخطابي بمواجهة الجيش الأسباني البالغ 25000 مقاتل المدعوم من الفرنسيين، وفي معركة استمرت خمسة أيام أبيد الجيش الأسباني في ملحمة من أهم ملاحم حركات التحرير ضد الاستعمار.

مجلة أنصار النبي ﷺ

26 Dec, 20:57


• في عام 2001م في إبان الهجوم الأمريكي على أفغانستان أسر مجموعة من المقاتلين في قلعة جانجي، في عملية غدر قام بها (دوستم) وتحالف الشمال وسط حراسة مئات الجنود بأسلحتهم ودباباتهم يدعمهم الأمريكان، وفي انتفاضة بطولية من هؤلاء الأسرى قليلي العدد سيطروا على القلعة وهزموا حراسها وقتلوا كثيراً منهم، في ملحمة أسطورية من أغرب الملاحم.

• مقاومة غزة الباسلة لإسرائيل، وكيف أن بلدة محاصرة كسجن كبير مخذولة من محيطها العربي حققت -وما زالت تحقق- حالة توازن رعب مع (دولة) لديها جيش هو أقوى جيوش المنطقة وأحدثها تسليحاً، بواسطة فصائل بأسلحة خفيفة.

• ومثال أخير: حلب، فثلاثة آلاف مقاتل محصورون داخل البنايات، ومحاصرون من قبل آلاف الميليشيات، وتدكهم الصواريخ بمعدل لم يسبق له مثيل في حروب القرن، ومع ذلك صمدوا صموداً أسطورياً رغم نقاط ضعفهم من قلة السلاح والغذاء، ورغم 72000 غارة -حسب تصريحات روسيا- معظمها على حلب، ومع ذلك خرجوا خروجاً مشرفاً دون قتل أو أسْر…

ازدياد نسبة الوعي في الأمة
استبانة سبل المجرمين من مقاصد القرآن العظيمة، والأحداث الكبرى تعري النفاق وتكشف المنافقين، والتدافع الضخم بين المسلمين والكافرين يكشف السوءات ويبين الثغرات، وحاجة الأمة إلى معرفة المواقف الشرعية من الحدث وفاعليه يستدعي إبراز دور العلماء؛ فهو الدور المنشود، والعلماء اليوم أمام استحقاق تاريخي، ومع إدراك الأمة لأهمية العلماء يكون الأمل في تحقيق دورهم، حيث أضحت الشعوب تتساءل عن دور العلماء، وهذا وعي في الأمة يكشف عن احتياجها وشعور أبنائها بالفجوة التي لا يملؤها إلا أهل العلم والرسوخ في الدين والوعي بالواقع، والنصر للأمة لا يكون إلا بعد الوعي، فلو انتصرت قبل الوعي عاد نصرها وبالاً عليها في سهولة اختراقها وزرع الفرقة بين أبنائها وتقاتلها فيما بينها ثم سرقة انتصاراتها.

المطلوب من المسلمين
1 الدور المطلوب من الشعوب:

الدعاء، فالدعاء جهاد، وهو العسكر الذي لا يغلب، والجند الذي لا يخذل، وإشاعة شعيرة قنوت النوازل في مساجد المسلمين أمر مطلوب وبشكل عاجل، والدعوة إلى ذلك من قبل الهيئات الإسلامية مسؤولية شرعية.
الدعم المالي والعيني عبر القنوات المتاحة والمسارعة بحملات إغاثية تواجه النكبة التي تحل بالمهجرين في ظل برد قارس يتساقط فيه الأطفال والكبار صرعى من شدة البرد وعدم توفر مواد التدفئة.
2 لن تكون آخر محارق الصليبيين والباطنيين ضد المسلمين، فلو تمكنوا لأحرقوا أهل الإسلام جميعاً، وليست أيضاً نهاية التاريخ، فلا ييأس أهل الحق ولا يفارقوا حقهم إلى باطلهم، فالأيام دول وبعد الليل يبزغ الفجر فيأتي الشروق ثم تعلو الشمس في كبد السماء، وعِبَر التاريخ القديمة والحديثة شاهدة بذلك، ووعي الشعوب بهذه الحقائق واجب الزمان؛ لتوحيد موقف الأمة ضد أعدائها الحقيقيين.

3 ينبغي أن لا تستغرقنا اللحظة الراهنة عن النظرة التاريخية قبل والمستقبلية بعد، وأن نتعرف على الفرص المتاحة والفجوات الممكنة، وتعمل الأمة عموماً والمصلحون خصوصاً من خلالها.

4 الرجوع إلى الله تعالى: فهو طريق النصر والتمكين للأمة جميعاً، ومن العجب أن المعاصي في عموم الأمة تزيد ولا تنقص، ولا شك أن الأمة قد تؤاخَذ ببعض ذنوب أبنائها، أو بسكوت صالحيها، أو بتغيب مصلحيها أو تغييبهم…

لا يأس ولا قنوط
فمن دروس التاريخ أن معركة حطين وكذا عين جالوت جاءتا بعد انهيار دولة الإسلام، وقد أيس الناس واستحكم الوهن، فأعيد الأمل في الأمة ونبتت فسائلها من جديد، وكذا كثير من مثلها من الوقائع، وفي التاريخ المعاصر: ما جرى في قلعة جانجي بأفغانستان، وثورة السوريين ضد الفرنسيين وكذا الجزائر، وثورة الخطابي ضد أسبانيا، وجهاد الصوماليين مع القائد البطل السيد محمد حسن الملا ضد بريطانيا وحلفائهم من الطليان والأحباش سابقاً، وطردهم للأمريكان في عملية إعادة الأمل الأمريكية في الصومال لاحقاً، وكفاح الشعب الأفغاني والعراقي ضد المحتلين الأمريكان وحلفائهم، وغيرها من الثورات التي أقَّضت مضاجع جيوش جرارة وأعاقت مسيرها وخططها مع الفارق الهائل في ميزان القوى.

إن الأمة رغم النكبات هي اليوم أقوى بكثير منها في عديد من محطات التاريخ، وما هذه التحالفات الدولية والإقليمية الضخمة ضد أهل الإسلام إلا دليل على أمة قادرة على المقاومة، وإلا فالضعيف أهون من أن تجتمع عليه تحالفات كهذه…

إن الحرب على الإسلام عموماً وأهل السنة خصوصاً هو المتفق عليه عند اليهود والنصارى بجميع فصائلهم، وقد سبقت واقعة أعظم على حلب حين دخل تيمور لنك وقتل وسفك وأنشأ تلة عظيمة من رؤوس أهلها، وحديثاً جرت عمليات تهجير وإجلاء ودك وحرق عديدة في القصير وفي حمص وفي الزبداني وغيرها، كلها تستهدف أهل السنة، وهذا يزيد الأمر يقيناً بأهمية سلامة المنهج رغم وعورة الطريق، حيث: ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾ [البقرة:217].

مجلة أنصار النبي ﷺ

26 Dec, 20:57


فتكالب الأرض كلها على الأمة الإسلامية عبر القرون وإلى عصرنا هذا رغم ما أصاب أمة الإسلام من الضعف ومن الافتراق وغياب الرأس الجامع، ومع ذلك لم ينتهِ الإسلام ولم يفْنَ المسلمون، فلو حوربت أي أمة أو ملة بعشر معشار ما حوربت أمة الإسلام لسرعان ما تلاشت وانتهت، فهذه قوة في الإسلام لا تضعف ولا تخور، وقد جاء في حديث أن من خصائص هذه الأمة أنها منصورة بالرعب، وحديث الطائفة المنصورة معلم من معالم التفاؤل واستحضار صور النصر الملازمة للأمة…

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

مجلة أنصار النبي ﷺ

26 Dec, 20:56


مقال: حقائق شرعية لتثبيت المؤمنين

بقلم: د. إبراهيم الناصر – فك الله أسره

مجلة أنصار النبي ﷺ

26 Dec, 18:34


في عام 1921م سقطت بلدة أنوال في الريف المغربي بيد الأسبان، فقام 1000 مجاهد بقيادة عبد الكريم الخطابي بمواجهة الجيش الأسباني البالغ 25000 مقاتل المدعوم من الفرنسيين، وفي معركة استمرت خمسة أيام أبيد الجيش الأسباني في ملحمة من أهم ملاحم حركات التحرير ضد الاستعمار.

مقال: حقائق شرعية لتثبيت المؤمنين

بقلم: د. إبراهيم الناصر – فك الله أسره

اقرأ المقال كاملاً: https://ishortie.com/lue

مجلة أنصار النبي ﷺ

25 Dec, 20:06


والحدود الموجودة الآن بين الدول الإسلامية كلها حدود مصطنعة لا ينبني عليها أية أحكام في الولاء والبراء.
نعم، يجب على من قارب العدو ما لا يجب على غيره؛ لكن هذا عند وجود القدرة على دفع العدو، والحال في فلسطين لا يخفى؛ فالمسلمون هناك لا طاقة لهم بإخراج القتلة اليهود المحتلين المغتصبين، وعليه: فمعاونتهم وإمدادهم بكل وسيلة لدحر العدو واجب على عموم المسلمين في عصرنا هذا.

الهلاك في ترك الجهاد

والمسلمون لا يخفى حالهم في مشارق الأرض ومغاربها من التفكك والغياب عن الواقع، والتخلف عن الواجبات الشرعية انهماكاً في تحصيل المعايش والشهوات، قال ﷺ: “إذا تبايعتم بالعِينة وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم”٨.

التحريض على الجهاد والغزو

وقد حرض النبي ﷺ عموم المسلمين على الغزو والإعداد له؛ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: “مَن مات ولم يغزُ ولم يحدّث به نفسه مات على شعبة من نفاق”٩.
قال النووي رحمه الله تعالى: "والمراد أن من فعل هذا فقد أشبه المنافقين المتخلفين عن الجهاد في هذا الوصف؛ فإن ترك الجهاد أحد شعب النفاق. وفي هذا الحديث: أن من نوى فعل عبادة فمات قبل فعلها لا يتوجه عليه من الذم ما يتوجه على من مات ولم ينوِها١٠..
وأخبر رسول الله ﷺ عن عظيم أجر من سأل الله الشهادة بصدق وإن مات على فراشه؛ فعن سهل بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه عن جده أن النبي ﷺ قال: “مَن سأل الله الشهادة بصدق بلّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه”١١.

إلا وهم معكم فيه بالنية

ومن الصدق أن يُحدّث نفسه، ويُعد العدة للغزو بحسب الإمكان؛ عن أنس رضي الله عنه أن النبي ﷺ كان في غزاة فقال: “إن أقواماً بالمدينة خلفنا ما سلكنا شعباً ولا وادياً إلا وهم معنا فيه، حَبَسَهُم العذر”١٢.
وفي رواية عند الإسماعيلي: “… إلا وهم معكم فيه بالنية”١٣.
فسبب مشاركتهم للمجاهدين هي: نيتهم للجهاد، ولولا تلك النية لكانوا من المتخلفين عن الجهاد؛ قال الله عز وجل: ﴿إِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُن مَّعَ الْقَاعِدِينَ * رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ * لَٰكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [التوبة: ٨٦-٨٨].
قال الطبري رحمه الله تعالى: "يقول تعالى ذكره: رضي هؤلاء المنافقون الذين إذا قيل لهم: آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله، استأذنك أهل الغنى منهم في التخلف عن الغزو والخروج معك لقتال أعداء الله من المشركين أن يكونوا في منازلهم، كالنساء (الْخَوَالِفِ) –جمع خالفة– اللواتي ليس عليهن فرض الجهاد، فهن قعود في منازل وبيوتهن"١٤.
وتأمل حال المؤمنين عندما لا يتمكنون من الجهاد لعذر قهري؛ قال الله تعالى: ﴿لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَىٰ وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ﴾ [التوبة:٩١-٩٢].
يقول السعدي: فهؤلاء ليس عليهم حرج، بشرط أن ينصحوا لله ورسوله، بأن يكونوا صادقي الإيمان، وأن يكون من نيتهم وعزمهم أنهم لو قدروا لجاهدوا، وأن يفعلوا ما يقدرون عليه من الحث والترغيب والتشجيع على الجهاد١٥.

من جهز غازياً فقد غزا ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا

ومما له عظيم الأجر، ويدل على صدق الإيمان: رعاية أسر المجاهدين والشهداء والقيام على شؤونهم؛ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ بعث إلى بني لحيان: “ليخرج من كل رجلين رجل”، ثم قال للقاعد: “أيكم خلف الخارج في أهله وماله بخير كان له مثل نصف أجر الخارج”١٦.

وعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: “من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازياً في سبيل الله بخير فقد غزا”١٧.

قال النووي: ”من جهّز غازياً فقد غزا ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا”، أي: حصل له أجر بسبب الغزو، وهذا الأجر يحصل بكل جهاد وسواء قليله وكثيره ولكل خالف له في أهله بخير من قضاء حاجة لهم وإنفاق عليهم أو مساعدتهم في أمرهم، ويختلف قدر الثواب بقلّة ذلك وكثرته، وفي هذا الحديث الحث على الإحسان إلى من فعل مصلحة للمسلمين أو قام بأمر من مهماتهم"١٨.

وفقنا الله وعموم المسلمين لنصرة الإسلام ودحر اليهود والمعتدين!

مجلة أنصار النبي ﷺ

25 Dec, 20:03


#فلسطين عنوان وترجمة لقوة الأمة وحالتها وعلاقتها بربها. إنها محصلة لأوضاع يجب أن تصحح، وعقوبة لأوضاع منحرفة وذنوب يجب أن تخرج منها الأمة.

هبة الفلسطينيين في الدفاع عن قضيتهم

ما يزال الشعب الفلسطيني يدهشنا بالرجال البواسل الذين يثأرون للإسلام والمسلمين، وينكأون جراح يهود، ويبثون في نفوسهم الرعب ويزجرونهم عن التمادي في إبداء المسلمين في فلسطين؛ فها هو الشاب خيري علقم -البالغ من العمر ٢١ عاماً والذي نحسبه شهيداً عند الله تعالى- يغضب لدينه وأهله في جنين ويثأر لهم بعد يوم من غارة شنتها القوات اليهودية على مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة، ويقتل سبعة من اليهود المغتصبين ويصيب عدداً منهم.

ثم يتبعه الفتى محمد عليوات -الذي يبلغ من العمر ١٣ عاماً- فيصيب اثنين من مسلحي اليهود.. وعملية ثالثة لم تسفر عن شيء كما أعلن في إعلام اليهود.
دين عظيم وأمة معطاءة بشارة من بشائر نصر هذه الأمة

عن أبي عنبة الخولاني رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: “لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم في طاعته”١. وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “مثل أمتي مثل المطر لا يُدرى أوله خير أم آخره”٢. وعن جبير بن نفير أن سلمة بن نفيل أخبرهم أنه أتى النبي ﷺ فقال: إني سئمت الخيل وألقيت السلاح، ووضعت الحرب أوزارها، قلت: لا قتال. فقال له النبي ﷺ: “الآن جاء القتال، لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الناس، يرفع الله قلوب أقوام فيقاتلونهم ويرزقهم الله منهم، حتى يأتي أمر الله عز وجل وهم على ذلك، ألا إن عقر دار المؤمنين الشام، والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة”٣.

وقوله: “يرفع الله قلوب” في رواية: “يزيغ الله قلوب”. قال السندي: "والمراد يميل الله تعالى لهم، أي: لأجل قتالهم وسعادتهم، قلوبَ أقوام عن الإيمان إلى الكفر؛ ليقاتلوهم، ويأخذوا مالهم"٤.

فلسطين والمسجد الأقصى قضية حية في نفوس المسلمين عامة
وهذه الأحداث -وغيرها مما يدبره اليهود والنصارى- لا ينبغي أن تمر على المسلمين دون تأمل وتدقيق لأبعادها؛ فلابد أن تبقى قضية فلسطين والقدس والمسجد الأقصى حية في نفوس المسلمين عامة، وفي نفوس الشباب والأجيال القادمة خصوصاً؛ حتى تعود -هي وغيرها من بلاد الإسلام المحتلة ظاهراً أو باطناً- إلى حوزة الإسلام وأهله كما عادت زمن الصحابة رضي الله عنهم وزمن صلاح الدين الأيوبي رحمه الله تعالى.

الجهاد شريعة ربانية ماضية إلى يوم القيامة

إن المسلمين الآن في مرحلة استضعاف –سببه الأول تخلفهم عن دينهم– لا يستطيعون استرجاع الأراضي المغتصبة وفرض أحكام الإسلام على أراضي فلسطين وغيرها، ولكن ذلك لا يعني إسقاط الجهاد عنهم، كما لا يعني أن الأمر سيستمر هكذا، عن عبد الله بن عمر رضي عنهما قال رسول الله ﷺ: “تقاتلكم اليهود فتسلطون عليهم حتى يقول الحجر يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله”٥.
فسيأتي –يقيناً– هذا اليوم الذي نقاتل فيه اليهود، ويمكننا الله تعالى من رقابهم، ونحاسبهم على كل جرائمهم، ونعاقبهم جراء إفسادهم في الأرض وانتهاك حرمات المسلمين وقتلهم وتشريدهم.

والجهاد شريعة ربانية ماضية إلى يوم القيامة –طلباً ودفعاً– لإظهار الحق والدفاع عنه؛ قال تعالى: ﴿فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ۚ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ [النساء:٧٤].
وقال النبي ﷺ: “لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون”٦.

قال ابن تيمية رحمه الله: "وصارت تلك الآيات في حق كل مؤمن مستضعف لا يمكنه نصر الله ورسوله بيده ولا بلسانه فينتصر بما يقدر عليه من القلب ونحوه، وصارت آية الصغار على المعاهدين في حق كل مؤمن قوي يقدر على نصر الله ورسوله بيده أو لسانه، وبهذه الآية –يريد قوله تعالى: ﴿جَاهِدِ الْكُفّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ﴾– ونحوها كان المسلمون يعملون في آخر عمر رسول الله ﷺ وعلى عهد خلفائه الراشدين، وكذلك هو إلى قيام الساعة؛ لا تزال طائفة من هذه الأمة قائمين على الحق ينصرون الله ورسوله النصر التام، فمن كان من المؤمنين بأرض هو فيها مستضعف أو في وقت هو فيه مستضعف فليعمل بآية الصبر والصفح عمن يؤذي الله ورسوله من الذين أوتوا الكتاب والمشركين، وأما أهل القوة فإنما يعملون بآية قتال أئمة الكفر الذين يطعنون في الدين، وبآية قتال الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون"٧.

جهاد اليهود واجب الأمة كلها

وقد يظن بعض المسلمين أن جهاد هؤلاء اليهود واجب على أهل فلسطين وحدهم، وما ذاك إلا لغياب معنى وحدة الأمة الإسلامية والأخوّة الإيمانية بين جميع المسلمين، وفي مقابل ذلك: شيوع المفاهيم الجاهلية الفاسدة كالقومية والوطنية بمعنى الأخوة القومية والوطنية مهما اختلف الدين مع هجر حقوق المسلمين إذا اختلفت أقوامهم وأوطانهم.

مجلة أنصار النبي ﷺ

25 Dec, 20:02


مقال: الجهاد مستمر في فلسطين

بقلم: د. عبد الله فيصل الأهدل - فك الله أسره

مجلة أنصار النبي ﷺ

25 Dec, 19:18


إن الانتفاضة فجر جديد يراه أهل البصيرة زاحفاً على ليل المعاناة الطويل، أما الذين استمرأوا الذل فإن على أبصارهم غشاوة كتلك الغشاوة التي كانت على أبصار سلفهم، الذين كانوا يظنون أن الإمبراطورية البريطانية خالدة إلى الأبد، ومن قبلهم لم يصدق زعماء الكفر الجاهلي ما تنبأ به “هرقل” نفسه، بل قال قائلهم: “لقد أَمِـرَ أمْرُ محمد، حتى إنه ليخافه ملك بني الأصفر”.

من مقال: الانتفاضة فجر جديد (1/2)

بقلم: د. سفر بن عبد الرحمن الحوالي – فك الله أسره*

اقرأ المقال كاملاً: https://ishortie.com/VPZ

مجلة أنصار النبي ﷺ

25 Dec, 19:06


القرآن يدعو كل مسلم إلى أن يجعل حريته في تعبيره عن عقيدته ورأيه جزءاً من إيمانه، ويضعها في مكان الصدارة من كل ما سواها، ويعتبر التفريط فيها هدماً للأساس فلا يصلح أن يقوم عليه بناء.

من مقال: هل نهاجر من البلاد المستبدة؟

بقلم: العالم الأزهري/ الشيخ عبد المنعم النمر - رحمه الله*

استمع الآن إلى المقال كاملاً 🎧

مجلة أنصار النبي ﷺ

24 Dec, 20:43


ومن هنا نفقه الظاهرة التي تتعاظم بشكل واضح، وهي ظاهرة عبر عنها بعض الإعلاميين العرب خطأ بأنها (يقظة ضمير)، ونعني بها المطالبة بالانسحاب إلى داخل الخط الأخضر، والاعتراف للفلسطينيين بما هو خارجه على تعديلات أو اختلافات في التنفيذ، وأهم من ذلك الاعتراف بوحشية الجيش اليهودي، والمطالبة بأن يكون متحلياً بالرحمة والانضباط !.

فمثلاً قاد (إيهود باراك) نفسه حملة الألف ضابط المتقاعدين؛ للمطالبة بالانسحاب من طرف واحد، وجاء في استطلاع (معاريف) أن 70% من المستوطنين يؤيدون ذلك الانسحاب !، فهل هذه حقاً يقظة ضمير؟

أم أن هناك قاعدة أو سنة اجتماعية تعلل ذلك؟ والجواب -كما رأينا في كل مرة- موجود في كتاب الله، بيَّنه الله من حال اليهود أنفسهم، فإنهم لما أبلغهم نبي الله موسى عليه السلام -بأمر الله- أن يذبحوا بقرة، كانوا يعلمون أنه جاءهم بالحق وأمرهم به، ولكنهم لم يقولوا: ( الآنَ جِئْتَ بِالْحَقّ ) [البقرة:الآية71]، إلا عندما ضاقت بهم الحيل عن الاستمرار في المماطلة.

وهكذا نستخرج القاعدة التالية: عندما يعيد العدو -وهو معروف دائما ببعده عن العدل والمنطق- النظر في عدالة القضية، ويبدأ في التفكير المنطقي، فإن ذلك لم يحدث نتيجة خوف الله أو يقظة ضمير، بل نتيجة ضغوط الواقع وتأثير المقاومة !

مجلة أنصار النبي ﷺ

24 Dec, 20:43


إن مما يوجب بيان حقيقة الانتفاضة وأهميتها: أن كثيراً من المسلمين يتعاطفون مع أهداف الانتفاضة عموماً، لكنهم لا يدركون حقيقة الانتفاضة وأثرها العظيم وموقعها التاريخي. وكثير منهم ينخدعون بالإعلام اليومي عربياً وغربياً، الذي يشدد دائماً على العنف الصهيوني، والخسائر في الجانب الفلسطيني، فيبدو إيقاف الانتفاضة وكأنه رحمة بإخواننا الفلسطينيين، وفرصة لالتقاط النفس. وربما يتساءل كثيرون: ما جدوى الاستمرار في دفع هذه التكاليف الباهظة؟

حتى حين تقع عملية ناجحة بكل المعايير يأتي التعليق عند هؤلاء “ولكن هذا سيؤدي إلى انتقام شديد”!!

إن عرض التألم والتكاليف من جانب واحد تفصيلاً، وإجمال القول عند الحديث عن خسائر العدو، هو في الحقيقة حملة نفسية موجهة، يرتِّب لها العدو، ويسايره مخدوعاً مَن لا يدرك الحقائق، أولا يملك الوقت وعدة النظر للبحث عنها، وهذا يتفق مع اتجاه القيادات العربية الحكومية التي رضخت منذ أمد بعيد للهزيمة والاستسلام؛ لكنها تغلف ذلك بإيقاف العنف، والعودة للمفاوضات، ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني!

إن الانتفاضة فجر جديد يراه أهل البصيرة زاحفاً على ليل المعاناة الطويل، أما الذين استمرأوا الذل فإن على أبصارهم غشاوة كتلك الغشاوة التي كانت على أبصار سلفهم، الذين كانوا يظنون أن الإمبراطورية البريطانية خالدة إلى الأبد، ومن قبلهم لم يصدق زعماء الكفر الجاهلي ما تنبأ به “هرقل” نفسه، بل قال قائلهم: “لقد أَمِـرَ أمْرُ محمد، حتى إنه ليخافه ملك بني الأصفر”.

ولذلك يتعين على أهل الشأن، ومن يُهمّه تثبيتُ الأمة وطردُ الإحباط واليأس عنها: أن يكشفَ وجه الحقيقة من خلال ربط الأحداث اليومية بأصولها الكلية المطابقة لسنن الله في التمكين والعلو والإدالة والاستدارج، وهذا ما سوف أحاول الإشارة إليه في هذه العجالة لعل الله -تعالى- يجعلها تذكيراً للباحثين والمراقبين؛ لإظهار هذه الحقائق بشكل دائم.

وقد جعلتها في شكل قواعد كلية، وأصول عامة مأخوذة من كتاب الله تعالى وسننه الثابتة في الكون، وفصلتها بحيث يمكن للمتابع فيما بعد أن يضع تحت كل أصل ما يرى من جزئيات وشواهد قد تقع لاحقاً؛ بل قد يفتح الله عليه بقواعد وأصول أخرى، فالبحث مفتوح، والأحداث مستمرة، والواجب علينا قائم دائم، والاجتهاد لفهم القضية وتوجيه المسار حتمٌ لازم.

أول هذه القواعد والأصول:
﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُغَیِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ یُغَیِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ﴾ [الرعد: ١١].

وكلا طرفي المعركة غيَّر :إخواننا الفلسطينيون غيَّروا من الخضوع إلى المقاومة، ومن الخوف إلى الشجاعة، ومن الفرار إلى الثبات، ومن الاتكال على الحكومات إلى التوكل على الله والثقة في الذات. وأهم تغيير في الحقيقة هو أنهم غيروا من ضعف الإيمان وقلة التدين والانخراط في المنظومات العقدية الوضعية -من اشتراكية وقومية وناصرية ووطنية- إلى قوة الإيمان…

وفي الطرف الآخر حدث التغير عند اليهود؛ كانت الجماعات اليهودية المؤسسة للكيان اليهودي كتائب حرب منظمة ومدربة، والمستوطنون كانوا رجال عقيدة وإرادة، والدافع لهم ديني قبل كل شيء، وكانت الهجرة عبادة وتضحية، وكان التوحد في الأهداف والمواقف ظاهراً، والفروق الاجتماعية والعرقية تكاد تكون ملغاة .أما الآن فقد ظهر جيل الترف والأمراض الاجتماعية، الجيل الذي يبحث عن المتعة الرخيصة بأي ثمن، ولا يؤمن بأي مبدأ أو قيمة…

القاعدة الثانية:
﴿فَأَتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِنۡ حَیۡثُ لَمۡ یَحۡتَسِبُوا۟﴾ [الحشر: ٢]

لقد قلبت هذه الانتفاضة معايير الحروب، وغيَّرت منهج التفكير الاستراتيجي العسكري الذي ظل العالم الحديث ينتهجه ويطبقه؛ حيث خرجت بالحرب من مفهومها التقليدي -معركة بين جيشين- ووضعتها في قالب جديد، ويمكن أن نعبر عن هذا في شكل نظرية تقول: “حينما تنهار الجيوش النظامية أو لا توجد؛ فإن المقاومة تنتقل إلى مجموعات تتشكل ذاتياً، وتؤمن بالقضية إلى حد التضحية المطلقة، وبذلك يدخل العدو في مرحلة (الحرب غير المتوازية)”. و(الحرب غير المتوازية) مصطلح جديد، وضعته لجنة من الخبراء الأمريكيين للتعبير عن النوع الآخر للحرب غير المتوازنة. ومثال الحرب غير المتوازنة ما حدث بين التحالف الدولي والعراق. في حين كانت الحرب بين حلفي (الناتو ووارسو) لو نشبت نوعاً من الحرب المتوازية.

أما “الحرب غير المتوازية” فهي كما عرفتها اللجنة: “التفاف قوة خفية على جيش تقليدي، وضربه في مقاتِله، وتحطيم روحه المعنوية، وشل قدرته على المقاومة” وهذا هو أخطر أنواع الحروب!

القاعدة الثالثة:
﴿إِن تَكُونُوا۟ تَأۡلَمُونَ فَإِنَّهُمۡ یَأۡلَمُونَ كَمَا تَأۡلَمُونَۖ﴾ [النساء: ١٠٤]

مجلة أنصار النبي ﷺ

24 Dec, 20:43


ما أكثر آلام إخواننا في الأرض المحتلة وما أشد معاناتهم، لكننا لن نتحدث عن هذا الجانب فالإعلام اليومي كفانا هذا العناء، والإعلام العربي -كما أشرنا- يحاول أن يجعل المعاناة هي المشكلة، ربما لكي يكون إيقاف الانتفاضة هو الحل! أما الإيلام الواقع باليهود فهو مما لم يشهدوه في تاريخهم كله،وسوف نعرض ذلك مع الاهتمام بالجانب الأبلغ منه، وهو الألم بالقتل الذي هو أشد شيء على قوم هم أحرص الناس على حياة، وهنا نجد الخط البياني شاهداً بوضوح على أن الانتفاضة في تقدم، وعلو وأن العدو في انحطاط ودنو:

عند قيام الانتفاضة كانت نسبة القتلى من العدو 1 إلى 50 من الفلسطينيين، ومع ذلك فقد كان اندلاعها والإخفاق في إيقافها سبباً في إسقاط (باراك) وترشيح (شارون)، وهو أشقى المغضوب عليهم، وأشدهم وحشية وهمجية، وقد علق اليهود آمالهم عليه لذلك، وصدقوه حين وعد بالقضاء على الانتفاضة خلال مئة يوم.

فما الذي حدث؟

استمرت الانتفاضة وتضاعفت آثارها، وارتفع معدل عدد القتلى من المستوطنين من 3 قتلى شهريا أيام (باراك)، إلى 17 قتيلا بعد مجيء السفاح المخلِّص (شارون). وبعد 400 يوم من الإفراط في العنف؛ وجد شارون أن القتلى من اليهود بلغوا في شهر واحد (إبريل 2002) أكثر من 140 قتيلاً! وهو ما يعادل خسائر العشرة شهور الأولى من الانتفاضة كاملة، وهنا جن جنونه أو كما عبر عن ذلك رئيس الموساد: “اضطربت قواه العقلية” فجاء بمشروع الجدار الواقي، واجتياح المدن الفلسطينية.

القاعدة الرابعة:
﴿وَقَذَفَ فِی قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعۡبَ﴾ [الأحزاب: ٢٦]

الهزيمة تمر بثلاث مراحل: مرحلة القلق والخوف والحيرة، ثم مرحلة اليأس وفقد الثقة، ثم مرحلة الاستسلام أو الموت”، وقد تأتي مرحلتان منهما معاً كما هو حال اليهود. بعد خمسة شهور فقط من اشتعال الانتفاضة؛ ظهرت العلامة الكبرى على الانهيار المعنوي للعدو، متمثلة في البيان الذي أعلنه الرافضون للخدمة العسكرية، وهم مجموعة من 50 ضابطاً وجندياً قد أعلنوا إنشاء حركة” الشجاعة في الرفض”، وعللوا موقفهم بأمرين: أن الضفة والقطاع أرض محتلة؛ فالقتال فيها غير شرعي. أن الانتفاضة أدت إلى فيضان الدم! وظل المنضمون إلى الحركة يتكاثرون بالمئات حتى بلغوا الألف.

وقد دلت البيانات اليهودية على هذا الرعب بدقة الأرقام فنشرت جريدة “إيديعوت إحرونوت”: أن معدلات الخوف بين المستوطنين كانت 57% في مطلع شهر أكتوبر 2001، ثم بلغت 68% في منتصف الشهر، ثم بلغت 78% في مطلع الشهر التالي!

والأمثلة كثيرة جداً والتساؤل الذي قد ينشأ هنا وهو إذا كان اليهود يعيشون هذه الحالة فلماذا يزدادون عنفاً وشراسةً، ويفرطون في الانتقام والتشفي يوما بعد يوم؟! هل لهذا من تعليل أو قاعدة؟

ونجيب: نعم إن القاعدة التي يدل عليها كتاب الله، وواقع الكائنات الحية، فضلاً عن تاريخ اليهود هي ” أن الوحشية في الانتقام، والعنف المفرط؛ هما دليل واضح على بلوغ مرحلة اليأس التي تسبق -عادة- مرحلة الاستسلام أو الموت لدى الكائنات الحية .

القاعدة الخامسة:
﴿وَضُرِبَتۡ عَلَیۡهِمُ ٱلذِّلَّةُ﴾ [من الآية ٦١ سورة البقرة].

يضرب بعض الرواة مثلاً للوهن الذي أصاب المسلمين، حين قدوم التتار في القرن السابع الهجري؛ بأن التتاري الأعزل كان يمر ببعضهم، فيقول: انتظروا هنا حتى آتي، ثم يذهب فيأتي بالسيف فيضرب أعناقهم…

وقد توصل العلماء إلى أن ظاهرة العجز المكتسب في المجتمع الإسرائيلي تنطوي على أخطار كثيرة، مثل: الشلل من جهة، والتطلع من جهة أخرى إلى حلول سحرية قد تحل كل المشاكل بضربة واحدة، وهذا الاتجاه الأخير أرض خصبة لتطور توق قوي إلى ظهور مسيح دجال، والاستعداد لقبول من يقدم نفسه “كقائد قوي” يمكنه حل المشكلات كافة. (وهذا يفسر ظهور شارون الذي وعدهم بإعادة الأمور إلى نصابها).

ومن أطرف المؤشرات على حالة الذعر التي انتابت التجمُّع الصهيوني أنه مع تصاعد الانتفاضة بدأت حالة الذعر تنتاب الكلاب والقطط في المنازل الإسرائيلية، ولذا اقتضى الأمر تقديم المهدئات لها “الفاليم”، وقال أطباء بيطريون: إن الكلاب تبدأ في النباح، وتصبح أكثر عدوانية، وترتجف لا إرادياً، أو تفقد التحكم في مثانتها عندما تصل أصداء دوي إطلاق النار في الضفة الغربية إلى مباني القدس.

ومن أصدق ما يعبر عن هذه الحالة ما كتبه (إيتان هابر) وهو معلق سياسي بارز، وكان أميناً خاصاً لمكتب إسحاق شامير، حين كتب مقالاً في شكل سؤال “ما الوضع؟”

ووصف الوضع في إسرائيل بأنه: “مثل بطل تلك الميثولوجيا (سيزيف)، الذي كان يدحرج -بعناء شديد- صخرة نحو قمة الجبل، فتعود لتتدحرج مرة بعد أخرى على المنحدر. هكذا هو الجيش الإسرائيلي، الذي خرج هذا الأسبوع في (حملة متدحرجة)، والجميع يعرف أنه بعد يوم، أسبوع، شهر، أو سنة -من تدمير وسحق (قواعد الإرهاب)- سيعود الإرهاب الفلسطيني إلى المقاهي ومحطات الباصات”! (يديعوت أحرونوت 2/4/2002).

مجلة أنصار النبي ﷺ

24 Dec, 20:43


ولا يتردد الكاتب نفسه في وصف إسرائيل بأنها (دولة مجذومة)، يمقتها العالم كله ما عدا أمريكا!، ويؤكد أنه حتى أمريكا لابد أن تغير موقفها يوما ما(. 16/1/2002.

وليس هناك ما يفسر هذا العجز والهوان بأصدق من قوله –تعالى-: ﴿ضُرِبَتۡ عَلَیۡهِمُ ٱلذِّلَّةُ أَیۡنَ مَا ثُقِفُوۤا۟﴾ [آل عمران: الآية112].

وهنا -أيضاً- لابد أن نجيب عن إشكال قد ينشأ، وهو أننا نشاهد العدو يطوِّر خططه، ويغير في أساليبه (من الحواجز وفتح الطرق الالتفافية حول المستوطنات، إلى بناء الجدار الواقي، إلى الاجتياح، وأخيراً إلى التهجير)، فكيف يتفق هذا مع ما تقدم من دلائل العجز والإحباط؟ هل لذلك من قاعدة أو تعليل؟

ونجيب –أيضاً- نعم: هناك قاعدة يدل عليها كتاب الله، وواقع الأمم الطاغية قديما وحديثا، وهي: “أن القوى الطاغية حين تصدمها قوة الحق ترفض الاعتراف بالضعف، لكن هذا الاعتراف يأتي ضمناً في إعلانها عن البدائل التي تلجأ إليها؛ للخداع النفسي والهروب من الحقيقة”.

هكذا فعل فرعون حين أسقط في يده، فقد لجأ إلى الإيهام ببناء غير معقول، فقال: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡمَلَأُ مَا عَلِمۡتُ لَكُم مِّنۡ إِلَـٰهٍ غَیۡرِی فَأَوۡقِدۡ لِی یَـٰهَـٰمَـٰنُ عَلَى ٱلطِّینِ فَٱجۡعَل لِّی صَرۡحࣰا لَّعَلِّیۤ أَطَّلِعُ إِلَىٰۤ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّی لَأَظُنُّهُۥ مِنَ ٱلۡكَـٰذِبِینَ﴾ [القصص: ٣٨].

وهذا منهج مراوغ للتعبير عن الحالة التي قد تكون وهماً، كما هو حال ابن نوح -عليه السلام- حين قال: ﴿سَـَٔاوِیۤ إِلَىٰ جَبَلࣲ یَعۡصِمُنِی مِنَ ٱلۡمَاۤءِۚ﴾ [هود: ٤٣]، وقد تكون في حيز الإمكان، كما قال قوم إبراهيم -عليه السلام- حين أفحمهم بالحجة: ﴿ٱبۡنُوا۟ لَهُۥ بُنۡیَـٰنࣰا فَأَلۡقُوهُ فِی ٱلۡجَحِیمِ﴾ [الصافات: ٩٧]، وفي هذه الحالة يشتغل الرأي العام بالمشروع وإمكانية تنفيذه عن القضية الأصلية، مما يجعل الطاغوت يبحث في الوقت الضائع عن مشروع آخر .

القاعدة السادسة:
﴿وَلَوۡلَاۤ أَن كَتَبَ ٱللَّهُ عَلَیۡهِمُ ٱلۡجَلَاۤءَ لَعَذَّبَهُمۡ فِی ٱلدُّنۡیَاۖ وَلَهُمۡ فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ عَذَابُ ٱلنَّارِ﴾ [الحشر: ٣]

“عندما يرتد العدو عن عقيدته التي من أجلها جاء وقاتل، فإن ذلك يعني أن الهزيمة النفسية لديه قد بلغت النهاية”، والردة هنا ليست تعبيراً مجازياً، بل هي حقيقة دينية عند الصهاينة، فهم يسمون العودة من أرض الميعاد ردة، وهي كذلك، إذا علمنا أن الهجرة إلى أرض الميعاد هي الأُسطورة التي بنيت عليها العقيدة الصهيونية كلها، واليهودي يعبر عن إيمانه بقدر حبه لهذه الأرض، وحنينه الدائم إليها، ليس لمجرد أنها الأرض المباركة التي اختصهم الله بها -كما يدعون-، بل لأنها أيضاً تفيض لبنا وعسلاً كما جاء في التوراة.

ومن هنا لاحظ المراقبون أن الدولة اليهودية -بكل فئاتها- تحاول التعمية أو التحفظ على أرقام المهاجرين منها، مثلما تفعل بالنسبة لأرقام القتلى والجرحى أو أكثر !

لقد كان الخوف من تكاثر العرب -الذي يقلب ميزان التوازن السكاني فيها- هو أكبر المشكلات، وقديما قالت (جولدا مائير): “إن الفلسطينيين يتكاثرون كما تتكاثر الأرانب”، حتى جاءت الانتفاضة المباركة، فأصبحت تلك المشكلة بمثابة الطامة الكبرى!

كان اليهود يتوقعون -وفقاً لمعدلات النمو السكاني- أن يصبحوا عام 2020 أقلية بين العرب، وكان ذلك يفزعهم، وينذر بمصير مشؤوم لدولتهم، حين نشروا ذلك قبيل اشتعال الانتفاضة، وهذا التشاؤم في محله؛ لأن عشرين سنة في عمر الأمم ليست شيئاً مذكوراً، أما الآن فالوضع لم يعد يحتمل، بل هو مخيف للغاية، فالانتفاضة أوجبت خفض الأرقام والتقديرات؛ لكي تكون النهاية أقرب بكثير، قد يكون عام 2010 مثلاً، وهذا كابوس مرعب لا يطيقون مجرد التفكير فيه، فماذا تقول لغة الأرقام؟.

يبلغ عدد العرب داخل الأرض المحتلة مليوناً وثلاثمائة ألف أول عام 2002، وسيبلغون عام 2020 مليونين ومائة ألف، أما سكان الضفة والقطاع فإن عددهم يزيد سنوياً بمقدار 180 ألف نسمة، أي ما يقارب عدد المستوطنين الذين تجمعوا فيها من اليهود في مدة 34 عاماً، فهم يقدرون بحوالي 200,000 مستوطن، أنفقت الدولة عليهم مليارات الدولارات، غير الخسائر البشرية !.

وبعد اشتعال الانتفاضة انتشر الرعب في المستوطنات، وبدأت الهجرة إلى داخل ما يسمى بـ(الخط الأخضر)، وأطلقت الصحافة اليهودية لقب (مستوطنات الأشباح) على ذلك العدد الكبير الذي أخلي منها أو كاد، وأورد بعضها أن نسبة المهاجرين منها بلغت40%، أي أن إسرائيل تحتفظ باحتلال الضفة والقطاع، وتتكلف الخسائر الهائلة مادياً وبشرياً ومعنوياً من أجل 120,000 يهودي فقط، هم سكان المستوطنات!!

وهذا ما عبر عنه -حرفياً- أكثر من ناطق من مؤيدي الانسحاب من طرف واحد، والعودة إلى حدود ما قبل الاحتلال، ومنهم اليسار كله والمنظمات المؤيدة للسلام.

لكن رافضي الانسحاب يردون على ذلك بأن الانتفاضة شملت كل المناطق داخل الخط الأخضر أيضاً، وأن الهجرة إلى داخل الخط ما هي إلا تمهيد للرحيل نهائياً عن البلاد، أي الردة.

مجلة أنصار النبي ﷺ

24 Dec, 20:43


مقال: الانتفاضة فجر جديد (1/2)

بقلم: د. سفر بن عبد الرحمن الحوالي – فك الله أسره*

مجلة أنصار النبي ﷺ

23 Dec, 20:46


ولينكر بقلبه وهو قوله ﷺ في الحديث: “فإن لم يستطِع فبقلبه”.
ومعنى الإنكار بالقلب: أن يكره ذلك ويبغضه، ويقيم دليلاً على هذا البغض كإهمال المرتكب للمنكر أو احتقاره إن أمكن، وليس للإنكار بالقلب الذي هو أضعف مراتب الجهاد معنى إلا هذا، وإلا كان شريكاً للمرتكب إذا كان يجلس معه أو يغض النظر عن فعله أو يمدحه بلسانه، لأن ذلك نفاق!
ويظن بعض العامة أن معنى الإنكار بالقلب مجرد قوله إذا رآه وهو يرتكب المنكر: "اللهم إن هذا منكر لا يرضيك"، ولو جلس معه أو أعانه أو شاركه في شيء! وهذا خطأ درج عليه الناس، فأضعف مراتب الإيمان التي ليس بعدها من الإيمان حبة خردل هي إعلان هذه الكراهة والإحساس تماماً بأن القلب هو الذي يملي على اللسان هذا القول أو مثله؛ ولذلك قال ابن مسعود: "هلك مَن لم يعرف بقلبه المعروف والمنكر". أي: لأن ذلك فرض لا يسقط عن أحد بحال والرضا به من أقبح المحرمات، ودليل على أنه لا إيمان، وليس هذا التغيير بالقلب في الحقيقة تغييراً ولكنه هو الذي في وسعه.
ومعنى كونه "أضعف الإيمان": أنه أقل ثمرة وأدنى نتيجة، وإنما كان أضعفه لأنه لم يبقَ وراء هذه المرتبة مرتبة أخرى له، كما قاله القرطبي.
وقد قال ﷺ: "ما من نبي بعثه الله قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب، يأخذون بسنته، ويقتدون بأمره، ثم أنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فـمَن جاهدَهم بيده فهو مؤمن، ومَن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومَن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل".

حُرمة التجسس بحجة تغيير المنكر

هذا ويَحرُم على المؤمن أن يتجسس على الناس لينكر عليهم، واقتحام الدور بالظنون؛ فإن التجسس حرام منهي عنه ولا يتوصل للطاعة بحرام، بل إن عثر على منكر غيّره.
نعم، لو أخبره عدل ثقة بأن منكراً يُرتكب في جهة كذا وأنِس من نفسه القدرة على إزالته على الحد الذي بسطنا فلا بأس بذلك؛ عملاً بعموم لفظ "رأى".
قال الماوردي: “ليس له أن يقتحم ويتجسس، إلا أن يخبره مَن يثق بقوله أن رجلاً خلا برجل ليقتله، أو امرأة ليزني بها؛ فيجوز له في مثل هذه الحال أن يتجسس ويتقدم على الكشف والبحث، حذراً من فوات ما لا يستدركه”.
قال الشيخ محيي الدين النووي رحمه الله: “واعلم أن باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد ضيع أكثره من أزمان متطاولة، ولم يبقَ منه في هذه الأزمان إلا رسوم قليلة جداً، وهو باب عظيم.. به قوام الأمر وملاكه، وإذا كثر الخبث عمّ العقاب الصالح والطالح، فينبغي لطالب الآخرة والساعي في تحصيل رضى الله عز وجل أن يعتني بهذا الباب، فإنّ نفعه عظيم، ولا يهاب من ينكر عليه لارتفاع مرتبته، فإن الله يقول: ﴿وَلَیَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن یَنصُرُهُۥ﴾ [الحج: ٤٠]“.
قال هذا القول ناعياً على أهل زمانه في القرن السادس للهجرة، فكيف بنا أهل القرن الرابع عشر؟!
فليس لنا إلا أن نتمثل بقول من قال من ذوي الأحوال :

هذا الزمان الذي كنا نحاذرهُ في قول كعب وفي قول ابن مسعود
إن دام هذا ولم يحدث له غِيَرٌ لم يُبك ميت ولم يُفرح بمولود

فاللهم يقظة شاملة وثباتاً على دينك القويم!
والسلام على من اتبع سنة سيد المرسلين.

مجلة أنصار النبي ﷺ

23 Dec, 20:46


والمنكر: ما أنكره الشرع وكرهه ولم يرضَ به، فيدخل فيه المحرَّم والمكروه، وفي معناهما ترك الفرض والسُّنة المؤكدة.
وقوله “فلغيره”: أمر إيجاب؛ كما في آية ﴿وَلۡتَكُن مِّنكُمۡ أُمَّةࣱ یَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَیۡرِ وَیَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ﴾، ولا يخالف ذلك قوله تعالى: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ عَلَیۡكُمۡ أَنفُسَكُمۡۖ لَا یَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا ٱهۡتَدَیۡتُمۡۚ﴾ [المائدة: ١٠٥]؛ لأن المذهب الصحيح عند المحققين في معنى الآية الكريمة: أنكم إذا فعلتم ما كُلفتم به لا يضركم تقصير غيركم، على حد قوله تعالى: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةࣱ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ﴾ [الأنعام: ١٦٤]، وإذ كان الأمر كذلك فمما كُلف به: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإذا فعله ولم يمتثل المخاطب فلا عتب بعد ذلك على الفاعل لكونه أدى ما عليه؛ فإنما عليه الأمر والنهي لا القبول.
قال العلماء: ولا يسقط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لكونه لا يفيد في ظنه؛ بل يجب عليه فعله فإن الذكرى تنفع المؤمنين، وما على الرسول إلا البلاغ المبين.
قالوا: ولا يشترط في الآمر والناهي أن يكون كامل الحال، ممتثلاً لما يأمر به مجتنباً ما ينهى عنه، بل عليه الأمر وإن كان مخلاً بما يأمر به، وعليه النهي وإن كان ملتبساً بما يَنهى عنه، فإنه يجب عليه شيئان: أن يأمر نفسه وينهاها، وأن يأمر غيره وينهاه، فإذا أخل بأحدها كيف يباح له الإخلال بالآخر؟ أجل.. الأكمل أن يكون عاملاً ليكون تأثيره كاملاً، وعليه يُحمل ما ورد: "عظ نفسك فإذا اتعظت فعظ الناس". وقول القائل: وغير تقي يأمر الناس بالتقى*** طبيب يداوي الناس وهو مريض

بمن يختص الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟

ولا يختص الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأصحاب الولايات؛ بل هو لعموم المسلمين، فإن غير الولاة في الصدر الأول والعصر الذي يليه كانوا يأمرون الولاة بالمعروف وينهونهم عن المنكر مع تقرير المسلمين إياهم على ذلك.
وإنما يأمر وينهى مَن كان عالماً بما يأمر به وينهى عنه، فإن كان من الأمور التي أحكامها ظاهرة مثل: الصلاة والصوم والزنا وشرب الخمر ونحو ذلك، فكل المسلمين علماء بها، فكلهم يأمر وينهى، وإن كان من دقائق الأفعال والأقوال وما يتعلق بالاجتهاد لم يكن للعوام فيه مدخل وليس لهم إنكاره، بل ذلك للعلماء خاصة.
والعلماء إنما ينكرون ما وقع الإجماع عليه، وأما المختلَف فيه فلا إنكار فيه لكونه جارياً على قول مجتهد، فعلى القول بأن: "كل مجتهد مصيب" فلا إشكال، وهو مختار جماعة من المحققين، وعلى أن "المصيب واحد"؛ فالمخطئ غير متعين والإثم موضوع عنه بإفراغ كامل الوسع.

مراتب تغيير المنكر

وقوله في الحديث: “فليغيره بيده فإن لم يستطع، فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه”، يعني: يجب عليه التغيير بيده، وذلك إن توقف التغيير عليها؛ ككسر أواني الخمر وآلات اللهو، ومثل منع الظالم من ظلمه، وتلك وظيفة الحكام؛ لأنهم الهيئة التنفيذية التي تقدر على هذا، وقد يتوجه ذلك إلى كل منا فيما إذا رأى ولده يشرب الخمر مثلاً؛ فهو قادر على إراقته بما له من سلطة عليه، أو رأى زوجته تتبرج بزينتها وتخرج من غير ضرورة شرعية، فإن في مقدرته منعها بما له من قوامة عليها.
وتلك هي المرتبة الأولى وهي أقوى المراتب في الحديث، فإن لم يستطعها بأن خشي إلحاق ضرر ببدنه أو ماله فلينتقل إلى:
المرتبة الثانية: وهي الإنكار والتغيير باللسان، بأن يقول قولاً يُرجَى نفعه؛ فيعطي كل واحد من الناس موعظته اللائقة به وعلى حد الحكمة والموعظة الحسنة وقوله عز وجل: ﴿ٱدۡفَعۡ بِٱلَّتِی هِیَ أَحۡسَنُ﴾ [فصلت ٣٤]، فقد يُدرك باللين ما لا يدرك بالشدة، وقد يدرك باللسان ما لا يدرك بالسيف، وقد قالوا إنه ينبغي أن يبتدأ بالرفق واللين، ثم بالأشد فالأشد، على سبيل التدريج؛ فإن النصيحة مقدَّمة على الفضيحة، وقال الإمام الشافعي: “من وعظ أخاه سراً نصَحَه وزانه، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه”.
وتغيير المنكر باللسان ليس خاصاً بالعلماء أو الحكام، بل يشمل كل مكلف يمكنه الإنكار باللسان ما لم يخش ضرراً أكثر، وإلا فليس له الإنكار باللسان..

مجلة أنصار النبي ﷺ

30 Nov, 19:06


وهذا الإلهاء متعمد من هؤلاء الأعداء الذين يسعون جاهدين لإضلال الناس وإبعادهم عن ربهم سبحانه وتعالى، ويُسخّرون كل أموالهم لإبقاء الأمة مخدرة تحت تأثير حقنة التفاهة، ويجيّشون آلاتهم الإعلامية لمحاربة كل مصلح يسعى جاهداً لإيقاظ المسلمين من سباتهم العميق.

يرقص المسلمون ويغنون في نفس الوقت الذي يُذبح فيه إخوانهم في الدين، وكأن الأمر لا يعنيهم، ظانين بأنهم بمأمن عن هذه المجازر التي لا يعلمون بأنها ستنال الجميع عاجلاً أو آجلاً، ما داموا غير مبالين.

حين يتذكر الناس حضارة الأندلس يتحسرون على ضياعها، وقليل من يدرك بأنها كانت إحدى الدروس التي لقنها الله عز وجل لعباده المؤمنين.
والمتعمق في التاريخ الإسلامي يعلم جيداً بأن غالبية أهل الأندلس كانوا أهل ذنوب ومعاصي، ففي عصر ملوك الطوائف وحين كانت (طليطلة) تحت حصار الإفرنج، كان الأندلسيون يلهون ويلعبون وكأن الأمر لا يعنيهم، وعند سقوطها قال أهل قرطبة وغيرهم: "أعانهم الله!"، وبعد سقوط قرطبة قال أهل إشبيلية: "أعانهم الله!"، وحين سقطت إشبيلية قال أهل غرناطة: "أعانهم الله!"، وصدق عبد حين قال وقت سقوط غرناطة: "سقطت الأندلس يوم سقطت طليطلة."
كان العلماء يصيحون ويدعون للعودة إلى دين الله، وأهل الأندلس من خاصة وعامة غير مبالين، فهم لم يكونوا يدركون بأن بلادهم كانت تُسحب من تحت أرجلهم، كما لا يدرك المسلمون اليوم بأن بلدانهم تسحب من تحت أرجلهم.

فيا أهل الإسلام! استفيقوا قبل أن تستيقظوا ذات يوم على قول أحدهم:
"سقطنا يوم سقطت غزة!"

وهكذا هي سنة الله باقية وسارية إلى أن يأذن سبحانه للنافخ أن ينفخ في الصور.
فاللهم ردنا إليك رداً جميلاً!

مجلة أنصار النبي ﷺ

30 Nov, 19:03


مقال: صورة وتعليق!

بقلم: محمد الحسني

ألقِ نظرة على الصورة وأخبرني ماذا ترى؟
آلاف من البشر تجمعوا للتظاهر والاحتجاج ضذ علمنة بلادهم وسلخِه عن الهوية الإسلامية؟ تجمعوا للتظاهر من أجل #غزة أو #السودان؟ من أجل القضاء على الفساد وتحسين أوضاعهم المعيشية؟
ولا واحدة منها مع الأسف!

بل هو حفل غنائي أقيم في #الإسكندرية، على بعد أميال قليلة من المكان الذي شهد أكبر مجزرة منذ بداية الطوفان وفي نفس توقيتها. وهو نفس المشهد الذي يتكرر دائماً في كل أنحاء بلاد الإسلام أوقاتَ ضعف الأمة وحين يتربص بها العدو الخارجي الخطير والداخلي الأخطر.

مجلة أنصار النبي ﷺ

30 Nov, 15:34


قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ یُؤۡذُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فِی ٱلدُّنۡیَا وَٱلۡـَٔاخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمۡ عَذَابࣰا مُّهِینࣰا﴾ [الأحزاب: ٥٧]. مما يحز في النفس ويترك في القلب أسى ولوعة أن نجد في بلاد الشام وبعض الدول العربية تفشي ظاهرة ألفاظ الكفر (سب الذات الإلهية وسب الدين)، يتفوه بها بعض الناس على الملأ؛ ليعبروا عن غضبهم!

وأصبح سماع الكفر في بلاد الإسلام أمرًا اعتياديًا لا ينكَر، مع أنها كلمات تُخرج قائلها من الملة والعياذ بالله، فيسمعها الجيل الناشئ من مجتمعهم المحيط بهم يوميًا، فيصبح سماعها مألوفًا عندهم، ومن ثَمَّ يرددونها في حالات غضبهم وسخطهم من دون وعي، ومما يؤسف له حقًا هو عدم وجود قوانين تعاقب من يتلفظ بكلمة الكفر.

فمن واجب كل مسلم غيور على حرمات الله أن يقدم أقصى ما عنده لمواجهة وإنهاء تلك الظاهرة، كلٌّ حسب استطاعته وإمكاناته بإحدى الطرق المذكورة في موقع مشروع عمل جماعي، الذي أُعد خصيصًا لمكافحة ظاهرة ألفاظ الكفر، أو بأية طريقة أخرى مناسبة؛ نصرةً لله وغَيْرةً وحمية لدين

خطة المشروع

1- دعوة الدعاة والعلماء الأفاضل ليكتبوا المقالات عن خطورة ظاهرة ألفاظ الكفر وبيان حكم النطق بها، من خلال ما جاء في القرآن والسنة، وذلك في خطب الجمعة والمحاضرات والدروس والمواعظ، وفي الفضائيات والصحف والمجلات ووسائل التواصل الاجتماعي، وليحثّوا المسلمين على أن يعملوا جميعًا على التصدي لتلك الظاهرة، بما هو مذكور في هذا المشروع، أو بأي طريقة أخرى مناسبة، كل حسب استطاعته.

2- دعوة الشعراء لكتابة القصائد التي تدين كلمة الكفر وتبين خطورتها.

3- دعوة المنتجين والمغنين على إنشاد القصائد التي تدين الكفر، وتقديمها بالوسائل والمناسبات المتاحة إلى الجمهور، فلعل قصيدة يكون لها الأثر الكبير في نفوس الناس أكثر من عشرات الخطب والمواعظ.

4- دعوة المتخصصين بالإنتاج الفني للتعاون مع المربيين وإعداد برامج ورسومات متحركة ومسرحيات مخصصة للأطفال، تبين خطورة التلفظ بالكفر وما يترتب عليه من عقاب في الآخرة، وكذلك بتنظيم حملات توعية في المدارس والمهرجانات المخصصة للأطفال ليغرس في نفوس الأطفال نبذ تلك الظاهرة منذ صغرهم.

5- تكثيف الإعلانات في وسائل التواصل الاجتماعي بوضع الصور الموجودة في الموقع، وإعداد كلمات مختصرة لتُستخدم كشعارات لمواجهة مَن يتلفظ بالكفر وتحث المسلمين على العمل لإنهاء تلك الظاهرة، لتُوضع تلك الكلمات في البرامج المخصصة للعروض الإعلانية لتُنشر في وسائل التواصل الاجتماعي، وإنشاء صفحات ومجموعات في مختلف وسائل التواصل مخصصة للدعوة للمشاركة في محاربة تلك الظاهرة، وحث الأعضاء المشاركين على العمل على مكافحة ظاهرة ألفاظ الكفر.

6- دعوة رجال الأعمال والتجار ومن وسّع الله في رزقه لتمويل المنتجين والمنشدين والملحنين؛ لإنتاج أناشيد الفيديو المصورة والبرامج والرسومات المتحركة والإعلانات في وسائل التواصل الاجتماعي، لمواجهة ظاهرة ألفاظ الكفر والظواهر السلبية الأخرى الموجودة في مجتمعاتنا الإسلامية.

7- دعوة الأدباء والكتاب والمفكرين والسياسيين في عالمنا الإسلامي، أن يكتبوا للمسؤولين وأصحاب القرار في الصحف والمجلات ووسائل التواصل وفي المقابلات التلفزيونية، بضرورة التصدي لتلك الظاهرة والمطالبة بسن قانون يعاقب مَن يتلفظ بسب الذات الإلهية وسب الدين، وسيُنشر ما يُكتب في مواقع التواصل ليستفيد منه المسلمين.

8- توجيه دعوة لمعدي البرامج الفضائية بإعداد برامج مخصصة لمواجهة تلك الظاهرة، وعقد ندوات وحوارات دورية لإيجاد الحلول المناسبة، ولتبادل الأفكار الجديدة للقضاء على تلك الظاهرة المؤلمة.

9- مطالبة السياسيين وأصحاب القرار في الدول التي تتفشى فيها ظاهرة ألفاظ الكفر، بإصدار قانون رادع لمن يتلفظ بكلمة الكفر.

إن استمرار تلك الظاهرة الخطيرة التي يتوارثها الأجيال مسؤولية جميع المسلمين، فليعمل كل منا على ما يستطيع من المذكور أعلاه، ولنقف وقفة رجل واحد لمواجهة تلك الظاهرة كما وقفنا ضد الرسوم المسيئة لنبينا محمد ﷺ، ولنعاهد الله جميعًا بأن نقدم ما في وسعنا لمكافحة ظاهرة ألفاظ الكفر حتى تنتهي، فربما إسهام أو فكرة تكون السبب في انتهاء الكثير ممن ابتلوا بتلك الظاهرة التي اعتادوا عليها، لتسجل في صحائف أعمالكم يوم القيامة، ويبقى من ابتلوا بألفاظ الكفر لهم الحق علينا بأن نقدم لهم شيئًا مما ذُكر أعلاه، فالكثير منهم لا يقدرون خطورة وأذى كلمة الكفر ويجهلون ما يترتب عليها من عقاب في الآخرة.

أهداف المشروع

1- تحريك الرأي العام في الدول التي تتفشى فيها ظاهرة الألفاظ الكفرية، وذلك للعمل على محاربتها وإنهائها، حيث ما زلنا نعاني من سماعها، ولم نجد حلاً لها منذ عقود طويلة.

مجلة أنصار النبي ﷺ

30 Nov, 15:34


2- توعية من يتلفظ بكلمة الكفر بخطورة تلك العادة وما يترتب عليها من أحكام في الدنيا وعقاب في الآخرة.
3- إنشاء جيل واعٍ يدرك مخاطر كلمة الكفر وينبذ من يتلفظ بها.
4- الحث على إصدار قرار رادع لكل من يتلفظ بكلمة الكفر في البلاد الإسلامية، علمًا بأن دستور الدول الإسلامية بالأساس ينص على معاقبة كل من يسيء إلى الدين والعقيدة، ولكن للأسف جُمدت تلك القوانين ولم يُعمل بها.

نسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً للقضاء على هذه الظاهرة في أقرب وقت ممكن، ونسأله جل في علاه أن تكون أعمالنا خالصة لوجهه الكريم وأن يكون إسهامكم في صالح أعمالكم يوم القيامة إنه سميع مجيب.

مجلة أنصار النبي ﷺ

30 Nov, 15:33


مقال: مشروع عمل جماعي لمكافحة ظاهرة ألفاظ الكفر

بقلم: ياسر علوان

مجلة أنصار النبي ﷺ

29 Nov, 19:06


أكتب لكم من داخل قفص المحاكمة في القضية المعروفة إعلامياً باسم: "فض رابعة"، وذلك قبل دقائق من إسدال الستار وإصدار ما يُسمى بالأحكام؛ فالبراءة والإعدام كلاهما باطل ولا محل لهما عند العقلاء من الإعراب.

القضية معروفة.. بدأت بالخيانة والبطلان في 3 يوليو/ تموز 2013 حتى وصلنا الآن إلى أقصى درجات الفشل ومرحلة الهذيان، ويظل أنصع ما في المشهد المصري الدماء التي سالت من الآلاف منذ ثورة "25 يناير" مروراً بميدان رابعة وحتى الآن، وكأن لسان حالها يقول: "أتموا الثورة لله".

إن حياة الأمم وبقاء الشعوب هما في المنعة والمقاومة.. لا في دفقة واحدة بل دفقات، ولا في محاولة وحيدة بل سيل من المحاولات؛ وانظروا معي كيف استشف داهية من دواهي العرب هذا الأمر؟، وماذا قال عن سر البقاء؟!

فقد قال أحد الصحابة: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "تقوم الساعة والروم أكثر الناس". فقال له عمرو أبصر ما تقول، قال: أقول ما سمعت من رسول الله ﷺ، قال: لئن قلت ذلك إن فيهم لخصالاً أربعاً: إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة جميلة وأمنعهم من ظلم الملوك".


إن مواجهة الظلم ومقاومة الاستبداد جزء أصيل من حركة الحياة؛ فالله خلق الكون على مبدأ الزوجية: ﴿وَمِن كُلِّ شَیۡءٍ خَلَقۡنَا زَوۡجَیۡنِ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ﴾ [الذاريات: ٤٩]؛ فلا يزال الصراع بين الحق والباطل، والعدل والظلم، ما بقيت السماء والأرض، وتعاقب الليل والنهار، وكلما خرجت الزفرات من صدور الفاسدين، وترددت الأنفاس بين ضلوع المجاهدين.

وأنادي كل مصري حر أبيّ مهيب الجناح.. نداء القريب لا البعيد؛ فأقول: اخلع عنك ثياب المظلوم! فهذه هي البداية.. أن تعيش بثوب الغالب لا المغلوب. أن تنطلق كصخر جلمود لا أن تنحني بظهر مجلود.. أن تبسط كفك عاليًا؛ فالعليا خير من السفلى.. أن تسري الروح في الجسد حاملة الفأل الصالح لا أن تتغذى بلعن الفاجر والمستبد والطالح.. هذا قليل من كثير تجلى بعد ثورة "25 يناير"؛ فلماذا نعود للوراء؟!

أتموا الثورة لله..

لا.. لا لن أقبل أبدًا بولاية ظالم.. "لا تقولوا للمنافقين سيدنا؛ فإنه إن يك سيدكم فقد أسخطتم ربكم"1.

فندائي.. أن نستمر.. أن نبقى.. أن نواصل.. على ما بدأناه وسرنا فيه وخضنا من أجله كل هذه المسيرة للوصول إلى حكم رشيد، قال الشافعي:

إني رأيت وقوف الماء يفسده إن سال طاب وإن لم يسَل لم يطبِ
أعلم أن ما قُدم من تضحيات هو كثير، وكذلك أعلم أن كثيراً ممن فشلوا لم يدركوا كم كان النجاح قريباً منهم عندما استسلموا!

أتموا الثورة لله..

هذه بضع كلمات سطرتها إليكم وعهدي إليكم من أجل مرضاة ربي؛ فلن أهدأ أبداً.. وللخائن نهاية سوء.. لله در القائل:

ومن يتحرش بالردى يكرع الردى
زعافاً ومن يستنبت النار يحرق

والسلام.

مجلة أنصار النبي ﷺ

29 Nov, 19:05


مقال: أتمّوا الثورة لله

بقلم: د. أحمد عارف - فك الله أسره

مجلة أنصار النبي ﷺ

29 Nov, 18:12


سلاح الفتوى والحرب على #غزة

سؤال وجواب مع د. عوض القرني - فك الله أسره

مجلة أنصار النبي ﷺ

29 Nov, 17:03


في ذكرى الانطلاقة هذه، حق على كل أولئك الذين يدركون تلك المعاني السامية التي أدركتها روحي وقلبي وعقلي ولا أستطيع التعبير عنها مهما أوتيت من البلاغة، كل أولئك الذين يدركون تلك المعاني الرائعة وجب عليهم أن يقفوا وقفة الإجلال والإكبار في ذكرى الانطلاقة.

من مقال: انطلاقة حماس وتصحيح التاريخ

بقلم: القائد الشهيد يحيى السنوار - تقبله الله

اقرأ المقال كاملاً: https://t.me/ansarmagazine/3176

مجلة أنصار النبي ﷺ

29 Nov, 11:45


الرغبة العارمة لدى ملايين الشباب والشابات في عمل شيء لرفع الذل عن الأمة، ورفعها إلى سدة السيادة العالمية من جديد، وهذا الأمر أكثر ما يزعج أعداء الإسلام ويخيفهم، ويزعزع كل الأسس التي جهدوا في إرسائها، والتي حاولوا بها أن يصرفوا الشباب عن العمل الجاد إلى الخلافات العقيمة المطولة، أو الانزواء في المساجد والزوايا والتكايا، أو الانشغال بسفاسف الأمور ودناياها، أو الانغماس في الكبائر والموبقات.
أما اليوم فقد عرف كثير من الشباب والشابات طريقهم، والتزموا إسلامهم، وصاروا يعملون -في مجملهم- ما يستطيعونه من أجل نصرة الإسلام وقضاياه.

والمطلع على المظاهرات المليونية في عدد من بلاد العالم الإسلامي، والناظر إلى القنوات الفضائية والشبكات العنكبوتية (الإنترنت) وما يجري فيها من تفاعل عدد عظيم مع قضايا المسلمين، ليدرك تمامًا أن الليلة ليست كالبارحة، وأن الأمة غيرها بالأمس، وأن كثيرًا من مظاهر التغيير الجادة بدأت تأخذ مجراها على أيدي هؤلاء الشباب الأطهار العظماء.
ختامًا أمة الإسلام

فإنه لا يفت في عضد أعداء الإسلام شيء أكثر من تفاؤلكم بالنصر ثم العمل على تحقيقه، ولا يفرحهم شيء قدر فرحهم إذا يئستم وأعرضتم وتوليتم، فاللهَ الله، فهذه أيام من أيام الله تعالى شديدة، العامل فيها ليس كالعامل في أيام الرخاء، فأروا الله تعالى من أنفسكم نصرة وحماسًا وعملاً صالحًا ومبرورًا، عسى الله أن يمنّ علينا بأن يُقرّ أعيننا بنصر الإسلام وأهله، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

مجلة أنصار النبي ﷺ

29 Nov, 11:45


التزام كثير من أفراد الجيوش العربية والإسلامية بالإسلام ضباطًا وجنودًا، ولو تتبعنا حال هذه الجيوش العربية إلى أربعين سنة ماضية لوجدنا أن الأغلبية الساحقة من الضباط والجنود لم يكونوا يعرفون صلاة ولا صيامًا، ولا يدركون معنى الجهاد في سبيل الله، ولم يقاتلوا على أساس من الإسلام متين، وكانت الكبائر منتشرة فيهم، وهذا الذي نراه اليوم من أفصح دلائل النصر القادم.
التزام النساء بالإسلام، وقد حاول أعداء الإسلام مرارًا أن يفسدوا المرأة المسلمة ونجحوا، حتى أصبحت أكثر العواصم العربية والإسلامية خلوًا من مظاهر الحجاب. وكان الأصل فيها تفلُّت النساء من الالتزام الشرعي، ولم تتغير هذه الصورة إلا من ثلاثين سنة خلت فقط، اليوم الأصل في أكثر العواصم الإسلامية الحجاب ولله الحمد، وقد حكى لي أحد الأساتذة الدكاترة وهو شاعر مشهور أنه كان في بلد عربي كبير في الثمانينيات الهجرية/ الستينيات الميلادية، يرجو أن يجد امرأة تقبل بوضع (الإيشارب) على رأسها ليتخذها زوجًا له، فلا يجد إلا بصعوبة!!

ولم تكتف المرأة اليوم بالحجاب فقط بل نزلت إلى ميادين الجهاد السياسي والإعلامي والاقتصادي والاجتماعي، وأنشأت أجيالاً رائعة من الشباب والشابات، وفي هذه السنة نزلت النساء الفلسطينيات الرائعات ميادين العمليات الاستشهادية التي لا يطيقها إلا القليل من شجعان الرجال وأبطالهم. وهذا التحوّل الذي جرى على المجتمع النسائي لهو مسمار في نعش المحاولات التغريبية التي أحاطت بالمرأة المسلمة في القرنين الأخيرين، ولله الحمد.
انتشار الثقافة الإسلامية الصحيحة الواعية، والكتب الكثيرة التي تتحدث عن عظمة الإسلام وروعته، وانتشار المفاهيم الإسلامية الصحيحة، وكل ذلك لم يكن قد ابتدأ إلا منذ ستين سنة فقط في أكثر تقدير، وابتدأ بداية متواضعة على استحياء، ثم انتشر انتشارًا واسعًا حتى صارت معارض الكتب لا تقتات إلا على بيع الكتب الإسلامية وما يتبعها.

انتشار الإعلام انتشارًا عجيبًا؛ فاليوم للإعلام الإسلامي قنواته الفضائية، وبرامجه التي لا تحصى كثرة في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، وهناك البدائل الواضحة الجيدة عن كل الغثاء الذي كان له السيادة المطلقة قبل ثلاثين سنة بل عشرين. وهناك اليوم البديل الجيد للأطفال والنساء والرجال والشباب من المقروء والمسموع والمرئي، مما لم يكن يحلم به أكثر الناس تفاؤلاً قبل ثلاثين سنة فقط، وانتشرت اليوم المؤسسات الإسلامية والإعلامية بالمئات في القارات، أوربا وأمريكا وإفريقيا، وهذه نعمة جليلة.
وأعظم الدلائل الواضحات التي لا تقبل جدلاً ولا نقاشًا هو بزوغ الصحوة الإسلامية الرائعة في العقد الأخير من القرن الرابع عشر الهجري أو السبعينيات الميلادية، التي ألقمت أعداء الله تعالى حجرًا وكانت غصة في حلوقهم وشوكة في جنوبهم، والتي أتاهم الله تعالى بها من حيث لم يحتسبوا، فأصبح للدين جنده من ملايين الشباب والشابات الأطهار ذوي الأيدي المتوضئة.

ولم يكن عددهم يتجاوز الآلاف في العالم الإسلامي كله زمان الظلام الدامس الذي خيم على القرون الأربعة الماضية، وصار الشباب والشابات ينادون بملء أفواههم بالإسلام، ويطالبون بالجهاد، ويتمسكون بحبل الله تعالى، ويرعبون أعداء الإسلام. وهؤلاء هم عدة النصر القادم إن شاء الله تعالى، وشمس الأمة وغدها الباسم، وضياؤها المشرق، وإن زادوا إلى الحد الذي يقدره الله تعالى فليس من قوة في الأرض تستطيع مقاومتهم أو تجاهلهم، وإن غدًا لناظره قريب.

والعجيب أن أكثر هؤلاء في القطاعات التقنية والمهنية والفنية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية، أي في القطاعات التي جهد أعداء الإسلام طويلاً في العمل على تغريبها وتخريبها. ويخبرنا إخواننا الذين يكبروننا في السن أن الحرم المكي في تهجد رمضان سنة 1382هـ/ 1963م كان يصلي فيه أربعة صفوف صغيرة والإمام يقرأ بلا مكبر للصوت فيُسمعهم! وذلك بسبب قلّتهم. ولقد كانت أكثر المساجد لا يحضرها إلا كبار السن، فكيف هو الحال اليوم والحرم يصلي فيه وقت تهجد رمضان الملايين، والمساجد في العالم الإسلامي غاصة بعشرات الملايين من الشباب الطاهر والشابات العفيفات؟!

ولقد كان كبار علماء العالم الإسلامي يشكون من تفرق الشباب عنهم في السبعينيات والثمانينيات الهجرية، أي الخمسينيات والستينيات الميلادية، فأصبحوا بعد ذلك -وقد التف الشباب حولهم- ملء السمع والبصر، فعلامَ يدل كل هذا؟

مجلة أنصار النبي ﷺ

29 Nov, 11:45


إن المتتبع لما يجري اليوم في فلسطين خاصة وفي الأمة الإسلامية عامة، يكاد يجزم بقرب النصر إن شاء الله تعالى، وعلى ذلك دلائل وأحوال تنبئ بما أزعم، استقيتها من دراسة شرعية وتاريخية. والأمة اليوم بحاجة ماسة إلى هذه البشائر حتى تقف على قدمها شامخة عزيزة، ولتطرد أوهام اليأس ووساوس الإحباط، التي كانت تعصف بها عصفًا، وتذهب بروح المقاومة والعمل الجاد.

أما الدلائل المستقاة من الشرع المطهر على قرب النصر فعديدة، منها:
قول الله تبارك وتعالى: ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ﴾ [محمد: 7]. ونحن نرى اليوم جماعات وهيئات ودولاً وأفرادًا كثيرين ينصرون الله تعالى بما يستطيعون، ويقدّمون أرواحهم وأوقاتهم وكثيرًا من أقواتهم في سبيل هذه النصرة.
ودائرة النصرة هذه في اتساع كل يوم ولله الحمد، وهي تكسب مواقع جديدة في جوانب السياسة والإعلام والاقتصاد والتعليم وغير ذلك، وسيأتي لهذا مزيد تفصيل وتدليل فيما بعد، فإذا أخلص هؤلاء الناصرون دينهم لله تعالى واجتهدوا؛ فإن نصر الله تعالى يتنزل عليهم ولو بعد حين.

قول الله تعالى: ﴿يَا أَيّهَا الذينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا الله كَثِيرًا لَعَلّكُمْ تُفْلِحُونَ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنّ اللهَ مَعَ الصّابِرِينَ﴾ [الأنفال: 45، 46].
ونحن نرى اليوم جماعات كثيرة من المجاهدين تنطبق عليها هذه الأوصاف والأحوال المذكورة في هذه الآية الكريمة، فهؤلاء المجاهدون في فلسطين والشيشان وكشمير وجنوب الفلبين يضربون أروع المثل في الثبات، وذكر الله تعالى وطاعته، والاستنان بسنة رسوله ﷺ والاجتماع على الحق والصبر، فقوم مثل هؤلاء حريٌّ أن يتنزل عليهم النصر إن شاء الله تعالى.
وإذا قارنا ما يحدث في هذه الأيام وما كان يجري زمان الذل في القرن الماضي، لعرفنا قرب النصر إن شاء الله تعالى. ويكفي أن أقول: إن أعداء الإسلام في العصر الحديث لم يواجهوا يومًا مجاهدين على هذه الشاكلة، ولم يدُر بخلدهم أن المسلمين سيستيقظون على هذا النحو، ولقد كانت راية القتال في أكثر الجيوش العربية والإسلامية عمية غير واضحة المعالم.

3. قول الله تعالى: ﴿وَكَانَ حَقاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الروم: 47]، ويشابهه قوله تعالى: ﴿إِنّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ﴾ [غافر: 51]. وأجزم أن في الأمة اليوم مجاهدين مؤمنين أطهارًا يستحقون أن يتنزل عليهم النصر القريب الآتي إن شاء الله تعالى، وليس معنى ذلك أني أتألى على الله، معاذ الله، لكنه من باب البشائر فقط واستقراء الأحداث.

4. قول النبي ﷺ: "لتقاتلنّ اليهود حتى يقول الشجر والحجر: يا مسلم يا عبد الله، ورائي يهودي تعال فاقتله". وهذا -والله تعالى أعلم- قريب زمانه، حاضر أوانه؛ فإن أهلنا في فلسطين يرجعون إلى الله، وينطبق على كثير منهم أنه مسلم عبد الله، وهؤلاء سيكونون -إن شاء الله تعالى- طلائع الجيل القادم الذي سيُفتح له ويمكَّن.

الإسلام قادم بقوة

أما الدراسة التاريخية التتبعية فتدل دلالة أوضح من الشمس في رائعة النهار أن الإسلام قادم بقوة، وأنا ذاكر بعض النقاط وساردها سردًا موجزًا، وكل ما سأذكره خاص بالقرون الأربعة الأخيرة فقط، والمقارنة التي سأذكرها إنما أعني بها تلك القرون.
المسلمون لم يكونوا يومًا أشد وعيًا ولا أعظم إدراكًا لما يحدث من مؤامرات دولية ودسائس ومكائد منهم في زمانهم هذا، والوعي والإدراك عنصر مهم طالما نجح أعداؤهم في التغلب عليهم بسبب ضعفه بل انعدامه عندهم، وكم ظهر عند المسلمين من رجال قادوا الأمة إلى أوخم العواقب بسبب جهلها. وهناك أمثلة كثيرة وليس أتاتورك وعبد الناصر منا ببعيد! وكم ضحك علينا الشرق والغرب طويلاً، لكن الحال تغير اليوم، والأمة غير الأمة بالأمس، ولله الحمد.

مبشرات النصر

وهناك بعض المبشرات بتغيّر الأحوال إن شاء الله تعالى، منها:
السير الحثيث للتخلص من الربا والمعاملات غير الإسلامية في كثير من الدول الإسلامية، وإنشاء المؤسسات المالية الإسلامية التي تقارب المائتي مصرف وشركة إسلامية، وقبل ثلاثين سنة لم يكن هناك أي مؤسسة أو مصرف، وكانت الصحافة الناصرية البغيضة تستهزئ بالأستاذ الدكتور عيسى عبده -رحمه الله- لما أراد إنشاء مصارف على أساس إسلامي. وهذه النقلة في المعاملات الإسلامية تقربنا من تحقيق أمره تعالى: ﴿يَا أَيّهَا الذِينَ آَمَنُوا اتّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [البقرة: 278]، وتبعدنا من: ﴿فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ﴾ [البقرة: 279].

مجلة أنصار النبي ﷺ

29 Nov, 11:45


مقال: بشائر النصر

بقلم: د. محمد موسى الشريف - فك الله أسره

مجلة أنصار النبي ﷺ

28 Nov, 17:03


خلال ثوانٍ دار ذلك الشريط الطويل بذكريات السريرة في ذاكرتي وأنا أتكئ على أحد الكراسي إلى جواري، هم من حولي يضحكون ويشربون القهوة والشاي ويقهقهون في غاية السعادة والسرور، كثيرة تلك الذكريات المريرة التي انطبعت في ذاكرتي ولن تنمحي أبداً، والتي سرعان ما تقفز لقطات منها أمام مخيلتي أمام أي حدث يفجر ينبوع الذكريات

من مقال: غوص في نفسية الفلسطيني

بقلم: القائد الشهيد يحيى السنوار - تقبله الله

اقرأ المقال كاملاً: https://t.me/ansarmagazine/3170

مجلة أنصار النبي ﷺ

28 Nov, 13:45


إرهاب المجموعات المنظمة (الميليشيات): وهو الإرهاب الذي تقوم به قوات غير نظامية (أي ليست تابعة للحكومة)، من مواطنين يعملون عادة بأسلوب حرب العصابات، ويشكلون منظمات مسلحة تابعة لأحزاب أو حركات سياسية تؤسس قوات دفاعية من مواطني منطقة سكنية أو جغرافية محددة في إطار قومي أو ديني، وقد تكون مدعومة أو معاقبة من السلطات.
ومن هذا النوع ما يسمى بمنظمة القتال الاشتراكية الثورية في الإمبراطورية الروسية، وسائر الأجنحة العسكرية التابعة للأحزاب السياسية في بلاد العالم المختلفة كالجيش الأحمر في روسيا، والجيش الشعبي العراقي، وتنظيم الحرس القومي التابع لحزب البعث، ومنظمة الوحدة الوقائية التابعة للحزب النازي الألماني، وميليشيا نمور الأحرار التابعة لحزب الوطنيين الأحرار في لبنان، وكان لها دور كبير في الحرب الأهلية اللبنانية، ومنظمة بدر التي عرفت بعد ذلك بفيلق بدر التابعة للمرجع الشيعي محمد باقر الحكيم، وحركة أمل (أفواج المقاومة اللبنانية) وتعرف بحركة المحرومين والتي أسسها القائد الشيعي موسى الصدر، وكتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح (حركة التحرير الفلسطينية) التي أسسها ياسر عرفات، وكتائب الشهيد عز الدين القسام التابعة لحركة حماس (حركة المقاومة الإسلامية) التي أسسها الشيخ أحمد ياسين، وتنظيم القاعدة الذي يشكل تنظيم داعش الحالي امتداداً له.
وعلى من يريد فهم ظاهرة الإرهاب المعاصرة أن يدرس هذه المنظمات وأمثالها دراسة جيدة متأملة، باحثة عن الظروف والدوافع والرغبات التي أدت إلى ظهورها وانتشارها.

إرهاب الأفراد: ويقصد به ما يثيره بعض الأفراد في المجتمع من إرهاب وتخويف وإثارة للذعر في نفوس أفراد آخرين، ومن ذلك ما يمارسه بعض الآباء من إرهاب لأبنائهم، وكذلك يمكن فهم سلوك بعض المدرسين على أنه إرهاب للتلاميذ في المدارس، ومن هذا النوع أيضاً ما تتعرض له السيدات والبنات في الشوارع والمواصلات من إرهاب وتخويف بالإشارة واللفظ بل واليد في بعض الأحيان.

مجلة أنصار النبي ﷺ

28 Nov, 13:45


ابن منظور يقول في لسان العرب بأن: "رَهِبَ، بالكسر يَرْهَبُ رَهْبَةً ورُهْباً، بالضم، ورَهَباً، بالتحريك، أَي خافَ". أي: أن الإرهاب هو التخويف، فكل من خوّف غيره فقد أرهبه، ولكن هذا التخويف قد يكون محموداً حسناً وقد يكون مذموماً، فتخويف أهل الشر والفسق والإيذاء في المجتمع يعد تخويفاً محموداً لأنه يمنع انتشار الجريمة وتجرأ البغاة عليها، وقديماً قالت العرب: “القتل أنفى للقتل” أي أن القصاص من القاتل أدعى لعدم تكرار القتل وشيوعه في المجتمع. ونجد قول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الألْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتّقُونَ﴾ [البقرة: 179].

وهناك تخويف آخر مذموم وهو تخويف الناس بغير حق؛ كما في حديث جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ رَسُولِ الله ﷺ، قَالَ: "مَنْ رَوّعَ مُسْلِمًا رَوّعَهُ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ أَفْشَى سِرّ أَخِيهِ أَفْشَى الله سِرّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلا‌ئِقِ". وقد جاء في الحديث: "لا يأخذ أحدكم متاع صاحبه لاعباً جاداً". فجعله لاعباً لأنه ينوي إرجاعه، وجعله جاداً لأنه روع صاحبه وأوهمه أنه فقد متاعه!
وقد روي عن رسول الله ﷺ في المنع من ترويع المسلم: "لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً". ويقول ابن حجر الهيتمي رحمه الله: "من ائتمنه المالك، كوديع، يمتنع عليه أخذ ما تحت يده من غير علمه؛ لأن فيه إرعاباً له بظن ضياعها، ومنه يؤخذ حرمة كل ما فيه إرعاب للغير، ودليله أن زيد بن ثابت نام في حفر الخندق، فأخذ بعض أصحابه سلاحه، فنهى النبي ﷺ عن ترويع المسلم".

وعلى هذا فالإرهاب في اللغة بمعنى التخويف يحتمل المعنيين: خيراً وشراً؛ فما المقصود بهذا اللفظ في الاصطلاح المعاصر؟ إذ المعنى الاصطلاحي أخص من المعنى اللغوي غالباً.

الإرهاب الدولى
إننا نجد في المعاجم ودوائر المعارف الدولية تعريفات كثيرة ومتنوعة للإرهاب، ويتحدث بعض مفكري الغرب عن ظاهرة الإرهاب وكأنها ظاهرة جديدة أبصرت النور في الستينيات من القرن الماضي، وقبل هذا التأريخ كانت المجتمعات البشرية عامة والغربية خاصة كافة تعيش في سلام ووئام! علاقاتها لا تقوم إلا على حسن الجوار والتعاون في المعروف !

وتتنوع وتتعدد مفاهيم المعاصرين عن الإرهاب وأسبابه وجذوره وتاريخه وتطوره وأنواعه وكيفية مواجهته، وهل هو قاصر على الجماعات أم هناك إرهاب على مستوى أصغر وهو الإرهاب الفردي؟ وإرهاب على مستوى أكبر وهو ما يعرف بإرهاب الدولة؟
وإذا بدأنا في محاولة للوقوف على مفهوم الإرهاب وتعريفه في القانون الدولي سنجده مصطلحاً غامضاً وهناك العديد من المعاني التي يمكن أن يشملها، وترجع صعوبة وضع تعريف دقيق جامع مانع لمفهوم الإرهاب إلى تعدد أشكاله ومظاهره وأهدافه والبواعث والغايات من ورائه، كما أن لاختلاف توجهات الباحثين وخلفياتهم الفكرية أثراً كبيراً في اختلاف التعريفات الصادرة عنهم لنفس المصطلح “الإرهاب”. إن تعريف أمريكا للإرهاب سيكون متعارضاً تماماً بطبيعة الحال لتعريف (تنظيم القاعدة) مثلاً، فنجد أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية عرفت الإرهاب عام 1980م بأنه: "التهديد الناشئ عن عنف من قبل أفراد، أو جماعات".
ونجد تعريف وزارة الدفاع 1986م يقول إنه هو: "الاستعمال والتهديد بالاستعمال غير المشروع للقوة أو العنف ضد الأشخاص أو الأموال غالباً لتحقيق أهداف سياسية أو دينية أو عقائدية".
تعددت التعريفات في الهيئات والمؤسسات الأمريكية المختلفة من البنتاجون للكونجرس لوزارة الخارجية إلى غير ذلك، لكنها متفقة على أن الإرهاب هو: "استخدام القوة من قبل أفراد أو مجموعات للوصول إلى أهداف".

وعرفته اتفاقية (جنيف) لقمع ومعاقبة الإرهاب لعام 1937م، بأن الأعمال الإرهابية هي الأعمال الإجرامية الموجهة ضد دولة ما، وتستهدف أو يقصد بها خلق حالة من الرعب في أذهان أشخاص معينيين، أو مجموعة من الأشخاص، أو عامة الجمهور.
أما الاتفاقية العربية لعام 1998م، فقد عرفت الإرهاب في مادتها الأولى بأنه كل فعل من أفعال العنف أو التهديد أياً كانت بواعثه أو أغراضه، يقع تنفيذاً لمشروع إجرامي فردي أو جماعي، ويهدف إلى إفشاء الرعب بين الناس، أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو حرياتهم أو أمنهم للخطر، أو إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق أو الأملاك العامة أو الخاصة، أو احتلالها أو الاستيلاء عليها، أو تعريض أحد الموارد الوطنية للخطر.

مجلة أنصار النبي ﷺ

28 Nov, 13:45


إرهاب الدول والأفراد والجماعات
هناك خلاف كبير حول أنواع الإرهاب تبعاً للاختلاف الحاصل في تعريفه، فهناك أنواع للإرهاب من حيث القائمين به، وأنواع أخرى من حيث هدفه، وأنواع ثالثة من حيث وسائله، وأنواع رابعة من حيث كونه قانونياً أم لا، ونبدأ بتقسيم الأول وهو أنواع الإرهاب باختلاف أنواع القائمين به فنجده ينقسم إلى ثلاثة أنواع هي:
إرهاب الدولة: كما نصت المادة السادسة من مشروع تقنين الجرائم ضد سلام وأمن البشرية الصادر عن لجنة القانون الدولي سنة 1954، على أن: "أفعال الإرهاب تتضمن مباشرة سلطاتِ الدولة أنواعاً من النشاط الإرهابي في دولة أخرى، أو تشجيعها أو السماح لها بنشاط منظم الغرض منه تنفيذ أفعال إرهابية في دولة أخرى".
وما تفعله سلطات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، وما تفعله أمريكا وحلفائها في أفغانستان والعراق وغيرهما، يعد نوعاً مثالاً واضحاً وجلياً لهذا النوع من الإرهاب. وقد أظهرت الولايات المتحدة الأمريكية اختلافاً مستمراً مع جهود ومحاولات الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتحديد مفهوم الإرهاب الدولي والتفرقة في إطاره بين إرهاب الدولة وإرهاب الأفراد أو مجموعات من الأفراد، وكذلك بين الإرهاب الدولي وحق الشعوب والحركات الوطنية في تقرير المصير.

فقد تمسكت أمريكا في إطار اللجنة الخاصة بالإرهاب الدولي باستبعاد إرهاب الدولة من اختصاص اللجنة ومن التعريف الخاص لمفهوم الإرهاب، وذلك لأنها لجأت في حالات عدة إلى إرهاب الدولة، بالقيام بنفسها بغزو جرينادا Grenada عام 1983م، وقصف ليبيا عام 1986م، واقتحام عاصمة بنما واعتقال رئيسها الجنرال مانويل نورييغا 1958م.

وكانت الولايات المتحدة قد نظمت في 3/ 11/ 1958م حادث اختطاف طائرة أوروبية ما أدى إلى مصرع 17 شخصاً من ركابها، وخلال الفترة من عام 1960م حتى 1964م تم اختطاف (40) طائرة أوروبية، وكان المختطفون يُستَقبلون كالفاتحين في المطارات الأمريكية.

بالإضافة إلى ذلك قصفها الجوي والبحري على الصومال للقضاء على (المحاكم الإسلامية) هناك التي تعتبرها وكراً لعناصر القاعدة في شرق أفريقيا.

بالإضافة إلى ما فعلته إسرائيل التي تعبث بالشعب العربي الفلسطيني منذ وجود هذا الكيان الغاصب عام 1948م.
فمناحيم بيغن الذي ارتكب في 9 نيسان من عام 1948م مجزرة دير ياسين في فلسطين، أصبح رئيساً لحكومة الكيان الصهيوني، وقد استقبلته بريطانيا بهذه الصفة على الرغم من أنة كان مطلوباً للقضاء البريطاني بتهمة تفجير فندق الملك داوود في مدينة القدس أثناء الانتداب البريطاني عام 1946م، وهو الحادث الذي ذهب ضحيته (200) شخص بين قتيل وجريح كان بينهم عدد من المسئولين العسكريين والإداريين البريطانيين.

وإسحاق شامير الذي ترأس الفريق الذي اغتال في 17 سبتمبر من عام 1948م مبعوث الأمم المتحدة السويدي الجنسية (الكونت برنادوت) أصبح رئيساً للحكومة ووزيراً للخارجية الإسرائيلية، وإسحق شامير نفسه هو الذي أشرف قبل ذلك على اغتيال (اللورد موين) وزير الدولة البريطاني ورئيس شؤون المستعمرات في القاهرة عام 1944م.

ودخل الجنرال أرييل شارون عالم المجازر الجماعية من قرية (قبية) في فلسطين، حيث كان يترأس الفرقة (101) في عام 1953م، عندما اقتحمت الفرقة عينها تلك القرية العربية وقتلت (96) شخصاً من سكانها، وقد أدانت الأمم المتحدة تلك الجريمة، وكان قرار الإدانة الأول الذي يصدر عن المنظمة الدولية ضد إسرائيل. ولقد تواصل هذا الإرهاب إلى مخيمي صبرا وشاتيلا في بيروت في سبتمبر من عام 1982م، وبإشراف أرييل شارون نفسه الذي أصبح في العام 2000م رئيساً لوزراء إسرائيل.

وتواصل الإرهاب الإسرائيلي حتى العاصمة التونسية (مقر منظمة التحرير الفلسطيني) لتصفية بعض قياداتها هناك عام 1985م، حيث اغتالت المخابرات الإسرائيلية خليل الوزير (أبو جهاد). وعانى لبنان من سلسلة الجرائم الإرهابية الإسرائيلية وأشهرها مجزرة قانا عام 1996م، ومجزرة قانا الثانية أثناء الغزو الإسرائيلي للبنان عام 2006م، الغزو الذي راح ضحيته آلاف من القتلى والجرحى، وفي كل مرة كان يلجأ فيها لبنان إلى الأمم المتحدة للتنديد بهذه الجرائم، كان يصطدم بالفيتو الأمريكي، الذي كان عاملاً مشجعاً للإرهاب الإسرائيلي ومدافعاً عنه.

مجلة أنصار النبي ﷺ

28 Nov, 13:44


مقال: الإرهاب خيره وشره

بقلم: أنس السلطان - فك الله أسره

مجلة أنصار النبي ﷺ

27 Nov, 19:01


هل أدركت يوماً حقيقة أن مدينة #غزة تمثل بوابة آسيا، القارة العظمى على وجه الأرض، فهي الحبل السري الذي يربط شطري العالم الإسلامي الأسيوي والأفريقي، وأي مسافر يسلك الطريق البري أو البحري متنقلاً عبر القارتين لابد وأن يمر بغزة أو أن يمر بمحاذاتها كحد أدنى

من مقال: هل عرفت غزة؟

بقلم: القائد الشهيد يحيى السنوار - تقبله الله


اقرأ المقال كاملاً: https://t.me/ansarmagazine/3166

مجلة أنصار النبي ﷺ

27 Nov, 15:50


وإن المؤمن -وهو يسمع أمثال هذه الكلمات الفجّة- ليتساءل عن هؤلاء الكتاب الذين يحملون أسماء إسلامية: ألم يسمع هؤلاء قول الله عز وجل:
﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [البقرة: 2017].
وأين هم من قولَ الله تعالى: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ﴾ [البقرة: 109].
ألم يتأملوا قوله عز وجل عن سائر الكفار: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ﴾ [آل عمران: 150]؟!
هذه شهادة من الله على أعدائنا بما يريدون منا، وما يحاولونه من صدنا عن ديننا، فهل بعد هذه الشهادة من شهادة؟ قال تعالى :﴿أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾[فصلت: 53].

إن هذه القاعدة المحكمة: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾ وما جاء في معناها من الآيات التي ذكرتُ بعضها خَبَرٌ، والخبر لا ينسَخ، لأن نسخه يستلزم أن يكون المخبر بهذا كاذباً، وهذا لو كان في حق آحاد فضلاء الناس لكان من أعظم القدح فيه، فكيف إذا كان المتكلم به هو الله العليم الخبير؟!
ولو أردنا أن نقلب صفحات التاريخ؛ لوجدنا الجواب الذي يزيد المؤمن يقيناً بهذه القاعدة المحكمة!
فمن الذي سمّ الشاة التي وجد النبي ﷺ أثرها حتى لقي ربه؟!
ومن الذي قتل الفاروق رضي الله عنه؟
ومن الذي سَمَّ جملة من الخلفاء المسلمين الذين كان لهم أثر في ضعف شوكة اليهود أو النصارى؟!

لقد غرّ بعض هؤلاء المتحدثين -بما ذكرناه آنفاً- كونهم يتعاملون مع بعض الأفراد من اليهود والنصارى فلا يجدون منهم إلا تعاملاً جيداً -كما يقولون- وهذا قد يقع، ولكنه لا يمكن أبداً أن يكون قاضياً على هذا الخبر المحكم من كلام ربنا، ذلك أن العلاقة الفردية قد يشوبها من المصالح، أو تكون حالات استثنائية، فإذا جدّ الجدّ، ظهرت أخلاقهم على الحقيقة.

ومن له أدنى بصر أو بصيرة أدرك ما فعلته الحروب الصليبية التي غزت بلاد الشام قبل وبعد صلاح الدين! وما فعله إخوانهم وأبناؤهم في فلسطين وأفغانستان والعراق، وما حرب غزة الأخيرة إلا أكبر شاهد، ولا ينكره إلا من طمس الله بصيرته -عياذاً بالله-!

نسأل الله تعالى أن يثبتنا على دينه الذي ارتضاه لنا وأن يعيذنا من الحور بعد الكور.

مجلة أنصار النبي ﷺ

20 Nov, 18:03


لقد حرك عدوان اليهود كل سكان المعمورة بل وصحح نظرة الناس جميعاً تجاه قضية الاحتلال، وعرف الناس حقارة اليهود وبشاعتهم، ولكن زهد هؤلاء المجرمين (المارقين الدعاة على أبواب جهنم) في كل ذلك، وزهدوا في قدسية المكان وشرف الرباط والجهاد، وزهدوا في نصوص القرآن والسنة لما يحملون من قلوب مريضة واعتقادات فاسدة.

من مقال: تثبيت المؤمنين وانتكاس المبطلين

بقلم: عبد القادر مهدي أبو سنيج - باحث شرعي

اقرأ المقال كاملاً: https://ishortie.com/BkS

مجلة أنصار النبي ﷺ

20 Nov, 16:35


تعريف مختصر بمسيرة مجلة أنصار النبي ﷺ، وكيف تُوج العمل الإلكتروني بالطباعة الورقية، لتصل المجلة إلى كبرى المكتبات الإسلامية بإذن الله تعالى

مجلة أنصار النبي ﷺ

20 Nov, 15:15


أدركت المعنى الأخلاقي العظيم الذي من أجله شرع عز وجل الجهاد في سبيله، وحرض المؤمنين على القتل والقتال والبحث عن الموت في سبيله، المعنى السامي الرفيع الذي من أجله خرج أولئك المجاهدون منذ فجر التاريخ ومنذ بدء الرسالات، يحاربون الشيطان وأولياء الشيطان ويقتلونهم ويموتون بأيديهم أحياناً؛ فيذهبون إلى ربهم شهداء عظماء صديقين هذا الركب الطاهر من الأنبياء وأتباع الأنبياء، الذين اختارهم الله عز وجل واصطفاهم وحملهم رأيته، تقدموا بذلك المعنى الأخلاقي الرائع في قتال أعداء الحياة، أعداء الإنسان، أعداء الحرية، أعداء الجمال في كل الكون الجميل، المعنى السامي الرفيع في حرب مصاصي الدماء قراصنة البشر قطاع الطرق سارقي الدم والعرق، والله عز وجل عد قتلهم وقتالهم عبادة بل ورأس العبادات كلها.

أدركت أني بنمو مفهومي هذا إنما أفهم المعنى الحقيقي للحياة، أدركت معنى ذلك الخفق العجيب في فؤادي حباً للحياة، للإنسان، للكرامة، للحرية، وذلك الحقد على أعداء الحياة والإنسان والكرامة والحرية، الذين لا يفكرون إلا بمنطق التجار وسماسرة البورصة وقطاع الطرق ورؤساء العصابات ومديري الإرهاب.

أدركت أني لست إرهابياً، حين ينمو عقلي ذلك النمو من التفكير، لست إرهابياً يروع أو يسعى لترويع الأطفال والنساء، ولكني يد الحق التي يجب أن ترهب المجرم، أدركت أني الدافع عن الحق، أحارب جزارين يعشقون الذبح فقط، أدركت أني رحيم رحيم إلى أبعد حد، ليس بنفسي فقط ولا بشعبي وأهلي الذين يُقتلون كل يوم فقط، لكن بهذه الإنسانية جمعاء.

حين أنهج مثل هذا النهج في التفكير تجاه أعداء الإنسانية بدأت أدرك جيداً أني وأمثالي رسل رحمة ودعاة إنسانية، حين نفكر في تخليص الناس من أعداء الناس.. أعداء الحرية.. الإنسانية.. الكرامة.. عشاق استعباد الخلق أو استحمار الخلق، الذين أعماهم شعورهم بالتفوق والعنصرية حتى جرأهم على التطاول حتى على الله، أدركت إذن أننا نخوض حرباً مقدسة تستمد شرعيتها من رب العالمين الذي أعطانا الإذن في ذلك:
﴿أُذِنَ لِلَّذِینَ یُقَـٰتَلُونَ بِأَنَّهُمۡ ظُلِمُوا۟ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصۡرِهِمۡ لَقَدِیرٌ﴾[الحج: ٣٩].

نعم فها نحن نقاتل، بل ونُقتل كل يوم، يُقتل أطفالنا حتى في أرحام أمهاتهم، تُقتل نساؤنا بالليل والنهار، يُقتل رجالنا ليس إلا لأنهم يطالبون بحقهم في العيش بكرامة الإنسان.

حربنا هذه معهم حرب طهر وقداسة أعطانا الإذن فيها مولانا العزيز الجبار، كما أعطاه من قبل لخير خلقه سيدنا محمد رسول الله ﷺ، فذبحهم ذبح الخراف يوم وجدهم يتربعون على عروشهم من جماجم الناس ولا يستطيعون العيش إلا بعد أن يأخذوا جرعاتهم اليومية من دم الناس البؤساء، كما هم اليوم تماماً، معركتنا هذه ليست معركة مع محتل أرض فقط، بل أيضاً مع مصاصي دماء وسارق حليب الأطفال، آكل لحوم البشر تربع على الجماجم، ولكن كل ذلك في صور عصرية يحاول أن يغلفها بأغلفة مختلفة، يفلح أحياناً في خداع الناس وينفضح أحياناً أخرى.

مجلة أنصار النبي ﷺ

20 Nov, 15:15


لكنها شهوة سفك الدماء تلك صفة أصلية في نفوسهم، كراهية الناس كراهية الحياة كراهية الحق، هؤلاء قوم لا يستحقون الحياة، نعم لا يستحقون الحياة، هؤلاء أعداء الحياة وأعداء الإنسانية وأعداء أنفسهم حتى.

دارت الأفكار بخاطري وأنا أتلقى خبر المجزرة وتصاعد الدم الساخن إلى دماغي، شعرت برأسي يكاد ينفجر، الدم يغلي في عروقي، قدماي لم تعد قادرتين على حملي، ودار بذاكرتي شريط طويل طويل من الذكريات، بدءاً بالرحيل الذي اضطر له جدي تاركاً إحدى ساقيه في بئر السبع، الدار التي نسفت، سمع الجدة الذي طار، عشرات آلاف قنابل الغاز التي تنهال يومياً على أهلي، ملايين الطلقات من كل الأنواع تستقر في أحشاء إخواني وقومي على امتداد كل أزقة الوطن المنتفض يطالب بحقه في الحياة الحرة الكريمة، الصفعة السوداء التي صفعني إياها ذلك الشرطي في شبيرا، محاولات دهسي بالسيارة، قصص القرصنة التي يمارسها جميعهم في كل يوم وبرامج الإرهاب والقتل المنظم والمخطط التي تمارسه دولتهم عندنا يوماً بیوم.

خلال ثوانٍ دار ذلك الشريط الطويل بذكريات السريرة في ذاكرتي وأنا أتكئ على أحد الكراسي إلى جواري، هم من حولي يضحكون ويشربون القهوة والشاي ويقهقهون في غاية السعادة والسرور، كثيرة تلك الذكريات المريرة التي انطبعت في ذاكرتي ولن تنمحي أبداً، والتي سرعان ما تقفز لقطات منها أمام مخيلتي أمام أي حدث يفجر ينبوع الذكريات.

واحدة من تلك اللقطات التي تقفز أمام خاطري كل يوم مرات ومرات، تقفز وأراها ماثلة أمامي حين أرى سياراتهم المدججة بالجنود أو مصفحاتهم تبدو خوذات جنودهم وفوهات بنادقهم منها، تقفز أمامي حين أسمع أصوات هدير ماتورات سياراتهم تجوب شوارع الحارة ليل نهار تمزق الصمت إلى رعب بالفجر الوليد، تقفز أمامي حين أرى حتى لون ملابس جيشهم، أراها أمام خاطري حين أراهم على امتداد أرضنا التي سموها "إسرائيل" يتمتعون ويلهون ويضحكون ويعيشون ويعمرون ويبنون، تلك اللقطة كنت قد رأيتها على شاشة التلفاز عقب مجزرة الأقصى، حيث منع الجنود أهلنا من دخول المسجد لأداء الصلاة، دافعهم الناس فدفعهم الجنود، دفع الجنود أحد كبار السن فتدحرج الشيخ على الأرض وهو يهتف: "مسجدنا"!
تلك اللقطة الشيخ يتدحرج على أرض باب المسجد الأقصى وهو ينحب بكلمة "مسجدنا".

مزق النظر يوم رأيته شغاف قلبي، وحزت الكلمة عبر أذناي كالرصاص واستقرت في أعماق قلبي ناراً رماداً دمعاً تجمد، كادت الدموع تنهمر من عيناي حاولت حبسها فوجدتها قد تجمدت قبل أن أحبسها، تجلدت تحولت إلى نار فجرت في مجزرة الأقصى ناراً بركاناً، أفضى أن أبدأ التفكير في الدنيا، منطق ومنهج جديد في عروقي تحول، كان شيئاً وأصبح شيئاً آخر.

لقطات كثيرة تقفز أمام خاطري كل يوم عشرات المرات، حتى حين أسمع مجرد لغتهم، حين أسمع العبرية، حين أسمع أي لفظة واحدة منها تقفز إلى خاطري صور جثث وأشلاء شهداء وجرحى، عيون قارة، تقفز أمام مخيلتي صور الشهداء على أرض الأقصى الطاهر الشريف، تقفز أمام مخيلتي صورة الشيخ يتدحرج على الأرض وتمزق كلمته "مسجدنا" قلبي، تقطعه شعلة نار، صور الجنود يدفعون أمهاتنا ويلطموهن، صورهم يكسرون عظامنا، صورهم يدفنون إخواني أحياء، صور كثيرة لا حصر لها لا حصر.

كانت الحوادث أمامي كثيرة تشكل تصوري للحياة أو تشارك في تشكيلة هذه الحوادث، كانت أحد العاملين الذَين شكّلا فهمي الجديد ونفسيتي الجديدة ومنطق فهمي للحياة. عامل آخر تلازمه على هذا العامل في ذلك التكوين، فهم جديد شربته وارتويت منه، اصطبغت به روحي وكياني، اختلط به دمي، أصبح جزءاً هاماً مني؛ بل أصبح هو كياني، ذلك هو فهمي لبُعد ودلالة جنديتي في (حماس).

مجلة أنصار النبي ﷺ

20 Nov, 15:15


قبل الانتفاضة حتى قبل انتفاضي في حماس، لم أكن أدرك البعد الحقيقي للصراع في المنطقة، لم أكن أفهم المعنى الصحيح للعداء الذي يكنه لنا الأعداء، ولا للحرب التي يديرونها ضدنا بكل ضراوة، ودون أي شعور من شفقة أو رحمة لم أكن أدرك المعاني الحقيقية للأشياء، فكنت أتساءل مثلاً:
لماذا هذا الإجرام في مواجهة الانتفاضة بهذا العنف وبهذا السفك للدم؟! لماذا هذه الاعتقالات؟! لماذا هذه السياسات التي لا تتفق مع أدنى إحساس باحترام كرامة الإنسان؟ لماذا لا يريدون إعطاءنا الحد الأدنى من حقوقنا؟! لماذا يصرون على البقاء في غزة مثلاً ويستميتون في سبيل ذلك؟
أدركت الآن الإجابة الحقيقية، لا على تلك الأسئلة، فهذه الأسئلة وملايين مثيلاتها لم تعد تعنيني من قريب أو من بعيد، وإنما على سؤال واحد هو: ماذا نريد نحن من وراء كل هذا؟
أدركت الإجابة الحقيقية يوم انتسبت إلى حماس ولبست زيها ووضعت قناعها على رأسي ونقشت اسمها على جدران قلبي، لا بالطلاء ولكن بالنور، كنت أظن أننا نريد من ذلك أن نضغط عليهم لينسحبوا من غزة والضفة لنعيش بهدوء وراحة من إرهاب جيشهم ومخابراتهم، كنت أتصور أننا نريد العيش بأمن وسلام وهدوء، وأدركت اليوم أن شيئاً آخر هو الذي نريد، شيئاً آخر فرضه علينا فهمنا لدستور الحماس "القرآن" وقتها أدركت السر في بشاعتهم، في إجرامهم، في مجازرهم، إنها معركة حضارة، معركة عقيدة، معركة مصير.

أدركت أننا نحارب قوماً ليسوا كغيرهم من الناس، قوماً أعماهم شعورهم بالتفوق على الناس، كل الناس أياً كانوا، قوماً نظروا فرأوا أنفسهم نموذجاً آخر من الخلق، رأوا أنهم أبناء الله وأحباؤه ولن يعذبهم الله أبداً، رأوا أنهم شعب الله المختار، رأوا أنهم ليس عليهم في الأميين سبيل، فلا ذنب عليهم إن قتلوا الأميين (غير اليهود)، ولا جريمة يرتكبون إن سرقوا الأميين، ولا اعتبار عندهم بمص دم الخلق، كل الخلق!

أدركت طبيعة هؤلاء القوم الذين قالوا: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ فَقِیرࣱ وَنَحۡنُ أَغۡنِیَاۤءُۘ﴾ [آل عمران: ١٨١] وقالوا: ﴿یَدُ ٱللَّهِ مَغۡلُولَةٌۚ﴾ [المائدة: ٦٤] فليت الأمر توقف بهم للتطاول على خلق الله أو على أنبياء الله، لقد وصل الأمر بهم وهم يشعرون بتلك النظرة العنصرية أن يتطاولوا على رب العالمين وكيف بعد ذاك يمكن أن ينظروا لنا ونحن القلة المغلوبة على أمرها؟!!

فهمت جيداً سر تلك النظرات التي كانوا ينظرونها إليّ وإلى عشرات الآلاف من إخواني العمال، ليست نظرة السيد للعبيد فحسب وليست نظرة الآدمي للدواب فحسب، أدركت سر تلك النظرات، سر تلك المحاولات التي تعرضت لها وتعرض لها الآلاف في كل يوم من محاولات مص دمهم وسرقة عرقهم وتجريدهم من جلودهم في مسلخ العمل على امتداد فلسطين المحتلة، كنت قد سمعت عن الاحتلالات الاستعمارية لدول العالم العربي وقرأت شيئاً عنها في كتب التاريخ المدرسية، ولكني لم أحس أن أمة أخرى في العالم تحس إحساسهم وتعيش بشعورهم، نازيو ألمانيا.. فاشيو إيطاليا.. آكلو لحوم البشر، ليسوا كذلك..

هؤلاء قوم آخرون، شيء آخر تماماً، الشيوعيون ينكرون وجود الله لكنهم لم يصلوا إلى درجة هؤلاء في التطاول على الله باتهامه بالبخل أو بأنه فقير، أي قوم هؤلاء الذين يرون أنهم يتفوقون حتى على الله!

وأي عنصرية هذه التي يعيشون أو تعشش في قلوبهم، لم يعد لكل تلك الأسئلة مبرر، فكلها معروفة الإجابة، بل لا مبرر للتفكير بمنطق تلك الأسئلة أصلاً، أصبح رأسي ينضج من جديد في ظل مفاهيم الحماس التي شربتها وإخواني في هذه الكتيبة المؤمنة على موائد القرآن في مسجد السدرة، الأيبكي، ابن سلطان، ابن مروان، ابن عثمان، الدارقطني، في كل مساجدنا على امتداد فلسطين الأنبياء.

أخذ راسي ينضج وتزيد سرعة نضجه تلك اللقطات التي سرعان ما تقفز أمام ناظري أمام كل حدث، والتي في كل يوم تضاف إليها عدد جديد من اللقطات الجديدة من صور البشاعة الدموية وكراهية الإنسان، منهج آخر جديد تماماً بدأ يتشكل في كياني، عقل آخر بدأت أحس أنه يحتل فراغ رأسي، قلب آخر يحتل قلبي، نعم قلب آخر احتل قلبي، هل أصبحت دموياً أو مجرماً، هل أصبت بمرض السادية؟ هل أصابني سعار من الجنون؟

تساءلت كثيراً وأنا أشعر بذلك العقل الذي احتل عقلي والقلب الذي غزا قلبي، هل أصبحت أحقد على الإنسان؟ هل كرهت الإنسانية؟
لا، تحسست قلبي فوجدته عامراً بحب الخير للإنسان، لكل الناس، وجدته فياضاً بالمشاعر النبيلة الطيبة الأصيلة في حب الخير، عشق الإنسان، عشق الأرض وكل ما على الأرض، حب السعادة للناس كل الناس، تحسست قلبي مراراً وتكراراً خشية أن أكون قد أصبت بمرض نفسي يدفعني للتفكير بعنف وقوة فوجدته دوماً عامراً، القلب الطيب الرطب الندي لكل الناس.. للحياة.. للإنسان.. للأرض، وأدركت أن من حب الحياة، من حب الإنسان، من حب الأرض أن تبغض الموت، أن تمقت التوحش.. أن تمقت أعداء الحياة، أعداء الإنسان، أعداء الأرض.

مجلة أنصار النبي ﷺ

20 Nov, 15:15


مقال: غوص في نفسية الفلسطيني

بقلم: القائد الشهيد يحيى السنوار - تقبّله الله

مجلة أنصار النبي ﷺ

19 Nov, 19:53


من وصيّته ﷺ بالدعاء ذلك اليوم إذ بلغت القلوب الحناجر: "اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا"، وَهُوَ من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ، قَالَ: قُلْنَا يَوْم الخَنْدَق يَا رَسُول الله، هَل من شَيْء نقُول قد بلغت الْقُلُوب الْحَنَاجِر، قَالَ نعم اللَّهُمَّ اسْتُرْ عوارتنا وَأمن روعاتنا، قَالَ فَضرب الرب عز وَجل وُجُوه أَعْدَائِنَا بِالرِّيحِ فَهَزَمَهُمْ الله تَعَالَى.

من مقال: تثبيت النبي ﷺ لأصحابه عند لقاء العدو (1/2)

بقلم: خالد خضر بيضون - كاتب من بيروت

المقال كاملاً: https://ishortie.com/nNV

مجلة أنصار النبي ﷺ

19 Nov, 17:09


أما اتجاه الجنوب فيأخذك إلى آخر مدن جنوب فلسطین (خانیونس)، التي لا بد أن تذكرك بمجازر الحقد عام ١٩٥٦ ومجازر عام ١٩٦٧، إثر المقاومة الشرسة والمستميتة. ورفح حيث الحدود المصرية، لتنتقل بعد قليل إلى سيناء العقوبة والضياع على الذين راوغوا نبيهم وخذلوه، حين أمره ربه أن يدخل الأرض المقدسة التي كتب الله عز وجل وقالوا: ﴿ٱذۡهَبۡ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَـٰتِلَاۤ إِنَّا هَـٰهُنَا قَـٰعِدُونَ﴾ [المائدة: ٢٤].

ولا بد أن تقودك قدماك شمالاً إلى عمق فلسطين الساحل؛ حيث عسقلان الرباط وأسدود التاريخ ويافا الصمود وحيفا الكرمل، ثم عكا الشموخ بأحمد الجزار وسورها الذي لا زال شامخًا يتحدى هدير البحر، فإذا اتجهت من الميدان شمالاً عبر شارع صلاح الدين وأطرقت قليلاً تتذكر التاريخ والأمجاد، ناداك كل جدار يحاذيك.. هتف بك كل حجر، كل حبة رمل، كل شيء كل شيء، أن: توقف! فأنت في شارع صلاح الدين! في كل شبر منه تجمعت بركة ماء نزفت من شهيد، وعلى كل جدار التصقت قطع اللحم من الأشلاء من الشهداء أو من جثث الأعداء، من وراء كل جدار ألقيت قنبلة من فوق كل سطح، انهمر الرصاص على دوريات المحتل يجرعه الموت.. وفي شارع صلاح الدين هنا إلى جوارك بأمتار تفجرت شرارة حرب السكاكين وفتحت مدرسة جديدة في تاريخ جهاد هذا الشعب العجيب.

وقبل أن تصل إلى ملتقى السكة الحديد التي كانت طيلة الوقت تسير إلى جوارك بهدوء ودون إحساس منك حيث المزلقان وإلى جوارك تجد ما اصطلح الأهالي على تسميته "السنافور"، عامود الكهرباء المركزي، شامخ الرأس مشرأب العنق، وإلى جواره تجد ضريح الشيخ بشير؛ حيث تلقي العجائز قطع النقود المعدنية ويشعلن الشموع تباركاً بالولي، قبل أن تصل لابد أن يشنف سمعك نداء ونداء ونداء؛ لتدرك أنه قد حان وقت الصلاة فتسمع نداءات الصلاة منما يزيد على ثلاثين مسجداً من جميع الاتجاهات.. في كل شبر مسجد.

ولن تجد صعوبة في أن تدخل أحد تلك المساجد العديدة شرق الطريق أو غربه، مساجد الشجاعية تناديك من اتجاهات الشرق: الدارقطني، سيدنا علي، السيدة رقية، ابن عفان، القزمري، الهواشي، ابن مروان، الإصلاح، التوفيق، المنطار. وتتنافس عليك مساجد الدرج من اتجاهات الغرب: السدرة، الأيبكي، ابن سلطان، الصحابة، المغربي، علي بن أبي طالب، القسام، المحطة، السيد هاشم، الهجاني، وغيرها.

ولكن كم خطوة تظن أن بإمكانك السير دون توقف للذكريات أو دون توقف اضطراري؟ ليس لأن الازدحام شديد لهذه الدرجة ولكن لأن دورية من جيش العدو استوقفتك للتدقيق في بطاقتك الشخصية، وللتأكد أن اسمك ليس مدرجاً في قائمة المطلوبين في يد ضابط الدورية، وللتأكد أيضاً أنك لا تحمل تحت ثيابك سكيناً أو قناعاً أو زجاجة حارقة أو حتى حجر، وإن نجوت حيث إن اسمك ليس في القائمة وثيابك خالية من المطلوبات المذكورة فقد لا تنجو إن كانت يداك مغبرتين بتراب فلسطين! فتلك جريمة يحاسِب عليها القانون العسكري في غزة، وقد يدعو الأمر لاعتقالك احترازياً فترة أقلها ١٨ يوماً دون تحقيق أو اتهام.

فحاذر إن جئتَ زائراً غزة أن تمس ترابها أو حجارتها أو جدرانها أو... فكل ذلك ممنوع عند قوات الاحتلال، وإلا فقد أخللت بالأمن العام ووجبت عليك العقوبة التي يفرضها قانون الغاب الذي يلبس زي وقبعة جيش الاحتلال في غزة.

هذه هي غزة.. غزة شاطيء الأبيض المتوسط، أقرب النقاط تماساً لمدينة عسقلان التي احتلها العدو عام ٤٨ وسماها "أشكلون"، والتي قال رسولنا الكريم ﷺ فيما رواه الطبراني بسند صحيح: "خير رباطكم عسقلان".

واليوم ليس في عسقلان المدينة مسلم واحد، اللهم إلا بضع مئات من السجناء في سجن عسقلان المركزي!
فلا شك أن الشاطئ الغربي هو ذاته شاطئ عسقلان؛ فالفارق لا يزيد على عشرين كيلو متر تقطعها السيارة في دقائق معدودة؛ فهذه عسقلان خير الرباط وهذه إلى جوارها غزة الرباط قلعة شامخة من قلاع الدين حامية العقيدة، وإن شئت أن تتأكد فأحصِ مساجدها أو معالمها الإسلامية، أو إن شئت فانظر في شوارعها لترى في الوجوه.. في الكلام.. في السلام.. في المعاملة.. في اللحى أو في الحجاب أو في الاحتشام.. وإن شئت أن تسير نحو الحقيقة أكثر فتعامل مع أهلها؛ لتجد الروح الدفاقة بالعطاء والتضحية والنفس الصدامية التي ترفض الخنوع والذلة.

غزة هذه شيء آخر في شوارعها اليوم خاصة، كما هي شيء آخر في نفوس أهلها أيضاً، لا شك أنك لو كنت قادماً لزيارة غزة من كوكب آخر غير أرضنا هذه ولم تسمع شيء عن ملحمة وأسطورة غزة من قبل لا شك أنه سينتابك شعور بالرهبة أو الخوف أو العجب؛ فما بال هذه الجدران والأبواب كلها على الإطلاق ملطخة بألوان مختلفة من الطلاء؟! وما بال الوجوه فيها التحفز على أشده والعيون أشبه ما تكون بعيون النسور أو الصقور تبحث عن صيد ولا تجده؟

مجلة أنصار النبي ﷺ

19 Nov, 17:09


تلك هي غزة قالوا عنها في مطلع ۱۹۸۷: إنها ثقب أسود في رأس إسرائيل. وقالوا عنها: الجرح النازف الذي كلما ظنوه جف عاد فتدفق الدم أكثر من قبل. وقالوا عنها: برميل بارود. وقالوا عنها: قنبلة موقوتة. وكتب أحد أشبالها على جدار المسجد بعلبة الطلاء: "أيها اليهود تعالوا إلى الموت في غزة". وفي اليوم التالي كان كبار محللي الصحافة عند العدو يكتبون النداء في عناوين تحليلاتهم فماذا حدث حتى كان ما كان؟!! فجأة ارتفع صراخ قادة العدو ومسئوليه واكتشفوا أن تقارير مخابراتهم غير دقيقة، وليس مجرد ذلك بل وغير صحيحة، فقد كانت التقارير تؤكد أن غزة قد انتهت ذابت، كانت ولم تعد باقية وبها الحشيش والأفيون دمرها الكوكائين والهروين، ونخر عظمها الفساد الأخلاقي وعششت فيها شبكات العملاء.

هكذا تصوروها فكتبوا تقاريرهم فتنفس الجميع الصعداء؛ فغزة هذه أطارت النوم من رؤوسهم طويلاً وحُرموا دخولها مراراً، التقطوا أنفاسهم وقبل أن يكملوا التقاطها اكتشفوا أنهم واهمون، فاشتعلت غزة ناراً من كل حدب وصوب؛ فقد نادت المآذن جميعها بصوت واحد لا تردد فيه ولا تلجلج:
بسم الله الله أكبر بسم الله قد حانت خیبر"..
وردد الأهالي النداء من أعماق قلوبهم، فلطالما انتظروا نداء المآذن، ومرة أخرى هتفت مآذن المساجد:
"خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود"..
فرددت أرواح الأهالي طوعاً وكرهاً، فلطالما انتظرت الأرواح والضمائر عودة جيش محمد، اشتعلت غزة ناراً وطارت حماساً في كل زقاق، في كل حارة، في كل بيت، واحتدت النار، وولد الحماس الحماس وسال الدم وطلب الدم الدم، فسال الدم أنهاراً، وبدأت الملحمة الأسطورة المعجزة، واستيقظ الأطفال على نداء المسجد في الحارة: الدم الدم!
وسأل كل واحد منهم أمه: ماذا حدث؟ وأجابت الأمهات جميعاً: جيش محمد سوف يعود! وسأل الأطفال: ماذا يعني؟ وصرخت الأمهات وقد ارتفعت حدة الصوت:
احمل حجراً أو سكيناً لا تتأخر..
صرخ الطفل نظر وزمجر.. خيبر خيبر خيبر خيبر..
جيش محمد لن يتأخر.. ها قد أبشرها قد أبشر.. وبمئذنتي أشمخ أكثر أصدع أكثر..
خيبر خيبر خيبر خيبر.. جيش محمد لن يتأخر..
سجن يُفتح لن تتأخر.. بيت يُهدم شبل يزأر..
عظم يُكسر شعب يثأر.. جرح يُدمَى مرحى مرحى لن نتأخر.. لن نتقهقر لن نتراجع لن نتأخر..
والشيخ المعجزة ينادي والشعب المعطاء تفجر.. خيبر خيبر لن نتأخر..
والطفل تنامى في عز والحجر تعالى ويتلوه الخنجر.. خيبر خیبر خيبر خيبر.. جيش محمد لن يتأخر..
والطفل تنامى في عز هذا أشرف ذا يتبختر.. خنجر خنجر خيبر خيبر.. جيش محمد لن يتأخر.. لن نتأخر لن نتأخر..
تلك هي غزة شعلة من الحماس.. فوهة البركان العملاق العالي.

مجلة أنصار النبي ﷺ

19 Nov, 17:09


مقال: هل عرفت #غزة؟

بقلم: القائد الشهيد #يحيى_السنوار - تقبله الله

المدخل.. غزة العراقة والتاريخ والفوهة..
ويماط اللثام؛ فإذا فارسنا هذه المرة شبل من غزة..
فهل سبق لك أن زرت غزة؟ أو هل سبق لك أن عرفت شيئاً عن غزة؟! ولو من قصص عجائزها؟!

وهل أدركت يوماً حقيقة أن مدينة غزة تمثل بوابة آسيا، القارة العظمى على وجه الأرض، فهي الحبل السري الذي يربط شطري العالم الإسلامي الأسيوي والأفريقي، وأي مسافر يسلك الطريق البري أو البحري متنقلاً عبر القارتين لابد وأن يمر بغزة أو أن يمر بمحاذاتها كحد أدنى، وهي موئله إن أعوزته الظروف فاضطر إلى موئل، ولا يغيب عن بالي أن كل الجيوش التي عبرت إحدى القارتين للأخرى على مدار التاريخ لابد وأن تمر في عبورها بمدينة غزة، عروس آسيا.

فهي بوابة البوابة فلسطين! وزيادة على كونها بوابة آسيا فهي بجدارة سرة العالم الإسلامي، وقد احتلت هذا الموقع من كونها بوابة آسيا؛ فامتداد الإسلام العظيم في أفريقيا عبرها من غزة الساحل العروس الغناء، وهي سرة السرة فلسطين، ولعل حساسية موقعها بالنسبة للعالم الإسلامي هو الذي دفع الأعداء لدق ذاك الإسفين والخنجر المسموم في موضع السرة عن قصد وتعمُّد؛ ليتسنى فصل شطري العالم الإسلامي بسهولة بفعل تلك الطعنة الماكرة التي طاب لهم أن يسموها إسرائيل.

عبر هذه البوابة ومن خلال هذه السرة يمتد خط السكة الحديدية الأعظم الذي يربط بين عاصمة الخلافة الإسلامية في حينه (الأستانة) وبين أقصى الغرب في العالم الإسلامي (مراكش)، وهو أحد الخطين الحديديين الذين شكلا عصب الاتصالات في دولة الخلافة الإسلامية؛ حيث يمتد الثاني من الأستانة وحتى مكة المكرمة ليتحقق من خلال امتدادها معنى الأمة الواحدة عبر غزة البوابة والسرة. ويمتد خط السكة الحديد ليتجه نحو الشمال إلى الأستانة ويستدير نحو الغرب بعد قليل مروراً بكل الساحل الشمالي لأفريقيا حتى مراكش.

وهل سبق لك أن زرت غزة ضيفاً وقدر لك أن تتمشى على أطرافها ليلاً؟ ليشم أنفك شذى الليمون أو يغمرك ريح الياسمين أو تداعب وجهك نسمات الهواء العليل القادمة من الأبيض المتوسط غرباً، معقمة بملوحة ماء البحر الزاخر والحافل بذكريات الأمجاد؟
فغزة هذه قالوا في نسبتها أنها لهاشم بن عبد مناف، من سلالة أبي العرب إسماعيل عليه السلام، ولأبي الأنبياء إبراهيم عليه صلوات الله وسلامه، وجدّ رسولنا الكريم الهاشمي المنتسب إلى هاشم بن عبد مناف مفخرة النسب العربي. وقيل إن اسمها كان أصلاً "عزة" بمعنى القوة والمنعة، ودرجت على الألسن "غزة" إذ كان متعذراً على الغساسنة التي سكنوها لفظ العين.

وقد ذُكر أنها منذ ثلاثة آلاف وخمسمائة سنة قبل ميلاد المسيح عليه السلام، وأنه كان يحيط بها سور يحدها من دير سنيد إلى دير البلح ومن وادي الشريعة إلى البحر المتوسط، وغزتنا القديمة هذه أصلاً كانت حيين:
الأول: هو في الشجاعية.
والثاني: هو محلة الدرج.
والمحلتان معاً هما غزة التاريخ والأمجاد.

وإذا جُلت بنظرك خاصة من فوق قمة المنطار الشهيرة شرقي الشجاعية.. لا تخفى عليك مئذنة مشرئبة شامخة رغم الأسلاك الشائكة والدم والدمع والرماد بين مئات المساجد المشرئبة الشامخة عبر أحياء غزة العراقة، تلك مئذنة المسجد العمري في محلة الدرج في قلب غزة، المسجد الشاهد على العراقة والأصالة والتاريخ المجيد وقد قيل في نسبته إنها لعمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ حيث تدور حوله أحادیث هامة أنه كان معبداً للمجوس ثم كنيسة للنصارى وقد حوله الفاروق رضي الله عنه مسجداً يُذكر فيه رب العالمين، وأياً كانت تلك الروايات وأياً كانت صحتها ولسنا كتبة تاريخ ولكن ننقل أحاسيس ومشاعر.

فهذه مئذنة المسجد العمري شامخة، شاهد عراقة وإشارة أصالة، تناديك أن هذه غزة إذا أردت أن تبدأ جولتك فيها فمهم لك أن تبدأها من المسجد العمري؛ فهو المعلم الأبرز.

فإذا ساقتك الأقدار وزرت غزة وزرت مسجدها العمري فلن تمتلك السيطرة على قدميك لتسوقاك شرقاً عبر شارع عمر المختار، ولتصل إلى ميدان المدينة الذي يفصل بين الشجاعية والدرج.. هنا تنحدر بك الطريق انحداراً شديداً لتجد نفسك أمام منتزه الميدان؛ حيث الأرض المائلة المكسوة بالسندس تشرئب وسطه شجرات النخيل، شاهد إباء ودليل شهامة، وتستطيع قطعاً أن تقرأ في سطور السعف المعلق هناك عالياً في السماء وعند قمة النخلة، أن شجر المنطقة يرفض الضيم ويأبى الذل؛ فقد تلقن الدروس في ذلك من أهله الذين يراهم ويحييهم صباح مساء.

من هذا الميدان تستطيع أن تتحرك في اتجاهات أربع:
نحو الشرق عبر الشجاعية إلى بئر السبع وصحراء النقب؛ حيث سكن سيدنا يعقوب وبنوه، وحيث الكيد على الحب والصفاء على يوسف الصديق الصبي الحبيب إلى والده، الكيد الذي حاق بأهله ودارت دائرته عليهم.

ونحو الغرب عبر غزة الجديدة وبمحاذاة الدرج تتجه عبر شارع الوحدة أو عبر شارع عمر المختار إلى شاطئ الأبيض المتوسط، الصابر المحتسب الناظر على حرقة وشوق للمجد الضائع يعود من جديد.

مجلة أنصار النبي ﷺ

19 Nov, 17:09


مقال: هل عرفت #غزة؟

بقلم: القائد الشهيد #يحيى_السنوار - تقبله الله

مجلة أنصار النبي ﷺ

18 Nov, 20:02


أنادي كل مصري حر أبي مهيب الجناح.. نداء القريب لا البعيد، فأقول: اخلع عنك ثياب المظلوم!، فهذه هي البداية.. أن تعيش بثوب الغالب لا المغلوب.. أن تنطلق كصخر جلمود لا أن تنحني بظهر مجلود.. أن تبسط كفك عاليا، فالعليا خير من السفلى. أن تسري الروح في الجسد حاملة الفأل الصالح لا أن تتعزى بعين الفاجر والمستبد والطالح.. هذا قليل من كثير تجلى بعد 25 يناير، فلماذا نعود إلى الوراء؟!.. "أتموا الثورة لله".

من مقال: أتموا الثورة لله

بقلم: الدكتور أحمد عارف - فك الله أسره

استمع الآن إلى المقال كاملاً 🎧

مجلة أنصار النبي ﷺ

18 Nov, 18:07


مرة أخرى يشرفني أن أسطر ملحمتي هذه (فرسان الحماس) لأسجل فيها وبحروف من أحمد ياسين أسطورة العصر قصص الفرسان المغاوير، فرسان الحماس: عامر أبو سرحان، أشرف البعلوجي، محمد أبو جلالة، وياسر داود، وغيرهم ممن ساروا على درب الفروسية هذا الطاهر الشريف. ولي أمل ورجاء أن يسامحني هؤلاء الفرسان إن كنت على غير قصد مني قد بخست أحدهم حقه فلم أنزله قدره، أو لم أستطع أن أعبر عن مشاعره التي أحس يوم تقدم فارساً مغواراً، أو تجاوزت حدي بالكتابة عنه رغماً عنه وقد أحب أن يموت جندياً مجهولاً وفارساً ملثماً لا يعرفه أحد فكتب وصيته بذلك، وأبى الله عز وجل إلا أن يميط اللثام عن وجهه وعلى رؤوس الأشهاد ولتُبهر الأنظار وتخشع القلوب بصانعي المجد، فتنظر نظرة التقدير والافتخار لفرسان الحماس، وليهتف كل هذا التوحيد على امتداد الوطن الإسلامي الكبير وقلوبهم تخفق فرحة ودموعهم منهمرة شوقاً، يهتفون وبصوت واحد :

فتيان أحمد أوقدوا نار الفدى *** بحجارة وبخنجر وزجاج نار
شامير أطرق صاغراً في ذلة *** وتعاظمت بحماسنا نور ونار
لو كان ينظر جيشه في رعبه *** للم متاعه وارتحل آن انفجار
لن يبقى أخضر يابس يا ابن البلاد*** ستعود خيبر بل قريظة والفخار

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين.

مجلة أنصار النبي ﷺ

18 Nov, 18:04


مقدمة الفرسان

الحمد لله رب العالمين الذي أنعم علينا بأن جعلنا مسلمين فشرفنا بالانتساب إليه سبحانه وتعالى، والصلاة والسلام على سيد خلق الله رفع اللواء لتحرير الإنسان ولسيادة الحق على الأرض، وسلمنا الراية من بعده لنلبي نداء الله الذي لبى من قبل ﴿ٱنفِرُوا۟ خِفَافࣰا وَثِقَالࣰا وَجَـٰهِدُوا۟ بِأَمۡوَ ٰ⁠لِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِۚ ذَ ٰ⁠لِكُمۡ خَیۡرࣱ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ﴾ [التوبة: ٤١]. وبعد:
فليس من بدع القول أن أدعي أن من دواعي الفخر والشرف أن أكتب هذه السلسلة، مسجلاً بها صفحة رائعة من صفحات ملحمة البطولة، في معركة الحق المتصلة عبر التاريخ من لدن آدم عليه السلام وحتى يرث الله الأرض ومَن عليها.

نعم، إن ذلك من دواعي فخري أن أتمكن من الكتابة في دفتر الجانب الذي أسجل فيه تاريخاً وأصنع فيه توثيقاً لهذه المرحلة الحرجة الصعبة من تاريخ هذه الأمة وهذا الشعب وهذه المقدسات، فالحمد لله أن منّ عليّ بهذا الشرف العظيم حيث يسرني أن أعيش عن قرب أحداث هذه الملحمة العظمى..

شرف عظيم هذا الذي حزت، بأن تعرفت على هؤلاء الفرسان المغاوير الذين صاغتهم عقيدة الأنبياء التي ارتضى الله عز وجل لخلقه، تعرفت عليهم عن قرب وعشت معهم لحظة بلحظة وعشت معهم الآلام والآمال، عشت معهم الابتسام للغد المشرق بشمس الحرية وراية الحق خفاقة عالية، نعم شرف وأي شرف أن يعيش المرء مع هؤلاء الفرسان الذين هاجموا الموت وطاردوه ولاحقوه في أحضانه، ولم ينتظروه ليطاردهم ويلاحقهم في مضاجعهم، وشرف وأي شرف أن أعيش قصص الفروسية هذه من أفواه الفرسان أنفسهم لأكون الأمين على نقلها لأحبتي على امتداد الوطن النازف فلسطين أولاً، وعلى امتداد الوطن الإسلامي الكبير؛ ليعيش الأحبّة صوراً ونماذج من فدائيي الإسلام وأسود رسول الله ﷺ.. فئة صارعت الموت وأراد الله عز وجل أن يخرجوا منتصرين شهداء أحياء يعيشون بين الناس يأكلون ويشربون ينامون ويقومون، ولكنهم بحق وحقيقة شهداء، نعم فقد سألوها بصدق بل وتقدموا لها بصدق وألقوا بأنفسهم في أحضانها التي تجدونها فيها لا محالة، يأبى الله عز وجل إلا أن يعطي من خلالهم الدرس الخالد الذي أدركه الصحب الكرام الأوائل: "احرص على الموت توهب لك الحياة".

فسجّلهم ربهم إن شاء الله تعالى شهداء وأبقاهم على قيد الحياة؛ ليغيظوا عدو الله وعدوهم كلما ذكرهم ذاكر أو تغنى بهم حاد أو ترنم بأسمائهم للدرب سالك، أليس من دواعي الشرف أن يتعرف المرء على مثل هذه الكوكبة من الفرسان وأن يعيش معهم؟ أن يقبّل أياديهم ورؤوسهم تلك التي أنتجت وأنتجت وتقدمت إلى هذا الحد الذي لا يستطيعه صغار النفوس ولا ضعاف الهمم والعزائم؟ وقد قيل:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارمُ
وتعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائمُ
تقدموا لهذه الدرجة ولا زال أحدهم يرى نفسه مقصراً في حق دينه ووطنه وأمته..

أما أنا فعلى يقين قاطع لا يراوده شك أن هذا شرف لي وفخر، والحمد لله لم ينازعني فيه أحد، فمن مثلى حاز الشرف الذي حزت بصحبة مثل هذه الطائفة والكتابة عنها والتسجيل لها؟ وإن كنت في غمرة هذه المفخرة الغامرة والفرحة العارمة تطير بي المشاعر وتحلق بي النشوة فإن ذلك لا يمكن أن ينسيني بحال من الأحوال وتحت أي ظرف حتى هذا الظرف.. لا ينسيني أن أذكر لأهل الفضل فضلهم وليس ذلك من بدع القول؛ فمن الحق الذي لا غلو فيه أنه إذا ما ذُكر الفارس أن يُذكر أستاذه، وإذا ما ذُكر البطل أن يُذكر صانع البطولة فيه.

أستاذ الفرسان

من الحق الذي لا مراء فيه أن نقف وقفة إجلال لأستاذ الفرسان ومربيهم ورائدهم ورمزهم، ومفجر الفروسية في صدورهم والبطولة في أفعالهم والحماس في أرواحهم والتطلع إلى المجد في أعماقهم.. الذي دفعهم فعله الأسطورة لأن يطاردوا الموت، يراودونه عن نفسه، ذاك الشيخ المجاهد أحمد ياسين.

نعم فهو بحق ودون منازع رمز صورة الحياة التي دبّت في نفوس هذا الشباب، فتدفق العطاء يطارد الموت، يراوده يصنع البطولات، يسطر المجد بحروف من نور أو من نار، أو قل بحروف من ألم أو من أمل، أو بحروف من أحمد ياسين؛ فهو الروح التي أفاضها الله علينا فجاءت حماساً يشعل النفوس؛ لينقلها من ضحية المشروع الذي يراد به صناعة مجموعات المرتزقة التي يريد بها اليهود أن يسيطروا على المنطقة ويسودوا العالم، إلى طلائع لحرب التحرير الشامل ومقدمة لفرسان الحماس.. لمغاوير المجد.. لطلائع المجاهدين.. صناع الحياة عشاق الموت.

مجلة أنصار النبي ﷺ

18 Nov, 18:03


مقال: أستاذ الفرسان

بقلم: القائد الشهيد يحيى السنوار - تقبّله الله

بسم الله الرحمن الرحيم ﴿مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ رِجَالࣱ صَدَقُوا۟ مَا عَـٰهَدُوا۟ ٱللَّهَ عَلَیۡهِۖ فَمِنۡهُم مَّن قَضَىٰ نَحۡبَهُۥ وَمِنۡهُم مَّن یَنتَظِرُۖ وَمَا بَدَّلُوا۟ تَبۡدِیلࣰا﴾ [الأحزاب: ٢٣]. وقال رسول الله ﷺ: "أهل الشام في رباط إلى يوم القيامة ". "وخير رباطكم عسقلان" وقال على لسان ربه مخاطباً الشام: "یا شام أنت خيرتي من بلادي أسوق إليك صفوتي من عبادي".

مجلة أنصار النبي ﷺ

18 Nov, 15:54


إن الأمة اليوم مطالبةٌ أن تتوب إلى الله توبةً نصوحًا من ضعفها، وعجزها، وقلة سلاحها، وعليها أن تربي أبناءها على الشجاعة والعزيمة وامتلاك القوة، وأن تتذكر أن من أهم فروض الكفاية المعاصرة امتلاك كافة وسائل القوة العسكرية، والاقتصادية، والتكنولوجية، وأن تعلم أنه لن يحميها من عدوان الأعداء إلا سلاحها.

من مقال: التوبة من خطيئة الضعف!

بقلم: نور رياض عيد - كاتب من قطاع غزة

المقال كاملاً: https://ishortie.com/MQX

مجلة أنصار النبي ﷺ

17 Nov, 11:47


مقال: الصحابة معجزة بحق (2/2)

بقلم: د. إسماعيل محمد رفعت - عضو مجلس أمناء الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ

نعود إلى أصحاب الرُّسُل -عَلَيْهِم ‌السَّلَام- لنعلم ما امتاز به الصحابة -رَضِيَ ‌اللَّه ‌عَنْهُمْ- فما من نبي إلا وأدى رسالة ربه على الوجه الأتم، وتحمل في سبيلها الأذى وضحى بكل ما يحرص عليه إنسان في سبيل البلاغ المبين ﴿وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ فَمِنۡهُم مَّنۡ هَدَى ٱللَّهُ وَمِنۡهُم مَّنۡ حَقَّتۡ عَلَيۡهِ ٱلضَّلَٰلَةُۚ فَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُكَذِّبِينَ﴾ [النحل: 36]. ومشاكل البشرية لم تتأتَ من تقصير الأنبياء -عَلَيْهِم ‌السَّلَام- في البلاغ، إنما في تحريف الرسالات من جهة أدعياء الديانة وعدم حمل أمانتها بوجه مرضي لا من حيث النظرية ولا من جهة التطبيق!

أما الصحابة -رَضِيَ ‌اللَّه ‌عَنْهُمْ- فهؤلاء الذين أمناء الوحي بلاغاً وتطبيقاً، ولما لم يسعهم ذلك في مكة، هاجروا منها عدة هجرات آخرها هجرتهم -رَضِيَ ‌اللَّه ‌عَنْهُمْ- إلى المدينة المنورة، التي كانت "يثرب" فتحول اسمها إلى "المدينة"، في إشارة إلى صلاحيتها لتكون أنموذجَ "المدينة الفاضلة" بحسب التسمية الفلسفية لمجتمع متعايش وسعيد لم يرتسم نظرياً ولم يتحقق عملياً إلا في "المدينة المنورة"، بهجرة المهاجرين وإيواء الأنصار -رَضِيَ ‌اللَّه ‌عَنْهُمْ- خلف الرسول الكريم ﷺ، وانصهار المكونات الاجتماعية للمدينة تحت قانون وضعه صاحب الرسالة ﷺ وتوافق عليه سكان "المدينة" رغم وجود تنوع ديني وعِرقي، فلم يكن مجتمع مدينة الرسول ﷺ أحادياً في دين ولا عِرق ولا جنس، بل شمل إلى جانب المسلمين اليهود، وجاءت إليها الوفود من نصارى نجران وركوسية1 من بلاد الجبلين2 وغيرهم حتى الوثنية، ولم يَخْلُ المجتمع المسلم من ثلة منافقة تُظهر الإسلام وتبطن له العداء.
ومن الجهة العِرقية لم يكن مجتمع "المدينة" عرق لعنصر واحد بل كانوا قبائل شتى، حتى اليهود كانوا متعددين (بنو النضير وبنو قينقاع وبنو قريظة) كما وُجِد تمثيل قاري لجنسيات ولغات العالم القديم..

فكان مجتمع "المدينة المنورة" يضم في تكوينه:

أبا عبدالله سلمان الفارسي (تُوفِي سنة 33هـ) الذي قدم من "رام هرمز" من بلاد فارس.
وأبا يحيى صهيب بن سنان الرومي (تُوفِى سنة 38هـ) الذي تعرض للسبي من الروم الذين أغاروا على قومه في الجزيرة الفراتية وهو صغير، فتعلم لغتهم وتشبع بثقافتهم، وهو من أوائل من أظهروا إسلامهم في مكة، فاستضعفته قريش وعذّبته.
وبلال الحبشي (تُوفِي سنة 20هـ) من السابقين الأولين إلى الإسلام، وكان عبداً حبشياً لبني جُمح، فبالغوا في تعذيبه.

وكتب الله -تعالى- وجود هؤلاء وغيرهم ليكونوا رموزاً لتنوع مجتمع "المدينة المنورة"، من قوميات البشرية وأجناسها التي ارتضت الإسلام وتحملت التضحيات من أجل إسعاد الثقلين، وكان في معلوم النبي ﷺ تنوع أتباع دعوته فرُوي من حديث أنس -رَضِيَ ‌اللَّهُ ‌عَنْهُ- قال: قال رسول الله ﷺ: "السُّبّاقُ ‌أربعةٌ: أنا سابِقُ العربِ، وصهيبٌ سابِقُ الرومِ، وسلمانُ سابِقُ فارسَ، وبلالٌ سابِقُ الحَبَش"3.
الصحابة -رَضِيَ ‌اللَّه ‌عَنْهُمْ- لم يطلبوا من وراء الهجرة المباركة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة الحياة الهادئة المستقرة وحرية العبادة، هروباً من التعذيب؛ بل كان هدفهم إخراج الدين من زوايا الرهبنة الفردية، إلى واقع الناس وترسيخه كمنهج، والفوز به كصراط مستقيم ونمط حياة لإسعاد البشرية والراحة الكونية! فانتشر الإسلام على أيديهم في ربوع الدنيا في أقل من نصف قرن من أعمارهم الشريفة -رَضِيَ ‌اللَّه ‌عَنْهُمْ.

ولذلك هاجر ﷺ وهاجروا -رَضِيَ ‌اللَّه ‌عَنْهُمْ- إلى حيث يستطيعون إقامة دولة مؤمنة تتناهى عن الشر، وتتعاون على الخير.

وكذلك حاول موسي -‌عَلَيْهِ ‌السَّلَامُ- أن يفعل ذلك بهجرته من مصر، حاول أن يبث في قومه البأس بعد اليأس، كما يقول الشيخ أبو زهرة -‌رَحِمَهُ ‌اللَّهُ-:
"خرج موسى -‌عَلَيْهِ ‌السَّلَامُ- من أرض فرعون، لينشئ من قومه قوة ترفع الحق، حاول أن يربي فيهم روح العزة والكرامة، وهما لا يسكنان في قلب إلا إذا سكن معهما حب الإنصاف، وحب الرحمة والمؤاخاة، والرفق، فالعزيز الكريم هو الذي ينصف ويرحم، ويرفق، واللئيم هو الذي يظلم، ويشق على الناس، ولا ينزل بهم رحمة، بل عداوة وبغضاء، حاول موسى -‌عَلَيْهِ ‌السَّلَامُ- أن يبث فيهم البأس بعد البؤس والخنوع، فقالوا له، وهو يريد بهم العزة والدفاع عن أنفسهم ﴿قَالُواْ يَٰمُوسَىٰٓ إِنَّا لَن نَّدۡخُلَهَآ أَبَدٗا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَٱذۡهَبۡ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَٰتِلَآ إِنَّا هَٰهُنَا قَٰعِدُونَ﴾ [المائدة: 24]"4.

مجلة أنصار النبي ﷺ

17 Nov, 11:47


ومن قبل ذلك عبدوا عجلاً ﴿وَٱتَّخَذَ قَوۡمُ مُوسَىٰ مِنۢ بَعۡدِهِۦ مِنۡ حُلِيِّهِمۡ عِجۡلٗا جَسَدٗا لَّهُۥ خُوَارٌۚ...﴾ [الأعراف: 148]. وكانوا غلاظاً جفاة حتى قال الله -تعالى- فيهم: ﴿ثُمَّ قَسَتۡ قُلُوبُكُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَٱلۡحِجَارَةِ أَوۡ أَشَدُّ قَسۡوَةٗۚ...﴾ [البقرة: 74]؛ قال البغوي (توفي 510ه) -‌رَحِمَهُ ‌اللَّهُ-: لم ‌يُشَبِّهْهَا ‌بالحديد مع أنه أصلب من الحجارة، لأن الحديد قابل للين فإنه يلين بالنار، وقد لان لداود -‌عَلَيْهِ ‌السَّلَامُ- والحجارة لا تلين قط5.

أما نبي الله عيسى -‌عَلَيْهِ ‌السَّلَامُ- كان له حواري-تلاميذ وأتباع- لكن لم يبلغ حواريوه من المُكنة أن يعيشوا حياة مستقرة، فضلاً عن صناعة دولة، بل لم ورد في نصوصهم ما يفيد الأمر بتركهم الاشتباك مع منكرات الدولة وعدم تقويمها؛ كما في إنجيل متى: "أَعْطُوا لِقَيصَرَ مَا لِقَيصَرَ، وَلِلَّهِ مَا لِلَّهِ".

وهذا النص يُظهر طبيعة العلاقة بين النصارى مع أي دولة يعيشون فيها كرعايا لها، واختصار دور النصرانية كديانة طقوس تعبدية بعيدة عن التشريعات التي تمس نظام الدولة، هذا النص أشبه بقاعدة تفصل الدين عن الدولة! بل لك أن تذهب إلى أبعد من هذا بالقول أنه نص يرسخ قيم الطبقية في المجتمع البشري، وإقرار وجود طبقات يعلو البشرية فيها أباطرة لهم امتيازات تعزلهم عن باقي طبقات المجتمع وتجعل منهم مخدومين وكل الناس دونهم، وليس لأحد الحق في محاسبتهم أو الرقابة على تصرفاتهم! وبهذا النص أيضاً فإن النصرانية ديانة تقوم على عدم منازعة السلطة ولو لتقومها أو تصلح مسارها، وتترك سياسة البشرية بعيدة عن الوحي وهدايات الله -جَلَّ ‌جَلَالُهُ-.

فلم تقم لرسالة المسيح -‌عَلَيْهِ ‌السَّلَامُ- دولة، وإن دعا إلى الفضيلة والروحانية في وسط غلظة مادية آل إليها حال بنو إسرائيل، الذين كانوا متنابذين مع الإنسانية وفي ذات الوقت خانعين للدولة الرومانية، فهم غلاظ الأكباد يثيرون العداوة والبغضاء مع من لا قوة لهم، ويخضعون للقوي، ويعيشون بالسعاية والإفساد ويرضون بالهون، كما وصفهم الله تعالى ﴿... وَضُرِبَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلذِّلَّةُ وَٱلۡمَسۡكَنَةُ وَبَآءُو بِغَضَبٖ مِّنَ ٱللَّهِۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ يَكۡفُرُونَ بِ‍َٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَيَقۡتُلُونَ ٱلنَّبِيِّ‍ۧنَ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّۗ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعۡتَدُونَ﴾ [البقرة: 61]. وكما في قوله -‌جَلَّ ‌وَعَلَا-: ﴿ضُرِبَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلذِّلَّةُ أَيۡنَ مَا ثُقِفُوٓاْ إِلَّا بِحَبۡلٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَحَبۡلٖ مِّنَ ٱلنَّاسِ وَبَآءُو بِغَضَبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَضُرِبَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلۡمَسۡكَنَةُۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ يَكۡفُرُونَ بِ‍َٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَيَقۡتُلُونَ ٱلۡأَنۢبِيَآءَ بِغَيۡرِ حَقّٖۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعۡتَدُونَ﴾ [آل عمران: 112]

الجماعة المؤمنة وإقامة الدولة الفاضلة

جاء محمد ﷺ على فترة من الرسل لإقامة الدولة الفاضلة لأنه خاتم النبيين، ولأنه آخر صرح في بناء النبوة الإلهية، فكان لا بد من أن تودع رحمته في جماعة مؤمنة، وأن يكون أصحابه هم أمناء تبليغ الرسالة من بعده، ضحوا في سبيلها وفي الدعوة إليها ومدّ مبادئها، وتنتقل الرسالة في الأجيال مع هذه الأمة شاكرة نعمت الله عليها ومنته.. ﴿لَقَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ بَعَثَ فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ﴾ [آل عمران: 164]

إن الشبهات التي أُثيرت حول هؤلاء الأفذاذ ما رُمُوا بها إلا لأن شجرتهم مثمرة، والعادة المطردة أن الشجر القاحِل الماحِل المُجدَب لا يقذفه الناس بالحجر!

ولو كنا نعي وبالجميل نفي؛ لكان هؤلاء العمالقة محلاً لفخرنا واعتزازنا، فإن الصحابة -رَضِيَ ‌اللَّه ‌عَنْهُمْ- هم الذين حافظوا على الإسلام، ديناً ودولة، لا فصل بينهما، بل كانت الدولة راعية الدين، فسلِمت بهم البشرية، وبجهد الصحابة نهضت، وبقي "الإسلام كما يعلم العقلاء ‌ليس ‌دين ‌كهانة ‌وانزواء ‌وعزلة، وإنما هو دين ودولة، قول وعمل، سيف وكتاب".

والله -تَبَارَكَ ‌وَتَعَالَى- لم يجعل رسالته ورسوله فيهم إلا لعلو مكانتهم وشريف منزلتهم -رَضِيَ ‌اللَّه ‌عَنْهُمْ- حيث قال: ﴿... ٱللَّهُ أَعۡلَمُ حَيۡثُ يَجۡعَلُ رِسَالَتَهُۥۗ...﴾ [الأنعام: 124]، ويكاد عبد الله بن مسعود -رَضِيَ ‌اللَّهُ ‌عَنْهُ- يكون صرّح بذلك فقال: "إِنَّ اللهَ عز وجل نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَاخْتَارَ مُحَمَّدًا، فَبَعَثَهُ بِرِسَالَاتِهِ، وَانْتَخَبَهُ بِعِلْمِهِ، ثُمَّ ‌نَظَرَ ‌فِي ‌قُلُوبِ ‌النَّاسِ ‌بَعْدَهُ، فَاخْتَارَ لَهُ أَصْحَابَهُ، فَجَعَلَهُمْ أَنْصَارَ دِينِهِ، وَوُزَرَاءَ نَبِيِّهِ ‌ﷺ".

مجلة أنصار النبي ﷺ

17 Nov, 11:47


مقال: الصحابة معجزة بحق (2/2)

بقلم: د. إسماعيل محمد رفعت - من علماء الأزهر الشريف

مجلة أنصار النبي ﷺ

16 Nov, 19:11


إن الأمر ليس مستحيلاً لأنه وعد رسول الله، ولأنه حدث من قبل، وهذه قوة الشعوب المسلمة فدين واحد ودستور واحد يعني أرضاً مشتركة أكبر، ولكن طبائع البشر لها تأثير، والأمر كما أنه ليس مستحيلاً إلا أنه ليس هيناً؛ فقد قال سبحانه: ﴿وَأَلَّفَ بَیۡنَ قُلُوبِهِمۡۚ لَوۡ أَنفَقۡتَ مَا فِی ٱلۡأَرۡضِ جَمِیعࣰا مَّاۤ أَلَّفۡتَ بَیۡنَ قُلُوبِهِمۡ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَیۡنَهُمۡۚ إِنَّهُۥ عَزِیزٌ حَكِیمࣱ﴾ [الأنفال: ٦٣]؛ فالأمر يسير إذا جُعل لله عز وجل وصدقت النية أننا نريد الوحدة مرضاة لله، ونبذل لها لا كمن أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني، ورفع رايات هو ليس أهلاً لها، ثم إن الآية الكريمة تقول "ما ألفت بين قلوبهم" أي أن هذه ليست في يد القائد، وبالتالي فتأجيل الأمر لانتظار القائد كأنه تأجيل لوحدة المسلمين، نعم الخليفة هو عنوان الوحدة ولكنه ثمرتها ونتاجها وليس العكس.

فمن هنا يجب على كل مسلم راغب في وحدة أمته أن يغرس معاني الوحدة بتصرفاته ومعاملاته، فلا يجب على مسلم أن يشعر بغربة في بلد مسلم، ويجب أن يصرح بهذا؛ فأنا أبذل لك وأنت في بلدي لأنها في دستور الإسلام بلدك، وأدرب نفسي على هذا من الآن لا أنتظر لحظة مثالية حالمة لن تأتي إن لم أبدأ الآن، وإن لم أكن في بلد مسلم فالمسلم هو مجتمعي ولا أكون أنا من جعل الإسلام غريباً.
لا بد أن يمتزج المسلمون امتزاجاً حقيقياً ويتعارفوا تعارفاً حقيقياً، ويجب أن تتشابك مصالحهم الحياتية وتزداد الروابط بأنواعها، ولو كانت الاجتماعية، كما فعلوها في العصور الأولى، وبلادنا وعائلاتنا بهذا تشهد، ولله در السابقين المبادرين.

مجلة أنصار النبي ﷺ

16 Nov, 19:08


ومن معاني الخروج من الأطر أيضاً انتظار النخبة! انتظار نشوئها وانتظار أدائها، فانتظار النخبة معناه انتظار نفس النمط ونفس المنتج، وبالتالي لا جديد.. وعدم انتظار النخبة يدفع كل من يريد للأمة خيراً أن يصنع نخبة، وأول عدم الانتظار هذا هو رفع القيود عن النفس في العمل لدين الله، أي الاستعاذة من تثبيط إبليس؛ فكم من مصلح طاف بالنخب ولمّا لم يجد منهم ما يجب قام فعمل فكوّن نخبة أثرت وفعلت، والأمثلة بالتاريخ كثيرة، وكم من رجال قاموا ففعلوا ونصروا.

ومن معاني رفع القيد عن النفس في محاولة إصلاح الأمة هو معرفة سعة رحمة الله الذي يغفر الذنوب جميعاً، فمالك بن دينار والفضيل بن عياض هدى الله بهم الناس بعدما اهتدوا بإذنه لسَعة رحمته، فمن لص لإمام! أي من مستصغر مستحقر لمرغوب مقدّر، ومن رفع القيد عن النفس أيضاً رفع استصغار النفس لقلة مكانتها المجتمعية، فبلال وسلمان وابن مسعود صاروا قدوة للأمم وعماداً للدين، بعدما علت نفوسهم بعلو الرسالة التي حملوها بحقها، فكانوا خير نخبة!

ومن معاني الخروج من أطر النخبة القديمة الخروج على معنى انتظار القائد المخلص! سواء من النخبة القديمة أو انتظار خروجه من أي زاوية! فنحن لسنا في زمن الأنبياء ولا في زمن المهدي.. هذا أولاً، وثانياً إن كان سيخرج هذا القائد ليغير واقعنا فإن خروجه يعتمد علينا! ألم تقرأ قوله تعالى: ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُغَیِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ یُغَیِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ﴾ [الرعد: ١١]، وبالتالي فنحن من يصنع القائد بصناعة بيئته، فالقائد يصنع بين النخب (الحقيقية) ويبرز بينها وفي بيئتها فهو لا ينزل من السماء ولا يخرج من زاوية، ولا يجب أن ترى أمه القمر نزل في حجرها وهي حامل به ثم يخرج علينا مكللاً بالأنوار يحبه كل من نظر إليه فيطفئ بأنواره العظيمة إحن الصدور التي تعيق خروجه!

إن نخبنا الحالية تعاني فوق ما مررنا به أنها جسد بلا رأس، وهي السبب في هذا، فهي لم تخرج هذا الرأس أو لم تسمح له بالخروج، أو في بعض الأحيان سمحت لعدد محدود سرعان ما يتم قضمه وينتهي الأمر، فهي بالكاد تُخرج واحداً أو اثنين، فهي (كثر خيرها) تصنعهم (بالعافية) فهي لا تمتلك تلك المهارة ولم تبذل بذلاً حقيقياً لامتلاكها، وهذا ما يجب ألا تسمح به نخب الجيل الحالي والجيل القادم، فمرض (الإحن) يجب أن يتم التعافي منه ويجب أن تخضع الرقاب لله حقاً لا ادعاءً، ويجب أن نعمل لرضا الله لا لخبث في النفوس، ووالله ما ذكرت لنا كل فضائح بني إسرائيل إلا لنتعظ منها لا لنكررها، واقرأوا قوله تعالى: ﴿وَقَالَ لَهُمۡ نَبِیُّهُمۡ إِنَّ ٱللَّهَ قَدۡ بَعَثَ لَكُمۡ طَالُوتَ مَلِكࣰاۚ قَالُوۤا۟ أَنَّىٰ یَكُونُ لَهُ ٱلۡمُلۡكُ عَلَیۡنَا وَنَحۡنُ أَحَقُّ بِٱلۡمُلۡكِ مِنۡهُ وَلَمۡ یُؤۡتَ سَعَةࣰ مِّنَ ٱلۡمَالِۚ قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰهُ عَلَیۡكُمۡ وَزَادَهُۥ بَسۡطَةࣰ فِی ٱلۡعِلۡمِ وَٱلۡجِسۡمِۖ وَٱللَّهُ یُؤۡتِی مُلۡكَهُۥ مَن یَشَاۤءُۚ وَٱللَّهُ وَ ٰ⁠سِعٌ عَلِیمࣱ﴾ [البقرة: ٢٤٧]. وليعلم كل مَن يبذل في هذا من مكانته ومن نفسه لله أنه ربما بتلك العبودية الحقة لله يكون سبباً في فرج هذه الأمة عندما يميل هو ليرفع مَن هو أقدر، فمن يعرف المقامات إلا الله! فربما سبق هو بهذا! ولننفض عن أنفسنا تصورات وأنانيات الشكل والسيرة والمسيرة وكل مداخل إبليس اللعين!

إن ما ذكرته في الأعلى ضرب أمثلة واستدعاء أفكار هدفه هو لفت النظر لا الإجمال، فلست من أهل الإجمال، ومنكم أهل الإجمال والتفصيل والإرشاد على المسير.

وتبقى عندي في هذه المقالات الثلاثة معنى أريد أن أختمها به، وهو معنى للشعب قبل النخبة، وهو معنى وحدة المسلمين ممزوجاً بمعنى انتظار القائد، فالسلطة والقيادة تؤثر في المجتمع تأثيراً كبيراً، ونحن كمسلمين ننتظر تلك اللحظة التي تجمعنا وتوحدنا مرتبطاً بها في خيالنا هذا القائد الذي سيتبعه الناس وينسجمون تحت قيادته، وتعود الأمة كما كانت لحمة واحدة، ولكن حتى يأتي هذا القائد ماذا نفعل؟ وهل ستكون الصورة فعلاً هكذا قائد يجمع أم مجموعات تجمعت وشكلت لنفسها قيادات ثم قيادة، وهل ستذوب الفوارق الطبيعية بين الشعوب بمجرد وصول هذا المنتظر؟ أم الأمر سيستغرق أوقاتاً للإعداد النفسي قبل التنفيذ، أقول هذا وقد احتضنت بعض العواصم أعداد كبيرة من المسلمين مختلفي الجنسيات فهل استطاعوا التوحد على الأرض التي جُمعوا فيها؟ أم أن فوارق الأرض التي ابتعدوا عنها عصية وهي بعيدة على رباط الدين الذي يصفّهم في الصلاة وبعضهم خرجوا له؟

مجلة أنصار النبي ﷺ

16 Nov, 19:04


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا استكمال للمقالين السابقين في العددين السابع والعشرين والثامن والعشرين تحت نفس العنوان، وأنا أكتب هذا المقال بعد استشهاد السنوار، نحسبه ولا نزكيه، وكثيراً ما تكون الأحداث هي تأريخ بحد ذاتها، وبحجم الحدث وتفاصيله يكون التصور للزمن عند من يأتي بعد، وهذا حدث كبير وفارق، ولعل هذا المقال يعيش فيأتي مَن يقرأه ليفهم حاضرنا الذي هو ماضيه.. فيحمد ربه على حاضره الذي هو مستقبلنا!

وسبحان مَن خلق الزمن الذي يحوي لحظات -بالنسبة لأعمالنا- إما فارغة وإما فارقة، وإن كل ما يحدث الآن ما هو إلا رسائل إيقاظ لهذه الأمة، كالطبيب الذي يجرح مريضه ليُبقي على حياته، وربما كواه بالنار، ويبدو أن حالة أمتنا مركبة عن سوابقها المشابهة، فقد طال الوقت منذ انزاحت عن صدارة الدنيا وسَلب الراية أتباع إبليس، ثم انزاحت رايتها عنها نفسها، والجروح منذ أمد طويل تنزف دماء ساخنة لا تبرد! فماذا في الأمة من مرض دفين عميق؟!

بديهي أن ما في المسلمين من ضعف بسبب تفرقهم، وتفرقهم بسبب إعراضهم عن الهوية التي تجمعهم، فعندما يقع بلد مسلم في كرب فإنه يستغيث بالمسلمين، ولا يستجيب من المسلمين إلا هؤلاء الذي يعرفون أن الإسلام وطن وانتماء وله حدود مرسومة مثل حدود الخارطة، وهذا المسلم مواطن له حقوق في دستور الإسلام المعروف.
فلماذا الحال على ما هو عليه؟ ببساطة لأن الانتماء ليس حاضراً بحقه، وكما أطنبت سابقاً فإننا سنناقش بديهيات وسنكررها كما كررناها سابقاً، تخيل معي أخاً يقف متفرجاً على أخيه وهو يُضرَب ضرب الموت ولا يفعل شيئاً وهو يقدر على نصرته.. بأي وصف يُذَم؟ يُذم بأنه بئس الأخ! أي يذم بالرابطة التي تربطه بأخيه، والرابطة هذه في حالتنا آيات مقدسة وأحاديث مشرّفة.

ندخل الآن داخل هذا الأخ المتخاذل سنجده شعباً وحكومة، وكما الواقع فإن الحكومات هي قيد الشعب ولجامه، فلنترك الحكومات ولنتغاضَ عن أنها جزء من الشعب، ولنذهب للمأمول وهو الشعب، فسنجده كأي شعب في الدنيا: نخبة وعوام، وبما أن الشعوب تتبع نُخَبها ولا تتحرك دونهم ولا تستكمل مسيرة -وهذه قاعدة- فمن المنطقي أن يكون اللوم على النخبة التي فشلت في التعاطي مع الحدث ولم تكن على مستواه، ودون أن ندخل في أعذار ومبررات، فإن الأمور يجب أن توزن هكذا والمسئوليات تحمّل هكذا !

إن كل من تصدر أو شارك في أمر يؤثر على حياة الناس بحسن قصد أو بسوئه فهو موقوف مسؤول، وبما أن هذا هو واقعنا فإن تقييم نخبنا سيكون سلبياً جداً، سواء الآن أو بعد مرور السنين في كتب التاريخ أو يوم القيامة، وأنا لا أريد أن أفصل في أمراض النخب لأن ليس هذا هدف المقال، ولكن يمكن إجمالها في مرضين: هما الوهن والإحن، وبحكم خطورة النخبة، فإن حل أزمة الأمة يكون بحل أزمة النخب، ولكن قبل هذا لابد أن نشير إلى أن عدداً من النخب القادرة على التغيير أُسرت وكُبلت، إلا أن التعمق في هذا الأمر يظهر أنها ليست النسبة الأكبر من النخب، فنحن نتكلم على مستوى الأمة، وليست حتى النسبة الأكبر لو قستها بعمق على كل دولة على حدة، فالنخب لا كما يراها تيار واحد بمنظور ضيق، ولا بمن يصور الأمر كمعركة بين طرفين والبقية همل! وطبعاً لا كمن يمارس مشروع إيقاظ أمة ممارسة الهواة بتصورات سطحية، ثم يدفع فيها أثمان آثارها كارثية على أمته قبل أن تكون عليه!

إذا تأملنا في جوهر معنى النخبة، فهم الأشخاص القادرون على التأثير في غيرهم، وهم متفاوتون كأفراد في تلك النسب إلا أنهم هم مَن يُسمع لهم ويُسار وراءهم، وهم مَن تؤثر قراراتهم على غيرهم تأثيراً كبيراً، فهم أصحاب الأثر والتأثير، وتأتي قوتهم تلك إما بإرادة منهم أو دون، فمنهم مَن ورثها ومنهم من اكتسبها، والأقوى أثراً من اكتسبها فهو نموذج وقدوة قبل أن يكون من النخبة، وكلٌ سيُسأل، مَن حملها بقصد أو دونه.

ونحن بواقعنا الحالي نحتاج لنخبة فعالة، نخبة تخرج من أطر النخب السابقة، في منطلقاتها وتصوراتها وتحليلها للواقع وقراءته، ثم في التعامل معه وتحديه لتغييره، وهذه بديهيات! فإن من مشاكل نخبنا الكثيرة التقوقع داخل الواقع ثم رفع راية تليق بنسر ضخم لا بقوقعة! وكيف ستغير واقع وأنت لا تخرج عن إطاره، وللأمر تفصيل لا يتسع له المقال، والقصد ألا ننسى أن التغيير تغيير وأن نكون على الحد الأدنى من فَهم المهمة والمعركة كما فهمها الطرف الآخر.
والخروج من أطر النخب السابقة أظن من معانيه إعادة تعريف النخبة، وإعادة تخيل صورتها؛ ففي دولنا الحالية والحركات الإسلامية الحالية النخبة لها سمة معروفة، يصعب نوعاً ما تصور غيرها، فلا بد من الخروج عن هذا التنميط.

مجلة أنصار النبي ﷺ

16 Nov, 19:02


مقال: هكذا أصبحنا جميعاً يتامى (3/3)

بقلم: الدكتور أحمد شتيوي - أخصائي طب الأسنان

مجلة أنصار النبي ﷺ

16 Nov, 16:06


في نوفمبر عام 2003، أدلى جورج بوش الابن بأول اعتراف أمريكي علني عندما ذكر بأن #الولايات_المتحدة ظلت تدعم الديكتاتوريات في الشرق الأوسط لأكثر من 60 عاما، وأن تلك السياسة لم تجلب لأمريكا الأمن أو تخدم مصالحها؛ وأعلن بوش تخليه عنها وتبنيه لسياسة جديدة قوامها نشر الديمقراطية.

من مقال: مشروع الشرق الأوسط الكبير الجديد

بقلم الكاتب: وليد بن عبدالله الهويريني - فك الله أسره

استمع الآن إلى المقال كاملاً 🎧

مجلة أنصار النبي ﷺ

15 Nov, 20:31


وكأننا بثباتنا وصمودنا وصبرنا وتحملنا يذكرنا رسول الله ﷺ باشتياقه ويقول: "ودِدْتُ أنَّا قدْ رَأَيْنا إخْوانَنا". وفي حديث آخر يبيّن مَن هؤلاء الإخوان؛ فعن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: "إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا، الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ ، لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلًا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ".

من مقال: هنيئاً لـمَن أجرُه كـ50 صحابياً

بقلم: الشيخ حسن عبد الله الخطيب

المقال كاملاً: https://ishortie.com/XIx

مجلة أنصار النبي ﷺ

15 Nov, 19:52


ولسنا بصدد سرد تاريخ لينام الأطفال، بل هو سرد ليستيقظ الرجال!
يقول الشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله: "يقول عنا المستعمرون إننا خياليون وإننا -حين نعتز بأسلافنا- نعيش في الخيال، ونعتمد على الماضي، ونتكل على الموتى، يقولون هذا في معرض الاستهزاء بنا، أو في معرض النصح لنا، وأنا لا أدري متى كان إبليس مذكِراً! ما يرمون إليه أنهم يريدون أن ننسى ماضينا فنعيش بلا ماضٍ، حتى إذا استيقظنا من نومنا أو من تنويمهم لنا لم نجد ماضياً نبني عليه حاضرنا فاندمجنا في حاضرهم وهو كل ما يرمون إليه. وسلوهم: هل نسوا ماضيهم؟ إنهم يبنون حاضرهم على ماضيهم، إنهم يعتزون بآبائهم وأجدادهم، إنهم يخلدون عظماءهم في الفكر والأدب والفلسفة والحرب والفن، إنهم لا ينسون الجندي ذا الأثر فضلاً عن القائد الفاتح، وهذه متاحفهم تشهد وهذه متاحفهم تردد الشهادة".

فليستذكر كل مَن أشرق قلبه بنور الإسلام أن وعد الله حق، فلا تكتبوا للنصر آجالاً، ولا تستعجلوه استعجالاً، ولا تكونوا أقل إيماناً من سفهاء صدقوا بوعد (بلفور)، ولتؤمنوا بوعد الله الذي لا يخلف وعده، قال جل وعز: "﴿حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾ [يوسف: 110].

مجلة أنصار النبي ﷺ

15 Nov, 19:52


فكان فجر هذه الثورة يوم الواحد من نوفمبر 1954م، امتدادًا لليل طويل من النضال في بناء الإنسان، الذي عرف بأن الأوطان تُبنى بدفع باهظ الأثمان، فكان أن أسس الدولة الجزائرية أحد عظماء الجزائر الذين شخصت لهم الأبصار، وأسمعت سُمعتهم الأمصار، المعروف بالأمير عبد القادر الجزائري، وهو عبد القادر بن محيي الدين بن مصطفى بن محمد، والذي يعود نسبه إلى إدريس الأكبر بن عبد الله المحصن بن حسن المثنى بن حسن السبط بن علي بن أبي طالب، وأمه فاطمة الزهراء بنت سيد الخلق محمد رسول الله ﷺ، المولود يوم 25 سبتمبر 1807م بولاية (معسكر) في الجزائر.
هذا الشريف صاحب المعدن الشريف هو مؤسس الدولة الجزائرية التي نتفيأ ظلال استقلالها اليوم، وهو الرجل الذي اجتمعت فيه أطراف لا حدّ لها من سماوات روحية، وأخرى عقلية، مع جوانب عسكرية وإنسانية، فضرب في الجزائر الدراهم فسماها محمدية، وضرب في الأرض فنشر القيم المحمدية.

فكأنه لوحده مجمع الدولة وليس جامعها، وأساسها وليس مؤسسها، ويكفي أن نذكر أنه بعد البذل العظيم لوالده السيد محيي الدين للتصدي للاحتلال الفرنسي، وقيادة القبائل للجهاد في سبيل الله، واعتذاره لمبايعته لكبر سنه، أشار على الجزائريين للتفكير في مبايعة ابنه عبد القادر، لتتم له البيعة صباح الاثنين الثالث من شهر رجب 1248هـ/ 1832م.

فتقدّم الوالد محي الدين من الأمير عبد القادر مبايعاً لابنه وقد كان في الواحد والعشرين من عمره، وشدّ على يده سائلاً: كيف ستحكم البلاد يا ولدي؟
ليجيب عبد القادر: "بالعدل والحق الذي أمر به رب العالمين، سأحمل القرآن بيد وعصا من حديد بيد أخرى، وسأسير على هدى كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام".
وليلتفت والده مخاطباً الجموع قائلاً لهم: "إنه ناصر الدين عبد القادر بن محيي الدين لقب ليس سلطاناً ولا ملكاً، وإنما أمير عليكم أيها الإخوة المؤمنون".
ثم اجتمعت أيادي عائلته تبايعه، لتتبعها أيادي زعماء القبائل وأعيانهم، وكذا العلماء والأشراف.
ليبدأ سجال من الانتصارات على الغزاة الفرنسيين لسبع عشرة سنة دون انقطاع أو هوادة، ويُمنَى الجيش الفرنسي بهزائم تترى لم يُسمع عنها من قبل ولم يُرَ، فالأمير عبد القادر قتل من المتوحشين الفرنسيين في معركة (المقطع) وحدها 1500 فرنسي، أما ما قتل في معاركه مجتمعة فقد كان ضعف ما قتل الجزائريون مجتمعين في ثورة نوفمبر الخالدة.

فهذا الرجل الذي يمسك المسبحة بيمينه والسيف بيساره، علّم العالم أن رسالة الإسلام رسالة سلام، وأن السيف ما رُفع إلا لردّ الظلم عن المستضعفين، وحماية العِرض والأرض، فكان له استحقاق أن يبلغ اسمه الآفاق، حتى أنه في عام 1846 قرر (تيموثي ديفيس) و(جون تومسون) و(سيج تشيستر) الذين أسسوا مدينة صغيرة في مقاطعة (كلايتون) في ولاية (آيوا) الأميركية، تسمية مدينتهم "الكايدر"، نسبة إلى الأمير عبد القادر، الشاب الذي كان يقود شعبه لمقاومة المستعمر الفرنسي.

وتقول (بيتي بوشهولز) مديرة متحف مدينة "الكايدر" أو القادر: "إن الأمير عبد القادر كان محل إعجاب كبير من قبل الأميركيين في الوقت الذي كان يقاوم فيه المستعمر الفرنسي، وكتبت عنه العديد من الصحف الأميركية مثل (نيويورك تايمز) مقالات صورته فيها بطلاً حقيقياً، حتى أن بعض الأميركيين كانوا يلقبونه بـ(جورج واشنطن) الجزائر".

وتشتهر مدينة القادر بكونها تحمل العديد من المعالم التي ترمز إلى الأمير عبد القادر، منها متحف المدينة “كارتر هاوس ميوزيوم” الذي يحتفظ بتذكارات للأمير عبد القادر، وكذا لوحات فنية وصور. وتقول روبرت غارمز عمدة مدينة "الكايدر": "رسالتنا للأميركيين هي أنه ليس كل المسلمين متشددين وقتلة، والأهم بالنسبة لنا هو الاعتماد على التعليم وتثقيف الناس لإيصال الرسائل الصحيحة عن الإسلام".

فلم تكن لأجدادنا كل تلك الانتصارات التي تستحق الفخر والاعتزاز إلا لأن وقودهم الذي كان يقودهم هو الإسلام، فكانت قوتهم بقوة الله، وعزتهم بعزة الله، وحياتهم ومماتهم من الله وإلى الله، فعن أي ضعف للمسلمين يتحدث بعض المنهزمين؟ وبأي هزائم يحلم بعض الحالمين؟

يقول السياسي البريطاني (روبرت بين) في مقدمة كتابه السيف المقدس: "إن لدينا أسبابًا قويةً لدراسة العرب، والتعرف على طريقتهم، فقد غزوا الدنيا كلها من قبل، وقد يفعلونها مرةً ثانيةً، إن النار التي أشعلها محمد لا تزال تشتعل بقوة، وهناك ألف سبب للاعتقاد بأنها شعلة غير قابلة للانطفاء".

وكذلك قال (البيرشاميدو) في كتابه (حمراء غرناطة) بعد أن تحدث عن عظمة الآثار الإسلامية في غرناطة: "إن هذا العربي الذكي الشجاع الذي استطاع أن يجمع علم العالم في مائة عام، كما استطاع أن يفتح نصف العالم أيضًا في مائة عام، قد ترك لنا في حمراء غرناطة آثار علمه وفنّه..الذي نام نومًا عميقًا مئات السنين، قد استيقظ وأخذ ينادي العالم: ها أنذا أعود إلى الحياة.. فمن يدري قد يعود اليوم الذي تصبح فيه بلاد الفرنج مهددةً بالعرب، فيهبطون من السماء لغزو العالم مرةً ثانيةً"؟

مجلة أنصار النبي ﷺ

15 Nov, 19:52


مقال: تفجير ثورة نوفمبر الجزائرية وفجر الحرية

بقلم: بادية شكاط - كاتبة جزائرية

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على خير الأنام سيدنا محمد وعلى آله الى يوم الدين وبعد:
فيقول الشيخ العلامة محمد الغزالي رحمه الله: "إن الشعب الجزائري قبل أن يتكلم عن الحرية تحدث عنها بدمه وأثبت استحقاقه لها بجهده".

فلم تكن هذه الثورة محض ثورة قلبية اتقدت جمراتها بين جنبات أصحابها، بل هي ثورة اشتعلت في شامات الجبال ببنادق على أكتاف رجال، لم ترعبهم أسلحة فرنسا أكبر دول الناتو، ولم تلههم إغراءاتها بأن تكون الجزائر فرنسية، بل كانت قِبلة قلوبهم نحو جزائر إسلامية.

مجلة أنصار النبي ﷺ

14 Nov, 15:27


وعن عَبْد اللهِ بْن عَمْرٍو قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ r وَهُوَ يَقُولُ: “يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، كُلَّمَا قُطِعَ قَرْنٌ نَشَأَ قَرْنٌ، حَتَّى يَخْرُجَ فِي بَقِيَّتِهِمُ الدَّجَّالُ”[2].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “قَدْ أَخْبَرَ النَّبِيُّ r أَنَّهُمْ لَا يَزَالُونَ يَخْرُجُونَ إلَى زَمَنِ الدَّجَّالِ”.

وسيستمر وجودها إلى آخر الزمان، غير أنها تظهر فترة بعد فترة، وكلما ظهرت طائفة منهم قُطعت، وانتهى أمرها، ثم تظهر طائفة أخرى.. وهكذا، حتى يخرج الدجال في آخرهم.

قال ابن كثير رحمه الله تعالى: “وقصدوا -أي الخوارج- بلاد العراق وخراسان، فتفرقوا فيها بأبدانهم وأديانهم ومذاهبهم ومسالكهم المختلفة المنتشرة، التي لا تنضبط ولا تنحصر؛ لأنها مفرعة على الجهل، وقوة النفوس، والاعتقاد الفاسد”[3].

لقد حرك عدوان اليهود كل سكان المعمورة بل وصحح نظرة الناس جميعاً تجاه قضية الاحتلال، وعرف الناس حقارة اليهود وبشاعتهم، ولكن زهد هؤلاء المجرمين (المارقين الدعاة على أبواب جهنم) في كل ذلك، وزهدوا في قدسية المكان وشرف الرباط والجهاد، وزهدوا في نصوص القرآن والسنة لما يحملون من قلوب مريضة واعتقادات فاسدة.

ويا ليتهم سكتوا بل زداوا بعد الانسلاخ من الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين أنهم صاروا أبواق زور وفجور هداهم إليه الكذب؛ ففي وقت يعترف فيه قتلة الأنبياء بخسائرهم في العتاد والعدة والجنود وخسائرهم في الاقتصاد وخسائرهم في الدعاية المكذوبة التي أيقظت الناس من بعد غفلة.. تجد هؤلاء الذين يوادّون من حادّ الله ورسوله وينصرونه، يروجون أن أهل الرباط خسروا وأنهم سبب في الدمار والخراب وإزهاق الأرواح! وأن زعماء الرباط يحتمون بالمدنيين ويعيشون عيشة الرغد!

بل ورموا أهل الرباط -الظاهرين على الحق- بأنهم أصحاب عقائد فاسدة ومنهجهم فاسد، ووصل بالبعض من هؤلاء المرضى الحمقى بأن حكموا بردّة من وعدنا الله بنصرتهم وبشرنا رسوله الكريم بأنهم لا يضرهم من خذلهم.

وحديث الطائفة الظاهرة على الحق المتواتر والذي رواه ما يزيد على سبعة عشر صحابياً أشار فيه النبي r إلى أفعال هؤلاء ووصفها مرة بالخذلان، ووصفهم أخرى بالمناوأة، وثالثة بالمعادة، ورابعة بالمخالفة، وهذه الألفاظ تشير إلى أن المخالف والمعادي والخاذل والمناوئ يقع من القريب الذي تُرجَى منه النصرة.

ونحن نثق في وعد الله Y ووعد رسوله r، وأن هؤلاء المرابطين المجاهدين لن يضرهم مَن خذلهم ولا مَن خالفهم ولا من ناوأهم حتى يأتي أمر الله.

استحوذ عليهم الشيطان
يقولون: “التاريخ يعيد نفسه”، فأحداث التاريخ تتكرر وتتشابه إلى حد كبير؛ لأن وراءها سنناً ثابتة تحركها وتكيفها. وأفعال المجرمين والمفسدين والمنافقين تتكرر لأنهم يتغيرون ويتكررون ويهلكون. يكررون تجربة شيطانية واحدة هي تجربة إبليس نفسه الممتدة مع الزمن، وهذا سر الغفلة التي يقع فيها أهل الإجرام.. لا يعتبرون بمن سبقهم لأن معلمهم استحوذ عليهم فأنساهم ذكر الله، حتى أنساهم أنفسهم فكُتبت عليهم الحسرة والذلة والمسكنة، ودائماً هم الخاسرون.

والقرآن الكريم أشار إلى تشابه المواقف والأقوال والأعمال، نتيجة لتشابه الأفكار والتصورات التي تصدر عنها، وفي هذا جاء قوله تعالى: ﴿وَقَالَ ٱلَّذِینَ لَا یَعۡلَمُونَ لَوۡلَا یُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ أَوۡ تَأۡتِینَاۤ ءَایَةࣱۗ كَذَ ٰ⁠لِكَ قَالَ ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِم مِّثۡلَ قَوۡلِهِمۡۘ تَشَـٰبَهَتۡ قُلُوبُهُمۡۗ قَدۡ بَیَّنَّا ٱلۡـَٔایَـٰتِ لِقَوۡمࣲ یُوقِنُونَ﴾ [البقرة: ١١٨].

وقال تعالى عن مشركي قريش: ﴿كَذَ ٰ⁠لِكَ مَاۤ أَتَى ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا۟ سَاحِرٌ أَوۡ مَجۡنُونٌ * أَتَوَاصَوۡا۟ بِهِۦۚ بَلۡ هُمۡ قَوۡمࣱ طَاغُونَ﴾ [الذاريات: ٥٢-٥٣]. أي: إن هذا الاشتراك والتشابه في الموقف من الرسل، بين الأولين والآخرين، والمسارعة

مجلة أنصار النبي ﷺ

14 Nov, 15:27


مقال: تثبيت المؤمنين وانتكاس المبطلين

بقلم: عبد القادر مهدي أبو سنيج

أيكون أهل الكفر والملاحدة وأهل الفن والغناء والرياضة أصحاب مواقف من الاحتلال والظلم والعدوان، وفي المقابل يكون أدعياء العلم عوناً للمعتدي الظالم على المظلوم المحاصر؟!

سبحانك ربي هذا بهتان عظيم وإفك مبين لا ينطق عليه إلا وصف النبي r: «يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حُلُوقَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ -أَوْ مِنَ الْإِسْلَامِ- كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ ‌وَالْخَلِيقَةِ».

وعن أَبَي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيَّ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: “يَخْرُجُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ كَأَنَّ هَذَا مِنْهُمْ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، سِيمَاهُمُ التَّحْلِيقُ، يَخْرُجُونَ حَتَّى يَخْرُجَ آخِرُهُمْ مَعَ الْمَسِيحِ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ ‌وَالْخَلِيقَةِ»[1].

مجلة أنصار النبي ﷺ

13 Nov, 17:38


وكان من ذكره ﷺ يوم الخندق: "لا إله إلا الله وحده، أعز جنده، ونصر عبده، وغلب الأحزاب وحده، فلا شيء بعده".
وفي هذا اليوم المجيد، أصبحت المدينة وأصبح الملك لله.. وأصبح النصر لله ورسوله وخلت الساحة من الأوثان والوثنيين الذين ولوا مدبرين.. تكنس الريح آثارهم ونفاياتهم.. نظر ﷺ إلى ساحة القتال فحمد الله هو وأصحابه.. وذكّرهم بنعمة الله عليهم ومعجزته التي لوت أعناق المشركين وأذلتهم، كما أذلت أعناق مشركين آخرين في زمن غابر جدًا.. إنهم قوم النبي الكريم هود، وهم قوم عاد؛ فقد نصر الله نبيه هود بريح عاتية آتية من الغرب، ونصر الله محمدًا ﷺ بريح عاتية آتية من الشرق، ولذلك يقول ﷺ: "نُصرت بالصبا، وأُهلكت عاد بالدبور". وقال ﷺ: "لا إله إلا الله وحده، أعز جنده، ونصر عبده، وغلب الأحزاب وحده، فلا شيء بعده".

وقد حول ساحة المؤمنين إلى نصر وربيع؛ فالحمد والشكر لمن هزم الأحزاب وحده، كانت معركة غير متكافئة عددًا واستعدادًا لكن المؤمن عندما يفعل الأسباب ثم يتوجه بها نحو الله تتحول النتائج إلى أعياد.. ها هو ﷺ يبشّر أصحابه بعد انتهاء المعركة بنهاية عصر وبداية آخر.. يبشرهم ﷺ بانهيار هيبة قريش وانكسار حربتها، يبشرهم بأن الخندق مقبرة قوة قريش: "الآن نغزوهم ولا يغزوننا، نحن نسير إليهم".12

رابعاً: التذلل والافتقار لله عز وجل

فمنه دعاؤه في الخروج يوم بدر لأصحابه: "اللهم إنهم حفاة فاحملهم. اللهم إنهم عراةٌ فاكسُهم. اللهم إنهم جياعٌ فأشبعهم".
فعن عبد الله بن عمرو: أن النبي ﷺ خرج يوم بدرٍ في ثلاثمائة وخمسة عشر رجلاً؛ فقال: "اللهم إنهم حفاة" جمع الحافي "فاحملهم"؛ أي: أعطِ كل واحدٍ منهم المركوب، "اللهم إنّهم عُراة"، جمع العاري، "فاكسُهُم"؛ أي: أعطهم كساء. "اللهم إنهم جياع" جمع الجائع "فأشبعهم"، ففتح الله له؛ أي: للنبي ﷺ؛ فانقلبوا؛ أي: انصرفوا، وما منهم رجلٌ إلا وقد رجع بجملٍ أو جملين واكتسوا وشَبعوا.
وكذلك دعاؤه مما رواه ابن عباسٍ: قال النَّبيُّ ﷺ يوم بدرٍ: "اللَّهمَّ إني أنشُدُكَ عَهْدَكَ، ووعدك! اللَّهُمَّ إن شئتَ لم تُعْبَدْ" فأخذ أبو بكر بيده، فقال: حسبك، فخرج ﷺ؛ وهو يقول: "﴿سَیُهۡزَمُ ٱلۡجَمۡعُ وَیُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ"﴾ [القمر: ٤٥].

ودعاؤه بعد أُحد والصحابة صفوف خلفه:

"اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ كُلُّهُ اللَّهُمَّ لا قابِضَ لِما بَسَطْتَ ولا باسِطَ لِما قَبَضْتَ، ولا هادِيَ لِمَن أضْلَلْتَ ولا مُضِلَّ لِمَن هَدَيْتَ ولا مُعْطِيَ لِما مَنَعْتَ ولا مانِعَ لِما أعْطَيْتَ، ولا مُقَرِّبَ لِما باعَدْتَ ولا مُباعِدَ لِما قَرَّبْتَ، اللَّهُمَّ ابْسُطْ عَلَيْنا مِن بَرَكاتِكَ ورَحْمَتِكَ وفَضْلِكَ، اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ النَّعِيمَ المُقِيمَ الَّذِي لا يَحُولُ ولا يَزُولُ اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ النَّعِيمَ يَوْمَ العَيْلَةِ والأمْنَ يَوْمَ الخَوْفِ، اللَّهُمَّ إنِّي عائِذٌ بِكَ مِن شَرِّ ما أعْطَيْتَنا وشَرِّ ما مَنَعْتَنا، اللَّهُمَّ حَبِّبْ إلَيْنا الإيمانَ وزَيِّنْهُ في قُلُوبِنا وكَرِّهْ إلَيْنا الكُفْرَ والفُسُوقَ والعِصْيانَ، واجْعَلْنا مِنَ الرّاشِدِينَ اللَّهُمَّ تَوَفَّنا مُسْلِمِينَ، وأحْيِنا مُسْلِمِينَ، وألْحِقْنا بِالصّالِحِينَ غَيْرَ خَزايا ولا مَفْتُونِينَ، اللَّهُمَّ قاتِلِ الكَفَرَةَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ رُسَلَكَ ويَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ واجْعَلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وعَذابَكَ، اللَّهُمَّ قاتِلِ الكَفَرَةَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ، إلَهَ الحَقِّ".

وعَنْ أَبِي النَّضْرِ، عن كِتَابِ رَجُلٍ مِن أَسْلَمَ، مِن أَصْحَابِ النبيِّ ﷺ يُقَالُ له: عبدُ اللهِ بنُ أَبِي أَوْفَى، فَكَتَبَ إلى عُمَرَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ حِينَ سَارَ إلى الحَرُورِيَّةِ، يُخْبِرُهُ، أنَّ رَسولَ اللهِ ﷺ كانَ في بَعْضِ أَيَّامِهِ الَّتي لَقِيَ فِيهَا العَدُوَّ، يَنْتَظِرُ حتَّى إذَا مَالَتِ الشَّمْسُ قَامَ فيهم، فَقالَ: "يا أَيُّهَا النَّاسُ، لا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُوِّ، وَاسْأَلُوا اللَّهَ العَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا، وَاعْلَمُوا أنَّ الجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ"، ثُمَّ قَامَ النبيُّ ﷺ وَقالَ: "اللَّهُمَّ، مُنْزِلَ الكِتَابِ، وَمُجْرِيَ السَّحَابِ، وَهَازِمَ الأحْزَابِ، اهْزِمْهُمْ، وَانْصُرْنَا عليهم".

فالعَافِيةُ نِعمةٌ مِنَ النِّعَمِ التي يَنبَغي على المَرءِ أنْ يُدَاوِمَ على سُؤالِ المَوْلَى سُبحانَه وتَعالى إيَّاها.

مجلة أنصار النبي ﷺ

13 Nov, 17:38


وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ سالِمٌ مَوْلَى عُمَرَ بنِ عُبَيدِ اللهِ -وكان كاتِبًا له- أنَّه قَرَأ كِتابًا كَتَبَه عَبدُ اللهِ بنُ أبي أوْفَى رَضيَ اللهُ عنهما إلى عُمَرَ بنِ عُبَيدِ اللهِ الذي كان أميرًا لِلحَربِ على الخَوارِجِ والحَرُوريَّةِ في عَهدِ الخَليفةِ علِيِّ بنِ أبي طالِبٍ رَضيَ اللهُ عنه، والحَرُوريَّةُ همْ فِئةٌ مِنَ الخَوارِجِ، وكان في الكِتابِ: “إنَّ رَسولَ اللهِ ﷺ في بَعضِ أيَّامِه”، أي: غَزَواتِه “التي لَقيَ فيها العَدُوَّ، انتَظَرَ حتَّى مَالَتِ الشَّمسُ”، وتَحرَّكَتْ عن وَسَطِ السَّماءِ، وبذلك تَكونُ الحَرارةُ قدِ انكَسَرتْ، “ثمَّ قَامَ في النَّاسِ” المُحارِبينَ معه، فخَطَبَ فيهم “فقال: أيُّها النَّاسُ، لا تَمَنَّوْا لِقاءَ العَدُوِّ”، وهذا النَّهيُ لِأنَّ المَرءَ لا يَعلَمُ ما يَنتَهي إليه أمْرُه، ولا كيف يَنجُو منه، ولِأنَّ الناسَ مُختَلِفونَ في الصَّبْرِ على البَلاءِ، ولِأنَّ العافيةَ والسَّلامةَ لا يَعدِلُها شَيءٌ.

وأيضًا نَهَى ﷺ عن تَمَنِّي لِقاءِ العَدُوِّ؛ لِمَا فيه مِن صُورةِ الإعجابِ بالنَّفْسِ، والاتِّكالِ عليها، والوُثوقِ بأسبابِ القُوَّةِ، ولِأنَّه يَتضَمَّنُ قِلَّةَ الاهتِمامِ بالعَدُوِّ واحتِقارَه، وهذا يُخالِفُ الاحتياطَ والحَزمَ، “وسَلُوا اللهَ العافيةَ”، والعافيةُ مِنَ الألفاظِ العامَّةِ المُتناوِلةِ لِدَفْعِ جَميعِ المَكروهاتِ في البَدَنِ والمالِ والأهلِ والدُّنيا والآخِرةِ، وخُصَّتْ بالدُّعاءِ في هذا المَقامِ؛ لِأنَّ الحَربَ مَجالُ الإصاباتِ والابتِلاءِ، ثمَّ قال لهم: “فإذا لَقيتُموهم فاصْبِروا” فالصَّبرُ في القِتالِ والحَربِ فَرضٌ على المُسلِمِ ما دام ذلك في قُدرَتِه وطاقَتِه، وإنَّما يَأتي النَّصرُ لِمَن صَبَرَ أكثَرَ، “واعلَموا أنَّ الجَنَّةَ تَحتَ ظِلالِ السُّيوفِ”، أي: أنَّ لِقاءَ العَدُوِّ والنِّزَالَ بالسُّيوفِ مِنَ الأسبابِ المُوجِبةِ لِلجَنَّةِ، ثمَّ سَأَلَ اللهَ تعالَى النَّصرَ، فقال: “اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتابِ”، وهو القُرآنُ، “ومُجْريَ السَّحابِ” بالأمطارِ والصَّواعِقِ ونَحوِها، “وهازِمَ الأحزابِ” وهُمُ الأحزابُ الذين اجتَمَعوا عليه ﷺ في غَزوةِ الخَندَقِ الأحزابِ، فهَزَمَهمُ اللهُ بالرِّيحِ العاصِفةِ مِن دُونِ قِتالٍ، "اهْزِمْهم وانصُرْنا عليهم".
وفي الحَديثِ: النَّهيُ عن تَمَنِّي لِقاءِ العَدُوِّ، وهذا غَيرُ تَمَنِّي الشَّهادةِ. وفيه: أنَّ الإنسانَ إذا لَقيَ العَدُوَّ فإنَّ الواجِبَ عليه أنْ يَصبِرَ. وفيه: الدُّعاءُ على المُشرِكينَ بالهَزيمةِ والزَّلزَلةِ.

وللحديث بقية إن شاء الله تعالى في العدد القادم.

مجلة أنصار النبي ﷺ

13 Nov, 17:38


أولاً: الاستبشار بوعد الله تعالى

كان النَّبيُّ ﷺ يُبشِّرُ المؤمنينَ بوَعدِ اللهِ لهم بالنَّصرِ والتَّمكينِ، وقدْ أيَّدَه اللهُ سُبحانه بمُعجزاتٍ ظاهرةٍ، وفي هذا تَثبيتٌ وتَأييدٌ للمؤمنينَ أنَّهم على الحقِّ الَّذي جاءهُم به النَّبيُّ ﷺ مِن ربِّه سُبحانه.
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: كُنَّا مع عُمَرَ بيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَتَرَاءَيْنَا الهِلَالَ، وَكُنْتُ رَجُلًا حَدِيدَ البَصَرِ، فَرَأَيْتُهُ وَليسَ أَحَدٌ يَزْعُمُ أنَّهُ رَآهُ غيرِي، قالَ: فَجَعَلْتُ أَقُولُ لِعُمَرَ: أَمَا تَرَاهُ؟ فَجَعَلَ لا يَرَاهُ، قالَ: يقولُ عُمَرُ: سَأَرَاهُ وَأَنَا مُسْتَلْقٍ علَى فِرَاشِي، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا عن أَهْلِ بَدْرٍ؛ فَقالَ: إنَّ رَسولَ اللهِ ﷺ كانَ يُرِينَا مَصَارِعَ أَهْلِ بَدْرٍ بالأمْسِ، يقولُ: "هذا مَصْرَعُ فُلَانٍ غَدًا، إنْ شَاءَ اللَّهُ". قالَ: فَقالَ عُمَرُ: فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بالحَقِّ، ما أَخْطَؤُوا الحُدُودَ الَّتي حَدَّ رَسولُ اللهِ ﷺ، قالَ: فَجُعِلُوا في بئْرٍ بَعْضُهُمْ علَى بَعْضٍ، فَانْطَلَقَ رَسولُ اللهِ ﷺ حتَّى انْتَهَى إليهِم، فَقالَ: "يا فُلَانَ بنَ فُلَانٍ، وَيَا فُلَانَ بنَ فُلَانٍ، هلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَكُمُ اللَّهُ وَرَسولُهُ حَقًّا؟ فإنِّي قدْ وَجَدْتُ ما وَعَدَنِي اللَّهُ حَقًّا". قالَ عُمَرُ: يا رَسولَ اللهِ، كيفَ تُكَلِّمُ أَجْسَادًا لا أَرْوَاحَ فِيهَا؟! قالَ: "ما أَنْتُمْ بأَسْمعَ لِما أَقُولُ منهمْ، غيرَ أنَّهُمْ لا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَرُدُّوا عَلَيَّ شيئًا".

وقد كان من وصاياه ﷺ: "إن بيَّتَكُم العدوُّ فقولوا: "حم لا يُنصَرونَ". ففي هذا الحَديثُ يُرشِدُ النَّبيُّ ﷺ أصحابَه حالَ مُباغَتةِ العدوِّ لهم، فيَقولُ ﷺ: "إن بَيِّتّكم"، أي: إنْ بيَّتَكم العدوُّ فقَصَدكم بالقتلِ ليلًا على غِرَّةٍ، واختَلَطتُم معَه، فَلْيكُن شِعارُكم "حم لا يُنصَرونَ"، أي: لِيَكُنْ هذا شِعارًا لكُم تتَعارَفون به، ويَعرِفُ بَعضُكم بَعضًا به؛ بأن يَقول: "حم لا يُنصَرون"، والمعنى: بفَضلِ السُّورةِ المفتتحةِ بـ"حم"، وهي سور: غافر وفصلت والشورى والزخرف والدخان والجاثية والأحقاف، ومَنزلتِها.. لا يُنصَرون، وسيَكونُ ذلك حتمًا بانهِزامِ الأعداءِ، ولا يُنصَرون، أي: لا يُنصَرُ الكفَّارُ عليهم.

ثانياً: اليقين والتوكل على الله تعالى

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله ﷺ إذا غزا، قال: “اللهم أنت عَضُدِي ونَصِيرِي، بِكَ أَحُول، وبِكَ أَصُول، وبك أقاتل”.

وعنى عضدي: عوني. قال الخطابي: معنى أحُول: أحتال. قال: وفيه وجه آخر، وهو أن يكون معناه: المنع والدفع من قولك حال بين الشيئين: إذا منع أحدهما من الآخر، فمعناه: لا أمنع ولا أدفع إلا بك.

ومن وصيّته ﷺ بالدعاء ذلك اليوم إذ بلغت القلوب الحناجر: "اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا".، وَهُوَ من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ قُلْنَا يَوْم الخَنْدَق يَا رَسُول الله هَل من شَيْء نقُول قد بلغت الْقُلُوب الْحَنَاجِر قَالَ نعم اللَّهُمَّ اسْتُرْ عوارتنا وَأمن روعاتنا قَالَ فَضرب الرب عز وَجل وُجُوه أَعْدَائِنَا بِالرِّيحِ فَهَزَمَهُمْ الله تَعَالَى.
وأوصانا إذا خاف الإنسان قوماً أن يقول: "اللَّهُمَّ إِنَّا نجعلُكَ في نحورِهِمْ، ونعُوذُ بِكَ مِنْ شرُورِهمْ". تقول: جعلت فلاناً في نحر العدو: إذا جعلته قبالته، وترساً يقاتل عنك، ويحول بينه وبينك، والمعنى: نسألك أن تصد صدورهم، وتدفع شرورهم، وتكفينا أمورهم، وتحول بيننا وبينهم.

ثالثاً: الإكثار من ذكر الله تعالى

الإكثار من ذكر: "يا حي يا قيوم"، فعن علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه ورضي عنه، قال: لما كان يوم بدر قاتلت شيئاً من قتال ثم جئت مسرعاً لأنظر إلى رسول الله ﷺ ما فعل فجئت فأجده وهو ساجد يقول: "يا حي يا قيوم" لا يزيد عليها، فرجعت إلى القتال، ثم جئت وهو ساجد، يقول ذلك، ثم ذهبت إلى القتال ثم جئت وهو ساجد يقول ذلك، فلم يزل يقول ذلك حتى فتح الله عليه.

قال الخطابي: لا يجوز أن يتوهم أحد أن أبا بكر كان أوثق بربه من النبي ﷺ في تلك الحال، بل الحامل للنبي ﷺ على ذلك شفقته على أصحابه وتقوية قلوبهم، لأنه كان أول مشهد شهده، فبالغ في التوجه والدعاء والابتهال لتسكن نفوسهم عند ذلك، لأنهم كانوا يعلمون أن وسيلته مستجابة، فلما قال له أبو بكر ما قال كف عن ذلك وعلِم أنه استجيب له لما وجد أبو بكر في نفسه من القوة والطمأنينة.

مجلة أنصار النبي ﷺ

13 Nov, 17:38


مقال: تثبيت النبي ﷺ لأصحابه عند لقاء العدو (1/2)

بقلم: خالد خضر بيضون - كاتب من بيروت

ينشغل العالم منذ أيام بمتابعة ما يجري من أحداث على أرض #فلسطين، وبخاصة بعد الملحمة البطولية التي سطّرها المقاومون الشجعان بسواعدهم يوم السبت 7 أكتوبر 2023م، الذي وافق 22 ربيع الأنور 1445. ومع استعار الحرب بمرور الساعات والأيام، وتمادي قوات الاحتلال بقتل المدنيين العزّل من الشيوخ والنساء والأطفال وتهجير من بقي على قيد الحياة منهم من أرضه، ينشغل الناس بمتابعة مختلف التحليلات حول السيناريوهات المرتقبة ونشهد سيلاً من المعلومات والتصريحات والأحداث التي تجد تأثيرها فيه نفس المتابع وفكره.

ولأن النبي ﷺ هو قدوة المسلم ومرجعيّته، فإن على المسلم اتباع الهدي النبوي في هذه اللحظات، فبه تكون الطمأنينة ويتحقق النصر وشفاء الصدور بإذنه تعالى، فكيف تعامل النبي ﷺ مع أصحابه عند لقاء العدو؟

مجلة أنصار النبي ﷺ

13 Nov, 15:57


"لقد تعلمنا أن لنا أولويات في كل شيء، أولوية في الولاء وفي البراء وفي السلم وفي الحرب، أولوية فيما نسمع وفيما نتكلم، وحتى في الطعام والشراب والنوم وغير ذلك، واليوم نحن أمام أخطر قضية عرفها التاريخ الحديث وهي قضية القرن الواحد والعشرين"

من مقال: عامٌ على الطوفان (1/2)

بقلم: د. حسين عبدالعال

اقرأ المقال كاملاً: https://ishortie.com/gIu

مجلة أنصار النبي ﷺ

12 Nov, 19:06


كان بالإمكان أن يُتَفهم هذا الأمر لو كانت دول العالم قد نبذت القوة، ودمرت سلاحها، لكن العالم اليوم يقدس القوة، ويتفنن في تصنيع الأسلحة الفتاكة، ويتسابق في امتلاك السلاح النووي، ولم يتخلص العالم من فكرة "إن لم تَغزُ تُغْزَ"، بل يبالغ فيها لكنه يغطيها بوسائل إعلامية ماكرة، ولا تتوقف دول الاستكبار عن الكيد، والتآمر، وسرقة ثروات الشعوب الضعيفة، وإذكاء النزاعات،.. إلخ.

أمام كل هذا، يتبرأ المسلمون من سيوفهم الحديدية وأسلحتهم الضعيفة المستوردة من أعدائهم، ويكسرون رماحهم الخشبية، وأصبح الضعفُ في عيون بعضهم فضيلةً، ولم تعد الشهامة والعزة والكرامة من سمات العربي، بل تتفنن أنظمة العرب اليوم في الانقياد للأعداء، والتذلل لهم، وكأن هذه الأمة ما ورد في كتاب ربها: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُم..﴾ [الأنفال: 60].

لقد عدّ القرآن الكريم الرضا بالضعف والهوان خطيئةً: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها فَأُولئِكَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَساءَتْ مَصِيراً﴾ [سورة النساء: 97]، وكان رسول الله ﷺ يستعيذ بالله من الضعف، وأسبابه، وأشكاله، فكان يدعو: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ، وَالعَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالجُبْنِ وَالبُخْلِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ".
وجاء في صحيح مسلم عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ، أَنَّ فُقَيْمًا اللَّخْمِيَّ، قَالَ لِعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: تَخْتَلِفُ بَيْنَ هَذَيْنِ الْغَرَضَيْنِ وَأَنْتَ كَبِيرٌ يَشُقُّ عَلَيْكَ، قَالَ عُقْبَةُ: لَوْلَا كَلَامٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ لَمْ أُعَانِيهِ، قَالَ الْحَارِثُ: فَقُلْتُ لِابْنِ شَمَاسَةَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: إِنَّهُ قَالَ: "مَنْ عَلِمَ الرَّمْيَ، ثُمَّ تَرَكَهُ، فَلَيْسَ مِنَّا" أَوْ "قَدْ عَصَى".
ولا تقوم للأديان ولا للأمم قائمة دون قوةٍ تحميها، وجندٍ يحرسونها، "فإن قوام الدين بالكتاب الهادي، والحديد النَّاصِرُ" كما يقول ابن تيمية رحمه الله، وأما ادعاء أن الأديان أو الأفكار الإصلاحية يمكن أن تجد لها مساحةً تقوم عليها في الأرض دون قوة عسكرية تحميها، فهي فكرة حالمة، "فَلَيْسَ دِينٌ زَالَ سُلْطَانُهُ إلَّا بُدِّلَتْ أَحْكَامُهُ، وَطُمِسَتْ أَعْلَامُهُ. وَكَانَ لِكُلِّ زَعِيمٍ فِيهِ بِدْعَةٌ، وَلِكُلِّ عَصْرٍ فِيهِ وِهَايَةُ أَثَرٍ".

إن الأمة اليوم مطالبةٌ أن تتوب إلى الله توبةً نصوحًا من ضعفها، وعجزها، وقلة سلاحها، وعليها أن تربي أبناءها على الشجاعة والعزيمة وامتلاك القوة، وأن تتذكر أن من أهم فروض الكفاية المعاصرة امتلاك كافة وسائل القوة العسكرية، والاقتصادية، والتكنولوجية، وأن تعلم أنه لن يحميها من عدوان الأعداء إلا سلاحها، وأن كل مؤسسات النظام الدولي، وكل القوانين والمعاهدات الإنسانية لن تحمي ضعيفًا، ولن تنصر مظلومًا، بل هي الوجه الآخر للقاتل، فامتلاك أمتنا للقوة العسكرية الحقيقية هو طريق عزتها وكرامتها، وما سواه تُرَّهات، وإضاعة أوقات، و"مَا تَرَكَ قَوْمٌ الْجِهَادَ إِلَّا عَمَّهُمُ اللهُ بِالْعَذَابِ" كما قال سيدنا رسول الله ﷺ.

مجلة أنصار النبي ﷺ

12 Nov, 19:03


مقال: التوبة من خطيئة الضعف!

بقلم: نور رياض عيد - كاتب من قطاع غزة

لو أن شخصًا جاء بعد 100 سنة ليقرأ ذلك الكم الكبير الذي كتبه علماء الإسلام ودعاته حول تمجيد السِّلم، والدعوة للسلام، ونبذ العنف، والبراءة من امتلاك السلاح، لظنَّ أن المسلمين كانوا في هذه الأيام هم مَن يسيطرون على العالم، ويحتلون بلدانه، ويستضعفون شعوبه، وأن جيوشهم تمتلك الترسانة العسكرية الأقوى التي تقتل بها أعداءها صباح مساء، فاضطر علماء الإسلام لتجميل الصورة، وتقديم التبريرات.

أو للتخفيف من وطأة الظلم الذي يوقعه المسلمون بغيرهم، ولن يخطر في بال ذلك القارئ أن هؤلاء الكُتَّاب كانوا من أبناء أمة مستضعفة، مهيضة الجناح، مستباحة الحدود، مسلوبة الخيرات والمقدرات، يُذَبَّح أبناؤها في مشارق الأرض ومغاربها.

لقد جعل الاستعمار المسلمين مستضعفين يحملون نفوسًا تعيش عقدة أنهم الظالمون، وضحايا بضمائر تؤنبهم وكأنهم المعتدون، فَمَثَل المسلمين اليوم كالدجاجة التي تُذبح لكنها تتألم لأن بعض قطرات دمها جاءت على ثوب الجزار، أو كالشاة التي تعتذر للذئب وهو يُقَطِّعها بأنيابه لأنها لم تأتِ لترمي بنفسها بين أنيابه، بل اضطرته للجري وراءها قبل أن يفترسها.

مجلة أنصار النبي ﷺ

12 Nov, 15:14


"لقد جرَّب الناس أصنافًا من البلاء لم تخطر لهم ببال، حتى إنه ليمكن عد الحروب السابقة نزهةً حقيقيةً بالقياس عما نرى، وصرنا نستذكر ما بلغنا عن إخواننا من قبل في #العراق وأفغانستان وسوريا وغيرها من بلاد الإسلام."

من مقال: في غمرات الطوفان (1)

بقلم: الشيخ محمد بن محمد الأسطل - من علماء غزة

اقرأ المقال كاملاً: https://ishortie.com/dyh

مجلة أنصار النبي ﷺ

12 Nov, 13:23


لقد كان رجال هذه الأمة عبر تاريخها يملكون أسلحتهم القتالية الشخصية، ويجيدون استخدامها بمهارة وكفاءة عالية، ليكونوا دائماً على أهبة الاستعداد للنفير في سبيل الله متى دعا داعي الجهاد، ولتكون سيوفهم أداة إقامة الحق، ودفع الظلم، وصون الحرمات، حتى جاءت الدولة الحديثة، فجردت الأمة من سلاحها، لتحتكر هي حق تصنيعه وحيازته واستخدامه، ليسهل عليها إخضاع الناس والبطش بهم، دون أن يكون لها رادع من سيف يُرفع أو رمح يُشرع.

من مقال: قراءة في مقتنيات السنوار (1)

بقلم: د. سميح عبدالرحمن -مدير أكاديمية أنصار النبي ﷺ

اقرأ المقال كاملاً: https://ishortie.com/smk

مجلة أنصار النبي ﷺ

10 Nov, 20:04


م. محمد إلهامي -رئيس تحرير مجلة أنصار النبي ﷺ- يتحدث عن دور المجلة ويحث الجميع على التفاعل معها، خلال مؤتمر الذكرى الثالثة لانطلاق الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ

#مؤتمر_الأنصار_والطوفان

مجلة أنصار النبي ﷺ

10 Nov, 18:53


لقد شعرنا وشعر الأحرار في يوم السابع من أكتوبر 2023م شعورًا حقيقيًا بمعنى العزة والكرامة، وتنفسنا الصعداء فرحًا ونشوةً وسرورًا، وهتفنا من أعماقنا: الله أكبر الله أكبر، أحقًا ما رأينا وسمعت آذاننا؟ أحقًا اقتحم الأسود سلكًا كلف المليارات؟ واقتحمت صواريخهم قبة صوروها لنا أنها تصطاد الحشرات؟ أحقًا أسر أبطالنا أكثر من مئتي وخمسين خنزيرًا صهيونيًا في لحظات قليلة وقتلوا أكثر من ألف وثلاثمئة آخرين؟ أحقًا يفر المستوطنون خوفًا وفزعًا؟ ويهجر الآلاف منهم أرض الميعاد المزعومة؟ نعم هذا كله وغيره أشعرنا بعزة الإسلام، وكرامة المسلم، وبهجة النصر العظيم.

وما زلنا طوال هذا العام ونحن نشعر بالعزة رغم الألم، قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَهِنُوا۟ وَلَا تَحۡزَنُوا۟ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ﴾ [آل عمران: ١٣٩]. أنتم الأعلون حتى في لحظة الهزيمة، فكيف بكم في حالة النصر؟! في حالة النصر أنتم الأعلون وتشعرون بالعزة والكرامة ونشوة النصر.

نشعر بالعزة كلما سمعنا عن قتل خنزير فكيف بقتل المجموعات منهم؟ نشعر بالعزة كلما شاهدنا صورة للميركفاة وهي مشتعلة بمن فيها، نشعر بالعزة كلما رأينا منزلًا يفجر بالخنازير، نشعر بالعزة كلما سمعنا (النتن) يصرخ كالمجنون ويتهدد ويتوعد ووجهه مكفهر من آثار الهزيمة، نشعر بالعزة وهم يقولون نحن ننتظر ردّ المقاومة بالموافقة على الصفقة من عدمه، نشعر بالعزة ونحن نرى العالم كله على قدم وساق والمقاومون في هدوئهم وثباتهم.
هذه حالة يشعر بها الأحرار من الناس، ولا يشعر بها العبيد منهم، فالأحرار سعداء تسموا أرواحهم، وإن كانت تمطرهم القنابل، وما رأيناه وما زلنا نراه من أهل غزة يدعونا دائمًا للعزة والكرامة.


﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ﴾

لقد تعلمنا أن لنا أولويات في كل شيء، أولوية في الولاء وفي البراء وفي السلم وفي الحرب، أولوية فيما نسمع وفيما نتكلم، وحتى في الطعام والشراب والنوم وغير ذلك، واليوم نحن أمام أخطر قضية عرفها التاريخ الحديث وهي قضية القرن الواحد والعشرين، وهي قضية (طوفان الأقصى)، والتي سطرت ملحمة جديدة وعظيمة وغريبة على التاريخ المعاصر، ولزاماً علينا أن نجعلها أولويتنا العظمى، وأن نقف في صفها وأن ندعمها وأن لا ننشغل عن دعمها بأي أمر آخر وإن عظم قدره، وأكثر ما يريده بني صهيون هو أن ننشغل بقضية غيرها، وخاصة أن ننشغل بقضايا خلافنا مع بعضنا أو مع بعض المحيطين والمتربصين بنا، ولو انجررنا للنزاعات مع بعضهم، فسننسى قضيتنا الأساسية، وينفرد الذئب بالضحية يفعل بها ما يشاء.

وإن أولى ما ننصر به قضيتنا (قضية الطوفان) هي وحدتنا وترك الخلافات بيننا، فوحدة قلوبنا سبب للنصرة، لقوله تعالى: ﴿لَّقَدۡ رَضِیَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ إِذۡ یُبَایِعُونَكَ تَحۡتَ ٱلشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِی قُلُوبِهِمۡ فَأَنزَلَ ٱلسَّكِینَةَ عَلَیۡهِمۡ وَأَثَـٰبَهُمۡ فَتۡحࣰا قَرِیبࣰا﴾ [الفتح: ١٨]، فلولا تآلف قلوبهم ووحدتهم على الحق لما استحقوا السكينة ولا الفتح القريب، ولذلك فإخواننا في غزة يجاهدون المحتل ويتنزل عليهم النصر بوحدتنا معهم وتآلف قلوبنا.. وهذا يدفعنا للدعاء لهم، فنصرهم عائد على الأمة كلها لذا هم في حاجة ماسة لوحدة قلوبنا، وإنا لنخشى والله أن نكون سببًا في تأخير النصر عن إخواننا بسبب تنازعنا واختلاف قلوبنا، عافانا الله وإخواننا من ذلك!

عام من العزة والكرامة

كثير من الناس يعيشون في الأرض معيشة الأنعام -أعزكم الله-، فلا يرون الحياة إلا علفًا يؤكل، وماء يُشرب، ولذة تُقضى، وإن داروا في فلك الساقية ليل نهار، وإن أذلهم صاحب البستان وأمطرهم بوابل من الشتائم وأحيانًا بعض السياط، المهم عندهم أنهم نجوا من السكين وإن عاشوا ذليلين خاضعين، وتلك هي حياة العبيد.
والبعض الآخر وهم القلة، لا يرضون بمثل هذه الحياة الذليلة مهما كان الثمن، فهم يرضون بالفقر والجوع والعذاب بل والموت، والمهم أن يكونوا أعزة مرفوعي الرؤوس، يعيشون بكرامة وإباء، ويموتون بكرامة وإباء، وهم يعلمون أن عزتهم وكرامتهم لا تقصر لهم عمرًا.
يقول عنترة بن شداد واصفاً هذا الشعور بالكرامة والعزة:
وَإِذا الجَبانُ نَهاكَ يَومَ كَريهَةٍ خَوفاً عَلَيكَ مِنَ اِزدِحامِ الجَحفَلِ
فَاعصِ مَقالَتَهُ وَلا تَحفِل بِها
وَاقدِم إِذا حَقَّ اللقا في الأَوّلِ
وَاختَر لِنَفسِكَ مَنزِلاً تَعلو بِهِ أَو مُت كَريماً تَحتَ ظُلِّ القَسطَلِ
فَالمَوتُ لا يُنجيكَ مِن آفاتِهِ
حِصنٌ وَلَو شَيّدتَهُ بِالجَندَلِ
مَوتُ الفَتى في عِزةٍ خَيرٌ لَهُ مِن أَن يَبيتَ أَسيرَ طَرفٍ أَكحَلِ
إلى أن قال:
لا تَسقِني ماءَ الحَياةِ بِذِلّة
بَل فَاِسقِني بِالعِزِّ كَأسَ الحَنظَلِ

مجلة أنصار النبي ﷺ

10 Nov, 18:53


وهذا هو العربي الأصيل وإن كان يعيش في جاهلية قبل الإسلام، فكيف بالعربي لو أسلم؟ فالأصل أنه يزداد حبًا وتمسكًا بكرامته وعزته، خاصة والإسلام يدعوه لأن يكون عزيزًا كريمًا، قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلۡمُؤۡمِنِینَ﴾ [المنافقون: ٨] أي: حصرًا وقصرًا عليهم، ومعنى هذا أن الذي يرضى بالذل والهوان ليس مؤمنًا، بل إن الذي يرضى بالاستضعاف دون عذر فإن الله تعالى يتوعده بالعذاب وإن ادعى الإسلام، قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ تَوَفَّىٰهُمُ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ ظَالِمِیۤ أَنفُسِهِمۡ قَالُوا۟ فِیمَ كُنتُمۡۖ قَالُوا۟ كُنَّا مُسۡتَضۡعَفِینَ فِی ٱلۡأَرۡضِۚ قَالُوۤا۟ أَلَمۡ تَكُنۡ أَرۡضُ ٱللَّهِ وَ ٰ⁠سِعَةࣰ فَتُهَاجِرُوا۟ فِیهَاۚ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ مَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَسَاۤءَتۡ مَصِیرًا﴾ [النساء: ٩٧-٩٩] وهؤلاء مسلمون وربما من الصحابة، لكن جريمتهم أنهم رضوا بالاستضعاف، والرضا بالاستضعاف ينافي التمسك بالعزة والكرامة.
ولو تأملنا حال بلال -رضي الله عنه- وهو يستعذب البلاء في سبيل الله تعالى، وهو يصرخ في وجه عدوه قائلًا: "أَحد أَحد"، ثم يقول: "لو كنت أعلم كلمة هي أغيظ لهم منها لقلتها". إنه سمو الروح وحب العزة والكرامة، وإن أدى ذلك للقتل أو الموت.

عام من الحصار والمقاطعة

وبرغم ما في العام من عزة وكرامة ونشوة بالنصر، إلا أنه عام من الألم والجوع لأعز أناس على قلوبنا -أهل غزة الأبطال- يذكّرنا أبطال غزة بما فعلوه في السابع من أكتوبر 2023م وما تلا ذلك اليوم، يذكروننا بكثير من مواقف السيرة النبوية المطهرة، على صاحبها أفضل صلاة وأتم تسليم، فاليوم نتذكر شِعب أبي طالب، ذاك الشعب الذي ضم بداخله بني هاشم وبني المطلب، دونَ قريش كلها، وقفوا استجابة لدعوة أبي طالب لهم، استجابة للنخوة والرجولة والشهامة، عرَّضوا أنفسهم وذراريهم للمقاطعة والجوع والحرمان دون أن يتخلوا عن شهامتهم ومروءتهم.. وقوفًا أمام قومهم لما رأوا منهم ظلمًا وعدوانًا لا مبرر له، في حين انحازت بقية القبائل لصف الصلف والجور مع أبي جهل ومَن معه، حتى أبناء العمومة كالمطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، وأبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وعتبة وشيبة ابني ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف، هؤلاء تخلوا عن بني عمومتهم ووقفوا في صف الطغيان.
وتستمر المقاطعة ثلاث سنوات متواصلة، يحرم فيها بنو هاشم وبنو المطلب من كل حقوقهم في البيع والشراء والمناكحة وحتى من التجول والخروج سوى في الأشهر الحرم، كل هذا لأجل عدم التفريط في ابنهم والمسلمين معه، وما منع أبا جهل وعصابته من قتل محمد ﷺ إلا خوفه من سيلان بحور الدم ممن ناصروه ومن بني هاشم والمطلب المدافعين عن رسول الله ﷺ.

لكن تلك المقاطعة كانت تتخلق بأخلاق الجاهلية الأولى (وأقصد بذلك مدحًا لها لا قدحًا فيها) فبرغم الحصار لهم كانوا يحافظون على بعض أخلاقهم التي تربوا عليها، فبنو هاشم والمطلب ما دخلوا في حلف أبي طالب إلا لحفاظهم على عاداتهم من عدم التخلي عن ابنهم، ومن مناصرتهم للمظلوم وإن كلفهم ذلك حياتهم، وحتى المحَاصِرون -بكسر الراء- كانوا يخشون رغم ظلمهم أن يؤثَر عنهم أنهم تخلوا عن أعرافهم، ولذلك قاموا هم أنفسهم ينقضون الصحيفة التي كتبها صناديدهم، فرأينا هشام بن عمرو، وزهير بن أبي أمية المخزومي، ومطعم بن عدي، وأبا البختري بن هشام، وزمعة بن الأسود، يتمالؤون بالليل سرًا على نقض الصحيفة، ولو أرادوا توسعة دائرتهم لوجدوا العشرات معهم، ممن يرفضون الظلم والقطيعة.

حصار غزة ليس له مثيل

ولكن جاهلية القرن الواحد والعشرين جاهلية جهلاء، لا تعرف قيمًا ولا أخلاقًا وليس لها من العادات ما تحترمه، وليس من بينهم من يستطيع تقليد المطعم أو زهير، لذلك حصار ومقاطعة أهل غزة أشد بكثير من حصار أبي جهل للمسلمين الأول، حصار اليوم تنصب فيه الحمم صبًا على رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ والضعفاء، حصار اليوم لا يوجد فيه من يقول للظالم أنت ظالم، لا يوجد فيه زهير ليطوف بالبيت ثم يقول: "أنأكل الطعام ونلبس الثياب وبنو هاشم هلكى؟ والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة الظالمة القاطعة"، لأن اليوم دار ندوتهم -وما يسمونه مجلس أمنهم- لا يعرف شيئًا عن الأخلاق والعادات الكريمة، ولأن زعماء جاهليتنا ليس فيهم أمثال المطعم ولا زمعة ولا هشام، وغاب عنهم حكيم بن حزام الذي كان يمد عمته خديجة بالليل سرًا بالطعام والشراب.

مجلة أنصار النبي ﷺ

10 Nov, 18:53


ونحن والله على ثقة بأن الله الذي أرسل الأرضة التي أكلت الصحيفة غير باسمك اللهم، قادر سبحانه أن يرسل جنودًا من عنده -وما يعلم جنوده إلا هو- لنصرة أهل المسرى وأهل غزة، ولكن كما قال ربنا: ﴿ذَ ٰ⁠لِكَۖ وَلَوۡ یَشَاۤءُ ٱللَّهُ لَٱنتَصَرَ مِنۡهُمۡ وَلَـٰكِن لِّیَبۡلُوَا۟ بَعۡضَكُم بِبَعۡضࣲۗ﴾ [محمد: ٤]، وكما قال أيضًا: ﴿لِیَمِیزَ ٱللَّهُ ٱلۡخَبِیثَ مِنَ ٱلطَّیِّبِ وَیَجۡعَلَ ٱلۡخَبِیثَ بَعۡضَهُۥ عَلَىٰ بَعۡضࣲ فَیَرۡكُمَهُۥ جَمِیعࣰا فَیَجۡعَلَهُۥ فِی جَهَنَّمَۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡخَـٰسِرُونَ﴾ [الأنفال: ٣٧].
فسارِع أيها المؤمن لتكون في صف الطيبين، وإن أصابك ما أصابك من بلاء، وأبعد نفسك عن صف الخبيثين، وكن واثقًا في نصر الله المبين، وكن أنت حامل اللواء والمدافع عن إخوانك، حتى يأتي النصر وأنت في خندق المؤمنين، أو يأتيك الأجل وأنت ثابت على طريق الموحدين.

وللحديث بقية في العدد القادم إن شاء الله تعالى.

مجلة أنصار النبي ﷺ

10 Nov, 18:52


مقال "عامٌ على الطوفان" (1/2)

بقلم د. حسين عبد العال - عضو الأمانة العامة للهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ

مجلة أنصار النبي ﷺ

09 Nov, 18:09


خلال ثوانٍ دار ذلك الشريط الطويل بذكريات السريرة في ذاكرتي وأنا أتكئ على أحد الكراسي إلى جواري، هم من حولي يضحكون ويشربون القهوة والشاي ويقهقهون في غاية السعادة والسرور، كثيرة تلك الذكريات المريرة التي انطبعت في ذاكرتي ولن تنمحي أبداً، والتي سرعان ما تقفز لقطات منها أمام مخيلتي أمام أي حدث يفجر ينبوع الذكريات.

من مقال "غوص في نفسية الفلسطيني"

بقلم القائد الشهيد #يحيى_السنوار - تقبّله الله

استمع الآن إلى المقال كاملاً 🎧

مجلة أنصار النبي ﷺ

08 Nov, 17:13


وصار من الأسئلة التي ترد إليَّ:
هذه المعركة التي أبيد فيها كل شيء، واستشهد فيها عشرات الآلاف واعتقل الآلاف وقصف أو نُسف أكثر من ثُلُثَي البيوت والمنازل السكنية هل لها من فائدةٍ أو ثمرةٍ سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو العالمي توازي ما تمت خسارته؟
وهل يمكن أن ننتصر ونحن نرى ما نرى من مظاهر الذنوب كالسرقة والجرأة على بعض الحرمات وكحالة الاستغلال من التجار؟
وهل ما حصل بالبلد من ذنوبٍ ومخالفات كالسرقة وقطع الطريق والابتزاز كالذي يجري من بعض التجار جعلنا في سياق سنة الاستبدال؟
وهل ما يجري الآن هو ابتلاءٌ وكرامةٌ واستعمالٌ وهو نتيجةٌ طبيعيةٌ للجهاد والثبات والصبر أم أنه بلاءٌ ومهانةٌ واستبدال بسبب ما وقع بنا من ذنوبٍ وخبثٍ وتقصير؟
وهل هذا الذي حصل لنا من إبادةٍ حصل لأحدٍ قبلنا لنأنس بذلك؟ أم أننا بما نقع به من تقصيرٍ أو بما يوجد فينا من مذنبين بتنا معاقبين بما لم يُعاقب به أحدٌ قبلنا؟
وأين لطف الله مما يجري؟
وما الذي يمكن أن يحصل في المستقبل القريب؟
وكيف يمكن أن تنتهي المعركة؟

هذا ما أجيب عنه في هذه الرسالة بإفراد القول في كل سؤالٍ بجوابٍ لا يطول إلا الكلامَ في الثمرات؛ فإني أبسط القول فيها لا لطول الكلام في كل بندٍ؛ ولكن لكثرة البنود وتشعبها على مختلف الأصعدة كما سترى، كما أنَّ جزءًا من مادتها يعد خادمًا لإجابة عددٍ من الأسئلة بعدها.

ومن الله استمدادُ التوفيق والإصابة والسداد.

مجلة أنصار النبي ﷺ

08 Nov, 17:08


وقد نجح المجاهدون بفضل الله في تجاوز حدود العدو، وتعطيل منظومة الاتصال والتصوير في أكبر عملية خداع للعدو لن ينساها في تاريخه، ووصلوا إلى القواعد العسكرية، وانقضوا على جنود العدو، فقتلوا نحوًا من ألفين، وأسروا زيادةً عن مائتين.
وما إن استوعب العدو ما جرى حتى بدأ في حربٍ مجنونةٍ لم تخف وطأتها حتى اليوم على مدار سنةٍ كاملة.

لقد قرر الكيان الصهيوني أن يسحق المجاهدين، ويفتك بالبلد، ويدمر فيه كلَّ شيء، وتوافد كثيرٌ من رؤساء دول العالم على مؤازرته في ذلك، وتسليحه بما يريد، وإعطائه الغطاء الكامل ليفعل ما يريد.

وبدأت حرب الإبادة، واستشهد الآلاف في بضعة أيام، وصارت الأخبار تأتي بقصف المساجد والمؤسسات والجامعات والكليات والشركات والمصانع وكثيرٍ من الأبراج والبيوت السكنية، وغير ذلك مما يشق تتبعه، وكان الذي نراه من البأس في المعارك السابقة في شهرٍ يمكن أن نراه في هذه المعركة في يومٍ أو بعض يوم.

ولم نكن قد جربنا قتال الولايات المتحدة الأمريكية حدَّ الاشتباك المباشر، وإذ بألفي جنديٍّ من جنود الأمريكان يحضرون إلى الكيان، مع طاقمٍ قيادي يتولى جزءًا من إدارة المعركة، ووصلت البوارج الأمريكية حاملة الطائرات، وبدا واضحًا من جملة ما تسطر وغيره أن النظام الدولي الحاكم -ممثلًا بالولايات المتحدة وكبرى الدول الأوروبية- قد قرر سحق غزة سحقًا تامًّا، ليتم الانتهاء تمامًا من هذه البقعة التي تقوم بالتشغيب بينٍ وقتٍ وآخر.

ثم إنَّ كلَّ ما قرأت كان نزهةً بالقياس مع بدء الحرب البرية!
ومع الدخول البري ونية العدو في تهجير أهل البلد إلى سيناء، والبدء في القصف البركاني المجنون كثر القتل، واشتد الخوف، وعظم الكرب، وزاغت الأبصار، وبلغت القلوب الحناجر، وابتلي المؤمنون وزُلزلوا زلالًا شديدًا.
إي والله.
حتى صارت المناطق التي لم تشهد قتالًا قط من أول الانتفاضة ساحة حرب، لا يسهل أن تعرف معالمها؛ بل ولا ملامحها في بعض الأحيان.

وعلى المستوى الشخصي فقد بدأ كثيرٌ من الناس في توديع أحبابهم، وكتابة وصاياهم، وهُرع الناس إلى الاستغاثة بالله في دعاء القنوت وغيره.

ومع شدة البأس غير المسبوق، والسرعة الجنونية في عداد الشهداء اليومي، وقصف البيوت على رؤوس أصحابها بما لم نعهده من قبل.. أخذ بعض الدعاة يبشرون الناس بنصرٍ قريبٍ؛ أخذًا من قوله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا﴾ [يوسف: 110]؛ إذ تفيد الآية أن النصر قرين اليأس، وأنه متى بلغ الضيق مبلغ الاستيئاس فالنصر قريب.
وهذا يعني -على ما نفهمه من الآية- أنه لا يفصلنا عن نهاية المعركة إلا أيامٌ معدودة، ولهذا كان الرجل إذا سُئل: متى تتوقع أن تنتهي الحرب؟ وقال بعد شهرٍ مثلًا.. فإن ذلك من شأنه أن يُنزلَ الضيقَ بالسائل حدَّ التبرم.

وأذكر في شهر 12 الماضي أنَّ بعض الناس كانوا يدندنون حول صفقةٍ متوقعةٍ سُتبرم في غضون أسبوعين، فكان ذلك قاسيًا على النفوس، ولكأن المدة المتبقية بضعةُ شهورٍ أو سنين!
ومضى وقتٌ كأن اليوم فيه شهر، والشهر الذي انصرم كأنه يوم؛ لأنَّ النفس تطيل التأمل في يومها وتكون ذاهلةً عما مضى من أمسها فيختل النظر.

ومن المعلوم أنه عقب التهدئة التي جرت بعد 48 يومًا من بدء المعركة جاءت معاناة النزوح، وتبين للناس أن التحصل على خيمة يشبه التحصل على بيتٍ فخم، وكان البرد شديدًا، واشتد معه الجوع، وفقدت السلع، وكثيرٌ من الأدوية، وشرب الناس الماء الملوث، وقُطِعَت وسائل الاتصال، وكذلك الانترنت، وقد قطع التيار الكهربائي من ثالث أيام المعركة من قبل، وسكن السواد الأعظم من الناس الخيام، وتساوى الناس، وصار من الممكن أن ترى صاحب الشركة أو المصنع الذي كان يملك من المقدرات ملايين الدولارات يبحث عن قوت يومه، ويقف مع الناس في طابور التحصل على صحنٍ من الطبيخ.

وفي التفاصيل لقد جرَّب الناس أصنافًا من البلاء لم تخطر لهم ببال، حتى إنه ليمكن عد الحروب السابقة نزهةً حقيقيةً بالقياس عما نرى، وصرنا نستذكر ما بلغنا عن إخواننا من قبل في العراق وأفغانستان وسوريا وغيرها من بلاد الإسلام.

إن الحزامات النارية مثلًا التي قد يأتي ذكرها باردًا في الأخبار هي فتنةٌ بكلِّ ما تحمله الكلمة من معنى، ولو كانت القيامة عبارةً عن حزاماتٍ ناريةٍ لكانت رعبًا يستحق أن يتعب الإنسان مدة الدنيا في التعبد وفعل البر ليكون من الذين يأتون آمنين منه يوم القيامة، ويأخذ في تتبع النصوص التي تُبشر بعض الفئات بالأمن والأنس والاستظلال في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله.

وحتى قصف البيوت وإن كان معتادًا من قبل إلا أنه كثيرًا ما كان يُسبق بالإنذار المبكر من خلال اتصالٍ هاتفيٍّ بأهل البيت، أو بصاروخ زَنَّانة -مُسيَّرة- يسبق الصاروخ المُدمِّر، أما في هذه المعركة فيتم قصف البيت من غير سابق إنذار.

مجلة أنصار النبي ﷺ

08 Nov, 17:08


وأذكر من الأخبار التي جاءت: بيت فلان قُصف، واستشهد في البيت 36 شخصًا، وبيت فلان قُصف، واستشهد فيه 58 شخصًا، وبيت فلان قُصف، واستشهد فيه 70 شخصًا، وكثرة الأعداد راجعةٌ لكثافة النازحين إلى هذا البيت من الأقارب والمعارف أو من غيرهم.
والكلام هنا ليس مجرد أرقام كما يمكن أن يستقبل الخبر من هم خارج البلد من أبناء الأمة؛ بل الحديث هنا كثيرًا ما يكون عن أصدقاء أو أقارب أو معارف، فالمشاعر ضاغطةٌ جدًّا.

والعائلة الواحدة قد تكون متفرقةً لاعتبارات شتى، فيستشهد أكثر الأفراد كل واحدٍ في منطقة في ظروفٍ مختلفة.
وهذا أمرٌ يعمل في المشاعر عملَه.
وتقريبًا للصورة: نظرت قبل مدة في الأسماء التي حصل بيني وبينها تواصل في الأيام الأخيرة قبل المعركة أو في أيامها الأولى، فهالني كثرة من فيهم من الشهداء، فأخذت في العد، وأخذت عينة من ذلك 15 شخصًا، فوجدت الذين استشهدوا منهم 11 شخصًا هم من أقرب الناس إليَّ وأعزهم وخيارهم.

لقد صار القتل قريبًا، وهانت الدنيا على الناس، وصار الكرب يُرى ويُحس في الشوارع، حتى تغيرت هيأة كثيرٍ من الناس!
وأذكر قبل ما يزيد عن شهرين أني رأيت بعضَ من لم أكن قد رأيتهم من أول الحرب، وإذ بالواحد كأنه زاد في العمر خمس سنين أو يزيد.
بل مما تحتار معه أن تضحك أو أن تبكي أن بصمة الوجه لم تعد فعالة في بعض الهواتف؛ لعدم تعرف الجوال على هيئة صاحبه بعد الذي أصاب الوجه من التغير، سواء من التعب والإنهاك وكرب العيش، أو من أثر الجوع لا سيما في مناطق مدينة غزة والشمال!
وفي ثنايا المعركة تأتيك أخبارٌ كبرى من البأس من مثل قصف المستشفى المعمداني واستشهاد 500 شخص، وقصف ثلاثين برجًا في مدينة الزهرة حتى أبيدت عن آخرها، وغير ذلك مما هو قريبٌ منه أو دونه.

والأشد من هذا كله ما كان يتردد في الأجواء من بداية المعركة من شبح التهجير إلى سيناء، وهو الأمر الذي تفاعل جدًّا عقب التهدئة وبدء حركة النزوح باتجاه الجنوب مطلقًا ثم باتجاه رفح خاصة، ولقد مضت علينا أيامٌ صعبةٌ في ذلك.

وكان يكلمني بعض الأفاضل ويذكرون أنهم على يقينٍ من حصول التهجير كما تشير القرائن بذلك، وكنت أقول لهم: قلبي مليءٌ بالتوجس؛ لأنَّ أكثرَ من نصف سكان قطاع غزة هم الآن على الحدود المصرية مباشرة، ولكني على يقينٍ بالله من عدمه.
وكنت أرى أن عامة آيات القرآن التي تتكلم عن الإخراج من الديار آتيةٌ في سياق كونه نجاة وإن كان هو في نفس الأمر ابتلاءً من حيث كونه مغادرةً للديار والأهل، فكيف ينتهي هذا المشهد الجهادي من شدةٍ إلى ما هو أشد؟!

ومن الأدعية التي كنت أرددها كثيرًا:
اللهم إنا نعوذ بك من الذلة بعد العزة، ومن الخوف بعد الأمن، ومن النقص بعد الزيادة.
اللهم كما أدخلتنا المعركة مدخل صدقٍ فأخرجنا منها مخرج صدق، واجعل لنا من لدنك سلطانًا نصيرًا.

وبعد؛ فما تَسَطَّرَ من أول المقالة معلومٌ لأكثر الناس، وقد عانوه وعاينوه بأنفسهم فكيف أحكي قصةً لصاحبها الذي جرت معه!
ولكني إنما ذكرتُ ذلك لأتمهد به إلى ما بعده مما هو مقصودُ الكلام.

إنَّ أجواءَ المعركة التي أتيتُ على طرفٍ من كلياتها دون الجزئيات والتفاصيل قد أوجدت رزمةً من الأسئلةِ على السطح، وصار كثيرٌ من الناس في ظل الإبادات اليومية التي لا تنقطع يسأل:
- أين نصر الله؟
- إن الآيات تبشر بنصرٍ قريبٍ وأنه يأتي حين اليأس وقد حصل اليأس، فلماذا لم يأت نصر الله؟!
- فهل تعطَّلت فاعلية الآيات؟
- ثم إنَّ فقه السنن يقرر نصرة الله للمظلوم وانتقامه من الظالم فهل توقفت فاعلية فقه السنن؟ وإذا كان الأمر كذلك فلماذا؟
- ولماذا لا تستجاب الأدعية وقد التمسنا أوقات الإجابة وأحوالها؟
هذه الأسئلة وما دار في فلكها أفضى إلى موجةٍ عارمةٍ من اليأس والإحباط، وشك بعض الناس في وعد ربهم، بل بلغ الحال ببعض الناس إلى التكلم بما هو كفرٌ في نفسه والعياذ بالله.

وإذا كان الناظر من أبناء الأمة في أي بلدٍ يرى على نشرات الأخبار مشاهد الإبادة وبجانبها المقاطع الجهادية التي فيها إثخان المجاهدين في عدوهم فيعتدل عنده المشهد لاقتران الألم بالأمل.. فإنَّ شراسةَ المجازر هنا قد تجعل الذي يعاني ذاهلًا عما يجري على الأرض من إنجازاتٍ عسكرية، وحين تأتي فكأنها ومضة قد يُضعِفُ أثرَها شدةُ البأس ومعاناة تدبر أمر العيش، ولهذا من فضل الله على المجاهدين أنهم أخرجوا العمليات موثقةً لتبقى محفوظةً في الهواتف تؤدي فاعليتها من التحريض وبث الأمل كلما نظر إليها ناظر.

ومع شدة الجوع، وقصد العدو لتقرير حالة الانفلات في البلد، وبروز ظاهرة قطع الطريق والسرقة تبعًا لذلك فقد تكاثفت الأسئلة وكثرت، وكلها تتمحور حول اليأس، وفقد الأمل، وشدة الإحباط، خاصة أن هذا الخطاب قد وصل لبعض النخب من مثل الأساتذة والأكاديميين والدعاة والمشايخ وأولي الهيئات.

مجلة أنصار النبي ﷺ

08 Nov, 17:03


مقال في غمرات الطوفان (1) - متى نصر الله؟

بقلم: الشيخ محمد بن محمد الأسطل

في تمام الساعة 06:30 من صبيحة يوم السابع من أكتوبر 2023 أصبحنا على أصوات خمسة آلاف صاروخ تتجه باتجاه الكيان الصهيوني، وبدء عملية تعد أكبر العمليات العسكرية في تاريخ المقاومة في #فلسطين، وهي أكبر معاركنا ومعارك الكيان الصهيوني من لحظة الاحتلال وحتى اليوم....

مجلة أنصار النبي ﷺ

08 Nov, 13:45


قبل 3 أعوام تأسست الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ، للدفاع عن الجناب النبوي الشريف، ونصرة أمته في قضاياها الكبرى، وجاءت هذه الذكرى متزامنة مع مرور عام كامل على #طوفان_الأقصى المبارك، الذي انخرطت فيه الهيئة بكل رموزها ومؤسساتها صبيحة نصر السابع من أكتوبر المجيد

من مقال الافتتاحية.. "هيئة الأنصار في خندق الطوفان"

بقلم الشيخ محمد الصغير رئيس الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ

استمع الآن إلى المقال كاملاً 🎧

مجلة أنصار النبي ﷺ

05 Nov, 15:28


ولم تكن جعبة القائد السنوار كتلك الجعب الفخمة الضخمة التي يرتديها جنود العدو، مجهزة بكل ما يحتاجه المقاتل الإسرائيلي، ومزودة بدروع حماية واقية من الرصاص، بل كانت جعبة بسيطة خفيفة -وهو القائد!- دون كثير جيوب وعلائق، ودون درع واقية من الرصاص بطبيعة الحال، وكأني به يتمثل قول عوف بن الحارث لرسول الله ﷺ يوم بدر: يا رسول الله، ما يضحك الرب من عبده؟ قال: "غمسه يده في العدو حاسراً، فنزع درعاً كانت عليه فقذفها، ثم أخذ سيفه فقاتل حتى قُتل".

مطوية: من الأذكار النبوية اليومية

قد يتساءل البعض متعجباً: ما حاجة المقاتل في الميدان لمطوية الأذكار؟

والجواب: أن حاجته إليها لا تقل عن حاجته لبندقيته ورصاصه، فالأذكار هي ذخيرة المجاهد الإيمانية، وغذاء روحه التي يربط بها على قلبه، ويتعلق بها بربه، فلا يبقى خوف ولا وجل ولا ضعف ولا جُبن يغشى قلبه أو يساور نفسه.

الأذكار والأوراد للمجاهد هي زاد سماوي يغمر روحه بنور الطمأنينة، ويملأ قلبه يقينًا في ميدان الصراع مع النفس والشيطان. وسط أزيز الرصاص، وأصوات القذائف والقنابل، وفي أحلك المواقف، يلهج قلب المجاهد ولسانه بالأذكار فتهب كأنها نسمات رحمة تلامس القلب، فتربط المجاهد بربه في كل حركة وسكنة، ويستشعر معها قوة المعية الإلهية تحفّه وتشد من أزره، وكأن الأذكار أسلحة خفية تجدد في قلبه العزيمة، وتُلبسه درعًا من نور الإيمان، يحميه من تردد النفس وزيغ الخوف، فتسمو روحه ثابتةً مؤمنةً، لا يزعزعها بأس الأعداء ولا رهبة الحتوف.

وفي احتفاظ القائد السنوار بمطوية الأذكار النبوية دلالة على حرصه على الحفاظ على الأذكار النبوية الثابتة، متتبعاً هدي رسول الله ﷺ، متبركاً بترداد الأذكار الواردة عنه، يقتفي أثره، ويتبع سنته، قائداً مجاهداً، وعابداً ذاكراً، ومتبتلاً أواباً، ولعمري هذا فعل الرجال الصادقين، المجاهدين بالسنن وعلى السنن حقيقة لا ادعاءً!

(وللحديث بقية في المقالات القادمة إن شاء الله)

مجلة أنصار النبي ﷺ

05 Nov, 15:28


"أنا قلت وأكرر: إن كنا نخشى الموت، فنحن نخشى الموت على فراشنا كما يموت البعير، نخشى أن نموت في حوادث الطرق، أو بجلطة دماغية، أو بسكتة قلبية، لكننا لا نخشى أن نُقتل في سبيل ديننا، وفي سبيل وطننا، وفي سبيل مقدساتنا، فدماؤنا وأرواحنا ليست أغلى من دماء وأرواح أصغر شهيد قدّم روحه الغالية في سبيل هذا الوطن وهذا الدين وهذه المقدسات".
القائد #يحيى_السنوار في لقاء في برنامج (من النكبة.. إلى العودة) عام 2018 على قناة الجزيرة.

وكأن هذا المعنى كان حاضراً على الدوام في ذهن وعقل المجاهد البطل القائد المغوار يحيى السنوار -تقبله الله- يهتم له، وينشغل به، فقد تواتر في كثير من لقاءاته وكلماته المأثورة، بعبارات مختلفة، تفيد في مجملها حرصه الشديد على نيل الشهادة في الميدان، مجاهداً في سبيل دينه، ومقاوماً لتحرير وطنه ومقدساته.

وجاءت تلك اللحظة التي طالما تمناها -ويتمناها كل مجاهد- وذلك في عصر يوم الأربعاء الموافق 16 أكتوبر 2024، حين اشتبك القائد الشهيد واثنان من رفاقه مع مجموعة من جنود العدو من اللواء 828 العامل في منطقة (تل السلطان) بـ(رفح)، ليرتقي على إثر هذا الاشتباك القائد يحيى السنوار شهيداً إلى ربه، في ملحمة بطولية ومشاهد وأحداث أسطورية، قدّر الله لها الخلود والبقاء حية في وجدان الأمة وذاكرة الأجيال.

سعى الاحتلال سعياً حثيثاً منذ السابع من أكتوبر المجيد إلى الوصول إلى القائد يحيى السنوار بصفته مهندس معركة (الطوفان) وقائدها، لكنه فشل في ذلك فشلاً ذريعاً على مدار أكثر من عام، وحين حانت اللحظة المقدرة، لم يكن السنوار مختبئاً في الأنفاق، ولا محيطاً نفسه بالمتفجرات وأسرى العدو -ولو فعل ذلك فإنه لا يعيبه بطبيعة الحال- كما لم يكن وسط المدنيين يتخذهم دروعاً بشرية، كما دأبت على افتراء ذلك أبواق النفاق، بل كان في أشد جبهات الاشتباك مع العدو، في منطقة خالية من السكان منذ أكثر من خمسة أشهر قبل استشهاده، ثم يكون قتاله لهم ومواجهته لجنودهم بجسارة غير مسبوقة، فيصيب منهم ببندقيته، ثم يردهم بقنابله اليدوية على الرغم من جسده المثخن بالجراح، حتى قصفوه بالدبابات، ثم أرسلوا طائرة الاستطلاع لترصد نتيجة القصف، لنرى جميعاً بعيونها بطلنا قد جلس على كرسي، مثخناً بالجراح، مضرجاً بالدماء، ملثماً كي لا يُعرَف، فيسعون في أخذه أسيراً، مفضلاً الشهادة على محاولة الاختباء أو الوقوع في الأسر، ثم يرمي طائرتهم بعصاه الخالدة، في رمزية أسطورية على مثابرته في قتال عدوه حتى الرمق الأخير، ولو بالعصا، وما دون العصا.
وكان من بين المشاهد التي لفتت الأنظار إليها بعد اكتشاف العدو أنه قتل يحيى السنوار (بالصدفة)، هو ما نُشر من صور المقتنيات التي كانت بحوزة الشهيد القائد -تقبله الله- وفي السطور القادمة نقف سوياً مع أبرز هذه المقتنيات في خواطر ودروس مختصرة.

الكلاشنكوف AK-47

كان من أبرز ما تركه القائد أبو إبراهيم هو سلاحه الشخصي (الكلاشنكوف)، ويُعد سلاح الكلاشنكوف، أوAK-47، أحد أشهر الأسلحة في حروب العصابات، وهو بندقية هجومية صممها المهندس العسكري (ميخائيل كلاشنكوف) في الاتحاد السوفيتي عام 1947م، ويتميز هذا السلاح ببنائه القوي وقلة أعطاله، مع بساطته وسهولة صيانته وفكه وتركيبه وتنظيفه، مما يجعله سلاحًا فعالًا في البيئات الصعبة، مع كفاءة عالية في العمل والأداء في الظروف المناخية المختلفة، وقد وُجد ضمن مقتنيات القائد السنوار مخزنين للذخيرة، كل منهما سعة 30طلقة، ويستخدم الكلاشنكوف ذخيرة من عيار 7.62×39 ملم، وهي ذخيرة قوية توفر اختراقاً عالياً ومدى مؤثراً يصل إلى حوالي 400 متر، ويتميز هذا العيار بفعاليته في الاشتباكات القريبة والمتوسطة، ويمنح السلاح قوة ارتداد معتدلة نسبياً، مما يسهل على المقاتلين التحكم به في ظروف القتال المتنوعة، ولهذه الأسباب يُعد (الكلاشنكوف) السلاح الرسمي لأغلب الجماعات المسلحة حول العالم.

وبالنظر إلى السلاح الشخصي لأي مقاتل فإنه يمثل أكثر من مجرد أداة للقتال؛ فهو يعتبر امتداداً لقوته ورمزاً لإصراره على الدفاع عن نفسه ومبادئه، والسلاح في المعركة يمنح صاحبه شعورًا بالثقة والأمان والسيطرة الميدانية، من خلال القدرة على الاشتباك ورد الاعتداء وعدم الوقوع في الأسر ما دامت يده قابضة على سلاحه.

ويُعد سلاح الكلاشنكوف في الحروب الحديثة بمثابة السيف في الحروب القديمة، إذ هو سلاح قتال شخصي، يستخدم في الالتحامات المباشرة بين الأفراد، وكان رسول الله ﷺ وأصحابه يحرصون على اقتناء السيوف الجيدة، ويعتنون بها عناية خاصة، وقد كان لرسول الله ﷺ تسعة أسياف، وكان لكثير من قادة الصحابة وفرسانهم عدد من الأسياف المشهورة بأسمائها، وكما أن أشهر سيوف العرب قديماً هو "صمصامة عمرو" فإن بندقية السنوار تستحق أن تكون هي أكرم سلاح لمقاومٍ في هذا العصر.

مجلة أنصار النبي ﷺ

05 Nov, 15:28


ولقد كان رجال هذه الأمة عبر تاريخها يملكون أسلحتهم القتالية الشخصية، ويجيدون استخدامها بمهارة وكفاءة عالية، ليكونوا دائماً على أهبة الاستعداد للنفير في سبيل الله متى دعا داعي الجهاد، ولتكون سيوفهم أداة إقامة الحق، ودفع الظلم، وصون الحرمات، حتى جاءت الدولة الحديثة، فجردت الأمة من سلاحها، لتحتكر هي حق تصنيعه وحيازته واستخدامه، ليسهل عليها إخضاع الناس والبطش بهم، دون أن يكون لها رادع من سيف يُرفع أو رمح يُشرع.

المسدس (غلوك)

من أشهر صور القائد الشهيد السنوار -تقبّله الله- صورته وهو يضع مسدساً من نوع (غلوك) مزودا بكاتم صوت في حزامه، وهو على منصة احتفالية في إحدى المؤتمرات الشعبية، كما تفاخر بهذا المسدس رافعاً إياه في كثير من المناسبات، والسبب في ذلك يعود لقصة هذا المسدس.

المسدس يعود لضابط القوات الخاصة الإسرائيلي الدرزي محمود خير الدين، وهو ضابط برتبة (مقدم) يعمل في وحدة (ميتكال) التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، وتُعد وحدة (ميتكال) التي تأسست عام 1957م من نخبة الوحدات القتالية في الجيش الإسرائيلي، إذ تركز على استقطاب أفراد يتمتعون بقدرات جسدية وذهنية عالية، ويخضعون لتدريبات صارمة، وتتمثل مهامها الأساسية في جمع المعلومات الاستخباراتية، والقيام بمهام استطلاعية خلف خطوط العدو، وفي إحدى هذه المهام التي كان يقوم بها المقدم محمود خير الدين على رأس مجموعة متخفية من 7 أفراد في خان يونس عام 2018، استطاعت كتيبة خان يونس بقيادة الشيخ الشهيد نور بركة كشف المجموعة وإفشال مهمتها والاشتباك معها، حيث قُتل قائد المجموعة الإسرائيلية وغنم المجاهدون مسدسه، ليقتنيه القائد السنوار، ويتفاخر به أمام العدو في رسالة مفادها أننا أفشلنا مهمتكم، وسنفشلها على الدوام.
ظهر المسدس قريباً من جثمان الشهيد القائد في الصور التي نشرها الاحتلال، وكأني به يتمسك به في لحظاته الأخيرة، فقد كان أثيراً على نفسه، إذ هو غنيمة من عدوه، وحين يكون السلاح غنيمة من العدو، فإن لذلك شعوراً خاصاً في نفس المجاهد، ويذكرني ذلك بسيف رسول الله ﷺ "ذي الفقار" الذي تنفله يوم بدر، وكان لا يكاد يفارقه، وهو الذي أُرِيَ فيه الرؤيا يوم أُحد، ودخل به مكة يوم الفتح وهو مرصعٌ بالذهب والفضة -كما أورد كل ذلك ابن القيم في زاد المعاد-، فكأني بالقائد السنوار وهو لا يكاد يفارق مسدسه يتمثل هدي رسول الله ﷺ مع سيفه ذي الفقار.

يختلف المسدس عن الكلاشنكوف في كونه صغير الحجم، حيث يُمثل رفيق المجاهد والمقاوم دائماً، سواء في بيئة العمليات أو خارجها، ويتميز بسهولة حمله وإخفائه تحت الثياب، وسرعة إشهاره واستخدامه عند الضرورة، وهو فعال في المواجهات القريبة، ويضمن إصابات دقيقة من المسافات القصيرة، في حال كان حامله متمرساً، ويُعد جزءاً لا يتجزأ من عتاد الأمان والمفاجأة.
ومسدس القائد السنوار هو من نوع (غلوك) النمساوي الشهير، والذي يتميز بخفة وزنه ومتانته، مع تصميم مقاوم للصدأ، وهو معروف بقوته ودقته وسهولة صيانته، لذلك فإنه يعد من أفضل مسدسات الحماية الشخصية في العالم.

ولعل أقرب الأسلحة شبهاً بالمسدس من التراث الحربي هو الخنجر، فقد كان سلاحًا جانبيًا خفيفًا يمكن حمله وإخفاؤه بسهولة، مثل المسدس اليوم، كما كان يُستخدم في الدفاع عن النفس في الالتحامات المباشرة القريبة، حيث يمنح المقاتل فرصة للرد بسرعة في لحظات الخطر، كما ارتبط الخنجر بروح الشجاعة والجاهزية للحماية، كما المسدس في عصرنا الحالي رمزاً للحماية الشخصية والأمن والدفاع الذاتي.

ولئن عجز رجال الأمة اليوم عن امتلاك أسلحة القتال الشخصية التي تمكنهم من الجهاد في سبيل الله، ورفع الظلم عن المسلمين، فليس أقل من اقتناء وإجادة استخدام أسلحة الحماية الشخصية، التي يدفع بها المسلم عن نفسه وحريمه، أن تمتد إليهم يد البغي والظلم والعدوان.

الجعبة

من أكثر التعليقات رواجاً عن الشهيد السنوار تقبله الله مع بداية نشر صور جثمانه الأولى، أنه قُتل وهو يرتدي جعبته، والجعبة هي وعاء الذخيرة، فكانت قديماً وعاءً من جلد توضع فيه السهام، ويعلقها الفارس على ظهره أو في سرج فرسه، وهي اليوم صديري -من القماش غالباً- يرتديه المقاتل، وقد جعلت فيها أماكن خاصة لمخازن الذخيرة والقنابل اليدوية، وأحياناً لمزيد من معدات ولوازم القتال، كمواد الإسعافات الأولية وغيرها.

والجعبة للمقاتل اليوم، كما كنانة السهام وحمائل السيوف والخناجر قديماً، يستخدمها لحمل مخازن الرصاص وأدوات القتال الضرورية، فتكون كأنها رفيقة صامتة للمقاتل في خضم المعركة، تضم في طياتها كل ما يحتاجه من ذخيرة وقوة، تنظم له أدواته، وتتيح له الوصول السريع إليها، وكأنها شريكة في دقة الحركة وسرعة الاستجابة، يرتديها المقاتل كجزءٍ من روحه، ويستمد منها شعور الثبات والدفء، إذ تبقى معه دومًا كأمينة على احتياجاته في لحظات المواجهة الصعبة.

مجلة أنصار النبي ﷺ

05 Nov, 15:28


مقال "قراءة في مقتنيات السنوار (1)"

بقلم الدكتور سميح عبدالرحمن

مجلة أنصار النبي ﷺ

05 Nov, 14:56


يأتي في مقدمة أهم مشاريع الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ مشروع دعوة الأعاجم غير المسلمين، وقد يظن البعض أن مناط المشروع لا يتعلق بشيء في الطوفان، والأمر بخلاف ذلك تماماً، حيث رافق #طوفان_الأقصى انتشار الوعي بحقيقة قضية فلسطين، والسؤال عن جوهر الإسلام، وأثمر ذلك إقبالاً كبيراً في الدخول للإسلام

من مقال الافتتاحية.. "هيئة الأنصار في خندق الطوفان"

بقلم الشيخ محمد الصغير رئيس الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ

استمع الآن إلى المقال كاملاً 🎧

مجلة أنصار النبي ﷺ

04 Nov, 14:40


ومن أطرف الدراسات التي يطرحها الأمريكيون تلك الأوراق التي تستعرض الخطابات الدينية الإسلامية وتوازن بينها؛ لتحديد أفضل تلك الخطابات في التناغم مع الهيمنة الأمريكية وعدم التحرش بها أو التشويش عليها.

من مقال "وماذا سنفعل بنصوص (جهاد الغزو)؟"

بقلم إبراهيم السكران فك الله أسره

استمع الآن إلى المقال كاملاً 🎧

مجلة أنصار النبي ﷺ

04 Nov, 12:07


2- والحمد لله كثيراً، فقد جُمِعت في أمتنا مادة البطولة، حتى كأن أمتنا نبع من البطولة المتفجرة المتدفقة، أبناؤها يقاتلون في الساحات قتالاً غير مسبوق ولا مشهود، قتال من لا يملكون شيئاً في مواجهة من يملكون كل شيء!!
ماذا يكون معنى البطولة ومعنى الشجاعة ومعنى البسالة ومعنى الإقدام إذا لم يكن هو مشاهد اقتحام المقاتلين المحاصرين منذ سبع عشرة سنة في القطاع المعزول لأقوى دولة مدججة بالسلاح، وإعطائها صفعة مدوية انكسرت فيها سُمْعتها الأمنية وتضعضعت فيها هيبتها العسكرية؟!
كيف يمكن أن نصف البطولة والشجاعة والإقدام والبسالة إذا لم نستعمل لذلك مشاهد الحافي الذي يخرج من فتحة نفق ليضع عبوة ناسفة على الدبابة الأكثر تسليحاً وتدريعاً في تاريخ المدرعات؟! أو ذلك الذي قُطِعت ذراعه فكان يرمي بذراعه الثانية قذائف الهاون على عدوه، أو ذلك الذي سقط أمامه صاحبه الأول ثم الثاني فالتقط السلاح الوحيد ليواصل المعركة المحسومة بلا تردد؟!!
كيف نصف معنى الصبر والثبات ورباطة الجأش إذا لم نستعمل مشاهد أهل غزة من الشيوخ والنساء والصبيان وهم يعيشون المصائب الكبرى التي ينهار الناس لأقل من عشر معشار معشارها؟! ولئن نسيت فلست أنسى طبيبة تابعة لمنظمة غربية جاءت إلى غزة بعد جولة حربية فدُهِشت لأنها لم تر في غزة ما تراه في الغرب من مظاهر الانهيار والصدمة بعد الحرب!! فصارت تتعجب وتستغرب وقد ضرب أهل غزة عقيدتها العلمية في الصميم، فلم تعد تدري: هل هؤلاء من البشر؟ أم أن العلم الذي درسته والتجربة التي خاضتها كانت خرافة وزيفاً؟!!
ثم انظر وتأمل.. كيف اجتمع المشهدان معًا في البقعة الواحدة!!
انظر إلى الجند المدجج بالسلاح، الذي يلقي بأطنان الحميم من الطائرات البعيدة، ويستعمل أحدث التقنيات ليخوض بها الحرب، ثم هو يضرب المثل في قذارة الأخلاق، وفي التمتع بقتل النساء والأطفال والحيوانات، وبهدم المساجد والمستشفيات، وإذا شكَّ في وجود عدو له في مكان نفَّذ ضربة تقتل حوله مئات من البشر، ثم إذا اقتحم بيتاً استخرج ملابس نسائه فلبسها الجنود وصَوَّروا أنفسهم بها؟!! ثم انظر إلى وليِّهم الغربي كيف لا يتوقف عن إمدادهم ودعمهم، وهو الذي أسال أطناناً من الحبر وأكواماً من الأوراق في التنظير لحقوق الإنسان والحرب والأسرى... إلخ!

3- ولقد شاء الله تعالى أن يجتمع في مشهد استشهاد أبي إبراهيم يحيى السنوار هذا كله: البطولة الإسلامية المتدفقة حتى الرمق الأخير، والقذارة الصهيونية الصليبية الغربية المتلمظة الحقودة حتى الانتقام الأخير:
. مقاتل يقاتل فوق ظهر الأرض، بنفسه!
. أشعث أغبر باذل كل جهده، كما يحب ربنا ويرضى.
. وحيد بعد تفرق صحبه، أو هلاكهم معه أو دونه!
. صامد صلب حتى اللحظة الأخيرة! لم يجد إلا العصا فقذف بها يقاتل!
. ملثم حَرَمَ العدوَّ أن يتعرف عليه لئلا يُعتقل فتكون مذلة ومهانة له، وتكون مكسباً ومفخرة للعدو!
. جريح ينزف، لكنه ربط ذراعه الجريح بفمه ويده الأخرى، بحبل ليحول دون استمرار النزيف!
. لا هو في نفق (وليس عيباً لو كان) ولا متدرعاً بالأسرى (وليس عيباً لو فعل).
. يصطحب عدته في القتال: سلاح.. ومعها عدته الروحية: كتاب في الأدعية، ورقة في الأذكار، مسبحته.. وحبَّاتٌ يستعملها الناس لتعطير الفم، فلا تدري أكانت له لذلك الغرض فتكون دليلاً على نظافة وطيب، أم كانت له غذاء ضعيفاً لم يجد سواه، إذ هو مقاتل محاصر؟!
وأما عدوُّ، فظهر على هذا النحو:
. مجرم يضرب بقذيفة الدبابة مقاتلاً جريحاً ليس بيده إلا العصا!
. جبان يتخوف من مقاتل واحد فيرسل بطائرة مسيرة تستكشف شأنه!
. مرعوب قضى يوماً قبل أن يجرؤ على اقتحام المنزل المتهدم فوق المقاتل الوحيد الذي فرغت جعبته!
. خبيث دنيء سرق الجثة ثم هدم الدار!
وقد شاء ربك مزيد فضح لهذا العدو ومزيد بث لكرامة السنوار، إذ أذيع هذا كله على يد العدو نفسه، ولا أحد يدري، لعل الشهيد كانت له مناقب أخرى ظاهرة لكن العدو حجبها وكتمها!!

مجلة أنصار النبي ﷺ

04 Nov, 12:07


4- كان الشاعر العراقي الكبير أحمد مطر قد أنشد، ربما قبل ثلاثين سنة أو يزيد، قصيدته البديعة التي يقول فيها:
وجوهكم أقنعة بالغة المرونة..
طلاؤها حصافة، وقعرها رعونة..
صفق إبليس لها مندهشاً وباعكم فنونه..
وقال: إني راحل.. ما عاد لي دور هنا.. دوري أنا، أنتم ستلعبونه!
أكلما نام العدو بينكم رحتم تقَرِّعونه؟!
وغاية الخشونة أن تهتفوا: "قم يا صلاح الدين".. حتى اشتكى مرقده من تحته العفونة!
كم مرة في العام توقظونه؟ أيطلب الأحياء من أمواتهم معونة؟!
دعوا صلاح الدين في ترابه واحترموا سكونه..
لأنه لو قام حقاً بينكم.. فسوف تقتلونه!!!
نعم.. لو كان صلاح الدين قد قام لكان مصيره كمصير السنوار، أو حازم أبو إسماعيل، أو إسماعيل هنية، أو غيرهم ممن امتلأت بهم السجون والمنافي والقبور!!
فلو أننا ذهبنا نقرأ التاريخ ونطالع سيرة صلاح الدين، ثم ارتددنا بعدها فجئنا ننقد أنفسنا وتجربتنا ونتأمل في واقعنا لكان لزاماً علينا أن نقول: ما بلغ صلاح الدين ما بلغ من التحرير والنصر إلا بعد أن انتهى من الخونة الذين كانوا يطعنونه في الظهر، فما استقام لصلاح الدين تحرير بيت المقدس إلا حين كسر الأمراء الذين حكموا بلاد الشام وكانوا حلفاء للصليبيين وعقبة في طريق التحرير!
ولقد حاول صلاح الدين أن يتجنب طريق كسرهم، وأن يتألفهم، وأن يعدهم ويمنيهم ويعظهم ويرجيهم، فما استطاع.. هذا وهو المعروف بأنه المثال في الرحمة واللين والعفو، حتى لقد أخذ عليه بعض المؤرخين إفراطه في العفو والصفح! فلئن كان هذا المغالي في العفو والصفح قد عجز عن أن يجد طريقاً لتحرير بيت المقدس قبل أن يكسر الخونة الذين ثووا في ظهره، فكيف بغيره؟!
ستظل البطولة التي تتفجر بها أمتنا محبوسة طالما بقي الخونة، فإن تفجرت وتدفقت رغماً عنهم فستبقى مطاردة لتنتهي مغدورة مذبوحة!
وهذا هو الطريق..
هذا هو الطريق الذي تهدي إليه بطولة السنوار الشهيد..

5- لما رجعت إلى البيت بعد انتهاء مؤتمر الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ، وقد كنتُ ممتلئاً بأبيات فؤاد الحميري عن "السنوارمان"، وجدتني أمام قصيدة أخرى طازجة؛ فعرفت أنه بينما كان صاحبنا الشاعر اليمني في إنشاده، أخرج الشاعر الفلسطيني المعروف تميم البرغوثي قصيدته الأعظم في رثاء السنوار، وتلك قصيدة من بديع الكلام والنظم، وتحتاج وقفات ووقفات، ولا قليل عليها إذا أقيمت لها مجالس الشروح والحواشي، أتركها هنا، تحيناً لفرصة قادمة إن شاء الله..
قال تميم:
ألا كم كريم عده الدهر مجرما .. فلما قضى، صلى عليه وسلما
أبو القاسم المنفي عن دار أهله .. وموسى بن عمران وعيسى بن مريما
أتعرف دينا لم يُسَمَّ جريمةً .. إذا ضبط القاضي بها المرءَ أُعْدِما
صليبٌ، وقتل في الفراش، وعسكر .. بمصر، وأخدود بنجران أضرما
وطفل وديع بين أحضان أمه .. يراوغ جيشا في البلاد عرمرما
وقلَّ نبيٌّ لم تلاحقه شرطة .. وأشباهها في كل دهر تصرما
فمن جوهر التوحيد نفي ألوهة الـ .. ملوك، لذا لا زال دينا محرما
وفرعون والنمرود لم يتغيرا .. بقرنيْن أو ربطات عنق تهندما
ونحن -لعمري- نحن منذ بداية الـ .. خليقة، يا أحبابنا، وهما هما

مُسَيَّرة في شرفة البيت صادفت .. جريحا وحيدا يكتسي شطره دما
قد انقطعت يمناه وارتض رأسه .. فشدَّ ضمادا دونه وتعمما
وأمسك باليسرى عصا كي يردها .. فكانت ذبابا كلما ذُبَّ حَوَّما
وما أرسلت إلا لأن كتيبة .. من الجند خافت نصف بيت مهدما
وقد وجدوه جالسا في انتظاره .. أظن -ومن تأخيرهم متبرما

ولو صوَّرت تحت اللثام لصوَّرت .. فتى ساخرا ردَّ العبوس تبسما
تلثم كي لا يعرفوه لأنهم .. إذا عرفوه فضَّلوا الأسر ربما
ولو أسروه، قايضوه بعمره .. لذاك رأى خوض المنية أحزما

فلم يتلثم كي يصون حياته .. ولكن لزهد في الحياة تلثما
فقل في قناع لم يلف لسلامة .. ولكن شعارا في الحروب ومعلما
وقل في جموع أحجمت خوف واحد .. وفي جالس نحو المشاة تقدما

أتى كل شيء كي يسوء عدوه .. ولم يأت شيئا في الحياة ليسلما
رمى بالعصا جيش العدو وصية .. لمن عنده غير العصي وما رمى
رمى بالعصا لم يبق في اليد غيرها .. ومن في يديه العسكر المجر أحجما
غدا مضرب الأمثال منذ رمى بها .. لكل فتى يحمي سواه وما احتمى
جلوسا على الكرسي مثل خليفة .. يبايعه أهلوه في الأرض والسما
فذلك عرش يرتضيه ذو النهى .. وذاك إمام قبلة السعد يمّما

هنا يصبح الإنسان دينا مجردا .. ويصبح دين الناس شخصا مجسما
أتعرف إن الموت راوية الفتى .. يقول لحقٍّ أم لباطل انتمى
يعيش الفتى مهما تكلم ساكتا .. فإن مات أفضى موته فتكلما

مجلة أنصار النبي ﷺ

04 Nov, 12:07


في مؤتمر الذكرى الثالثة للهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ، أنشد شاعر الثورة اليمنية فؤاد الحميري أبياتاً بديعة يقول فيها:

شتان بين الشك والإيمان .. وشهود زورٍ أو شهيد عيانِ
سقطت بطولة هُولِيُود وسحرُها .. وعَلَت بطولة تلة السلطانِ
هم مثلُ سوبرمانهم أكذوبة .. لكننا -صدقٌ- كسِنْوَرمانِ

1- كأن الغرب يشعر نقصاً فظيعاً في البطولة والأبطال، فلم تزل آلته الدعائية تنهمر علينا بالأبطال المـُخترعين الزائفين؛ فكم نشأنا ودرجنا على روايات هؤلاء وأفلامهم، فإذا الأطفال والناشئة يستلهمون أمثلة: سوبر مان (الرجل الخارق)، سبَيْدر مان (الرجل العنكبوت)، وأنواعًا من الفرسان في كل موطن وسبيل. وإذا الكبار والكهول يستهلكون أصنافاً من المقاتلين والأبطال الذين فرغوا من مهمات الأرض فطفقوا يحاربون في النجوم والكواكب والعوالم الموازية أو يتصدون لغزو الكائنات الفضائية لهذا العالم!
قد كثرت القصص المخترعة والخيال العلمي من بعد ما تضخم التفوق الأوروبي حتى لم يعد يرى له في هذه الأرض قريناً ولا منافساً!
وتأمل في هذا ترى صدق ما أقول؛ فأي بطولة يفخر بها المرء إذ يستطيع أن يقتل، بإلقاء القنابل وهو في طائرة تعلو آلاف الأميال على قومٍ من العُزَّل الذين لا يطالونه، أو حتى يقتل وهو في مركز للتحكم وقد أرسل طائرة مُسَيَّرة يتحكم فيها كما يتحكم في الألعاب الإلكترونية، يرى الناس من حيث لا يرونه، ويفتك بهم من حيث لا يدركونه؟! فمن كان هذا حالُه، وقد تجرد في معاركه من معاني البطولة، كان لا بد لأدبائه وروائييه وأهل الدراما والسينما فيه أن يخترعوا له أعداء فوق البشر، يأتونه في الأرض أو يذهب هو إليهم في السماء ليتمّ له القتال الذي فيه معنى البطولة!!
وأشدُّ ما ترى فيه هذا النقص لدى الغربي هو الأخلاق؛ فإن الغربي مجرم منافق، وذلك أمر أصيلٌ في طبعه، لا سيما منذ اعتنق العلمانية، فالأخلاق عنده وسيلة وأداة لا أكثر، يستعملها وينتهكها في تمكين تفوقه، وقد يفعل هذا في نفس الوقت واللحظة.. وقد ابتكر الغرب في منظومته السياسية وظيفة "المتحدث الرسمي"، وهذه الوظيفة يتولاها أكثر الناس مهارة في التعامل مع المآزق الأخلاقية؛ فإن أردت بلوغ هذه الوظيفة فكن وقحاً فصيحاً، وكن بارداً ماهراً في تغطية المواقف اللاأخلاقية بغلالة من الشعارات الأخلاقية، كن قادراً على إنكار الشمس!
لهذا ترى الغربي حريصاً على الأخلاق شغوفاً بها، وذلك في رواياته وقصصه ودراماه وسينماه فحسب، يحاول بهذا أن يغطي نقص الأخلاق في طبعه، وتجرده منها في واقعه! مَثَله في هذا كَمَثل الذي يتعاطى المخدرات ويدمنها لأن جسده قد توقف عن إفراز مادتها، فهو شغوف بها لأنه فاقدٌ لها، متشوق لها لأنه فارغ منها، حريص عليها لأنه عاجز عن استنباتها من نفسه مثل كل الأسوياء الأصحاء!
وحال هذا يكون أشد بؤساً وأشد حقداً وأشد تغيظاً حين يرى مادة البطولة كلها قد جُمِعت في عدوّه، وليس يعرف طهر الفتاة العفيفة إلا التي ارتكست في الفاحشة وأدمنتها، وليس يتغيظ الجبان إلا إذا أبهر الناسَ الشجاع، وليس يُفتضح البخيل بمثل ما يُفتضح إذا ظهر إلى جواره الكريم!

مجلة أنصار النبي ﷺ

04 Nov, 12:07


مقال "سنوار مان!.. حاشية على رثاء أبي إبراهيم!"

بقلم محمد إلهامي رئيس تحرير المجلة وعضو الأمانة العامة للهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ

مجلة أنصار النبي ﷺ

03 Nov, 11:19


إن القرآن لا يكتفي بحكاية أحوال الظانين ظن السوء والرد عليها، ولكنه يجعل من ذلك فرصة لعلاج أمراض النفوس، والتسلل إلى مواطن الضعف والانحراف لكشفها وعلاجها، ثم لإقرار الحقائق الباقية والقيم الثابتة، وقواعد الشعور والتصور والسلوك الصحيح.

من مقال "﴿یَظُنُّونَ بِٱللَّهِ غَیۡرَ ٱلۡحَقِّ ظَنَّ ٱلۡجَـٰهِلِیَّةِۖ﴾"

د. عبد الرحمن البر فك الله أسره

استمع الآن إلى المقال كاملاً 🎧

مجلة أنصار النبي ﷺ

02 Nov, 18:55


قبل ثلاثة أعوام تأسست الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ، للدفاع عن الجناب النبوي الشريف، ونصرة أمته في قضاياها الكبرى، وجاءت هذه الذكرى متزامنة مع مرور عام كامل على طوفان الأقصى المبارك، الذي انخرطت فيه الهيئة بكل رموزها ومؤسساتها صبيحة نصر السابع من أكتوبر المجيد، وتتويجاً لهذا العمل عقدت هيئة أنصار النبي ﷺ مؤتمرها السنوي الثالث تحت عنوان الأنصار والطوفان، وعرضت إدارة المؤتمر فيلماً وثائقياً عن أعمال الهيئة ومسيرتها وما أقامته من مؤسسات.

في مقدمتها هذه المجلة المباركة، مجلة أنصار النبي ﷺ التي رابطت في خندق الطوفان منذ انطلاقه حتى الآن، وخصصت كل أعدادها لكل ما يخدم قضية التحرير من كل زواياها، وعملت على حشد طاقات الأمة، وتبليغ صوت الحق إلى الخلق، وتثوير الخاملين للوقوف في صف المجاهدين، وغرس عقيدة الجهاد.. نصر أو استشهاد.

ولا أنسى أن استشهاد القائد إسماعيل هنية كان في 31 يوليو 2024، أي قبل صدور عدد مجلة أنصار النبي ﷺ بيوم واحد، إلا أن رئيس التحرير الأستاذ محمد إلهامي اجتهد في وضع الخبر في الافتتاحية، واستطاع بتوفيق الله أن يخرج العدد وفيه التنويه باستشهاد أبي العبد عليه سحائب الرضوان.

وفي الوقت نفسه كانت أكاديمية أنصار النبي ﷺ المتخصصة في فقه النصرة النبوية، وعلوم الدفاع عن الجناب المكرم، والذود عن حياضه الشريف، تسعى بكل جد من خلال دوراتها المختلفة إلى بسط فقه الجهاد بين العباد، وبيان منزلة الدفاع عن الأعراض والأوطان، وبيان فضائل الأرض المقدسة وفرضية تحرير الأقصى والمسرى، من خلال دورات قدمها ثلة من العلماء من أمثال فضيلة الشيخ عبد الحي يوسف، وفضيلة الشيخ الحسن الكتاني.

ويأتي في مقدمة أهم مشاريع الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ مشروع دعوة الأعاجم غير المسلمين، وقد يظن البعض أن مناط المشروع لا يتعلق بشيء في الطوفان، والأمر بخلاف ذلك تماماً، حيث رافق طوفان الأقصى انتشار الوعي بحقيقة قضية فلسطين، والسؤال عن جوهر الإسلام، وأثمر ذلك إقبالاً كبيراً في الدخول للإسلام، والتقيتُ عدداً من المسؤولين عن مراكز إسلامية في الغرب، أكدوا على هذا الإقبال الملحوظ في التعرف على الإسلام، ودخول أفواج جديدة في دين الله.

في مؤتمر الأنصار والطوفان دعت الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ لاستمرار رباط العلماء في بيان الأحكام الشرعية، ورد شُبه المنافقين والمخذلين عن ساحة المجاهدين، وتقديم كل دعم وإسناد لهذه المعركة الفاصلة، وتوجيه طاقات الأمة لنصرة المسلمين في غزة، الذين وقفوا -على قلة عددهم وعدتهم- أمام المشروع الصهيوني، الذي تدعمه كبرى القوى العالمية.


مشاريع جديدة

واستكمالاً لمشاريع الهيئة في خدمة جناب النبي الأعظم ﷺ، أطلقت مشروع حفظ السنة النبوية "القبة الخضراء" لينطلق من تركيا على طريقة الأوائل، ويكون للعالم كله عبر المواقع وشبكات التواصل، وقد استفاد واضعو خطة المشروع من المشروعات السابقة، ووضعوا منهجاً يجمع بين الأصالة والمعاصرة، حيث قسموا كتب السُّنة إلى دورات لمن أراد واحداُ منها، ويتخرج الحافظ المسند من المشروع بعد ثلاث سنوات، يجمع فيها بين الرواية والدراية، والحفظ والإسناد.
وذلك تحت إشراف فضيلة الشيخ أحمد الحسني الشنقيطي.

كما أطلقت الهيئة مشروعها الجديد الثاني: سفراء هيئة أنصار النبي ﷺ حول العالم، والتحق به في الشهر الأول 75 سفيراً من 50 دولة، من أربع قارات، وعقدوا اجتماعهم الأول برئاسة فضيلة الشيخ أحمد هليل للتنسيق وتوحيد الجهود، والاستفادة من الخبرات وتسخيرها لنصرة رسول اللهﷺ وحفظ سنته، ونشر سيرته.

واختتم مؤتمر الأنصار والطوفان أعماله، بتكريم حفيد عميد العائلة العثمانية هارون أفندي، حفيد السلطان عبد الحميد الثاني، البالغ من العمر 92 عاماً، وتسلم الوسام ولده السيد عبد الحميد بن هارون، وألقى كلمة ذكر فيها بمواقف جده التاريخية المشهورة في الدفاع عن القدس وفلسطين، وكان لأصحاب البلد حضور لافت في المؤتمر، حيث ألقى كلمة الحضور الأستاذ شوقي يلماظ النائب السابق في البرلمان التركي، وأحد رفقاء الدرب المقربين من الرئيس رجب طيب #أردوغان، كما حضر ممثلاً عن رئاسة الشؤون الدينية ودار الإفتاء العام فضيلة الشيخ أحمد أكتورك أوغلو والأستاذ حمزة سلجوق.

كما كرمت الهيئة الشهيد المغوار يحيى السنوار بحضور أمين سر مكتبه الأخ القائد كمال أبو عون، الذي خطف أنظار الناس بوقاره، وشنف أسماعهم بكلامه، وذكر من ذكرياته مع قائد الطوفان ما جعل الحضور وكأنهم ينظرون إليه، وتناقلت وسائل الإعلام كلمته الموجزة بكثافة، حتى أصبحت من الأكثر تدوالاً في وسائل الإعلام.

مجلة أنصار النبي ﷺ

02 Nov, 18:55


دأبت الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ على منح وسام "شيخ الأنصار" في كل عام لشخصية من الشخصيات المؤثرة في العالم الإسلامي، وكان وسام العام الأول للعلامة الشيخ عبد المجيد الزنداني، مؤسس جامعة الإيمان، وفي العالم الثاني لفضيلة الشيخ الصادق الغرياني، مفتي عام ليبيا، وتشرفنا في العام الثالث بمنح الوسام لاسم الشيخ الشهيد إسماعيل هنية، ابن الأزهر الشريف والجامعة الإسلامية، وتسلم الوسام نجله الأكبر عبد السلام هنية، الذي ذكّر بمشوار والده العلمي، ومواقفه مع شيوخه وأساتذته، حتى وصل إلى قيادة (حماس) كبرى الحركات الإسلامية المجاهدة.

وختم المؤتمر بالتأكيد على شعار الهيئة: "إن فاتنا شرف الصحبة فلا يفوتنا شرف النصرة".

وعلى شعار المرحلة: "لا يَنصر رسول الله مَن لا يَنصر مسراه".
وعلت أصوات الجميع: نحن على العهد يا أبا العبد!

مجلة أنصار النبي ﷺ

02 Nov, 18:55


مقال الافتتاحية.. "هيئة الأنصار في خندق الطوفان"

بقلم الشيخ محمد الصغير رئيس الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ

مجلة أنصار النبي ﷺ

02 Nov, 18:29


"يتناقش السجناء: هل ما نحن فيه الآن نعمة تستحق الشكر؟ أم نحن نستحق خيراً من هذا؟ ألا تشاهدون في التلفاز والصحف كيف تبدو السجون الأخرى في هذا المُجَمَّع؟! "

من مقال "أمة بين العجز والخذلان"

بقلم المهندس محمد إلهامي رئيس تحرير المجلة

استمع الآن إلى المقال كاملاً 🎧

مجلة أنصار النبي ﷺ

01 Nov, 07:00


🔴 العدد الجديد من مجلة أنصار النبي ﷺ

نقدم لكم العدد (30) من مجلة أنصار النبي ﷺ، مع تمنياتنا بقراءة مفيدة.

🔴 للتحميل:

رابط مباشر: t.ly/q79Mx
أو رابط تليجرام: t.me/ansarmagazine/3102

مجلة أنصار النبي ﷺ

30 Oct, 19:12


أتباع محمد حملة رسالة، وناشرو دعوة، ومجاهدون في سبيل الله عز وجل. أتباع محمد ليسوا من أهل الدنيا، ولا من أهل الانشغال عن الآخرة، ولا العمل لذوات أنفسهم والانشغال بمصالحهم الذاتية الأنانية؛ هذه لها حدها وقدرها ومشروعيتها، لكن النفوس العظيمة والإيمان العظيم يدعو صاحبه إلى ما دعا إليه أنس بن النضر، وحنظلة بن أبي عامر رضي الله عنهما، وإلى ما فعله الصحابة رضوان الله عليهم يوم أحد.

ينبغي أن نحيي هذه المعاني حتى نعالج هذا الفتور والخور والضعف والتعلق بالدنيا الذي في أنفسنا، فلئن كانت هذه صورة شامخة سامقة في حياة الصحابة ونحن في سفح سحيق فينبغي أن نحرك أنفسنا، نعم نحن بحمد الله اليوم في خير كثير، نعم قد دب الإيمان في القلوب، وشاع الإسلام في الصفوف، وتنادى المسلمون باسم الإسلام.. بوادر خير تحتاج إلى أن نرويها بتضحياتنا، ونغذيها بأرواحنا، ونحييها بكلماتنا ومواقفنا.

نسأل الله عز وجل أن يسخرنا لخدمة هذا الدين، وأن يجعلنا من نصرائه في كل مكان، ونسأله سبحانه وتعالى أن يجعلنا ممن يسخرون أموالهم وجهودهم وأوقاتهم وأرواحهم في سبيل نصرة هذا الدين، وإعلاء راية الله في كل مكان.

مجلة أنصار النبي ﷺ

30 Oct, 19:12


فهذا أنس بن النضر رضي الله عنه وأرضاه يقول قبل المعركة، وهو الذي فاتته غزوة بدر، وفاته شرف تلك الغزوة العظيمة، يقول: لئن أشهدني الله عز وجل يوماً كيوم بدر ليرين ما أصنع؟ قسم عظيم يُبرز فيه هذا الصحابي الجليل أنه سيبذل وسيضحي وسيثبت ويقدم لهذا الدين ما تقر به أعين المسلمين، وما يرضى به عنه الله رب العالمين، يقول ذلك لا قولاً رخواً وهو متكئ على أريكته، ولا يقول ذلك وهو في مجلس اللهو واللعب؛ وإنما يقوله مقسماً بالله عز وجل في مواطن الجد والعز.

فلما جاءت المعركة وجاءت هذه الدائرة، مر أنس رضي الله عنه ببعض الأنصار وقد سرت شائعة قتل النبي ﷺ بعد أن تجمع حوله المشركون وحصل ما حصل، فمر أنس ببعض الأنصار وقد قعدوا على هامش المعركة، وسألهم: ما بكم؟ قالوا: أما شعرت أن محمداً ﷺ قد مات؟ فقال كلمات تسجل في صحائف التاريخ، وتخلد في ذاكرة المسلمين، وتنقش في قلوبهم صوراً محفورة لا تنسى من صور الثبات والتضحية، ومعرفة المنهج، ووضوح الرؤية عند الصحابة رضوان اللهم عليهم، قال: فما تصنعون بالحياة بعده؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله ﷺ!
لئن مات النبي ﷺ فما قيمة الحياة بعده؟ ولئن أهينت المقدسات، وانتهكت الأعراض، واعتدي على الدين فما قيمة الحياة؟ هل يبقى المسلم في هذه الحياة ليأكل وينكح مثل بقية الأنعام والدواب والهوام؟ إن المسلم أجل وأرفع من أن تكون هذه غاياته، إنه صاحب مهمة ورسالة يقدم حياته كلها لأجل رسالته وإعلاء رايتها؛ فإن أصيب في دينه أو في رسالته؛ فإنه لا يمكن أن يرضى بالذل في هذه الحياة، ولا يمكن أن يبقى ساكناً وادعاً، بل ينبغي أن يتحرق قلبه، وتتحرك جوارحه، وينطق لسانه، وتنطلق أقدامه، وتنفق أمواله، ولو اقتضى الأمر أن تبذل مهجته وروحه في سبيل الله عز وجل كما فعل الصحب الكرام رضوان الله عليهم، ونداء أنس رضي الله عنه ينادي كل المسلمين: قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله ﷺ.

ثم مضى أنس رضي الله عنه إلى ميدان المعركة، مضى إلى الغبار المثار، إلى السيوف التي تبرق في الضحى، إلى الأعناق التي تقطع، والدماء التي تسيل؛ فلقيه في أثناء مسيره سعد بن معاذ فقال له: إلى أين يا أبا عمرو ؟! فسطر أنس رضي الله عنه أيضاً الجواب بكلمات عظيمة: واهاً لريح الجنة، والله إني لأجدها دون أحد.

قوم أيقنوا بما أخبر الله عز وجل به، واستيقنوا بما أخبر به الرسول ﷺ، وعلموا أن طريق مرضاة الله إنما تكون من طريق إعزاز دين الله عز وجل، ونصر عباد الله، وعدم رضى الذل لدين الله عز وجل.

واهاً لريح الجنة، والله إني لأجد ريحها دون أحد، ثم انطلق رضي الله عنه، قال سعد : فما استطعت أن أمضي مضيه، ولا أن أفري فريه، فمضى يقتل ويضرب حتى استشهد رضي الله عنه وفي جسمه بضع وثمانون ما بين ضربة سيف أو طعنة رمح أو موضع سهم، حتى ما عرف وجهه، وإنما عرفته أخت له ببنانه أو شامة. لم يعرف من شدة ما أصابه من ضرب.

قال بعض الصحابة: فأحصيت ما به من ضربات فلم أجد في ظهره منها ضربة قط. كان مقبلاً غير مدبر، ولم تأته الضربات من ظهره؛ لأنه لم يول ولم يهرب، وإنما كان مضحياً ثابتاً، ولذلك ضرب مثلاً عظيماً من أمثلة التضحية والثبات على دين الله عز وجل.

أمثلة وصور متفرقة للثبات

وعن ثابت بن الدحداح رضي الله عنه: أنه مر بفئة من الصحابة الأنصار من قومه، ورأى بعضهم وقد تردد وتذبذب وحار وتبلبل، فقال: يا معشر الأنصار! إن كان محمد قد مات فإن الله عز وجل حي لا يموت، قاتلوا على دينكم فإن الله مظهركم وناصركم. هكذا كانوا يعرفون أن المسألة مسألة منهج ومبدأ، وإن كان الرسول ﷺ في نفوسهم عظيماً فدين الله عز وجل أعظم، وإن كان ارتباطهم بالرسول ﷺ وثيقاً فارتباطهم بالله عز وجل أوثق؛ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله ﷺ.
وكما أخبر ثابت أيضاً في هذه المقالة: قاتلوا على دينكم فإن الله مظهركم وناصركم. ثم مضى ثابت رضي الله عنه، ولم يكن هذا الكلام منهم كلاماً عابراً، بل مضى وقاتل حتى استشهد رضي الله عنه وأرضاه.

وهذه صورة ثالثة: مر مهاجري بأحد الأنصار وهو يتشحط في دمه وقد أصيب إصابة قاتلة، مر به وقال متسائلاً ومستغرباً: يا فلان! أشعرت أن محمداً قد قتل؟ فقال هذا الذي يفارق الحياة ويستقبل الموت: إن كان محمد قد قتل فقد بلغ، فقاتلوا عن دينكم.

مجلة أنصار النبي ﷺ

30 Oct, 19:12


صحابة يتواردون على معنىً واحد، مما يدلنا على أن تربيتهم وإيمانهم ومنهجهم كان واضحاً وضوح الشمس في رابعة النهار، ولذا لم يتذبذبوا ولم يتراجعوا ولم ينخذلوا، وإنما كانت فترة من فترات الاضطراب والفوضى، ثم جاء نداء النبي ﷺ، وجاءت القدوة المثلى لتجمع الصحابة رضوان الله عليهم، ولست بصدد ذكر الفداء والتضحية التي كانت من الصحب الكرام حول النبي ﷺ، سبعة من الأنصار واحداً إثر آخر يقفون حول الرسول الكريم ﷺ، يفتدونه بصدورهم وظهورهم، يهلكون واحداً إثر واحد، وكان معه سبعة من الأنصار واثنان من المهاجرين فقضى الأنصار واحداً إثر الآخر حتى قال النبي ﷺ: “ما أنصفنا أصحابنا”؛ لأنهم تقدموا وكان الآخرون لم يكتب الله عز وجل لهم الشهادة في ذلك الوقت، كانوا ينضحون عنه النبل، ويتلقون عنه السيوف، ويذبون عنه الأعداء، وضحوا وثبتوا ثباتاً عجيباً في وقت كان الأصل أن يكون حالهم الفرار والهرب؛ فقد انفرط عقدهم ودارت الدائرة عليهم.

حنظلة الغسيل وشوقه إلى الجهاد

مثل أخير أقف عنده؛ لأنه مثل يبين لنا الصورة التي تعيقنا عن الانطلاق لرضوان الله عز وجل، والمضي لنصرة دين الله سبحانه وتعالى، والعمل لأجل نصرة هذا الدين في كل مكان. هذا حنظلة بن أبي عامر، كان أبوه يسمى أبا عامر الراهب، وسماه النبي ﷺ أبا عامر الفاسق؛ لأنه كان من أشد أعداء الإسلام، أما ابنه حنظلة فقد كان صحابياً جليلاً من خيار الصحابة، كان عرسه في ليلة أحد، ودخل على زوجته وهو حديث عهد بعرس -في يوم الدخلة التي نسميها اليوم- وإذا به يسمع المنادي يقول: يا خيل الله اركبي!

يسمع النداء إلى الجهاد، يسمع الانتقال من أحضان المرأة إلى الانتقال إلى أحضان الموت، يسمع الانتقال من العيش الرغيد إلى العيش الشظف الشاق، فإذا به لا يفكر ولا يتردد ولا يضعف ولا يركن إلى الأرض، ولا تلفته الزوجة الحسناء، ولا البيت المهيأ، ولا العطر والطيب.. بل يشتاق شوقاً عظيماً، ويتحرك حركة هائلة، وينخلع من بيته وزوجته، ويمتطي فرسه ويمضي مع المجاهدين إلى سبيل الله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ﴾ [التوبة:38]، رسمها الصحابة صوراً حية. ما متاع الآخرة في الدنيا إلا قليل! عرفوا ذلك فاشتاقت له نفوسهم.
ومضى حنظلة مقاتلاً ومجاهداً يشق الصفوف، كان يقصد أبا سفيان رضي الله عنه؛ لأنه كان قائداً لجيش المشركين في تلك المعركة حتى أوشك أن يصل إليه ويقتله، فإذا بـشداد بن الأسود يأتيه من جنبه أو من خلفه فيضربه ضربة فيستشهد، فيخبر النبي ﷺ عن شأن حنظلة أنه كان لم يغتسل من الجنابة بعد، فإذا بالنبي ﷺ يقول: “إن الملائكة تغسل صاحبكم ما بين السماء والأرض”، وتطهره لينتقل إلى الجنان وإلى الحور العين التي وعد الله عز وجل بها الشهداء.

التضحية والثبات درب السلف الأوائل

إن كل صور التضحية بالأهل والديار والأموال والأنفس ظهرت في هذه المواقف التي كانت للصحب الكرام رضوان الله عليهم، وخطوا لنا بكلماتهم في سمع الزمان كلمات تدوي لا تنسى، وخطوا لنا بأفعالهم صوراً تحتذى وأمثلة يقتدى بها، نسوقها لنا، نحن الذين شغلنا بالدنيا، وأخلدنا إلى الأرض، وانصرفنا إلى مصالحنا وذواتنا، ونسينا أمتنا، وديننا، ودعوتنا، ورسالتنا، إلا من رحم الله.

ونبث هذه المواقف أيضاً إلى إخواننا المسلمين في البوسنة والشيشان وفلسطين وكشمير وكل مكان ليروا كيف كان النبي ﷺ، فقد لقي مثل ما يلقون؟ وكيف كان موقفه وموقف الصحابة رضوان الله عليهم؟

إنها صور تبعث القوة في نفوس المؤمنين، وتعيد الحياة إلى القلوب التي ذوت فيها الحياة، وإلى السواعد التي صارت كالأيدي الشلاء؛ ينبغي لنا أن نجدد هذا المعنى في نفوسنا، إنه لا يمكن لنا أن نحيي معاني هذا الدين، وأن نعلي رايته دون أن نضحي في سبيل الله عز وجل، فإذا لم نستطع أن نضحي بشيء من أوقاتنا، وقليل من أموالنا، وبعض من جهودنا فكيف سنضحي يوماً ما بأنفسنا في الجهاد في سبيل الله عز وجل، لابد أن نوطن أنفسنا على أن نكون على سنن الصحابة رضوان الله عليهم، أن نأخذ من هذه المدرسة النبوية هذه المعاني التربوية الإيمانية، وأن نحقق بعضاً من الشعور أننا من أبناء هذه الأمة، ومنتسبون لهذا الدين، ونحظى بشرف اتباع محمد ﷺ: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [يوسف:108].

مجلة أنصار النبي ﷺ

30 Oct, 19:12


مقال التضحية والثبات في غزوة أحد (2/2)

بقلم د. علي عمر بادحدح – فك الله أسره –

مجلة أنصار النبي ﷺ

29 Oct, 06:37


☀️ صباح يتجدد فيه الأمل والرجاء في الله تعالى بنصرة مجاهدينا ودحر أعدائنا.

📢 خلال أيام قليلة.. يصدر العدد ال30 من مجلة أنصار النبي ﷺ! إن شاء الله عز وجل.

▪️ يمكنك اقتناء جميع الأعداد السابقة من هذا الرابط: tiny.cc/2pvpzz

مجلة أنصار النبي ﷺ

28 Oct, 20:17


مقال "﴿یَظُنُّونَ بِٱللَّهِ غَیۡرَ ٱلۡحَقِّ ظَنَّ ٱلۡجَـٰهِلِیَّةِۖ﴾"

بقلم د. عبدالرحمن البر فك الله أسره

في عرضه الرائع لدروس غزوة أحد وما جرى فيها تحدث، ابن القيم عن طائفة من المسلمين ﴿قَدۡ أَهَمَّتۡهُمۡ أَنفُسُهُمۡ یَظُنُّونَ بِٱللَّهِ غَیۡرَ ٱلۡحَقِّ ظَنَّ ٱلۡجَـٰهِلِیَّةِۖ﴾ [آل عمران: 154]، وذكر أنه فسر هذا الظن بأنه سبحانه لا ينصر رسوله ﷺ وأن أمر دينه سيضمحل. وفسر بظنهم أن: ما أصابهم لم يكن بقضائه وقدره، ولا حكمة له فيه. وهذا هو ظن السوء الذي ظنه المنافقون والمشركون به سبحانه وتعالى.

وقد كانت هذه الطائفة ﴿یَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ مِن شَیۡءࣲۗ﴾ [آل عمران: 154]، ويتصورون أن الأمر لو كان بأيديهم ولو كان رسول الله ﷺ وأصحابه تبعًا لهم يسمعون منهم لما أصابهم القتل، فأجابهم الحق سبحانه: ﴿قُلۡ إِنَّ ٱلۡأَمۡرَ كُلَّهُۥ لِلَّهِۗ﴾؛ فلا يقع إلا ما سبق به قضاؤه وقدره، وجرى به علمه وكتابه السابق، وما شاء الله كان ولا بد، وما لم يشأ لم يكن، شاء الناس أم أبوا، وأنكم لو كنتم في بيوتكم وقد كُتب القتل على بعضكم ﴿لَبَرَزَ ٱلَّذِینَ كُتِبَ عَلَیۡهِمُ ٱلۡقَتۡلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمۡۖ﴾.

وإنما كان ظنهم هذا ظن السوء وظن الجاهلية؛ لأنه يناقض ما يليق بحكمته سبحانه وتفرده بالربوبية والإلهية، وما يليق بوعده الصادق الذي لا يخلفه، وبكلمته التي سبقت لرسله أنه ينصرهم ولا يخذلهم، ولجنده بأنهم هم الغالبون، فإن حمده وعزته وحكمته وإلهيته تأبى ذلك الخلف، وتأبى أن يذل حزبه وجنده، وتأبى أن تكون النصرة المستقرة والظفر الدائم لأعدائه. فمن ظن به ذلك فما عرفه ولا عرف أسماءه ولا عرف صفاته وكماله.
الظانون بالله غير الحق اليوم

إن القرآن لا يكتفي بحكاية أحوال الظانين ظن السوء والرد عليها، ولكنه يجعل من ذلك فرصة لعلاج أمراض النفوس، والتسلل إلى مواطن الضعف والانحراف لكشفها وعلاجها، ثم لإقرار الحقائق الباقية والقيم الثابتة، وقواعد الشعور والتصور والسلوك الصحيح. وهذا ما نسعى إليه ونحن نراجع مواقف البعض ممن انهزموا أمام ضغوط الانقلاب الدموي، واهتزوا أمام الشدة، فساء ظنهم بالله، آملين أن يفيئوا للحق ويثوبوا للرشد إن شاء الله.

ولئن كان ظن السوء معيبًا من العامة ومن محترفي الأكل على موائد الظالمين، فإنه يكون مؤلمًا لنفوس الأحرار حين يحصل من فئات من أهل العلم والمعرفة الذين أوتوا حظًا من العلم، ورزقوا قبولًا في الدعوة:
• فمن هؤلاء من بدا كأنهم أيسوا من روح الله ومن نصره للصالحين، وظنوا بغير الحق ألا سبيل للحق والعدل، وألا مستقبل لدعوة الإسلام في ظل الهيمنة المادية لقوى البغي والعدوان المتعاونة على إبطال الحق وإحقاق الباطل، فأسلمهم الجبن وخشية الظالمين إلى التأخر عن الجهر بالحق في وجه الظالمين، والتمسوا المبررات للانسحاب من أعظم ميادين الجهاد، بعد أن كان بعضهم يرفع عقيرته بالإنكار على الرئيس الشرعي لدى أدنى إشارة عن خطأ أو شبهة خطأ؛ إذ كانوا يأمنون العاقبة، ويدركون اتساع صدر الرجل للنصح والنقد.

وهؤلاء نذكرهم بقول رسول الله ﷺ: “لا يحقر أحدكم نفسه”. قالوا: يا رسول الله كيف يحقر أحدنا نفسه؟ قال: “يرى أمرًا لله عليه فيه مقال، ثم لا يقول فيه، فيقول الله عز وجل له يوم القيامة: ما منعك أن تقول في كذا وكذا؟ فيقول: خشية الناس، فيقول: فإياي كنت أحق أن تخشى”.

ومنهم من تجاهل كل ما كان يشدد عليه من معاني الولاء والبراء، وجعل فتنة الناس كعذاب الله، فوالى الظالمين، واصطف في خندق الشامتين بأهل الدعوة والمخذلين لهم، وظنوا غير الحق بالله سبحانه أنه لا يوالي أهل الحق ولا ينصرهم، وأنه لا يغضب ولا يسخط على الباغين الظالمين، وأن دعوة الحق انهزمت أمام الانقلابيين والظلمة الذين يمسون أهلها بالعذاب قتلًا وسجنًا وتشريدًا، فرغبوا بأنفسهم عن نصرة الحق؛ أملًا في النجاة بأنفسهم، وطمعًا في الحظوة لدى الانقلابيين، الذين يملكون أسباب الغلبة والقوة، وما هم بحاصلين منهم على شيء.

وما أشبه موقفهم بموقف الأعراب الذين قال لهم الحق سبحانه: ﴿بَلۡ ظَنَنتُمۡ أَن لَّن یَنقَلِبَ ٱلرَّسُولُ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِلَىٰۤ أَهۡلِیهِمۡ أَبَدࣰا وَزُیِّنَ ذَ ٰ⁠لِكَ فِی قُلُوبِكُمۡ وَظَنَنتُمۡ ظَنَّ ٱلسَّوۡءِ وَكُنتُمۡ قَوۡمَۢا بُورࣰا﴾ [الفتح: ١٢]. لقد تناسوا كل ما يحفظونه من القرآن والسنة وما أثبتته وقائع الأيام من أن الأمور كلها تمضي بقدر الله ﴿وَلَوۡ شَاۤءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُۖ﴾ [الأنعام: ١١٢]، وأن حكمته البالغة هي التي اقتضت أن يترك لشياطين الإنس والجن أن يتشيطنوا، وأن يؤذوا أولياءه فترةً من الزمان، ليرفع من يصبرون ويثبتون على ما معهم من الحق، ومن يخلصون له في السراء والضراء، وفي المنشط والمكره، ومن يثقون بوعده الصادق بأن الباطل إلى زوال، وأن العاقبة لأهل الحق والصلاح، الذين يحسنون الظن بالله.

موقفنا أمام هذه الأحداث والشخصيات

مجلة أنصار النبي ﷺ

28 Oct, 20:17


من فضل الله سبحانه أن هذه المواقف المتخاذلة وهذا الظن بغير الحق من هذه الفئات المتحولة لم يؤثر في الأغلب الأعم من أبناء الدعوة، وبقي موقفهم الثابت هو الإيمان الصادق بقضاء الله القاهر وقدره النافذ، والصمود والصبر الجميل على البلاء الواقع، والجهر المخلص بكلمة الحق، والتحرك الواعي العاقل مع الثوار الأحرار لدحر الباطل وكسر الانقلاب، واليقين التام بوعد الله الصادق بنصر المؤمنين، وحسن الظن بأحكم الحاكمين وأعدل العادلين وأرحم الراحمين: أنه لا يضيع أولياءه مع إحسانهم وإخلاصهم، وقد قال رسول الله ﷺ: “إن حسن الظن بالله من حسن عبادة الله”. وقال ﷺ: “إن الله يقول: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني”. وإني لأرجـــــو الله حتى كأنما أرى بجميل الظن ما الله صانع وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “والذي لا إله غيره ما أعطي عبد مؤمن شيئًا خيرًا من حسن الظن بالله عز وجل، والذي لا إله غيره لا يحسن عبد بالله عز وجل الظن إلا أعطاه الله عز وجل ظنه؛ ذلك بأن الخير في يده”.
هي الأيـــــــــام والغــــــــــير وأمــر الله منتــــــــــــــــــظر أتيأس أن ترى فـــرجًــــــا فأين الـــرب والقــــــــــــــدر

ولذلك فالصادقون يجتهدون في العمل وفق سنن الله، ويسعون لكشف المحنة، ومع الأيام يقوى الرجاء وتقوى الثقة والأمل في تحقيق وعد الله بالنصر والتمكين للصالحين، مهما اشتط الانقلابيون في الظلم، ومهما أمعنوا في القمع، بل إنهم كلما ازدادوا غيًا وإمعانًا في الظلم كلما قوي أملنا في قرب سقوطهم وانتصار الثورة بإذن الله.

إذا اشتد البلاء فتيقن من قرب الفرج
فمع تعاظم المحنة وبلوغ الشدة منتهاها يقترب فرج الله وفضله، بعد أن كاد الناس ييأسون ﴿حَتَّىٰۤ إِذَا ٱسۡتَیۡـَٔسَ ٱلرُّسُلُ وَظَنُّوۤا۟ أَنَّهُمۡ قَدۡ كُذِبُوا۟ جَاۤءَهُمۡ نَصۡرُنَا فَنُجِّیَ مَن نَّشَاۤءُۖ وَلَا یُرَدُّ بَأۡسُنَا عَنِ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡمُجۡرِمِینَ﴾ [يوسف: ١١٠]. وقد قال النبي ﷺ: “ضحك ربنا عز وجل من قنوط عباده وقرب غِيَره”. (أي: سرعة رحمته لكم وتغيير ما بكم من ضر)، وفي رواية قال: “وعلم يوم الغيث، يشرف عليكم آزلين آزلين (صائرين إلى الضيق والشدة) مشفقين، فيظل يضحك، قد علم أن غيركم (أي تغير حالكم من الشدة إلى الفرج) إلى قرب”، وفي رواية: “وقد علم أن غوثكم قريب”، وفي رواية: “وقد علم أن فرجكم قريب”.
قال الصحابي: قلت: لن نعدم من رب يضحك خيرًا.
وقيل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: أجدبت الأرض وقنط الناس، قال: “مطروا إذَن”. وفي رواية: “مطرتم”.

وأخذ ذلك من هذه الآية ﴿وَهُوَ ٱلَّذِی یُنَزِّلُ ٱلۡغَیۡثَ مِنۢ بَعۡدِ مَا قَنَطُوا۟ وَیَنشُرُ رَحۡمَتَهُۥۚ وَهُوَ ٱلۡوَلِیُّ ٱلۡحَمِیدُ﴾ [الشورى: ٢٨]، ومن هذه الآية ﴿فَإِذَاۤ أَصَابَ بِهِۦ مَن یَشَاۤءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۤ إِذَا هُمۡ یَسۡتَبۡشِرُونَ * وَإِن كَانُوا۟ مِن قَبۡلِ أَن یُنَزَّلَ عَلَیۡهِم مِّن قَبۡلِهِۦ لَمُبۡلِسِینَ ﴾ [الروم: ٤٨].
قال علي رضي الله عنه: “عند تناهي الشدة تكون الفرجة، وعند تضايق حلق البلاء يكون الرخاء”.

فإذا احلولك الليل انبلج الصبح، وإذا اشتدت ظلمة الغيث لمع البرق، وإذا شد الحبل انقطع.

إذا الحادثات بلغن المـــــدى وكادت لهن تذوب المهج وحل البلاء وقل الوفـــــا فعند التناهي يكون الفرج
ولقد اشتد أمل يعقوب في العثور على يوسف عليهما السلام بعد أن بلغت الشدة أوجها بفقد الولد الثاني، فقال ﴿فَصَبۡرࣱ جَمِیلٌۖ عَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَنِی بِهِمۡ جَمِیعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡعَلِیمُ ٱلۡحَكِیمُ﴾ [يوسف: ٨٣] وبث في بنيه اليقين والأمل في روح الله، وقال: ﴿یَـٰبَنِیَّ ٱذۡهَبُوا۟ فَتَحَسَّسُوا۟ مِن یُوسُفَ وَأَخِیهِ وَلَا تَا۟یۡـَٔسُوا۟ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ لَا یَا۟یۡـَٔسُ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡكَـٰفِرُونَ﴾ [يوسف: ٨٧].

وحقق الله رجاءه وجمعه بأبنائه، بعد أن كان البعض يعتبر الحديث عن يوسف لونًا من الخرف ويقول: ﴿تَٱللَّهِ إِنَّكَ لَفِی ضَلَـٰلِكَ ٱلۡقَدِیمِ﴾ [يوسف: ٩٥].

أيها الثوار الأحرار الكرام

اجعلوا حسن الظن بفرج الله شعاركم، ولا تدعوا للإحباط سبيلًا إلى نفوسكم، واعلموا أن لكل شيء نهايةً، وهذا البلاء الانقلابي إلى زوال قريب بإذن الله:

قال رسول الله ﷺ: “قال الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء”.

فلا تظن بربك ظن سوء فإن الله يأتي بالجميل

وظن بنفسك السوآى تجدها كذاك وخيرها كالمستحيل فثقوا بالله وأحسنوا الظن به، واستمروا في تصعيدكم الثوري السلمي المبدع، ووحّدوا جهودكم ثم ائتوا صفًا واحدًا، وأبشروا وانتظروا الفرج القريب من الله.
أحسن الظن برب عودك حسنًا أمس، وســـوى أودك إن ربًا كان يكفيك الـــذي كان بالأمس سيكفيك غدك جعلنا الله ممن يحسنون الظن به، وحقق لنا الفرج القريب بحسن ظننا فيه، إنه سميع قريب مجيب الدعاء.

مجلة أنصار النبي ﷺ

28 Oct, 20:17


مقال "﴿یَظُنُّونَ بِٱللَّهِ غَیۡرَ ٱلۡحَقِّ ظَنَّ ٱلۡجَـٰهِلِیَّةِۖ﴾"

بقلم د. عبدالرحمن البر فك الله أسره

مجلة أنصار النبي ﷺ

27 Oct, 07:59


كلمة أ. محمد إلهامي رئيس تحرير مجلة أنصار النبي في مؤتمر الذكرى الثالثة لانطلاق الهيئة العالمية الأنصار النبي ﷺ

مجلة أنصار النبي ﷺ

26 Oct, 20:52


لأول مرة.. من أرض الخلافة العثمانية

حفيد السلطان عبدالحميد الثاني يجسد مشهد استشهاد القائد "يحيى السنوار" في مؤتمر الذكرى الثالثة لانطلاق الهيئة العالمية لأنصار النبي ‎ﷺ

#مؤتمر_الأنصار_والطوفان

مجلة أنصار النبي ﷺ

26 Oct, 15:29


عبدالسلام هنية - نجل الشهيد إسماعيل هنية:

أقول لعلماء الأمة: فلسطين وغزة والقدس أمانة في أعناقكم

📺 انضموا إلينا عبر البث المباشر لمتابعة مؤتمر الذكرى الثالثة لانطلاق الهيئة👇

https://youtube.com/live/jxeVguoEUiI?feature=share

#مؤتمر_الأنصار_والطوفان

مجلة أنصار النبي ﷺ

26 Oct, 15:05


د. شوقي يلماز - عضو البرلمان التركي:

يجب أنت نتصدى لكل من يمزق أمة الإسلام ويفرق المسلمين

📺 انضموا إلينا عبر البث المباشر لمتابعة مؤتمر الذكرى الثالثة لانطلاق الهيئة👇

https://youtube.com/live/jxeVguoEUiI?feature=share

#مؤتمر_الأنصار_والطوفان

مجلة أنصار النبي ﷺ

26 Oct, 15:02


الشيخ عبدالرحيم مكارثي - سفير الهيئة لتعليم المسلمين الجدد

فاتنا النصر مع رسول اللهﷺ لكن جاء طوفان الأقصى ليذكرنا باتباع سنته بالانتصار لدين الله في كل مكان

📺 انضموا إلينا عبر البث المباشر لمتابعة مؤتمر الذكرى الثالثة لانطلاق الهيئة👇

https://youtube.com/live/jxeVguoEUiI?feature=share

#مؤتمر_الأنصار_والطوفان

مجلة أنصار النبي ﷺ

26 Oct, 14:49


د/ محمد الصغير رئيس الهيئة العالمية لأنصار النبيﷺ: على العهد يا أبا العبد لا نقيل ولا نستقيل، ندعم الطوفان وأهله ومقاومته الأبية

📺 انضموا إلينا عبر البث المباشر لمتابعة مؤتمر الذكرى الثالثة لانطلاق الهيئة👇

https://youtube.com/live/jxeVguoEUiI?feature=share

#مؤتمر_الأنصار_والطوفان

مجلة أنصار النبي ﷺ

26 Oct, 14:43


من بداية طوفان الأقصى رفعنا شعار، لا ينصر رسول الله من لا ينصر مسراه

📺 انضموا إلينا عبر البث المباشر لمتابعة مؤتمر الذكرى الثالثة لانطلاق الهيئة👇

https://youtube.com/live/jxeVguoEUiI?feature=share

#مؤتمر_الأنصار_والطوفان

مجلة أنصار النبي ﷺ

26 Oct, 14:38


فاتنا النصر مع رسول اللهﷺ لكن جاء طوفان الأقصى ليذكرنا باتباع سنته بالانتصار لدين الله في كل مكان

📺 انضموا إلينا عبر البث المباشر لمتابعة مؤتمر الذكرى الثالثة لانطلاق الهيئة👇

https://youtube.com/live/jxeVguoEUiI?feature=share

#مؤتمر_الأنصار_والطوفان

مجلة أنصار النبي ﷺ

26 Oct, 14:22


نعلن عن إطلاق مشروع القبة الخضراء لحفظ السنة النبوية

نسعى لتخريج ثلة من طلاب العلم عالميًا ممن يحفظون متون السنة ويحافظون على الأسانيد ويعتنون بعلوم الرواية والدراية

📺 انضموا إلينا عبر البث المباشر لمتابعة مؤتمر الذكرى الثالثة لانطلاق الهيئة👇

https://youtube.com/live/jxeVguoEUiI?feature=share

#مؤتمر_الأنصار_والطوفان

مجلة أنصار النبي ﷺ

26 Oct, 14:20


نهدف لتخريج عشرات الآلاف من الطلاب الدارسين لمنهاجﷺ

مشروع القبة الخضراء هو لكل من يريد التعرف على سنة النبيﷺ وهديه في كل العالم

📺 انضموا إلينا عبر البث المباشر لمتابعة مؤتمر الذكرى الثالثة لانطلاق الهيئة👇

https://youtube.com/live/jxeVguoEUiI?feature=share

#مؤتمر_الأنصار_والطوفان

مجلة أنصار النبي ﷺ

26 Oct, 14:18


وصول نجل الشيخ المجاهد الشهيد #إسماعيل_هنية إلى مؤتمر الذكرى الثالثة لانطلاق الهيئة العالمية لأنصار النبيﷺ

📺 انضموا إلينا عبر البث المباشر لمتابعة مؤتمر الذكرى الثالثة لانطلاق الهيئة👇

https://youtube.com/live/jxeVguoEUiI?feature=share

#مؤتمر_الأنصار_والطوفان

مجلة أنصار النبي ﷺ

26 Oct, 14:17


مشروع القبة الخضراء أطلقته الهيئة العالمية لأنصار النبيﷺ لحفظ السنة النبوية ويركز على حفظ المتون والأسانيد وبناء المهارة الأحاديثية

📺 انضموا إلينا عبر البث المباشر لمتابعة مؤتمر الذكرى الثالثة لانطلاق الهيئة👇

https://youtube.com/live/jxeVguoEUiI?feature=share

#مؤتمر_الأنصار_والطوفان

مجلة أنصار النبي ﷺ

26 Oct, 14:14


نعلن عن إطلاق مشروع رابطة علماء الطوفان

لدعم وإسناد طوفان الأقصى ونشر فقه الجهاد

وحشد الأمة لدعم المقاومة بكافة ألوان الدعم والإسناد

📺 انضموا إلينا عبر البث المباشر لمتابعة مؤتمر الذكرى الثالثة لانطلاق الهيئة👇

https://youtube.com/live/jxeVguoEUiI?feature=share

#مؤتمر_الأنصار_والطوفان

مجلة أنصار النبي ﷺ

26 Oct, 14:12


الجهاد شريعة النبيﷺ وهو ماضٍ إلى يوم القيامة..

مشروع رباط العلماء هدفه نشر فقه الجهاد بين الناس ونشر تعاليمه دفاعًا عن مسرى رسول الله وكرامة الأمة

📺 انضموا إلينا عبر البث المباشر لمتابعة مؤتمر الذكرى الثالثة لانطلاق الهيئة👇

https://youtube.com/live/jxeVguoEUiI?feature=share

#مؤتمر_الأنصار_والطوفان

مجلة أنصار النبي ﷺ

26 Oct, 13:48


بدء فعاليات مؤتمر الذكرى الثالثة لانطلاق الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ تحت عنوان (لا ينصر رسول الله من لا ينصر مسراه" بحضور علماء ومفكري ومجاهدي الأمة

📺 انضموا إلينا عبر البث المباشر👇

https://youtube.com/live/jxeVguoEUiI?feature=share

#مؤتمر_الأنصار_والطوفان

مجلة أنصار النبي ﷺ

23 Oct, 20:55


الدارس لتاريخ الحركة الصهيونية الحديثة يجد عجائب وغرائب كثيرة جداً، فمن شعب مهين مستضعف مشتت في كلّ أنحاء العالم، يتحول اليهود خلال سنوات قلائل إلى أمّة قوية مهيبة، يتساقط تحت أقدامها قادة المشرق والمغرب.

جولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل 1969- 1973م، إحدى النساء اللواتي ساهمن إسهاماً قوياً في قيام (دولة #إسرائيل)، قال عنها بن غوريون أول رئيس للوزراء عندما عادت من أمريكا محملة بخمسين مليون دولار بعد حملة تبرعات واسعة: “سيُقال عند كتابة التاريخ إن امرأة يهودية أحضرت المال، وهي التي صنعت الدولة”. بل قال عنها ثانية: “إنها الرجل الوحيد في الدولة”!

عندما قرأت مذكراتها وجدت دروساً عملية جديرة بالتأمل والنظر، منها:

الأول: ضرورة الإيمان الراسخ بالهدف الذي يدفع للبذل والعطاء، وتحويله من حلم إلى حقيقة واقعة.
الثاني: أن آمال الإنسان لا تتحقق إلا بالإصرار والصبر وطول النفس، واستسهال الصعاب!
ودعونا الآن نقرأ بعض هذه المقاطع التي لا تحتاج إلى تعليق:

“لقد شعرت أن الردّ الوحيد على قتل اليهود في أوكرانيا هو أرض #فلسطين، يجب أن يكون لليهود أرض خاصة بهم، وعليّ أن أساعد في تحقيق هذا، لا بالخطب والتبرعات، بل الحياة والعمل هناك معهم في أرض فلسطين”.

“لقد كانت مسألة العمل في حركة العمل الصهيوني تجبرني للإخلاص لها ونسيان همومي كلها، وأعتقد أن هذا الوضع لم يتغير طيلة مجرى حياتي في الستة عقود التالية”.

“لقد كانت فلسطين هي السبب، ولأجلها حضرنا جميعاً، ولأجلها تحملنا المشاق.. لقد كنت شغوفة في شرح طبيعة الحياة في (إسرائيل) لليهود القادمين، وأوضح لهم كيف استطعت التغلب على الصعاب التي واجهتني عندما دخلت فلسطين لأول مرة، ولكن حسب خبراتي المريرة التي مارستُها كنت أعتبر أنّ الكلام عن الأوضاع وكيفية مجابهتها نوعاً من الوعظ أو الدعاية، وتبقى الحقيقة المجردة هي وجوب إقامة المهاجرين وممارستهم للحياة عملياً. لم تكن (الدولة الإسرائيلية) قد أنشئت بعد، ولم تكن هناك وزارة تُعنى بشؤون المهاجرين الجدد، ولا حتى من يقوم على مساعدتنا لتعلم اللغة العبرية، أو إيجاد مكان للسكن، لقد كان علينا الاعتماد على أنفسنا، ومجابهة أي طارئ بروح بطولية مسؤولة!”

“كان الروّاد الأوائل من حركة العمل الصهيوني هم المؤمنون الوحيدون الذين يستطيعون تحويل تلك المستنقعات أو السبخات(!) إلى أرض مروية صالحة للزراعة، فقد كانوا على استعداد دائم للتضحية والعمل مهما كان الثمن مادياً أو معنوياً!”

“عندما أتذكر وضع (السوليل بونيه)7 منذ زمن، أي: منذ 1927م في مكتبها الصغير في القدس يوم كانت لا تستطيع دفع أجور العمال، ثم أفكر في وضعها الحالي، والخمسين ألف موظف وموظفة، وبمدخولها الذي وصل إلى 2.5 مليون ليرة إسرائيلية، عندها أحتقر أي شخص يقول أو يُنكر على الصهيونية تفاؤلها”.

إننا في اجتماعنا هذا لن نُعيد المسيح إلى الحياة9، ولكن لا بد لنا من القيام بمجهود لنقنع العالم بما نريده وبما نحن عليه!”

“أعتقد أن هناك سببين فقط يمثلان المحنة القومية التي مررنا بها، أحدهما: الانهيار والاستسلام، والقول: لا أستطيع أن أتابع. والثاني: أن تكشر عن أنيابك وتحارب بكل ما أوتيت من قوة على كل الجبهات التي تواجهك مهما كانت المدة صعبة وطويلة، وهذا بالضبط ما قمنا به في السابق، ونحن قائمون به الآن!”

“أدركت أنه لا يكفي لشعب ضعيف أن يثور لكي ينال عدلاً مطالبه، أما مبدأ “نكون أو لا نكون” فعلى كل أمة أن تعمل به وبالتالي تقرر مصيرها بطرقها الخاصة، وعلى اليهود ألا يعتمدوا على أحد من أجل تقرير مصيرهم”.

“لم يقدَّم لنا الاستقلال على طبق من فضة، بل حصلنا عليه بعد سنين من النزاع والمعارك، ويجب أن ندرك بأنفسنا ومن أخطائنا الثمن الغالي للتصميم والعزيمة”.

“أخبرت اليهود في جميع أنحاء أمريكا أن الدولة الإسرائيلية لن تدوم بالتصفيق ولا بالدموع ولا بالخطابات أو التصريحات! إنما يجب توفر عنصر الوقت لبنائها، قلت في عشرات المقابلات: لن نستطيع الاستمرار دون مساعدتكم؛ فيجب أن تشاركونا بمسؤولياتكم في تحمل الصعاب والمشاكل والمشقات والأفراح، صمموا على المساعدة وأعطوني قراركم! لقد أجابوا بقلوبهم وأرواحهم بأنهم سيضحون بكل شيء في سبيل إنقاذ الوطن”.

أرجو من القارئ الفطِن أن يقرأ هذا المقطع بتمعن شديد، ثم يقارنه بالشعارات الثورية التي ملأت الأمة بضجيجها وصخبها لعبد الناصر ومَن بعده من قادة التحرر العربي! تردد الجموع بكل بلاهة: من الخليج الثائر إلى المحيط الهادر.. لبيك عبد الناصر! فتجاب بكل استهتار ومهانة: سنرمي إسرائيل في البحر! والنتيجة هي تحطيم الطيران المصري كله على أرض المطار؛ فالقادة يعبثون ويشربون حتى الثمالة، ويتراقصون على أنغام الموسيقى، ولا يدركون ما حدث إلا حينما انتهى كل شيء! وبعد هذا الإحباط.. حتى تلك الشعارات الثورية سقطت، وتحركت القلوب الرحيمة تندد بالفدائية، وتنادي بالسلام وحقن الدماء فلابد أن نتفرغ للبناء فقد أنهكتنا الحروب!

مجلة أنصار النبي ﷺ

23 Oct, 20:55


إنها حرب عقيدة، ولن تنتصر الأمّة بشعاراتها النفعية وإعلامها الرخيص، فمتى يدرك الناس أننا قوم أعزنا الله بالإسلام، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله؟! فإما نكون أو لا نكون! ﴿وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ﴾ [سورة النساء: 104].

مجلة أنصار النبي ﷺ

23 Oct, 20:50


مقال: نظرات في مذكرات (جولدا مائير)

بقلم د. أحمد بن عبد الرحمن الصويان – فك الله أسره –

مجلة أنصار النبي ﷺ

23 Oct, 20:08


ومن أطرف الدراسات التي يطرحها الأمريكيون تلك الأوراق التي تستعرض الخطابات الدينية الإسلامية وتوازن بينها؛ لتحديد أفضل تلك الخطابات في التناغم مع الهيمنة الأمريكية وعدم التحرش بها أو التشويش عليها.

من مقال "وماذا سنفعل بنصوص (جهاد الغزو)؟"

بقلم إبراهيم السكران فك الله أسره

اقرأ المقال كاملاً: https://ishortie.com/BsI

مجلة أنصار النبي ﷺ

22 Oct, 17:22


عندما قرأت مذكراتها وجدت دروساً عملية جديرة بالتأمل والنظر، منها:
الأول: ضرورة الإيمان الراسخ بالهدف الذي يدفع للبذل والعطاء، وتحويله من حلم إلى حقيقة واقعة.

الثاني: أن آمال الإنسان لا تتحقق إلا بالإصرار والصبر وطول النفس، واستسهال الصعاب!

من مقال "نكون أو لا نكون نظرات في مذكرات(جولدا مائير)"

بقلم د. أحمد بن عبد الرحمن الصويان فك الله أسره

اقرأ المقال كاملاً: https://ishortie.com/RmH

مجلة أنصار النبي ﷺ

22 Oct, 16:47


إنها السنن، أهل القلاع والحصون والمنعة والسلاح يخطئون في حساباتهم، فيضطرون للتراجع والانسحاب، ويخربون بيوتهم بأيديهم مباشرة، وبأيدي المؤمنين المنصورين عليهم.

وهاهو حلم إسرائيل الكبرى، وشهوة التوسع والابتلاع.. ترتد أعباءً مادية، ومعنوية، داخلية ودولية.

ومن ثم تتحول تلك الأحلام إلى تصورات واقعية، لا تغلي من حولها ولا تعتد بقوتها، ولا تبالغ في الاعتماد على العنصر الخارجي.

وإذا كانت للعولمة آثار سيئة ضخمة في مجالات الحياة شتى، فربما كان من إيجابياتها أن الدور الريادي والمنفرد الذي كانت تقوم به إسرائيل في خدمة المشروع الغربي لم يعد بذاك الوهج والقوة والمركزية، فنطاق المصالح أصبح أوسع وأشمل، وتأمين المستقبل صار أسهل وأمكن، والتبرم الشعبي مما يقتطع من قوته لصالح اليهود بدأ ينمو، ومثله التبرم الثقافي والعلمي من الاستخدام السيئ لقانون معاداة السامية، الذي يؤاخَذ به كثير من المؤرخين والمحللين والباحثين بحجة العنصرية ومعاداة اليهود لمجرد تشكيكهم في المحرقة، أو في بعض جوانبها وتفصيلاتها. الكثيرون يصيبهم الرعب حينما يسمعون التقارير المؤكدة عن امتلاك اليهود لمئتي رأس نووي، أو امتلاكهم لسلاح الجمرة الخبيثة، أو تطويرهم لأنواع أخرى من الأسلحة الجرثومية أو سواها. وهذا دون شك أمر مقلق فعلاً، ومن حق الشعوب المستهدفة أن تبدي دهشتها واعتراضها.

لكن.. من يدري؟ ها هي الدول الشرقية تعاني من تبعات تدمير الأسلحة النووية التي خلفها لها الاتحاد السوفيتي، وتعاني من تكاليف الرقابة الفنية والأمنية عليها، هاهو السلاح الذي كان مصدر رعب وقوة يصبح في الدول ذاتها مصدر ضعف وخوف.
العولمة تقدم آليات جديدة للصراع، في مقدمتها تكنولوجيا المعلومات، وشبكة الاتصالات، وسباق الإبداع والابتكار. بالتأكيد، هذا لا يلغي آليات الصراع التقليدية، لكنها لم تعد في الصدارة في هذه المرحلة.

إسرائيل متفوقة في الأولى، كما هي متفوقة في الثانية أيضاً، وكما كانت تقدم نفسها على أنها الحارس الأمين لمصالح الغرب المادية، فهي تقدم نفسها أيضاً على أنها النموذج الحضاري المتفوق في الأرض العربية.

فهل نعي ما يجب علينا فعله في دوامة هذا الصراع؟!

مجلة أنصار النبي ﷺ

22 Oct, 16:47


ذكرني أحد جلسائي بأبيات من الشعر، كنت نسيتها، وهي من أثير الشعر إلى نفسي..

خلت فلسطين من أبنائها النجب - وأقفرت من بني أبنائها الشهب طارت على الشاطئ الخالي حمائمه - وأقلعت سفن الإسلام والعرب يا أخت أندلس صبراً وتضحية - وطول صبر على الأرزاء والنَّوب ذهبت في لجَّة الأيام ضائعة - ضياع اندلس من قبل في الحقب وطوحت ببنيك الصيد نازلة - بمثلها أمة الإسلام لم تصب!
وتداعت بي الذكريات إلى كتيب كنت قرأته زمن المراهقة، وشدني بتفسيره الجديد لآيات سورة الإسراء:
﴿وَقَضَیۡنَاۤ إِلَىٰ بَنِیۤ إِسۡرَ ٰ⁠ءِیلَ فِی ٱلۡكِتَـٰبِ لَتُفۡسِدُنَّ فِی ٱلۡأَرۡضِ مَرَّتَیۡنِ وَلَتَعۡلُنَّ عُلُوࣰّا كَبِیرࣰا * فَإِذَا جَاۤءَ وَعۡدُ أُولَىٰهُمَا بَعَثۡنَا عَلَیۡكُمۡ عِبَادࣰا لَّنَاۤ أُو۟لِی بَأۡسࣲ شَدِیدࣲ فَجَاسُوا۟ خِلَـٰلَ ٱلدِّیَارِۚ وَكَانَ وَعۡدࣰا مَّفۡعُولࣰا * ثُمَّ رَدَدۡنَا لَكُمُ ٱلۡكَرَّةَ عَلَیۡهِمۡ وَأَمۡدَدۡنَـٰكُم بِأَمۡوَ ٰ⁠لࣲ وَبَنِینَ وَجَعَلۡنَـٰكُمۡ أَكۡثَرَ نَفِیرًا * إِنۡ أَحۡسَنتُمۡ أَحۡسَنتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡۖ وَإِنۡ أَسَأۡتُمۡ فَلَهَاۚ فَإِذَا جَاۤءَ وَعۡدُ ٱلۡـَٔاخِرَةِ لِیَسُـࣳـُٔوا۟ وُجُوهَكُمۡ وَلِیَدۡخُلُوا۟ ٱلۡمَسۡجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةࣲ وَلِیُتَبِّرُوا۟ مَا عَلَوۡا۟ تَتۡبِیرًا * عَسَىٰ رَبُّكُمۡ أَن یَرۡحَمَكُمۡۚ وَإِنۡ عُدتُّمۡ عُدۡنَاۚ وَجَعَلۡنَا جَهَنَّمَ لِلۡكَـٰفِرِینَ حَصِیرًا﴾ [الإسراء: 4-8]
أظنه الشيخ: أسعد بيوض التميمي، يقرر في ذلك الكتاب أن وعد الآخرة هنا هو الاحتشاد اليهودي الحالي، وما أمد الله به شعب بني إسرائيل من الأموال والبنين والنفير، وما يتبعه من تسليط غيرهم عليهم ليسوءوا وجوههم، ﴿وَلِیَدۡخُلُوا۟ ٱلۡمَسۡجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةࣲ وَلِیُتَبِّرُوا۟ مَا عَلَوۡا۟ تَتۡبِیرًا﴾
وذلك مرتبط موضوعياً بقوله تعالى: في آخر السورة ذاتها: ﴿فَإِذَا جَاۤءَ وَعۡدُ ٱلۡـَٔاخِرَةِ جِئۡنَا بِكُمۡ لَفِیفࣰا﴾ [الإسراء: 104].

وسواء كان هذا التنزيل للآيات سديداً، كما مال إليه جمع من المعاصرين، كتاباً ومتحدثين ومفسرين، أو كان الأمر كما قاله الطبري: “وأما إفسادهم في الأرض المرة الآخرة، فلا اختلاف بين أهل العلم أنه كان قتلهم يحيى بن زكريا”1.

فإن قوله تعالى: ﴿وَإِنۡ عُدتُّمۡ عُدۡنَاۚ﴾ [الإسراء: ٨] متضمن للإفسادات المتلاحقة التي يجترحها شعب إسرائيل، والعقوبات العادلة التي يتلقاها دون اعتبار.

وفي سورة الأعراف: ﴿وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَیَبۡعَثَنَّ عَلَیۡهِمۡ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡقِیَـٰمَةِ مَن یَسُومُهُمۡ سُوۤءَ ٱلۡعَذَابِۗ﴾ [الأعراف: ١٦٧]، وهذا لأنهم رفضوا الرحمة التي وُعدوا بها: ﴿عَسَىٰ رَبُّكُمۡ أَن یَرۡحَمَكُمۡۚ﴾ [الإسراء: ٨].

وهي بعثة النبي ﷺ الذي كان رحمة لهم وللعالمين، فحقّت عليهم كلمة العذاب، ففرّقهم الله تعالى في الأرض أمماً، وسلط عليهم الجبارين، وفي كتابهم التوراة تجيء هذه الكلمات المتقاطعة:  “واستأصلهم الرب من أرضهم بغضب، وألقاهم إلى أرض أخرى”.

"يجلب الرب عليكم أمة من بعيد، من أقصى الأرض، كما يطير النسر، أمة لا تفهم لسانها، أمة جافية الوجه، لا تهاب الشيخ، ولا تحن إلى الولد".

"ويبددك الرب في جميع الشعوب من أقصى الأرض إلى أقصاها، وفي تلك الأمم لا يكون قرار لقدمك، بل يعطيك الرب هناك قلباً مرتجفاً، وكلال العينين، وذبول النفس، وتكون حياتك معلقة قدامك، وترتعب ليلاً ونهاراً، ولا تأمن على حياتك".

"يرد الرب سبيلك، ويرحمك، ويجمعك من جميع الشعوب التي بددك إليهم، إن يكن بددك إلى أقصى السموات فمن هناك يجمعك الرب.. ويحسن إليك، ويكثرك أكثر من آبائك".

إن اختيار اليهود لفلسطين بالذات كان قطعاً لحسابات دينية وتاريخية، وليس اقتصادية أو سياسية، ولذا دفعوا ويدفعون الثمن غالياً لهذا الاختيار، فقد يجوز لو أنهم اختاروا أي بلد آخر في العالم، أو في العالم الإسلامي لاستقروا فيه، ونسي، ونُسوا.
ولكن كيف تُنسى أرض نوه الله بذكرها في القرآن؟ كيف تُمحى الأرض المقدسة من ذاكرة المسلمين؟ كيف تغيب القرى التي بارك الله فيها؟ كيف يهدر المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله؟

أم كيف لهم أن يختاروا غيرها، وهي موعد الملاحم التي يصرخ فيها الشجر والحجر: يا مسلم، يا عبدالله، هذا يهودي ورائي فاقتله! ﴿هُوَ ٱلَّذِیۤ أَخۡرَجَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَـٰبِ مِن دِیَـٰرِهِمۡ لِأَوَّلِ ٱلۡحَشۡرِۚ مَا ظَنَنتُمۡ أَن یَخۡرُجُوا۟ وَظَنُّوۤا۟ أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمۡ حُصُونُهُم مِّنَ ٱللَّهِ فَأَتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِنۡ حَیۡثُ لَمۡ یَحۡتَسِبُوا۟ وَقَذَفَ فِی قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعۡبَۚ یُخۡرِبُونَ بُیُوتَهُم بِأَیۡدِیهِمۡ وَأَیۡدِی ٱلۡمُؤۡمِنِینَ فَٱعۡتَبِرُوا۟ یَـٰۤأُو۟لِی ٱلۡأَبۡصَـٰرِ﴾ [الحشر: ٢].

مجلة أنصار النبي ﷺ

22 Oct, 16:47


مقال "﴿وَجَعَلۡنَـٰكُمۡ أَكۡثَرَ نَفِیرًا﴾"

بقلم د. سلمان العودة فك الله أسره

مجلة أنصار النبي ﷺ

21 Oct, 20:36


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فقد اشتهرت بين الناس مقولة مأثورة نصها: “مَن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم”. وهذه الجملة رُويت مرفوعة إلى النبي ﷺ بسند ضعيف، لكنها تضمنت حقاً في الجملة، كما قال رسول الله ﷺ في حديث النعمان بن بشير عند الشيخين: “مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد.. إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.

ولما كان هذا مثل المؤمنين حق الإيمان، جاءت النصوص بنزع وصف ذلك الإيمان عن من لم يحقق ذلك المثل في مواضع كثيرة، من نحو قوله ﷺ: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”2. وقد جعل الإمام أبو داود السجستاني هذا الحديث أحد أربعة أحاديث عليها مدار الإسلام.

والولاء بين المؤمنين من أوثق عرى الإيمان ومن مقتضياته العناية بشؤون المسلمين، فالمسلم أخو المسلم في أي أرض كان، وبأي لغة نطق، وكيف كان شكله أو لون بشرته: “إنما المؤمنون إخوة”، والأخ يجب أن ينصر أخاه المظلوم، ويعتني بشأنه، ويسأل عن أخباره، ويدعو له، وقد شرع الله تعالى لنا الدعاء للمؤمنين والمؤمنات في مقامات كثيرة، أجلّها مقام الصلاة؛ كقولك: “السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين”، قال القفال: “ترك الصلاة يضر بجميع المسلمين؛ لأن المصلي يقول: اللهم! اغفر لي وللمؤمنين المؤمنات، ولا بد أن يقول في التشهد: “السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين”. فيكون مقصراً في حق الله، وفي حق رسوله، وفي حق نفسه، وفي حق كافة المسلمين؛ ولذلك عظمت المعصية بتركها”.

والمقصود أن الشريعة أتت بتشريعات كثيرة -ليس هذا مقام عرضها- تنمي الإخوة الإيمانية وتشيع مقتضياتها بين المسلمين، والتي منها الاهتمام بأمرهم.

وقد دأب أعداء الأمة على الجد في محو أخوة الإسلام من قلوب بنيه، وإماتة الإحساس بها في شعور الأمة، وتأتى لهم بعض ذلك بعد تمكنهم من وضع الفواصل الجغرافية بين الإخوة، وإثارة النعرات الجاهلية بين أقاليم الإخوان، حتى أصبح بعض المسلمين يرى إخوة له مسلمين عبر وسائل الإعلام وقد مزقهم العدو الكافر فما تهتز له شعرة! بل قد ترى في الوسيلة الإعلامية نفسها فوق الخبر المأساوي والصورة صورة أخرى ذات إغراء وجاذبية إلى ما لا يحبه الله ويرضاه! وخلفهما خبر رياضي تحمر أنوف المحللين وسائر المختلفين فيه!

وربما عرض التلفاز أشلاء القتلى وصور الجرحى ودماءهم تثعب، ثم فاصل غنائي! بعده خبر رياضي تافه يشغلون بذلك الأمة عن مآسي إخوتهم.

هذا إذا لم يفاجئك ظهور أحد المنافقين معنفاً الموتى وملقياً باللائمة عليهم، ناصراً لأعدائهم!

أما المؤمنون الصادقون فتعني لهم دماء إخوانهم الكثير، ذكر ابن حبان في السيرة خبر فتح نهاوند في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان في وصية عمر لأهل الكوفة قوله:

“سلام عليكم أما بعد: فقد استعملت عليكم النعمان بن مقرن المزني، فإن قُتل النعمان فعليكم حذيفة بن اليمان العبسي، فإن قُتل حذيفة فعليكم عبد الله بن قيس الأشعري أبو موسى، فإن قُتل أبو موسى فعليكم جرير بن عبد الله البجلي، فإن قُتل جرير فعليكم المغيرة بن شعبة الثقفي، فإن قُتل المغيرة فعليكم الأشعث بن قيس الكندي…”

فلما فتح الله على المسلمين، وجاء البشير إلى عمر سأله، قال:

“فما فعل النعمان بن مقرن”؟ قال: استشهد يا أمير المؤمنين. فبكى عمر ثم قال: “يرحم الله النعمان” ثلاثاً .ثم قال: مه! [يعني يستحثه لذكر مَن مات غير النعمان]. قال: لا والذي أكرمك بالخلافة وساقها إليك! ما قُتل بعد النعمان أحد نعرفه. فبكى عمر بكاء شديداً ثم قال: “الضعفاء لكن الله أكرمهم بالشهادة”.

وقد صح عنه رضي الله عنه استغفاره للمؤمنين في قنوت رمضان؛ كما روى ابن خزيمة وغيره. وأصح من هذا وأجود ما ثبت عن رسول الله ﷺ في الصحيحين في مقتل القراء السبعين ببئر معونة، قال أنس: فما رأيته [يعني النبي ﷺ] وجد على أحد ما وجد عليهم3.

والمقصود أيها الإخوة:

من الدروس التي نستفيدها من الأحداث المكروهة التذكير بهذه المعاني، وترجمتها إلى واقع محسوس في كيان الأمة، تأثُّر فعَمَل، وليس العمل هو البكاء، لكن البكاء قد يُغلب المرء عليه فيكون تعبيراً إنسانياً عن المشاركة في المصاب، والمقصود العمل الإيجابي؛ كإقامة الجمعيات التي تُعنَى بشؤون المسلمين، فإن لم نستطع فبدعم القائمة منها، فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليتهم نفسه!

مجلة أنصار النبي ﷺ

21 Oct, 20:31


مقال إنّما المؤمنون إِخوة

بقلم د. ناصر العمر فك الله أسره

مجلة أنصار النبي ﷺ

21 Oct, 19:36


إن اختيار اليهود لـ #فلسطين بالذات كان قطعاً لحسابات دينية وتاريخية، وليس اقتصادية أو سياسية، ولذا دفعوا ويدفعون الثمن غالياً لهذا الاختيار، فقد يجوز لو أنهم اختاروا أي بلد آخر في العالم، أو في العالم الإسلامي لاستقروا فيه، ونسي، ونُسوا.

من مقال "﴿وَجَعَلۡنَـٰكُمۡ أَكۡثَرَ نَفِیرًا﴾"

د. سلمان العودة فك الله أسره

اقرأ المقال كاملاً: https://ishortie.com/HUN

مجلة أنصار النبي ﷺ

21 Oct, 06:59


الولاء بين المؤمنين من أوثق عرى الإيمان ومن مقتضياته العناية بشؤون المسلمين، فالمسلم أخو المسلم في أي أرض كان، وبأي لغة نطق، وكيف كان شكله أو لون بشرته: "إنما المؤمنون إخوة"، والأخ يجب أن ينصر أخاه المظلوم، ويعتني بشأنه، ويسأل عن أخباره، ويدعو له، وقد شرع الله تعالى لنا الدعاء للمؤمنين والمؤمنات في مقامات كثيرة، أجلّها مقام الصلاة.

إنّما المؤمنون إِخوة

بقلم د. ناصر العمر فك الله أسره

اقرأ المقال كاملاً: https://ishortie.com/HJm

مجلة أنصار النبي ﷺ

21 Oct, 00:54


كتبَ إليَّ أخي الأديب يوسف فرنجي -نفع الله به ووفقه لسبل الخيرات- أن أكتب له شيئًا نافعًا في باب التزكية والرقائق، وقد بالغ بإحسان الظن إذ كتبَ إلى مثلي، غير أني أكتب ما وقفتُ عليه ونفعني الله به نفعًا مباركًا.

ولستُ أقصد الحصر في باب الرقائق، وإنما أكتبُ ما عنَّ لي مما يعين الإنسان على تهذيب نفسه بإذن ربه، فأقول مستعينًا بالله:

* تفسير سورة الأنعام والتوبة والرعد، من "ظلال القرآن"، والكتاب كله صالح لهذا المقصد.

* رياض الصالحين، للنووي، فإن أراد ثمرة عاجلة، فعليه ببابي الخوف والرجاء.

* أحاديث الجنة والنار، من كتاب "معالم السنة النبوية" للشيخ صالح الشامي، في مقصد العقيدة.

* مدارج السالكين لابن القيم رحمه الله، فإن أراد ثمرةً عاجلة، فليقرأ: منزلة المحاسبة، والتوبة لا سيما فصل "السر الأعظم" منها، ومنزلة الرجاء، ومنزلة الغربة، ومقدمات ابن القيم في جميع المنازل قبل سوق كلام الهروي.

* منهاج العابدين للإمام الغزالي، على شيءٍ فيه، غير أن الكتاب غاية في النفاسة والترتيب، وهو عندي يفضل الإحياء!

* إحياء علوم الدين، للغزالي، فإن تعجل.. فعليه برُبع المهلكات من الكتاب.

* بداية الهداية للغزالي، والذي يقرأ الكتاب يحسب أن الغزالي كتبه لرجل لا ينام ولا يأكل ولا يعمل، فليأخذ بأصل الأوراد النافعة، فهو كتاب نافع.

* كتاب مواعظ الصحابة، للشيخ عمر المقبل، فرّج الله كربه.

* كتب شيخنا أبي الأمجد، محمد بن محمد الأسطل، سراج الغرباء، فقه الاستدراك، تحصيل المرام، دليل المعتكف، وكلها كتب جليلة في هذا الباب.

* الرسالة التبوكية للإمام ابن القيم.

* مواعظ ابن الجوزي عامة، وكلها مواعظ أسيفة رقيقة، أظنها جُمعت في كتاب، أنا قرأت له قديماً كتاب مواعظ المجالس، طبعة تجارية.

* كتاب "صفحات من صبر العلماء" و"قيمة الزمن عند العلماء" للشيخ عبد الفتاح أبو غدة، والكتابان تربويان بامتياز.

* كتاب الشيخ الطريفي "الفصل بين النفس والعقل" كتاب جليل نافع جداً جداً جداً. وعلى ذِكر الشيخ .. اقرأ تفسيره لآية ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ…﴾ من التفسير والبيان.

* كُتب الشيخ السكران في هذا الباب نافعة، الماجريات، الرقائق، الطريق ..

* كتاب: الجواب الكافي، الداء والدواء، لابن القيم رحمه الله.

* كتاب التحفة العراقية، لابن تيمية، على استطراد فيه عن الباب.

* يُنصح كثيراً بكتب الشيخ فريد الأنصاري، والشيخ خالد أبو شادي، وللأسف ما قرأت لهما إلا اليسير.

* مقطع "وأنذرهم يوم الحسرة" للشيخ محمد الأسطل، على اليوتيوب، مقطع وعظي أسيف أسيف!

* الشيخ أديب الصانع، فتح الله عليه فتوحات عظيمة في هذا الباب، (مقال: مَن كتم داءه قتله/ سلسلة روى القلب/ تفسير سورة المزمل/ له مقطع عن المجاهدة جميل).

* محاضرات الشيخ علي القرني، تربوية ملهمة كثيرة الوصايا، لا سيما: إياك والتلون/ إيماض البرق/ صيب الديم/ همسات للسراة/ النعيم لا يدرك بالنعيم.

* الشيخ أحمد عبد المنعم، تفسيراً ووعظاً.

* من كان ذا همة فليقرأ: الآداب الشرعية لابن مفلح، والكتاب واسع المادة كثير التشعب والاستطراد، غير أنه نفيس جداً، لما أُتمه بعد.

* شرح الشيخ محمد سيد حاج على "المدارج"، الشيخ لا يشرح المدارج تفصيلاً، وإنما يضمن مهمات المدارج في ثنايا شرحه الممتع.

* معالم في الطريق، لشهيد الإسلام، سيد قطب تقبله الله، والكتاب وإن لم يكن وعظياً، غير أنه تربوي من الطراز الأول!

* شرح ابن عجيبة على الحِكم العطائية، واسمه "إيقاظ الهمم في شرح الحكم"، كتاب نفيس أيضاً.

هذا ما يسّر الله إيراده، قصدتُّ فيه الجمع لا الترتيب والتنسيق، وإنما كنت أكتب ما يمليه الذهن، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

مجلة أنصار النبي ﷺ

21 Oct, 00:54


مقال "وصية شهيد في إصلاح القلب"

بقلم الشيخ أحمد بن حازم تقبّله الله

مجلة أنصار النبي ﷺ

19 Oct, 18:28


كتبَ إليَّ أخي الأديب يوسف فرنجي -نفع الله به ووفقه لسبل الخيرات- أن أكتب له شيئًا نافعًا في باب التزكية والرقائق، وقد بالغ بإحسان الظن إذ كتبَ إلى مثلي، غير أني أكتب ما وقفتُ عليه ونفعني الله به نفعًا مباركًا.
ولستُ أقصد الحصر في باب الرقائق، وإنما أكتبُ ما عنَّ لي مما يعين الإنسان على تهذيب نفسه بإذن ربه.

من مقال "وصية شهيد في إصلاح القلب"

بقلم الشيخ أحمد بن حازم تقبّله الله

اقرأ المقال كاملاً: https://ishortie.com/hZc

مجلة أنصار النبي ﷺ

18 Oct, 19:33


الناس أيها المسلمون أدركتهم أشهرٌ خمسةٌ وهم صابرون محتسبون، يقدمون جمعة تتلوها جمعة، حتى جاءت جمعة "صمتكم يقتلنا"، صمتكم يقتلنا يا عرب، صمتكم يقتلنا يا مسلمون، تكلم العرب بعد أمدٍ، ويا ليتهم ما نطقوا، يا ليتهم ما نطقوا، لم تتجاوز عباراتهم حدود الشجب والاستنكار، وشلال الدم لا زال ينزف، لا يُوقِف نزفه أحد، وسفك الأعراض لا زال مستمرًا، لا يوقف زحفه أحد، وسلب الأموال لا زال ممتدًا، لا يوقف امتداده أحد!

من مقال "أين المسلمون؟"

بقلم الشيخ نائل مصران رحمه الله

اقرأ المقال كاملاً: https://ishortie.com/tIt

مجلة أنصار النبي ﷺ

18 Oct, 19:23


إنَّ الحديثَ عن اقترابِ تحريرِ فلسطين ليس بدعًا من القول، ولا ضربًا من الخيال، بل هو حقيقة قرآنية ووعدٌ نبوي، لا يكذب به إلا من أُشرب اليأس وسُقي الإحباط، وما عاد يأمل خيرًا ولا يرجو نجاةً، غير أننا بفضل الله حرَّمنا اليأس علينا لأنه محرمٌ في شريعتنا، وأغلقنا كلَّ المنافذ التي يتسلل منها القنوط ليصل إلى أفئدتنا، فلا يأس ولا إحباط ولا قنوط، بإذن الله تعالى.

ونحن اليوم نقول وبكل ثقة ويقين:
إنَّ وعدَ الله قد اقترب، وإنَّ ساعةَ الخلاص من هذا الاحتلال باتت أقربَ من أي وقتٍ مضى، وإنَّ لحظةَ إعلانِ تحريرِ بيتِ المقدس أصبحت على الأبواب، وإن ظنَّها بعضُ الناس بعيدة، فنحنُ بفضل الله تعالى في تقدُّمٍ والاحتلال في تراجع، والجيل الموجود توَّاق للحرية ومستعدٌ للتضحية، ونقاط قوتنا تزداد يومًا بعد يوم، والاحتلال تظهر لنا أماكن ضعفه يومًا بعد يوم، ﴿إِنَّ مَوۡعِدَهُمُ ٱلصُّبۡحُۚ أَلَیۡسَ ٱلصُّبۡحُ بِقَرِیبࣲ﴾ [هود: ٨١].

ويتضحُ قُرب تحرير بلادِنا بإذن الله من خلال النظر في هذه الأمور:
أولًا: الجيل
إنَّ الجيلَ الذي يعيشُ اليومَ داخلَ أرض فلسطين، من الشباب المُتطلع للحرية، يعيشُ على حب التضحية والفداء، وعايشَ الدم والشهادة، وهو توَّاقٌ لرؤية بلاده محررة من دنسِ الاحتلال الإسرائيلي، جيلٌ لا يعرف الخوف ولا التردد، جيلٌ تربَّى تحت قبابِ المساجد، وفي أروقة بيوت الله، وعلى موائد القرآن الكريم.

بينما جيلُهم الحالي: جيلٌ خانع لاهٍ، يبحث عن قضاء الشهوات والنزوات، لا استعدادَ عنده للتضحية والفداء، وقد ذهب جيل المؤسسين الصهاينة الكبار، ومن بقي منهم فهو منذرٌ بزوال دولتهم ومحذرٌ من هلاك مملكتهم، والفرق كبير.

وقد مرت أجيال فلسطين بمراحل ثلاث: الجيل الذي عايش الهزيمة وعاصر الاحتلال، ولم يقوَ على الدفاع ولم يحمل كثيرٌ منه نفسية الجهاد والاستشهاد، ثم جاء جيل التأسيس والتربية والبناء، على يد كبار الدعاة والمؤسسين لحرية شعبنا، ثم نحو اليوم نعايش الجيل المستعد للتضحية والمهيأ للحرية إن شاء الله.

ثانيًا: نقاط القوة والضعف
بفضل الله سبحانه وتعالى أصبحت نقاط قوتنا ونقاط ضعفهم واضحة وضوح الشمس، عسكريًّا وسياسًّا واجتماعيًّا وأمنيًّا، والمقاومة بإذن الله قادرة على استثمار كل نقاط القوة عندنا فتقويها، ونقاط الضعف عند عدونا فتزيدها ضعفًا وهوانًا، وأماكن ضعف دولة الاحتلال أكثر من أن تُحصى، ومع التطور التكنولوجي الذي امتلكته المقاومة وعلى الخصوص كتائب القسام، أصبحنا أمام قائمة من نقاط ضعف الاحتلال.

ومن نقاط ضعفهم الاجتماعي: أن شعبهم اليوم مفكك، تدور بينهم الصراعات السياسية وعلى أشدها وعلنًا، والتهم يتبادلها الكل السياسي بلا مواربة، والتمزق الاجتماعي العرقي يضرب في دولة الاحتلال بشكل لا سابق مثيل له.
ومن نقاط ضعفهم العسكري التي يمكن أن تُستهدف بإذن الله: أماكن القوة النووية، المطارات الكبرى، محطات توليد الطاقة، القطارات السريعة، البنايات الحساسة الكبرى، وغيرها، وقائمة نقاط ضعفهم تزيد يومًا بعد يوم.
والمقاومة بفضل الله تعمل على زيادة نقاط القوة لدى أبناء شعبنا، وتعمل كذلك على استغلال نقاط الضعف لدى الاحتلال لتصل إلى المعركة الكبرى لتحرير فلسطين بإذن الله.

ثالثًا: تراكمُ القوة
وأقصد بالقوة هنا: القوة العقائدية، والقوة التنظيمية، والقوة الشعبية، والقوة العسكرية، والقوة الأمنية، ثم القوة الإعلامية.

هذه القوى كلها نشهد لها تراكمًا من فترة طويلة، تقودها “الحركة الإسلامية” بفضل الله تعالى، وصحيحٌ أننا نخفق هنا وننجح هناك، ولكن نستطيع أن نقول وبكل جرأة: إننا حين نخفق -لأننا بشر- لا نرضى بذلك ونبادر للعلاج والنصح والتصحيح، فيغدو إخفاقُنا نجاحًا وقوة، وسنبقى بإذن الله نأمر بكل معروف لا نراه، وننهى عن كل منكر نراه، وهذه سُنة الله الباقية أن الخير والشر في صراع، ولكن الغلبة للتقوى والأقوى.

وأما تراكم نقاط قوتنا -بفضل الله- تزداد يوميًّا، فالعمل الدعوي لا يتوقف لا في ليل ولا في نهار، وآثاره باديةٌ لا تخفى، وتماسك البنية التنظيمية على أشدها في هذه الأيام، فما أن يصدرَ قرارٌ من المكتب السياسي حتى تعمل لإنجاحه كلُّ دوائر الحركة، والاستعداد للانتخابات التي كانت ستعقد خير دليل، والحاضنة الشعبية لا تدَّخر جهدًا في التخفيف عن كاهل أبناء شعبنا، والقوة العسكرية وكذلك الأمنية يثبُت في كل معركة أنها تُسابق الزمن من أجل امتلاك أكبر قدر ممكن من القوة العسكرية بكل أنواعها، وأما القوة الإعلامية فقد أصبحت رقمًا صعبًا في كل معركة، تنقل الحقيقة للعالَم، وتظهر أننا على الجادةِ بفضل الله، وتقول للناس: إننا منتصرون ولو بعد حين.

مجلة أنصار النبي ﷺ

18 Oct, 19:23


مقال "واقْتَرَبَ الوَعدُ الحَقُّ"

بقلم الشيخ الشهيد وائل الزرد تقبّله الله

مجلة أنصار النبي ﷺ

16 Oct, 18:49


أما النتائج للعراك الذي حدث بين الغرب والشرق فقوستاف لبون يفيض فيها ويقول أنها كانت عقيمة من حين غايتها الأولى وهي الاستيلاء على فلسطين، فالصليبيون على ما أهرقوا من دماء وبذلوا من أموال رجعوا بعد قرنين بخفي حنين. أما من حيث النتائج غير المباشرة في هذه الحروب فيمكن أن يقال أن منافعها عظيمة فالاختلاط بالشرق مائتي سنة كان من العوامل القوية في انتشار المدنية في أروبا وحدث أن الغاية من الحروب الصليبية جاءت على غير ما أريد منها وأن هذا التناقض بين الغاية المتوخاة والغاية التي وصلوا إليها ما يماثله في التاريخ وليتمثل في ذهنه من شاء أن يقدر التأثير المشترك من احتكاك الشرق بالغرب حالة تمدن كل الشعوب التي اختلطت بالأمم الأخرى. ونحن نعرف أن الشرق بفضل العرب كان ينعم إذ ذاك بمدنية زاهرة على حين كان الغرب غارقاً في التوحش. ولم يربح الشرق باحتكاكه بهؤلاء البرابرة من الصليبيين بل خسر ونتجت له كراهة الغربيين كراهية دامت قروناً وهذا من النتائج المضرة ومن أشأم نتائج تلك الحروب إذ تأصل التعصب وعدم التسامح في العالم عدة قرون.

ومن الفوائد التي عادت على الغربيين من الحروب الصليبية تحرير أصحاب الأرضين من رقهم وتقوية السلطة الملكية وإدخال تعديل على نظام الإقطاعات فانتقلت الثروات من أيدي الأمراء والزعماء إلى أرباب الطبقات الوسطى والدنيا من أهلها فباع من باع من الكبراء وابتاع من عمل بأرضه ومتجره فاغتنى واقتنى الرباع والضياع.

هذه وللمصائب فوائدها إذا ما كان المبتلى بها من ذوي الإحساس وقوة الإدراك وعزة النفس فقد ولدت الشدائد رجالاً أفذاذاً نبغوا في فن الحرب والسياسة يتقدمهم النابغتان نور الدين محمود بن زنكي وصلاح الدين يوسف بن أيوب، ولولا الحروب الصليبية ما ظهر طغتكين نابعة السياسة والإدارة ولولاهما أيضاً ما ظهر نوابغ الحرب أمثال، الكامل والظاهر وقلاوون والأشرف وعشرات من القواد والزعماء. ومن حسنات المصائب أيضاً أن توفق بين مختلف ذوي السلطة فكان التضامن بين أمراء المسلمين في العهد الصليبي على أتمه وربما لم تتآلف قلوبهم في عصر من العصور السالفة تألفهم في ذلك العهد العصيب.

مجلة أنصار النبي ﷺ

16 Oct, 18:49


وفي آخر سنة (٤٩٠هـ) اجتمعت في القسطنطينية جيوش الصليبيين وبعد مصاعب شديدة لقوها في آسيا الصغرى تقدموا ففتحوا الساحل الشامي واستولوا على بيت المقدس في ٢٣ شعبان سنة ٤٩٢هـ وولوا قودفروا الفرنساوي ملكاً عليها ولو لم يكن آل سلجوق لاهين عن مقاومة المسيحيين بالحروب الداخلية العائلية لما أمكن المسيحيين من التقدم شبراً في الأراضي الإسلامية ولكن التفرق والنزاع على النفوذ وحب الاستئثار بالجاه بين رجال السقع الواحد يكون دائماً مدعاة لضياع ما بالأيدي وسلط الغير، ففي غضون هذه الحروب الداخلية ملك الإفرنج عدة مدن أخرى منها سروج من أعمال الجزيرة وعكا وقنسرين في سنة ٤٨٤هـ وطرسوس في سنة ٤٩٥هـ ثم تقدموا ففتحوا جفيل وغيرها من بلاد الشام في سنة ٤٩٦هـ وأخيراً استولوا على مدينة طرابلس في سنة (٥٠٣هـ) ومدينة صيدا في سنة ٥٠٤هـ فما زال المسيحيون مغتنمين فرصة حدوث القلاقل بسبب الخلافات المستمرة بين السلجوقيين إذ قامت بين السلطان محمود السلجوقي وأخيه داود وبعض أعمامه حروب سفكت فيها دماء المسلمين فكانوا يسرعون الخطى لتثبيت أقدامهم في جهات الشام وأسسوا أربع إمارات مسيحية في بيت المقدس وحمص وأنطاكية وطرابلس.

إلا أن الله لابد أن يجعل لأتباع دينه مخرجاً بعد أن يبلوهم ليريهم عاقبة التفرق والتنازع على حطام هاته الدنيا فظهر صاحب الموصل عماد الدين زنكي الذي استولى على عدة إمارات إسلامية ثم عقد العزم على إخراج الإفرنج من بلاد الشام وكان له ذلك، وبلغ الإسلام أوج عزه كسابق عهده في فترات من التاريخ في عدد من بقاع الأرض في مدة نور الدين محمود وصلاح الدين الأيوبي الذي استرجع من النصارى مدينة القدس في ٢٧ رجب سنة ٥٨٣هـ فذهب حلم النصارى اللذيذ وأدركوا أن المسلمين تهمهم كثيراً قبلتهم الأولى وأن عوارض الضعف ظهرت عليهم مؤقتاً وأن أجسامهم ما زالت سالمة والانحرافات التي تعرضوا لها لا تلبث أن تزول إذا ما قيض الله لهم رجالاً صالحين منهم يمدونهم بأسباب العلاج والوقاية.

ثم لنقارن بين أعمال الصليبيين وأعمال المسلمين: أما الصليبيون فكانوا عاهدوا ملك الروم على أن يسلموا إليه أول بلد يستولون عليه فاستولوا أولاً على مدينة ينعية ولم يسلموها إليه ولم يترددوا في إهانة قومه وسكان بلاده وإطالة أيديهم بالأذى فخربوا المصانع وعبثوا بالبيع والكنائس وجعلوها طعاماً للنار ولما جاؤوا إلى المعرة قتلوا على رواية ميشو2 جميع من كان فيها من المسلمين ممن لجأوا إلى الجوامع واختبأوا في السراديب، وأهلكوا صبراً ما يزيد على مائة ألف إنسان في أكثر الروايات وكانت المعرة من أعظم مدن الشام وكان سكان الأطراف بعد سقوط أنطاكية يعتصمون فيها. وكذلك فعلوا بيت المقدس فقد أفحشوا القتل في المسلمين حتى هلك منهم عشرات الألوف، فيهم جماعة من الأئمة والعلماء والعباد والزهاد. وارتكبوا كل محرم في دينهم مع المسلمين واليهود.

قال ميشو أيضاً: "كان الصليبيون يُكرهون العرب على إلقاء أنفسهم من أعالى البروج والبيوت، ويجعلونهم طعاماً للنار ويخرجونهم من الأقبية وأعماق الأرض ويجرونهم في الساحات ويقتلونهم فوق جثت الآدميين، ودام الذبح في المسلمين أسبوعاً حتى قتلوا منهم على ما اتفق على روايته مؤرخة الشرق والغرب سبعين ألف نسمة، ولم ينجُ اليهود كالعرب من الذبح فوضع الصليبيون النار في المذبح الذي لجأوا إليه وأهلكوهم كلهم بالنار".

وكان هذا ديدنهم مع أهالي كل بلد يدخلونه في الشام. وإحراقهم لدار الحكمة في طرابلس وكان فيها نحو مائة ألف مجلد أكبر دليل على رعونتهم وخشونتهم فأوقدوا بما صنعوا نيران التعصب بين المسلمين والنصارى من الشاميين وما نظن المسلمين فاعلين بهم يوم إن رجع لهم الأمر. إنهم عملوا بقول الله تعالى: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ﴾ وأما هم فقد خالفوا تعاليم المسيح في الشفقة والإحسان.

وإلى القارئ الكريم دليل محسوس من سيرة من سيرة سيدنا عمر بن الخطاب السلطان صلاح الدين لما استرجع بيت المقدس سنة ٥٨٣هـ وجد فيها مائة ألف صليبي منهم ستون ألف راجل وفارس عدا من تبعهم من النساء والأطفال فأبقى على حياتهم واستوصى بهم خيراً واكتفى بأن ضرب على كل رجل منهم عشرة دنانير وعلى كل امرأة خمسة وعلى كل طفل دينارين.

مجلة أنصار النبي ﷺ

16 Oct, 18:49


ما زالت المحن تضفي على الشعوب القوية الإيمان بوجودها، الغيورة على كيانها الواثقة بتعاليمها، أثواب العز والسؤدد رغم الأعاصير التي يخيل للناظر من بعيد أنها ستجتاحها وتأتي عليها في وقت قريب لما ظهر عليها من تمزق في الشمل وتفرق في الكلمة وتنازع على السيطرة وما انفكت أقلام الكتاب تتناول بالتحليل والعرض العوامل التي كانت مثاراً للحروب الصليبية التي مني بها المسلمون.

يمكن إرجاع تاريخ الحروب الصليبية إلى اليوم الذي هزم فيه المسلمون هرقل في واقعة اليرموك على عهد سيدنا عمر رضي الله عنه (۱۳ هجرية)، فكانت الحروب التي شنها المسلمون لإفساح المجال للعقيدة الإسلامية المبشرة بالتعاليم السماوية الضامنة لكافة الشعوب حرية المعتقد والمساواة في الحقوق وأداء الواجبات وتخليصاً للشعوب الواقعة تحت سيطرة الملوك المستبدين الذين لا يقيمون وزناً إلا لطبقة من الشعب قربها الحكام بأمرهم وميزوهم بالرعاية وسعة العيش فكانت الشعوب مستعبدة للملوك وطبقة النبلاء وهذا الفتح أفسح أمام المسلمين المجال لإدخال أراضي شاسعة وأقوام كثيرة ضمن الدولة الإسلامية الفتية فافتكوا من الروم، الشام ومصر وشمال إفريقيا، واستمروا ينشرون الأنوار إلى أن بلغوا في أروبا جبال البراني، ومن قبل قهروا دولة فارس ولم يبق فيها ظل للنفوذ الفارسي.

بقي المسيحيون ينظرون مبهوتين من قوة هاته الدولة ووقرت في نفوسهم الهيبة وتملكهم الإعجاب وأخذوا أنفسهم بالبحث عن أسباب هاته العظمة فلم يستطيعوا طيلة خمسة قرون تقريباً أن يقدموا على حرب المسلمين حرباٍ يرجعون بها شيئاً من سالف عزهم ففي الأندلس كانت هيبة المسلمين ما زالت موفورة إلى أواخر القرن الرابع الهجري فالمنصور ابن أبي عامر الذي قال في حقه الشيخ عبد الواحد المراكشي: "أقام الهيبة فدانت له أقطار الأندلس كلها وآمنت به ولم يضطرب عليه شيء منها أيام حياته لعظم هيبته وفرط سياسته"، لم يزل مواصلاً غزو الروم فقد غزا في أيام مملكته سبعاً وخمسين غزوة موفقة ووصل إلى معاقل قد كانت امتنعت على من كان قبله وملأ الأندلس غنائم وسبياً من بنات الروم وأولادهم ونسائهم.

وفي الشرق رغم أن الخلفاء العباسيين لم تعد يدهم قابضة على جميع ما يرجع إليهم بالنظر والتصرف والحكم الفعلى ابتداء من محمد المنتصر بالله بن المتوكل سنة ٢٤٧ عاد إلى القواد والدويلات الموزعة الناشئة أمثال الدولة البويهية والدولة السلجوقية ودولة آل سبكتكين.

فالسلجوقيون المتاخمون للدولة البيزنطية ما زالوا يخيفون ببأسهم وقوة شكيمتهم صاحب القسطنطينية حتى اضطروه إلى دفع جزية سنوية فاستنجد بملوك أوربا على المسلمين وأثار العرق الحساس في البابا واعداً إياه أن يدخل في طاعة كنيسته ويتخلى عن أرثوذكسيته إذا هو ساعده على دفع صائل المسلمين. وكانت الدولة الفاطمية الراجع إليها أمر بيت المقدس تلزم كل حاج من النصارى بدفع ضريبة زعموا أنها فاحشة وعظم أمرها عند بعض رؤساء الدين منهم (البطريرك سمعان) فأهاج أمثال بطرس الناسك الخواطر في الضرب على المسلمين وبالغوا وأكثروا فيما يلقاه النصارى من العنت في حجهم. على أنه لم يحدث من الاعتداء على حجاج القبر المقدس سوى حوادث فردية قليلة لا تخلو منها بلاد، قال منرو(۱):
"كانت هذه الفظائع المنسوبة إلى المسلمين ممزوجة بكثير من الأفاويه لتوافق روح ذلك العصر الذي كان أشد توحشاً من عصرنا هذا، وكان النصارى يأخذون قصص هذه الفظائع على علاتها فعظم تأثيرها في حماسة الكثير منهم،ولجأ الغربيون إلى أنواع أخرى من الدعوة وإهاجة الأفكار على المسلمين فاتهموهم بعبادة الأصنام، واغتنم البابا فرصة عقد الجمع الديني في (كلرمون) فعرض عليه ما يلقاه النصارى من الإرهاق وحرض أبناء النصارى على حمل الصليب ليفتحوا القبر المقدس ومنحهم غفراناً عن كل خطاياهم، وأحل لهم ما تجترحه أيديهم وجوارحهم حامياً بسيادته الروحية عيالهم وأموالهم مدة غيابهم واعداً إياهم بمغانم دنيوية كثيرة يسقطون عليها لا محالة إذا فتحوا الأرض المقدسة، فسار بعضهم مدفوعاً بسائق الدين ومنهم الطامع بالمغانم والأرباح. وقد كان الفقر في تلك الفترة قد عضهم بنابه وأصيبوا بأوبئة حصدتهم ومجاعات زادت في عوزهم فأوهم رؤساءهم بأن الشرق الإسلامي بلاد الذهب لا يلبث نزيله أن يغتني وينعم".

مجلة أنصار النبي ﷺ

16 Oct, 18:49


مقال "الحروب الصليبية أسباب ونتائج"

بقلم الشيخ الأستاذ التهامي الزهار
رحمه الله*

مجلة أنصار النبي ﷺ

16 Oct, 17:49


نحن اليوم نقول وبكل ثقة ويقين: إنَّ وعدَ الله قد اقترب، وإنَّ ساعةَ الخلاص من هذا الاحتلال باتت أقربَ من أي وقتٍ مضى، وإنَّ لحظةَ إعلانِ تحريرِ بيتِ المقدس أصبحت على الأبواب، وإن ظنَّها بعضُ الناس بعيدة، فنحنُ بفضل الله تعالى في تقدُّمٍ والاحتلال في تراجع، والجيل الموجود توَّاق للحرية ومستعدٌ للتضحية، ونقاط قوتنا تزداد يومًا بعد يوم، والاحتلال تظهر لنا أماكن ضعفه يومًا بعد يوم .

من مقال "واقْتَرَبَ الوَعدُ الحَقُّ"

بقلم الشيخ الشهيد وائل الزرد تقبّله الله

اقرأ المقال كاملاً: https://ishortie.com/Eoc

مجلة أنصار النبي ﷺ

15 Oct, 17:43


وأما الأولاد فحبهم مما أُودع في الفطرة، فهم ثمرات الأفئدة وأفلاذ الأكباد لدى الآباء والأمهات، ومن ثَم يحملهما ذلك على بذل كل ما يُستطاع بذله في سبيلهم؛ من مال وصحة وراحة. وقد رُوي عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً إلى النبي ﷺ: "الولد ثمرة القلب، وإنه مجبنة مبخلة محزنة".

فحب الولد قد يحمل الوالدين على اقتراف الذنوب والآثام في سبيل تربيتهم والإنفاق عليهم وتأثيل الثروة لهم، وكل ذلك قد يؤدي إلى الـجُبن عند الحاجة إلى الدفاع عن الحق أو الأمة أو الدين، وإلى البخل بالزكاة والنفقات المفروضة والحقوق الثابتة، كما يحملهم ذلك على الحزن على مَن يموت منهم بالسخط على المولى والاعتراض عليه. إلى نحو ذلك من المعاصي كنوح الأمهات وتمزيق ثيابهن ولطم وجوههن. وعلى الجملة ففتنة الأولاد أكثر من فتنة الأموال، فالرجل يكسب المال الحرام ويأكل أموال الناس بالباطل لأجل الأولاد!

فيجب على المؤمن أن يتقي الفتنتين، فيتقي الأولى بكسب المال من الحلال وإنفاقه في سبيل البر والإحسان، ويتقي خطر الثانية من ناحية ما يتعلق منها بالمال ونحوه بما يشير إليه الحديث، ومن ناحية ما أوجبه الدين من حسن تربية الأولاد وتعويدهم الدين والفضائل وتجنيبهم المعاصي والرذائل.

﴿وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾
فعليكم أن تؤثروا ما عند ربكم من الأجر العظيم بمراعاة أحكام دينه في الأموال والأولاد على ما عساه قد يفوتكم في الدنيا من التمتع بهما.

﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾
التقوى: ترك الذنوب والآثام، وفعل ما يستطاع من الطاعات والواجبات الدينية، وبعبارة أخرى: هي اتقاء ما يضر الإنسان في نفسه وفي جنسه، وما يحول بينه وبين المقاصد الشريفة والغايات الحسنة، والفرقان: أصله الفرق والفصل بين الشيئين أو الأشياء، ويُراد به هنا نور البصيرة الذي به يفرّق بين الحق والباطل والضّارّ والنافع، وبعبارة ثانية: هو العلم الصحيح والحكم الرجيح.

وقد أُطلق هذا اللفظ على التوراة والإنجيل والقرآن، وغلب على الأخير، قال تعالى: ﴿تَبَارَكَ ٱلَّذِی نَزَّلَ ٱلۡفُرۡقَانَ عَلَىٰ عَبۡدِهِۦ لِیَكُونَ لِلۡعَـٰلَمِینَ نَذِیرًا﴾ [الفرقان: ١]. من قِبل أن كلامه تعالى يفرق في العلم والاعتقاد بين الإيمان والكفر، والحق والباطل، والعدل والجور، والخير والشر.

لـمّا حذّر اللّه تعالى من الفتنة بالأموال والأولاد، قفى على ذلك بطلب التقوى التي ثمرتها ترك الميل والهوى في محبة الأموال والأولاد.

﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً﴾
أي: إن تتقوا اللّه فتتبعوا أوامر دينه وتسيروا بمقتضى سُننه في نظام خلقه.. يجعل لكم في نفوسكم ملَكة من العلم تفرّقون بها بين الحق والباطل، وتصلون بين الضار والنافع، وهذا النور في العلم الذي لا يصل إليه طالبه إلا بالتقوى هو الحكمة، التي قال اللّه تعالى فيها: ﴿وَمَن یُؤۡتَ ٱلۡحِكۡمَةَ فَقَدۡ أُوتِیَ خَیۡرࣰا كَثِیرࣰاۗ وَمَا یَذَّكَّرُ إِلَّاۤ أُو۟لُوا۟ ٱلۡأَلۡبَـٰبِ﴾ [البقرة: ٢٦٩].

واتقاء اللّه يتحقق بمعرفة سُننه في الإنسان وحده أو فيه وهو في المجتمع الإنساني، كما ترشد إلى ذلك آيات الكتاب الحكيم في مواضع متفرقة منه، ومن ثم كانت ثمرة التقوى حصول ملكة الفرقان التي بها يفرّق صاحبها بين الأشياء التي تعرض له من علم وحكمة وعمل، فيفصل فيها بين ما ينبغي فعله وما يجب تركه.

وعلى الجملة فالمتقي للّه يؤتيه اللّه فرقاناً يميز به بين الرشد والغي، ومن ثم كان الخلفاء والحكام من الصحابة والتابعين من أعدل حكام الأمم في الأرض، حتى لقد قال بعض المؤرخين من الإفرنج: "ما عرف التاريخ فاتحاً أعدل ولا أرحم من العرب".

﴿وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ أي: ويمح بسبب ذلك الفرقان وتأثيره ما كان من دنس الآثام في النفوس، فتزول منها داعية العودة إليها، ويغطيها فيسترها عليكم فلا يؤاخذكم بها، واللّه الذي يفعل ذلك بكم له الفضل العظيم عليكم وعلى غيركم من خلقه.

وفي قوله ﴿وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ إيماء وتنبيه إلى أن ما وعد به المتقين من المثوبة فضل منه وإحسان تفضل به علينا، دون واسطة ودون التماس عِوض.

مجلة أنصار النبي ﷺ

15 Oct, 17:43


﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَخُونُوا۟ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ وَتَخُونُوۤا۟ أَمَـٰنَـٰتِكُمۡ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ * وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّمَاۤ أَمۡوَ ا⁠لُكُمۡ وَأَوۡلَـٰدُكُمۡ فِتۡنَةࣱ وَأَنَّ ٱللَّهَ عِندَهُۥۤ أَجۡرٌ عَظِیمࣱ﴾ [الأنفال: 27-28].

الخيانة: لغة تدل على الإخلاف والخيبة بنقص ما كان يُرجَى ويؤمَّل من الخائن، فقد قالوا: "خانه سيفه" إذا نبا عن الضّربية، و"خانته رجلاه" إذا لم يقدر على المشي، ومنه قوله: ﴿عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ﴾ أي: تنقصونها بعض ما أحلّ لها من اللذات، ثم استُعمل في ضد الأمانة والوفاء؛ لأن الرجل إذا خان الرجل فقد أدخل عليه النقصان.

والأمانة: كل حق مادّي أو معنوي يجب عليك أداؤه إلى أهله؛ قال تعالى: ﴿فَإِنۡ أَمِنَ بَعۡضُكُم بَعۡضࣰا فَلۡیُؤَدِّ ٱلَّذِی ٱؤۡتُمِنَ أَمَـٰنَتَهُۥ وَلۡیَتَّقِ ٱللَّهَ رَبَّهُۥۗ﴾ [البقرة: ٢٨٣].

والفتنة: الاختبار والامتحان بما يشقّ على النفس فعله أو تركه أو قبوله أو إنكاره، فهي تكون في الاعتقاد والأقوال والأفعال والأشياء، فيمتحن اللّه المؤمنين والكافرين والصادقين والمنافقين، ويجازيهم بما يترتب على فتنتهم من اتباع الحق والباطل وعمل الخير أو الشر.

رُوي أن أبا سفيان خرج من مكة (وكان لا يخرج إلا في عداوة الرسول ﷺ والمؤمنين) فأعلم اللّه رسوله بمكانه، فكتب رجل من المنافقين إلى أبي سفيان: "إن محمداً يريدكم فخذوا حذركم"؛ فأنزل اللّه ﴿لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ﴾ الآية.

ورُوي أنها نزلت في أبي لبابة وكان حليفاً لبني قريظة من اليهود، فلما خرج إليهم النبي ﷺ بعد إجلاء إخوانهم من بني النّضير، أرادوا بعد طول الحصار أن ينزلوا من حصنهم على حكم سعد بن معاذ، وكان من حلفائهم من قبل غدرهم ونقضهم لعهد النبي ﷺ، فأشار إليهم أبو لبابة ألا تفعلوا وأشار إلى حلقه (يريد أن سعداً سيحكم بذبحهم) فنزلت الآية.

قال أبو لبابة: ما زالت قدماي عن مكانهما حتى علمت أني خنت اللّه ورسوله، روى أن رسول اللّه ﷺ سأل امرأته: أيصوم ويصلي ويغتسل من الجنابة؟ فقالت: "إنه ليصوم ويصلي ويغتسل من الجنابة ويحب اللّه ورسوله".

وقد رُوي أن أبا لبابة شدّ نفسه على سارية من المسجد وقال: "واللّه لا أذوق طعاماً ولا شراباً حتى أموت أو يتوب اللّه عليّ"، ثم مكث سبعة أيام لا يذوق طعاماً ولا شراباً حتى خر مغشياً عليه، ثم تاب اللّه عليه، فقيل له: قد تيب عليك، فقال: "واللّه لا أحلّ نفسي حتى يكون رسول اللّه ﷺ هو الذي يحلّني" فجاء ﷺ فحلّه بيده.

﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ﴾
أي: لا تخونوا اللّه فتعطّلوا فرائضه أو تتعدوا حدوده وتنتهكوا محارمه التي بيّنها لكم في كتابه، ولا تخونوا الرسول ﷺ فترغبوا عن بيانه لكتابه، إلى بيانه بأهوائكم أو آراء مشايخكم أو آبائكم أو أوامر أمرائكم، أو ترك سُنته إلى سُنة آبائكم وزعمائكم زعماً منكم أنهم أعلم بمراد اللّه ورسوله منكم.

﴿وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ﴾
أي: ولا تخونوا أماناتكم فيما بين بعضكم وبعض من المعاملات المالية وغيرها، حتى الشئون الأدبية والاجتماعية، فإفشاء السر خيانة محرمة، ويكفي في العلم بكونه سراً قرينة قولية؛ كقول محدثك: هل يسمعنا أحد؟ أو فعلية كالالتفات لرؤية من عساه يجىء، وآكد أمانات السر وأحقها بالحفظ ما يكون بين الزوجين.
كذلك لا تخونوا أماناتكم فيما بينكم وبين أولي الأمر؛ من شئون سياسية أو حربية، فتُطلِعوا عليها عدوكم وينتفع بها في الكيد لكم.
والخيانة من صفات المنافقين، والأمانة من صفات المؤمنين، قال أنس بن مالك: قلّما خطب رسول اللّه ﷺ إلا قال: "لا إيمان لمن لا عهد له".

روى الشيخان عن أبي هريرة أن النبي ﷺ قال: "آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتُمن خان، وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم".

﴿وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾
أي: وأنتم تعلمون مفاسد الخيانة وتحريم اللّه لها وسوء عاقبتها في الدنيا والآخرة، وقد يكون المعنى: وأنتم تعلمون أن ما فعلتموه خيانة لظهوره، فإن خفى عليكم حكمه فالجهل له عذر إذا لم يكن مما عُلم من الدين ضرورةً، أو مما يُعلم ببداهة العقل، أو باستفتاء القلب؛ كفعلة أبي لبابة التي كان سببها الحرص على المال والولد، ومن ثَم فطِن لها قبل أن يبرح مكانه.

﴿وَاعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ﴾
أي: إن فتنة الأموال والأولاد عظيمة لا تخفى على ذوي الألباب، إذ أموال الإنسان عليها مدار معيشته وتحصيل رغائبه وشهواته ودفع كثير من المكاره عنه، من أجل ذلك يتكلف في كسبها المشاق ويركب الصعاب، ويكلفه الشرع فيها التزام الحلال واجتناب الحرام، ويرغّبه في القصد والاعتدال، ويتكلف العناء في حفظها وتتنازعه الأهواء في إنفاقها، ويفرض عليه الشارع فيها حقوقاً معينة وغير معينة؛ كالزكاة ونفقات الأولاد والأزواج وغيرهم.

مجلة أنصار النبي ﷺ

15 Oct, 17:43


مقال "﴿لَا تَخُونُوا۟ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ وَتَخُونُوۤا۟ أَمَـٰنَـٰتِكُمۡ﴾"

بقلم أحمد بن مصطفى المراغي
رحمه الله*

مجلة أنصار النبي ﷺ

15 Oct, 17:08


يمكن إرجاع تاريخ الحروب الصليبية إلى اليوم الذي هزم فيه المسلمون هرقل في واقعة اليرموك على عهد سيدنا عمر رضي الله عنه (۱۳ هجرية)، فكانت الحروب التي شنها المسلمون لإفساح المجال للعقيدة الإسلامية المبشرة بالتعاليم السماوية الضامنة لكافة الشعوب حرية المعتقد والمساواة في الحقوق وأداء الواجبات وتخليصاً للشعوب الواقعة تحت سيطرة الملوك المستبدين الذين لا يقيمون وزناً إلا لطبقة من الشعب قربها الحكام بأمرهم وميزوهم بالرعاية وسعة العيش

من مقال "الحروب الصليبية أسباب ونتائج"

بقلم الشيخ الأستاذ التهامي الزهار رحمه الله

اقرأ المقال كاملاً: https://ishortie.com/bUW

مجلة أنصار النبي ﷺ

14 Oct, 20:06


والحقيقة أن هذه نصوص مرعبة، تستحق أن يكتب عليها تحذيرات كالتي يكتبونها على مشاهد الرعب، إننا في خجل واضطرار لتسطير هذا الكلام وتلك العبارات غير متندر ولا متطلب الاستقصاء في غير موضعه، ولم أذكرها هنا إلا بسبب أن تطبيقات هذه النصوص ما زالت توجع الإنسانية بحروب فتاكة ليس فقط على مستوى ميادين الحروب؛ بل تعدت لميادين الحياة جميعها، وكلما فتحت البشرية أبواباً تتطلب منها الأمان وجدت فيها أفاعي جراء سيطرة أقوام آمنوا بهذه النصوص واتخذوها ديناً، حتى في مجالات الاقتصاد والصحة والتعليم والترفيه، ويا للأسف أغلب النشاط البشري -إن لم يكن كله- تدخلوا فيه وأفسدوه.

وقديماً كان بعض عرب الجزيرة يقتل ابنته فيما يُعرف قرآنياً بوأد البنات ﴿وَإِذَا ٱلۡمَوۡءُۥدَةُ سُئِلَتۡ * بِأَيِّ ذَنۢبٖ قُتِلَتۡ﴾ [التكوير: 8-9] وبدأ ذلك بسبب فتاة تزوجت من ابن رئيس قبيلة معادية، فعزم أبوها على قتل كل بنت تولَد له، وصارت تلك عادة متنامية الانتشار، ولم يكن الغرب أحسن حالاً فقد كانت الألعاب الأولمبية عند الرومان تبدأ بشخصين وتنتهي بواحد باعتبار أن الآخر قتيل، وفي القلب من تحكم هذه النظريات بحالها المرعب والتي كانت البشرية مرشحة فيه للانقراض النوعي والقيمي، حتى بعث الله -جَلَّ ‌وَعَزَّ- لنا نبياً حصر مشروع رسالته على الرحمة العامة فقال -‌جَلَّ ‌وَعَلَا-: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا رَحۡمَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107].

ولم تكن دعوة النبي ﷺ في أصل الرحمة مختلفة عن باقي رسالات الأنبياء من قبله -عَلَيْهِم ‌السَّلَام- إلا أن رسالة سيدنا محمد ﷺ وجدت لها مَن يحملها ويتحمل تبعاتها وما يترتب على نشرها من تضحيات وهم الصحابة -رَضِيَ ‌اللَّه ‌عَنْهُمْ- ﴿ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ ٱلۡأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ يَأۡمُرُهُم بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَىٰهُمۡ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡخَبَٰٓئِثَ وَيَضَعُ عَنۡهُمۡ إِصۡرَهُمۡ وَٱلۡأَغۡلَٰلَ ٱلَّتِي كَانَتۡ عَلَيۡهِمۡۚ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ مَعَهُۥٓ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [الأعراف: 157].

واستحقوا بهذا التأييد وتلك النصرة الرضوان من الله -تعالى- في مواضع من القرآن الكريم والسنة الشريفة، وأوضح ما ثبت به العدالة المطلقة لهذا الجيل الفريد قول الله تعالى: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي تَحۡتَهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ﴾ [التوبة: 100].

وبنشر الصحابة لرسالة نبيهم دون تحريف لها أو تبديل وتطبيقهم للدين عملياً، أحدثوا في الإنسانية تغييراً أحيا البشرية من فناء محقق في معناه الإنساني والقِيمي بل حتى النوعي، وأنقذها بعدما انحرفت عن الوحي الذي كان يمثل الطريق المستقيم الذي أكرمها الله تعالى به!

مجلة أنصار النبي ﷺ

14 Oct, 20:04


لم يزل القرآن الكريم أبرز معجزات الرسول ﷺ الأبدية، وما زال الصحابة -رَضِيَ ‌اللَّه ‌عَنْهُمْ- أبرز نموذج تطبيقي لنظرية الوحي بشقية «قرآن وسُّنَّة» وبالنظر إلى ما حققوه من أمانة البلاغ وسلامة التطبيق ومن حيث إنجازاتهم فهم معجزة من معجزاته ﷺ لأنهم نتاج تربيته وتعليمه ﷺ. والصحابة -رَضِيَ ‌اللَّه ‌عَنْهُمْ- ليسوا جزءاً من تاريخنا فحسب بل جزء من عقيدتنا! وهم أعظم جيل في تاريخ الإنسانية، وهم جيل قرآني فريد قابل للتكرار.

والصحابي هو كل «من لقي النبي ﷺ ‌مؤمناً ‌به ‌ومات ‌على ‌الإسلام2. وما عرف العالم لأصحاب نبي حركة وانتشاراً في الأرض كهداة مخلصين ما عرف للصحابة -رَضِيَ ‌اللَّه ‌عَنْهُمْ- مما بذلوا بطيب خاطر من جهد في إنجاح مشروع نبيهم الإصلاحي! وهم نجدة الله -تعالى- لرسوله قال تعالى: ﴿... هُوَ ٱلَّذِيٓ أَيَّدَكَ بِنَصۡرِهِۦ وَبِٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [الأنفال: 62].

وصُحبة الأنبياء لها لوازم ومهمات ليست كصحبة غيرهم من القادة والمصلحين، وباستقراء قليل تكاد تجزم أن كل أصحاب الأنبياء ضعفوا عن تنفيذ وإنجاح المشاريع الإصلاحية لأنبيائهم، ولم يقوموا بمقتضيات صحبتهم، وتأخروا عن حمل أمانة الأنبياء كاملة، ثم لا تستثني إلا أصحاب محمد ﷺ فهم الذين تحملوا الرسالة بمقتضاها، وأخذوا أمانة إبلاغها وشرف تطبيقها؛ فاكتسبوا من مهابة الوحي وقدسيته وعظمة الرسول ﷺ ومحبته ما له في أنفسهم الطاهرة الشريفة من تعذير وتوقير -رَضِيَ ‌اللَّه ‌عَنْهُمْ-.

وواقع البحث العلمي يشهد أن كل من لديه إشكالاً في موقف لأحد الصحابة -رَضِيَ ‌اللَّه ‌عَنْهُمْ- تُجعل عليه علامة استفهام غير مقبولة؛ فقد تبين بالبحث أن المشكلة في ثقافة صاحب الشبهة وليس في الصحابة، مشكلة مختصرها في منح أهمية لما يُقال من أهل الحقد عليهم والحسد لهم.

وقد عرف النبي ﷺ لهم هذا الفضل فيهم فقال: «‌اللَّهَ ‌اللَّهَ ‌فِي ‌أَصْحَابِي، لَا تَتَّخِذُوهُمْ غَرَضًا بَعْدِي، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ، وَمَنْ آذَاهُمْ فَقَدْ آذَانِي، وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللَّهَ عز وجل، وَمَنْ آذَى اللَّهَ يُوشِكُ أَنْ يَأْخُذَهُ». «راعُوه واتَّقوه واذكروه وخافُوه "في أصحابي»3وقوله ﷺ: «اللهَ اللهَ» بالنصب أي: راعُوه واتَّقوه واذكروه وخافُوه في شأن أصحابي.

ومقتضى الصحبة ولازمها تكاليفها ثقيلة، فواجب الصحبة كبيرٌ كبير، وبرغم وجود أغيار ﴿... كَذَّبُواْ وَٱتَّبَعُوٓاْ أَهۡوَآءَهُمۡۚ ...﴾ [القمر: 3] إلا أن الصحابة -رَضِيَ ‌اللَّه ‌عَنْهُمْ- غنيهم وفقيرهم قويهم وضعيفهم كبيرهم وصغيرهم رجالهم ونساؤهم حملوا هذا الدين وأدوه للناس على مستوى النظرية كوحي منزّل، وعلى مستوى التطبيق كترجمة عملية لهدي الوحي الشرف، وبجمال الوعي بغاية الوجود الكوني وبمعرفة تامة لمراد الله -تَبَارَكَ ‌وَتَعَالَى- من خلق الإنسان وإعمار الكون بالحق والعدل ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّۖ وَيَوۡمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُۚ قَوۡلُهُ ٱلۡحَقُّۚ وَلَهُ ٱلۡمُلۡكُ يَوۡمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِۚ عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِۚ وَهُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡخَبِيرُ﴾ [الأنعام: 73] ووفق نظرية استخلاف أجيال البشرية -بعضُها لبعض- على قيمة تلقي عبير التسبيح الجماعي مع الكون ﴿تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ ٱلسَّبۡعُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِيهِنَّۚ وَإِن مِّن شَيۡءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمۡدِهِۦ وَلَٰكِن لَّا تَفۡقَهُونَ تَسۡبِيحَهُمۡۚ إِنَّهُۥ كَانَ حَلِيمًا غَفُورٗا﴾ [الإسراء: 44].

قام الصحابة -رَضِيَ ‌اللَّه ‌عَنْهُمْ- بالدين أحسن قيام وأفضله، ليس على مبدأ التنابذ مع البشرية كما جاء في ديانات أخرى، ولسنا في حاجة إلى تقصي أدلة منافرة أهل الكتاب مع الإنسانية وعدائهم لها حتى نثبت فضل رعيل الإسلام الأوائل، وإن كانت نصوص عدائهم كثيرة من مثل: «اضْرِبُوا لاَ تُشْفُقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا، اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ، اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ»4. إنها نصوص تمثل صورة من العداء الممتد لكل مفردات البيئة والحياة، وتظهر دوافع فساد ليس له حد ولا سقف ينتهي عنده: «امْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ».

مجلة أنصار النبي ﷺ

14 Oct, 20:02


من مقال "الصحابة معجزة بحق (1/2)"

بقلم د. إسماعيل محمد رفعت - عضو مجلس أمناء الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ

مجلة أنصار النبي ﷺ

14 Oct, 19:34


حب الولد قد يحمل الوالدين على اقتراف الذنوب والآثام في سبيل تربيتهم والإنفاق عليهم وتأثيل الثروة لهم، وكل ذلك قد يؤدي إلى الـجُبن عند الحاجة إلى الدفاع عن الحق أو الأمة أو الدين، وإلى البخل بالزكاة والنفقات المفروضة والحقوق الثابتة.

من مقال "﴿لَا تَخُونُوا۟ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ وَتَخُونُوۤا۟ أَمَـٰنَـٰتِكُمۡ﴾"

بقلم أحمد بن مصطفى المراغي رحمه الله

اقرأ المقال كاملاً: https://ishortie.com/swL

مجلة أنصار النبي ﷺ

14 Oct, 19:01


صُحبة الأنبياء لها لوازم ومهمات ليست كصحبة غيرهم من القادة والمصلحين، وباستقراء قليل تكاد تجزم أن كل أصحاب الأنبياء ضعفوا عن تنفيذ وإنجاح المشاريع الإصلاحية لأنبيائهم، ولم يقوموا بمقتضيات صحبتهم، وتأخروا عن حمل أمانة الأنبياء كاملة، ثم لا تستثني إلا أصحاب محمد ﷺ .

من مقال "الصحابة معجزة بحق (1/2)"

بقلم د. إسماعيل محمد رفعت - عضو مجلس أمناء الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ

المقال كاملاً: https://ishortie.com/WtZ

مجلة أنصار النبي ﷺ

14 Oct, 18:01


من مقال "الإسلام والعلاقات الدولية (3/3)"

بقلم د. حسن سلمان عضو مجلس أمناء الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ

الإسلام ينطلق من رؤية كونية للكائن البشري وهو كونه خليفة الله في الأرض، وقد كرمه الله تعالى تكريماً يليق بمقام الخلافة التي كُلّف بها فنفخ الله فيه من روحه وزوّده بالعقل، وهيأ له الطبيعة مسخرة له ليؤدي مهمته على أكمل وجه وأحسنه، ثم زوده برسالة هادية ليكون سيره في الأرض على بصيرة وغاية

اقرأ المقال كاملاً: https://ishortie.com/vzL

مجلة أنصار النبي ﷺ

14 Oct, 17:01


هذا الخلق الرَّاقي في عدم ازدواجية الأخلاق والمعايير، تشرَّبه الصحابةُ رضي الله عنهم، وترجموه قِيماً أخلاقيةً، سارت بها الركبان، وأصبحت مَضرِباً للمثل، فكانوا خير مثالٍ يُحتذى به، وحُقَ على الغرب بقضِّه وقضِيضِه أن يجلس على ركبتيه ليتعلم من النبي ﷺ وأصحابه هذا الخلق العظيم

من مقال عدالة الإسلام وازدواجية الغرب (1)

بقلم الشيخ محمد علي المسعود عضو هيئة التعليم في مؤسسة (إددف)

اقرأ المقال كاملاً: https://ishortie.com/JdB