المؤمنُ دائمُ التَّسليم، حتى إن كانتِ الأقدارُ قاسيةً عليه، وإن تعسَّر فهمُ الحكمةِ من وراءِ ما يحدث كلُّه، ولا يفتحُ للشَّيطانِ بابًا يوسوسُ عليه به، ليَشكِّكَه بقدرةِ الله ويتوِّهَه عن المقصودِ الأوليِّ للشريعة.
يدرك بأنَّ ما أصابه لم يكن ليُخطئه، ويُرجعُ أحداث الدُّنيا جميعَها لما نزل به الوحيُ الربَّاني؛ ليهوِّن عليه استيعابَ ما يجري،
ويعلم بأنَّ المصائب أجرٌ وكفَّارة، وتطهيرٌ ورفعة،
فأنَّى سُئِل أيُّ الدارَين يختارُ قال الآخرة.
ما شاء الله كانَ وما لم يشأ لم يكُن، ولله خيرُ التدبيرِ والتيسيرِ وهو أدرى بما يؤدِّب به عبادَه.
آمنَّا به على المنشطِ والمكرَه والعسرِ واليسرِ وخيرِ القضاءِ وشرِّه..
ندعوَه أن يلهمَنا صبرًا وأجرا. بلغتِ القلوبُ الحناجر، نُسأل عمَّا نصنعُ ولا يُسأل فيما صنع، تعالى اسمه وتجلَّى، وردَّ عنَّا ما أضرَّنا، وما أخذنا بغفلتِنا، وجعل لنا من الأرضِ سبلًا ومخرَجا. اللهمَّ ارحم ضعفَهم، واجبر كسرَهم، وثبِّت أقدامَهم، وألهمهمُ السَّكينة وحسن التَّسليم، وأعنهم على ما أصابهم، واغفر لمَوتاهم، واشفِ مرضاهم، وبشِّرهم بمقاعدِهم في الجنَّات يا ربَّ العالمين.
- لصاحبه.