بمرور الزمن اقتنع الغرب أن هذا الكيان لن يزول، فقد رأى منهم قومًا مناضلين، يعبرون الطريق الشائك سعيًا للوصول إلى دولة الحلم. وسياسيو إسرائیل ليسوا مثل سياسيي العرب سفهاء وجاهلين، لذلك راهن الغرب عليهم ووضع أحلامه وآماله على عاتق هذه القلّة إيمانًا منه بسطوتهم، وكان ذلك، فلم يدَّخر الكيان جهدًا، ولم يهجع عن أمره، ولم يتوانَ ولم يتهاون ولم يترفّق، بل جدَّ في أمره واجتهد وجرّد فيه العناية، ولكنَّ قضيته كانت خاسرة من البداية، لأنها تزاحمت مع حرية أهل فلسطين وشجاعتهم وصبرهم، فإعتاص الأمر عليهم وتوعَّر، وصار النصر عزيزًا، بل تعذَّر ونَفَر، فهذا الجبل العظيم الإباء، والمنيف الارتقاء، الذي يتجلى في صمود أهل فلسطين العجيب، وفي تحدي رجال القسّام وبطولتهم، يقف حائلًا بين إسرائیل وبين الحلم، وهيهات أن يزول ذلك الجبل أو يتزحزح.