ج: طول الأمد .. مرض فتاك يصيب الفرد ثم الجماعة ولا ينجو منه إلا الواحد بعد الواحد .. كأنه سبع جائع يفترس فرائسه ولا تنجو الفريسة إلا بأمر خارق !
هذا الداء هو سبب انتشار الشرك بعد القضاء عليه في كل عصر .. وفساد الكثير من الجماعات والصالحين بعد كبر السن ..
يُغبط الكثير ممن مات في بداية جهاده وطلبه للعلم ودعوته إلى الله .. الموت على الطريق خير من الإصابة بطول الأمد .. والكمال الثبات حتى الممات لكنه عزيز ..
قال البغوي في تفسير آية الحديد:
( فطال عليهم الأمد ) الزمان بينهم وبين أنبيائهم ( فقست قلوبهم ) قال ابن عباس: مالوا إلى الدنيا وأعرضوا عن مواعظ الله والمعنى أن الله - عز وجل - ينهى المؤمنين أن يكونوا في صحبة القرآن كاليهود والنصارى الذين قست قلوبهم لما طال عليهم الدهر .
وروي أن أبا موسى الأشعري بعث إلى قراء أهل البصرة فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرءوا القرآن فقال لهم : أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم فاتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم .
وفي الحديث:
"إنَّ الإيمانَ ليَخلَقُ في جوفِ أحدِكم كما يَخْلَقُ الثوبُ، فاسأَلوا اللهَ أن يُجدِّدَ الإيمانَ في قلوبِكم"
وفي حديث آخر:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "جددوا إيمانكم"
قيل: يا رسول الله وكيف نجدد إيماننا؟
قال:" أكثروا من قول لا إله إلا الله"