『 البَصَائِر - مَدرَسَةُ أهلِ الحَدِيثِ والأَثَر 』

▪️ مس #القبر بين الكراهة والتحريم :

1⃣ - https://t.me/ALBsair2/6901 -

2⃣ - https://t.me/ALBsair2/6902 -

3⃣ - https://t.me/ALBsair2/6903 -

4⃣ - https://t.me/ALBsair2/6904 -

5⃣ - https://t.me/ALBsair2/6905 -

6⃣ - https://t.me/ALBsair2/6906 -

••••••••••••••••••••••••

▪️ مسائل كرهها الإمام مالك :

• قال ابن وضَّاح القرطبي : " وَقَدْ كَانَ مَالِكٌ يَكْرَهُ كُلَّ بِدْعَةٍ ، وَإِنْ كَانَتْ فِي خَيْرٍ ، وَلَقَدْ كَانَ مَالِكٌ يَكْرَهُ الْمَجِيءَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ خِيفَةَ أَنْ يُتَّخَذَ ذَلِكَ سُنَّةً ، وَكَانَ يَكْرَهُ مَجِيءَ قُبُورِ الشُّهَدَاءِ ، وَيَكْرَهُ مَجِيءَ قُبَا خَوْفًا مَنْ ذَلِكَ ، وَقَدْ جَاءَتِ الْآثَارُ عَنِ النَّبِيِّ - ﷺ - بِالرَّغْبَةِ فِي ذَلِكَ ، وَلَكِنْ لَمَّا خَافَ الْعُلَمَاءُ عَاقِبَةَ ذَلِكَ تَرَكُوهُ . البدع والنهي عنها لابن وضاح : ‹ ص ٩٠ › .

• الإمام مالك كره ثلاثة أشياء ورد آثار بذلك كما سوف نبين .

• حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِيسَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا ثَوْرٌ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ ، عَنْ أَخِيهِ ، أَنَّ مَيْمُونَةَ ، مَوْلَاةَ النَّبِيِّ - ﷺ - قَالَتْ : يَا نَبِيَّ اللهِ أَفْتِنَا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَقَالَ : " أَرْضُ الْمَنْشَرِ ، وَالْمَحْشَرِ ائْتُوهُ فَصَلُّوا فِيهِ فَإِنَّ صَلَاةً فِيهِ كَأَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ ، قَالَتْ : أَرَأَيْتَ مَنْ لَمْ يُطِقْ أَنْ يَتَحَمَّلَ إِلَيْهِ أَوْ يَأْتِيَهُ قَالَ : " فَلْيُهْدِ إِلَيْهِ زَيْتًا يُسْرَجُ فِيهِ ، فَإِنَّ مَنْ أَهْدَى لَهُ كَانَ كَمَنْ صَلَّى فِيهِ " . مسند الإمام أحمد بن حنبل : ‹ ٥٩٧ / ٤٥ › .

• حَدَّثَنِي عَمْرٌو النَّاقِدُ ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ جَمِيعًا ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ . قَالَ عَمْرٌو : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ - ﷺ - « لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ مَسْجِدِي هَذَا ، وَمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى » . صحيح مسلم : ‹ ١٢٦ / ٤ › .

• مالك كره زيارة بيت المقدس والنبي - ﷺ - أمر بزيارتها والصلاة بمسجدها .

• وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : « كَانَ رَسُولُ اللهِ - ﷺ - يَأْتِي مَسْجِدَ قُبَاءٍ رَاكِبًا وَمَاشِيًا ، فَيُصَلِّي فِيهِ رَكْعَتَيْنِ» . صحيح مسلم : ‹ ١٢٦ / ٤ › .

• مالك كره زيارة مسجد قباء والنبي - ﷺ - كان يزورها ويصلي فيها .

• حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْفَقِيهُ بِالرِّيِّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ السُّكَّرِيُّ ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلْقَمَةَ الْمَرْوَزِيُّ ، ثنا الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ النَّبِيَّ - ﷺ - زَارَ قُبُورَ الشُّهَدَاءِ بِأُحُدٍ فَقَالَ : «اللَّهُمَّ إِنَّ عَبْدَكَ وَنَبِيَّكَ يَشْهَدُ أَنَّ هَؤُلَاءِ شُهَدَاءُ ، وَأَنَّهُ مَنْ زَارَهُمْ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ رَدُّوا عَلَيْهِ» . قَالَ الْعَطَّافُ : وَحَدَّثَتْنِي خَالَتِي ، أَنَّهَا زَارَتْ قُبُورَ الشُّهَدَاءِ ، قَالَتْ : " وَلَيْسَ مَعِي إِلَّا غُلَامَانِ يَحْفَظَانِ عَلَيَّ الدَّابَّةَ ، قَالَتْ : فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ فَسَمِعْتُ رَدَّ السَّلَامِ ، قَالُوا : وَاللَّهِ إِنَّا نَعْرِفُكُمْ كَمَا يَعْرِفُ بَعْضُنَا بَعْضًا ، قَالَتْ : فَاقْشَعْرَرْتُ ، فَقُلْتُ : يَا غُلَامُ ادْنُ بَغْلَتِي فَرَكِبْتُ . المستدرك على الصحيحين : ‹ ٣١ / ٣ › .

• حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنْ قُرَّةَ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ كَانَ يَرْجِعُ مِنْ ضَيْعَتِهِ فَيَمُرُّ بِقُبُورِ الشُّهَدَاءِ فَيَقُولُ : «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ ، وَإِنَّا بِكُمْ لَلَاحِقُونَ» ثُمَّ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ : «أَلَا تُسَلِّمُونَ عَلَى الشُّهَدَاءِ فَيَرُدُّونَ عَلَيْكُمْ» . مصنف ابنُ أَبي شيبةَ : ‹ ١٣٠ / ٧ › .

• مالك كره زيارة قبور الشهداء والنبي - ﷺ - والصحابة يرخصون بذلك .

• بعد ذلك هل يعقل بأن يقال كلام مالك على البدعة والتحريم تأمل يرحمك الله .

• خلاصة المسألة ، كراهة ابن عمر لمس القبر لا يُحمل على كراهة البدعة لأن مس القبر ليس بذاته مخالفة هو كالتبرك بالمنبر ، لكن عندما خاف ابن عمر من ذرائع الغلو به - ﷺ - ومن إحداث الجهال منع عن مس القبر وكذلك تعظيمًا له - ﷺ - .

• وقد بينا بأن أبو أيوب الأنصاري مس القبر بخده وضع وجهه على القبر ، وغيره . فالمسألة لا تصل إلى البدعة .

• ومن بدع بذلك يلزمه تبديع من مس المنبر ومن تتبع آثار الأنبياء ومن زار قبور الشهداء وغير ذلك .

هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد
           وعلى اله وصحبه وسلم .

『 البَصَائِر - مَدرَسَةُ أهلِ الحَدِيثِ والأَثَر 』

••••••••••••••••••••••••

▪️ من رخص بالتبرك بمنبر النبي - ﷺ - :

• حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ : نا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو مَوْدُودَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ قُسَيْطٍ قَالَ : «رَأَيْتُ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - ﷺ - إِذَا خَلَا لَهُمُ الْمَسْجِدُ قَامُوا إِلَى رُمَّانَةِ الْمِنْبَرِ الْقَرْعَاءَ فَمَسَحُوهَا وَدَعَوْا» ، قَالَ : «وَرَأَيْتُ يَزِيدَ يَفْعَلُ ذَلِكَ» . مصنف ابنُ أَبي شيبةَ : ‹ ١٤٩ / ٩ › .

• قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدّثنا موسى بن محمد بن إبراهيم ابن الحارث التيمى ، عن أبيه قال : رأيتُ سعد بن أبي وقاص وابن عمر يأخذان برُمَّانة المنبر ثم ينصرفان . الطبقات الكبرى لابن سعد : ‹ ٤٠١ / ٧ › .

• أخبرنا محمّد بن إسماعيل بن أبي فُديك قال: أخبرني ابن أَبي ذئب ، عن حَمزة بن أبي جعفر ، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبدٍ القاريّ أنّه نظر إلى ابن عمر وضع يده على مَقعد النبيّ - ﷺ - ، من المنبر ثمّ وضعها على وجهه . الطبقات الكبرى لابن سعد : ‹ ٢١٨ / ١ › .

▪️ من نهى عن التبرك بمنبر النبي - ﷺ - :

• حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ : نا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ «أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَى الْمِنْبَرِ» . مصنف ابنُ أَبي شيبةَ : ‹ ١٤٩ / ٩ › .

• سعيد بن المسيب كره مس المنبر تبركًا ، فإن حملنا الكراهة على التحريم إذن الصحابة فعلوا بدعة معاذ الله !!!

• هذا يدل على مدى جهل المتنطعين ، وهذا يدل الكراهة عند السلف لا يطلق فقط على المحدثات والبدع ، قد يطلق كذلك على مسائل لم يستحبوها لسببًا ما .

▪️ من رخص بالإتيان إلى قبر النبي - ﷺ - :

• أَخبَرنا أَبُو يَعْلَى ، قَالَ : حَدثنا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، قَالَ : حَدثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، قَالَ : حَدثنا أَبِي ، قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : رَأَيْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ يُصَلِّي عِنْدَ قَبْرِ رَسُولِ اللهِ - ﷺ - ، فَخَرَجَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ ، فَقَالَ : تُصَلِّي إِلَى قَبْرِهِ ؟ فَقَالَ : إِنِّي أُحِبُّهُ ، فَقَالَ لَهُ قَوْلاً قَبِيحًا ثُمَّ أَدْبَرَ ، فَانْصَرَفَ أُسَامَةُ بن زيد ، فَقَالَ : يَا مَرْوَانُ إِنَّكَ آذَيْتَنِي ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - ﷺ - يَقُولُ : " إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْمُتَفَحِّشَ" ، وَإِنَّكَ فَاحِشٌ مُتَفَحِّشٌ . صحيح ابن حبان : ‹ ٥٦١ / ٣ › .

• أخبرنا أبو ذر عبد بن أحمد بن محمد الهروي قدم علينا ، أخبرنا أبو الفضل بن أبي القاسم ، أخبرنا أحمد بن نجدة ، حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، حدثنا محمد بن بشر ، حدثنا عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر أنه كان إذا قدم من سفر بدأ بقبر النبي - ﷺ - فصلى عليه وسلم ودعا له ، ولا يمس القبر ثم يسلم على أبي بكر ثم قال : السلام عليك يا أبة . شعب الإيمان للبيهقي : ‹ ٤٦ / ٦ › .

• هذا يدل الصحابة كانوا يأتون إلى قبره - ﷺ - .

▪️ من نهى عن الإتيان إلى قبر النبي - ﷺ - :

• قال تقي الدين ابن تيمية : وروى أيضًا أبو الحسن القزويني ، عن الزهري ، عن أبيه ، عن عبد الله بن أحمد ، عن أبيه ، عن نوح بن يزيد قال : أخبرنا أبو إسحاق ، يعني إبراهيم بن سعد ، قال : ما رأيت أبي قط يأتي قبر النبي - ﷺ - ، وكان يكره إتيانه . كتاب الإخنائية : ‹ ص ٤١٦ › .

• التابعي سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، كره إتيان القبر مطلقًا !!!

• هل يقال من أتى القبر كما فعل أسامة بن زيد وعبد الله بن عمر ، وقع بالبدعة !!! ويُحمل كلام سعد بن إبراهيم على كراهة التحريم !!!

••••••••••••••••••••••••

••••••••••••••••••••••••

▪️ من رخص بتتبع آثار الأنبياء :

• حَدَّثَنِي هَدِيَّةُ أَبُو صَالِحِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، نا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى ، أَنَا الْأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : «لَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى مَدْيَنَ سَأَلْتُ عَنِ الشَّجَرَةِ الَّتِي كَلَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهَا مُوسَى فَدُلِلْتُ عَلَيْهَا ، قَالَ فَأَتَيْتُهَا فَإِذَا هِيَ شَجَرَةٌ خَضْرَاءُ تَرِفُّ فَتَنَاوَلْتُ نَاقَتِي مِنْ وَرَقِهَا فَلَاكَتْهُ فَلَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَبْتَلِعَهُ فَطَرَحْتُهُ فَصَلَّيْتُ عَلَى النَّبِيِّ - ﷺ - وَرَجَعْتُ» . كتاب السُّنة لعبد اللَّه : ‹ ص ٢٢٩ › .

• عبد الله بن مسعود يسأل عن آثار نبي الله موسى - ﷺ - .

• أَخبَرنا ابْنُ سَلْمٍ ، حَدثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِيُّ ، بِمَكَّةَ ، حَدثنا شَبَابَةُ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمَاجِشُونِ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ نَافِعٍ ، قَالَ : كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَتَتَبَّعُ آثَارَ رَسُولِ اللهِ - ﷺ - ، وَكُلُّ مَنْزِلٍ نَزَلَهُ رَسُولُ اللهِ - ﷺ - يَنْزِلُ فِيهِ ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ - ﷺ - تَحْتَ سَمُرَةٍ ، فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَجِيءُ بِالْمَاءِ ، فَيَصُبُّهُ فِي أَصْلِ السَّمُرَةِ كَيْ لَا تَيْبَسَ . صحيح ابن حبان : ‹ ٢٦٨ / ٤ › .

• حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ : ثنا سُفْيَانُ ، قَالَ : ثنا صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَمُرُّ بِشَجَرَةٍ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ ، «كَانَ النَّبِيِّ - ﷺ - يَسْتَظِلُّ فِيهَا فَيَحْمِلُ لَهَا الْمَاءَ مِنَ الْمَكَانِ الْبَعِيدِ حَتَّى يَصُبَّهُ تَحْتَهَا» . مسند الحميدي : ‹ ٥٤٠ / ١ › .

•  وحَدَّثناه مُحَمد بن مَعْمَر ، حَدَّثنا مُحَمد بن عباد الهنائي ، حَدَّثنا ابْنِ عَوْنٍ ، عَن نافعٍ ، عَن ابْنِ عُمَر ؛ أَنَّهُ كَانَ يَأْتِي شَجَرَةً بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ ، فَيَقِيلُ تَحْتَهَا ، ويُخْبِرُ أَنَّ النَّبِيّ - ﷺ - كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ . مسند البزار : ‹ ٢١٣ / ١٢ › .

• وَقَالَ فِي الَّذِي يحجّ الْفَرِيضَة يبْدَأ بِمَكَّة قبل الْمَدِينَة فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلَّه يحدث بِهِ شَيْء فِي الَّذِي يدْخل الْمَدِينَة وَلَا يمس الْحَائِط وَيَضَع يَده على الرمانة وَمَوْضِع الَّذِي جلس فِيهِ النَّبِي - ﷺ - وَلَا يقبل الْحَائِط وَكَانَ ابْن عمر يمسح النَّبِي - ﷺ - وَكَانَ يتبع آثَار النَّبِي - ﷺ - وَلَا يمر بِموضع صلى فِيهِ النَّبِي - ﷺ - إِلَّا صلى حَتَّى مر بشجرة صب النَّبِي - ﷺ - فِي أَصْلهَا مَاء فصب فِي أَصْلهَا المَاء . مسائل صالح : ‹ ٦٠ / ٣ › .

• فهنا صريحًا عبد الله بن عمر كان يتتبع آثار الأنبياء .

▪️ من نهى عن تتبع آثار الأنبياء :

• حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ عُمَرَ فِي حَجَّةٍ حَجَّهَا ، فَقَرَأَ بِنَا فِي الْفَجْرِ : أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ، وَلِإِيلَافِ قُرَيْشٍ ، فَلَمَّا قَضَى حَجَّهُ وَرَجَعَ وَالنَّاسُ يَبْتَدِرُونَ فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ فَقَالُوا : مَسْجِدٌ صَلَّى فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ - ﷺ - ، فَقَالَ : «هَكَذَا هَلَكَ أَهْلُ الْكِتَابِ ، اتَّخَذُوا آثَارَ أَنْبِيَائِهِمْ بِيَعًا ، مَنْ عَرَضَتْ لَهُ مِنْكُمْ فِيهِ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ ، وَمَنْ لَمْ تَعْرِضْ لَهُ مِنْكُمْ فِيهِ الصَّلَاةُ فَلَا يُصَلِّ» . مصنف ابنُ أَبي شيبةَ : ‹ ١٢٣ / ٥ › .

• حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ ، قَالَ : أَنَا ابْنُ عَوْنٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، قَالَ : بَلَغَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَنَّ نَاسًا يَأْتُونَ الشَّجَرَةَ الَّتِي بُويِعَ تَحْتَهَا ، قَالَ : «فَأَمَرَ بِهَا فَقُطِعَتْ» . مصنف ابنُ أَبي شيبةَ : ‹ ١٢١ / ٥ › .

• وهنا صريحًا عمر بن الخطاب ينهى عن تتبع آثار الأنبياء !!! وقد فعلها ابن مسعود وابن عمر !!

• هل يعقل حمل كلام عمر على كراهة التحريم والبدعة !! وابن مسعود وابن عمر من أشد الناس في محاربة المبتدعة والبدع !!

• فهنا لا يُحمل كلام عمر بن الخطاب إلا على كراهة التنزيه وأنه خاف على الأمة من الجهلة بأن يحدثوا أمورًا وعبادات فقطع عليهم الذريعة ،

• فإذن هناك قولان من رخص ومن كره !!! ولم نحمل الكراهة هنا بأن ابن عمر وابن مسعود احدثوا بدعة !!!

••••••••••••••••••••••••

••••••••••••••••••••••••

• كما الله عز وجل جعل الشفاء ، بالعسل وجعل الشفاء بماء المطر أو بعض العيون ، وكذلك ماء زمزم ، ووضع الشفاء بكثير مما خلق ،

• فبعض العلماء لعلمهم بأن قبر النبي - ﷺ - مبارك وهو - ﷺ - مبارك ، وكان الصحابة يطلبون الشفاء ببركة عرق النبي - ﷺ - وكذلك ببركة آثاره بعد موته ، يضعون شعره أو ثيابه بماء ثم يشربونه طلبًا للشفاء ،

• فقال بعض العلماء لا يختلف النبي - ﷺ - بعد موته ، كما كان مباركًا وهو حي وبعد موته يبقى مباركًا فقبره مبارك فمن لمس القبر تبركًا فهو تبرك به . كما هو الحال التبرك بشعره الشريف وطلب الشفاء بالتبرك بالشعر أو العرق أو الريق أو المخاط وغير ذلك .

• قال الخطيب البغدادي : " وَأَمَّا أَخْبَارُ الصَّالِحِينَ وَحِكَايَاتُ الزُّهَّادِ وَالْمُتَعَبْدِينَ وَمَوَاعِظُ الْبُلَغَاءِ وَحِكَمُ الْأُدَبَاءِ فَالْأَسَانِيدُ زِينَةٌ لَهَا وَلَيْسَتْ شَرْطًا فِي تَأْدِيَتِهَا . الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع : ‹ ٢١٣ / ٢ › .

• نا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنِ عَلِيٍّ الدَّسْكَرِيُّ لَفْظًا ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ الْأَصْبَهَانِيُّ ، نا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدَانَ الْمَعْرُوفُ بِرُزْقَانَ الْوَاسِطِيِّ ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّرْقُفِيُّ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْخَالِقِ ، قَالَ : " كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ وَخُرَاسَانِيٌّ يَكْتُبُ الْكَلَامَ وَلَا يَكْتُبُ الْإِسْنَادَ قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ أَوْ قِيلَ لَهُ : مَالَكَ لَا تُكْتَبُ الْإِسْنَادَ ؟ فَقَالَ : «أَنَا خَانَهْ خَوَاهُمْ نَبَازَارَ» ، قَالَ أَبُو طَالِبٍ تَفْسِيرَهُ قَالَ : أَنَا لِبَيْتٍ أُرِيدُهُ لَا لِلسُّوقِ " قَالَ أَبُو بَكْرٍ : إِنْ كَانَ الَّذِي كَتَبَهُ الْخُرَاسَانِيُّ مِنْ أَخْبَارِ الزُّهْدِ وَالرَّقَائِقِ وَحِكَايَاتِ التَّرْغِيبِ وَالْمَوَاعِظِ فَلَا بَأْسَ بِمَا فَعَلَ وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ مِنْ أَحَادِيثِ الْأَحْكَامِ وَلَهُ تَعَلُّقٌ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ فَقَدْ أَخْطَأَ فِي إِسْقَاطِ أَسَانِيدِهِ لِأَنَّهَا هِيَ الطَّرِيقُ إِلَى تَبَيُّنِهِ فَكَانَ يَلْزَمُهُ السُّؤَالُ عَنْ أَمْرِهِ وَالْبَحْثُ عَنْ صِحَّتِهِ . الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع : ‹ ٢١٤ / ٢ › .

• فهذه الأخبار عن قصص وأخبار الزهاد والعلماء وأفعالهم وحياتهم التي تروى في كتب التراجم لا يشدد في إسنادها هذا منهج أهل السُّنة والجماعة ،

• والاسانيد زينة ، وإن روى هذه الأخبار العلماء بغير إسناد لوجب قبولها ، فمن إستنكر خبر أبو بكر بن عياش بطلبه الشفاعة من الملائكة ، أو خبر محمد بن المنكدر هذا شخص جاهل بعيد جدًا عن طريقة العلماء بالتعامل مع الاخبار .

• قال الحافظ ضياء الدين المقدسي : سمعتُ الشيخ الإمام العالم الحافظ أبا محمد عَبدَ الغني بن عبد الواحد بن علي المقدسي يقول : كان قد خرج في عضدي شيء يشبه الدُّمَل ، وكان يبرأ ثم يَعود ، ودام بذلك زمانًا كثيرًا ، فسافرت إلى أصبهان وعدت إلى بغداد ، وهو بهذه الصِّفة ؛ فمضيت إلى قبر الإمام أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه وأرضاه ، ومسحت به القبر ؛ فبُرأ ولم يَعُد . الحكايات المنثورة لضياء المقدسي : ‹  ص ٥٩  › .

• وهذا الخبر صحيح ايضًا بلا شك سمع ذلك ضياء الدين مباشرة من عبد الغني وهم أقارب كما هو معلوم .

• والخبر كما بينا بأثر ابن المنكدر هو نفس الفعل ، الاستشفاء بالقبر ، اي أنهم يؤمنون الله عز وجل هو الشافي ووضع الشفاء بالقبر هذا فهذا القبر جعله الله سببًا للشفاء كما جعل الله العسل سببًا للشفاء .

• الشاهد منه أنه ايضًا مسح يده بالقبر ، والحافظ عبد الغني المقدسي من كبار الحفاظ العلماء من أهل السُّنة والجماعة يراجع ترجمته .

• فنقلت لكم من منع ومن رخص بمس القبر . سوف أبيّن لكم بأن من منع وقال يكره ليس المراد بذلك كراهة تحريم كما قال الكثيرين ،

• فهم فهموا من الكراهة اي تحريم الفعل ، وقالوا السلف عندما يقولون نكره كيت وكيت يحمل على التحريم !!! وهذا ليس بصحيح قد يُحمل على التحريم وقد يُحمل على كراهة التنزيه أنهم لا يستحبون فعل ذلك .

••••••••••••••••••••••••

••••••••••••••••••••••••

▪️ إستدلالات من رخص بمس والتمسح بالقبر :

• حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، قَالَ : أَقْبَلَ مَرْوَانُ يَوْمًا فَوَجَدَ رَجُلًا وَاضِعًا وَجْهَهُ عَلَى الْقَبْرِ ، فَقَالَ : أَتَدْرِي مَا تَصْنَعُ ؟ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ فَإِذَا هُوَ أَبُو أَيُّوبَ ، فَقَالَ : نَعَمْ ، جِئْتُ رَسُولَ اللهِ - ﷺ - وَلَمْ آتِ الْحَجَرَ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - ﷺ - يَقُولُ : " لَا تَبْكُوا عَلَى الدِّينِ إِذَا وَلِيَهُ أَهْلُهُ ، وَلَكِنْ ابْكُوا عَلَيْهِ إِذَا وَلِيَهُ غَيْرُ أَهْلِهِ " مسند الإمام أحمد بن حنبل : ‹ ٥٥٨ / ٣٨ › .

• حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ الدُّورِيُّ ، ثَنَا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَرَ الْعَقَدِيُّ ، ثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، قَالَ : أَقْبَلَ مَرْوَانُ يَوْمًا فَوَجَدَ رَجُلًا وَاضِعًا وَجْهَهُ عَلَى الْقَبْرِ ، فَأَخَذَ بِرَقَبَتِهِ وَقَالَ : أَتَدْرِي مَا تَصْنَعُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ فَإِذَا هُوَ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ : جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ - ﷺ - وَلَمْ آتِ الْحَجَرَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - ﷺ - ، يَقُولُ : «لَا تَبْكُوا عَلَى الدِّينِ إِذَا وَلِيَهُ أَهْلُهُ ، وَلَكِنِ ابْكُوا عَلَيْهِ إِذَا وَلِيَهُ غَيْرُ أَهْلِهِ» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ " . المستدرك على الصحيحين : ‹ ٥٦٠ / ٤ › .

• هذا الأثر فيه ضعف ولا يعني بذلك أنه مطروح ، لأن الإمام أحمد رحمه الله أخرجه بالمسند .

• أخبرنا البرمكي قراءة عليه فأقر به ، حدثني أبي ، حدثني أبو محمد القاسم بن الحسن الباقلاني بسر من رأى قال : سمعتُ أبا بكر بن أبي حامد الفقيه صاحب بيت المال سمعتُ عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول قلت لأبي رحمه الله تعالى : لم كرهتَ وضع الكتب وقد عملت المسند ؟! ، فقال : عملت هذا الكتاب إمامًا إذا أختلف الناس في سُّنة رسول الله - ﷺ - رجع إليه . خصائص المسند لأبي موسى المديني : ‹ ص ١٤ › .

• قال أبو موسى المديني : قد روى لابنه الحديث لكنه ضرب عليه في المسند لأنه أراد أن لا يكون في المسند إلا لثقات ويروي في غير المسند عمن ليس بذاك . خصائص المسند لأبي موسى المديني : ‹ ص ٢١ › .

• فهذا منزلة المسند والذي يخرجه الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله فهو لا يخرج الموضوع المكذوب إنما سائر الضعيف محتمل مقبول .

• قَالَ عبد الله : سَأَلته عَن الرجل يمس مِنْبَر النَّبِيَّ - ﷺ - ويتبرك بمسه ويقبله وَيفْعل بالقبر مثل ذَلِك أَو نَحْو هَذَا يُرِيد بذلك التَّقَرُّب إِلَى الله جلّ وَعز ، فَقَالَ : لَا بَأْس بذلك . العلل برواية عبد اللَّه : ‹ ٤٩٢ / ٢ › .

• فهذه رواية ثانية عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ، يرخص بمس وتقبيل القبر ، وسبق ونقلنا هو نقل بالمسند بأن الصحابي أبو أيوب الأنصاري وضع وجهه على القبر .

• حَدَّثَنا مُصْعَب ، قَالَ : حدثني إسماعيل بن يعقوب التَّيْمِيّ ، قَالَ : كان مُحَمَّد بن الْمُنْكَدِر يجلس مع أصحابه فكان يصيبه الصمات فكان يقوم كما هو يضع خده على قبر النَّبِيّ - ﷺ - ثم يرجع فعوتب في ذلك فقال : إنه تصيبني خطره فإذا وجدتُ ذلك استغثت بقبر النَّبِيّ - ﷺ - وكان يأتي موضعًا في المسجد في الصحن فيتمرَّغ ويضطجع فقيل له في ذلك فقال : إني رأيت النَّبِيّ - ﷺ - فِي هَذَا الموضع ؛ قَالَ : أراه في النوم . تاريخ ابن أبي خيثمة : ‹ ٢٥٨ / ٢ › .

• وَقَالَ مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ : حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيْلُ بنُ يَعْقُوْبَ التَّيْمِيُّ ، قَالَ : كَانَ ابْنُ المُنْكَدِرِ يَجْلِسُ مَعَ أَصْحَابِه ، فَكَانَ يُصِيْبُه صُمَاتٌ ، فَكَانَ يَقُوْمُ كَمَا هُوَ حَتَّى يَضَعَ خَدَّهُ عَلَى قَبْرِ النَّبِيِّ - ﷺ - ثُمَّ يَرْجِعُ . فَعُوتِبَ فِي ذَلِكَ ، فَقَالَ : إِنَّهُ يُصِيْبُنِي خَطَرٌ ، فَإِذَا وَجَدْتُ ذَلِكَ ، اسْتَعَنْتُ بِقَبْرِ النَّبِيِّ - ﷺ - . وَكَانَ يَأْتِي مَوْضِعًا مِنَ المَسْجِدِ يَتَمَرَّغُ فِيْهِ ، وَيَضطَجِعُ ، فَقِيْلَ لَهُ فِي ذَلِكَ ، فَقَالَ : إِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ - ﷺ - فِي هَذَا المَوْضِعِ . سير أعلام النبلاء للذهبي : ‹ ٣٥٨ / ٥ › .

• وهذا الأثر عن التابعي محمد بن المنكدر ورواه المؤرخين لتراجم العلماء منهم أبو خيثمة ثم الذهبي وغيرهم ، الأثر ليس فيه ما يستنكر ، وقد وضع خده على القبر .

• فأما قوله استغثت بالقبر ، ليس الاستغاثة الشركية معاذ الله ، فهذا تابعي جليل رحمه الله ، كما سيأتي عن عبد الغني المقدسي أنه مسح يده على قبر الإمام أحمد بن حنبل ، وهذا يسمى الاستشفاء بمعنى ، الله وضع الشفاء بذلك الموضع .

••••••••••••••••••••••••

▪️ مس #القبر بين الكراهة والتحريم :

    ••  بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ  ••

• الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من بُعِث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :

• إنّ أصدق القيل قيل الله أَلا وَإِن أحسن الْهَدْي هدي مُحَمَّد وَشر الْأُمُور محدثاتها وكل محدثة ضَلَالَة .

• منذُ أيام قلائل أُخبرت بأن المدعو الكثيري ، سجل بث بمجموعة يتكلم عن مسائل الشرك ، ومن المسائل التي تكلم عليها ، مس الحافظ عبد الغني المقدسي رحمه الله ، لقبر الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه إستشفاء ،

• فتطاول على العلماء وكفرهم وبدعهم وضللهم وقال أنهم عبدة قبور وغير ذلك ، نعوذ بالله من حاله .

• وحاول بكل جهده إثبات بأن مس قبر النبي - ﷺ - والصالحين من البدع المحرمة وإستدل بعدة إستدلالات سوف نتحدث حولها بمشيئة الله .

• ولست الآن بصدد تبيان أيهما الراجح من الأفعال مس القبور أو عدم مس القبور ، وللعلم أكثر العلماء على المنع .

• أريد من هذا المنشور تبيان عدم بدعية الفعل وأن الكراهة لمن قال بكراهة الفعل كراهة تنزيه لا كراهة تحريم .

▪️ إستدلالات من منع مس والتمسح بالقبر :

• حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَاصِمٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ نَافِعٍ : أَنَّ ابْنَ عُمَرَ ، «كَانَ يَكْرَهُ مَسَّ قَبْرِ النَّبِيِّ - ﷺ - » . جزء محمد بن عاصم : ‹ ص ١٠٦ › .

• هذا الأثر من اقوى ما يستدل به على عدم جواز مس القبر ، فستدل بها طائفة كبيرة من المتأخرين على بدعية وكراهة التحريم لمس القبر ،

• والكثيري ايضًا ذهب إلى القول بتحريم مس القبر تقليدًا لهؤلاء وهذا غلط عظيم سوف نبينه بحول الله وقوته .

• قال تقي الدين ابن تيمية : وقد روى أبو الحسن علي بن عمر القزويني أيضًا في أماليه قال : قرأت على عبيد الله الزهري قلت له : حدثك أبوك ، قال : حدثني عبد الله بن أحمد قال : حدثني أبي قال : سمعتُ أبا زيد حماد بن دليل قال لسفيان -يعني ابن عيينة- قال : كان أحد يتمسح بالقبر ؟ قال : لا ولا يلتزم القبر ، ولكن يدنو . قال أبي : يعني الإعظام لرسول الله - ﷺ - . كتاب الإخنائية : ‹ ص ٤١٥ › .

• وسفيان بن عيينة كان لا يرى التمسح بالقبر وقال لم يكن عليه عامة العلماء . لو يلاحظ القارئ ابن عمر يقول يكره وابن عيينة يقول لا يمسح ويقول أحمد بالرواية إعظامًا لرسول اللّٰه - ﷺ - ، فهذا مذهب طائفة كبيرة ك ابن عمر وسفيان ومالك وغيرهم الكثير يرون ذلك سوء أدب يعني لمس القبر .

• وَقَالَ فِي الَّذِي يحجّ الْفَرِيضَة يبْدَأ بِمَكَّة قبل الْمَدِينَة فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلَّه يحدث بِهِ شَيْء فِي الَّذِي يدْخل الْمَدِينَة وَلَا يمس الْحَائِط وَيَضَع يَده على الرمانة وَمَوْضِع الَّذِي جلس فِيهِ النَّبِي - ﷺ - وَلَا يقبل الْحَائِط وَكَانَ ابْن عمر يمسح النَّبِي - ﷺ - وَكَانَ يتبع آثَار النَّبِي - ﷺ - وَلَا يمر بِموضع صلى فِيهِ النَّبِي - ﷺ - إِلَّا صلى حَتَّى مر بشجرة صب النَّبِي - ﷺ - فِي أَصْلهَا مَاء فصب فِي أَصْلهَا المَاء . مسائل صالح : ‹ ٦٠ / ٣ › .

• قال أبو يعلى : ونقل الأثرم : قلت لأبي عبد الله : قبر النبي - ﷺ - يمس ويتمسح به ؟ فقال : ما أعرف هذا قلت له : فالمنبر قال : أما المنبر فنعم قد جاء فيه . قيل لأبي عبد الله : إنهم يلصقون بطونهم بجدار القبر . وقيل له رأيت من أهل العلم من أهل المدينة لا يمسون ويقومون ناحية فيسلمون . قال أبو عبد الله نعم ، وهكذا كان ابن عمر يفعل . الروايتين والوجهين لأبي يعلى : ‹ ٢١٥ / ١ › .

• وهذه روايتين عن الإمام أحمد بن حنبل لا يرى مس القبر يكرهون ذلك كما هو واضح .

••••••••••••••••••••••••

#الاستغفار

◾️ #بطاقة_دعوية : ( الـدنيا والآخـــرة )

@tasmim_abukhalid_alhanbali

◎○



من أسباب صلاح الأبناء

مجالستهم لأهل العلم والصَّلاح

ـ ‹ ١٦ › ـ


❍ عن أبي هريرة رضي ﷲ عنه : أنَّ النَّبي صلَّىٰ ﷲ عليه وسلَّم قال في فضل مجالس الذِّكر وأهله : « هم قوم لا يشقىٰ بهم جليسهم » ⑴.

❍ قال ميمون بن مهران : العلماء هم ضالَّتي في كلِّ بلدة ، وهم بغيَّتي ؛ و وجدتُ صلاح قلبي في مجالسة العلماء ⑵.

❍ قال زكريا بن زياد النحوي : كان أشياخنا يقولون : جالس العلماء ؛ فإنَّك إن أصبت حمدوك ، وإن أخطأت علَّموك ، وإن جهِلت لم يُعنِّفوك ، ولا تُجالس الجهَّال ؛ فإنَّك إن أصبت لم يحمدوك ، وإن أخطأت لم يعلِّموك ، وإن جهلت عنَّفوك ⑶.

❍ قال لقمان لابنه : يا بنيّ جالس العلماء ، وزاحمهم بركبتيك ، فإنَّ ﷲ تعالىٰ يحيي القلوب بنور الحكمة ؛ كما يحيي الأرض بوابل السَّماء ⑷.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
⑴. رواه مسلم ‹ ٢٦٨٩ ›
⑵. أبو نعيم في الحلية ‹ ٤/٨٥ ›
⑶. رواه وكيع في أخبار القضاة .
⑷. رواه ابن المبارك في الزّهد .

#التوحيد أعظم نعمة أنعم الله علينا بها !