مَجمَعُ الفَوَائِد

قصيدتان جميلتان، في الحث على الحفظ، وبيان أهميته وأنه أساس العلم. لا أمل من قراءتهما.

من كتاب روضة العقلاء لابن حبان البستي.

المختصر في العقيدة
للشيخ خالد المشيقح

من أسهل الكتب في العقيدة وأجملها، ولعله من أوائل الكتب التي درستها في العقيدة قبل سنوات، وسمعت له شرح للشيخ عثمان؛ يسّره، و وضحّه أكثر وأكثر، أنصح المبتدئين فيه.

ساعة الاستجابة في يوم الجمعة

عن جابرٍ رَضِيَ اللهُ عنه، عنِ النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قال: ((يومُ الجُمُعةِ اثنا عَشرَ ساعةً، فيها ساعةٌ لا يُوجَدُ مسلمٌ يسألُ اللهَ فيها شيئًا إلَّا أعْطاه؛ فالْتَمِسوها آخِرَ ساعةٍ بعدَ العصرِ .

📚- اسناده صحيح، رواه أبي داود والنسائي والحاكم وجمع من أهل العلم.

••••••••••••••••••••••••

يحرص النبيه على استغلال كل ثانية فيها بالدعاء، وليس قوله ﷺ "ساعة" أنها ٦٠ دقيقة فقط، فالساعة عند العرب فترة من الزمن يدركها العقل وهي قريبة من ساعتنا، ربما أقل وربما أكثر، لكن المرء تحوطًا من التفريط بهذه الساعة؛ يبدأ دعاء الله من بعد العصر مباشرة إلى المغرب، فإن هذه الحِقبة تسمى ساعة.

الجواب:
لدينا نجاسة، كيف نزيلها؟ قلنا القاعدة في المذهب: أن النجاسة لا تزال إلا بسبع غسلات.

إذن نحتاج إلى سبع غسلات من الماء الطاهر، فنسكب الماء على محل النجاسة ونغسله، ثم نغسله مرة ثانية وثالثة ورابعة.. إلى المرة السابعة، فإذا النجاسة اختفت، ولم يبقى لها أثر، لا لون ولا رائحة ولا جُرم؛ فإذن المكان قد طهر، فيكون الماء الذي انفصل عن النجاسة بعد غسلها في المرة السابعة طاهرا غير نجس. بشرط أن لا يكون متغيرا، ويُفهم من هذا أن الغسلة الأولى إلى السادسة كان الماء المتصل بالنجاسة نجس مثلها، ففي المرة السابعة التي طهر فيها المحل؛ عادت إلى أصل طهوريته.

وهذا مستفاد من أول كلام البهوتي في الرسالة، حيث قال:
((أو كان آخر غسلة زالت النجاسة بها) وانفصل غير متغير (فطاهر) لأن المنفصل بعض المتصل، والمتصل طاهر)

فالغسلة السابعة إن لم تتغير بالنجاسة، كأن يتغير لونها أو ريحها أو طعمها أو أحد أوصافها عموما؛ وانفصلت عن المحل النجس، فلم تبقى بين النجاسة لو نقلت النجاسة إلى مكان آخر مثلا، وبقي ماء من الغسلة السابعة الذي طهر المحل تكون طاهرة، وعليه فالمكان يكون طاهرا.

#تمرين_فقهي:

قال الفقهاء: أن المتصل بالنجاسة يعد نجسا مثلها، كما ذكر البهوتي في الروض قائلا:

(أو كان آخر غسلة زالت النجاسة بها) وانفصل غير متغير (فطاهر) لأن المنفصل بعض المتصل، والمتصل طاهر.. (والنجس ماتغير بنجاسة) قليلا كان أو كثيرا. (أو لاقاها) أي: لاقى النجاسة (وهو يسير) دون القلتين، فينجس بمجرد الملاقاة.. (أو انفصل عن محل نجاسة) متغيرا، أو (قبل زوالها) فنجس. فما انفصل قبل السابعة، نجس، وكذا: ما انفصل قبل زوال عين النجاسة، ولو بعدها، أو متغيرا. انتهى كلامه.

وهناك قاعدة عند الحنابلة: أن كل نجس لا يطهر إلا بعد غسله سبع مرات.

فالسؤال هنا: لو كان في أرضية دورة المياة نجاسة، وأردنا أن نطهر مكانها بالماء، فلو صببنا عليه الماء لن يطهر، لأن الماء سيلاقي النجاسة، وبما أنه أقل من قلتين فستبقى نجسة لأننا كلما صببنا عليها الماء صار هذا الماء نجسا، فكيف نطهر النجاسة بنجاسة!؟

[فائدة: القلتين بالموازين المعاصرة هي 192٫25 لتر] مئة واثنان وتسعون لتر وربع.

أجب بينك وبين نفسك، مستفيدا من كلام البهوتي الذي ذكرته في الأعلى.
وسأجيب بعد قليل عن هذه المسألة

‏(النسوية) أعظم فتنة مرّت على النساء

‏وعامة النساء لا يدركنّ أنّ حتى بعض طالبات العلم تأثرن فيها، ثم حاولنّ إلباسها لباساً شرعياً بأضعف وأشذ الآراء والأقوال، ويجعلنّ عامة واجبات المرأة في دائرة (المختلف به - الضعيف - قول غير راجح)

‏وعامة مادتهن تشويه وتجريح في الأحكام التي تخالف المبادئ (النسوية). فمن يجرؤ الآن أن يذكر أن الله جعل القوامة للرجل في القران! ‏أو يذكر طاعة الزوج! أو التعدد! أو أن الأصل في المرأة القرار في بيتها كما فرضه الله على من هنّ خير منهن!

وللأسف يتأثر بجرثومة النسوية المؤسلمة: السواد الأعظم من النساء، -إلا من رحمها الله وعافاها- ، إذ الفكر النسوي موافق لهوى المرأة، كالفكر الذكوري الموافق لهوى وتسلط الرجل، ولكن الوازع الديني حاجز يدفع هذا الهوى بقدر ما في قلب المخاطب من نور وهُدى، ولكن إذا لُبّس هذا الهوى بغطاء التدين كان تشرّب القلب له أبلغ. فيتعبد الله بما يعارض أمر الله، ويظن أنه يحسن عملاً ! وهو ممن ﴿اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلمٍ﴾ وممن ﴿زُيِّنَ لَهُ سوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا﴾ [فاطر: ٨]

وهذا الخطاب يشمل من اضمحل في فؤاده النور الإلهي الذي بعث به الله النبين، الذين بُعثوا بأن يُسلّم المرء أمره لله بما أمره، كما قال سبحانه: ‏﴿وَما كانَ لِمُؤمِنٍ وَلا مُؤمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسولُهُ أَمرًا أَن يَكونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِن أَمرِهِم وَمَن يَعصِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد ضَلَّ ضَلالًا مُبينًا﴾ [الأحزاب: ٣٦]

فيشمل الزائغون ذكرانًا وإناثا، فبعض الذكور قد يجري على ألسنتهم في الجدال مع النسوة اتهامهن بالنقص والحُمق والقصور العقلي والنفسي العاطفي إلى آخره.. وقد يذكروا قول النبي ﷺ ما رأيت من ناقصات عقل ودين.. الحديث. وهذا المعنى المقول عليه؛ كذب، فالنبي ﷺ عندما ذكر نقصان عقل المرأة ودينها؛ ذكر في الحديث نفسه أن المقصود بنقصان العقل: أن شهادتها بنصف شهادة الرجل، ونقصان دينها: بما تترك من الصلاة والصوم بسبب الحيض، ولم يقل النبي ﷺ أن نقصان عقلها: يعني حمقها وجنونها، ونقصان دينها: يعني فسوقها وفجورها !! فإنه قد ذكر أن أحب الناس إليه عائشة، وذكر أن سيدة نساء أهل الجنة فاطمة، ولا يمكن أن تكون سيدة نساء الجنة وأحب الناس إليه: حمقاء فاسقة !! فكما أن فتنة النسوية تشربتها بعض النساء؛ تشربت الذكورية بعض الرجال!

ولا هذا ولا تلك على أمر الله، وإن تلبسا بلباس طلاب العلم والاستقامة، فإن هذا مما لم يأمر به الله ، بل ولم يشرعه حتى مع الكفار، فالله أمر نبيه ﷺ بأن يخاطب الكفار ويجادلتهم بالتي هي أحسن، وهذا مع المسلمون من باب أولى، وخاصة في زمن تاهت القلوب والجوارح في طرقات الشهوات، وفي أزقة الشبهات، وصار المؤمن فيه كالقابض على جمرة، بل جمرات !

ساعة الاستجابة في يوم الجمعة

عن جابرٍ رَضِيَ اللهُ عنه، عنِ النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قال: ((يومُ الجُمُعةِ اثنا عَشرَ ساعةً، فيها ساعةٌ لا يُوجَدُ مسلمٌ يسألُ اللهَ فيها شيئًا إلَّا أعْطاه؛ فالْتَمِسوها آخِرَ ساعةٍ بعدَ العصرِ .

📚- اسناده صحيح، رواه أبي داود والنسائي والحاكم وجمع من أهل العلم.

••••••••••••••••••••••••

يحرص النبيه على استغلال كل ثانية فيها بالدعاء، وليس قوله ﷺ "ساعة" أنها ٦٠ دقيقة فقط، فالساعة عند العرب فترة من الزمن يدركها العقل وهي قريبة من ساعتنا، ربما أقل وربما أكثر، لكن المرء تحوطًا من التفريط بهذه الساعة؛ يبدأ دعاء الله من بعد العصر مباشرة إلى المغرب، فإن هذه الحِقبة تسمى ساعة.

الشيخ الإثيوبي رحمه الله، من العلماء المحدثين الكبار، شرح كتب السنن بشروح قل نظيرها، وعدم مثيلها، وقل من استطاع قراءتها فضلا عن كتابة مثلها، أو قريب منها.

شرح صحيح مسلم: في (45 مجلدا)
وشرح سنن النسائي: في (42 جزءا)
وشرح سنن الترمذي: في (18 مجلدا ولم يكتمل)
وشرح سنن ابن ماجه: كتب منه (4 مجلدات ولم يكمله)

وله مئات المجلدات والمصنفات، المحررات، المنثورات منها والمنظومات. رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته.

‏**رؤيا النبي ﷺ..

‏رأى الشيخ العلامة محمد الأمين الهرري الأثيوبي -رحمه الله- النبي ﷺفي منامه عندما كان يشرح صحيح الإمام مسلم وأخفى هذه الرؤيا خوفاً من الفتنة والغرور..

‏فأخرجها ابنه رضوان بعد وفاة والده..
‏رحم الله الشيخ محمد وجمعنا به في جنات النعيم. «منقول»

التحذير من الإعجاب بالنفس

ابن الجوزي في صيد الخاطر:

والعجب كل العجب ممن يرى نفسه! أتراه بماذا رآها؟!
إن كان بالعلم؛ فقد سبقه العلماء،
وإن كان بالتعبد، فقد سبقه العباد،
أو بالمال، فإن المال لا يوجب بنفسه فضيلة دينية.

فإن قال: قد عرفت ما لم يعرف غيري من العلم في زمني، فما علي ممن تقدم؟ قيل له: ما نأمرك يا حافظ القرآن أن ترى نفسك في الحفظ كمن يحفظ النصف، ولا يا فقيه أن ترى نفسك في العلم كالعامي؛ إنما نحذر عليك أن ترى نفسك خيرا من ذلك الشخص المؤمن، وإن قل علمه، فإن الخيرية بالمعاني لا بصورة العلم والعبادة.

- ومن تلمح خصال نفسه وذنوبها؛ علم أنه على يقين من الذنوب والتقصير، وهو من حال غيره على وشك، فالذي يحذر منه الإعجاب بالنفس، ورؤية التقدم في أحوال الآخرة.


والمؤمن لا يزال يحتقر نفسه. وقد قيل لعمر بن عبد العزيز رحمه الله: إن مت، ندفنك في حجرة رسول الله ﷺ؟ فقال: لأن ألقى الله بكل ذنب غير الشرك أحب إلى من أن أرى نفسي أهلا لذلك.




قناة أحمد بن ناصر القعيمي 📚 https://t.me/Algoayme

كان يقال فيما مضى:
يصعب عليك قول الحق
إذا كنت مستفيدا من الباطل

المدراج الفقهي

الحمدلله الذي فقه في الدين من أراد به خيرا،
أما بعد:

فلا شك أن الفقه -وهو: العلم بالأحكام الشرعية المستمدة من أدلتها التفصيلية- مهم جدا، وأكثر ما يحتاجه المسلمون، وأهم ما يحتاجه الناس بعد العقيدة. ولا بد لطالب العلم مهما كان تخصصه أن يكون ضابطا لمتن فقهي واحد كأدنى الخير، وأعني بالضبط أن يكون فاهما له، وفي هذا المقال سأحاول جمع ما يحتاجه الطالب في ذلك.

اولاً: كثرة الخيارات
كتب الفقه كثيرة، والمسائل الفقهية أكثر، والنوازل اكثر وأكثر. وقد يتحير الطالب في ضبط الفقه، ومعرفة سبله، لكثرة الخيارات، وقلة الإشارات. والأمر يحتاج إلى نية صادقة، وهمة مصادقة، لضبط الفقه عموما.

فعلم الفقه ثقيل، وصعب، وهذا لا يخفى، ولذلك كان من اكثر العلوم الذي يحتاج إلى تمعن وتأمل وتمهل في دراسته، فيمكن للمرء ان يقرأ تفسير الطبري (25 مجلد) في شهر، وتاريخ الذهبي (50 مجلد) في شهرين، ولكن لا يمكن أن يضبط متنا فقيها ضبطا كاملا في هذه المدة. فلا بد أن يفهم الطالب قبل طلبه؛ أن ما يطلبه يحتاج جهد بليغ، وصدق وأمانة في طلبه، وصبر عظيم.

ثانيا: كثرة الكتب تُضيع، لا تفيد
كنت أقرأ في سيرة ابن عثيمين ومشايخه أن مكتبتهم لا تجاوز الخمسمائة كتاب، وكنت استغرب ذلك، ومع مرور الوقت تعلمت أن كثرة الكتب تشتت لا تنفع -بالجملة-. فالفقيه لا يحتاج لأكثر من بضع كتب في الفقه، يدوام عليها، شرحا وفهما وحفظا، ليكون فقيها.

ثالثا: بما أبدأ، وبأي مذهب ؟
تبدأ بالمختصرات، وعليك بمختصر او اثنين فقط، وشرح لهما يوضحهما لك، ويكون جامعا شاملا، من شرح الألفاظ، وتبيين العبارات، وإيضاح المبهمات، وذكر الأدلة، ومعتمد المذهب.

وأما المذهب: فالطالب يبدأ بمذهب بلده، وأعني بالمذهب هنا المذهب الفقهي لا العقدي، فالمذهب العقدي لا يجوز أن يكون على غير عقيدة النبي ﷺ.

ولكن المذهب الفقهي بعمومه هو اختلاف في المدرسة الفقهية فقط، وهي المذاهب الاربعة، الشافعية والمالكية والحنابلة والحنفية. وهؤلاء من اهل السنة، مع الانتباه لما وقع لبعض متأخري المنتسبين لهم من الخطأ ونحوه.

فمذهب طالب العلم هو مذهب بلده. ففي شبه الجزيرة مذهبهم الحنابلة، وفي اليمن والشام ومصر والأردن والعراق شافعية، وفي غرب إفريقية كالمغرب والجزائر مذهبهم مالكي. ومن كان من خارج هذه البلاد فيختار المذهب الذي عليه من حوله، فإن لم يكن: فله أن يختار أي مذهب، والأمر يسير في هذه المذاهب، إذ أن اختيارها مجرد نقطة بداية، وبعد ضبطه ينتقل للخلاف العالي وسيأتي شرحه.

فمن كان من المالكية: يبدأ :
- متن ابن عاشر
- الرسالة للقيرواني
- مختصر خليل

والشافعية:
- سفينة النجاة
- المقدمة الحضرمية
- مختصر ابي شجاع
- المنهاج لأبي زكريا

والحنابلة:
- اخصر المختصرات
- زاد المستقنع
- الروض المربع
- كشاف القناع

فكل طالب يختار منهجه بحسب مذهبه، وبعد دراسة هذه المتون دراسة متقنة متمعنة؛ وبعد حفظ متن صغير من أيها شاء، ينتقل الطالب للتوسع، ولكن قبله يدرس أدلة الأحكام، مثل:
1 - عمدة الأحكام
2 - بلوغ المرام

فإذا درسها وفهمها كاملة؛ انتقل إلى الخلاف العالي، ليطلع عليه، ويقرأ فيه، ومن أهم الكتب فيه:

1 - الإفصاح على المذاهب الأربعة
2 - اختلاف الفقهاء للمروذي
3 - بداية المجتهد لابن رشد الحفيد
4 - المغني لابن قدامة

وعلى هذه الكتب يدور الطالب، وكلما انتهى منها عاد وقرأها، خاصة بداية المجتهد والمغني، وأما اختلاف الفقهاء والإفصاح فهما مختصران في الخلاف، ويصلحنا ليكونا خطوة اولى للخلاف العالي. ولا حاجة لتكرارهما، والمغني هو الأم في هذا الفن.

رابعا: الأدلة
وأيضا يجب على الطالب الإطلاع على الأدلة، من الكتاب والسنة، ولا يكتفي بالمتون، فلا بد أن يكون قارئا لكتب السنة، ويجعل له خطة يجرد بها كتب الحديث، قراءة فقط دون شرح، وإن تعسر عليه فهم حديث يقرأ شرح له، فيقرأ كتب السنة بالترتيب المقترح:
1 - سنن الترمذي
2 - سنن ابي داود
3 - سنن ابن ماجه
4 - سنن النسائي
5 - صحيح مسلم
6 - صحيح البخاري

ثم إن يسر الله له، يكمل:
7 - موطأ مالك
8 - سنن الدارمي
9 - مسند أحمد

فإن فعل ذلك كان الفقيه بحق!
والله الموفق

هذا المصحف جميل، من حيث مظهره، ولم أتصفح عامة خدماته، ولكن مظهره جميل وهادئ ومريح للعين، وهو من إصدارات الجهة المسؤولة عن خدمة الحرمين الشريفين.

ظهور البادرة الملعونة

لا شك أن حفظ الدين من الضروريات التي لابد أن تحفظ للمسلمين، ومن حفظ الدين الحفاظ على مكانة العلماء في قلوب المسلمين، لأنهم حملة الدين.

وقد ازداد ظهور البادرة الملعونة التي ذكرها الشيخ العلامة بكر أبو زيد رحمه الله في كتابه (تصنيف الناس بين الظن واليقين)وهي قوله: ‏(وبهذا تعلم أن تلك البادرة الملعونة من تكفير الأئمة: النووي، وابن دقيق العيد، وابن حجر العسقلاني-رحمهم الله تعالى- أو الحط من أقدارهم، أو أنهم مبتدعة ضلال، كل هذا من عمل الشيطان، وباب ضلالةٍ وإضلال، وفسادٌ وإفساد، وإذا جُرّح شهود الشرع جُرّح المشهود به، ولكن الأغرار لا يفقهون ولا يتثبتون) انتهى.
وهذا الكتاب صنفه الشيخ وطبعه في عام ١٤١٤ في وقت حياة العالمين الشيخين : ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله

أقول: كان من هؤلاء الذين تكلموا على النووي وابن حجر وغيرهما تطاولٌ أيضا على شيخ الإسلام ابن تيمية والشيخ العلامة محمد بن عبدالوهاب رحمهما الله رحمة واسعة وتوسعهما في الإعذار في بعض نصوصهم وغير ذلك، لكنهم مكبوتون ولله الحمد بوجود أهل العلم الكبار العقلاء كالشيخين ابن باز وابن عثيمين، فلما ظهرت في هذا الزمن هذه البادرة الملعونة صار الجو خصبا لظهور من يتطاول أيضا على شيخ الإسلام ابن تيمية وقد سمعت وقرأت في هذه الأيام ما لم أكن أتصوره طوال عمري .

وكنت لما سمعت مقطعا طويلا في الحط من شيخ الإسلام أقلب نظري في تاريخ التسجيل لعله قديم، أو الكتابة قديمة فإذا هي جديدة فلم أصدق الواقع والله .

وإن كنت أعتقد عدم العصمة في شيخ الإسلام ولا غيره إلا محمدا صلى الله عليه وسلم .

وهؤلاء أهل هذه البادرة الملعونة لقوا تأييدا من البعض إما بالسكوت أو بالإعراض، لقصود كانت في أفهام المؤيدين سواء كانت حسنة أو ليست حسنة .

فأصبح الغلمانُ يتناقلون أقوالَ الأئمة السابقين - كالإمام أحمد وغيره - وينشرونها بين عامة الطلاب، ويجعلونها الفيصل في الاعتقاد ويكفرون بها ويفسقون، وهم والله لا يحسنون الكتابة نحويا ولا النطق به، فكيف يستخرجون من النصوص ما يُوصلهم إلى هذا الحد، والبعض يكتب بلهجته العامية الدارجة في بلده ويكفر ويرمي غيره، وبعضهم يلعن ويسب ويتكلم بكلام بذئ ويدعو على غيره بالنار كل يوم تقريبا وغير ذلك مما لم نكن عهدناه في العلماء الذين عشنا معهم ولم نسمع منهم إلا آية أو حديثا أو اعتقادا سليما صحيحا ولله الحمد كالشيخ ابن باز وابن عثيمين وابن جبرين وبكر أبو زيد، والفوزان ومن قبلهم كالإمام الأكبر محمد بن إبراهيم رحمة الله عليهم رحمة واسعة.

وقد قال صلى الله عليه وسلم: (ليس المُؤمِنُ بالطَّعَّانِ ولا اللَّعَّانِ ولا الفاحشِ ولا البَذيءِ). رواه الترمذي .

والملاحظ أن هؤلاء لا يغادرون وسائل التواصل يوميا بل وطوال اليووم ، فبعضهم يسجل كل يوم مقطعا أو مقطعين أو أكثر وبعضهم يكون جمهورا في الرد والمناقشة والحكم السريع على المناقش بشكل فوري كل يوم فمتى يطلب العلم هؤلاء؟! والله لا أدري متى يحفظون ؟ ومتى يقرأون؟ ومتى يستمعون الدروس.

والبعض منهم: يتعامل مع نصوص الإمام أحمد كأنه القاضي أو أبو الخطاب أو ابن عقيل ؟! وهذا قصور في العقل والله والبعض يعلم أنه غلام صغير ما طر شاربه؟

كلام شيخ الإسلام ابن تيمية كثير جدا تصعب الإحاطة به فكيف بالإمام أحمد، وإن أحاط بكلامه أحد فكيف سيكون فهمه؟!
والبعض يصور الإمام أحمد : أنه جالس طوال يومه في الكلام في فلان وفلان، ولو جمع كلامه رحمه الله في الرجال لم يكن يشكل إلا جزءا يسيرا جدا من كلامه، ثم هو يتكلم لله تعالى فقط . لا لحشد الجماهير .


فعلى طالب العلم أن ينأى بنفسه عن هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم للقيل والقال في فلان وفلان، وأن يشتغل بما سيحاسب عنه يوم القيامة

وقد قال الله تعالى:( والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربّنا إنك رؤوف رحيم)

أسأل الله الهداية للجميع .




قناة أحمد بن ناصر القعيمي 📚 https://t.me/Algoayme

أذكار الصباح والمساء

للتذكير: ليس لدي أي حساب آخر على منصات التواصل الاجتماعي، ليس هناك سوى هذا الحساب في التلغرام، وفي الإنستغرام (q0i111@)
فقط.

وأي صفحة اخرى تنتحل اسمي وهويتي وليست لي. ولم اكن مهتما بهذا التنبيه من قبل، ولكن رأيت عدة صفحات على منصات مختلفة باسمي وصوري التي انشرها وتدعي انها أنا، وتنشر اموراً لا ارتضيها.

لا أمانع بنشر ما انشره من العلم والفوائد الشرعية، ولكن انتحال شخصيتي هذا يضرني.

المنهج النبوي في حفظ القرآن

علم النبي ﷺ الصحابة كتاب الله، وصاروا بتعلمهم إياه؛ خير الخلق بعد الأنبياء، ومقدمي العارفين والعلماء، فحفظوه الأمانة، وأدّوا الكتاب بصيانة، من معانٍ وعمل، ونقلٍ بلا كلل ولا ملل، بإتقان ومعية، وإفصاح للرعية. فجزاهم الله جنات عدن نزلا، والفردوس منزلا.

ومنهجهم الذي تعلموه، رووه وعلموه، ومن ذلك ما أُسنِدنَاه من حديث الأعمش عن شقيق عن ابن مسعود صاحب رسول الله ﷺ، قال: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آياتٍ لم يُجاوِزهن حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن.

ومن حديث جرير عن عطاء عن أبي عبدالرحمن قال: حدثنا الذين كانوا يُقرئوننا [القرآن] أنهم كانوا يستقرئون من النبي ﷺ، فكانوا إذا تعلموا عشر آياتٍ لم يُخلفوها حتى يتعلموا بما فيها من العمل، فتعلمنا القرآن والعمل جميعا.


فالصحابة كانوا يقرأون من النبي ﷺ عشر آياتٍ ويحفظونها، ثم يتعلمون تفسيرها، وما فيها من العمل، من الواجبات والمحرمات، فيتعلمون الحلال ويحلّونه، والحرام ويحرّمونه. ثم يتعلمون عشر آيات بعدها، ويفعلون ما فعلوا بالعشر الأولى.

ومما عمت به البلوى، وتصدع به الثكلى، ما صار الحال إليه، واستقر المآل عليه، من حفظ أحرف القرآن، وتضييع ما به عمل، وهجر ما فيه من علم. حتى صار حافظ قرآن لا يفقه ما فيه، ولا ما خرج من فيه، وقد روينا من رواية أشعث بن إسحاق، عن جعفر عن سعيد بن جبير، قال: من قرأ القرآن ثم لم يفسره، كان كالأعجمي.

إذن:
- يحفظ عشر آيات
- يتعلم تفسيرهن
ثم يحفظ العشر الذي بعدهن، وهكذا..

والحمدلله

تأثير المرأة على الرجل

قال تعالى:
﴿وَخُلِقَ الإِنسانُ ضَعيفًا﴾ [النساء: ٢٨]

قال طاووس: أي في أمور النساء، ليس يكون الرجل في شيء أضعف منه في النساء. وقال وكيع: يذهب عقله عِندهنّ. (الطبري 6/625)

وقال جرير:
يصرعنَّ ذا اللب حتى لا حراك بهِ
وَهُنَّ اضعفُ خلقِ اللهِ إنسانًا

(ذا اللب) يريد به الرجل الحاذق ذا العقل. فمع كونهنّ ضِعاف البنية، رقيقات الطبع، لينات المطبع؛ إلا أنهن يصرعن الرجل العظيم الذي لو اجتمع عليه رجال لما استطاعوه، وهذا التأثير والغَلَبة؛ على النفس.