وهـجُ السُّنَّة @wahajalsuna Channel on Telegram

وهـجُ السُّنَّة

@wahajalsuna


قناةٌ : تُعنىٰ بنشرِ عقائد أهلِ الحديث وآثارِ السَّلف وأخذ الإسلامِ من المنبعِ الصَّافي .

وهـجُ السُّنَّة (Arabic)

بفخر واعتزاز، نقدم لكم قناة وهـجُ السُّنَّة على تطبيق تليجرام، وهي الوجهة المثالية لكل من يهتم بنشر عقائد أهل الحديث وآثار السلف الصالح والاقتداء بأساليبهم في فهم وتطبيق الإسلام. هذه القناة تسعى لنشر التعاليم الصحيحة والموثوقة من خلال الاستفادة من المنبع الصافي للإسلام. يمكنك الانضمام إلى هذه القناة لتستفيد من المحتوى الهادف والمثري وتطوير فهمك الديني. سارع بالانضمام اليوم وكن جزءاً من مجتمع وهـجُ السُّنَّة الذي يسعى لنشر الخير والمعرفة وتعزيز القيم الإسلامية الصحيحة.

وهـجُ السُّنَّة

11 Jan, 14:51


قَالَ الإمَامُ الْأَوْزَاعِيّ :

‹‹ كَانَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُ : لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْ ذِي بِدْعَةٍ صَلَاةً، وَلَا صِيَامًا، وَلَا صَدَقَةً، وَلَا جِهَادًا، وَلَا حَجًّا، وَلَا عُمْرَةً، وَلَا صَرْفًا، وَلَا عَدْلًا. وَكَانَتْ أَسْلَافُكُمْ تَشْتَدُّ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ، وَتَشْمَئِزُّ مِنْهُمْ قُلُوبُهُمْ، وَيُحَذِّرُونَ النَّاسَ بِدْعَتَهُمْ قَالَ: وَلَوْ كَانُوا مُسْتَتِرِينَ بِبِدْعَتِهِمْ دُونَ النَّاسِ مَا كَانَ لِأَحَدٍ أَنْ يَهْتِكَ عَنْهُمْ سِتْرًا، وَلَا يُظْهِرَ مِنْهُمْ عَوْرَةً، اللَّهُ أَوْلَى بِالْأَخْذِ بِهَا وَبِالتَّوْبَةِ عَلَيْهَا، فَأَمَّا إِذَا جَهَرُوا بِهَا، وَكَثُرَتْ دَعْوَتُهُمْ وَدُعَاتُهُمْ إِلَيْهَا؛ فَنَشْرُ الْعِلْمِ حَيَاةٌ، وَالْبَلَاغُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ رَحْمَةٌ يُعْتَصَمُ بِهَا عَلَى مُصِرٍّ مُلْحِدٍ ›› .

[كتاب البدع لابن وضاح] .

وهـجُ السُّنَّة

06 Jan, 09:58


قال ابن بطة العكبري :

من طلب السَّلامة لدينِهِ في وقتنا هذا مع النَّاس عُدِمهَا ، ومن أحبّ أن يلتمس معيشةً علىٰ حكم الكتاب والسُّنَّةِ فقدها ، وكثر خصماؤه وأعداؤهُ وَمخالِفوه ومبغِضوه فيها .

[الإبانة الكبرى] .

وهـجُ السُّنَّة

04 Jan, 20:57


عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأصَمِّ أنَّ رَجُلًا مِن أهْلِ الكِتابِ قالَ لِابْنِ عَبّاسٍ: تَقُولُونَ:

﴿وجَنَّةٍ عَرْضُها السَّماواتُ والأرْضُ﴾ فَأيْنَ النّارُ؟ فَقالَ لَهُ ابْنُ عَبّاسٍ: إذا جاءَ اللَّيْلُ فَأيْنَ النَّهارُ؟ وإذا جاءَ النَّهارُ فَأيْنَ اللَّيْلُ؟


[تفسير الطبري]

وهـجُ السُّنَّة

03 Jan, 09:41


قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه:

"لست تاركًا شيئًا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به ، إلا عملت به ، وإني لأخشى إن تركت شيئًا من أمره أن أزيغ".

علّق ابن بطة العكبري رحمه الله على هذا بقوله:

هذا يا إخواني الصدِّيق الأكبر يتخوَّف على نفسه من الزيغ إن هو خالف شيئًا من أمر نبيه ﷺ ، فماذا عسى أن يكون من زمان أضحى أهله يستهزئون بنبيهم وبأوامره ، ويتباهون بمخالفته ويسخرون بسنته.

[الإبانة الكبرى]

وهـجُ السُّنَّة

21 Dec, 20:21


خَرَجَ ابْنُ عُمَرَ في بَعْضِ نَواحِي المَدِينَةِ ومَعَهُ أصْحابٌ لَهُ، ووَضَعُوا سُفْرَةً لَهُمْ، فَمَرَّ بِهِمْ راعِي غَنَمٍ فَسَلَّمَ، فَقالَ ابْنُ عُمَرَ:

هَلُمَّ يا راعِي، هَلُمَّ فَأصِبْ مِن هَذِهِ السُّفْرَةِ، فَقالَ لَهُ: إنِّي صائِمٌ، فَقالَ ابْنُ عُمَرَ: أتَصُومُ في مِثْلِ هَذا اليَوْمِ الحارِّ الشَّدِيدِ سَمُومُهُ؟ وأنْتَ في هَذِهِ الجِبالِ تَرْعى هَذِهِ الغَنَمَ؟! فَقالَ لَهُ: إنِّي واللَّهِ أُبادِرُ أيّامِي الخالِيَةَ، فَقالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ - وهو يُرِيدُ يَخْتَبِرُ ورَعَهُ -: فَهَلْ لَكَ أنْ تَبِيعَنا شاةً مِن غَنَمِكَ هَذِهِ فَنُعْطِيَكَ ثَمَنَها ونُعْطِيَكَ مِن لَحْمِها فَتُفْطِرَ عَلَيْهِ؟ فَقالَ: إنَّها لَيْسَتْ لِي بِغَنَمٍ، إنَّها غَنَمُ سَيِّدِي، فَقالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: فَما عَسى سَيِّدُكَ فاعِلًا إذا فَقَدَها فَقُلْتَ: أكَلَها الذِّئْبُ؟ فَوَلّى الرّاعِي عَنْهُ وهُوَ رافِعٌ إصْبَعَهُ إلى السَّماءِ وهو يَقُولُ: فَأيْنَ اللَّهُ؟! قالَ: فَجَعَلَ ابْنُ عُمَرَ يُرَدِّدُ قَوْلَ الرّاعِي وهو يَقُولُ: قالَ الرّاعِي: فَأيْنَ اللَّهُ؟! فَلَمّا قَدِمَ المَدِينَةَ بَعَثَ إلى مَوْلاهُ فاشْتَرى مِنهُ الغَنَمَ والرّاعِيَ، فَأعْتَقَ الرّاعِيَ ووَهَبَ مِنهُ الغَنَمَ.

| أسد الغابة |

وهـجُ السُّنَّة

20 Dec, 17:22


قال الإمام الشافعي في الرسالة البغدادية:

وقد أثنى الله تبارك وتعالى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن والتوراة والإنجيل ، وسبق لهم على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفضل ما ليس لأحد بعدهم ، فرحمهم الله وهنأهم بما آتاهم من ذلك ببلوغ أعلى منازل الصديقين والشهداء والصالحين ، أدوا إلينا سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وشاهدوه والوحي ينزل عليه فعلموا ما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم عاما وخاصا وعزما وإرشادا ، وعرفوا من سنته ما عرفنا وجهلنا ، وهم فوقنا في كل علم واجتهاد وورع وعقل وأمر استدرك به علم واستنبط به ، وآراؤهم لنا أحمد ، وأولى بنا من رأينا عند أنفسنا ، و الله أعلم ، ومن أدركنا ممن أرضي أو حكي لنا عنه ببلدنا صاروا فيما لم يعلموا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيه سنة إلى قولهم إن اجتمعوا ، وقول بعضهم إن تفرقوا ، فهكذا نقول إذا اجتمعوا أخذنا باجتماعهم ، وإن قال واحدهم ولم يخالفه غيره أخذنا بقوله ، فإن اختلفوا أخذنا بقول بعضهم ولم نخرج من أقاويلهم كلهم .

وهـجُ السُّنَّة

20 Dec, 11:35


عن أبو عبيدة سعيد بن رزين قال: سمعت الحسن، يعظ أصحابه يقول:

إن الدنيا دار عمل من صحبها بالنقص لها والزهادة فيها سعد بها، ونفعته صحبتها ومن صحبها على الرغبة فيها والمحبة لها شقي بها وأجحف بحظه من الله عز وجل ثم أسلمته إلى ما لا صبر له عليه ولا طاقة له به من عذاب الله فأمرها صغير ومتاعها قليل والفناء عليها مكتوب والله تعالى ولي ميراثها وأهلها محولون عنها إلى منازل لا تبلى ولا يغيرها طول الزمن، لا العمر فيها يفنى فيموتون، ولا إن طال الثواء منها يخرجون فاحذروا - ولا قوة إلا بالله - ذلك الموطن وأكثروا ذكر ذلك المنقلب واقطع يا ابن آدم من الدنيا أكثر همك أو لتقطعن حبالها بك فينقطع ذكر ما خلقت له من نفسك ويزيغ عن الحق قلبك، وتميل إلى الدنيا فترديك، وتلك منازل سوء بين ضرها منقطع نفعها مفضية والله بأهلها إلى ندامة طويلة، وعذاب شديد فلا تكونن يا ابن آدم مغترا، ولا تأمن ما لم يأتك الأمان منه، فإن الهول الأعظم ومفظعات الأمور أمامك، لم تخلص منها حتى الآن ولا بد من ذلك المسلك وحضور تلك الأمور إما يعافيك من شرها وينجيك من أهوالها وإما الهلكة، وهي منازل شديدة مخوفة محذورة مفزعة للقلوب، فلذلك فاعدد ومن شرها فاهرب ولا يلهينك المتاع القليل الفاني، ولا تربص بنفسك فهي سريعة الانتقاص من عمرك فبادر أجلك ولا تقلل غدا، فإنك لا تدري متى إلى الله تصير واعلموا أن الناس أصبحوا جادين في زينة الدنيا يضربون في كل غمرة، وكل معجب بما هو فيه راض به حريص على أن يزداد منه فما لم يكن من ذلك لله عز وجل وفي طاعة الله فقد خسر أهله وضاع سعيه، وما كان من ذلك في الله وفي طاعة الله فقد أصاب أهله به وجه أمرهم ووفقوا فيه بحظهم عندهم كتاب الله وعهده، وذكر ما مضى وذكر ما بقي والخبر عمن وراءهم، كذلك أمر الله اليوم وقبل ذلك أمره فيمن مضى.

[حلية الأولياء]

وهـجُ السُّنَّة

19 Dec, 15:30


قال الحافظ ابن بطة العُكبري :

" فَمَنْ أَنْكَرَ أَنَّ اللَّهَ كَلَّمَ مُوسَى كَلَامًا بِصَوْتٍ تَسْمَعُهُ الْأُذُنَانِ وَتَعِيهِ الْقُلُوبُ ، لَا وَاسِطَةَ بَيْنَهُمَا ، وَلَا تُرْجُمَانَ وَلَا رَسُولَ ، فَقَدْ كَفَرَ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ وَجَحَدَ بِالْقُرْآنِ ، وَعَلَى إِمَامِ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَسْتَتِيبَهُ ، فَإِنْ تَابَ وَرَجَعَ عَنْ مَقَالَتِهِ ، وَإِلَّا ضَرَبَ عُنُقَهُ ، فَإِنْ لَمْ يَقْتُلْهُ الْإِمَامُ وَصَحَّ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ أَنَّ هَذِهِ مَقَالَتُهُ فَفَرْضٌ عَلَى الْمُسْلِمِينَ هِجْرَانُهُ وَقَطِيعَتُهُ ، فَلَا يُكَلِّمُونَهُ ، وَلَا يُعَامِلُونَهُ ، وَلَا يَعُودُونَهُ إِذَا مَرِضَ ، وَلَا يَشْهَدُونَهُ إِذَا مَاتَ ، وَلَا يُصَلَّى خَلْفَهُ ، وَمَنْ صَلَّى خَلْفَهُ أَعَادَ الصَّلَاةَ ، وَلَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ ، وَلَا يُزَوَّجُ ، وَإِنْ مَاتَ لَمْ تَرِثْهُ عَصَبَتُهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا أَنْ يَتُوبَ " .

[الابانة الكبرى لابن بطة (303/6) ].

وهـجُ السُّنَّة

18 Dec, 09:53


عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ:

«تَعَلَّمُوا التَّأْوِيلَ قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ أَقْوَامٌ يَتَأَوَّلُونَهُ عَلَى غَيْرِ تَأْوِيلِهِ»

[تفسير مقاتل بن سليمان ٢٦/١]

وهـجُ السُّنَّة

15 Dec, 19:04


#الإستدفاء_من_برد_الشتاء_بالنساء

بوَّب الترمذي في سننه "باب الرجل يستدفئ بالمرأة بعد الغسل "
ثم روى عن الشَّعبي، عن مسروق، عن عاَئشَة، قالت: «رُبَّمَا اغتَسَل النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم - من الجَنابَة، ثُمَّ جَاء فاستَدفَأ بي، فضَمَمتُه إليَّ ولم أغتسل».

قال الترمذي: هذا حَديثٌ ليسَ بإسناده بأس " وهُو قَول غَير واحد من أهل العلم، من أصحاب النَّبي - صلَّى الله عليه وسلم- ، والتَّابعين: أنَّ الرَّجُل إذا اغتَسَل فلا بأس بأن يَستَدفئ بامرَأته، ويَنَام معها قَبل أن تَغتَسل المَرأة، وبه يَقًول سُفيان الثَّوري، والشَّافعي، وأحمَد، وإسحَاق ".

[سنن الترمذي (123)]

وأخرج ارن أبي شيبة في مصنفه عن ابن عمر -رضي الله عنهُما-، قال: « إنِّي لأغتَسلُ من الجنَابَة، ثُمَّ أتكوَّى بالمَرأَة قبل أن تَغتَسل».

وعن إبراهيم النخعي قال: «كان علقمة، يغتَسل ثمَّ يَستدفئ المرأة وهي جنُب».
وعنه كذلك عن علقمة «أنه كان يَستَدفئ بامرأَته، ثُمَّ يقُوم فيتوَضَّأ وضُوءه للصَّلاة»

وجاء عن علي-رضي الله عنه-: «أنه كان يَغتَسل من الجَنَابة، ثمَّ يَجيء فيَستَدفئ بامرَأَته قَبل أن تَغتَسل، ثمَّ يُصَلِّي ولا يمَس ماء».

وعن ابن عباس، قال: «ذاك عيشُ قُرَيش في الشِّتاء»

[مصنف ابن أبي شيبة (75/1-76)]

وجاء في مسائل الكوسج(68):

قال اسحاق الكوسج: قلت: الجنُب إذا اغتَسل يستَدفئ بامرَأته قَبل أن تَغتَسل؟

قال"أحمد بن حنبل": نعم، ولكن إذا باَشَرهَا أو قَبَّلَها من شَهوة فعليه الوضُوء لحَديث ابن مسعود -رضي الله عنه- القبلة من اللَّمس.
قال إسحاق ابن راهويه كما قال.

وهـجُ السُّنَّة

14 Dec, 22:29


أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ عَلِيُّ بْنُ شَعْبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُصْعَبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ:

"كَانَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ يَقُولُ: لَقَدْ كُنْتُ آتِي إِلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ [جعفر الصادق]، وَلَقَدِ اخْتَلَفَتْ إِلَيْهِ زَمَانًا، فَمَا كُنْتُ أَرَاهُ إِلا عَلَى ثَلاثِ خِصَالٍ: إِمَّا مُصَلِّيًا، وَإِمَّا صَائِمًا، وَإِمَّا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ.
وَمَا رَأَيْتُهُ قَطُّ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا عَلَى طَهَارَةٍ.
وَلا يَتَكَلَّمُ فِيمَا لا يَعْنِيهِ.
وَكَانَ مِنَ الْعُلَمَاءِ الزُّهَّادِ وَالْعُبَّادِ الَّذِينَ يَخْشُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ.
وَمَا أَتَيْتُهُ قَطُّ إِلا وَيُخْرِجُ الْوِسَادَةَ مِنْ تَحْتِهِ وَيَجْعَلُهَا تَحْتِي.
وَيَقُولُ: مَا أنْبَسَطَ إِلَى أَحَدٍ كَانْبِسَاطِي إِلَيْكَ.
وَلَقَدِ حَجَجْتُ مَعَهُ سَنَةً، فَلَمَّا أَتَى الشَّجَرَةَ أَحْرَمَ فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يُهِلَّ كَادَ أَنْ يُغْشَى عَلَيْهِ.
فَقُلْتُ: لا بُدَّ لَكَ مِنْ ذَلِكَ.
فَقَالَ: يَا ابْنَ أَبِي عَامِرٍ: إِنِّي أَخْشَى أَنْ أَقُولَ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ فَيَقُولُ: لا لَبَّيْكَ وَلا سَعْدَيْكَ.
قَالَ مَالِكٌ: وَلَقَدْ أَحْرَمَ جَدُّهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقُولَ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، فَلَمَّا قَالَهَا غُشِيَ عَلَيْهِ وَسَقَطَ عَنْ نَاقَتِهِ فَتَهَشَّمَ وَجْهُهُ.

[مسند الموطأ للجوهري (207)]

وهـجُ السُّنَّة

14 Dec, 15:27


عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، خَتَنِ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ:
كَانَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ يَقُولُ لِي:
احْفَظْ عَنِّي: كُلُّ أَخٍ وَجِليسٍ وَصَاحِبٍ لا تَسْتَفِيدُ مِنْهُ خَيْرًا فِي أَمْرِ دِينِكَ، فَفِرَّ مِنْهُ.

| كتاب العزلة والإنفراد لابن أبي الدنيا |

وهـجُ السُّنَّة

13 Dec, 16:14


جاء في تفسير ابن أبي حاتم.

.. سَمِعْتُ مالِكَ بْنَ دِينارٍ، يَقُولُ :

قَرَأْتُ في الزَّبُورِ: إنِّي أنْتَقِمُ مِنَ المُنافِقِ بِالمُنافِقِ، ثُمَّ أنْتَقِمُ مِنَ المُنافِقِينَ جَمِيعًا، وذَلِكَ في كِتابِ اللَّهِ قَوْلُ اللَّهِ: ﴿وكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظّالِمِينَ بَعْضًا بِما كانُوا يَكْسِبُونَ﴾ .

وهـجُ السُّنَّة

13 Dec, 13:38


قَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا حَيْوَة بْنُ شُرَيْح، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ بُكَيْر، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ أَنَّ رَجُلًا جَاءَهُ فَقَالَ:

يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَلَا تَسْمَعُ مَا ذَكَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا﴾ الْآيَةَ [الْحُجُرَاتِ:٩] ، فَمَا يَمْنَعُكَ أَلَّا تُقَاتِلَ كَمَا ذَكَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ؟ فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، أُعَيَّر بِهَذِهِ الْآيَةِ وَلَا أُقَاتِلُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعَيَّر بِالْآيَةِ الَّتِي يَقُولُ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ:: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا﴾ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ [النِّسَاءِ:٩٣] ، قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ﴾ ؟ قَالَ ابْنُ عُمَرَ: قَدْ فَعَلْنَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ ﷺ إِذْ كَانَ الْإِسْلَامُ قَلِيلًا وَكَانَ الرَّجُلُ يُفتن فِي دِينِهِ: إِمَّا أَنْ يَقْتُلُوهُ، وَإِمَّا أَنْ يُوثِقُوهُ، حَتَّى كَثُرَ الْإِسْلَامُ فَلَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ، فَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لَا يُوَافِقُهُ فِيمَا يُرِيدُ، قَالَ: فَمَا قَوْلُكَ فِي عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ؟ قَالَ ابْنُ عُمَرَ: مَا قَوْلِي فِي عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ؟ أَمَّا عُثْمَانُ فَكَانَ اللَّهُ قَدْ عَفَا عَنْهُ، وَكَرِهْتُمْ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُ، وَأَمَّا عَلِيٌّ فَابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وخَتَنُه -وَأَشَارَ بِيَدِهِ -وَهَذِهِ ابْنَتُهُ أَوْ: بِنْتُهُ -حَيْثُ تَرَوْنَ.

وهـجُ السُّنَّة

13 Dec, 10:16


باب تَخَوُّفِ مَا يَخْرُجُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا:

عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ:
لاَ وَاللَّهِ مَا أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ إِلاَّ مَا يُخْرِجُ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا.
فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ فَصَمَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: كَيْفَ قُلْتَ.
قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
إِنَّ الْخَيْرَ لاَ يَأْتِي إِلاَّ بِخَيْرٍ أَوَ خَيْرٌ هُوَ إِنَّ كُلَّ مَا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ يَقْتُلُ حَبَطًا أَوْ يُلِمُّ إِلاَّ آكِلَةَ الْخَضِرِ أَكَلَتْ حَتَّى إِذَا امْتَلأَتْ خَاصِرَتَاهَا اسْتَقْبَلَتِ الشَّمْسَ ثَلَطَتْ أَوْ بَالَتْ ثُمَّ اجْتَرَّتْ فَعَادَتْ فَأَكَلَتْ فَمَنْ يَأْخُذْ مَالاً بِحَقِّهِ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ وَمَنْ يَأْخُذْ مَالاً بِغَيْرِ حَقِّهِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الَّذِي يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعُ .

عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ فَقَالَ: إِنَّ مِمَّا أَخَافُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي مَا يُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا .
فَقَالَ رَجُلٌ أَوَيَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَسَكَتَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيلَ لَهُ مَا شَأْنُكَ تُكَلِّمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلاَ يُكَلِّمُكَ قَالَ وَرُئِينَا أَنَّهُ يُنْزَلُ عَلَيْهِ فَأَفَاقَ يَمْسَحُ عَنْهُ الرُّحَضَاءَ وَقَالَ: إِنَّ هَذَا السَّائِلَ- وَكَأَنَّهُ حَمِدَهُ فَقَالَ- إِنَّهُ لاَ يَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ وَإِنَّ مِمَّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ يَقْتُلُ أَوْ يُلِمُّ إِلاَّ آكِلَةَ الْخَضِرِ فَإِنَّهَا أَكَلَتْ حَتَّى إِذَا امْتَلأَتْ خَاصِرَتَاهَا اسْتَقْبَلَتْ عَيْنَ الشَّمْسِ فَثَلَطَتْ وَبَالَتْ ثُمَّ رَتَعَتْ وَإِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرٌ حُلْوٌ وَنِعْمَ صَاحِبُ الْمُسْلِمِ هُوَ لِمَنْ أَعْطَى مِنْهُ الْمِسْكِينَ وَالْيَتِيمَ وَابْنَ السَّبِيلِ أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّهُ مَنْ يَأْخُذُهُ بِغَيْرِ حَقِّهِ كَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعُ وَيَكُونُ عَلَيْهِ شَهِيدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ .

[صحيح مسلم]

وهـجُ السُّنَّة

12 Dec, 17:59


روى المروذي في اخبار الشيوخ (337)

عن حَفْص بْن عُمَر بْنِ سَعِيدٍ كَتَبَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ :

مِنْ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ إِلَى عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ، أَمَّا بَعْدُ:

فَإِنَّكَ فِي زَمَانٍ كَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُونَ أَنْ يُدْرِكُوهُ فِيمَا بَلَغَنَا، وَلَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَيْسَ لَنَا، وَلَهُمْ مِنَ الْقِدَمِ مَا لَيْسَ لَنَا، فَكَيْفَ بِنَا حِينَ أَدْرَكْنَا ؟!

عَلَى قِلَّةِ عِلْمٍ وَبَصَرٍ ، وَقِلَّةِ صَبْرٍ ، وَقِلَّةِ أَعْوَانٍ عَلَى الْخَيْرِ، وَفَسَادٍ مِنَ النَّاسِ، وَكَدَرٍ مِنَ الدُّنْيَا فَعَلَيْكَ بِالأَمْرِ الأَوَّلِ، وَالتَّمَسُّكِ بِهِ ، وَعَلَيْكَ بِالْخُمُولِ ، فَإِنَّ هَذَا زَمَانُ خُمُولٍ.

وَعَلَيْكَ بِالْعُزْلَةِ، وَقِلَّةِ مُخَالَطَتِهِمْ، فَإِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَلَيْهِ السَّلامُ كَانَ يَقُولُ: إِيَّاكُمْ وَالطَّمَعَ، فَإِنَّ الطَّمَعَ فَقْرٌ، وَإِنَّ الْيَأْسَ غِنًى، وَفِي الْعُزْلَةِ رَاحَةً مِنْ خُلَطَاءِ السُّوءِ، وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ:
الْعُزْلَةُ عِبَادَةٌ.

وَكَانَ النَّاسُ إِذَا الْتَقَوُا انْتَفَعَ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ ، فَأَمَّا الْيَوْمَ فَقَدْ ذَهَبَ ذَلِكَ ، وَالنَّجَاةُ فِي تَرْكِهِمْ فِيمَا نَرَى .

وهـجُ السُّنَّة

11 Dec, 10:48


#رسالة_لأهل_التوحيد_من_أهل_الشام .

عن حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ قال:
كانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الخَيْرِ، وكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلتُ:
يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّا كُنَّا في جَاهِلِيَّةٍ وشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بهذا الخَيْرِ، فَهلْ بَعْدَ هذا الخَيْرِ مِن شَرٍّ؟
قالَ: نَعَمْ، قُلتُ: وهلْ بَعْدَ ذلكَ الشَّرِّ مِن خَيْرٍ؟
قالَ: نَعَمْ، وفيهِ دَخَنٌ، قُلتُ: وما دَخَنُهُ؟
قالَ: قَوْمٌ يَهْدُونَ بغيرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ منهمْ وتُنْكِرُ، قُلتُ: فَهلْ بَعْدَ ذلكَ الخَيْرِ مِن شَرٍّ؟
قالَ: نَعَمْ، دُعَاةٌ إلى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَن أَجَابَهُمْ إلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا، قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا؟
فَقالَ: هُمْ مِن جِلْدَتِنَا، ويَتَكَلَّمُونَ بأَلْسِنَتِنَا، قُلتُ: فَما تَأْمُرُنِي إنْ أَدْرَكَنِي ذلكَ؟
قالَ: تَلْزَمُ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ وإمَامَهُمْ، قُلتُ: فإنْ لَمْ يَكُنْ لهمْ جَمَاعَةٌ ولَا إمَامٌ؟
قالَ: فَاعْتَزِلْ تِلكَ الفِرَقَ كُلَّهَا، ولو أَنْ تَعَضَّ بأَصْلِ شَجَرَةٍ، حتَّى يُدْرِكَكَ المَوْتُ وأَنْتَ علَى ذلكَ.
[صحيح البخاري]

عن الزهري ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : خياركم من كان لهذا الأمر كارها قبل أن يدخل فيه - يعني الإسلام - وشراركم من يلقى هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه.
[مصنف عبد الرزاق]

عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿اليَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ﴾ قالَ: يَئِسُوا أنْ تَرْجِعُوا إلى دِينِهِمْ أبَدًا.
[تفسير الطبري]

وعن أبي مسعود الأنصاري أنه قال لـ حذيفة: أوصني! قال: إن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر، وتنكر ما كنت تعرف، وإياك والتلون في دين الله؛ فإن دين الله واحد.
[الإبانة لابن بطة]

الزم ما كنت تعرف ولا توالي ولا تميل مع أي أحد فكلهم في ردة إلا من عصم الله .

وهـجُ السُّنَّة

10 Dec, 17:52


قال الإمام الدَّارمي - رحمه الله تعالى -:

وَبَلَغَنَا أَنَّ بَعْضَ أَصْحَابِ الْمَرِيسِيِّ قَالَ لَهُ: كَيْفَ تَصْنَعُ بِهَذِهِ الْأَسَانِيدِ الْجِيَادِ الَّتِي يَحْتَجُّونَ بِهَا عَلَيْنَا فِي رَدِّ مَذَاهِبِنَا، مِمَّا لَا يُمْكِنُ التَّكْذِيبُ بِهَا؟
مِثْلَ: سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُور، عَن الزُّهْرِيّ، وَالزهْرِيّ عَنْ سَالِمٍ، وَأَيُّوبَ، وَابْنُ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا أَشْبَهَهَا؟

قَالَ: فَقَالَ الْمَرِيسِيُّ: لَا تَرُدُّوهُ فَتُفْتَضَحُوا، وَلَكِنْ غَالِطُوهُمْ بِالتَّأْوِيلِ فتكونوا قد رددتموها بلطف؛ إذلم يُمْكِنُكُمْ رَدُّهَا بِعُنْفٍ، كَمَا فَعَلَ هَذَا الْمُعَارِضُ سَوَاءً.

[نقض الدَّارمي على المريسي الجهمي]

وهـجُ السُّنَّة

09 Dec, 19:25


قال عبد اللَّه:

وقال أبي رحمه اللَّهُ:

حديث ابن مسعود -رضي اللَّه عنه- ربه : "إذا تكلم اللَّه عَزَّ وَجَلَّ سمع له صوت كجر السلسلة على الصفوان"
قال أبي: وهذا الجهمية تنكره.
وقال أبي: هؤلاء كفار يريدون أن يموهوا على الناس، من زعم أن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ لم يتكلم فهو كافر.
ألا إنا نروي هذِه الأحاديث كما جاءت.

[كتاب السنة لعبد اللَّه]

وهـجُ السُّنَّة

09 Dec, 17:59


نقل الْمعَارض عَن المريسي تَأْوِيل الْيَدَيْنِ وَالرَّدّ عَلَيْهِ:

فَرَوَى الْمُعَارِضُ عَنْ بِشْرٍ الْمَرِيسِيِّ قِرَاءَةً مِنْهُ بِزَعْمِهِ -وَزَعَمَ أَنَّ بشر قَالَ لَهُ: ارْوِهِ عَنِّي- أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْله اللَّهِ لِإِبْلِيسَ: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} فَادَّعَى أَنَّ بِشْرًا قَالَ: يَعْنِي اللَّهَ بِذَلِكَ: أَنِّي وَلِيتُ خَلْقَهُ وَقَوله: {بِيَدَيَّ} تَأْكِيدٌ لِلْخَلْقِ، لَا أَنَّهُ خَلَقَهُ بِيَدٍ.

فَيُقَالُ لِهَذَا الْمَرِيسِيِّ الْجَاهِلِ بِاللَّهِ وَبِآيَاتِهِ: فَهَلْ عَلِمْتَ شَيْئًا مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ وَلِيَ خَلْقَ ذَلِكَ غَيْرَهُ، حَتَّى خَصَّ آدَمَ مِنْ بَيْنِهِمْ أَنَّهُ وَلِيَ خَلْقَهُ من غير مَسِيس بِيَدِهِ فسمه؟ وَإِلَّا فَمَنِ ادَّعَى أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَلِ خَلْقَ شَيْءٍ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ فَقَدْ كَفَرَ غَيْرَ أَنَّهُ وَلِيَ خَلْقَ الْأَشْيَاءِ بِأَمْرِهِ، وَقَوْلِهِ، وَإِرَادَتِهِ، وَوَلِيَ خَلْقَ آدَمَ بيد مَسِيسًا لَمْ يَخْلُقْ ذَا رُوحٍ بِيَدَيْهِ غَيْرَهُ، فَلِذَلِكَ خَصَّهُ وَفَضَّلَهُ، وَشَرَّفَ بِذَلِكَ ذِكْرَهُ، لَوْلَا ذَلِكَ مَا كَانَتْ لَهُ فَضِيلَةٌ مِنْ ذَلِك على شَيْءٍ مِنْ خَلْقِهِ، إِذْ خَلَقَهُمْ بِغَيْرِ مَسِيسٍ فِي دَعْوَاكَ.

وَأَمَّا قَوْلُكَ: "تَأْكِيدٌ لِلْخَلْقِ" فَلَعَمْرِي إِنَّهُ لَتَأْكِيدٌ جَهِلْتَ مَعْنَاهُ فَقَلَبْتَهُ، إِنَّمَا هُوَ تَأْكِيد الْيَدَيْنِ وتحقيقها وَتَفْسِيرُهُمَا، حَتَّى يَعْلَمَ الْعِبَادُ أَنَّهَا تَأْكِيدُ مَسِيسٍ بِيَدٍ، لَمَّا أَنَّ اللَّهَ قَدْ خَلَقَ خَلْقًا كَثِيرًا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرَ مِنْ آدَمَ وَأَصْغَرَ. وَخَلَقَ الْأَنْبِيَاءَ وَالرُّسُلَ. وَكَيْفَ لَمْ يُؤَكِّدْ فِي خَلْقِ شَيْءٍ مِنْهَا مَا أَكَّدَ فِي آدَمَ إِذْ كَانَ أَمْرُ الْمَخْلُوقِينَ فِي مَعْنَى يَدَيِ اللَّهِ كَمَعْنَى آدَمَ عِنْدَ الْمَرِيسِيِّ.

فَإِنْ يَكُ صَادِقًا فِي دَعْوَاهُ فَلْيُسَمِّ شَيْئًا نَعْرِفُهُ، وَإِلَّا فَإِنَّهُ الْجَاحِدُ بِآيَاتِ اللَّهِ الْمُعَطِّلُ لِيَدَيِ اللَّهِ.

وَادَّعَى الْجَاهِلُ الْمَرِيسِيُّ أَيْضًا فِي تَفْسِيرِ التَّأْكِيدِ مِنَ الْمُحَالِ مَا لَا نعلم أَحَدًا ادَّعَاهُ مِنْ أَهْلِ الضَّلَالَةِ. فَقَالَ: هَذَا تَأْكِيدٌ لِلْخَلْقِ، لَا لِلْيَدِ كَقَوْلِ اللَّهِ: {فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ} .

فَيُقَالُ لِهَذَا التَّائِهِ الَّذِي سَلَبَ الله عقله وَأكْثر جَهله: هُوَ تَأْكِيدٌ لِلْيَدَيْنِ كَمَا قُلْنَا، لَا تَأْكِيدُ الْخَلْقِ كَمَا أَنَّ قَوْله: {تِلْكَ عَشَرَةٌكاملة} تَأْكِيدُ الْعَدَدِ لَا تَأْكِيدُ الصِّيَامِ؛ لِأَنَّ الْعَدَدَ غَيْرُ الصِّيَامِ، وَيَدَ اللَّهِ غَيْرُ آدَمَ فَأَكَّدَ اللَّهُ لِآدَمَ الْفَضِيلَةَ الَّتِي كَرَّمَهُ وَشَرَّفَهُ بِهَا، وَآثَرَهُ عَلَى جَمِيعِ عِبَادِهِ إِذْ كُلُّ عِبَادِهِ، خَلَقَهُمْ بِغَيْرِ مَسِيسٍ بِيَدٍ، وَخَلَقَ آدَمَ بِمَسِيسٍ، فَهَذِهِ عَلَيْكَ لَا لَكَ وَقَدْ أَخَذْنَا فَالَكَ مِنْ فِيكَ مُحْتَجِّينَ بِهَا عَلَيْكَ كَالشَّاةِ الَّتِي تَحْمِلُ حَتْفَهَا بِأَظْلَافِهَا.

فَإِنْ أَجَابَ الْمَرِيسِيُّ أَعْلَمْنَاهُ بِتَأْكِيدِ الْخَلْقِ -إِذْ كَانَ بِهِ جَاهِلا وَهُوَ قَوْلُهُ: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} وَ {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْأِنْسَانِ مِنْ طِينٍ، ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ، ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ} الآيَةَ وَقَوْلُهُ {خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ} الْآيَة {وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ} {لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ، ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ، ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} ، فَهَذَا تَأْكِيدُ الْخَلْقِ وتَفْسِيرُهُ لَا مَا ادَّعَى الْجَاهِلُ.

وَقَوْلُهُ لِإِبْلِيسَ {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} تَأْكِيدُ يَدَيْهِ لَا تَأْكِيدُ خَلْقِ آدَمَ، وَمَا كَانَ حَاجَةُ إِبْلِيسَ إِلَى أَنْ يُؤَكِّدَ اللَّهُ لَهُ خَلْقَ آدَمَ، وَقَدْ كَانَ مِنْ أَعْلَمِ الْخَلْقِ بِآدَمَ؟ رَآهُ قَبْلَ أَنْ يُنْفَخَ فِيهِ الرُّوحُ طِينًا مُصَوَّرًا مَطْرُوحًا بِالْأَرْضِ، ثُمَّ رَآهُ بَعْدَمَا نُفِخَ فِيهِ الرُّوحُ، ثُمَّ كَانَ مَعَه فِي الْجنَّة حيت وَسْوَسَ إِلَيْهِ فَأَخْرَجَهُ مِنْهَا،

وهـجُ السُّنَّة

09 Dec, 17:59


ثُمَّ كَانَ يَرَاهُ إِلَى أَنْ مَاتَ، فَإِنَّمَا أَكَّدَ اللَّهُ لَهُ مِنْ أَمْرِ آدَمَ مَا لَمْ يَرَ، لَا مَا رَأَى؛ لِأَنَّهُ لَمْ ير يَدي الله وهما تخلقناه "كَذَا" فَلْيَعْلَمِ الْجَاهِلُ الْمَرِيسِيُّ، بِأَنَّا مَا ظَنَنَّا عِنْدَهُ مِنْ رَثَاثَةِ الْحجَج وَالْبَيَانِ وَقِلَّةِ الْإِصَابَةِ وَالْبُرْهَانِ، قَدْرَ مَا كَشَفَ عَنْهُ هَذَا الْإِنْسَانُ، وَالْحَمْد لله الَّذِي نطق لِسَانَهُ، وَعَرَّفَ النَّاسَ شَأَنَهُ، لِيَعْرِفُوهُ فيجاوز مَكَانَهُ.

ثُمَّ "لَمْ" يَرْضَ الْجَاهِلُ المريسي مَعَ سخاقة هَذِهِ الْحُجَجِ، حَتَّى قَاسَ اللَّهَ فِي يَدَيْهِ اللَّتَيْنِ، خَلَقَ بِهِمَا آدَمَ أَقْبَحَ الْقِيَاسِ، وَأَسْمَجَهُ، بَعْدَمَا زَعَمَ أَنَّهُ لَا يَحِلُّ أَنْ يُقَاسَ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنْ خَلْقِهِ، وَلَا بُشَيْءٍ هُوَ مَوْجُودٌ فِي خلقه، وَلَا يُتَوَهَّمُ ذَلِكَ, ثُمَّ قَالَ، أَلَيْسَ يُقَالُ لِرَجُلٍ مُقَطَّعِ1 الْيَدَيْنِ مِنَ الْمِنْكَبَيْنِ إِذْ هُوَ كَفَرَ بِلِسَانِهِ إِنَّ كُفْرَهُ ذَلِكَ بِمَا كَسَبَتْ يَدَاهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ كُفْرُهُ بِيَدَيْهِ.

فَيُقَالُ لِهَذَا الضَّالِ الْمُضِلِّ: أَلَيْسَ قَدْ زَعَمْتَ أَنَّ اللَّهَ لَا يُشَبَّهُ بِشَيْءٍ مِنْ خَلْقِهِ، وَلَا يَتَوَهَّمُ الرَّجُلُ فِي صِفَاتِهِ مَا يَعْقِلُ مِثْلَهُ فِي نَفْسِهِ؟ فَكَيْفَ تُشَبِّهُ اللَّهَ فِي يَدَيْهِ اللَّتَيْنِ خَلَقَ بِهِمَا آدَمَ بِأَقْطَعَ مَجْذُومِ الْيَدَيْنِ مِنَ الْمِنْكَبَيْنِ؟ وَتَتَوَهَّمُ فِي قِيَاسِ يَدَيِ اللَّهِ مَا تعلقه فِي ذَلِكَ الْمَجْذُومِ الْمَقْطُوعِ، وَيَتَوَهَّمُ ذَلِكَ؟ فَقَدْ تَوَهَّمْتَ أَقْبَحَ مَا عِبْتَ عَلَى غَيْرِكَ، إِذِ ادَّعَيْتَ أَنَّ اللَّهَ لَا يَدَانِ لَهُ كَالْأَقْطَعِ الْمَقْطُوعِ الْيَدَيْنِ مِنَ الْمِنْكَبَيْنِ، وَيْلَكَ! إِنَّمَا يُقَالُ لِمَنْ كَفَرَ بِلِسَانِهِ وَلَيْسَتْ لَهُ يَدَانِ: ذَلِكَ بِمَا كَسَبَتْ يَدَاهُ مَثَلًا مَعْقُولًا, يُقَالُ ذَلِكَ لِلْأَقْطَعِ وَغَيْرِ الْأَقْطَعِ مِنْ ذَوِي الْأَيْدِي، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يُضْرَبُ هَذَا الْمَثَلُ وَلَا يُقَال ذَلِك إِلَّا لمن هُوَ ذَوِي الْأَيْدِي، أَوْ كَانَ مِنْ ذَوِي الْأَيْدِي قَبْلَ أَنْ تُقْطَعَا وَاللَّهُ بِزَعْمِكَ لَمْ يَكُنْ قَطُّ مِنْ ذَوِي الْأَيْدِي. فَيَسْتَحِيلُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ أَنْ يُقَالَ لِمَنْ لَيْسَ بِذِي يَدَيْنِ، أَوْ لَمْ يَكُ قَطُّ ذَا يَدَيْنِ: إِنَّ كُفْرَهُ وَعَمَلَهُ بِمَا كَسَبَتْ يَدَاهُ. وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ: بِيَدِ فُلَانٍ أَمْرِي وَمَالِي، وَبِيَدِهِ الطَّلَاقُ وَالْعِتَاقُ وَالْأَمْرُ، وَمَا أَشْبَهَهُ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ هَذِهِ الْأَشْيَاءُ مَوْضُوعَةً فِي كَفِّهِ، بَعْدَ أَنْ يَكُونَ الْمُضَافُ إِلَى يَدِهِ مِنْ ذَوِي الْأَيْدِي، فَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمُضَافُ إِلَى يَدِهِ مِنْ ذَوِي الْأَيْدِي يَسْتَحِيلُ أَنْ يُقَالَ: بِيَدِهِ شَيْءٌ مِنَ الْأَشْيَاءِ. وَقَدْ يُقَالُ: بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ كَذَا وَكَذَا، وَكَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ} وَكَقَوْلِهِ: {فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا} ، وَكَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} فَيَجُوزُ أَنْ يُقَالَ: بَيْنَ يَدَيْ كَذَا وَكَذَا وَكَذَا لِمَا هُوَ مِنْ ذَوِي الْأَيْدِي وَمن لَيْسَ من ذَوي الْأَيْدِي وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ: بِيَدِهِ إِلَّا لِمَنْ هُوَ مِنْ ذَوِي الْأَيْدِي؛ لِأَنَّكَ إِذَا قُلْتَ بِيَدِ السَّاعَةِ كَذَا وَكَذَا كَمَا قُلْتَ: بَيْنَ يَدَيْهَا، اسْتَحَالَ، وَبِيَدِ الْعَذَابِ كذ وَكَذَا، وَبِيَدِ الْقُرْآنِ الَّذِي هُوَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ كَذَا وَكَذَا، أَوْ بِيَدِ الْقَرْيَةِ الَّتِي جَعَلَهَا نَكَالًا كَذَا وَكَذَا اسْتَحَالَ ذَلِكَ كُلُّهُ، وَلَا يَسْتَحِيلُ أَنْ يُقَالَ: بَيْنَ يَدَيْكَ؛ لِأَنَّكَ تَعْنِي أَمَامه وقدامه وَبَيْنَ يَدَيْهِ. فَلِذَلِكَ يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ لِلْأَقْطَعِ إِذَا كَفَرَ بِلِسَانِهِ: إِنَّهُ بِمَا كَسَبَتْ يَدَاهُ؛ لِأَنَّهُ كَانَ مِنْ ذَوِي الْأَيْدِي قُطِعَتَا أَوْ كَانَتَا مَعَهُ.

وَيَسْتَحِيلُ أَنْ يُقَالَ: بِمَا كَسَبَتْ يَدُ السَّاعَةِ وَيَدُ الْعَذَابِ، وَيَدُ الْقُرْآنِ؛ لِأَنَّهُ لَا يُقَال: بيد شَيْءٌ إِلَّا وَذَلِكَ الشَّيْءُ مَعْقُولٌ فِي الْقُلُوبِ أَنَّهُ مِنْ ذَوِي الْأَيْدِي، وَأَنْتَ أَوَّلُ مَا نَفَيْتَ عَنِ اللَّهِ يَدَيْهِ أَنَّهُ لَيْسَ بِذِي يَدَيْنِ.

وهـجُ السُّنَّة

09 Dec, 17:59


وَلَمْ يَكُنْ قَطُّ لَهُ يَدَانِ، ثُمَّ قُلْتَ: بِيَدِ اللَّهِ كَذَا وَكَذَا، وَخَلَقْتُ آدَمَ بِيَدَيَّ وَلَا يَدَانِ لَهُ عِنْدَكَ، فَهَذَا مُحَالٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ. لَا شَكَّ فِيهِ أَو سَمِّ شَيْئًا يُخَالِفُ دَعْوَانَا..... إلخ

[كتاب نقض للإمام أبي سعيد الدارمي على المريسي الجهمي]

وهـجُ السُّنَّة

08 Dec, 18:28


سقط رأس حربة إخوان الصفا في هذا العصر ونسأل الله أن يعجل بسقوط باقي الطواغيت .

وهـجُ السُّنَّة

08 Dec, 15:35


قصة المؤدِّب (المدرس) أبو بكر يحيى بن خلفون الهراوي (٣٤٧ هـ):

• كان من أقرئ أهل زمانِهِ، وكان فاضلاً.

• وكان قد ابتُلي برجُلٍ مشرقيّ يقف بإزاء كُتَّابه فيسُبّ أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ليَنْكيه بذلك ويغيظه.

• فلما أكثر عليه من ذلك قال لصبيانه: إذا أقبل فأخبروني، فلمّا أقبل أخبروه، فقام فاستخفى في زاويةٍ من زوايا الكُتّاب، وقال لهم: إذا وقف وسبّ ابتدروه، وأدخلوه الكُتّاب.
فلما أقبلَ على العادة، وثبَ عليه الصبيان، فأدخلوه الكُتّاب، وجعلوا رجليهِ في الفلقةِ، فلما فعلوا ذلك قال لهم الهواري: ارفعوا أصواتكم بالقراءة، وقِفُوا بالباب، وارفعوا ألواحكم، ففعل ذلك الصِّبيان، وأقبلوا يصيحون لكيلا يعرف أحدٌ بذلك، ثم ضربه المؤدِّب ضربًا عظيمًا حتى أدماه، وضربه الرَّأس والظَّهر.

• فلما أعيا وكَلَّ، قام إليه الصبيان فقالوا: يا مُؤدِّب قد نِلت أنت سهمك مِن ضَربه، فدعنا نحن ننال من ضربِهِ مثل ما نلتَ أنتَ، فقال لهم: دونكم، فقاموا إليه، فضربه كُلّ واحدٍ منهم ما قدر عليه، فلما لم يبق منه مِفصلٌ صحيح، أخذوه بيد ورجل فرموه في الزُّقاق.


[كتاب "رياض النفوس" (٢/٤٢٥)]

وهـجُ السُّنَّة

05 Dec, 18:59


جـاء رجل إلـى الإمام أحمد بـن أبـي غالب الحربي فقال له:

يا إمام، اذهب معي إلى الأمير واشفع لي عنده أن يعطيني حاجتي، فقال له الإمام الحربي:

قم معي فصلِّ ركعتين، واسأل الله تعالى، إني يا بُني لا أترك باباً مفتوحاً، وأذهب إلى باب مغلق!

[ذيل طبقات الحنابلة (٤٩/٢)]

وهـجُ السُّنَّة

04 Dec, 13:22


جاء في كتاب البدع لابن وضاح :

عن سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ:

مَنْ جَالَسَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ لَمْ يَسْلَمْ مِنْ إِحْدَى ثَلَاثٍ:إِمَّا أَنْ يَكُونَ فِتْنَةً لِغَيْرِهِ, وَإِمَّا أَنْ يَقَعَ فِي قَلْبِهِ شَيْءٌ فَيَزِلَّ بِهِ فَيُدْخِلَهُ اللَّهُ النَّارَ ,وَإِمَّا أَنْ يَقُولَ:وَاللَّهِ مَا أُبَالِي مَا تَكَلَّمُوا ,وَإِنِّي وَاثِقٌ بِنَفْسِي ,فَمَنْ أَمِنَ اللَّهَ عَلَى دِينِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ سَلَبَهُ إِيَّاهُ.

وهـجُ السُّنَّة

29 Nov, 14:44


روى مسلم في صحيحه :

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْ رَجُلٍ يَدْعُو امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهَا فَتَأْبَى عَلَيْهِ إِلاَّ كَانَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ سَاخِطًا عَلَيْهَا حَتَّى يَرْضَى عَنْهَا .

والأشعري يقول لايوجد شيء في السماء، ومن قال أن الله في السماء فقد كفر .

وهـجُ السُّنَّة

28 Nov, 17:25


#السنة

عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِيكَرِبَ الْكِنْدِيِّ:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَرَّمَ أَشْيَاءَ يَوْمَ خَيْبَرَ الْحِمَارَ وَغَيْرَهُ، ثُمَّ قَالَ:
لَيُوشِكُ بِالرَّجُلِ مُتَّكِئاً عَلَى أَرِيكَتِهِ يُحَدِّثُ بِحَدِيثِي فَيَقُولُ: بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ مَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَلاَلٍ اسْتَحْلَلْنَاهُ، وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ. أَلاَ وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ فَهُوَ مِثْلُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ .

عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ حَسَّانَ قَالَ:
كَانَ جِبْرِيلُ يَنْزِلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسُّنَّةِ كَمَا يَنْزِلُ عَلَيْهِ بِالْقُرْآنِ.

عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: السُّنَّةُ سُنَّتَانِ:
سُنَّةٌ الأَخْذُ بِهَا فَرِيضَةٌ وَتَرْكُهَا كُفْرٌ، وَسُنَّةٌ الأَخْذُ بِهَا فَضِيلَةٌ وَتَرْكُهَا إِلَى غَيْرِ حَرَجٍ.

عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:
أَنَّهُ حَدَّثَ يَوْماً بِحَدِيثٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَجُلٌ:
في كِتَابِ اللَّهِ مَا يُخَالِفُ هَذَا. قَالَ:
لاَ أُرَانِي أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتُعَرِّضُ فِيهِ بِكِتَابِ اللَّهِ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْلَمَ بِكِتَابِ اللَّهِ مِنْكَ.

[سنن الدارمي]

وهـجُ السُّنَّة

27 Nov, 17:05


الِاحْتِجَاجِ فِي إِكْفَارِ الْجَهْمِيَّةِ بكِتَابِ اللَّه .

قَالَ أَبُو سَعِيدٍ رحمه اللَّه في كتابه الرَّد علىٰ الجهميَّة :

نَاظَرَنِي رَجُلٌ بِبَغْدَادَ مُنَافِحًا عَنْ هَؤُلَاءِ الْجَهْمِيَّةِ، فَقَالَ لِي: بِأَيَّةِ حُجَّةٍ تُكَفِّرُونَ هَؤُلَاءِ الْجَهْمِيَّةَ، وَقَدْ نُهِيَ عَنْ إِكْفَارِ أَهْلِ الْقِبْلَةِ؟ بِكِتَابٍ نَاطِقٍ تُكَفِّرُونَهُمْ أَمْ بِأَثَرٍ أَمْ بِإِجْمَاعٍ؟
فَقُلْتُ: مَا الْجَهْمِيَّةُ عِنْدَنَا مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ، وَمَا نُكَفِّرُهُمْ إِلَّا بِكِتَابٍ مَسْطُورٍ وَأَثَرٍ مَأْثُورٍ وَكُفْرٍ مَشْهُورٍ.

أَمَّا الْكِتَابُ فَمَا أَخْبَرَ اللَّهُ - عزَّ وجلَّ - عَنْ مُشْرِكِي قُرَيْشٍ مِنْ تَكْذِيبِهِمْ بِالْقُرْآنِ، فَكَانَ مِنْ أَشَدِّ مَا أَخْبَرَ عَنْهُمْ مِنَ التَّكْذِيبِ أَنَّهُمْ قَالُوا: هُوَ مَخْلُوقٌ، كَمَا قَالَتِ الْجَهْمِيَّةُ سَوَاءً.
قَالَ الْوَحِيدُ، وَهُوَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ: ﴿إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ﴾ المدثر ‹ ٢٥ › .
وَهَذَا قَوْلُ جَهْمٍ: إِنْ هَذَا إِلَّا مَخْلُوقٌ، وَكَذَلِكَ قَوْلُ مَنْ يَقُولُ بِقَوْلِهِ، وَقَوْلُ مَنْ قَالَ: ﴿إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ﴾ الفرقان ‹ ٤ › . ﴿إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ﴾ الأنعام ‹ ٢٥ › . وَ﴿إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ﴾ .
مَعْنَاهُمْ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ وَمَعْنَى جَهْمٍ فِي قَوْلِهِ يَرْجِعَانِ إِلَى أَنَّهُ مَخْلُوقٌ لَيْسَ بَيْنَهُمَا فِيهِ مِنَ الْبَوْنِ كَغَرْزِ إِبْرَةٍ وَلَا كَقَيْسِ شَعْرَةٍ، فَبِهَذَا نُكَفِّرُهُمْ كَمَا أَكْفَرَ اللَّهُ بِهِ أَئِمَّتَهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ: ﴿سَأُصْلِيهِ سَقَرَ﴾ المدثر ‹ ٢٦ › .
إِذْ قَالَ: ﴿إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ﴾ المدثر ‹ ٢٥ › . لِأَنَّ كُلَّ إِفْكٍ وَتَقُوُّلٍ وَسِحْرٍ وَاخْتِلَاقٍ وَقَوْلِ الْبَشَرِ، كُلُّهُ لَا شَكَّ فِي شَيْءٍ مِنْهُ أَنَّهُ مَخْلُوقٌ، فَاتَّفَقَ مِنَ الْكُفْرِ بَيْنَ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَجَهْمِ بْنِ صَفْوَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْمُرَادُ فِي الْقُرْآنِ أَنَّهُ مَخْلُوقٌ، فَهَذَا الْكِتَابُ النَّاطِقُ فِي إِكْفَارِهِمْ .

وهـجُ السُّنَّة

27 Nov, 13:40


يَغْنَمْ، أَتَسْبُونَ أُمَّكُمْ عَائِشَةَ ثُمَّ يَسْتَحِلُّونَ مِنْهَا مَا يُسْتَحَلُّ مِنْ غَيْرِهَا‏؟‏ فَلَئِنْ فَعَلْتُمْ لَقَدْ كَفَرْتُمْ وَهِيَ أُمُّكُمْ، وَلَئِنْ قُلْتُمْ‏:‏ لَيْسَتْ أَمَّنَا لَقَدْ كَفَرْتُمْ فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ‏:‏ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ فَأَنْتُمْ تَدُورُونَ بَيْنَ ضَلَالَتَيْنِ أَيُّهُمَا صِرْتُمْ إِلَيْهَا، صِرْتُمْ إِلَى ضَلَالَةٍ فَنَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، قُلْتُ‏:‏ أَخَرَجْتُ مِنْ هَذِهِ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ نَعَمْ قَالَ‏:‏ وَأَمَّا قَوْلُكُمْ مَحَا اسْمَهُ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَنَا آتِيكُمْ بِمَنْ تَرْضَوْنَ، وَأُرِيكُمْ قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ كَاتَبَ سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو وَأَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ‏:‏ ‏"‏ اكْتُبْ يَا عَلِيُّ‏:‏ هَذَا مَا اصْطَلَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ‏"‏ فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ‏:‏ لَا وَاللَّهِ مَا نَعْلَمُ إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ لَوْ نَعْلَمُ إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ مَا قَاتَلْنَاكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏
"‏ اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، اكْتُبْ يَا عَلِيُّ‏:‏ هَذَا مَا اصْطَلَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ‏"‏ فَوَاللَّهِ لَرَسُولُ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ عَلِيٍّ، وَمَا أَخْرَجَهُ مِنَ النُّبُوَّةِ حِينَ مَحَا نَفْسَهُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ فَرَجَعَ مِنَ الْقَوْمِ أَلْفَانِ، وَقُتِلَ سَائِرُهُمْ عَلَى ضَلَالَةٍ ‏"‏
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ .


وهـجُ السُّنَّة

27 Nov, 13:40


#مناظرة_ابن_عباس_مع_الحرورية‌‏

قال الحاكم في المستدرك:

حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الطَّرَسُوسِيُّ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ بْنِ الْقَاسِمِ الْيَمَامِيُّ، ثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ الْعِجْلِيُّ، ثَنَا أَبُو زُمَيْلٍ سِمَاكٌ الْحَنَفِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ‏:‏ لَمَّا خَرَجَتِ الْحَرُورِيَّةُ اجْتَمَعُوا فِي دَارٍ، وَهُمْ سِتَّةُ آلَافٍ، أَتَيْتُ عَلِيًّا، فَقُلْتُ‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَبْرِدْ بِالظُّهْرِ لَعَلِّي آتِي هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ فَأُكَلِّمُهُمْ‏.

‏ قَالَ‏:‏ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ‏.

‏ قُلْتُ‏:‏ كَلَّا‏.

‏ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ فَخَرَجْتُ إِلَيْهِمْ وَلَبِسْتُ أَحْسَنَ مَا يَكُونُ مِنْ حُلَلِ الْيَمَنِ قَالَ أَبُو زُمَيْلٍ كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ جَمِيلًا جَهِيرًا‏.

‏ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ فَأَتَيْتُهُمْ، وَهُمْ مُجْتَمِعُونَ فِي دَارِهِمْ، قَائِلُونَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ فَقَالُوا‏:‏ مَرْحَبًا بِكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ فَمَا هَذِهِ الْحُلَّةُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ مَا تَعِيبُونَ عَلَيَّ، لَقَدْ رَأَيْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ مَا يَكُونُ مِنَ الْحُلَلِ، وَنَزَلَتْ‏:‏ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قَالُوا‏:‏ فَمَا جَاءَ بِكَ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ أَتَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ صَحَابَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، لِأُبَلِّغُكُمْ مَا يَقُولُونَ الْمُخْبَرُونَ بِمَا يَقُولُونَ فَعَلَيْهِمْ نَزَلَ الْقُرْآنُ، وَهُمْ أَعْلَمُ بِالْوَحْيِ مِنْكُمْ، وَفِيهِمْ أُنْزِلَ‏:‏ وَلَيْسَ فِيكُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ‏.

‏ فَقَالَ بَعْضُهُمْ‏:‏ لَا تُخَاصِمُوا قُرَيْشًا، فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ‏:‏ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ وَأَتَيْتُ قَوْمًا لَمْ أَرْ قَوْمًا قَطُّ أَشَدَّ اجْتِهَادًا مِنْهُمْ مُسْهِمَةٌ وُجُوهُهُمْ مِنَ السَّهَرِ، كَأَنَّ أَيْدِيَهِمْ وَرُكَبَهُمْ تُثَنَّى عَلَيْهِمْ، فَمَضَى مَنْ حَضَرَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ‏:‏ لَنُكَلِّمَنَّهُ وَلَنَنْظُرَنَّ مَا يَقُولُ‏.

‏ قُلْتُ‏:‏ أَخْبِرُونِي مَاذَا نَقَمْتُمْ عَلَى ابْنِ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَصِهْرِهِ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ ثَلَاثًا‏.

‏ قُلْتُ‏:‏ مَا هُنَّ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ أَمَّا إِحْدَاهُنَّ فَإِنَّهُ حَكَّمَ الرِّجَالَ فِي أَمْرِ اللَّهِ، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى‏:‏ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ وَمَا لِلرِّجَالِ وَمَا لِلْحَكَمِ‏؟‏ فَقُلْتُ‏:‏ هَذِهِ وَاحِدَةٌ‏.

‏ قَالُوا‏:‏ وَأَمَّا الْأُخْرَى فَإِنَّهُ قَاتَلَ، وَلَمْ يَسْبِ وَلَمْ يَغْنَمْ، فَلَئِنْ كَانَ الَّذِي قَاتَلَ كُفَّارًا لَقَدْ حَلَّ سَبْيُهُمْ وَغَنِيمَتُهُمْ، وَلَئِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ مَا حَلَّ قِتَالُهُمْ‏.

‏ قُلْتُ‏:‏ هَذِهِ اثْنَتَانِ، فَمَا الثَّالِثَةُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِنَّهُ مَحَا نَفْسَهُ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَهُوَ أَمِيرُ الْكَافِرِينَ‏.

‏ قُلْتُ‏:‏ أَعِنْدَكُمْ سِوَى هَذَا‏؟‏ قَالُوا‏:‏ حَسْبُنَا هَذَا‏.

‏ فَقُلْتُ لَهُمْ‏:‏ أَرَأَيْتُمْ إِنْ قَرَأْتُ عَلَيْكُمْ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَمِنْ سُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مَا يُرَدُّ بِهِ قَوْلُكُمْ أَتَرْضَوْنَ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ نَعَمْ‏.

‏ فَقُلْتُ‏:‏ أَمَّا قَوْلُكُمْ‏:‏ حَكَّمَ الرِّجَالَ فِي أَمْرِ اللَّهِ فَأَنَا أَقْرَأُ عَلَيْكُمْ مَا قَدْ رَدَّ حُكْمَهُ إِلَى الرِّجَالِ فِي ثَمَنِ رُبْعِ دِرْهَمٍ فِي أَرْنَبٍ، وَنَحْوِهَا مِنَ الصَّيْدِ، فَقَالَ‏:‏ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِلَى قَوْلِهِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ فَنَشَدْتُكُمُ اللَّهَ أَحُكْمُ الرِّجَالِ فِي أَرْنَبٍ وَنَحْوِهَا مِنَ الصَّيْدِ أَفْضَلُ، أَمْ حُكْمُهُمْ فِي دِمَائِهِمْ وَصَلَاحِ ذَاتِ بَيْنِهِمْ‏؟‏، وَأَنْ تَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَوْ شَاءَ لَحَكَمَ وَلَمْ يُصَيِّرْ ذَلِكَ إِلَى الرِّجَالِ، وَفِي الْمَرْأَةِ وَزَوْجِهَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا فَجَعَلَ اللَّهُ حُكْمَ الرِّجَالِ سُنَّةً مَأْمُونَةً، أَخَرَجْتُ عَنْ هَذِهِ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ نَعَمْ قَالَ‏:‏ وَأَمَّا قَوْلُكُمْ‏:‏ قَاتَلَ وَلَمْ يَسْبِ وَلَمْ

وهـجُ السُّنَّة

25 Nov, 09:21


روى الزبير بن بكار في الأخبار الموفقيات (181) حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ

قَالَ: لَمَّا اسْتَوَى الصَّفَّانِ بِالنَّهْرَوَانِ ، تَقَدَّمَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ ثُمَّ قَالَ :

« أَمَّا بَعْدُ ، أَيَّتُهَا الْعِصَابَةُ الَّتِي أَخْرَجَتْهَا عَادَةُ الْمِرَاءِ وَالضَّلالَةِ ، وَصَدَفَ بِهَا عَنِ الْحَقِّ الْهَوى وَالزَّيْغُ ، إِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ أَنْ تُصْبِحُوا غَدًا صَرْعَى بِأَكْنَافِ هَذَا النَّهْرِ أَوْ بِمِلْطَاطٍ مِنَ الْغَائِطِ ، بِلا بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ، وَلا سُلْطَانٍ مُبِينٍ ، أَلَمْ أَنْهَكُمْ عَنْ هَذِهِ الْحُكُومَةِ وَأُحَذِّرْكُمُوهَا ، وَأُعْلِمْكُمْ أَنَّ طَلَبَ الْقَوْمِ لَهَا دَهَنٌ مِنْهُمْ وَمَكِيدَةُ، فَخَالَفْتُمْ أَمْرِي ، وَجَانَبْتُمُ الْحَزْمَ ، فَعَصَيْتُمُونِي حَتَّى أَقْرَرْتُ بِأَنْ حَكَّمْتُ ، وَأَخَذْتُ عَلَى الْحَكَمَيْنِ ، فَاسْتَوْثَقْتُ ، وَأَمَرْتُهُمَا أَنْ يُحْيِيَا مَا أَحْيَا الْقُرْآنَ ، وَيُمِيتَا مَا أَمَاتَ الْقُرْآنَ ، فَخَالَفَا أَمْرِي وَعَمِلا بِالْهَوَى ، #وَنَحْنُ_عَلَى_الأَمْرِ_الأَوِّلِ ، فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ، وَأَنَّى يُتَاهُ بِكُمْ »

وهـجُ السُّنَّة

23 Nov, 16:39


قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ في كتاب البدع :
....

قَالَ حُذَيْفَةُ:

" أَوَّلُ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الْأَمَانَةُ , وَآخِرُ مَا تَفْقِدُونَ الصَّلَاةُ , وَلَتُنْقَضَنَّ عُرَى الْإِسْلَامِ عُرْوَةً عُرْوَةً , وَلَتُصَلِيَنَّ نِسَاؤُهُمْ حُيَّضًا , وَلَتَسْلُكُنَّ طَرِيقَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَذْوَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ , وَحَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ , لَا تُخْطِئُونَ طَرِيقَهُمْ , وَلَا يُخْطَأُ بِكُمْ , وَحَتَّى تَبْقَى فِرْقَتَانِ تَقُولُ إِحْدَاهُمَا: مَا بَالُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ؟ لَقَدْ ضَلَّ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا؛ إِنَّمَا قَالَ اللَّهُ: {أَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} [هود: ١١٤] , لَا يُصَلُّونَ إِلَّا ثَلَاثًا , وَتَقُولُ الْأُخْرَى: إِيمَانُ الْمُؤْمِنِينَ بِاللَّهِ كإِيمَانِ الْمَلَائِكَةِ , مَا فِينَا كَافِرٌ وَلَا مُنَافِقٌ , حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يَحْشُرَهُمَا مَعَ الدَّجَّالِ " .

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ قَالَ: لَمْ يَعْمَلْ أَحَدٌ مِنَ الْأُمَمِ شَيْئًا إِلَّا اسْتَعْمَلَتْهُ هَذِهِ الْأُمَّةُ.

قَالَ ابْنُ وَضَّاحٍ: الْخَيْرُ بَعْدَ الْأَنْبِيَاءِ يَنْقُصُ , وَالشَّرُّ يَزْدَادُ.

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ: إِنَّمَا هَلَكَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَلَى يَدَيْ قُرَّائِهِمْ وَفُقَهَائِهِمْ , وَسَتَهْلِكُ هَذِهِ الْأُمَّةُ عَلَى يَدَيْ قُرَّائِهِمْ وَفُقَهَائِهِمْ .

وهـجُ السُّنَّة

22 Nov, 15:51


عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، قالَ:

إيّاكم والرَّأْيَ، قالَ اللَّهُ تَعالى لِنَبِيِّهِ: احْكم بَيْنَهم ﴿بِما أراكَ اللَّهُ﴾ ولَمْ يَقُلْ بِما رَأيْتَ.
وَعَنْهُ يَقُولُ: بِما أنْزَلَ اللَّهُ إلَيْكَ مِنَ الكِتابِ.

[تفسير ابن أبي حاتم].

وهـجُ السُّنَّة

21 Nov, 19:18


قال الشعبي رحمه الله تعالى :

علَّم المغيرة بن شعبة ابنه عروبة رعاية الغنم ، ثم علَّمه رعاية الإبل
ثمَّ قال : ارسله لأهل العلم وقال : أجلسوه في مجالسكم حتّى
يتعلَّم منكم ، ويسمع حديثكم ثمَّ دعاه إليه فزوَّجه أربعًا .

[تاريخ أبي زرعة (1991)]

وهـجُ السُّنَّة

20 Nov, 18:59


عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، قَالَ:

قَالَ صَعْصَعَةُ لِابْنِ أَخِيهِ :

«إِنِّي كُنْتُ أَحَبَّ إِلَى أَبِيكَ مِنْكَ، وَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنِ ابْنِي، فَإِذَا لَقِيتَ

الْمُؤْمِنَ فَخَالِطْهُ، وَإِذَا لَقِيتَ الْفَاجِرَ فَخَالِفْهُ»

[الأدب لابن أبي شيبة (18)]

وهـجُ السُّنَّة

19 Nov, 12:03


قال مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ :

إِنَّكُمْ فِي زَمَانٍ أَشْهَبَ, لَا يُبْصِرُ زَمَانَكُمْ إِلَّا الْبَصِيرُ, إِنَّكُمْ فِي زَمَانِ نَفَخَاتِهِمْ ، -نفخات علماء السوء- قَدِ انْتَفَخَتْ أَلْسِنَتُهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَطَلَبُوا الدُّنْيَا بِعَمَلِ الْآخِرَةِ, فَاحْذَرُوهُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ, لَا يُوقِعُوكُمْ فِي شَبَكَاتِهِمْ, يَا عَالِمُ !
أَنْتَ عَالِمٌ تَأْكُلُ بِعِلْمِكَ ؟
يَا عَالِمُ أَنْتَ تَفْخَرُ بِعِلْمِكَ ؟
يَا عَالِمُ أَنْتَ عَالِمٌ تُكَاثِرْ بِعِلْمِكَ ؟
يَا عَالِمُ أَنْتَ عَالِمٌ تَسْتَطِيلُ بِعِلْمِكَ ؟
لَوْ كَانَ هَذَا الْعِلْمُ طَلَبْتَهُ لِلَّهِ لَرُئِيَ ذَلِكَ فِيكَ وَفِي عَمَلِكَ .

[أخلاق العلماء]

وهـجُ السُّنَّة

19 Nov, 00:53


عن ابْنِ السَّمَّاكِ قال:

أَصْبَحْتِ الْخَلِيقَةُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ:

صِنْفٍ مِنَ الذُّنُوبِ مُوَطِّنُ نَفْسَهُ عَلَى هُجْرَانِ ذَنْبِهِ، لَا يُرِيدُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى شَيْءٍ مِنْ سَيِّئَةٍ؛ هَذَا الْمَبْرُورُ.

وَصِنْفٍ يُذْنِبُ ثُمَّ يُذْنِبُ، وَيُذْنِبُ وَيَحْزَنُ، وَيُذْنِبُ وَيَبْكِي؛ هُنَا يُرْجَى لَهُ وَيُخَافُ عَلَيْهِ.

وَصِنْفٍ يُذْنِبُ وَلَا يَنْدَمُ، وَيَنْدَمُ وَلَا يَحْزَنُ، وَيُذْنِبُ وَلَا يَبْكِي؛ فَهَذَا الْخَائِنُ الْحَائِدُ عَنْ طَرِيقِ الْجَنَّةِ إِلَى النَّارِ.

[رواه أبو نعيم في حلية الأولياء (8/208)]

وهـجُ السُّنَّة

18 Nov, 16:36


عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ :

سَأَلَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ رَجُلًا مِنَ الدَّهَاقِينَ مَا الْمُرُوءَةُ فِيكُمْ فَقَالَ:
أَرْبَعُ خِصَالٍ :

أَنْ يَعْتَزِلَ الرَّجُلُ الرِّيبَةَ فَلَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ مِنْهَا فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ مُرِيبًا كَانَ ذَلِيلا .

وَأَنْ يُصْلِحَ مَالَهُ فَلَا يُفْسِدُهُ فَإِنَّهُ إِنْ أَفْسَدَ مَالَهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ مُرُوءَةٌ .

وَأَنْ يَقُومَ لِأَهْلِهِ بِمَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ حَتَّى يَسْتَغْنُوا بِهِ عَنْ غَيْرِهِ فَإِنَّهُ مَنِ احْتَاجَ أَهْلُهُ إِلَى النَّاسِ لَمْ تَكُنْ لَهُ مُرُوءَةٌ .

وَأَنْ يَنْظُرَ فِيمَا يُوَافِقُهُ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ فَيَلْزَمَهُ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنَ الْمُرُوءَةِ وَأَنْ لَا يخلط على نَفسه وَمَشْرَبِهِ.

|كتاب المروءة لابن المرزبان|

وهـجُ السُّنَّة

17 Nov, 23:05


#عقيدة_الرازيين .

قَالَ أَبُو القاسمِ هبةُ اللهِ بن الحسنِ اللالكائيّ في كِتَابهِ " السنّةِ " :
أخبرنَا محمّد بنُ المظفرِ المقرئِ ، قَالَ : حدثنَا الحسينُ بن محمّد بنُ حبشٍ المقرئِ ، قَالَ : حدثنَا أبو محمّدٍ عبدُ الرحمنِ بن أبي حاتمٍ ، قَالَ :
سألتُ أَبي وأبَا زرعةَ عَنْ مذاهبِ أهلِ السنّة في أصولِ الدينِ ، ومَا أدركَا عليهِ العلماءَ في جميعِ الأمصارِ ، وما يعتقدانِ مِنْ ذلكَ ، فقالاَ :
« أدركنَا العلماءَ في جميعِ الأمصارِ : حجازاً وعراقاً وشاماً ويمناً فكانَ مِنْ مذهبهمْ :
-الإيمانُ قولٌ وعملٌ ، يزيدُ وينقصُ
-والقرآنُ كلامُ اللهِ غيرُ مخلوقٍ بجميعِ جهاتهِ
-والقدرُ خيرهُ وشرهُ مِنَ اللهِ عزّ وجلّ
-وخيرُ هذهِ الأمّة بعدَ نبيهَا عليهِ الصلاةُ والسلامُ : أبو بكرٍ الصدّيق ، ثمْ عُمَر بن الخطابِ ، ثمْ عثمانُ بن عفانٍ ، ثمّ عليّ بن أبي طالبٍ ، وهمُ الخلفاءُ الراشدونَ المهديونَ
-وأنّ العشرةَ الذينَ سماهمْ رسولُ اللهُ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم وشهدَ لهمْ بالجنّة عَلَى مَا شهدَ بهِ رسوُل اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم وقولهُ الحقُ
-والترحمُ عَلَى جميعِ أصحابِ محمّدٍ والكفُ عمّا شجرَ بينهمْ .
-وأنّ اللهَ عزّ وجلّ عَلَى عرشهِ بائنٌ مِنْ خلقهِ كمَا وصفَ نفسَهُ في كتابهِ ، وعَلَى لسانِ رسولهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم بلاَ كيفٍ ، أحاطَ بكلِ شيءٍ علماً ، ليسَ كمثلهِ شيءٌ وهُوَ السميعُ البصيرُ .
-وأنّه تباركَ وتَعَالى يُرى في الآخرةِ ، يراهُ أهلُ الجنّة بأبصارِهمْ ويسمعونَ كلامَهُ كيفَ شاءَ وكمَا شاءَ .
-والجنّة حقٌ والنّار حقٌ ، وهمَا مخلوقانَ لا يفنيانَ أبداً ، والجنّة ثوابٌ لأوليائهِ ، والنّار عقابٌ لأهلِ معصيتهِ إلا مَنْ رحمَ اللهُ عزّ وجلّ .
-والصراطُ حقٌ
-والميزانُ حقٌ ، لهُ كفتانِ ، توزنُ فيهِ أعمالُ العبادِ حسنهَا وسيئهَا حقٌ .
-والحوضُ المكرمِ بهِ نبيّنَا حقٌ .
-والشفاعةُ حقٌ .
-والبعثُ مِنْ بعدِ الموتِ حقٌ .
-وأهلُ الكبائرِ في مشيئةِ اللهِ عزّ وجلّ .
-ولاَ نكفرُ أهلَ القبلةِ بذنوبهمْ ، ونكلُ أسرارهمْ إِلى اللهِ عزّ وجلّ .
-ونقيمُ فرضَ الجهادِ والحجِ معَ أئمّة المسلمينَ في كلِ دهرٍ وزمانٍ .
-ولا نرَى الخروجَ عَلَى الأئمّة ولاَ القتالَ في الفتنةِ .
-ونسمعُ ونطيعُ لمنْ ولاهُ اللهُ عزّ وجلّ أمرنَا ولا ننزعُ يداً مِنْ طاعةٍ .
-ونتبعُ السنّة والجماعةَ ، ونجتنبُ الشذوذَ والخلافَ والفرقةَ .
-وأنّ الجهادَ ماضٍ منذُ بعثَ اللهُ عزّ وجلّ نبيّهُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ إلى قيامِ الساعةِ معَ أُولي الأمرِ مِنْ أئمّة المسلمينَ لا يبطلهُ شيءٌ .
-والحجَ كذلكَ .
-ودفعُ الصدقاتِ مِنَ السوائمِ إِلى أُولي الأمرِ مِنْ أئمّة المسلمينَ .
-والنّاسُ مؤمنونَ في أحكامهمْ ومواريثهمْ ، ولاَ ندرِي مَا همْ عندَ اللهِ عزّ وجلّ .
-فمنْ قَالَ : إنّه مؤمنٌ حقاً فهُوَ مبتدعٌ
ومَنْ قَالَ : هُوَ مؤمنٌ عندَ اللهِ فهُوَ مِنَ الكاذبينَ
ومَنْ قَالَ : هُوَ مؤمنٌ باللهِ حقاً فهُوَ مصيبٌ .
-والمرجئةُ مبتدعةٌ ضلالٌ
-والقدريةُ مبتدعةٌ ضلالٌ ، فمَنْ أنكرَ منهمْ أنّ اللهَ عزّ وجلّ لاَ يعلمُ مَا لمْ يكنْ قبلَ أنْ يكونَ فهُوَ كافرٌ .
-وأنّ الجهميّةَ كفارٌ .
-وأنّ الرافضةَ رفضُوا الإسلامَ .
-والخوارجُ مراقٌ .
-ومَنْ زعمَ أنّ القرآنَ مخلوقٌ فهُوَ كافرٌ باللهِ العظيمِ كفراً ينقلُ عَنِ الملةِ .
-ومَنْ شكّ في كفرهِ ممّنْ يفهمُ فهُوَ كافرٌ .
-ومَنْ شكّ في كلامِ اللهِ عزّ وجلّ فوقفَ شاكاً فيهِ يقولُ :
لاَ أَدْرِي مخلوقٌ أوْ غَيْر مخلوقٍ فهُوَ جهميٌ .
-ومَنْ وقفَ في القرآنِ جاهلاً عُلِّمَ وبدِّعَ ولمْ يكفرْ .
-ومَنْ قَالَ : لفظِي بالقرآنِ مخلوقٌ فهُوَ جهميٌ أوْ القرآنُ بلفظِي مخلوقٌ فهُوَ جهميٌ » .

قَالَ أبُو محمّد ابنُ أبي حاتمٍ :
« وسمعتُ أَبي يقولُ :
وعلامةُ أهلِ البدعِ الوقيعةُ في أهلِ الأثرِ .
وعلامةُ الزنادقةِ تسميتهمْ أهلَ السنّةِ حشويةً يريدونَ إبطالَ الآثارِ .
وعلامةُ الجهميّةِ تسميتهمْ أهلَ السنّةِ مشبهةً
وعلامةُ القدريّةِ تسميتهمْ أهلَ الأثرِ مجبرةً .
وعلامةُ المرجئةِ تسميتهمْ أهلَ السنّةِ مخالفةً ونقصانيةً .
وعلامةُ الرافضةِ تسميتهمْ أهلَ السنّةِ ناصبةً .
ولاَ يلحقُ أهلَ السنّةِ إلا اسمٌ واحدٌ ، ويستحيلُ أنْ تجمعهمْ هذهِ الأسمَاء » .

قَالَ أبُو محمّدٍ ابنُ أبي حاتمٍ :

وسمعتُ أَبي وأبَا زرعةَ يأمرانِ بهجرانِ أهلِ الزيغِ والبدعِ ويغلظانِ في ذلكَ أشدَ التغليظَ

وينكرانِ وضعَ الكتبِ برأيٍ في غيرِ آثارٍ

وينهيانِ عَنْ مجالسةِ أهلِ الكلامِ

والنظرِ في كتبِ المتكلمينَ

ويقولانِ : « لاَ يفلحُ صاحبُ كلامٍ أبداً » .

قَالَ أبو محمّدٍ ابنُ أبي حاتمٍ : « وبهِ أقولُ أنَا » .

وقَالَ أَبُو عليّ بن حبيشٍ المقرئَ : « وبهِ أقولُ » .

قَالَ شَيْخُنَا ابنُ المظفرِ : « وبهِ أقولُ » .

وقال شَيْخُنَا -يَعْنِي اللالكائيّ- : « وبهِ أقولُ » .

(قلت) وبه أقول .

وهـجُ السُّنَّة

17 Nov, 14:32


قال الحسن البصري رحمه الله:

« ما لي لا أرى زمانا إلا بكيت منه، فإذا ذهب بكيت عليه؟ ».

[الإبانة الكبرى]

وهـجُ السُّنَّة

16 Nov, 14:04


قال الخلال في السنة:

وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ الْأَثْرَمُ، قَالَ: أَتَيْنَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَنَا وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ، فَقَالَ لَنَا الْعَبَّاسُ.
وَأَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَارِثِ الْعَبَّادِيُّ، قَالَ: قُمْتُ مِنْ عِنْدِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، فَأَتَيْتُ عَبَّاسًا الْعَنْبَرِيَّ، فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا تَكَلَّمَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فِي أَمْرِ ابْنِ مَعْذَلٍ، فَسُرَّ بِهِ وَلَبِسَ ثِيَابَهُ، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ هَانِي، فَدَخَلَ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، فَابْتَدَأَ عَبَّاسٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، قَوْمٌ هَاهُنَا حَدَّثُوا، يَقُولُونَ: لَا نَقُولُ مَخْلُوقٌ وَلَا غَيْرُ مَخْلُوقٍ.
قَالَ: «هَؤُلَاءِ أَضَرُّ مِنَ الْجَهْمِيَّةِ عَلَى النَّاسِ، وَيْلَكُمْ، فَإِنْ لَمْ تَقُولُوا لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ، فَقُولُوا مَخْلُوقٌ» ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: كَلَامُ سُوءٍ.
فَقَالَ الْعَبَّاسُ: مَا تَقُولُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟
فَقَالَ: " الَّذِي أَعْتَقِدُهُ وَأَذْهَبُ إِلَيْهِ، وَلَا أَشُكُّ فِيهِ، أَنَّ الْقُرْآنَ غَيْرُ مَخْلُوقٍ.
ثُمَّ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَمَنْ يَشُكُّ فِي هَذَا؟
ثُمَّ تَكَلَّمَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ اسْتِعْظَامًا لِلشَّكِّ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: " سُبْحَانَ اللَّهِ، فِي هَذَا شَكٌّ؟
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: ٥٤] ، فَفَرَّقَ بَيْنَ الْخَلْقِ وَالْأَمْرِ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: فَالْقُرْآنُ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ، أَلَا تَرَاهُ يَقُولُ: {عَلَّمَ الْقُرْآنَ} [الرحمن: ٢] ، وَالْقُرْآنُ فِيهِ أَسْمَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَيَّ شَيْءٍ تَقُولُونَ؟
أَلَا تَقُولُونَ إِنَّ أَسْمَاءَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ غَيْرُ مَخْلُوقَةٍ؟
مَنْ زَعَمَ أَنَّ أَسْمَاءَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَخْلُوقَةٌ، فَقَدْ كَفَرَ، لَمْ يَزَلِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدِيرًا، عَلِيمًا، عَزِيزًا، حَكِيمًا، سَمِيعًا، بَصِيرًا، لَسْنَا نَشُكُّ أَنَّ أَسْمَاءَ اللَّهِ لَيْسَتْ بِمَخْلُوقَةٍ، وَلَسْنَا نَشُكُّ أَنَّ عِلْمَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ، وَهُوَ كَلَامُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَمْ يَزَلِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ حَكِيمًا.
ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَأَيُّ كُفْرٍ أَبْيَنُ مِنْ هَذَا وَأَيُّ كُفْرٍ أَكْفَرُ مِنْ هَذَا؟
إِذَا زَعَمُوا أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ، فَقَدْ زَعَمُوا أَنَّ أَسْمَاءَ اللَّهِ مَخْلُوقَةٌ، وَأَنَّ عِلْمَ اللَّهِ مَخْلُوقٌ، وَلَكِنَّ النَّاسَ يَتَهَاوَنُونَ بِهَذَا وَيَقُولُونَ: إِنَّمَا يَقُولُونَ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ، فَيَتَهَاوَنُونَ وَيَظُنُّونَ أَنَّهُ هَيِّنٌ وَلَا يَدْرُونَ مَا فِيهِ مِنَ الْكُفْرِ. قَالَ: فَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ أَبُوحَ بِهَذَا لِكُلِّ أَحَدٍ، وَهُمْ يَسْأَلُونِي، فَأَقُولُ: إِنِّي أَكْرَهُ الْكَلَامَ فِي هَذَا، فَبَلَغَنِي أَنَّهُمْ يَدَّعُونَ عَلَيَّ أَنِّي أَمْسِكُ ".
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: فَمَنْ قَالَ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ، فَقَالَ: «لَا أَقُولُ أَسْمَاءُ اللَّهِ مَخْلُوقَةٌ، وَلَا عِلْمُهُ» ، وَلَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا، أَقُولُ: هُوَ كَافِرٌ؟
فَقَالَ: «هَكَذَا هُوَ عِنْدَنَا» .
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: «نَحْنُ نَحْتَاجُ أَنْ نَشُكَّ فِي هَذَا؟
الْقُرْآنُ عِنْدَنَا فِيهِ أَسْمَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَهُوَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ، مَنْ قَالَ مَخْلُوقٌ، فَهُوَ عِنْدَنَا كَافِرٌ» .
ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: بَلَغَنِي أَنَّ أَبَا خَالِدٍ، وَمُوسَى بْنَ مَنْصُورٍ وَغَيْرَهُمْ، يَجْلِسُونَ فِي ذَلِكَ الْجَانِبِ، فَيَعِيبُونَ قَوْلَنَا، وَيَدْعُونَ إِلَى هَذَا الْقَوْلِ، أَنْ لَا يُقَالَ: مَخْلُوقٌ وَلَا غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وَيَعِيبُونَ مَنْ يَكْفُرْ، وَيَزْعُمُونَ أَنَّا نَقُولُ بِقَوْلِ الْخَوَارِجُ ".
ثُمَّ تَبَسَّمَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ كَالْمُغْتَاظِ، ثُمَّ قَالَ: «هَؤُلَاءِ قَوْمُ سُوءٍ» ، ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ لِلْعَبَّاسِ: " وَذَاكَ السِّجِسْتَانِيُّ الَّذِي عِنْدَكُمْ بِالْبَصْرَةِ، ذَاكَ خَبِيثٌ، بَلَغَنِي أَنَّهُ قَدْ وَضَعَ فِي هَذَا يَوْمًا، يَقُولُ: لَا أَقُولُ مَخْلُوقٌ وَلَا غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وَذَاكَ خَبِيثٌ، ذَاكَ الْأَحْوَلُ ".

فَقَالَ الْعَبَّاسُ: كَانَ يَقُولُ مَرَّةً بِقَوْلِ جَهْمٍ، ثُمَّ صَارَ إِلَى أَنْ يَقُولَ هَذَا الْقَوْلَ. فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: مَا يَعْنِي أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ بِقَوْلِ جَهْمٍ إِلَّا الشَّفَاعَةَ.

وهـجُ السُّنَّة

15 Nov, 13:03


جاء في بعض كتب السير :

وَخَرَجَ مَرَّةً -عبدالله بن المبارك- إِلَى الْحَجِّ فَاجْتَازَ بِبَعْضِ الْبِلَادِ فَمَاتَ طَائِرٌ مَعَهُمْ فأمر بإلقائه على مزبلة هناك، وَسَارَ أَصْحَابُهُ أَمَامَهُ وَتَخَلَّفَ هُوَ وَرَاءَهُمْ، فَلَمَّا مَرَّ بِالْمَزْبَلَةِ إِذَا جَارِيَةٌ قَدْ خَرَجَتْ منٌ دَارٍ قَرِيبَةٍ مِنْهَا فَأَخَذَتْ ذَلِكَ الطَّائِرَ الْمَيِّتَ ثم لفته ثم أسرعت به إلى الدار، فجاء فسألها عن أمرها وأخذها الميتة، فقالت أنا وأخي هنا ليس لنا شئ إلا هذا الإزار، وليس لنا قوت إلا ما يلقي على هذه المزبلة، وقد حلت لنا الميتة منذ أيام.
وكان أبونا له مال فَظُلِمَ وَأُخِذَ مَالُهُ وَقُتِلَ.
فَأَمَرَ ابْنُ الْمُبَارَكِ بِرَدِّ الْأَحْمَالِ وَقَالَ لِوَكِيلِهِ:
كَمْ مَعَكَ مِنَ النفقة؟
قال: أَلْفُ دِينَارٍ.
فَقَالَ: عدَّ مِنْهَا عِشْرِينَ دِينَارًا تَكْفِينَا إِلَى مَرْوَ وَأَعْطِهَا الْبَاقِيَ.
فَهَذَا أَفْضَلُ مِنْ حَجِّنَا فِي هَذَا الْعَامِ، ثُمَّ رَجَعَ.

وهـجُ السُّنَّة

15 Nov, 10:01


قالَ عَبدُ اللهِ بنِ مَسعُودٍ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ-:

وَاللهِ الَّذِي لا إلَهَ غَيرُه، مَا يَضُرُّ عَبدًا يُصبِحُ عَلَى الإسلَامِ وَيُمسِي عَلَيهِ، مَا أصَابَهُ فِي الدُّنيَا.

[حِليَةُ الأولِيَاءِ]

وهـجُ السُّنَّة

15 Nov, 01:15


عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : كَانَ يَقُولُ :
مَطْعَمَانِ طَيِّبَانِ رَجُلٌ يَعْمَلُ بِيَدِهِ وَآخَرُ يَحْمِلُ عَلَى ظَهْرِهِ.

[أخرجه أحمد في الزهد (1572)]

وهـجُ السُّنَّة

14 Nov, 10:11


قال ابن القاسم:
قلت لمالك (رحمه الله): رأيت رجلا جاء للصلاة، فلما صلى أيقن بالماء الذي توضأ منه (قد) ولغ فيه كلب، هل يعيد الوضوء (والصلاة) أم لا؟

قال مالك: يعيد الوضوء والصلاة في الوقت، فإذا خرج الوقت فلا إعادة عليه في الصلاة، ويعيد الوضوء لما يستقبل من الصلوات.

قال ابن القاسم: قلت لمالك (رحمه الله):
رأيت رجلا توضأ ونسي (المضمضة و) الاستنشاق وصلى؟
قال مالك: (يفعل ذلك) لما يستقبل من الصلوات، وصلاته تامة (إن شاء الله).

قال ابن القاسم: قلت لمالك (رحمه الله):
رأيت رجلا توضأ ونسي أذنيه ودخل في الصلاة، ثم أيقن أنه نسي مسح أذنيه، (ماذا يفعل)؟
قال مالك: يتمادى (على صلاته)، فإذا فرغ من صلاته فعل ما نسي، وصلاته تامة إن شاء الله.

[مجالس ابن القاسم]

وهـجُ السُّنَّة

13 Nov, 18:24


ذِكْرِ الِاسْتِثْنَاءِ فِي الْإِيمَانِ

قال أبو بكرٍ الآجُرِّي : بَابُ ذِكْرِ الِاسْتِثْنَاءِ فِي الْإِيمَانِ مِنْ غَيْرِ شَكٍّ فِيهِ . مِنْ صِفَةِ أَهْلِ الْحَقِّ ، مِمَّنْ ذَكَرْنَا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ : الِاسْتِثْنَاءُ فِي الْإِيمَانِ ، لَا عَلَى جِهَةِ الشَّكِّ ، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّكِّ فِي الْإِيمَانِ ، وَلَكِنَّ خَوْفَ التَّزْكِيَةِ لِأَنْفُسِهِمْ مِنَ الِاسْتِكْمَالِ لِلْإِيمَانِ ، لَا يَدْرِي أَهُوَ مِمَّنْ يَسْتَحِقُّ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ أَمْ لَا ؟ وَذَلِكَ أَنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ مِنْ أَهْلِ الْحَقِّ إِذَا سُئِلُوا : أَمُؤْمِنٌ أَنْتَ ؟ قَالَ : آمَنْتُ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، وَأَشْبَاهِ هَذَا ، وَالنَّاطِقُ بِهَذَا ، وَالْمُصَدِّقُ بِهِ بِقَلْبِهِ مُؤْمِنٌ ، وَإِنَّمَا الِاسْتِثْنَاءُ فِي الْإِيمَانِ ؛ لَا يَدْرِي ، أَهُوَ مِمَّنْ يَسْتَوْجِبُ مَا نَعَتَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ حَقِيقَةِ الْإِيمَانِ أَمْ لَا ؟ هَذَا وَطَرِيقُ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ ، عِنْدَهُمْ أَنَّ الِاسْتِثْنَاءَ فِي الْأَعْمَالِ ، لَا يَكُونُ فِي الْقَوْلِ ، وَالتَّصْدِيقِ بِالْقَلْبِ ، وَإِنَّمَا الِاسْتِثْنَاءُ فِي الْأَعْمَالِ الْمُوجِبَةِ لِحَقِيقَةِ الْإِيمَانِ .

[الشريعة]

ونقل عَنْ قُتَيْبَةَ بْنَ سَعِيدٍ : هَذَا قَوْلُ الأَئِمَّةِ الْمَأْخُوذُ فِي الإِسْلامِ وَالسُّنَّةِ بِقَوْلِهِمْ ، فَقَالَ : وَالإِيمَانُ يَتَفَاضَلُ ، وَالإِيمَانُ قَوْلٌ ، وَعَمَلٌ ، وَنِيَّةٌ ، وَالصَّلاةُ مِنَ الإِيمَانِ ، وَالزَّكَاةُ مِنَ الإِيمَانِ ، وَالْحَجُّ مِنَ الإِيمَانِ ، وَإِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ مِنَ الإِيمَانِ ، وَنَقُولُ : النَّاسُ عِنْدَنَا مُؤْمِنُونَ بِالاسْمِ الَّذِي سَمَّاهُمُ اللَّهُ فِي الإِقْرَارِ ، وَالْحُدُودِ ، وَالْمَوَارِيثِ ، وَلا نَقُولُ : حَقًّا ، وَلا نَقُولُ : عِنْدَ اللَّهِ ، وَلا نَقُولُ : كإِيمانِ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ ، فَإِنَّ إِيمَانَهُمَا مُتَقَبَّلٌ . قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : وَرَوَيْنَا ، عَنْ وَكِيعٍ ، أَنَّهُ قَالَ : كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، يَقُولُ : أَنَا مُؤْمِنٌ ، وَأَهْلُ الْقِبْلَةِ كُلُّهُمْ مُؤْمِنُونَ فِي النِّكَاحِ وَالدِّيَةِ وَالْمَوَارِيثِ ، وَلا يَقُولُ : أَنَا مُؤْمِنٌ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَالْمُرَادُ بِهَذَا ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَعْلَمُ إِلَى مَا يَصِيرُ أَمْرُهُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ ، وَهُوَ لا يَعْلَمُ ، فَيَكِلُ الأَمْرَ فِيمَا لا يَعْلَمُ إِلَى عَالِمِهِ ، وَيُخْبِرُ عَمَّا هُوَ عَلَيْهِ فِي الْحَالِ ، وَبِاللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيقُ .

وهـجُ السُّنَّة

12 Nov, 16:29


عن جبير بن نفير قال :

دَخَلْتُ عَلَى أبِي الدَّرْدَاءِ مَنْزِلَهُ بِحِمْصَ فَإذَا هُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي مَسْجِدِهِ ، فَلَمَّا جَلَسَ يَتَشَهَّدُ فَجَعَلَ يَتَعَوَّذُ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ النِّفَاقِ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْتُ لَهُ : غَفَرَ اللهُ لَكَ يَا أبَا الدَّرْدَاءِ! ، مَا أنْتَ وَالنِّفَاقَ؟ ، مَا شَأنُكَ وَمَا شَأنُ النِّفَاقِ؟. فَقَالَ : اللَّهُمَّ غَفْرًا -ثَلَاثًا- ، لَا يَأمَنُ البَلَاءَ مَنْ يَأمَنُ البَلَاءَ ، وَاللهِ إنَّ الرَّجُلَ لَيُفْتَنُ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ فَيَنْقَلِبُ عَنْ دِينِهِ!.

[صفة النفاق للفريابي].

وهـجُ السُّنَّة

11 Nov, 23:04


عن إِبْرَاهِيم بْن الْأَشْعَثِ قَالَ :

سَأَلْتُ الْفُضَيْلَ عَنِ التَّوَاضُعِ قَالَ :

التَّوَاضُعُ أَنْ تَخْضَعَ لِلْحَقِّ، وَتَنْقَادَ لَهُ، وَلَوْ سَمِعْتَهُ مِنْ صَبِيٍّ قَبِلْتَهُ مِنْهُ، وَلَوْ سَمِعْتَهُ مِنْ أَجْهَلِ النَّاسِ قَبِلْتَهَ مِنْهُ.

[أخرجه ابن أبي الدنيا في التواضع] .

وهـجُ السُّنَّة

11 Nov, 16:32


قال ابن بطة الحنبلي :

إِيَّاكُمْ مِنَ الِانْتِمَاءِ إِلَى كُلِّ اسْمٍ خَالَفَ الْإِسْلَامَ وَ السُّنَّةَ .

[ الإبانة الكبرى ]

وهـجُ السُّنَّة

10 Nov, 23:41


قال يوسفُ بن أسباطٍ :

« ما رأيتُ رجــلاً قَطُّ أتــرك للدُّنيا مِن سُفيــان الثَّوري ، و مُحمَّد بنِ النَّضر الحَارثي » .

[مقـدمة الجرح و التَّعديل لابن أبي حاتمٍ]

وهـجُ السُّنَّة

10 Nov, 18:34


#من_أخبار_الملكين_هاروت_وماروت

عن مجاهد، قال: كُنتُ نَازلًا على عبد الله بن عمر في سَفر، فلماَّ كان ذاتَ ليلَة قال لغُلامه:

انظر، طلعت الحمراء؟ لا مَرحبًا بها، ولا أهلًا، ولا حَيّاها الله، هي صاحبة المَلَكَين؛
قالت الملَائكة: ربِّ، كَيف تَدَعُ عُصاة بني آدم وهُم يَسفكُون الدَّم الحرَام، ويَنتَهكون محارمك، ويُفسدُون في الأرض؟!

قال: إنِّي قد ابتليتُهُم، فلَعلِّي إن ابتَليتُكُم بمثل الذي ابتلَيتُهم به فعَلتُم كالذي يفعلون.

قالُوا: لا.

قال: فاختَاروا مِن خِياركم اثنين.

فاختَاروا هاروت ومَاروت،

فقال لهُما: إنِّي مُهبِطُكما إلى الأرض، وعَاهد إليكُمَا: ألّا تُشرِكا، ولا تَزنِيا، ولا تَخُونا.

فأُهبِطا إلى الأرض، وأُلقِي علَيهما الشَّبَق، وأهبِطَت لهُما الزُّهْرَة في أحسن صُورَة امرَأة، فتَعَرَّضت لهُما؛ فأرَاداها عن نفسها،

فقَالت: إنِّي على دين لا يصلح لأحد أن يأتيني إلا من كان على مثله.

قالا: وما دينك؟

قالت: المجُوسية.

قالا: الشرك! هذا شيء لا نقرَبه.

فمكَثت عنهُما ما شاء الله، ثم تَعرَّضَت لهُما، فأرَادَاها عن نفسها،

فقالت: ما شئتما، غير أنَّ لي زوجًا، وأنَا أكره أن يَطَّلِع على هذا مِنِّي فأفتضح، فإن أقررتمَا لي بديني، وشرطتُما أن تَصعدَا بي إلى السَّماء، فعلت.

فأقَرّا لها بدينها، وأتياها فيما يريان، ثُمَّ صَعَدا بها إلى السَّماء، فلمًّا انتَهيَا إلى السَّمَاء اختُطِفَت منهُما، وقُطعَت أجنحتُهمَا، فوَقعَا خَائفَين نادمَين يبكيَان،
وفي الأرض نبيٌّ يدعو بين الجُمعتَين، فإذا كان يوم الجمعة أجيب،

فقالا: لو أتينا فلانًا فسألناه يطلب لنا التوبة.

فأتياه، فقال: رحمكُما الله، كيف يَطلُب أهل الأَرض لأهل السَّماء.

قالا: إنَّا قد ابتُلِينا.

قال: ائْتِياني يوم الجمعة.

فأتياه، فقال: ما أُجِبْتُ فيكُما بشَيء، ائْتِياني في الجمعة الثانية.

فأتياه، فقال: اختَارا، فقد خُيِّرتُما؛ إن أحببتُما مُعافاة الدُّنيا وعذاب الآخرة، وإن أحبَبتُما فعذاب الدُّنيا وأنتُما يوم القيامة على حُكم الله.

فقال أحدُهما: الدُّنيا لم يَمض منها إلَّا القليل.

وقال الآخر: ويحك، إنِّي قد أطَعتُك في الأوَّل، فأطعني الآن إنّ عَذابًا يفنَى ليسَ كعذاب يبقى، وإنَّنَا يوم القيامة على حُكم الله، فأخاف أن يعذبنا.
قال: لا، إنِّي أرجُو إن علم الله أنّا قد اخترنَا عذَاب الدُّنيا مخَافَة عذَاب الآخرة؛ لا يَجمَعُهمَا علينا.

قال: فاختارا عذَاب الدُّنيا، فجُعِلا في بَكَراتٍ من حديد في قَلِيبٍ مملوءة من نار، أعاليهما أسافلُهما.

[أخرجه ابن أبي حاتم ١/ ١٩٠ - ١٩١ (١٠٠٧)]

وفي رواية عند ابن أبي زمنين (١٦٥/١):

قال مُجَاهد: عجبت المَلَائكَة من ظُلم بني آدم؛ وَقد جَاءَتهُم الرُّسُل،
فَقَالَ لهُم رَبهم: اختَارُوا مِنكُم اثنينِ أُنزلهما يَحكُمان فِي الأَرْض، فَكَانَا هَاروت ومَاروت، فحَكمَا فعَدلَا؛ حتَّى نَزَلت عَلَيْهِمَا الزهرة فِي صُورَة أحسن امرَأَة تُخاصم زَوجهَا فافتُتنَا بِهَا وأراداها على نَفسهَا فطارت الزهرة؛ فَرَجَعت حَيْثُ كَانَت، ورجعا إِلَى السَّمَاء، فزُجرا فاستَشفعا بِرَجُل من بني آدم،

فَقَالَا: سَمِعْنَا رَبك يذكُرك بِخَير، فاشفع لَنَا،

فَقَالَ لَهما: كَيفَ يَشفع أهل الأَرض لأهل السَّمَاء؟ ثمَّ واعدهما يَومًا يَدعُو لَهما فِيه، فَدَعَا لَهُما، فخُيِّرا بَين عَذَاب الدُّنيا، وَعَذَاب الْآخِرَة،

فَنظر أَحدهمَا إِلَى الآخر، فقَالَ: ألم تعلم أَن أَفْوَاج عَذَاب الله فِي الْآخِرَة، كَذَا وَكَذَا، وَفِي الْخلد أَيضا؟ فاختارا عَذَاب الدُّنيا؛ فهما يعذبان بِبَابِل.

وعن الحسن البصري قال: إِن الملكَينِ ببَابِل إِلى يَوم القِيَامَة، وَإِنَّ من عزم عَلَى تعَلُّم السِّحر، ثمَّ أتَاهماَ سَمِعَ كَلَامهمَا، من غير أَن يَرَاهُمَا.

وهـجُ السُّنَّة

09 Nov, 19:33


عَنْ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ: قَالَ لِي الشَّعْبِيُّ:

« إِنَّمَا هَلَكْتُمْ حِينَ تَرَكْتُمُ الْآثَارَ، وَأَخَذْتُمْ بِالْقِيَاسِ، لَقَدْ بُغِّضَ إِلَيَّ هَذَا الْمَسْجِدُ، بَلْ هُوَ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ كُنَاسَةِ دَارِي مَعْشَرَ الصَّعَافِقَةِ،
وَالصَّعَافِقَةُ هُمُ الَّذِينَ يَفِدُونَ إِلَى الْأَسْوَاقِ فِي زِيِّ التُّجَّارِ، لَيْسَ لَهُمْ رُءُوسُ أَمْوَالٍ، إِنَّمَا رَأْسُ مَالِ أَحَدِهِمُ ‌الْكَلَامُ، وَالْعَامَّةُ تُسَمِّي مِنْ كَانَ هَذَا مُهَلِّسًا » .

[الإبانة الكبرى لابن بطة (2/ 516)]

وهـجُ السُّنَّة

08 Nov, 22:41


قالَ مالِكٌ: وبَلَغَنِي أنَّ أبا هُرَيْرَةَ:
« تَلا ﴿إذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ والفَتْحُ ، ورَأيْتَ النّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أفْواجًا﴾
ثُمَّ قالَ: والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إنَّ النّاسَ لَيَخْرُجُونَ اليَوْمَ مِن دِينِ اللَّهِ أفْواجًا كَما دَخَلُوا فِيهِ أفْواجًا » .
[البدع لابن وضاح (131/2)]

وهـجُ السُّنَّة

08 Nov, 18:27


ولا يؤمنون بعذاب القبر، ولا الحوض، ولا الشفاعة، ولا يُخرجون أحدًا من أهل النار.

وهم يقولون: من كذب كذبة، أو أتى صغيرة أو كبيرة من الذنوب فمات من غير توبة فهو كافر فهو في النار خالدًا مخلدًا فيها أبدًا.

وهم يقولون بقول البكريَّة في الحبة والقيراط، وهم قدرية جهمية مرجئة رافضة، ولا يرون جماعة إلا خلف إمامهم، وهم يرون تأخير الصلاة عن وقتها، ويرون الصوم قبل رؤيته، والفطر قبل رؤيته.

وهم يرون النكاح بغير ولي ولا سلطان، ويرون المتعة في دينهم، ويرون الدرهم بالدرهمين يدًا بيد حلالًا.

وهم لا يرون الصلاة في الخفاف، ولا المسح عليها، وهم لا يرون للسلطان عليهم طاعة، ولا لقريش خلافة، وأشياء كبيرة يخالفون فيها الإسلام وأهله، فكفى بقوم ضلالة يكون هذا رأيهم ومذهبهم ودينهم وليسوا من الإسلام في شيء، وهم المارقة.

[السُنَّة من مَسَائل حَرْب صـ ٦٦-٦٨]

١٠٧- ومن أسماءِ الخوارج:

(الحَروريّةُ): وهم أهل حَرَوراء.

و(الأزارِقةُ): وهم أصحاب نافع بن الأزرق، وقولهم أخبث الأقاويل وأبعدها من الإسلام والسُّنة.

و(النَّجديَّةُ): وهم أصحاب نجد بن عامر.
و(الأباضِيَّةُ): وهم أصحاب عبد الله بن إباض.
و(الصِّفرية): وهم أصحاب داود بن النعمان حين قيل له: إنك صفر من العلم.

و(البَهسيَّةُ)، و(الميمُونيَّةُ)، و(الخازِمِيَّةُ)
كل هؤلاء خوارج فساق مخالفين للسنة خارجين من الملّة، أهل بدعة وضلالة، وهم لصوص قطاع قد عرفناهم بذلك.

[السُنَّة من مَسَائل حَرْب صـ ٦٨]

١٠٨- و(الشُّعُوبيَّة): وهم أصحاب بدعة وضلالة، وهم يقولون: العرب والموالي عندنا واحدٌ، لا يرون للعرب حقًا، ولا يعرفون لهم فضلًا، ولا يُحبُّونَهُم، بل يُبغِضون العرب، ويُضمِرون لهم الغل والحسد والبغضة في قلوبهم.

وهذا قول قبيح ابتدعه رجل من أهل العراق، وتابعه عليه نفر يسيرٌ، فقُتِلَ عليه.

[السُنَّة من مَسَائل حَرْب صـ ٦٩]

١٠٩- و(أصحابُ الرَّأيِ): وهم مُبتدعة ضُلَّالٌ، أعداءُ السُّنَّةِ والأثر، يرون الدين رأيًا وقياسًا واستحسانًا.

وهم يُخالفون الآثار، ويُبطلون الحديث، ويردُّون على الرسول عليه الصلاة والسلام، ويتخذون أبا حنيفة ومن قال بقوله إمامًا يدينون بدينهم، ويقولون بقولهم.

فأيُّ ضلالةٍ بأبين ممن قال بهذا، أو كان على مثل هذا، يَترك قول الرسول وأصحابه ويتبع رأي أبي حنيفة وأصحابه؟! فكفى بهذا غَيًا مُرديًا وطُغيانًا ورَدًّا.

[السُنَّة من مَسَائل حَرْب صـ ٦٩]

وهـجُ السُّنَّة

08 Nov, 10:44


السُنَّة من مسائِل حرب:

"ولأصحاب البدع نبز وألقاب وأسماء لا تشبه أسماء الصالحين ولا الأئمة ولا العلماء من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -"

[السُنَّة من مَسَائل حَرْب صـ ٦٢]

فمن أسمائهم:

٩٢- (المرجئة): "وهم الذين يزعمون أن الإيمان قول بلا عمل، وأن الإيمان هو القول، والأعمال شرائع، وأن الإيمان مجرد، وأن الناس لا يتفاضلون في الإيمان، وأن إيمانهم وإيمان الملائكة والأنبياء واحد، وأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، وأن الإيمان ليس فيه استثناء، وأن من آمن بلسانه ولم يعمل فهو مؤمن حقًا، وأنهم مؤمنون عند الله بلا استثناء. هذا كله قول المرجئة وهو أخبث الأقاويل وأضله وأبعده من الهدى".

[السُنَّة من مَسَائل حَرْب صـ ٦٢-٦٣]

٩٣- و(القدرية): "هم الذين يزعمون أن إليهم الاستطاعة، والمشيئة والقدرة، وأنهم يملكون لأنفسهم الخير والشر، والضر والنفع، والطاعة والمعصية، والهدى والضلالة، وأن العباد يعملون بِدءًا من أنفسهم من غير أن يكون سبق لهم ذلك في علم الله".

وقولهم يضارع قول المجوسية والنصرانية، وهو أصل الزندقة.

[السُنَّة من مَسَائل حَرْب صـ ٦٤]

٩٤- و(المعتزلة): "وهم يقولون قول القدرية ويدينون بدينهم، ويكذبون بعذاب القبر، والشفاعة، والحوض، ولا يرون الصلاة خلف أحد من أهل القبلة، ولا الجمعة إلا من كان على مثل رأيهم وهواهم ويزعمون أن أعمال العباد ليست في اللوح المحفوظ".

[السُنَّة من مَسَائل حَرْب صـ ٦٤]

٩٥- و(البكريَّة): "وهم قدرية، وهم أصحاب الحبة والقيراط، والدانق يزعمون أن من أخذ حبة، أو قيراطًا، أو دانقًا حرامًا فهو كافر، وقولهم يضاهئ قول الخوارج".

[السُنَّة من مَسَائل حَرْب صـ ٦٤]

٩٦- و(الجهمية): - أعداء الله - "وهم الذين يزعمون أن القرآن مخلوق وأن الله لم يُكلِم موسى، وأن الله لا يتكلم، ولا يُرى، ولا يُعرفُ لله مكان، وليس لله عرش، ولا كرسي وكلام كثير أكره حكايته، وهم كفار زنادقة أعداء الله فاحذروهم".

[السُنَّة من مَسَائل حَرْب صـ ٦٤]

٩٧- و(الواقفة): "وهم الذين يزعمون أنا نقول: إن القرآن كلام الله ولا نقول: غير مخلوق وهم شر الأصناف وأخبثها".

[السُنَّة من مَسَائل حَرْب صـ ٦٤]

٩٨- و(اللفظية): "وهم الذين يزعمون أنا نقول: إن القرآن كلامُ الله ولكن ألفاظنا بالقرآن وتلاوتنا وقراءتنا لهُ مخلوقة، وهُم جهمية فُسَّاق".

[السُنَّة من مَسَائل حَرْب صـ ٦٥]

٩٩- و(الرافضة):" الذين يتبرأون من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ويسبونهم ويَنتقصونهم، ويُكّفرون الأمة إلا نفرًا يسيرًا،

وليست الرافضة من الإسلام في شيٍء".

[السُنَّة من مَسَائل حَرْب صـ ٦٥]

١٠٠- و(المنصورية): "وهم رافضة أخبث الروافض، وهم الذين يقولون: من قتل أربعين رجلًا ممن خالف هواهم دخل الجنة، وهم الذين يخنقون الناس ويستحلون أموالهم، وهم الذين يقولون: أخطأ جبريل عليه السلام بالرسالة.

وهذا هو الكفر الواضح الذي لا يشوبه إيمان فنعوذ بالله، ونعوذ بالله.

[السُنَّة من مَسَائل حَرْب صـ ٦٥]

١٠١- و(السبائية): "وهم رافضة كذابون، وهم قريب ممن ذكرت مُخالِفون للأُمة".

والرافضة أسوأ أثرًا في الإسلام من أهل الكفر من أهل الحرب.

[السُنَّة من مَسَائل حَرْب صـ ٦٥]

١٠٢- وصِنفٌ من الرافضة يقولون: "عليٌّ في السحاب، ويقولون: عليٌّ يُبعثُ قبل يوم القيامة وهذا كله كذب، وزور، وبهتان".

[السُنَّة من مَسَائل حَرْب صـ ٦٦]

١٠٣ - " و(الزيدية) : وهم رَافِضةٌ، وهم الذين يتبرؤون مِن: عثمان، وطلحةَ، والزُبيرِ، وعائشةَ، ويرون القِتالَ مع كُلِّ مِن خرجَ مِن ولدِ عليٍّ، برًّا كان أو فاجِرًا حتَّى يَغلِبَ أو يُغلَبَ ".

[السُنَّة من مَسَائل حَرْب صـ ٦٦]

١٠٤- و(الخشبية): "وهُم الذين يقولون بقول الزيدية".

[السُنَّة من مَسَائل حَرْب صـ ٦٦]

١٠٥- و(الشيعة): وهم فيما زعموا ينتحلون حُبَّ آل محمد -صلى الله عليه وسلم- دون الناس؛ وكذبوا، بل هم خاصة المبغضون لآل محمد دون الناس.

إنما شيعة آل محمد المتقون، أهل السنة والأثر، من كانوا، وحيث كانوا، الذين يُحبُّون آل محمد، وجميع أصحاب محمد، ولا يذكرون أحدًا منهم بسوء، ولا عيب، ولا منقصةٍ.

فمن ذكر أحدًا من أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام، بسوء، أو طعنَ عليه بعيب، أو تبرَّأ من أحد منهم، أو سبهم، أو عرَّضَ بسبهم، وشتمهم؛ فهو رافضي، مخالف، خبيث ضال.

[السُنَّة من مَسَائل حَرْب صـ ٦٦]

١٠٦- وأمَّا (الخوارجُ): فمرقوا من الدين، وفارقوا الملة، وشردوا على الإسلام، وشذوا عن الجماعة، وضلوا عن سبيل الهدى، وخرجوا على السلطان والأئمة، وسلوا السيف على الأمة، واستحلوا دماءهم وأموالهم، وكفروا من خالفهم إلا من قال بقولهم وكان على مثل رأيهم، وثبت معهم في دار ضلالتهم، وهم يشتمون أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام وأصهاره وأحبائه، ويتبرؤون منهم، ويرمونهم بالكفر والعظائم ويرون خلافهم في شرائع الدين وسنن الإسلام.

وهـجُ السُّنَّة

07 Nov, 13:51


باب مَنَاقِبُ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا:

قَالَ نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَانَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَسَنَ.

عَنِ الْحَسَنِ سَمِعَ أَبَا بَكْرَةَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَالْحَسَنُ إِلَى جَنْبِهِ، يَنْظُرُ إِلَى النَّاسِ مَرَّةً وَإِلَيْهِ مَرَّةً، وَيَقُولُ: ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ.

عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَأْخُذُهُ وَالْحَسَنَ وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا. أَوْ كَمَا قَالَ.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أُتِيَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ بِرَأْسِ الْحُسَيْنِ- عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فَجُعِلَ فِي طَسْتٍ، فَجَعَلَ يَنْكُتُ، وَقَالَ فِي حُسْنِهِ شَيْئًا.
فَقَالَ أَنَسٌ كَانَ أَشْبَهَهُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ مَخْضُوبًا بِالْوَسْمَةِ.

قَالَ الْبَرَاءُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْحَسَنُ عَلَى عَاتِقِهِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ .

عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَحَمَلَ الْحَسَنَ وَهْوَ يَقُولُ بِأَبِي شَبِيهٌ بِالنَّبِيِّ، لَيْسَ شَبِيهٌ بِعَلِيٍّ. وَعَلِيٌّ يَضْحَكُ.

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ ارْقُبُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ.

وَعَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي أَنَسٌ قَالَ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَشْبَهَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ.

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي نُعْمٍ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَسَأَلَهُ عَنِ الْمُحْرِمِ، قَالَ شُعْبَةُ أَحْسِبُهُ يَقْتُلُ الذُّبَابَ فَقَالَ أَهْلُ الْعِرَاقِ يَسْأَلُونَ عَنِ الذُّبَابِ وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنَ الدُّنْيَا .

| صحيح البخاري |

وهـجُ السُّنَّة

07 Nov, 10:49


قال أبو بكر بن الأثرم -رحمه الله-:

وقد جعل الله على الحق نوراً يُكشَفُ به العلماء، ويُصرَف به شبهات الخطأ، وإن البطل لا يقوم للحق، قال الله جلَّ وعزّ :{ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبٰطِلِ فَيَدْمَغُهُۥ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ۚ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ } [سورة الأنبياء : 18]
فهذا لكل واصفٍ كاذبٍ إلى يوم القيامة، وإن أعظم الكذب أن تكذِب على الله.

[طبقات الحنابلة]

وهـجُ السُّنَّة

06 Nov, 22:42


وَصِيّةُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ رَحِمَهُ الله لِـ عَلِيَّ بْنَ الْحَسَنِ السُّلَمِيَّ:

« عَلَيْكَ بِالْوَرَعِ يُخَفِّفِ اللهُ حِسَابَكَ وَدَعْ كَثِيرًا مِمَّا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ تَكُنْ سَلِيمًا وَادْفَعِ الشَّكَّ بِالْيَقِينِ يسَلَمْ لَكَ دِينُكَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ تَكُنْ حَبِيبَ اللهِ وَابْغَضِ الْفَاسِقِينَ تَطْرُدُ بِهِ الشَّيَاطِينَ وَأَقِلَّ الْفَرَحَ وَالضَّحِكَ بِمَا تُصِيبُ مِنَ الدُّنْيَا تَزْدَدْ قُوَّةً عِنْدَ اللهِ وَاعْمَلْ لِآخِرَتِكَ يَكْفِكَ اللهُ أَمْرَ دُنْيَاكَ وَأَحْسِنْ سَرِيرَتَكَ يُحْسِنِ اللهُ عَلَانِيَتَكَ وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ تَكُنْ مِنْ أَهْلِ الرَّفِيقِ الْأَعْلَى وَلَا تَكُنْ غَافِلًا فَإِنَّهُ لَيْسَ يُغْفَلُ عَنْكَ وَإِنَّ لِلَّهِ عَلَيْكَ حُقُوقًا وَشُرُوطًا كَثِيرَةً وَيَنْبَغِي لَكَ أَنْ تُؤَدِّيَهَا وَلَا تَكُونَنَّ غَافِلًا عَنْهَا فَإِنَّهُ لَيْسَ يَغْفُلُ عَنْكَ وَأَنْتَ مُحَاسَبٌ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَإِذَا أَرَدْتَ أَمْرًا مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا فَعَلَيْكَ بِالتُّؤَدَةِ فَإِنْ رَأَيْتَهُ مُوَافِقًا لِأَمْرِ آخِرَتِكَ فَخُذْهُ وَإِلَّا فَقِفْ عَنْهُ حَتَّى يُنْظَرَ إِلَى مَنْ أَخَذَهُ كَيْفَ عَمَلُهُ فِيهَا؟
وَكَيْفَ نَجَا مِنْهَا , وَاسْأَلِ اللهَ الْعَافِيَةَ وَإِذَا هَمَمْتَ بِأَمْرٍ مِنْ أُمُورِ الْآخِرَةِ فَشَمِّرْ إِلَيْهَا  وَأَسْرِعْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَحُولَ بَيْنَهَا وَبَيْنَكَ الشَّيْطَانُ ».

| الحلية |

وهـجُ السُّنَّة

06 Nov, 15:23


قال أبو الفضل الميداني النيسابوري (ت. ٥١٨ هـ):
يعني أن الحق واضح، يقال: صُبْح أَبْلَج، أي مُشْرِق، ومنه قوله: حَتَّى بَدَتْ أَعْنَاقُ صُبْح أَبْلَجَا ... وفي صفة النبي ﷺ: "أبلج الوجه" أي مُشْرِقُه.
والباطل لَجْلَج: أي مُلْتَبِس، قال المبرد: قوله لجلج أي يَتَرَدَّد فيه صاحبُه ولا يصيب منه مخرجًا.

[مجمع الأمثال (١١٠٠)]

وهـجُ السُّنَّة

05 Nov, 15:27


قـــال اﻹمام عبدالله بن المبارك رحمه الله تعالى رحمة واسعة:

أصل اثنتين وسبعين هم أربعة أهواء ، فمن هذه اﻷربعة الأهواء تشعبت الاثنان وسبعون هــوى:

القدريــــــــة .

والمرجئـــــة .

والشيعـــــة .

والخـــــوارج .

فمـن قــدم أبا بكر وعمر وعثمان وعليا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يتكلم في الباقين إلا بخير ودعا لهم فقد خرج من التشيع أوله وآخره.

ومــن قــال : اﻹيمان قول وعمل ، يزيد وينقص فقد خرج من اﻹرجاء أولــه وآخـره.

ومــن قــال : الصلاة خلف كل بر وفاجر والجهاد مع كل خليفة ولم ير الخروج على السلطان بالسيف ودعا لهم بالصلاح فقد خرج من قول الخوارج أولــه وآخــره .

ومــن قــال : المقادير كلها من الله عز وجل خيرها وشرها يضل من يشاء ويهدي من يشاء فقد خرج من قول القدرية أولــه وآخــره.
(وهــو صاحــب السنــة)

[شــرح السنــة للبربهاري].

وهـجُ السُّنَّة

04 Nov, 19:57


عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، قالَ:

ما في القُرْآنِ آيَةٌ ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا﴾ إلّا أنَّ عَلِيًّا شَرِيفُها وسَيِّدُها وأمِيرُها، وما مِن أصْحابِ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أحَدٌ إلّا قَدْ عُوتِبَ في القُرْآنِ إلّا عَلِيَّ بْنَ أبِي طالِبٍ، فَإنَّهُ لَمْ يُعاتَبْ في شَيْءٍ مِنهُ.

| تفسير ابن أبي حاتم |

وهـجُ السُّنَّة

04 Nov, 10:56


#إقتضاء_العلم_العمل

•قال الحسن البصري - رحمه الله - :
«كَانَ الرَّجُلُ يَطْلُبُ الْعِلْمَ فَلَا يَلْبَثُ أَنْ يُرَى ذَلِكَ فِي تَخَشُّعِهِ وَهَدْيِهِ وَلِسَانِهِ وَبَصَرِهِ وَيَدِهِ»

•قال قَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْن عَلِيٍّ:
كُنَّا بِبَابِ بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ فَخَرَجَ إِلَيْنَا فَقُلْنَا:
يَا أَبَا نَصْرٍ، حَدِّثْنَا، فَقَالَ:
" أَتُؤَدُّونَ زَكَاةَ الْحَدِيثِ؟
قَالَ: قُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا نَصْرٍ، وَلِلْحَدِيثِ زَكَاةٌ؟
قَالَ: نَعَمْ، إِذَا سَمِعْتُمُ الْحَدِيثَ فَمَا كَانَ فِي ذَلِكَ مِنْ عَمَلٍ أَوْ صَلَاةٍ أَوْ تَسْبِيحٍ اسْتَعْمَلْتُمُوهُ.

•قال إبراهيم الحربي - رحمه الله - :
«يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ إِذَا سَمِعَ شَيْئًا مِنْ آدَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَتَمَسَّكَ بِهِ»


•قال عمرو بن قيس المُلائي:
«إِذَا بَلَغَكَ شَيْءٌ مِنَ الْخَيْرِ فَاعْمَلْ بِهِ وَلَوْ مَرَّةً تَكُنْ مِنْ أَهْلِهِ»
قلت:
هذا في الفضائل والنوافل وليس في الفرائض، فالفرائض لا تُقبَل إلا تامّة كاملة.

[من كتاب الجامع للخطيب البغدادي]

وهـجُ السُّنَّة

03 Nov, 22:06


#حُكْمُ_التَطَوُعِ_بَيْنَ_أَذَانِ_الصُّبْحِ_وإِقَامَتِه.

عَنْ ‌‏ابْنِ عُمَرَ ‏عَنْ ‌‏حَفْصَةَ ‌‏قَالَتْ :‏
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ‌‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ لَا ‌‏يُصَلِّي إِلَّا رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ .
[أخرجه البخاري (618) ، ومسلم (723)] .

قال الترمذي في جامعه:

باب مَا جَاءَ: لاَ صَلاَةَ بَعْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلاَّ رَكْعَتَيْنِ:

قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ قُدَامَةَ بْنِ مُوسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ عَنْ يَسَارٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
لاَ صَلاَةَ بَعْدَ الْفَجْرِ إِلاَّ سَجْدَتَيْنِ.

وَمَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ إِنَّمَا يَقُولُ لاَ صَلاَةَ بَعْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلاَّ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ.
قَالَ: وَفِي الْبَابِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَحَفْصَةَ.

قَالَ أَبُو عِيسَى:
حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ حَدِيثٌ غَرِيبٌ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ قُدَامَةَ بْنِ مُوسَى وَرَوَى عَنْهُ غَيْرُ وَاحِدٍ. وَهُوَ مَا اجْتَمَعَ عَلَيْهِ أَهْلُ الْعِلْمِ كَرِهُوا أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ بَعْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلاَّ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ.

وعن القاسم بن محمد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل المسجد يوما فرأى الناس يركعون بعد الفجر ، فقال : إنما هما ركعتان خفيفتان من بعد الفجر قبل الصلاة ، ولو كنت تقدمت في ذلك لكان مني غير .
ذكره المقريزي في مختصر قيام الليل ( ص 316) .

عَنْ إبْرَاهِيمَ قَالَ :
كَانُوا يَكْرَهُونَ إذَا طَلَعَ الْفَجْرُ أَنْ يُصَلُّوا إلَّا رَكْعَتَيْنِ .
[أخرجه ابن أبي شيبة (2/355)] .

وعَنْهُ قَالَ :
كَانُوا يَكْرَهُونَ الصَّلَاةَ بَعْدَ رَكْعَتَيْ الْفَجْرِ حَتَّى يُصَلُّوا الْمَكْتُوبَةَ .
[أخرجه ابن أبي شيبة (2/355)] .

قال ابن المنذر في الأوسط (2/399) :
واختلفوا في التطوع بعد طلوع الفجر سوى ركعتي الفجر ، فكرهت طائفة ذلك ، وممن روي عنه أنه كره ذلك عبد الله بن عمرو ، وابن عمر ، وفي إسنادهما مقال ...

وكره ذلك الحسن البصري ، وقال : ما سمعت فيه بشيء ، وقال النخعي : كانوا يكرهون ذلك ، وكره ذلك سعيد بن المسيب ، والعلاء بن زياد ، وحميد بن عبد الرحمن ، وأصحاب الرأي .

ورخصت طائفة في ذلك ، وممن قال : لا بأس أن يتطوع الرجل بعد طلوع الفجر الحسن البصري ، وكان مالك يرى أن يفعل ذلك من فاتته صلاته بالليل ، وروينا عن بلال أنه لم ينه عن الصلاة إلا عند طلوع الشمس ، فإنها تطلع بين قرني شيطان ...

وهـجُ السُّنَّة

02 Nov, 19:41


قال حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه-:

لَتُنْتَقَضَنَّ عُرَى الْإِسْلَامُ عُرْوَةً عُرْوَةً , وَلَتَرْكَبُنَّ سُنَنَ الْأُمَمِ مِنْ قَبْلِكُمْ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ , لَا تُخْطِئُونَ طَرِيقَهُمْ , وَلَا يُخْطَأُ بِكُمْ , حَتَّى يَكُونَ أَوَّلَ نَقْضِكُمْ مِنْ عُرَى الْإِيمَانِ الْأَمَانَةُ , وَآخِرَهَا الصَّلَاةُ وَحَتَّى يَكُونَ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ أَقْوَامٌ يَقُولُونَ:
وَاللَّهِ مَا أَصْبَحَ فِينَا مُنَافِقٌ وَلَا كَافِرٌ وَإِنَّا أَوْلِيَاءُ اللَّهِ حَقًّا حَقًّا وَذَلِكَ بِسَبَبِ خُرُوجِ الدَّجَّالِ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُلْحِقَهُمْ بِهِ .

[ كتاب السنن الواردة في الفتن للداني ]

وهـجُ السُّنَّة

01 Nov, 16:14


يَعْنِي أَخَاهُ- يَأْتِ بِهِ فَجَاءَ إِنْسَانٌ فَحَرَّكَ الْبَابَ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ. فَقُلْتُ عَلَى رِسْلِكَ- قَالَ- وَجِئْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ:
ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ مَعَ بَلْوَى تُصِيبُهُ.
قَالَ فَجِئْتُ فَقُلْتُ ادْخُلْ وَيُبَشِّرُكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجَنَّةِ مَعَ بَلْوَى تُصِيبُكَ- قَالَ- فَدَخَلَ فَوَجَدَ الْقُفَّ قَدْ مُلِئَ فَجَلَسَ وُجَاهَهُمْ مِنَ الشِّقِّ الآخَرِ. قَالَ شَرِيكٌ فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ فَأَوَّلْتُهَا قُبُورَهُمْ.

[مِنْ باب مِنْ فَضَائِلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي صَحِيحِ مُسْلِم]

وهـجُ السُّنَّة

01 Nov, 16:14


عَنْ عَطَاءٍ وَسُلَيْمَانَ ابْنَيْ يَسَارٍ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ :
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُضْطَجِعًا فِي بَيْتِي كَاشِفًا عَنْ فَخِذَيْهِ أَوْ سَاقَيْهِ فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ فَتَحَدَّثَ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ كَذَلِكَ فَتَحَدَّثَ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَوَّى ثِيَابَهُ- قَالَ مُحَمَّدٌ وَلاَ أَقُولُ ذَلِكَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ- فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ فَلَمَّا خَرَجَ قَالَتْ عَائِشَةُ دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ ثِيَابَكَ فَقَالَ:
أَلاَ أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلاَئِكَةُ .

عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعُثْمَانَ حَدَّثَاهُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ اسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى فِرَاشِهِ لاَبِسٌ مِرْطَ عَائِشَةَ فَأَذِنَ لأَبِي بَكْرٍ وَهُوَ كَذَلِكَ فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ ثُمَّ انْصَرَفَ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ ثُمَّ انْصَرَفَ. قَالَ عُثْمَانُ ثُمَّ اسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ فَجَلَسَ وَقَالَ لِعَائِشَةَ:
اجْمَعِي عَلَيْكِ ثِيَابَكِ. فَقَضَيْتُ إِلَيْهِ حَاجَتِي ثُمَّ انْصَرَفْتُ فَقَالَتْ عَائِشَةُ :
يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لِي لَمْ أَرَكَ فَزِعْتَ لأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَمَا فَزِعْتَ لِعُثْمَانَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
إِنَّ عُثْمَانَ رَجُلٌ حَيِيٌّ وَإِنِّي خَشِيتُ إِنْ أَذِنْتُ لَهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ أَنْ لاَ يَبْلُغَ إِلَيَّ فِي حَاجَتِه .

عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَخْبَرَنِي أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ أَنَّهُ تَوَضَّأَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ لأَلْزَمَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلأَكُونَنَّ مَعَهُ يَوْمِي هَذَا. قَالَ فَجَاءَ الْمَسْجِدَ فَسَأَلَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا خَرَجَ. وَجَّهَ هَاهُنَا- قَالَ- فَخَرَجْتُ عَلَى أَثَرِهِ أَسْأَلُ عَنْهُ حَتَّى دَخَلَ بِئْرَ أَرِيسٍ- قَالَ- فَجَلَسْتُ عِنْدَ الْبَابِ وَبَابُهَا مِنْ جَرِيدٍ حَتَّى قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجَتَهُ وَتَوَضَّأَ فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ جَلَسَ عَلَى بِئْرِ أَرِيسٍ وَتَوَسَّطَ قُفَّهَا وَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ وَدَلاَّهُمَا فِي الْبِئْرِ- قَالَ- فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ انْصَرَفْتُ فَجَلَسْتُ عِنْدَ الْبَابِ فَقُلْتُ لأَكُونَنَّ بَوَّابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْيَوْمَ. فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَدَفَعَ الْبَابَ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ. فَقُلْتُ عَلَى رِسْلِكَ- قَالَ- ثُمَّ ذَهَبْتُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ فَقَالَ:
ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ .
قَالَ فَأَقْبَلْتُ حَتَّى قُلْتُ لأَبِي بَكْرٍ ادْخُلْ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَشِّرُكَ بِالْجَنَّةِ- قَالَ- فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُ فِي الْقُفِّ وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ كَمَا صَنَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ ثُمَّ رَجَعْتُ فَجَلَسْتُ وَقَدْ تَرَكْتُ أَخِي يَتَوَضَّأُ وَيَلْحَقُنِي فَقُلْتُ إِنْ يُرِدِ اللَّهُ بِفُلاَنٍ- يُرِيدُ أَخَاهُ- خَيْرًا يَأْتِ بِهِ. فَإِذَا إِنْسَانٌ يُحَرِّكُ الْبَابَ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ.
فَقُلْتُ عَلَى رِسْلِكَ. ثُمَّ جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَقُلْتُ هَذَا عُمَرُ يَسْتَأْذِنُ فَقَالَ:
ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ .
فَجِئْتُ عُمَرَ فَقُلْتُ أَذِنَ وَيُبَشِّرُكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجَنَّةِ- قَالَ- فَدَخَلَ فَجَلَسَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقُفِّ عَنْ يَسَارِهِ وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ ثُمَّ رَجَعْتُ فَجَلَسْتُ فَقُلْتُ إِنْ يُرِدِ اللَّهُ بِفُلاَنٍ خَيْرًا-

وهـجُ السُّنَّة

01 Nov, 11:19


قال الإمام حرب الكرماني رحمه الله في عقيدته التي حكىٰ عليها اتِّفاق أهل السنة والحديث :

« والخِلافَةُ في قريشٍ ما بقي في النَّاس اثنان .
ليس لأحد من الناس أن يُنازعهم فيها ، ولا يَخرُج عليهم ، ولا يُقِرَّ لغيرهم بها إلى قيام السَّاعة » .

| السُّنة لحرب (٢٥)

وهـجُ السُّنَّة

31 Oct, 21:49


#في_الرد_على_الإجتنابية.

#شبهتهم

قالوا أن الطاعة مكفرة مطلقا.

#بمعنى_أن_مطلق_الطاعة_عندهم_لغير_الله_تكون_شركا_أكبر .

قال تعالى:
﴿وَلَا تَأۡكُلُوا۟ مِمَّا لَمۡ یُذۡكَرِ ٱسۡمُ ٱللَّهِ عَلَیۡهِ وَإِنَّهُۥ لَفِسۡقࣱۗ وَإِنَّ ٱلشَّیَـٰطِینَ لَیُوحُونَ إِلَىٰۤ أَوۡلِیَاۤىِٕهِمۡ لِیُجَـٰدِلُوكُمۡۖ وَإِنۡ أَطَعۡتُمُوهُمۡ إِنَّكُمۡ لَمُشۡرِكُونَ﴾ [الأنعام ١٢١]

سبب نزول الآية:

عن ابن عباس قوله: ﴿فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين﴾ ، قال: قالوا: يا محمد، أمّا ما قتلتم وذبحتم فتأكلونه، وأمّا ما قتل ربُّكم #فتحرِّمونه! فأنزل الله: ﴿ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإنّ الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون﴾ ، وإن أطعتموهم في أكل ما نهيتكم عنه، إنكم إذًا لمشركون.
[تفسير الطبري]

عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: لَمّا نزَلت: ﴿ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه﴾ أرسَلَت فارسُ إلى قريش: أن خاصِموا محمدًا. فقالوا له: ما تذبحُ أنت بيدِك بسكين فهو حلال، وما ذبَح الله بشِمْشارٍ من ذهب -يعني: الميتة- فهو حرام؟! فنزلت هذه الآية: ﴿وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم﴾. قال: الشياطين من فارس، وأولياؤهم قريش.
[أخرجه الطبراني في الكبير ١١/٢٤١ (١١٦١٤)].

وَقَالَ عَطَاءٌ: الْآيَةُ فِي تَحْرِيمِ الذَّبَائِحِ الَّتِي كَانُوا يَذْبَحُونَهَا عَلَى اسْمِ الْأَصْنَامِ.
[تفسير البغوي]

قَدْ رَوَى التِّرْمِذِيُّ فِي سننه، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا عَبَدُوهُمْ، فَقَالَ: "بَلْ إِنَّهُمْ أَحَلُّوا لَهُمُ الْحَرَامَ وَحَرَّمُوا عَلَيْهِمُ الْحَلَالَ، فَاتَّبَعُوهُمْ، فَذَلِكَ عِبَادَتُهُمْ إِيَّاهُمْ"

عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَوْلَهُ: ﴿وإنْ أطَعْتُمُوهُمْ﴾ يَعْنِي: اسْتِحْلالًا في أكْلِ المَيْتَةِ ﴿إنَّكم لَمُشْرِكُونَ﴾ مِثْلُهُمْ.
[تفسير ابن أبي حاتم]

قال ابن زمنين في تفسيره:

﴿وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ﴾ لَشِرْكٌ؛ يَقُولُ: إِنَّ أَكْلَ الْمَيْتَةِ عَلَى الِاسْتِحْلَالِ شركٌ.

﴿وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ ليوحون إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ﴾ من الْمُشْركين ﴿ليجادلوكم﴾ تَفْسِير مُجَاهِد: قَالَ: كَانَ الْمُشْركُونَ يُجَادِلُونَ الْمُسْلِمِينَ فِي الذَّبِيحَةِ؛ فَيَقُولُونَ: أَمَّا مَا ذَبَحْتُمْ (وَقَتَلْتُمْ) فَتَأْكُلُونَهُ، وَأما مَا قتل اللَّهُ فَلَا تَأْكُلُونَهُ، وَأَنْتُمْ بِزَعْمِكُمْ تَتَّبِعُونَ أَمْرَ اللَّهِ؟! فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ﴿وَإِن أطعتموهم﴾ فاستحللتم الْميتَة ﴿إِنَّكُم لمشركون﴾.

قال مكي بن أبي طالب في تفسيره:
قوله: ﴿وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ﴾ أي: في أكل الميتة، ﴿إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ﴾ أي: إنكم مثلهم، وهذا يدل على من حلَّل ما حرَّم الله أنه مشرك. قال الحسن وعكرمة: حُرِمَ أكل ما لم يُذكرْ اسم الله عليه في هذه الآية، واستثنى من ذلك فقال: ﴿وَطَعَامُ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ﴾ [المائدة: ٥].

قال السمعاني في تفسيره:
﴿وَإِن أطعتموهم إِنَّكُم لمشركون﴾ يَعْنِي: باستحلال الْميتَة.

قلت حتى أهل اللغة المنحرفين لم يفهموا من الآية ما فهمه هؤلاء الإجتنابية الغلاة :

قال الزجاج في معانيه:
هَذِهِ الآيَةُ فِيها دَلِيلٌ أنَّ كُلَّ مَن أحَلَّ شَيْئًا مِمّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ، أوْ حَرَّمَ شَيْئًا مِمّا أحَلَّ اللَّهُ لَهُ، فَهو مُشْرِكٌ، لَوْ أحَلَّ مُحِلٌّ المَيْتَةَ في غَيْرِ اضْطِرارٍ، أوْ أحَلَّ الزِّنا، لَكانَ مُشْرِكًا بِإجْماعِ الأُمَّةِ، وإنْ أطاعَ اللَّهَ في جَمِيعِ ما أمَرَ بِهِ، وإنَّما سُمِّيَ ”مُشْرِكًا“، لِأنَّهُ اتَّبَعَ غَيْرَ اللَّهِ، فَأشْرَكَ بِاللَّهِ غَيْرَهُ.

وقال النحاس في معانيه:
وقال أهل النظر: في هذا دليلٌ على أنّه مَنْ أحلَّ ما حرَّم اللهُ، أو حرَّم ما أحلَّ اللهُ فقد أشرك.

#دليل_آخر.

قال عز وجل:
﴿ٱتَّخَذُوۤا۟ أَحۡبَارَهُمۡ وَرُهۡبَـٰنَهُمۡ أَرۡبَابࣰا مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَٱلۡمَسِیحَ ٱبۡنَ مَرۡیَمَ وَمَاۤ أُمِرُوۤا۟ إِلَّا لِیَعۡبُدُوۤا۟ إِلَـٰهࣰا وَ ٰ⁠حِدࣰاۖ لَّاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَۚ سُبۡحَـٰنَهُۥ عَمَّا یُشۡرِكُونَ﴾ [التوبة ٣١]

عَنْ عَدِيِّ بْنِ حاتِمٍ قالَ: «”أتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وفي عُنُقِي صَلِيبٌ مِن ذَهَبٍ وهو يَقُولُ: ﴿اتَّخَذُوا أحْبارَهم ورُهْبانَهم أرْبابًا مِن دُونِ اللَّهِ﴾ قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ يَكُونُوا يَعْبُدُونَهُمْ، قالَ: أجَلْ، ولَكِنْ يُحِلُّونَ لَهم ما حَرَّمَ اللَّهُ فَيَسْتَحِلُّونَهُ ويُحَرِّمُونَ عَلَيْهِمْ ما أحَلَّ اللَّهُ فَيُحَرِّمُونَ“».

وهـجُ السُّنَّة

31 Oct, 21:49


عَنْ أبِي البَخْتَرِيِّ قالَ: قِيلَ لِحُذَيْفَةَ: ﴿اتَّخَذُوا أحْبارَهم ورُهْبانَهم أرْبابًا مِن دُونِ اللَّهِ﴾ أكانُوا يَعْبُدُونَهُمْ؟ قالَ: لا، ولَكِنَّهم كانُوا يُحِلُّونَ لَهُمُ الحَرامَ فَيَسْتَحِلُّونَهُ ويُحَرِّمُونَ عَلَيْهِمُ الحَلالَ فَيُحَرِّمُونَهُ.

[تفسير ابن أبي حاتم]

عن أبي البختري -من طريق عطاء بن السائب- ﴿اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله﴾، قال: انطلقوا إلى حلالِ الله فجعلوه حرامًا، وانطلقوا إلى حرام الله فجعلوه حلالًا، فأطاعوهم في ذلك، فجعل الله طاعتَهم عبادتهم، ولو قالوا لهم: اعبدونا. لم يفعلوا.
[مصنف ابن أبي شيبة]

قال ابن قتيبة في غريب القرآن:
﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ يريد: أنهم كانوا يحلّون لهم الشيء فيستحلونه.
ويُحَرِّمون عليهم الشيءَ فيحرمونه.

ونختم بهذا الآية التي ستكون قاصمة لظهور الإجتنابية:

قال تعالى:
﴿فَلَمَّاۤ ءَاتَىٰهُمَا صَـٰلِحࣰا جَعَلَا لَهُۥ شُرَكَاۤءَ فِیمَاۤ ءَاتَىٰهُمَاۚ فَتَعَـٰلَى ٱللَّهُ عَمَّا یُشۡرِكُونَ﴾ [الأعراف ١٩٠]

عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قالَ: لَمّا حَمَلَتْ حَوّاءُ أتاها الشَّيْطانُ، فَقالَ: #أتُطِيعِينِي ويَسْلَمَ لَكِ ولَدُكِ؟ سَمِّيهِ عَبْدَ الحارِثِ، فَلَمْ تَفْعَلْ فَوَلَدَتْ فَماتَ، ثُمَّ حَمَلَتْ، فَقالَ لَها مِثْلَ ذَلِكَ فَلَمْ تَفْعَلْ، ثُمَّ حَمَلَتِ الثّالِثَ فَجاءَها فَقالَ: إنْ تُطِيعِينِي يَسْلَمْ، وإلّا فَإنَّهُ يَكُونُ بَهِيمَةً فَهَيَّبَهُما فَأطاعا.
[تفسير ابن أبي حاتم]

قلت: يلزم من هؤلاء الغلاة تكفير آدم وحواء لأن كل طاعة هي كفر عندهم.

عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، في قَوْلِهِ: ﴿فَلَمّا آتاهُما صالِحًا جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما﴾ قالَ: اللَّهُ هو الَّذِي خَلَقَكم مِن نَفْسٍ واحِدَةٍ، وجَعَلَ مِنها زَوْجَها لِيَسْكُنَ إلَيْها، فَلَمّا تَغَشّاها آدَمُ حَمَلَتْ آتاهُما إبْلِيسُ، فَقالَ: إنِّي صاحِبُكُما الَّذِي أخْرَجْتُكُما مِنَ الجَنَّةِ، لَتُطِيعَنَّنِ أوْ لَأجْعَلَنَّ لَها قَرْنَيْ إبِلٍ فَيَخْرُجُ مِن بَطْنِكِ فَيَشُقُّهُ ولَأفْعَلَنَّ ولَأفْعَلَنَّ يُخَوِّفُهُما سَمِّياهُ عَبْدَ الحارِثِ، فَأبَيا أنْ يُطِيعاهُ فَخَرَجَ مَيِّتًا، ثُمَّ حَمَلَتْ يَعْنِي الثّانِيَةَ فَأتاهُما أيْضًا فَقالَ: أنا صاحِبُكُما الَّذِي فَعَلْتُ ما فَعَلْتُ لَتَفْعَلُنَّ أوْ لَأفْعَلَنَّ ولَأفْعَلَنَّ يُخَوِّفُهُما فَأبَيا أنْ يُطِيعانِهِ فَخَرَجَ مَيِّتًا، ثُمَّ حَمَلَتِ الثّالِثَةَ فَأتاهُما أيْضًا فَذَكَرَ لَهُما فَأدْرَكَهُما حُبُّ الوَلَدِ فَسَمَّياهُ عَبْدَ الحارِثِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما﴾
[تفسير ابن أبي حاتم]

عَنْ قَتادَةَ، ﴿جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما﴾ فَكانَ شِرْكًا في طاعَتِهِ، ولَمْ يَكُنْ شِرْكًا في عِبادَتِهِ.
[تفسير ابن أبي حاتم]

عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: كانَتْ حَوّاءُ تَلِدُ لِآدَمَ أوْلادًا، فَتُعَبِّدُهم لِلَّهِ، وتُسَمِّيهِ عَبْدَ اللَّهِ، وعُبَيْدَ اللَّهِ، ونَحْوَ ذَلِكَ فَيُصِيبُهُمُ المَوْتُ، فَأتاها إبْلِيسُ وآدَمَ فَقالَ: إنَّكُما لَوْ تُسَمِّيانِهِ بِغَيْرِ الَّذِي تُسَمِّيانِهِ لَعاشَ، فَوَلَدَتْ لَهُ رَجُلًا فَسَمّاهُ عَبْدَ الحارِثِ، فَفِيهِ أنْزَلَ اللَّهُ: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكم مِن نَفْسٍ واحِدَةٍ﴾ إلى آخِرِ الآيَةِ.
[تفسير الطبري]

قلت: يلزمكم يا شراة تكفير آدم وحواء والصحابة والتابعين .

ولاحظ الفهم الصحيح لسيد التابعين سعيد بن جبير رحمه الله كما في تفسير الطبري 👇👇

عن سعيد بن جبير قال: قيل له: أشرك آدم؟ قال: #أعوذ_بالله_أن_أزعم_أن_آدم_أشرك، ولكن حواء لما أثقلت، أتاها إبليس فقال لها: من أين يخرج هذا، من أنفك، أو من عينك، أو من فيك؟ فقنَّطها، ثم قال: أرأيت إن خرج سويًّا = زاد ابن فضيل: لم يضرك ولم يقتلك = أتطيعيني؟ قالت: نعم. قال: فسميه "عبد الحارث"! ففعلت = زاد جرير: فإنما كان شركه في الاسم.

ختاما :
الطاعة الشركية مضبوطة عند السلف كما قال حذيفة (ولَكِنَّهم كانُوا يُحِلُّونَ لَهُمُ الحَرامَ فَيَسْتَحِلُّونَهُ ويُحَرِّمُونَ عَلَيْهِمُ الحَلالَ فَيُحَرِّمُونَهُ).
وكما قال سعيد بن جبير (﴿وإنْ أطَعْتُمُوهُمْ﴾ يَعْنِي: اسْتِحْلالًا في أكْلِ المَيْتَةِ ﴿إنَّكم لَمُشْرِكُونَ﴾ مِثْلُهُمْ).
وكما قال قَتادَةَ(﴿جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما﴾ فَكانَ شِرْكًا في طاعَتِهِ، ولَمْ يَكُنْ شِرْكًا في عِبادَتِهِ).
فهل نترك فهم الصحابة والتابعين ونقدم فهم عقولكم البالية ذات اللوثة الإعتزالية نسأل الله السلامة والعافية.

وهـجُ السُّنَّة

31 Oct, 21:49


عَنْ قَتادَةَ قالَ: عَمَدَ عَدُوُّ اللَّهِ إبْلِيسُ إلى أوْلِيائِهِ مِن أهْلِ الضَّلالَةِ فَقالَ لَهم: خاصِمُوا أصْحابَ مُحَمَّدٍ في المَيْتَةِ فَقُولُوا: أمّا ما ذَبَحْتُمْ وقَتَلْتُمْ فَتَأْكُلُونَ، وأمّا ما قَتَلَ اللَّهُ فَلا تَأْكُلُونَ ! وأنْتُمْ زَعَمْتُمْ أنَّكم تَتَّبِعُونَ أمْرَ اللَّهِ، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿وإنْ أطَعْتُمُوهم إنَّكم لَمُشْرِكُونَ﴾ وإنّا واللَّهِ ما نَعْلَمُهُ كانَ شِرْكًا قَطُّ إلّا في إحْدى ثَلاثٍ؛ أنْ يُدْعى مَعَ اللَّهِ إلَهٌ آخَرُ، أوْ يُسْجَدَ لِغَيْرِ اللَّهِ، أوْ تُسَمّى الذَّبائِحُ لِغَيْرِ اللَّهِ.
[تفسير عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ]

والطاعة المكفرة عند أهل السنة والجماعة هيا ما كانت كفرا في حد ذاتها أو اشتملت على شرط كفري.

عن طارق بن شهاب، أن رسول الله صلى الله ليه وسلم قال: «دخل الجنة رجل في ذباب، ودخل النار رجل في ذباب. قالوا: كيف ذلك يا رسول الله؟! قال: مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئاً فقالوا لأحدهما: قرب. قال: ليس عندي شيء أقرب. قالوا له: قرب ولو ذباباً. فقرب ذباباً، فخلوا سبيله فدخل النار. وقالوا للآخر: قرب. فقال: ما كنت لأقرب لأحد شيئاً دون الله ـ عز وجل ـ فضربوا عنقه فدخل الجنة».
[رواه أحمد]

وقال ابن أبي شيبة في «المصنف» برقم (33038): حدثنا وكيع قال: ثنا سفيان، عن مخارق بن خليفة، عن طارق بن شهاب، عن سلمان قال: «دخل رجل الجنة في ذباب، ودخل رجل النار، مر رجلان على قوم قد عكفوا على صنم لهم وقالوا: لا يمر علينا اليوم أحد إلا قدم شيئاً. فقالوا لأحدهما: قدم شيئاً فأبى فقتل، وقالوا للآخر: قدم شيئاً فقالوا: قدم ولو ذبابا فقال: وأيش ذباب؟! فقدم ذبابا فدخل النار، فقال سلمان: فهذا دخل الجنة في ذباب ودخل هذا النار في ذباب»

قال تعالى:
﴿ أَلَمۡ أَعۡهَدۡ إِلَیۡكُمۡ یَـٰبَنِیۤ ءَادَمَ أَن لَّا تَعۡبُدُوا۟ ٱلشَّیۡطَـٰنَۖ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوࣱّ مُّبِینࣱ﴾ [يس ٦٠]

عن عطاء بن دينار الهذلي: أنّ عبد الملك بن مروان كتب إلى سعيد بن جبير يسأله عن هذه المسائل، فأجابه فيها: ... قال: وتسأل عن العبادة: والعبادة هي الطاعة، وذلك أنّه مَن أطاع الله فيما أمره به وفيما نهاه عنه فقد أتمَّ عبادة الله، ومَن أطاع الشيطان في دينه وعمله فقد عبد الشيطان، ألم تر أنّ الله قال للذين فرَّطوا: ﴿ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان﴾. وإنما كانت عبادتُهم الشيطانَ #أنهم_أطاعوه_في_دينهم، فمِنهم مَن أمرهم فاتخذوا أوثانًا أو شمسًا أو قمرًا أو بشرًا أو ملكًا يسجدون له مِن دون الله، ولم يظهر الشيطانُ لأحد منهم فيتعبد له، أو يسجد له، ولكنهم أطاعوه فاتخذوها آلهة مِن دون الله، فلمّا جُمعوا جميعًا يوم القيامة في النار قال لهم الشيطان: ﴿إني كفرت بما أشركتمون من قبل﴾ [إبراهيم:٢٢]
[تعظيم قدر الصلاة للمروزي]

وعن إسماعيل السُدِّيّ، قال: ﴿ألَمْ أعْهَدْ إلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ﴾: يعني: ألا تطيعوا الشيطان في الشرك.

قال مقاتل بن سليمان في تفسيره: ﴿ألَمْ أعْهَدْ إلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ﴾ في الدنيا ﴿أنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ﴾ يعني: إبليس وحده، ولا تطيعوه في الشرك؛ ﴿إنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾ بيِّن العداوة.

قال تعالى:
﴿یَـٰۤأَبَتِ لَا تَعۡبُدِ ٱلشَّیۡطَـٰنَۖ إِنَّ ٱلشَّیۡطَـٰنَ كَانَ لِلرَّحۡمَـٰنِ عَصِیࣰّا﴾ [مريم ٤٤]

قال مقاتل بن سليمان في تفسيره: ﴿يا أبت لا تعبد الشيطان﴾ يعني: لا تُطِعِ الشيطان في العبادة.

عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- في قوله: ﴿إن يدعون من دونه إلا إناثا﴾، قال المشركون: إنّ الملائكة بنات الله، وإنما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى. قال: اتخذوا أربابًا، وصَوَّروهُنَّ صُوَر الجواري، فحُلُّوا، وقُلِّدوا، وقالوا: هؤلاء يُشبهن بنات الله الذي نعبده. يعنون: الملائكة.
[تفسير الطبري]

قال مقاتل بن سليمان تفسيره: ﴿وإن يدعون﴾ يعني: وما يعبدون من دونه ﴿إلا شيطانا﴾ يعني: إبليس، زين لهم إبليسُ طاعتَه في عبادة الأوثان.

قال القاضي أبو يعلى: واحتج (الخارجي) بأن جميع المعاصي طاعة لإبليس، لأنه يدعو إلى جميعها وطاعته عبادة له ولا يكون ذلك إلا كفرا.
والجواب: أنه ليس إذا كان طاعة له كان عبادة لأن العبادة هي الخضوع والتعظيم والإجلال، وهذا غير موجود ممن أطاع إبليس يبين صحة هذا أنه ليس كل طاعة لله هي عبادة...، ولأن هذا يوجب أن تكون طاعة الولد لوالده عبادة له لأنه قد أطاعه، وأحد لا يقول هذا .
[كتاب مسائل الإيمان]

والله أعلم.

وهـجُ السُّنَّة

31 Oct, 11:13


قال عبد الله بن أحمد - رحمهما الله - :

ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺎ ﻭﺃﺑﻲ ﻋﺎﺑﺮﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ، ﻓﺴﻤﻊ ﻗﺎﺻًّﺎ ﻳَﻘُﺺُّ ﺑﺤﺪﻳﺚ اﻟﻨﺰﻭﻝ ﻓﻘﺎﻝ:
ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻳﻨﺰﻝ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺇﻟﻰ ﺳﻤﺎء اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻼ ﺯﻭاﻝٍ ﻭﻻ اﻧﺘﻘﺎﻝٍ ﻭﻻ ﺗﻐﻴﺮِ ﺣﺎﻝٍ، ﻓﺎﺭﺗﻌﺪ ﺃﺑﻲ ـ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ـ واصفَرّ ﻟﻮﻧﻪ، ﻭﻟﺰﻡ ﻳﺪﻱ، ﻭﺃﻣﺴﻜﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﺳﻜﻦ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ:
ﻗﻒ ﺑﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻤﺘﺨﻮّﺽ، ﻓﻠﻤﺎ ﺣﺎﺫاﻩ ﻗﺎﻝ:
ﻳﺎ ﻫﺬا، ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺃﻏﻴَﺮُ ﻋﻠﻰ ﺭﺑﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻣﻨﻚ، ﻗﻞ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ. ﻭاﻧﺼﺮﻑ.

[الإقتصاد في الإعتقاد لعبد الغني المقدسي (21)].

وهـجُ السُّنَّة

30 Oct, 22:21


« قُلْنَا: بَلَغَكُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ذَلِكَ؟ قَالُوا: لَا. قُلْنَا: فَهَلْ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ذَلِكَ فِي كُتُبِهِ السَّالِفَةِ، أَوْ قَالَهُ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ الْمُتَقَدِّمِينَ؟ قَالُوا: لَا، وَلَكِنَّ الْمَعْقُولَ يَدُلُّ عَلَى مَا قُلْنَاهُ، قُلْنَا: فَهَلْ يَجُوزُ لِمَخْلُوقٍ خَلَقَهُ اللَّهُ وَكَوَّنَهُ أَنْ يَقُولَ {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه: ١٤]؟ فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ الْمُكَلِّمَ لِمُوسَى كَانَ غَيْرَ اللَّهِ، فَقَدْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ خَلْقًا ادَّعَى الرُّبُوبِيَّةَ، وَأَنَّ مُوسَى أَجَابَهُ وَعَبَدَهُ مِنْ دُونِهِ، وَمَضَى إِلَى فِرْعَوْنَ بِرِسَالَةِ مَخْلُوقٍ، وَأَمَرَ فِرْعَوْنَ أَنْ يَعْبُدَ غَيْرَ اللَّهِ، تَعَالَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيرًا، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيمَا وَصَفَ بِهِ كِتَابَهُ {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء: ١٩٥]، وَقَالَ {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ} [إبراهيم: ٤] فَقَدْ عَلِمَ أَهْلُ الْعِلْمِ بِكَلَامِ ‌الْعَرَبِ وَفَصِيحِ اللِّسَانِ أَنَّهُ لَا يَكُونُ كَلَامٌ إِلَّا مِنْ مُتَكَلِّمٍ، كَمَا لَا يَكُونُ رَسُولٌ إِلَّا مِنْ مُرْسَلٍ، وَلَا عَطَاءٌ إِلَّا مِنْ مُعْطٍ وَقَالَ تَعَالَى {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: ١٦٤]، فَأَدْخَلَ {تَكْلِيمًا} [النساء: ١٦٤] تَأْكِيدًا لِلْكَلَامِ وَلِنَفْيِ الْمَجَازِ، فَإِنَّهُ لَا جَائِزَ أَنْ يَقُولَ إِنْسَانٌ: كَلَّمْتُ فُلَانًا فِي كِتَابِي وَعَلَى لِسَانِ رَسُولِي تَكْلِيمًا ».

[«الإبانة الكبرى لابن بطة» (6/ 303)]

وهـجُ السُّنَّة

25 Oct, 10:54


حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، ثنا الْفَضْلُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَقِيلَ لَهُ:
تَقُولُ الرُّؤْيَةَ؟
قَالَ: « مَنْ لَمْ يَقُلْ بِالرُّؤْيَةِ، فَهُوَ جَهْمِيُّ » .

[شرح مذاهب أهل السنة لابن شاهين]

وهـجُ السُّنَّة

24 Oct, 13:02


وعزى ابن السماك رجلا فقال :

إن المصيبة واحدة ، إن جزع أهلها أو صبروا ، والمصيبة بالأجر ، أعظم من المصيبة بالموت .

[الحلية].

وهـجُ السُّنَّة

23 Oct, 19:58


عَنْ هِشامِ بْنِ مُسْلِمٍ القُرَشِيِّ، قالَ:

كُنْتُ مَعَ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ بِمَرْجِ الدِّيباجِ فَرَأيْتُ مِنهُ خَلْوَةً، فَسَألْتُهُ عَنْ مَسْألَةٍ فَقالَ لِي: ما تَصْنَعُ بِالمَسائِلِ؟
قُلْتُ: لَوْلا المَسائِلُ، لَذَهَبَ العِلْمُ. قالَ:

«لا تَقُلْ ذَهَبَ العِلْمُ، إنَّهُ لا يَذْهَبُ العِلْمُ ما قُرِئَ القُرْآنُ، ولَكِنْ لَوْ قُلْتَ يَذْهَبُ الفِقْهُ» .

[سنن الدارمي]

وهـجُ السُّنَّة

23 Oct, 16:06


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ إِمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ فِي خَلاَءٍ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ .
[صحيح البخاري]

سَمِعْتُ فَرْقَدًا السَّبَخِيَّ، يَقُولُ:
بَلَغَنَا أَنَّ الْأَعْمَالَ كُلَّهَا تُوزَنُ , إِلَّا الدَّمْعَةَ تَخْرُجُ مِنْ عَيْنِ الْعَبْدِ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَهَا وَزْنٌ وَلَا قَدْرٌ؛ وَإِنَّهُ لَيُطْفَأُ بِالدَّمْعَةِ الْبُحُورُ مِنَ النَّارِ.
[الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا]

وهـجُ السُّنَّة

22 Oct, 22:35


عَنْ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُزَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: 

«إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، مَا يَظُنُّ أَنَّهَا تَبْلُغُ مَا بَلَغَتْ، يَكْتُبُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ، مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، يَكْتُبُ اللَّهُ بِهَا عَلَيْهِ سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ».

قَالَ: فَكَانَ عَلْقَمَةُ يَقُولُ: كَمْ مِنْ كَلَامٍ قَدْ مَنَعَنِيهِ حَدِيثُ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ.

[الزهد للإمام أحمد]

وهـجُ السُّنَّة

22 Oct, 09:28


قال أبو بكر الفريابي -رحمه الله-:

حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي ابْنُ هُبَيْرَةَ وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هُبَيْرَةَ السَّبَائِيُّ، عَنْ أَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيُّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ:

"قَالَ مُوسَى لِرَبِّهِ: أَيْ رَبِّ، خَلَقْتَ خَلْقَكَ فَمَلَأْتَ الْبَرَّ وَالْبَحْرَ، فَمَاذَا مَعَايِشُهُمْ؟

قَالَ: أَهْلُ الْبَرِّ مِنَ الْبَرِّ، وَأَهْلُ الْبَحْرِ مِنَ الْبَحْرِ، وَرَضَّيْتُ كُلًّا بِمَسْكَنِهِ

قَالَ: أَيْ رَبِّ، لِمَ تُعَذِّبُ الطَّائِفَةَ مِنْ خَلْقِكَ بِذَنْبِ الرَّجُلِ الْوَاحِدِ

فَأَمَرَ الرَّبُّ نَمْلَةً فَلَدَغَتْهُ ، وَكَانَ رَجُلًا أَشْعَرَ السَّاقَيْنِ فَضَرَبَ بِرِجْلِهِ فَقَتَلَ مِنْهُمْ كَثِيرًا

قَالَ: يَا مُوسَى إِنَّمَا لَدَغَتْكَ وَاحِدَةٌ، فَقَتَلْتَ مِنْهُمْ كَثِيرًا، فَكَذَلِكَ أُعَذِّبُ الطَّائِفَةَ مِنْ خَلْقِي بِذَنْبِ الرَّجُلِ الْوَاحِدِ بِادِّهَانِهِمْ لَهُ
قَالَ: أَيْ رَبِّ، خَلَقْتَ خَلَقَكَ فَلِمَ تُعَذِّبُهُمْ؟

قَالَ: يَا مُوسَى، ازْرَعَ زَرْعًا فَفَعَلَ
ثُمَّ قَالَ: احْصُدْهُ، فَحَصَدَهُ
ثُمَّ قَالَ: ذَرْهُ، فَذَرَاهُ

قَالَ مُوسَى: أَيْ رَبِّ، مَا انْتَقَيْتُ إِلَّا الطَّيِّبَ

قَالَ: كَذَلِكَ يَا مُوسَى أَنْتَقِي الطَّيِّبَ مِنْ عِبَادِي وَأُعَذِّبُ الْخَبِيثَ مِنْ عِبَادِي "

[ كتاب القدر للفريابي ]

وهـجُ السُّنَّة

21 Oct, 15:57


#أئمة_أهل_السنة_يعدون_عدم_تكفير_تارك_الصلاة_من_الإرجاء.

#الإمام_سفيان_الثوري.

قال الإمام الثوري :
اتقوا هذه الأهواء المضلة قيل له بين لنا رحمك الله قال أما المرجئة فيقولون الإيمان كلام بلا عمل من قال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله فهو مؤمن مستكمل الإيمان على إيمان جبريل والملائكة وإن قتل كذا وكذا مؤمن وإن ترك الغسل من الجنابة وإن ترك الصلاة وهم يرون السيف على أهل القبلة .
[أخرجه ابن شاهين في شرح مذاهب أهل السنة ( 27 ) واللالكائي ( 5/ 1071 )].

#الإمام_إسحاق_ابن_راهويه.

قال ابن رجب:
حكاه إسحاق بن راهويه إجماعاً منهم، حتى إنه جعل قول من قال: (لا يكفر بترك هذه الأركان مع الإقرار بها).
من أقوال المرجئة.

وكذلك قال سفيان بن عيينة: المرجئة سموا ترك الفرائض ذنباً بمنزلة ركوب المحارم، وليسا سواء، لأن ركوب المحارم متعمداً من غير استحلال: معصية.
وترك الفرائض من غير جهل ولا عذر: هو كفر. وبيان ذلك في أمر آدم وإبليس وعلماء اليهود الذين أقروا ببعث النبي صلي الله عليه وسلم، ولم يعملوا بشرائعه..

ونقل حرب عن إسحاق، قال: غلت المرجئة حتى صار من قولهم: إن قوماً يقولون: من ترك الصلوات المكتوبات وصوم رمضان والزكاة والحج وعامة الفرائض من غير جحود لها، لا نكفره، يرجى أمره إلى الله بعد، إذ هو مقر.
فهؤلاء الذين لا شك فيهم. يعني في أنهم مرجئة.

[شرح البخاري (1/23)].

#الإمام_المجاهد_العالم_المحدث_عبدالله_ابن_المبارك.

قال يحيى بن معين:
قيل لعبدالله بن المبارك: إن هؤلاء يقولون: من لم يصم ولم يصل بعد أن يقر به، فهو مؤمن مستكمل الإيمان؟
قال عبدالله: لا نقول نحن كما يقول هؤلاء، من ترك الصلاة متعمداً من غير علة حتى أدخل وقتاً في وقت، فهو كافر.
تعظيم قدر الصلاة (982).

تكفير تارك الصلاة كانوا السلف يعظمونه و يشددون فيه و يعتبروه من عقيدة أهل السنة التي لا يقبل فيها الخلاف .👇

قال معقل بن عبيدالله الجزري:
قلت لنافع:
رجل أقر بما أنزل الله تعالى، وبما بين نبي الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: أترك الصلاة، وأنا أعرف أنها حق من الله تعالى؟
قال: ذاك كافر.
ثم انتزع يده من يدي غضباناً مولياً.
[تعظيم قدر الصلاة (977)]

وهـجُ السُّنَّة

20 Oct, 19:30


قال عمر بن الخطاب : الشتاء غنيمة .
[مصنف لابن أبي شيبة]

وجاء في تفسير ابن أبي حاتم عَنْ خالِدِ بْنِ مَعْدانَ قالَ:
الإنْسانُ خُلِقَ مِن طِينٍ، وإنَّما تَلِينُ القُلُوبُ في الشِّتاءِ.

وهـجُ السُّنَّة

19 Oct, 23:27


عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ قالَ:

لَوْ رَخَّصَ اللَّهُ لِأحَدٍ في تَرْكِ الذِّكْرِ، لَرَخَّصَ لِزَكَرِيّا، قالَ اللَّهُ تَعالى: ﴿ألا تُكَلِّمَ النّاسَ ثَلاثَةَ أيّامٍ إلا رَمْزًا واذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا﴾

[تفسير ابن أبي حاتم]

وهـجُ السُّنَّة

19 Oct, 22:12


قال عبد الله بن مسعود :

الـرِّبَـا بِـضْـعٌ وَسَـبْـعُـونَ بَـابًـا ،
وَالـشِّـرْكُ مِـثْـلُ ذَلِـكَ .

[ابن أبي شيبة في المصنف (2244)]

وهـجُ السُّنَّة

19 Oct, 10:18


عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ:

﴿هُوَ الَّذِي أنْزَلَ السَّكِينَةَ في قُلُوبِ المُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إيمانًا﴾ قالَ: السَّكِينَةُ هي الرَّحْمَةُ.

وفي قَوْلِهِ: ﴿لِيَزْدادُوا إيمانًا مَعَ إيمانِهِمْ﴾ قالَ: إنَّ اللَّهَ بَعَثَ نَبِيَّهُ ﷺ بِشَهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلّا اللَّهُ، فَلَمّا صَدَّقَ بِها المُؤْمِنُونَ زادَهُمُ الصَّلاةَ فَلَمّا صَدَّقُوا بِها زادَهُمُ الصِّيامَ، فَلَمّا صَدَّقُوا بِها زادَهُمُ الزَّكاةَ، فَلَمّا صَدَّقُوا بِهِ زادَهُمُ الحَجَّ فَلَمّا صَدَّقُوا بِهِ زادَهُمُ الجِهادَ ثُمَّ أكْمَلَ لَهم دِينَهم فَقالَ: ﴿اليَوْمَ أكْمَلْتُ لَكم دِينَكم وأتْمَمْتُ عَلَيْكم نِعْمَتِي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا﴾ [المائدة: ٣] .

قالَ ابْنُ عَبّاسٍ: فَأوْثَقُ إيمانِ أهْلِ السَّماءِ وأهْلِ الأرْضِ وأصْدَقُهُ وأكْمَلُهُ، شَهادَةُ أنْ لا إلَهَ إلّا اللَّهُ» .

[تفسير الطبري]

وهـجُ السُّنَّة

18 Oct, 10:12


نَحنُ أَصْحَابُ الحَدِيث ،

الناسُ على مَذاهِبِنَا ،

ولَسْنَا عَلى مَذْهَب أحَد .

وهـجُ السُّنَّة

18 Oct, 01:46


حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الرَّمَّامُ ، قَالَ : ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ شَيْبَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي جَدِّي ، قَالَ : ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : «لَيُوَطِّنَنَّ الْمَرْءُ نَفْسَهُ عَلَى أَنَّهُ إِنْ كَفَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا لَمْ يَكْفُرْ ، وَلَا يَكُونَنَّ أَحَدُكُمْ إِمَّعَةً» ، قِيلَ : وَمَا الْإِمَّعَةُ ؟ قَالَ : " الَّذِي يَقُولُ : أَنَا مَعَ النَّاسِ إِنَّهُ لَا إِسْوَةَ فِي الشَّرِّ " .

[الابانة الكبرى لابن بطة]

أَخْبَرَنِي حَرْبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْكَرْمَانِيُّ ، قَالَ : قُلْتُ لِإِسْحَاقَ يَعْنِي ابْنَ رَاهَوَيْهِ : مَا مَعْنَى قَوْلِهِ : «لَا يَكُونُ أَحَدُكُمْ إِمَّعَةً» ، قَالَ : يَقُولُ : إِنْ ضَلَّ النَّاسُ ضَلَلْتُ ، وَإِنْ اهْتَدَوُا اهْتَدَيْتُ .

[كتاب السُّنة لأبي بكر الخلال]

وهـجُ السُّنَّة

17 Oct, 10:16


عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ:

أَنَّهُ أَخَذَ حَجَرَيْنِ فَوَضَعَ أَحَدَهُمَا عَلَى الْآخَرِ ثُمَّ قَالَ لِأَصْحَابِهِ:
هَلْ تَرَوْنَ مَا بَيْنَ هَذَيْنِ الْحَجَرَيْنِ مِنَ النُّورِ؟
قَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , مَا نَرَى بَيْنَهُمَا مِنَ النُّورِ إِلَّا قَلِيلًا , قَالَ:
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَظْهَرَنَّ الْبِدَعُ حَتَّى لَا يُرَى مِنَ الْحَقِّ إِلَّا قَدْرُ مَا تَرَوْنَ مَا بَيْنَ هَذَيْنِ الْحَجَرَيْنِ مِنَ النُّورِ , وَاللَّهِ لَتَفْشُوَنَّ الْبِدَعُ حَتَّى إِذَا تُرِكَ مِنْهَا شَيْءٌ قَالُوا: تُرِكَتِ السُّنَّةُ.

| البدع لابن وضاح |

وهـجُ السُّنَّة

16 Oct, 16:26


حدثنا الحميدي ثنا سفيان حدثنا إسماعيل عن أمه وأخته قالتا:

كنا عند عائشة في نسوة كوفيات وعندها امرأة تخيط فراشا،
فقالت: أذكرت الله تعالى عليه؟
فقالت: لا.
فقالت عائشة: انقضيه حتى تذكرين عليه اسم الله.

[المعرفة والتاريخ]

وهـجُ السُّنَّة

15 Oct, 09:44


بَابُ ذِكْرِ مَا افْتَرَضَهُ اللَّهُ تَعَالَى نَصًّا فِي التَّنْزِيلِ مِنْ طَاعَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ وَمُهَيْمِنًا عَلَى النَّبِيِّينَ وَنَذِيرًا بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ . بِكِتَابٍ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ . وَفُصِّلَتْ بَيِّنَاتُهُ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ، بَيَّنَ فِيهِ مَنَاهِجَ حُقُوقٍ افْتَرَضَهَا، وَمَعَالِمَ حُدُودٍ أَوْجَبَهَا إِيضَاحًا لِوَظَائِفِ دِينِهِ، وَإِكْمَالًا لِشَرَائِعِ تَوْحِيدِهِ، كُلُّ ذَلِكَ فِي آيَاتٍ أَجْمَلَهَا، وَبِأَلْفَاظٍ اخْتَصَرَهَا أَدْرَجَ فِيهَا مَعَانِيَهَا مِنْ ثُمَّ أَمَرَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَبْيِينِ مَا أَجْمَلَ، وَتَفْصِيلِ مَا أَدْرَجَ،
فَقَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: ٤٤] .
وَفَرَضَ عَلَى الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ طَاعَةَ رَسُولِهِ، وَقَرَنَ ذَلِكَ بِطَاعَتِهِ، وَمُتَصِّلًا بِعِبَادَتِهِ، وَنَهَى عَنْ مُخَالَفَتِهِ بِالتَّهْدِيدِ، وَتَوَاعَدَ عَلَيْهِ بَأَغْلَظِ الْوَعِيدِ فِي آيَاتٍ كَثِيرَةٍ مِنْ كِتَابِهِ،
فَقَالَ تَعَالَى: {وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [آل عمران: ١٣٢]،


[الإبانة الكبرى لإبن بطة] .

وهـجُ السُّنَّة

14 Oct, 13:34


قال أبو بكر الآجري :

فَمْن زعم أن الله لم يُكَلِم موسى، رد نص القُرآن وكَفَرَ باللهِ العَظِيم، فإن قال مِنهُم قائِل إن الله تعالى خَلقَ كَلامًا في الشجرة فَكَلم بِه مُوسى، قيل له هذا هو الكُفر، لأنه يزعُمُ أن الكَلاَم مخلوق تعالى الله عن ذلك، ويزعم أن مخلوقًا يدعي الرُّبُوبية، وهذا من أقبح القول وأسجمه، وقيل له ياملحد، هل يجوز لغير الله أن يقول إني أنا الله، نَعُوذُ بالله أن يكون قائِلُ هذا مسلمًا، هذا كافر يُستتاب، فإن تاب ورجع عن مذهبه السُّوء وإلا قَتَلَهُ الإمام، فإن لم يقتُله الإمام ولم يستَتِبه، وعُلِمَ مِنه أن هذا مذهبه، هُجِرَ ولم يُكَلَّم ولم يُسلَّم عليه ولم يُصلَّ خلفه، ولم تُقبل شهادته، ولم يُزوجه المسلم كريمته.

[الشريعة (1109/3)]

وهـجُ السُّنَّة

13 Oct, 22:06


قال الإمام أحمد في مسنده :
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي فِرَاسٍ، قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ:

يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّا إِنَّمَا كُنَّا نَعْرِفُكُمْ إِذْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِذْ يَنْزِلُ الْوَحْيُ، وَإِذْ يُنْبِئُنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ، أَلَا وَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِ انْطَلَقَ وَقَدِ انْقَطَعَ الْوَحْيُ، وَإِنَّمَا نَعْرِفُكُمْ بِمَا نَقُولُ لَكُمْ مَنْ أَظْهَرَ مِنْكُمْ خَيْرًا ظَنَنَّا بِهِ خَيْرًا وَأَحْبَبْنَاهُ عَلَيْهِ، وَمَنْ أَظْهَرَ لَنَا شَرًّا ظَنَنَّا بِهِ شَرًّا وَأَبْغَضْنَاهُ عَلَيْهِ، سَرَائِرُكُمْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ رَبِّكُمْ، أَلَا إِنَّهُ قَدْ أَتَى عَلَيَّ حِينٌ وَأَنَا أَحْسِبُ أَنَّ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ يُرِيدُ اللَّهَ وَمَا عِنْدَهُ، فَقَدْ خُيِّلَ إِلَيَّ بِأَخَرَةٍ، أَلَا إِنَّ رِجَالًا قَدْ قَرَءُوهُ يُرِيدُونَ بِهِ مَا عِنْدَ النَّاسِ، فَأَرِيدُوا اللَّهَ بِقِرَاءَتِكُمْ وَأَرِيدُوهُ بِأَعْمَالِكُمْ، أَلَا إِنِّي وَاللَّهِ مَا أُرْسِلُ عُمَّالِي إِلَيْكُمْ لِيَضْرِبُوا أَبْشَارَكُمْ وَلَا لِيَأْخُذُوا أَمْوَالَكُمْ، وَلَكِنْ أُرْسِلُهُمْ إِلَيْكُمْ لِيُعَلِّمُوكُمْ دِينَكُمْ وَسُنَّتَكُمْ، فَمَنْ فُعِلَ بِهِ شَيْءٌ سِوَى ذَلِكَ فَلْيَرْفَعْهُ إِلَيَّ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِذَنْ لَأُقِصَّنَّهُ مِنْهُ. فَوَثَبَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَوَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى رَعِيَّةٍ، فَأَدَّبَ بَعْضَ رَعِيَّتِهِ، أَئِنَّكَ لَمُقْتَصُّهُ مِنْهُ ؟ قَالَ : إِي وَالَّذِي نَفْسُ عُمَرَ بِيَدِهِ إِذَنْ لَأُقِصَّنَّهُ مِنْهُ، أَنَّى لَا أُقِصُّهُ مِنْهُ، وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقِصُّ مِنْ نَفْسِهِ ؟ أَلَا لَا تَضْرِبُوا الْمُسْلِمِينَ فَتُذِلُّوهُمْ وَلَا تُجَمِّرُوهُمْ فَتَفْتِنُوهُمْ، وَلَا تَمْنَعُوهُمْ حُقُوقَهُمْ فَتُكَفِّرُوهُمْ، وَلَا تُنْزِلُوهُمُ الْغِيَاضَ فَتُضَيِّعُوهُم.

وقال البخاري في صحيحه:
حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُتْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ:

إِنَّ أُنَاسًا كَانُوا يُؤْخَذُونَ بِالْوَحْيِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّ الْوَحْيَ قَدِ انْقَطَعَ، وَإِنَّمَا نَأْخُذُكُمُ الْآنَ بِمَا ظَهَرَ لَنَا مِنْ أَعْمَالِكُمْ، فَمَنْ أَظْهَرَ لَنَا خَيْرًا أَمِنَّاهُ وَقَرَّبْنَاهُ، وَلَيْسَ إِلَيْنَا مِنْ سَرِيرَتِهِ شَيْءٌ، اللَّهُ يُحَاسِبُهُ فِي سَرِيرَتِهِ، وَمَنْ أَظْهَرَ لَنَا سُوءًا لَمْ نَأْمَنْهُ وَلَمْ نُصَدِّقْهُ، وَإِنْ قَالَ: إِنَّ سَرِيرَتَهُ حَسَنَة.

وهـجُ السُّنَّة

13 Oct, 17:38


قَالَتْ هِنْدُ بِنْتُ الْمُهَلَّبِ:
مَا رَأَيْتُ لِصَالِحِي النِّسَاءِ وَشِرَارِهِنَّ خَيْرًا مِنْ إِلْحَاقِهِنَّ بِاسُكَانِهِنَّ ؛
وَذَلِكَ أَنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا ابْتَعَلَتْ هَدَتْ وَسَكَنَتْ، وَإِذَا سَكَنَتْ قَهَرَتْ، وَإِذَا قَهَرَتْ أَقْبَلَتْ عَلَىٰ مَا يُصْلِحُهَا .
[الْعِيَالُ لِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا (136)]

بِاسُكَانِهِنَّ: يَعْنِي الزَّوَاجَ.

ابْتَعَلَتْ: يَعْنِي تَزَوَّجَتْ صَارَتْ ذَاتَ بَعْلٍ.

وهـجُ السُّنَّة

13 Oct, 12:42


قال أبو عبد الله الزبيري الفقيه الشافعي في عقيدته : إنما شيعة آل محمد صلى الله عليه وسلم المتبعون للحديث والأثر .

كما جاء في عقيدة الرازيين: وعلامة الرافضة: تسميتهم أهل السنة ناصبة.

قال الإمام حرب الكرماني: إنما شيعة آل محمد المتقون أهل السنة والأثر من كانوا وحيث كانوا الذين يُحبُّون آل محمد وجميع أصحاب محمد ولا يذكرون أحدًا منهم بسوء ولا عيب ولا منقصةٍ.
[السُنَّة من مَسَائل حَرْب صـ ٦٦]

وهـجُ السُّنَّة

12 Oct, 15:16


ﻗَﺎﻝَ ﺃَﺑُﻮ ﺣﺎﺗﻢٍ اﻟﺮَّاﺯِﻱّ رحمه الله تعالى :

اﻟْﻌِﻠْﻢُ ﻋِﻨْﺪَﻧَﺎ ﻣَﺎ ﻛَﺎﻥَ ﻋَﻦْ اﻟﻠَّﻪِ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ ﻣِﻦْ ﻛِﺘَﺎﺏٍ ﻧَﺎﻃِﻖٍ ﻧَﺎﺳِﺦٍ ﻏَﻴْﺮِ ﻣَﻨْﺴُﻮﺥٍ، ﻭَﻣَﺎ ﺻَﺤَّﺖْ ﺑِﻪِ اﻷَْﺧْﺒَﺎﺭُ ﻋَﻦْ ﺭَﺳُﻮﻝِ اﻟﻠَّﻪِ - ﺻَﻠَّﻰ اﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ - ﻣِﻤَّﺎ ﻻَ ﻣُﻌَﺎﺭِﺽَ ﻟَﻪُ، ﻭَﻣَﺎ ﺟَﺎءَ ﻋَﻦْ اﻷَْﻟِﺒَّﺎءِ ﻣِﻦْ اﻟﺼَّﺤَﺎﺑَﺔِ ﻣَﺎ اﺗَّﻔَﻘُﻮا ﻋَﻠَﻴْﻪِ، ﻓَﺈِﺫَا اﺧْﺘَﻠَﻔُﻮا ﻟَﻢْ ﻳُﺨْﺮِﺝْ ﻣِﻦْ اﺧْﺘِﻼَﻓِﻬِﻢْ، ﻓَﺈِﺫَا ﺧَﻔِﻲَ ﺫَﻟِﻚَ ﻭَﻟَﻢْ ﻳُﻔْﻬَﻢْ ﻓَﻌَﻦْ اﻟﺘَّﺎﺑِﻌِﻴﻦَ، ﻓَﺈِﺫَا ﻟَﻢْ ﻳُﻮﺟَﺪْ ﻋَﻦْ اﻟﺘَّﺎﺑِﻌِﻴﻦَ ﻓَﻌَﻦْ ﺃَﺋِﻤَّﺔِ اﻟْﻬُﺪَﻯ ﻣِﻦْ ﺃَﺗْﺒَﺎﻋِﻬِﻢْ، ﻣِﺜْﻞِ ﺃَﻳُّﻮﺏَ اﻟﺴِّﺨْﺘِﻴَﺎﻧِﻲُّ ﻭَﺣَﻤَّﺎﺩِ ﺑْﻦِ ﺯَﻳْﺪٍ ﻭَﺣَﻤَّﺎﺩِ ﺑْﻦِ ﺳَﻠَﻤَﺔَ ﻭَﺳُﻔْﻴَﺎﻥَ ﻭَﻣَﺎﻟِﻚٍ ﻭَاﻷَْﻭْﺯَاﻋِﻲِّ ﻭَاﻟْﺤَﺴَﻦِ ﺑْﻦِ ﺻَﺎﻟِﺢٍ، ﺛُﻢَّ ﻣَﺎ ﻟَﻢْ ﻳُﻮﺟَﺪْ ﻋَﻦْ ﺃَﻣْﺜَﺎﻟِﻬِﻢْ ﻓَﻌَﻦْ ﻣِﺜْﻞِ ﻋَﺒْﺪِ اﻟﺮَّﺣْﻤَﻦِ ﺑْﻦِ ﻣَﻬْﺪِﻱٍّ ﻭَﻋَﺒْﺪِ اﻟﻠَّﻪِ ﺑْﻦِ اﻟْﻤُﺒَﺎﺭَﻙِ ﻭَﻋَﺒْﺪِ اﻟﻠَّﻪِ ﺑْﻦِ ﺇﺩْﺭِﻳﺲَ ﻭَﻳَﺤْﻴَﻰ ﺑْﻦِ ﺁﺩَﻡَ ﻭَاﺑْﻦِ ﻋُﻴَﻴْﻨَﺔَ ﻭَﻭَﻛِﻴﻊِ ﺑْﻦِ اﻟْﺠَﺮَّاﺡِ، ﻭَﻣَﻦْ ﺑَﻌْﺪَﻫُﻢْ ﻣُﺤَﻤَّﺪِ ﺑْﻦِ ﺇﺩْﺭِﻳﺲَ اﻟﺸَّﺎﻓِﻌِﻲِّ ﻭَﻳَﺰِﻳﺪَ ﺑْﻦِ ﻫَﺎﺭُﻭﻥَ ﻭَاﻟْﺤُﻤَﻴْﺪِﻱِّ ﻭَﺃَﺣْﻤَﺪَ ﺑْﻦِ ﺣَﻨْﺒَﻞٍ ﻭَﺇِﺳْﺤَﺎﻕَ ﺑْﻦِ ﺇﺑْﺮَاﻫِﻴﻢَ اﻟْﺤَﻨْﻈَﻠِﻲِّ ﻭَﺃَﺑِﻲ ﻋُﺒَﻴْﺪٍ اﻟْﻘَﺎﺳِﻢُ ﺑْﻦِ ﺳَﻼَّﻡٍ.

| عقيدة الرازيين |

وهـجُ السُّنَّة

11 Oct, 18:44


الْأُصُول الَّتِي ضل بهَا الْفرق ‌سَبْعَة ‌أصُول:

القَوْل من ذَات الله سُبْحَانَهُ
وَالْقَوْل فِي صِفَاته
وَالْقَوْل فِي أَفعاله
وَالْقَوْل فِي الْوَعيد
وَالْقَوْل فِي الْإِيمَان
وَالْقَوْل فِي الْقُرْآن
وَالْقَوْل فِي الْإِمَامَة.

فَأهل التَّشْبِيه ضلت فِي ذَات الله
والجهمية ضلت فِي صِفَات الله
والقدرية ضلت فِي أَفعَال الله
والخوارج ضلت فِي الْوَعيد
والمرجئة ضلت فِي الْإِيمَان
والمعتزلة ضلت فِي الْقُرْآن
والرافضة ضلت فِي الْإِمَامَة.

فَأهل التَّشْبِيه تعتقد لله مثلا
والجهمية تَنْفِي أَسمَاء الله وَصِفَاته
والقدرية لَا تعتقد أَن الْخَيْر وَالشَّر جَمِيعًا من الله
والخوارج تزْعم أَن الْمُسلم يكفر بكبيرة يعملها
والمرجئة تَقول: إِن الْعَمَل لَيْسَ من الْإِيمَان وَإِن مرتكب الْكَبِيرَة مُؤمن، وَإِن الْإِيمَان لَا يزِيد وَلَا ينقص
والرافضة تنكر إِعَادَة الإجسام وتزعم أَن عليا - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - لم يمت، وَأَنه يرجع قبل يَوْم الْقِيَامَة»

«الحجة في بيان المحجة» (2/ 409)

وهـجُ السُّنَّة

11 Oct, 13:28


#فَإِنَّهُ_جَهْبَذُ_هَذَا_الأَمْرِ.

#من_مَسَائِل_الْجَهْمِ_بْنِ_صَفْوَان.

حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَجَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ، قَالَ:
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ:

إِنَّ رَجُلًا قَدْ تَكَلَّمَ فِي ذَلِكَ الْجَانِبِ وَقَدْ قَعَدَ النَّاسُ يَخُوضُونَ فِيهِ، وَقَدْ ذَهَبُوا إِلَى عَبْدِ الْوَهَّابِ فَسَأَلُوهُ، فَقَالَ: اذْهَبُوا إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، وَقَدْ ذَهَبُوا إِلَى غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الْمَشْيَخَةِ، فَلَمْ يَدْرُوا مَا يَقُولُونَ، وَقَدْ جَاءُوا بِكَلَامِهِ عَلَى أَنْ يَعْرِضُوهُ عَلَيْكَ وَهَذِهِ الرُّقْعَةُ، فَقَالَ:
هَاتِهَا. فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِ، فَكَانَ فِيهَا:
خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَنَا عُقُولًا، وَأَلْهَمَنَا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ، وَأَلْهَمَنَا الرُّشْدَ، وَأَوْجَبَ عَلَيْنَا فِيمَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْنَا الشُّكْرَ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَهَكَذَا إِيمَانُنَا قَوْلٌ وَعَمَلٌ، وَيَزِيدُ وَيَنْقُصُ وَنِيَّةٌ وَاتِّبَاعُ السُّنَّةِ، وَإِنَّمَا قُلْتُ: إِنَّهُ مَخْلُوقٌ عَلَى الْحَرَكَةِ وَالْفِعْلِ، إِذْ كَانَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ لَا عَلَى الْقَوْلِ، فَمَنْ قَالَ: «#إِنَّ_الْإِيمَانَ_مَخْلُوقٌ_يُرِيدُ_الْقَوْلَ_فَهُوَ_كَافِرٌ»،
وَبَعْدَ هَذَا يُعْرَضُ كَلَامِي عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، فَإِنْ كَانَ خَطَأً رَجَعْتُ وَتُبْتُ إِلَى اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ صَوَابًا، فَالْحَمْدُ لِلَّهِ، فَقَرَأَهَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ: وَإِنَّمَا قُلْتُ: إِنَّهُ مَخْلُوقٌ عَلَى الْحَرَكَةِ وَالْفِعْلِ، فَرَمَى أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بِالرُّقْعَةِ مِنْ يَدِهِ، وَغَضِبَ شَدِيدًا، ثُمَّ قَالَ:
هَذَا أَهْلٌ أَنْ يُحَذَّرَ عَنْهُ وَلَا يُكَلَّمَ، هَذَا كَلَامُ جَهْمٍ بِعَيْنِهِ، وَإِنَّمَا قُلْتَ مَخْلُوقٌ عَلَى الْحَرَكَةِ، هَذَا مِثْلُ قَوْلِ الْكَرَابِيسِيِّ، إِنَّمَا أَرَادَ: الْحَرَكَاتُ مَخْلُوقَةٌ، هَذَا قَوْلُ جَهْمٍ، وَيْلَهُ إِذَا قَالَ: إِنَّ الْإِيمَانَ مَخْلُوقٌ، فَأَيُّ شَيْءٍ بَقِيَ؟
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْإِيمَانُ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ»، فَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مَخْلُوقٌ؟
قَالَ: مِنْ أَيْنَ هَذَا الرَّجُلُ؟ وَعَلَى مَنْ نَزَلَ؟ وَمَنْ يُجَالِسُ؟
قُلْتُ: هُوَ غَرِيبٌ، قَالَ: حَذِّرُوا عَنْهُ، لَيْسَ يُفْلِحُ أَصْحَابُ الْكَلَامِ. ثُمَّ غَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا، وَأَمَرَ بِمُجَانَبَتِهِ، ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: انْظُرْ كَيْفَ قَدْ قَدَّمَ التَّوْبَةَ أَمَامَهُ: إِنْ أَنْكَرَ عَلَيَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ تُبْتُ، وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِكَلَامٍ أُنْكِرُهُ عَلَيْهِ.

[الإبانة الكبرى - ابن بطة (6/ 297)]

قال أبو بكر الخلَّال : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ، قَالَ : ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ عِيسَى الْبَزَّازُ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي ، يَقُولُ :

« قَدِمَ عَلَيْنَا رَجُلٌ مِنْ صُورٍ مُعَرَّفٌ بِالصُّورِيِّ مُتَكَلِّمٌ ، حَسَنُ الْهَيْئَةِ كَأَنَّهُ رَاهِبٌ ، فَأَعْجَبَنَا أَمْرُهُ ، ثُمَّ إِنَّمَا لُقِيَ سَائِلا فَجَعَلَ يَقُولُ لَنَا : الإِيمَانُ مَخْلُوقٌ ، وَالزَّكَاةُ مَخْلُوقَةٌ ، وَالْحَجُّ مَخْلُوقٌ ، وَالْجِهَادُ مَخْلُوقٌ ، فَجَعَلْنَا لا نَدْرِي مَا نَرُدُّ عَلَيْهِ ، فَأَتَيْنَا عَبْدَ الْوَهَّابِ الْوَرَّاقَ ، فَقَصَصْنَا عَلَيْهِ أَمْرَهُ ، فَقَالَ : مَا أَدْرِي مَا هَذَا ؟ ائْتُوا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ ، فَإِنَّهُ جَهْبَذُ هَذَا الأَمْرِ ، قَالَ أَبِي : فَأَتَيْنَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ مِنَ الْمَسَائِلِ الَّتِي أَلْقَاهَا عَلَيْنَا ، فَقَالَ لَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : هَذِهِ مَسَائِلُ الْجَهْمِ بْنِ صَفْوَانَ ، وَهِيَ سَبْعُونَ مَسْأَلَةً ، اذْهَبُوا فَاطْرُدُوا هَذَا مِنْ عِنْدِكُمْ ».

[كتاب السُّنَّة لأبي بكر الخلَّال].

وهـجُ السُّنَّة

10 Oct, 19:49


قال عبدُ اللّهِ بن مسعود :

ليسَ عامٌ إلا الذي بعده شرٌّ منه، ولا عامٌ خيرٌ من عامٍ، ولا أمَّةٌ خيرٌ من هذه الأمَّةِ، ولكنْ ذَهَابُ خِيارِكُمْ وعُلمائِكم، ولكنْ يَحْدُثُ قومٌ يَقيسونَ الأُمورَ برأيِهِم، فيَنهدِمُ الإسلامُ ويَنْثَلِمُ .

[«سنن سعيد بن منصور» (6/ 74)]

وهـجُ السُّنَّة

09 Oct, 18:54


عن مالك بن مغول ؛ قال : سمعت أبا يحيى يقول :
شكوت إلى مجاهد الذنوب ؛ قال : أين أنت من الممحاة ؟
يعني : اﻻستغفار .

| الزهد للإمام أحمد |

وهـجُ السُّنَّة

09 Oct, 13:55


قال إسحاق بن منصور: قال الإمام أحمد:
قَالَ عبد الرحمن بن مهدي:

من قَالَ إنَّ اللَّه لم يكلم موسى عليه السلام يُستتاب، فَإِنْ تاب، وإلَّا قُتِلَ.

"مسائل الكوسج"

وهـجُ السُّنَّة

08 Oct, 21:02


عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ:

تَكُونُ ثَلَاثُ فِتَنٍ : فِتْنَةٌ بَعْدَهَا تَوْبَةٌ وَجَمَاعَةٌ، وَفِتْنَةٌ بَعْدَهَا تَوْبَةٌ وَجَمَاعَةٌ، وَفِتْنَةٌ بَعْدَهَا جَمَاعَةٌ وَلَمْ يَذْكُرْ تَوْبَةً.

| مسند ابن الجعد |

1,502

subscribers

193

photos

2

videos