شَذَرَاتٌ.°• @shathraat7 Channel on Telegram

شَذَرَاتٌ.°•

@shathraat7


إِذَا ضاعَ مِنكَ الوَقتُ
وَحُرِمتَ مِن مُطَالَعَةِ كِتَاب
فَدَع عَنكَ النَّدَم
وَتَعَالَ مَعَنا إِلَىٰ شَذَرَات
نَترُكُ الحَشوَ وَنجمَعُ الحِكَم 🌱🕊️

شَذَرَاتٌ.°• (Arabic)

ترحب قناة "شَذَرَاتٌ.°•" بكم! هل ضاع منك الوقت وحرمت من مطالعة كتاب؟ لا داعي للندم، فقط تعالوا وانضموا إلينا في هذه القناة المميزة. في "شَذَرَاتٌ.°•"، نقوم بترك الحشو وجمع الحكم القيمة من الكتب والمصادر المختلفة. انضموا إلينا لتستفيدوا وتستمتعوا بمعرفة جديدة ومفيدة. فلنبني معًا جسر من الحكم والمعرفة. نحن في انتظاركم!

شَذَرَاتٌ.°•

24 Nov, 18:00


إنَّ بَعض طلَّاب العلمِ فِي عصرِنا هَذا يتسرَّعون فِي نقدِ العلماءِ والدُّعاة بسَبب آراءٍ اجتهاديَّة يرىٰ بَعض العلماءِ أنهُم أخطَؤوا فيهَا، وقَد يصِل النقدُ إلىٰ حدِّ السُّخرية والاستهزاءِ بهِم، وترىٰ هؤلاءِ الطُّلاب يُجسِّمون أخطاءَ هؤلاءِ الكِبار، ويُبرزونها بشَكل يُوحي للسَّامعين والقرَّاء: أنَّ أولئكَ الذِين تعرَّض إنتاجُهم للنقدِ ليسَ لهُم أيُّ رصيدٍ فِي خدمةِ الإسلامِ والمُسلمين، والمُفترض فِي هَذا المَجال أَن تذكَر حسَنات هؤلاءِ أولاً، ويُعرَّف المُسلمون بجهادِهم، وبلائِهم فِي الإسلامِ، وجهودِهم فِي مجَال العلمِ والدَّعوة، ثمَّ تذكَر الأمورُ التِي يرَاها المُنتقدون أخطاءً ومَا يرَونه مِن الصَّواب فِي ذلكَ مِن لزومِ الأدَب فِي النقدِ العلميِّ، والبعدِ عَن أسلُوب السُّخرية والتنقيصِ.

- د. عليُّ الصلَّابي. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

22 Nov, 18:00


البيئَة السَّاذجة الخشِنة ليسَت خطَراً علىٰ العِفة كالبيئةِ المشحونةِ بالمغرياتِ المستثيرةِ للكوامِن، ومِن ثمَّ فنحنُ نرىٰ العصرَ الحاضرَ يوجبُ علىٰ حمَلة الإيمَان وحرَّاسه أضعافاً مضاعَفة مِن اليقظةِ والحماسةِ لحِماية الدِّين وأخذِ الناسِ بهِ، وردِّهم إليهِ كلَّما طَاش لبٌّ أَو أفلتَ قيادٌ.

الدَّعوة إلىٰ الحقِّ وَاجبة فِي كلِّ حِين، وهيَ فِي هذهِ الأيَّام أوجبُ، والدِّفاع عَن الحياةِ مطلوبٌ، وهوَ عندَ تحرُّش الذِّئاب وإحاطةِ الأخطارِ أحفزُ للحسِّ وأدعىٰ للاستعدادِ والانقضاضِ.

والسَّبيل إلىٰ الله مهدَّدة الآنَ بجحافِل مِن الملحدِين والفسَّاق تجرُّ العامَّة جرَّاً إلىٰ الجريمَة، وتصرفهُم صَرفاً عَن العبادةِ، وتزيِّن لهُم بألفِ وسيلةٍ أَن يهجُروا الإيمَان والعمَل الصَّالح.

وتلكَ حالٌ تنفِي النومَ وتقضُّ المضجعَ.
وهيَ حالٌ تذكرُنا بالخصائصِ الأصِيلة فِي هَذا الدِّين العظِيم، دِين الإسلامِ، إنهُ دينٌ حريصٌ علىٰ تجليةِ الحقِّ ومقاومةِ الباطِل، يجأرُ بالدعوةِ ويصرُخ بتوحيدِ الله، ويهيبُ بالناسِ أَن يُقبلوا علىٰ الصَّلاة والفلَاح بكرةً وأصِيلاً.
دينٌ، مَا إِن يرىٰ المنكرَ حتىٰ يشتبكَ معَه، وينفِّر منهُ، ويطوِي الأفئدةَ علىٰ كرههِ، إنهُ دينٌ لَا يُهادن الضلالَ لحظةً، إِن استطاعَ تغييرَه فعَل، وإلَّا تركَ فِي القلُوب نيَّة تغييرهِ عندمَا تسنحُ فرصَة.

ليسَ الصَّلاح أَن تعبدَ الله وتحيَا مسالِماً لمُجتمع عاهِر.
هذهِ عبادَة مزيَّفة، لَا تنسبُ صاحبَها إلىٰ تقوىٰ.
العبادَة الصَّحيحة هيَ التِي تدفعُ صاحبَها إلىٰ إنكارِ المنكرِ علىٰ درجةٍ مَا، جَهد الطَّاقة.
والإسلامُ دينٌ يتحرَّك بالحقِّ ولَا يسكُن بهِ، إنَّ الحَركة سرُّ الحياةِ، والركودُ طريقُ الموتِ.
ومِن هُنا وُصِفت أمَّة الإسلامِ بالخاصَّة الأولىٰ فِي دِينها، وهيَ الغيرَة علىٰ الحقِّ وطبعُ الحياةِ الخاصَّة والعامَّة بهِ: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِٱللهِ﴾.

ومهمَا ساءَ الأمرُ وأظلمتِ الدُّنيا، فـ «لَا تزالُ طائِفة مِن أمَّتي ظاهِرين علىٰ الحقِّ، لَا يضرُّهم مَن خالفهُم، حتىٰ يأتيَ أمرُ الله».

- محمَّد الغزالِي. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

20 Nov, 18:00


الأنكىٰ مِن الفاجعَة ألَّا تتعافىٰ مِنها.

والقلبُ الذِي لَم يُشفَ بعدُ مِن فواجعهِ القديمةِ قَد يغدُو بليداً تجاهَ مَا يتلقَّاه مِن إساءاتٍ جدِيدة، فيغضُّ طرفهُ عَن أذيَّات الآخرِين، أَو يَستهين بأثرهَا عليهِ، أَو يحِيك لهُم الأعذارَ بحجَّة أنهُ قَد تكبَّد الأسوَأ وذاقَ الأمرَّ.

كلُّ الأذىٰ جارِم، فلَا تعدَّ أذىٰ أحدٍ مُطاقاً فترتضِيه، فقَط لأنكَ تقارنهُ بشقائِك القدِيم، لَا تسمَح أبداً بأذىٰ مهمَا صغرَ، حتىٰ لَا تجدَ نفسَك تستسِيغ دنوَّ المعامَلة، ولَا يتبلَّد قلبُك شيئاً فشيئاً، ولَا تصبحَ الاستِهانة بكَ عادَة، ولئلَّا تنسىٰ حقَّك وراحتكَ فِي أَن تعامَل باحترامٍ وإحسَان.

أَن تتعافىٰ مِن فواجعِك القديمةِ ربَّما يستغرقُ وقتاً طويلاً، وهَذا أمرٌ طبيعيٌّ، فلَا يُحبطك زحُوف الوقتِ وضآلَة التغييرِ، ولَا تتوَقف قانِطاً مِن عناءِ المُحاولة، لأنَّ عاقِبة قنوطِك أنكىٰ مِن واقعةِ عنائِك بكثيرٍ.

- لِقائله. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

19 Nov, 18:00


مَا يجدُ الشهيدُ مِن مسِّ القَتل إلَّا كمَا يجدُ أحدُكم مِن مَسِّ القرصَة.

- نبيُّنا ﷺ. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

18 Nov, 18:00


فلَو عرَف أهلُ طاعةِ الله أنهُم المُنعَم عليهِم فِي الحقِيقة، وأنَّ لله عليهِم مِن الشُّكر أضعَاف مَا علىٰ غيرهِم وإِن توسَّدوا الترابَ ومَضغوا الحصىٰ، فهُم أهلُ النعمةِ المُطلقة، وأنَّ مَن خلَّىٰ الله بينهُ وبَين معاصيهِ فقَد سقطَ مِن عينهِ وهَان عليهِ، وأنَّ ذلكَ ليسَ مِن كرامتهِ علىٰ ربِّه وإِن وسَّع الله عليهِ فِي الدُّنيا ومَدَّ لهُ مِن أسبَابها، فإنهُم أهلُ الابتلاءِ علىٰ الحقِيقة.

فإِذا طالبَت العبدَ نفسُه بمَا تطالبهُ بهِ مِن الحظوظِ والأقسامِ وأرَته أنهُ فِي بليَّة وضائِقة تداركَه الله برحمتهِ وابتلاهُ ببعضِ الذُّنوب، فرأىٰ مَا كانَ فيهِ مِن المعافاةِ والنِّعمة، وأنهُ لَا نسبَة لمَا كانَ فيهِ مِن النِّعم إلىٰ مَا طلبَته نفسُه مِن الحظوظِ، فحينئذٍ يكُون أكثرُ أمانيهِ وآمالهِ العَودَ إلىٰ حالهِ وأَن يمتِّعه الله بعافيتِه.

- ابنُ قيِّم الجوزيَّة. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

17 Nov, 18:00


إنَّ العالمَ -فِي غيومِ هَذا الكفرِ الأسودِ- قَد حُرم البَركة فِي شؤونهِ كلِّها، والبَركة كلمَة لَا تعنِي الجُزاف، أَو الفوضىٰ، أَو سوءَ التقديرِ وغفلةَ التدبيرِ، كلَّا، كلَّا، فتلكَ معانٍ ولَّدتها أذهانٌ مرِيضة.

إنَّ البَركة هيَ رعَاية السَّماء لعملكَ المتقَن، فلَا يخطئُ هدفهُ، ولَا يفقدُ ثمرتهُ.
هيَ التوفيقُ لاستِغلال الشيءِ علىٰ أحسَن وجوهِه، ووَضع الأمورِ فِي مواضِعها دُون عناءٍ أَو عِوج.
هيَ الإِفادة الكامِلة مِن الوقتِ والمَال، فلَا يضيعُ هَذا فِي لغوٍ، ولَا يضيعُ ذاكَ فِي باطِل.
البَركة هيَ هِداية الله للجهدِ الإنسانيِّ، فلَا يذهبُ فريسَة خطَأ، ولَا يَفشل نتيجَة غضَب.

والمرءُ الكافرُ محرومٌ مِن هذهِ العنايةِ العُليا.
والمجتمعُ الكافرُ يدورُ حولَ نفسهِ فِي حركةٍ مَجنونة، عاليَة الجعجَعة، ردِيئة النِّتاج، قالَ تعالىٰ: ﴿ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللهِ أَضَلَّ أَعْمَٰلَهُمْ﴾.

- محمَّد الغزالِي. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

16 Nov, 18:00


﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللهِ وَٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ ٱلَّذِي جَعَلْنَٰهُ لِلنَّاسِ سَوَآءً ٱلْعَٰكِفُ فِيهِ وَٱلْبَادِ ۚ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍۢ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾.

يخبرُ تعالىٰ عَن شناعةِ مَا عليهِ المشركُون الكافرُون بربِّهم، وأنهُم جمعُوا بَين الكفرِ بالله ورسُوله ﷺ وبَين الصدِّ عَن سَبيل الله، ومَنع الناسِ مِن الإيمَان، والصدِّ أيضاً عَن المسجدِ الحرامِ الذِي ليسَ ملكاً لهُم ولَا لآبائِهم، بَل الناسُ فيهِ سَواء، المقيمُ فيهِ والطارئُ إليهِ، بَل صدُّوا عنهُ أفضلَ الخَلق محمَّداً ﷺ وأصحابَه، والحالُ أنَّ هَذا المسجدَ الحرامَ مِن حرمتهِ واحترامهِ وعظمتهِ أنَّ مَن يُرد فيهِ بإلحادٍ بظلمٍ نذقهُ مِن عَذاب أليمٍ.

فمجرَّد إرادةِ الظلمِ والإلحادِ فِي الحرمِ موجبٌ للعَذاب، وإِن كانَ غيرُه لَا يعاقَب العبدُ عليهِ إلَّا بعَمل الظلمِ، فكَيف بمَن أتىٰ فيهِ أعظمَ الظلمِ مِن الكفرِ والشركِ، والصدِّ عَن سَبيله، ومَنع مَن يريدهُ بزيَارة، فمَا ظنُّكم أَن يفعلَ الله بهِم؟!

وفِي هذهِ الآيةِ الكريمَة وجوبُ احترامِ الحرمِ وشدَّة تعظِيمه، والتحذيرُ مِن إرادةِ المعاصِي فيهِ وفِعلها.

- عبدُ الرَّحمن السَّعدي. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

15 Nov, 18:00


إنَّ الذِي حدَث فِي أحُدٍ عِبرة عظِيمة للدُّعاة، وتعليمٌ لهُم بأنَّ حبَّ الدُّنيا قَد يتسلَّل إلىٰ قلُوب أَهل الإيمَان ويخفىٰ عليهِم، فيُؤثرون الدُّنيا ومتاعَها علىٰ الآخرةِ ومتطلباتِ الفوزِ بنعيمِها، ويعصُون أوامرَ الشَّرع الصَّريحة كمَا عصىٰ الرُّماة أوامرَ الرسُول ﷺ الصَّريحة بتأوِيل ساقطٍ يرفعهُ هوىٰ النفسِ وحبُّ الدُّنيا، فيُخالفون الشَّرع ويَنسون المُحكَم مِن أوامِره، كلُّ هَذا يحدُث ويقعُ مِن المؤمِن وهوَ غافلٌ عَن دوافعهِ الخفيَّة، وعلىٰ رأسِها حبُّ الدُّنيا وإيثارُها علىٰ الآخرةِ ومتطلباتِ الإيمَان، وهَذا يستدعِي مِن الدُّعاة التفتيشَ الدائمَ الدَّقيق فِي خبايَا نفوسِهم واقتلاعَ حبِّ الدُّنيا منهَا، حتىٰ لَا تحُول بينهُم وبَين أوامرِ الشَّرع، ولَا توقِعهم فِي مخالفتهِ بتأويلاتٍ ملفوفةٍ بهوىٰ النفسِ وتلفُّتها إلىٰ الدُّنيا ومتاعِها.

- د. عليُّ الصلَّابي. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

14 Nov, 18:00


مَا مِن مجرُوح يُجرَح فِي سَبيل الله، والله أعلمُ بمَن يُجرَح فِي سَبيله، إلَّا جاءَ يومَ القِيامةِ وجرحُه كهيئتهِ يومَ جُرِح، اللونُ لونُ دمٍ، والرِّيحُ ريحُ مسكٍ. 🤍

- نبيُّنا ﷺ. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

13 Nov, 18:00


إنَّ لله عزَّ وجلَّ علىٰ القلُوب أنوَاعاً مِن العبوديَّة، مِن الخشيةِ والخوفِ والإِشفاق وتوابعِها، ومِن المحبَّة والإنابةِ وابتغاءِ الوسيلةِ إليهِ وتوابعِها.

وهذهِ العبوديَّات لهَا أسبابٌ تهيِّجها وتبعَث عليهَا، فكلُّ مَا قيَّضه الربُّ تعالىٰ لعبدهِ مِن الأسبَاب الباعثةِ علىٰ ذلكَ المهيِّجة لهُ فهوَ مِن أسبَاب رحمتهِ لهُ، ورُبَّ ذنبٍ قَد هاجَ لصاحبهِ مِن الخوفِ والإِشفاق والوَجل والإنابةِ والمحبَّة والإيثارِ والفرارِ إلىٰ الله مَا لا يَهِيجه لهُ كثيرٌ مِن الطاعاتِ.

وكَم مِن ذنبٍ كانَ سَبباً لاستقامةِ العبدِ وفرارهِ إلىٰ الله وبعدهِ عَن طرُق الغيِّ، وهوَ بمنزلةِ مِن خلطَ فأحسَّ بسوءِ مِزاجه، وكانَ عندَه أخلاطٌ مزمِنة قاتِلة وهوَ لَا يشعرُ بهَا، فشربَ دواءً أزالَ تلكَ الأخلاطَ العفِنة التِي لَو دامَت لترامَت بهِ إلىٰ الفسادِ والعَطب.

وإنَّ مَن تبلُغ رحمتهُ ولطفهُ وبرُّه بعبدهِ هَذا المَبلغ ومَا هوَ أعجبُ وألطَف منهُ، فحقيقٌ بهِ أَن يكُون الحبُّ كلهُ لهُ، والطَّاعة كلُّها لهُ، وأَن يُذكر فلَا يُنسىٰ، ويُطاع فلَا يُعصىٰ، ويُشكر فلَا يُكفر. 🤍

- ابنُ قيِّم الجوزيَّة. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

12 Nov, 18:00


بينمَا تمضِي قدُماً فِي تعافِيك، تؤدِّي مَا عليكَ، وتجَاري مسيرَ أيَّامك، ربَّما يُناكدك شعورٌ ثقيلٌ بعدمِ الإنتاجيَّة فِي نظرِ العَالم، ربَّما لَا يتغيَّر مكَانك، ولَا يتحسَّن حَالك، ولَا تحظىٰ بنجاحاتٍ فارِقة.

تذكَّر حِينها أنَّ النموَّ الحقيقيَّ كثيراً مَا يَجري تحتَ الظاهِر، هنالِك فِي أعماقِك، كالجُذور الدَّفينة التِي تغورُ فِي باطِن الأرضِ، خفيَّة ولكنهَا حتماً ضروريَّة.

ربَّما لَا تزهِر تحوُّلاتك لتنالَ تصفيقَ الشاهِدين أَو مديحَ المعجَبين، لكنهَا حاضِرة، تتشكَّل فِي دواخِلك، وتشتدُّ.

إنَّ أعظمَ الإنجازاتِ ليسَ دائماً فِي الانتصاراتِ البادِية للعَيان، ليسَ فيمَا تَفوز، أَو تبلُغ وتحُوز، بَل فِي الصِّياغة الصَّامتة والدَّؤوبة لداخِلك، حيثُ تتأصَّل قوَّتك، وتنمُو حكمتُك، بعيداً عَن مظاهرِ المجدِ الزائِلة. 🤍

- لِقائله. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

11 Nov, 18:00


الشجاعَة خلقٌ أصيلٌ فِي الداعِية إلىٰ الله، وشِيمة لَا تنفكُّ عنهُ وهوَ يتقلبُ بَين الناسِ، مددُ هذهِ الشجاعةِ الواجبةِ ونبعُها الدافِق أنَّ حقَّ الله لَا بدَّ أَن يسُود، وأنَّ هُداه لَا بدَّ أَن يعلوَ، وأنَّ منهجَه لَا بدَّ أَن تتَّضح معالمُه وترسُو دعائمُه، وأنَّ المنتسِبين إليهِ مَا ينبغِي أَن تخفتَ أصواتهُم، ولَا أَن يُغلبوا علىٰ تعاليمِهم، وأنَّ خصومَهم فِي هذهِ الأرضِ لَا حظَّ لهُم مِن مهابَة، ومهمَا عرَض لهُم مِن قوَّة فإنهُم ﴿مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَآ إِلَّا خَآئِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾.

إنَّ جمهورَ الأمَّة الإسلاميَّة مكلَّف أَن يأمرَ بالمعروفِ وأَن يحقِّقه، مكلَّف أَن ينهىٰ عَن المنكَر وأَن يغيِّره، مكلَّف أَن يخاصمَ الآثامَ وأَن يضيقَ بفعَلَتها.
إنَّ الأمَّة جمعاءَ مكلَّفة أَن تكُون شجاعَة فِي حِماية الدِّين، وردِّ العادِين علىٰ حدودهِ مِن المُجَّان والفجَّار، فإِذا خذلَتها قواهَا دُون القيامِ بهَذا العبءِ فقَد تخلَّت أمامَ الله عَن رسالتِها، وسقطَت مِن عينهِ، وحُرمت مِن رعايتِه.

ذاكَ حقُّ الإسلامِ علىٰ أمَّته عامَّة.
فأمَّا حقهُ علىٰ الدُّعاة المنتصِبين لحمايتهِ المضطَّلعين برسالتهِ فهوَ أثقلُ وأجلُّ.

علىٰ أولئكَ الدُّعاة أَن يضاعِفوا يقظاتِهم وتضحياتِهم، وأَن يكرِّسوا أوقاتهُم وأفكارَهم لتعرُّف حاجاتِ الحقِّ وإجابتِها، وتفقُّد مواطِن الضعفِ فِي أسوارهِ وحمايتِها، وتحسُّس مظانِّ الهجومِ عليهِ لإحباطِ كلِّ كيدٍ، وإرهَاب كلِّ خصمٍ.
الدُّعاة المُوظفون لحِراسة الإسلامِ هُم جيشٌ للدِّفاع عَن الإيمَان، يشبهُ الجيشَ الموكَّل بحراسةِ الأَمن.

والعجبُ العاجبُ أنَّ الجندَ المكلَّفين بحراسةِ الأَمن قَد يفقدُ بعضهُم روحَه وهوَ يطاردُ لصَّاً، أَو يصابُ بعاهةٍ مؤلمةٍ وهوَ يؤدِّي واجبَه، ذاكَ فضلاً عَن السَّهر المستديمِ والجهدِ الموصُول.
أمَّا جندُ الدُّعاة مِن أئمَّة ووعَّاظ ومرشِدين فكأنمَا أَخذوا عهداً علىٰ الدهرِ ألَّا يمسَّهم سوءٌ، فهُم يسمَنون والدِّين ينحُف، ويُراحون والدِّين مكدودٌ، ويعِيشون متخاذِلين علىٰ حِين يتساندُ جيشُ الشيطَان لبُلوغ هدفهِ وإدراكِ أملِه.

إِذا لَم يكُن الداعِية المسلمُ شجاعاً، مُطيقاً لأعباءِ رسالتِه، سَريعاً إلىٰ تلبيةِ ندائِها، جرِيئاً علىٰ المُبطلين، مغوَاراً فِي ساحاتِهم، فخيرٌ لهُ أَن ينسحبَ مِن هَذا المَجال وألَّا يفضحَ الإسلامَ بتكلُّف مَا لَا يُحسن مِن شؤونِه.

- محمَّد الغزالِي. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

10 Nov, 18:00


﴿وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَآءَ وَٱلْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَٰعِبِينَ ۝ لَوْ أَرَدْنَآ أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لَّٱتَّخَذْنَٰهُ مِن لَّدُنَّآ إِن كُنَّا فَٰعِلِينَ﴾.

يخبرُ تعالىٰ أنهُ مَا خلقَ السَّماوات والأَرض عبثاً ولَا لعِباً مِن غيرِ فائِدة، بَل خلقَها بالحقِّ وللحقِّ، ليستدلَّ بهَا العبادُ علىٰ أنهُ الخالِق العظيمُ، المدبِّر الحكيمُ، الرَّحمن الرِّحيم، الذِي لهُ الكمالُ كلُّه، والحمدُ كلُّه، والعِزة كلُّها، الصَّادق فِي قيلِه، الصَّادقة رسُله فيمَا تخبرُ عنهُ، وأنَّ القادرَ علىٰ خلقِهما معَ سعتِهما وعظمِهما قادرٌ علىٰ إعادةِ الأجسادِ بعدَ موتِها، ليُجازي المُحسن بإحسانِه، والمسيءَ بإساءتِه.

﴿لَوْ أَرَدْنَآ أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا﴾ علىٰ الفرضِ والتقديرِ المُحال ﴿لَّٱتَّخَذْنَٰهُ مِن لَّدُنَّآ﴾ أَي: مِن عندِنا ﴿إِن كُنَّا فَٰعِلِينَ﴾، ولَم نطلِعكم علىٰ مَا فيهِ عبثٌ ولهوٌ، لأنَّ ذلكَ نقصٌ ومثلُ سوءٍ لَا نحبُّ أَن نريَه إياكُم، فالسَّماوات والأَرض اللَّذان بمرأىٰ منكُم علىٰ الدوامِ لَا يمكِن أَن يكُون القصدُ منهمَا العبثَ واللهوَ، كلُّ هَذا تنزُّل معَ العُقول الصغيرةِ وإقناعُها بجَميع الوجوهِ المقنِعة، فسُبحان الحليمِ الرَّحيم، الحكِيم فِي تنزيلهِ الأشياءَ منازلهَا.

- عبدُ الرَّحمن السَّعدي. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

09 Nov, 18:00


إنَّ حيَاة الصَّحابة رضيَ الله عنهُم خِلال الأربَع والعِشرين ساعَة اليوميَّة عِبارة عَن تدرِيب مستمرٍّ، فالبرنامجُ اليوميُّ المنتظمُ يبدَأ مبكِّراً مِن صلاةِ الفجرِ التِي تؤدَّىٰ فِي جماعةٍ معَ قائدِهم الأعلىٰ ﷺ، الذِي كانَ يحثُّهم علىٰ أداءِ هذهِ الصَّلاة جماعَة وفِي وقتِها، موضِّحاً لهُم ولأمَّته أنهَا المفتاحُ العجيبُ ليومٍ مليءٍ بالنشاطِ والحيويَّة، قالَ ﷺ: «يعقدُ الشيطانُ علىٰ قافيةِ رأسِ أحدِكم إِذا هوَ نامَ ثلاثَ عقدٍ، يضربُ مكَان كلِّ عقدةٍ: عليكَ ليلٌ طويلٌ، فارقُد، فإِن استيقَظ فذكرَ الله انحلَّت عُقدة، فإِن توضَّأ انحلَّت عُقدة، فإِن صلَّىٰ انحلَّت عقدُه كلُّها، فأصبحَ نشيطاً طيِّب النفسِ، وإلَّا أصبحَ خبيثَ النفسِ كَسلان».

ثمَّ ينطلقُ كلٌّ منهُم إلىٰ عملهِ الذِي تتخلَّله فتراتُ الصلواتِ الباقِية، حتىٰ إِذا مَا صلَّوا الصَّلاة الآخِرة «صَلاة العِشاء» نامُوا، حتىٰ إِذا مَا أَخذوا قِسطاً وافِراً مِن النومِ أوَّل اللَّيل إلىٰ الثلثِ الأخيرِ منهُ قامَ معظمُهم لأداءِ صلاةِ التهجُّد التِي تملَأ قلوبَهم روحانيَّة، وتكسبُهم مزيداً مِن النشاطِ لأدائِها فِي وقتٍ يكُون الجسمُ فيهِ مرتاحاً.

هَذا بالإضافةِ إلىٰ الاستعدادِ الدائمِ واليقظةِ التامَّة لمتطلَّبات دولةِ الإسلامِ، فكَانوا يقومُون بنشاطاتٍ تدريبيَّة مركَّزة، تتمثَّل فِي ركُوب الخَيل والسَّبق والرِّماية، وكانَ النبيُّ ﷺ يحثُّهم علىٰ فِعل ذلِك، بَل ويشاركُهم فيهِ معطِياً مِن نفسهِ القدوَة، وكانَ ﷺ يركِّز علىٰ تعلُّم الرِّماية كثيراً، موضِّحاً أنهَا خيرُ مَا يعدُّ مِن قوَّة استِعداداً للكُفار.

وكانَ ﷺ يشجِّعهم علىٰ الصِّناعة الحربيَّة، المتمثِّلة فِي ذلكَ الوقتِ فِي صناعةِ الأسهُم، ويخبرُهم: أنَّ الأجرَ الذِي غايتهُ الجنَّة ينسحبُ علىٰ صانعِها، والمتنبِّل بهَا، والرامِي بهَا، فيَروي لَنا عُقبة عَن رسُول الله ﷺ قولهُ: «إنَّ الله يُدخل بالسَّهم الواحدِ ثلَاثة نفرٍ الجنَّة: صانعُه الذِي احتسبَ فِي صنعتهِ الخيرَ، ومتنبِّله، والرامِي، ارمُوا واركبُوا، وأَن ترمُوا أحبُّ إليَّ مِن أَن تركبُوا، وليسَ مِن اللهوِ إلَّا ثلَاثة: تأديبُ الرَّجل فرسَه، وملاعبتهُ زوجَته، ورميُه بنبلهِ عَن قوسِه، ومَن عُلِّم الرَّمي ثمَّ تركَه فهيَ نعمَة كفرَها».

فيَا لهُ مِن عصرٍ تمسَّك فيهِ الصَّحابة رضيَ الله عنهُم بالتعاليمِ القرآنيَّة الربَّانية، وعضُّوا عليهَا بالنوَاجذ، وقامُوا بتطبيقِها حرفيَّاً فِي شتىٰ شُؤون حياتِهم، فغَزوا واستَعلوا علىٰ أممِ الأرضِ شرقاً وغرباً رغمَ قلَّتهم وبساطتِهم، وحِين ابتعدَ المُسلمون عَن تلكَ التعاليمِ، وألقَوا بهَا وراءَ ظهورهِم، ركبَهم الذلُّ والصَّغار، وتداعَت عليهِم الأممُ مِن أقطارِها بعدَ أَن أصبَحوا غثاءً كغثاءِ السَّيل.

- د. عليُّ الصلَّابي. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

06 Nov, 19:00


فمَن أحبَّ أَن يقابلَ الله إساءَته بالإحسَان فليُقابل هوَ إساءَة الناسِ إليهِ بالإحسَان، ومَن علمَ أنَّ الذنوبَ والإساءَة لازِمة للإنسَان لَم تعظُم عندَه إساءَة الناسِ إليهِ.

فليتأمَّل هوَ حالَه معَ الله، كَيف هيَ معَ فرطِ إحسانهِ إليهِ وحاجتهِ هوَ إلىٰ ربِّه، وهكَذا هوَ لهُ، فإِذا كانَ العبدُ هكَذا لربِّه فكَيف يُنكر أَن يكُون الناسُ لهُ بتلكَ المنزِلة؟!

- ابنُ قيِّم الجوزيَّة. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

03 Nov, 19:05


وقَد نشأَت مِن قِصَر النظرِ إلىٰ عِلل المُجتمع وقلَّة الزادِ مِن هداياتِ السماءِ مفارقاتٌ تستدعِي العجَب.

فهَذا واعِظ يدخلُ إحدىٰ القرىٰ البائِسة ليحدِّث أهلهَا المستوحِشين عَن آفاتِ الرِّياء، وهَذا آخَر يخطبُ فِي المُدن عَن جرائمِ القَتل والأخذِ بالثأرِ، وفِي الذِّهن الفقيرِ تتمدَّد المعلومَات القلِيلة وتصبحُ كلَّ شيءٍ.

سمعتُ رجلاً يُجري علىٰ لسانهِ هذهِ الكلماتِ لِابن عطاءِ الله السَّكندري: «سَوابق الهممِ لَا تخرقُ أسوارَ الأقدَار»، «ادفِن نفسَك فِي أرضِ الخمُول».. إِلخ، فكرهتُ هَذا الكلامَ وأنكرتُ سِياقه.

إنَّ الجُملة الأولىٰ تقالُ لفردٍ مِن الناسِ ملكَه جنونُ القوَّة، واستحوَذ عليهِ الاعتدادُ بنفسِه، فبنىٰ خطَّته علىٰ أنهُ إِذا أرادَ فعَل، وإِذا عزمَ فعَلىٰ المرَدةِ والأملاكِ جميعاً أَن يُذعنوا لهُ، ومِن ثمَّ فهوَ لَا يتصوَّر أَن يردعَ همَّه أَو يغلبَه أحدٌ فِي الأرضِ والسماءِ علىٰ أمرهِ
هذهِ الكلِمة حقٌّ داخِل هَذا النِّطاق وحدَه، وهيَ -خارجَ هَذا النِّطاق- لَا عمَل لهَا ولَا مَكان، ولذلكَ أنكرتُ أَن تجريَ علىٰ لسَان خطِيب فِي مجتمعِنا الذِي تجتاحُه أزماتٌ متعاقِبة مِن ضعفِ الهممِ وخورِ العزيمَة.

وكذلِك كلمَة «ادفِن نفسَك»، إنهَا لمغرورٍ يريدُ أَن ينضجَ قبلَ أوانِه، ولِمفتون بحبِّ الظهورِ ينخدعُ بالقشرِ عَن اللبِّ، وليسَ لهَا مكانٌ فِي أمَّة ألحَّ عليهَا العَجز، فهيَ مَا تنهَض حتىٰ تتعثَّر.

وسوءُ الاستشهادِ كمَا يقعُ فِي هذهِ الحِكم المَجلوبة كرهاً، يقعُ فِي كِتاب الله وأحاديثِ الرسُول ﷺ، فترىٰ بليدَ الفهمِ يجيءُ بالأثرِ، هوَ فِي نفسهِ حقٌّ، ولكنهُ فيمَا ضرِب لهُ وقُصَّ مِن أجلهِ بعيدٌ بعيدٌ، وعندِي أَن هَذا ضربٌ مِن تحريفِ الكلمِ عَن مواضِعه.

أرأيتَ إِذا انطلقَ رجلٌ طيِّب أمينٌ إلىٰ قومٍ أغرارٍ يحرصُ علىٰ وعظِهم ويتعشَّق هدايتَهم، أفيَليق أَن تثنيَه عَن مرادهِ بقَول الله: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ ٱللهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ﴾؟!
إنَّ سوقَ الآيةِ هُنا خطَأ، فمَجال الآيةِ الوحيدُ هوَ المَجال الفذُّ الذِي نزلَت فيهِ، أعنِي تسليَة الدَّاعي الذِي تعبَ ونصبَ وهوَ يحاولُ إرشادَ شخصٍ عنيدٍ دُون جدوىٰ.

أرأيتَ هذهِ الألُوف المؤلَّفة مِن العوامِّ المتواكِلين الذِين يجرُّون أقدامَهم علىٰ الأرضِ فِي كسَل واستِرخاء، وينظرُون إلىٰ السَّماء فِي بلاهةٍ وغباءٍ، هَل أولئكَ الموتىٰ هُم الذِين يُقال لهُم: ﴿ٱعْلَمُوٓاْ أَنَّمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ﴾؟!
إنَّ سوقَ الآيةِ هُنا خطَأ، ومجالهَا الوحِيد الذِي تعمَل فيهِ هوَ بَين قومٍ انتشَوا مِن الحياةِ الدُّنيا حتىٰ سكِروا، قومٍ أبطرَهم الغنىٰ، وأغواهُم التشبُّع، وحجبَ أبصارَهم عَن الحقائِق العُليا، فهُم مَشغولون بحاضِرهم عَن آخرتِهم، مذهُولون بأنفسِهم عَن ربِّهم.
إنَّ الآيَة إنقَاذ لقومٍ يكادُون يغرَقون فِي النعيمِ، فكَيف توجَّه لأقوامٍ يكادُون يهلكُون عطشاً إلىٰ ضروراتِ الحياةِ الدُّنيا؟!

- محمَّد الغزالِي. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

01 Nov, 19:00


﴿يَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ ۚ وَنَحْشُرُ ٱلْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍۢ زُرْقًا ۝ يَتَخَٰفَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا ۝ نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا﴾.

أَي: إِذا نفِخ فِي الصُّور وخرجَ الناسُ مِن قبورهِم، كلٌّ علىٰ حَسب حالِه، فالمُتقون يُحشرون إلىٰ الرَّحمن وفداً، والمُجرمون يُحشرون زرقاً ألوانهُم مِن الخوفِ والقَلق والعطشِ، يتَناجون بينهُم ويَخافتون فِي قصرِ مدَّة الدُّنيا، وسُرعة الآخِرة، فيقولُ بعضهُم: مَا لبثتُم إلَّا عشرَة أيَّام، ويقولُ بعضهُم غيرَ ذلِك، والله يعلمُ تخافتَهم ويسمعُ مَا يَقولون، ﴿إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً﴾ أَي: أعدلهُم وأقربهُم إلىٰ التقديرِ: ﴿إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا﴾.

والمقصودُ مِن هَذا: الندمُ العظِيم، كَيف ضيَّعوا الأوقَات القصِيرة، وقطعُوها ساهِين لاهِين، معرضِين عمَّا ينفعُهم، مُقبلين علىٰ مَا يضرُّهم، فهَا قَد حضرَ الجزاءُ، وحقَّ الوعيدُ، فلَم يبقَ إلَّا الندمُ والدعاءُ بالوَيل والثبورِ، كمَا قالَ تعالىٰ: ﴿قَٰلَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي ٱلْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ ۝ قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍۢ فَسْـَٔلِ ٱلْعَآدِّينَ ۝ قَٰلَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا ۖ لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.

- عبدُ الرَّحمن السَّعدي. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

30 Oct, 19:00


إنَّ المُسلمين اليومَ يتسَاقطون أمامَ المخطَّطات اليهوديَّة ومؤامراتِها لبعدِهم عَن المِنهاج النبويِّ فِي تربيَة الأمَّة، وكيفيَّة التعامُل معَ اليهودِ، فالأمَّة فِي أشدِّ الحاجةِ للقيادةِ الربَّانية الحكِيمة الواعِية الموفَّقة مِن عندِ الله، الخبيرَة بأَخلاق اليهودِ وصفاتِهم، فتتعامَل معَهم معامَلة واعِية مستمدَّة أصُولها مِن السِّياسة النبويَّة الراشدةِ فِي التعامُل معَ هَذا الصِّنف المنحرفِ مِن البَشر.

لقَد تغلغلَت فِي عصرِنا هَذا الأصابعُ اليهوديَّة القذِرة فِي مجالاتٍ عديدةٍ مِن حياةِ الشعُوب والدُّول، تلكَ الأصابعَ التِي تهدُف إلىٰ غايةٍ محدَّدة هيَ: الفسادُ فِي الأرضِ، وهَذا هوَ التعبيرُ القرآنيُّ: ﴿وَيَسْعَوْنَ فِي ٱلْأَرْضِ فَسَادًا﴾.

إنَّ استعمالَ الفِعل المُضارع فِي الآيةِ يدلُّ علىٰ التجدُّد والاستِمرار، فليسَ سعيُهم للفسادِ مرحَلة تاريخيَّة انتهَت، لكنهُ قدرُهم الكونيُّ إلىٰ يومِ يُبعثون، وقَد استطاعَ اليهودُ أَن يهيمِنوا علىٰ كثيرٍ مِن مقدَّرات الأممِ مِن خِلال كيدِهم المدروسِ، وفِي غيبةِ الوجودِ الإسلاميِّ القادرِ علىٰ إحباطِ مؤامراتِهم وَفضح ألاعِيبهم.

إنَّ العبقريَّة اليهوديَّة فِي الهدمِ والتَّخريب ليسَت موضعَ جدَل، تلكَ العبقريَّة التِي تستغلُّ الأحدَاث وتستثمرُها لمصلحتِها، إنَّ لليهودِ وجوداً مؤثراً فِي الدُّول الكبرىٰ اقتصاديَّاً وسياسيَّاً وإعلاميَّاً، ولَم يكُونوا غائِبين فِي النظامَين العالميَّين: الرأسماليَّة والشيوعيَّة، ولَا عَن الثوراتِ الكبرىٰ فِي العالمِ، وهناكَ عددٌ مِن المنظماتِ العالميَّة تبذلُ جهداً ضخماً فِي تحقِيق أهدافِ اليهودِ أبرزهَا: «الماسُونية»، وَ «الليُونز»، وَ «الرُّوتاري»، وَ «شهُود يهو».

ألَا يحسُّ الباحثُ الواعِي أنَّ فِي الأمرِ نوعاً مِن المبالغةِ المقصُودة، أَو غيرِ المقصُودة؟! هذهِ الصُّورة الجاثِمة فِي عُقول الكثِيرين: أنَّ اليهودَ هُم الذِين يحرِّكون العالمَ، وهُم زعماؤهُ السياسيُّون ومفكِّروه ومبدِعوه، وأنَّ الشخصيَّات المهمَّة مِن غيرِ اليهودِ مَا هيَ إلَّا «أحجَار علىٰ رقعةِ الشَّطرنج» علىٰ حدِّ تعبيرِ «وليَام غاي كاره».

إنَّ هَذا الكمَّ الهائلَ مِن الكُتب التِي تتحدَّث عَن اليهودِ ودورهِم العالميِّ الخطِير تساهمُ فِي تهيئةِ الجوِّ للتسليمِ بالأمرِ الواقِع، وتمنحُ تفسِيراً جاهزاً لجمِيع الهزائمِ التِي مُنيت بهَا الأمَّة، الهزائِم الحضاريَّة والعسكريَّة علىٰ حدٍّ سوَاء.

إنَّ إحساسَ الناسِ بأنَّ كلَّ شيءٍ مدبَّر ومبيَّن ومدروسٌ مِن قِبل اليهودِ أَو محافِلهم يقعدُ بهِم عَن المقاومةِ والمواجهةِ والجهادِ، ومَا يُقال عَن اليهودِ يمكِن أَن يُقال عَن أيِّ عدوٍّ آخرٍ ينتهجُ سياسَة الإرهَاب الفكريِّ والعسكريِّ.

هذهِ الجماعَات تجدُ -أحياناً- مَن يهوِّل مِن شأنِها، ويعطِيها أكبرَ مِن حجمِها، فكلُّ مِن يتحدَّث -مثلاً- عَن هذهِ الفئةِ الغاليةِ المُنحرفة أَو يكتبُ أَو يحاضِر فهوَ مهدَّد فِي رزقهِ وحياتِه، إذاً: فليسكُت الجميعُ حِفاظاً علىٰ أرزاقِهم وأرواحِهم.

إنَّ هَذا التضخيمَ الرهيبَ لأعدائِنا اليهودِ ليسَ لهُ حقِيقة، لأنَّ أولياءَ الشيطَان كيدهُم مهمَا عظمَ وكبرَ ضعِيف، قالَ تعالىٰ: ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللهِ ۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱلطَّٰغُوتِ فَقَٰتِلُوٓاْ أَوْلِيَآءَ ٱلشَّيْطَٰنِ ۖ إِنَّ كَيْدَ ٱلشَّيْطَٰنِ كَانَ ضَعِيفًا﴾، فإنَّ قوَّتهم بسَبب ضعفِ إيمانِنا وبعدِنا عَن منهَج ربِّنا، لأنَّ الإيمَان الصحيحَ تنهارُ أمامَه جميعُ المؤامراتِ، وتفشلُ بسببهِ جميعُ الخططِ، لكِن لَا بدَّ مِن نَزع عنصرِ الخوفِ الذِي قتلَ كثيراً مِن الهِمم، وأحبطَ كثيراً مِن الأعمَال، والأحدَاث تؤكِّد أنَّ الوهمَ قَد يقتلُ.

وحِين توجدُ الفِئة المؤمِنة الصَّابرة يتحطَّم الكيدُ كلُّه يهوديَّاً كانَ أَم غيرَ يهوديٍّ أمامَ عوامِل التصدِّي والنهوضِ، قالَ تعالىٰ: ﴿إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا ۖ وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْـًٔا ۗ إِنَّ ٱللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾.

وهَذا لَا يعنِي -بحَال مِن الأحوَال- تجاهُل قوَّة العدوِّ أَو التَّقليل مِن شأنِه حتىٰ لَو كانَ عدوَّاً حقِيراً، فضلاً عَن عدوٍّ مدجَّج وقديمٍ.

والمطلوبُ أَن نسلكَ طريقَ الاعتِدال فِي تقديرِ حجمِ العدوِّ، فلَا نبالِغ فِي تهوِيل قوَّته بمَا يوهِن قوَانا، ويفتِّت عزيمَتنا، ويسوِّغ لَنا الهزيمَة، وفِي المُقابل لَا نستهينُ بهِ أَو نتجاهَل وجودَه، وستمضِي فِي اليهودِ وغيرهِم سُنة الله تعالىٰ: ﴿إِنَّ ٱللهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ ٱلْمُفْسِدِينَ﴾.

- د. عليُّ الصلَّابي. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

28 Oct, 19:00


الدُّنيا سِجن المؤمِن وجنَّة الكافِر.

- نبيُّنا ﷺ. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

25 Oct, 19:25


الله تعالىٰ إنمَا يغفرُ للعبدِ إِذا كانَ وقوعُ الذَّنب منهُ علىٰ وجهِ غلبةِ الشهوةِ وقوَّة الطَّبيعة، فيُواقِع الذنبَ معَ كراهتهِ لهُ مِن غيرِ إصرارٍ فِي نفسِه، فهَذا ترجىٰ لهُ مغفِرة الله وصفحهُ وعفوهُ لعلمهِ تعالىٰ بضعفهِ وغلبةِ شهوتهِ لهُ، وأنهُ يرىٰ كلَّ وقتٍ مَا لَا صبرَ لهُ عليهِ، فهوَ إِذا واقعَ الذنبَ واقعَه مواقعَة ذلِيل منكسرٍ خاضِع لربِّه خائفٍ منهُ، يعتلجُ فِي صدرهِ شهوَة النفسِ الذنبَ وكراهَة الإيمَان لهُ، فهوَ يجيبُ داعيَ النفسِ تارَة، وداعيَ الإيمَان تاراتٍ.

فأمَّا مَن بنىٰ أمرَه علىٰ أَن لَا يعِفَّ عَن ذنبٍ، ولَا يقدِّم خوفاً، ولَا يدَع لله شهوَة، وهو فرِحٌ مسرورٌ يضحكُ ظهراً لبَطن إِذا ظفرَ بالذَّنب، فهَذا الذِي يُخاف عليهِ أَن يُحال بينهُ وبَين التوبةِ ولَا يوفَّق لهَا، فإنهُ مِن معاصيهِ وقبائحهِ علىٰ نقدٍ عَاجل يتقاضاهُ سلفاً وتعجيلاً، ومِن توبتهِ وإيابهِ ورجوعهِ إلىٰ الله علىٰ دَين مؤجَّل إلىٰ انقضاءِ الأجَل.

وإنمَا كانَ هَذا الضربُ مِن الناسِ يُحال بينهُم وبَين التوبةِ غالباً لأنَّ النزوعَ عَن اللذاتِ والشهواتِ إلىٰ مخالفةِ الطَّبع والنفسِ -والاستِمرار علىٰ ذلكَ- شديدٌ علىٰ النفسِ، صعبٌ عليهَا، أثقلُ مِن الجبَال عليهَا، ولَا سيَّما إِذا انضَاف إلىٰ ذلكَ ضعفُ البصيرةِ وقلَّة النصِيب مِن الإيمَان، فنفسهُ لَا تطوِّع لهُ أَن يبيعَ نقداً بنسيئةٍ ولَا عاجلاً بآجِل، كمَا قالَ بَعض هؤلاءِ وقَد سُئل: أيُّما أحبُّ إليكَ، درهمٌ اليومَ أَو دينارٌ غداً؟! فقالَ: لَا هَذا ولَا هَذا، ولكِن ربعُ درهمٍ مِن أوَّل أمسٍ.

فحرامٌ علىٰ هؤلاءِ أَن يوفَّقوا للتوبةِ إلَّا أَن يشاءَ الله.

فإِذا بلَغ العبدُ حدَّ الكِبَر، وضعُف نظرُه، ووهَت قواهُ، وقَد أوجبَت لهُ تلكَ الأعمالُ قوَّة فِي غيِّه، وضعفاً فِي إيمانِه، صارَت كالملَكة لهُ بحَيث لَا يتمكَّن مِن تركِها، فإنَّ كثرةَ المزاولاتِ تعطِي الملَكات، فتبقىٰ للنفسِ هَيئة راسِخة وملَكة ثابتَة فِي الغيِّ والمعاصِي، وكلَّما صدرَ منهُ واحدٌ منهَا أثَّر أثراً زائداً علىٰ أثرِ مَا قبلهُ، فيقوىٰ الأثرَان، وهلمَّ جرَّاً، فيهجمُ عليهِ الضَّعف والكبرُ ووهنُ القوَّة علىٰ هذهِ الحَال، فينتقلُ إلىٰ الله بنجاستهِ وأوساخهِ وأدرانهِ لَم يتطهَّر للقدومِ علىٰ الله، فمَا ظنُّه بربِّه؟!

ولَو أنهُ تابَ وأنابَ وقتَ القدرةِ والإِمكان لقُبلت توبتهُ، ومُحيت سيِّئاته، ولكِن حِيل بينهُم وبَين مَا يشتهُون، ولَا شيءَ أشهىٰ لمَن انتقلَ إلىٰ الله علىٰ هذهِ الحَال مِن التَّوبة، ولكِن فرَّط فِي أداءِ الدَّين حتىٰ نفدَ المالُ، ولَو أدَّاه وقتَ الإِمكان لقَبله ربُّه، وسيعلمُ المسوِّف المفرِّط أيَّ ديَّان ادَّان، وأيَّ غريمٍ يتقاضاهُ يومَ يكونُ الوفاءُ مِن الحسناتِ، فإِن فنيَت فبحَمل السيِّئات!

- ابنُ قيِّم الجوزيَّة. 🕊️