عائشة عادل

@aishaadel


"لا نكتبُ بالمِداد ولكن بِدمِ القلب،
فمعذرة إن ظهر في سطورنا أثر الجراح!"

عائشة عادل

29 May, 21:20


‏وصولُنا للمعنى ليس اختيارياً أو إرادياً، بل هو وصولٌ قسريّ وغير متوقّع في الأغلب، ونكتشفه بأثر رجعي بعد حصوله وتكبدِ آلامه، ولو كان الأمر لنا لاخترنا في كثيرٍ من الأحيان الراحةَ والثباتَ والمألوفَ على خوض النضج وتحصيل المعنى ..

‏المحلل النفسي البريطاني دونالد وينيكوت قال عن تجربة قاسية: لقد أمدّتْني بنضجٍ كنتُ لأكونَ سعيداً لو أنّه فاتني ..

د.همام يحيى

عائشة عادل

17 May, 14:22


أدعو الله دائمًا أن يسبغ عليّ نعمة الوفاء، ألا أكفر عشير أحدهم يومًا، وأن أكون أمينة سر لمن استودعني إياه، مأمونة الجانب لا يُخشى غدري ولا تقلّبي، وأن يجعلني سِلمًا لأحبابي أحفظ معروفهم إن بقوا وأعرف فضلهم إن رحلوا، حتى إذا رحلت أنا أكون قد استوفيت سعيي لأترك أثرًا طيبًا يورّثني دعوة حين أغدو في أشد حاجتي إليها.. والله يبلغني آمالي من واسع فضله.

عائشة عادل

13 May, 11:26


قضيت زمنا أروّض نفسي على الانحناء للرياح، أطأطئ رأسي فيما يخاله الناس ضعفًا؛ وأراه أنا عين الذكاء والقوة، ما علمت مصلحةً لي في الانحناء فسأنحني، وما أيقنت أن نحت الجدار لا يؤذي سوى رأسي فسأتخلى عن مقارعته مؤثرة الانسحاب، إذ ما حاجتي لمعارك أعرف أنها ليست لي؟ وأعرف أن غنيمتها لا تستحق بذل نذر طاقتي حتى! أوليس قد قال تميم:
بعض المعارك في خسرانها شرفٌ
من عاد منتصرًا من مثلها انهزما؟
ولذا؛ أختار خسارة بعض معارك الحياة على أن أجلس أنعي خيبتي مع الشاعر إذ قال:
وعدت من المعارك لست أدري
علام أضعت عمري في النزالِ

عائشة عادل

10 May, 17:37


تشتدّ نقمتنا على الأحبة الذين انتظرنا منهم سيلًا ثم بذلوا لنا قطرة؛ لا لأننا نجحد القطرة إنما لأننا رفعنا أصحابها في مصافّ الأحبة، وقدر الأحبة أن يسخوا في العطاء ولا يشحّوا..

عائشة عادل

09 May, 21:15


تقل رغبتي في المعرفة مع مرور الأيام، هل يعرف الإنسان بالقدر الكافي كلما كبر حتى يزهد المزيد؟ أم أنها رغبتي أنا في الاكتفاء، في صمّ أذني عن مزيد من الوعي، أم أنه نعيم الجهل الذي تزداد حلاوته بريقا كلما كانت ضريبة العلم باهظة؟
لعله لا هذا ولا ذاك، إنما هي حيلتي لإسكات صوت الضمير الذي يئن كلما صدئ عقلي وبهتت خواطري، وهو اعترافي الضمني أنني أريد أن أعرف، لكنني لست على استعداد كاف لدفع ضريبة المعرفة.

عائشة عادل

10 Jan, 22:23


أعرف قيمة الكتابة حين أكفّ عنها، وحين تتقلص زاوية نظري فأرى العالم من ثقب ضيّق، أضيق كثيرًا من سعة قلبي ورحابة آمالي. هل هي الحكمة القائلة بأننا لا نعرف قيمة الشيء إلا عندما نفقده؟ لكنني لم أكف يومًا عن إدراك قيمتها، ما الفارق إذن بين أن أفعلها وأكفّ عنها؟ هل هو ناتج ما أكتب؟ أم هو حصيلة ما أحس به؟
أنا أكتب على الدوام وإن لم أملك ما أقوله، إذ ما الكتابة أصلا؟ أليست هي أن أحمل روحي على كفي وأنثرها على ورق؟ هذا ما لا أكف عن فعله، لكن الفارق أن ورقي مصنوع من خيال، ينكره العالم.. ووحدي أراه.

عائشة عادل

18 Nov, 10:42


"وقود الفكرة التضحية"
أفكّر في ماهية التضحية التي قد تغذي فكرة لتخرجها من رحم العقل إلى دنيا العمل، كما أفكّر آلاف المرات فيما إذا كنت قدمت ما يكفي منها لأفكاري التي أومن بها! لم يكتمل أي منها، ولم تتجاوز إحداها باب عقلي يومًا، لأنني لم أبذل من التضحية ما يكفي؟ أم لأن مصيرها كالأجنّة تتشمم ريح الحياة في بطون أمهاتها ثم تودّع في صمت قبل رحيلها؟
لدي الآن الكثير منها، واحدة واثنتان تتكاثران فتحيلان عقلي مرتعًا لأفكار بالية، انتظرت كلها أن ترى النور يومًا، وترقبت لحظة الميلاد الأولى، والتي حين تأخرت.. نبذتها الحياة كأن لم تكن؛ لا لأن الحياة قاسية، بل لأنها لم تكن أصلًا!
ربما أفتّش الآن عن الوقود الكافي لدفعها، لإيقاد شعلتها، لإنقاذها من الغرق في مهاوي الظلام، ولمنحي المعنى وراء كل هذا، لأن الفكرة لا تبدو كما هي نقطة مجردة على هامش الأيام؛ إنما ضوءٌ متصلٌ بمعنى في آخر الطريق، ولعلنا إن تشبثنا بها أن نصل..

عائشة عادل

15 Nov, 17:20


مشينا كثيرًا من الطرق حتى ضاقت بنا. أقول ضاقت وأعني ضقنا، وأقول مشينا وأعني عثرنا، وأقول طرقًا وأعني جبالًا. كيف تصبح الجمل إذن بلا مجازات؟ أو كيف نعقل الكلمة إذ جُرّدت من المعنى؟
تبقى أسئلتنا عالقة بين يقين المعرفة وجهالة الشك؛ تمامًا ككل الطرق التي علقنا بها دون أن نملك ترف البدء من جديد.

عائشة عادل

22 Oct, 22:14


عائش 💙

https://rawasekh.com/%d8%b5%d9%86%d8%a7%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%ad%d8%a8%d8%a7%d8%b7-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d8%ac%d8%aa%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%87%d9%84%d8%a7%d9%83/

عائشة عادل

30 Sep, 19:47


كثيرًا ما يُنصح الذين تؤرقهم أفكارهم وتغرقهم أحزانهم بأن يشغلوا أنفسهم بما يلهيهم عنها، اعمل..الكثير من العمل.. أغرق نفسك في المشاغل حتى لا تترك منفذًا لشعور أو فكرة.
ولطالما تساءلت وأنا في حالة كهذه: كيف أعمل ولا أملك الطاقة الكافية لمحاربة كل هذا الموج أصلا؟ كيف أستيقظ صباحا لأتذرع بالمزيد من المشاغل وأنا لا أقدر على النهوض حتى! وماذا قد يعود عليّ حين تأوي إليّ نفسي آخر الليل فأجد أحزانها المتراكمة قد تركت آثارها أسفل عينيها؟
لست أدري ما هي النصيحة المثلى لأولئك الذين يعانون، الناس كلهم كذلك، ولن أقول ستقف الحياة لأجل معاناتنا، لكن على الأقل أودّ أن أُمنح الطاقة الكافية لمجاراتها رغم هذا.

عائشة عادل

23 Sep, 17:24


يتفتق رأسي القلق عن الكثير من الأفكار.. الكثير من الاحتمالات والتساؤلات، أعيد النظر للأشياء من كل الزوايا، أقلبها رأسا على عقب، وأراها من الوراء إلى الأمام، وأجهد سعيًا لأقف على مسافة آمنة من كل هذا، آخذ كل الحيطة الممكنة، كل الاستعدادات اللازمة، ثم أهوي في قاع من المجهول لا قرار له..
هذا لأن كل الضمانات اللازمة للنجاة من هذه الحياة؛ لا تكفي في الحقيقة لتجاوز عثرتها الأولى حتى، ومهما بذل المرء وسعه للسلامة منها لن يتجاوز قدَره فيها. وحده اليقين جسر الأمان الذي نعبره على ثقة في الوصول إلى غاية تهون في سبيلها كل تلك المشقات، رغم المجهول الذي يلوح في الأفق، رغم كل الطرق المفتوحة على مصراعيها دون لافتات، كان الإيمان وسيبقى وسيلتنا للنجاة.

عائشة عادل

16 Sep, 10:28


أذكّر نفسي على الدوام أنني إنسانة مسؤولة، وبالغة بالقدر الذي يجعلني أحتمل نتيجة أفعالي.. آلامي.. آمالي، وحدي دون أن أتقمص أدوار الضحية في أيّ منها،
أكرر عليها كل بلاء أن هذه مسؤوليتك وحدك، مشاعرك، أفكارك، مخاوفك، كلها أسئلة اختبار لن يقدم الجواب عليها غيرك، لذا، ومهما كان استعداي للاختبار هشًا، وتحضيري له رديئا، وذاكرتي حياله خافتة، إلا أنني أخوضه على أي حال، وأتجاسر على المضي وإن لم تحملني قدماي، ذلك أن خياراتي في الحياة محدودة، إما أن أحتمل هذا كله وإما ألا أفعل، وحينها لن يتوقف الزمان فقط لأنني لم أعد أحتمل.

عائشة عادل

15 Sep, 17:36


أخبئ أحلامي الثائرة في جيوب الحقيقة؛ ضنًا بها عن الليالي وأطياف المنام، أحلم أن أصل إلى القمر لكن أقول: أن أرى القمر كل مساء، وأحلم أن ألمس النجوم لكن أقول: أن أعرف النجم في السماء، هكذا أشذّب طيش الحلم بما يتلائم مع الواقع، وأدّعي أنني لا أطلق سراح الحلم بحيلة أو فكرة ما..
غير أن حلمًا معتقًا يرقد جواري أملًا في إنقاذ ما تبقى من سرب أقرانه، ثم يسلم ما إن يطول الليل وتفنى عليه الأيام.
ربما تضيق الحياة بآمالنا الثائرة، إذ حتى الآمال لها حوائط تمشي بجانبها خوفًا من بطش سلطة ما، وتبقى عمرها محترزة لأن "العقل" كذلك له آذان.

عائشة عادل

08 Sep, 11:00


أكاد أجد صعوبة في التعريف بنفسي
بالأمس القريب، حضرت محاضرة عن التربية.. سألتنا الأستاذة أن نعرّف أنفسنا في تقدمة موجزة، أخبرتها معلومات عادية من تلك التي نملأ بها أوراق التوظيف، ثم طلبت مني أن أرسم ما يعبر عني، لم أعرف ما الذي يعبر عني لأرسمه، رسمت دوائر كثيرة متداخلة، وإنسانًا بعيدًا أو يكاد، حين انتهيت ضحكت على رداءة اللوحة، لكني بعدُ لم أرسم ما يعبر عني..
لماذا على المرء أن يحصر نفسه في هذه الأوصاف الخانقة؟ وهو أوسع في داخله من كل قيد يُضاف إليه كلما كبر مزيدًا من العمر، أود أن أبقى طفلةً لا تعرف عن نفسها سوى اسمها، وتتعثر في تعداد عمرها حتى، ترى العالم من خلالها فحسب، وتخال نفسها مرادفًا لكل كلمة ومعنى، تتوسّع الحياة من حولها فلا تكتسب إلا شغفًا بالمغامرة، وجسارة على خوض غمارها في كل مرة، لا تعرف الحساب واللغة، حديثها صمتها، وعقلها فكرتها، ويداها كفتان متزنتان في أبسط صور المعادلة، تمضي باحثة عن موطئ لقدمها في عالم فسيح، يسألها العابرون عن وصفها فتجيب: مجرد فلانة.

عائشة عادل

06 Sep, 20:43


كل مرة عاينت فيها من الخوف ما يفوق طاقتي؛ كانت الأمور تمضي بسلام وتنتهي على خير ما يرام، لكن هذا لم يكن كافيًا ليدحض الخوف من قلبي. الأمر أشبه بأن تطمئن إنسانًا أمام الهاوية بأن كل شيء سيكون أفضل، وأن حلًا ما في نهاية الحكاية سينقذه من السقوط، متناسيًا حقيقةً مهمةً: أنه لا يسمع! كيف تطمئن إنسانًا بلغة الإشارة إذن؟
أخترع في كل مرة لغة جديدة أقنع بها نفسي، يتأخر فهمها ويتباطأ استيعابها، لكنها لا تجدي في المرة التالية، أتوصل في النهاية لحقيقة أن اللغات كلها لا تكفي لدحض شعور كهذا؛ إذ يتشكّل كحرباء متلوّنة على صور متباينة ولغات شتى، نستهلك عمرنا لفك رموزه ومحاولة حله قبل أن تنفجر مؤقتاته، آملين أن يكون حظنا من بلائه أخف في المرة القادمة، وأكثر ألفة لنستطيع تقديم الجواب قبل أن تنفذ فرص المحاولة.

عائشة عادل

05 Sep, 18:21


حين تمر بخاطري محطات العمر المنصرم أجدني أعود إلى القرارات ذاتها، بضيقها واندفاعها وسذاجتها، أختار المنع الذي منعتنيه يا رب، ولا أفضل به عطاءً لم يكن لي، وأرضى به كأنه عطيتك الوحيدة، وأحمدك حمد العارفين الذين أدركتهم حكمتك قبل أن يضلوا..

عائشة عادل

03 Sep, 20:16


لم أختر أيا من الطرق التي سلكتها، وحتى تلك التي اخترها تنكرت لي عند السير فيها، والآن أجلس على ناصية العمر أنتظر أن تقودني الأقدار وحدها، لم أعد أريد أن أختار شيئا، لا أريد التعلق ولا الآمال التي تكذبني كلما صدقتها، كل ما أحتاجه هو الرضا ليهون عليّ العبور..

عائشة عادل

03 Sep, 08:22


الأشياء لا تأتي متأخرة عن ميعادها، ميعادها الذي أقّتناه نحن بالمناسبة، وبكل صلف وغرور كأننا نملك الدنيا. من أقّت الفرج على ميقات حزنك؟ ومن واعد الفرح ليأتي حين امتلأت بالخيبات؟ أليست كلها بلاءات هذه الدنيا منعًا وعطاءً؟ لكل شيء ميعاد، ولكل جبر ميقات، لكنّه ليس باعتبارك أنت، ولا بحساباتك أنت، وهذا هو عين التسليم، أن تتأخر الأشياء في أزمنتك لكنك توقن مع ذلك أنها ستأتي في ميعادها الذي قُدّر لها، على مقاس الفرج تمامًا..

عائشة عادل

02 Sep, 17:09


سامحني يا رب على كل الفرص التي مننت بها علي ثم فوّتها لعجزي وتقصيري، واعف عني في كل مرة أنعمت فقصر شكري عن حقك، وفي كل مرة أجزلت المنح في المحن وحبسني عنها ضيق أفقي وضعف بصيرتي، خذ بناصيتي إليك، أعرفك وأفهم عنك فلا أضل بعدها أبدا..

عائشة عادل

31 Aug, 12:27


لن تهدأ طاقة الإنسان على الإنكار، لأنها حيلته الأخيرة وبوابة الهرب الوحيدة، سيبقى حتى آخر أنفاسه ينكر الحقائق ولو بلسان حاله لا بمقاله، وحين يضرب الواقع بحقيقته رأس أوهامه؛ سيجلس لينعي خيبته ويشتكي طول حزنه.. إنها ذات القصة المكررة، والإنسان كائن ممل لا يمل تكرار قصته.