هذه امرأة في الحج، تحكي قصة خطئنا الفادح مع فلذات أكبادنا حين نعلقهم بغير الله:
تقول: بينما الناس على تلال منى؛ إذ هبت رياح شديدة أفقدتهم أمنهم، وكادت أن تقتلع عليهم خيامهم، فأتتها طفلتها ذات السبعة أعوام، مقبلة مهرولة خائفة من أصوات الرياح، وما تفعله بالخيام والحديد، فأمسكت بيديها بشدة، وسمعت بأذنيها قول الأمهات لأبنائهن: (لا تخف أنا معك، لا تخف أنا معك)؛ قالت :
اما أنا فقد وفقني الله وهداني، فقلت لها:
لاتخافي، فالله معنا، وكلما ازدادت تمسكا بي، رددت عليها: أنا لا أنفعك، لا ينفعك إلا الله، الله يحفظك ويحفظنا جميعا؛ فَنَفَعَهَا الله، وحفظها، واستكانت الطفلة.
مثل هذا الدرس في مثل هذا الموقف سيكون له من الأثر في نفوسهم فوق مانتصور، وهذا لا يعني أن ننتظر مواقف الشدة لنغرس فيهم؛ بل في الرخاء و الشدة لابد أن يتبين لهم أنه لن ينفعهم إلا الله، وليس كما يقول البعض لأبنائهم: (طالما أنا أتنفس الهواء؛ لا تخافوا مِن شيء )! (ما دمتُ أنا موظفا؛ لا تخشوا الفقر )! إلى آخر ما عندنا من هذه الجمل التي تربي التعلق بغير من هو أهل للتعلق.
السلسلة مقتبسات من درس
كلمات تصف الحياة 📝