أَفَانينُ الصِبَا @afaneen14 Channel on Telegram

أَفَانينُ الصِبَا

@afaneen14


وَإنَّ أَشعَرَ بَيتٍ أَنتَ قَائِلُهُ
بَيتٌ يُقَالُ إذَا أَنشَدتَهُ صَدَقَا ..

@alilo21bot بوت التواصل

@i9aqi

أَفَانينُ الصِبَا (Arabic)

أَفَانينُ الصِبَا هو قناة تلغرام تهدف إلى تعزيز الثقافة الشعرية والأدبية في المجتمع العربي. تستضيف القناة مجموعة من الشعراء والكتاب الموهوبين الذين يشاركون قصائدهم وأفكارهم الإبداعية مع المتابعين. بالإضافة إلى ذلك، تنشر القناة مقتطفات من الشعر الكلاسيكي والمعاصر لتعزيز الفهم والتقدير للشعر بين القراء. من خلال محتواها المتنوع والملهم، تعتبر أَفَانينُ الصِبَا وجهة مثالية لعشاق الشعر والأدب لاكتشاف مواهب جديدة والاستمتاع بقراءات ممتعة. إذا كنت ترغب في الانضمام إلى هذه المجتمع الثقافي الرائع، فقم بالبحث عن معرف القناة @afaneen14 على تطبيق تلغرام واستمتع بأجمل الكلمات والأفكار الشعرية.

أَفَانينُ الصِبَا

20 Nov, 15:01


[ .. أَرَىٰ حِجَجًا تَعتَامُ أَفوَاهَ الشَّبَابِ بِظُرُوفِهِمْ وَصِعَابِهِم وَأَنَّ حَظَّهَم مَانِعُهُمُ العَلَاءَ وَالمَجْدَ وَبُلُوغَهُم مَآرِبَهُم ..

وَمَا يُذكِرُنِي هَذَا إلَّا بِقَولِ الشَّاعِرِ بِشْرِ بنِ عَوَانَةَ حِينَ لَم يُطَاوِعْهُ فَرَسُهُ عَلَىٰ مُحَارَبَةِ الأَسَدِ .. إذ قَالَ:

تَبَهنَسَ إذْ تَقَاعَسَ عَنْهُ مُهْرِي .. مُحَاذَرَةً؛ فَقُلتُ عُقِرتَ مُهْرَا

أَنِلْ قَدَمَيَّ ظَهْرَ الأَرضِ إنِّي .. وَجَدتُ الأَرْضَ أَثبَتَ مِنْكَ ظَهْرَا

نَزَلَ الأَرضَ كَيمَا يُنَازِلَ الأَسَدَ! فَأَيُّ عَزِيمَةٍ وَأَيُّ شَجَاعَةٍ عَلَىٰ نَيلِ مُرَادِهِ تِلْك؟].

أَفَانينُ الصِبَا

20 Nov, 09:44


أَحَبَّ خلف الأحمر -روايةُ الشّعر المعروف- أن يسمعَ مَراثيَ أصحابِه له قبل أن يموت، وقال لتلميذه النجيب أبي نواس:
ارْثِني وأنا حي حتى أسمع!
فرثاه أبو نواسٍ بِرَجَزٍ على حرف الفاء، وبقصيدةٍ على حرف الفاء أيضًا.
فلما سمعه خلف قال: أحسنتَ والله!
فقال له أبو نواس: يا أبا محرز، مِت ولك عندي خيرٌ منها!
فقال خلف: كأنك قَصَّرتَ؟
قال: لا، ولكن أين باعِثُ الحزنِ؟!

عَلَّقَ الشيخ محمود شاكر [نمط صعب: ص338]:
وهذه الكلمة الأخيرة كلمةُ بصيرٍ بأعماقِ الشِّعر، لا يُدركه خلف، ولا غيرُ خلف من الرُّواة.

أَفَانينُ الصِبَا

20 Nov, 00:26


مَا كُلُّ مَنْ رَمَىٰ قَافِيَةً شَاعِرًا، وَإنَّمَا الشَّاعِرُ مَنْ يَصُوغُ المَعنَىٰ صِيَاغَةً، وَيَبنِي البَيتَ مُطرِبًا، ثُمَّ يُكَرِّرُ ذَلِكَ مُفَاوِتًا بَينَ البَيتِ وَالآخَر، حَتَّىٰ تَكتَمِلَ قَصِيدَةً.

أَفَانينُ الصِبَا

19 Nov, 15:37


أعطَونا رأيَكم ..

أَفَانينُ الصِبَا

19 Nov, 15:21


مَقَالةٌ طويلة لنقاشٍ دَار بَينَ الشَّيخين أبِي القُدْسِ عليّ الهَاشمي والشَّيخ أبِي مريمٍ كرم فِراس، وبين الشَّيخ اِبن عديّ، في الفنِّ ونشأتهِ ومراتبه.

كان على هذا أن يؤرْشَف

أَفَانينُ الصِبَا

19 Nov, 15:16


**

قَالَ اِبنُ عديّ الوزير: ألَّا يحتملّ أن الفُنونَ بشتّى ضُروبها هي مُحاكاةُ الإنْسِ لطبيعةِ منزلِه، كأن يكون النَّغم من الفنِّ محاكاةً للتغريدِ من الطَّير؟

قَال ابو مَرْيمٍ: في هذَا قولٌ سمعناه عن شُّيوخنا عن أخوانِ الصَّفا، قَال: فاعلمْ يا أخي أن الأصوات نوعان، حيوانيّةٌ وغير حيوانيّة، وغير الحيوانيّة أيضًا نوعان، طبيعيةٌ وآليّة، فالطبيعية كصوتِ الحجر والحديد والخشب والرّعد، والآلية كصوتِ الطّبل والبوق والزّمر والأوتار، والحيوانية نوعان، منطقيةٌ وغير منطقية، فغير المنطقية هي أصواتُ سائر الحيوانات غير الناطقة، وأما المنطقية هي أصوات النّاس (..) وهي نوعان، دالّة وغير دالة، فغير الدالة كالضحك والبكاء والصّياح، وأما الدالة فهي الكلام ( .. ) واعلمْ أن لكل صوت له نغمة وصفيَة وهيئة روحانيَة، خلاف صوت آخر، وأن الهواء من شرفِ جوهره ولطافة عنصره يحمل كل صوت بهيأته وصفاته.

قُلْتُ كلّا، أصْلها الفِطرةُ والحكاية، وذلك أنّ الإنسيّ إذا أراد أن يغير بحكايتِه على التّاريخ، وزنها وقفّاها، ثم لحّنها، فما ازدادت إلا وقعًا ، فما أصْلُ الفنِّ إذًا!

قَال ابنُ عديٍّ: الحسّ، قال أبو مريمٍ الإنْسان، قلت وكلاهما صائبٌ، على أنّ الأول أرجع الفعلَ لفعله، والثاني لفاعله، ولمْ أك أعني ذلك، فما أصل الفنِّ من الفن، أي ما أصل كلِّ فنٍ من ضروب الفن، قالَ الأوّلُ الرسم، وقال الثاني الشِّعر، قلْتُ أولم يكُ أحد يغنِّي؟

قَال اِبنُ عَديٍّ:

كلّا، ذلكَ أن الإنْسَان يخشى على أفولِ نجمه بَعْد بزوغِه، فكان يَقظًا واعيًا بما يحتّمه الوجود، وفي مثلِ هذا الغِناءُ ترف، ولا سيِّما رهبتهُ من الوَحْشِ، قُلْتُ: وهلِ الفنُّ حاجة؟ قَالَ أبو مَرْيمٍ: كلَا

قلتُ: حاجةٌ للتَاريخ، وفطرةٌ بشريّةٌ للوجود، وتناقله جيلًا فجيل وإنْ كانت الكلماتُ دابته، والحروف عِشَارُه، قال اِبنُ عديّ: وما أصْلُ ذلك؟!

قُلْتُ: "جَلْجَمِش" وهي صَنْعةٌ عن قَدِيم بِلادِ الرَّافدين، وما هِي إلَّا تَدْوينٌ لحكاياتِ الأمَّة شعرًا .. قَال اِبنُ عديّ: إذًا الحكاية أصل ضروبِ الفنون والصَّنعة، قُلْت: إذًا حاجة، قال: كلُّ فعلٍ يُنمّ عن الإنسيّ إنما ينمّ عن حاجة، قلتُ: صَدقَ ابنُ عديّ! فارفعوا مجلسنا هذا.

قَال الرَّاوي، فرفعِ عن ليلةِ السَّابعِ والعشرين من ربيعِ الآخر لسنة الفٍ وأربعمئةٍ وستّةٍ وأربعين.

أَفَانينُ الصِبَا

19 Nov, 15:16


قَالَ أبُو مَرْيمٍ: أمَا وأن نغم اللجاجِ بين صُخَّدِ الجِبال، وأوديةُ الربوع فنٌ، فاللحْنُ قائمٌ فيه، مُطْربٌ لسامعِه! فَقال اِبنُ عديّ: وصَوتُ الأمِپيَا فِي بَطْنِ الأرْضِ فنٌّ تَليد؟! وبهِ يكون النَّغمُ أقدَم فنٍّ عرفتهُ هذهِ الأرْض!

قُلْتُ: أصلحكم الله! وهلْ شَرطُ الفنِّ لَحْنُه؟ فما كُلُّ نَّغمٍ تخلّله لحن قِيلَ له فنّ، وكلُّ فنٍّ من نغم قِيلَ له لحن، وذلكَ أن الشَرطَ فِي ذَلك النِّسبة، وهي أن يَكون النَّغم مؤتلفًا بمؤتلفٍ يقيمُه على النِّسَب، ويقوّمُه مقامَ الفنِّ كما يُقوم الوَشيج!

قِيل : وهل شَرْطُ الفنِّ أن يكون أريحيًّا لسَامعه؟ قُلْتُ نَعمْ: وذلكَ أن ما ائتلفَ على النِّسبةِ من النَّغمِ وغيرِه يكون مُطرِبًا للسَّمع، رائقًا للنَّظر، طيِّبًا للنَّفْس، قريبًا من القَلْب.

فقَال أبُو مريم: وما أقْدَمُ فنٍّ إذًا ؟

قُلْتُ: فانْظُرْ إلى أصْلِ الفُنون، وذَلكَ أن الإنْسيَّ العَاقل هو القَادرُ الوَحيد على الصَنْعَة والوَاعي بصنْعَتِه، وما دُونَها -وإنْ ائتلفَ على النِّسْبَة، وقام على الكمَال- فهو ضَربٌ من صُدْفةٍ قادت للإتْيَانِ به،

قَال اِبنُ عديٍّ الوزِير: إذًا فاللمْسَةُ الإنْسَانيَّة هي أن يصيّر المرء شُعوره ووجوده بالحِكايةِ إلى فَنٍّ، فَهلْ يشترطُ في ذلك أن تصيَّر الحكاية إلى صورةٍ ترضاها نفسُه؟ قُلْت: إلى صُورةٍ تتقبلها نفسه، ثم إلى أعلى حالات الصور التي تتقبلها نَفْسُه، بائتلافِ النِّسَبِ وتكاملِ الائتلاف، قالَ وكيف ذلك؟

قُلْتُ، هو بابٌ كامل ، قَال -حفظَه الله وأمدّه السّلامة في دِينه ودنياه- هاتِنا إيّاه!

قلْتُ : قرأتُ فِي فَلْسَفةِ النِّسَب لأخْوانِ الصَّفا ما يُثِيرُ العَقْلَ ويُغْري الفِكْرَ، ويُنيرُ بَناته، أنَّ الله -عزَّ وجلّ- لمَّا أرَاد خَلْقَ الوجود، خلقَه من أرْكانٍ مُتفاوتات القُوى، مُتضادَّات الطَبائع، مختلفَات الصُّور، مُتبَاينات الأمَاكن، مُتعادياتٌ متنَافِرات، لا تَجتمعُ إلَّا بتألِيف مؤلِّفٍ لها، والتأليف مَتى لا يكونُ على النِّسبةِ؛ لمْ يمْتزج ولمْ يتَّحِد! على هَذا فإنَّ النِسبةَ في قولِهم أصلُ الوجود، التي أمْكَنت ظُهورَه، وأحسنَتْ تدبيرَه، وزيّنت وجوده، واِقرأ —إن شِئت قَولَهم ثم تعجَّب:

قَال: [ ومِن أمْثَالِ ذلك أصواتُ النَّغم المُوسيقيّة، وذلك أن نغمَةَ الزِّير رَقيقٌ خفيفٌ، ونغمة البَمِّ غليظٌ ثقيل، والرقيق ضدُّ الغَليظ، والثَقيل ضد الخفيف، وهمَا متباينان متنافِرَان لا يجتمعَان ولا يلْتقيان إلا بمركِّبٍ ومؤلِّف يؤلِّفهمها. ومتَى لا يكونُ التأليف على النِّسبة؛ لا يمتزجان ولا يتحدَّان ولا يستلذهما السَمع، ومتى ألِّفا على النِّسبة، ائتلفا وصَارا كنغمةٍ واحدةٍ لا يُميّز السمعَ بينهما، وتستلذّهما الطَبيعة، وتُسر بهما النفوس، وهكذَا أيضًا الكلام الموزون إذا كان على النِّسبة، يكون في السَّمع ألذ من النثرِ الذي ليس بموزونٍ، لما في الموزونِ من النِسَب.

ومن أمْثَالِ ذلك — عَروض الطَويل، فإنَّه ثمانيةٌ وأربعون حرفًا: ثمانيةٌ وعشرون حرفًا متحرّكة، وعشرون حرفًا ساكنة، فنسبة سواكِنِه إلى متحرّكاته كنسبة خمسة أسْبَاعٍ، وهكذا نسبةُ نصف البيت، وهو أربعة عشرَ حرفًا متحرّكة، وعشرة ساكنة، وهكذا نسبة الرُّبع من البيت، سبعة أحرفٍ متحرّكة، وخمسة أحرفٍ سواكن، وأيضًا فهو مؤلَّف من اثني عشرَ سببًا، والأسباب اِثنا عشر حرفًا متحرّكة، واثنا عشر ساكنة، وثمانيةُ أوتاد، ثمانية أحرف من سواكن، وستة عشر حرفًا متحرّكة.

قَال ابْنُ عديّ: ومنْ هذَا قولٌ لشيخِنا أبِي فهرٍ! أن عَروضَ الطويل لها عِلاقةٌ بمواقعِ الوتد، وإهمال البحرِ الذي يُقَابِلُه!

قُلْتُ: وأزِيدُك من كَلامِ شَّيخنا المُظفَّر في المنْطِق من بَابِ صناعةِ الشِّعر، قَال رحمَه الله: فالوزن -على كلِّ حالٍ- بحسبِ ما له من إيقاعاتٍ نغميَّةٍ يثير التخيَّل واللذّة في النُّفوس، وهذا أمْرٌ غريزيٌّ في الإنسان، وإذا أدّي الوزن بلحنٍ ونغمةٍ تناسبه مع صوتٍ جميل، كان أكثر إيقاعا وأشدَ تأثيرًا، [إن كان مقفًّى واحدًا، شدّ تأثيره وعَظم، وجدّ حَظُّه]

قَالَ: صدقَ وربِّي، واِختلافُ الأوْزَانِ مقتضٍ اختلافَ الشُّعور والحكاية، فكلّما أراد الإنْسَان غايةً تعبيريةً ما، ضمّنها الوزنَ وقفّاها وقوّمها شعرًا، فصَارت حكايةً وفنّا.

قُلْتُ: وإنِّي أرَى أنّ الشعرَ لم يكُ مقفَّى ولا موزونًا إلا بمَا قَضت عليه الفِطْرَة، ووجبت بهِ الغَريزة، حتى أدْرك العربُ أن الكلامَ إذا قفِّي ووزن كان أبْلَغ موقفًا من النفس، وأعظم وقعا، فوزنوا وقفُّوا وقرّضوا، فكان الفنّ!

قَال: سُبْحان الله مقلّب القلوب! قلتُ سُبْحانه!

أَفَانينُ الصِبَا

19 Nov, 15:16


روي عن بعْضِ أشْياخنا عن الشَّيخ عليِّ الهاشمي فِي رسالتِه إلى بَعْضِ أحبَّائه قوله: وَصَلْنَا أيُّهَا الشَّيخ -أمدَّك اللهُ طَويلَ هذا العُمْر- مَجْلِسًا لأبِي مَريمٍ، كَانت الزَّوراءُ وضِفَافُها رُبوعه (و ..)، فأمدَّنَا اللهُ فِيها ظلَّ عِلْمِه وعُقَدَ سِلْمِه، فَقامَتْ قُلوبُنا على طِّيبِ مَجْلِسه فرقَّت، واِستقَامَتْ نُفوسُنا على عَظيمِ مَنْزِله فدقَّت، وإنَّ دِينَها -يا سلَّمكَ الله- في ذَلك الرِقَّةُ والدقَّة، وكَانَ مَجلسًا أوَّلُه هَزْلٌ وآخِرُه جِدٌّ، ولا سِيَّمَا أن صَاحبَه الشَّيخ رَاهبُ لَيلِه إذا جَنَّ، قُمريُّ نَهاره، وقَدْ عُرفتْ عنه الدُّعابةُ والمَجانة، كمَا عُرِفَ عنهُ العُلْمُ والفِقُه، فَخالطَ ذَلك النَّسيمُ عَكِرَ رِيحه، وجَانبَت مَطارِحَ أنْواءِهِ نَدى ربِيعه، وهَلْ سِمةٌ يئتزرها الأدِيبُ خيرٌ من ذَلك، أمْ صِفةٌ يتوشَّحها الأرِيبُ أزْكى وأنعمَ لصَاحبها من ذَلك؟ وَقد سَمعنَا عن شَّيخنا زكي مُبَارك قوْله:[الجِدُّ المُطْلَق يُنافي طَبيعةَ الحَياة] ، ولَمْ يَقُلْ - رَحمَه الله - أنّ المُزَاحَ المُطْلَق يُنافِي طَبيعة الحَياة، وذلكَ أنّ المُزَاح المُطْلق دَيدن البُلْهاء ودَأبُ السُّفَهاء وهمُ مِن طَبيعةِ هذهِ الدُّنْيَا ورحمِ فِطرتها وكمْ -يا أعزّكَ الله- مِنْ سَفيهٍ اليوم نعْقُدُ له رَاياتِ المودَّةِ وكم منْ بَليهٍ ننشرُ له أعْلَام القُرْبَى، ولا يَكون ذَلكَ على الجَادِّ المتعنِّت، فما اِتَّصفَ اِمرؤٌ بالجدِّ إلا أودَى به جُدَد الهَلاك، ونبذَه النَّاسُ ونفروا عَنْه، وبزَّته الحَياة في قُرْبَاه وجيرانه ..

وكُنْتُ وإيَّاه كَثيرَي الجِدَالِ على قُرْبِ المَحبَّة، شَديدَي الخِصَامِ على اِئتِلافِ القُلوب، وإنَّ دَيدَن المُحبِّين المُشَاكلة والمُعاتَبة، فأخَذنا نتشَاكلُ فِي أمْرِ شَيءٍ من نَّغمِ العَصْر، يُقَالُ له [الرخّ]، وهُو أنْ يَأخذَ القائمُ بأمْرِه شيئًا من الطَّبْلِ والغِيتارِ وغَيرِه، وَيْرنو بنَغمٍ صَاخبٍ قَوي، لا نُظْمَ لهُ ولا نِظَام، وَشَرْطُه القوُّةُ في النَّغمِ الحُرِّ الصَّاخب، وأصْلُ لفظْتِه من تعتعةِ الفِرْنجة، وقولُهم: [الرُّك]، وهو الحَجرُ الصَّلب، وقَدْ شَابَهْنَا في تأثِيلِه لَفْظةً من الفُرْسِ وهي [الرُّخ] أي القَلْعة، وهي أحَدُ أحجارِ الشِّطْرنج.

فكَانَ -غَفرَ اللهُ له- يَأبى إلَّا أن يُصنِّفَ هذَا الجِنْس من الفُنون، وضرْبًا من ضروبِ اللحنِ والغِنَاء، وأنا أنٌهَرُه، وأخَذنا فِي هذَا سَاعةً حتَّى قَالَ بِلسانِه الذّليق وَلفْظِه الأنِيق: أمَّا هو فَلَحْنٌ يُطْنبُ في النُّفوس، ويلْتهبُ فِي القُلوب، وما غَيرُ ذَلكَ مِنْ شَرْطٍ؟ ، فَقلْتُ له:

أمَا وإنِّي قد عرفْتُكَ شَّيخنا أبَا مَريم، ذُا رِفْعةٍ في اتِّخَاذ الحَسَن من الجَمِيل، والرَّائقِ من القَشِيب، ولَعلَّي أعرّضكَ لشيءٍ أنبَه من هذَا وأجْدَى، وذَلك أنَّ الفنَّ -يا أعزَّك الله- لا يَقومُ إلَّا على النِّسَب وَغايةُ الكَمال، وهي فِطْرةُ الناس التي فَطر الجبَّار بها عِبَاده، وَضرْبُك هذا خَبطُ عَشْواءٍ لا يُشَدُ عليه النِقَاب، أَلَم تَرَ أنَّ أنْسَبَ ما خَالطَ النَّفس مِن الشِّعْرِ المُحْدَث، هي قَصيدةُ السيَّاب؟ وذَلك أنها أقْرَبُ هذا الجِنْسَ من غَيرهِ إلى النِّسَب، وأمَيلها إلى غَايةِ الكَمال .

فَقال: ومَا فَرْقُ هذَا عن فنِّ الرِّوايةِ إذًا ؟!

فأجَبْته: ذَلكَ أن الروايةَ أبْعد ما اسْتحدثه العَصْرُ عن النِّسَبْ، وما هِي بالفَنِّ الخَاص، وَلَمْ تَكُ إلَّا شيئًا مِمَّا اِستحدَثْناهُ تشبُّهًا بالفِرْنجة والبَرْبَر ( .. )

فَقَالَ اِبنُ عَديٍّ -وكَان سَميرَنا وأنِيسَنا وموضعَ السرِّ مِنَّا — وأبْوَابُ الفنِّ إذًا خَمسٌ! الحِكَايةُ والشِّعرُ والنَّغم والرسم والسِّينمَا، والأخِيرُ فنٌّ مُسْتَحدَث مُسْتهجن .. فقَال أبُو مَرْيمٍ: بَلْ رَسمٌ ونّغم، ووافقتهُ قولًا، إلَّا أنِّي أطْنَبْتُ أن أصلَ الرسمِ والنَّغم الحِكاية على قَوْلِ الوزيرِ ابنُ عديّ ، وما دُونها ضُروبٌ من البَابين، وذلكَ أن السِّينمَا والمَسْرح مِن الرَسْم، وهو فنٌّ مَرئي مَلْموس، والشِّعر والرِّواية من النَّغم وهو فنٌّ مَسْموعٌ مَحْسوس، فَخالفَني الثَّاني أنَّ أصْلَ الحِكاية من الرَّسم، وذلكَ أنَّ الرسمَ هو الحَاصلُ بالمَوقف، تُحْكى به الحِكاية، فأجَبْته، وكان جوَابَ الأوَّل، وذلكَ :

أمَّا الرَسْم والنَّغم، فهْيَ ما صَنعه الإنْسَان مِن تَضمينِ الحكايةِ مواضعَ التَعْبير، وذلكَ أنَّ الصَّانع بهاتين الصَنْعتين، يحكي حِكايةً في صَنْعته، سواءً أكانتِ الحِكايةُ روايةً لحادثٍ حَدث، أو لشعورٍ بثّ، فَقال: أنّى ذَلك؟ قُلْنا: وذلكَ أنّ الشعورَ وجودٌ، وتَضمينُ الوجودِ حِكاية، والحِكايةُ من المُحاكاة، وهو تَصيير الوجودِ فنًّا على شرطٍ مذْكور: فَقال -عافاه الله- أمَّا وحديثكُم هذا، فالحكايةُ غَاية كلِّ فنٍّ، وأصل كلِّ فنٍّ!

**

أَفَانينُ الصِبَا

19 Nov, 11:58


وَقَالَ ابنُ دِحْيَة فِي تَرجَمَةِ ابنِ زُهْرٍ الأَندَلُسيّ:

[ .. وَكَانَ شَيخُنَا الوَزِيرُ أَبُو بَكْرٍ -رَحِمَهُ اللَّهُ- بِمَكَانٍ مِنَ اللُّغَةِ مَكِينٍ .. كَانَ يَحفَظُ شِعْرَ ذِي الرُّمَّةِ، وَهُوَ ثُلُثُ لُغَةِ العَرَب].

— سِيَر أَعْلَامِ النُّبَلاءِ لِلذَّهَبيّ، الجُزْء 21 ص261.

أَفَانينُ الصِبَا

19 Nov, 11:43


ينقل عن ارسطوطاليس أنّه قال:

«من علامات العقل المتعلّم أن يكون قادرًا على إستيعاب فكرة ما دون قبولها

أساس التعايش يكمن في القدرة على استيعاب الأفكار المختلفة دون الحاجة الى قبولها بالضرورة، فالتنوع هو جوهر هذا العالم، ومن شبه المستحيل أن تجتمع البشرية بأسرها على فكر رجل واحد.

أَفَانينُ الصِبَا

18 Nov, 05:56


وَظُلْمُ ذَوِي القُربَىٰ أَشَدُّ مَضَاضَةً .. عَلَىٰ المَرءِ مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّدِ

— طَرَفة بنُ العَبد البَكريّ.

أَفَانينُ الصِبَا

17 Nov, 21:39


بَكَــرَ النَّـعِيُّ فَقَـالَ أُردِيَ خَـيْرُهـا

إن كَانَ يَصْدُقُ فَالرَّضِيُّ هُوَ الرَّدِي

من رثاء مهيار الدَّيلَمي لعمّنا الشريف الرّضي يقرأه فتى الفتيان حسنين فيصل الصّيدَلي عند قبر الشَّرِيف الرّضي

أَفَانينُ الصِبَا

17 Nov, 20:50


أَثَرتَ هِزَبرَ الشَرى إِذ رَبَض .. وَنَبَّهتَهُ إِذ هَدا فَاغتَمَض

— ابنُ زَيدُون.

أَفَانينُ الصِبَا

17 Nov, 09:55


وَالَّذِي أَجرَىٰ دُمُوعِي عَنْدَمَا .. عِنْدَمَا أَعرَضَتْ مِنْ غَيرِ سَبَبْ

ضَعْ عَلَىٰ صَدرِيَ يُمنَاكَ فَمَا .. أَجدَرَ المَاءَ بِإطفَاءِ اللَّهَبْ

— لِسانُ الدِّينِ بنُ الخَطيب.

[ .. "عَندَمَا" الأولىٰ قَصَد بِها شَجَرًا يُشابِهُ لَونُهُ لَونَ الدَّم.
و"عِندَمَا" الثَّانيَة هِي ظَرفُ الزَّمَان المَعرُوف.

وهذَا مِنْ بَاب الجِناس النَّاقِص].

أَفَانينُ الصِبَا

17 Nov, 09:25


ومِن عَجيبِ الحِكمَةِ:

أنّه ما مِن نبيٍّ أو حَكيمٍ أو شَاعرٍ يُترْجِمُ إلى لِسانِ الحياةِ ماهوَ أسمَى منَ الحياةِ إلا استمدَّ ذٰلكَ من مَساكينِ الحياةِ خاصَّةً.

[ المساكين للرافعيّ - ر.ه -]

أَفَانينُ الصِبَا

16 Nov, 08:21


القَلْبُ أَعلَمُ يَا عَذُولُ بِدَائِهِ ..

أَفَانينُ الصِبَا

16 Nov, 07:53


مَهلًا فَإنَّ العَذْلَ مِنْ أَسقَامِهِ .. وَتَرَفُّقًا فالسَّمْعُ مِنْ أَعضَائِهِ

وَهَبِ المَلَامَةَ فِي اللَّذَاذَةِ كَالكَرَىٰ .. مَطرُودَةً بِسُهَادِهِ وَبُكَائِهِ

— أبو المُحسّد المُتَنبِّي ر.ه.

أَفَانينُ الصِبَا

15 Nov, 18:14


« أَمُدُّ كَفِّي لِأَخْذِ الكَأسِ مِنْ رَشَأٍ
وَحَاجَتِي كُلُّهَا فِي حَامِلِ الكَاسِ »

البُحْتُرِي