عرّابو القوة

إذا كان في رجولتك نقص، فلا تحاول أن تُجبر النقص في التقوي على النساء بالضرب أو برفع الصوت، ولا في كثرة علاقاتك المحرّمة، ولا في الدخان وتعاطي المحْدرات، ولا بفرد العضلات على كبار السن والأطفال، ولا بعصيان والديك. فإن نقص الرجولة يُجبَر بمكارم الأخلاق لا بغيرها.

لا يُنجي اللهُ عبدًا من معصيةٍ قدر عليها؛ إلا إذا كان عظيم الكرامةِ عند الله.

‏الذي يتجه إلى الاستقامة وهو شاب.

يوم القيامة تُقبَل صُحُف وتُرَد صُحُف وبها خير.

من أراد تزكية نفسه

قال بعض السلف: إذا سمعت المثل في القرآن فلم أفهمه بكيت على نفسي لأن الله قال : { وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعْقِلُها إلا العالِمون }.

عن الربيع بن زياد الحارثي أنه وفد على عمر بن الخطاب فأعجبته هيئته، فشكى عمر وجعًا به من طعام يأكله فقال: يا أمير المؤمنين إن أحق الناس بمطعم طيّب وملبس ليّن، ومركب وطيء لأنت، وكان متكئًا وبيده جريدة(١)، فاستوى جالسًا فضرب بها رأس الربيع، وقال له: والله ما أردت بهذا إلاّ مقاربتي، وإن كنت لأحسب فيك خيراً. ما مثلي ومثل هؤلاء إلا كقوم سافروا فدفعوا نفقاتهم إلى رجل منهم فقالوا له: أنفق علينا، فهل له أن يستأثر عليهم بشيء؟ قال: لا.

عن قتادة قال: كان معيقيب على بيت مال عمر فكنس بيت المال يومًا فوجد فيه درهمًا، فدفعه إلى ابن لعمر . قال معيقيب: ثم انصرفت إلى بيتي فإذا رسول عمر قد جاء يدعوني، فجئت فإذا الدرهم في يد عمر. فقال: ويحك يا معيقيب، أوجدت علي في نفسك شيئًا؟ أو مالي ولك؟ قلت: وما ذاك؟ قال: أردت أن تخاصمني أمة محمد في هذا الدرهم يوم القيامة؟.

‏⁧دمشق⁩ الشام⁩ هي:
‏خالد بن الوليد، أبو عبيدة بن الجراح، يزيد بن أبي سفيان، معاوية بن أبي سفيان، عمر بن عبدالعزيز، الزهري، الأوزاعي. نور الدين، أسد الدين، صلاح الدين.ابن تيمية، المزي، الذهبي، البرزالي، ابن القيم، ابن عبدالهادي، ابن كثير، وغيرهم كثير. سلام الله على تلك الأرواح، ورحمة الله على تلك الأشباح والحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه.

‏لمدمن الإباحية، أفق قبل أن تجد نفسك غريبًا عن نفسك، فاقدًا لقيمك وإنسانيتك. اجعل لعينيك حجابًا من الحرام، ولروحك درعًا من التقوى، فإنما الحياء زينة الإنسان، وإنما الفضيلة هي النور الذي يهدي السائرين في الظلام.

إنَّ الصَّالحين من عباد اللّٰه المؤمنين لا يفوِّتون اللحظة ولا يفرّطون في الدقيقة حتى يوقعوا فيها ما يرضاه اللّٰه تعالى من القول والعمل، حتى لو أرادوا المزيد من العمل لما وجدوا مزيدًا من الوقت ومنهم حماد بن سلمة، قال فيه الإمام عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله: لو قيل لحماد بن سلمة: إنك تموت غدا ما قدر أن يزيد في العمل شيئًا. يقول الذهبي رحمه الله الله معلقًا على ذلك: كانت أوقاته معمورة بالتعبد، والأوراد. وقال موسى بن إسماعيل: لو قلت لكم: إني ما رأيت حماد بن سلمة ضاحكاً، لصدقت، كان مشغولاً إما أن يُحدِّث أو يقرأ أو يُسبِّح أو يُصلي، قد قسَّم النهار على ذلك. وقد مات رحمه الله في الصلاة في المسجد.

وكان سليمان التيمي رحمه الله وهو من كبار أئمة التابعين، ومن عُبَّادهم يصفه حماد بن سلمة رحمه الله فيقول: ما أتينا سليمان التيمي في ساعة يُطاع اللّٰه فيها إلا وجدناه مطيعًا، إن كان في ساعة صلاة وجدناه مصليًا، وإن لم تكن ساعة صلاة وجدناه إما متوضئًا، أو عائدًا، أو مشيعًا لجنازة، أو قاعدًا في المسجد، قال: فكنا نرى أنه لا يُحسن يعصي اللّٰه.

امرأة في الأربعين من عمرها أُصيبت بفشل كلوي ( عافانا الله وإياها ) وبحاجة لـ٣ جلسات اسبوعية، ولغسيل كلاها مبلغ لا يعجزنا،
خلونا نعينها ونفرج كربتها يا كِرام.

https://api.shefa.sa/share/34092?object_type=case

اجتهد أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قبل موته اجتهادًا شديدًا، فقيل له: لو أمسكت أو رفقت بنفسك بعض الرفق؟ فقال: إن الخيل إذا أُرسِلَت فقاربت رأسَ مُجرَاها أخرجت جميع ما عندها. والذي بقي من أجلي أقلُّ من ذلك، فلم يزل على ذلك حتى مات.

شروط الصلاة وأركانها وواجباتها ومُبطلاتها.

من هم الرجال؟.

من لا يجلس بين السجدتين لا صلاة له.

عاد أبو محجن الثقفي رضي الله عنه بعد انتهاء معركة القادسية، فرأته امرأة وظنت أنه هارب من القتال فقالت :

‏هل فارس كره الطعان يُعيرُني
‏رمحًا إذا نزلوا بمرج الصُّفر

‏تقصد : أعطني رمحك أنا أذهب أقاتل بدلًا عنك

فرد :

إنّ الكرامَ على الجياد مَقيلُهم
فذَري الجيادَ لأهلها وتَعَطَّري

‏غزة قبل الحرب، لعن الله الصهاينه فوق كل أرض وتحت كل سماء، اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا، اللهم اسلبهم العافية كما سلبوها إخواننا، اللهم أرِنا فيهم يومًا أسود كيوم عادٍ وثمود أو كيوم فرعون والنمرود، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك.

يقول المستشرق الفرنسي غوستاف لوبون:
‏
أهل الجزيرة هم أكثر العرب مشابهة لأجدادهم الأقدمين وهم جبابرة وقساة نحو أعدائهم، هم قوم يحبون الحريه ويرونها أغلى شيء وقد حافظوا عليها بتوالي الأجيال ولم يستطع الإغريق والروم والفرس في استعبادهم.

📕 | حضارة العرب - غوستاف لوبون ( ص ٧٥ ).

إذا ما وقاك اللهُ أمرًا تخافُهُ
‏فما لكَ ممّا تتَّقيهِ مقيلُ

‏وإنْ هوَ لم ينصرْكَ لم تلقَ ناصرًا
‏وإن جلَّ أنصارٌ وعزَّ قَبيلُ

‏وإنْ هوَ لم يدلُلْكَ في كلِّ مَسلَكٍ
‏ضَلَلْتَ ولو أنّ السّمَاكَ دليلُ

اعلم أنَّ يونس عليه السلام لما كانت ذخيرَتُهُ خيرًا نجا بها من الشِّدَّةِ، قال الله تعالى: { فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (١٤٣) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }. وأنَّ فرعون لمَّا لم تكُن لهُ ذَخِيرَةُ خَيرٍ لم يجد في شِدَّتِهِ مَخلَصًا، فقيل له { آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ }. فاجعل لك ذخائر خيرٍ من تقوى تجد تأثيرها.

عن الحسين بن أحمد الشامي قال: سَمِعتُ ذا النون المصريَّ يقول: رَكِبنَا البَحرَ نُريدُ مكَّةَ، ومعنا في المركب رجُلٌ عليهِ أطمارٌ "١" رثَّةٌ، فوقع في المركبِ تُهمَةٌ، فدارت حتى صارت إليه، فقلتُ له: إنَّ القومَ قد اتَّهموكَ، فقال: إيَّايَ تعني؟ فقلتُ: نعم، قال: فنظر إلى السماءِ وقال: أقسمتُ عليكَ، أقسمتُ عليكَ إلا أخرجت ما فِيهِ حُوتٍ بجوهرةٍ، قال: فلقد خُيِّلَ إليَّ أنَّ مافي البَحرِ حُوتٌ إلا وقد خَرَجَت في فِيها لؤلؤةٌ أو جوهرةٌ، ثم رمى بنَفسِهِ في البحر فذهب.

وقال أبو بكر عبدالله بن حُميدٍ المُؤدِّبُ في ذلك:

رُبَّ ذي طمرينِ نِضوٍ "٢"
يأمن العالمُ شرَّه
لا يُرى إلا غنيًا
وهو لا يملِكُ ذَرَّه
ثُمَّ لو أقسَمَ في شيءٍ
على اللهِ أبَرَّه


١- الطِّمر: الثوب الخَلِق
٢-النِّضو: المهزول

أخرج القصة أبو نعيم في ( الحلية - ١٧٦/١٠ )
وأخرج الأبيات الخطيب البغدادي في ( الزهد - ١٨ )

أخصُّ النَّاسِ بالإيمانِ عَبدٌ
‏خَفِيفُ الحاذِ مَسكَنُهُ القِفَارُ

‏لهُ في الليلِ حَظٌّ من صلاةٍ
‏ومن صَومٍ إذا جاءَ النَّهارُ

- صلاة الوتر يا عباد

جاء الوليد بن المغيرة إلى رسول الله ﷺ فقال له: اقرأ عليَّ، فقرأ عليه: { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }. فقال له: أعد، فأعاد النبي ﷺ الآية. فقال الوليد: والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وما يقول هذا بشر.

وبلغ أبا جهل أن عمه الوليد استمع إلى القرآن، وأنه رق له، فذهب إليه، وقال له: يا عم، إن قومك يريدون أن يجعلوا لك مالًا. قال الوليد: لِمَ؟ فقال أبو جهل: ليعطوكه، فأنت أتيت محمدًا لتعرض ما قِبَله.

قال: قد عَلِمَت قريش أني من أكثرها مالًا، فقال ابو جهل: فقل فيه قولًا يبلغ قومك أنك منكر له. قال الوليد: وماذا أقول؟ فوالله ما منكم أحد أعرف بالأشعار مني، ولا أعلم برجزه ولا بقصيده مني، ولا بأشعار الجن مني، والله ما يشبه الذي يقول شيئًا من هذا، والله إن لقوله الذي يقوله حلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإنه ليعلو ولا يُعلى، وإنه ليحطم ما تحته.

قال أبو جهل: لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه. فقال الوليد: قف عني حتى أُفكر فيه. فلما فكر قال: إن هذا إلا سحرٌ يؤثر، يأثره عن غيره.

فنزل فيه قول الله تعالى: { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا ۝ وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا ۝ وَبَنِينَ شُهُودًا }.

📕 | البيهقي: دلائل النبوة ( ١٩٩/٢ )

كان عتبة بن ربيعة سيدًا في قومه، فجلس يومًا في نادي قريش، والرسول ﷺ جالس وحده في المسجد، فقال عتبة: يا معشر قريش ألا أقوم إلى محمد فأُكلمه، وأعرض عليه أمورًا لعله يقبل بعضها، فنعطيه أيها ويكف عنها؟ فقالوا له: بلى يا أبا الواليد، قم إليه فكلمه.
فقام عتبة حتى جلس إلى رسول الله ﷺ، فقال: يا بن أخي، إنك منا حيث قد علمت من المكان في النسب، وإنك قد أتيت قومك بأمرٍ عظيم، فرَّقت به جماعتهم، وسفَّهتَ به أحلامهم، وعبت به آلهتهم ودينهم، وكفَّرت به من مضى من آبائهم، فاسمع مني أعرض عليك أمورًا، تنظر فيها، لعلك تقبل بعضها. فقال رسول الله ﷺ: قل يا أبا الوليد أسمع. فقال عتبة: يا بن أخي، إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالًا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالًا، وإن كنت تريد بهِ شرفًا سوّدناك علينا حتى لا نقطع أمرًا دونك، وإن كنت تريد بهِ ملكًا ملّكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رئيًا تراه، لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطبّ، وبذلنا فيه أموالنا حتى تبرأ منه، فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوي منه.
ولما فرغ عتبة من كلامه، وكان الرسول ﷺ يستمع إليه، فقال له: أقد فرغت يا أبا الوليد؟ قال: نعم، قال ﷺ فاسمع مني، قال عتبة: أفعل. فقال ﷺ: { حم ۝ تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ۝ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ۝ بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ۝ وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ }. ثم استمر الرسول ﷺ يقرأ السورة، ولما سمعها عتبة أنصت لها حتى انتهى الرسول إلى السجدة فسجد، ثم قال: قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت فأنت وذاك.
فقام عتبة إلى أصحابه، فقال بعضهم لبعض: نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به، فلما جلس إليهم قالوا: ما وراءك يا أبا الوليد؟ قال: ورائي أني قد سمعت قولًا، والله ما سمعت مثله قط، والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة، يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها بي، وخَلُّوا بين هذا الرجُل وبين ما هو فيه فاعتزلوه، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب، فملكه ملككم وعزه عزكم، وكنتم أسعد الناس به. فقالوا: سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه، فقال: هذا رأي فيه فاصنعوا ما بدا لكم.

📕| أخرجه عبد بن حميد في مسنده، ونقله ابن كثير في البداية والنهاية: ٦٢/٣؛ وذكره البيهقي في دلائل النبوة: ٢٠٢/٢ - ٢٠٦.