قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَلَا} أَيْ: لَيْسَ الْأَمْرُ كَمَا يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ مُؤْمِنُونَ ثُمَّ لَا يَرْضَوْنَ بِحُكْمِكَ، ثُمَّ اسْتَأْنَفَ الْقَسَمَ {وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ} وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ {لَا} فِي قَوْلِهِ {فَلَا} صِلَةً، كَمَا فِي قَوْلِهِ {فَلَا أُقْسِمُ} حَتَّى يُحَكِّمُوكَ: أَيْ يَجْعَلُوكَ حَكَمًا، {فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} أَيْ: اخْتَلَفَ وَاخْتَلَطَ مِنْ أُمُورِهِمْ وَالْتَبَسَ عَلَيْهِمْ حُكْمُهُ، وَمِنْهُ الشَّجَرُ لِالْتِفَافِ أَغْصَانِهِ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ، {ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا} قَالَ مُجَاهِدٌ: شَكًّا، وَقَالَ غَيْرُهُ: ضِيقًا، {مِمَّا قَضَيْتَ} قَالَ الضَّحَّاكُ: إِثْمًا، أَيْ: يَأْثَمُونَ بِإِنْكَارِهِمْ مَا قَضَيْتَ، {وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} أَيْ: وَيَنْقَادُوا لِأَمْرِكَ انْقِيَادًا.
📚تفسير البغوي : ( ٢ / ٢٤٥ - ٢٤٦ )