[ حبيب الوهابية ابن القيم الجوزية لا يرى بأسًا بالإحتفال بالمولد النبوي فيقول:
والإستماع إلى صوتٍ حَسَنٍ في احتفالات المولد النبوي، أو أي مناسبة دينية أخرى في تاريخنا، لهو مما يُدخل الطمأنينة إلى القلوب، ويعطي السامع نورًا من النبي صلى الله عليه وسلم إلى قلبه، ويسقيه مزيدًا من العين المحمد.اهـ
ابن القيم الجوزية في مدارج السالكين - ص 498 ]
قلنا : وهذا الكلام كذب لا أساس له وقد خاب وخسر من ظن أنه ينصر مذهبه بالكذب على الناس
وبمناسبة هذا العزو المكذوب لمدارج السالكين فقد تكلم ابن القيم بكلام شديد في ذم أهل السماع
فقال رحمه الله :
[وأعجب من هذا: الاستدلال على الإباحة بأن الله خلق الصوت الطيب، وهو زيادة نعمة منه لصاحبه.
فيقال: والصورة الحسنة الجميلة، أليست زيادة في النعمة، والله خالقها. ومعطي حسنها؟ أفيدل ذلك على إباحة التمتع بها، والالتذاذ على الإطلاق بها؟
وهل هذا إلا مذهب أهل الإباحة الجارين مع رسوم الطبيعة؟ .
وهل في ذم الله لصوت الحمار ما يدل على إباحة الأصوات المطربات بالنغمات الموزونات، والألحان اللذيذات، من الصور المستحسنات، بأنواع القصائد المنغمات بالدفوف والشبابات؟ ! .
وأعجب من هذا: الاستدلال على الإباحة بسماع أهل الجنة، وما أجدر صاحبه أن يستدل على إباحة الخمر بأن في الجنة خمرا، وعلى حل لباس الحرير بأن لباس أهلها حرير، وعلى حل أواني الذهب والفضة والتحلي بهما للرجال بكون ذلك ثابتا بوجود النعيم به في الجنة.
فإن قال: قد قام الدليل على تحريم هذا، ولم يقم على تحريم السماع.
قيل: هذا استدلال آخر غير الاستدلال بإباحته لأهل الجنة، فعلم أن استدلالكم بإباحته لأهل الجنة استدلال باطل، لا يرضى به محصل.
[ مدارج السالكين ]
وكلامه في السماع الشيطاني كثير جدا .
- قال صلى الله عليه وسلم : [ وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا ]
- وقال صلى الله عليه وسلم : [ آية المنافق ثلاث وقال منها : إذا حدث كذب ]
- وقال صلى الله عليه وسلم في حديث المنام : [ قالا - يعني الملكين - الذي رأيته يشق شدقه فكذاب يكذب بالكذبة تحمل عنه حتى تبلغ الآفاق فيصنع به إلى يوم القيامة ]
( كلها في الصحيح )
- وفي المسند وغيره من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ ويل للذي يحدث القوم ثم يكذب ليضحكهم وويل له ]
- قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : إياكم والكذب فإن الكذب مجانب للإيمان ( الزهد لوكيع )
- وقال عمر بن الخطاب وابن مسعود رضي الله عنهم : بحسب المرء من الكذب ( يعني يكفيه من الكذب ) أن يحدث بكل ما سمع ...! ( مقدمة مسلم )
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : لا يصلح الكذب في هزل ولا جد
ولا أن يعد أحدكم صبيه شيئاً ثم لا ينجزه به
وقرأ { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين }
فهل ترون رخصة في الكذب ؟ ( الزهد لهناد والزهد لابن المبارك )
- وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :
وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى النار
وما يزال الرجل يكذب حتى يكتب كذاباً
ويثبت الفجور في قلبه فلا يكون للبر موضع إبرة يستقر فيها ( الجعديات 88 )
- وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول في خطبته :
وشر الروايا روايا الكذب
وأعظم الخطايا اللسان الكذوب
( يعني شر ما ترويه وتحكيه للناس هو الكذب - الجعديات - الزهد لهناد )
- وكان التابعي الإمام مسروق بن الأجدع يقول :
ليس شيء أعظم عند الله من الكذب
( الصمت لابن أبي الدنيا )
**يعني من الذنوب بعد الشرك وغيره
ومقدار الكبائر وأيها أعظم فيها أحاديث وآثار
وتختلف باختلاف تأثيرها وزمانها ومكانها والله أعلم
وكان التابعي عامر الشعبي يقول :
لا أدري أيهما أبعد غورا في النار : الكذب أم البخل !
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : [ إن الرجل ليتكلم الكلمة في الرفاهية ليضحك بها جلسائه تُرديه أبعد ما بين السماء والأرض ! ] ( الزهد لابن المبارك )
فهذا الذي يكذب للضحك والرفاهية فكيف بمن يكذب للبدعة والضلال ولمحادة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟!
https://t.me/latnshor