『بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ』 @milat_alanbia0 Channel on Telegram

『بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ』

@milat_alanbia0


قال ابن المبارك - رحمه الله -:

اللهم لا تجعل لصاحب بدعة عندي يدا فيحبّه قلبي.

شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 1/140

"كل ما في القناة منقول"

『بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ』 (Arabic)

Welcome to the Telegram channel 'بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ'! This channel, with the username @milat_alanbia0, is dedicated to sharing quotes and teachings from the Islamic scholar Ibn Al-Mubarak. The channel's description includes a powerful quote from Ibn Al-Mubarak, reminding us to be cautious of those who follow false beliefs. The channel focuses on explaining the fundamentals of the beliefs of Ahl as-Sunnah wal-Jama'a, the mainstream Sunni Islamic belief. All content shared on the channel is carefully selected and curated to provide followers with valuable insights and knowledge. If you are interested in deepening your understanding of Islamic teachings and principles, this channel is a must-follow. Join us on this journey of learning and enlightenment. Remember, 'بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ' - Indeed, worship Allah alone.

『بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ』

23 Nov, 19:36


https://t.me/alamr_alawal

『بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ』

23 Nov, 19:25


يتبع إن شاء الله...

『بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ』

23 Nov, 19:25


قال تعالى: { إِنَّ فِی خَلۡقِ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَـٰفِ ٱلَّیۡلِ وَٱلنَّهَارِ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّأُو۟لِی ٱلۡأَلۡبَـٰبِ (١٩٠) ٱلَّذِینَ یَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ قِیَـٰمࣰا وَقُعُودࣰا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمۡ وَیَتَفَكَّرُونَ فِی خَلۡقِ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ رَبَّنَا مَا خَلَقۡتَ هَـٰذَا بَـٰطِلࣰا سُبۡحَـٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ (١٩١) رَبَّنَاۤ إِنَّكَ مَن تُدۡخِلِ ٱلنَّارَ فَقَدۡ أَخۡزَیۡتَهُۥۖ وَمَا لِلظَّـٰلِمِینَ مِنۡ أَنصَارࣲ (١٩٢) رَّبَّنَاۤ إِنَّنَا سَمِعۡنَا مُنَادِیࣰا یُنَادِی لِلۡإِیمَـٰنِ أَنۡ ءَامِنُوا۟ بِرَبِّكُمۡ فَـَٔامَنَّاۚ رَبَّنَا فَٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرۡ عَنَّا سَیِّـَٔاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلۡأَبۡرَارِ (١٩٣) رَبَّنَا وَءَاتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلَا تُخۡزِنَا یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِۖ إِنَّكَ لَا تُخۡلِفُ ٱلۡمِیعَادَ (١٩٤) } [سُورَةُ آلِ عِمۡرَانَ: ١٩٠-١٩٤].

◂ أورد ابن كثير في تفسيره عن ابن عباس في سبب نزول الآية أن مشركي قريش قالوا للنبي : ادعوا لنا ربك يجعل لنا الصفا ذهبا، فدعا ربه فنزلت: { إِنَّ فِی خَلۡقِ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَـٰفِ ٱلَّیۡلِ وَٱلنَّهَارِ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّأُو۟لِی ٱلۡأَلۡبَـٰبِ } فليتفكروا فيها.

◂ جاء في تفسير ابن المنذر وغيره
عن عائشة من طريق عطاء أن رسول الله صَلَّى ٱللَّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرأ هذه الآيات ثم قال : ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها.

◂ عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَأَلْتُ الْأَوْزَاعِيَّ عَنْ أَدْنَى مَا يَتَعلق بِهِ الْمُتَعَلِّقُ مِنَ الْفِكْرِ فِيهِنَّ وَمَا يُنْجِيهِ مِنْ هَذَا الْوَيْلِ؟ فَأَطْرَقَ هُنَيّة ثُمَّ قَالَ: يَقْرَؤُهُنَّ وَهُوَ يَعْقلُهُن.

◂ وأورد ابن كثير في تفسيره عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: تَفَكُّر سَاعَة خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةٍ.

وكذلك أورد عن عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: الْكَلَامُ بِذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَسَنٌ، وَالْفِكْرَةُ فِي نِعَمِ اللَّهِ أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ.

『بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ』

23 Nov, 18:31


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

تفسير الآيات الواردة في باب الإيمان بالله تعالى:

❒ الآيات الواردة في توحيد الربوبية :


قال تعالى: { قُلۡ یَـٰۤأَهۡلَ ٱلۡكِتَـٰبِ تَعَالَوۡا۟ إِلَىٰ كَلِمَةࣲ سَوَاۤءِۭ بَیۡنَنَا وَبَیۡنَكُمۡ أَلَّا نَعۡبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ وَلَا نُشۡرِكَ بِهِۦ شَیۡـࣰٔا وَلَا یَتَّخِذَ بَعۡضُنَا بَعۡضًا أَرۡبَابࣰا مِّن دُونِ ٱللَّهِۚ فَإِن تَوَلَّوۡا۟ فَقُولُوا۟ ٱشۡهَدُوا۟ بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ } [سُورَةُ آلِ عِمۡرَانَ: ٦٤].

◂ جاء في تفسير الطبري قوله تعالى : { قُلۡ یَـٰۤأَهۡلَ ٱلۡكِتَـٰبِ تَعَالَوۡا۟ إِلَىٰ كَلِمَةࣲ سَوَاۤءِۭ بَیۡنَنَا وَبَیۡنَكُمۡ أَلَّا نَعۡبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ وَلَا نُشۡرِكَ بِهِۦ شَیۡـࣰٔا وَلَا یَتَّخِذَ بَعۡضُنَا بَعۡضًا أَرۡبَابࣰا مِّن دُونِ ٱللَّهِۚ فَإِن تَوَلَّوۡا۟ فَقُولُوا۟ ٱشۡهَدُوا۟ بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ } [سُورَةُ آلِ عِمۡرَانَ: ٦٤] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «اجْتَمَعَتْ نَصَارَى نَجْرَانَ وَأَحْبَارُ يَهُودَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَتَنَازَعُوا عِنْدَهُ، فَقَالَتِ الْأَحْبَارُ: مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ إِلَّا يَهُودِيًّا، وَقَالَتِ النَّصَارَى: مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ إِلَّا نَصْرَانِيًّا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِمْ: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ [آل عمران: ٦٥] قَالَتِ النَّصَارَى: كَانَ نَصْرَانِيًّا، وَقَالَتِ الْيَهُودُ: كَانَ يَهُودِيًّا، فَأَخْبِرْهُمُ اللَّهُ أَنَّ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ مَا أُنْزِلَا إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ، وَبَعْدَهُ كَانَتِ الْيَهُودِيَّةُ وَالنَّصْرَانِيَّةُ».

هذا بالنسبة لسبب نزول الآية وهو يفهمنا أن أهل الملل الباطلة خاصموا في باب الإيمان بالله، وعلى وجه الخصوص أهل الكتاب وادعوا بأن إبراهيم عليه الصلاة والسلام على ملتهم فأكذبهم الله في ذلك، فعَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ﴾ [آل عمران: ٦٥] قَالَ: «الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى بَرَّأَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُمْ حِينَ ادَّعَتْ كُلُّ أُمَّةٍ أَنَّهُ مِنْهُمْ، وَأَلْحَقَ بِهِ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْحَنِيفِيَّةِ» حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ مِثْلَهُ. وَأَمَّا قَوْلُهُ: ﴿أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ [آل عمران: ٦٥] فَإِنَّهُ يَعْنِي: أَفَلَا تَعْقِلُونَ، تَفْقَهُونَ خَطَأَ قِيلِكُمْ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا، وَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ الْيَهُودِيَّةَ وَالنَّصْرَانِيَّةَ حَدَثَتْ مِنْ بَعْدِ مَهْلِكِهِ بِحِينٍ؟.

◂ أخرج الطبري عن الربيع ابن أنس أن النبي صَلَّى ٱللَّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا اليهود إلى الكلمة السواء.

كما أخرج عَن السّديّ قَالَ: ثمَّ دعاهم رَسُول الله ﷺ يَعْنِي الْوَفْد من نَصَارَى نَجْرَان فَقَالَ ﴿يَا أهل الْكتاب تَعَالَوْا إِلَى كلمة سَوَاء﴾ الْآيَة.

◉ ثم جاء تفسير الكلمة السواء بأنها لا إله إلا الله وهو ما أخرجه ابن المنذر عن مجاهد، كذلك جاء عن الحسن أنها الإسلام وعن ابن عباس أنها العدل كما في مسائل نافع ابن الأزرق، وكل هذه التفاسير لا تتنافى فلا إله إلا الله عدل وهي الإسلام الذي جاء به كل الرسل ودعت إليه، فهي كلمة العدل والإخلاص.

وقوله تعالى:{ أَلَّا نَعۡبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ وَلَا نُشۡرِكَ بِهِۦ شَیۡـࣰٔا وَلَا یَتَّخِذَ بَعۡضُنَا بَعۡضًا أَرۡبَابࣰا مِّن دُونِ ٱللَّهِۚ } [سُورَةُ آلِ عِمۡرَانَ: ٦٤]

◂ فجاء عن ابن عباس أنه السجود لبعضهم بعضا، وفي تفسير مقاتل بن سليمان : ﴿ألاَّ نَعْبُدَ إلاَّ الله ولا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا﴾ مِن خلقه، ﴿ولا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضًا أرْبابًا مِّن دُونِ الله﴾؛ لأنهم اتَّخذوا عيسى ربًّا، ﴿فَإن تَوَلَّوْاْ﴾ يعني: فإن أبَوا التوحيد ﴿فَقُولُواْ﴾ لهم أنتم: ﴿اشهدوا بِأَنّا مُسْلِمُونَ﴾ يعني: مُخلِصين بالتوحيد.

◂ وأخرج ابن جرير
عن ابْنُ جُرَيْجٍ: ﴿وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّه ﴾ [آل عمران: ٦٤] يَقُولُ: «لَا يُطِعْ بَعْضُنَا بَعْضًا فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَيُقَالُ: إِنَّ تِلْكَ الرُّبُوبِيَّةَ أَنْ يُطِيعَ النَّاسُ سَادَتَهُمْ وَقَادَتَهُمْ فِي غَيْرِ عُبَادَةٍ إِنْ لَمْ يُصَلُّوا لَهُمْ» وَقَالَ آخَرُونَ: اتِّخَاذُ بَعْضِهِمْ بَعْضًا أَرْبَابًا: سُجُودُ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ.

『بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ』

23 Nov, 17:40


-

📑 بحث بعنوان: الفهرست التفسيري للآيات الواردة في أصول الإيمان.

-

『بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ』

21 Nov, 17:14


↵ حسن النية والخشية من الله :

١ - عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، قَالَ: عَنِ الشَّعْبِيِّ وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَيُّهَا الْعَالِمُ. فَقَالَ: «الْعَالِمُ مَنْ يَخَافُ اللهَ» ⁽¹⁾.

۲ - وقَالَ عَبْدُ اللَّهِ
: لَيْسَ الْعِلْمُ بِكَثْرَةِ الرِّوَايَةِ وَلَكِنَّ الْعِلْمَ الْخَشْيَةُ " ⁽²⁾.

٣ - وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ
: «تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ؛ فَإِنَّ تَعَلُّمَهُ لِلَّهِ تَعَالَى خَشْيَةٌ، وَطَلَبَهُ عِبَادَةٌ، وَمُذَاكَرَتَهُ تَسْبِيحٌ، وَالْبَحْثَ عَنْهُ جِهَادٌ، وَتَعْلِيمَهُ لِمَنْ لَا يَعْلَمُ صَدَقَةٌ، وَبَذْلَهُ لِأَهْلِهِ قُرْبَةٌ ⁽³⁾.

٤ - عَنْ عِمْرَانَ الْقَصِيرِ، قَالَ
: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ شَيْءٍ، فَقُلْتُ: إِنَّ الْفُقَهَاءَ يَقُولُونَ كَذَا وَكَذَا فَقَالَ: «وَهَلْ رَأَيْتَ فَقِيهًا بِعَيْنِكَ؟ إِنَّمَا الْفَقِيهُ الزَّاهِدُ فِي الدُّنْيَا الْبَصِيرُ بِدِينِهِ الْمُدَاوِمُ عَلَى عِبَادَةِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ» ⁽⁴⁾.

↵ تعلم العلم لأجل العمل به :


١ - عَنِ الْحَسَنِ قَالَ
: «طَلَبْنَا هَذَا الْأَمْرَ وَنَظَرْنَا فَلَمْ نَجِدْ أَحَدًا عَمِلَ عَمَلًا بِغَيْرِ عِلْمٍ إِلَّا كَانَ مَا يُفْسِدُ أَكْثَرَ مِمَّا يُصْلِحُ» ⁽⁵⁾.

٢ - وعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ
: «الْعِلْمُ إِنْ لَمْ يَنْفَعْكَ ضَرَّكَ» ⁽⁶⁾.

٣ - وقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ
: «لَيْسَ الْعَالِمُ الَّذِي يَعْرَفُ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ، إِنَّمَا الْعَالِمُ الَّذِي يَعْرَفُ الْخَيْرَ فَيَتْبَعُهُ، وَيَعْرِفُ الشَّرَّ فَيَجْتَنِبُهُ» ⁽⁷⁾.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
⑴. حلية الأولياء (۲/ ۱۱۱).
⑵. الزهد لأحمد بن حنبل (١/‏١٣١).
⑶. حلية الأولياء (۱/ ۱۸۸).
⑷. حلية الأولياء (۳۳۳/۱).
⑸. الزهد للإمام أحمد.
⑹. حلية الأولياء (٢/ ٥٤١).
⑺. حلية الأولياء (٢/ ٤٢٧).

『بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ』

19 Nov, 20:23


↵ الأدب والاخلاق صفة مهمة لطالب العلم وبدونهما أفسد علمه :

١ - وعَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَتْ
: بَاتَ أَبُو الدَّرْدَاءِ اللَّيْلَةَ يُصَلِّي فَجَعَلَ يَبْكِي وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ أَحْسَنْتَ خَلْقِي فَأَحْسِنْ خُلُقِي، حَتَّى أَصْبَحَ فَقُلْتُ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ مَا كَانَ دُعَاؤُكَ مُنْذُ اللَّيْلَةِ إِلَّا فِي حُسْنِ الْخُلُقِ قَالَ: يَا أُمَّ الدَّرْدَاءِ إِنَّ الْعَبْدَ الْمُسْلِمَ يَحْسُنُ خُلُقُهُ حَتَّى يُدْخِلَهُ حُسْنُ خُلُقِهِ الْجَنَّةَ، وَيَسُوءُ خُلُقُهُ حَتَّى يُدْخِلَهُ سُوءُ خُلُقِهِ النَّارَ ⁽¹⁾.

٢ - وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ
: «مَنْ لَمْ يَرَ أَنَّ كَلَامَهُ مِنْ عَمَلِهِ، وَأَنَّ خُلُقَهُ مِنْ دِينِهِ هَلَكَ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ» ⁽²⁾.

٣ - «قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ
: الْكَلَامُ اللَّيِّنُ يَغْسِلُ الضَّغَائِنَ الْمُسْتَكِنَّةَ فِي الْجَوَانِحِ» ⁽³⁾.

↵ الحذر من الرياء وطلب الشهرة وان يكون سبب طلب العلم ان يقال عالم :


١ - قال يحيى بن معاذ
: لَا تَطْلُبِ الْعِلْمَ رِيَاءً وَلَا تَتْرُكْهُ حَيَاءً ⁽⁴⁾.

٢ - قال الإمام المجاهد عبد الله ابن المبارك رحمه الله
: قَالَ لِي سُفْيَانُ: إِيَّاكَ وَالشُّهْرَةَ، فَمَا أَتَيْتُ أَحَدًا إِلاَّ وَقَدْ نَهَى عَنِ الشُّهرَةِ ⁽⁵⁾.

٣ - قال عبد الله بن المبارك رحمه الله
: كن محبًاّ للخمول كراهية الشهرة ولا تظهر من نفسك أنك تحبّ الخمول فترفَع نفسك، فإنَّ دعواك الزهد من نفسك هو خروجك من الزهد لأنّك تجرّ إلى نفْسك الثناء والمدْحة ⁽⁶⁾.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
⑴. الزهد للإمام أحمد (١ / ٤٨٦).
⑵. موسوعة ابن أبي الدنيا (٢٢١/٥).
⑶. موسوعة ابن أبي الدنيا (۱۹۷/۷).
⑷. حلية الأولياء (٢٥٩/٣).
⑸. السير (٢٦/٧).
⑹. كتاب صفوة الصفوة.

『بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ』

18 Nov, 20:12


بسم الله الرحمن الرحيم؛

▣ أساسيات مهمة يجب أن يتبعها طالب العلم وإلا كان علمه فساد عليه :

↵ التواضع في طلب العلم وعدم استحقار ممن هم دونك:

١- قال وكيع:
لاَ يَكْمُلُ الرَّجُلُ حَتَّى يَكْتُبَ عَمَّنْ هُوَ فَوْقَهُ، وَعَمَّنْ هُوَ مِثْلَهُ، وَعَمَّنْ هُوَ دُوْنَهُ ⁽¹⁾.

٢- وعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَرْدَكَ، قَالَ:
سَمِعْتُ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ، يَقُولُ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ: " غَفَرَ اللهُ لَكَ، أَنْتَ سَيِّدُ النَّاسِ وَأَفْضَلُهُمْ، تَذْهَبُ إِلَى هَذَا الْعَبْدِ فَتَجْلِسُ مَعَهُ - يَعْنِي زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ - فَقَالَ: «إِنَّهُ يَنْبَغِي لِلْعِلْمِ أَنْ يُتْبَعَ حَيْثُمَا كَانَ» ⁽²⁾.

٣- وعَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ:
«إِنَّ مِنَ السُّنَّةِ إِذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ الْقَوْمَ أَنْ يُقْبِلَ عَلَيْهِمْ جَمِيعًا، وَلَا يَخُصَّ أَحَدًا دُونَ أَحَدٍ» ⁽³⁾.

↵ عدم الإكثار والتسرع انما الانضباط والمواظبة:

١- قال الزهري:
«إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ إِنْ أَخَذْتَهُ بِالْمُكَاثَرَةِ غَلَبَكَ وَلَمْ تَظْفَرْ مِنْهُ بِشَيْءٍ، وَلَكِنْ خُذْهُ مَعَ الْأَيَّامِ وَاللَّيَالِي أَخْذًا رَفِيقًا تَظْفَرْ بِهِ» ⁽⁴⁾.

۲- وعن أَحْمَدُ بْنُ مَرْدَكٍ، قَالَ
: سَمِعْتُ حَرْمَلَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: «مَا طَلَبَ أَحَدٌ الْعِلْمَ بِالتَّعَمُّقِ وَعِزِّ النَّفْسِ فَأَفْلَحَ وَلَكِنْ مَنْ طَلَبَهُ بِضِيقِ الْيَدِ وَذِلَّةِ النَّفْسِ وَخِدْمَةِ الْعَالِمِ أَفْلَحَ» ⁽⁵⁾.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
⑴. سير أعلام النبلاء (۸۱۲/۲).
⑵. حلية الأولياء (١/ ٤٨٦).
⑶. حلية الأولياء.
⑷. حلية الأولياء (٢٤/٢).
⑸. حلية الأولياء (١٢٦/٣).

『بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ』

18 Nov, 19:47


-

📑 نصائح لطالب العلم.
-

『بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ』

13 Nov, 15:47


¬ قال علي بن أبي طالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ... ارْتَحَلَتِ الدُّنْيَا مُدْبِرَةً وَارْتَحَلَتِ الْآخِرَةُ مُقْبِلَةً وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنُونَ فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ وَلَا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْيَوْمَ عَمَلٌ وَلَا حِسَابَ وَغَدًا حِسَابٌ وَلَا عَمَلٌ.

وحذر الله تعالى من الأزواج والعيال وذكر أن الكثير منهم عدو محارب لك في دينك يمنعونك من فعل أي خطوة إلى الأمام في دينك وتحسين إسلامك هذا قيل في زمن السلف ، فماذا عسانا أن نقول اليوم !!

¬ عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: «بُنَيَّ إِنَّا كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ قَوْمًا سَتَحْبِسُهُمْ عَيَالَاتُهُمْ عَلَى الْمَهَالِكِ».

وهذه نتيجة استحباب الدنيا على الآخرة وهي صفة عامة أهل الكفر، قال تعالى: { وَوَیۡلࣱ لِّلۡكَـٰفِرِینَ مِنۡ عَذَابࣲ شَدِیدٍ (٢) ٱلَّذِینَ یَسۡتَحِبُّونَ ٱلۡحَیَوٰةَ ٱلدُّنۡیَا عَلَى ٱلۡـَٔاخِرَةِ وَیَصُدُّونَ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِ وَیَبۡغُونَهَا عِوَجًاۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ فِی ضَلَـٰلِۭ بَعِیدࣲ (٣) } [سُورَةُ إِبۡرَاهِيمَ: ٢-٣].

وقال سبحانه: { وَلَـٰكِن مَّن شَرَحَ بِٱلۡكُفۡرِ صَدۡرࣰا فَعَلَیۡهِمۡ غَضَبࣱ مِّنَ ٱللَّهِ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِیمࣱ (١٠٦) ذَ ٰ⁠لِكَ بِأَنَّهُمُ ٱسۡتَحَبُّوا۟ ٱلۡحَیَوٰةَ ٱلدُّنۡیَا عَلَى ٱلۡـَٔاخِرَةِ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ (١٠٧) } [سُورَةُ النَّحۡلِ: ١٠٦-١٠٧].

❍ الخاتمة:

إذا قمت بنفسك بهذه المقومات فعليك بالحفاظ على هذه النهضة والقومة بالاستقامة، وعدم الروغان واللعب بالدين.

قال تعالى: { فَٱسۡتَقِمۡ كَمَاۤ أُمِرۡتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطۡغَوۡا۟ۚ إِنَّهُۥ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِیرࣱ }[سُورَةُ هُودٍ: ١١٢].

قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ﴾ أَيِ: اسْتَقِمْ عَلَى دِينِ رَبِّكَ، وَالْعَمَلِ بِهِ، وَالدُّعَاءِ إِلَيْهِ كَمَا أُمِرْتَ، ﴿وَمَنْ تَابَ مَعَكَ﴾ أَيْ: وَمَنْ آمَنَ مَعَكَ فَلْيَسْتَقِيمُوا، قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: الِاسْتِقَامَةُ أَنْ تَسْتَقِيمَ عَلَى الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ، وَلَا تَرُوغَ رَوَغَانَ الثَّعْلَبِ.

¬ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيِّ، قَالَ
: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قُلْ لِي فِي الْإِسْلَامِ قَوْلًا لَا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ، قَالَ: «قُلْ: آمَنْتُ بِاللهِ، ثُمَّ اسْتَقِمْ».

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

『بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ』

12 Nov, 16:29


❍ المقومات الخمس للنهوض بالنفس :

١/
أخذ الدين بقوة وبجدية وصدق وعزيمة على العمل وليس بضعف وتردد وتخاذل.

قال الله تعالى مخاطبا بني إسرائيل { وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِیثَـٰقَكُمۡ وَرَفَعۡنَا فَوۡقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُوا۟ مَاۤ ءَاتَیۡنَـٰكُم بِقُوَّةࣲ وَٱذۡكُرُوا۟ مَا فِیهِ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ } [سُورَةُ البَقَرَةِ: ٦٣].

¬ عَنْ قَتَادَةَ: «﴿خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ﴾ [البقرة: ٦٣] قَالَ: الْقُوَّةُ: الْجَدُّ، وَإِلَّا قَذَفْتُهُ عَلَيْكُمْ.

وقال تعالى مخاطباً نبيه موسى عليه السلام: { وَكَتَبۡنَا لَهُۥ فِی ٱلۡأَلۡوَاحِ مِن كُلِّ شَیۡءࣲ مَّوۡعِظَةࣰ وَتَفۡصِیلࣰا لِّكُلِّ شَیۡءࣲ فَخُذۡهَا بِقُوَّةࣲ } [سُورَةُ الأَعۡرَافِ: ١٤٥].

وقال تعالى مخاطبًا نبيه يحي عليه السلام: { یَـٰیَحۡیَىٰ خُذِ ٱلۡكِتَـٰبَ بِقُوَّةࣲۖ وَءَاتَیۡنَـٰهُ ٱلۡحُكۡمَ صَبِیࣰّا } [سُورَةُ مَرۡيَمَ: ١٢].

¬ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ قَالَ: بِجَدٍّ وَحَزْمٍ.

¬ وقَالَ مُجاهِد : بِجَدّ.

¬عَنِ السُّدِّيِّ قَوْلُهُ: فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ يَعْنِي بِجَدٍّ وَاجْتِهَادٍ.


¬ قَالَ ابْنُ زَيْدٍ لِمَا سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللهِ : ﴿خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ﴾ [البقرة: ٦٣] قَالَ: خُذُوا الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى بِصِدْقٍ وَبِحَقٍّ».

٢/
إكراه النفس على العمل وإجبارها بالقوة.

فمجاهدة النفس تكون بحملها على فعل ما تكره حتى تعتاده وتألفه قال تعالى : { وَٱلَّذِینَ جَـٰهَدُوا۟ فِینَا لَنَهۡدِیَنَّهُمۡ سُبُلَنَاۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلۡمُحۡسِنِینَ } [سُورَةُ العَنكَبُوتِ: ٦٩].

¬ قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: «أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ مَا أُكْرِهَتْ عَلَيْهِ النُّفُوسُ».

¬ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ: إِنِّي خَلَّفْتُ زِيَادَ بْنَ أَبِي زِيَادٍ مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ وَهُوَ يُخَاصِمُ نَفْسَهُ فِي الْمَسْجِدِ يَقُولُ؟: «اجْلِسْ أَيْنَ تُرِيدِينَ؟ أَيْنَ تَذْهَبِينَ؟ أَتَخْرُجِينَ إِلَى أَحْسَنَ مِنْ هَذَا الْمَسْجِدِ؟ انْظُرِي إِلَى مَا فِيهِ تُرِيدِينَ أَنْ تُبْصِرِي دَارَ فُلَانٍ وَدَارَ فُلَانٍ وَدَارَ فُلَانٍ؟» قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ لِنَفْسِهِ: «وَمَا لَكِ مِنَ الطَّعَامِ يَا نَفْسُ إِلَّا هَذَا الْخُبْزُ وَالزَّيْتُ وَمَا لَكِ مِنَ الثِّيَابِ إِلَّا هَذَانِ الثَّوْبَانُ، وَمَا لَكِ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا هَذِهِ الْعَجُوزُ، أَفَتُحِبِّينَ أَنْ تَمُوتِي؟» فَقَالَتْ: «أَنَا أَصْبِرُ عَلَى هَذَا الْعَيْشِ»

فلا تنتظر من نفسك أن تشتاق للعمل وتذهب إليه بإرادتها لأن النفس أمارة بالسوء تكره العمل تحب الرخاء والكسل كما قال الله: { كَمَاۤ أَخۡرَجَكَ رَبُّكَ مِنۢ بَیۡتِكَ بِٱلۡحَقِّ وَإِنَّ فَرِیقࣰا مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ لَكَـٰرِهُونَ }[سُورَةُ الأَنفَالِ: ٥].

وقال تعالى : { یُجَـٰدِلُونَكَ فِی ٱلۡحَقِّ بَعۡدَ مَا تَبَیَّنَ كَأَنَّمَا یُسَاقُونَ إِلَى ٱلۡمَوۡتِ وَهُمۡ یَنظُرُونَ } [سُورَةُ الأَنفَالِ: ٦].

¬ ولهذا قال الشاعر في جاهليته:

وإنْ هو لمْ يحملْ على النَّفسِ ضيمَها ... فليسَ إلى حسنِ الثَّناءِ سبِيلُ.

¬ ويقول الآخر أيضًا في جاهليته

أبت لي همتي وأبى بلائي ... وأخذي الحمد بالثمن الربيح
وإقحامي على المكروه نفسي ... وضربي هامة البطل المشيح
وقولي كلما جشأت وجاشت ... مكانك تحمدي أو تستريحي

٣/
النفس على ما عودتها.

والنفس على ما روضها الإنسان عليه، فإن جاهدها لله وحاسبها وأوقفها عند حدها استقامت وسارت على الطريق، وإن أهملها وتساهل معها جرته إلى المهالك لأنها مركب الشيطان، فهو يزين لها كل سوء، ويثبطها عن كل خير كما قال الله تعالى: { إِنَّ ٱلنَّفۡسَ لَأَمَّارَةُۢ بِٱلسُّوۤءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّیۤۚ إِنَّ رَبِّی غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ } [سُورَةُ يُوسُفَ: ٥٣].

¬ قَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ: «إِنَّ لِلْعَيْنِ نَوْمًا وَسَهَرًا إِذَا عَوَّدْتَهَا السَّهَرَ اعْتَادَتْ وَإِذَا عَوَّدْتَهَا النَّوْمَ اعْتَادَتْ».

『بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ』

08 Nov, 18:40


مقدمة :

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:

اعلم أخي الموحد أن المعرفة وحدها لا تكفي للنجاة فضلا عن أن تنهض بنفسك للعلم والعمل والدعوة والهجرة والجهاد والعمل بالتوحيد والكفر بالطاغوت والعروة الوثقى.

¬ قال أبو العالية رحمه الله : «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ تَخْرُبُ صُدُورُهُمْ مِنَ الْقُرْآنِ وَلَا يَجِدُونَ لَهُ حَلَاوَةً وَلَا لَذَاذَةً إِنْ قَصَّرُوا عَمَّا أُمِرُوا بِهِ قَالُوا: إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ، وَإِنْ عَمِلُوا بِمَا نُهُوا عَنْهُ قَالُوا: سَيَغْفِرُ لَنَا إِنَّا لَمْ نُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا، أَمْرُهُمْ كُلُّهُ طَمَعٌ لَيْسَ مَعَهُ صِدْقٌ يَلْبَسُونَ جُلُودَ الضَّأْنِ عَلَى قُلُوبِ الذِّئَابِ، أَفْضَلُهُمْ فِي دِينِهِ الْمُدَاهِنُ».

❍ وجوب تغيير ما بالنفس والحال والمكان :

اذن يجب عليك البدأ بالتغيير ، حتى ييسر لك الهداية والعمل بالتوحيد.

قال الله تعالى : { ذَ ٰ⁠لِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمۡ یَكُ مُغَیِّرࣰا نِّعۡمَةً أَنۡعَمَهَا عَلَىٰ قَوۡمٍ حَتَّىٰ یُغَیِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ سَمِیعٌ عَلِیمࣱ }[سُورَةُ الأَنفَالِ: ٥٣].

وقال تعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُغَیِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ یُغَیِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ وَإِذَاۤ أَرَادَ ٱللَّهُ بِقَوۡمࣲ سُوۤءࣰا فَلَا مَرَدَّ لَهُۥۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَالٍ } [سُورَةُ الرَّعۡدِ: ١١].

¬ عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ: وَإِنَّمَا يَجِيءُ التَّغْيِيرُ مِنَ النَّاسِ وَالتَّيْسِيرِ مِنَ اللَّهِ فَلا تُغَيِّرُوا مَا بِكُمْ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ.

❍ القومة التي لابد منها :

القومة هي تلك الخطوة الأولى التي تكون فيها شدة لكن يسهل ما بعدها، وكم في القرآن من عبارة ( قُم ) لو تتدبر فيها وفي مواضعها.

قال تعالى: { قُلۡ إِنَّمَاۤ أَعِظُكُم بِوَ ٰ⁠حِدَةٍۖ أَن تَقُومُوا۟ لِلَّهِ مَثۡنَىٰ وَفُرَ ٰ⁠دَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا۟ۚ مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍۚ إِنۡ هُوَ إِلَّا نَذِیرࣱ لَّكُم بَیۡنَ یَدَیۡ عَذَابࣲ شَدِیدࣲ } [سُورَةُ سَبَإٍ: ٤٦].

¬ عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى﴾ [سبأ: ٤٦] «رَجُلًا وَرَجُلَيْنِ» وَقِيلَ: إِنَّمَا قِيلَ: إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ، وَتِلْكَ الْوَاحِدَةُ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ بِالنَّصِيحَةِ وَتَرْكِ الْهَوَى ﴿مَثْنَى﴾ [سبأ: ٤٦] يَقُولُ: يَقُومُ الرَّجُلُ مِنْكُمْ مَعَ آخَرِ فَيَتَصَادَقَانِ عَلَى الْمُنَاظَرَةِ، هَلْ عَلِمْتُمْ بِ مُحَمَّدٍ ﷺ جُنُونًا قَطُّ؟ ثُمَّ يَنْفَرِدُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ، فَيَتَفَكَّرُ وَيَعْتَبِرُ فَرْدًا هَلْ كَانَ ذَلِكَ بِهِ؟ فَتَعْلَمُوا حِينَئِذٍ أَنَّهُ نَذِيرٌ لَكُمْ ".

ومن أمثلة ما سبق الإشارة إليه قومة قاتل المئة وبماذا نصحه العالم، ونصحه بالقومة بتغيير البلد الذي هو فيه لأنه لا يساعده على تغيير نفسه.

ومنها قومة زيد بن عمرو بن نفيل ، في خروجه من وطنه ذاهبا لتعلم ملة إبراهيم.

❍ هواك لابد أن يكون للإسلام والسنة :

¬ أخرج ابن أبي حاتم (٢٦٣٣) عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: يُبْعَثُ أَهْلُ الأَهْوَاءِ أَوْ تُبْعَثُ الْفِتَنُ، فَمَنْ كَانَ هَوَاهُ الإِيمَانُ، كَانَتْ فِتْنَتُهُ بَيْضَاءَ مُضِيئَةً، وَمَنْ كَانَ هَوَاهُ الْكُفْرُ، كَانَتْ فِتْنَتُهُ سَوْدَاءَ مُظْلِمَةً، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النور.

❍ لا تضع حواجز نفسية وهمية هي تزول بالوقت والتعود على فقدانها :

فمثلا أهل القرى والبدو تجدهم يضحكون سعداء بما لديهم ولو رءآهم إنسان حضاري كما يقال لظن أنهم أناس تعساء، والسبب واضح هو أنهم اعتادوا فقدان تلك الملاهي والشواغل، ولا يرونها فلا يتحسرون من عدم وجودها.

ولهذا قال الله تعالى { وَلَا تَمُدَّنَّ عَیۡنَیۡكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعۡنَا بِهِۦۤ أَزۡوَ ٰ⁠جࣰا مِّنۡهُمۡ زَهۡرَةَ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا لِنَفۡتِنَهُمۡ فِیهِۚ وَرِزۡقُ رَبِّكَ خَیۡرࣱ وَأَبۡقَىٰ }[سُورَةُ طه: ١٣١].

ولو نتذكر آخر واحد في الجنة ، يرى نفسه أسعد الناس ولو قيل له نغير مكانك في الجنة لا يقبل وهو لا يعلم أن هناك من هو أفضل منه درجات كبيرة.

『بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ』

08 Nov, 17:06


-

📑 بحث بعنوان: المُقومات الخمسِ للنُّهوض بالنَّفس.
-

『بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ』

08 Nov, 16:51


-

⏎ فهرس القناة :


⑴.ألا تخاف أن يُسلب توحيدك وأنت لا تشعر.
⁽²⁾.بَيَانُ حُكْمِ مَنْ حَضَرَ الْكُفْرَ فِي مَجْلِسٍ.
⁽³⁾. زجر أهل العناد عن الإعذار بالجهل والإجتهاد في مسائل الإعتقاد.
⁽⁴⁾. وصايا عشر في النَّجاة من فتنِ الأهواء.
⁽⁵⁾. تفسير كلمة التوحيد وبيان حرمتها وفضائلها وأسماءها وشروطها.
⁽⁶⁾.الدر والياقوت في ما ورد من الآثار في صفة الكفر بالطاغوت.
⁽⁷⁾. وجوب تكفير المشرك المعين والتبرأ منه.
⁽⁸⁾.إقتفاء الأثر في أجوبة القبر.
⁽⁹⁾. التأكيد والتشديد على شرط القبول في كلمة التوحيد.
⁽¹⁰⁾. نُقُولٌ وَآثَارٌ فِي الرَّدِّ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ الْكُفَّارِ فِي الشَّهَادَةِ لِلْمُشْرِكِينَ بِالنَّارِ.
⁽¹¹⁾. تمام المنة بالموت على الإسلام والسنة.
⁽¹²⁾.الإحتجاج بالعقول على أهل الشرك.
⁽¹³⁾.ذم الإغترار بالسمت والخشوع عند المبتدعه.
⁽¹⁴⁾. المثبتات والمنفيات في أوصاف تارك الصلاة.
⁽¹⁵⁾. المنتخب من الآثار لأصول نواقض الإسلام.
⁽¹⁶⁾. جزءٌ في بيانِ منهجِ التَّلقي للسُّنَّةِ
والأثرِ [ مستلٌّ مِن كتابِ الدَّارمَي - المعروف بالسُّنن - ]
.
⁽¹⁷⁾. الحكم بنجاسة الخمر والكحول.
⁽¹⁸⁾. المقام المحمود [ إجماعات السلف في إجلاس النبي صَلَّى ٱللَّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على العرش ].
⁽¹⁹⁾. الحجج المؤسسة للتوحيد وقطع عذر أهل الشرك والتنديد [ حجية الميثاق ].
⁽²⁰⁾. ذِكرُ حقيقة دين الإسلام وما يناقضه.
⁽²¹⁾.مَنْ رَدَّ أو أولَ صفةً واحدةً مِنْ الصفاتِ فهوَ جهميٌّ.
⁽²²⁾. ذكر من نبل بالعلم صغيرًا.
⁽²³⁾.الأخوة الصادقة بين تطبيق السلف وتخاذل الخلف.
⁽²⁴⁾. المهند البتار على ساب الواحد القهار.
⁽²⁵⁾. فتنة العلم والعلماء في آخر الزمان وتصحيح مفاهيم مغلوطة عند المتعلمين.
⁽²⁶⁾.الدلالات العقائديّة لسورة الكافرون.
⁽²⁷⁾.حدائق الأزهار في فوائد الآثار.
⁽²⁸⁾.رد أفك من جعل العبادات مانعًا من موانع التكفير.
⁽²⁹⁾. كَيْفِيَةُ الايمَانِ بِأَسْمَاءِ اللهِ وَصِفَاتِهِ.
⁽³⁰⁾. الآثار الحسان في تكفير الأعيان.
⁽³¹⁾. صوامع المؤمنين في آخر الزمان.
⁽³²⁾. حقيقة الأشاعرة وبيان حكمهم.
⁽³³⁾. جواهر الألفاظ السنية للنجاة من تفصيلات اللفظية.
⁽³⁴⁾. الحث على اتباع السنة والتحذير من البدع.
⁽³⁵⁾. الخوف من الله.


-






-

『بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ』

07 Nov, 19:19


¬ وقال أبو عبد الرحمن العمري: «إِنَّ مِنْ غَفْلَتِكَ عَنْ نَفْسِكَ إِعْرَاضُكَ عَنِ اللَّهِ، بِأَنْ تَرَى مَا يُسْخِطُهُ فَتُجَاوِزَهُ، لَا تَأْمُرَ فِيهِ، وَلَا تَنْهَى، خَوْفًا مِمَّنْ لَا يَمْلِكُ لَكَ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا». [الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لابن أبي الدنيا (١٤)]

¬ وعن صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ كَعْبٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «مَنْ بَكَى خَوْفًا مِنْ ذَنْبٍ غُفِرَ لَهُ، وَمَنْ بَكَى اشْتِيَاقًا إِلَى اللَّهِ أَبَاحَهُ النَّظَرَ إِلَيْهِ عَزَّ وَجَلَّ، يَرَاهُ مَتَى شَاءَ». [الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا (۲۰)]

¬ وعن ثَابِتٌ، قَالَ: «كَانَ دَاوُدُ يَذْكُرُ ذُنُوبَهُ، فَيَخَافُ اللَّهَ مِنْهَا خَوْفًا تَفَرَّجُ أَعْضَاؤُهُ مِنْ مَوَاضِعِهَا. ثُمَّ يَذْكُرُ عَائِدَةَ اللَّهِ وَرَأْفَتَهُ عَلَى أَهْلِ الذُّنُوبِ، فَيَرْجِعُ كُلُّ عُضْوٍ إِلَى مَكَانِهِ». [الرقة والبكاء (٣٦١)]

¬ وعَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «الْمُؤْمِنُ مَنْ يَعْلَمُ أَنَّ مَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ كَمَا قَالَ، وَالْمُؤْمِنُ أَحْسَنُ النَّاسِ عَمَلًا، وَأَشَدُّ النَّاسِ خَوْفًا، لَوْ أَنْفَقَ جَبَلًا مِنْ مَالٍ مَا أَمِنَ دُونَ أَنْ يُعَايِنَ، وَلَا يَزْدَادُ صَلَاحًا وَبِرًّا وَعِبَادَةً إِلَّا ازْدَادَ فَرَقًا، يَقُولُ: لَا أَنْجُو لَا أَنْجُو وَالْمُنَافِقُ يَقُولُ: سَوَادُ النَّاسِ كَثِيرٌ، وَسَيُغْفَرُ لِي، وَلَا بَأْسَ عَلَيَّ، يُسِيءُ الْعَمَلَ، وَيَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ تَعَالَى». [الزهد لابن أبي الدنيا (١٩٦)]

قد حكم الله بِمَا شَاءَ من ... وضع لمن شَاءَ وإعلاء
وَقدر الْأَمر على مَا يرى ... من منع أَقوام وَإِعْطَاء
وأبرمت أَحْكَامه فِي الورى ... من قبل بإسعاد وإشقاء
وَأَنت لَا تَدْرِي بِمَاذَا جرت ... طيرك فِي مُحكم الأجواء
هَل بشفاء أَو بِسَعْد وَهل ... مرت برشد أَو بإغواء
فاقدح زناد الْخَوْف بَين الحشا ... واقنع من النّوم بإغفاء
وابك على نَفسك حَتَّى ترى ... مَا اسْمك فِي مُثبت الْأَسْمَاء. [العاقبة في ذكر الموت ١/‏١٧٢]

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

『بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ』

07 Nov, 19:09


¬ عَنْ وَدِيعَةَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ: «لَا تَتَكَلَّمْ فِيمَا لَا يَعْنِيكَ، وَاعْتَزِلْ عَدُوَّكَ، وَاحْذَرْ صَدِيقَكَ إِلَّا الْأَمِينَ، وَالْأَمِينُ مَنْ يَخَافُ اللَّهَ» أَنْشَدَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا:
احْذَرْ صَدِيقَكَ لَا عَدُوَّكَ إِنَّمَا ... جُمْهُورُ سِرِّكَ عِنْدَ كُلِّ صِدِّيقِ. [مكارم الأخلاق للخرائطي]

¬ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْخُراَسَانِيِّ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: مَنْ خَافَ اللَّهَ لَمْ يَشْفِ غَيْظَهُ، وَمَنِ اتْقَى اللَّهَ لَمْ يَصْنَعْ مَا يُرِيدُ، وَلَوْلَا يَوْمُ الْقِيَامَةِ لَكَانَ غَيْرُ مَا تَرَوْنَ. [الزهد لأبي داود]

¬ وَقَالَتِ امْرَأَةٌ لِلشَّعْبِيِّ: أَيُّهَا الْعَالِمُ، أَفْتِنِي فَقَالَ: «إِنَّمَا الْعَالِمُ مَنْ خَافَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ». [جامع بيان العلم وفضله]

¬ وَقَالَ الْحَسَنُ: «مَنْ أَفْرَطَ فِي حُبِّ الدُّنْيَا ذَهَبَ خَوْفُ الْآخِرَةِ مِنْ قَلْبِهِ، وَمَنِ ازْدَادَ عِلْمًا ثُمَّ ازْدَادَ عَلَى الدُّنْيَا حِرْصًا لَمْ يَزْدَدْ مِنَ اللَّهِ إِلَّا بُغْضًا وَلَمْ يَزْدَدْ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا بُعْدًا». [جامع بيان العلم وفضله]

¬ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: «الْفَقِيهُ مَنْ خَافَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ» [جامع بيان العلم وفضله]

¬ وعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ، فَذَكَرَ حَدِيثًا مِنْ حَدِيثِ النَّارِ فَقَالَ: «يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَاللَّهِ إنَّا لَنَرْجُو وَنَخَافُ، مَا أَدْرِي مَا حَسْبُ رَجَاءِ رَجُلٍ لَرَحْمَةِ اللَّهِ، وَهُوَ لا يَصْبِرُ نَفْسَهُ عَلَى الْمَكْرُوهِ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ، وَمَا أَدْرِي مَا حَسْبُ مَخَافَةِ رَجُلٍ يَزْعُمُ أَنَّهُ يَخَافُ اللَّهَ، وَهُوَ لَا يَصْبِرُ نَفْسَهُ عَن عَنِ الشَّهَوَاتِ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ قَالَ: فَنَبَّهَنِي وَكَانَ خَيْرًا مِنِّي». [الكنى والأسماء للدولابي]

¬ وعَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ شَابُورَ، قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ
: «يَا بُنَيَّ خَفِ اللَّهَ خَوْفًا يَحُولُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الرَّجَاءِ، وَارْجُهُ رَجَاءً يَحُولُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْخَوْفِ قَالَ: فَقَالَ: أَيْ أَبَهْ، إِنَّمَا لِي قَلْبٌ وَاحِدٌ إِذَا أَلْزَمْتُهُ الْخَوْفَ شَغَلَهُ عَنِ الرَّجَاءِ، وَإِذَا أَلْزَمَتْهُ الرَّجَاءَ شَغَلَهُ عَنِ الْخَوْفِ قَالَ: أَيْ بُنَيْ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَهُ قَلْبٌ كَقَلْبَيْنِ يَرْجُو اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِأَحْدِهِمَا وَيَخَافُهُ بِالْآخَرِ». [حسن الظن لابن أبي الدنيا (۱۳۳)]

¬ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: «قُلْتُ لِزِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ: مَا مُنْتَهَى الْخَوْفِ؟ قَالَ: إِجْلَالُ اللَّهِ عَنْ مَقَامِ السَّوْءَاتِ، قَالَ: قُلْتُ: فَمَا مُنْتَهَى الرَّجَاءِ؟ قَالَ: تَأَمِيلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى كُلِّ الْحَالَاتِ». [حسن الظن لابن أبي الدنيا (۱۲۱)]

¬ وَقَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ: الْكُفْرُ أَرْبَعَةُ أَرْكَانٍ، فَرُكْنٌ مِنْهُ الْغَضَبُ، وَرُكْنٌ مِنْهُ الشَّهْوَةُ، وَرُكْنٌ مِنْهُ الْخَوْفُ، وَرُكْنٌ مِنْهُ الطَّمَعُ. [القناعة والتعفف لابن أبي الدنيا]

والخوف هنا هو الخوف من غير الله من غير إكراه.

¬ وعن إِبْرَاهِيمُ بْنُ عِيسَى " قَالَ: قَالَ مَوْلَى للُقْمَانَ: مَا أَظُنُّكَ تغْفِلُ، قَالَ لَهُ لُقْمَانُ: «إِنَّمَا الْعَاقِلُ مَنْ يَخَافُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ» [العقل وفضله لابن أبي الدنيا (۹۹)]

¬ وعن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: «كَانَ يُقَالُ: أَنْصَحُ النَّاسِ إِلَيْكَ مَنْ خَافَ اللَّهَ فِيكَ ». [الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لابن أبي الدنيا (٥٩)]

『بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ』

05 Nov, 19:58


¬ وعن يَحْيَى بْنُ الْفَضْلِ الْأُنَيْسِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ مَنْ يَذْكُرُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ: أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ ذَاتَ لَيْلَةٍ قَائِمٌ يُصَلِّي إِذِ اسْتَبْكَى وَكَثُرَ بُكَاؤُهُ حَتَّى فَزِعَ أَهْلُهُ، وَسَأَلُوهُ مَا الَّذِي أَبْكَاهُ فَاسْتَعْجَمَ عَلَيْهِمْ، وَتَمَادَى فِي الْبُكَاءِ، فَأَرْسَلُوا إِلَى أَبِي حَازِمٍ فَأَخْبَرُوهُ بِأَمْرِهِ، فَجَاءَ أَبُو حَازِمٍ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ يَبْكِي، قَالَ: يَا أَخِي، مَا الَّذِي أَبْكَاكَ؟ قَدْ رُعْتَ أَهْلَكَ، أَفَمِنْ عِلَّةٍ؟ أَمْ مَا بِكَ؟ قَالَ: فَقَالَ: إِنَّهُ مَرَّتْ بِي آيَةٌ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: قَوْلُ اللهِ تَعَالَى: ﴿وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ﴾ [الزمر: ٤٧] قَالَ: فَبَكَى أَبُو حَازِمٍ أَيْضًا مَعَهُ وَاشْتَدَّ بُكَاؤُهُمَا، قَالَ: فَقَالَ بَعْضُ أَهْلِهِ لِأَبِي حَازِمٍ: جِئْنَا بِكَ لِتُفَرِّجَ عَنْهُ فَزِدْتَهُ، قَالَ: فَأَخْبَرَهُمْ مَا الَّذِي أَبْكَاهُمَا ". [حلية الأولياء (١٤٦/٣)]

¬ وعن عَبْدُ الْمُؤْمِنِ الصَّائِغُ، قَالَ: دَعَوْتُ رِيَاحًا ذَاتَ لَيْلَةٍ إِلَى مَنْزِلِي وَنَحْنُ بِعَبَّادَانَ فَجَاءَ فِي السَّحَرِ فَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ طَعَامًا فَأَصَابَ مِنْهُ شَيْئًا فَقُلْتُ: ازْدَدْ فَمَا أَرَاكَ شَبِعْتَ قَالَ: فَصَاحَ صَيْحَةً أَفَزْعَنِي وَقَالَ: كَيْفَ أَشْبَعُ فِي أَيَّامِ الدُّنْيَا وَشَجَرَةُ الزَّقُّومِ طَعَامُ الْأَثِيمِ بَيْنَ يَدِي؟ قَالَ: فَرَفَعْتُ الطَّعَامَ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ فَقُلْتُ: أَنْتَ فِي شَيْءٍ وَنَحْنُ فِي شَيْءٍ. [حلية الأولياء (٦ / ١٩٤)]

¬ وَقَالَ حَاتِمٌ: «أَصْلُ الطَّاعَةِ ثَلَاثَةُ أَشْيَاءَ الْخَوْفُ وَالرَّجَاءُ وَالْحَسَبُ، وَأَصْلُ الْمَعْصِيَةِ ثَلَاثَةُ أَشْيَاءَ الْكِبْرُ وَالْحِرْصُ وَالْحَسَدُ». [حلية الأولياء]

¬ عن عبيد الله بن فرقد مولى المهدي قَالَ: هاجت ريح زمن المهدي، فدخل المهدي بيتا في جوف بيت، فألزق خده بالتراب ثم قَالَ: اللهم إني بريء من هذه الجناية كِلْ هذا الخلق غيري، فإن كنت المطلوب من بين خلقك فهأنذا بين يديك، اللهم لا تشمت بي أهل الأديان، فلم يزل كذلك حتى انجلت الريح. [تاریخ بغداد (٥ ٤٠٠)]

¬ وعن الفضيل بن عياض قال :إنما يهابك هذا الخلق على قدر هيبتك لله عَزَّ وَجَلَّ. [تاريخ بغداد (٣٧٤/٦)]

¬ قَالَ علي بْن الموفق: لما تم لي ستون حجة، خرجت من الطواف، وجلست بحذاء الميزان، وجعلت أتفكر، لا أدري أيش حالي عند اللَّه، وقد كثر ترددي إِلَى هذا المكان، قَالَ: فغلبتني عيناي، فكأن قائلا يَقُولُ: يا علي أتدعو إِلَى بيتك إلا من تحبه، قَالَ: فانتبهت، وقد سري عني ما كنت فيه. [تاریخ بغداد (۱۲/ ۱۱۱)]

¬ وقال أبو خالد الأحمر : لَمَّا احْتُضِرَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الْمُلَائِيُّ بَكَى، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: عَلَامَ تَبْكِي مِنَ الدُّنْيَا؟ فَوَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتَ مُنَغَّصَ الْعَيْشِ أَيَّامَ حَيَاتِكَ فَقَالَ: «وَاللَّهِ مَا أَبْكِي عَلَى الدُّنْيَا، إِنَّمَا أَبْكِي خَوْفًا أَنْ أُحْرَمَ خَيْرَ الْآخِرَةِ». [تاریخ بغداد (١٢ / ١٦٥)]

¬ وعن يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ أَبِيهِ قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ هَذِهِ الْخُطْبَةَ وَكَانَ آخِرَ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا، حَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّكُمْ لَمْ تُخْلَقُوا عَبَثًا، وَلَمْ تَتْرُكُوا سُدًى، وَإِنَّ لَكُمْ مَعَادًا يَنْزِلُ اللهُ فِيهِ لِيحْكُمَ بَيْنَكُمْ، وَيفْصِلَ بَيْنَكُمْ، وَخَابَ وَخَسِرَ مَنْ خَرَجَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ، وَحُرِمَ جَنَّةً عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّهُ لَا يَأْمَنُ غَدًا إِلَّا مَنْ حَذِرَ اللهَ الْيَوْمَ وَخَافَهُ، وَبَاعَ نَافِدًا بِبَاقٍ، وَقَلِيلًا بِكَثِيرٍ، وَخَوْفًا بِأَمَانٍ، أَلَا تَرَوْنَ أَنَّكُمْ فِي أَسْلَابِ الْهَالِكِينَ، وَسَتَصِيرُ مِنْ بَعْدِكُمْ لِلْبَاقِينَ، وَكَذَلِكَ حَتَّى تُرَدُّوا إِلَى خَيْرِ الْوَارِثِينَ،. [تاریخ بغداد (٥/ ٢٩٥)]

¬ وعن إبراهيمُ بنُ هانئٍ النيسابوريُّ قالَ: سمعتُ بشرًا يقولُ: مَع الناسِ تقيةٌ وليسَ مَعهم خوفُ.
وقالَ: وسمعتُه يقولُ: لولا المُداهنةُ ما عاشَ إنسانٌ. [المخلصيات (۳۰۲۹)]

2,236

subscribers

16

photos

0

videos