أن الآيات تخبر أن بني إسرائيل سيكون لهم ملك على الأرض المقدسة مرتين وسيفسدون فيها، مرة مضت ثم بعث عليهم بختنصر عند انقضاء هذه المرة.
والمرة الثانية هي ما حصل لهم من العلو والتمكين، وما جرى منهم من الإفساد في هذا العصر.
والآيات من قوله {ثم رددنا} يحتمل أن يكون الخطاب فيها للمسلمين، ويحتمل أن يكون الخطاب فيها لليهود على تغاير في المعنى:
المعنى الأول: (الخطاب لليهود) أن الملك بعد أن نزع من بني إسرائيل سيعود إليهم وسيمدون بأموال وبنين ويكون لهم نفير، وهذا ابتلاء لهم إن أحسنوا فلأنفسهم وإن أساؤوا فلها، فإذا جاء وعد انقضاء هذه المرة الآخرة من ملكهم، سيسوء المسلمون وجوههم ويدخلون المسجد كما دخلوه فاتحين قبل ذلك،
وأن المسلمين سيعلون على ما رفعه اليهود من البنيان وسيدمرونه أو على الوجه الآخر سيصلحون ما أفسدوه، ولا تعارض بينهما.
المعنى الثاني: (الخطاب للمسلمين)، فيفيد أن المسلمين سيكون لهم ملك على الأرض المقدسة وهو ما حصل في زمن الفتوحات الإسلامية وما حصل بعدها من الإمداد بالأموال والبنين والنفير، وهذا ابتلاء للمسلمين واختبار لهم؛ إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم، وإن أساؤوا وقصروا فلها؛ ثم أن اليهود سيسوؤون وجوه المسلمين ويأخذوا المسجد كما أخذوه في ملكهم الأول ويتبروا ما علو تتبيرا.
وكلا المعنيين صحيح
والآيات بعدها تصلح لكلا الوجهين وفيها وعظ لكلا الفريقين.
والله أعلم