النقشبندية الجودية: محمد نصار

الإقبال علامة الجذب، والتمنع علامة الجدب.
إما شَرَفٌ بالدخول، أو شَرَقٌ وذُحول.
الصادق يلقي نفسه في البحر ولا يبالغ في التفتيش فيكون ناحتًا في الصخر.
كل مجازٍ باطنًا شريف القدر، ويكفي اصطفاؤه للدلالة لحصول الفخر، ولا فخر.
( ذحول جمع ذَحل: الحقد والعداوة والثأر. )

ترك التكلف والتفيهق والتشدق والتعالم والرغبة في الظهور على الأقران بخلق أو معرفة من آكد الآداب. تكلم هينا وامش هونا وبش في وجه أخيك.
اللهم أدبنا بآداب من تحب وبكل خلق تحب.

الإخوة النقشبندية، والإخوة المتابعون لنا من غير أن يأخذوا الطريقة، لا تغفلوا عن قراءة حزب الخلاصة المرضية أبدا، وفي اليوم مرة، والأفضل مرتين صباحا ومساء.

من جميل الاتفاقات أن صاحب متن الرسالة النقشبندية الولي الكبير الشيخ تاج الدين العثماني (نسبة لذي النورين رضي الله عنه) توفي في مكة سنة 1050 هجرية، وهي سنة ميلاد شارح رسالته الإمام عبد الغني النابلسي.

https://us06web.zoom.us/j/82167049703?pwd=BvrQRUfiutjeM9B6Vd9RtBeEoBoj61.1

رابط درس اليوم في تمام السادسة والنصف بتوقيت القاهرة

قال ابن كثير في البداية والنهاية
وكانت [السيدة مارية] من قرية ببلاد مصر يقال لها حفن من كورة أنصنا، وقد وَضَعَ عن أهل هذه البلدة معاويةُ بن أبي سفيان- في أيام إمارته- الخراجَ إكراما لها من أجل أنها حملت من رسول الله صلى الله عليه وسلم بولد ذكر وهو إبراهيم عليه السلام. أهـ

لم نعرف آل البيت إلا بعد الطريقة. وأذكر مرة أنني قلت لشيخي بعد أخذي الطريقة بنحو سنتين: كل معرفتنا قبل الطريقة إنما هي بالصحابة من غير آل البيت عدا سيدنا عليا. فكان من فضل الطريقة علينا تعريفنا بالسادة أهل الكساء.
وسمعته يخاطب السيدة زينب بنت سيدنا علي رضي الله عنهما قائلا: السلام عليكِ يا سيدة نساء العالمين وراثة لأمك السيدة الزهراء.
أي السيادة للزهراء مطلقا، وللسيدة زينب في وقتها أو بكونها صورة لمولاتنا السيدة فاطمة.
فكيف بسيدنا الحسين رضي الله عنه وهو صورة جده وأبيه!

وقد كان أخي سيدي أفضل الدين رحمه الله تعالى يقول: إني أحب أن آكل طعام من يحبني إذا كان حلالا، دون طعام من يعتقدني، فقلت له: ما الفرق بينهما؟ فقال: لأن المحب لا يتزلزل عن محبتي إذا وقعت في زلة، بل يحبني محبة الوالدة لولدها، فهي تسمح بالإحسان إليه سواء اتصف بالصلاح أو لم يتصف، وأما المعتقد فإنما يحبني مادام الصلاح قائما، وأنا لا أقدر على المداومة على الاستقامة اهـ.
وهذا الأمر قل من يتنبه له من الإخوان، فافهم يا أخي ذلك، واعمل على التخلق به ترشد، والله سبحانه وتعالى يتولى هداك، والحمد لله رب العالمين

https://www.facebook.com/share/r/15nHMBMyV9/

تسويلات الشيطان اللعين منعهم من أداء الفرائض وحملهم على أداء النوافل وصدهم عن أداء الزكاة

( وصوم ) شهر رمضان المبارك أيضاً من واجبات الإسلام وضروريات الدين فينبغى الاهتمام فى أدائه أيضاً ولا ينبغى الإفطار بأعذار غير مسموعة قال النبى عليه وعلى آله الصلاة والسلام والتحية الصوم جنة من نار جهنم فإن كان بعض الأعذار مانعاً من الصوم وملجأ إلى الإفطار كمرض وركوب متن الأسفار ينبغى قضاؤه بلا مهلة بعد زوال الأعذار دون أن يؤخره بالتكاسل إلى مرور الآصال والإبكار فإن العبد ليس له اختيار كلى بل له مولى لابد له من المعاشرة بمقتضى أوامره ونواهيه حتى يتصور رجاء النجاة فلو لم يكن كذلك يكون عبداً متمرداً جزاؤه أنواع العقوبات .
( والركن ) الخامس من أركان الإسلام حج البيت الحرام وله شرائط مذكورة فى كتب الفقه فإذا تحققت شرائطه يجب أداؤه قال النبى صلى الله عليه وسلم الحج يهدم ما كان قبله من المعاصى وينبغى حسن الاحتياط فى الحل والحرمة الشرعيين والامتناع عما منع عنه صاحب الشريعة عليه وعلى آله الصلاة والتحية والمحافظة على الحدود الشرعية لو كان المطلوب السلامة والنجاة إلى متى يمتد نوم الأرنب وحتى متى قطن الغفلة فى الصماخ فإن الأرنب سيوقظ والقطن سينزع فلا يكون نقد الوقت حينئذ غير الندامة والحسرة والخجالة والخسارة الموت قريب وأنواع عذاب الآخرة مهيأة من مات فقد قامت قيامته ينبغى الانتباه قبل أن ينبه فإن حينئذ لا ينفع والعمل بمقتضى الأوامر والنواهى الشرعيتين والاجتناب عن موجبات العذاب الأخروى قال الله تعالى قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة الآية.

( وبعد تصحيح ) الاعتقاد وإتيان الأعمال الصالحة بمقتضى الشريعة الحقة على صاحبها الصلاة والسلام والتحية ينبغى تعمير الأوقات بالذكر الإلهى جل شأنه وأن لا يكون فارغا عن ذكره تعالى أصلا فإن كان الظاهر مشغولا بالخلق ينبغى أن يجعل الباطن بالحق سبحانه وأن يكون ملتذا بذكره تعالى وهذه الدولة متيسرة للمتبدئين فى طريقة خواجكان قدس الله أسرارهم فى أول قدم فى صحبة الشيخ الكامل المكمل بعناية الله سبحانه وتعالى ولعله حصل لكم الإيمان بهذا المعنى بل تيسر نصيب منه ولو كان قليلا وكلما حصل ينبغى المحافظة عليه والقيام بشكره والرجاء فى الزيادة وحيث أن فى طريقة الحضرات النقشبندية اندراج النهاية فى البداية فإن حصل قليل منها فهو كثير فإن السالك له خبر فى البداية من النهاية ولكن ينبغى للمبتدئ أن يستقل ما حصله وإن كان كثيراً من غير أن يكون فارغاً عن شكره بل ينبغى أداء شكره وطلب الزيادة والمقصود الأصلى من الذكر زوال التعلق بما دون الحق سبحانه الذى المرض القلبى عبارة عنه ومالم يحصل هذا الزوال لا يكون نصيب من حقيقة الإيمان ولا يتيسر والسهولة فى أداء الأحكام الشرعية .

إلا فاذكروا رب البرايا فإنه *** صفاء القلوب والغذاء لأرواح
وينبغى أن لا يكون المطلوب من أكل الطعام حظ النفس بل يكون حصول القوة والاستطاعة على العبادة فإن لم تتيسر هذه النية فى الابتداء ينبغى أن يكون عليها بالتكلف وإن يلتجئ ويتضرع لتيسر هذه النية وكذلك ينبغى أن تكون النية فى لبس اللباس التزين للعبادة وأداء الصلاة فإنه قد ورد فى القرآن المجيد خذوا زينتكم عند كل مسجد ولا يكون المقصود من لبس الألبسة المزينة مرآة الخلق فإنها ممنوع عنها وكذلك ينبغى أن يسعى فى أن يكون المنظور فى جميع الأفعال والحركات والسكنات رضى المولى جل سلطانه وأن يعمل بمقتضى شريعته الحقة ففى هذا الوقت يكون كل من الظاهر والباطن متوجها إلى الحق تعالى وذاكرا له سبحانه مثلا إذا اختار العبد النوم الذى هو غفلة من أوله إلى آخره بنية دفع التكاسل فى أداء الطاعة يكون ذلك النوم بهذه النية عين العبادة فما دام فى ذاك النوم فكأنه فى الطاعة لكونه بنية أداء الطاعة وقد ورد فى الخبر نوم العلماء عبادة وإن كنت أعلم أن حصول هذا المعنى فيكم اليوم متعذر لهجوم الموانع ووجود التزام العادات والرسوم وكون المنظور الحمية والأنفة التى هى مضادة للشريعة الغراء فإن الشريعة واردة الدفع الرسوم والعادات ورفع الحمية الجاهلية الناشية عن النفس الأمارة ولكن إذا حصلت المداومة على الذكر القلبى وأداء الصلوات الخمس بشرائطها من غير فتور بتوفيق الله سبحانه وتيسر الاحتياط فى الحل والحرمة الشرعيين مهما أمكن يحتمل أن يظهر جمال هذا المعنى ويحصل الرغبة فيه.

( ووجه ) آخر لكتابة أمثال هذه النصائح هو أنه وإن لم يحصل العمل بمقتضى هذه النصائح فلا أقل من أن يحصل الاعتراف بالقصور والنقص وهو أيضاً دولة عظيمة .
ومن نال يلقى دولة فوق قدره *** ومن لا فيكفيه الأسى من فواتها

هذا منهج شرعي عملي للسالك في طريقة الإمام المجدد سيدي أحمد الفاروقي السرهندي ينتفع به كل سالك في كل طريق. وفي كل طريق زيادات وخصوصيات بحسب الأوراد التي يوظفها شيوخ هذا الطريق فليراعَ الاحتلاف، ولكن أغلب توجيهات الإمام الفاروقي السرهندي توجيهات سنية عامة. وفي طريق سادتنا الجودية النقشبندية أنفسهم زيادات ونقوص بحسب ما رأوه صالحا للسالكين في هذا الزمان، إلا في الواجبات الشرعية فلا تجديد فيها ولا زيادة ولا نقص بالطبع. والمنشور طويل يحتاج للصبر في قراءته، وليس فيه النكات الغريبة التي هي عادة ما تستهوي القارئ ثم لا يعمل بشيء منها!!

قال رضي الله عنه:

وبعد تصحيح الاعتقاد لابد من إتيان الأعمال أيضاً قال النبى صلى الله عليه وسلم بنى الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وهى عبارة عن الإيمان والاعتقاد بما ثبت بتبليغ محمد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم كما مر والثانى أداء الصلوات الخمس التى هى عماد الدين والثالث أداء زكاة المال والرابع صوم شهر رمضان والخامس حج بيت الله الحرام.

فالصلاة أفضل العبادات بعد الإيمان بالله ورسوله وحسن لذاته مثل الإيمان بخلاف سائر العبادات فإن حسنها ليس بذاتى فينبغى أداء الصلاة بحسن التأمل والنقيد بعد طهارة كاملة كما بين فى كتب الشرع من غير فتور وينبغى الاحتياط فى القراءة والركوع والسجود والقومة والجلسة وسائر الأركان حتى تؤدى على وجه الكمال وينبغى التزام السكون والطمأنينة فى الركوع والسجود والقومة والجلسة وينبغى الاحتراز عن المساهلة وينبغى أداؤها فى أوائل أوقاتها من غير أن يجوز التأخير على وجه التكاسل والتجاهل والعبد المقبول من يمتثل أمر مولاه بمجرد أمره فإن التأخير فى امتثال الأمر من التمرد وسوء الأدب ...

وصلاة التهجد أيضاً كأنها من ضروريات هذا الطريق فينبغى السعى حتى لا تترك من غير ضرورة فإن كان هذا المعنى متعسرا فى الابتداء ولم يتيسر التيقظ ينبغى تعيين جماعة من الخدام ليوقظوا فى ذلك الوقت بلا اختيار ولا يتركوا على النوم وبعد اعتياد القيام أياماً لا تحتاج إلى التكلف والتعمل ومن أراد أن يقوم فى آخر الليل ينبغى أن ينام فى أوله بعد العشاء من غير أن يشتغل بما لا طائل فيه.

وينبغى أن يغتنم الاستغفار والتوبة والالتجاء والتضرع وتذكر المعاصى والذنوب وتفكر النقائص والعيوب وخوف العذاب الأخروى والإشفاق من الألم الدائمى فى ذلك الوقت وأن يطلب العفو والمغفرة من الحق سبحانه وتعالى وأن يقول هذه الكلمة باللسان متوجها إلى القلب مائة مرة استغفر الله العظيم الذى لا إله إلا هو الحى القيوم وأتوب إليه سبحانه وينبغى أن يقول هذه الكلمة بعد أداء العصر أيضاً مائة مرة من غير أن يتركها بطهارة أو بلا طهارة وقد ورد فى الخبر طوبى لمن وجد فى صحيفته استغفار كثير وأداء صلاة الضحى أن تيسر دولة عظيمة فينبغى السعى حتى تؤدى ركعتان منها على الدوام وأكثر ركعاتها كصلاة التهجد اثنتا عشرة ركعة ومقدار ما يؤدى بمقتضى الوقت والحال مغتنم وينبغى أن يجتهد لقراءة آية الكرسى بعد أداء كل فرض فإنه قد ورد فى الخبر من قرأ آية الكرسى بعد كل صلاة فرض لا يمنعه من دخول الجنة إلا الموت وأيضاً ينبغى أن يقول بعد كل صلاة من صلوات الخمس كلمة التنزيه سبحان الله ثلاثاً وثلاثين مرة وكلمة التحميد الحمد لله ثلاثا وثلاثين مرة وكلمة التكبير الله أكبر ثلاثا وثلاثين مرة ومرة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير حتى يستكمل العدد مائة ويقول أيضاً فى كل يوم وليلة سبحان الله وبحمده مائة مرة فإن فيها ثواباً كثيراً ويقول وقت الصبح مرة اللهم ما أصبح بى من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر ويقول فى المغرب بدل ما أصبح ما أمسى ويتم وورد فى الحديث النبوى أن من قرأ هذا الدعاء فى النهار فقد أدى شكر ذلك النهار ومن قرأه فى الليل فقد أدى شكر ذلك الليل ولا يلزم أن يكون قراءة هذا الورد على طهارة بل ينبغى قراءته فى جميع الأوقات.

( وأداء ) زكاة الأموال أيضاً من ضروريات الدين فينبغى أداؤها وإيصالها إلى مصارفها بالرغبة وقبول المنة فإذا قال الله سبحانه أعطوا الفقراء والمساكين حصة واحدة من أربعين حصة من عطيتى وإنعامى فأعطيكم فى مقابلته أجر جزيلا وجزاء جميلا فالتوقف فى أداء هذا الجزء المحقر والبخل فى إعطائه من غاية عدم الإنصاف بل من التمرد والاعتساف وأمثال هذا التوقف فى امتثال الأوامر الشرعية منشؤه مرض قلبى وعدم يقين بالأحكام السماوية ولا يكفى مجرد النطق بكلمة الشهادة بدون تصديق قلبى بمضمونها فإن المنافقين أيضاً ناطقون بهذه الكلمة وعلامة يقين القلب إتيان الأوامر الشرعية بطوع ورغبة وإعطاء فلس لفقير بنية أداء الزكاة أفضل من إنفاق ألوف بغير هذه النية فإن ذاك أداء فرض وهذا إتيان نفل ولا اعتداد لإتيان النفل بالنسبة إلى أداء الفرض أصلا ولا اعتبار وليت له حكم القطرة بالنسبة إلى البحر المحيط ومن

طبعا من الجائز العقلي أن يصب النبي صلى الله عليه وسلم في صدرك ما صب في صدر سيدنا أبي بكر، ولكن أن تطلب ذلك فهو أمر مستوحش للاتفاق على أن احدا لا يبلغ رتبة الصحابة فضلا عن أولهم وأفضلهم، بل هو ممنوع شرعا لقول النبي ثلى الله عليه وسلم " ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه". قد يجوز أن يطلب الإنسان جنس ما وقر في صدر الصديق، أما أن يطلب عينه ففيه بُعد وتجاوز. فتعلموا الأدب مع خيار البشر بعد النبيين عليهم السلام.

(ولذكر الله) إياكم (أكبر) من ذكركم إياه. بل لا مناسبة بين ذكر الله عبده وذكر العبد ربه. بل هو تعالى الذاكر وهو تعالى المذكور.

من هذا الذي يريد أن يعلم علماء الصوفية التوحيد؟!
قال سيدنا الهروي الأنصاري في أول باب الذكر من منازل السائرين:
قال الله عز وجل: (واذكر ربك إذا نسيت)
يعني: إذا نسيت غيره، ونسيت نفسك في ذكرك، ثم نسيت ذكرك في ذكرك، ثم نسيت في ذكر الحق إياك كل ذكر.

وأما شهود الله تعالى مع الغفلة عن شهود هذه الحضرة المحمدية فلا إمداد فيه بل هو يسلب الإمداد كله فيفنى الجميع؛ لأن الأبواب كلها مسدودة إلا بابه صلى الله عليه وسلم، ولهذا كثير من أهل شهود الحق تعالى يغفل عن شهود الحضرة المحمدية التي هي هَيُولَى جميع الموجودات، فيصل إلى مقام الفناء في الشهود، إلا أنه لا يصل إلى شيء من علوم الحقائق والأسرار العرفانية، ولا يفتح له باب الفهم في الكتاب والسنة لعدم شهود حضرة التفصيل المخلوق منها كل شيء وهو نور النبي صلى الله عليه وسلم.
(مفتاح المعية في الطريقة النقشبندية)
سيدي عبد الغني النابلسي

من ترجمة سيدنا عبدالله بن مسعود رضي الله عنه في الطبقات الوسطى. ولكن العجيب أنه لم يبدع التابعين مع مخالفتهم الصحابة! أيرضيكم هذا يا وهابية؟

النصيحة بما أبدته القريحة ٣

رسالة الرابطة لمولانا خالد ذو الجناحين - قراءة د محمد نصار

رسالة في سر القدر لسيدي أحمد بن عجيبة - كشف النقاب عن سر لب الألباب
قراءة وتعليق د. محمد نصار

https://t.me/c/1233881635/97

أهمية الرابطة في التصوف ومعناها وانواعها لفضيلة الدكتور جودة المهدي

اللهم علمنا من علمك، وفهمنا عنك، وقلدنا بسيف نصرك.

وذكر بعضهم أن العبد إذا صلى على النبي صلى الله عليه وسلم عرض اسمه عليه.
وورد في حديث عند البزار وأبي الشيخ والطبراني.

وكفى بذلك.
لذا أدعو كثيرا في ختام الصلوات بالمجلس أن نكون ممن يذكر عند حضرته بالخير. اللهم آمين.

قالوا: إنما جعل مدد الشيخ في ورده. فما الذي يجعل مدد الشيخ في ورده، ولماذا ينقطع المدد عن تارك ورده؟
السبب في هذا أنك بدخولك في الطريقة ينشأ عدد من الروابط بينك وبينك شيخك وإخوانك. ومن هذه الروابط رابطة تتحقق بقراءتك لوردك. ومع أنك حين تقطع وردك لا تفقد نسبتك لطريقتك ولا رابطة المحبة إن وجدت، فأنت تفقد المدد الخاص بالورد.
فمن أين يأتي للالتزام بالورد هذا المدد وما أسبابه؟
اعلم أن للورد رابطة تتحقق بدخولك في الجماعة النورانية القائمة على التزام ورد واحد يجمعها ويكون لها شعارًا لا تظاهرا ولا إعلانا، ولكن اندراجًا وذوبانا في المجموع الإيماني المجتمِع على قراءة هذا الورد. فليس الأمر مجرد التزام شخصي خال من المعنى والرُوحِ لا يلبث أن تكسل عنه وتهمله، بل هو تحقيق لمعنى سامٍ يدعوك إليه أنك من حيث أنت مسلم لست حرًا فيما تفعل بنفسك وأنك تحتاج لأن تكون جزءا من مجموع.

لقد بنى دينك فيك هذا المعنى بحضك على صلاة الجماعة التي أقلها حضور صلاة الجمعة والعيدين وأنبأك نبيك المعصوم صلى الله عليه وسلم أن يد الله مع الجماعة وأن الذئب إنما يأكل من الغنم القاصية. فاستمد من فضل صلاة الجماعة على الفذ فضل قراءتك ورد الطريقة.

وبهذا تعلم ما للالتزام بورد الطريقة من أهمية إيمانية وما له من فضل تحصله بهذا التماهي والذوبان مع مجموع قارئي وردك.

ولا تنس أنك مع هذا المعنى المهم إنما أنت متعبد لله عز وجل بوردك، فأنت في هذا المعنى فرد متوجه إلى المعبود سبحانه قاطعا النظر عن غير ذلك من الاعتبارات, فمثلك مثل مصلي الجماعة: تسوي صفك لتكون حلقةٌ في بنيان مرصوص كجسد واحد، وأنت مع هذا في نفسك فرد متوجه بصلاتك إلى ربك.
وكما عرفتَ شيخك بدخولك في الطريقة، سَهُلَ عليك معرفةُ وردِك والتزامُه، ومَنَعَك معرفةُ وردك والتزامه من التشتت والتفكير فيما تذكر الله تعالى به لكثرة الأذكار والأوراد. فاعتبر هذا المعنى كذلك.

انت لا تداوم على وردك لأنك لا تبالي بانقطاع مددك.

حزبان من دلائل الخيرات اقل الإكثار المنتج من الصلاة على الحبيب، اي منتج المقامات المشهودة لا الحسنات المعدودة ولا الدرجات المحدودة.
اللهم ادمها نعمة.

https://www.facebook.com/share/v/1AwQXAy74U/

https://www.facebook.com/share/v/18Bpqzes1i/

في المشكلات الكبيرة والصغيرة لعل كلمة العجز والاستعانة أي لا حول ولا قوة إلا بالله تدرأ الشر في العالم من حيث لا ندري كما أن ذكر الله بعامة هو سبب بقاء العالم إذ لا تقوم القيامة وعلى الأرض من يقول الله الله. فكما أن (الله) سبب بقاء العالم فـ(لا حول ولا قوة إلا بالله) سبب تغييره. فيجب ألا نفارقها عند العجز والهم، حتى في مواجهة المشكلات العامة. وكل محنة ما قربتك من الله تعالى فهي منحة، وكل صبر وإن طال يعقبه رضا.
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

يقع في الخاطر وأظنه صحيحا بإذن الله أن المصلي على حضرة النبي صلى الله عليه وسلم مع الانتظام في الطريق على عقيدة سنية حسنة لاحق بالنسب المحمدي الأشرف وإن لم يكن شريفًا من حيث المادة، ذلك أنه بدخوله في سلك أهل الطريق صار من المتعرفين للكمالات المحمدية تعرفًا خاصاً، وبالصلاة على حضرته صار من المتزلفين للجناب المحمدي بأقرب وسيلة، فإذا اجتمع الاثنان، وقل أن لا يجتمعا، وانضمت إليهما العقيدة الصحيحة بوصفها شرطًا أو ركنًا، صار العبد مستكملا لأسباب اللحوق بالنسب الشريف. ولدى بعض أقاربنا شهادة نسب لا أعتد بها، أي بالشهادة، أما لو صح هذا النسب المادي لكنت شاكرًا لله تعالى عليه، غير معتمد عليه ، ولا فاقد للوجل من آخرتي معه، ولا مستعلٍ أدنى استعلاء على الخلق به، أو هكذا أرجو وآمل. ولكن شرفني الله تعالى بلقب الشريف في رؤيا منامية منذ ربع قرن والحمد لله رب العالمين، إذ رأيتني أسبح بسبحة عاج كان أخي الأستاذ حامد نصار أهدانيها بعد عودته من زامبيا، فرأيت ولي الله المجذوب الشيخ عواد النقشبندي رحمه الله تعالى يقول لي بطريقته التي يعرفها من عاصره: أنت بتذكر على السبحة دي ليه، امسك السبحة الحمرا، أنت شريف. انتهى
وكان لدي سبحة حمراء صغيرة فعلا أحب الذكر عليها كذلك.

ولم أشرع في تأليف شيء منها إلا بعد أن أتيقن الحاجة إلى التأليف في ذلك الأمر ولاسيما في شئون نبينا محمد سيد الخلق وحبيب الحق صلى الله عليه وسلم التي نرى كثيراً من العلماء فضلاً عن العوام مشغولين عنها بقراءة كثير من العلوم العقلية وغيرها عدة سنين من دون أن يعرفوا شئونه الشريفة وسيرته المنيفة صلى الله عليه وسلم المعرفة اللائقة بأمثالهم، فهذا ليس من الصواب، واللازم على المرء أن يتعلم الأهم فالأهم مما تلزمه معرفته في دينه ثم الأهم فالأهم مما تلزمه معرفته في دنياه،
أو يكون الحامل لي على التأليف الرد على بعض الكفار وبيان مفترياتهم على دين الإسلام أو كشف زلات بعض أهل البدع الذين انتشرت بدعهم في هذه الأيام ولاسيما ما يتعلق منها بسيد الأنام عليه الصلاة والسلام أو تحذير المسلمين من إضلال أولادهم بإدخالهم مدارس النصارى الذين يغيرون عقائدهم الدينية وينقلونهم من النور إلى الظلام كما هو واقع في كثير من بلاد الإسلام.

أسباب التأليف
سيدي يوسف النبهاني

وهذا شيخنا بحر المكارم والعطايا ولي الله سيدي الشيخ عبد الخالق قاسم الشاذلي المحمدي الزكوي رضي الله عنه وعن مشايخي الجودية وعن أشياخه أجمعين.
ومن نفحاته أنه قال لي يوما: روح سيدي الشيخ جودة المهدي تحيط بك ولا تفارقك.

أكثر من كنت أحب الانتساب إليه بعد شيوخي الجودية النقشبندية هو سيدي محمد خليل الخطيب الشاذلي القاوقجي رضي الله عنه.

في المتجر لمح امرأة آسيوية وقد عرت ذراعيها وارتدت سترة ترتفع عن شيء من بطنها. انزعج كثيرا، للحظة حدث نفسه أن يذهب إليها ويقول احترموا تقاليدنا. ولكن توارت خلف رف، فخشي إن اقترب منها ليقول لها احترمي دين الناس أن تشكوه إلى الشرطة أو تصرخ وتتهمه بالتحرش. وقف يزن ما اشتراه من فاكهة فظهرت من خلف الرف وصارت على مقربة.
وجه وجهه إلى الجهة الأخرى وقال بصوت عال:
Respect our traditions

كرر ذلك. ثم اتجه إلى موظف الدفع فقال بصوت عال مسموع تماما وكأنه يخطب وسط المتجر:
For the last time: please respect our traditions.

ودفع ثمن ما اشترى وخرج.

طريقة القطب الكامل سيدي الدكتور جودة المهدي رضي الله عنه ومزاياها:
طريقته النقشبندية الخالدية الجودية فرع من فروع النهر النقشبندي العظيم. وهناك مزايا للطريقة النقشبندية ومزايا لفرعنا المنتسب لسيدي الشيخ جودة إبراهيم رضي الله عنه. فمن مزايا النقشبندية:
- أنها أقرب الطرق في سمتها وأذكارها للهيئة التي كان عليها صحابة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- وأنها تغلق بذلك أبوابا للسفاسف والشطح والمخالفات
- وأن المجذوب فيها لابد أن يعود إلى الصحو ولا يبقى مجذوبا ساقط التكليف
- وأنها طريقة علمية يجمع مشايخها بين علوم الشريعة والطريقة والحقيقة
- وأن لمشايخها قدما كبيرا في الجهاد الظاهر ضد الكفر والبدعة وهذا يعرف من المعرفة بتاريخ الطريقة وبعض مشايخها.
- وأنها جمعت بين النسبة لثاني اثنين سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه ونسبة آل البيت، وأن الأمداد العمرية موجودة في مشايخها خاصة الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي وأولاده فهم عمريو النسب، وأن المدد العثماني موجود في مولانا خالد البغدادي أحد أهم مجدديها، هذا فضلا عن كون مشايخها المتأخرين وخاصة في مصر من أصحاب النسبين الحسني والحسيني.

ومن مزايا الفرع الجودي:
- جمعه بين محاسن النقشبندية بذكرهم القلبي ومحاسن الطرق الأخرى بوجود الذكر اللساني.
- وقوة حضور المشربين البدوي والأكبري فيها فهي طريقة مركبة من أمداد ومشارب عظيمة تجمع بين قوة اتباع الشريعة عند سيدي محمد بهاء الدين النقشبندي وسيدي أحمد الفاروقي رضي الله عنهما وبين علوم الحقائق ومشرب الفناء الوجودي بعلومه وحقائقه التفصيلية عند سيدي محيي الدين بن عربي رضي الله عنه ، وبين قوة تصريف وفتوة وهمة سيدي أحمد البدوي رضي الله عنه.
- وأن مشايخها الخمسة سيدي الشيخ جودة إبراهيم، مولانا الشيخ عيسى جودة، مولانا الشيخ عليوة عطية، مولانا الشيخ محمد أبو اليزيد المهدي، مولانا الدكتور جودة المهدي كانوا في أعلى ذرى الولاية والكمال بلا أي مبالغة:
فأنت شمس والملوك كواكبُ*** إذا طلعت لم يبد منهم كوكبُ.

فضل ورضا أن تكون في مجلس الذكر وقت انشغال الناس باللهو، فسواء كنت تشجع الخاسر فقد وفرت على نفسك تعب الأعصاب، أو كنت تشجع الفائز فقد أتت النتيجة بحسب الاستحباب، ومكسبك الحقيقي مجالسة الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم.

سيكون من أهم شروح الأربعين النووية بإذن الله تعالى، ويحتوى على رقائق صوفية وإشارات عرفانية مليحة. وكيف لا والمؤلف هو المحدث الفقيه الحنفي وشيخ الطريقة المتكلم الأزهري؟

آداب المريد مع شيخه كما قررها الإمام الدردير في (تحفة الإخوان):
"فالآداب التي تطلب من المريد في حق شيخه:
أوجبُها تعظيمه وتوقيره ظاهرًا وباطنًا، وعدم الاعتراض عليه في أي شيء فعله ولو كان ظاهِرُه أنه الحرام، ويؤول ما انْبَهَمَ عليه، وتقديمُه على غيره، وعدم الالتجاء لغيره من الصالحين، فلا يزور وليًّا من أهل العصر ولا صالحًا إلا بإذنِه، ولا يحضُرُ مجلسَ غيرِه إلا بإذنه، ولا يسمع من سواه حتى يَتِمَّ سَقيُه من ماء سرِّ شيخه. وخطابي بهذا للصادقين المجدين المهتمين، لا كلِّ من تلقَّنَ الذكر عليه بقصد التَّبَرُّكِ. ومن أرادَ من الأشياخ قصْرَ كُلَّ من لقنه الذكر عليه فهو مخطِئٌ، ويُعلم من ذلك أنه ليس بشيخ في طريق أهل الله.
ومنها: أن لا يقعدَ وشيخُه واقِفٌ، ولا ينامَ بحضرتِه إلا بإذنه في محل الضرورات، ككونه معه في مكان.
ومنها: أن لا يُكْثِرَ الكلام بحضرته ولو بَاسَطَهُ، ولا يجلِسَ على سجادته ولا يسبِّحَ بسُبْحته، ولا يجلِسَ في المكان المعدِّ له، ولا يلحَّ عليه في أمر، ولا يسافِرَ ولا يتزوجَ ولا يفعلَ فعلًا من الأمور المهمة إلا بإذنه، ولا يمسِكَ يده للسلام مثلًا ويدُه مشغولةٌ بشيءٍ كقلم أو أكل أو شرب، بل يسلِّمَ بلسانه وينتظر بعد ذلك ما يأمر به، وأن لا يمشيَ أمامه ولا يساويَه في مشي إلا بليلٍ مظلم ليكون مشيُه أمامَه صونًا له من مصادفة ضرر ، وأن لا يَذْكُرَه بخير عند أعدائه خوفًا من أن يكون وسيلة لقدحهم فيه.
ومنها: أن يحفظَه في غيبته كحفظه في حضوره، وأن يلاحظه بقلبه في جميع أموره سفرًا وحضرًا لنعمة بركته.
ومنها: أن لا يعاشر من كان الشيخ يكرهه أو طرَدَه الشيخ عنه. وبالجملة يحب من أحبه الشيخ، ويكره من يكره الشيخ.
ومنها: أن يرى كلَّ بركة حصلت له من بركات الدنيا والآخرة فببركته.
ومنها: أن يصبر على جفوته وإعراضه عنه، ولا يقول «لِمَ فَعَلَ بفلان كذا ولم يفعل بي كذا؟»، وإلا لم يكن مسَلِّمًا له قِيادَه؛ إذ من أعظم الشروط تسليم قيادِه له ظاهرًا وباطنًا، أخاطب بذلك أهل الله الصادقين.
ومنها: أن يحمل كلامه على ظاهره فيمتثله، إلا لقرينة صارفة عن إرادة الظاهر. فإذا قال له: «اقرأ كذا»، أو «صَلِّ كذا»، أو «صُمْ كذا»، وجب عليه المبادرة. وكذا إذ قال له وهو صائم: «أَفْطِرْ»، وجب عليه الفطر، أو قال: «لا تصلِّ كذا» إلى غير ذلك.
= واعلم أن الشيخ العارف ربما باسط تلامذته، وخفَّفَ عليهم العبادة؛ فإذا شَمَّ منهم رائحة الصدق والاجتهاد ربما شدَّدَ عليهم وأعرض عنهم وأظهر لهم الجفوة، لتموت أنفسهم عن الشهوات، وتَفْنَى في حب الله تعالى. وربما اختبرهم هل يصدقون معه أم لا.
ومنها: ملازمة الوِرْد الذي رتَّبه، فإنَّ مَدَدَ الشيخ في ورده الذي رتبه، فمن تخلف عنه فقد حُرِمَ المدد، وهيهات أن يَصِحَّ في الطريق.
ومنها: أن لا يتجسسَ على أحوال الشيخ من عبادة وعادة، فإنَّ في ذلك هلاكَه والله أعلم؛ وأن لا يدخل عليه في خلوة إلا بإذنه، وأن لا يرفع الستارة التي فيها الشيخ إلا بإذنه، وإلا هلك كما وقع لكثير، وأن لا يزورَه إلا وهو على طهارة، لأن حضرة الشيخ حضرةُ الله، وأن يحسِنَ به الظن في كل حال، وأن يقدم محبتَه على محبة غيره ما عدا اللهَ ورسولَه، فإنها المقصودة بالذات ومحبةُ الشيخ وسيلة لها؛ وأن لا يكلفه شيئًا، حتى لو قدم من سفر لكان هو الذي يسعى ليسلم عليه ولا ينتظر أن الشيخ يأتيه للسلام عليه.
وفي هذا القدر كفاية، والموفَّقُ يقيس ما لم يُقَلْ على ما قِيلَ".

https://www.facebook.com/share/v/1Gg9rM4pVH/

نزهة علمية في ثبت العلامة بدر الدين القرافي شيخ النور الأجهوري، وهو ثبَت يحتشد بأسانيد العلم والتصوف، واهتممت خاصة ببعض الإشارات إلى مشايخ التصوف الذين أخذ عليهم بعض علماء المالكية في القرن العاشر الهجري.
ثم رسالته في إثبات رجال الغيب.
ثم رسالته في بيان فضل سيدتنا الزهراء عليها السلام والرضوان على من عداها من كاملات النساء لا سيما أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها. نفعنا الله تعالى بمحبة آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ومحبة أمهات المؤمنين والصحابة أجمعين.

مكتوبات الإمام الرباني ربت وتربي أجيالًا:
----------------------------------------
الفرصة قليلة وصرفها إلى أهم المهام ضرورى، وهو صحبة أرباب الجمعية.

فلا تعدل بالصحبة شيئا أيًا ما كان. ألا ترى أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبارك فَضَلُوا بالصحبة على من عداهم سوى الأنبياء عليهم السلام وإن كان أويسا قَرْنيا أو عُمَرَ مرْوَانيا مع بلوغهما نهاية الدرجات ووصولهما غاية الكمالات سوى الصحبة؟

فلا جرم كان خطأ معاوية خيرًا من صوابِهما ببركة الصُّحبة، وسهوُ عمرو بن العاص أفضلَ من صحوِهما لِمَا أن إيمانَ هؤلاء الكبراء صار شهوديًا برؤية الرسولِ وحضور المَلَك وشهود الوحى ومعاينة المعجزات.

وما اتفق لمن عداهم هذه الكمالات التى هى أصول سائر الكمالات كلها. ولو علم أويسٌ فضيلة الصحبة بهذه الخاصية لم يمنعه مانع من الصحبة وما آثر شيئا من الأشياء على هذه الفضيلة. والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

ما تنتجه بعض الأعمال في السالك
قال العارف الشيخ شمس الدين حبيب الله مظهر النقشبندي دفين دلهي بالهند:
- دوام المراقبة أي استحضار الحق بلا ذكر ولا رابطة يورث القوة في نسبة الباطن والإشراف على الملك والملكوت بنظر الموهبة الإلهية التي حبا الله تعالى به أولياءه.
- وكثرة ذكر لا إله إلا الله تورث فناء الصفات البشرية.
- والإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يورث الواقعات - أي المنامات- الحسنة، لذا قال سيدي أحمد الملوي: هي تفيد تنوير الباطن وكونها شيخ من لا شيخ له، أي إلى أن يلقى شيخه.
- وكثرة النوافل تورث الانكسار والتواضع.
- وكثرة تلاوة القرآن تزيد النور والصفاء.
- وفائدة ذكر التهليل إنما تحصل بشرط ملاحظة المعنى، وأما مجرد تكرار اللفظ فهو محصل للحسنات لا للمعرفة والمقامات.
- والإكثار من تكرار اسم الذات مثمر لظهور الجذبة الإلهية. أما النفي والإثبات فيفيد غير المستعد للجذبة، وهو المستعد للمجاهدة في السير والسلوك.
بتصرف
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

https://www.facebook.com/share/v/19We5Sgwza/

https://www.facebook.com/share/v/14TY4EGecT/

https://www.facebook.com/share/v/18Qn8vMNKm/

حبذا الخفاء عند الظهور، حبذا المشي هونًا، حبذا مسلكٌ تدرك فيه أنك عين فانية، وانظر إلى حروف فني وحروف نفى تجد التشابه، فنفي الوجود هو التحقق بالفناء، وعلامة التحقق بنفي الوجود وجود الخفاء عند الظهور وفي الظهور، أو الخفاء مطلقًا. فإن كُتِبَ لك الظهور، كن خافيًا في ظهورك. وإنما أسبغ الله الوجود على العارفين بعد انتقالهم لتحققهم بالفناء في حياتهم، أو كما قال الشيخ الخطيب في السيد أحمد البدوي: رجل شُغِلَ بالله فشغل الله الناس به.

بنى زوج خالتي رحمه الله تعالى مسجدًا لله تعالى وسماه بسيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، وأتم بناءه وأنا دون العاشرة، وتوفي وأنا في الثالثة عشرة، وكنت له كالابن، فسمعته رحمه الله يقول: الناس سمت المساجد بالخلفاء الثلاثة الآخرين وما رأيت أحدا سمى مسجده بسيدنا عثمان، فلذا سميت المسجد مسجد عثمان بن عفان.

وقد أكرم الله تعالى سيدنا عثمان ورفع ذكره، فجعل عثمان أرطغرل سميَّه فسميت خلافة الترك بالعثمانية، وخرج من نسله أكابر كسيدنا خالد النقشبندي وسيدي تاج الدين العثماني النقشبنديين.

كتب العلامة الأمير في آخر حاشيته على الجوهرة:
قال الشعراني: كنت أوائل الأمر أقول للنقيب: اقفل شبابيك الزاوية ونحن نذكر، وأنا الآن بحمد الله لا أحب أن أقول: «لا إله إلا الله» إلا ويسمعني أهل المشرق والمغرب.

قلت: قدم الخفاء في حال تكمله، ولم يبالِ بالظهور في حاله كماله.

من الكرامات ما لا يحكى في الكتب وإن لم يترك سيدي الشعراني شيئا لم يحكه. وهو جنس من الكرامات لم يذكره مولانا الجامي في النفحات ولا المناوي الناقل عنه في مقدمة طبقاته، وهي أي الكرامة استبقاء الولي نفسه مدة لمصلحة معتبرة ارتأها. وهذا لا يغير علم الله تعالى لأنه الثابت في أم الكتاب، ولكن يتغير ما يقبل المحو. وقد زاد الإمام السرهندي درجة من العلم بين القضاءين المبرم والمعلق، وهو القضاء الذي يظهر إبرامه وهو في حقيقته معلق لا يطلع على تعليقه إلا خاصة خاصة الخاصة. وله شواهد. فممن وقع له ذلك القطب الغوث سيدي محمد أبو اليزيد المهدي والد شيخنا رضي الله عنه. وفي السنة تخيير سيدنا جبريل عليه السلام لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال لي شيخنا: الولي الكبير يخير. وفي سيرة سيدي عبدالقادر الجيلاني وترجمة سيدي محمد الشربيني وفيما سمعته عن أحد الأولياء الأحمدية البدوية المعاصرين أمثلة لذلك.

وما علي إذا ما قلت معتقدي ** دع الجهول يظن الحق عدوانا

العلامة بحرق ناصحا بتقبيل عتبة حضرة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وتمريغ الخد حول القبر المعظم.

كناش الكوثري رحمه الله.

تقييد للعلامة الطناحي من معرض المخطوطات المقام الآن في الدرعية.

https://www.facebook.com/share/v/1XLwNRH7zf/

https://www.facebook.com/share/v/1AyDWZN9ER/

بين يدي الإعلان عن الحواشي المصرية: خط القطب الدردير رضي الله عنه

https://www.facebook.com/share/p/1KQ7HjBsin/

حديث ابن حبان بين الشيخ شعيب الأرناؤوط والألباني

- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يُحَدِّثُ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: رَأَيْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ يُصَلِّي عِنْدَ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ [ص:507] مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ، فَقَالَ: تُصَلِّي إِلَى قَبْرِهِ؟ فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّهُ، فَقَالَ لَهُ قَوْلًا قَبِيحًا، ثُمَّ أَدْبَرَ، فَانْصَرَفَ أُسَامَةُ، فَقَالَ: يَا مَرْوَانُ إِنَّكَ آذَيْتَنِي، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْمُتَفَحِّشَ، وَإِنَّكَ فَاحِشٌ مُتَفَحِّشٌ»

قال الشيخ شعيب: إسناده حسن، رجال ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إسحاق، فقد روى له البخاري تعليقا، ومسلم متابعة، وأصحاب السنن، وهو صدوق.

قال الألباني معلقًا على تحسين الشيخ شعيب الذي لم يعرف بتصوف يومًا:

(أسوأُ مِنْ ذلك كلِّه: قول المُعلِّقُ على «الإحسان» (12/ 507): «إسناده حسن»!
فَتَجَاهَلَ عَنعَنة ابن إِسحاق، وهو يَعْلَمُ أَنَّهُ مُدَلِّسٌ!
ولكنَّه تجاهل - أيضا - شيئاً آخر - هو عندي أَهَمُّ، ولديه أخفى -، وهو النكارة في متن القصَّة، ألا وهو قولُه في أُسامَةَ - رضي الله عنه - يُصَلِّي عندَ قبرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم!
فَإِنَّ قَصْدَ الصلاة عند القبر غير مشروع؛ لتواتر الأحاديث في النهي عن ذلك؛ كما هو بَيِّنٌ في كتابي: «تحذير الساجد» - وغيره -.
فحاشى لله أَنْ يَضِلِّ ذلك مثلُ أُسامةَ - في صُحبَتِه وفضله -! هذا لو كان فعلُه مُمكناً، فكيف وهو غير مُمكنٍ في زمانه؟! لأنَّ القبر الشريفَ كان - يومئذ - في حُجرةِ عائشة وبيتها، فلا يُمكِنُهم الدخولُ إليها، وَإِنَّما أُدخِلَ القبرُ إلى المسجدِ زَمَنَ الوليد بن عبد الملك؛ كما بيَّنَهُ شيخ الإسلام ابن تيميَّة في كتبه.
وَإِنَّ مِمَّا يُؤيِّدُ النكارة: أَنَّها لم تَرِدْ في رواية الطبراني المذكورة، بل فيها ما ينفيها بلفظ: عند حُجرةِ عائشة يدعو.
وهذا مِمَّا لا نَكَارَةَ فِيه مُطلَقاً، بل هو المعروفُ عَنِ السَّلفِ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «ما بين بيتي ومِنبَرِي روضة من رياض الجنَّة»: متفق عليه الظلال 731.
ويزيدُ الأمرَ تأكيداً: أَنَّ للحديث المرفوع طريقين آخرين - على ضَعفِهما - أيضا - لم تَرِد القصَّةُ في أحدهما مُطلَقاً، وجاءت في الآخر مُختصَرةً جِداً، وبلفظ:
مَرَّ مروان بن الحكم على أسامة بن زيد وهو يُصَلِّي؛ فحكاهُ مروان ...
هكذا رواه أحمد (5/ 203) وغيره، وهو مُخَرَّجٌ في «الإرواء» (7/ 209 - 210).
وعلى افتراض صِحَّة القصِّة؛ فيحتمل أن يكون أصلها: (عند حُجرة عائشة)؛ كما عند الطبراني، فَلَمَّا أُدخِلَتِ الحُجرةُ - فيما بعد - إلى المسجد، وصار القبرُ فيه؛ رواه بعضهم بالمعنى، مُتأثرا بالواقع المشاهد في عهده! وهذا مِمَّا وقع فعلاً في بعض الأحاديث الصحيحة؛ كالحديث السابق: «ما بين بيتي ... »؛ فرواه بعضهم بلفظ: «ما بين قبري ... »، وهذا باطلٌ لا يحتاج إلى بيان!)

فانظر مدى الاحتشاد الذي احتشده الألباني كي يرد الحديث مع أن كلامه يصرخ بالبطلان والتعدي والحيدة واللعب بالحديث خدمة لرأيه الفاسد.

https://www.facebook.com/share/p/14XcbSQ1fA/

كنت رجحت في منشور سابق أن بعض محاورات العارفَيْن الشعراني والخواص كانت في حضرة برزخية، كان هذا الترجيح بالتأمل، ثم وقفت على ما يثبت ذلك والحمد لله رب العالمين.
قال في موضع: وسألته في عالم الخيال عن كذا فقال ...

علم كثير في عبارة وجيزة
ولذلك لا يحتج بمشرب في الاستخلاف بالكتابة على مشرب لا يرى ذلك، ولذا أجاز العارف النابلسي في روض الأنام حصول الاستخلاف منامًا، ولم يجزه الأستاذ البكري في الألفية. وتفويض الأمر لله تعالى مشرب مشايخنا كما يشرحه كلام سيدي علي الخواض في درر الغواص. لذا لم يستخلف سيدي علي الخواص الإمام الشعراني ولا غيره، وهل يختلف اثنان في أهلية الإمام الشعراني؟! فلما طلب أصحاب سيدي علي الخواص من الإمام الشعراني أن يكون شيخًا عليهم بعد انتقال الشيخ الخواص، قال أمهلوني حتى أستخير! فاستخار فجاءت الاستخارة بعدم الجدوى، وهي إشارة إلى انقطاع طريق سيدي علي الخواص، كما وقع في طريق سيدي محمد أمين البغدادي من المعاصرين. وفيها اعتداد الإمام الشعراني بالإذن المنامي.

https://www.facebook.com/share/v/18FcBEJnCK/

https://www.facebook.com/share/v/1DSkon6Mxd/

قال العارف النابلسي: إسناده لا بأس به

قَصَّرُوا في كفنها، فمات رجل فجعلوا معه كفنًا فوصَّله إليها!!

وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب «المنامات» بسند لا بأس به من مرسل راشد بن سعيد: أن رجلاً توفيت امرأته فرأى نساءً في المنام ولم ير امرأته معهن، فسألهن عنها، فقلن: إنكم قصرتم في كفنها، فهي تستحيي أن تخرج معنا، فأتى الرجلُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «انظر هل إلى بقية من سبيل؟»
فأتى رجلاً من الأنصار قد حضرته الوفاة فأخبره، فقال الأنصاري: إن كان أحد يُبْلِّغُ الموتى بَلَّغْتُه. فتُوفِيَ الأنصاريُ، فجاء الرجلُ بثوبين مصبوغين مشربين بالزعفران فجعلهما في كفن الأنصاري، فلما كان الليلُ رأى النسوةَ ومعهن امرأته وعليها الثوبان الأصفران.

نقلًا عن كشف النور للعارف النابلسي، والقصة في المنامات لابن أبي الدنيا برقم 161.

علل المريد
قال سيدي أبو الفوارس شاه شجاع الكرماني
من صحبك ووافقك على ما يحب وخالفك فيما يكره ، فإنما يصحب هواه ، ومن صحب هواه فهو يطلب راحة الدنيا .

https://www.facebook.com/share/v/189ub59W26/

قال سيدي عبدالغني النابلسي في رسالة رد الجاهل إلى الصواب في بيان جواز إضافة التأثير إلى الأسباب:

وأما قول بعض المغرورين: بأننا نخاف على العوام إذا اعتقدوا وليًّا من الأولياء وعظموا قبره والتمسوا البركة والمعونة منه، أن يدركهم أن الأولياء تؤثر في الوجود مع الله تعالى فيكفرون ويشركون بالله تعالى فننهاهم عن ذلك، ونهدم قبور الأولياء، ونرفع البنيانات الموضوعة عليها، ونزيل الستور عنها، ونجعل الإهانة للأولياء ظاهرًا، حتى يعلم العوام الجاهلون أن هؤلاء الأولياء لو كانوا مؤثرين في الوجود مع الله تعالى لدفعوا عن أنفسهم هذه الإهانة التي نفعلها معهم.
فاعلم أن هذا الصنيع كفرٌ صراح، مأخوذ من قول فرعون على ما حكاه الله تعالى لنا في كتابه القديم بقوله تعالى: ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الفَسَادَ﴾ [غافر : 26]، وكذلك هؤلاء المغرورون لم يكمل إيمانهم بعد بأن الله تعالى يحب أولياءه، وأنه يخلق على أيديهم في حياتهم جميع ما قدر أن يريدوه مما لم يخالف الشرع، وجميع ما تريده روحانياتهم بعد موتهم بأمره تعالى الذي روحانياتهم منه من الأمور الخارقة للعادة، وكأنهم لم يعلموا بعد أن الإيمان حق، وأنه منجٍ عند الله تعالى، فقلوبهم مملؤة من ظنون وشكوك وأوهام وتحيرات وزيغ، وقد عَمُوا وصَمَّوا وختم الله تعالى على قلوبهم حتى لم يقدروا على التفريق بين الحق والباطل ﴿وَمَن يُضْلِلِ الله فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ﴾ [غافر : 33]، ولو أنهم صدقوا في خوفهم ذلك على عامة المسلمين لقرروا لهم أحكام العقائد والتوحيد، وعلموهم البراهين والحجج القطعية، من غير منازعة ولا جدال، وحملوهم على الفهم في العقائد والنظر في الدلائل، وشددوا عليهم في ذلك غاية التشديد، فإن العامة متى تحققوا في نفوسهم أن الفاعل واحد على كل حال، ولا تأثير لشيء ألبتة؛ تحولت خواطرهم عن اعتقاد التأثير في غيره تعالى، وعلموا أن كل شيء ما سواه تعالى بيده فتن وتحيرات تسمى أسبابًا، يضل بها من يشاء ويهدي من يشاء، قال الله تعالى: ﴿وَالله مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ﴾ [البروج:20] يعني: من وراء جميع الأشياء المحسوسات، والأشياء المعقولات، على معنى أنه لا يشبهها ولا تشبهه ألبتة.

فجوات النص في ترجمة سيدي عبد الوهاب الشعراني للشيخ يونس مَضِيها صاحب المقام بطنطا
https://www.facebook.com/sfht.swfyt/posts/2440628246083594

https://www.facebook.com/sfht.swfyt/posts/3596511827161891

اللهم فرج عن أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

حكى الحافظ أبو نعيم رحمه الله تعالى في (حلية الأولياء) عن سيدنا كعب الأحبار قال:
رب قائم مشكور له، ورب نائم مغفور له، وذلك أن الرجلين يتحابان في الله فقام أحدهما يصلي فرضي الله صلاته ودعاءه فلم يرد عليه من دعائه شيئا، فذكر أخاه ذلك في دعائه من الليل فقال: يا رب أخي فلان اغفر له فغفر الله له وهو نائم.

وأما الخلوتية: ففي معيار العلوم وشرحه لعمر الفؤادي، وترجمة الحال والمناقب.
وأما الجلوتية: ففي خطاب الحق، والمجالس الأربعين، والمسألة، والمناقب.
وأما البكداشية: ففي خطاب البيان، والحاودان، والمناقب.
وأما الغزالية: ففي الإحياء، والحجة، والمناقب..).
وذكر جملة من الطرق الأخرى وأتبعها بمصادرها العلمية الكبرى مثل تذكرة الأولياء، والطبقات الشعرانية، والكواكب الدرية، ونفحات الأنس، والرسالة القشيرية، والإنسان الكامل، وغيرها.

وهكذا نجد المصادر والمراجع العلمية الصوفية ملء السمع والبصر، ومع ذلك فإن ثمة غيبوبة علمية، وفقدانًا للوعي الصوفي على الساحة الإسلامية؛ بل والصوفية أيضًا إلا لدى ندرة من المتحققين والباحثين، مما يستوجب النهوض بنشر هذا التراث الصوفي النفيس الذي فيه قوت القلوب وإحياء الأرواح وتزكية النفوس.

وإن هذا الكتاب الذي نشرف بتحقيقه وخدمته وتقديمه للأمة الإسلامية اليوم هو «مفتاح المعية» اسمًا ومضمونًا، فإنه يفتح لقارئه المخلص باب الحضرة الإلهية والمعية الربانية؛ لأن مؤلِفَيْهِ الإمامين سيدي تاج الدين الهندي وسيدي عبد الغني النابلسي -قدس الله سرهما- كلاهما ولي عارف بربه تعالى، فهما ينضحان بالعلم اللدني والعرفان الصوفي فضلًا عن التبحر العلمي الذي تنبئ عنه ترجمتاهما بعد التقدمة.

وهذا الكتاب المبارك على الرغم من أنه ليس من المطولات قد حوى علومًا غزيرًة وتأصيلات علمية نادرة، فهو يشتمل في فصوله السبعة التي فصلناها في ضوء تقرير مؤلفيه على دستور هذه الطريقة النقشبندية العلية، ولذا رأينا من واقع المضمون ولغة هذا العصر إدخال مصطلح (دستور) في عنوانه الذي يقتصر في غلافه الخطي على «مفتاح المعية في الطريقة النقشبندية» وفي داخل النص «مفتاح المعية في آداب الطريقة النقشبندية».
وذلك لأنه يتضمن أصول الطريقة وقواعد السلوك فيها لا سيما في شرح الكلمات الإحدى عشرة لرأس الطريقة النقشبندية سيدي الإمام عبد الخالق الغجدواني قدس الله سره.
وكذلك يعرفنا هذا الكتاب بتحقيق إسناد الطريقة النقشبندية إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويعرفنا بأصول الوصول إلى الله تعالى على منهاج هذه الطريقة العلية، ثم بالآداب التي يجب على السالك التحقق بها لحصول الوصول المأمول.

وقد أسعدني في هذا العمل مشاركة تلميذي في الطريقة، النقشبنديُّ البحاثةُ، الخبير بالتراث الإسلامي الدكتور محمد عبد القادر نصار المدرس بكلية الألسن فقد بذل جهدًا طيبًا في خدمة النصوص وتوثيقها والتعليق - معي - عليها فجزاه الله خير الجزاء.

وإننا لنزجي هذا الكتاب المضيء إلى أحباب الأولياء الصوفية خاصة وإلى طلاب الحقيقة في أمتنا المحمدية عامةً قربانَ حب وانتماء وولاء لحضرة حبيب الله الأعظم سيدنا محمد صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه، وورثته إلى يوم الدين تحت راية ساداتنا النقشبندية العارفين برعاية شيخنا وجدنا الشيخ جودة إبراهيم وخلفائه العارفين.
جعلنا الله تعالى في معيتهم المشرفة في الدنيا وأبد الآبدين، وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم آمين.
خادم السادة النقشبندية والصوفية أجمعين
أ. د. جودة محمد أبو اليزيد المهدي
نائب رئيس جامعة الأزهر
وعضو مجمع البحوث الإسلامية
في الثامن من المحرم 1429
ذكرى سيدي محمد أبو اليزيد المهدي

مقدمة شيخ الطريقة القطب العارف بالله سيدي جودة المهدي لكتاب (مفتاح المعية)، وقد تشرف الفقير بذكر الشيخ رضي الله عنه له في المقدمة.

الحمد لله الذي فتح على قلوب أوليائه العارفين، وتجلى لهم بأسمائه وصفاته فكشف لأرواحهم أسرار الوجود بأنواره الخفية التي محت ظلمات الحجب الخَلْقِية فتحقق لهم الفتح المبين.
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد الذي تجلى عليه ربُّه بصفة العلم الإحاطي فقال: «أنا أعرفكم بالله »، وقال: «فعلمني كل شيء»، وورَّثَ عِلْمَه الأهل بيته وأصحابه وللأولياء والعارفين.
اللهم صل وسلم وبارك على النور الذاتي والمنظر الصفاتي، مجلي الحقائق القرآنية، وصورة مادة التجليات الفرقانية، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، كلما ذكرك الذاكرون وغفل عن ذكرك وذكره الغافلون.
أما بعد:
فإن مناط السعادة الأبدية -باتفاق الراسخين في العلوم الشرعية- على التحقق بكمال العبودية للحق جل وعلا، ورعاية حقوق الربوبية للحق جل وعلا، ولا يتحقق ذلك إلا بإصلاح القلوب وإفرادها لله عما سواه وهو مقصود «علم التصوف» كما صرح به أساطينه كالإمام الغزالي، والعارف سيدي أحمد زروق، والإمام الشعراني، والضياء الكمشخانوي النقشبندي رضي الله عنهم أجمعين.
ولتحقيق هذه الغاية السامية أوجد الحق تعالى أئمة الإصلاح من شيوخ التربية الصوفية في كل عصر ومصر؛ لتربية النفس وإصلاح القلب والأخذ بأيدي السالكين إلى الله تعالى إلى أبواب الحضرة الإلهية.
ولأن نفوس البشر على أنماط لا حصر لها، وهي متباينة في طبعائها ومختلفة في نوعياتها، فقد تعددت وتنوعت مناهج التربية وطرائق السلوك. ومن ثم كان القول الصوفي المأثور: «إلى الله تتعدد الطرائق بعدد أنفاس الخلائق».
وقال العارف بالله سيدي ضياء الدين أحمد النقشبندي قدس الله سره: «فاعلم أن الله تعالى جعل للعبد أسبابًا بعدد أنفاس الخلائق يصل بها إلى الحضرة الربانية».
وقد أجلى العارف سيدي أحمد زروق رضي الله عنه حكمة هذا التعدد في الطرق بقوله في قواعده: «في اختلاف المسالك راحة للسالك، وإعانة له على ما أراد من بلوغ الأرب والتوصل بالمراد.
فلذلك اختلف طرق القوم ووجوه سلوكهم.
فمن ناسك يؤثر الفضائل بكل حال، ومن عابد يتمسك بصحيح الأعمال.
ومن زاهد يفر من الخلائق. ومن عارف يتعلق بالحقائق.
ومن ورع يحقق المقام بالاحتياط، ومن متمسك يتعلق بالقوم في كل مناط.
ومن مريد يقوم بمعاملة البساط.
والكل في دائرة الحق بإقامة حق الشريعة، والفرار من كل ذميمة وشنيعة».
هذا: ومن أجل الطرق الصوفية الموصلة إلى الله عز وجل طريق السادة النقشبندية قدس الله أسرارهم العلية، فإنها بجوهرها طريق الصحابة رضوان الله عليهم، ومشرب آل البيت الأطهار، لأنها تستمد من رأس سلسلتها الصديقية أفضل الأمة سيدنا أبي بكر الصديق، ومن رأس سلسلتها الذهبية العلوية باب مدينة العلم سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله تعالى وجهه.
وينتظم في عقدها النضيد أكابر الأمة وشوامخ علمائها وعارفيها كسيدنا الإمام جعفر الصادق وسيدنا الإمام الحسن البصري وسيدنا الإمام أبي يزيد البسطامي، وسيدنا معروف الكرخي ومولانا الإمام الجنيد سيد الطائفة الصوفية قدس الله سره، وكذا الإمام عبد الخالق الغجدواني (رئيس الخواجكان)، والإمام محمد بهاء الدين النقشبندي (مجدد القرن الثامن) والإمام أحمد الفاروقي مجدد الألف الثاني قدس الله سره، والعارف الشريف الجرجاني وشيخ الإسلام ابن عابدين والإمام خالد البغدادي (مجدد القرن الثالث عشر) وتلميذه الإمام الألوسي خاتمة المفسرين المحققين وغيرهم -رضي الله عنهم- وكثير وكثير من أكابر صلحاء الأمة وعلمائها رضوان الله عليهم أجمعين.
وإذا كان من ضرورة التعرف على مناهج الطرق الصوفية أن يكون لكل طريقة دليل معرفي ممثلًا في كتاب علمي لأحد العلماء المنتسبين إليها فإننا نجد - بحمد الله تعالى - فيضانًا ربانيا من نتاج أئمة علماء الصوفية، وقد صرح العارف الضياء الكمشخانوي -قدس الله سره- بجملة من مصادر الطرق الصوفية في صدر كتابه «جامع الأصول» حيث قال: فأما النقشبندية: فمذكورة في الرشحات، ومكتوبات الإمام الرباني والنفحات والرسالة القدسية، والتاجية، والخادمي وفصل الخطاب لمحمد بارسا ومفتاح المعية.
وأما القادرية: ففي بهجة الأسرار، والغنية، وقلائد الجواهر، وفتوحات الغيب، ونفحات القدس، والمناقب، والغوثية.
وأما الشاذلية: ففي المفاخر العلية، والكواكب الزاهرة، والمناقب، والواردات.
وأما الرفاعية: ففي بهجة الرفاعي، والوصايا والمناقب.
وأما الأحمدية: ففي بهحة البدوي، وشرح متن الغاية، والوصايا.
وأما الدسوقية: ففي الوصايا والمناقب.
وأما الأكبرية: ففي الفتوحات المكية، والحلية، والتدبيرات، وحوض الحياة، والمناقب، والفصوص.
وأما المولوية: ففي المثنوي، والثواقب، والمناقب، و(فيه ما فيه).
وأما الكبروية: ففي فقرات نجم الدين، والتأويلات، والمناقب.
وأما السهروردية: ففي (العوارف)، و(تعرُّف علم التصوف).

لذا يحتجب به المريد بدلا من أن يرتفع به حجابه.

وشرط الشيخ الذي يصحبه هذا المريد أن يكون صحيح العقيدة، صحيح الإذن، لا يدعو إلى نفسه. وما من شيخ من شيوخ الباطل والدجل إلا وهو داع إلى نفسه لا إلى الله تعالى.

الطريق تطوع، وما دام المريد تطوع، فعليه أن يعرف، ومما يجب أن يعرف قول سيدي عبدالغني النابلسي في مفتاح المعية:

"ولا ينتج المريد في صحبة شيخه إلا بثلاثة شروط:
الأول: أن يصحبه صحبة خدمةٍ له، وانتسابٍ إليه، وافتخارٍ به، وإقبال عليه."

واعلم أن الإنسان له وجودان حقيقيان، لا خياليان؛ لأن أحدَهما، وهو الأول في إدراكه ، وفيه كل إنسان عند نفسه قبل معرفتها، وهو الغالب في هذا النوع الإنساني إلا من كان من أهل العناية الربانية، وهو الوجود الظلماني، وسببه جمود البصيرة والبصر على إدراك ما تدركه الأطفال في ابتداء إدراكها، ثم الاعتياد على ذلك والرسوخ فيه.

والثاني وهو بعد الأول في الإدراك، وفيه أهل العناية والتوفيق وهو الوجود النوراني، وسببه زيادة التصديق والإذعان، وكثرة التسليم بالقلب، والإيمانُ والطمأنينة والإيقان، والاعترافُ ظاهرًا وباطنًا بالعجز والقصور عن معرفة أهل الشهود والعيان، وتخطئةُ النفس في جميع ما تدركه وتفهمه من الاعتقادات الإلهية والنبوية والأخروية الواردة في السنة وفي القرآن، فإن الله تعالى لا يُعَلِّمُكَ من علمه إلا إذا تركت علمك، وعلمك ليس بعلم كما قال تعالى (والله يعلم وأنتم لا تعلمون)، (إنما العلم عند الله).

فكما أن وجودَك النوراني من نور نبيك، ونورَ نبيك من نور الله، وسِرَّ وجودِك الظلماني من ظلمة نفسك، وظلمةَ نفسِك من ظلمة الشيطان، والشيطان عدو الرحمن وصديق العدو عدو، وصديق الصديق صديق، وعلمَك في الوجود الظلماني من علم إبليس عليه اللعنة، وعلمَك في النوراني من علم النبي صلى الله عليه وسلم وهو من علم الله تعالى، فلا يمكن أن تعلم وجودك النوراني وتصل إليه إلا إذا تركت علمك الظلماني الطبيعي، ولا يمكن أن تعلم ربك العلم التام وتصل إلى معرفته تعالى وشهوده، إلا إذا تركت علمك النوراني أيضًا ووجودك الروحاني، فتزول عنك جميع الحجب، وتشهد الأمر على جليته من غير شبهة.
سيدي عبدالغني النابلسي
مفتاح المعية

قال أخي الدكتور محمد الملطاوي ردا على هوجة التنظير الدائرة حاليا


غالب الطرق الصحيحة الآن تغلب عليها صورة الدعوة من الوعظ والتذكير، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تعليم أساسيات الدين والفرائض، وممكن أيضاً تقويم نفسي وأخلاقي، ومع ذلك يسمى المنضمين لها مريدين تجاوزا وهم بالفعل لهم قدر من ذلك المسمى، فلا تستغرب لما تجد مريد مسكين وتريد أن تقارنه بصفات المريد في كتب المتقدمين، أو شخص كامل الاستعداد كل ما على الشيخ هو أن يشعل له الفتيل، وقد يتأهل من وسط هذا الضعف بعض المريدين الذين تتمناهم كما في الكتب
لما تكون هناك أدوار متكاملة ولما يكون هناك تعليم وتربية دينية ولا يأتي من يطلب الطريق وهو أبيض من الصيني ابقى طالب بما تحب من الصور التي تقرأها في الكتب

اللهم زدنا علما:

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه عدد آياتك ومداد كلماتك وزنة عرشك ومنتهى رضاك وبرك. اللهم يا فالق الإصباح وجاعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم نسألك اللهم خير هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه، ونعوذ بك من شره وشر ما بعده يا حفيظ يا عليم.

المدحة الجزرية - للإمام شمس الدين ابن الجزري

Audio from Elmalatawy

من مناجاة سيدي محيي الدين بن عربي التي ألقاها عليه ملك الإلهام تجاه الكعبة المشرفة:

إلهي إنْ أحَاطَ بيَ المَلَكَانِ في الحُفْرَةِ، وسألاني عَنْ تَحْقِيقِ عُبُودِيَّتِي لَكَ باستحقَاقِ رُبُوبِيَّتِك لي، وما سَبَقَ مِنَ القَيْدِ والعَهْدِ لأنْبِيَائِكَ، فَخَاطِبْهُما عَنِّي بِفَضْلِكَ، ولَقِّنِّي حُجَّتِي بِعَوْنِكَ، ولا تَحْجُبْنِي عَنْكَ في هذا المقَامِ ولا غَيْرِه، وألْهِمْنِي قَوْلَ الحَقِّ بِكَ، وَوَحِّدْ نَفْسَكَ على لِساني، وثَبِّتْ قَلْبِي بحقَائِقِ إيمانِكَ واتِّباعِ أنْبِيَائِكَ، ولا تُخَوِّفْني عِنْدَ رؤيتِهِما، ولا تُوَحِّشْنِي صِفَةَ خَلْقِهِما، وآنِسْنِي بِكَ في كلِّ وِحْدَةٍ، واجعَلِ الحُفْرَةَ عَليَّ رَوْضَةً عامِرَةً ونُزْهَةً ظاهِرَةً بقُدْرَتِكَ كما تَشَاءُ وتُرِيدُ.

آمين

🤲

👍 هذه الإشارة لا تناسب الدعاء.
هذه أفضل

اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا راد لما قضيت ولا مبدل لما حكمت ولا ينفع ذا الجد منك الجد