﴿وَٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ فِينَا﴾ وهُم الذِين هاجَروا فِي سَبيل الله، وجاهَدوا أعداءَهم، وبَذلوا مجهودَهم فِي اتِّباع مرضاتِه، ﴿لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ أَي: الطُّرق المُوصلة إِلينا، وذلكَ لأنهُم محسِنون.
﴿وَإِنَّ ٱللهَ لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ﴾ بالعَون والنصرِ والهدَاية.
دلَّ هَذا علىٰ أنَّ أحرىٰ الناسِ بمُوافقة الصَّواب أهلُ الجهادِ، وعلىٰ أنَّ مَن أحسَن فيمَا أمِرَ بهِ أعانهُ الله ويسَّر لهُ أسبابَ الهدَاية، وعلىٰ أنَّ مَن جدَّ واجتهدَ فِي طَلب العلمِ الشرعيِّ فإنهُ يحصُل لهُ مِن الهدايةِ والمعونةِ علىٰ تحصِيل مطلوبهِ أمورٌ إلهيَّة خارجَة عَن مدركِ اجتهادِه، وتيسَّر لهُ أمرُ العِلم، فإنَّ طلبَ العلمِ الشرعيِّ مِن الجهادِ فِي سَبيل الله، بَل هوَ أحدُ نوعَي الجهادِ الذِي لَا يقومُ بهِ إلَّا خواصُّ الخَلق، وهوَ الجهادُ بالقَول واللسَان للكفارِ والمُنافقين، والجهادُ علىٰ تعليمِ أمورِ الدِّين، وعلىٰ ردِّ نِزاع المُخالفين للحقِّ ولَو كَانوا مِن المُسلمين.
- عبدُ الرَّحمن السَّعدي. 🕊️