قناة عبد العزيز بن داخل المطيري @aibndakhil Channel on Telegram

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

@aibndakhil


قناة علمية دعوية

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري (Arabic)

تعتبر قناة عبد العزيز بن داخل المطيري أحد أهم القنوات العلمية والدعوية على تطبيق تليجرام. تهدف هذه القناة إلى نشر المعرفة والوعي الديني بين المشتركين من خلال مجموعة متنوعة من المحتوى الثقافي والتعليمي. يقدم عبد العزيز بن داخل المطيري، صاحب القناة، مواد تثقيفية تساعد الناس على فهم الدين بشكل أعمق وأدق. يمكن للمشتركين في القناة الاستفادة من دروس ومحاضرات عن الإسلام والعلوم الشرعية، بالإضافة إلى الأخبار الدينية الهامة والتوجيهات الدينية. إذا كنت تبحث عن قناة تقدم لك المعلومات الصحيحة والموثوقة في مجال الدين والعلم، فإن قناة عبد العزيز بن داخل المطيري هي الخيار الأمثل. انضم إلينا الآن وكن جزءًا من هذه الرحلة التعليمية والروحية المميزة!

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

29 Dec, 03:25


الخلاصة:
أن الآيات تخبر أن بني إسرائيل سيكون لهم ملك على الأرض المقدسة مرتين وسيفسدون فيها، مرة مضت ثم بعث عليهم بختنصر عند انقضاء هذه المرة.
والمرة الثانية هي ما حصل لهم من العلو والتمكين، وما جرى منهم من الإفساد في هذا العصر.
والآيات من قوله {ثم رددنا} يحتمل أن يكون الخطاب فيها للمسلمين، ويحتمل أن يكون الخطاب فيها لليهود على تغاير في المعنى:
المعنى الأول: (الخطاب لليهود) أن الملك بعد أن نزع من بني إسرائيل سيعود إليهم وسيمدون بأموال وبنين ويكون لهم نفير، وهذا ابتلاء لهم إن أحسنوا فلأنفسهم وإن أساؤوا فلها، فإذا جاء وعد انقضاء هذه المرة الآخرة من ملكهم، سيسوء المسلمون وجوههم ويدخلون المسجد كما دخلوه فاتحين قبل ذلك،
وأن المسلمين سيعلون على ما رفعه اليهود من البنيان وسيدمرونه أو على الوجه الآخر سيصلحون ما أفسدوه، ولا تعارض بينهما.

المعنى الثاني: (الخطاب للمسلمين)، فيفيد أن المسلمين سيكون لهم ملك على الأرض المقدسة وهو ما حصل في زمن الفتوحات الإسلامية وما حصل بعدها من الإمداد بالأموال والبنين والنفير، وهذا ابتلاء للمسلمين واختبار لهم؛ إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم، وإن أساؤوا وقصروا فلها؛ ثم أن اليهود سيسوؤون وجوه المسلمين ويأخذوا المسجد كما أخذوه في ملكهم الأول ويتبروا ما علو تتبيرا.
وكلا المعنيين صحيح
والآيات بعدها تصلح لكلا الوجهين وفيها وعظ لكلا الفريقين.
والله أعلم

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

29 Dec, 03:24


الوجه الثاني: الخطاب لليهود
{إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا}
فيكون هذا التمكين لليهود ابتلاء وامتحاناً لهم، فإن ما كان يحتج به بعضهم من الاستضعاف في الأرض قد زال العذر به، فلم يعد لهم تعلق بهذه الحجة، فإن أحسنوا بالدخول في دين الله عز وجل فإحسانهم لأنفسهم، وإن أساؤوا فلها يسيئون.
{فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ}: وعد انقضاء المرة الآخرة، {لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ} أي: سيسوؤون وجوهكم أيها اليهود.
وفي قراءة ابن عامر وحمزة ورواية أبي بكر عن عاصم: [ ليسوءَ ] فيكون مرجع الضمير إلى الله تعالى أو إلى الشأن أي: ليسوء ذلك وجوهكم.
وفي قراءة الكسائي: [ لنسوء وجوهكم ] بالحمل على اللفظ في قوله: {ثمّ رددنا}.

{وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ}
في المرة الأولى لم يُذكر المسجد، في المرة الثانية ذكر المسجد، والمعنى المتحصّل على هذا الوجه: أي: كما دخله المسلمون أول مرة؛ والمؤمنون دخلوا المسجد في زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاتحين؛ فيكون دخولهم في المرة الآخرة فاتحين.

{وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا}
والتتبير تقدم ذكر معانيه وأنه يفسّر في كل موضع بحسيه.
وعلى هذا الوجه يكون الضمير في قوله تعالى: {وليتبروا} عائداً إلى المؤمنين؛ فيكون المعنى: ليتبّر المؤمنون ما رفعه اليهود من البنيان وما أشادوا من أبنية الكفر والاستعلاء في الأرض تتبيراً نكاية فيهم، كما قال تعالى: {يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين}
وفي التتبير هنا وجه آخر لم يتحرر لي فيه من الشواهد اللغوية سوى ما ذكر ابن فارس في مقاييس اللغة أنه مقابل للتدمير ومباعد له ومنه يقال للذهب التبر، وما ذكره بعض أهل اللغة من أنه يقال للناقة الحسناء: تبَراء، فإذا تحرر من استعمال العرب في لسانهم ما يدل على أنّ هذه المفردة من الأضداد وأنّ التتبير يقع على معنى الاستصلاح والتحسين؛ فيكون هذا هو الأليق بالمعنى إذا كان عائداً على المؤمنين، مع كون المعنى الأول صحيحاً.

وقوله تعالى: {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا}
فيه وجهان:
أحدهما: أن يكون الخطاب عاماً للمكلفين، كما قال تعالى: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} فمن قبل رحمة الله واتّباع هداه رحمه الله، ومن أعرض عنها حرم منها.
{وإن عدتم} للإفساد {عدنا لكم} بالعقوبة وما يسوء وجوهكم.

والوجه الآخر: أن يكون الخطاب للمؤمنين
{وإن عدتم} إلى الله تعالى ورجعتم إليه {عدنا} لكم بما يسركم من النصر والفتح والتمكين، كما في سنن أبي داوود من حديث عطاء الخراساني، عن نافع، عن ابن عمر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم».
ويكون الإتيان بالشرط هنا للتنبيه على العلة وهي أن تأخر النصر والفتح سببه تأخركم في العودة إلى الله والإنابة إليه واتباع هداه، ومراجعة دينكم،

وقوله تعالى بعدها: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} فيه مناسبة ظاهرة لهذا التعليل، ودلالة على سبيل ارتفاع البلاء بتسليط الأعداء وهو اتباع هدى الله عز وجل.

فهذه الآيات فيها من توافق الأوجه وتناسبها ببيان بديع وتركيب واحد ما يعجز عن الإتيان بمثله أحد من البشر.

بقي التنبيه على أنّ من المفسرين المتقدمين من قال: إن المرة الأولى هي التي انقضى عهدها بملك جالوت، والمرة الثانية التي انقضت على عهد بختنصر، وهذا القول رواه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة، لكن يشكل عليه أن أول ملك بني إسرائيل في الأرض المقدسة كان بعد قتل جالوت، وهو الأظهر.
وكذلك دلالة مقاصد الآيات ومناسبتها لأمور عظيمة لها تعلق بقدر من الأقدار العظيمة في تاريخ المسلمين وأهل الكتاب؛ فهو أقرب إلى المناسبة، من أن يكونا حدثين وقعا وانقضيا لا يعرفهما كثير من الناس.
هذا الذي يظهر لي والله تعالى أعلم،

ومن شواهد هذا أيضا قول الله عز وجل في آخر سورة بني إسرائيل: {وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا}
فللمفسرين قولان في المراد بوعد الآخرة هنا:
القول الأول: أن وعد الآخرة أي: وعد القيامة {جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا} لكن هذا القول يشكل عليه أنه معنى لا يختص به بنو إسرائيل، بل هو عام لجميع المكلفين، ولجميع الثقلين.
القول الثاني: أن العهد في الآخرة هنا هي للمرة الآخرة المذكورة في أول السورة {جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا} أي: إذا جاء وعد ابتداء المرة الآخرة، جيء باليهود من أطراف الأرض إلى هذه الأرض، وهذا يصدقه الواقع، وتصديق الواقع من المرجحات المعتبرة في التفسير.
أرجو أن يكون في جواب هذا السؤال كفاية والله تعالى أعلم.

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

29 Dec, 03:23


القول الثاني في المراد بوعد أولى المرتين: أنه ما حصل باجتياح بختنصر للأرض المقدسة في الحادثة المشهورة في التاريخ.
وأوّل ما ذكر ملك بني إسرائيل في الأرض المقدسة في زمن داود عليه السلام، وهو المذكور في قول الله عز وجل: {وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ} فهنا ابتداء مُلك بني إسرائيل في الأرض المقدسة على أظهر الوجهين، وما قبله من الدخول إلى الأرض المقدسة في عهد يوشع بن نون هذا لم يذكر أنه كان معه ملك مستقرّ لبني إسرائيل.
فملك داود عليه السلام ثم ملك سليمان بعده، ثم ابن سليمان بعده، ثم انقضى ملك بني إسرائيل في الأرض المقدسة، بأن أغار عليهم بختنصر في الحادثة المشهورة، وأفسد في الأرض إفسادا كبيرا.
فالأظهر أن المراد بالعباد هنا هم بختنصر وجنده.

{ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا}
- ثم وما بعدها هنا من الفعل الماضي باعتبار المقضي في الكتاب في اللوح المحفوظ، وإن لم يكن قد أتى زمنه بعد، وهو معطوف على قول الله تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ}.
- الخطاب في الآية في قوله تعالى: {لكم} فيه وجهان في التفسير:
وذلك أنّ تركيب الآيات يصلح أن يكون الخطاب فيه للمسلمين، وأن يكون الخطاب فيه لليهود، لكن يُحمل الخطاب على المسلمين على معنى غير المعنى الذي يحمل فيه الخطاب لليهود، وفيما يلي تفصيل ذلك:
الوجه الأول: أن يكون الخطاب لبني إسرائيل (لليهود):
{ثم رددنا} لكم أيها اليهود {الكرة عليهم} وبين المرتين فاصل زمني طويل؛ لأنَّ اليهود لم يُعرف لهم بعد زوال ملكهم الأول ملك على الأرض المقدسة إلا في هذا القرن، الذي دخل فيه اليهود إلى أرض فلسطين.
وأما النصارى فعامّتهم من الروم من ذرية العيص بن إسحاق بن إبراهيم ، وليسوا من بني إسرائيل، ومن تنصّر من بني إسرائيل فهم تبع للروم لم يكن لهم ملك.
وقوله تعالى: {وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ} وإمداد اليهود بالأموال ظاهر، {وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا} النفير هو الذي يُستنصَر ليقاتل غازياً أو مدافعاً، والواقع الشاهد يدلّ على كثرة أنصار اليهود المستنفرين للدفاع عنهم، ولتأييدهم على عدوانهم في هذا الزمان والله المستعان.

الوجه الثاني: أن يكون الخطاب في قوله تعالى: {ثمّ رددنا لكم الكرة عليهم} للمسلمين.
فيكون في الآية التفات إلى مخاطبة المسلمين الذين أنزل إليهم هذا القرآن، وهو التفات له اعتبار ومناسبة {ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ} على من؟ على الذين استولوا على الأرض المقدسة، {وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ} وهذا ظاهر فيما رزقه المسلمون في الفتوحات الإسلامية من كثرة الأموال وكثرة البنين، {وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا} فكان المسلمون في عزة وكثرة من الجند والأتباع.

قوله تعالى: {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا}
في الخطاب هنا وجهان بناء على ما ذكر في الآية السابقة

الوجه الأول: الخطاب للمسلمين:
{إِنْ أَحْسَنْتُمْ} أيها المسلمون {أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} أي فلها تسيئون، فإن للذنوب عواقب.

{فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ} أي: وعد ابتداء المرة الآخرة التي قضي فيها لبني إسرائيل أن يفسدوا في الأرض.
{لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ} ليسوء اليهود وجوهكم أيها المسلمين بما تركتم من الجهاد في سبيل الله، وإعزاز دينه، وقد حصلت إساءة وجوه المسلمين باحتلال اليهود للأرض المقدسة.

{وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا} {مَا عَلَوْا}: [ما] اسم موصول [عَلَو] فيه قولان:
القول الأول: ما علوا عليه، أي: ما لهم فيه تمكّن وسلطة ونفوذ.
والقول الثاني: ما رفعوا من البنيان.
والتتبير لفظ يجمع معاني الإهلاك والإفساد والتدمير والتكسير والتفتيت للشيء، ويفسّر في كل موضع بحسيه.
واليهود قد أفسدوا إفساداً كبيراً في الأرض المقدسة، وآثار إفسادهم بالتهديم والتدمير ظاهر.

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

29 Dec, 03:23


السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، العلو لبني إسرائيل، ما العلو الأول؟ وما العلو الثاني؟
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، هذه المسألة من المسائل التي يتكرر السؤال عنها، وكثر كلام المفسرين فيها، وفيها آثار إسرائيلية كثيرة، أكثرها موضوع لا يصح، لكن دعونا نتدبر هذه الآيات وأوجه التفسير فيها.
- ابن كثير لما عرض لتفسير هذه الآيات ذكر أن فيها آثارًا إسرائيلية كثيرة واهية، وقال: (وقد وردت في هذا آثار كثيرة إسرائيلية لم أر تطويل الكتاب بذكرها؛ لأن منها ما هو موضوع، من وضع بعض زنادقتهم، ومنها ما قد يحتمل أن يكون صحيحًا، ونحن في غُنْيَة عنها، ولله الحمد).
وقال: (ولو وجدنا ما هو صحيح أو ما يقاربه لجاز كتابته وروايته).
* للمزيد من الفهم يقترح فتح المصحف على سورة الإسراء؛ لأن الكلام في أوجه التفسير وفي الضمائر يستدعي حضورا ذهنيا عاليا.
يقول الله عز وجل:
{وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا}
- لا أعلم خلافاً بين المفسرين في أنّ المراد ببني إسرائيل هنا هم اليهود.
"بنو إسرائيل" في القرآن يشمل اليهود والنصارى، وهم الذين أوتوا الكتاب، لكن في هذا السياق المراد به اليهود، والله تعالى أعلم.
- وفي المراد بالكتاب هنا قولان: التوراة، واللوح المحفوظ، ولا تعارض بينهما.

{فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا}
- {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا}
الضمير في [أولاهما] يرجع إلى أولى المرتين، فهذا هو الوعد الأول.
لكن هل هو وعد ابتدائه أو وعد انقضائه؟ وجهان في التفسير:
الأول: وعد انقضاء المرة الأولى.
الثاني: وعد ابتداء المرة الأولى، لكنه يؤول إلى الوجه الأول، لأنه يكون في الكلام حذف وتقدير لأغراض بيانية، بمعنى مُتعتم ما متعتم ثم بعثنا عليكم عبادا لنا، وحذف العاطف لبيان سرعة الاقتضاء في تدبير الله عز وجل؛ فكأن ما متّعوا به قليل لا اعتداد به.
والأظهر هو القول الأول {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا} أي: انقضاء أولاهما.
- {بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا}
قطع الإضافة هنا، ولم يقل عبادنا، بل قال: عبادا لنا، وهذا فيه إشارة إلى أنهم لم يحظوا بإضافة التشريف، واللام في [لنا] للملك، فهم عباد مملوكون لله عز وجل.
وللمفسرين قولان في هؤلاء العباد من هم؟
القول الأول: أنهم جالوت وجنوده، وهو قول قتادة.
وهذا القول على التقريب؛ لأن أول وجود لبني إسرائيل في الأرض المقدسة بعد زمان التيه، كان في عهد يوشع بن نون، ثم غادروا الأرض المقدسة بعد ذلك، ولم يُذكر أنهم كان لهم ملك فيها.
وأما قول الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا} فهذا كان قبل دخولهم الأرض المقدسة، وللمفسرين في تفسيره قولان:
أحدهما: ملَّكَكم أنفسكم بعد أن عبّدكم فرعون.
والآخر: جعل لكم البيوت والنساء والخدم فعشتم عيش الملوك.

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

28 Dec, 20:14


#بصائر_وبينات | الإنجاز المنسي

يعمد كثير من المخططين في نهاية كلّ فترة دورية إلى مراجعة خططهم، وما أنجزوا من أهدافهم؛ فإذا وجدوا أنهم أخفقوا في بعضها ارتدّ ذلك عليهم بالشعور بالإحباط والأسى.

ولو أنّهم تفكروا فيما أنعم الله عليهم من منجزات غفلوا عنها، وأدام عليهم من نعم لا تقدّر بثمن؛ لأثمر ذلك في قلوبهم رضا وشكراً لله تعالى، وفي نفوسهم سكينة واغتباطاً، وتحفيزاً لمزيد من العناية بما نجحوا فيه وفتح لهم فيه.

* الثبات في زمان الأمواج المتلاطمة من الفتن العظيمة، والآفات الكثيرة المتنوّعة إنجاز لا يستهان به، ومنّة عظيمة تستوجب الشكر.

* الثبات ارتفع به أقوام لما صدقوا وصبروا، وسقط بفقده آخرون.

* السلامة لا يعدلها شيء؛ والعافية أعظم نعمة منّ الله بها على عباده بعد اليقين؛ فمن أوتيها فقد أوتي خيراً كثيراً ، وما زاد عليها فهو ربح.

* الأسى على ما فات، والخوف مما يأتي، والحزن والقلق كلّ ذلك مما جاءت الشريعة بالنهي عنه، ومعالجة أسبابه {لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم} ، {ولا تهنوا ولا تحزنوا} ، {إنما ذلكم الشيطان يخوّف أولياءه فلا تخافوهم وخافون}.

* الثبات يتضمن المداومة على أعمال ميسرة فيحصل بالمداومة عليها منجزات كثيرة لا تبهر المرء متفرقة، لكنها إذا اجتمعت كانت خيراً كثيراً، وفضلاً كبيراً.

* مَن داوم على أداء الفرائض، وجبر تقصيره فيها بالنوافل، وداوم على حزبه من القرآن، وما فتح له من فعل الخير فهو على سبيل هدى وصلاح وفضل عظيم.

* مَن حافظ على الصلوات الخمس فكأنما عمر يومه وليلته بعبادة الله تعالى، وذلك أن الصلوات الخمس بخمسين صلاة،وما يتبع الصلوات من الأدعية والأذكار والتلاوة أجور مضاعفة.
- قال سعيد بن المسيب:«من حافظ على الصلوات الخمس فقد ملأ اليدين والنحر من عبادة الله».رواه محمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة
- وقال بشر بن حرب عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال لابنه سالم: «يا بنيّ صل صلاة الفجر ثم انتشر، فإذا حضرت الظهر ثم انتشر» فقال ذلك في الصلوات كلها، وقال في العشاء: «صلّ ثم نم، فوالله لقد أُخبرت أنَّ الله يعجب من صلاة الجميع». رواه ابن المبارك في الزهد والرقائق.

- وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة في سنة اثنتين وستين ومائتين يقول: (كنت منذ سنين، نحو عشرين سنة ربما خطر ببالي تقصيري وتقصير الناس في الأعمال في النوافل والحج والصيام والجهاد؛ فكثر ذلك في قلبي؛ فرأيت ليلةً فيما يرى النائم كأنَّ آتياً أتاني فضرب يده بين كتفي فقال: (قد أكثرت من العبادة! وأيّ عبادة أفضل من الصلوات الخمس في جماعة؟!!).

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

28 Dec, 19:32


الحمد لله ..
هذه عشر مسائل في علوم القرآن نكتفي بها الآن لإتاحة المجال لمتابعي هذا المشروع العلمي لدراستها وتفهمها وتلخيصها، وننتقل إلى نشر عشر مسائل أخر في التفسير بعون الله تعالى.
وتذكروا أنه لا يحصّل العلمَ من لا يأخذه بقوّة ويصبر على شدّته.

وأسأل الله تعالى أن يمنّ على الجميع بالقبول والتوفيق.

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

28 Dec, 19:16


#عيون_مسائل_علوم_القرآن | م10: الأحاديث التي فيها: من قرأ كذا فله كذا؛ هل يُشترط فيه التدبر والعمل؟ أو يكفي مجرد القراءة؟

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

28 Dec, 03:38


#عيون_مسائل_علوم_القرآن | م9: ما هو أقل مقدار للتلاوة اليومية كي أنتفع بالقرآن وأنال بركته؟

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

27 Dec, 18:08


#عيون_مسائل_علوم_القرآن | م8: مسألة عن أدوات الاحتجاج في القرآن الكريم

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

27 Dec, 03:37


#عيون_مسائل_علوم_القرآن | م7: ما جواب ما رُوي عن ابن عبّاس رضي الله عنهما في تخطئة بعض كتّاب المصاحف؟

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

26 Dec, 18:26


#عيون_مسائل_علوم_القرآن | م6: هل يصحّ القول بأنّ عثمان رضي الله عنه جمع القرآن على حرف واحد من الأحرف السبعة؟

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

26 Dec, 03:40


#عيون_مسائل_علوم_القرآن | م5: هل كان جمع أبي بكر الصديق رضي الله عنه مشتملاً على الأحرف السبعة؟

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

26 Dec, 03:36


تنبيه: سقط هذا الموضع من الجواب السابق؛ وسنضيفه إليه لاحقاً بعون الله تعالى.

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

25 Dec, 16:46


#عيون_مسائل_علوم_القرآن | م4: هل جَرْس ألفاظ القرآن من وجوه إعجازه؟ وما رأيك في تسمية ذلك بالإعجاز الصوتي؟

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

25 Dec, 03:36


#عيون_مسائل_علوم_القرآن | م3: ما هي قواعد الترجيح في أسباب النزول؟

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

24 Dec, 18:02


#إعداد_المفسر 
مختصر أصول تدبر القرآن

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

24 Dec, 18:00


الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد:
فإنّ تدبر القرآن وفهمه من أعزّ المطالب، وأسنى الرغائب، وأعظم ما تنفق فيه الأوقات، وتُستجلى به الهدايات.
ولا ريب أنّ التدبر الحسن سبيل إلى فهم القرآن والاهتداء به؛ فلذلك عُني به أهل العلم والإيمان، وظهرت آثار عنايتهم به على أنفسهم تبيّناً وتبصّراً، وعلى الأمّة تبييناً وتبصيراً، ففاضت الخواطر بالفوائد والنفائس، وزيّنت بها الكتب والمجالس، فكم من ناقلٍ لها وناشر، وكم من متبصّر بها ومنتفع.
وقد أقاموا بمنهجهم في التدبّر معالم بيّنة، وأصولاً متينة، واستعملوا من الأدوات العلمية ما يستعان به على استخراج المعاني والهدايات، واللطائف والبدائع.
وقد اجتمع مما استعملوه وبيّنوه أصولٌ ضابطة لمنهج التدبر، ومعينة على إحسانه وصيانته، تفرَّقت في كتبهم ومقالاتهم، ومسائلهم ومباحثاتهم، فحرصت على جمعها واستخلاصها، وترتيبها وتقريبها، وجعلتها في أبوابٍ ومسائل بيّنت قواعدها، وشرحْتها بأمثلتها، واجتهدتُ في تسهيلها للدارسين ما استطعت، في كتابٍ سمّيته "أصول تدبر القرآن"، شرعت في تأليفه في أوائل عام 1437هـ، وأتممت نحو ثلثيه، ونشرت ما أتممته في دروس في موقع آفاق التيسير ثم موقع معهد إعداد المفسّر على الشبكة العالمية، وبقي نحو ثلث الكتاب لمّا أكمله، ولا أزال أضيفُ إلى أبوابه الشيء بعد الشيء، والله الموفق والمستعان.

ولما رأيت تأخّري في إتمام هذا الكتاب على أنّه من أعزّ كتبي عندي وأقربها إلى نفسي نظرتُ في طريقةٍ تُعجّل الثمرة، وتقرّب الفائدة، وأتخلص بها من تبعة التأخر، فإذا أقرب الطرائق وأجملها أن أخرج مختصراً للأصل شاملاً لأبوابه، وملخصاً لشرح لمسائله، يتبلّغ به الراغب، ويستشفّ به الساغب، فكان هذا المختصر اللطيف.
وأرجو إن أمدّ الله في العمر أن أتمّ الأصل وأخرجه في كتاب.
وأسأل الله تعالى أن يمنّ عليَّ وعلى قارئه وناشره بالقبول، وأن يبارك لنا فيه، وأن يجيرنا من سخطه وعقابه، وأن يختم لنا بخير.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

عبد العزيز بن داخل المطيري
22 جمادى الآخرة 1446هـ

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

24 Dec, 17:53


Live stream finished (50 minutes)

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

24 Dec, 17:02


Live stream started

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

24 Dec, 16:31


ألتقيكم بعد نصف ساعة إن شاء الله تعالى

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

27 Nov, 19:25


السؤال:
هل هناك فرق بين التفسير بالمثال والتفسير بجزء المعنى؟
 
الجواب:
نعم يوجد فرق بين التفسير بالمثال والتفسير بجزء المعنى.
 
فالتفسير بالمثال: هو ما يضربه المفسر مثلا يُفهم به معنى الآية.
في قول الله عز وجل: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ} روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: هي التكبيرة الأولى.
فهذا تمثيل لمعنى المسارعة، ومن كان مسارعا إلى التكبيرة الأولى كان إلى غيرها من أبواب الخير أسرع، فهذا ضربه مثالا واضحا ليدل على تحقيق معنى المسارعة.
 
أما التفسير بجزء المعنى: فهو تفسير الآية أو التعبير عنها بجزء معناها.
فكثيرا ما تحتمل المفردات معاني متعددة. فمثلا:
في قول الله عز وجل: {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ} يحتمل قوله: {أَسْفَلَ سَافِلِينَ} أي: إلى النار، ويحتمل أن يرد إلى أرذل العمر.
أيضا في قول الله عز وجل: {عَمَّ يَتَسَاءلون (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ} النبأ العظيم اختلف فيه -على اعتبار أن التعريف في النبأ للعهد- فقيل هو القرآن، وقيل النبوة، وقيل دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، فمن فسر الآية بأحد هذه المعاني يكون مفسرا للآية بجزء من المعنى، لأنه لم يفسر الآية بكامل معناها.
إذاً التفسير بجزء المعنى أن تأتي إلى مفردة تشتمل على معاني متعددة، أو أسلوب يشتمل على معاني متعددة، أو جملة ذات تركيب تشتمل على معاني متعددة، فتفسر الآية ببعض هذا المعنى, فيكون تفسيرك من باب التفسير بجزء المعنى, وليس بمعنى الآية كاملا, ويدخل في ذلك أيضا على أحد المعاني أن منهم من لا يأتي بالمعنى كاملا على أحد الأقوال, يعني يأتي بكلمة تدل على بعض معنى أحد هذه الفروع لمعاني المفردة.


مدون باختصار وتصرف يسير من مجالس الأسئلة العلمية في قناة التلغرام للشيخ عبدالعزيز بن داخل المطيري أحسن الله إليه

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

27 Nov, 05:43


#تحرير_التفسير
من أوجه تدارس القرآن وتفسيره الدلالة على ما أحسن فيه المفسرون في تفسير بعض الآيات بمزيد بيان يوضح المعاني والهدايات ويحلّ ما يعترض الدارسين من الإشكالات، ويحرر مواضع الخلاف، ويبيّن القول الصحيح بحجج واضحة، حتى يرى طالب العلم أنه بقراءته لتفسير تلك الآية كأنّه أوّل مرة يقف على معانيها بمثل هذا البيان، ويتبيّن له بهذا التفسير ما يحلّ له كثيراً من الإشكالات في نظائر تلك المسألة أو يبيّن له من معالم منهج التفسير ما يستعين به على إحسان دراسة مسائل التفسير وتحرير القول فيها.
وهذا أمر يقع فيه التفاضل كثيراً، حتى في التفسير الواحد قد يجد الدارس في التفسير الكبير بضعة مواضع للمفسّر فيها فضل تحرير ظاهر وبيان حسن يمتاز به على كثير من المفسرين الذين فسروا تلك الآيات.
وجمْع هذه المواضع والعناية بها تدارساً وتأملاً من أنفع ما يكون لطلاب العلم؛ فإنهم يدرسون به التفسير على أجود ما قيل فيه، فيصقلون بذلك ملكاتهم في التفسير، وتتفتق أذهانهم لأوجه التفاضل بين العلماء في تحرير مسائل التفسير، ويكتسبون أدوات علمية تفيدهم في استخراج المعاني، وتبيين الهدايات، والجمع والترجيح، والنقد والإعلال.

ولا يكاد يخلو دارس للتفسير من وقوف على مواضع في بعض التفاسير تبيّن له من تحرير معناها ما لم يكن يعرفه من قبل، أو شفت نفسه في بيان ما كان مشكلاً عليه.

وسأذكر عشرة مواضع مما يحضرني الآن مما وقفت عليه وانتفعت به، وأدعو إخواني من طلاب العلم والمعتنين بالتفسير إلى ذكر ما وقفوا عليه من ذلك حتى يحصل بالتعاون على ذلك جمع حسن لأحسن ما قيل في التفسير.
وإذا أضافوا إلى ذلك خلاصة ما قيل في تلك المسألة وسبب اختيارهم فهو أجود.

م1: تفسير قول الله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم} لابن القيم رحمه الله في "بدائع الفوائد".
م2: تفسير قول الله تعالى: {ادعوا ربكم تضرعاً وخفية} لشيخ الإسلام ابن تيمية.
م3: تفسير قول الله تعالى: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم} لابن القيم.
م4: تفسير قول الله تعالى: {فمن عفي له من أخيه شيء} لأبي منصور الأزهري في كتاب "تهذيب اللغة".
م5:تفسير قول الله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} للحافظ ابن رجب الحنبلي.
م6: تفسير قول الله تعالى: {قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا} لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب.
م7: تفسير سورة الفيل للشيخ عبد الرحمن المعلمي.
م8: تفسير قول الله تعالى: {كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة} للشيخ محمد الأمين الشنقيطي في أضواء البيان.
م9: تفسير قول الله تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} للطاهر ابن عاشور.
م10: تفسير قول الله تعالى: {فبما رحمت من الله لنت لهم} لمصطفى صادق الرافعي.


يكفي أن يجيب المشارك على هذا السؤال: ما أحسن موضع وقفت عليه في التفسير وانتفعت به وترغب أن ينتفع به غيرك كما انتفعت به؟ وما وجه انتفاعك به؟

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

26 Nov, 18:04


Live stream finished (1 hour)

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

26 Nov, 17:02


Live stream started

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

26 Nov, 15:32


تذكير

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

26 Nov, 04:43


#استشارة
الحمد لله على ما أنعم وعلّم، وصلى الله على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم
أما بعد:
فإن من نعمة الله تعالى عليّ أن يسّر لي الاشتغال بالأجوبة على المسائل العلمية لما رأيتُ من نفعها لي خاصّة ولما يبلغني من انتفاع بعض طلاب العلم بها، وأسأل الله تعالى أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وأن يقيني مقاصد السوء، وأحوال السوء، وعاقبة السوء.
وأسأل الله تعالى أن يجزي عني خيراً كلّ من سأل مسألةً فانتفعتُ بها بحثاً ودراسة وازدياداً من العلم، والأمر كما قال ابن شهاب الزهري رحمه الله: « إنما هذا العلم خزائن وتفتحها المسألة ».
وقد رأيت بركة بعض المسائل في نفسي وعلى بعض من بلغته؛ فكم من سائل عن مسألة يكون سبباً في نشر علم، وهداية مستهدٍ، وإرشاد مسترشد، وتبصير حيران، وتثبيت قلبٍ تجاذبته الفتن، واعتصرته الكروب.
وأسأل الله تعالى أن يضاعف المثوبة لكلّ من أسهم في حفظ هذه المسائل ونشرها وتقريبها لمن ينتفع بها.
ولقد أتممت بحمد الله تعالى الإجابة على ثلاثة آلاف مسألة عامّتها محررة كتابة، ومنها مسائل مسجلة صوتياً، ومنها مسائل مفرّغة لم تحرر بعد.
وقريب من هذا العدد في مدونات قديمة بخطّ اليد، قبل أن أنتقل إلى الكتابة في أجهزة الحاسب الآلي.
وقد أخذت على نفسي منذ ثلاثين سنة أو تزيد أن أجيب صاحب المسألة على مسألته بما أحسب أن ينتفع به هو ومن كان على مثل حاله أو قريباً منه، وأن أدوّن الأجوبة على المسائل وأحفظها.
ولذلك ربما وجدتموني أفصّل في كثير من المسائل ليتفهّم السائل مسألته ويعرف بجوابها جواب نظائر مسألته التي سأل عنها، ومن رزقه الله ضبطاً حسناً، وقلباً عقولاً، ونهمةً في العلم أدرك بالجواب على مسألة واحدة أجوبة على مسائل عدة تناظرها أو تقاربها.

وقد مضتِ السنون، والمرء لا يعلم ما يعرض له، والحزم خير من المعجزة.
وكل ابن أنثى وإن طالت سلامته .. يوماً على آلة حدباء محمول

وليس من الحزم التفريط في هذه الأجوبة وترك العمل على تصنيفها ونشرها، ولا يخفى أنّ قنوات التليجرام كغيرها من القنوات لا تُؤمن عليها الغوائل، وإن متّعنا بها سنين.
لذلك فإنني أستشيركم في هذه التركة العلمية كيف يُصنع بها؟ وما ترون في وسائل حفظها وتصنيفها ونشرها.
وإنما وجهتُ الاستشارة إليكم لأنكم أكثر المعنيين بما ينشر في هذه القناة، ويسرني أن أستقبل اقتراحاتكم وآرائكم في التعليق على هذا المنشور أو على البريد الإلكتروني
[email protected]

وكتب
عبد العزيز بن داخل المطيري
24 جمادى الأولى 1446هـ.

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

26 Nov, 03:46


السؤال :

في مقطع متداول لما يبدو أنه جزء من دورة، أو لقاء حث المتحدث الحضور على تقليل الشكوى من الرزق، والحديث بذلك في المجالس، واستشهد بقول الله تعالى: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} وقال: إن معنى قوله تعالى: {مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} أي: إن رزقكم ينزل بحسب ما تنطقون, السؤال ما أفهمه أن الحق المقسم عليه في الآية هو البعث والجزاء ولا وجه لما قاله هذا المتحدث, غفر الله لنا ولك فهل فهمي صحيح؟
 
الجواب: أحسنت بإثارة هذا السؤال؛ لأن هذا مما كان يجول في خاطري كثيرا، ما موقف طلاب العلم من كثرة المقاطع التي تنتشر وفيها كلام في القرآن بغير علم؟ ونشر لأقوال شاذة وربما لم يقل بها أحد من قبل, ويدعي بعضهم أن هذا هو معنى الآية, بل ربما بالغ بعضهم فنسب إلى نفسه أنه اكتشف ما لم يعرفه المفسرون من قبل, وأن الأمة كانت في غياب عن المعنى الصحيح للآية, وأنه يدلهم بذلك على المعنى الصحيح, وفيما يقوله من الضعف والبطلان ما هو ظاهر, لكن هذا الظهور إنما يكون غالبا لطلاب العلم الذين يميزون الصحيح من الضعيف, وقد يخفى الأمر على العامة وعلى من لا تمييز له بين الصحيح والضعيف, فيظن أن ما يقولونه حق, ولا سيما إذا قالوه بأسلوب المتمكن في الكلام, والمستحضر لما يظنه من الحجج فهذا القول والاسترسال فيه قد يبعث في نفوس بعض المتلقين تصديق هذا القول, وأنا أدعو طلاب العلم إلى رصد مثل هذه المقاطع الشائعة, والرد عليها أو الكتابة فيها إلى أهل العلم ونشر الرد عليها، لأن أهل الباطل إذا استحدثوا وسيلة ينبغي لأهل الحق أن يقابلوهم بالوسيلة نفسها, مع مراعاة الضوابط الشرعية فيها, فإذا لجئوا للنشر عن طريق قنوات التواصل في هذا الميدان فينبغي لأهل الخير والعلم والفضل أن ينافسوهم في هذا الميدان, وأن ينشروا من الحق ما يبين المعنى الصحيح للآية في قنوات التواصل وفي غيرها.
 
أما في قول الله عز وجل: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ}
 
معنى قوله تعالى: {رِزْقُكُمْ} فيه وجهان:
 
الوجه الأول: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ} هو نفس الرزق.
 وهذا يكون بعد دخول الجنة أي: رزقكم الذي إذا نسب إليه ما في الدنيا من أولها إلى آخرها كان   كلانسبة, فالرزق الذي تسرون به وتعدونه هو الرزق هو ما يكون بعد دخولكم الجنة, ولذلك لو أتي بأبأس رجل في الدنيا من أهل الجنة ثم غمس في الجنة غمسة واحدة وسئل كما في الحديث الصحيح (هل مر بك بؤس قط؟ قال لا يا رب) وتكرر في القرآن ذكر أن طعام أهل الجنة أو ما يؤتون به رزق.
 
الوجه الآخر: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ} أي تقدير رزقكم.
وهذا يكون ما ترزقون به في الدنيا وفي الآخرة أيضا، تقديره من الله عز وجل, فالإنسان قد يجتهد في بذل الأسباب والرزق المقدر له تقديره في السماء, فإذا أذن الله عز وجل بأن يُرزق هيأ له أسباب الرزق, بل ربما رزقه رزقا من غير سبب منه.
 
فقوله تعالى: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ} يجمع المعنيين: نفس الرزق، وتقدير الرزق.
 
أما مرجع الضمير في قوله: {إِنَّهُ لَحَقٌّ} فيحتمل أيضا وجهين في اللغة:
 
الوجه الأول: أنه راجع إلى (ما) الموصولة في قوله تعالى: {وَمَا تُوعَدُونَ} أي والذي توعدون، فورب السماء والأرض إن الذي توعدون لحق مثل ما أنكم تنطقون، و(ما) اسم موصول وهو من ألفاظ العموم, فكل ما يوعده المؤمنون فهو حق, ومن ذلك دخولهم الجنة والثواب فيها، وأيضا ما وعدهم الله عز وجل من الثواب على الإيمان في الحياة الدنيا, هذا داخل في عموم لفظ الآية وهذا كله من الحق.
 
 
الوجه الآخر: أن مرجع الضمير عائد إلى المصدر المستفاد من مجموع ما ذكر في صدر الآية.
 
والإضمار إلى المصدر كثير شائع في القرآن, كما قال الله عز وجل: {اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} (هو) مرجع الضمير إلى المصدر المستفاد من فعل العدل{اعْدِلُوا} العدل هو أقرب للتقوى, فمرجع الضمير راجع إلى المصدر المستفاد من الفعل, كذلك في قول الله عز وجل: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} {إِنْ هُوَ} فيها وجهان في مرجع الضمير, الوجه الأول: أنه راجع إلى نطقه, {إِنْ هُوَ} أي: الذي ينطق به, فكان راجعا إلى المصدر المستفاد من الفعل ينطق, والوجه الآخر: أنه راجع إلى القرآن, من باب عود الضمير إلى غير مذكور, إذا أمن اللبس وكان معهودا في الذهن
 
فقول الله عز وجل: {إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} مرجع الضمير فيه هذان الوجهان وهما وجهان صحيحان.




مدون بتصرف يسير من مجالس الأسئلة العلمية في قناة التلغرام للشيخ عبدالعزيز بن داخل المطيري أحسن الله إليه

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

25 Nov, 18:54


2: ومن تفسيره بالاستعجال قول الله تعالى: {سأل سائل بعذاب واقع} على أحد الأوجه في تفسيرها كما تقدم.
3: ومن تفسيره بالظرف قول مسلم بن الوليد صريع الغواني:
فوالله ما أدري، وإني ‌لسائلٌ … ‌بمكة أهل العلم: هل في الهوى وِزر
وقول ربيعة بن مقروم:
وأجزي القروض وفاءً بها... ببؤسى بئيسا ونُعمى نعيما
وقومي فإن أنتَ كذبتَني... بقولي فاسأل بقومي عليماً
فقوله: "اسأل بقومي عليماً" عدى السؤال بلفظ الباء، ولم يقل: "اسأل عن قومي عليماً"، لأنه ليس مقصده أن يسألَ عن قومه.
ولم يرد: "اسأل عليماً بقومي"، لأنه لو أراد ذلك لتعلَّق حرف الباء بالعلم، وحرف الباء هنا متعلق بالسؤال.
وبهذا يتّضح أنّه يريده أن يسأل عليماً من قومه عنه هو.
أي: قم فاسأل بمنازل قومي عليماً منهم عنّي وعن شمائلي فستجد تصديق قولي.
4: ومن تفسيره بالتجريد، قولهم: لئن سألت فلانا لتسألنّ به بحراً، والتجريد أسلوب معروف عند العرب يجرّد المرءُ فيه الحديث عن نفسه أو غيره بصفة يُسند الحديث عنها.
والتقدير: لتسألنّ بسؤالك إيّاه بحراً.
والتجريد له أنواع، وحروف اشتهر استعمالها فيه ومنها الباء، ولا يختصّ بلفظ السؤال بل يصحّ بكلّ ما يصلح له.
ومنه قول الزهري: «كنت إذا لقيت عبيد الله بن عبد الله، فكأنما أفجر ‌به ‌بحراً». رواه ابن أبي شيبة والدارمي.
ومنه قول عبد يغوث بن وقاص الحارثي:
فإن تقتلوني تقتلوا بي سيداً ... وإن تُطلقوني تحربوني بماليا

إذا تبيّن تعدد المعاني في تعدية لفظ السؤال بالباء فاعلم أنّ للمفسّرين أقوالاً في معنى قول الله تعالى: {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} كلها اتّفقت على أنّ السؤال هنا بمعنى الاستعلام والاستفهام.
القول الأول: الباء هنا للتجريد، والمعنى فاسأل الله تعالى فلا ينبّئك عن الله تعالى أَخْبر من الله.
وعلى هذا يُحمل قول مجاهد، وابن جريج.
- قال ابن عينية، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قول الله: {فسئل به خبيرًا} قال: « ما أخبرتك من شيءٍ فهو كما أخبرتك». رواه ابن أبي حاتم، وروى مثله ابن جرير عن ابن جريج وزاد: « أنا الخبير ».

القول الثاني: الباء مضمنة معنى الاحتفاء والعناية، والمعنى اسأل عن الله عالماً به من أهل العلم والمعرفة بالله جلّ وعلا.
- قال ابن جرير: « وقوله: {فاسأل به خبيرًا} يقول: فاسأل يا محمّد خبيرًا بالرّحمن، خبيرًا بخلقه، فإنّه خالق كلّ شيءٍ، ولا يخفى عليه ما خلق».
فليس المراد السؤال المجرد، وإنما هو حثّ على سؤال العناية والاحتفاء ليتعرف ربّه.

القول الثالث: الباء بمعنى "عن" وهو قول أبي عبيد القاسم بن سلام، وابن قتيبة، وأبي إسحاق الزجاج، وغيرهم.
- قال أبو عبيد القاسم بن سلام: (قال علقمة بن عبدة:
فإن تسألوني بالنساء فإنني ... بصير بأدواء النساء طبيب
قوله: تسألوني بالنساء يريد عن النساء ومنه قوله تعالى: {فاسأل به خبيرا} وكذلك قول الناس: أتينا فلاناً نسأل به هو من هذا).
- قال ابن قتيبة: « "الباء" مكان "عن" قال الله تعالى: {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} ، أي عنه ».
- وقال أبو إسحاق الزجاج: « والمعنى فاسأل عنه خبيرًا ».
وهذا القول على مذهب التعاقب في الحروف، وهو مذهب مفضول متى صحّ القول بالتضمين.
-قال علي بن سليمان الأخفش الصغير فيما ذكره عنه تلميذه أبو جعفر النحاس: (أهل النظر ينكرون أن تكون الباء بمعنى عن لأن في هذا فساد المعاني قال ولكن هذا مثل قول العرب لو لقيت فلانا للقيك به الأسد أي للقيك بلقائك إياه الأسد، والمعنى فاسأل بسؤالك على ما تقدم).
- وقال ابن السيد البطليوسي في الاقتضاب: (وأما قوله تعالى: {فاسأل به خبيراً} فإنه يحتمل تأويلين:
أحدهما: أن يكون فاسأل عنه العلماء ذوي الخبرة من خلقه، فيكون من هذا الباب.
والثاني: أن يريد فاسأل بسؤالك إياه خبيراً، أي إذا سألته فقد سألت خبيراً عالماً، كما تقول: لقيت بزيد الأسد، أي لقيت الأسد بلقائي إياه.
فالمسؤول في هذا الوجه هو الله عز وجل، والباء على وجهها، والمسؤول في الوجه الأول غير الله تعالى، والباء بمعنى "عن".
والقول الثاني عندي أجود، وإن كان الأول غير بعيد).

القول الرابع: الباء متعلّقة بـ{خبيراً}، وقدم الجار والمجرور لمراعاة فواصل الآيات أي: اسأل خبيراً به، وهذا القول ذكره الكرماني وغيره، وفيه بعد لأنّ تعلّق الباء بالسؤال أظهر.

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

25 Nov, 18:54


ولفظ "خبيراً" على جميع هذه الأقوال في محل نصب على المفعولية.
وأما القول بنصبه على الحال فضعيف، وله ثلاثة أحوال:
- إما أن يكون حالاً من السائل: أي: اسأل سؤال خبير، وهذا فيه بعد عن السياق، وضعّفه أبو البقاء العكبري.
- وإما أن يكون حالاً من المسؤول عنه، وهو الله عزّ وجل؛ فردّه مكي بن أبي طالب في "إعراب مشكل القرآن"؛ لأن الله تعالى خبير في جميع الأحوال، وليس في حال دون حال.
وتأوّله ابن عطية على الحال المؤكدة كما في قول الله تعالى: {وهو الحقّ مصدقا}.
- وإما أن يكون حالاً من المسؤول، إذا كان الضمير عائداً على الخبير من خلقه تعالى، وهو مراد ابن جرير في قوله: « و"الخبير" في قوله: {فاسأل به خبيرًا} منصوبٌ على الحال من الهاء الّتي في قوله {به} ».
وفيه ضعف.

وأما قول السائلة: (وهذا على اعتبار الباء زائدة)
فجوابه: أن هذا التوجيه له علّة، وذلك أنّ الرازي لما نقل توجيه ابن جرير قال: (قال ابن جرير: "الباء في قوله: {به} صلة، والمعنى فسله خبيراً، وخبيراً نصب على الحال).
وعبارة ابن جرير لا تدلّ على ما ذكر من كون الباء زائدة، بل لا يصحّ اعتبارها زائدة هنا، لأنها على القول الأول للتجريد، وعلى القول الثاني مضمنة معنى الاحتفاء والعناية.

وأما قولها: (فهل يصحّ القول بأنَّ معنى السؤال هو الدعاء، ونصب خبيراً على الحال؟)
فجوابه: أن القول بأنّ السؤال بمعنى الدعاء والطلب ذكره الكرماني في عجائب التأويل وجهاً، ثم ذكره الرازي بعده، ثم تناقله بعض المفسرين، وفيه بعدٌ عن دلالة السياق، وأقوال المفسرين المتقدّمة متفقة على أنّ السؤال للاستعلام.
وأما نصب خبيراً على الحال على هذا الوجه فلا يصحّ إلا على أن تكون الحال مؤكدة، وإذا دار الإعراب بين النصب على المفعولية والنصب على الحال المؤكدة فالأول أولى.

وأما قولها: (وقال ابن عادل: وقيل: قوله {به} يجري مجرى القسم كقوله: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ} فهل يصح نصب "خبيرا" على الحال على هذا القول؟)
فهذا القول نقله عن الرازي، وهو توجيه ضعيف من وجهين:
أحدهما: أنّ مؤداه الحثّ على السؤال بالله، وظواهر النصوص على خلافه، وقد كره جماعة من السلف السؤال بالله مع جوازه عند الحاجة واقتضاء المصلحة الشرعية كالتذكير بالله وأن يكون السؤال لأمر يجب على المسؤول بذله في حكم الله تعالى.
وأما قول الله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ} فهو تذكير لهم بتعظيمهم السؤال بالله، واحتياجهم إليه؛ فكان يجب عليهم أن يعظّموه في أنفسهم.
والوجه الآخر: أنّ السؤال على هذا التوجيه للطلب، وفيه ما تقدّم من الإعلال.
وتعلق {خبيرا} به على هذا الوجه إن كان حالاً من السائل فهو معلول لأن فيه قصر الدعاء على أهل الخبرة.
وإن كان حالاً من المسؤول وهو الله ففيه ما تقدم من إعلال هذا الإعراب.

والخلاصة أنّ قول الله تعالى: {فاسأل به خبيرا} يصحّ فيه وجهان في التفسير:
أحدهما: القول بالتجريد أي اسأل الله، ولتسألنّ بسؤالك إياه خبيراً، فالخبير هو الله تعالى، وهذا القول مناسبته ظاهرة؛ فإنه لا يخبر عن صفات الله كمثل الله تعالى، وناسب ختم هذه الآية بهذا الختم لأنّ مما ذكر في أوّل الآية قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (59)}
وهذا إخبار عن الله بصفات وأفعال لا يدرك بعضها بالعقل كتعيين مدة خلق السموات والأرض وما بينهما بستة أيّام، وذكر الاستواء على العرش، وإنما يُتلقّى العلم بذلك من الله تعالى بوحيه على أنبيائه، وما أنزل عليهم من الكتب.
والقول الآخر: أنّ الباء مضمّنة معنى الاحتفاء والعناية والمعنى: اسأل عن الله تعالى أهل العلم والمعرفة بالله تعالى وبكتبه سؤال عناية واحتفاء كما قال تعالى: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94)}، وقال تعالى: {أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197)}


وقول الله تعالى: {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} يجري مجرى الأمثال، ومثله قول الله عز وجل: {وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} وهو أجود من قول العرب في أمثالها: (على الخبير سقطت)
وكان مثلاً معروفاً عند العرب، فإنَّ هذا المثل منتقد في ألفاظه، ومعناه.
- أما ألفاظه ففيها توالي حركات الحروف في "سقطت" وثقلها، وقرب مخرج الطاء من التاء.
- وأما معناه فلفظ السقوط غير حسن في هذا السياق.
أما قول الله عز وجل: {وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} وقوله: {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} فمعناهما أوسع وأشرف من المعنى الذي يفيده المثل العربي.

والله تعالى أعلم.

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

25 Nov, 18:54


#مسائل_التفسير
س: قال ابن جرير الطبري: (والخبير في قوله تعالى: {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} منصوب على الحال من الهاء التي في قوله: (به)، وهذا على اعتبار الباء زائدة، والسؤال عنده بمعنى طلب العلم، فهل يصحّ القول بأنَّ معنى السؤال هو الدعاء، ونصب خبيرا على الحال؟
وقال ابن عادل: وقيل: قوله {به} يجري مجرى القسم كقوله: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ} فهل يصح نصب "خبيرا" على الحال على هذا القول؟


الجواب: هذه المسألة من المسائل التي تشكل على كثير من طلاب العلم، ولتسهيل تصور المسألة نقول:
السؤال يأتي في اللغة بمعنى الدعاء والطلب، وبمعنى الاستعلام والاستفهام.
1: فالسؤال بمعنى الطلب والدعاء الأصل أن يُعدَّى بنفسه كما في قول الله عز وجل: {وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ}، وقوله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا} أي: لا أطلبكم عليه أجراً، وقوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ}
وقد يُعدَّى بأنْ التفسيرية كما في قول الله تعالى: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ} يعني يطلبونك أن تنزل عليهم كتاباً من السماء.
فهذا السؤال بمعنى الطلب أو الدعاء.

2: والسؤال بمعنى الاستعلام والاستفهام الأصل فيه أن يُعدّى بـ"عن" كما في قول الله عز وجل: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ} وقول تعالى: {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ}، وذلك إذا لم يذكر نصّ السؤال، فإذا ذُكر نص السؤال أو أمكن تقديره فإنه يُعدى بنفسه، كما في قول الله تعالى: {فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ}.

وتعدية لفظ السؤال بالباء تصلح للمعنيين: معنى الاستعلام والاستفهام، ومعنى الطلب والدعاء.
فقد يفسّر السؤال فيما يُعدّى بالباء بسؤال الطلب، وقد يفسّر بسؤال الاستعلام، وقد يحتمل السياق المعنيين فتكون التعدية بالباء أنسب لصلاحية استعمالها في المعنيين.
ومن الأمثلة البديعة لذلك:
1: قول الله تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ}
فقد عدّي لفظ السؤال بالباء التي تصلح للمعنيين، وفيه قولان للمفسرين:
أحدهما: دعا داعٍ بعذاب سيقع عليهم لا محالة، فيكون الدعاء خارجاً مخرج الاستعجال، كما قال تعالى: {يستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده} وهو حاصل قول مجاهد وقتادة.
والقول الآخر: يكثرون من السؤال عن هذا العذاب احتفاءً به للتشنيع على النبي صلى الله عليه وسلم بإخباره بما أخبر الله به من الغيب مما يحصل في اليوم الآخر من الوعيد بالنار لمن كذب وكفر أو لاستعجال وقوعه تهكماً وتكذيباً.
وقد قال بأصل هذا القول أبو عمر الزاهد غلام ثعلب وابن عطية.
فصلحت التعدية بالباء هنا للمعنيين، وهذا يفيدنا أنه قد يكون فيمن نزلت فيهم هذه الآية من كان يستعجل العذاب بدعائه واستفتاحه، ومن كان يكثر من السؤال عنه سؤال استهزاء؛ أو سؤال احتفاء واستعجال لوقوعه؛ فشملت الآية هذه الطوائف كلها بلفظ وجيز.

2: وكذلك قول الله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ}
يصحّ أن يفسّر السؤال هنا بالمعنيين:
- معنى الطلب كقول بعضهم: أسألك بالله والرحم، أو نشدتك الله والرحم، ونحو ذلك مما يكثر السؤال به.
- ومعنى الاستعلام، كقول القائل: أسألك بالله هل حدث كذا وكذا؟
فيكون تأكيد السؤال بالتوسّل بالله تعالى أعظم حرمة وأدعى لإحراج المسؤول حتى لا يخبر إلا بالحق.
وأفادت صيغة تفاعل في {تساءلون} كثرة وقوع السؤال، وتعدد أطرافه.

وتعدية سؤال الطلب بالباء كثير شائع في لسان العرب، ولا يشكل معناه لأنه مضمّن معنى التوسل.

وأما تعدية سؤال الاستعلام والاستفهام بالباء فصحيح شائع وله شواهد تتعدد فيه المعاني المضّمنة مما يناسب حرف الباء؛ فتارة يضمّن بالاحتفاء والعناية، وتارة يفسّر بالاستعجال، وتارة يفسّر بالظرفية، وتارة تقع الباء للتجريد.
1: فمن تفسيره بالاحتفاء والعناية قول علقمة الفحل:
فإن تسألوني بالنساء فإنني ... بصير بأدواء النساء طبيب
أي: إن تسألوني محتفين بأمر النساء فإنني بصير بأدوائهنّ وعليم بطبّ تلك الأدواء.
وقول لبيد بن أبي ربيعة:
أولئك قومي إن سألتَ بخيمهم ... وقد يخبَرُ الأنباءَ مَن كان جاهلا
وقول عمرو بن معد يكرب:
فإما كنتِ سائلةً بمُهري ... فمُهري إن سألتِ به الرفيع
وقول عوف بن الأحوص:
إذا قيلت العوراءُ ولَّيتُ سمعها .. سواي ولم أسأل بها ما دَبيرها
أي: لم أكن محتفياً بشأنها وما تعقبه.

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

25 Nov, 18:02


#مجالس_الأسئلة_العلمية| المجلس الثامن والستون
🔹موعد المجلس:
الثلاثاء 24 جمادى الأولى 1446 هـ، من الساعة الثامنة إلى الساعة التاسعة مساء بتوقيت الرياض.
🔹موضوع المجلس: مسائل في التفسير.
🔹 أستقبل أسئلتكم في التعليقات، وأسأل الله التوفيق والسداد.

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

22 Nov, 18:36


في هذه الصورة تظهر طُفية خوص الدوم، وهي الخط ذو اللون الفاتح
وفي هذا الرابط شرح لأجزاء شجرة الدوم
https://x.com/thoomaly11/status/1128435067057995776/photo/2

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

22 Nov, 15:15


الخلاصة:
- أنّ الأمر بقتل الحيّات عام، فتقتل في الحلّ والحرم، وفي حال الإحرام، وفي الصلاة، ولمن قتلها أجر عظيم.
- يحرم ترك قتل الحيّات مخاف ثأرها، وكان ذلك مما يعتقده بعض العرب في الجاهلية، وقد برئ النبي صلى الله عليه وسلم ممن ترك قتلها مخافة ثأرها.
- يستثنى من قتل الحيات ما يحصل به الاشتباه بكونه من الجنّ المسلمين، ولذلك شرع التحريج عليها ثلاثاً.
- الأبتر وذو الطفيتين يقتلان بكلّ حال في البيوت وغير البيوت من غير إنذار.
- ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم الأمر بالتحريج ثلاثاً على حيات البيوت غير الأبتر وذي الطفيتين، وأما رواية "ثلاثة أيام" ورواية "ثلاث مرات" فلا تثبتان، وإنما هما من الرواية بالمعنى وقد تعارضا، فيرجع إلى تعلقهما بالمصدر فيكون لثلاث مرات ، كما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا دعا ثلاثا، وإذا سأل سأل ثلاثا، وكما دلّ عليه حديث ابن مسعود في تعوذ النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات من شيطان تفلّت عليه في صلاته.
- رجح الإمام مالك التحريج ثلاثة أيام، ورجّح الإمام أحمد التحريج ثلاث مرات.
- اختلف العلماء المعاصرون في التحريج فرجّح الشيخ محمد الأمين الشنقيطي أن التحريج ثلاثة أيام، ورجّح ابن باز وابن عثيمين أن التحريج ثلاث مرات، وعليه الفتوى المعتمدة عندنا.
- المبادر إلى العدوان من حيات البيوت، والذي يكون على هيئة مفزعة يقتل بعد التعوذ منه ثلاث مرات كما دلّ عليه حديث ابن مسعود.
- الذي لا يبدو منه خطر ولا يُفزع فيجوز إخراجه خارج البيت كما كان يفعل ابن عمر رضي الله عنهما، ويجوز التحريج عليه ثلاثاً ثم قتله إن تبدى بعد ذلك.
- صحّ النهي عن قتل الجانّ من الحيات عموماً، وهو الأبيض الذي كأنه قضيب فضة سواء أكان في البيوت أم خارج البيوت.
هذا ما ظهر لي، والله تعالى أعلم.

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

22 Nov, 06:22


#مسائل_الفقه | مسألة في قتل حيات البيوت

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

21 Nov, 16:33


السؤال:

قال تعالى: {وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ} هل تقليب الكفين حال المصيبة يدخل ضمن ضرب الخدود وشق الجيوب وحلق الشعر عند المصيبة، ولو استعمل الناس صورا أخرى من الجزع لا يدخل كالسب واللعن للمصيبة وغيرها؟

الجواب:
هذه التصرفات يرجع فيها إلى القصد، فالتصرفات التي تكون عند نزول المصيبة
منها ما نص على النهي عنه، (ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب)، وبرئ الرسول صلى الله عليه وسلم من الحالقة والصالقة والشاقة، فهذا كله منصوص عليه فهو محرم.

ومنها ما يكون عرفا داخل في الندب وفيه من تعابير التسخط على القضاء والقدر فهذا أيضا محرم.

ومنها ما يتوقف على قصد الفاعل، يعني يكون منقسما، فما دل على التسخط فهو محرم، لتحريم التسخط، وما ينتج عنه فهو من آثاره، فالتسخط على القضاء والقدر محرم.
 
لكن ليس كل فعل يعبر به المرء عن تحسره أو عن تعجبه أو عن بعض الأحوال النفسية، التي تعرضه ليس كله راجع إلى التسخط.

النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح لما قال لعلي بن أبي طالب وفاطمة: (ألا تصليان) يأمرهم بالصلاة، أن يصلوا في الليل فقال علي رضي الله عنه: "يا رَسولَ اللَّهِ، أَنْفُسُنَا بيَدِ اللَّهِ، فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا"، فرجع النبي صلى الله عليه وسلم من عندهما وهو يضرب فخذه، ويقول: {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} [الكهف: 54]

 فضرب النبي صلى الله عليه وسلم فخذه لا يمكن أن يحمل على التسخط من القضاء, إنما قد يحمل على التعجب أو على الاستغراب, أو على أنه ساءه ما سمع من اعتراض علي رضي الله عنه أو جوابه, مع كونه حقا, يعني في أصله لا يعترض على أن أنفسنا بيد الله عز وجل, ولذلك لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عذاب النار لبعض الصحابة رضي الله عنهم, يعني أخبرهم بأمور فزعوا لها, قالوا: له ما نقول يا رسول الله؟  فقال: (قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل) ففي مثل هذه الأمور يُندب الإنسان أن يتكلم بما أرشد الله عز وجل عليه, ولا حرج عليه أن يتصرف بعض التصرفات التي لا تدل على التسخط, وإنما تدل على ما يعبر به عما في نفسه من الدهشة أو الاستغراب أو التعجب أو غير ذلك, فتقليب الكفين هذا دليل على التحسر, التحسر قد يصاحبه تسخط كما هو ظاهر حال الرجل الذي نزلت فيه الآية, وقد لا يدل على ذلك, فالعبرة بالمقصد.
 
 
 

▫️مدون بتصرف يسير من مجالس الأسئلة العلمية في قناة التلغرام للشيخ عبدالعزيز بن داخل المطيري

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

20 Nov, 10:36


#تباريق | خط الفناء

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

19 Nov, 18:02


Live stream finished (58 minutes)

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

19 Nov, 17:04


Live stream started

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

18 Nov, 18:34


لكن هل هذا هو المقصود في السورة؟ أو له مناسبة لمقصد السورة؟ لأن القسم فيه تشريف، وإذا وُجدت حالتان فالأشرف منهما هو الذي يُقسم به، ولا ريب أن حالة الإحرام أشرف من حالة الحل؛ لأن الإحرام فيه تلبّس بعبادة.

المحرم له حرمة معظمة عند الله عز وجل وعند الناس، حتى كان أهل الجاهلية يُعظمون حرمة المحرم.

فابن القيم رحمه الله حاول أن يجيب عن هذا بجواب فيه نظر، إذ قال: “إذا كانت حالة الإحرام أشرف، والله عز وجل أقسم بحالة الإحلال، فهذا يدل على أن حالة الإحرام أعظم حرمة”. لكن هذا القول فيه نظر، لأنه يلزم منه أن يكون ما لم يُقسم الله عز وجل به أشرف مما أقسم به، نسب هذا التفسير إلى الحسن وعطاء، لكني لم أره عنهما بإسناد صحيح.

فهذا القول فيه نظر وليس له مناسبة ظاهرة

أما الأقوال الثلاثة المتقدمة، فهي أقوال صحيحة من جهة المعنى ولها مناسبة ظاهرة.
ويجمع بينها.

ومن العلماء من تكلم في بعض التفاصيل، وهذه التفاصيل ترجع إلى هذه الأقوال.


▫️مدون بتصرف يسير من مجاس الأسئلة العلمية في قناة التلغرام للشيخ عبدالعزيز بن داخل المطيري

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

18 Nov, 18:33


السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
أحسن الله إليكم وبارك فيكم 

في قوله تعالى: ﴿وَأَنتَ حِلٌّ بِهذَا البَلَدِ﴾ [البلد: ٢]
رجح صاحب تتمة أضواء البيان القول بأن المعنى من: الحلول والبقاء والسكن، أي (وأنت حال بها)  
ومناسبة ذلك:
- أنه تأكيد لشرف مكة إذ أن فيها بيت الله وفيها رسول الله 
- أن وجوده ﷺ فيها يرفع عن أهلها العذاب بدلالة قوله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ}.
- أن وجوده صلى الله عليه وسلم في مكة عرضه للمشاق وأحوجه للصبر ولهذا علاقة بالآية بعدها {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}
بينما ذكر غيره من المفسرين أن المعنى من التحلل ضد الإحرام واندرج تحته عدد من المعاني 
منها قول بعضهم أنه إخبار عن المستقبل وبشارة بأنها ستحل له ساعة من النهار 
فهل الآية من الآيات التي تدل على سعة معاني القرآن الكريم وأن كل ما ذكر من أقوال محتمل؟

الجواب:

القاعدة في المسائل التفسيرية التي تتعدد فيها الأقوال أننا:

- نجمع أولًا الأقوال التي قيلت، ونميز ما يصح منها وما لا يصح من جهة الإسناد، ومن جهة وجه التفسير.
- ننظر هل هذه الأقوال حاصرة لأوجه تفسير الآية أو غير حاصرة؟

فقد يُروى في تفسير آية نحو عشرة أقوال، يصح منها من جهة الإسناد ثلاثة أو أربعة أقوال، ويصح منها من جهة صنعة الاستدلال قولان أو ثلاثة، فهذان القولان أو الثلاثة نجمع بينها، وعند الجمع بينها قد يظهر لنا وجه آخر أو وجهان آخران أو أكثر من ذلك.

فهذه هي المنهجية التي ينبغي أن يتبعها طالب العلم إذا وصل إلى مرحلة تحرير مسائل التفسير.

في قول الله عز وجل: {وَأَنتَ حِلٌّ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ}

أشهر الأقوال فيها: هو قول مجاهد، وقد أكثر ابن جرير من الطرق في هذا بألفاظ متعددة، لكنها تدل على معنى واحد، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم ليس عليه ما على الناس في هذا البلد من الإثم، وفي رواية: "لا تؤاخذ بما عملت فيه"، أنت حلٌّ بهذا البلد، أي محلٌ لك في هذا البلد، وتكون الواو هنا للاستئناف، استئنافًا بيانيًا

وهذا القول أختاره البخاري في صحيحه، ومعناه من جهة اللغة ظاهر، وهو صحيح من جهة الإسناد والدلالة ويؤيده أيضًا أن الله عز وجل قد غفر للنبي صلى الله عليه وسلم ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

القول الثاني: أن المعنى وأنت حالٌّ بهذا البلد، أي لا أُقسم بهذا البلد وقت حلولك في هذا البلد، وتكون الواو هنا للحال، وحلول النبي صلى الله عليه وسلم بهذا البلد يزيده شرفًا، فمناسبة الإقسام في هذا البلد وقت حلول النبي صلى الله عليه وسلم فيه، أنه يزيده شرفًا.

وهذا القول قال به جماعة من المفسرين، وهو قول صحيح من جهة المعنى.

القول الثالث: أن معنى {وأنت حلٌّ بهذا البلد}، أي قد أُحِلَّ لك هذا البلد، يعني في وقت إحلال هذا البلد لك.

والنبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين وغيرهما أنه قال عن البلد الحرام: وإنها لم تحلَّ لأحد قبلي، وإنما أُحِلَّت لي ساعة من نهار، فإن أحد ترخّص لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فقولوا له: إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم.

إذن، هذا إحلال خاص، وهو إحلال القتال للنبي صلى الله عليه وسلم في هذا البلد، وكان هذا في فتح مكة، وهو من أشرف الأيام لأنه اليوم الذي طُهِّر فيه المسجد الحرام من الأصنام، وجاء فيه نصر الله والفتح، وقُصم الله ظهور المشركين في جزيرة العرب بهذا النصر، فلم تقم لهم بعد ذلك قائمة.

والمقصود أن هذا كان هو الفتح الأكبر، وتخصيصه بالقسم غير مستغرب، بل له مناسبة.

ومن العلماء من التمس المناسبة بين كون هذه السورة مكية وبين الإقسام بإحلال هذا البلد الحرام للنبي صلى الله عليه وسلم، وذلك كان بعد نزولها بنحو ثمان سنوات.

ومنهم من جعل ذلك من دلائل نبوة النبي صلى الله عليه وسلم ومن إعجاز القرآن في إخباره بالمستقبل.

فقالوا: {وَأَنتَ حِلٌّ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ}، معناه أنها ستحل، وإطلاق اسم الفاعل أو ما في معناه واسم المفعول على ما يُجزم بوقوعه، هذا لسان العرب، كما في قول الله عز وجل: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ}، فيه إخبار أنه سيموت

كذلك تقول لشخص تريد أن تعاقبه: "إني ضاربك" أو "إني فاعل بك كذا وكذا"، أي سأفعل بك ذلك فهذا الإطلاق إطلاق صحيح.

كذلك على اسم المفعول، فنزولها في مكة وإخبار النبي صلى الله عليه وسلم بأنها ستُحل له ساعة من النهار، هذا غير مستغرب بل هو من دلائل نبوة النبي صلى الله عليه وسلم ومن دلائل إعجاز القرآن.

فهذه ثلاثة أقوال صحيحة.

القول الرابع: لم أعلم أحدًا ذكره قبل ابن القيم رحمه الله، وهو أن معنى {وأنت حلٌّ بهذا البلد}، أي غير مُحرِم. وابن القيم ذكره قولًا من قولين، من جهة اللغة؛ الحل والحلال يُطلق صحيحًا في مقابل المحرم.

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

17 Nov, 20:57


#مجالس_الأسئلة_العلمية| المجلس السابع والستون
🔹موعد المجلس:
الثلاثاء 17 جمادى الأولى 1446 هـ، من الساعة الثامنة إلى الساعة التاسعة مساء بتوقيت الرياض.
🔹موضوع المجلس: مفتوح.
🔹 أستقبل أسئلتكم في التعليقات، وأسأل الله التوفيق والسداد.

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

17 Nov, 15:13


#مسائل_التفسير
س: في قوله تعالى: {علمه شديد القوى} هل المراد بالذي علمه هو الله سبحانه وتعالى أو جبريل عليه السلام؟


الجواب: المراد بشديد القوى هو جبريل عليه السلام بالإجماع، وقد روي ذلك عن مجاهد، وقتادة، والربيع بن أنس البكري وغيرهم، ولا مخالف لهم.
ونقل الإجماع على ذلك مكي بن أبي طالب القيسي، والماوردي.
وذُكر عن الحسن البصري أنه قال: هو الله
لكن هذا القول ليس له إسناد معروف عن الحسن؛ فلا يصحّ عنه، وهو مخالف للإجماع، وللسياق لأنّ الصفات المذكورة بعده هي من صفات جبريل عليه السلام.
وشبهة من قال: "هو الله" هي ما فهم من ظاهر قول الله تعالى: {فأوحى إلى عبده ما أوحى}
والصواب أن التقدير: فأوحى جبريل إلى عبدِ الله ما أوحى؛ فيتفق السياق، وعود الضمير على غير مذكور جائز إذا أمن اللبس، كما في قول الله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} والمراد القرآن ولم يسبق له ذكر في السورة.

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

12 Nov, 18:03


Live stream finished (1 hour)

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

12 Nov, 17:02


Live stream started

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

11 Nov, 18:07


#مجالس_الأسئلة_العلمية| المجلس السادس والستون
🔹موعد المجلس:
الثلاثاء 10 جمادى الأولى 1446 هـ، من الساعة الثامنة إلى الساعة التاسعة مساء بتوقيت الرياض.
🔹موضوع المجلس: مسائل في التفسير.
🔹 أستقبل أسئلتكم في التعليقات، وأسأل الله التوفيق والسداد.

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

11 Nov, 17:45


السبيل الوحيد لضمان تحسّن أحوالك في حياتك، وحصول العاقبة الحسنة في شؤونك، هو الاستجابة لربّك.
فالله تعالى هو ربّك الذي خلقك لتعبده وحده لا شريك له؛ ولتتبع هداه حتى تفوز بثوابه وتسلم من عقابه؛ فهذا الأصل هو الذي تدور عليه حياة المكلفين وعواقب أعمالهم؛ فمن جعل هذا الأصل هو منطلقه الذين ينطلق منه سلم من عذاب كثير، وآفات خطيرة.

والدليل على هذه القاعدة قول الله تعالى: {للذين استجابوا لربّهم الحسنى}
وهذه الآية على وجازة ألفاظها ففيها من المعاني الكثيرة ما يبهر العقول، ويذهل الألباب.
وقد أفردت في تفسيرها رسالة تجدونها على هذا الرابط:
https://t.me/aibndakhil/1512

ومن أجلّ هدايات هذه الآية أنّ الاستجابة وجزاءَها يقع فيهما التفاضل كثيراً.
- فأحسن الناس حالاً ومآلاً أحسنهم استجابة لله تعالى، ومن قصّر أو خالف في الاستجابة نقص جزاؤه بحسب تقصيره وتفريطه.
1: فالاستجابة الحسنة التامّة جزاؤها الحُسنى التي لا أحسن منها ؛ وهي استجابة أهل الإحسان؛
فلهم أطيب الحياة في الدنيا، ولهم الفردوس الأعلى في الجنة.
وهؤلاء لما سارعوا إلى الاستجابة لربهم أسرع الله إليهم بالإجابة.
2: والاستجابة الصحيحة التي تبرأ بها الذمة ويسلم بها العبد من المأثم وإن لم تكن فاضلة على الوجه الأحسن يتفاضل أصحابها على درجات كثيرة، ويجمعهم وصف التقوى؛ فلهم ما وعد الله به عباده المتقين.
3: والاستجابة التي فيها تقصير وتفريط ومخالفات لا يخرج صاحبها عن دائرة الإسلام وتحقيق أصل الدين يلحق صاحبها من العذاب بقدر ما فرّط فيه ويناله من الثواب بقدر استجابته، ومآله إلى الجنة بإذن الله بما معه من الإسلام، وهذا حال أصحاب الكبائر من المسلمين؛ فهم قد استجابوا لله تعالى بالتوحيد وترك الشرك، وقصّروا في الاستجابة له في بعض شرائع الدين حتى ارتكبوا بعض الكبائر، وتباطؤوا وتأخروا في الاستجابة له في بعض الفرائض فلحقهم من النقص والسوء في أحوالهم وعواقب أمورهم بقدر تفريطهم.
قال الله تعالى: {هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون}
- وقال الحسن البصري: (لا يجعل الله عبدا أسرع إليه كعبد أبطأ عنه). رواه الإمام أحمد في الزهد.
- وقال القاسم بن محمد بن أبي بكر: (إن الذنوب لاحقة بأهلها). رواه ابن أبي خيثمة.
أي: سيدركهم أثرها في أحوالهم وعواقب أمورهم ما لم يتخلصوا منها بالتوبة وما يمحوها أو يعفو الله عنهم.


وتقديم الجار والمجرور في قول الله تعالى: {للذين استجابوا لربهم} دليل على أنّ هذا الجزاء منحة خاصة لأهل الاستجابة، وأنّ من لم يستجب لربّه فليس له نصيب من هذا الجزاء، بل هو بين العذاب الظاهر والعذاب الباطن؛ وقد يجتمعان عليه.
ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا ... وأقبح الكفر والإفلاس بالرجل


#مسائل_التفسير #مسائل_السلوك

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

09 Nov, 15:56


#مسائل_السلوك
س: ما الفرق بين الفهم والذكاء؟ وهل يمكن حصول الفهم من غير ذكاء؟

الجواب:
الذكاء قدرة عقلية ولطافة ذهنية يستعان بها على التوصل إلى الفهم الصحيح.
فالذكاء يقوم مقام الوسيلة إلى الغاية القريبة وهي الفهم.
والفهم منه فهم صحيح، وفهم خاطئ.
وليس من شرط تحقق الذكاء حصول نتيجة الفهم الصحيح؛ فكم من ذكيّ أخطأ، وكم من شخص غير معدود في الأذكياء أصاب عين الحقيقة.
والذكاء إذا أطلق على الخاصة الذين لديهم هذه اللطافة الذهنية فليس من شرط حصول الفهم تحقق الذكاء.
وإذا أريد به ما يحصل به التمييز العقلي الذي هو مناط التكليف فهو متحقق في عامة المكلفين، لكنه لا يطلق على ذلك إلا من باب التوسّع في العبارة.
ولا بد في الفهم من قدرٍ من التمييز العقلي الذي يصحّ به التكليف؛ لأنه لا يحصل الفهم إلا به.

وكذلك يقال فيما يترتب على التفريق بين الفهم والذكاء؛ فليس الذكاء شرطاً في حصول اليقين والبصيرة في الدين، لكنّه حجّة على من لم ينتفع بذكائه.
ولذلك فإنّ من لم يوصله ذكاؤه إلى فهم ينتفع به في دينه ودنياه فليس له من حقيقة الذكاء إلا اسمه، وكان الغبي المنتفع بفهمه أسعد بعقله منه.

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

08 Nov, 14:00


السؤال:
أحسن الله إليكم،
كيف يتصرف المعلم مع الطالب الذي تجاوز الحد في مسألة (التعلق بالمعلم)، وظهر هذا الأمر في أفعاله وأقواله، مع تنبيه المعلم له تعريضا وتصريحا ومحاولته لإصلاح مثل هذا التعلق المذموم؟

هل للمعلم أن يحرمه من حضور دروسه؟
هل له أن يحظره مثلا خاصة إذا خاف المعلم من أن يحمله تصرف الطالب على ترك الصبر والوقوع في الغضب أو سوء القول والفعل؟

الجواب:
أولا هذا الحب الذي جاوز الحد ووصل إلى التعلق المذموم هذا حب فاسد

والعلماء قد تكلموا في علاج الحب الفاسد، ومن أحسنهم كلاما في ذلك ابن قيم رحمه الله في كتاب الجواب الكافي.

والخلاصة أن الحب الفاسد علاجه في ثلاثة أمور -من الأمور التجربية-

-     الأمر الأول: أن يعالج بما هو أحب إليه منه، فإن الإنسان لا يترك محبوبا إلا لمحبوب أعلى منه، فيبين له أن هذا الحب المذموم يفوت عليه محاب أعظم.
-     والأمر الثاني: أن يبين له أن هذا الحب المذموم يستجلب عليه خطرا ينبغي له أن يتخوفه وأن عاقبته سيئة

وإذا حصلت البصيرة بذلك بأن هذا الحب الفاسد يفوت محبوبا أعظم ويستجلب لصاحبه خطرا تسوء به عاقبته فإن ذلك من أعظم الزاجر له على ترك هذا الحب الفاسد أو الشفاء منه.

-     والأمر الثالث: قطع أسباب هذا التعلق قدر المستطاع بالهجر وبانصراف الهمة عنه وصبرها على ذلك.

وهذه الأمور الثلاثة التي توصل لها العلماء في كتب السلوك كان من العرب من يعرفها بفطرته وقد لخصتها أم الضحاك المحاربية في أبيات لها في علاج التعلق فقالت:

سَألتُ المحبّين الّذي تحمّلوا*
تَباريحَ هَذا الحبّ في سالف الدهرِ

فَقُلتُ لَهم ما يُذهب الحبّ بعدما*
تَبوّأ ما بينَ الجَوانحِ والصدرِ

فَقالوا شفاء الحبّ حبٌّ يُزيلهُ* مِن آخر أو نأيٌ طويلٌ على هجرِ

أَو اليأس حتّى تذهل النفسُ بَعدما*
رَجت طَمعاً واليأس عونٌ على الصبرِ.
 
هذا من جهة تبصير من وقع في هذا فالأمر، الأول أن يبصره بهذا ثم يعالج بما هو أصلح له، ينظر في مقدار المخالفة التي وقع فيها ومقدار التعلق.

ثم ليكن الذي يتولى ذلك غير الذي تعلق به، فإن ذلك أوقع في العلاج حتى يخف الأمر مع الوقت تدريجيا، بإذن الله تعالى تخف سورة هذا التعلق وأن يبين له أيضا من الأخطار أن من تعلق شيئا دون الله عذب به فالإنسان قد يتعلق بشخص أو بعمل من الأعمال حتى يرتكب بسببها بعض المحرمات أو يترك لسببها بعض الواجبات فيعاقب على ذلك ويحصل له عذاب قد يطول وقد يشتد عليه بسبب هذا التعلق وهذا مصداق بأن من تعلق شيئا دون الله عذب به. 

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

08 Nov, 13:52


#مسائل_السلوك
س: هل يذم الإنسان على ما يصيبه من حزن لفوات محبوب إن كان مستمرا؟ بل يتجدد كلما تذكَّر ما قد ألمَّ به من غير أن يصاحبه تسخط سواء باللسان أو بالقلب أو الجوارح ولا أثر عليه بترك واجب أو فعل محرم؟ بل السؤال عن مجرد وجود الحزن والألم وتجدده؟ فهل يكون هذا علامة على ضعف الإيمان أو ضعف اليقين؟ وكيف يقطعه عن القلب؟

الجواب: أن الحزن على فوات محبوب له حالان:
- إما أن يكون هذا المحبوب في أمر ديني.
- وإما أن يكون في أمر دنيوي
فإن كان فوات المحبوب في أمر ديني كأن يحزن الإنسان على علم فاته، أو على نوافل فاتته، أو فرائض قصَّر فيها؛ فهذا من علامات صدق الإيمان لا من علامات ضعفه.
بل من ضعف الإيمان ألا يستاء المرء من تقصيره وتفريطه في الواجبات، وما يصيب من الذنوب والخطايا، وفي المسند وغيره من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن)).
والندم على التفريط في جنب الله عز وجل، والاعتراف بتقصيره، ومحبّة التقرب إلى الله تعالى بما يحبّ كلّ ذلك من دلائل صدق محبة الله تعالى، وهي جزء من التوبة؛ فإذا صاحب ذلك العزم على ألا يعود، وصاحبه الاعتراف بفضل الله عز وجل واستحقاقه إحسان العبودية، وشهد فقره إلى الله عز وجل والتجاءه إليه، فإن هذه توبة تامة، يزداد بها إيماناً.

ويثاب المؤمن أيضاً على ما يتجدد له من الحزن على فوات محبوب كان يرجو أن يقرّبه إلى الله تعالى وإن لم يكن ما وقع له ذنب من الذنوب، لأنّ ذلك دليلٌ على صدق محبّته لله تعالى وصدقه في التقرب إليه، وقد أثنى الله على الذين حزنوا على عدم تمكنهم من الغزو في سبيله مع حرصهم عليه.
قال الله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (91) وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ (92)}.
والثواب ليس على مجرّد الحزن، وإنما هو على باعثه ولوازمه وآثاره، ولذلك كتب لهؤلاء بحرصهم على الغزو أجر من غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم لأنّ العذر منعهم.

وإذا كان الحزن لأجل فوات محبوب دنيوي، كأن يحزن على أمرٍ كانت له فيه مصلحة فاتت عليه أو موت قريب محبوب، أو صديق، أو خسارة مالية ونحو ذلك، ويتجدد عليه هذا الحزن فهذا من المصائب التي تتجدد، والمصيبة إذا تجددت ثم أحدث لها العبد صبراً واحتساباً، ورجاء في عوض الله عز وجل والخلف منه؛ فإنه يزداد بذلك إيماناً وأجراً، ويتعدَّد في حقّه أجر الصبر على المصيبة، وينبغي له كلما تجدد عليه الشعور بالمصيبة أن يجدد الاحتساب والاسترجاع والصبر؛ فإنه يرجى له أن يكتب له أجره بتعدد صبره.
ويُروى في ذلك حديث في سنن ابن ماجه وغيره: ((من أصيب ‌بمصيبة، فذكر مصيبته، فأحدث استرجاعاً وإن تقادم عهدها؛ كتب الله له من الأجر مثله ‌يوم ‌أصيب)).
لكنّه ضعيف الإسناد، والعمدة هي على تجدد سبب العمل، وأنّ الصبر عمل قلبي متى قام بالقلب مستجمعاً شرطي القبول من الإخلاص والمتابعة فهو عمل صالح يثاب عليه.

وقول السائل: إن ذلك لا يصاحبه تسخط، فهذا من نعمة الله عليه وتوفيقه له، أنه لم يحمله تجدد المصيبة على تجاوز حدود الله عز وجل.

ثمّ ينبغي له أن يعالج أسباب تجدد الحزن والألم النفسي بسبب المصائب الدنيوية ما استطاع، ولتجدد الحزن أسباب:
- منها أن الشيطان قد يذكره ببعض ما يحزنه، والشيطان حريص على تحزين الذين آمنوا، والنفس البشرية تتأثر بما تذكَّر به؛ فإذا ذكره الشيطان ببعض ما يحزنه فينبغي له أن يحدث لذلك صبراً واحتساباُ عند الله عز وجل فلا يضره ذلك، بل يثاب عليه، وينقطع به تحزين الشيطان له في ذلك الأمر.
- ومنها: أن النفس لها عوائد وحنين إلى ما كانت تتمتّع به؛ فإذا حنَّت إلى شيء ثم رأتْ أنها قد فقدته فإنه قد يصيبها حزن شديد لذلك، وما يتجدد به ذكر المصاب على أنواع، ويختلف من شخص إلى آخر:
كما قال العتبي يرثي أكبر أبنائه:
وكنتُ به أُكْنى فأصبحتُ كلما ... كنيتُ به فاضت دموعي على نحري

وقال آخر:
فما أمّ بوّ هالك بتنوفة .. إذا ذكرته آخر الليل حنّتِ
بأعظم مني لوعة غير أنني ... أطامن أحشائي على ما أجنَّتِ
وقال عروة بن حزام:
فلو تركتني ناقتي من حنينها ... وما بيَ من وجدٍ إذا لكفاني
تحمّلت زفرات الضحى فأطقتها ... وما لي بزفرات العشي يدان

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

08 Nov, 13:52


وقال متمم بن نويرة يرثي أخاه مالكاً وكان يذكره كلما رأى قبراً:
لقد لامني عند القبور على البكا ... رفيقي لتذرافِ الدموع السوافكِ
فقال أتبكي كلَّ قبرٍ رأيته ... لقبرٍ ثوى بين اللّوى فالدكادك
فقلتُ له إنَّ الشجا يبعثُ الشجا ... فدعني فهذا كلُّه قبر مالكِ
وقالت الخنساء:
يذكّرني طلوع الشمس صخراً ... وأذكره لكلّ غروب شمس
ولولا كثرة الباكين حولي ... على إخوانهم لقتلت نفسي

فالمذكرات التي لا يملك المرء دفعها لا يلام عليها، لكنها في حقه فتنة؛ فما يكون منه بعد هذا التذكر هو مناط الثواب والعقاب؛ فإما أن يصيب الهدى الصحيح؛ فيصبر ويحتسب ويسأل الله عز وجل العوض والخلف ويسأل الله عز وجل أن ينزل عليه السكينة وأن يهدي قلبه.
وإما أن يجزع ويتسخط فيأثم بذلك.

وأما كيف يقطع هذا الحنين والتذكر عن القلب؛ فخلاصة الجواب عنه أنّ قطعه يكون بالإيمان بالله واتباع هداه، وكثرة ذكره والرضا بقضائه وقدره، والاستعانة بالصبر والصلاة.
قال الله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ}، وقال تعالى: {ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب}
فالذي تصيبه المصيبة ينبغي أن يفزع إلى الإيمان بالله عز وجل، وأن يعلم أنها مصيبة مقدرة عليه من قبل أن يخلق، وأنّ الذي قدّرها عليه هو اللطيف الخبير، والعليم الحكيم؛ فيطمئنّ قلبه؛ لأنه يعلم أنه ما من مصيبة تصيبه فيؤمن بالله عز وجل ويرضى بقضائه إلا كانت العاقبة له خيراً، وأنّ الله لا يقضي لعبده المؤمن قضاء إلا كان خيراً له، فيكون فرحه بعوض الله عز وجل وثوابه ورضوانه خير له من كونه لم يصب بتلك المصيبة، وقد قال الله عز وجل: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} فإذا أحسن العبد ظنه بالله عز وجل وأن الله عز وجل سيلطف به ويخلف عليه خيراً وأنه سيجعل له مما أصابه فرجاً ومخرجاً، وسيحسن عاقبته إذا اتبع هداه فإن ذلك كله من البصيرة في الدين التي تفضي بالعبد إلى حال حسنة تسكن بها نفسه ويطمئن بها قلبه وتحسن بها عاقبته، وتنقطع بها الواردات السيئة على القلب.

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

05 Nov, 17:57


Live stream finished (56 minutes)

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

05 Nov, 17:01


Live stream started

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

05 Nov, 15:37


الفوائد :

- البلاء الذي حل على فلسطين بلاء على الأمة جميعا لكن أهل فلسطين في واجهة الحدث وما يصيبهم في الظاهر أشد وما يصيب غيرهم من الامتحان في دينهم قد يكون أخطر
- علينا جميعا نحن وأهل فلسطين ألا نزكي أنفسنا وأن نشفق من هذا البلاء ونخشى أن يكون بسبب الذنوب والمعاصي
- ⁠بعض المصائب تقع ابتلاء خاصا للعبد وإن لم يكن أصلها ذنب ولكن قد يستدعيها الإنسان بكلام أو دعاء
- قد يصاب الإنسان ببلاء بسبب ذنب أخيه فيكون في حقه بلاء وفي حق أخيه عقوبه فإن صبر في كلا الحالين كان خيرا له وهذا يؤكد على أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
- ⁠لنا فيما روي من إشفاق السلف من أن تكون المصائب بسبب الذنوب أسوة حسنة
- ⁠المصائب من الفتن والواجب فيها اتباع هدى الله
- ⁠سنة الله لا تبدل وإذا نقضت عروة من عرى الدين بقضاء الله فلا يستطيع أحد ردها وعلى المسلم أن يتبع في ذلك هدى الله
- ⁠مادام الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قائما في بلد من البلدان فهو اقرب للسلامة من العذاب العام
- ⁠على الإنسان أن يجتهد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليم العلم النافع ما أمكنه ذلك
- الواجب على الانسان أن يبقى ثابتا على ما يحب الله عز وجل ويرضاه من الايمان والعمل الصالح واتباع هدى الله بما يتيسر له

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

05 Nov, 15:36


قال تعالى: ﴿قُل لِلمُخَلَّفينَ مِنَ الأَعرابِ سَتُدعَونَ إِلى قَومٍ أُولي بَأسٍ شَديدٍ تُقاتِلونَهُم أَو يُسلِمونَ فَإِن تُطيعوا يُؤتِكُمُ اللَّهُ أَجرًا حَسَنًا وَإِن تَتَوَلَّوا كَما تَوَلَّيتُم مِن قَبلُ يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا﴾ [الفتح: ١٦]


هذه في حقهم أليست فتنة ؟

سبب هذه الفتنة والمصيبة أنهم تخلفوا عن الغزوة
وقالوا شغلتنا أموالنا وأهلونا
كما قال تعالى:

﴿سَيَقولُ لَكَ المُخَلَّفونَ مِنَ الأَعرابِ شَغَلَتنا أَموالُنا وَأَهلونا فَاستَغفِر لَنا يَقولونَ بِأَلسِنَتِهِم ما لَيسَ في قُلوبِهِم قُل فَمَن يَملِكُ لَكُم مِنَ اللَّهِ شَيئًا إِن أَرادَ بِكُم ضَرًّا أَوف أَرادَ بِكُم نَفعًا بَل كانَ اللَّهُ بِما تَعمَلونَ خَبيرًا﴾ [الفتح: ١١]

فإذا تابوا وثبتوا في هذه الفتنة كانت عاقبتهم حسنة

وكذلك كل مذنب من هذه الأمة تصيبه مصيبة إذا اتبع هدى الله وأناب إلى الله آتاه الله أجرا حسنا

{فَإِن تُطيعوا يُؤتِكُمُ اللَّهُ أَجرًا حَسَنًا وَإِن تَتَوَلَّوا كَما تَوَلَّيتُم مِن قَبلُ يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا﴾

فهذا المثل اعتبره في جميع ما تصاب به الأمة

سادسا :
سنة الله لا تتبدل
وهذا أمر ينبغي أن ينتبه له وهو داخل في هدى الله عز وجل

وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن عرى الدين ستنفصل عروة عروة

فأولها الحكم وآخرها الصلاة

قال ﷺ ((لَتُنتَقَضَنَّ عُرى الإسلامِ عُروةً عُروةً، فكُلَّما انتَقَضَت عُروةٌ تَشَبَّث النَّاسُ بالتي تليها، فأَوَّلُهنَّ نَقضًا الحُكمُ، وآخِرُهنَّ الصَّلاةُ))

وإذا نقض الله عروة من العرى بقضائه وقدره فهل يستطيع أحد أن يردها ؟
الذي يحاول أن يرد عروة أنقضها الله بغير هدى من الله هل هو سالك طريقا صحيحا ؟

هذا لا يعني أنه يقعد لكن يجب عليه أن يعمل ما أرشد إليه وما أمر به
وهذا يختلف باختلاف الأحوال واختلاف الأزمنة
قد يكون في بعض الأحيان كما ورد في بعض النصوص
أن يكون ما يرشد إليه أن يهتم بأمر خاصته ويدع أمر العامة قد يكون هذا هو الأصلح له في بعض الأحوال ..

قد يكون الأصلح له في بعض الأحوال أن يعتزل في شعب من الشعاب أو يتخذ غنما يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن.

بل كما ورد في بعض الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ولو أن يعض بأصل شجرة حتى يدركه الموت

هذا يدل على أنه سيكون فتن عظيمة حتى يكون حال من يعض بشجرة حتى يدركه الموت خير ممن يتعرض للفتنة

لكن هل هذا في جميع الأحوال ؟

الجواب: لا

ما أمكنه أن يصلح فليصلح
إذا كان للإصلاح سبيل واضح

والاصلاح طريقه واضح فليجاهد الإنسان فيه ويتبع هدى الله عز وجل ويفعل ما ينجي به الله الأمة

ومن ذلك : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر جهده وما يستطيع
ولا يكلف الله نفسا الا وسعها

وقد ذكر ابو بكر الصديق رضي الله عنه : "إنَّ النَّاسَ إذا رأوا المنكرَ فلم يغيِّروه أوشكَ أنْ يعمَّهُم اللهُ بعقابِه"
فتركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يعرضهم لأن يكون العذاب عاما

ومادام الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قائما في بلد من البلدان فهو اقرب للسلامة من العذاب العام

فعلي المىسلم أن يجتهد في الامر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وتعليم العلم النافع، مادامت هذه متاحة

وهذه من اسباب العصمة من العذاب حتى لو وقع العذاب فيكون من اسباب التقوى التي امر الله بها في قوله : ﴿وَاتَّقوا فِتنَةً لا تُصيبَنَّ الَّذينَ ظَلَموا مِنكُم خاصَّةً﴾

فيكون الانسان قد عمل وادى ما عليه

لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الجيش الدي يخسف بأوله وآخره
قالت ام سلمة كيف يخسف بهم وفيهم من ليس منهم ؟

قال يخسف بأولهم وآخرهم يم يبعثون على نياتهم
فالله عز وجل يميز أهل الصلاح والايمان من غيرهم

فالمقصود…

أن يبقى الانسان ثابتا على ما يحب الله عز وجل ويرضاه من الايمان والعمل الصالح واتباع هدى الله بما يتيسر له

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

05 Nov, 15:36


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله

ما ذكرته هذه الأخت المعترضة منتقد وليس في محله
وفيه نوع من التزكية

ومما ينبغي فهمه في مثل هذه الأحوال ما يلي :

أولا :
- البلاء الذي حل على فلسطين هو بلاء على الأمة جميعا
نحن جميعا نتألم لما يصيبهم
ولا تكاد تجد من بلاد المسلمين إلا ولها نصيب من هذا البلاء
وإن لم يكن مباشرا
لكن أهل فلسطين في واجهة الحدث
فما يصيبهم من البلاء الظاهر أشد في صورته الظاهرة
لكن ما يصيب كثيرا من المسلمين من الامتحان بهذا الحدث قد يكون ضرره عليهم في دينهم أشد

فالابتلاء عام وهذا أمر ينبغي أن يفقه..

ثانيا:
نحن كلنا وأهل فلسطين منا ينبغي ألا نزكي أنفسنا بل ننظر إلى هذه الأمور التي نكرهها ونستاء منها ونعدها من المصائب ننظر إليها نظر المشفق ونخشى أن تكون بسبب ذنوبنا ومعاصينا

قال تعالى ؛
﴿وَما أَصابَكُم مِن مُصيبَةٍ فَبِما كَسَبَت أَيديكُم وَيَعفو عَن كَثيرٍ﴾ [الشورى: ٣٠]

أكثر السلف في تفسير هذه الآية :
أن كل مصيبة فهي بما كسبت أيدي الناس وهذا الأمر ينبغي أن يفهم
لأن من الناس من يخطئ في فهم هذه الآية
فالله عز وجل عم الحكم: {فَبِما كَسَبَت أَيديكُم}

وقد دلت نصوص الكتاب والسنة على أن المصائب التي يكرهها العبد داخلة فيما كسبته يده ولها حالتان :

- الحالة الأولى:
أن تكون بسبب الذنوب:

فتكون عقوبة للعبد على ذنب اقترفه
أو بسبب الذنوب العامة وإن لم تكن بذنبه هو

- الحالة الثانية
أن تقع ابتلاء خاصا للعبد وإن لم يكن أصل ما أصيب به ذنب يأثم عليه في الشريعة

فقد يستدعي الإنسان البلاء ويتمناه فيصيبه
كأن يتلفظ بكلمات فيها تعرض للبلاء فيبتلى والبلاء موكل بالمنطق
أو يدعو بالبلاء فيصيبه البلاء


ثالثا:
قد يصاب الإنسان ببلاء أو مصيبة بسبب ذنب أخيه المسلم
فتكون ابتلاء له وعقوبة على غيره قال تعالى:
﴿وَاتَّقوا فِتنَةً لا تُصيبَنَّ الَّذينَ ظَلَموا مِنكُم خاصَّةً وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ﴾ [الأنفال: ٢٥]

وهذا الأمر يؤكد أهمية التناصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في إنقاذ الناس.

هذه الآية نص بأن بعض ما يصيب الأمة قد لايكون بسبب ذنب بعض أفرادها

ذكر عن الزبير بن العوام رضي الله عنه أنه لما انصرف من وقعة الجمل تألم كثيرا مما حصل من قتال وقال لقد كنا نقرأ هذه الآية وما كنا نظن أنها تقع حتى وقعت

فإنه لا يقول أحد بأن أئمة الصحابة والعلماء منهم ولا سيما العشرة المبشرين بالجنة
انهم من صنف الذين ظلموا انفسهم، لكن أصيبوا بهذه المصيبة وهي في حقهم ابتلاء وفي حق غيرهم عقوبة

ولذلك قد يتنوع المقصد تكون المصيبة واحدة لكنها تكون على فلان عقوبة وتكون على فلان ابتلاء
وكل مؤمن اذا أصابته مصيبة فصبر فهذا خير له لأنه وإن كان مذنبا فالمصيبة تكفر سيئاته


والحاصل:
نحن وأهل فلسطين جميعا داخلون في هذا الخطاب وما يصيبنا لا يخرج عن هذه الأنواع التي بينها الله عز وجل في كتابه

رابعا :
أن الذي يتأمل فيما ورد من آثار السلف يظهر له اشفاقهم على ان يكون ما اصابهم بسبب ذنوبهم ومعاصيهم

▫️روي عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها أنها كانت إذا أصابها صداع وضعت يدها على رأسها وقالت "هذا بذنوبي وما يعف الله عنه أكثر"

▫️وعمران بن حصين كان من المعلمين الذين بعثهم عمر بن الخطاب الى البصرة وقد ولي القضاء مدة ، وهو ممن تسلم عليه الملائكة
أصيب ببلاء أقعده على السرير نحو ثلاثين عاما
حتى نقب له نقب في السرير ليخرج منه ما يخرج
دخل عليه بعض من يعوده فقالوا إنا نبتئس مما يصيبك

فقال لهم عمران بن حصين "ان هذا بذنبي وما يعف الله عنه أكثر"

اذا كان هذا حال كبار الصحابة
المشهود لهم بالصلاح وممن تسلم عليهم الملائكة
لم يجزموا أن ما أصابهم ليس بذنوبهم
وكان أول ما يتبادر إلى أذهانهم ان يخافوا أنه بسبب دنوبهم فهل يزكي نفسه بعدهم أحد

وقد روي أن المطرف بن عبدالله الشخير
دخل عليه وذكر له تألمه مما أصابه بل روي أنه بكى مما اصابه فقال له "لا تبك فإن أحبه إلى الله احبه الي"

وهذا يدل على تعظيم رضاه عن الله عز وجل

وقد ذكر ابن كثير قصصا وآثارا للسلف حول هذا المعنى يحسن الرجوع إليها

والمقصود :
ان مايصيب الأمة من البلاء هو على هذه الأنواع

- ذنوب يعاقب بها بعض افراد الأمة
- ابتلاء جره بعض افراد الأمة على أنفسهم
- ابتلاء عام قد يبتلى الإنسان بذنوب بعض أفراد الأمة.

خامسا :
المصائب من الفتن والواجب فيها اتباع هدى الله

▫️المصائب من الفتن لأن الإنسان قد يهتدي فيها وقد يضل
▫️المصائب مهما اشتدت فإن الانسان اذا اتبع فيها هدى الله عز وجل آلت في حقه إلى عاقبة حسنة وحال حسنة وارتفعت بها درجته عند الله عز وجل


لما تخلف الأعراب عن غزوة
ابتلاهم الله بقوم أولي بأس شديد يقاتلونهم أو يسلمون

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

05 Nov, 15:36


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دونت ما فهمته من كلام الشيخ أحسن الله إليه في الجواب على هذا السؤال.
وغيرت ما لزم تغييره من المسموع إلى المكتوب

ولعلي وفقت في التحرير

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

05 Nov, 15:35


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليكم وتقبل منكم وجزاكم عنا خير الجزاء

قال السعدي في ختام تفسير هذه الآيات :

"في هذه الآيات التحذير لهذه الأمَّة من العمل بالمعاصي؛ لئلاَّ يصيبهم ما أصاب بني إسرائيل..

فسنَّة الله واحدةٌ لا تبدَّل ولا تغيَّر..

ومن نظر إلى تسليط الكفرة على المسلمين والظَّلَمة..

عَرَفَ أنَّ ذلك من أجل ذنوبهم عقوبةً لهم،..

وأنَّهم إذا أقاموا كتاب الله وسنَّة رسوله؛ مكَّن لهم في الأرض، ونصرهم على أعدائهم".


وجدت أن هذا النص مريح وموفق -كما هو تفسير الشيخ عموما- في التركيز على مقصد الآيات وعدم الإنشغال بالتحليل التاريخي

والحاجة له في فهم الأحداث المحيطة بنا تزداد أسأل الله أن يردنا إليه والمسلمين ردا جميلا


تحدثت بهذا التفسير في أحد المجالس فردت علي أخت بقولها : "لكن أهل فلسطين ليسوا أهل معاصي "

عندي بعض الردود الإجمالية لكني متطلعة للاستماع منكم سواء على مقصد الآيات عموما أو على تعليق الأخت

أعانكم الله وسددكم

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

04 Nov, 18:00


#مجالس_الأسئلة_العلمية| المجلس الخامس والستون
🔹موعد المجلس:
الثلاثاء 3 جمادى الأولى 1446 هـ، من الساعة الثامنة إلى الساعة التاسعة مساء بتوقيت الرياض.
🔹موضوع المجلس: مسائل في السلوك.
🔹 أستقبل أسئلتكم في التعليقات، وأسأل الله التوفيق والسداد.

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

30 Oct, 17:50


خلاصة الجواب أن ناقل القذف قد يعدّ قاذفاً وقد يعدّ غير قاذف بحسب الباعث على النقل وبحسب الحال والأثر:
1: فإذا كان النقل له مسوّغ شرعي كالشهادة على القاذف عند الاستشهاد، والشكوى لدى الحاكم ، والاستفتاء لدى المفتي ، ونحو ذلك من المقاصد المعتبرة شرعاً فهذا النقل لا حرج فيه، ولا يعدّ قذفاً.
2: وإذا كان النقل على سبيل الإشاعة والفرح بما يصيب المقذوف من الاتهام في عرضه فهذا من القذف؛ بل قد يكون المشيع أشدّ جرماً من القاذف الأصلي.
3: وإذا كان النقل على سبيل الإنكار والإشاعة للتشنيع على القاذف فهو محرّم لما فيه من إشاعة الاتهام للمقذوف وفي الناس مصدق ومكذب، وقد تكون جناية هذا النقل عظيمة على المقذوف وإن كانت على سبيل الإنكار.
4: وإذا كان النقل على سبيل الإنكار من غير إشاعة لغير من يكون النقل لهم معتبراً شرعاً ممن تقدّم ذكرهم ومن في مثل حكمهم فهو محرّم ، والناقل آثم؛ لأنه قد يكون سبباً في إشاعة الحديث في عرض أخيه المسلم.

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

30 Oct, 17:20


الجواب:
يجوز للمخالع أن ينكح مخالعته في عدتها بعقد جديد، ولو كانت حاملاً من غير خلاف بين الأئمة، لأنّ العدة بسببه ولا يُستبرأ له من مائه.
فإن مات قبل الدخول بها فعدّتها أن تضع حملها؛ لأنَّ أولات الأحمال من الزوجات عدّتهنّ خاصة؛ فتقدّم على عدّة عموم الزوجات التي هي أربعة أشهر وعشر ليال.
ولها المهر كاملاً إن كان مسمى، وإن لم يسمّ فلها مهر المثل.
وإن طلّقها قبل الدخول بها فلها نصف المهر.
وأشكر كلّ من أجاب، وقد أصاب بعضكم بعض الجواب.

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

30 Oct, 16:14


أشكر كلّ من أجاب، وقد أصاب بعضكم بعض المعنى، زادكم الله علماً وفهماً.

وخلاصة الجواب أن النكرة في سياق الأمر تفيد الإطلاق، لكن الإطلاق يفسّر في كلّ موضع بحسبه؛ فقد تبرأ العهدة بفعله مرة، وقد يقتضي الأمر التكرار بتكرار سببه أو وقته أو وقوع شرطه، وقد يقتضي الأمر المداومة عليه كما في هذه الأمثلة وضابطها أن يعدّ تركها مرة عصياناً ومخالفة؛ فكلّ ما كان تركه مرة عصياناً فالأمر به يقتضي الدوام، والدوام على نوعين: دوام فعل، ودوام استصحاب بأن لا يعمل نقيضه.
ومن ذلك الأمر بالإيمان بالله وتقواه يقتضيان المداومة، لأن ترك الإيمان بالله ولو لوقت قصير يقتضي الكفر؛ وكذلك ترك التقوى ولو لوقت قصير يقتضي الوقوع في المعصية، فاقتضى هذان الأمران المداومة.
وفي قول الله تعالى: {واعملوا صالحاً} ورد الأمر مقيّداً بقيد الصلاح، والمعنى: اعملوا وليكن عملكم صالحاً، فيبقى الإطلاق فيما جاوز هذا القيد؛ فيختار العبد من الأعمال الصالحة ما يصلح له، وقد يرد على بعض الأعمال قيدٌ من نصّ آخر يوجبها فيستفاد الوجوب من ذلك النصّ الآخر.
لكن هذا النص يصحّ فيه إعمال مفهوم المخالفة لأن الصفة مقيدة، والمعنى: لا تعمل عملاً سيئاً.
وكذلك قول الله تعالى: {وقولوا للناس حسناً} ورد الأمر مطلقاً بما يفيد المداومة؛ أي: ليكن قولكم حسناً أو ذا حُسْن، على القراءتين.

ومن المهمّ التفريق بين العموم والإطلاق؛ فلو كانت هذه الصيغة صيغة عموم لكن المعنى: اعملوا جميع الأعمال الصالحة، وهذا غير مراد.
والعام والمطلق يشتركان في وصف مطلق العموم، لكن العام عمومه شمولي، والمطلق عمومه بدلي.

وهذا كما لو قال لك الطبيب: كُلْ أكلاً صحياً؛ فإنّه يريد منك المداومة على الأكل الصحي من غير إلزام بجميع المأكولات الصحية؛ فهو بمعنى لا تأكل أكلا غير صحي، لكن جملة الأمر أبلغ من جملة النهي لأنها تقتضي الإلزام بالفعل أو الحثّ عليه.

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

30 Oct, 11:17


جواب سؤال عن قاعدة "التأسيس أولى من التأكيد"
#مسائل_التفسير

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

29 Oct, 19:01


Live stream finished (1 hour)

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

29 Oct, 18:00


Live stream started

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

29 Oct, 08:17


#حياة_العلم_مذاكرته⁩ | ⁧ #مسائل_الفقه⁩

‏مسألة: هل ناقل القذف قاذف؟

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

29 Oct, 08:16


#حياة_العلم_مذاكرته⁩ | ⁧ #مسائل_ألفقه⁩

‏مسألة: امرأة حامل في الشهر الثاني خالعت زوجها، ثم أرادت الرجوع إليه؛ فعقد عليها ومات ولم يدخل بها؛ فما هي عدتها؟
‏وهل يجب لها المهر كله أو نصفه؟

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

28 Oct, 19:26


#مجالس_الأسئلة_العلمية | المجلس الرابع والستون
🔹موعد المجلس:
الثلاثاء 26 ربيع الآخر 1446 هـ، من الساعة التاسعة إلى الساعة العاشرة مساء بتوقيت الرياض.
🔹موضوع المجلس: مسائل في التفسير.
🔹 أستقبل أسئلتكم في التعليقات، وأسأل الله التوفيق والسداد.

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

28 Oct, 14:19


#حياة_العلم_مذاكرته | #مسائل_التفسير
تقرر أنّ النكرة في سياق الأمر تفيد الإطلاق، بحيث يكفي في الامتثال أن يؤتى بالأمر المطلق مرة واحدة بما يحقق المراد من الإطلاق كما في قول الله تعالى: {إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة} كان يكفيهم في الامتثال أن يذبحوا بقرة واحدة.

السؤال: في قول الله تعالى: {وقولوا للناس حسناْ } وقوله تعالى: {واعملوا صالحا} وردت النكرة في سياق الأمر فهل تفيد الإطلاق؟

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

27 Oct, 13:22


قال تعالى:
{وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4)}

الآيات الأربع الأولى من سورة الشمس ختمت بضمائر يتضح أن مرجعها في الآية الأولى والثانية للشمس، أما في الآية الثالثة والرابعة ففي مرجعها أربعة أقول:

القول الأول:
الضمير راجع إلى الشمس في الآيات الأربع كلها
{وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} المعنى: ضحى الشمس
{وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا} المعنى: تلا الشمس
{وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا} المعنى: جلى الشمس
{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا} المعنى: يغشى الشمس

ويرد على هذا القول أسئلة:
*ما معنى كون النهار يجلي الشمس؟
*هل الشمس هي التي تجلي النهار أو النهار هو الذي يجلي الشمس؟
*لو تجاوزنا الغلاف الجوي في النهار باتجاه الشمس ماذا نرى؟ نرى ظلمة بالاتفاق.. أين ذهب النهار؟
*يفترض أننا اقتربنا من الشمس فكيف حصلت الظلمة؟
الجواب:
خلق سبحانه الليل والنهار ولولا النهار الذي خلقه الله عز وجل لم يكن لنا أن نرى الشمس، النهار إذا كان بين البقعة من الأرض وبين الشمس أبصر الناس الشمس
فإذا جاوزهم النهار ولم يروا الشمس.

فيكون القول بأن النهار يجلي الشمس صحيحا وليس مقلوبا كما توهمه بعض المتأخرين، بل هو أولى الوجوه وعليه قول جمهور المفسرين

القول الثاني:
أن الضمير في الآيتين الثالثة والرابعة عائد إلى البسيطة وهي الأرض وهذا القول ذكره ابن كثير وغيره
{وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا} المعنى: جلى البسيطة
{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا} المعنى: يغشى البسيطة

ويرد على هذا القول سؤال
*الأرض لم يسبق لها ذكر في السورة فهل يصح أن يعود الضمير على غير مذكور؟
الأصل ألا يعود الضمير إلا على مذكور، لكن يصح عوده على معلوم في الذهن ولذلك شواهد متعددة في القرآن وغيره.
أمثلة:
- قال تعالى في أول آية من سورة القدر {إنا أنزلناه في ليلة القدر}.
أي أنزلنا القرآن مع أنه لم يسبق له ذكر، لكنه معلوم في الذهن
- {من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة..}.
ينصر الرسول صلى الله عليه وسلم مع أنه لم يسبق له ذكر
- {ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة}.
ظهر الأرض
إذًا يصح أن يعود الضمير على معلوم في الذهن وإن لم يسبق له ذكر.
ومناسبة هذا القول ما يتبادر للذهن أن النهار يجلي الأرض للناس فيرونها

القول الثالث
أن الضمير في عائد إلى الظلمة وهو قول الفراء وقال به أيضا ابن قتيبة والزجاج.
{وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا} المعنى: جلى الظلمة
والظلمة لم يسبق لها ذكر ويقال في ذلك ما قيل في القول الثاني
وهذا القول منتقد وفيه علة فإنه وإن اتسق مع الآية الأولى والنهار إذا جلاها فإنه لا يتسق مع الآية التي بعدها والليل إذا يغشاها


القول الرابع
أن الضمير في الآيتين الثالثة والرابعة عائد إلى الدنيا
{وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا} المعنى: جلى الدنيا
{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا} المعنى: يغشى الدنيا

ذكره ابن عطية قال الشيخ: لا أعلم أحدًا سبق ابن عطية على هذا القول إلا أن يكون قد اعتمد على تفاسير مفقودة، وهذا القول إذا كان المراد فيه الأرض فهو راجع إلى معنى القول الثاني أما إذا كان المراد حقيقة الدنيا فالمعنى غير صحيح فالشمس لا تجلي الدنيا.

الترجيح:
من المفسرين من رأي أن الضمير في الآيات الأربع عائد على مذكور وهو الشمس.

ومنهم من رأى أن الضمير يعود على معلوم في الذهن ولكن اختلفوا في هذا المعلوم
فقال بعضهم هو البسيطة، وقال غيرهم الظلمة أوالدنيا، وأقرب هذه المعاني في هذه الحالة هو أن الضمير في الآيتين الثالثة والرابعة عائد على البسيطة أي الأرض لأنه يتحقق فيه صحة المعنى في الآيتين يجلي البسيطة ويغشى البسيطة

فنخلص إلى أن هذه الأقوال الأربعة يصح منها عود الضمير على الشمس وعلى البسيطة، ويصح حمل الآية على الوجهين فالضمير يصح أن يتعدد المراد به فيكون كالوجهين في التفسير وهذان الوجهان لا يتعارضان وكل وجه منهما قد جمع شروط القبول
والله أعلم

محرر بتصرف من مجلس يوم الثلاثاء ١٩/ ٤ / ١٤٤٦
في قناة تلغرام
للشيخ عبدالعزيز بن داخل المطيري

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

24 Oct, 14:24


#مسائل_التفسير | معنى التعريف في قول الله تعالى: {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم}

مما اشتهر في كتب الأصول وبعض كتب علوم القرآن في التمثيل للعام المراد به الخصوص قول الله تعالى: {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم}
قالوا: إن الناس لفظ عام يراد به الخصوص؛ لأن الناس القائلين غير الجامعين، وكلا اللفظين يراد به طائفة مخصوصة.
وهذا المثال فيه نظر لأنّ التعريف في "الناس" في الموضعين ليس للجنس عند التحقيق؛ فلا يعدّ من صيغ العموم، وفيه وجهان في التفسير:
أحدهما: بالتخريج على سبب النزول ثمّ إعطاء الحكم لكل ما يماثله بدلالة المثل؛ فيكون التعريف في الموضعين للعهد الذهني.
والآخر: أن يكون التعريف على معنى الأولوية في كل موضع بما يناسبه؛ فالتعريف في قوله تعالى: {الذين قال لهم الناس} يفيد كثرة المرجفين وشيوع الحديث بذلك؛ فنُسب القول إلى الناس، وهذا كما تشيع مقالة فيصحّ أن يقال: الناس يقولون كذا.
والتعريف في قوله: {إن الناس قد جمعوا لكم} يفيد كثرة الجامعين وقوة بأسهم أي: هم الناس أهل العدد والبأس الذي تُخشى سطوتهم؛ فكأنما ما سواهم ليس بشيء بهذا الاعتبار، ويتركب من التعريفين بيان شدة الإرجاف وتهويل شأن العدو.
وهذا الإطلاق يشهد له ما في مسند الإمام أحمد من حديث روح بن عبادة القيسي قال: حدثنا ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « لا تقوم الساعة حتى يأخذ أمتي ما أخذ الأمم والقرون قبلها، شبراً بشبر، وذراعاً بذراع»
قالوا: يا رسول الله! كما فعلت فارس والروم؟
قال: « وهل الناس إلا أولئك؟! ».
وهذا لا يقتضي سلبَ اسم الناس عن غيرهم من الأمم، وإنما يدلّ على أن التعريف هنا على معنى الأولوية وليس للجنس، ومثله التعريف في حديث: (ليس المسكين ... ) وحديث: (أتدرون من المفلس...).

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

24 Oct, 12:54


#تباريق | دواء التباريح

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

24 Oct, 07:23


#لوامع_الأدب | #منتقى_المقطوعات

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

23 Oct, 11:35


#تباريق | محاسن التخاصم

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

22 Oct, 19:04


Live stream finished (1 hour)

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

22 Oct, 18:00


Live stream started

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

21 Oct, 17:22


#مجالس_الأسئلة_العلمية | المجلس الثالث والستون
🔹موعد المجلس:
الثلاثاء 19 ربيع الآخر 1446 هـ، من الساعة التاسعة إلى الساعة العاشرة مساء بتوقيت الرياض.
🔹موضوع المجلس: مسائل في التفسير.
🔹 أستقبل أسئلتكم في التعليقات، وأسأل الله التوفيق والسداد.

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

15 Oct, 18:33


Live stream finished (34 minutes)

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

15 Oct, 17:59


Live stream started

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

15 Oct, 07:38


#مجالس_الأسئلة_العلمية| المجلس الثاني والستون
🔹موعد المجلس:
الثلاثاء 12 ربيع الثاني 1446 هـ، من الساعة التاسعة إلى الساعة العاشرة مساء بتوقيت الرياض.
🔹موضوع المجلس: مسائل في علوم القرآن.
🔹 أستقبل أسئلتكم في التعليقات، وأسأل الله التوفيق والسداد.

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

08 Oct, 17:39


أعتذر عن عقد المجلس اليوم، ونلتقيكم في الأسبوع القادم إن شاء الله

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

01 Oct, 19:11


دورة معالم التفسير
موضوع الدورة: أصول التفسير
عدد الدروس: 21 درساً تقريباً
الرابط:
https://www.imufasser.com/courses/course65

نشرت القسم الأول من دروس الدورة ويشتمل على خمسة دروس.


تنبيه: الدورة في حالة انعقاد هذه الأيام ، والدروس تُنشر تباعاً، حسب المواعيد المجدولة إن شاء الله.
والتسجيل في المنصة مغلق حالياً، وسيتاح استقبال دفعة جديدة لاحقاً بإذن الله تعالى، لكن الاطلاع على الدروس والاستفادة منها متاح للجميع.

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

01 Oct, 19:08


Live stream finished (1 hour)

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

01 Oct, 18:00


Live stream started

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

30 Sep, 20:22


#مجالس_الأسئلة_العلمية| المجلس الحادي والستون
🔹موعد المجلس:
الثلاثاء 28 ربيع الأول 1446 هـ، من الساعة التاسعة إلى الساعة العاشرة مساء بتوقيت الرياض.
🔹موضوع المجلس: مسائل في التفسير.
🔹 أستقبل أسئلتكم في التعليقات، وأسأل الله التوفيق والسداد.

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

27 Sep, 09:47


كتاب "فضل علم التفسير وآداب أهله"
نسخة حديثة
٢٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

24 Sep, 18:59


Live stream finished (1 hour)

قناة عبد العزيز بن داخل المطيري

24 Sep, 17:56


Live stream started

4,582

subscribers

229

photos

21

videos