شَذَرَاتٌ.°• @shathraat7 Channel on Telegram

شَذَرَاتٌ.°•

@shathraat7


إِذَا ضاعَ مِنكَ الوَقتُ
وَحُرِمتَ مِن مُطَالَعَةِ كِتَاب
فَدَع عَنكَ النَّدَم
وَتَعَالَ مَعَنا إِلَىٰ شَذَرَات
نَترُكُ الحَشوَ وَنجمَعُ الحِكَم 🌱🕊️

شَذَرَاتٌ.°• (Arabic)

ترحب قناة "شَذَرَاتٌ.°•" بكم! هل ضاع منك الوقت وحرمت من مطالعة كتاب؟ لا داعي للندم، فقط تعالوا وانضموا إلينا في هذه القناة المميزة. في "شَذَرَاتٌ.°•"، نقوم بترك الحشو وجمع الحكم القيمة من الكتب والمصادر المختلفة. انضموا إلينا لتستفيدوا وتستمتعوا بمعرفة جديدة ومفيدة. فلنبني معًا جسر من الحكم والمعرفة. نحن في انتظاركم!

شَذَرَاتٌ.°•

12 Jan, 18:00


﴿وَٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ ٱللهَ لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ﴾.

﴿وَٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ فِينَا﴾ وهُم الذِين هاجَروا فِي سَبيل الله، وجاهَدوا أعداءَهم، وبَذلوا مجهودَهم فِي اتِّباع مرضاتِه، ﴿لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ أَي: الطُّرق المُوصلة إِلينا، وذلكَ لأنهُم محسِنون.

﴿وَإِنَّ ٱللهَ لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ﴾ بالعَون والنصرِ والهدَاية.

دلَّ هَذا علىٰ أنَّ أحرىٰ الناسِ بمُوافقة الصَّواب أهلُ الجهادِ، وعلىٰ أنَّ مَن أحسَن فيمَا أمِرَ بهِ أعانهُ الله ويسَّر لهُ أسبابَ الهدَاية، وعلىٰ أنَّ مَن جدَّ واجتهدَ فِي طَلب العلمِ الشرعيِّ فإنهُ يحصُل لهُ مِن الهدايةِ والمعونةِ علىٰ تحصِيل مطلوبهِ أمورٌ إلهيَّة خارجَة عَن مدركِ اجتهادِه، وتيسَّر لهُ أمرُ العِلم، فإنَّ طلبَ العلمِ الشرعيِّ مِن الجهادِ فِي سَبيل الله، بَل هوَ أحدُ نوعَي الجهادِ الذِي لَا يقومُ بهِ إلَّا خواصُّ الخَلق، وهوَ الجهادُ بالقَول واللسَان للكفارِ والمُنافقين، والجهادُ علىٰ تعليمِ أمورِ الدِّين، وعلىٰ ردِّ نِزاع المُخالفين للحقِّ ولَو كَانوا مِن المُسلمين.

- عبدُ الرَّحمن السَّعدي. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

11 Jan, 18:10


إنمَا بقاؤكُم فيمَا سَلف قبلكُم مِن الأممِ كمَا بَين صلاةِ العَصر إلىٰ غرُوب الشمسِ، أوتيَ أهلُ التوراةِ التورَاة، فعمِلوا بهَا حتىٰ إِذا انتصَف النهارُ عجَزوا فأُعطُوا قِيراطاً قِيراطاً، ثمَّ أوتيَ أهلُ الإِنجيل الإنجيلَ، فعمِلوا إلىٰ صلاةِ العَصر ثمَّ عجَزوا فأُعطُوا قِيراطاً قِيراطاً، ثمَّ أُوتِينا الْقرآنَ فعمِلنا إلىٰ غرُوب الشمسِ فأُعطِينا قيراطَين قيراطَين، فقالَ أهلُ الكتابَين: أَي ربَّنا! أعطيتَ هؤلاءِ قيراطَين قيراطَين وأعطيتَنا قِيراطاً قِيراطاً، ونحنُ كُنا أكثرَ عمَلاً، قالَ الله: هَل ظلمتكُم مِن أجرِكم مِن شيءٍ؟! قالُوا: لَا، قالَ: فهوَ فضلِي أُوتيهِ مَن أشاءُ.

- نبيُّنا ﷺ. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

10 Jan, 18:00


أنتَ تعلمُ القليلَ جدَّاً مِن أحداثِ نجاتِك، وليسَ كلُّ مرَّة نجوتَ فيهَا كنتَ علىٰ درايةٍ بمَا يُوشك أَن يلتهمَك مِن خطَر، ومَا تعرفهُ مِن أحداثِ النجاةِ هوَ كافٍ جدَّاً لأَن تحمدَ الله وتحسِن الظنَّ بهِ، ومَا فاتكَ علمُه كافٍ جدَّاً لأَن يمتلئَ قلبُك حبَّاً لله وحياءً منهُ.

انظُر لنفسِك علىٰ أنكَ ناجٍ. 🤍

- محمُود توفِيق. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

09 Jan, 17:00


المصَالح والخيرَات واللَّذات والكمَالات كلُّها لَا تُنال إلَّا بحظٍّ مِن المشقَّة، ولَا يُعبَر إليهَا إلَّا علىٰ جسرٍ مِن التعَب. 🤍

- ابنُ قيِّم الجوزيَّة. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

08 Jan, 17:30


الفردانيَّة المعاصِرة لَا تتوَقف عِند مَا يُعرف بالحرِّية السلبيَّة التِي تقرِّر أنَّ للفردِ حقاً فِي أَن يفعَل مَا يُريد دُون تدخُّل الآخرِين، بَل تطمحُ إلىٰ «حرِّية تقريرِ الذاتِ»، أَي طَلب التحرُّر فِي تحديدِ الذاتِ مِن كلِّ المؤثراتِ الخارجيَّة، وخاصَّة مَطالب المُجتمع بَل وضرُورات الطبيعَة، وتصِم هذهِ المؤثراتِ بالوصَاية والإملاءاتِ المَرفوضة، وهيَ تسعىٰ بقوَّة إلىٰ تحقِيق «الأصَالة» الذاتيَّة الكامِلة، أَي حَصر القيمَة والأهميَّة المُطلقة فِي الذاتِ، واتخاذهَا مرجعيَّة حصريَّة فِي تحديدِ نوع الهويَّة وماهِيتها وغاياتِها وأسلُوب الحياةِ ومعناهَا، وأنماطِ العيشِ والطمُوح، وتضخيمِ مفاهيمِ التبعيَّة والخُضوع والاستِقلال الذاتيِّ، وهَذا السَّعي الكثِيف إلىٰ تحقِيق الذاتِ المتحرِّرة بَلغ مستوياتٍ متطرِّفة، إلىٰ حدِّ أنهُ عندمَا تجابهُ الذاتُ معارَضة أَو تناقضاً معَ الواقِع، فإنَّ الواقعَ هوَ الذِي يُعاد تعريفهُ وليسَ الذَّات.

وتتجلَّىٰ هذهِ «الأصَالة» فِي أكثرِ صُورها تطرُّفاً فِي الجدالاتِ الجندريَّة المعاصِرة، حَيث باتَ مِن حقِّ الفردِ أَن يختارَ هويَّته الجنسيَّة، فلَم تعُد الذكُورة والأُنوثة تتحدَّد مِن خِلال الطبيعةِ العضويَّة والجسديَّة والهرمُونات ونحوهَا، بَل تخضعُ للاختيارِ الذاتيِّ الحرِّ.

وقَد تأثَّرت تطوُّرات الدِّعاية وآليَّات الإِعلان والتَّسويق بهَذا النمُوذج الثقافيِّ، وسعَت لطَبع السُّوق بالطَّابع الإنسانيِّ، فاستراتيجيَّة التَّسويق لَا تبيعُ -فِي الحقيقةِ- أيَّ منتَج، وإنمَا تبيعُ رغباتٍ إنسانيَّة، لَا سِيما تلكَ التِي يفتقدُها الناسُ اليومَ أَو يبجِّلونها كالسَّعادة والحبِّ والرِّضا والعواطفِ الرقِيقة، وكذلكَ المشاعِر الفردانيَّة كالنرجسيَّة والرَّوعة الذاتيَّة والتفوُّق.

- عبدُ الله الوهيبيُّ. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

07 Jan, 18:00


النرجسيُّ ينشغلُ بذاتِه، ليسَ لأنَّ لديهِ حسَّاً بذاتٍ تفرِض وجودَها علىٰ العالمِ، بَل نتيجَة قَلق ذِي جذورٍ عظِيمة، وغيَاب للثقةِ، تنتجُ لأنهُ ليسَ هناكَ ذاتٌ حقيقيَّة يمكِن الرُّجوع إليهَا، فحرِّية النرجسيِّ الخارجيَّة والظاهريَّة مِن الروابطِ العائليَّة والقيودِ المؤسَّساتية لَا تحرِّره كَي يقِف وحِيداً، أَو كَي يعتزَّ بفرديَّته، بَل علىٰ العكسِ، فهيَ تعَزز حَالة القَلق التِي تلازمُه، والتِي لَا يستطيعُ التحرُّر منهَا إلَّا إِذا رأىٰ ذاتهُ المُضخمة تنعكسُ فِي مقاصِد الآخرِين، فالعالمُ بالنسبَة لهُ مِرآة، وهوَ لَا يقاسِي مِن الأنانيَّة أَو الفرديَّة المتطرِّفة، بَل مِن خسارةِ الذاتِ، ومِن القَلق المستمرِّ الذِي ينتجُ عنهَا.

- لِقائله. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

06 Jan, 18:00


﴿مَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ ٱللهِ فَإِنَّ أَجَلَ ٱللهِ لَآتٍ ۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ ۝ وَمَن جَٰهَدَ فَإِنَّمَا يُجَٰهِدُ لِنَفْسِهِۦٓ ۚ إِنَّ ٱللهَ لَغَنِيٌّ عَنِ ٱلْعَٰلَمِينَ﴾.

يَعني: يَا أيُّها المحبُّ لربِّه، المُشتاق لقربهِ ولقائِه، المُسارع فِي مرضاتِه، أبشِر بقُرب لقاءِ الحَبيب فإنهُ آتٍ، وكلُّ آتٍ إنمَا هوَ قريبٌ، فتزوَّد للقائِه، وسِر نحوَه مُستصحِباً الرَّجاء، مؤمِّلاً الوصُول إليهِ، ولكِن مَا كلُّ مَن يدَّعي يُعطَىٰ بدعوَاه، ولَا كلُّ مَن تمنىٰ يُعطَىٰ مَا تمنَّاه، فإنَّ الله سميعٌ للأصواتِ، عليمٌ بالنيَّات، فمن كانَ صادِقاً فِي ذلكَ أنالهُ مَا يرجُو، ومَن كانَ كاذِباً لَم تنفعهُ دعوَاه، وهوَ العليمُ بمَن يصلحُ لحبِّه ومَن لَا يصلحُ.

﴿وَمَن جَٰهَدَ﴾ نفسَه وشيطَانه وعدوَّه الكافِر ﴿فَإِنَّمَا يُجَٰهِدُ لِنَفْسِهِ﴾ لأنَّ نفعَه راجعٌ إليهِ، وثمرتهُ عائِدة إليهِ، والله غنيٌّ عَن العالمِين، لَم يأمرهُم بمَا أمرَهم بهِ لينتفعَ به، ولَا نهاهُم عمَّا نهاهُم عنهُ بُخلاً عليهِم.

وقَد علمَ أنَّ الأوامرَ والنواهِي يحتاجُ المكلَّف فيهَا إلىٰ جهادٍ، لأنَّ نفسَه تتثاقلُ بطبعِها عَن الخيرِ، وشيطانهُ ينهاهُ عنهُ، وعدوَّه الكافرَ يمنعهُ مِن إقامةِ دينهِ كمَا ينبغِي، وكلُّ هَذا معارضاتٌ تحتاجُ إلىٰ مجاهداتٍ وسَعي شديدٍ.

- عبدُ الرَّحمن السَّعدي. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

05 Jan, 18:00


أربعٌ مَن كُنَّ فيهِ كانَ منافِقاً خالِصاً، ومَن كَانت فيهِ خصلَة منهنَّ كَانت فيهِ خصلَة مِن النِّفاق حتىٰ يدَعها: إِذا ائتُمِن خانَ، وإِذا حدَّث كذبَ، وإِذا عاهدَ غدَر، وإِذا خاصمَ فجَر.

- نبيُّنا ﷺ. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

03 Jan, 18:00


تدريجيَّاً انفصَل الطِّفل فِي العَصر الحاضِر عَن عالمِ الكِبار، وأُحِيل لسنواتٍ عدَّة مِن حياتهِ إلىٰ جزيرةٍ شبابيَّة خاصَّة ضِمن المُجتمع، بدءاً مِن غرفِ الأَطفال ومرُوراً بالمدرسَة والتجمُّعات الشبابيَّة.

إنَّ التجربَة اليوميَّة للطِّفل القديمِ مقارِبة فِي بعضِ مظاهِرها لتجربةِ الكِبار، فهُم يرتادُون الأماكِن نفسَها كمَا فِي بيئةِ الفلاحِين، ويعمَلون بالقُرب مِن بعضِهم بعضاً، ومِن ثمَّ فالخِبرات -ومَا ينتجُ عنهَا مِن سلوكٍ ومشاعِر وأحاسِيس وانطباعاتٍ وتخيُّلات- تتناقلُ بشَكل تلقائيٍّ بَين الكِبار والصِّغار، ولَا يَلبث الطِّفل طويلاً حتىٰ يمارسَ مهامَّ الكبارِ وأعمالهُم بشَكل كامِل كالحَرب والسَّفر، وكلُّ هَذا تراجعَ بصُورة جذريَّة فِي الطفولةِ الحدِيثة، فلَم يعُد الأطفالُ يعمَلون إلىٰ جانِب والِديهم بعدَ أَن انتقلَ العمَل إلىٰ خارِج محلِّ السَّكن وصارَ الأطفالُ فِي المدرسَة، أَي أنَّ معظمَ نهارِ الطِّفل -حالياً- يقضِيه بعيداً عَن عالمِ الراشِدين، وهَذا مَا تسبَّب بتعقيدِ مساعِي الأَطفال للعثورِ علىٰ معنىً فِي حياتِهم الخاصَّة، بالإضافةِ إلىٰ كونهِ يساهمُ فِي أنوَاع جديدةٍ مِن إجهادِ الحياةِ وتشتُّت الوجهةِ.

- عبدُ الله الوهيبيُّ. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

02 Jan, 18:00


﴿الٓمٓ ۝ أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُوٓاْ أَن يَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ۝ وَلَقَدْ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ ٱلْكَٰذِبِينَ﴾.

يخبرُ تعالىٰ عَن تمامِ حكمتِه، وأنَّ حكمتهُ لَا تقتضِي أنَّ كلَّ مَن قالَ إنهُ «مؤمِن» وادَّعىٰ لنفسهِ الإيمَان أَن يَبقوا فِي حالةٍ يَسلمون فيهَا مِن الفِتن والمِحن، ولَا يعرِض لهُم مَا يشوِّش عليهِم إيمانهُم وفروعَه، فإنهُم لَو كانَ الأمرُ كذلكَ لَم يتميَّز الصادِق مِن الكاذِب، والمحقُّ مِن المبطِل، ولكِن سُنته وعادتهُ فِي الأوَّلين وفِي هذهِ الأمَّة أَن يبتليَهم بالسرَّاء والضرَّاء، والعُسر واليُسر، والمنشطِ والمَكره، والغنىٰ والفقرِ، وإدالةِ الأعداءِ عليهِم فِي بعضِ الأحيَان، ومُجاهدة الأعداءِ بالقَول والعَمل، ونحوِ ذلكَ مِن الفِتن، التِي ترجعُ كلهَا إلىٰ فتنةِ الشبهاتِ المُعارضة للعقِيدة، والشهواتِ المُعارضة للإرادَة.

فمَن كانَ عندَ ورودِ الشبهاتِ يثبتُ إيمانهُ ولَا يتَزلزل، ويدفعُها بمَا معَه مِن الحقِّ، وعندَ ورودِ الشهواتِ المُوجبة والداعِية إلىٰ المعاصِي والذًّنوب، أَو الصَّارفة عَن مَا أمرَ الله بهِ ورسُوله ﷺ يعمَل بمقتضىٰ الإيمَان، ويُجاهد شهوَته، دلَّ ذلكَ علىٰ صِدق إيمانهِ وصحَّته.

ومَن كانَ عندَ ورودِ الشبهاتِ تؤثرُ فِي قلبهِ شكَّاً وريباً، وعندَ اعتراضِ الشهواتِ تصرفهُ إلىٰ المعاصِي أَو تصدفهُ عَن الواجباتِ، دلَّ ذلكَ علىٰ عدمِ صحَّة إيمانهِ وصدقِه.

والناسُ فِي هَذا المقامِ درجاتٌ لَا يحصِيها إلَّا الله، فمُستقلٌّ ومستكثرٌ، فنسألُ الله تعالىٰ أَن يثبِّتنا بالقَول الثابتِ فِي الحياةِ الدُّنيا وفِي الآخِرة، وأَن يثبِّت قلوبَنا علىٰ دِينه، فالابتلاءُ والامتِحان للنفوسِ بمنزلةِ الكِير، يُخرج خبثهَا وطيبهَا.

- عبدُ الرَّحمن السَّعدي. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

31 Dec, 18:00


أسعدُ الناسِ بشفاعتِي يومَ القيامَة مَن قالَ: «لَا إلهَ إلَّا الله» خالِصاً مِن قِبَل نفسِه. 🤍

- نبيُّنا ﷺ. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

30 Dec, 18:05


تتَّسم الحَداثة بارتِكازها علىٰ جدليَّة مُلتبسة تعتمدُ علىٰ الهدمِ والبناءِ، والتحوُّلات السَّريعة، والانقلاباتِ المتكرِّرة، والتدمِير «الإبداعيِّ» المزمِن للأشياءِ وللعلاقاتِ والذواتِ والهويَّات بُغية خَلق بدائِل جدِيدة دائماً، وتحقِيق «المُواكبة» لشيءٍ غامضٍ يصعبُ تحديدُه أَو وصفهُ، ففِي جوهَر هذهِ «الإحساساتِ الحداثيَّة» عداءٌ دائمٌ للثباتِ، والتمركُز، والرسُوخ، ورغبَة مُستمرة بالتَّجريب، والتغيُّر، والتَّنويع، والتنقُّل، وتثويرٌ للإمكانيَّات والخياراتِ.

فقدَر كلِّ مَا هوَ صلبٌ فِي الحياةِ الحدِيثة أَن يذوبَ ويتحوَّل إلىٰ أثِير، فالمحرِّك الداخليُّ للاقتصادِ الحديثِ وللثقافةِ التِي تنبثِق مِن هَذا الاقتصادِ يعدمُ كلَّ مَا يُبدعه مِن بيئاتٍ ماديَّة، ومؤسَّسات اجتماعيَّة، وأفكارٍ ميتافيزيقيَّة، ورؤىً فنيَّة، وقيمٍ أخلاقيَّة، وذلكَ فِي سَبيل الاستِمرار اللانهائيِّ فِي عمليَّة خَلق العالمِ مِن جدِيد، وهذهِ الاندِفاعة تجرُّ أبناءَ الحداثةِ وبناتهَا إلىٰ فلكِها، وتجبرُنا جميعاً علىٰ اقتحامِ مسألةِ اكتشافِ مَا هوَ أساسيٌّ، وَذو معنىٰ، ومَا هوَ حقيقيٌّ وواقعيٌّ فِي الدوَّامة التِي نعِيش فيهَا ونتحرَّك.

- عبدُ الله الوهيبيُّ. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

29 Dec, 18:15


أَن يجعَلك جبرُوت هَذا العالمِ أكثرَ ثباتاً يعنِي أنكَ أقوىٰ بكثيرٍ مِن بطشِه، برغمِ مَا يتصَارخ مِن جراحِك، ويتفاقمُ مِن خسَارتك.

أَن تواجهَ كلَّ هَذا الفُجر ويمرُق هَولُه عبرَك دُون أَن يُدنِّس روحَك، يعنِي أنَّ روحَك مفتُولة علىٰ المُقاومة، ردِيئة التوصِيل تجاهَ كدَر الذلِّ وخدَر الانهزامِ.

فسلامٌ عَليك.
سلامٌ علىٰ شكِيمة روحِك برغمِ تفجُّع قلبكَ وتفطُّر جوانِحك، سلامٌ علىٰ ثباتةِ قدمَيك علىٰ الحقِّ برغمِ تشقُّق الدَّرب وإحدَاق المهالِك، سلامٌ علىٰ رحابةِ صَدرك بالبِشر برغمِ مَا يخنقهُ مِن أغبرةِ اليأسِ وأدخِنة الطُّغيان، سلامٌ علىٰ صوتِك الصَّادِح بالبأسِ برغمِ أَنين كلِّ ذرَّة فِي جسدِك، سلامٌ علىٰ بصيرةِ يقِينك برغمِ نفادِ الحِيَل مِن حولِك وتقطُّع الأسبَاب، سلامٌ علىٰ لمعةِ النصرِ فِي عينيكَ برغمِ فقدِك المَهُول، سلامٌ علىٰ مهابةِ صمودِك الذِي يَرتجف منهُ عدوُّك المُنتفِخ، سلامٌ علىٰ الشهيدِ فيكَ الذِي زهدَ النجاةَ فمَا عادَ يرهبهُ المَوت، سلامٌ علىٰ رسالتكَ الخالدةِ التِي إِن فاضَت روحُ حامِل لهَا، بُعِث فِي إثرهِ مِائة.

سلامٌ عليكَ وإليكَ، بصدرٍ رَحب، لَم يُمِته النَّزف، بَل أحيَاه. 🤍

- لِقائله. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

28 Dec, 18:15


أرأيتُم ليلتكُم هذِه؟! فإنَّ رأسَ مائةِ سنةٍ منهَا لَا يبقىٰ ممَّن هوَ علىٰ ظهرِ الأرضِ أحدٌ.

- نبيُّنا ﷺ. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

27 Dec, 18:05


وفوقَ ذلِك، فقد ذهبَ جماعَة مِن النُّظار إلىٰ أنَّ اللذاتِ الحسِّية فِي حقِيقة الأمرِ ليسَت كذلكَ إلَّا لكونِها تدفعُ بهَا الآلامُ، وليسَ فيهَا لذَّة زائِدة علىٰ ذلِك، فلا يُستطاب الأكلُ إلَّا عندَ الجُوع، ولَا الشربُ إلَّا عندَ العطشِ، وفِي طرائِق تحصِيل الأَكل والشُّرب والجمَاع وغيرهَا مِن المشتهَيات مِن المشاقِّ والآلامِ مَا هوَ معلومٌ، إلَّا أنَّ تلكَ الآلامَ أضعَف مِن ألمِ الجُوع والعطشِ، فيحتمِل الإنسَان أخفَّ الألمَين لدَفع أشقِّهما، فعادَ الأمرُ إلىٰ كَون اللذةِ ليسَت سوىٰ عدَم الألمِ، وقَد دَخل رجُل علىٰ إبراهيمَ بن سيَّار النظَّام وفِي يدهِ قدحٌ مِن الدواءِ المرِّ البشِع، وكانَ يشقُّ عليهِ تناولهُ جدًا ، فسَأله الرجُل حالَه، فقالَ النظَّام: «أصبحتُ فِي دارِ بليَّات، أدافعُ آفاتٍ بآفاتٍ»، وقَد حكىٰ الفخرُ الرازيُّ هذهِ الحِكاية وعلَّق بقولِه: «وهَذا الذِي قالهُ النظَّام كلامٌ كليٌّ، وضابطٌ حسَن، وقانونٌ مطَّرد فِي أحوَال الدُّنيا».

علىٰ أنَّ هذِه التعاساتِ الكثِيفة -مهمَا بلَغت- لَا تعنِي استحكامَ الغمومِ والآفاتِ استِحكاماً كليَّاً، وقَد لاحَظ ذلك الكاتبُ الإيطاليُّ بريمُو ليفِي فِي مذكَّراته الشهيرةِ التِي دوَّن فيهَا حكاياتِه فِي المعتقلاتِ النازِية، ولمحَ -بذكاءٍ- دلالتهُ علىٰ المحدوديَّة البنيويَّة للظرفِ الإنسانيِّ، فقالَ: «كلُّ البشرِ يكتشِفون فِي مجرىٰ حياتِهم أنَّ السَّعادة الكامِلة ليسَت ممكِنة، ولكِن القلائِل يفكِّرون أنَّ العكسَ صحيحٌ.

الإنسَان ليسَ بإمكانهِ أَن يكُون بائِساً كلِّياً، مَا يمنعُ كِلتا الحالتَين المتطرِّفتين جوهرهُ واحِد: وجودُنا الإنسانيُّ يناقِض الحَالة المُطلقة.

لَا نعرِف أبداً مَاذا يخبِّئ لَنا المُستقبل، فِي لحظةِ الحضيضِ يظلُّ فِي قلُوبنا أمَل، وفِي لحظةِ السَّعادة يوجدُ أيضاً الخَوف مِن الغدِ، بالإضافةِ لذلكَ كلُّ واحدٍ يعرِف أنهُ فِي يومٍ مِن الأيَّام سَوف يواجهُ المَوت، وهَذا يضعُ نهايَة لكلِّ فرَح، ولكلِّ ألمٍ أيضاً.

هُناك عددٌ غيرُ محدودٍ مِن حالاتِ القَلق الماديِّ التِي لَا تسمحُ لَنا أَن نكُون سعداءَ أَو بؤساءَ كليَّاً، بلَ تمنحُ صِيغة مؤقَّتة لكلِّ فرَح، لكِنها تبعدُ عنَّا الأسَف، وتمكِّننا مِن تحمُّله».

- عبدُ الله الوهيبيُّ. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

27 Dec, 18:05


لَا ينفكُّ الوجودُ البشريُّ الدنيويُّ عَن الألمِ مُنذ مولدِ الإنسَان إلىٰ موتِه، بَل لَا تنقطعُ بالموتِ -فِي اعتقادِنا- بَل تلاحقهُ فِي قبرهِ وفِي الحَشر، حتىٰ يضعَ قدمَه فِي الجنَّة، فهُناك تمُوت الآلامُ كَافة، وقَد نقَل القرطبيُّ عَن بعضِ العلماءِ سرداً بليغاً لألوَان مِن المتاعِب والآلامِ التِي يُعانيها الإنسَان طِيلة حياتِه، فـ «أوَّل مَا يكابدُ قَطع سرَّته، ثمَّ إِذا قمِط قِماطاً، وشدَّ رباطاً، يكابدُ الضيقَ والتعَب، ثمَّ يكابدُ الارتضاعَ، ولو فاتهُ لضاعَ، ثمَّ يكابدُ نبتَ أسنانِه، وتحرُّك لسانِه، ثم يكابدُ الفطامَ الذِي هوَ أشدُّ مِن اللطَام، ثمَّ يكابدُ الخِتان، والأوجاعَ والأَحزان، ثمَّ يكابدُ المعلمَ وصَولته، والمؤدِّب وسياسَته، والأستَاذ وهيبتَه، ثمَّ يكابدُ شغلَ التَّزويج والتَّعجيل فيهِ، ثمَّ يكابدُ شغلَ الأولادِ، والخدَم والأَجناد، ثم يكابدُ شغلَ الدُّور، وَبناء القصُور، ثمَّ الكبرَ والهرمَ، وَضعف الرُّكبة والقدَم، فِي مصائبَ يكثرُ تعدادُها، ونوائبَ يطُول إيرادُها، مِن صُداع الرأسِ، ووجَع الأضراسِ، ورمدِ العَين، وغمِّ الدَّين، ووجَع السنِّ، وألمِ الأُذن، ويكابدُ مِحناً فِي المَال والنفسِ، مِثل الضَّرب والحبسِ، ولَا يمضِي عليهِ يومٌ إلَّا يقاسِي فيهِ شدَّة، ولَا يكابدُ إلَّا مشقَّة، ثمَّ المَوت بعدَ ذلِك كلِّه، ثمَّ مساءَلة الملكِ وضغطَة القبرِ وظلمَته، ثمَّ البَعث والعَرض علىٰ الله، إلىٰ أَن يستقرَّ بهِ القرَار، إمَّا فِي الجنَّة وإمَّا فِي النارِ، قالَ الله تعالىٰ: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلْإِنسَٰنَ فِي كَبَدٍ﴾، فلَو كانَ الأمرُ إليهِ لمَا اختارَ هذهِ الشدائدَ».

كمَا أنَّ الإنسَان معرَّض لألوَان مِن البلاءِ تعترضهُ مِن الإنسِ والدوابِّ والأزمنةِ والأغذيةِ ونحوهَا، فالناسُ مَا بَين حاسدٍ وباغِض، وغاصِب وناهِب، ومُواثب ومُواشي، وكاذِب وخادِع، والبهيمُ بَين لاسِع وناهشٍ، ورافسٍ وناطِح، ومضارُّ الأغذيةِ بَين مسهِّل وعاصمٍ وقابضٍ، ومحمِّي ومبرِّد، ومرطِّب ومُجفف، ومورِّم ومُدقق، والأزمِنة بَين حارٍّ وباردٍ ومُعتدل.
وقَد خفَّت وَطأة بعضِ تلكَ الآلامِ بفَضل بعضِ التطوُّرات التقنيَّة والطبِّية، إلَّا أنهُ فِي المُقابل استجدَّت آلامٌ ومشاقٌّ لَا علمَ للقدماءِ بهَا، لَا سِيما علىٰ صعيدِ النفسِ.

وأكثرُ الآلامِ المذكورةِ آنفاً إنمَا تتعلَّق بالجسَد، وهيَ أقلُّ مِن آلامِ النفسِ والرُّوح وأضعَف أثراً كمَا يَقول أبُو زيدٍ البلخيُّ، ويُعلل ذلكَ بـ «أنَّ الأعرَاض البدنيَّة قَد يسلمُ الواحدُ بعدَ الواحدِ منهَا حتىٰ لَا يكادُ يَعرض لهُ فِي أكثرِ أيَّام عمرهِ منهَا أَو مِن عامَّتها شيءٌ، وأمَّا الأعرَاض النفسانيَّة، فإنَّ الإنسَان مدفوعٌ فِي أكثرِ أوقاتهِ إلىٰ مَا يتأذىٰ بهِ منهَا، إِذ ليسَ يَخلو فِي كافةِ أحوالهِ مِن استِشعار غمٍّ أَو غضَب أَو حُزن ومَا شابَهها مِن الأعراضِ النفسانيَّة»، ويوافقهُ علىٰ ذلكَ أبُو حيَّان التوحيديُّ، ويَقول: «قلَّما يَخلو إنسانٌ مِن صبوةٍ أَو صبَابة، أَو حسرةٍ علىٰ فائتٍ، أَو فكرٍ فِي متمنَّىٰ، أَو خوفٍ مِن قطِيعة، أَو رجاءٍ لمُنتظر، أَو حُزن علىٰ حَال، وهذه أحوَال معرُوفة، والناسُ منهَا علىٰ جديلةٍ معهُودة».

شَذَرَاتٌ.°•

26 Dec, 18:00


فالصَّلاة قَد وُضِعت علىٰ أكمَل الوجوهِ وأحسَنها التِي تعبَّد بهَا الخالقُ تبارَك وتعالىٰ عبادَه، مِن تضمُّنها للتعظِيم لهُ بأنوَاع الجوَارح، مِن نُطق اللسَان، وعمَل اليدَين والرِّجلين والرأسِ وحواسِّه، وسائرُ أجزاءِ البدَن يَأخذ بحظهِ مِن الحِكمة فِي هذهِ العبادةِ العظِيمة المِقدار، معَ أخذِ الحواسِّ الباطِنة بحظِّها منهَا، وقِيام القَلب بوَاجب عبوديَّته فيهَا.

فهيَ مشتمِلة علىٰ الثناءِ والحمدِ والتمجيدِ والتَّسبيح والتَّكبير، وشهادةِ الحقِّ، والقيامِ بَين يدَي الربِّ مقَام العبدِ الذلِيل الخاضِع المدبَّر المربُوب.

ثمَّ التذلُّل لهُ فِي هَذا المقامِ والتضرُّع والتقرُّب إليهِ بكلامِه، ثمَّ انحِناء الظهرِ ذلَّاً لهُ وخشوعاً واستِكانة، ثمَّ استوَائه قائِماً ليستعدَّ لِخضوع أكمَل لهُ مِن الخضُوع الأوَّل، وهوَ السُّجود مِن قيامٍ، فيضعُ أشرَف شيءٍ فيهِ -وهوَ وجههُ- علىٰ الترَاب خشوعاً لربِّه، واستِكانة وخضوعاً لعظمتِه، وذلَّاً لعزَّته، قَد انكسَر لهُ قلبُه، وذلَّ لهُ جسمُه، وخشعَت لهُ جوارحُه، ثمَّ يستَوي قاعِداً يتضرَّع لهُ، ويتذلَّل بَين يدَّيه، ويسألهُ مِن فضلِه، ثمَّ يعودُ إلىٰ حالهِ مِن الذلِّ والخشُوع والاستِكانة، فلَا يزالُ هَذا دأبهُ حتىٰ يقضيَ صَلاته، فيَجلس عندَ إرادةِ الانصرافِ منهَا مُثنياً علىٰ ربِّه، مسلِّماً علىٰ نبيِّه وعلىٰ عبادِه، ثمَّ يصلِّي علىٰ رسُوله، ثمَّ يَسأل ربَّه مِن خيرهِ وبرِّه وفضلهِ.

فأيُّ شيء بعدَ هذهِ العبادةِ مِن الحُسن؟! وأيُّ كمَال وراءَ هَذا الكمَال؟! وأيُّ عبوديَّة أشرَف مِن هذهِ العبوديَّة؟! 🤍

- ابنُ قيِّم الجوزيَّة. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

25 Dec, 18:05


إنَّ الله كتبَ علىٰ ابنِ آدمَ حظَّه مِن الزنىٰ، أدركَ ذلكَ لَا محَالة، فزنىٰ العَينين النظرُ، وزنىٰ اللسَان النطقُ، والنفسُ تمنَّىٰ وتشتهِي، والفرجُ يصدِّق ذلكَ أَو يُكذبه.

- نبيُّنا ﷺ. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

24 Dec, 18:05


﴿طسٓ ۚ تِلْكَ ءَايَٰتُ ٱلْقُرْءَانِ وَكِتَابٍۢ مُّبِينٍ﴾.

ينبِّه تعالىٰ عبادَه علىٰ عظمةِ القُرآن، ويشيرُ إليهِ إشارَة دالَّة علىٰ التعظِيم، فقالَ: ﴿تِلْكَ ءَايَٰتُ ٱلْقُرْءَانِ وَكِتَابٍۢ مُّبِينٍ﴾ أَي: هيَ أعلىٰ الآياتِ، وأقوىٰ البيِّنات، وأوضحُ الدلالاتِ وأبيَنها علىٰ أجلِّ المَطالب، وأَفضل المقاصِد، وخيرِ الأعمَال، وأزكىٰ الأخلَاق، آيَات تدلُّ علىٰ الأخبارِ الصَّادقة والأوامِر الحسَنة، والنَّهي عَن كلِّ عمَل وخيمٍ وخلُق ذميمٍ، آيَات بلَغت فِي وضوحِها وبيانِها للبصائِر النيِّرة مَبلغ الشمسِ للأبصَار، آيَات دلَّت علىٰ الإيمَان، ودعَت للوصُول إلىٰ الإيقَان، وأخبرَت عَن الغيُوب الماضِية والمُستقبلة، علىٰ طِبق مَا كانَ ويكُون، آيَات دعَت إلىٰ معرفةِ الربِّ العظيمِ بأسمائهِ الحسنىٰ وصفاتهِ العليَا وأفعالهِ الكامِلة، آيَات عرَّفتنا برسُله وأوليائه ووصَفتهم حتى كأنَّنا ننظرُ إليهِم بأبصَارنا، ولكِن معَ هَذا لَم ينتفِع بهَا كثيرٌ مِن العالمِين، ولَم يهتدِ بهَا جميعُ المعانِدين، صوناً لهَا عَن مَن لَا خيرَ فيهِ ولَا صلاحَ ولَا زكاءَ فِي قلبهِ، وإنمَا اهتدىٰ بهَا مَن خصَّهم الله بالإيمَان، واستنارَت بذلكَ قلوبُهم، وصَفت سرائرُهم.

- عبدُ الرَّحمن السَّعدي. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

23 Dec, 18:00


يتأرجحُ الكائِن البشريُّ فِي حياتهِ دوماً بَين الألمِ والضجَر، فهوَ يتألمُ إِن لَم يَنل مُراده أَو مَا يلتذُّ بهِ، فيسعىٰ جاهِداً إلىٰ تحصِيله، ثمَّ إِذا حصَّل مطلوبَه وتنعَّم بهِ زمناً يطُول أَو يقصُر لَا يلبَث أَن يملَّه ويضجرَ منهُ، بل ربَّما كرهَته نفسُه التِي طالمَا تاقَت إليهِ، ثمَّ يعُود إلىٰ البحثِ عَن مَطلوب آخَر ليدفعَ عَن نفسهِ هذهِ السَّآمة السامَّة، فالإنسَان هوَ مِن التعاسَة بحَيث يسأمُ دونمَا أيِّ سَبب للسَّأم، بَل بمجرَّد حَالة مزاجهِ، لأنه مركَّب مِن حاجاتٍ وضروراتٍ صَعبة الإشبَاع، وكلُّ إشبَاع يحصلُ عليهِ ينثرُ بدَوره بذورَ رغباتٍ جدِيدة، وحتىٰ عندَما تشبعُ احتياجاتهُ فكلُّ مَا يَحصل عليهِ هوَ حَالة مِن اللَّا ألَم، حَيث لَا يتبقىٰ أمامَه شيءٌ سوىٰ الوُقوع فِي الضجَر، وإلىٰ هَذا المعنىٰ يشيرُ جُورج برنارد شو فِي قولِه: «فِي الوجودِ كارِثتان، تحدُث الأولىٰ عندَ عدمِ إشبَاع رغباتِنا، وتحدُث الثانيَة عندَ إشباعِها»، فلَا يزالُ المرءُ منغَّص العيشِ مَا دامَ حيَّاً، وهذهِ الحالُ تدلُّ علىٰ أنَّ الغايَة تقعُ وراءَ الحياةِ المنظورةِ، فلَو أنَّ الحيَاة تمتلكُ أيَّ قيمةٍ إيجابيَّة بحدِّ ذاتِها لمَا وُجدَ شيءٌ كالضجَر أصلاً، ولكَان مجرَّد الوجودِ يُرضينا بحدِّ ذاتِه، فلَا نحتاجُ شيئاً.

ولأَجل ذلكَ سعىٰ المعاصِرون إلىٰ ابتكارِ ألوَان مِن الشذوذِ والغرائِب فِي الفنُون والألبسَة والمَآكل والمَشارب لطردِ المَلل الناتِج عَن تشابهِ المُتع، ولأَجل ذلكَ أيضاً تتفنَّن عرُوض التَّسويق وتقنيَّات الدعَاية فِي التجديدِ الدوريِّ والتَّنويع للمنتجاتِ والبضائِع دفعاً لسآمةِ المُستهلك، لأنَّ المَلل متجذرٌ فِي صُلب البناءِ العضويِّ الإنسانيِّ، فهوَ يتولَّد بسَبب التكوِين العصبيِّ للجسَد، فتكرارُ الإثارةِ يُضعف الاستجَابة، ويقلِّل مِن التلذُّذ، فلذَّة المَأكل الطيِّب والمَشرب الشهيِّ تضعُف معَ تكرُّرها، بَل تكادُ تتلاشىٰ، وقدِيماً أخبرَ الخلِيفة هشامُ بنُ عبدِ الملكِ بَعض جلسائهِ بنحوِ ذلِك، فقالَ: «أكلتُ الحامِض والحلوَ حتىٰ مَا أجدُ لهمَا طعماً، وأتيتُ النساءَ حتىٰ مَا أبَالي امرأةً لقيتُ أَم حائطاً»، وهَذا الفقدُ للاستِمتاع بالمُتع المُعتادة، وتلاشِي الشعورِ بلذَّة الأشياءِ ومباهِج الحياةِ اليوميَّة، يدفعُ الإنسَان إلىٰ التَّساؤل والبحثِ عَن السرِّ والجدوىٰ وراءَ الرتابةِ اليوميَّة وزحفِ الزمَان المُتشابه.

- عبدُ الله الوهيبيُّ. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

22 Dec, 18:05


وهَل تقتضِي الحِكمة أَن يخبرَ الله تعالىٰ كلَّ عبدٍ مِن عبادهِ بكلِّ مَا يفعلهُ، ويُوقِفهم علىٰ وجهِ تدبيرهِ فِي كلِّ مَا يريدُه، وعلىٰ حكمتهِ فِي صغيرِ مَا ذرَأ وبرَأ مِن خليقتِه؟! وهَل فِي قوىٰ المَخلوق ذلِك؟! بَل طوىٰ سُبحانه كثيراً مِن صنعهِ وأمرهِ عَن جَميع خلقِه، فلَم يُطلع علىٰ ذلكَ ملَكاً مقرَّباً ولَا نبيَّاً مرسَلاً.

والمدبِّر الحكيمُ مِن البشرِ إِذا ثبتَت حكمتهُ وابتغاؤهُ الصلاحَ لمَن تحتَ تدبیرهِ وسیاستهِ كفىٰ فِي ذلكَ تتبُّع مقاصِده فيمَن يولِّي ويعزِل، وفِي جنسِ مَا يأمرُ بهِ وينهىٰ عنهُ، وفِي تدبيرهِ لرعيَّته وسياستهِ لهُم، دُون تفاصِيل كلِّ فِعل مِن أفعالِه، اللهمَّ إلَّا أَن يبلُغ الأمرُ فِي ذلكَ مبلغاً لَا يوجدُ لفعلهِ منفذٌ ومسَاغٌ فِي المصلحةِ أصلاً، فحينئذٍ يخرجُ بذلكَ عَن استِحقاق اسمِ الحكِيم.

ولَن يجدَ أحدٌ فِي خَلق الله ولَا فِي أمرهِ واحِداً مِن هَذا الضَّرب، بَل غايَة مَا يُخرجه تفتيشُ المتعنِّت أمورٌ يعجَز العقلُ عَن معرفةِ وجوهِها وحكمتِها، وأمَّا أَن ينفيَ ذلكَ عنهَا فمَعاذ الله، إلَّا أَن يكُون مَا أخرجَه كذباً علىٰ الخَلق والأمرِ، فلَم يخلُق الله ذلكَ ولَا شرَعه.

وإِذا عُرِف هَذا فقَد عُلِم أنَّ ربَّ العالمِين أحكمُ الحاكِمين، والعالمُ بكلِّ شيءٍ، والغنيُّ عَن كلِّ شيءٍ، والقادرُ علىٰ كلِّ شيءٍ، ومَن هَذا شأنهُ لَم تخرُج أفعالهُ وأوامرهُ قطُّ عَن الحِكمة والرَّحمة والمَصلحة، وماَ يخفىٰ علىٰ العبادِ مِن معَاني حكمتهِ فِي صُنعه وإبداعهِ وأمرهِ وشرعهِ فيَكفيهم فيهِ معرفتهُم بالوجهِ العامِّ أَن تضمَّنته حِكمة بالِغة وإِن لَم يَعرفوا تفصِيلها، وأنَّ ذلكَ مِن علمِ الغَيب الذِي استأثرَ الله بهِ، فيَكفيهم فِي ذلكَ الإسنادُ إلىٰ الحِكمة البالغةِ العامَّة الشامِلة التِي علِموا مَا خفِي منهَا ممَّا ظهرَ لهُم.

هَذا، وإنَّ الله سُبحانه وتعالىٰ بنىٰ أمورَ عبادهِ علىٰ أَن عرَّفهم معانيَ جلائِل خلقهِ وأمرهِ دُون دقائقِهما وتفاصِيلهما، وهَذا مطَّرد فِي الأشياءِ أصُولها وفرُوعها.

- ابنُ قيِّم الجوزيَّة. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

21 Dec, 18:00


رأيتُ النارَ فإِذا أكثرُ أهلهَا النساءُ يكفرنَ، يكفرنَ العشِير، ويكفرنَ الإحسَان، لَو أحسنتَ إلىٰ إحداهنَّ الدهرَ ثمَّ رأَت منكَ شيئاً قالَت: مَا رأيتُ منكَ خيراً قطُّ.

- نبيُّنا ﷺ. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

20 Dec, 18:05


حاوِل أَن تبتسِم، أَن تشيرَ إلىٰ معنىً مُريح، أَن تهنِّئ الآخرِين بأبسطِ الأشياءِ، أَن تبعَث الطُّمأنينة فِي نفسِ إنسَان يشعرُ بعدمِ الأمَان، قاوِم ضبابَ الكآبةِ الذِي غابَ فيهِ الناسُ. 🤍

- محمُود توفِيق. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

19 Dec, 18:30


إنَّ شهودَ العبدِ ذنوبَه وخطاياهُ توجبُ لهُ أَن لَا يرىٰ لنفسهِ علىٰ أحدٍ فضلاً، ولَا لهُ علىٰ أحدٍ حقاً، فإنهُ يشهدُ عيوبَ نفسهِ وذنوبَه، فلَا يظنُّ أنهُ خيرٌ مِن مسلمٍ يؤمِن بالله ورسُوله ﷺ، ويحرِّم مَا حرَّم الله ورسُوله ﷺ.

وإِذا شهدَ ذلكَ مِن نفسهِ لَم يرَ لهَا علىٰ الناسِ حقوقاً مِن الإكرامِ يتقاضاهُم إيَّاها ويذمُّهم علىٰ تركِ القيامِ بهَا، فإنهَا عندَه أخسُّ قدراً وأقلُّ قيمَة مِن أَن يكُون لهَا علىٰ عبادِ الله حقوقٌ يجبُ عليهِم مراعَاتها، أَو لهَا عليهِم فضلٌ يستحقُّ أَن يُكرَم ويُعظَّم ويُقدَّم لأجلِه.

فيرىٰ أَنَّ مَن سلَّم عليهِ أو لقِيَه بوجهٍ منبسطٍ فقَد أحسَن إليهِ، وبذلَ لهُ مَا لَا يستحقُّه، فاستراحَ هَذا فِي نفسِه، وأراحَ الناسَ مِن شكايتهِ وغضبهِ علىٰ الوجودِ وأهلِه، فمَا أطيبَ عيشَه! ومَا أنعمَ بالَه! ومَا أقرَّ عَينه!

وأَين هَذا ممَّن لَا يزالُ عاتباً علىٰ الخَلق، شاكِياً تركَ قيامِهم بحقٍّه، ساخِطاً عليهِم وهُم عليهِ أسخطُ؟!

فسُبحان مَن بهرَت حكمتهُ عقولَ العالمِين. 🤍

- ابنُ قيِّم الجوزيَّة. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

18 Dec, 18:00


إنَّ الإنسَان لَا ينفكُّ يلحَظ بحدسِه الداخليِّ إمكانيَّة وجودِ أعمَاق أبعدَ فِي جوانِب الوجُود المُختلفة، وتمنعهُ خبرتهُ وأشواقهُ الباطِنة مِن الاطمِئنان لمظاهِر الأشيَاء الخارجيَّة، بَل يظلُّ معلَّق الخاطِر برغبةِ اكتشافِ العُمق، وتظلُّ الدوافعُ قائمَة فِي نفسِه -مِن حَيث يشعرُ أَو لَا يشعُر- لمقارَبة كنهِ الأشياءِ ومعناهَا الكليِّ، بالعلمِ أَو بالمُخالطة أَو بالشعُور، فحتىٰ حاجَات الإنسَان الغريزيَّة ترتبطُ عندَ الكائِن الإنسانيِّ بمعنىٰ مَا، وترتهنُ بقواعدِه ونظمهِ الرمزيَّة، وكيانهُ الذاتيُّ مدفوعٌ دفعاً مقلقاً ومؤرِّقاً إلىٰ تجاوزِ الحوافزِ الحيوانيَّة الخالصَة، التِي تتجلَّىٰ فِي توقهِ النفسيِّ الشديدِ للارتباطِ، والقرابَة، والشعورِ بالهويَّة، وتوفُّر الإطارِ التوجيهيِّ للذاتِ، لِذا يلاحِظ الطبيبُ النفسيُّ وعالمُ الأعصَاب کُورت غولدشتَاین أنَّ مَن يقتصرُ علىٰ الدوافِع البيولوجيَّة الأساسيَّة المتعلِّقة بالأَكل والشُّرب والجنسِ هُم - فقَط- المرضىٰ فِي المستشفياتِ العقليَّة، أمَّا غالبيَّة البشرِ فينخرطُون فِي أنشطةٍ أبعدَ مِن هذه الحوافزِ الأوليَّة، ومِن ثمَّ فلَا يمكِن فهمُ طبيعَة الإشبَاع عندَ الفردِ بتَحليل الوظائفِ الحسِّية والدوافِع العضويَّة البَحتة.

- عبدُ الله الوهيبيُّ. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

17 Dec, 17:30


إنَّ الله يقولُ يومَ القيامةِ: أَين المتحابُّون بجَلالي؟! اليومَ أظلُّهم بظلِّي، يومَ لَا ظلَّ إلَّا ظلِّي. 🤍

- نبيُّنا ﷺ. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

24 Nov, 18:00


إنَّ بَعض طلَّاب العلمِ فِي عصرِنا هَذا يتسرَّعون فِي نقدِ العلماءِ والدُّعاة بسَبب آراءٍ اجتهاديَّة يرىٰ بَعض العلماءِ أنهُم أخطَؤوا فيهَا، وقَد يصِل النقدُ إلىٰ حدِّ السُّخرية والاستهزاءِ بهِم، وترىٰ هؤلاءِ الطُّلاب يُجسِّمون أخطاءَ هؤلاءِ الكِبار، ويُبرزونها بشَكل يُوحي للسَّامعين والقرَّاء: أنَّ أولئكَ الذِين تعرَّض إنتاجُهم للنقدِ ليسَ لهُم أيُّ رصيدٍ فِي خدمةِ الإسلامِ والمُسلمين، والمُفترض فِي هَذا المَجال أَن تذكَر حسَنات هؤلاءِ أولاً، ويُعرَّف المُسلمون بجهادِهم، وبلائِهم فِي الإسلامِ، وجهودِهم فِي مجَال العلمِ والدَّعوة، ثمَّ تذكَر الأمورُ التِي يرَاها المُنتقدون أخطاءً ومَا يرَونه مِن الصَّواب فِي ذلكَ مِن لزومِ الأدَب فِي النقدِ العلميِّ، والبعدِ عَن أسلُوب السُّخرية والتنقيصِ.

- د. عليُّ الصلَّابي. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

22 Nov, 18:00


البيئَة السَّاذجة الخشِنة ليسَت خطَراً علىٰ العِفة كالبيئةِ المشحونةِ بالمغرياتِ المستثيرةِ للكوامِن، ومِن ثمَّ فنحنُ نرىٰ العصرَ الحاضرَ يوجبُ علىٰ حمَلة الإيمَان وحرَّاسه أضعافاً مضاعَفة مِن اليقظةِ والحماسةِ لحِماية الدِّين وأخذِ الناسِ بهِ، وردِّهم إليهِ كلَّما طَاش لبٌّ أَو أفلتَ قيادٌ.

الدَّعوة إلىٰ الحقِّ وَاجبة فِي كلِّ حِين، وهيَ فِي هذهِ الأيَّام أوجبُ، والدِّفاع عَن الحياةِ مطلوبٌ، وهوَ عندَ تحرُّش الذِّئاب وإحاطةِ الأخطارِ أحفزُ للحسِّ وأدعىٰ للاستعدادِ والانقضاضِ.

والسَّبيل إلىٰ الله مهدَّدة الآنَ بجحافِل مِن الملحدِين والفسَّاق تجرُّ العامَّة جرَّاً إلىٰ الجريمَة، وتصرفهُم صَرفاً عَن العبادةِ، وتزيِّن لهُم بألفِ وسيلةٍ أَن يهجُروا الإيمَان والعمَل الصَّالح.

وتلكَ حالٌ تنفِي النومَ وتقضُّ المضجعَ.
وهيَ حالٌ تذكرُنا بالخصائصِ الأصِيلة فِي هَذا الدِّين العظِيم، دِين الإسلامِ، إنهُ دينٌ حريصٌ علىٰ تجليةِ الحقِّ ومقاومةِ الباطِل، يجأرُ بالدعوةِ ويصرُخ بتوحيدِ الله، ويهيبُ بالناسِ أَن يُقبلوا علىٰ الصَّلاة والفلَاح بكرةً وأصِيلاً.
دينٌ، مَا إِن يرىٰ المنكرَ حتىٰ يشتبكَ معَه، وينفِّر منهُ، ويطوِي الأفئدةَ علىٰ كرههِ، إنهُ دينٌ لَا يُهادن الضلالَ لحظةً، إِن استطاعَ تغييرَه فعَل، وإلَّا تركَ فِي القلُوب نيَّة تغييرهِ عندمَا تسنحُ فرصَة.

ليسَ الصَّلاح أَن تعبدَ الله وتحيَا مسالِماً لمُجتمع عاهِر.
هذهِ عبادَة مزيَّفة، لَا تنسبُ صاحبَها إلىٰ تقوىٰ.
العبادَة الصَّحيحة هيَ التِي تدفعُ صاحبَها إلىٰ إنكارِ المنكرِ علىٰ درجةٍ مَا، جَهد الطَّاقة.
والإسلامُ دينٌ يتحرَّك بالحقِّ ولَا يسكُن بهِ، إنَّ الحَركة سرُّ الحياةِ، والركودُ طريقُ الموتِ.
ومِن هُنا وُصِفت أمَّة الإسلامِ بالخاصَّة الأولىٰ فِي دِينها، وهيَ الغيرَة علىٰ الحقِّ وطبعُ الحياةِ الخاصَّة والعامَّة بهِ: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِٱللهِ﴾.

ومهمَا ساءَ الأمرُ وأظلمتِ الدُّنيا، فـ «لَا تزالُ طائِفة مِن أمَّتي ظاهِرين علىٰ الحقِّ، لَا يضرُّهم مَن خالفهُم، حتىٰ يأتيَ أمرُ الله».

- محمَّد الغزالِي. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

20 Nov, 18:00


الأنكىٰ مِن الفاجعَة ألَّا تتعافىٰ مِنها.

والقلبُ الذِي لَم يُشفَ بعدُ مِن فواجعهِ القديمةِ قَد يغدُو بليداً تجاهَ مَا يتلقَّاه مِن إساءاتٍ جدِيدة، فيغضُّ طرفهُ عَن أذيَّات الآخرِين، أَو يَستهين بأثرهَا عليهِ، أَو يحِيك لهُم الأعذارَ بحجَّة أنهُ قَد تكبَّد الأسوَأ وذاقَ الأمرَّ.

كلُّ الأذىٰ جارِم، فلَا تعدَّ أذىٰ أحدٍ مُطاقاً فترتضِيه، فقَط لأنكَ تقارنهُ بشقائِك القدِيم، لَا تسمَح أبداً بأذىٰ مهمَا صغرَ، حتىٰ لَا تجدَ نفسَك تستسِيغ دنوَّ المعامَلة، ولَا يتبلَّد قلبُك شيئاً فشيئاً، ولَا تصبحَ الاستِهانة بكَ عادَة، ولئلَّا تنسىٰ حقَّك وراحتكَ فِي أَن تعامَل باحترامٍ وإحسَان.

أَن تتعافىٰ مِن فواجعِك القديمةِ ربَّما يستغرقُ وقتاً طويلاً، وهَذا أمرٌ طبيعيٌّ، فلَا يُحبطك زحُوف الوقتِ وضآلَة التغييرِ، ولَا تتوَقف قانِطاً مِن عناءِ المُحاولة، لأنَّ عاقِبة قنوطِك أنكىٰ مِن واقعةِ عنائِك بكثيرٍ.

- لِقائله. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

19 Nov, 18:00


مَا يجدُ الشهيدُ مِن مسِّ القَتل إلَّا كمَا يجدُ أحدُكم مِن مَسِّ القرصَة.

- نبيُّنا ﷺ. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

18 Nov, 18:00


فلَو عرَف أهلُ طاعةِ الله أنهُم المُنعَم عليهِم فِي الحقِيقة، وأنَّ لله عليهِم مِن الشُّكر أضعَاف مَا علىٰ غيرهِم وإِن توسَّدوا الترابَ ومَضغوا الحصىٰ، فهُم أهلُ النعمةِ المُطلقة، وأنَّ مَن خلَّىٰ الله بينهُ وبَين معاصيهِ فقَد سقطَ مِن عينهِ وهَان عليهِ، وأنَّ ذلكَ ليسَ مِن كرامتهِ علىٰ ربِّه وإِن وسَّع الله عليهِ فِي الدُّنيا ومَدَّ لهُ مِن أسبَابها، فإنهُم أهلُ الابتلاءِ علىٰ الحقِيقة.

فإِذا طالبَت العبدَ نفسُه بمَا تطالبهُ بهِ مِن الحظوظِ والأقسامِ وأرَته أنهُ فِي بليَّة وضائِقة تداركَه الله برحمتهِ وابتلاهُ ببعضِ الذُّنوب، فرأىٰ مَا كانَ فيهِ مِن المعافاةِ والنِّعمة، وأنهُ لَا نسبَة لمَا كانَ فيهِ مِن النِّعم إلىٰ مَا طلبَته نفسُه مِن الحظوظِ، فحينئذٍ يكُون أكثرُ أمانيهِ وآمالهِ العَودَ إلىٰ حالهِ وأَن يمتِّعه الله بعافيتِه.

- ابنُ قيِّم الجوزيَّة. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

17 Nov, 18:00


إنَّ العالمَ -فِي غيومِ هَذا الكفرِ الأسودِ- قَد حُرم البَركة فِي شؤونهِ كلِّها، والبَركة كلمَة لَا تعنِي الجُزاف، أَو الفوضىٰ، أَو سوءَ التقديرِ وغفلةَ التدبيرِ، كلَّا، كلَّا، فتلكَ معانٍ ولَّدتها أذهانٌ مرِيضة.

إنَّ البَركة هيَ رعَاية السَّماء لعملكَ المتقَن، فلَا يخطئُ هدفهُ، ولَا يفقدُ ثمرتهُ.
هيَ التوفيقُ لاستِغلال الشيءِ علىٰ أحسَن وجوهِه، ووَضع الأمورِ فِي مواضِعها دُون عناءٍ أَو عِوج.
هيَ الإِفادة الكامِلة مِن الوقتِ والمَال، فلَا يضيعُ هَذا فِي لغوٍ، ولَا يضيعُ ذاكَ فِي باطِل.
البَركة هيَ هِداية الله للجهدِ الإنسانيِّ، فلَا يذهبُ فريسَة خطَأ، ولَا يَفشل نتيجَة غضَب.

والمرءُ الكافرُ محرومٌ مِن هذهِ العنايةِ العُليا.
والمجتمعُ الكافرُ يدورُ حولَ نفسهِ فِي حركةٍ مَجنونة، عاليَة الجعجَعة، ردِيئة النِّتاج، قالَ تعالىٰ: ﴿ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللهِ أَضَلَّ أَعْمَٰلَهُمْ﴾.

- محمَّد الغزالِي. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

16 Nov, 18:00


﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللهِ وَٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ ٱلَّذِي جَعَلْنَٰهُ لِلنَّاسِ سَوَآءً ٱلْعَٰكِفُ فِيهِ وَٱلْبَادِ ۚ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍۢ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾.

يخبرُ تعالىٰ عَن شناعةِ مَا عليهِ المشركُون الكافرُون بربِّهم، وأنهُم جمعُوا بَين الكفرِ بالله ورسُوله ﷺ وبَين الصدِّ عَن سَبيل الله، ومَنع الناسِ مِن الإيمَان، والصدِّ أيضاً عَن المسجدِ الحرامِ الذِي ليسَ ملكاً لهُم ولَا لآبائِهم، بَل الناسُ فيهِ سَواء، المقيمُ فيهِ والطارئُ إليهِ، بَل صدُّوا عنهُ أفضلَ الخَلق محمَّداً ﷺ وأصحابَه، والحالُ أنَّ هَذا المسجدَ الحرامَ مِن حرمتهِ واحترامهِ وعظمتهِ أنَّ مَن يُرد فيهِ بإلحادٍ بظلمٍ نذقهُ مِن عَذاب أليمٍ.

فمجرَّد إرادةِ الظلمِ والإلحادِ فِي الحرمِ موجبٌ للعَذاب، وإِن كانَ غيرُه لَا يعاقَب العبدُ عليهِ إلَّا بعَمل الظلمِ، فكَيف بمَن أتىٰ فيهِ أعظمَ الظلمِ مِن الكفرِ والشركِ، والصدِّ عَن سَبيله، ومَنع مَن يريدهُ بزيَارة، فمَا ظنُّكم أَن يفعلَ الله بهِم؟!

وفِي هذهِ الآيةِ الكريمَة وجوبُ احترامِ الحرمِ وشدَّة تعظِيمه، والتحذيرُ مِن إرادةِ المعاصِي فيهِ وفِعلها.

- عبدُ الرَّحمن السَّعدي. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

15 Nov, 18:00


إنَّ الذِي حدَث فِي أحُدٍ عِبرة عظِيمة للدُّعاة، وتعليمٌ لهُم بأنَّ حبَّ الدُّنيا قَد يتسلَّل إلىٰ قلُوب أَهل الإيمَان ويخفىٰ عليهِم، فيُؤثرون الدُّنيا ومتاعَها علىٰ الآخرةِ ومتطلباتِ الفوزِ بنعيمِها، ويعصُون أوامرَ الشَّرع الصَّريحة كمَا عصىٰ الرُّماة أوامرَ الرسُول ﷺ الصَّريحة بتأوِيل ساقطٍ يرفعهُ هوىٰ النفسِ وحبُّ الدُّنيا، فيُخالفون الشَّرع ويَنسون المُحكَم مِن أوامِره، كلُّ هَذا يحدُث ويقعُ مِن المؤمِن وهوَ غافلٌ عَن دوافعهِ الخفيَّة، وعلىٰ رأسِها حبُّ الدُّنيا وإيثارُها علىٰ الآخرةِ ومتطلباتِ الإيمَان، وهَذا يستدعِي مِن الدُّعاة التفتيشَ الدائمَ الدَّقيق فِي خبايَا نفوسِهم واقتلاعَ حبِّ الدُّنيا منهَا، حتىٰ لَا تحُول بينهُم وبَين أوامرِ الشَّرع، ولَا توقِعهم فِي مخالفتهِ بتأويلاتٍ ملفوفةٍ بهوىٰ النفسِ وتلفُّتها إلىٰ الدُّنيا ومتاعِها.

- د. عليُّ الصلَّابي. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

14 Nov, 18:00


مَا مِن مجرُوح يُجرَح فِي سَبيل الله، والله أعلمُ بمَن يُجرَح فِي سَبيله، إلَّا جاءَ يومَ القِيامةِ وجرحُه كهيئتهِ يومَ جُرِح، اللونُ لونُ دمٍ، والرِّيحُ ريحُ مسكٍ. 🤍

- نبيُّنا ﷺ. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

13 Nov, 18:00


إنَّ لله عزَّ وجلَّ علىٰ القلُوب أنوَاعاً مِن العبوديَّة، مِن الخشيةِ والخوفِ والإِشفاق وتوابعِها، ومِن المحبَّة والإنابةِ وابتغاءِ الوسيلةِ إليهِ وتوابعِها.

وهذهِ العبوديَّات لهَا أسبابٌ تهيِّجها وتبعَث عليهَا، فكلُّ مَا قيَّضه الربُّ تعالىٰ لعبدهِ مِن الأسبَاب الباعثةِ علىٰ ذلكَ المهيِّجة لهُ فهوَ مِن أسبَاب رحمتهِ لهُ، ورُبَّ ذنبٍ قَد هاجَ لصاحبهِ مِن الخوفِ والإِشفاق والوَجل والإنابةِ والمحبَّة والإيثارِ والفرارِ إلىٰ الله مَا لا يَهِيجه لهُ كثيرٌ مِن الطاعاتِ.

وكَم مِن ذنبٍ كانَ سَبباً لاستقامةِ العبدِ وفرارهِ إلىٰ الله وبعدهِ عَن طرُق الغيِّ، وهوَ بمنزلةِ مِن خلطَ فأحسَّ بسوءِ مِزاجه، وكانَ عندَه أخلاطٌ مزمِنة قاتِلة وهوَ لَا يشعرُ بهَا، فشربَ دواءً أزالَ تلكَ الأخلاطَ العفِنة التِي لَو دامَت لترامَت بهِ إلىٰ الفسادِ والعَطب.

وإنَّ مَن تبلُغ رحمتهُ ولطفهُ وبرُّه بعبدهِ هَذا المَبلغ ومَا هوَ أعجبُ وألطَف منهُ، فحقيقٌ بهِ أَن يكُون الحبُّ كلهُ لهُ، والطَّاعة كلُّها لهُ، وأَن يُذكر فلَا يُنسىٰ، ويُطاع فلَا يُعصىٰ، ويُشكر فلَا يُكفر. 🤍

- ابنُ قيِّم الجوزيَّة. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

12 Nov, 18:00


بينمَا تمضِي قدُماً فِي تعافِيك، تؤدِّي مَا عليكَ، وتجَاري مسيرَ أيَّامك، ربَّما يُناكدك شعورٌ ثقيلٌ بعدمِ الإنتاجيَّة فِي نظرِ العَالم، ربَّما لَا يتغيَّر مكَانك، ولَا يتحسَّن حَالك، ولَا تحظىٰ بنجاحاتٍ فارِقة.

تذكَّر حِينها أنَّ النموَّ الحقيقيَّ كثيراً مَا يَجري تحتَ الظاهِر، هنالِك فِي أعماقِك، كالجُذور الدَّفينة التِي تغورُ فِي باطِن الأرضِ، خفيَّة ولكنهَا حتماً ضروريَّة.

ربَّما لَا تزهِر تحوُّلاتك لتنالَ تصفيقَ الشاهِدين أَو مديحَ المعجَبين، لكنهَا حاضِرة، تتشكَّل فِي دواخِلك، وتشتدُّ.

إنَّ أعظمَ الإنجازاتِ ليسَ دائماً فِي الانتصاراتِ البادِية للعَيان، ليسَ فيمَا تَفوز، أَو تبلُغ وتحُوز، بَل فِي الصِّياغة الصَّامتة والدَّؤوبة لداخِلك، حيثُ تتأصَّل قوَّتك، وتنمُو حكمتُك، بعيداً عَن مظاهرِ المجدِ الزائِلة. 🤍

- لِقائله. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

11 Nov, 18:00


الشجاعَة خلقٌ أصيلٌ فِي الداعِية إلىٰ الله، وشِيمة لَا تنفكُّ عنهُ وهوَ يتقلبُ بَين الناسِ، مددُ هذهِ الشجاعةِ الواجبةِ ونبعُها الدافِق أنَّ حقَّ الله لَا بدَّ أَن يسُود، وأنَّ هُداه لَا بدَّ أَن يعلوَ، وأنَّ منهجَه لَا بدَّ أَن تتَّضح معالمُه وترسُو دعائمُه، وأنَّ المنتسِبين إليهِ مَا ينبغِي أَن تخفتَ أصواتهُم، ولَا أَن يُغلبوا علىٰ تعاليمِهم، وأنَّ خصومَهم فِي هذهِ الأرضِ لَا حظَّ لهُم مِن مهابَة، ومهمَا عرَض لهُم مِن قوَّة فإنهُم ﴿مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَآ إِلَّا خَآئِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾.

إنَّ جمهورَ الأمَّة الإسلاميَّة مكلَّف أَن يأمرَ بالمعروفِ وأَن يحقِّقه، مكلَّف أَن ينهىٰ عَن المنكَر وأَن يغيِّره، مكلَّف أَن يخاصمَ الآثامَ وأَن يضيقَ بفعَلَتها.
إنَّ الأمَّة جمعاءَ مكلَّفة أَن تكُون شجاعَة فِي حِماية الدِّين، وردِّ العادِين علىٰ حدودهِ مِن المُجَّان والفجَّار، فإِذا خذلَتها قواهَا دُون القيامِ بهَذا العبءِ فقَد تخلَّت أمامَ الله عَن رسالتِها، وسقطَت مِن عينهِ، وحُرمت مِن رعايتِه.

ذاكَ حقُّ الإسلامِ علىٰ أمَّته عامَّة.
فأمَّا حقهُ علىٰ الدُّعاة المنتصِبين لحمايتهِ المضطَّلعين برسالتهِ فهوَ أثقلُ وأجلُّ.

علىٰ أولئكَ الدُّعاة أَن يضاعِفوا يقظاتِهم وتضحياتِهم، وأَن يكرِّسوا أوقاتهُم وأفكارَهم لتعرُّف حاجاتِ الحقِّ وإجابتِها، وتفقُّد مواطِن الضعفِ فِي أسوارهِ وحمايتِها، وتحسُّس مظانِّ الهجومِ عليهِ لإحباطِ كلِّ كيدٍ، وإرهَاب كلِّ خصمٍ.
الدُّعاة المُوظفون لحِراسة الإسلامِ هُم جيشٌ للدِّفاع عَن الإيمَان، يشبهُ الجيشَ الموكَّل بحراسةِ الأَمن.

والعجبُ العاجبُ أنَّ الجندَ المكلَّفين بحراسةِ الأَمن قَد يفقدُ بعضهُم روحَه وهوَ يطاردُ لصَّاً، أَو يصابُ بعاهةٍ مؤلمةٍ وهوَ يؤدِّي واجبَه، ذاكَ فضلاً عَن السَّهر المستديمِ والجهدِ الموصُول.
أمَّا جندُ الدُّعاة مِن أئمَّة ووعَّاظ ومرشِدين فكأنمَا أَخذوا عهداً علىٰ الدهرِ ألَّا يمسَّهم سوءٌ، فهُم يسمَنون والدِّين ينحُف، ويُراحون والدِّين مكدودٌ، ويعِيشون متخاذِلين علىٰ حِين يتساندُ جيشُ الشيطَان لبُلوغ هدفهِ وإدراكِ أملِه.

إِذا لَم يكُن الداعِية المسلمُ شجاعاً، مُطيقاً لأعباءِ رسالتِه، سَريعاً إلىٰ تلبيةِ ندائِها، جرِيئاً علىٰ المُبطلين، مغوَاراً فِي ساحاتِهم، فخيرٌ لهُ أَن ينسحبَ مِن هَذا المَجال وألَّا يفضحَ الإسلامَ بتكلُّف مَا لَا يُحسن مِن شؤونِه.

- محمَّد الغزالِي. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

10 Nov, 18:00


﴿وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَآءَ وَٱلْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَٰعِبِينَ ۝ لَوْ أَرَدْنَآ أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لَّٱتَّخَذْنَٰهُ مِن لَّدُنَّآ إِن كُنَّا فَٰعِلِينَ﴾.

يخبرُ تعالىٰ أنهُ مَا خلقَ السَّماوات والأَرض عبثاً ولَا لعِباً مِن غيرِ فائِدة، بَل خلقَها بالحقِّ وللحقِّ، ليستدلَّ بهَا العبادُ علىٰ أنهُ الخالِق العظيمُ، المدبِّر الحكيمُ، الرَّحمن الرِّحيم، الذِي لهُ الكمالُ كلُّه، والحمدُ كلُّه، والعِزة كلُّها، الصَّادق فِي قيلِه، الصَّادقة رسُله فيمَا تخبرُ عنهُ، وأنَّ القادرَ علىٰ خلقِهما معَ سعتِهما وعظمِهما قادرٌ علىٰ إعادةِ الأجسادِ بعدَ موتِها، ليُجازي المُحسن بإحسانِه، والمسيءَ بإساءتِه.

﴿لَوْ أَرَدْنَآ أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا﴾ علىٰ الفرضِ والتقديرِ المُحال ﴿لَّٱتَّخَذْنَٰهُ مِن لَّدُنَّآ﴾ أَي: مِن عندِنا ﴿إِن كُنَّا فَٰعِلِينَ﴾، ولَم نطلِعكم علىٰ مَا فيهِ عبثٌ ولهوٌ، لأنَّ ذلكَ نقصٌ ومثلُ سوءٍ لَا نحبُّ أَن نريَه إياكُم، فالسَّماوات والأَرض اللَّذان بمرأىٰ منكُم علىٰ الدوامِ لَا يمكِن أَن يكُون القصدُ منهمَا العبثَ واللهوَ، كلُّ هَذا تنزُّل معَ العُقول الصغيرةِ وإقناعُها بجَميع الوجوهِ المقنِعة، فسُبحان الحليمِ الرَّحيم، الحكِيم فِي تنزيلهِ الأشياءَ منازلهَا.

- عبدُ الرَّحمن السَّعدي. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

09 Nov, 18:00


إنَّ حيَاة الصَّحابة رضيَ الله عنهُم خِلال الأربَع والعِشرين ساعَة اليوميَّة عِبارة عَن تدرِيب مستمرٍّ، فالبرنامجُ اليوميُّ المنتظمُ يبدَأ مبكِّراً مِن صلاةِ الفجرِ التِي تؤدَّىٰ فِي جماعةٍ معَ قائدِهم الأعلىٰ ﷺ، الذِي كانَ يحثُّهم علىٰ أداءِ هذهِ الصَّلاة جماعَة وفِي وقتِها، موضِّحاً لهُم ولأمَّته أنهَا المفتاحُ العجيبُ ليومٍ مليءٍ بالنشاطِ والحيويَّة، قالَ ﷺ: «يعقدُ الشيطانُ علىٰ قافيةِ رأسِ أحدِكم إِذا هوَ نامَ ثلاثَ عقدٍ، يضربُ مكَان كلِّ عقدةٍ: عليكَ ليلٌ طويلٌ، فارقُد، فإِن استيقَظ فذكرَ الله انحلَّت عُقدة، فإِن توضَّأ انحلَّت عُقدة، فإِن صلَّىٰ انحلَّت عقدُه كلُّها، فأصبحَ نشيطاً طيِّب النفسِ، وإلَّا أصبحَ خبيثَ النفسِ كَسلان».

ثمَّ ينطلقُ كلٌّ منهُم إلىٰ عملهِ الذِي تتخلَّله فتراتُ الصلواتِ الباقِية، حتىٰ إِذا مَا صلَّوا الصَّلاة الآخِرة «صَلاة العِشاء» نامُوا، حتىٰ إِذا مَا أَخذوا قِسطاً وافِراً مِن النومِ أوَّل اللَّيل إلىٰ الثلثِ الأخيرِ منهُ قامَ معظمُهم لأداءِ صلاةِ التهجُّد التِي تملَأ قلوبَهم روحانيَّة، وتكسبُهم مزيداً مِن النشاطِ لأدائِها فِي وقتٍ يكُون الجسمُ فيهِ مرتاحاً.

هَذا بالإضافةِ إلىٰ الاستعدادِ الدائمِ واليقظةِ التامَّة لمتطلَّبات دولةِ الإسلامِ، فكَانوا يقومُون بنشاطاتٍ تدريبيَّة مركَّزة، تتمثَّل فِي ركُوب الخَيل والسَّبق والرِّماية، وكانَ النبيُّ ﷺ يحثُّهم علىٰ فِعل ذلِك، بَل ويشاركُهم فيهِ معطِياً مِن نفسهِ القدوَة، وكانَ ﷺ يركِّز علىٰ تعلُّم الرِّماية كثيراً، موضِّحاً أنهَا خيرُ مَا يعدُّ مِن قوَّة استِعداداً للكُفار.

وكانَ ﷺ يشجِّعهم علىٰ الصِّناعة الحربيَّة، المتمثِّلة فِي ذلكَ الوقتِ فِي صناعةِ الأسهُم، ويخبرُهم: أنَّ الأجرَ الذِي غايتهُ الجنَّة ينسحبُ علىٰ صانعِها، والمتنبِّل بهَا، والرامِي بهَا، فيَروي لَنا عُقبة عَن رسُول الله ﷺ قولهُ: «إنَّ الله يُدخل بالسَّهم الواحدِ ثلَاثة نفرٍ الجنَّة: صانعُه الذِي احتسبَ فِي صنعتهِ الخيرَ، ومتنبِّله، والرامِي، ارمُوا واركبُوا، وأَن ترمُوا أحبُّ إليَّ مِن أَن تركبُوا، وليسَ مِن اللهوِ إلَّا ثلَاثة: تأديبُ الرَّجل فرسَه، وملاعبتهُ زوجَته، ورميُه بنبلهِ عَن قوسِه، ومَن عُلِّم الرَّمي ثمَّ تركَه فهيَ نعمَة كفرَها».

فيَا لهُ مِن عصرٍ تمسَّك فيهِ الصَّحابة رضيَ الله عنهُم بالتعاليمِ القرآنيَّة الربَّانية، وعضُّوا عليهَا بالنوَاجذ، وقامُوا بتطبيقِها حرفيَّاً فِي شتىٰ شُؤون حياتِهم، فغَزوا واستَعلوا علىٰ أممِ الأرضِ شرقاً وغرباً رغمَ قلَّتهم وبساطتِهم، وحِين ابتعدَ المُسلمون عَن تلكَ التعاليمِ، وألقَوا بهَا وراءَ ظهورهِم، ركبَهم الذلُّ والصَّغار، وتداعَت عليهِم الأممُ مِن أقطارِها بعدَ أَن أصبَحوا غثاءً كغثاءِ السَّيل.

- د. عليُّ الصلَّابي. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

06 Nov, 19:00


فمَن أحبَّ أَن يقابلَ الله إساءَته بالإحسَان فليُقابل هوَ إساءَة الناسِ إليهِ بالإحسَان، ومَن علمَ أنَّ الذنوبَ والإساءَة لازِمة للإنسَان لَم تعظُم عندَه إساءَة الناسِ إليهِ.

فليتأمَّل هوَ حالَه معَ الله، كَيف هيَ معَ فرطِ إحسانهِ إليهِ وحاجتهِ هوَ إلىٰ ربِّه، وهكَذا هوَ لهُ، فإِذا كانَ العبدُ هكَذا لربِّه فكَيف يُنكر أَن يكُون الناسُ لهُ بتلكَ المنزِلة؟!

- ابنُ قيِّم الجوزيَّة. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

03 Nov, 19:05


وقَد نشأَت مِن قِصَر النظرِ إلىٰ عِلل المُجتمع وقلَّة الزادِ مِن هداياتِ السماءِ مفارقاتٌ تستدعِي العجَب.

فهَذا واعِظ يدخلُ إحدىٰ القرىٰ البائِسة ليحدِّث أهلهَا المستوحِشين عَن آفاتِ الرِّياء، وهَذا آخَر يخطبُ فِي المُدن عَن جرائمِ القَتل والأخذِ بالثأرِ، وفِي الذِّهن الفقيرِ تتمدَّد المعلومَات القلِيلة وتصبحُ كلَّ شيءٍ.

سمعتُ رجلاً يُجري علىٰ لسانهِ هذهِ الكلماتِ لِابن عطاءِ الله السَّكندري: «سَوابق الهممِ لَا تخرقُ أسوارَ الأقدَار»، «ادفِن نفسَك فِي أرضِ الخمُول».. إِلخ، فكرهتُ هَذا الكلامَ وأنكرتُ سِياقه.

إنَّ الجُملة الأولىٰ تقالُ لفردٍ مِن الناسِ ملكَه جنونُ القوَّة، واستحوَذ عليهِ الاعتدادُ بنفسِه، فبنىٰ خطَّته علىٰ أنهُ إِذا أرادَ فعَل، وإِذا عزمَ فعَلىٰ المرَدةِ والأملاكِ جميعاً أَن يُذعنوا لهُ، ومِن ثمَّ فهوَ لَا يتصوَّر أَن يردعَ همَّه أَو يغلبَه أحدٌ فِي الأرضِ والسماءِ علىٰ أمرهِ
هذهِ الكلِمة حقٌّ داخِل هَذا النِّطاق وحدَه، وهيَ -خارجَ هَذا النِّطاق- لَا عمَل لهَا ولَا مَكان، ولذلكَ أنكرتُ أَن تجريَ علىٰ لسَان خطِيب فِي مجتمعِنا الذِي تجتاحُه أزماتٌ متعاقِبة مِن ضعفِ الهممِ وخورِ العزيمَة.

وكذلِك كلمَة «ادفِن نفسَك»، إنهَا لمغرورٍ يريدُ أَن ينضجَ قبلَ أوانِه، ولِمفتون بحبِّ الظهورِ ينخدعُ بالقشرِ عَن اللبِّ، وليسَ لهَا مكانٌ فِي أمَّة ألحَّ عليهَا العَجز، فهيَ مَا تنهَض حتىٰ تتعثَّر.

وسوءُ الاستشهادِ كمَا يقعُ فِي هذهِ الحِكم المَجلوبة كرهاً، يقعُ فِي كِتاب الله وأحاديثِ الرسُول ﷺ، فترىٰ بليدَ الفهمِ يجيءُ بالأثرِ، هوَ فِي نفسهِ حقٌّ، ولكنهُ فيمَا ضرِب لهُ وقُصَّ مِن أجلهِ بعيدٌ بعيدٌ، وعندِي أَن هَذا ضربٌ مِن تحريفِ الكلمِ عَن مواضِعه.

أرأيتَ إِذا انطلقَ رجلٌ طيِّب أمينٌ إلىٰ قومٍ أغرارٍ يحرصُ علىٰ وعظِهم ويتعشَّق هدايتَهم، أفيَليق أَن تثنيَه عَن مرادهِ بقَول الله: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ ٱللهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ﴾؟!
إنَّ سوقَ الآيةِ هُنا خطَأ، فمَجال الآيةِ الوحيدُ هوَ المَجال الفذُّ الذِي نزلَت فيهِ، أعنِي تسليَة الدَّاعي الذِي تعبَ ونصبَ وهوَ يحاولُ إرشادَ شخصٍ عنيدٍ دُون جدوىٰ.

أرأيتَ هذهِ الألُوف المؤلَّفة مِن العوامِّ المتواكِلين الذِين يجرُّون أقدامَهم علىٰ الأرضِ فِي كسَل واستِرخاء، وينظرُون إلىٰ السَّماء فِي بلاهةٍ وغباءٍ، هَل أولئكَ الموتىٰ هُم الذِين يُقال لهُم: ﴿ٱعْلَمُوٓاْ أَنَّمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ﴾؟!
إنَّ سوقَ الآيةِ هُنا خطَأ، ومجالهَا الوحِيد الذِي تعمَل فيهِ هوَ بَين قومٍ انتشَوا مِن الحياةِ الدُّنيا حتىٰ سكِروا، قومٍ أبطرَهم الغنىٰ، وأغواهُم التشبُّع، وحجبَ أبصارَهم عَن الحقائِق العُليا، فهُم مَشغولون بحاضِرهم عَن آخرتِهم، مذهُولون بأنفسِهم عَن ربِّهم.
إنَّ الآيَة إنقَاذ لقومٍ يكادُون يغرَقون فِي النعيمِ، فكَيف توجَّه لأقوامٍ يكادُون يهلكُون عطشاً إلىٰ ضروراتِ الحياةِ الدُّنيا؟!

- محمَّد الغزالِي. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

01 Nov, 19:00


﴿يَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ ۚ وَنَحْشُرُ ٱلْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍۢ زُرْقًا ۝ يَتَخَٰفَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا ۝ نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا﴾.

أَي: إِذا نفِخ فِي الصُّور وخرجَ الناسُ مِن قبورهِم، كلٌّ علىٰ حَسب حالِه، فالمُتقون يُحشرون إلىٰ الرَّحمن وفداً، والمُجرمون يُحشرون زرقاً ألوانهُم مِن الخوفِ والقَلق والعطشِ، يتَناجون بينهُم ويَخافتون فِي قصرِ مدَّة الدُّنيا، وسُرعة الآخِرة، فيقولُ بعضهُم: مَا لبثتُم إلَّا عشرَة أيَّام، ويقولُ بعضهُم غيرَ ذلِك، والله يعلمُ تخافتَهم ويسمعُ مَا يَقولون، ﴿إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً﴾ أَي: أعدلهُم وأقربهُم إلىٰ التقديرِ: ﴿إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا﴾.

والمقصودُ مِن هَذا: الندمُ العظِيم، كَيف ضيَّعوا الأوقَات القصِيرة، وقطعُوها ساهِين لاهِين، معرضِين عمَّا ينفعُهم، مُقبلين علىٰ مَا يضرُّهم، فهَا قَد حضرَ الجزاءُ، وحقَّ الوعيدُ، فلَم يبقَ إلَّا الندمُ والدعاءُ بالوَيل والثبورِ، كمَا قالَ تعالىٰ: ﴿قَٰلَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي ٱلْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ ۝ قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍۢ فَسْـَٔلِ ٱلْعَآدِّينَ ۝ قَٰلَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا ۖ لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.

- عبدُ الرَّحمن السَّعدي. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

30 Oct, 19:00


إنَّ المُسلمين اليومَ يتسَاقطون أمامَ المخطَّطات اليهوديَّة ومؤامراتِها لبعدِهم عَن المِنهاج النبويِّ فِي تربيَة الأمَّة، وكيفيَّة التعامُل معَ اليهودِ، فالأمَّة فِي أشدِّ الحاجةِ للقيادةِ الربَّانية الحكِيمة الواعِية الموفَّقة مِن عندِ الله، الخبيرَة بأَخلاق اليهودِ وصفاتِهم، فتتعامَل معَهم معامَلة واعِية مستمدَّة أصُولها مِن السِّياسة النبويَّة الراشدةِ فِي التعامُل معَ هَذا الصِّنف المنحرفِ مِن البَشر.

لقَد تغلغلَت فِي عصرِنا هَذا الأصابعُ اليهوديَّة القذِرة فِي مجالاتٍ عديدةٍ مِن حياةِ الشعُوب والدُّول، تلكَ الأصابعَ التِي تهدُف إلىٰ غايةٍ محدَّدة هيَ: الفسادُ فِي الأرضِ، وهَذا هوَ التعبيرُ القرآنيُّ: ﴿وَيَسْعَوْنَ فِي ٱلْأَرْضِ فَسَادًا﴾.

إنَّ استعمالَ الفِعل المُضارع فِي الآيةِ يدلُّ علىٰ التجدُّد والاستِمرار، فليسَ سعيُهم للفسادِ مرحَلة تاريخيَّة انتهَت، لكنهُ قدرُهم الكونيُّ إلىٰ يومِ يُبعثون، وقَد استطاعَ اليهودُ أَن يهيمِنوا علىٰ كثيرٍ مِن مقدَّرات الأممِ مِن خِلال كيدِهم المدروسِ، وفِي غيبةِ الوجودِ الإسلاميِّ القادرِ علىٰ إحباطِ مؤامراتِهم وَفضح ألاعِيبهم.

إنَّ العبقريَّة اليهوديَّة فِي الهدمِ والتَّخريب ليسَت موضعَ جدَل، تلكَ العبقريَّة التِي تستغلُّ الأحدَاث وتستثمرُها لمصلحتِها، إنَّ لليهودِ وجوداً مؤثراً فِي الدُّول الكبرىٰ اقتصاديَّاً وسياسيَّاً وإعلاميَّاً، ولَم يكُونوا غائِبين فِي النظامَين العالميَّين: الرأسماليَّة والشيوعيَّة، ولَا عَن الثوراتِ الكبرىٰ فِي العالمِ، وهناكَ عددٌ مِن المنظماتِ العالميَّة تبذلُ جهداً ضخماً فِي تحقِيق أهدافِ اليهودِ أبرزهَا: «الماسُونية»، وَ «الليُونز»، وَ «الرُّوتاري»، وَ «شهُود يهو».

ألَا يحسُّ الباحثُ الواعِي أنَّ فِي الأمرِ نوعاً مِن المبالغةِ المقصُودة، أَو غيرِ المقصُودة؟! هذهِ الصُّورة الجاثِمة فِي عُقول الكثِيرين: أنَّ اليهودَ هُم الذِين يحرِّكون العالمَ، وهُم زعماؤهُ السياسيُّون ومفكِّروه ومبدِعوه، وأنَّ الشخصيَّات المهمَّة مِن غيرِ اليهودِ مَا هيَ إلَّا «أحجَار علىٰ رقعةِ الشَّطرنج» علىٰ حدِّ تعبيرِ «وليَام غاي كاره».

إنَّ هَذا الكمَّ الهائلَ مِن الكُتب التِي تتحدَّث عَن اليهودِ ودورهِم العالميِّ الخطِير تساهمُ فِي تهيئةِ الجوِّ للتسليمِ بالأمرِ الواقِع، وتمنحُ تفسِيراً جاهزاً لجمِيع الهزائمِ التِي مُنيت بهَا الأمَّة، الهزائِم الحضاريَّة والعسكريَّة علىٰ حدٍّ سوَاء.

إنَّ إحساسَ الناسِ بأنَّ كلَّ شيءٍ مدبَّر ومبيَّن ومدروسٌ مِن قِبل اليهودِ أَو محافِلهم يقعدُ بهِم عَن المقاومةِ والمواجهةِ والجهادِ، ومَا يُقال عَن اليهودِ يمكِن أَن يُقال عَن أيِّ عدوٍّ آخرٍ ينتهجُ سياسَة الإرهَاب الفكريِّ والعسكريِّ.

هذهِ الجماعَات تجدُ -أحياناً- مَن يهوِّل مِن شأنِها، ويعطِيها أكبرَ مِن حجمِها، فكلُّ مِن يتحدَّث -مثلاً- عَن هذهِ الفئةِ الغاليةِ المُنحرفة أَو يكتبُ أَو يحاضِر فهوَ مهدَّد فِي رزقهِ وحياتِه، إذاً: فليسكُت الجميعُ حِفاظاً علىٰ أرزاقِهم وأرواحِهم.

إنَّ هَذا التضخيمَ الرهيبَ لأعدائِنا اليهودِ ليسَ لهُ حقِيقة، لأنَّ أولياءَ الشيطَان كيدهُم مهمَا عظمَ وكبرَ ضعِيف، قالَ تعالىٰ: ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللهِ ۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱلطَّٰغُوتِ فَقَٰتِلُوٓاْ أَوْلِيَآءَ ٱلشَّيْطَٰنِ ۖ إِنَّ كَيْدَ ٱلشَّيْطَٰنِ كَانَ ضَعِيفًا﴾، فإنَّ قوَّتهم بسَبب ضعفِ إيمانِنا وبعدِنا عَن منهَج ربِّنا، لأنَّ الإيمَان الصحيحَ تنهارُ أمامَه جميعُ المؤامراتِ، وتفشلُ بسببهِ جميعُ الخططِ، لكِن لَا بدَّ مِن نَزع عنصرِ الخوفِ الذِي قتلَ كثيراً مِن الهِمم، وأحبطَ كثيراً مِن الأعمَال، والأحدَاث تؤكِّد أنَّ الوهمَ قَد يقتلُ.

وحِين توجدُ الفِئة المؤمِنة الصَّابرة يتحطَّم الكيدُ كلُّه يهوديَّاً كانَ أَم غيرَ يهوديٍّ أمامَ عوامِل التصدِّي والنهوضِ، قالَ تعالىٰ: ﴿إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا ۖ وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْـًٔا ۗ إِنَّ ٱللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾.

وهَذا لَا يعنِي -بحَال مِن الأحوَال- تجاهُل قوَّة العدوِّ أَو التَّقليل مِن شأنِه حتىٰ لَو كانَ عدوَّاً حقِيراً، فضلاً عَن عدوٍّ مدجَّج وقديمٍ.

والمطلوبُ أَن نسلكَ طريقَ الاعتِدال فِي تقديرِ حجمِ العدوِّ، فلَا نبالِغ فِي تهوِيل قوَّته بمَا يوهِن قوَانا، ويفتِّت عزيمَتنا، ويسوِّغ لَنا الهزيمَة، وفِي المُقابل لَا نستهينُ بهِ أَو نتجاهَل وجودَه، وستمضِي فِي اليهودِ وغيرهِم سُنة الله تعالىٰ: ﴿إِنَّ ٱللهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ ٱلْمُفْسِدِينَ﴾.

- د. عليُّ الصلَّابي. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

28 Oct, 19:00


الدُّنيا سِجن المؤمِن وجنَّة الكافِر.

- نبيُّنا ﷺ. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

25 Oct, 19:25


الله تعالىٰ إنمَا يغفرُ للعبدِ إِذا كانَ وقوعُ الذَّنب منهُ علىٰ وجهِ غلبةِ الشهوةِ وقوَّة الطَّبيعة، فيُواقِع الذنبَ معَ كراهتهِ لهُ مِن غيرِ إصرارٍ فِي نفسِه، فهَذا ترجىٰ لهُ مغفِرة الله وصفحهُ وعفوهُ لعلمهِ تعالىٰ بضعفهِ وغلبةِ شهوتهِ لهُ، وأنهُ يرىٰ كلَّ وقتٍ مَا لَا صبرَ لهُ عليهِ، فهوَ إِذا واقعَ الذنبَ واقعَه مواقعَة ذلِيل منكسرٍ خاضِع لربِّه خائفٍ منهُ، يعتلجُ فِي صدرهِ شهوَة النفسِ الذنبَ وكراهَة الإيمَان لهُ، فهوَ يجيبُ داعيَ النفسِ تارَة، وداعيَ الإيمَان تاراتٍ.

فأمَّا مَن بنىٰ أمرَه علىٰ أَن لَا يعِفَّ عَن ذنبٍ، ولَا يقدِّم خوفاً، ولَا يدَع لله شهوَة، وهو فرِحٌ مسرورٌ يضحكُ ظهراً لبَطن إِذا ظفرَ بالذَّنب، فهَذا الذِي يُخاف عليهِ أَن يُحال بينهُ وبَين التوبةِ ولَا يوفَّق لهَا، فإنهُ مِن معاصيهِ وقبائحهِ علىٰ نقدٍ عَاجل يتقاضاهُ سلفاً وتعجيلاً، ومِن توبتهِ وإيابهِ ورجوعهِ إلىٰ الله علىٰ دَين مؤجَّل إلىٰ انقضاءِ الأجَل.

وإنمَا كانَ هَذا الضربُ مِن الناسِ يُحال بينهُم وبَين التوبةِ غالباً لأنَّ النزوعَ عَن اللذاتِ والشهواتِ إلىٰ مخالفةِ الطَّبع والنفسِ -والاستِمرار علىٰ ذلكَ- شديدٌ علىٰ النفسِ، صعبٌ عليهَا، أثقلُ مِن الجبَال عليهَا، ولَا سيَّما إِذا انضَاف إلىٰ ذلكَ ضعفُ البصيرةِ وقلَّة النصِيب مِن الإيمَان، فنفسهُ لَا تطوِّع لهُ أَن يبيعَ نقداً بنسيئةٍ ولَا عاجلاً بآجِل، كمَا قالَ بَعض هؤلاءِ وقَد سُئل: أيُّما أحبُّ إليكَ، درهمٌ اليومَ أَو دينارٌ غداً؟! فقالَ: لَا هَذا ولَا هَذا، ولكِن ربعُ درهمٍ مِن أوَّل أمسٍ.

فحرامٌ علىٰ هؤلاءِ أَن يوفَّقوا للتوبةِ إلَّا أَن يشاءَ الله.

فإِذا بلَغ العبدُ حدَّ الكِبَر، وضعُف نظرُه، ووهَت قواهُ، وقَد أوجبَت لهُ تلكَ الأعمالُ قوَّة فِي غيِّه، وضعفاً فِي إيمانِه، صارَت كالملَكة لهُ بحَيث لَا يتمكَّن مِن تركِها، فإنَّ كثرةَ المزاولاتِ تعطِي الملَكات، فتبقىٰ للنفسِ هَيئة راسِخة وملَكة ثابتَة فِي الغيِّ والمعاصِي، وكلَّما صدرَ منهُ واحدٌ منهَا أثَّر أثراً زائداً علىٰ أثرِ مَا قبلهُ، فيقوىٰ الأثرَان، وهلمَّ جرَّاً، فيهجمُ عليهِ الضَّعف والكبرُ ووهنُ القوَّة علىٰ هذهِ الحَال، فينتقلُ إلىٰ الله بنجاستهِ وأوساخهِ وأدرانهِ لَم يتطهَّر للقدومِ علىٰ الله، فمَا ظنُّه بربِّه؟!

ولَو أنهُ تابَ وأنابَ وقتَ القدرةِ والإِمكان لقُبلت توبتهُ، ومُحيت سيِّئاته، ولكِن حِيل بينهُم وبَين مَا يشتهُون، ولَا شيءَ أشهىٰ لمَن انتقلَ إلىٰ الله علىٰ هذهِ الحَال مِن التَّوبة، ولكِن فرَّط فِي أداءِ الدَّين حتىٰ نفدَ المالُ، ولَو أدَّاه وقتَ الإِمكان لقَبله ربُّه، وسيعلمُ المسوِّف المفرِّط أيَّ ديَّان ادَّان، وأيَّ غريمٍ يتقاضاهُ يومَ يكونُ الوفاءُ مِن الحسناتِ، فإِن فنيَت فبحَمل السيِّئات!

- ابنُ قيِّم الجوزيَّة. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

21 Oct, 19:00


إنَّ وعيَ الناسِ للحقائِق المبعثرةِ حولهم يختلِف اختِلافاً كبيراً، وقَد قَال علماءُ النفسِ: إنَّ المرءَ ربَّما استغرقَته حالاتُ انتباهٍ موقوتٍ، وربَّما مرَّت الأشياءُ فِي ذهنهِ ببؤرةِ الشعُور، وقَد يضعُف الإحساسُ بهَا قليلاً حِين تنزلُ إلىٰ حاشيةِ الشعُور.
وفِي حالاتِ التعوُّد يعالجُ الإنسَان أموراً كثِيرة، ويُتمُّ أفعالاً شتَّىٰ وهوَ ذاهِل عنهَا، ويكادُ لَا يدرِي كَيف قطعَ أشواطَها، وذاكَ مَا يسمُّونه شبهَ الشعُور.

لكِن مَا الذِي يشعرُ بهِ هَذا أَو ذاكَ؟!

إنَّ وظائِف البشرِ فِي الحياةِ هيَ التِي تحدِّد نوعَ هَذا الشعورِ ودرجَته.
ولمَّا كانَ العبادُ قاطبةً مكلَّفين أَن يعرِفوا ربَّهم، وأَن يؤدُّوا لهُ حقوقاً معيَّنة، فإنَّ شعورَهم بهِ وبحقِّه يخالطُ أعمالهُم وأحوالهُم، وينزلُ مِن نفوسِهم منازلَ بعيدَة التفاوتِ.
وأغلبُ العامَّة يقيمُون الصَّلاة مثلاً، والمسيطرُ علىٰ أنفسِهم هوَ مَا يقارنُ كلَّ عادةٍ مأنوسَة وكلَّ طريقةٍ مدروسَة، أَي شِبه الشعُور، لَا الوعِي الكامِل، ولَا القرِيب مِن الكمَال.
وقَد تتألَّق فِي حيواتِ الناسِ لحظاتُ ذكرٍ يقظٍ وإنابَة مخلِصة، ثمَّ يستأنِفون مسيرَهم فِي دنيَاهم، وتعفِّر جبينهُم متاعبُها ومآربُها.

فهَل صِلة الدُّعاة بربِّهم مِن هَذا القَبيل؟! لَا، لَا.

إنَّ الدُّعاة الذِين يكرِّسون أوقاتهُم لله ولدَفع الناسِ إلىٰ سَبيله، لَا بدَّ أَن يكُون شعورُهم بالله أعمقَ، وارتباطُهم بهِ أوثقَ، وشغلهُم بهِ أدومَ، ورقابتهُم لهُ أوضحَ.
أَي إنهُم إِن هبطُوا مِن مجَال الضوءِ المُشرق فإلىٰ قَريب منهُ، إلىٰ منطقةِ شبهِ الظلِّ كمَا يُقال، أمَّا إِذا سقطُوا فِي عتمَة، فإنَّ ذلكَ أمرٌ لَا تتحمَّله وظيفتهُم، ومِن ثمَّ فهيهاتَ أَن يَعرضوا لهُ، أَو أَن يَرضوا بهِ إِذا زلُّوا فيهِ، وعرفانهُم بالله يُلزمهم شاطئَ الأمَان إِذا كانَ كثيرٌ مِن الناسِ يغرقُ فِي لجَج هذهِ الدُّنيا، أَو تطويهِ فِي سبحِها الشاقِّ عواطِف الرَّغبة والرَّهبة.

وهُنا يجبُ أَن أؤكِّد حقيقةً هيَ ألزمُ مَا تكُون للدُّعاة، فإنَّ قوانِين اللذةِ والألمِ تسرِي علىٰ الناسِ قاطبةً، وتجعلهُم يرغبُون ويرهبُون ببواعِث لَا حصرَ لهَا، وأولىٰ ثمراتِ الإيمَان تهذيبُ هذهِ الطَّبيعة وكبحُ جماحِها.

والمفرُوض أنَّ الداعِية العارِف بالله قَد بلَغ مِن منازِل الإيمَان منزِلة تجعلُ رجاءَه فِي الله وحدَه يسبقُ كلَّ رغبةٍ إلىٰ مَخلوق، كمَا تجعلُ خشيتَه لله أسرعَ إلىٰ فؤادهِ مِن أيِّ رهبةٍ تخامرُ نفسَه أمامَ ذِي سُلطان.

- محمَّد الغزالِي. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

20 Oct, 19:00


﴿إِنَّهُۥ مَن يَأْتِ رَبَّهُۥ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُۥ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ ۝ وَمَن يَأْتِهِۦ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلدَّرَجَٰتُ ٱلْعُلَىٰ ۝ جَنَّٰتُ عَدْنٍۢ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَآءُ مَن تَزَكَّىٰ﴾.

يخبرُ تعالىٰ أنَّ مَن أتاهُ وقدِم عليهِ مُجرماً -أَي: وصفهُ الجرمُ مِن كلِّ وجهٍ، وذلكَ يستلزمُ الكفرَ- واستمرَّ علىٰ ذلكَ حتىٰ ماتَ، فإنَّ لهُ نارَ جهنَّم، الشديدُ نكالهَا، العظِيمة أغلالهَا، البعيدُ قعرُها، الأليمُ حرُّها وقرُّها، التِي فيهَا مِن العِقاب مَا يذيبُ الأكبادَ والقلوبَ، ومِن شدَّة ذلكَ أنَّ المعذَّب فيهَا لَا يمُوت ولَا يحيَا، لَا يمُوت فيستريحُ، ولَا يحيَا حيَاة يتلذَّد بهَا، وإنمَا حياتهُ محشوَّة بعَذاب القَلب والرُّوح والبدَن، الذِي لَا يقدَّر قدرُه، ولَا يفترُ عنهُ ساعَة، يستغِيث فلَا يُغاث، ويدعُو فلَا يُستجاب لهُ.

نعَم إِذا استَغاث أغِيث بماءٍ كالمُهل يشوِي الوجُوه، وإِذا دعَا أُجيب بـ ﴿ٱخْسَـُٔواْ فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ﴾.

ومَن يأتِ ربَّه مؤمِناً بهِ، مصدِّقاً لرسُله، متَّبعاً لكتبهِ، ﴿قَدْ عَمِلَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ﴾ الواجبَة والمستحبَّة، ﴿فَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلدَّرَجَٰتُ ٱلْعُلَىٰ﴾ أَي: المنازلُ العاليَات، وفِي الغرفِ المزخرفاتِ، واللذاتِ المتواصِلات، والأنهارِ السَّارحات، والخلودِ الدائِم، والسُّرور العظِيم، فيمَا لَا عينٌ رأَت، ولَا أذنٌ سمعَت، ولَا خطرَ علىٰ قَلب بشرٍ.

﴿وَذَٰلِكَ﴾ الثوابُ ﴿جَزَآءُ مَن تَزَكَّىٰ﴾ أَي: تطهَّر مِن الشركِ والكفرِ والفسُوق والعِصيان، إمَّا أَن لَا يفعَلها بالكليَّة، أَو يتوبَ ممَّا فعلهُ منهَا، وزكَّىٰ أيضاً نفسَه، ونمَّاها بالإيمَان والعَمل الصَّالح، فإنَّ للتزكِية معنيَين: التنقِية وإِزالة الخبثِ، والزيادَة بحصُول الخيرِ، وسمِّيت الزكَاة زكَاة لهَذين الأمرَين.

- عبدُ الرَّحمن السَّعدي. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

19 Oct, 19:05


ومِن حكمتهِ سبحانهُ مَا منعَهم مِن العِلم، علمِ السَّاعة ومعرفةِ آجالهِم، وفِي ذلكَ مِن الحكمةِ البالغةِ مَا لَا يحتاجُ إلىٰ نظرٍ.

فلَو عرَف الإنسانُ مقدارَ عمرِه، فإِن كانَ قصيرَ العمرِ لَم يتهنَّأ بالعيشِ، وكَيف يتهنَّأ بهِ وهوَ يترقبُ الموتَ فِي ذلكَ الوقتِ؟! فلولَا طولُ الأمَل لخرِبت الدُّنيا، وإنمَا عمارتهَا بالآمَال!

وإِن كانَ طويلَ العمرِ -وقَد تحقَّق ذلِك- فهوَ واثقٌ بالبقاءِ، فلَا يُبالي بالانهماكِ فِي الشهواتِ والمعاصِي وأنوَاع الفسَاد، ويقولُ: إذا قرُبَ الوقتُ أحدثتُ توبَة، وهَذا مذهبٌ لَا يرتضِيه الله تعالىٰ عزَّ وجلَّ مِن عبادِه، ولَا يقبلهُ منهُم، ولَا يصلُح عليهِ أحوالُ العالمِ، ولَا يصلُح العالمُ إلَّا علىٰ هَذا الذِي اقتضتهُ حكمتهُ وسبقَ فِي علمِه.

فلَو أنَّ عبداً مِن عبيدِك عملَ علىٰ أَن يُسخِطك أعواماً ثمَّ يُرضيك ساعَة واحِدة إِذا تيقَّن أنهُ صائرٌ إليكَ لَم تقبَل منهُ، ولَم يَفز لديكَ بمَا يَفوز بهِ مَن همُّه رضاكَ.

وكَذا سُنة الله عزَّ وجلَّ أنَّ العبدَ إِذا عايَن الانتقالَ إلىٰ الله تعالىٰ لَم تنفعهُ توبَة ولَا إقلاعٌ، قالَ تعالىٰ: ﴿وَلَيْسَتِ ٱلتَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّـَٔاتِ حَتَّىٰٓ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ ٱلْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ ٱلْـَٰٔنَ﴾، وقولهُ: ﴿فَلَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِٱللهِ وَحْدَهُۥ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِۦ مُشْرِكِينَ ۝  فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَٰنُهُمْ لَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا ۖ سُنَّتَ ٱللهِ ٱلَّتِي قَدْ خَلَتْ فِى عِبَادِهِۦ﴾.

- ابنُ قيِّم الجوزيَّة. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

11 Oct, 19:00


الناسُ قَد يوجدُ فيهِم فريقٌ كبيرٌ ممتلئُ القَلب بالإيمَان، بيدَ أنَّ هَذا الامتلاءَ ربَّما لَا يعدُو أصحابَه.

والإناءُ -لكِي يرشحَ علىٰ مَا حولهُ- يجبُ أَن يفِيض، وأَن ينزلَ فيهِ مَا يزيدُ علىٰ سعتهِ ومَا ينسكبُ مِن جوانِبه، ونفوسُ «الدُّعاة» كذلكَ لَا بدَّ أَن يكُون لدَيها مقادِير مِن اليَقين والحماسِ والفَضل يتجاوَزها إلىٰ مَا عدَاها، ويجعلُ الاستِفادة منهَا ميسَّرة للآخرِين.

- محمَّد الغزالِي. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

08 Oct, 19:30


قَد تخسرُ إنساناً ثمَّ اثنَين فثلَاثة، حتىٰ يمرَّ بكَ العمرُ وعندَك تراثٌ ضخمٌ مِن خسارةِ العلاقاتِ، يضمُّ العشراتِ مِن القصصِ المبتورةِ المحزنةِ والأسمَاء، وتظلُّ منزعِجاً مِن أشبَاح كلِّ الذِين عرفتَهم وصُدمتَ فيهِم، وتظلُّ مؤمِناً بشَكل لَا يقبلُ النِّقاش بأنكَ عُملة نادِرة، وأنَّ الآخرِين لَم يعرِفوا قيمَة معدنِك، ولَم يثمِّنوا ثقتكَ وعواطِفك المتأجِّجة، بينمَا العطبُ الذِي عرفهُ الكلُّ جيِّداً، ومُنذ أوَّل لقاءٍ أحياناً، ولَا تريدُ أَن تعرفهُ بعدَ كلِّ الوقتِ الذِي مضىٰ، هوَ فِيك، نعَم فِيك، وهوَ الذِي يفسدُ أمرَك، ويَجني عليكَ، ويعطِّلك عَن رؤيةِ العالمِ كمَا يراهُ الأصحَّاء والواثِقون، عطبُك العتيقُ هوَ أنَّ خيالكَ تسيطرُ عليهِ فِكرة أنكَ جديرٌ بالاحتِضان، وأنكَ تستحقُ أَن تجدَ إنساناً كريماً قويَّاً بحبوحاً تختبئُ فيهِ بأوجاعِك وشكاواكَ التِي لَا تنتهِي وحساسيَّتك المُفرطة، وأنَّ هَذا الإنسَان سيظهرُ يوماً مَا، بعدَ كلِّ هَذا الكمِّ مِن البشرِ المُحبطين الذِين ينسحبُون فِي منتصفِ الطَّريق، سيظهرُ هَذا الإنسَان النَّبيل، ويقولُ إنهُ يريدُك لهُ، وهوَ لَا يريدُ منكَ أيَّ شيءٍ غيرَ أَن تسمحَ لهُ بأَن يحنوَ عليكَ بشَكل مفرطٍ، وأَن يعطيكَ بغيرِ حدودٍ، وأَن تسمحَ لهُ بأَن يجدِّد طفولتَك، وأَن يظلِّل فوقَك، ويلبِّي كلَّ مَا تريدُ، أَن يسمحَ لكَ بأَن تتمارَض بطُول العلاقةِ، وأَن تنكفِئ أغلبَ الوقتِ حزيناً، وأَن تسمعَ دائماً ذلكَ السُّؤال الذِي تشتهيهِ: مَا بكَ؟! أَن يسمحَ لكَ دائماً وأبداً بأَن تكتبَ بالطباشِير علىٰ حائطِ العلاقةِ معالمَ ضعفِك ووساوسَ مخاوفِك وأنَّات عزلتِك، ولومَك علىٰ العالمِ كلِّه.

هَذا الإنسَان لَن يأتِي أبداً، لَن يأتِي أبداً، فتوقَّف عَن إيذاءِ نفسِك وإفسادِها وتخرِيبها وتعطِيلها بهذهِ الأفكارِ الخياليَّة، وآمِن بنفسِك، آمِن بأنكَ يجبُ أَن تكُون قويَّاً بالدرجةِ التِي لَا تحتاجُ معَها إلىٰ هَذا القدرِ مِن الرِّعاية السَّخيفة.

- محمُود توفِيق. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

05 Oct, 19:00


إنَّ الداعِية روحٌ مفعمٌ بالحقِّ والنشاطِ والأمَل واليَقظة، فمهمَّته العظمىٰ أَن يرمقَ الحيَاة بعَين ناقدةٍ وبصرٍ حدِيد، حتىٰ إِذا رأىٰ فتوراً نفخَ فيهِ مِن روحهِ ليقوىٰ، وإِذا رأىٰ انحِرافاً صاحَ بهِ ليَستقيم.
إنهُ فِي المُجتمع جرسُ الخطرِ يدقُّ مِن تلقاءِ نفسهِ كلمَا عرَض لتعاليمِ الإسلامِ مَا يعكِّر صفوَها ويعوِّق انطِلاقها.

والأمَّة الإسلاميَّة فقِيرة جدَّاً إلىٰ ذلكُم النَّوع مِن الدُّعاة الأيقاظِ الذِين يَحيون لتَبليغ الرِّسالة نظريَّاً، ومراقبةِ تنفيذِها عمليَّاً.

نعَم، إنَّ أيديَهم قَد تكُون عاطِلة مِن أسبَاب التغييرِ لأيِّ منكرٍ ينجُم، ولكِن ألسِنتهم فِي حلوقِهم سَوف تكُون صوتَ عَذاب إِن لَم تكُن صوتَ إنذارٍ لأولئكَ الذِين يجُورون علىٰ حدودِ الله.

- محمَّد الغزالِي. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

30 Sep, 19:05


أوَليس مَن يعطِي ويمنعُ رحمةً
لَو لَم يكُن شرَّاً، أكانَ ليمنعَك؟!

أوَ مَا رعاكَ إذِ المراكبُ أُغرِقت
والحبلُ مُدَّ إذِ التجنِّي أوقعَك؟!

أوَ لَم يخفِّف كلَّ مَا عانيتَهُ
وظننتَ أنكَ لَن تعودَ فأرجعَك؟!

الآن تأسىٰ إِذ وقعتَ مجدَّداً؟!
والله يَحنو بالسقوطِ ليرفعَك 🤍

- لِقائله. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

28 Sep, 19:00


﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا﴾.

هَذا مِن نعَمه علىٰ عبادهِ الذِين جمعُوا بَين الإيمَان والعَمل الصَّالح، أَن وعدَهم أنهُ يجعَل لهُم ودَّاً، أَي: محبَّة ووداداً فِي قلُوب أوليائِه وأَهل السَّماء والأرضِ، وإِذا كانَ لهُم فِي القلُوب ودٌّ تيسَّر لهُم كثيرٌ مِن أمورهِم، وحصَل لهُم مِن الخيراتِ والدعواتِ والإرشادِ والقبُول والإمامةِ مَا حصَل، ولهَذا وردَ فِي الحديثِ الصَّحيح: «إنَّ الله إِذا أحبَّ عبداً نادىٰ جبريلَ: إِني أحبُّ فلاناً فأحِبَّه، فيحبُّه جبريلُ، ثمَّ ينادِي فِي أَهل السَّماء: إنَّ الله يحبُّ فلاناً فأحبُّوه، فيحبُّه أهلُ السَّماء، ثمَّ يُوضع لهُ القبولُ فِي الأرضِ»، وإنمَا جعَل الله لهُم ودَّاً لأنهُم ودُّوه، فودَّدهم إلىٰ أوليائهِ وأحبابهِ. 🤍

- عبدُ الرَّحمن السَّعدي. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

27 Sep, 19:20


أَين تذهبُ المشاعرُ التِي نوارِيها؟! وأَين تذهبُ الدموعُ التِي لَا نبكِيها؟!

تتسرَّبُ إلىٰ القَلب، وتتشرَّبها تربَة الكتمَان، وترتوِي بهَا أشواكُ الشكِّ واليأسِ والاغتِراب، وتتنامىٰ فِي القَلب خليسَة، وتتشعَّب بَين طيَّاته خبيثَة، حتىٰ تقِف حائِلاً فِي المَكان وفاصِلاً فِي الزمَان بَين لحظاتِك الحاضِرة، وشعُورك المُستجيب لهَا.

فتكُون أنتَ فِي موضِع بهجةٍ، وحِسُّك واجمٌ.
يحيطُ بكَ الحفلُ، والسَّأم طابقٌ عليكَ.
وتكُون أنتَ فِي موضِع خِفة، وقلبُك مُثقل.
يُلاطفك نسيمُ البحرِ، وروحُك لَا تحرِّك ساكِناً.
يُنتظر منكَ الحمَاسة، وقلبُك فاترٌ، ويُنتظر مِنك الأسَف، وروحُك بليدَة.
وتوافِيك مراسيلُ اللطفِ، فتغلِّق دونهَا الأبوابَ.

إنهُ انتقامُ المشاعرِ التِي وأدتَها، وإنهَا ثورَة الدُّموع التِي قمعتَها.

وإنهَا سُنة القلُوب وعُرف العيُون: أَن تعِيش شعورَك، وأَن تبكيَ دموعَك، وكلمَا أكرمتَ أنتَ ضِيافة مشاعِرك، أكرَمت هيَ مقامَ قلبكَ. 🤍

- لِقائله. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

25 Sep, 19:00


إنَّ القضاءَ علىٰ الفوَارق الإقليميَّة والقبليَّة ليسَ بالأمرِ الهيِّن فِي المجتمعاتِ الجاهليَّة، حَيث العصبيَّة هيَ الدِّين عندَهم، وعمليَّة المُؤاخاة تهدُف إلىٰ إذابةِ هذهِ الفوَارق بصورةٍ واقعيَّة منطلِقة مِن قَلب البيئةِ الجاهليَّة.

إنَّ مِن الأمراضِ فِي الصَّف الإسلاميِّ المعاصِر سَيطرة الرُّوح الإقليميَّة والعصبيَّة فِي نفوسِ بعضِ الدُّعاة، وهذهِ الأمرَاض تحُول بينهُم وبَين التمكِين، وتضعِف الصُّفوف، بَل تشتِّتها، وينشغِل الصَّف بنفسهِ عَن أهدافهِ الكِبار، وقَد أصِيبت بَعض الحركاتِ الإسلاميَّة بداءِ العصبيَّة الإقليميَّة، والعصبيَّة الشخصيَّة، والعصبيَّة القطريَّة، والعصبيَّة حتىٰ علىٰ مستوىٰ المدينةِ والقريةِ الصَّغيرة، وقَد تولَّد هَذا عَن أمراضٍ فِي نفوسِ بعضِ الأفرادِ بسَبب بعدِهم عَن القُرآن الكريمِ وسُنة سيِّد المرسَلين ﷺ فلَم يتربَّوا عليهَا، ولذلكَ كثرَ التناحرُ والتبَاغض.

إنَّ المُسلمين اليومَ فِي أشدِّ الحاجةِ إلىٰ مِثل هذهِ المؤاخاةِ التِي حدَثت بَين المُهاجرين والأنصَار، لأنهُ يستحِيل أَن تستَأنف حياةٌ إسلاميَّة عزيزةٌ قويَّة إِذا لَم تتخلَّق المجتمعاتُ الإسلاميَّة بهذهِ الأخلَاق الكريمَة، وترتقِي إلىٰ هَذا المستوىٰ الإيمانيِّ الرفِيع، وإلىٰ هذهِ التضحياتِ الكَبيرة، وأمَّا المظاهرُ الزائِفة مِن الأخوَّة باللسَان فلَا تجدِي فتيلاً.

إنَّ الفردَ المسلمَ حِين يشعرُ أنَّ لهُ إخوَة يحبُّهم ويحبُّونه، وينصرُهم وينصرُونه، خاصَّة إِذا تفاقمَت الأزماتُ وضاقَت عليهِ الأَرض بمَا رحُبت، فإنَّ هَذا ممَّا يرفعُ مِن روحهِ المعنويَّة، بَل ويرفعُ قدراتِه الذاتيَّة، ويجعلهُ أقوىٰ مضاءً وعزيمَة، وإنَّ فقدَان مِثل هذهِ المؤاخاةِ ممَّا يضعِف الصَّف الإسلاميَّ، ويجعَل الفردَ المسلمَ يشعرُ أحياناً أنهُ وحيدٌ أمامَ أعدَاء يكنُّون لهُ كلَّ حقدٍ، ويحيطُون بهِ مِن كلِّ جانِب، فكَيف يستطيعُ حملَ كلِّ هذهِ الضغوطِ النفسيَّة والماديَّة؟!

وقَد حفِظ لَنا التارِيخ جهادَ المُجتمع المسلمِ معَ أعدائِه بعدَ تحقِيق وحدتهِ الاجتماعيَّة، وهوَ لَا يزالُ فِي دورِ نشأتهِ وتكوينِه، وكثيراً مِن المحاولاتِ الإفساديَّة التِي كانَ الأعداءُ يدبِّرون مكايدَها ليُشعلوا بهَا نيرَان الفِتن بَين صفوفِ المُجتمع المسلمِ ليفرِّقوا جمعَه، ويُفككوا وحدَته، ولكنَّ هذهِ المحاولاتِ الإفساديَّة كَانت تبوءُ بالخسرَان، لأنهَا كَانت تصطدمُ بقوَّة تماسكِ المُجتمع المسلمِ فِي تركيبهِ الإيمانيِّ والاجتماعيِّ، فيُذيبها فِي تلكَ القوَّة التِي جعَلت مِن تركيبهِ الاجتماعيِّ وحدَة مُدمجة العناصِر دمجاً لَا يقبلُ التفريقَ، ولَا تنفصمُ عُراه، ولا تحَلُّ روابطُه.

- د. عليُّ الصلَّابي. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

24 Sep, 19:00


قالَ الله تبارَك وتعالىٰ: حقَّت محبَّتي للمتحابِّين فيَّ، وحقَّت محبَّتي للمتواصِلين فيَّ، وحقَّت محبَّتي للمتباذِلين فيَّ.

المتحابُّون فيَّ علىٰ منابرَ مِن نورٍ، يغبطُهم النبيُّون، والصدِّيقون، والشهدَاء. 🤍

- نبيُّنا ﷺ. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

23 Sep, 19:00


إنَّ القرآنَ الكريمَ عبَّأ قلوبَ المُسلمين بإيمَان مِن طرازٍ عَال خاصٍّ، إيمَان جعَل صِلتهم بربِّهم لَا تسبقهَا صِلة، وحبَّهم لهُ لَا يعدِله حبٌّ.

وصحيحٌ أنَّ الإسلامَ لَم تتهيَّأ لهُ أجهِزة دعايةٍ مُنظمة ترسمُ خططَ انتشارهِ، وتتعرَّف الميادِين التِي يسيرُ فيهَا، والعقباتِ التِي قَد يلقاهَا، والخصومَ الذِين يحمِلون عليهِ عَن جهالةٍ أَو عنادٍ، ومعَ ذلكَ فإنَّ اليقِين الفرديَّ وحماسَ المسلمِ لله ورسُوله ﷺ سدَّ مسَدَّ هَذا النقصِ إلىٰ حدٍّ بعيدٍ.

إنَّ المسلمَ كمَا يتحلَّىٰ بفضائِل الصِّدق والحياءِ، ويعدُّ ذلكَ ضرُورة فِي خلائقهِ كإنسَان لهُ ضميرهُ اليقِظ وكمالهُ الوَاجب = يتحلَّىٰ أيضاً بتعليمِ الجاهِلين وإرشادِ الحائِرين، ويعدُّ إضاءَة نفوسِ الآخرِين بأنوارِ الحقِّ الذِي شرَّفه الله بهِ عبادةً يتمُّ بهَا إيمانهُ وتصلحُ عليهَا نفسهُ ويمهِّد بهَا لمستقبلهِ عندَ ربِّه، وهوَ -بداهةً- لَا يرجُو مِن هذهِ الهدايةِ إلَّا أَن يقومَ بحقِّ الله، وإِذا كانَ هنالكَ مِن كَسب عَاجل يرجوهُ فِي الدُّنيا فهوَ إخاءُ مؤمِن جديدٍ يضمُّه إلىٰ حظيرةِ المؤمِنين القدامىٰ.

والدَّعوة إلىٰ الله محكُومة دائماً بأنَّ العملَ لله، والجهادَ لله، والهجرَة لله، مفهُومة دائماً فِي نِطاق إخلاصِ النيَّة وتجريدِ القصدِ.

- محمَّد الغزالِي. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

22 Sep, 19:00


﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا ۝ لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا ۝ تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا ۝ أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًا ۝ وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا ۝ إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّآ آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا ۝ لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا ۝ وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا﴾.

وهَذا تقبيحٌ وتشنيعٌ لِقول المعاندِين الجاحِدين، الذِين زعمُوا أنَّ الرَّحمن اتَّخذ ولداً، كقَول النصارىٰ: المسيحُ ابنُ الله، واليهودُ: عزيرٌ ابنُ الله، والمُشركين: الملائِكة بناتُ الله، تعالىٰ الله عَن قولهِم علوَّاً كبيراً.

﴿لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا﴾ أَي: عظِيماً وخِيماً، مِن عظيمِ أمرهِ أنهُ ﴿تَكَادُ السَّمَاوَاتُ﴾ علىٰ عظمتِها وصلابتِها ﴿يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ﴾ أَي: مِن هَذا القَول، ﴿وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ﴾ منهُ، أَي: تتصدَّع وتنفطِر، ﴿وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا﴾ أَي: تندكُّ الجبالُ، ﴿أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ﴾ أَي: مِن أَجل هذهِ الدعوىٰ القبيحةِ تكادُ هذهِ المَخلوقات أَن يكُون منهَا مَا ذكِر.

والحالُ أنهُ ﴿مَا يَنْبَغِي﴾ أَي: لَا يليقُ ولَا يكُون ﴿لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا﴾، وذلكَ لأنَّ اتخاذهُ الوَلد يدلُّ علىٰ نقصهِ واحتياجهِ، وهوَ الغنيُّ الحميدُ، والولدُ أيضاً مِن جنسِ والدهِ، والله تعالىٰ لَا شبيهَ لهُ ولَا مثلَ ولَا سميَّ.

﴿إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّآ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا﴾ أَي: ذليلاً منقاداً، غيرَ متعاصٍ ولَا ممتنِع، الملائِكة، والإنسُ، والجنُّ وغيرُهم، الجميعُ ممَاليك، متصرَّف فيهِم، ليسَ لهُم مِن الملكِ شيءٌ، ولَا مِن التدبيرِ شيءٌ، فكَيف يكُون لهُ ولدٌ، وهَذا شأنهُ وعظمَة ملكِه؟!

﴿لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا﴾ أَي: لقَد أحاطَ علمُه بالخلائِق كلِّهم، أَهل السماواتِ والأرضِ، وأحصَاهم وأحصىٰ أعمالهُم، فلَا يضلُّ ولَا ينسىٰ، ولَا تخفىٰ عليهِ خافِية.

﴿وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا﴾ أَي: لَا أولَاد، ولَا مَال، ولَا أنصَار، ليسَ معهُ إلَّا عمَله، فيُجازيه الله ويُوفيه حسابَه، إِن خيراً فخيرٌ، وإنَّ شرَّاً فشرٌّ، كمَا قالَ تعالىٰ: ﴿وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾.

- عبدُ الرَّحمن السَّعدي. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

21 Sep, 19:00


ارحَم نفسَك، مِن تلكَ المعاركِ الطاحِنة التِي تخوضهَا كلَّ يومٍ دُون أَن تدرِي بذلكَ جيِّداً، تلكَ المَعارك الدامِية التِي تخوضهَا معَ نفسِك، هَذا الإيلامُ الذِي لَا ينقطِع، وهَذا التَّوبيخ الذِي لَا يتوقَّف، وهذهِ الحسَرات المنهمِرة، وتلكَ الفرصُ الفائِتة التِي تسترجعُها بعنايةٍ وتدقِيق، ومقاعدُ الذِين سبقوكَ التِي تستعيدُ صورَهم البهيجَة عليهَا، وهَذا الطُّغيان البشِع فِي مواجهةِ الذاتِ بكلِّ العيُوب فِي كلِّ الأوقاتِ، وفِي مواجهتِها بكلِّ المرَّات التِي لَم تَنل فيهَا التوفِيق، حتىٰ تلكَ المرَّات التِي لَم تكُن مقصِّراً فيهَا، وصندُوق الذكرياتِ الذِي تتركُ كلَّ شيءٍ فِي يدِك وتهرعُ إليهِ بعدَ أَن صرتَ مُدمناً علىٰ فتحِه، ومُدمناً علىٰ الأسىٰ الذِي تشعرُ بهِ وأَن تنظرَ فِي أجنابهِ.

توقَّف عَن تلكَ المعاركِ الرهِيبة، وتصرَّف معَ موقعِك فِي الحياةِ كمَا يتصرَّف مستوطِنون نزلُوا بمنطقةٍ خاليةٍ برُوح واقعيَّة عاليَة وجسُورة، يضعُون كفوفهُم مِثل مظلَّة علىٰ جباهِهم مِن الشمسِ، ويفكِّرون بشَكل هادٍئ وجادٍّ وواثِق فيمَا يجبُ أَن يفعلوهُ معَ مَا يحيطُ بهِم، لَا معَ مَا يتمنُّون أَن يكُون، ويبدَؤون فِي دقِّ أوَّل وتدٍ، وهُم يعرِفون وهُم يدقُّون فيهِ أَن لَا شيءَ سيصدُّهم عَن بناءِ مستعمَرة.

نجاحُ الإنسَان الحياتيُّ لَا يرتبطُ فِي الحقيقةِ بالتَّرتيب داخِل كشفٍ معلَّق علىٰ حائِط، إنمَا نجاحهُ هوَ فِي التعاطِي بمَا فِي الرُّوح الإنسانيَّة مِن عزمٍ وثقةٍ وجدِّية معَ واقعهِ كمَا هوَ، بدُون الكثيرِ مِن الالتفاتِ، سَواء للماضِي أَو لمواقِع الآخرِين.

ارحَم نفسَك. 🤍

- محمُود توفِيق. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

19 Sep, 19:00


إنَّ قلوبَ بنِي آدمَ كلُّها بَين إصبعَين مِن أصَابع الرَّحمن كقَلب واحِد، يصرِّفه حَيث يشاءُ.

- نبيُّنا ﷺ. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

18 Sep, 19:00


إنَّ الشيءَ الذِي يَغيظ أعداءَ الحقيقةِ هوَ أنَّ الإسلامَ زوَّدته العنايَة الإلهيَّة بتعَاليم تجعلهُ صلبَ المكسَر، لَا يستطيُع الباطلُ أَن يجتاحَه بسُهولة، ولَا أَن ينالَ منهُ بيُسر.

بَل نقدرُ أَن نقولَ: لقَد كانَ هَذا الباطلُ يزأرُ فِي عرصاتِ الدُّنيا دُون تهيُّب، ويزعجُ الآمِنين فِي كلِّ قطرٍ دُون وجَل، فلمَّا ظهرَ الإسلامُ واشتبكَ الباطلُ معَه -علىٰ عادتِه- عادَ مِن هجومهِ مقصومَ الظهرِ، مخضولَ الكفِّ، فراحَ يجأرُ بالشكوىٰ أنَّ الإسلامَ دينُ سيفٍ، وأنَّ الحكمَ فِي رحابهِ جعلهُ صلبَ العودِ.

نعَم هوَ كذلِك، ومَا عيبُ السَّيف إِذا ردَّ المعتدِين؟! ومَا عيبُ الصلابةِ فِي الحقِّ إِذا استعصَت علىٰ الفتَّانين؟!

- محمَّد الغزالِي. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

17 Sep, 19:00


قَد فهمَ الصَّحابة أنَّ ولاءَهم لَا يكُون إلَّا لقيادتِهم، وإخلاصَهم لَا يكُون إلَّا لعقيدتِهم، وجهادَهم لَا يكُون إلَّا لإعلاءِ كلمةِ الله، فحقَّقوا ذلكَ كلَّه فِي أنفسِهم، وطبَّقوه علىٰ حياتِهم، فمحَّضوا ولاءَهم وجعلوهُ لله ورسُوله ﷺ والمُؤمنين، وأصبحَ تاريخهُم حافِلاً بالمواقفِ الرائِعة التِي تدلُّ علىٰ فهمِهم العَميق لمعنىٰ الولاءِ الذِي منحوهُ لخالقِهم ولدِينهم وعقيدتِهم وإخوانِهم.

إنَّ التآخِي الذِي تمَّ بَين المُهاجرين والأنصارِ كانَ مسبوقاً بعقيدةٍ تمَّ اللقاءُ عليهَا والإيمانُ بهَا، فالتآخِي بَين شخصَين يؤمنُ كلٌّ منهمَا بفكرةٍ أَو عقيدةٍ مخالفةٍ للأخرىٰ خرَافة ووهمٌ، خصُوصاً إِذا كَانت تلكَ الفِكرة أَو العقِيدة ممَّا تحمِل صاحبَها علىٰ سلوكٍ معيَّن فِي الحياةِ العمليَّة، ولذلكَ كَانت العقِيدة الإسلاميَّة التِي جاءَ بهَا رسُول الله ﷺ مِن عندِ الله تعالىٰ هيَ العمودُ الفقريُّ للمؤاخاةِ التِي حدَثت، لأنَّ تلكَ العقِيدة تضعُ الناسَ كلهُم فِي مصافِّ العبوديَّة الخالصةِ لله دُون الاعتبارِ لأيِّ فارِق إلَّا فارِق التقوىٰ والعَمل الصَّالح، إِذ ليسَ مِن المتوقَّع أَن يسودَ الإخاءُ والتَّعاون والإيثاُر بَين أناسٍ شتَّتتهم العقائدُ والأفكارُ المُختلفة، فأصبحَ كلٌّ منهُم ملكاً لأنانيَّته وأثرتهِ وأهوائِه.

- د. عليُّ الصلَّابي. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

15 Sep, 19:00


﴿يَوْمَ نَحْشُرُ ٱلْمُتَّقِينَ إِلَى ٱلرَّحْمَٰنِ وَفْدًا ۝ وَنَسُوقُ ٱلْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْدًا ۝ لَّا يَمْلِكُونَ ٱلشَّفَٰعَةَ إِلَّا مَنِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحْمَٰنِ عَهْدًا﴾.

يخبرُ تعالىٰ عَن تفاوتِ الفريقَين: المُتقين والمُجرمين، وأنَّ المُتقين لهُ -باتقاءِ الشركِ والبدَع والمعاصِي- يحشرُهم إلىٰ موقفِ القيامةِ مكرَمين، مبجَّلين معظَّمين، وأنَّ مآلهُم الرَّحمن، وقصدَهم المنَّان، وفوداً إليهِ، والوافدُ لَا بدَّ أَن يكُون فِي قلبهِ مِن الرجاءِ وحُسن الظنِّ بالوافدِ إليهِ مَا هَو معلومٌ، فالمُتقون يفِدون إلىٰ الرَّحمن، رَاجين منهُ رحمتَه وعميمَ إحسانِه، والفوزَ بعطاياهُ فِي دارِ رضوانِه، وذلكَ بسَبب مَا قدَّموه مِن العَمل بتقواهُ، واتِّباع مراضِيه، وأنَّ الله عهدَ إليهِم بذلكَ الثوَاب علىٰ ألسنةِ رسُله، فتوجَّهوا إلىٰ ربِّهم مطمئنِّين بهِ، واثقِين بفضلِه.

وأمَّا المجرمُون فإنهُم يُساقون إلىٰ جهنَّم ورداً، أَي: عطاشاً، وهَذا أبشعُ مَا يكُون مِن الحالاتِ، سَوقهم علىٰ وجهِ الذلِّ والصَّغار إلىٰ أعظمِ سِجن وأَفظع عقوبةٍ وهوَ جهنَّم، فِي حَال ظمئِهم ونصَبهم يستغيثُون فلَا يُغاثون، ويدعُون فلَا يُستجاب لهُم، ويَستشفعون فلَا يُشفع لهُم، ولهَذا قالَ: ﴿لَّا يَمْلِكُونَ ٱلشَّفَٰعَةَ﴾ أَي: ليسَت الشفاعَة ملكَهم، ولَا لهُم منهَا شيءٌ، وإنمَا هيَ لله تعالىٰ، ﴿قُلْ لِله ٱلشَّفَٰعَةُ جَمِيعًا﴾.

وقَد أخبرَ أنهُ لَا تنفعُهم شفاعَة الشافِعين، لأنهُم لَم يتَّخذوا عندَه عهداً بالإيمَان بهِ وبرسُله، وإلَّا فمَن اتَّخذ عندَه عهداً فآمَن بهِ وبرسُله واتبعَهم، فإنهُ ممَّن ارتضاهُ الله، وتحصُل لهُ الشفاعَة كمَا قالَ تعالىٰ: ﴿وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ٱرْتَضَىٰ﴾، وسمَّىٰ الله الإيمَان بهِ واتِّباع رسُله عهداً، لأنهُ عهدَ فِي كتبهِ وعلىٰ ألسنةِ رسُله بالجزاءِ الجَميل لمَن اتبعَهم.

- عبدُ الرَّحمن السَّعدي. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

14 Sep, 19:00


لله أشدُّ فرحاً بتوبةِ أحدِكم مِن أحدِكم بضالَّته إِذا وجدَها. 🤍

- نبيُّنا ﷺ. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

12 Sep, 19:00


إنَّ المُسلمين -ونقولهَا آسِفين- ظلمُوا الحقَّ الذِي توَارثوا آياتِه فِي صحائِفهم، لقدِ التصَقوا بهِ وهُم يرتكبُون خطَأين جسِيمين:
أحدهمَا فِي جانِب الحياةِ نفسِها، فلَم يفقهُوها ولَم يُوثقوا أواصِرهم بهَا، والآخَر فِي جانِب الله، إِذ لَم يفقهُوا هداهُ ولَم يسِيروا علىٰ سُننه، فكانتِ النتيجَة أَن تنكَّرت لهُم الحيَاة فهَانوا فيهَا، وأَن سخطَ الله عليهِم فلَم يُسعفهم بنصرٍ هُم أحوجُ الناسِ إليهِ.

فإِذا انخذلَ الإسلامُ وتلكَ حالتهُ -مطمُورة فِي أحوَال أهلهِ- فإنَّ ذلكَ ليسَ قدحاً فِي سُنن الله العامَّة، ولَا تكذِيباً للنتائِج المحتومةِ فِي كلِّ صِراع يدورُ بَين الكفرِ والإيمَان.

إنَّ انتصارَ الحقِّ أمرٌ لَا بدَّ منهُ، وغلبَة أهلهِ علىٰ غيرهِم فِي نهايةِ المطافِ قانونٌ لازمٌ دائمٌ، وقَد تسبقُ ذلكَ مراحِل طَويلة، ولكِن هذهِ المَراحل ليسَت تسويفاً لنتيجةٍ ينبغِي حلولُ أوانهَا، بَل هيَ -فِي الأَغلب- فترَة مِن الزمَن يكتمِل فيهَا معنىٰ الحقِّ فِي نفوسِ حملتِه، ويمتزجُ بحياتِهم الباطنةِ والظاهرةِ علىٰ سوَاء، فترَة يخلصُون فيهَا مِن نزعاتِ الهوىٰ الخفيِّ والجليِّ، وتتمُّ فيهِم القدرَة علىٰ إِفراغ الحياةِ الإنسانيَّة فِي القَالب الذِي يريدُون، وتسييرِها نحوَ الوجهةِ التِي يَبتغون.

فإِذا بَلغ هَذا الاستعدادُ تمامَه، فمَا مِن شكٍّ أنَّ الباطِل مندحِر، وأنَّ رايتَه منكَّسة، وأنَّ أتباعَه زائِلون.

- محمَّد الغزالِي. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

09 Sep, 19:00


﴿وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا ۝ ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّنَذَرُ ٱلظَّٰلِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا﴾.

وهَذا خطابٌ لسَائر الخلائِق، برِّهم وفاجرهِم، مؤمِنهم وكافرهِم، أنهُ مَا منهُم مِن أحدٍ إلَّا سيَردُ النارَ، حكماً حتمَه الله علىٰ نفسِه، وأوعدَ بهِ عبادَه، فلَا بدَّ مِن نفوذِه، ولَا محيدَ عَن وقوعِه.

واختُلف فِي معنىٰ الورودِ، فقِيل: ورودُها حضورُها للخلائِق كلِّهم، حتىٰ يحصُل الانزعاجُ مِن كلِّ أحدِ، ثمَّ بعدُ ينجِّي الله المُتقين، وقِيل: ورودُها دخولهَا، فتكُون علىٰ المُؤمنين برداً وسلاماً، وقِيل: الورودُ هوَ المرورُ علىٰ الصراطِ الذِي هوَ علىٰ مَتن جهنَّم، فيمرُّ الناسُ علىٰ قدرِ أعمالِهم، فمنهُم مَن يمرُّ كَلمح البصَر، وكالرِّيح، وكأجاويدِ الخَيل، وكأجاويدِ الرِّكاب، ومنهُم مَن يسعىٰ، ومنهُم مَن يمشِي مشياً، ومنهُم مَن يزحَف زحفاً، ومنهُم مَن يُخطف فيُلقىٰ فِي النارِ، كلٌّ بحَسب تقواهُ.

﴿ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ﴾ الله تعالىٰ بفِعل المأمُور واجتِناب المَحظور، ﴿وَّنَذَرُ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ أنفسَهم بالكفرِ والمعاصِي ﴿فِيهَا جِثِيًّا﴾، وهَذا بسَبب ظلمِهم وكفرهِم وجبَ لهُم الخلودُ، وحقَّ عليهِم العذابُ، وتقطَّعت بهِم الأسبابُ.

- عبدُ الرَّحمن السَّعدي. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

01 Sep, 19:00


إنَّ الدُّنيا حُلوة خضِرة، وإنَّ الله مستخلفكُم فيهَا، فينظرُ كَيف تعمَلون، فاتَّقوا الدُّنيا واتَّقوا النسَاء، فإنَّ أوَّل فتنةِ بَني إسرائِيل كَانت فِي النسَاء.

- نبيُّنا ﷺ. 🕊️

شَذَرَاتٌ.°•

30 Aug, 19:00


أيُّها العالِق علىٰ هامشِ الحياةِ، متىٰ ستصبحُ مَتناً فِي قصَّتك؟!

إِن راقتِ الأيَّام أَو رَانت، كلُّ لحظةٍ محسُوبة عليكَ، والحيَاة صارمَة لَا تبالِي، ولَا تنتظرُ أحداً، فلمَاذا تؤجِّل عيشَ الحياةِ؟!
 
ويَا ليتكَ تدرِي أيَّ حسرةٍ ستُبلي قلبكَ حِين يمرُّ بكَ العمرُ أمَداً، فتجدُ أنكَ أمضيتَ حياتكَ، لَا مُعاشة، وإنمَا حِداداً علىٰ حياةٍ متخيَّلة.

- لِقائله. 🕊️